افتتاحية صحيفة البناء:
نصرالله: معادلة القوة على الطاولة لحماية حدود البر وثروات البحر ومنع الفوضى متمسّكون بالتفاهم مع التيار الوطنيّ الحر حيث لا اشتراط التوافق على الرئاسات ندعم ترشيح فرنجية فتعالوا نتوافق أو نتنافس… ونصاب الثلثين ثابت لنا وعلينا
قدّم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مطالعته الرئاسية المتكاملة في كلمته يوم أمس، بمناسبة إحياء الحزب ليوم الأسير والجريح المقاوم. وبعدما أعاد السيد نصرالله التأكيد على المعادلات المتصلة بقوة الردع وجهوزية المقاومة لوضعها على الطاولة، سواء في حماية الحدود البرية أو في حماية حقوق لبنان باستثمار ثروته البحرية، أو في منع لعبة الفوضى بقوة التجويع وصولاً للتركيع، انطلق نصرالله لمقاربة الملف الرئاسي من باب جعله سقفاً لخطابه عاد إليه مراراً، هو إعلان التمسك بالتفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وفك الارتباط بين التفاهم ومقاربة الاستحقاقات الرئاسية، سواء رئاسة الجمهورية أو رئاسة المجلس النيابي أو رئاسة الحكومة، وصولاً الى الفصل بين التفاهم ودعم ترشيح الرئيس ميشال عون في معركته الانتخابية كمرشح رئاسي، دون أن يعني ذلك إعطاء الفرص سابقاً ولاحقاً للوصول الى توافق يعزز قوة التحالف بين الفريقين في حال حدوثه دون أن يفسد الخلاف ما يجمع الطرفين، ولعل الفك الأهم الذي أقامه السيد نصرالله هو ما قدمه في خطابه رداً على مقولة إن الحزب خذل التيار في معاركه لبناء الدولة ومكافحة الفساد وهي من بنود التفاهم، مكتفيا بالقول إن ظلم الرئاسة بما فيها رئاسة العماد ميشال عون هو بتحميلها مسؤولية بناء الدولة ومكافحة الفساد، بصلاحيات لا تتيح خوض معركة هذين الملفين اللذين يحتاجان الى توافقات نيابية وحكومية، وصولاً الى أن معايير الفوز بهذين الملفين لا تنطبق على شروط خوض الاستحقاق الرئاسي، وخير مثال هو ما جرى مع الرئيس ميشال عون على هذا الصعيد.
حسم السيد نصرالله إعلان دعم حزب الله ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، مضيفاً الى إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري، زخماً كافياً لافتتاح المعركة الرئاسية، سواء بالدعوة للحوار طلباً للتوافق أو للتنافس طلباً للأغلبية، مثبتاً معادلة التمسك بنصاب الثلثين، سواء كان ذلك يخدم المرشح الذي ندعمه ام لا يخدمه غامزاً من خصوم الحزب الذين بدلوا مواقفهم مراراُ من النصاب، مضيفاً نحن قمنا بتعطيل النصاب ونعترف أن من حق غيرنا أن يقوم بذلك، رغم أن هذا الغير بدأ بالتنمّر على تعطيل النصاب وهو اليوم ينادي به ويسعى إليه ويهدد باستخدامه.
وأعلن السيد نصرالله أن “المرشح الطبيعي الذي يدعمه حزب الله في الانتخابات الرئيسية ويعتبر أن المواصفات التي نريدها موجودة في شخصه هو رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية».
وفي كلمة له بمناسبة يوم الجريح، توجّه إلى “الإخوة” في التيار على حدّ تعبيره بالقول: ”منذ توقيع التفاهم في الـ2006 كنا حريصين عليه ولا زلنا حريصين عليه والتفاهم بيننا لم يحولنا إلى حزب واحد ولم يجعل أحدًا تابعًا للآخر”.
واعتبر أن “عندما نعلن دعمنا للوزير سليمان فرنجية هذا ليس إخلالًا بالتفاهم فلكلٍ الحرية باختيار المرشح الذي يناسبه”، موضحاً أن “عدم ردنا لا يعني تسليمًا بما يُوجَّه ضدنا لكننا حريصون على العلاقة مع التيار ولن نفتح الباب للمصطادين بالماء العكر عبر التحدث بهذه الأمور عبر الإعلام ولا أقبل بأن يُقال إن حزب الله أجرى تحالفًا وطعن بحليفه”.
وأشار نصرالله إلى أن ”اللبنانيين سيكونون أمام خيارين أحدهما عدم توافر النصاب سواءٌ من قبلنا أو من قبل الطرف الآخر وهذا من الممكن أن يستمر لأشهر والخيار الثاني هو إعلان المرشحين الجديين والذهاب إلى مجلس النواب، فإن حصل النصاب نكمل الانتخاب وإن لم يحصل نذهب للحوار عسى نصل لتسوية”.
وكشف “أننا جلسنا مع حلفائنا ومن بينهم الأخ والصديق النائب جبران باسيل وأخبرناه أن هذه المواصفات التي نريدها في الرئيس وقلناها في الإعلام وهي عدم طعن ظهر المقاومة والشجاعة والتواصل مع جميع الأطراف وغيرها. وقلت له حينها لباسيل إن من الذين نعرفهم للترشح للرئاسة أنت والوزير سليمان فرنجية، ولكن بما أنه لا فرص لديك فالموجود هو فرنجية”.
وشدد على “أننا لا نقبل أن يفرض الخارج على لبنان رئيسًا والغريب أن قوىً تسمّي نفسها سياديةً تطلب من الغرب أن يفرض رئيسًا واستخدام سلاح العقوبات ونحن لا نقبل أن يفرض “فيتو” من الخارج لا على مرشحينا أو على المرشحين الآخرين وفقط نقبل المساعدة”.
وأكد في هذا الخصوص “أن إيران وسورية لا تتدخلان بالشأن الرئاسي فقرارنا بالكامل بأيدينا، أما في الفريق الآخر فينتظرون الخارج ويراهنون على أوضاع إقليمية”.
ولفتت أوساط مطلعة لـ”البناء” الى أن “إعلان السيد نصرالله بشكل رسمي وعلني تأييد الحزب ترشيح فرنجية بعد أيام على إعلان مماثل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، يظهر حجم التنسيق بين ثنائي حركة أمل وحزب الله بالملف الرئاسي وكذلك يعكس الجدية بطرح الترشيح، لكن الأهم أنه فتح مرحلة جديدة في المعركة الرئاسية ستنطلق منذ اليوم، عنوانها حشد التأييد النيابي الواسع لفرنجية لتأكيد وإثبات وثبيت الأكثرية النيابية الـ65 وفتح ثغرة للحوار في جدار المواقف الصلبة وبدء التفاوض الجدي على المرشحين ويفتح الباب أيضاً لاستدراج كتل نيابية كانت تؤيد المرشح النائب ميشال معوض وتراجعت كاللقاء الديموقراطي والحزب الاشتراكي وكتل أخرى تجلس في المنطقة الرمادية تنتظر موازين القوى النيابية والتسويات للالتحاق بها، كالاعتدال الوطني وبعض المستقلين، كما وضع الترشيح الكرة في ملعب بعض الأطراف السياسية التي كانت تتهم فريق الثنائي بالتعطيل من خلال إخفاء مرشحه والتصويت بالورقة البيضاء”.
وترى المصادر أن “توقيت إعلان السيد تأييد دعم فرنجية هو توقيت قاتل للفريق الداعم لمعوض، ففي حين استنفد هذا الفريق كل الوسائل والوقت والجهد والدعم الخارجي لتأمين أكثرية لمعوض وفشل بعد 11 جلسة للمجلس النيابي، يكشف نصرالله علناً عن المرشح الذي يدعمه ما يجعل فرنجية متقدماً ويحظى بفرص أكبر للفوز في ظل متغيرات وتطورات محلية وإقليمية ودولية تصبّ في مصلحة محور المقاومة وفريقها الداخلي”، و”يعكس استنفار وارتباك الفريق الداعم لمعوض وتهديدهم بتعطيل النصاب بوجه مرشح 8 آذار، حقيقة التغير في المشهد الخارجي».
وتعتقد المصادر بأنه لا يمكن أن يُقدِم نصرالله على الرهان بإعلان ترشيح فرنجية بعد شهور على إخفائه لو لم يكن هناك معطيات داخلية تتعلق بمواقف بعض الكتل باتجاه تأمين الأكثرية اللازمة وعلى الصعيد الخارجي لا سيما أن السيد أعلن بوضوح أنه لم يعلن تأييد فرنجية لأنه لا يستخدم سياسة الحرق والمناورة مع مرشحه الجدي.
وتشير المصادر إلى أن نصرالله قطع الطريق على الفريق الداعم لمعوض والذين يراهنون على ضغوط دولية على لبنان والاستثمار في الانهيار والفوضى الاجتماعية والأمنية بأن يلوي ذراع فريق المقاومة للتنازل لمصلحة السير برئيس ينفذ السياسات الأميركية الغربية، كما مرّر نصرالله رسالة بأن فرنجية هو المرشح الجدّي وسيخوض معركته ولو طال الفراغ، لأنه يمتلك كافة المواصفات التي تتطلبها المرحلة لا سيما أنه يحمي ظهر لبنان من كامل الحدود بظل الفوضى والحروب والأخطار وبؤر التفجير في المنطقة، أو الحل الثاني المتمثل بالحوار على مرشح توافقي يمتلك المواصفات نفسها التي يملكها فرنجية”، ووجه رسالة هادئة الى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لكنها تخفي الكثير من العتاب والاشارات السياسية، لكنه منح التفاهم فرصة اضافية وقد تكون أخيرة لإحيائه والبناء عليها في إعادة بناء التفاهم على أسس جديدة تتوافق ومتغيرات المرحلة، مع الفصل بين حيثيات وبنود وأهداف تفاهم مار مخايل وبين مقاربة ورؤية الطرفين للملف الرئاسي أو أي استحقاق آخر رغم أهميتهم، كالحكومة ورئاسة المجلس.
ومهّد نصرالله لإعلان دعم ترشيح فرنجية برسالة استباقية لكوادر وجمهور التيار لتفادي أي فهم خاطئ أو ردة فعل سريعة من جمهور التيار، بالشرح المسهب لأهداف العلاقة وبأن تأييد فرنجية غير موجه ضد التيار أو خطوة لتصفية التفاهم.
ويعول مطلعون على الوضع السياسي على معطيين: الأول داخلي يتمثل بنجاح حزب الله بانتزاع شبه موافقة رئيس التيار الوطني على انتخاب فرنجية مقابل إشراك التيار بالتسوية المقبلة التي تضمّ برنامج عمل الرئيس ورئاسة الحكومة والحكومة وعمل المجلس النيابي التشريعي والتدقيق الجنائي ومكافحة الفساد وحاكمية مصرف لبنان، والثاني الانفتاح العربي والسعودي المصري تحديداً على سورية وما يمكن أن تتركه من نتائج إيجابية على الساحة اللبنانية، يكون فرنجية أحد نقاط التقاطع السعودية – السورية الإيرانية.
وفي هذا السياق، أفيد أن السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري سيطلق حراكاً سياسياً في إطار جولة تبدأ من بكركي في لقاء مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وتشمل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل وغيرهم.
وبعد انتهاء نصرالله خطابه بحوالي الساعة فقط، غرد السفير السعودي وليد بخاري، عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، كاتباً: “ظاهرة التقاء الساكنين في الاستحقاقات البنيوية تقتضي التأمل لتكرارها نطقاً وإعراباً، وخلاصة القول هنا: إذا التقى ساكنان فيتم التخلص من أولهما؛ إما حذفاً إذا كان معتلاً، أو بتحريك أحدهما إن كان الساكن صحيحاً”. ولم يعرف ما إذا كان البخاري يتوجه بتغريدته الى نصرالله أم لا.
ونقلت أجواء صحافية أن الدبلوماسييين المعتمدين في لبنان يتخوّفون من الفوضى والانفجار الاجتماعي ولذلك يكثفون اتصالاتهم مع القوى السياسية، في موازاة اتصالات تجريها باريس تحضيراً لاجتماع ثانٍ يبحث في النتائج التي سيعود بها السفراء من لبنان، لكن لم يحدد مكان وزمان الاجتماع ولا مستوى المشاركة.
وأعلن المكتب السياسي لحركة أمل “أن المسؤولية الوطنية والواجب الأساس والمدخل، هو بانتخاب رئيس جديد للبلاد”. واعتبر في بيان عقب اجتماعه الدوري أن “حال الشغور الرئاسي المنعكسة على صورة المشهد السياسي الداخلي تستوجب الإسراع في تلقف مواقف الرئيس بري الهادفة إلى كسر حالة الجمود واختراق المتاريس السياسية لإنهاء عصبيات المواقف والتشرذم والمراوحة والانقسامات والتحديات والضغوطات التي تؤثر سلباً في يوميات اللبنانيين معيشة واستقراراً”.
وفي ملف ترسيم الحدود، قال السيد نصرالله في كلمته: “لن نتسامح مع أي مساس بأي شبرٍ أو مترٍ ولا عن حبة رمل لا على الحدود ولا عن مزارع شبعا التي يجب العمل على تحريرها بكل الأساليب كما لن نتخلى أو عن حبة ماء من مياهنا”. وأسف لأن “هناك محاولات للعدو للتمدد بأمتار خارج الخط الأزرق ورأينا مشاهد الناس العُزَّل الذين يقفون بوجه جيش ودبابات الاحتلال بجرأة”، منوّهًا بأن “الجيش اللبناني بضباطه وجنوده يقف وجهًا لوجه ضد الاحتلال على الحدود ويمنعون الاحتلال من التمدّد والاحتلال”. وركز على أنه “لم يكن ليحصل على الحدود بلا معادلة ردع في لبنان والتي تتجلى بما نراه على الحدود بالشعب والجيش والمقاومة والتي يعرف العدو أنها بالمرصاد”.
وغداة العدوان الاسرائيلي على الحدود الجنوبية وتصدي الجيش اللبناني لجيش الاحتلال الاسرائيلي، اكتشفت المقاومة الاسلامية ليل أمس جهاز تجسس صهيوني زرعه جنود الجيش الصهيوني على مقربة من موقع “العباد” داخل الأراضي اللبنانية.
وكان الرئيس بري استقبل قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) الجنرال ارولدو لاثارو.
في غضون ذلك، حدد قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا، 15 آذار الحالي، موعداً لاستجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا ومساعدته ماريان الحويك، في ادعاء النيابة العامة ضدهم بجرائم “الاختلاس وتبييض الأموال والإثراء غيرالمشروع والتهرب الضريبي”.
وعلمت “البناء” أن طرق التمديد القانونية لحاكم مصرف لبنان في الحاكمية مغلقة، لأسباب عدة منها سياسية ومالية وقانونية وقضائية في الداخل والخارج، وأشارت المعلومات بأن أي طرف لم يفاتح بطرح التمديد لأن أحداً لن يأخذ على عاتقه هذا الأمر. كاشفة أن سلامة سيخرج من منصبه في تموز المقبل الى منزله وسيترك الأمر للمسار القضائي لكي يستكمل على نار باردة لكي يكشف حقيقة الملفات والدعاوى التي تواجهه.
ونفى وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري، أن “يكون الادعاء على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في لبنان يعرقل مسار ملفه في الخارج”، واعتبر أن “ذلك لا يمنع الادعاء عليه من القضاء الأوروبي اذا وجد ما يستوجب ذلك. وأكد أن بإمكان القضاء الأجنبي ان يتخذ التدابير والإجراءات والقرارات تبعا لما تتوصل اليه تحقيقاته”.
وفي حديث لـ”قناة الحرة”، ردّ على سؤال عما إذا كان يجوز قانوناً التمديد لسلامة اذا ارادت السلطة السياسية ذلك رغم أنه شخص مدعى عليه بالقول: “ان المرء لا يدان قبل أن يصدر بحقه حكم. ولكن في السياسة سمعنا أكثر من مرجع وفريق سياسي يؤكد بأن لا تمديد لحاكم مصرف لبنان”.
على صعيد آخر، أعلن المدير العام للاستكشاف والإنتاج من شركة “توتال” رومان دو لا مارتنير، أن “نهاية أيلول المقبل هو الموعد المرتقب لبدء أعمال الحفر في البلوك رقم 9، على أن تكون نهاية العام الحالي الموعد النهائي لإعلان نتائج عمليات الحفر”، وذلك خلال زيارته الى وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية.
*****************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
نصرالله: رشِّحوا وتعالوا نتحاور
نصرالله يلاقي بري: تعالوا إلى حوار بلا قفازات
بعد الرئيس نبيه بري، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أمس، «دعم» ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، داعياً إلى الحوار لانتخاب رئيس خلال وقت قريب.
موقف نصرالله الذي كان متوقعاً من ناحية المضمون لا التوقيت، جاء بعد اجتماعات لقيادة حزب الله ناقشت فيها خلاصات اللقاءات مع كل الأطراف المحلية ومع الجهات الخارجية. واستند القرار إلى أن فرنجية يوافق المواصفات التي يتبناها الحزب، وأن الوقت صار دافعاً للتعجيل بانتخاب رئيس، إضافة إلى معطى آخر، يتعلق باعتقاد بأن توفير الأصوات الكافية لانتخاب فرنجية لم يعد أمراً صعباً.
إعلان نصرالله يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاتصالات الداخلية والخارجية المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي. وإذا كان الجميع ينظر إلى رد الفعل المرتقب من التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، فإن نصرالله حرص على إبداء الحرص على استمرار التفاهم بين الحزب والتيار، قائلاً إن العنوان الرئاسي أمر أساسي، لكنه ليس بنداً في ورقة التفاهم، وإن الاختلاف سبق أن حصل على مواقع أساسية في الدولة، ولم يحصل أن فض التفاهم بين الجانبين، فاتحاً الباب أمام نقاش لمجمل الملف الرئاسي انطلاقاً من دعم ترشيح فرنجية، ومثبتاً القاعدة التي كان الحزب قد عرضها على باسيل أخيراً، والتي تدعو إلى حوار ثنائي على سلة أسماء يكون بينها فرنجية وآخرون يطرحهم التيار.
الإعلان لا يعني بالضرورة أن رئاسة فرنجية باتت في الجيب، في انتظار تفكيك الألغام التي تعترضه، وهي داخل البيت المسيحي بالدرجة الأولى، إضافة إلى استمرار الفيتو السعودي الذي عبّر عنه السفير السعودي في بيروت وليد البخاري بعد كلام نصرالله بتغريدة فُسّرت كأول ردّ سلبي على دعم فرنجية. غير أن مصادر مطلعة أكّدت أن الجو السعودي في ما يتعلق بفرنجية «ليس بالسلبية التي يصورها الإعلام»، مستغربة «رد الفعل السريع للسفير السعودي قبل أن ينهي نصرالله خطابه وقبل أن يقيّم مسؤولوه فحوى الخطاب»، مشيرة إلى أنه «لم يعد خافياً أن البخاري لا يعبّر بالضرورة عن رأي الخارجية السعودية».
كذلك تتجه الأنظار نحو «ميرنا الشالوحي» لتبيّن ما سيكون عليه الموقف النهائي بعد اجتماع لتكتل «لبنان القوي» اليوم، فيما عمّم التيار على مسؤوليه والناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي ليلاً بـ«عدم التعليق على كلام السيد نصرالله لا سلباً ولا إيجاباً»، و«وجوب الالتزام بموقف التيار بموضوع انتخابات رئاسة الجمهورية أي الحوار والتشاور بين اللبنانيين للاتفاق على مرشح إصلاحي ينفذ مع الحكومة برنامجاً تحت مضامين ورقة الأولويات الرئاسية، وهو موقف مختلف تماماً عن موقف حزب الله». كذلك دعا إلى «عدم الإشارة إطلاقاً لموضوع التفاهم، إن سقط أو بقي، لأن المشكلة أبعد من التفاهم؛ وهي قضية شراكة وطنية، إن سقطت يسقط الوطن».
وبحسب مصادر فإن كلاً من نصرالله في خطابه وباسيل في تعميمه تركا الباب موارباً أمام العودة إلى شكل من التفاهم بينهما إن لم يكن على رئاسة الجمهورية، فعلى استمرار التحالف وإن بصورة جديدة.
*******************************
افتتاحية صحيفة النهار
أخيراً نصرالله يكرّس فرنجية “مرشح الممانعة”
على نحو جهد معه الى عدم اعتبار “الدعم” ترشيحا مباشرا من حزبه، وبطريقة توسل فيها ما امكن من “السلاسة” بحيث لا تتكرر عاصفة الاستفزاز التي اثارها شريكه في الثنائية رئيس مجلس النواب نبيه بري، وطبقا لما كان أوردته “النهار” على موقعها الالكتروني صباح الاحد، فعلها الأمين العام لـ”#حزب الله” السيد حسن #نصرالله أخيرا، واعلن #سليمان فرنجية مرشح الممانعة المدعوم من “حزب الله” وثبته بهذه الصفة رسميا وعلنا.
تطور بارز في سياق تدرج الثنائي الشيعي “امل” و”حزب الله” بقيادته لمحور 8 اذار في ترشيح فرنجية واطلاق حملة سباقه الى الرئاسة الاولى أولا على لسان الرئيس بري، ومن ثم بعد أيام قليلة ملاقاة السيد نصرالله لبري في اعلان دعم الحزب لهذا الترشيح وهذا المرشح كما لو انه ليس مرشح الحزب بل المدعوم منه. ومع ان الملاقاة بين قطبي الثنائية الشيعية اثبت ان توزيع الأدوار كان سابقا لما اقدما عليه، وان مبادرة بري الأسبوع الماضي لافتتاح معركة تبني ترشيح فرنجية علنا ورسميا، كانت منسقة حتما مع السيد نصرالله، فان اللافت ان الأخير لم يتطرق الى ما اثاره بري ولا الى ردود الفعل عليه، ولو انه تعمد الإقرار بحق القوى الخصمة في تعطيل النصاب القانوني للجلسات لئلا يسقط طبعا المسوغ الذي استعمله فريقه في تعطيل الانتخابات الرئاسية حتى الساعة.
ولكن التساؤلات التي اثارها اعلان نصرالله دعم ترشيح فرنجية تسارعت بقوة ولعل ابرزها، هل يعني ذلك فتح باب التفاوض ضمنا وتسريعه لانه من غير الممكن الا يكون نصرالله كما بري مدركين “التعجيز” في تحصيل 65 صوتا لفرنجية مهما تبدلت بعض الظروف راهنا؟ وهو سؤال يفرضه أيضا الانفصال الذي أكده نصرالله بين الحزب “التيار الوطني الحر” في الملف الرئاسي ولو في معرض اظهار حرصه على عدم انهاء تفاهم مار مخايل. اذ ان نبرة نصرالله تجاه حليفه (السابق) اتسمت امس بما يتجاوز العتب والتلميح الى امكان خروجه عن الصمت حيال الاتهامات التي يوجهها “التيار” ورئيسه جبران باسيل الى الحزب. وتاليا كيف يمكن “الطحشة” العلنية بترشيح فرنجية وهو يفتقر الى الأكثرية أولا وتناهضه الكتل المسيحية الكبيرة جمعاء تاليا ؟
في أي حال سيكون رصد الأصداء الداخلية والخارجية على اعلان نصرالله دعم ترشيح فرنجية عنوان الأيام الطالعة. وقد اسهب نصرالله في الجزء الثاني من خطابه امس في تناول الاستحقاق الرئاسي فشدد على “اننا نريد جديا انتخاب رئيس للجمهورية ولا نريد الفراغ .. ونحن ملتزمون بنصاب الثلثين في انتخاب الرئيس في الدورة الاولى والثانية”. وأكد اننا “لا نقبل ان يفرض الخارج على لبنان رئيسا، ولا نقبل فيتوات خارجية على اي مرشح ايا كان هذا المرشح سواء ندعمه او نرفضه، ونقبل المساعدة لتقريب وجهات النظر”. وقال “بالنسبة لأصدقائنا، فإيران وسوريا لم يتدخلا ولن يتدخلا في الاستحقاق الرئاسي وقرارنا بإيدينا نختار من نريد ونرشح من نريد ولا ننتظر الخارج ولا نراهن على اوضاع اقليمية او تسويات في المنطقة بل نعمل ليلا نهارا ليكون انتخاب الرئيس غدا”. وقال: “في نقطة تعطيل النصاب، نحن في السابق اتهمنا بتعطيل النصاب، واليوم نسمع من قادة كتل نيابية ونخب سياسية بانه في حال كان المرشح الرئاسي من محور الممانعة سنعطل الجلسة . نقول لهم اليوم هذا حقكم الطبيعي والدستوري وقلنا ذلك سابقا وبالتالي لا مشكلة لدينا بذلك ولكن المفارقة ان ما كان حراما في الماضي صار حلالا الآن بل واجبا”.
ونبه الى انه “بالنسبة لنا ليس لدينا شيء اسمه مرشح حزب الله، ما لدينا نحن هو مرشح يدعمه حزب الله”، لافتا الى أن “الرئيس ميشال عون سابقا لم يكن مرشح “حزب الله” بل نحن دعمنا من هو المرشح الطبيعي” وكشف عن “جلسة انعقدت مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وقلت له المواصفات التي يريدها حزب الله في الرئيس وقلناها في الإعلام وهي عدم طعن ظهر المقاومة والشجاعة والتواصل مع جميع الأطراف وغيرها، وقلت له بان هذه المواصفات موجودة في حضرتك ورئيس تيار المردة وبما انك لا تريد الترشح لذلك فإن مرشحنا الذي ندعمه هو النائب سليمان فرنجية، واتفقنا بعد النقاش مع النائب باسيل بأن للبحث صلة .. وفي آخر لقاء حصل بين وفد قيادي من حزب الله مع وفد من التيار الوطني الحر طرحنا بان نقدم لائحة ومن ضمن هذه اللائحة اسم سليمان فرنجية .. والمرشح الطبيعي الذي يدعمه حزب الله في الانتخابات الرئاسية ونعتبر ان المواصفات الذي نأخذها في الاعتبار موجودة في شخصه هو سليمان فرنجية”.
وعن ورقة التفاهم بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” قال “اليوم دعمنا لترشيح الوزير سليمان فرنجية لا يعني التخلي عن التفاهم او الانسحاب منه. خلال الفترة الماضية كان هناك بعض الملاحظات من قبل الطرفين ولكن بعض قيادات التيار هاجموا حزب الله بينما نحن احتفظنا بانتقاداتنا للجلسات الداخلية”، لافتا إلى أنه “أحرص الناس في حزب الله على هذا التفاهم، ونحن حرصاء على هذا التفاهم وعلى الصداقة والعلاقة مع التيار الوطني الحر ولبنان احوج ما يكون لتوسيع العلاقات، فلبنان بحاجة للتهدئة والحوار والتواصل والا علينا التعايش مع الفراغ الرئاسي”.
وفي سياق مماثل اعتبر المكتب السياسي لحركة “أمل” أن “حال الشغور الرئاسي المنعكسة على صورة المشهد السياسي الداخلي تستوجب الإسراع في تلقف مواقف الرئيس بري الهادفة إلى كسر حالة الجمود واختراق المتاريس السياسية لإنهاء عصبيات المواقف والتشرذم والمراوحة والانقسامات والتحديات والضغوطات التي تؤثر سلبا في يوميات اللبنانيين معيشة واستقرارا”.
#سامي الجميل
في المقابل شن رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل في مقابلة مع رئيسة مجموعة “النهار” نايلة تويني عبر برنامج “بودكاست مع نايلة ” هجوما عنيفا على “حزب الله” ورأى “أنّ لبنان يعيش في ظلّ ميليشيا مسلّحة مسيطرة بشكل كامل، تستخدم العنف والتعطيل وجميع الأساليب غير القانونية من أجل السيطرة على البلد”. كما اعتبر أنّ “لبنان في وضع الرهينة، والمطلوب من اللبنانيّين مقاومة هذا نوع من الاحتلال”. بالنسبة إليه، “هو نوع من الاحتلال، لأنّ عناصره لبنانيّون، لكنّ قراره غير لبنانيّ، وتالياً، فهو مزيج من الاحتلال وسيطرة فريق لبناني معيّن على الساحة السياسية.
وأضاف : “قرارنا مسلوب في ظلّ سيطرة حزب اللّه على البلد. يمنع عمل مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، ويمنع عمل القضاء. يهدّد القضاة ويهدّد الناس. قطع علاقاتنا مع الخليج والمجتمع الدولي، منعنا من تصدير منتجاتنا، قتل الاقتصاد. إنّه يأخذنا رهينة. دعوتي الأولى اليوم هي توحيد الصفوف بشكل عابر للطوائف والمناطق لمواجهة هذا الخطر الأوّل والأساسيّ على مستقبل لبنان”.
وإذ اكد انه لن ينتخب سليمان فرنجية توجه الجميّل إلى أفرقاء المعارضة جميعهم ، نوابا، وكتلا سياسية، وأحزابا قائلاً: “يجب أن نتخطّى جميع الأمور، وعملنا كحزب كتائب في المجلس هو التواصل مع جميع الكتل النيابية المعارضة، لأخذ مواقف مشتركة وتقوية هذه المواجهة مع خصمنا المشترك، ليس لأننا نريده خصماً لنا، بل لأنّه أراد أن يتحدّانا جميعنا، مشكلتنا مع الحزب هي سيطرته على قرار البلد، لأنّه يستخدم السلاح والعنف، ولأنّه يحاول تغيير هوية لبنان. في حال توقف من فعل كلّ هذا، لن تكون لدينا مشكلة معه، نلتقي نعه في مجلس النواب، نختلف ونتفق مثل الحياة الديموقراطية، المشكلة أنّ هذا الحزب يناقض مبدأ الديموقراطية”. ( ص )
بخاري .. وطراف
اما في المواقف الديبلوماسية من الواقع الداخلي فبدت لافتة تغريدة لسفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري عبرحسابه على “تويتر” كتب فيها : “ظاهرة التقاء الساكنين في الاستحقاقات البنيوية تقتضي التأمل لتكرارها نطقا وإعرابا، وخلاصة القول هنا: “إذا التقى ساكنان فيتم التخلص من أولهما؛ إما حذفا إذا كان معتلا، أو بتحريك أحدهما إن كان الساكن صحيحا”. وبدا واضحا ان بخاري كان يلمح الى مرشحين رئاسيين في لبنان . وافيد ان بخاري سيزور بكركي اليوم كما سيكون له تحرك اخر في الأيام القليلة المقبلة .
وأوضح سفير الاتحاد الأوروبي رالف طراف بعد لقائه امس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي انهما بحثا في مجالات العمل المشتركة التي تتعلق بالملفات الأمنية، واللاجئين السوريين والفرص الاقتصادية “اضافة الى المواضيع المرتقبة مثل انتخاب رئيس، وبرنامج الإصلاحات مع صندوق النقد الدولي التي يحتاجها البلد، وأنا ممتن لأننا وجدنا في شخص رئيس الحكومة محاورا يفهم قلقنا وملتزما بايجاد الحلول لكل هذه المسائل”. وقال طراف: ” بالنسبة إلى الشأن الاقتصادي، هناك تفهم مشترك بأننا هنا من أجل الدعم، ولكن مجمل التدابير والاجراءات يجب اتخاذها من قبل صانعي القرار اللبنانيين، نحن نفهم بأن هذه المواضيع معقدة وغير سهلة، فمجمل هذه التدابير، ومع انها ستحسن حياة الناس بشكل أفضل، ولكن هناك اشخاصا يتعين عليهم التخلي عن بعض الطموحات والتطلعات، ومن المهم تحقيق التوازن في هذا الموضوع الشائك”.
*********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
البخاري في بكركي اليوم تمهيداً لجولة “تشاور” مع القيادات اللبنانية
نصرالله قضى على آمال فرنجية الخارجية: تعايشوا مع الفراغ!
على قاعدة “مِنَ الحبّ ما قتل” جاءت مجاهرة الثنائي الشيعي بترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وعلى قاعدة “قَتَلتَني مرّتين” ربما تكون نتيجة هذا الترشيح بعدما قضى “حزب الله” أول مرّة على حظوظ ترشيح فرنجية في الانتخابات الرئاسية الماضية لصالح ميشال عون، واليوم قضى في المرة الثانية على آماله بأن يحظى بأي تأييد خارجي لترشيحه، لا سيما من المملكة العربية السعودية، بعدما وضعه في خانة واحدة مع “الحوثي” بمجرد تسميته مرشحاً مدعوماً من محور الممانعة للرئاسة اللبنانية.
فبمعزل عن الاستهلالية التمهيدية قبل أن يلفظ دعم ترشيح فرنجية بالاسم للرئاسة، لن تخفّف لعبة تدوير التعابير والتنظير في الفارق بين مَن يُرشحه “حزب الله” ومَن يدعم ترشيحه، من وطأة قرار نصرالله إعلان مرشحه الرئاسي على الملأ للمرة الأولى منذ اندلاع المعركة الرئاسية، خصوصاً وأنّ هذا الترشيح، شاء فرنجية أم أبى، أتى من “عين التينة” و”حارة حريك” قبل أن يصدر من “بنشعي”، ما يجعله في الحسابات الداخلية والخارجية رأس حربة “الثنائي” في مواجهة مرشح المعارضة ميشال معوض على المستوى الداخلي، وفي وجه مجموعة الدول الـ5 الساعية إلى بلورة صيغ إنقاذية للأزمة اللبنانية على المستوى الخارجي.
وانطلاقاً من تشديد الأمين العام لـ”حزب الله” على كون دعم ترشيح فرنجية ينبثق من قراره “نختار من نريد ونرشّح من نريد ولا نقبل بفيتوات خارجية”، رأت مصادر واسعة الاطلاع في هذا القرار تصميماً من “الثنائي الشيعي” على خوض المعركة الرئاسية بروحية “التحدي لمحاولة فرض فرنجية فرضاً على الخارج بقوة الأمر الواقع وموازين القوى في البلد تحت طائل التهديد بالاستمرار بأجندة التعطيل والاستنزاف حتى يرضخ الحريصون على لبنان في المجتمع الدولي لهذا الخيار”، سيّما وأنّ نصرالله ختم خطابه أمس برسالة بالغة الدلالة توجّه بها إلى من يعنيهم الأمر في الداخل والخارج، مفادها: “تعايشوا مع الفراغ” في حال عدم التجاوب مع طروحات “الثنائي” الرئاسية.
أما في ما يتصل بالعلاقة مع “التيار الوطني الحر”، فلاحظت أوساط مواكبة لهذه العلاقة أنّ كلام الأمين العام لـ”حزب الله” عكس استمرار رهانه على إمكانية إصلاح ذات البين مع رئيس “التيار” جبران باسيل من خلال تجديد حرصه “شخصياً” على استمرار “ورقة التفاهم” المبرمة بين الجانبين، ومحاولة إيجاد أرضية مشتركة يمكن التأسيس عليها لنزع فتيل الخلاف الرئاسي المحتدم بينهما، مشيرةً في المقابل إلى ضرورة ترقّب “ردة فعل” باسيل على إعلان نصرالله دعم ترشيح فرنجية خلال اجتماع تكتل “لبنان القوي” اليوم، وسط مؤشرات أولية أفادت بأنّه عمّم على كوادر “التيار” ونوابه عدم التعليق “لا سلباً ولا إيجاباً” على هذا الإعلان أمس.
ولفتت الأوساط نفسها إلى أنّ مقاربة نصرالله ملف الخلاف الحاصل مع “التيار الوطني” أدخلت هذا الملف “منعطفاً جديداً” بعدما لم يتوانَ عن كشف جانب من محضر جلسته المطوّلة مع رئيس “التيار” والتي تناولا خلالها “حتى الثانية من بعد منتصف الليل” موجبات دعم ترشيح فرنجية على اعتبار أنّ باسيل “لا حظوظ له”، متوقفةً من ناحية أخرى عند “الردّ الحازم الذي أبداه الأمين العام لـ”حزب الله” على بعض قيادات التيار الذين يهاجمون الحزب على الشاشات وفي الصحافة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي في موضوع بناء الدولة ومكافحة الفساد” على اعتبار أنه بدا بمثابة “رسالة تحذيرية أخيرة” لباسيل من مغبة استمرار هذا الهجوم لكي لا يُضطر “الحزب” في مرحلة ما إلى “فضح المستور” وقول ما له وما عليه “وماذا فعلتم وماذا فعلنا” في هذا الموضوع.
أما على المقلب الآخر، فتقاطعت القراءات الأولية لما بين سطور تغريدة السفير السعودي في بيروت وليد البخاري عبر حسابه على “تويتر” أمس عند توكيد القناعة بـ”حذف” المملكة العربية السعودية اسم سليمان فرنجية من المعادلة الرئاسية بعدما أعلن نصرالله دعم ترشيحه، خصوصاً في الشقّ من التغريدة الذي جاء فيه: “إذا التقى ساكنان فيتمُ التخلّص من أَوّلهِما؛ إمَا حذفًا إذا كان مُعتلًّا، أو بتحريك أحدهما إن كان السَّاكن صحيحًا”.
واليوم يزور البخاري الصرح البطريركي في بكركي للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي والتباحث معه في مستجدات المشهد لبنانياً وإقليمياً، تمهيداً لشروع السفير السعودي في جولة متجددة على عدد من القيادات اللبنانية لاستكمال التشاور معها حيال السبل الآيلة إلى استنهاض لبنان وإنقاذه من أزماته المتشابكة والمتشعبة في أكثر من اتجاه، دستورياً واقتصادياً ومالياً واجتماعياً.
*********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«حزب الله» يعلن رسمياً دعمه فرنجية في انتخابات الرئاسة اللبنانية
نصر الله ترك لباسيل حرية اختيار المرشح بمعزل عن «التفاهم» بينهما
أعلن «حزب الله» رسمياً، أمس (الاثنين)، دعم رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في الانتخابات الرئاسية، موضحاً على لسان أمينه العام حسن نصر الله، أن الأمر ناقشه في السابق مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وأبلغه، أنه طالما أن باسيل لا يريد الترشح ويقول إنه لا فرص لديه «فالموجود هو فرنجية»، تاركاً له حرية اختيار المرشح الذي يريده بمعزل عن التفاهم بينهما.
ويعد هذا الإعلان الأول رسمياً من قِبل الحزب، بعد نحو سبعة أشهر على انطلاق المهلة القانونية للانتخابات الرئاسية، وبعد 5 أشهر على الشغور في موقع رئيس الجمهورية، رغم أن المعلومات كانت دائماً تتحدث عن دعم الحزب لفرنجية في الاستحقاق الحالي.
وقال نصر الله في خطاب متلفز «نحن نريد جدياً انتخاب رئيس للجمهورية ولا نريد الفراغ وبعد ذلك يُعاد تشكيل السلطة لاستقامة الأمور»، مكرراً موقفه السابق لجهة الالتزام بنصاب الثلثين، أي حضور 86 نائباً من أصل 128 نائباً في جلسة انتخاب الرئيس في الدورتين الأولى والثانية، مضيفاً أن «المرشح الذي ندعمه عندما نؤمّن له الـ65 أو الـ70 سنبقى ملتزمين بحضور ثلثي أعضاء البرلمان في الجلسة».
وفشل البرلمان اللبناني على مدى 11 جلسة، في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وسط انقسام سياسي حاد حال دون التوافق على اسم تؤيده أغلبية ثلثي أعضاء البرلمان في الدورة الانتخابية الأولى، أو توفر حضور أغلبية الثلثين لانتخابه في الدورة الثانية. ويؤيد «حزب الله» و«حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، انتخاب فرنجية.
وقال نصر الله «بالنسبة لـ(حزب الله) ليس لدينا أحدٌ اسمه مرشح (حزب الله)، وهذه التسمية تُستخدم لخلق أعداء له ولحرقه، لكن ما لدينا هو مرشح يدعمه (حزب الله)». وأضاف «كل لبنان يعرفنا وجربنا أننا عندما نأخذ القرار بالتسمية فنحن لا نتراجع؛ ولذلك نحن التزمنا بالورقة البيضاء لأننا لا ندخل في لعبة حرق الأوراق». وقال، إن «المواصفات التي نريدها موجودة في شخصه هو سليمان فرنجية».
ومثّل ترشيح فرنجية أبرز الأسباب التي أدت إلى تنافر بين الحزب وحليفه «التيار الوطني الحر» أخيراً. ومن غير أن يتطرق إلى تلك الخلافات التي خرجت إلى الضوء أخيراً، وصف نصر الله باسيل بـ«الأخ» و«الصديق»، وقال «أخبرناه أن هذه المواصفات التي نريدها في الرئيس وقلناها في الإعلام وهي عدم طعن ظهر المقاومة والشجاعة والتواصل مع جميع الأطراف وغيرها». وأضاف «قلت له حينها إن من الذين نعرفهم جنابكم والوزير سليمان فرنجية، وقلت له حينها إنه لا يريد الترشح وإنه يقول لا فرص لديه فالموجود هو فرنجية»، لافتاً إلى «أننا دعونا لحوار ونقاش وكنا بدأنا الحوار والنقاش والمطلوب الآن حوار بلا شروط».
وحاول نصر الله التخفيف من وقع الخلافات مع «الوطني الحر»، وتوجه إلى قيادات التيار بالقول «منذ توقيع التفاهم في الـ2006 كنا حريصين عليه وما زلنا حريصين عليه والتفاهم بيننا لم يحوّلنا إلى حزب واحد ولم يجعل أحداً تابعاً للآخر». وأضاف «لا يجب تحميل كل شيء للتفاهم»، في إشارة إلى «تفاهم مار مخايل» الذي وقّعه نصر الله مع رئيس «التيار الحر» آنذاك العماد ميشال عون في العام 2006. وقال نصر الله «لا شيء يُلزم باعتماد التسمية نفسها في انتخابات الرئاسة أو الحكومة، وفي الانتخابات السابقة نحن من بادر لدعم الرئيس عون وهو لم يطلب ذلك، وهذا موضوع سياسي لا علاقة له بالتفاهم»، مضيفاً «عندما نعلن دعمنا للوزير سليمان فرنجية هذا ليس إخلالاً بالتفاهم فلكلٍ الحرية باختيار المرشح الذي يناسبه».
وتطرق إلى السجالات الإعلامية بين الطرفين، قائلاً «خلال الفترة الماضية كان هناك بعض الملاحظات من قِبل الطرفين، ولكن بعض قيادات التيار هاجموا (حزب الله) بينما نحن احتفظنا بانتقاداتنا للجلسات الداخلية». وأضاف «عدم ردنا لا يعني تسليماً بما يُوجَّه ضدنا، لكننا حريصون على العلاقة ولن نفتح الباب للمصطادين بالماء العكر عبر التحدث بهذه الأمور عبر الإعلام، ولا أقبل بأن يُقال إن (حزب الله) أجرى تحالفاً وطعن بحليفه».
وفي ملف الانتخابات الرئاسية أيضاً، نفى نصر الله تدخل حليفيه، إيران أو سوريا، في الشأن الرئاسي، قائلاً «لا يوجد أي تدخل بالشأن الرئاسي فقرارنا بالكامل بأيدينا»، متهماً في الوقت نفسه خصومه في الفريق الآخر بأنهم «ينتظرون الخارج ويراهنون على أوضاع إقليمية». وقال «لا نقبل أن يفرض الخارج على لبنان رئيساً، والغريب أن قوى تسمي نفسها سيادية تطلب من الغرب أن يفرض رئيساً واستخدام سلاح العقوبات»، في إشارة إلى أنباء عن عقوبات أميركية وأوروبية محتملة على معرقلي إنجاز الاستحقاق. وأضاف «لا نقبل أن يفرَض (فيتو) من الخارج لا على مرشحينا أو على المرشحين الآخرين. نقبل المساعدة فقط».
*********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
انتخاب فرنجية بين نصر اللـه وباسيل: نصاب ولا التزام بالتصويت!
ردّ عنيف من قائد الجيش على الفريق العوني.. والمدارس عادت وسط انقسام في روابط المعلمين
طغت الانقسامات النقابية والسياسية والنيابية على اتنظارات اليوم الاول من الاسبوع الطالع، الذي يدخل في سباق مع استحقاقات معيشية وحياتية، فضلاً عن الإمكانات المتاحة لإعادة تحريك الوضع الرئاسي، بعد الموقف المعلن للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والذي لم يتسم بتبني ما اعلنه قبل نحو اسبوع الرئيس نبيه بري، لجهة دعم المرشح الطبيعي النائب السابق سليمان فرنجية للرئاسة الاولى، وهو ما ابلغه لحليفه في «تفاهم مار مخايل» النائب جبران باسيل، غير المرشح للرئاسة، في وقت زار فيه مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون.
على ان الأهم، في حمأة المواقف المتصادمة ازاء الاستحقاق الرئاسي، أن الحركة الداخلية على المستويات كافة مرصودة من مجموعة لقاء باريس الخماسي، على جبهتين: جبهة تتبع مسار المواقف من العودة الى جلسات انتخاب الرئيس بعد اعلان الثنائي الشيعي تسمية فرنجية للرئاسة الاولى، وجبهة اتخاذ ما يلزم من اجراءات لمنع انزلاق البلد الى الفوضى «او الانفجار المعيشي».
كل ذلك، على وقع تحديد 15 آذار الجاري (اي الاربعاء في التاريخ المذكور) موعداً من قبل قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا لاستجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا ومساعدته ماريان حويك، في ادعاء النيابة العامة ضدهم بجرائم «الإختلاس وتبييض الاموال والاثراء غير المشروع والتهرُّب الضريبي».
اذاً، حضر موضوع انتخاب النائب السابق فرنجية بين السيد نصر الله والنائب باسيل في اللقاء الذي عقد بينهما بحضور مسؤول وحدة التنسيق والارتباط وفيق صفا.
وحسب ما رشح عن الاجتماع، فإن السيد نصر الله صارح رئيس التيار الوطني الحر بقرار الحزب والثنائي الشيعي دعم ترشيح رئيس تيار المردة.
وتطرق البحث حسب مصادر المعلومات الى النقاط التالية:
1- لا يجوز ان يفترق الحزب والتيار في مفصل رئيسي كانتخاب رئيس الجمهورية.
2- ان الحزب على استعداد لاجراء مقاربة تتيح المجال لباسيل ليقدم ما يرغب به من برنامج او مطالب في الادارة والتعيينات والتوجه العام للتفاهم حولها مع الرئيس العتيد.
3- يمكن لباسيل، تماماً كما حصل مع فرنجية قبل 6 سنوات، عند الالتزام بانتخاب الرئيس ميشال عون، الانتظار، ليتم ترشيحه للرئاسة في العام 2029.
4- وعليه يمكن المضي بالتقارب حول الاستحقاق الرئاسي، ولو اقتضى الامر سلة ترشيحات لفريق 8 اذار، بما فيه التيار الوطني الحر في حال اصر على عدم انتخاب فرنجية.
ولعل ذهاب نصر الله ابعد مما هو متوقع في الملف الرئاسي، جعل كثيرين يعتقدون ان الأوان آن لانهاء الفراغ الرئاسي، فحزب الله «يريد انتخاب رئيس بشكل قاطع واكيد، وليس لديه مرشح، وإنما يدعم مرشحاً طبيعياً ويلتزم بنصاب الثلثين في اي جلسة لانتخابه».
وكشف نصر الله انه اتفقنا بعد النقاش مع النائب باسيل، بأن للبحث صلة، والمرشح الطبيعي الذي يدعمه حزب الله في الانتخابات الرئاسية، ونعتبر ان المواصفات التي نأخذها بعين الاعتبار موجودة في شخصه، وهو سليمان فرنجية.
وفي المعلومات ان مسألة تأمين النصاب حُسمت، ولكن التصويت من قبل كتلة لبنان القوي غير واضحة ولا التزام بها.
وفي اطار مواكبة ما يجري، سجلت تغريدة لافتة للسفير السعودي في لبنان وليد البخاري جاء فيها: «ظاهرة التقاء الساكنين في الاستحقاقات البنيوية تقضي التأمل لتكرارها نطقاً وإعراباً، وخلاصة القول هنا: اذا التقى ساكنان فيتم التخلص من أولهما، إما حذفاً اذا كان معتلاً، او بتحريك أحدهما إن كان الساكن صحيحاً».
وهذه التغريدة، تختصر الموقف من المرشحين، وهي تشدد، حسب المطلعين، على ضرورة انتخاب شخصية سيادية واصلاحية لموقع الرئاسة.
حركة المطران بونجم
وعلى خط موازٍ،استأنف راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم مساعيه التوافقة بين القوى المسيحية، موفدا من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يرافقه المونسنيور إيلي خوري كما حضراللقاء نائب رئيس الكتائب النقيب جورج جريج. فالتقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل، الذي قال: اننا لن نخضع لمعادلة اما ان تنتخبوا الرئيس الذي نريد او لا رئيس فهذا الأمر رفضناه في المرة السابقة فيما خضع غيرنا له فنجحوا في ايصال مرشحهم ودمروا البلد ولكننا في هذه المرة لن نرضى ان يتم تهديدنا بالفراغ لنخضع للشروط التي نعتبرها لا تصب في مصلحة لبنان.
ووصف الجميّل اللقاء بانه «كان مثمراً والمبادرة التي تقوم بها بكركي جدية وكذلك طريقة مقاربة الأمور، متمنياً على البطريرك ان يستمر المطران بو نجم في سعيه».
واضاف: كما اقترحنا من اليوم الأول لا يفيد بشيء طرح اسماء دون معرفة المشروع الذي تحمله وهذا هو المهم، فعلينا ان نعرف برنامج الرئيس لنتمكن من اختيار الأسماء».
وتابع : كما سبق واعلنا، نؤكد مجدداً اننا سنقوم بكل ما في وسعنا لمنع وصول اي رئيس يتبنى نهج الممانعة الذي يدمر ما تبقى من مقومات البلد.
ودعا الجميّل افرقاء المعارضة الى «مزيد من التنسيق لخلق توازن مع من يسعى لترك البلد في الحالة الراهنة» .
في السياق، أكد المكتب السياسي لحركة أمل «أن المسؤولية الوطنية والواجب الأساس والمدخل، هو بانتخاب رئيس جديد للبلاد»، واعتبر في بيان عقب اجتماعه الدوري أن «حال الشغور الرئاسي المنعكسة على صورة المشهد السياسي الداخلي تستوجب الإسراع في تلقف مواقف الرئيس بري الهادفة إلى كسر حالة الجمود واختراق المتاريس السياسية لإنهاء عصبيات المواقف والتشرذم والمراوحة والانقسامات والتحديات والضغوطات التي تؤثر سلبا في يوميات اللبنانيين معيشة واستقرارا».
ملفات طراف
اما في المواقف الدولية من الواقع اللبناني، فاجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بسفير الاتحاد الأوروبي رالف طراف الذي قال بعد اللقاء: بحثنا في مجالات العمل المشتركة التي تتعلق بالملفات الأمنية، واللاجئين السوريين والفرص الاقتصادية اضافة الى المواضيع المرتقبة مثل انتخاب رئيس، وبرنامج الإصلاحات مع صندوق النقد الدولي التي يحتاجها البلد، وأنا ممتن لأننا وجدنا في شخص رئيس الحكومة محاورا يفهم قلقنا وملتزما بايجاد الحلول لكل هذه المسائل من اجل تحسين الأوضاع في لبنان.
وردا على سؤال عن تدهور الاقتصاد ومعاناة اللبنانيين، قال طراف: بالنسبة إلى الشأن الاقتصادي، هناك تفهم مشترك بأننا هنا من أجل الدعم، ولكن مجمل التدابير والاجراءات يجب اتخاذها من قبل صانعي القرار اللبنانيين، نحن نفهم بأن هذه المواضيع معقدة وغير سهلة، فمجمل هذه التدابير، ومع انها ستحسن حياة الناس بشكل أفضل، ولكن هناك اشخاص يتعين عليهم التخلي عن بعض الطموحات والتطلعات، ومن المهم تحقيق التوازن في هذا الموضوع الشائك، ولهذا يحتاج إلى وقت، ولكن لا تزال الحاجة الماسة لتسجيل تقدم في هذا المضمار. اعرف أن رئيس الحكومة مستمر في العمل على هذا الامر كما نحن نعمل أيضا من جانبنا، وما زلت أؤمن بأن الطريقة الفضلى هي برنامج الإصلاحات مع صندوق النقد والقيام بكل ما يلزم للوصول الى اتفاق معه.
مطالب نقابية
وبينما الدولار على تقلباته في دائرة الثمانين الف ليرة، التقى الرئيس ميقاتي وفداً من الإتحاد العمالي العام برئاسة بشاره الأسمرالذي قال بعد الاجتماع: يجب التخفيف من الضرائب والرسوم في هذه المرحلة. وتابع: تم التوافق مع دولة الرئيس على أن يصار الى عقد اجتماع مع وزير المال لإعادة دراسة التعريفات الجمركية.
اما اساتذة التعليم الرسمي فانقسموا حيث التزم بعضهم العودة الى التدريس امس، بينما نفذ جزء اخر اعتصاما امام وزارة التربية رافضين استئناف وظيفتهم قبل تقاضي مستحقاتهم.
مواعيد الحفر والنتائج في البلوك 9
على صعيد آخر، عقد وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حمية، اجتماعا تنسيقيا مع وفد من شركة «توتال» برئاسة مدير عام الاستكشاف والانتاج رومان دو لا مارتنير وعضوية المدراء بريتران سيزير، جان اليكس غرانبيير وشربل شدياق، اعضاء مجلس ادارة واستثمار مرفأ بيروت، مدراء من المديرية العامة للطيران المدني، بحضور عضوي مجلس ادارة هيئة قطاع البترول كابي دعبول ووسام شباط، وتم البحث في الملفات التي تعنى بها وزارة الأشغال في ملف التنقيب عن النفط والغاز.
وشدد وزير الاشغال خلال الاجتماع على وجوب التنسيق بين جميع الادارات المعنية بهذا الموضوع واتخاذ التسهيلات المناسبة ضمن اطار القوانين، طالبا من الادارات التابعة لوزارة الاشغال العامة والنقل في المرفأ والمطار الى العمل على اتخاذ كافة الاجراءات التي من شأنها إتمام كل ما يُطلب منها تحت سقف القوانين، وذلك بعيداً عن أي رتابة إدارية.
بدوره، أكد دو لا مارتنير لوزير الاشغال أن نهاية أيلول المقبل هو الموعد المرتقب لبدء أعمال الحفر في البلوك رقم 9، على أن تكون نهاية العام الحالي الموعد النهائي لإعلان نتائج عمليات الحفر.
موعد استجواب سلامة
وسط هذه الاجواء، بقي الملف المالي – الاقتصادي – المصرفي في الواجهة. حيث حدّد قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا، 15 آذار الحالي، موعدا لاستجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا ومساعدته ماريان الحويك، في إدعاء النيابة العامة ضدهم بجرائم «الاختلاس وتبييض الأموال والاثراء غيرالمشروع والتهرب الضريبي».
تدريس.. وإحتجاج
تربوياً، عادت روابط التعليم أمس الى المدارس والثانويات الرسمية بعد حوالي الشهرين على اضراب استمر الى ان قررت الحكومة تلبية جزء من مطالب الاساتذة.
لكن ما تم اقراره لم يرضِ مجموعة وازنة من الاساتذة لا سيما المتعاقدين الذين حُرموا من بدل النقل عن العام الماضي وبدل النقل عن الاشهر الثلاث الماضية من العام الدراسي إضافة الى عدم اقرار مطلبهم الأساسي وهو جعل القبض شهرياً لرواتبهم.
وفي هذا الإطار نفّذت اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي اعتصاماً أمام وزارة التربية احتجاجاً على الدعوة إلى العودة للتدريس، وأعلنت الاستمرار في الإضراب والدعوة إلى جمعيات عمومية غداً الثلاثاء.
وأكّد المعتصمون أنّ المسألة ترتبط بالقدرة على الذهاب إلى العمل، فلم نأخذ شيئاً حتى الآن بل تراجعت رواتبنا وانخفضت مع ارتفاع سعر صيرفة وخسرنا 70 دولاراً من الراتب، أمّا بالنسبة إلى الـ 5 دولارات فهي لن تأتي إلّا في نيسان بعد صدورها في الجريدة الرسمية.
وطالبوا ببدل نقل على أساس ثلث صفيحة بنزين مهما ارتفع سعر البنزين، بالإضافة إلى إسقاط الروابط التي وصفوها بأنها تآمرت على حقوقهم مع المكاتب التربوية للأحزاب ووزير التربية، وأوحت إلى الرأي العام أنّنا لا نريد تعليم أبنائنا ونحن الآن لا نزال ندفع ولم نأخذ شيئاً.
وقالت رئيسة اللجنة، نسرين شاهين:» إنّ الخمسين دولاراً هي بمثابة رشوة للأساتذة ولن تؤدّي إلى الحل، علماً أنّ المراسيم لم تنفذ والوعود التي قامت إنّما على أموال الدول المانحة».
ونفّذ أساتذة الملاك في التعليم الثانويّ الرّسميّ في قضاء النبطية اعتصامًا أمام المنطقة التربويّة في النبطية، بعد أن عُقِدت جمعيّات عموميّة وتم التوقيع خلالها على توصية بالاستمرار في الإضراب حتى تحقيق المطالب.
حملة عون
وحمل امس قائد الجيش العماد عون في جولة بقاعية على ما وصفهم بالموتورين (في اشارة الى الفريق العوني)، باختلاق الشائعات وفبركة الملفات وتشويه صورة المؤسسة العسكرية واتهامنا بالفساد وخرق القانون، واذا كان خرق القانون يتيح لي قبول مساعدات من اللبنانيين المحببين للمؤسسة في الداخل والخارج، وتأمين الدواء والتغذية والتنقلات للعسكريين والاستشفاء والمساعدات المدرسية لعائلاتهم.. فسأخرق القانون: همهم المصالح الشخصية وهمكم مصحلة الوطن وحماية السلم الاهلي والدفاع عن قسمكم.. انتم تسعون وراء مصلحة الوطن، وهم يسعون وراء مصالحهم».
*******************************
افتتاحية صحيفة الديار
قائد الجيش يردّ على اتهامات «التيار» بعنف: نحارب الغباء وقلّة الحياء والوفاء!
نصرالله يتبنّى رسمياً ترشيح فرنجية ويمنح باسيل فرصة جديدة لإنقاذ «التفاهم»
الكرة في ملعب المعارضين… و«تغريدة» البخاري تفضح التدخلات السعوديّة – ابراهيم ناصرالدين
اخرج الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تبني الحزب للمرشح الطبيعي سليمان فرنجية من دائرة «الغموض البناء» الى التبني العلني والصريح، في خطوة من شأنها ان تنقل الاستحقاق الى مرحلة جديدة، يراهن فيها «الثنائي الشيعي» على كسر حالة المراوحة والجمود، عبر مد اليد لحوار ونقاش مفتوح حول الخيارات الرئاسية لكل القوى السياسية. وباتت «الكرة» الآن في «ملعب» الخصوم والحلفاء السابقين في التيار الوطني الحر كي يقوموا بنقلتهم على رقعة «الشطرنج»، ليبنى على الشيء مقتضاه. لكن ردود الفعل الاولية لا تبدو مشجعة، بعدما قرأ هؤلاء ما يرونه استعجالا في التبني العلني لفرنجية مؤشر ضعف «وحرق» للاسم لاخراجه من السباق، وهو ما تراه مصادر «الثنائي» قصورا في فهم دوافع هذه الخطوة، ومراهقة سياسية، واصرارا على التعطيل الى حين تتغير معادلات خارجية، جزم السيد نصرالله ان لا طائل من انتظارها.
ما يعني ان البلاد امام مرحلة طويلة من حالة الجمود والاستعصاء غير الواضحة المعالم، خصوصا مع الدخول «الفج» للسفير السعودي الوليد البخاري على خط الاستحقاق «بتغريدة»، رد من خلالها على نحو غير مباشر على السيد نصرالله، برفض المملكة لاي تسوية توصل فرنجية الى بعبدا!
وفيما اختار السيد نصرالله منح النائب جبران باسيل فرصة جديدة لحماية تفاهم «مارمخايل» من السقوط، خرج قائد الجيش جوزاف عون عن صمته وهاجم باسيل وفريقه السياسي، دون ان يسميه، مدافعا عن قراراته لحماية المؤسسة العسكرية رافضا التهم بوجود فساد، مختصرا المشهد بعبارة معبرة قال فيها: « أعان الله جيشًا يحارب الغباء والغلاء والوباء وقلة الحياء والوفاء». وهي تصريحات بررتها مصادر مطلعة، بوجود غضب شديد في «اليرزة»، ليس على الكلام المرتبط بالهجوم السياسي الفارغ من المضمون من باسيل تجاه قائد الجيش لاسباب لا تخفى على احد، وانما لتوظيفه صلاحيات وزير الدفاع في محاولة «التخريب» داخل المؤسسة العسكرية، وهو «خط أح مر» لا يمكن القبول بتجاوزه.
تبني فرنجية
فبعد أكثر من أربعة أشهر على شغور قصر بعبدا، وبعد ايام قليلة من اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري تبني ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تبني وصوله الى سدة الرئاسة، كمرشح «طبيعي». وقال في كلمة ألقاها خلال احتفال اقامه الحزب تكريماً للجرحى والاسرى :»المرشح الطبيعي الذي ندعمه في الانتخابات الرئاسية ونعتبر أنّ المواصفات الني نأخذها بعين الاعتبار تنطبق عليه هو الوزير سليمان فرنجية»، مؤكداً أنه ليس مرشح حزب الله، بل المرشح الذي يدعم وصوله. وفي رفض واضح للتدخلات الخارجية، اكد نصرالله عدم القبول بان يفرض الخارج على لبنان رئيسا، وقال: «لا نقبل فيتوات خارجية على اي مرشح ايا كان هذا المرشح سواء ندعمه او نرفضه، بينما نقبل المساعدة لتقريب وجهات النظر». ولفت إلى «أنه بالنسبة لأصدقائنا، فإيران وسوريا لم يتدخلا ولن يتدخلا في الاستحقاق الرئاسي»، معلنا أن «قرارنا بإيدينا نختار من نريد ونرشح من نريد، ولا ننتظر الخارج ولا نراهن على اوضاع اقليمية او تسويات في المنطقة، بل نعمل ليلا نهارا ليكون انتخاب الرئيس غدا».
وأشار إلى أنه «لا علاقة للملف النووي الايراني بأي شيء آخر في المنطقة، ومن ينتظر تسوية ايرانية – اميركية سينتظر 100 سنة، ومن ينتظر تسوية ايرانية – سعودية سينتظر طويلا، وحل موضوع اليمن هو في يد اليمنيين وقيادة انصارالله»، قائلا: «تعالوا لنعطي هذا الاستحقاق الرئاسي البعد الداخلي كاملا».
فرصة جديدة لباسيل؟
وحول طبيعة العلاقة مع التيار الوطني الحر، منح السيد نصرالله باسيل فرصة جديدة لتصحيح المسار وحماية تفاهم «مارمخايل» من السقوط، واكد ان ثمة كلاما كثيرا حول اتهام الحزب بعدم الالتزام ببناء الدولة وحماية الفساد، لكن لن يقوله علنا الآن، لكن قد يضطر لاحقا لتوضيحه، وقال:»خلال الفترة الماضية كان هناك بعض الملاحظات من قبل الطرفين، ولكن بعض قيادات التيار هاجموا حزب الله بينما نحن احتفظنا بانتقاداتنا للجلسات الداخلية»، لافتا إلى أنه» أحرص الناس في حزب الله على هذا التفاهم، ونحن حرصاء على هذا التفاهم وعلى الصداقة والعلاقة مع التيار الوطني الحر».. واشار الى ان التفاهم «لم يحولنا الى حزب واحد، بل ما زلنا حزبين وليس في التفاهم ما يلزم الاخر بضرورة الاتفاق على اسم رئيس الجمهورية او رئيس المجلس او رئيس الحكومة». وقال» عندما دعمنا ترشيح الرئيس ميشال عون في الانتخابات الرئاسية الماضية، لم يكن بسبب بند موجود في تفاهم مار مخايل وليس من لوازم التفاهم، ولذلك اليوم دعمنا لترشيح الوزير سليمان فرنجية، لا يعني التخلي عن التفاهم او الانسحاب منه».
البخاري على خط الرئاسة؟
وبعد انتهاء كلمة السيد نصرالله، دخل السفير السعودي الوليد البخاري على خط التدخل «الفج» في الاستحقاق الرئاسي، مغردا عبر حسابه على «تويتر» بالقول:» ظاهرة التقاء الساكنين في الاستحقاقات البنيوية تقتضي التأمل لتكرارها نطقا وإعرابا، وخلاصة القول هنا: إذا التقى ساكنان فيتم التخلص من أولهما، إما حذفا إذا كان معتلا، أو بتحريك أحدهما إن كان الساكن صحيحا».
ووفقا لمصادر سياسية بارزة، فان موقف البخاري كان ردا مباشرا على تبني السيد نصرالله لفرنجية، وهو اراد ارسال «رسالة» سياسية كانت تصل الى بيروت عبر صيغة المصادر، برفض وصول رئيس «تيار المردة» الى بعبدا، وهو اراد التأكيد ان تسويق باريس لمعادلة فرنجية مقابل نواف سلام «ساقطة» ولن تمر. وعلم في هذا السياق، ان البخاري سيرد على خطوة «الثنائي» بزيارة بكركي خلال الساعات القليلة المقبلة، لتقديم اجابات اكثر وضوحا حول موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي..
انقسام المعارضة يربك بكركي
وبحسب مصادر نيابية، يحاول «الثنائي» وضع القوى السياسية الاخرى امام مسؤولياتها للقيام بخطوة متقدمة لتحريك الاستحقاق، فدعم فرنجية ليس لاحراقه، بل لخوض غمار معركته على نحو اكثر وضوحا، ولدفع الآخرين لكشف اوراقهم الرئاسية. ووفقا للمعلومات، فأن الحراك الوحيد على الجانب الآخر تقوم به بكركي، ولكنه لا يعول عليه حتى الآن، بسبب «فيتو» معراب. فجولة راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان أبو نجم، مكلفا من البطريرك الماروني بشارة الراعي على القيادات المسيحية، سعياً للتوصل لاتفاق بينهم على اسم أو اسمين يتم بهما خوض انتخابات الرئاسة، لم تصل الى اي نتيجة ايجابية حتى الآن، واذا كان «التيار الوطني الحر» يؤيد اي اجتماع مسيحي مهما كان شكله، فان «القوات اللبنانية» ترفض أي لقاء رباعي مسيحي كي لا تعوم باسيل، وتربط أي لقاء نيابي للنواب المسيحيين الـ 64 بآلية تؤدي لخروج اللقاء بنتيجة علنية بتبني مرشح واحد، أما إذا أصرت الكنيسة على الدعوة لاجتماع، فتكتل «الجمهورية القوية» لن يشارك.
وبعد ان زار ابو نجم جعجع وباسيل الأسبوع الماضي، التقى امس رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل، على ان يلتقي خلال الساعات المقبلة رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. ورفع الجميل سقف مواقفه بعد اللقاء وقال:»اننا لن نخضع لمعادلة اما ان تنتخبوا الرئيس الذي نريد او لا رئيس، فهذا الأمر رفضناه في المرة السابقة، فيما خضع غيرنا له فنجحوا في ايصال مرشحهم ودمروا البلد»..
واما حالة الاستعصاء، لا خطة واضحة لدى بكركي حيال الخطوة التالية، وهي حتى الآن مترددة بالدعوة لاجتماع في الصرح البطريركي خوفا من الفشل لان اي «دعسة» ناقصة سيكون لها تداعيات خطيرة على الواقع المسيحي والوطني.
تقديرات خاطئة
هذا التعثر في مساعي بكركي ليس مفاجئا، قياسا بكيفية تعامل خصوم «الثنائي» مع خطوة تبني ترشيح فرنجية، فالمصادر المعارضة تصر على ان هذه الخطوة تأتي من خلفية ازمة يعيشها الفريق الآخر، وهي تراهن على الوقت لاضعافه وتترقب ان يتنازل آجلا او عاجلا عن موقفه. وهي تراهن على تطورات اقليمية ودولية ليست في صالحه. بينما يراهن التيار الوطني الحر على لعب دور «بيضة القبان» حين يصل الطرفان الى «حائط مسدود»، فيتقدم هو بالحل المفترض. وهذه الرهانات تعني حكما ان الامور لن تصل الى تسوية قريبا، اولا، لان المقاربة خاطئة داخليا، بحسب اجواء «الثاني»، وقصيرة النظر ازاء الرهان على الخارج.
عون يخرج عن صمته
وكان لافتا بالامس، خروج قائد الجيش العماد جوزاف عون عن صمته، حيث رد بعنف على الحملات التي تطاله من قبل «التيار الوطني الحر»، دون ان يسميه، فقال خلال جولة بقاعية قدم خلالها التعازي بالعسكريين الذين استشهدوا أثناء تنفيذ عمليات دهم مطلوبين في بلدة حورتعلا «انه في حين يقدم الجيش التضحيات الجسام ويتحمل مسؤولياته بمهنية واحتراف رغم التحديات، يستمر بعض الموتورين والمسؤولين المعنيين وغير المعنيين في اختلاق الشائعات وفبركة الملفات وتشويه صورة المؤسسة واتهامنا بالفساد وخرق القانون». واضاف «إذا كان خرق القانون يتيح لي قبول مساعدات من اللبنانيين المحبين للمؤسسة في الداخل والخارج، وتأمين الدواء والتغذية والتنقلات للعسكريين، والاستشفاء والمساعدات المدرسية لعائلاتهم، ويعينهم على الصمود ويخفّف عنهم الصعوبات المعيشية، ويسمح للجيش بتنفيذ مهماته، فسأخرق القانون».
وفي هجوم غير مسبوق قال عون : «همّهم المصالح الشخصية وهمّكم مصلحة الوطن وحماية السلم الأهلي والدفاع عن قَسَمِكم. أقول لهم أن الجيش متماسك وقوي، لن نكترث لاتهاماتكم ولن تشوشوا على تنفيذنا لمهمتنا التي هي أشرف وأقدس من افتراءاتكم. سيبقى الجيش أكبر من ملفاتكم وشائعاتكم…أعان الله جيشًا يحارب الغباء والغلاء والوباء وقلة الحياء والوفاء. حمى الله الجيش وجنوده».
خلاف القائد والوزير الى اين؟
وفي اطار تصاعد «الكباش» بين قائد الجيش ووزير الدفاع موريس سليم، اصدر الاخير قراراً امس يقضي بأنّ منح تراخيص حمل الأسلحة من أي فئة كانت ينحصر بوزير الدفاع الوطني، وأنه يُمنع على أي كان وفي أي منطقة من لبنان إصدار بطاقات تخوّل صاحبها حمل أسلحة بأي شكل كان، وذلك استناداً الى قرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 16/1/1991 الذي حدّد بموجب البند الثالث منه حصر تنظيم ومنح هذه التراخيص بوزارة الدفاع.
وياتي هذا القرار ردا على مذكرة العماد عون التي تقضي بالسماح لمن يحمل بطاقة «تسهيل مرور» بحمل السلاح، وهذا ما أغضب الوزير بعد أن جرى تعميم المذكرة على كل المؤسسات الأمنية والعسكرية الأخرى، بذريعة أن البطاقات التي تجيز لحامليها حمل السلاح يوقع عليها هو شخصياً، بخلاف المذكرة التي يوقع عليها مدير المخابرات في الجيش بالإنابة عن قائد الجيش؟! ووفقا لمصادر مطلعة، فان الاشتباك بين وزير الدفاع، ومن خلفه باسيل، وبين قائد الجيش دخل مرحلة حرجة، وبات يهدد الانتظام العام في آخر مؤسسة لا تزال «تقف على قدميها» في البلاد المنهارة، وتحتاج الى حل جذري قبل ان تخرج الامور عن السيطرة.
فالازمة بدأت مع رفض سليم تأجيل تسريح رئيس الأركان اللواء أمين العرم، ومدير الإدارة في الجيش اللواء مالك شمص، والمفتش العام اللواء ميلاد إسحق، ثم امتنع سليم عن التوقيع على قرار يقضي بناءً على توجيهات قائد الجيش بتكليف العميد جريس الملحم تسيير شؤون المفتشية العامة بدلاً من العميد الذي اقترحه وزير الدفاع وهو ملحم حداد، رغم أن الأول أقدم في الرتبة من الأخير. في المقابل قلص عون الحراسات حول منزل وزير الدفاع.. اما التركيز على اتهام عون بالتلاعب بالشق المالي المتعلق بالمؤسسة العسكرية يراد منه ضرب صورة قائد الجيش لدى المجتمع الدولي لدفعهم للتراجع عن دعم ترشيحه «ضمنيا» للرئاسة..!
استفزازات العدو
جنوبا، واصل جيش العدو الإسرائيلي استفزازته امس، وقام جنوده بمدّ سياج شائك عند تلة العباد في خراج بلدة حولا في إطار تعزيز التحصينات الأمنية التي يجريها على طول الحدود الجنوبية. وبعد وادي هونين والعديسة والمطلة وتلة الراهب في عيتا الشعب، باشر جنود العدو صباح امس أعمال الجرف في الجانب الفلسطيني المحتل بجانب موقع العباد لمدّ سياج شائك. وانتشر في المقابل جنود الجيش اللبناني لمنع خرق الخط الأزرق.
وكان جنود العدو قد أقدموا أمس الاول على محاولة خرق الخط الأزرق في تلة الراهب، لكنّ جنود الجيش اللبناني صدّوهم و أجبروهم على التراجع. وقد بحث رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، التوتر جنوبا، مع قائد القوات الدولية العاملة (اليونيفيل) الجنرال ارولدو لاثارو.
متى التنقيب عن الغاز؟
في غضون ذلك، اكد مدير عام الاستكشاف والانتاج في شركة «توتال» الفرنسية رومان دو لا مارتنير لوزير الاشغال علي حمية أن نهاية أيلول المقبل هو الموعد المرتقب لبدء أعمال الحفر في البلوك رقم 9، على أن تكون نهاية العام الحالي الموعد النهائي لإعلان نتائج عمليات الحفر. وكان وزير الاشغال العامة والنقل قد عقد اجتماعا تنسيقيا مع وفد من الشركة، مشددا على أن مرافق الوزارة، من مرفأ بيروت والمطار هي على أتم الاستعداد لأن تلعب دورها الفعال بالمساهمة في وصول ملف التنقيب عن النفط والغاز الى الخواتيم التي يتطلع إليها لبنان حكومة وشعبا.
********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
اجتماع ثانٍ لخماسية باريس يقوّم حصيلة الاتصالات في بيروت
نصرالله يدخل المعركة الى جانب بري: ندعم ترشيح فرنجية
دخل حزب الله بقوة في المعركة الرئاسية واعلن امينه العام السيد حسن نصرالله الانضمام الى موقف الرئيس نبيه بري بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ، وقد المح في خطاب بمناسبة يوم الجريح امس الى احتمال ان يطول الفراغ الرئاسي اذا لم يجر حوار داخل المجلس النيابي، لان لا تسوية سعودية – ايرانية قريبة ولا تسوية اميركية ايرانية ايضا.
هذا الموقف من شأنه ان يخلط الاوراق كافة ويفرز المواقف النهائية للاطراف ولكن من دون ان يعني ان القوى السياسية اللبنانية قادرة على الاتفاق على اسم ، وفي غياب اي افق خارجي للتدخل ، فان كلام نصرالله يعني ان الازمة طويلة وطويلة للغاية.
وفي حين نجحت المساعي التي بذلتها شخصيات سياسية وديبلوماسية في تطويق الخلاف الذي نشب بين الرئيس بري والنائب المرشح ميشال معوض، والالتفاف على محاولات اللعب بالنار واستغلال الخلاف لاغراض فتنوية، وضعت اوساط سياسية معارضة حركة الاتصالات التي يقوم بها سفراء مجموعة باريس الخماسية في خانة «الانذار قبل الانفجار». وقالت ان الديبلوماسييين المعتمدين في لبنان يتخوفون من الفوضى والانفجار الاجتماعي ولذلك يكثفون اتصالاتهم مع القوى السياسية، في موازاة اتصالات تجريها باريس تحضيرا لاجتماع ثان يبحث في النتائج التي سيعود بها السفراء من لبنان. واعلنت ان مكان وزمان الاجتماع لم يحدد بعد كما مستوى المشاركة، كونها قيد التداول راهنا بين عواصم هذه الدول.
داخليا، أكد المكتب السياسي لحركة أمل «أن المسؤولية الوطنية والواجب الأساس والمدخل، هو بانتخاب رئيس جديد للبلاد»، واعتبر في بيان عقب اجتماعه الدوري أن «حال الشغور الرئاسي المنعكسة على صورة المشهد السياسي الداخلي تستوجب الإسراع في تلقف مواقف الرئيس بري الهادفة إلى كسر حالة الجمود واختراق المتاريس السياسية لإنهاء عصبيات المواقف والتشرذم والمراوحة والانقسامات والتحديات والضغوطات التي تؤثر سلبا في يوميات اللبنانيين معيشة واستقرارا».
لن نخضع
في المقابل، اكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل عقب لقائه في الصيفي راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم موفدا من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، « اننا لن نخضع لمعادلة اما ان تنتخبوا الرئيس الذي نريد او لا رئيس فهذا الأمر رفضناه في المرة السابقة فيما خضع غيرنا له فنجحوا في ايصال مرشحهم ودمروا البلد ولكننا في هذه المرة لن نرضى ان يتم تهديدنا بالفراغ لنخضع للشروط التي نعتبرها لا تصب في مصلحة لبنان».
اصلاح وانتخاب
اما في المواقف الدولية من الواقع اللبناني، فاجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بسفير الاتحاد الأوروبي رالف طراف الذي قال بعد اللقاء «بحثنا في مجالات العمل المشتركة التي تتعلق بالملفات الأمنية، واللاجئين السوريين والفرص الاقتصادية اضافة الى المواضيع المرتقبة مثل انتخاب رئيس، وبرنامج الإصلاحات مع صندوق النقد الدولي التي يحتاجها البلد، وأنا ممتن لأننا وجدنا في شخص رئيس الحكومة محاورا يفهم قلقنا وملتزما بايجاد الحلول لكل هذه المسائل من اجل تحسين الأوضاع في لبنان». وردا على سؤال عن تدهور الاقتصاد ومعاناة اللبنانيين، قال طراف: «بالنسبة إلى الشأن الاقتصادي، هناك تفهم مشترك بأننا هنا من أجل الدعم، ولكن مجمل التدابير والاجراءات يجب اتخاذها من قبل صانعي القرار اللبنانيين، نحن نفهم بأن هذه المواضيع معقدة وغير سهلة، فمجمل هذه التدابير، ومع انها ستحسن حياة الناس بشكل أفضل، ولكن هناك اشخاصا يتعين عليهم التخلي عن بعض الطموحات والتطلعات، ومن المهم تحقيق التوازن في هذا الموضوع الشائك، ولهذا يحتاج إلى وقت ، ولكن لا تزال الحاجة الماسة لتسجيل تقدم في هذا المضمار. اعرف أن رئيس الحكومة مستمر في العمل على هذا الامر كما نحن نعمل أيضا من جانبنا، وما زلت أؤمن بأن الطريقة الفضلى هي برنامج الإصلاحات مع صندوق النقد والقيام بكل ما يلزم للوصول الى اتفاق معه».
استجواب سلامة
وسط هذه الاجواء، بقي الملف المالي – الاقتصادي – المصرفي في الواجهة. امس، حدد قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا، 15 آذار الجاري، موعدا لاستجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا ومساعدته ماريان الحويك، في إدعاء النيابة العامة ضدهم بجرائم «الاختلاس وتبييض الأموال والاثراء غير المشروع والتهرب الضريبي».
التعريفات الجمركية
وبينما الدولار على تقلباته في دائرة الثمانين الفا، التقى ميقاتي وفدا من الإتحاد العمالي العام برئاسة بشاره الأسمرالذي قال بعد الاجتماع: يجب التخفيف من الضرائب والرسوم في هذه المرحلة. وتابع: تم التوافق مع دولة الرئيس على أن يصار الى عقد اجتماع مع وزير المال لإعادة دراسة التعريفات الجمركية.
انقسام الاساتذة
اما اساتذة التعليم الرسمي فانقسموا امس حيث التزم بعضهم العودة الى التدريس، بينما نفذ جزء اخر اعتصاما امام وزارة التربية رافضين استئناف وظيفتهم قبل تقاضي مستحقاتهم.
مع لجنة دولية
قضائيا، نظمت مجموعة «ن» مع عدد من أهالي الضحايا وبالتنسيق مع مديرة مكتب الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في Human Rights Watch لما فقيه وقفة قبل امام قصر العدل. وأشارت مجموعة «ن» في بيان الى «ان السلطة السياسية «انقضت على ملف التحقيق في جريمة المرفأ، بمؤازرة أمنية للتمرد على المحقق العدلي، وتواطؤ قضائي مريب من قبل المدعي العام التمييزي.. ولما كان تفجير المرفأ جريمة ضد حقوق الانسان، نتوجه إلى مجلس حقوق الإنسان للتدخل والعمل على إحقاق الحق وإنقاذ العدالة المغتصبة». من جهتها اعلنت فقيه «دعم المجتمع الدولي، سيما منظمات حقوق الانسان للاهالي، والدعوة لانشاء بعثة دولية مستقلة لتقصي الحقائق بشأن الانفجار في مرفأ بيروت».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :