افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 2 شباط 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 2 شباط 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

نجاح إيران بإحباط هجوم المسيّرات فرض المواجهة الإعلامية لإعادة تركيز الضوء على فلسطين
ترقب لمرحلة ما بعد جوزف عون عند جنبلاط… وما بعد السعي للاسم الرابع عند باسيل
مسعى بكركي لن يلاقي دعوة باسيل لاسم توافقي بل لإلزام النواب المسيحيين بعدم تعطيل النصاب

 

 أكدت مصادر دبلوماسية إقليمية لـ «البناء»، أن الأولوية يجب أن تبقى لفلسطين عملياً وإعلامياً، وأن هذه القاعدة هي التي تحكم تعامل إيران ومحور المقاومة في مرحلة الصعود المقاوم في فلسطين، ومحاولات إضعافه عملياً وإعلامياً. واعتبرت أن الفشل العملي للعملية الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران حولها الى معركة إعلامية حول مكانة الحدث الفلسطيني. وتعليقاً على الهجوم الذي نفذته طائرات مُسيّرة على منشآت عسكرية في مدينة أصفهان الإيرانية والذي أخذ حيّزاً لافتاً في وسائل الإعلام الغربية، لا سيما الأميركية و»الاسرائيلية»، وبعض الإعلام العربي، قالت المصادر إنه بالرغم من نجاح الدفاعات الإيرانية في إحباط الهجوم لحظة وقوعه، تواصلت البروباغندا الإعلامية التي واكبت وأعقبت هذا الهجوم الفاشل، وذلك بهدف التوظيف الإعلامي في معركة حرف الأنظار عن الحدث الرئيس في فلسطين بعد العملية البطولية في القدس، حيث نفذ المقاومون في فلسطين المحتلة عمليات نوعية متتالية ضدّ الاحتلال الصهيوني، خلقت واقعاً جديداً أرعب الكيان ومن خلفه الراعي الأميركي.
ولفتت المصادر، إلى أنّ المُسيّرات «الإسرائيليةّ حققت صفر أهداف، ولا خشية من عمليات كهذه على الأمن القومي الإيراني، في حين أنّ السلطات المعنية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتعامل مع هذا الحادث بهدف إفشال مفاعيله الإعلامية والسياسية التي يحاول الغرب و»إسرائيل» الاستثمار بها.
وأكدت المصادر أنّ الجمهورية الإسلامية حاسمة في دعمها للمقاومة، وأنّ المقاومة في فلسطين تفرض معادلات في السياسة والميدان. وهذا ما يجعل الاحتلال «الإسرائيلي» في حالة من التخبّط والهلع، وليس بمقدور الحكومة «الإسرائيلية» المتطرفة، أن تتحكّم بما ستؤول إليه التداعيات.
واعتبرت المصادر أنّ الولايات المتحدة و»إسرائيل» وحلفاءهما باتوا يدركون أن ليّ ذراع الجمهورية الإسلامية عسكرياً أو بواسطة العقوبات مهمة صعبة لا بل مستحيلة، وأنّ كلّ السيناريوات في هذا الخصوص لم تؤد الى النتيجة التي يريدها أعداء طهران وخصومها، وانّ التسليم بشروط إيران حول مجمل الملفات، خصوصاً الملف النووي، يبدو أمراً واقعاً لا محال.
كما شددت المصادر على أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران حريصة كلّ الحرص على أحسن العلاقات مع دول المنطقة، شرط أن يكون لهذه العلاقات أثر إيجابي يصبّ في صالح شعوب المنطقة ودعماً للقضايا العادلة وفي مقدّمها القضية الفلسطينية.
في قلب هذه المواجهة التي تستعيد فلسطين موقعها المحوري فيها، تؤكد مصادر في قيادة المقاومة في غزة لـ «البناء» أن التصاعد متواصل في المواجهة وأن شهر رمضان الآتي في غضون أسابيع يحمل تزامناً في مناسبات إسلامية ويهودية، سيكون ميدان إحيائها في القدس بالنسبة للفلسطينيين والمتطرفين التلموديين من الصهاينة. وهذا يعني أن قوس المواجهات الى صعود. وأكدت المصادر أن المقاومة في غزة تواصل متابعتها للوضع في الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948، كما تواصل رفع جاهزيتها للقيام بما يلزم في الوقت المناسب دون منح الاحتلال فرصة صرف النظر عما يجري في الداخل الفلسطيني، وإجهاض التعبئة التي تجري في الرأي العام الدولي والعربي لصالح الفلسطينيين، معتبرة أن الضغط الفلسطيني الآن له وجهة رئيسية هي إنهاء التنسيق بين السلطة الفلسطينية وكيان الاحتلال والتحقق من أنه انتهى الى غير رجعة.
لبنانياً، قالت مصادر تواكب الاتصالات الجارية حول الاستحقاق الرئاسي إن الرهانات تضعف حول ما يمكن ان يجري في اجتماع باريس المرتقب حول لبنان بمشاركة أميركية سعودية قطرية مصرية، مع احتمالات واردة لتأجيل الاجتماع، وأضافت أن البعد الداخلي لا يزال متقدماً على البعد الخارجي رئاسياً، وأن هناك ثلاثة محاور جديدة للحراك في ظل الفراغ، يجب أن تأخذ وقتها وتراقب نتائجها، الأول هو حراك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط للانتقال من ترشيح النائب ميشال معوض الى ترشيح وتسويق قائد الجيش العماد جوزف عون، ومقاربة حجم الاختراقات الجديدة عن الحجم النيابي لجبهة انتخاب معوض التي يمكن لهذا الحراك يحققها، قبل الانتقال إلى مرحلة جديدة، والمحور الثاني هو حراك رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تحت عنوان البحث باسم رابع للتوافق عليه كمرشح رئاسي غير المرشحين الثلاثة النائب ميشال معوّض والوزير السابق سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون، ورؤية من سيتجاوب مع هذا المسعى وما هي حدود حجم الكتلة التي يمكن أن تنشأ بحصيلة هذا الحراك قبل انتقال باسيل الى ما وصفه بخياره الثاني، أي الحوار حول مشروع جامع للأغلبية النيابية المطلوبة لانتخاب الرئيس يتنازل لها التيار عن حق الفيتو في تسمية الرئيس مقابل التوافق على المشروع، واستطراداً رؤية ما اذا كان ثمة تقاطع سوف يظهر بين المرحلة اللاحقة المرتقبة لكل من جنبلاط وباسيل، حول تخفيض السقوف الرئاسية حول المرشح التوافقي مقابل رفع سقف المشروع، ببنود مثل الاستراتيجية الدفاعية وعودة النازحين واللامركزية. أما المحور الثالث فهو ما سيترتب على الاجتماع النيابي المسيحي الموسع الذي ستدعو اليه بكركي، والذي يسعى التيار الوطني الحر لتحويله الى مناسبة لبدء الحوار حول اسم مرشح توافقي، بينما يحكم الاجتماع محظور، يحسب له التيار حساباً، هو احتمال تقدم اسم قائد الجيش العماد جوزف عون مشهد البحث عن مرشح توافقي بمبادرة من نواب القوات اللبنانية والنواب المسيحيين في اللقاء الديمقراطي، فيما قالت مصادر مطلعة على ما شهده اجتماع القمة الروحية المسيحية أمس، ان الاجتماع النيابي المسيحي الذي تم تفويض بكركي بالدعوة اليه، هو بهدف ان تذهب بكركي الى مطالبة النواب المسيحيين بالالتزام بعدم مغادرة قاعة الهيئة العامة لمجلس النواب بعد كل دورة انتخابية أولى، والالتزام بمحاولة تأمين نصاب الدورة الثانية، عبر عدم المشاركة بتعطيل النصاب.
وأكدت مصادر رفيعة المستوى لـ «البناء» تعليقاً على الهجوم الذي نفذته طائرات مُسيّرة على منشآت عسكرية في مدينة أصفهان الإيرانية والذي أخذ حيّزاً لافتاً في وسائل الإعلام الغربية، لا سيما الأميركية و»الاسرائيلية»، أنّ الهجوم الآنف الذكر تمّ إحباطه من قبل الدفاعات الإيرانية لحظة وقوعه، وبالتالي فإنّ البروباغندا الإعلامية التي واكبت وأعقبت هذا الهجوم الفاشل، استهدفت حرف الأنظار عن الحدث الرئيس في القدس، حيث نفذ المقاومون في فلسطين المحتلة عمليات نوعية متتالية ضدّ الاحتلال الصهيوني.
ولفتت المصادر، إلى أنّ المُسيّرات «الإسرائيليةّ حققت صفر أهداف، ولا خشية من عمليات كهذه على الأمن القومي الإيراني، في حين أنّ السلطات المعنية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتعامل مع هذا الحادث بهدف إفشال مفاعيله الإعلامية والسياسية التي يحاول الغرب و»إسرائيل» الاستثمار بها.
وأكدت المصادر أنّ الجمهورية الإسلامية حاسمة في دعمها للمقاومة، وأنّ المقاومة في فلسطين تفرض معادلات في السياسة والميدان، وهذا ما يجعل الاحتلال «الإسرائيلي» في حالة من التخبّط والهلع، وليس بمقدور الحكومة «الإسرائيلية» المتطرفة، أن تتحكم بما ستؤول اليه التداعيات.
واعتبرت المصادر أنّ الولايات المتحدة و»إسرائيل» وحلفاءهما باتوا يدركون أن ليّ ذراع الجمهورية الإسلامية عسكرياً أو بواسطة العقوبات مهمة صعبة لا بل مستحيلة، وأنّ كلّ السيناريوات في هذا الخصوص لم تؤد الى النتيجة التي يريدها أعداء طهران وخصومها، وانّ التسليم بشروط إيران حول مجمل الملفات، خصوصاً الملف النووي، يبدو أمراً واقعاً لا محال.
كما شددت المصادر على أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران حريصة كلّ الحرص على أحسن العلاقات مع دول المنطقة، شرط أن يكون لهذه العلاقات أثر إيجابي يصبّ في صالح شعوب المنطقة ودعماً للقضايا العادلة وفي مقدّمها القضية الفلسطينية.
في غضون ذلك، يستمر الحراك السياسي على خط الملف الرئاسي بين عين التينة وكليمنصو مع الأطراف السياسية كافة في محاولة لإيجاد حل للأزمة الرئاسية، وعلى الرغم من الحركة التي يقوم بها رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط للتسويق لترشيح قائد الجيش جوزف عون والتي تواكب بحملة اعلامية للترويج لعون، فإّن مصادر مطلعة تؤكد لـ«البناء» تمسك ثنائي حركة أمل وحزب الله بترشيح رئيس المردة سليمان فرنجية وسط سعي من رئيس مجلس النواب نبيه بري الى تأمين أغلبية نيابية لانتخابه مع نصاب الثلثين. وتشير المصادر الى أن طرح جنبلاط لقائد الجيش يعني عملياً إسقاط ترشيح النائب ميشال معوض وإن لم يعلن ذلك رسمياً، لكنه لم يسقط فرنجية لأنه لم يعلن كمرشح رسمي اولاً ولم تختبر فرص التوافق عليه ثانياً. مشددة على أنّ «فرنجية وقائد الجيش سيكونان محور الحوار والمفاوضات بين القوى السياسية، مع ترجيح أسهم فرنجية لكونه يحظى بتأييد حركة أمل وحزب الله وعدد كبير من النواب وقد يوافق رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عليه ضمن تسوية تضمن للتيار الوطني الحر تمرير ملفات أساسيّة كتأليف حكومة إصلاحية وإقرار التدقيق الجنائي واللامركزية»، لكن المصادر تشير الى أنه «من المبكر الحديث عن المرحلة النهائية للتصفيات فلا زلنا في المراحل الأولى وقد نحتاج الى أشهر إضافية حتى تنضج الظروف الداخلية والخارجية».
وعلمت «البناء» أن رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط سيستكمل لقاءاته واتصالاته الرئاسية في ما تواصل كتلة اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط جولتها على الكتل النيابية، فتزور اليوم النائب ميشال معوض وكتلة الاعتدال الوطني.
كما يزور وفد من كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة النائب محمد رعد اليوم، الرئيس ميشال عون في الرابية، وسيجري البحث بجملة ملفات من ضمنها العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله والملف الرئاسي. وتعد هذه الزيارة الأولى لعون بعد نهاية ولايته كما تأتي بعد الخلاف بين التيار والحزب على الملفين الرئاسي والحكومي، وتصادف بداية شهر شباط قبل أيام على ذكرى توقيع تفاهم مار مخايل.
وكان عون استقبل السفيرة الأميركية دوروثي شيا.
وأكد النائب محمد رعد، أنّ «المقاومة قدَر، وعندما نتمسّك بها وبخيارها إلى هذا الحدّ نفهم لماذا نبحث عن رئيسٍ لا يطعن المقاومة في ظهرها»، مشيراً إلى «أننا لا نريدُ رئيساً يشرّع للمقاومة، ولا أنّ يموّلها، بل نريد رئيساً على الأقل لا يطعنها في ظهرها، وأن لا يُعطي إنجازاتها لأعدائها؛ وهذا هو ما نريده».
ولفت، خلال كلمة له في بلدة كفرحتى، إلى أنكم «تبخلون علينا بهذا الرئيس وهو الرئيس الذي يحفظكم أيضاً، لأنّ الرئيس الذي لا يطعن يكون لديه شرف، ومن يكون لديه شرف سيحمي كلّ المواطنين المسؤول عنهم»، مشدّداً على «أننا نعاني تفاصيل أزمة تمتدّ من المصارف، والنقد، وسعر صرف العملة، ومن غياب التعليم»، مشيراً إلى أنّ «أستاذ المدرسة غير قادر على دفع أجرة «السرفيس» ليصل إلى مدرسته ليعلّم أبناءنا، والسبب أنّ الأميركيين متحكمون بالنقد وبسياسته و»ممنوع تشيل حجر عن حجر»، و»ممنوع أن تعمل إصلاحات في النظام المصرفي ولا في قانون النقد والتسليف».
وإزاء انسداد أفق الملف الرئاسي، شهد يوم أمس استنفاراً مسيحياً روحياً باتجاه حث الأطراف كافة لا سيما المسيحية للحوار والتفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، ما يؤشر الى أنّ القوى المسيحية السياسية والنيابية وصلت الى طريق رئاسي مغلق، ما استوجب تدخل الكنائس المسيحية وسط ارتفاع منسوب التخويف من خطر على كرسي رئاسة الجمهورية والمواقع المسيحية في الدولة وبالتالي الدور المسيحي في لبنان.
وعبّر رؤساء الطوائف المسيحية في لبنان، بعد اجتماعهم عن «قلقنا العميق تجاه الأزمة الاقتصادية التي تواجه لبنان ونتضامن مع شعبنا»، وطالبوا المسؤولين في الدولة بإيجاد «حلول للأزمات الراهنة التي تؤدي إلى هجرة أبنائنا». وذكر الرؤساء في مؤتمر صحافي، «انّ لنا كلّ الثقة بتضامن رؤساء الطوائف الإسلامية معنا بدعوتنا إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وحثينا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على دعوة النواب المسيحيين للاجتماع في بكركي».
وسبق لقاء رؤساء الطوائف اجتماع للمطارنة الموارنة في بكركي برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي، وجدّدواً «إلحاحهم على المجلس النيابي أن يسرع في المبادرة إلى عقد الجلسة الانتخابية التي نص على آليتها وشروطها الدستور لاختيار رئيس جديد للدولة، لا سيما أنّ الأوضاع العامة باتت على شفير الانهيار الكارثي الكامل، الذي قد لا تستطيع أي قوة مواجهته. هذا الانهيار المتفاقم يتحمل مسؤوليته نواب الأمة بإحجامهم عن انتخاب الرئيس تقيداً بالدستور».
واضاف البيان: «تابع الآباء بذهول وأسف شديدين، الصراع المحتدم في السلك القضائي، والذي يهدد بتعطيل سير العدالة ولا سيما في ما يتعلق بكشف حقيقة تفجير مرفأ بيروت. وهم يستصرخون ضمائر المعنيين، مع الآلاف من ذوي الضحايا ومن المنكوبين بنفوسهم وأجسادهم وأرزاقهم، من أجل تحييد هذه القضية عن التجاذبات السياسية، ويطالبون بمتابعة التحقيق حتى صدور القرار الظني، وفي أسرع وقت ممكن. إن القضاء هو ركيزة دولة الحق والمؤسسات، بدونه يتحكم بها أصحاب النفوذ والدكتاتوريات، وتسودها الفوضى وشريعة الغاب».
وعلى وقع تغطية بكركي وبيان المطارنة، ومحاطاً بفرقة أمنية للحماية، حضر المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت المكفوف يده القاضي طارق البيطار إلى مكتبه في قصر العدل في بيروت. ولم يعقد اجتماعاً مع رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود، كما أشيع.
ولم يعلم ماذا فعل بيطار في مكتبه وجدوى حضوره، وضعت مصادر سياسية خطوة بيطار في إطار التصعيد وتحدي مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات ومجلس القضاء الأعلى، ولفتت لـ«البناء» الى أن «سلوك بيطار كان سياسياً منذ بداية تسلمه للملف، وبعد كف يده لمدة سنة وأكثر، أتى اليوم واختلق اجتهاداً قانونياً يبيح له العودة الى الملف وإصدار القرارات والإجراءات القانونية من دون أن تصادق أي جهة قضائية على هذا الاجتهاد، لا سيما أن محكمة التمييز المعنية بالأمر لم تبتّ بطلبات الرد وكف اليد ومخاصمة الدولة التي رفعها المدعى عليهم، وبالتالي بيطار قرر استئناف عمله من تلقاء ذاته وليس بناء على أي حكم قضائي». ولفتت المصادر الى أن «حضور بيطار الى قصر العدل رغم كل الأحداث التي حصلت والمخالفات القانونية التي ارتكبها يعمّق الفوضى وسقوط القضاء كمؤسسة مستقلة تحقق العدالة، وبالتالي لبنان أمام فراغ قضائي يتزامن مع فراغ رئاسي وتشريعي وشبه شلل حكومي، ما يأخذ البلد الى انهيار الدولة كلياً».
وسألت المصادر: «لماذا لا يدعو مجلس القضاء الأعلى القضاة المناوبين في محاكم التمييز للبتّ بطلبات الرد وبالتالي مصير القاضي بيطار؟ ولفتت الى أن ملف المرفأ لن يحل وسيبقى مفتوحاً ومشرعاً للتدخل الخارجي والاستثمار السياسي الداخلي حتى انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة وإجراء تشكيلات قضائية وتعيين قاض عدلي جديد في القضية».
وبالتزامن مع دخول قرار تحويل سعر الصرف الرسمي للدولار الواحد الى 15 الفاً، حلّق سعر صرف الدولار مجدداً في السوق السوداء فتجاوز الستين الف ليرة ليقفل مساء أمس على سعر 65 ألف ليرة وفق التطبيقات الالكترونية، فيما عقد المجلس المركزي لمصرف لبنان اجتماعاً لمناقشة التطورات المالية ولم يخرج بأي قرار أو إجراء.
ويشير خبراء اقتصاديون لـ«البناء» الى أن «لا شيء يبرر بالأرقام المالية والاقتصادية هذا الارتفاع الجنوني الدراماتيكي بسعر الصرف، إلا انعدام المسؤولية والثقة وعدم توجه المعنيين للمعالجة الجدية، ما يؤكد وجود رغبة وإرادة متعمّدة بإيصال البلد الى الانهيار بالعملة الوطنية»، ويضيف الخبراء: «اختتم العام على دولار 42 ألف ليرة وفي الشهر الأول منه يرتفع الى ما فوق الستين ألف ليرة، علماً أن المؤشرات الأمنية لم تتغير وحصل توقيع اتفاق نفطي غازي بين فرنسا وإيطاليا وقطر أمس الأول ولم يؤثر هذا الحدث على سعر الصرف إيجاباً، ما يعني أن لعبة الدولار متعمدة ولا تحكمها المعطيات والأرقام الاقتصادية، بل المضاربة والممسكون بالسياسة المالية سواء في وزارة المالية أو مصرف لبنان، وبالتالي هناك قرار بأخذ البلد الى حالة الانهيار».
ويتوقع الخبراء ارتفاعاً إضافياً بسعر صرف الدولار بظل عدم وجود سقف وضابط إلا بحل سياسي يغير الإدارة المالية لا سيما حاكمية مصرف لبنان.
ويشكك الخبراء أيضاً برقم صندوق النقد الدولي بتحويلات اللبنانيين بالخارج الى لبنان، إذ يقدرها بـ 6،8 مليار دولار وهذا الرقم يتم عبر المصارف وشركات التحويل لكن هناك مليارات أخرى تأتي من خارج التحويلات، ما يرفع الكتلة النقدية بالدولار التي تدخل الى البلد بـ 12 مليار دولار»، ويتهم الخبراء مصرف لبنان بطبع كميات هائلة من الليرة لاستخدامها ببيع وشراء مئات ملايين الدولار من السوق، ما يحوّل مصرف لبنان الى المضارب الأول بالعملة الوطنية.
ويؤكد الخبراء أنّ القرار الأخير للمجلس المركزي لمصرف لبنان الذي طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال من الأجهزة القضائية والأمنية تطبيقه بتوقيف الصرافين في الشوارع، لم يؤتِ ثماره ولم ينجح بلجم سعر الصرف بل على العكس ارتفع مجدداً حوالي عشرة آلاف ليرة خلال 24 ساعة فقط. 

****************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

البيطار متمسك بموقفه والسفير الألماني زاره مؤيداً ومحرّضاً
ملف المرفأ: تكرار أفلام الـ 2005

تعمّد المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار الحضور إلى مكتبه في قصر عدل بيروت صباح أمس، في محاولة لنفي المعلومات المؤكدة عن محاولات نقله إلى قصر عدل الجديدة - المتن بعد تحذيرات تلقاها من قيادة الجيش بعدم الخروج من منزله. لكن الحضور الذي استمر ثلاث ساعات، لم ينفع في التعمية على التطورات التي لا تزال تتوالد مِن جّراء الانقلاب القضائي الذي نفذه البيطار، ولامست تداعياته حدّ تفجير الشارع.
نهاية الأسبوع الماضي، تلقى قائد الجيش جوزيف عون معلومات من أجهزة أمنية رسمية بأن قراراً بتوقيف البيطار قد يصدر في أي وقت عن مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، فأبلغ عون البيطار بملازمة منزله، وزوّده يوم الإثنين الماضي بمعطيات عن إمكانية حصول تظاهرة أو اعتصام ضده، وأن الجيش لا يريد أن يكون طرفاً، مشدداً عليه عدم الخروج. في اليوم التالي، أبلغَ البيطار الجيش أنه يريد الحضور إلى العدلية يوم الأربعاء، فأجرى قائد الجيش اتصالاته ونسّق مع مديرية المخابرات التي أفادته بأن لا مؤشرات على تحركات شعبية، وليس متوقعاً حصول مقابلة بينَ البيطار وعويدات، وبالتالي يُستبعد حصول إشكالات. بناء عليه، أبلغَ قائد الجيش، الحريص هذه الفترة على أن يزن كل خطوة، البيطار بأنه مستعدّ لتوفير حماية شخصية كاملة له ما دامَ الجو "هادئاً"، لكنه لفته إلى أن الجيش لن يبدو مهما حدث وكأنه طرف في الصراع القضائي، ولن يتورط في أي مواجهة مع المواطنين في الشارع.
وكان لافتاً استقبال البيطار، مساء الثلاثاء، السفير الألماني لدى لبنان أندرياس كيندل (الذي يتصرف كمندوب سام جديد وينافس السفيرتين الفرنسية والأميركية في مخالفاتهما الأصول الديبلوماسية) لمدة ثلاث ساعات في منزله الذي وصل إليه السفير في موكب من ثلاث سيارات حملت الرقم نفسه وفقَ معلومات أمنية.
الأنباء عن حال "العدلية" بعد أسبوعين من الصراع الذي انفجر على خلفية ما قامَ به البيطار لم تتغيّر. لا بل إنها تأخذ منحى أكثر سلبية مع فشل كل المحاولات لدفع مجلس القضاء الأعلى للاجتماع لمناقشة التطورات الأخيرة. أولاً بسبب إصرار رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبّود على عدم المس بالبيطار، وبسبب تراجع الأعضاء المسيحيين عن قبول حضور الجلسة تحت ضغط الرأي العام المسيحي. وقد عقِد أمس لقاء بين عبّود والبيطار، سبقته اتصالات على أكثر من جهة بين عبود وعويدات ووزير العدل هنري خوري للبحث عن مخرج، إلا أنها لم تؤد إلى نتيجة.
وعلمت "الأخبار" أن أحد أعضاء مجلس القضاء قدّم اقتراحاً يقضي بـ "تراجع البيطار عن إجراءاته مقابل تراجع عويدات عن الادعاء عليه، لكن الأخير رفض وهو مصرّ على أن يعلِن البيطار تنحيه عن الملف مؤكداً أنه سيستكمل إجراءاته في حال عدم امتثال المحقق العدلي والأمر نفسه يؤكده الأخير، ولا يتوانى كل منهما عن إطلاق الشتائم بحق الآخر"! ولعلّ ما زادَ من النكبة القضائية وجعلَ انعقاد مجلس القضاء الأعلى شبه مستحيل هو الغطاء الذي أمّنه البطريرك بشارة الراعي للبيطار. علماً أن معنيين بعمل القضاء زاروا الراعي وأبلغوه رأيهم بالمخالفات القانونية التي يرتكبها المحقق العدلي، وأن "تغطية ما يقوم به يعطي الملف بُعداً سياسياً يُضرّ بالتحقيق ويتسبب بمشكلة كبيرة في البلاد وله تأثير سلبي على القضاء"، فأجاب الراعي بأنه "لا يفهم في القانون، ويُريد استمرار التحقيق بمعزل عن هوية القاضي أو طائفته وأن على مجلس القضاء الأعلى التصرف سريعاً"، علماً أنه أظهرَ تأييداً كبيراً للبيطار في مواجهة عويدات خلال عظة الأحد الماضي، قبلَ أن يعدّل الموقف في اجتماع البطاركة أمس.
السينما الغربية تتدخل
إلى جانب الواقع القضائي والسياسي، تستمر الحملات الإعلامية والقانونية المتصلة بملف المرفأ ضمن عملية تهويلية تدعو إلى تدويل القضية. فالتدقيق في طريقة توظيف الجريمة، يشير إلى أنها تحاكي السيناريو الذي أحيط بعملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. إذ يعمل فريق لبناني على تكرار السيناريو من خلال توجيه الاتهامات نحو حزب الله، ويجري دعم ذلك من خلال إجراءات تُبقي البوصلة في الاتجاه الذي يريده أصحاب المخطط. ومن ضمن هذا السياق، أعلنت قناة "France 5" عن وثائقي سيعرض الأحد المقبل حول انفجار المرفأ تحت عنوان "حزب الله والتحقيق الممنوع". العرض الترويجي للفيلم يصب كله في إطار اتهام الحزب الذي هو "حركة إسلامية تابعة لإيران تسيطر على جزء كبير من لبنان خاصة منطقة المرفأ"، وأن الحزب "يرفض إجراء تحقيق مستقل في أسباب الانفجار، فهو فوق القانون لذا يُعد التحقيق مستحيلاً". ويتبنّى الفيلم السردية الإسرائيلية بالكامل باعتبار الحزب منظمة إرهابية منذ نشأته، ويتحدث عنه كـ "منظمة إرهابية هائلة ضاعفت الهجمات في جميع القارات، وأنه ميليشيات خاصة أقوى من الجيش اللبناني تحارب إسرائيل وتدافع عن نظام بشار الأسد". وشارك في إعداد الوثائقي الصحافي مخرجوون وصحافيون من بينهم صوفيا عمارة وهي صحافية ومخرجة أفلام فرنسية من أصل مغربي. سبق لها أن عاشت في لبنان أواخر تسعينيات القرن الماضي بعد زواجها من شاب لبناني، قبل أن ينفصلا وتعود إلى فرنسا. وقد لعبت دوراً كبيراً في سوريا عبر الترويج لسرديات ضد الدولة السورية وحلفائها. وقد أوقِفت في بيروت عام 2018 بعد ادعاء الهيئة الاتهامية في بيروت عليها بجرم "شهادة الزور" والقدح والذم وتشويه السمعة التي أدلت بها في قضية محاولة اغتيال المحامي رامي عليق في أيار 2013. مع الإشارة إلى أن معدي الفيلم استعانوا على ما يبدو بخبرة النائب مروان حمادة في مجال اتهام حزب الله، وهو يظهر في الفيلم إلى جانب شخصيات كثيرة بينها مسؤولون في الحزب أيضاً.
من جهة أخرى، وفي إطار "تدويل" القضية من خلال اللجوء إلى محاكم خاصة، عُلِم أنه يجري إعداد عشرات القضايا الجنائية لرفعها في عدة دول أوروبية، نيابة عن ضحايا انفجار مرفأ بيروت، ضد المتسببين المحتملين في الجريمة. وقال مصدر في منظمة "Accountability Now " السويسرية إنه يجري التحضير لرفع قضايا في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وكرواتيا والمملكة المتحدة. ودعت المنظمة Accountability Now في 25 كانون الثاني الماضي حاملي جوازات السفر الأوروبية من المتضررين لتقديم شكاوى جنائية في ولاياتهم القضائية الوطنية، في ظل عرقلة التحقيق اللبناني ومحاولة عزل المحقق العدلي عن القضية، خصوصاً أن بين ضحايا انفجار مرفأ بيروت من هو لبناني ويحمل جنسية أجنبية، كما بين الضحايا أجانب يمكن للمحاكم في بلدانهم الأصلية فتح تحقيقات جنائية في الانفجار، ما قد يؤدي إلى توجيه لوائح اتهام في هذه البلدان مع توقف التحقيق اللبناني.اللبناني. 

******************************

افتتاحية صحيفة النهار

بكركي تنتفض والدولار الأسود يسترهن لبنان

في أسوأ المقارنات التي يتطابق عبرها العجز والقصور والتواطؤ على مسار الازمة السياسية – الرئاسية ومشتقاتها مع العجز والقصور والتواطؤ على المسار المالي – الاجتماعي، “سخر” #الدولار المتسيد في السوق السوداء في يوم اسود جديد في الأول من شباط من كل ما اتخذ من استعدادات وإجراءات لبدء التسعير الرسمي للدولار بـ15000 ليرة فاكتسح سقوفا قياسية جديدة والهب معه أسعار المحروقات بارتفاعات هستيرية إضافية. لم يبق من المشهد السياسي الا الهوامش امام التفلت المخيف الذي عاد يحكم البلاد على الصعيد المالي والمصرفي وامتدادات هذا التفلت، اذ تمثلت الدلائل الأشد اثارة للغرابة الملازمة للقلق والخوف المتصاعدين من اختراقات الدولار وتفلته، في ان الالتهابات الجديدة التي رافقت يوم بدء التسعير الرسمي الجديد للدولار جاءت في وقت كان المجلس المركزي لمصرف لبنان يعقد اجتماعه ولا يتمكن من لجم “المحرقة” الجديدة كما عجز قرار “مطاردة” المضاربين من الصيارفة عبر الأجهزة الأمنية عن احداث أي تاثير إيجابي في منع المضاربات. ولم يكن اشبه بهذا العقم المأسوي سوى العقم السياسي الذي يطبع “حركة بلا بركة” في دوامة ازمة الفراغ المتمادية.

وبالتزامن مع دخول قرار تحويل سعر الصرف الرسمي للدولار الواحد الى 15 الفا، حلّق الدولار مجددا في السوق السوداء خارقا سقف الـ63 الف ليرة مساء. ونتيجة لقفزة الدولار شهدت أسعار المحروقات ارتفاعا كبيرا بمعدل يناهز المئة الف ليرة زيادة عن الأسعار السابقة .

ومساء اعلن مصرف لبنان ان “حجم التداول على منصة Sayrafa بلغ امس 25 مليون دولار أميركي بمعدل 42000 ليرة لبنانية للدولار الواحد، وفقا لأسعار صرف العمليات التي نفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة. وبذلك يكون قد رفع سعر دولاؤ صيرفة من 38 الف ليرة الى 42 الف ليرة من دون انذار.

يوم #بكركي

وسط هذه التطورات تحولت الأنظار على صعيد الازمة الرئاسية الى بكركي التي شهدت امس حركة كثيفة على المستوى الروحي المسيحي، وكان محورها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وفسر تصعيد هذا التحرك بانه انعكاس لانتفاضة بكركي ضد تعطيل الانتخابات الرئاسية وان هذا التحرك سيتواصل باساليب مختلفة. وقد بدأ التحرك امس بالاجتماع الدوري للمطارنة الموارنة وتوج بعد الظهر بالقمة الروحية لرؤساء الطوائف المسيحية وممثليهم.

وعكس البيان الختامي للقمة المسيحية القلق المتصاعد لدى مختلف الكنائس المسيحية حيال حجم التأزم الذي بلغه الوضع في لبنان، كما بدا واضحا ان رؤساء الطوائف المسيحية فوضوا البطريرك الراعي التحرك نحو عقد اجتماع للنواب المسيحيين في بكركي لحضهم على إيجاد الحل السريع لانهاء ازمة الشغور. واعرب البيان الصادر عن القمة الروحية المسيحية عن “قلقنا العميق تجاه الأزمة الإجتماعية والإقتصادية التي تزداد سوءًا يوماً بعد يوم، وعن تضامننا مع شعبنا في ما يعاني من حرمانه أموره الحياتيّة الأساسية من غذاء وماء وكهرباء ودواء واحتياجات الأطفال الضرورية، من جهة، وإنهيار العملة الوطنية وتراجع مداخيل العائلات” وطالب المسؤولين في الدولة “بإيجاد الحلول لهذه المآسي التي لا تتحمّل أيّ إبطاء. فلا يمكن القبول بسوء إدارتهم وإهمالهم والفساد المستشري في كلّ مكان، الأمر الذي يحمل عائلاتنا، ولا سيما الجيل الناشئ، على الهجرة أو اللّجوء إلى الشارع للتعبير عن وجعهم والمطالبة بحقوقهم العادلة”. وإذ اعتبر ان واقع الشغور الرئاسي “غير مقبول أبداً ومخالف لجوهر الدستور اللبناني ومرتكزات السيادة والإستقلال ومسؤوليّة النواب تجاه الشعب اللبناني”، طالب المجلس النيابي “بالاسراع في القيام بواجبه الوطني وانتخاب رئيس للجمهورية”، واعلن “اننا نأتمن غبطة البطريرك الراعي على الإجتماع مع من يراه مناسبًا تحقيقًا للمضمون أعلاه بما في ذلك دعوة النواب المسيحيين إلى اللقاء في بكركي، وحثّهم على المبادرة سويًّا، مع النواب المسلمين، وفي أسرع وقت ممكن، لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية”.

وقبيل القمة الروحية المسيحية كانت التطورات الداخلية سياسيا وقضائيا واقتصاديا، حاضرة في بيان المطارنة الموارنة الشهري. وجدد المطارنة “إلحاحهم على المجلس النيابي أن يسرع في المبادرة إلى عقد الجلسة الانتخابية التي نص على آليتها وشروطها الدستور لاختيار رئيس جديد للدولة، ولاسيما أن الأوضاع العامة باتت على شفير الانهيار الكارثي الكامل، الذي قد لا تستطيع أي قوة مواجهته. هذا الإنهيار المتفاقم يتحمل مسؤوليته نواب الأمة بإحجامهم عن انتخاب الرئيس تقيدا بالدستور”. وأضاف البيان: “تابع الآباء بذهول وأسف شديدين، الصراع المحتدم في السلك القضائي، والذي يهدد بتعطيل سير العدالة ولا سيما في ما يتعلق بكشف حقيقة تفجير مرفأ بيروت. وهم يستصرخون ضمائر المعنيين، مع الآلاف من ذوي الضحايا ومن المنكوبين بنفوسهم وأجسادهم وأرزاقهم، من أجل تحييد هذه القضية عن التجاذبات السياسية، ويطالبون بمتابعة التحقيق حتى صدور القرار الظني، وفي أسرع وقت ممكن. إن القضاء هو ركيزة دولة الحق والمؤسسات، بدونه يتحكم بها أصحاب النفوذ والدكتاتوريات، وتسودها الفوضى وشريعة الغاب”.

وفي السياق الرئاسي أيضا وغداة الزيارتين اللتين قام بهما الحزب التقدمي اشتراكي الى بكركي وعين التينة، من المتوقع ان يزور وفد من “كتلة الوفاء للمقاومة” برئاسة النائب محمد رعد، اليوم الرئيس السابق ميشال عون في الرابية، في لقاء لن يكون الملف الرئاسي بعيدا منه، علما انه بدت لافتة زيارة السفيرة الاميركية دوروثي شيا لعون امس للمرة الأولى منذ نهاية ولايته .

وفي هذا السياق كشفت مصادر “اللقاء الديموقراطي” أن لا شيء مؤكدا حتى الآن حول اقتناع الرئيس نبيه بري بالمضي بترشيح قائد الجيش للرئاسة . وأضافت: “نحاول اختراق جدار السقوف العالية لأن البلد يتحلل والشعب فقد أدنى مقومات العيش الكريم”، مشددة على ان اللقاء الديموقراطي مستمر بالسعي لايجاد تسوية.

التشريع المالي

اما على الصعيد المالي التشريعي فبحثت لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابرهيم كنعان امس اقتراح قانون اطار لاعادة التوازن للانتظام المالي في لبنان. ووجه كنعان كتاباً إلى رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان ووزير المال ووزير الاقتصاد ولجنة الرقابة على المصارف، يطالبهم فيه بالأرقام الرسمية الخطية المطلوبة لبحث اقتراح قانون التوازن المالي. وقال كنعان “الارقام وصلت مجتزأة لكن المطلوب ان تصل رسمية ونهائية وما حصل هو بداية. وجهت اليوم لمصرف لبنان والحكومة سؤالًا عن اين اصبح التدقيق الجنائي والى اليوم الارقام افتراضية. عندما نسأل عن المودعين “بتقوم القيامة”، اذا كان هذا القانون ليس لاسترجاع اموال المودعين لماذا تم إرساله”؟. أضاف:” كفى كذبا على المواطن، كان من المفروض اعادة هيكلة الدين منذ اليوم الاول. الناس يريدون معرفة مصيرهم ويحتاجون لمسؤول فعلي يتحمل المسؤولية”. وأشار إلى أن “كرة النار تحال الينا بشكل غير مباشر، في وقت المسؤولية يجب ان تتحملها الدولة اللبنانية ومصرف لبنان والمصارف ولن نقبل بالتضحية بأموال المودعين “بشطبة قلم” من اجل مصداقيتنا واعادة الثقة بلبنان”.

**********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

“حزب الله” في الرابية اليوم: لا بدّ من “سياق مختلف للتفاهم”

مبادرة بكركي “مسيحياً”: “جبهة الشغور” لا دين لها!

مع تمدّد مشهدية الهجمة على المصارف لتشمل مدنيين وعسكريين وعناصر شرطة بلدية كما حصل أمس في صور حيث عمدت شرطة البلدية في المدينة إلى إغلاق منافذ مصرف سوسيتيه جنرال ومحاصرته للمطالبة بصرف رواتبهم، بدأت شرارات القنبلة الاجتماعية تتطاير في الفضاء اللبناني وانطلق العد العكسي لانفجارها بين لحظة وأخرى على صفيح انهيار الليرة وقدرة اللبنانيين الشرائية، ما دفع وزيرة الخارجية الفرنسية إلى وضع خطر انزلاق لبنان إلى “الفوضى” على قائمة “المواضيع الساخنة” التي ستبحثها في الرياض وأبو ظبي اليوم وغداً، حسبما نقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر ديبلوماسي فرنسي أمس، وسط استمرار طغيان المعلومات والمعطيات المتضاربة حول موعد انعقاد اجتماع باريس الفرنسي – الأميركي – العربي المقرر للتباحث في الملف اللبناني.

وفي ظل استحكام الحالة الضبابية وانسداد الأفق أمام مخارج الأزمة اللبنانية، وتعاظم “بوادر الغضب الشعبي” وفق تحذير المطارنة الموارنة إثر اجتماعهم الشهري في بكركي أمس، وضع رؤساء الطوائف المسيحية المسؤولين عن عرقلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية أمام مسؤولياتهم في مفاقمة أسباب الانهيار بسبب إبقاء الكرسي الرئاسي شاغراً، في مخالفة موصوفة “لجوهر الدستور ومرتكزات السيادة والاستقلال”، وفوّضوا في سبيل درء الخطر عن الكيان الذي يستمد قوته من “الشراكة الوطنية الإسلامية والمسيحية”، البطريرك الماروني بشارة الراعي المبادرة “والاجتماع مع من يراه مناسباً بما في ذلك دعوة النواب المسيحيين إلى اللقاء في بكركي، وحثّهم على المبادرة سوياً مع النواب المسلمين، في أسرع وقت ممكن لانتخاب رئيس للجمهورية”.

وإذا كانت مبادرات ومناشدات الراعي الرئاسية لم تخمد جذوتها منذ انطلاق المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس حتى دخول قصر بعبدا في غياهب الشغور، فإنّ أوساط نيابية معارضة نبّهت من محاذير إعطاء الشغور “طابعاً مسيحياً” جراء رمي الكرة عند النواب المسيحيين في عملية التوافق على رئيس للجمهورية، مشددةً على أنّ جبهة الشغور التي أحكمت قبضتها على الاستحقاق الرئاسي “لا دين لها”، والمسألة ليست مسيحية لكي يتم الدعوة إلى اجتماع مسيحي في بكركي، إنما هناك “انقسام عمودي” في البلد بين فريقين سياسيين يضم كل منهما نواباً من مختلف الطوائف، الأول لديه مرشح رئاسي ويضغط لإنتخاب رئيس، أما الثاني فيعرقل جلسات الانتخاب بسلاح الورقة البيضاء وتعطيل النصاب.

ولعلّ اجتماع الرابية اليوم يجسّد الصورة الواقعية لمسبّبات استمرار الشغور الرئاسي تحت وطأة احتدام الخلاف بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” على أحقية التسمية والترشّح ضمن صفوف مسيحيي فريق الثامن من آذار، سيما في ظل تمسّك “حزب الله” بترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية باعتباره “يريد رئيساً يكون لديه شرف ولا يطعن المقاومة في ظهرها”، على حد تعبير رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد عشية زيارة الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون، والتي توقعت مصادر مواكبة لتحضيرات الزيارة أنّ يكون طيف جبران باسيل حاضراً في كل جوانب المحادثات التي ستتخللها، في حال لم يحضر شخصياً اللقاء.

وإذ أكدت أنّ وفد “حزب الله” يضع كل التوقعات في حساباته “ولن يتفاجأ بأي شيء سيسمعه” من عون، أبدت الأوساط نفسها ثقتها بأنّ مصير “تفاهم مار مخايل” سيكون الحاضر الأبرز في لقاء الرابية اليوم، خصوصاً وأن اللقاء يأتي على بُعد بضعة أيام من الذكرى السابعة عشرة لتوقيعه في 6 شباط من العام 2006، معربةً عن اعتقادها بأنّ وفد “الحزب” لن يتأخر في اكتشاف أنّ ما يدلي به باسيل من مواقف في معرض التلويح بإمكانية سقوط التفاهم نتيجة الشعور بأنّ “حزب الله” خذله رئاسياً وحكومياً، إنما هو جدول من نهر ما يضمره عون في هذا الاتجاه، ورجحت في سياق توقعاتها أنّ يخلص الحديث والعرض الذي سيقدمه عون إلى استنتاج حاسم بأنّ “تفاهم مار مخايل” خدم عسكريته بعدما لم يطبق منه الا بندان: الأول تأمين العمق المسيحي لـ”حزب الله”، والثاني وصول عون الى سدة الرئاسة، وبالتالي بات لا بد من “سياق جديد مختلف”.

وفي المقابل، جزمت الأوساط بأنّ وفد “حزب الله” سيجدد حرصه على إبقاء العلاقة متينة مع “التيار الوطني” بمعزل عن الخلاف الحاصل بين الجانبين، ولن يتوانى عن تقديم “عرض موجز لمسار السنوات الست الماضية والظروف التي تحكّمت بمسار العلاقة، لا سيما لناحية استعراض المحطات المفصلية التي وقف فيها “الحزب” إلى جانب عون وتياره قبل العهد وخلاله وبعده”.

*********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

“الثنائي الشيعي” لم يحسم موقفه من ترشيح قائد الجيش للرئاسة اللبنانية

مصادر نيابية في كتلة بري: لضرورة احترام الآليات الدستورية

بيروت: كارولين عاكوم

يسود لبنان الترقّب لما ستؤول إليه الاتصالات والحوارات الثنائية، التي تعقد بين أكثر من طرف، في محاولة للخروج من مأزق الانتخابات الرئاسية، خصوصاً بعد المعلومات التي أشارت إلى تصدّر اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون قائمة المرشحين للرئاسة داخلياً وخارجياً.

وفي حين يندرج اسم العماد عون ضمن اللائحة التي يحملها معه الحزب «التقدمي الاشتراكي» في لقاءاته وحواراته مع الكتل والأطراف اللبنانية، سبق أن أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنه لا يمانع انتخاب قائد الجيش إذا حصل عليه توافق، ثم أكد يوم أمس أنه إذا كان انتخاب قائد الجيش يحل المشكلة فحزب «القوات» لا يمانع بذلك، فيما بات موقف رئيس «التيار الوطني الحر» السلبي تجاه خيار العماد عون معروفاً بعد الهجوم الذي شنّه عليه يوم الأحد الماضي.

من هنا، فإن الأنظار تتجه بشكل رئيسي إلى موقف «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) من طرح قائد الجيش، وهو لا يزال يحتفظ بورقة مرشّحه، رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، من دون أن يعلن ترشيحه رسمياً لعدم توفّر حظوظه الانتخابية. وفي حين أعلن داعمو النائب ميشال معوض بشكل مباشر أو غير مباشر وصولهم إلى حائط مسدود في إمكانية إيصاله والاتفاق معه على أن الخطوة الثانية ستكون البحث عن مرشح آخر، فإن «الثنائي» لم يعلن حتى الآن عن موقف واضح، باستثناء المواقف التي تؤكد على أهمية الحوار والتوافق بين الكتل على اسم أو أكثر.

وفيما ترفض مصادر نيابية في «كتلة التنمية والتحرير»، التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، الحديث عن أسماء معينة، وتحديداً عن موقف بري من ترشيح قائد الجيش، تُذكر بأن بري يعمل وفق مقولة «اعملوا على قضاء حاجتكم بالكتمان»، وتجدد التأكيد على انفتاحه على الحوار والتوافق، لكنّها تلمّح في المقابل إلى المشكلة المرتبطة بتعديل الدستور لوصول قائد الجيش، حيث يفترض بقائد الجيش الاستقالة من موقعه قبل انتخابه بـ6 أشهر، وهو ما لم يحصل. وتؤكد لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة احترام الآليات الدستورية، وتنتقد في المقابل القوى التي لا تمانع تعديل الدستور لإيصال قائد الجيش، بالسؤال: «الآن لم يعد لدى القوى التي تسمّي نفسها بالسيادية مشكلة في تعديل الدستور في مجلس النواب، وهي التي ترفع، منذ بدء الفراغ الرئاسي، شعار أن البرلمان هيئة ناخبة فقط، ولا يمكن له التشريع».

وعلى خط «حزب الله»، كانت لافتة يوم أمس مواقف نائب أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم «الدبلوماسية» لجهة تأكيده أنهم حاضرون للنقاش، على قاعدة أن تُدوَّر الزوايا بين الأطراف. وهو ما يتوقف عنده أيضاً المحلل السياسي المقرب من الحزب، قاسم قصير، قائلاً: «الحزب لا يزال يتبنى ترشيح فرنجية، لكنه منفتح على الحوار، وجاهز لكل الاحتمالات، وهو ما أكده قاسم أمس». وفي ردّ على سؤال حول القبول بقائد الجيش، يقول قصير: «ليست لدى الحزب مشكلة في هذا الخيار إذا كان توافقياً، وهو ما سبق أن أعلنه رئيس المجلس السياسي في الحزب إبراهيم أمين السيد، بقوله إنه لا فيتو على أحد».

وأمس، قال قاسم، في كلمة خلال لقاء خاص لشباب التعبئة في بيروت، خصصت بكاملها للحديث عن الرئاسة: «يمكننا أن نتحاور ونتفق داخل الحوار على أنَّ من لديه اسم يحوز على الغالبية، يمكن أن تتفق الكتل الأخرى أو بعضها على إعطاء هذا الرئيس بشروط معينة تنسجم مع قناعاتها بتدوير الزوايا، فنصل إلى حل. أو يمكن أن تجلس هذه الكتل بعضها مع بعض، وننهي هذا الموضوع حول المواصفات التي لكل جهة تطبيق لها بشكل مختلف عن الأخرى، ونطرح الأسماء في سلة واحدة، فلدينا 4 أسماء أو 7 أسماء أو 10 أسماء، نضعهم في هذه السلَّة، ونبدأ بـ(الجوجلة)، لنصل إلى تقليص العدد إلى اسم أو اسمين مثلاً»، وأضاف: «كي لا يقول البعض؛ تشترطون الحوار وتفرضون آلية حوار، نجلس لنتفق على الآلية التي نريد أن نتحاور من خلالها». وأكد: «أن يقول بعضهم لا نريد حواراً ويضع (فيتو)، وبالتالي يمنع أن يعطي صوته أو أن يفسح المجال أمام الاتفاق بين الآخرين، هذا يعقِّد المشكلة بشكل كبير. نحن أيضاً نعتبر أن هذا الحوار يجب أن يشمل الجميع، وليس كما دعا بعضهم إلى حوار المعارضة مع بعضها، للوصول إلى نتيجة. نحن جاهزون للاتفاق، لأنَّ الهدف هدف وطني، وليس تصفية حسابات»

********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

الحراكات لا تفك التعقيدات.. الاقتصاد أمام منزلقات.. الراعي يطلق جولة مشاورات

من الصعب افتراض انّ المشهد الداخلي، بالتعقيدات التي تتحكّم به على كلّ المستويات، قابِل لأن يُكتب النجاح لأي محاولة لكسر هذا الاستعصاء، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في المدى المنظور. فتعطيل المسار الرئاسي يَتسيّد هذا المشهد، ولا كلمة تعلو على النكايات المتبادلة، وخزّان الحقد السياسي والشخصي ماض في شحن النفوس وتذخير كلّ الجبهات الداخلية بكلّ ما يعمّق الانقسام ويمهّد أرضية البلد للتفجير والصدام.

كثيرة هي الشواهد التي تؤكد بما لا يقبل أدنى شك، انّ الواقع اللبناني يعاني حالة مرضيّة ميؤوساً منها بات من الصعب، لا بل من المستحيل إخراجه منها؛ فالجانب الاقتصادي والمالي من انهيار الى انحدار، وفتيل الدولار المشتعل يُنذر بقفزاته المتتالية، التي تجاوز فيها امس سقف الستين الف ليرة، بسلوك البلد المسار الحتمي نحو انفجار اجتماعي رهيب لا يبدو انه ما يزال بعيداً.

واما الجانب السياسي، فبات خاضعاً بالكامل لإرادة التعطيل وسدّ ابواب الانفراج، التي هزمت العقلاء الباحثين عن فرص للنّجاة، والرسائل التصعيدية التي تنثرها في اجواء الملف الرئاسي، لا تفسير لها سوى انها تقدّم دليلاً دامغاً على انّ جماعة التعطيل محكومة بسادية الحقد على لبنان، والاستخفاف بحياة اللبنانيين، والتلذّذ في تعذيبهم، وغايتها الاساس تحقيق اكبر قدر من المكاسب السياسية والشعبوية، حتى وإن تطلّبَ الأمر إفناء شعب وتدمير البلد.

كارثة غير مسبوقة

في هذه الجو، المحكوم اقتصاديا وماليا لمافيات السوق السوداء والتلاعب بالدولار الذي يكمّل صعوده نحو السبعين الف ليرة، في غياب اي كابح او رادع لها، والمحكوم سياسيا للحقد الاعمى والمكايدات وتغليب الغايات والحسابات الشخصية والحزبية، لا يمكن الرهان على قيامة بلد من جديد، فالمسلّم به لدى الخبراء الاقتصاديين هو «أن لبنان بات على مسافة امتار قليلة من كارثة غير مسبوقة، لا حدود معها لصراخ الناس وآلامهم». كما انّ المسلّم به لدى كل المتابعين لتطورات الملف الرئاسي، بأنّ حَسمه ايجابياً في الاتجاه الذي يُفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية، باتَ، على حد ما تقول لـ»الجمهورية» مصادر سياسية ومعنية بحركة الاتصالات الجارية، «من سابع المستحيلات».

طاقات الفرج مسدودة

واذا كان المسار الرئاسي يشهد بين حين وآخر حراكات محدودة سعياً الى فتح طاقة انفراج فيه، الا انّ هذه الحراكات تدور في حلقة مفرغة، حيث انها لا تتمتع بالقدرة المطلوبة التي تمكّنها من اختراق جدار التعقيدات. وفي هذا السياق يندرج تحرّك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

واذا كان رئيس التقدمي قد لخّص الغاية من تحركه، بمحاولة بناء مساحة مشتركة للتفاهم على مرشّح توافقي لرئاسة الجمهورية، لا يشكل استفزازا او تحديا لأي طرف»، فإنّ مصادر مطلعة على خلفيات تحرّك جنبلاط، تؤكد لـ»الجمهورية» ان انتخاب رئيس للجمهورية يشكل الخطوة الاولى في مسار العلاجات الطويل للأزمة الداخلية، والدافع الاساس الى هذا التحرّك في هذا التوقيت بالذات، هو أنه يستشعر خطرا كبيرا جدا يتهدّد لبنان، من البابَين الداخلي والخارجي.

فخلف الباب الداخلي، تضيف المصادر، إنّ لبنان بوضعه الحالي يعاني انشقاقا سياسيا واهتراء اقتصايا وماليا، وتتبدّى فيه مكامن ضعف مخيفة في كل مفاصله وفقدان تام لعناصر القوة وامكانيات الصمود، وبات يشكل تربة خصبة لأي احتمالات سلبية قد تسري تداعياتها وآثاراها فيه كالنار في الهشيم. وليس خافيا في هذا الاطار، أنّ تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، يُعرّي، او بمعنى ادق، عَرّى لبنان أكثر فأكثر، ويُفاقم المخاطر ويسرّع بالاحتمالات والسيناريوهات السوداء.

اما الباب الخارجي، فإن الداخل المعطّل والمتصادم، لا يشكل وحده تهديداً للبنان، بل ينبغي على كل الاطراف أن تخرج من زواياها الضيّقة، وتتوسّع في نظرتها الى ما أبعد من الداخل، وقراءة المشهد الخارجي الذي يغلي بالتطورات والتوترات، وبالاعاصير الاقليمية والدولية التي تتكون في اجواء المنطقة، ومن الغباء الاعتقاد ان لبنان قد يكون منعزلاً عن المنطقة وما قد تشهده من تطورات وتداعيات امنية وغير امنية».

تحرّك في اتجاه واحد

الا انّ القراءة المقابلة لهذا الحراك لا ترى له أفقا ايجابيا، وعلى ما تقول مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» فإنّ هذا الحراك، وإن جرى تغليفه بمفردات التفاهم وبتغليب ارادة الحوار والتشارك، الا انه يبدو تِبعاً لمجرياته في الغرف الداخلية، حراكا في اتجاه واحد، يبدأ وينتهي عند غاية وحيدة، خلاصتها حمل ثنائي حركة «أمل» و»حزب الله» على تعديل موقفهما الداعم لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والقبول بمرشح آخر، لا يشكل تحديا لأي طرف، وهو ان اعلن الوصول مع ترشيح النائب ميشال معوض، وبالتالي تخلّيه عن «التسلية» بانتخابه التي استمرت على مدى 11 جلسة انتخابية فاشلة لمجلس النواب، على اعتبار ان معوّض هو مرشّح تَحد، قطع في الوقت ذاته الطريق على رئيس تيار المردة بقوله ان فرنجية يشكل في نظر البعض مرشح تحد.

وبحسب معلومات موثوقة لـ»الجمهورية» ان جنبلاط الذي طرح حتى الآن خمسة اسماء بديلة، تنطبق عليهم في رأيه الصفة التوافقية بدءاً بقائد الجيش العماد جوزف عون، والوزير السابق جهاد أزعور والنائب السابق صلاح حنين، وشبلي الملاط ومي الريحاني، لا يبدو انه استطاع ان يحقّق ما يرمي اليه من تحرّكه. فتحرّك جنبلاط فشل بداية مع التيار الوطني الحر، واللقاء بينه وبين رئيس التيار النائب جبران باسيل لم يصل الى نتيجة تُعدّل من موقف باسيل الذي بات واضحاً انه يرفض أي مرشّح آخر سواه، كما انه فشل مع ثنائي «أمل» و»حزب الله»، حيث انهما ليسا في وارد التخلي عن فرنجية، فأوساطهما تؤكد ثباتهما على تأييد ترشيحه.

وقلّلت مصادر متابعة لتحرّك جنبلاط من احتمال تحقيقه اي خرق، وقالت لـ«الجمهورية»: العقدة الرئاسية كبيرة جدا، وتبدو انها اكبر من أن تُحلّ، عبر تحرّك يلبّي في جوهره، ما تطرحه الاطراف الاخرى، التي تصنف نفسها سيادية وتغييرية وفي مقدمها حزب «القوات اللبنانية»، والتي تلتقي في غالبيتها على تبني اي مرشح خارج ما يسمّونها «جبهة الممانعة»، وفي مقدمهم قائد الجيش. وينبغي في هذا السياق، التوقف مليّاً والقراءة المعمّقة لأبعاد بعض المواقف، لا سيما موقف رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي عاد الى التأكيد مجدداً على «أن المشكلة اذا كانت تحلّ بانتخاب قائد الجيش فلا مانع لدينا». وكذلك في الموقف الذي أعلنه وفد اللقاء الديموقراطي من بكركي قبل يومين، ومفاده «انه اذا حصل اتفاق على قائد الجيش فسنسعى الى تعديل الدستور». وهذا الموقف يعبّر بالتأكيد عن موقف جنبلاط».

إشارات تشاؤم

في موازاة هذه الصورة الداخلية المعقدة، كشفت مصادر مسؤولة لـ«الجمهورية» عمّا سمّتها إشارات خارجية جديدة تُقارب الملف الرئاسي في لبنان بقدرٍ عالٍ من التشاؤم، وتُلقي ظلالاً من الشك حول احتمال حصول اي انفراج فيه، طالما ان الارض اللبنانية ليست مهيّأة لصياغة هذا الانفراج».

وبحسب المصادر فإنّ هذه الاشارات، التي سبقت ما يُحكى عن اجتماع محتمل في باريس بين ممثلين عن الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، تحاول ان تعطيه حجمه الطبيعي، خلافاً للماكينة الإعلامية التي حمّلته اكثر مما هو يحتمل. وقالت: ما هو مثبت لنا حتى الآن، انّ ثمة كلاماً نسمعه عن عقد اجتماع مجهول موعده حتى الآن، وكذلك مستوى المشاركة فيه. في كل الاحوال، فإنه لو حصل وعقد هذا الاجتماع، وعلى اي مستوى كان، فإنه في احسن الاحوال لن يكون اكثر من مجرد محطة لإجراء مشاورات «تذكيرية» بمشاورات سابقة على قاعدة أخذ العلم بالتطورات التي استجَدّت منذ آخر مشاورات حصلت بين تلك الدول.

ولفتت المصادر الى انه قبل السؤال عن نتائج ايجابية محتملة لهذا الاجتماع تترجم بتسريع الخطى لانتخاب رئيس للجمهورية، ينبغي السؤال هل انّ هذه الدول تقف على موقف واحد حيال الملف الرئاسي؟ وبالتالي أقصى المتوقّع هو تكرار مواقف تقليدية اساسها دعوة اللبنانيين الى انتخاب رئيس وتشكيل حكومة، ولا شيء اكثر من ذلك. كما لا نتوقع في الوقت اي تحرّك ملموس من قبل تلك الدول تجاه لبنان، فالولايات المتحدة اكدت على مختلف مستوياتها انها لا تتبنّى اي مرشح، وليست في وارد إطلاق اي تحرك مرتبط بالملف الرئاسي. اما فرنسا، فغايتها الاساس الحضور والدور الفاعلان في لبنان، لكنها لا تملك الامكانيات لتثبيت ذلك، وهو ما تأكّدَ بشكل لا يرقى اليه الشك منذ إطلاق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمبادرة الفرنسية غداة الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت. فيما الواضح ان المملكة العربية السعودية منكفئة عن القيام بأيّ مسعى او تحرّك مباشر تجاه الملف الرئاسي.

وردا على سؤال قالت المصادر: الموقف المصري معروف لناحية التأكيد انّ مصر معنية بالشأن اللبناني، من موقع الحرص على ما تسمّيه «الشقيق الاصغر»، والحثّ على إتمام الانتخابات الرئاسية بتوافق اللبنانيين وسلوك مسار إنقاذ والخروج من الأزمة. بالتأكيد ان مشاركة مصر في اجتماع باريس مفيدة، ولكن لا يوجد حتى الآن ما يؤكد هذه المشاركة.

شيا والحزب وعون

الى ذلك، كانت لافتة للانتباه أمس، زيارة السفيرة الاميركية دوروثي شيا الى الرابية، ولقاؤها الرئيس السابق ميشال عون، واقتصرت المعلومات الموزّعة عن الزيارة بالاشارة الى انّ اللقاء تطرّق الى آخر التطورات السياسية والانتخابات الرئاسية، بالإضافة الى الوضع الاقتصادي والمالي الراهن.

هذه المواضيع، اضافة الى امور اخرى، ستكون مدار بحث في الرابية خلال زيارة يقوم بها وفد من «حزب الله» للقاء الرئيس عون، برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وهو اللقاء الأول مع الرئيس عون بعد انتهاء ولايته الرئاسية منذ ثلاثة اشهر.

قمة مسيحية

في هذا الوقت، انعقدت في بكركي امس، قمة روحية بدعوة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، شارك فيها رؤساء الطوائف المسيحية وممثليهم في لبنان، وصدر عنها بيان عبّروا فيه عن قلقهم «العميق تجاه الأزمة الإجتماعية والإقتصادية التي تزداد سوءًا يوماً بعد يوم، وعن تضامننا مع شعبنا في ما يعاني من حرمانه أموره الحياتيّة الأساسية من غذاء وماء وكهرباء ودواء واحتياجات الأطفال الضرورية، من جهة، وانهيار العملة الوطنية وتراجع مداخيل العائلات، من جهة أخرى، كذلك ارتفاع نسبة البطالة وتدني المستويات المعيشية، بالاضافة الى صعوبات حياتية جمّة باتت تُرهق كاهل اللبنانيين يومياً. فلا يمكن الاستمرار في تحمّل هذا الوضع الخطير».

واعتبر البيان انّ «الكرسي الرئاسي شاغر بسبب فشل المجلس النيابي في انتخاب رئيس. هذا الواقع غير مقبول أبداً ومخالف لجوهر الدستور اللبناني ومرتكزات السيادة والإستقلال ومسؤوليّة النواب تجاه الشعب اللبناني»، وطالبَ «المجلس النيابي بالاسراع في القيام بواجبه الوطني وانتخاب رئيس للجمهورية»، مُعلناً «اننا نأتمِن البطريرك الراعي على الإجتماع مع من يراه مناسبًا تحقيقًا لذلك، بما في ذلك دعوة النواب المسيحيين إلى اللقاء في بكركي، وحَثّهم على المبادرة سويًّا، مع النواب المسلمين، وفي أسرع وقت ممكن، لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية».

مجلس المطارنة

وفي السياق نفسه، جدد مجلس المطارنة الموارنة في بيان بعد اجتماعه الشهري «إلحاحه على المجلس النيابي أن يسرع في المبادرة إلى عقد الجلسة الانتخابية التي نص على آليتها وشروطها الدستور لاختيار رئيس جديد للدولة، لا سيما أن الأوضاع العامة باتت على شفير الانهيار الكارثي الكامل، الذي قد لا تستطيع أي قوة مواجهته. هذا الإنهيار المُتفاقم يتحمّل مسؤوليته نواب الأمة بإحجامهم عن انتخاب الرئيس تقيداً بالدستور».

ومن جهة ثانية، اعلن المجلس ان «الآباء تابعوا بذهول وأسف شديدين، الصراع المُحتدم في السلك القضائي، والذي يهدد بتعطيل سير العدالة لا سيما فيما يتعلق بكشف حقيقة تفجير مرفأ بيروت. وهم يَستصرخون ضمائر المعنيين، مع الآلاف من ذوي الضحايا ومن المنكوبين بنفوسهم وأجسادهم وأرزاقهم، من أجل تحييد هذه القضية عن التجاذبات السياسية. ويطالبون بمتابعة التحقيق حتى صدور القرار الظني، وفي أسرع وقت ممكن. إن القضاء هو ركيزة دولة الحق والمؤسسات، بدونه يتحكّم بها أصحاب النفوذ والدكتاتوريات، وتسودها الفوضى وشريعة الغاب».

قاسم

بدوره، اعتبر نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم انه «من دون انتخاب رئيس للجمهورية سيبقى التدهور قائماً، ولن يتمكن أحد من معالجة المشاكل التي أصبحت مستعصية وتزداد يوماً بعد يوم». ورأى أن «الحل الرئاسي يكون بأن تجلس هذه الكتل مع بعضها وأن تناقش وتتّفق على كيفية الوصول إلى رئيس يُقنع هذه الكتل او أغلبها بأنَّه رئيس مناسب للبلد».

وقال في اللقاء الخاص لشباب التعبئة في القطاع الثالث – بيروت: لا يوجد بديل عن الحوار. يمكننا أن نتحاور ونتفق في داخل الحوار على أنَّ مَن لديه إسماً يحوز على الغالبية، يمكن أن تتفق الكتل الأخرى أو بعضها على إعطاء هذا الرئيس بشروط معينة تنسجم مع قناعاتها بتدوير الزوايا، فنصل إلى حل. أو يمكن أن تجلس هذه الكتل مع بعضها البعض، ونُنهي هذا الموضوع حول المواصفات التي كل جهة لديها تطبيق لها بشكل مختلف عن الآخر، ونطرح الأسماء في سلة واحدة بحيث أنَّه لدينا 4 أسماء أو 7 أو 10، نضعها في هذه السلَّة ونبدأ بالجوجلة لنصل إلى تقليص العدد إلى اسم أو اسمين».

ولفت الى «اننا لا نخشى من الحوار ونحن متحمسون للاتفاق، وحاضرون للنقاش على قاعدة أن تُدوَّر الزوايا بين الأطراف التي تجلس مع بعضها من أجل أن لا نطيل الفراغ ولننتخب رئيساً للجمهورية يساعد في الخروج من المأزق». مشيرا الى أنّ «لدينا قاعدة واحدة للانتخاب وهي ما يقوله الدستور في اجتماع المجلس النيابي بأغلبية الثلثين من أجل انتخاب الرئيس».

*********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

القمة المسيحية: بكركي تستنفر النواب المسيحيين لإنهاء الشغور

شركات التلاعب «تهزم» القضاء والمركزي: الدولار يتفلت ويقترب من الـ70 ألفاً

فوّضت القمة المسيحية الكاثوليكية والارثوذكسية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، اجراء ما يراه مناسباً لوضع النقاط التي تضمنها بيان القمة موضع التنفيذ، بدءاً من مواصلة مساعيه، ودعوة النواب المسيحيين الـ64 للاجتماع في بكركي، والضغط لحث باقي النواب على عدم مغادرة الجلسات قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وبدأت الاتصالات للتو مع رؤساء الكتل المسيحية الرئيسية: تكتل الجمهورية القوية (القوات اللبنانية) وتكتل لبنان القوي (التيار الوطني الحر) وكتلة الكتائب، وسائر الكتل الاخرى، ومن بينها كتلة تيار المردة والنواب المستقلون أو المنضوون في كتل اخرى، ككتلة اللقاء الديمقراطي والتنمية والتحرير وسواها.

ولم يستبعد مصدر مقرب من بكركي من نضوج موعد الاجتماع المسيحي في الاسبوع المقبل، على ان توجه الدعوات بعد تحضير جدول الاعمال والنقاط التي يمكن ان يتضمنها البيان الذي يتوقع ان يصدر عن الاجتماع، اذا ما حصل توافق.

واشارت مصادر سياسية إلى أن مسار عملية انتخاب رئيس الجمهورية عالق في قبضة حزب الله تحديدا دون سواه، خلافا لما يردده مسؤولوه على مختلف المستويات، الامر الذي يطيل ازمة الاستحقاق الرئاسي، ويبقي لبنان بلا رئيس للجمهورية، ويزيد من حدة الانهيار الحاصل بالبلاد.

وتعتبر المصادر ان مطالبة الحزب بالحوار والاتفاق مسبقا مع المعارضة على اسم الشخصية التي ستنتخب للرئاسة الاولى، لاخراج عملية الانتخاب من دوامة التعطيل، يهدف الى تبرير التعطيل المتعمد الذي ينتهجه الحزب مع حلفائه من خلال الاقتراع بالبيضاء، أو لاستغلال هذه المطالبة لفرض مرشحه المستور والذي لم يتبنَ ترشيحه رسميا بعد، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، باعتباره مرشحا توافقيا من وجهة نظره، وليس مرشحا استفزازيا، كما تعتبره المعارضة من جهتها، ولا توافق عليه، لا من قريب أو بعيد.

ومن وجهة نظر المصادر السياسية، فان تريث الحزب باعطاء اجوبته على طرح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باختيار احد اسماء المرشحين الرئاسيين الثلاثة وهم، قائد الجيش العماد جوزيف عون والوزير السابق جهاد ازعور، والنائب السابق صلاح حنين، باعتبارهم مرشحين توافقيين وغير استفزازيين لاي طرف، أو اقتراح اي اسم اخر بذات المواصفات، بالرغم من مرور وقت غير قصير على هذا الطرح، انما يؤشر الى احد امرين، عدم جهوزية الحزب بعد، لفك قبضته عن الانتخابات الرئاسية، والاستمرار بتعطيل مسار انتخاب رئيس الجمهورية، لحسابات لها صلة مباشرة بمصالح النظام الايراني مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما، في غمرة الكباش الحاصل بين هذه الدول في الوقت الحاضر، أو عدم موافقة الحزب على ترشيح العماد جوزيف عون لمرشح توافقي للرئاسة، بعد ان تقدم على المرشحين الاخرين، وبات يحظى بتاييد عدد ملحوظ من الكتل وأعضاء المجلس النيابي ومرجعيات على اختلافها، باستثناء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بعدماحصلت تبدلات في مواقف هؤلاء، ولا سيما النائب فيصل كرامي الذي اعلن من بكركي مؤخراً انه لا يمانع بانتخاب قائد الجيش، اذا كان هذا الانتخاب يحل المشكلة التي يتخبط فيها لبنان حاليا، ما يعني ضمنا تراجع كرامي عن دعم ترشيح فرنجية للرئاسة، ثم ما لبث ان اعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع موقفا مماثلا في حديثه لجريدة الرأي الكويتية.

الا ان المصادر المذكورة نقلت عن نواب ان مشاورات تتسارع لتذليل العقبات التي تعترض انتخاب رئيس جديد للجمهورية، انطلاقا من التبدلات الحاصلة بمواقف النواب والكتل الاساسية، بعدما باتت لائحة المرشحين الرئاسيين التوافقيين محصورةولم يعد بالإمكان التباطؤ أو التأخير غير المبرر، واعربت عن اعتقادها بامكانية عقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في عضون اسبوعين أو قبل نهاية الشهر الجاري، على أن تخاض الانتخابات الرئاسية، بالاسماء المطروحة، وفي دورات متتالية حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

ولاحظت المصادر على هامش التحركات الجارية لتسريع عملية انتخاب رئيس الجمهورية، زيارة لافتة قامت بها السفيرة الأمريكية دوروثي شيا لرئيس الجمهورية السابق ميشال عون في الرابية، في اول زيارة لها منذ انتهاء ولايته المشؤومة قبل أكثر من شهرين، وقبل الزيارة المرتقبة لوفد من حزب الله برئاسة النائب محمد رعد اليوم الى عون ايضا.

في مجال متصل، لم تظهر بعد نتائج الحراك السياسي الذي يقوم به كلٌّ من رئيس المجلس النابي نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ونواب الحزب على مستوى الاستحقاق الرئاسي، والذي تفيد المعلومات انه ما زال يتمحور حول تبادل اسماء مرشحين مقبولين ويمكن توفير نسبة الاصوات اللازمة لهم لإيصالهم الى الكرسي الاولى. فيما الانهيار يزداد يوما بعد يوم حيث لم يفلح «تركيب الطرابيش» الذي يقوم به المصرف المركزي من إجراءات للجم سعر الدولار الذي تجاوز عصر امس 63 ألف ليرة، ويبدو انها لن تفلح، فيما اعلن الاتحاد العمالي العام امس اقرار توصية مجلسه التنفيذي بالإضراب يوم 8 شباط الجاري.

اما على الصعيد الحكومي، فقد أفادت معلومات بأن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، يتوجه للدعوة إلى جلسة حكومية مطلع الأسبوع المقبل، ما بين الإثنين والثلاثاء.ومن المتوقع أن تخصص الجلسة لمعالجة ملفات عدة منها الوضع التربوي والقطاع الصحي، وللبت بموضوع الرواتب والغلاء المعيشي بالنسبة للقطاعين العام والخاص.

الحزب عند عون

وفي اطار الحراك السياسي الجاري، يزور اليوم الخميس، وفد من كتلة الوفاء للمقاومة يتقدمه النائب محمد رعد، الرئيس السابق ميشال عون في دارته بمنطقة الرابية. واكدت مصادر متابعة لـ «اللواء»، ان لا موضوعاً محدداً للبحث خلال الزيارة، وهي الاولى للكتلة الى عون بعد نهاية ولايته، وبعد الخلاف مع التيار الوطني الحر، والهدف منها ترطيب الاجواء وتبدال شرح المواقف من التطورات التي حصلت. لكن الجديد ان حزب الله قرر زيارة عون بوفد رسمي نيابي وليس بوفد حزبي امني – سياسي كما هو الحال في زيارة النائب جبران باسيل.

قمة روحية مسيحية

وعقدت عند الرابعة القمة الروحية المسيحية في بكركي برئاسة البطريرك الماروني بشاره بطرس الراعي، وفي حضور عدد من البطاركة الكاثوليكك والارثوذكس وممثلين عنهم، لبحث سبل الخروج من الآفاق المسدودة لانتخاب رئيس للجمهورية.

وفي ختام اللقاء، صدر عن المجتمعين البيان التالي:

«1- إننا نعبر عن قلقنا العميق تجاه الأزمة الإجتماعية والإقتصادية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم، وعن تضامننا مع شعبنا في ما يعاني من حرمانه أموره الحياتية الأساسية من غذاء وماء وكهرباء ودواء واحتياجات الأطفال الضرورية، من جهة، وإنهيار العملة الوطنية وتراجع مداخيل العائلات، من جهة أخرى، كذلك ارتفاع نسبة البطالة وتدني المستويات المعيشية، بالاضافة الى صعوبات حياتية جمة باتت ترهق كاهل اللبنانيين يوميا، فلا يمكن الاستمرار في تحمل هذا الوضع الخطير.

لذا نطالب المسؤولين في الدولة بحكم مسؤوليتهم بإيجاد الحلول لهذه المآسي التي لا تتحمل أي إبطاء. فلا يمكن القبول بسوء إدارتهم وإهمالهم والفساد المستشري في كل مكان، الأمر الذي يحمل عائلاتنا، ولا سيما الجيل الناشئ، على الهجرة أو اللجوء إلى الشارع للتعبير عن وجعهم والمطالبة بحقوقهم العادلة.

2- منذ زهاء ثلاثة أشهر لا يزال الكرسي الرئاسي شاغرا عندنا، بسبب فشل المجلس النيابي في إنتخاب رئيسٍ. هذا الواقع غير مقبول أبدا ومخالف لجوهر الدستور اللبناني ومرتكزات السيادة والإستقلال ومسؤولية النواب تجاه الشعب اللبناني. إن إنتخاب رئيس للجمهورية هو مطلب كل اللبنانيين ويعني الإلتزام بانتظام عمل المؤسسات الدستورية. فلا يحق لأحد أن يجازف في مصير الوطن. إن أساس الكيان اللبناني ومصدر قوته الفريدة هو الشراكة الوطنية الإسلامية المسيحية، ولنا ملء الثقة بتضامن رؤساء الطوائف الإسلامية معنا.

وبناء على ما تقدم:

– نطالب المجلس النيابي الاسراع في القيام بواجبه الوطني وانتخاب رئيس للجمهورية.

– نأتمن غبطة البطريرك الراعي على الإجتماع مع من يراه مناسبا تحقيقا للمضمون أعلاه بما في ذلك دعوة النواب المسيحيين إلى اللقاء في بكركي، وحثهم على المبادرة سويا، مع النواب المسلمين، وفي أسرع وقت ممكن، لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية».

وقبل القمة الرروحية المسيحية، جدّد المطارنة الموازنة في بيان بعد اجتماعهم امس، «إلحاحهم على المجلس النيابي أن يسرع في المبادرة إلى عقد الجلسة الانتخابية التي نص على آليتها وشروطها الدستور لاختيار رئيس جديد للدولة، ولاسيما أن الأوضاع العامة باتت على شفير الانهيار الكارثي الكامل، الذي قد لا تستطيع أي قوة مواجهته. هذا الإنهيار المتفاقم يتحمل مسؤوليته نواب الأمة بإحجامهم عن انتخاب الرئيس تقيدا بالدستور». واضاف البيان: تابع الآباء بذهول وأسف شديدين، الصراع المحتدم في السلك القضائي، والذي يهدد بتعطيل سير العدالة ولا سيما في ما يتعلق بكشف حقيقة تفجير مرفأ بيروت. وهم يستصرخون ضمائر المعنيين، مع الآلاف من ذوي الضحايا ومن المنكوبين بنفوسهم وأجسادهم وأرزاقهم، من أجل تحييد هذه القضية عن التجاذبات السياسية، ويطالبون بمتابعة التحقيق حتى صدور القرار الظني، وفي أسرع وقت ممكن. إن القضاء هو ركيزة دولة الحق والمؤسسات، بدونه يتحكم بها أصحاب النفوذ والدكتاتوريات، وتسودها الفوضى وشريعة الغاب.

الإضراب والدولرة

في هذه الاجواء، أقر المجلس التنفيذي في الإتحاد العمالي العام، توصية هيئة مكتبه بإقرار وتنفيذ إضراب عمالي عام نهار الأربعاء الواقع فيه 8 شباط 2023 على سائر الأراضي اللبنانية، ودعا كافة الإتحادات المنضوية في الإتحاد وكذلك سائر الفئات المتضررة، للمشاركة في هذا اليوم وجعله «يوما وطنيا وتعبيرا عن الرفض القاطع لكل سياسات النهب والإفقار والتجويع، والضغط لإعادة تشكيل السلطة بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة كاملة الصلاحيات وإصلاح القضاء، ووضع خطة تعافي إقتصادية ومالية واجتماعية وتربوية وصحية، توقف النهب المنظم لأموال الناس الذي يمارس من السلطات المصرفية والمالية عبر قرارات وتعاميم وصيرفة تهلك ما تبقى من أموال المودعين والفقراء والعسكريين والمتقاعدين وذوي الدخل المحدود. وتوقف جنون ارتفاع أسعار صرف الدولار وارتداداته السلبية على القدرة الشرائية للمواطنين والعمال» .

وفي تطور معيشي آخر، إجتمع ميقاتي مع وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، الذي قال بعد اللقاء: تمحور الاجتماع حول موضوع الدولار والسلع الغذائية والمؤشر الغذائي الذي أعلنا عنه الأسبوع الماضي بالتنسيق مع لجنة الإقتصاد في مجلس النواب، واطلعت الرئيس على تفاصيله، اذ اطلقنا مبادرة أعطينا خلالها مهلة اسبوع لنحصل من النقابات والرأي العام والاتحادات وجمعيات المجتمع المدني المعنية بالمستهلك على اقتراحاتها بشأن امكانية التسعير بالدولار لتكون الآلية التي سنضعها في خدمة المواطن والمستهلك في هذا الظرف الاستثنائي وفي فترة استثنائية، فلم يعد مقبولا إدارة الشأن المالي والنقدي بهذا الشكل، فسعر صرف الدولار متفلت ولا بوادر لحلحلة هذا الموضوع، وعلينا واجب ان نحصن ونحمي المواطن في هذا الظرف الاستثنائي من خلال التسعير بالدولار لخلق نوع من المحاسبة، وهذا الأمر ليس لدولرة الإقتصاد الذي نحن ضده.

وقال:ان العمل جار لوضع اللمسات الأخيرة على الآلية التي ستتبع لناحية تسعير السوبرماركت، واعلان سعر صرف الدولار بوضوح يوميا، والتسعيرة التي ستؤمن للمواطن سهولة بمراقبة سعر الدولار الذي لا يجب إن يتغير كل ساعة ونصف الساعة مثلما حصل أخيرا حيث تحول التجار والسوبرماركت الى صرافين.

اضاف: لقد أخذنا هذا القرار ولا شيء نهائيا ومفصليا وكله قابل للتعديل من اجل خدمة المستهلك، والهدف المنشود هو تأمين الحماية والشفافية بالقدر الأكبر للمستهلك اللبناني.

وبالتزامن مع دخول قرار تحويل سعر الصرف الرسمي للدولار الواحد الى 15 الفا، حلّق الدولار مجددا في السوق السوداء قافزا فوق الستين الف ليرة، فيما عقد المجلس المركزي لمصرف لبنان اجتماعا لمناقشة التطورات المالية.

ونتيجة لقفزة الدولار،شهدت أسعار المحروقات ارتفاعا كبيرا بعد الظهر وباتت على النحو الاتي:

بنزين 95 أوكتان :1160000بزيادة 78 الف ليرة.

بنزين 98 أوكتان: 1186000بزيادة 79 الف ليرة.

مازوت: 1197000 بزيادة 79 الف ليرة.

غاز: 734000 بزيادة 49 الف ليرة.

خطة الكهرباء مجدداً

وفي مجال معيشي آخر، وبينما اعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب من واشنطن انه يتم درس استثناءات من قانون عقوبات «قيصر» لكل من القاهرة والاردن وتلقينا وعداً بذلك، عقد الرئيس نجيب ميقاتي إجتماعا للبحث في ملف الكهرباء ضم وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض ووفدا من شركة كهرباء فرنسا في حضور مستشار الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس.

واعلن فياض بعد اللقاء «الإجتماع هو من أجل متابعة الأعمال القائمة مع شركة كهرباء لبنان وأعمال التخطيط مع وزارة الطاقة لإقامة معامل جديدة ومتابعة الأعمال تمهيدا للمرحلة المقبلة».

وعن زيادة التغذية بالتيار الكهربائي قال «ان التغذية الكهربائية ستبقى على مستوى 250 ميغاوات لغاية منتصف هذا الشهر، بغية تأكد شركة كهرباء لبنان من التزامات الوزارات المعنية، خصوصا وزارتي الداخلية والدفاع، والقضاء والجيش وقوى الأمن الداخلي ليكونوا جميعا جاهزين لتخصيص فرق لصالح كهرباء لبنان لمؤازرة أعمال نزع التعديات، بغية ان تكون زيادة التغذية مفيدة والا يكون هناك هدر. والمطلوب الالتزام من الوزارات والهيئات والجهات المعنية من الآن لغاية منتصف الشهر، وعلى أساسه تأخذ شركة كهرباء لبنان قرارا بزيادة التغذية لغاية 500 ميغاوات.

وأضاف: ان مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك طالب باجتماع ثان للجنة الكهرباء من أجل أن يتأكد من موضوع الإلتزام بالمؤازرة، وقد طلبنا المؤازرة ولكننا لم نر حتى الآن تحركا والتزاما على الأرض ونحن ننتظر.

ازمة القضاء

على الصعيد القضائي، ذكرت مصادر رسمية متابعة عن قرب للوضع القضائي، ان رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود، يتابع منذ ايام تطورات الوضع القضائي بعد الخلافات التي حصلت بين بعض القضاة، بهدف حلحلة الامور وإيجاد المخارج المعقولة والمقبولة لمعالجة الوضع، وذلك قبل دعوة مجلس القضاء الى الانعقاد.

وفي هذا الصدد، عقد الرئيس الاول عبود اجتماعاً الثلاثاء مع وزير العدل هنري خوري، وعقد قبل ذلك يوم الاثنين اجتماعاً مع مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، وعدة لقاءات مع اعضاء في مجلس القضاء، لعرض الافكار والمقترحات لمعالجة الازمة واعادة الانتظام الى عمل القضاء.

يذكر ان المحقق العدلي في جريمة إنفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار حضر امس، إلى مكتبه في قصر العدل في بيروت لمزاولة عمله كالمعتاد، لكنه لم يلتقِ بالرئيس عبود كما تردد. لكن المصادر اشارت الى انه لا شيء يمنع من اللقاء اليوم أو في اي يوم من ضمن معالجة الوضع القضائي.

كورونا: 177

كوليرا: صفر

صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء أمس، عن حالات كورونا تسجيل «177 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1228890، كما تم تسجيل حالتي وفاة».

كذلك نشرت الوزارة تقريرا عن حالات الكوليرا في لبنان، اذ لم يسجل اي إصابة جديدة، وعليه استقر العدد التراكمي للحالات المثبتة على 671، كما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة وسجل العدد التراكمي للوفيات 23.

********************************

افتتاحية صحيفة الديار

العواصف تحاصر لبنان وارتفاع جنوني في الاسعار والمدارس تنتظر مجلس الوزراء

 رؤساء الطوائف المسيحية لدعوة النواب الى بكركي وحثهم على الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية – رضوان الذيب

«التكاذب المشترك» يحكم مسار الاتصالات الرئاسية بين الافرقاء السياسيين، واجتماعاتهم «كلام بكلام» والتباينات شاسعة، وجميع القوى ما زالت تتمترس خلف مواقفها، كما يقول مرجع يتابع الملف الرئاسي مؤكدا، ان الابواب ما زالت موصدة مستبعدا ان يكون للبنانيين رئيس هذا الصيف في ظل عجز داخلي وتجاهل خارجي، وهذا ما سيكتشفه اللبنانيون في اجتماع المستشارين الخماسي في باريس بين واشنطن والرياض والقاهرة وباريس والدوحة بشان لبنان، فالسعودية والولايات المتحدة ما زالتا على موقفهما في عدم التدخل بالشان اللبناني قبل تنفيذ الاصلاحات ووضع حد لنشاطات حزب الله، والجهود الفرنسية خجولة حتى الان، بينما مصر تستعد لارسال موفد الى بيروت وقطر ارتاحت بعد دخولها السوق النفطي، وبالتالي فان مستوى الحراك الخارجي لن ياتي برئيس، هذا بالاضافة الى ان القوى الدولية تعرف حجم فساد السياسيين اللبنانيين وبالتالي لن يقدموا المساعدات في ظل الوضع الحالي، بينما الحراك العربي يتركز على سوريا، واتخذت الرياض مؤخرا قرارا بتجاوز قانون قيصر الاميركي بخناق دمشق وسمحت بعودة عمليات الاستيراد التصدير بين اسواق البلدين، فيما الامارات بدات بتنفيذ مشاريع تتعلق بالبنى التحتية ورست الالتزامات على رجل اعمال لبناني، كما ان انقرة اتخذت قرارا مماثلا، ياتي كل ذلك وسط حركة ديبلوماسية ناشطة لكسر حدة التباينات بين طهران والرياض والحديث عن عودة الاجتماعات بين الدولتين في بغداد قريبا، اما لبنان فمتروك لقدره ولسياسيين اوصلوه الى القعر وهم انفسهم يفتشون عن حلول لا تمس مصالحهم وتحفظ حصصهم في العهد الجديد، ولذلك لن يكون هناك رئيس في المدى المنظور…

اللقاء المسيحي في بكركي

وفي زحمة التطورات واستمرار الفراغ الرئاسي منذ ٣ اشهر، عقدت القمة المسيحية الروحية في بكركي بدعوة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وحضور رؤساء الطوائف المسيحية وممثليهم، وصدر بعد الاجتماع بيان اشار الى انه منذ ٣ اشهر لا يزال الكرسي الرئاسي شاغرا عندنا، بسبب فشل المجلس النيابي في انتخاب رئيس، هذا الواقع غير مقبول ابدا ومخالف جوهر الدستور اللبناني ومرتكزات السيادة والاستقلال ومسؤولية النواب تجاه الشعب اللبناني. واضاف البيان: ان انتخاب رئيس للجمهورية هو مطلب الجميع ويعني الالتزام بانتظام عمل المؤسسات الدستورية فلا يحق لاحد ان يجازف في مصير الوطن، ان اساس الكيان اللبناني ومصدر قوته الفريدة هو الشركة الوطنية المسيحية الاسلامية ولنا ملء الثقة بتضامن رؤوساء الطوائف الاسلامية معنا. وطالبت القمة الروحية المسيحية المجلس النيابي بالاسراع في القيام بواجبه الوطني و انتخاب رئيس للجمهورية، وتاتمن القمة الروحية البطريرك الراعي على الاجتماع مع من يراه مناسبا تحقيقا للمضمون اعلاه بما في ذلك دعوة النواب المسيحيين الى اللقاء في بكركي وحثهم على المبادرة مع النواب المسلمين وفي اسرع وقت ممكن لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. كما عبر بيان القمة عن قلقه العميق من الاوضاع المعيشية والاقتصادية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم، وعن التضامن مع الشعب اللبناني الذي يعاني اوضاعا صعبة ولا يمكن الاستمرار في تحمل هذا الوضع الخطر.

تباينات بين بري وجنبلاط

الحراك الجنبلاطي الاخير على القيادات السياسية، تبنى خيار قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، بينما جهاد ازعور وصلاح حنين «للديكور»، ويقود هذا التوجه تيمور جنبلاط داخل الحزب الاشتراكي واللقاء الديموقراطي ووالده وافقه الراي بعد ميله الى التروي وعدم الحسم حتى انقشاع الصورة، وقد اوعز تيمور جنبلاط الى النائب راجي السعد باعلان ترشيح قائد الجيش بعد خروج وفد اللقاء الديموقراطي من بكركي، وبالتالي فان الاشتراكي انتقل الى الخطة «ب» بالتخلي عن ميشال معوض. وفي المعلومات، ان النائب وائل ابو فاعور سوق ترشيح قائد الجيش في معراب، كما فاتح جنبلاط حزب الله بالامر فكان الجواب الواضح «الامر يحتاج الى تعديل دستوري وحضور الثلثين» ولم يعلق الحزب سلبا او ايجابا، ثم ارسل جنبلاط النائب ابو فاعور الى عين التينة الذي سمع عتبا شديدا من بري حول مواقف جنبلاط وحسم خياره لمصلحة العماد عون، بالاضافة الى استيائه من كلام جنبلاط امام وفد حزب الله، «متى سننتهي من مزحة فرنجية» وهذا ما جعل وفد الحزب يرد بقوة شارحا اسباب دعمه لفرنجية وتمسكه بترشيحه، كما نقل ابو فاعور اجواء ودية من القوات اللبنانية تعامل معها بري ببرودة لافتة منتقدا مواقف جعجع الاخيرة. وفي المعلومات، ان ابو فاعور نقل امتعاض بري الشديد لرئيس التقدمي الذي قرر زيارة عين التينة. وفي المعلومات المؤكدة ان التباين كان واضحا بين الرجلين خلال الاجتماع، مع التاكيد على استمرار الحوار الدائم وحرص جنبلاط على العلاقة مع الثنائي الشيعي وانه لن يكون هناك رئيس الا بموافقتهما. وكرر جنبلاط انه لن يمشي بخيار سليمان فرنجية اذا لم يحصل على تأييد احد المكونين المسيحيين الاساسيين، القوات اللبنانية اوالتيار الوطني، وهذا الامر من المستحيل تحقيقه في ظل رفض القوات والتيار الوطني خيار فرنجية مهما كانت المبررات، مبديا خشيته من ان يؤدي الاستعصاء الى تقارب بين جعجع وباسيل، علما ان جنبلاط حاول اقناع باسيل بخيار قائد الجيش ولم ينجح، حتى ان النواب التغييريين غير موحدين حول اسم العماد عون.

وحسب المعلومات، اذا كان فرنجية لا يحظى بالغطاء المسيحي وقائد الجيش بموافقة الثنائي الشيعي، فهل يتقدم الخيار الثالث عبر ناجي البستاني القريب من الجميع، وهذا الامر طرح جديا خلال الاجتماعات الاخيرة، لكنه محكوم بتخلي فرنجية عن ترشحه شخصيا كي يحظى البستاني بدعم الثنائي، وهذا الامر لن يتبلور قبل الصيف.

مساعٍ لجمع باسيل وفرنجية

وفي المعلومات المؤكدة ايضا، ان رجل اعمال شمالي معروف بعلاقاته القريبة من بري وفرنجية وباسيل جدد خطواته لجمع رئيسي المردة والتيار والوصول الى مساحات مشتركة بينهما بعد ان باءت محاولاته لجمعهما في باريس بالفشل منذ فترة، بسبب اصرار فرنجية على بحث الملف الرئاسي وشرط باسيل ان يقتصر على العموميات وان يكون مماثلا للاجتماع الذي عقد في منزل علاء الخواجة.

توتر بين ميقاتي والحلبي

انتقد وزير التربية عباس الحلبي قرار ميقاتي بتاجيل جلسة مجلس الوزراء الخميس وتبريره بان التاجيل يعود الى عدم انجاز وزارة التربية الملفات المتعلقة بالحوافز المالية للمعلمين وعدم وضوح موقف الجمعيات الاوروبية المانحة من موضوع التمويل. واعتبر الحلبي ان الوزارة انجزت كل ملفاتها لجلسة اليوم التي الغيت، بالاضافة الى اننا توافقنا على الية للدعم المالي مع الجهات المانحة مستغربا كلام ميقاتي، مشيرا الى انه ترك وحيدا في مواجهة القطاع التربوي الذي دخل اضرابه الاسبوع الرابع مما يهدد ضياع العام الدراسي ودفن التعليم الرسمي، مؤكدا ان الاموال للمعلمين اهم من قطاع الكهرباء وترك الطلاب من دون مدارس. وقد لقي موقف الحلبي دعما جنبلاطيا دفع ميقاتي الى التراجع والاعلان عن جلسة جديدة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع او الاثنين المقبل لبحث الملف التربوي، وطلب جنبلاط من بري دعما لاجتماع الحكومة بعد معلومات عن عدم حماس حزب الله لعقد جلسة لمجلس الوزراء وتجديد الاشتباك مع باسيل الذي هدد باجراءات ومواقف عالية السقف اذا عقدت جلسة لمجلس الوزراء.

علما ان الاجتماع الاخير بين الرئيس ميقاتي والجهات الاوروبية المانحة كان واضحا لجهة ربط المساعدات الخارجية للقطاع التربوي بتقديم الكشوفات المالية عن كيفية صرف المساعدات السابقة للمعلمين الذين يتولون مهام تدريس الطلاب السوريين واعدادهم الكبيرة، وكيف يتم تسجيلهم؟

ميقاتي: التهريب وراء ارتفاع الدولار

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي له تصورات مختلفة للازمة المالية، محملا التقلبات باسعار الدولار والمواد الغذائية الى التهريب معفيا حكومته من اي مسؤوليات. وقال امام وفود مانحة ردا على سؤال عن اسعار الصرف «المشكلة بالتهريب الى سوريا وغيرها»، ولنفترض ان الدولار عاد الى ١٥٠٠، ستبقى المشكلة طالما بقي التهريب.

اضرابات بالجملة

بدات الاستعدادات النقابية لاعلان اضراب شامل في كل لبنان في ٨ شباط رفضا للواقع الماسوي، مع معلومات عن الابتعاد عن اي تحركات على الارض قد تستغلها فئات لنشر الفوضى، وفلتان الامور، وحرف التحركات عن الاهداف المرسومة، ولم يتخذ اي قرار حتى الان.

في المقابل، تحاصر لبنان العواصف من كل الجهات، وفاقمت العاصفة الثلجية معاناة المواطنين في القرى الجبلية مع موجة الصقيع وتجاوز سعر صفيحة المازوت مليون ليرة واضطرار المواطنين الى التقنين في ساعات التدفئة، ولجوء الاكثرية الى «الحطب» وقطع الاشجار بشكل عشوائي، «مما ادى الى مجازر» في الثروة الحرجية في معظم المناطق الجبلية.

كما يواصل عداد سعر البنزين ارتفاعه مع عودة الدولار الى الارتفاع، وانعكاس ذلك على كل ما يتعلق بحياة المواطن الغذائية والصحية، دون اي افق للحل نتيجة فشل كل المعالجات، مما يفتح البلد على كل المخاطر والانهيارات.

********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

الدولار الأسود «فلتان ».. والمحروقات تلحقه

على غرار اسهم قائد الجيش العماد جوزاف عون الرئاسية، يرتفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، رافعا معه كل شيء، وحارقا بلهيب نيرانه جيوب المواطنين الفارغة، اذ لم يعد ما يدخلها من رواتب نهاية كل شهر يكفي ثمن صفيحتي بنزين ومازوت تتخطى كل منها المليون ليرة، ومثلها قارورة الغاز السائرة على الدرب نفسه. اجتماعات المصرف المركزي واجراءات ملاحقة المتلاعبين بسعر الصرف لم تفعل فعلها في لجم التصاعد الجنوني للدولار الذي تخطى مجددا عتبة الستين الفا، اما الاجتماعات واللقاءات السياسية التي تحركت بقوة بين بكركي وعين التينة وستتزخم بزيارة وفد كتلة الوفاء للمقاومة الى الرابية في الساعات المقبلة، فلم تنتج ما هو افضل على مستوى حل عقدة الرئاسة الكأداء، مع استمرار التصلب في المواقف في انتظار مُعطيين لا بد سيتظهر مفعولهما اعتبارا من الاسبوع المقبل، الاول داخلي يتصل بحصيلة الحركة الناشطة لتأمين التوافق على هوية الرئيس العتيد وتحديدا موقف الثنائي الشيعي من ترشيح القائد ونزوله عن شجرة دعم مرشحه غير المعلن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والثاني خارجي مع انعقاد لقاء باريس في 6 شباط الجاري.

اقتناع بري؟

فغداة الزيارتين اللتين قام بهما وفد اشتراكي الى بكركي ورئيس التقدمي وليد جنبلاط الى عين التينة، من المتوقع ان يزور وفد من كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة النائب محمد رعد، اليوم، الرئيس السابق ميشال عون في الرابية، في لقاء لن يكون الملف الرئاسي بعيدا منه، علما ان عون كان استقبل امس السفيرة الاميركية دوروثي شيا.

وفي السياق، كشفت مصادر اللقاء الديموقراطي عن أن «لا شيء مؤكدا حتى الآن حول اقتناع الرئيس نبيه بري بالمضي بترشيح قائد الجيش للرئاسة». وأضافت: «نحاول اختراق جدار السقوف العالية لأن البلد يتحلل والشعب فقد أدنى مقومات العيش الكريم»، مشددة على ان اللقاء الديموقراطي مستمر بالسعي لإيجاد تسوية.

البيطار في العدلية

على هذا الصعيد، حضر امس المحقق العدلي في جريمة إنفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار إلى مكتبه في قصر العدل في بيروت. واذ تردد انه عقد اجتماعا مع رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود «خصص لايجاد حلّ معيّن في قضية انفجار مرفأ بيروت وان الاجتماع يأتي غداة الاجتماعات التي حصلت بين وزير العدل وعبود وبين وزير العدل ومدعي عام التمييز غسان عويدات»، اشارت معلومات صحافية الى ان «لا صحّة لما تمّ تداوله عن لقاء جمع عبود مع البيطار».

انهيار الليرة

معيشيا، الانهيار يشتد. وبالتزامن مع دخول قرار تحويل سعر الصرف الرسمي للدولار الواحد الى 15 الفا، حلّق الدولار مجددا في السوق السوداء قافزا فوق الستين الف ليرة، فيما عقد المجلس المركزي لمصرف لبنان اجتماعا لمناقشة التطورات المالية.

ونتيجة لقفزة الدولار، شهدت أسعار المحروقات ارتفاعا كبيرا بعد الظهر وباتت على النحو الاتي: بنزين 95 أوكتان:  1160000 (+78000) بنزين 98 أوكتان: 1186000 (+79000)  مازوت: 1197000 (+79000) وغاز: 734000 (+49000).

الكهرباء

الى ذلك، وبينما اعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب من واشنطن ان يتم درس استثناءات من قيصر لكل من القاهرة والاردن، عقد ميقاتي إجتماعا للبحث في ملف الكهرباء صباح امس في السراي ضم وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض ووفدا من شركة كهرباء فرنسا في حضور مستشار الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس.  واعلن فياض بعد اللقاء «الإجتماع اليوم  مع وفد من كهرباء فرنسا هو من أجل متابعة الأعمال القائمة مع شركة كهرباء لبنان وأعمال التخطيط مع وزارة الطاقة لإقامة معامل جديدة ومتابعة الأعمال تمهيدا للمرحلة المقبلة». وعن زيادة التغذية بالتيار الكهربائي قال «ان التغذية الكهربائية ستبقى على مستوى 250 ميغاوات لغاية منتصف هذا الشهر بغية تأكد شركة كهرباء لبنان من التزامات الوزارات المعنية، خصوصا وزارتي الداخلية والدفاع، والقضاء والجيش وقوى الأمن الداخلي ليكونوا جميعا جاهزين لتخصيص فرق لصالح كهرباء لبنان لمؤازرة أعمال نزع التعديات، بغية ان تكون زيادة التغذية مفيدة والا يكون هناك هدر. والمطلوب الالتزام من الوزارات والهيئات والجهات المعنية من الآن لغاية منتصف الشهر، وعلى أساسه تأخذ شركة كهرباء لبنان قرارا بزيادة التغذية لغاية 500 ميغاوات. وأشار الى «ان مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك طالب باجتماع ثان للجنة الكهرباء من أجل أن يتأكد من موضوع الإلتزام بالمؤازرة، وقد طلبنا المؤازرة ولكننا لم نر حتى الآن تحركا والتزاما على الأرض ونحن ننتظر»..

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram