افتتاحية صحيفة البناء:
إيران تنضم الى الثلاثية الروسية التركية السورية تمهيدا لحل أمني سياسي يشمل إدلب والفرات جنبلاط بين بكركي وعين التينة لاستكشاف الفرص الرئاسية والسير بين نقاط التوافق الدولار رسميا ب 15000 ليرة من اليوم …ما يستدعي زيادة الأجور 10 مرات
تخطو الأوضاع في سورية بثبات نحو مرحلة جديدة ترسمها معادلة الرباعية التي تكرست أمس مع انضمام إيران الى الثلاثية الروسية التركية السورية المخصصة لبحث الوضع شمال سورية ومستقبل العلاقات التركية السورية، ومع انضمام إيران يتم تثبيت الدمج بين المبادرتين الروسية والإيرانية، بتفاهم موسكو وطهران من جهة ، وقبول سورية وتركيا من جهة أخرى، ومع دمج المبادرتين يصبح البرنامج المطروح على الرباعية هو إطار لحل سياسي وأمني يشمل منطقتي ادلب والفرات، سواء لجهة التعاون العسكري والأمني بين الأطراف الأربعة لإنهاء الجماعات الإرهابية في منطقة ادلب والتمهيد لإنتشار الجيش السوري فيها، وبرمجة الانسحاب التركي منها، وفتح الطرق الدولية، وإعادة النازحين إليها، وفتح الباب للجماعات السياسية التي ترغب بالتمايز عن الجماعات الإرهابية للمشاركة في العملية السياسية وفقا لمسار جنيف، وبالتوازي وضع خطة سياسية أمنية لمنطقة الفرات تقوم على رفض الإحتلال الأميركي وتفكيك الكانتون الكردي وفتح الطريق للجماعات الكردية الراغبة بالمشاركة في العملية السياسية للانضمام إليها.
التحول الكبير في سورية يعني مرحلة جديدة إقليميا بما له من تداعيات على الموقف الأميركي، وعلى التعامل العربي والسعودي خصوصا مع سورية و تغيير زاوية النظر للعلاقة مع الدولة السورية، وهو ما تؤكد مصادر دبلوماسية أنه يسير بتسارع مختلف عن المراحل السابقة نحو انفراجات لم تعد بعيدة، ستكون إعادة فتح السفارة السعودية في دمشق أولى تجلياتها.
اللبنانيون ربما يكونون المعني الأول بمستقبل المشهد السوري والعلاقة السورية السعودية، خصوصا في ظل الاستعصاء الرئاسي، و ضآلة الآمال المعقودة على اجتماعات رفع العتب التي سوف تشهدها باريس قريبا، والاستحقاق الرئاسي كان محور الحركة السياسية للحزب التقدمي الاشتراكي الذي زار رئيسه النائب السابق وليد جنبلاط عين التينة والتقى برئيس مجلس النواب نبيه بري، بينما زار رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط بكركي، في مهمتين متكاملتين، لاستكشاف الفرص الرئاسية ورسم آلية السير بين نقاط التوافق التي يحرص الاشتراكي على عدم الوقوع في أي من محظوراتها لحساسية العلاقة المسيحية الدرزية في الجبل.
اقتصاديا وماليا أعلن المصرف المركزي البدء بتطبيق سعر ال 15000 ليرة للدولار كسعر رسمي بدءا من اليوم، ما يعني تخفيضا رسميا لقيمة العملة عشر مرات، وهذا يعني أن تسعير الودائع بالليرة اللبنانية عند احتساب قيمتها على الدولار وفق هذا السعر ومثلها الديون، ومثلهما مستحقات المصارف، و يفتح الباب لتعديل الرسوم والضرائب بذات النسبة ، ما يدعو برأي مصادر مالية إلى زيادة الرواتب والأجور بذات النسبة أي مضاعفتها عشر مرات، باعتبار أن أقل نسبة تضخم تصيب القيمة الشرائية لليرة اللبنانية ستكون عشرة مرات، بينما أعلاها تصل الى 40 مرة مع سعر ال60 ألف ليرة للدولار، والمنطقي أن تبنى الرواتب على الحد الوسطي بين السعرين، وفي أسوأ الأحوال على أدناها.
وشهد مثلث عين التينة - كليمنصو - بكركي حركة سياسية لافتة لتزخيم الملف الرئاسي في إطار الجهود التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط مع كافة الأطراف، للتوصل الى توافق حول انتخاب رئيس للجمهورية.
وقد زار جنبلاط أمس مقر الرئاسة الثانية والتقى رئيس المجلس، ولفت في تصريح بعد اللقاء إلى أن "ما نقوم به هو محاولة اختراق بعض الحواجز السياسية من أجل الوصول إلى توافق يعطينا آمالًا بانتخاب رئيس للجمهورية". وأشار جنبلاط، إلى أننا "لا نستطيع أن نبقى في هذه الدوامة بأن نذهب كل أسبوع، ونُصوّت بورقة بيضاء وسواها وفي الوقت نفسه ربما البعض له حسابات جيواستراتيجية".
وأوضح أن "هناك شيئاً مخيفاً وهو العداد أي الليرة اللبنانية التي تنهار في كل لحظة ومهما حاول البعض كالبنك المركزي القيام بهندسات مالية إلا أن هذه الهندسات لا تنفع إذا لم يجر إصلاحاً حقيقياً من خلال انتخاب رئيس للجمهورية ومن خلال تبني مشروع البنك الدولي، أو قسم منه على الاقل ولم أقل أن كل المشروع هو مفيد".
وأضاف: "اليوم تطرقنا أيضاً الى موضوع مهم جداً مع بري وهو التربية، فمن جهة وضعوا 60 او 70 مليون دولار (لست أدري كيف اتوا بها) في هذا البئر المثقوب بئر الكهرباء من جهة أخرى توقفوا عند التربية التي تحتاج فقط الى 25 مليون دولار وهي أهم بكثير من الكهرباء، لأن الكهرباء من دون إصلاح لا معنى لها".
ووفق ما تقول مصادر مطلعة على لقاء بري - جنبلاط لــ"االبناء" فهناك تقاطع بين الطرفين الى أن التوافق هو الممر الإلزامي لانتخاب رئيس للجمهورية، ووضع حد للجلسات التي لا تفضي الى انتخاب رئيس ومسلسل التصويت بالورقة البيضاء". وكشفت المصادر بأن البحث بين بري وجنبلاط لم يتم الدخول بأسماء المرشحين خلال اللقاء، لكن تم التفاهم على أن "المطلوب هو الذهاب الى جلسات نيابية تؤدي الى انتخاب رئيس"، مشيرة إلى أننا "سلكنا مساراً يهدف الى إيجاد خرق بجدار التعطيل والفراغ". ونفت المصادر ما يجري ترويجه عن وجود بحث جدي بترشيح قائد الجيش، وقد سُئِل جنبلاط بأنه يؤيد انتخاب قائد الجيش وبري يمانع فرفض جنبلاط الإجابة". ولم تنفِ المصادر تمسك الرئيس بري وحزب الله بفرنجية على الرغم من عدم إعلان ذلك رسمياً، وبالتالي من الطبيعي أن يفتح بري حواراً مع الكتل النيابية لتجميع أغلبية لفرنجية، كما أوضحت أنه صحيح تأييد الرئيس بري للانتخاب بالنصف زائداً واحداً لكن بشرط توافر نصاب الانعقاد 86 بكل دورات الاقتراع.
ووفق مصادر أخرى، فإن بري وجنبلاط أكّدا بأن لا حظوظ للنائب ميشال معوّض وأنهما متفقان على ضرورة الذّهاب بأسماء أخرى في الاستحقاق الرئاسي.
ولفتت الى أن "تحديد موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقبلة ينتظر انتهاء عملية استطلاع الآراء التي يجريها بري، واتجاه الثنائي الشيعي هذه المرة بعدم النزول الى الجلسة بورقة بيضاء". وأوضحت بأن "مبادرة بري ترتكز على الذهاب الى المجلس والتصويت للمرشحين، فإذا لم ينسحب أي مرشح لصالح آخر تستمرّ الجلسات الى حين انتخاب رئيس بـ 65 صوتًا".
في المقابل تؤكد أوساط على صلة بحزب الله لـ"البناء" أن "الحزب ليس لديه خطة ب حتى الساعة ولا يتحدث بأي مرشحين غير فرنجية وهو متمسك بترشيحه، وبالتالي لا يؤيد قائد الجيش طالما هناك مشهد تصعيد واشتباك في المنطقة وغياب التسويات". وأضافت بأن حزب الله لم يخترع ترشيح فرنجية بل كان الأخير مرشحاً جدياً لفرنسا والسعودية والكنيسة المارونية وللرئيس سعد الحريري مع عدم ممانعة أميركية، وبالتالي يُعدّ مرشحاً توافقياً حقيقياً، وهو يجمع المواصفات والعناوين التي تتطلبها المرحلة المقبلة والتي تطرحها كافة الأطراف، لا سيما تحسين العلاقات مع السعودية ودول الخليج والدول العربية لإعادة فتح باب الدعم الخليجي المالي للبنان بالتوازي مع إصلاح العلاقات اللبنانية مع سورية نظراً لأهميتها في حلّ الكثير من الملفات الخلافية العالقة والأزمة السياسية بين لبنان وسورية، وبالتالي فرنجية يجسّد معادلة الـ س- س".
وكان وفد من اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط، زار بكركي والتقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وأشار النائب راجي السعد باسم الوفد بعد اللقاء الى أن "اسم قائد الجيش هو في الصدارة رئاسياً وأن لا مانع من تعديل الدستور لانتخابه". وأضاف: "لا اتفاق على اسم معيّن للرئاسة ولكن هناك تراتبية بالأسماء واسم قائد الجيش العماد جوزاف عون في الصّدارة، وهذا الأمر نتيجة الاجتماعات التي جرت بين الكتل". كما أكد أن "البطريرك الراعي لم يتّخذ موقفاً ولم يُعطِ أولويّة لأيّ اسم، وما من مرشّح يحظى بتأييد 65 نائباً حتى الآن". وتابع "إذا هناك اتفاق على قائد الجيش سنسعى الى تعديل الدستور".
ومن بكركي أيضاً شدد النائب فيصل كرامي على "أننا حريصون على أن يكون منصب الرئاسة الاولى منصباً وطنياً، معتبراً أن الرئاسات هي لكل اللبنانيين وليست حكراً على أحد. ورأى كرامي، بعد لقائه البطريرك الراعي "أن اتفاق الطائف هو المدخل الاساسي لحل كل الازمات". وأكد على الشراكة الاسلامية المسيحية التي نشعر أنها بدأت تهتز، لافتاً إلى أن علينا اتخاذ طريق حقيقية بنيات صافية لتطبيق اتفاق الطائف. وقال "أنا مع تعديل الدستور إذا كان مخرجًا لحلحلة الأمور".
وكانت لافتة زيارة عضو كتلة القوات اللبنانية زياد الحواط الى بكركي بعد زيارة الوفد الاشتراكي، حيث جدد التأكيد بعد لقائه الراعي بأن "مرشحنا هو ميشال معوّض الذي يتمتع بنهج سيادي إصلاحي ونحن متمسكون به إلى النهاية".
وعلمت "البناء" أن هناك خلافاً بين القوات اللبنانية والاشتراكي حول جدوى الاستمرار بتأييد ترشيح معوض الذي لم يعد يملك الحظوظ، وهذا ما دفع بكتلة اللقاء الديمقراطي بتعليق مشاركتها بالجلسات إذا لم يحصل توافق.
وتعقد في بكركي قمة روحية مسيحية اليوم تضمّ البطاركة الكاثوليك والأرثوذكس للبحث في وسائل للخروج من الأزمة الرئاسية.
في المقابل لفت عضو تكتل لبنان القوي النائب غسان عطاالله في حديث تلفزيوني الى "أن التيار الوطني الحر لمس الحرص الأكبر على الوضع الحالي من الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء بين الوزير باسيل والوزير جنبلاط بحث في الخطر الآتي إلى لبنان وجنبلاط رجل سياسي من الطراز الأول".
وعن انتخاب رئيس بـ65 صوتاً لفت عطاالله الى ان الثنائي الشيعي لا يمكنه فرض رئيس للجمهورية "متل ما هو بدو" وهذا الموضوع "مشكل كبير بالبلد".
وعن إمكانية انتخاب نواب تكتل لبنان القوي سليمان فرنجية أجاب عطاالله: "ولا نص نائب".
واشارت مصادر "البناء" الى أن النائب باسيل يقوم بجهود مع جنبلاط وحزب الله للبحث عن توافق على عدة أسماء لكي يصار الى انتخاب أحدها، وهو طرح 3 خيارات منها التوافق على المشروع بمعزل عن الاسم مقابل الاتفاق على عناوين المرحلة المقبلة وعلى رأسها اللامركزية الادارية. لكن المصادر تتوقع أن يطول أمد الفراغ الرئاسي حتى الصيف المقبل، وبالتالي نحن في مرحلة رفع السقوف وتعزيز مواقع التفاوض واختبار فرص المرشحين تمهيداً للبدء بالتفاوض الجديد لاحقاً.
وبرزت زيارة السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف، الى بنشعي في توقيت سياسي والتقى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مشيراً الى أن أنه "رغم كل الصعوبات والمشاكل التي نعيشها في أوروبا وفي روسيا، نحن جاهزون لمساعدة لبنان من أجل حلّ الازمة السياسية عبر انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت وتشكيل حكومة شرعية".
وشدّد على أن "روسيا جاهزة لمساعدة لبنان في المجال الاقتصادي والصحي والتعليم العالي، ولهذه الأسباب كلها، نحن زرنا اليوم فرنجية وفرحون بالحوار الموجود بيننا".
واضاف :"نحن دائماً نزور زغرتا وهذا البيت الكريم وفرنجية صديق قديم لروسيا الاتحادية التي تحاول ان تساعد اللبنانيين في إيجاد الحلول للأزمتين المالية والسياسية".
في غضون ذلك، يبدو أن الوضع الحكومي أمام اشتباك حكومي جديد بين التيار الوطني الحر والرئيس نجيب ميقاتي الذي كشف "أننا في صدد اعداد الملف التربوي المتعلق بإضراب المدارس الرسمية وملف الجامعة اللبنانية، وتسلم الاقتراحات المطلوبة من معالي وزير التربية تمهيداً للدعوة الى جلسة حكومية ثالثة هذا الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل بأقصى حد، كما ستناقش الجلسة أيضاً العديد من الملفات الطارئة التي تشكل أولوية ملحة ولا إمكانية لبتها خارج مجلس الوزراء". وقال خلال إطلاق "الاستراتيجية الوطنية للقطاع الصحي" في السراي: "نحن نعمل وفق الواجب والدستور بانتظار أن يتم انتخاب رئيس جديد للبلاد، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة دستورياً وسياسياً. سنستمر في العمل براحة ضمير وأولويتنا مصلحة الناس وانتظام عمل المؤسسات ولا شيء سوى ذلك".
الى ذلك، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في حديث الى وكالة "رويترز"، بأن "لبنان سيرفع سعر صرف الدولار من 1507 إلى 15000 ليرة في الأول من شباط".
وأوضح سلامة أن "هذا التغيير سيُطبّق على البنوك، مما سيؤدي إلى انخفاض رؤوس أموال المؤسسات الواقعة في قلب الأزمة المالية للبلاد منذ عام 2019". ولفت الى أن البنوك التجارية في البلاد "ستشهد انخفاض جزء من رؤوس أموالها، الذي هو بالليرة، بمجرد تحويله مقابل الدولار بسعر 15 ألفاً بدلاً من 1500".
وأوضح أنه من أجل تخفيف أثر هذا التحوّل، ستُمنح البنوك خمس سنوات "لتعويض الخسائر الناجمة عن خفض قيمة العملة". ولفت الى "أن تغيير سعر الصرف إلى 15 ألف ليرة خطوة نحو توحيد أسعار الصرف المتعدّدة في البلاد، ويأتي تماشياً مع مسودة اتفاق توصل إليه لبنان مع صندوق النقد الدولي العام الماضي وحدّد شروطاً لتقديم خطة إنقاذ بقيمة ثلاثة مليارات دولار".
على صعيد آخر، عقد اجتماع ثلاثي استثنائي في رأس الناقورة برئاسة قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ورئيس البعثة اللواء أرولدو لاثارو، وحضور وفد من ضباط الجيش اللبنانيّ برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوّة الأمم المتحدة العميد منير شحاده، وذلك ضمن إجراءات مشدّدة من وباء الكورونا.
وتطرّق الجانب اللبناني في بداية الاجتماع إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة والتي تحصل يومياً، وحمّل العدو مسؤولية النتائج التي تترتّب عن هذه الاعتداءات، كما دعا الأمم المتحدة إلى ممارسة أقصى قدر من الضغط على العدو الإسرائيلي من أجل كبح ممارساته العدائية.
كذلك أعرب الجانب اللبناني، عن إدانته "لانتهاكات العدو المستمرّة للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، مؤكداً على "التزام لبنان بالقرارات الأممية لا سيما القرار 1701 وكافة مندرجاته".
وشدّد الجانب اللبناني على "ضرورة انسحاب العدو الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية المحتلة، مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وخراج بلدة الماري التي تشمل بجزء منها التمدد العمراني لبلدة الغجر، والمناطق التي يتحفظ فيها لبنان على الخط الأزرق (13 منطقة)، والمناطق التي يوجد فيها خرق دائم للخط الأزرق (17 منطقة)".
*****************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
جنبلاط يقترح اليرزة بدلاً من ثنائي زغرتا
بدأ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أمس، حراكاً رئاسياً أطلقه من عين التينة بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، صرّح بعدها بأن "التوافق يعطي أملاً بانتخاب رئيس"، وأنه "لا يمكن البقاء في دوامة الورقة البيضاء". لقاء أمس جاء بعدَ سلسلة لقاءات لجنبلاط مع عدد من القوى السياسية من بينها حزب الله والتيار الوطني الحر والكتائب، وقرّر تكثيفها باتجاه عدد من القوى من بينها بكركي. وعلمت "الأخبار" أن هذه الحركة تتركّز على محوريْن: الأول، إقناع ثنائي حزب الله وحركة أمل باستحالة انتخاب رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية وفرضه على القوى المسيحية ما يوجب "سحب اليد منه" والانتقال إلى مرحلة جديدة. وهو يتقاطع في ذلك مع التيار الوطني الحر الذي يُصر رئيسه النائب جبران باسيل على شطب فرنجية من لائحة المرشحين قبل الدخول في نقاش حول أي اسم آخر. أما المحور الثاني في حركة جنبلاط، فهو الترويج لأسماء باتت معروفة، من بينها قائد الجيش جوزيف عون.
وفيما قالت أوساط مطلعة إن "جنبلاط يراهن على أن إقناع برّي بالتخلي عن دعم فرنجية قد يكون أسهل من إقناع الحزب كون الأول أكثر براغماتية ولا يمانع انتخاب عون في حال لم تعُد تحتمل ظروف البلد"، فضلاً عن أنه "بذلك يقطع الطريق على باسيل لتحقيق فوز سياسي بإطاحة عون وفرنجية معاً". وأضافت المصادر أن أحد أسباب حراك جنبلاط "تخوفه الجدي من الخطاب التقسيمي الذي انطلق في البلد وعرابه رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي يروج لدى السعوديين فكرة ترك البلد ينهار بالكامل وتقسيم مناطقه بحيث يسيطر هو على المنطقة الشرقية".
في المقابل، أشارت مصادر مطلعة على أجواء عين التينة أن بري لم يتلقّ بارتياح دعوة زعيم المختارة إلى ترشيح قائد الجيش والتخلي عن ترشيح فرنجية. وجرى تداول معلومات أمس عن أن رئيس المجلس بدأ بالفعل عملية استطلاع آراء الكتل النيابية وتثبيت "البوانتاج" لفرنجية?وإمكان الذهاب إلى مجلس النواب بأكثرية الـ 65 صوتاً مع نصاب الثلثين. وأشارت المعلومات إلى أن تحديد موعد الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس ينتظر انتهاء عملية الاستطلاع التي يجريها بري? حول إمكان الذهاب إلى المجلس والتصويت للمرشحين، فإذا لم ينسحب أي مرشح لمصلحة آخر تستمر الجلسات إلى حين انتخاب رئيس بـ 65 صوتاً.
وفي موضوع الحكومة، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي "أننا في صدد إعداد الملف التربوي المتعلق بإضراب المدارس الرسمية وملف الجامعة اللبنانية، وتسلم الاقتراحات المطلوبة من معالي وزير التربية تمهيداً للدعوة إلى جلسة حكومية ثالثة هذا الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل في أقصى حد"، فيما أكدت المصادر أن "جنبلاط طلب من بري التدخل لدى حزب الله للمشاركة في الجلسة".
وصباحاً، حمل وفد اللقاء الديموقراطي إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي، في بكركي، مجموعة من الثوابت التي يتمسك بها، وفي طليعتها الطائف والوحدة الوطنية. وشدد على "ضرورة فتح كوة محلية في موضوع رئاسة الجمهورية تتيح انتخاب رئيس في أسرع وقت. وقد ناقش الوفد الذي ضم إلى رئيسه النائب تيمور جنبلاط، كلاً من النائبين وائل أبو فاعور وراجي السّعد، التداعيات السلبية الكثيرة لتعذر انتخاب رئيس"، من دون الدخول في تسميات.
*******************************
افتتاحية صحيفة النهار
قمّة بكركي المسيحية تطلق تحذيرات “مدوّية”… جنبلاط لـ”النهار”: أنقب عن الرئيس بقواسم مشتركة
لم يكن الإعلان المفاجئ ل#بكركي عن انعقاد قمة روحية مسيحية بعد ظهر اليوم في الصرح البطريركي الماروني سوى انعكاس لصعود القلق المسيحي خصوصا، واللبناني عموما، الى ذروته حيال التداعيات البالغة الخطورة لازمة الشغور الرئاسي، معطوفا عليها ازمة قضائية تتهدد وحدة القضاء وتشل مسالك العدالة ناهيك عن التفاعلات اليومية للانهيار المالي والاجتماعي في البلاد. وإذ اقتصر الإعلان عن انعقاد القمة الروحية على انها ستعقد في الرابعة بعد ظهر اليوم وتضم البطاركة الكاثوليك والارثوذكس “للبحث في وسائل الخروج من الازمة الرئاسية وتقصير عمر الفراغ”، تحدثت معطيات أوساط مطلعة على الاستعدادات والاتصالات التي أجريت لانعقاد القمة عن مناخ مشدود للغاية من القلق الذي يعم سائر الكنائس المسيحية حيال الاتجاهات الخطيرة التي راح لبنان ينزلق اليها أخيرا بحيث باتت الاخطار التي تتهدده من المستوى الوجودي الكياني فعلا خصوصا بعد السقوط المروع للطبقة السياسية في مسؤوليتها عن الحؤول دون هذا استفحال الانهيار على كل الصعد. وأشارت الى ان الأجواء التي تسود التحضيرات للقمة الروحية المسيحية تنطلق من الاقتناع بان ما سيصدر عنها من مواقف وما ستطلقه من رسائل وتحذيرات يجب ان تكون مدوية في مستوى التأثير على مجريات الازمة قبل فوات الأوان وبدءا بالضغط الفعال لانهاء تعطيل الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس الجمهورية بأسرع وقت، استنادا الى إعادة الاعتبار الى الدستور والأصول الدستورية والديموقراطية باعتبار ان مفتاح الولوج الى انقاذ لبنان ووحدته ونظامه يتمثل في انتخاب رئيس الجمهورية، والا فان كل شيء بات مهددا فيه كيانا ومواطنا ومجتمعا ودولة. ولم تستبعد الأوساط نفسها ان تتناول القمة الروحية المسيحية الازمة القضائية المتفجرة منذ أسبوعين، انطلاقا من الخطر الداهم على التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي كانت مواقف الكنائس المسيحية كافة منذ حصول الانفجار الكارثي متقدمة وسباقة ومصرة في التمسك والتشدد بضرورة انجاز التحقيق العدلي في الانفجار .
جنبلاط لـ”النهار”
وعشية هذه القمة وفيما استمرت الحركة النشطة في بكركي متمحورة حول الاستحقاق الرئاسي من خلال زيارة وفد “اللقاء الديموقراطي” للصرح برئاسة النائب تيمور جنبلاط، مضى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي #وليد جنبلاط في تحركه “التنقيبي عن الرئيس” على ما وصفه في حديث الى “النهار”. واكد “أنني أحاول على طريقتي إيجاد قواسم مشتركة والبحث عن كوّة تساهم في خرق جدار المراوحة مع جميع الأفرقاء للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية في انتظار تبلور مبادرة عربية – دولية”، موضحاً: “لا أملك “خطة ب” للرئاسة لكنني أحاول الخروج من الأفق المسدود فقط، لأن البلد متروك والوضع الاقتصادي يزداد انهياراً والوضع القضائي ينهار أيضاً، في وقت يقوم الأمل الوحيد على الوصول إلى انتخاب رئيس”. ولماذا اختار قائد الجيش العماد جوزف عون والنائب السابق صلاح حنين والوزير السابق جهاد أزعور كمقترحات لمرشحين رئاسيين؟ أوضح رئيس التقدّمي أن “الأسماء التي اقترحتُها للرئاسة ليست وحدها بمثابة أسماء نهائية. ثمّة طروحات متنوعة ومرشحون عدّة يليق بهم اعتلاء المنصب الرئاسي أمثال شبلي الملاط وميّ الريحاني… وهناك كفايات متعدّدة بين اللبنانيين جديرة في الوصول إلى هذا المنصب”. ورداً على سؤال، لفت الى أن “الضبابية حيال الموضوع الرئاسي قائمة لدى جميع الأفرقاء السياسيين وليست محصورة بـ”حزب الله” فحسب، لذلك أحاول إذا كان في الامكان الوصول إلى قاسم مشترك على نطاق القوى السياسية جميعها”. واللافت في حديث جنبلاط قوله: “أعتقد أننا وصلنا مع الاستاذ ميشال معوض إلى أفق شبه مسدود لأنه اعتُبر من بعض الأفرقاء مرشّح تحدٍّ؛ فلنفتّش ونتعاون مع النائب معوض من أجل الوصول إلى مرشّح التسوية، إذا صحّ التعبير”.
ومساء امس زار جنبلاط عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور الوزير السابق غازي العريضي واكد بعد اللقاء “أننا نحاول اختراق بعض الحواجز للوصول إلى توافق يعطينا أملا في انتخاب رئيس لأننا لا نستطيع أن نبقى في دوامة الورقة البيضاء وهذا رأي مشترك مع الرئيس بري”. ورأى أن “هناك شيئاً مخيفاً وهو العداد أي انهيار الليرة اللبنانية في كلّ لحظة والهندسات المالية التي يجريها مصرف لبنان لا تنفع اذا لم يحصل اصلاح حقيقي من خلال انتخاب رئيس للجمهورية وتبني مشروع صندوق النقد الدولي” .
… وتيمور في بكركي
وسبق زيارة جنبلاط لبري لقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مع وفد “اللقاء الديموقراطي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط . وأعلن النائب راجي السّعد باسم الوفد اذا أن “بكركي أساس في الشراكة الوطنيّة وهي الدّاعم الأساس للطائف والدستور”. وقال “نتفق مع البطريرك الماروني على أهمية التمسك بالطائف والوحدة الوطنية ورفض المشاريع التي تتناقض مع ميثاق العيش المشترك”. وأضاف “لا إتفاق على إسم معيّن للرئاسة ولكن هناك تراتبية بالأسماء وإسم قائد الجيش العماد جوزف عون في الصّدارة وهذا الأمر نتيجة الاجتماعات التي جرت بين الكتل”. كما أكد أن “البطريرك الراعي لم يتّخذ موقفاً ولم يُعطِ أولويّة لأيّ إسم، وما من مرشّح يحظى بتأييد 65 نائباً حتى الآن”. وتابع “إذا هناك اتفاق على قائد الجيش سنسعى الى تعديل الدستور”...
#مجلس الوزراء
الى ذلك لم يحسم بعد الموعد الذي سيحدده رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لجلسة مجلس الوزراء التي ستخصص للملف التربوي. ولكن ميقاتي أوضح امس “اننا في صدد اعداد الملف التربوي المتعلق بإضراب المدارس الرسمية وملف الجامعة اللبنانية، وتسلم الاقتراحات المطلوبة من وزير التربية تمهيدا للدعوة الى جلسة حكومية ثالثة هذا الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل باقصى حد. كما ستناقش الجلسة أيضاً العديد من الملفات الطارئة التي تشكل أولوية ملحة ولا إمكانية لبتها خارج مجلس الوزراء”. وقال خلال اطلاق “الاستراتيجية الوطنية للقطاع الصحي” في السرايا ” ندائي الى الجميع مراراً وتكراراً، الظرف الراهن لا يسمح بترف التساجل أو التخاصم. فلنرحم الوطن والعباد من نقاش عقيم، لا يمت الى الدستور وروحيته بصلة، بل يندرج في سياق مناكفات سياسية يهواها البعض”. وقال “نحن نعمل وفق الواجب والدستور بانتظار أن يتم انتخاب رئيس جديد للبلاد، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة دستورياً وسياسياً. سنستمر في العمل براحة ضمير وأولويتنا مصلحة الناس وانتظام عمل المؤسسات ولا شيء سوى ذلك”.
وسط هذه الاجواء، عُقد في واشنطن اجتماع بين الوفد النيابي اللبناني الذي يضم النواب الياس بو صعب، نعمه افرام، مارك ضو وياسين ياسين، ومسؤولين في صندوق النقد الدولي، حيث شرح الوفد اللبناني تفاصيل القوانين التي اقرت وتلك التي لم تقر من ضمن الشروط المطلوبة من الصندوق. وقال بوصعب ”اوضحنا بعض النقاط، منها ان في لبنان بعض الخصوصية التي يجب اخذها في الاعتبار، في المقابل هناك بعض الامور التي تفاجأت بها ولا أعرف مدى دقتها، وهي ان قانون خطة التعافي المالي التي يُفترض أنها تناقَش في المجلس النيابي وتقدمت من بعض الزملاء النواب لأن الحكومة لم تتمكن من تقديمها ضمن المهلة، تبين أن صندوق النقد غير مطلع على تفاصيل هذا القانون ولا يعرفون ما اذا كان يفي بالغرض ام لا. لهذا سنتأكد مجددا ان لديهم نسخة عنه، وسنعرض الامر على المجلس النيابي”.
**********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
جنبلاط يتواصل مع الفاتيكان ويرفض القفز فوق المسيحيين في انتخاب الرئيس
“الثنائي” يَجرُد أصوات فرنجية ويطوِّق قائد الجيش بـ”التعديل الدستوري”!
وسط مجمل التقلبات والتحوّلات الطاغية على الأجواء الرئاسية، يمكن تلمّس ثابت وحيد باتت تتقاطع عنده مختلف المعطيات والتحليلات وهو ما يتمحور بشكل أساس حول انهيار أرضية الشغور تحت أقدام رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بعدما كان يراهن على التأسيس عليها لتحسين شروطه وتحصين جبهته الرئاسية، لكنّ رهانه سرعان ما انقلب رأسأً على عقب وتضعضت جبهته الداخلية تحت وطأة التشققات النيابية داخل تكتله والانشقاقات الحزبية في تياره اعتراضاً على أدائه المتخبّط في مقاربة الاستحقاق الرئاسي.
وفي المقابل، بدأت التقاطعات الرئاسية تتزايد حول اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون في ظل تزاحم المؤشرات المؤيدة أو أقله غير المعترضة على ترشيحه وانتخابه، وهو ما بدا جلياً في سلسلة من الطروحات والتحركات التي تصدرت المشهد في الآونة الأخيرة، بدءاً من إدراج رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط اسم قائد الجيش ضمن سلة أسماء المرشحين التوافقيين للرئاسة، مروراً بالمواقف “القواتية” الإيجابية التي أثنت على مناقبيته وعدم معارضة انتخابه في حال التوافق عليه، وصولاً بالأمس إلى الزيارة اللافتة للانتباه التي قام بها نواب تكتل “الاعتدال الوطني” إلى اليرزة لإعلان “الدعم المطلق” للمؤسسة العسكرية…
أما “الثنائي الشيعي” فلا يزال “يعمل جاهداً وجدياً لتمرير انتخاب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية بالنصف زائداً واحداً”، وفق ما نقلت مصادر مواكبة لأجواء “الثنائي”، مؤكدةً أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري و”حزب الله” يقومان راهناً بعملية “جرد للأصوات” الداعمة لفرنجية بغية البناء على حاصله الانتخابي تحضيراً لعقد جلسة رئاسية مكتملة النصاب ومتتالية الدورات فور التيقّن من حيازته 65 صوتاً لانتخابه رئيساً للجمهورية.
وفي ما يتصل بالموقف من ترشيح قائد الجيش، أوضحت المصادر أنّ “حزب الله” و”حركة أمل” غير متحمسين لهذا الخيار ويعمدان إلى تطويقه بمسألة “التعديل الدستوري”، وكشفت في هذا السياق أنّ مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا كان قد عبّر صراحةً خلال لقاء كليمنصو الأخير، رداً على مفاتحة جنبلاط وفد “الحزب” بموضوع ترشيح قائد الجيش، عن صعوبة إجراء تعديل دستوري لانتخابه معتبراً أنه “أمر غير متاح” في الظروف الراهنة.
وكذلك الأمر، بالنسبة لموقف رئيس مجلس النواب الذي سمعه جنبلاط في عين التينة أمس، سواءً لناحية تجديد بري تمسكه بترشيح فرنجية أو لجهة استصعابه عملية التوافق على تأمين نصاب الثلثين حضوراً وتصويتاً لإجراء التعديل الدستوري اللازم لانتخاب العماد عون، وأوضحت أوساط مواكبة لحركة جنبلاط أنه استعرض وبري خلال اللقاء مروحة من الأسماء القادرة على كسر حالة الجمود والمراوحة في الملف الرئاسي، واتفقا على تكثيف المشاورات، كل من جانبه، تمهيداً لاستكمال النقاش والبحث في محاولة لإحداث أي خرق في جدار الأزمة، سيما وأنّ جنبلاط كان واضحاً إثر اللقاء في إبداء عزمه على المضي قدماً في “محاولة اختراق بعض الحواجز السياسية والنفسية من أجل الوصول إلى توافق لأننا لا نستطيع أن نبقى في هذه الدوامة ونذهب كل أسبوع لنصوّت بورقة بيضاء وغير بيضاء” في الجلسات الرئاسية، محذراً من “عداد الليرة التي تنهار كل لحظة ومهما حاول البعض في البنك المركزي أن يقوم بهندسات مالية، فإن ذلك لا ينفع إذا ما لم يجرِ إصلاح حقيقي من خلال انتخاب رئيس للجمهورية، وتبنّي قسم من مشروع صندوق النقد الدولي”.
وتزامناً لفتت زيارة وفد كتلة “اللقاء الديمقراطي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط إلى بكركي أمس للتأكيد على موقف الكتلة الداعي إلى انتخاب رئيس للجمهورية “اليوم قبل الغد لأنّ عودة الانتظام إلى الحياة الدستورية وإلى مؤسسات الدولة والشراكة تبدأ أولاً من انتخاب الرئيس”، وفق تعبير النائب راجي السعد عقب اجتماع الوفد مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، مؤكداً أنّ “اسم قائد الجيش هو في صدارة الأسماء المطروحة للرئاسة وإذا تأمن نصاب الثلثين لانتخابه يصبح التعديل الدستوري عندها بمثابة تحصيل حاصل”.
وإذ نقلت الأوساط أنّ وفد “اللقاء الديمقراطي” سيواصل جولته خلال الأيام المقبلة على القيادات والمسؤولين من مختلف الاتجاهات، كشفت في الوقت عينه أنّ حركة رئيس “الحزب الاشتراكي” شملت تواصلاً مع الفاتيكان من خلال السفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا للتباحث في الوضع اللبناني عموماً وآفاق الاستحقاق الرئاسي على وجه التحديد، مشيرةً إلى أنّ موقف جنبلاط نهائي في معارضة القفز فوق الكتل المسيحية في عملية انتخاب رئيس للجمهورية، إذ لا يجوز أن تكون الكلمة الفصل في الرئاسة الثانية للمكون الشيعي وكذلك الأمر في موقع الرئاسة الثالثة بالنسبة للمكون السنّي، وفي المقابل يصار إلى تجاهل توجهات الكتل المسيحية الوازنة حيال موقع الرئاسة الأولى.
*********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان: حراك نيابي لحل الأزمة الرئاسية… وقائد الجيش في مقدمة المرشحين
«الاشتراكي» يضع اسم جوزيف عون «في الصدارة»… وفيصل كرامي لا يعارض تعديل الدستور
كارولين عاكوم
أعطى الحزب «التقدمي الاشتراكي» دفعاً لقائد الجيش العماد جوزيف عون بإعلانه أنه «يتصدّر الأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية»، في موقف هو الأول من نوعه، مع تأكيده في الوقت عينه أنه ما من مرشّح يحظى بتأييد 65 نائباً حتى الآن، وجاء هذا الموقف نتيجة المشاورات واللقاءات التي يقوم بها الحزب وكتلته النيابية، والتي كان آخرها يوم أمس، بلقاء عدد من نوابه البطريرك الماروني بشارة الراعي، وكذلك لقاء رئيس «الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط مع رئيس البرلمان نبيه بري.
وبعد لقاءات عدّة عقدها ممثلون من «الاشتراكي» مع أطراف سياسية شملت الحلفاء والخصوم، بينهم «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، إضافة إلى من هم على تواصل دائم معهم، كرئيس البرلمان نبيه بري، و«القوات اللبنانية»، وكتل معارضة أخرى، زارَ رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط مقر البطريركية المارونية في بكركي، صباح أمس، على رأس وفد ضمّ النائبين وائل أبو فاعور وراجي السعد، حيث جرى البحث في الاستحقاق الرئاسي والمستجدّات السياسية.
وبعد اللقاء، قال السعد: «زيارتنا اليوم إلى الصرح البطريركي تأتي تأكيداً على أنَّ بكركي حريصة على الوطن، وتمثل الداعم الأساسي للطائف والدستور؛ إذ إنَّ لا حلَّ خارج التمسك بالدستور والطائف، وإعادة الحياة إلى المؤسسات، وإطلاق عملية الإنقاذ الاقتصادي والمالي من خلال المباشرة بالإصلاحات فوراً».
ولفت إلى اتفاق مع الراعي «على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية؛ لأن عودة الانتظام إلى الحياة الدستورية وإلى الشراكة تبدأ بانتخاب رئيس جديد، خصوصاً في ظل تحللّ المؤسسات والصراع القضائي المؤسف والخطير، ونتمنى ألا يأخذ بعداً طائفياً، في ظلّ ضرب كل المؤسسات المالية، وانهيار القطاعات كافة، والخوف من ضرب المؤسسات الأمنية»، كما أكد «أهمية العيش المشترك، وتطبيق اللامركزية الإدارية وفق الدستور الذي سيوصلنا إلى بر الأمان».
وأضاف: «من هذا المنطلق، وبناء على كل ما قلناه، نحن متفقون مع البطريرك في أنه لا حل خارج التمسك بالدستور والطائف، وانتخاب رئيس، وإعادة الحياة إلى المؤسسات، ومنع الفراغ من التمدد، وإطلاق عملية الإنقاذ المالي والاقتصادي من خلال المباشرة بالإصلاحات فوراً».
ورداً على سؤال، قال السعد: «لا اتفاق على اسم معيّن لرئاسة الجمهورية، إنما هناك تراتبية بالأسماء، وقائد الجيش العماد جوزيف عون في الصدارة بين كلّ الأسماء الموجودة، وهذا لا يعني أنه موقف (اللقاء الديمقراطي)، بل هو نتيجة جميع الاجتماعات بين الكتل كافة».
وعما إذا تم التطرق مع البطريرك الراعي إلى موضوع الأسماء التي طرحها وليد جنبلاط لرئاسة الجمهورية، قال السعد: «اليوم ليس هناك أي اتفاق على اسم معين، ولكنْ هناك نوع من التراتبية في الأسماء المطروحة، نحن لا نتكلم عن موقف (اللقاء الديمقراطي) إنما عن كل الاجتماعات التي حصلت بين كافة الأفرقاء والكتل، وحتى على صعيد الدول الخارجية، بأن اسم قائد الجيش يتم التداول به كثيراً».
وعن ضرورة تعديل الدستور إذا تم الاتفاق على قائد الجيش، وعما إذا كان هناك إمكانية لتوفر عدد كاف من النواب لإجراء هذا التعديل، قال: «هناك أسماء يتم التداول بها، وإذا تم في النهاية اتفاق كبير على اسم قائد الجيش فسنتكلم بعدها عن تعديل الدستور. ولكن حتى الآن لم نصل إلى اتفاق على اسم من أجل تعديل الدستور، وعند الاتفاق على الاسم لكل حادث حديث».
وأوضح النائب في «الاشتراكي» هادي أبو الحسن لـ«الشرق الأوسط»، أن القول بتصدر اسم قائد الجيش يأتي انطلاقاً من التأييد الخارجي له من قبل بعض الدول الصديقة، والتأييد الداخلي من قبل بعض الأطراف. وفي رد على سؤال حول ما هي الكتل النيابية التي تؤيد العماد عون؟ أوضح أبو الحسن: «حزب القوات لم يخف تأييده له إذا كان هناك توافق عليه، كما عدد من القوى المعارضة، وجميعنا متّفقون على أننا عندما نقرر الانتقال من تأييد النائب ميشال معوض سيكون ذلك للتوجه مباشرة إلى انتخاب رئيس».
وتحدث أبو الحسن عن الحركة واللقاءات التي يقوم بها «اللقاء الديمقراطي»، مشيراً إلى أن الانطلاقة كانت من جلسة الانتخاب الأخيرة، حيث دقّ جرس الإنذار ولوّح بمقاطعة الجلسات، والتقى حينها في اليوم نفسه «حزب الله»، ومن ثم النائب جبران باسيل، وأمس التقى البطريرك كما سيلتقي قريباً رئيس البرلمان، مذكراً بأنه تُطرح خلال اللقاءات التي يقوم بها ثلاثة أسماء، هي: العماد جوزيف عون، والوزير السابق جهاد أزعور، والنائب السابق صلاح حنين». واعتبر أبو الحسن أن استمرار تمسك «حزب الله» بمرشحه رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، ينطلق من اعتبارات مرتبطة به، ومنها رفض باسيل له، إضافة إلى أن الموافقة على قائد الجيش تتطلب حصوله على ضمانات معينة.
وعما إذا كانت أزمة الانتخابات الرئاسية اقتربت من الحل، يقول أبو الحسن: «لا أعتقد ذلك، نحقق خرقاً ما لكن لم نقترب حتى الآن؛ لأن الحسابات لا تزال معقدة، والممانعة مأزومة بين باسيل وفرنجية، وفريقنا مأزوم نتيجة اعتكاف البعض عن خيار معوض».
وفي حين ترفض مصادر «القوات» التعليق على الأسماء، مؤكدة تمسكها بترشيح ميشال معوض حتى الآن، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «أي اسم يستطيع أن يزاوج بين الإصلاح والسيادة، ولا يكون خاضعاً لفريق الممانعة، أكيد نرحب به؛ لأننا نريد إنهاء الشغور الرئاسي».
وتثني المصادر على الحركة الرئاسية الحاصلة اليوم، وتقول: «هذه الحركة الرئاسية التي يخرج منها أسماء، مطلوبة، ويجب أن تقود إلى مكان ما، رغم أنها كان يجب أن تتم في قاعات المجلس وفق الدورات الانتخابية المتتالية، وهو الأمر الذي لم يحصل بسبب التعطيل المتعمد والممنهج من قبل الفريق الآخر». وفي حين ترى أن هذه الحركة تشكل ضغطاً إضافياً، تؤكد «أن المشكلة تكمن في الفريق الآخر الذي لا يزال يتمسك بموقفه وترشيحه، ولا يريد الانتقال إلى مساحة توافقية».
إلى ذلك كان موضوع انتخابات الرئاسة محور الزيارة التي قام بها النائب فيصل كرامي إلى بكركي. وقال كرامي بعد لقائه الراعي: «نحن نقوم بمبادرات لوصل ما انقطع بين كل الأفرقاء، والاستماع إلى هواجسهم من أجل التوافق؛ لأنه من دون التوافق لن يكون هناك رئيس للجمهورية».
وأضاف: «من هنا نؤكد أن رئاسة الجمهورية هي بداية الحل لكل الأزمات التي تعصف بالبلاد، لأنه من دون رئيس لن ينتظم عمل المؤسسات الدستورية، وبالتالي اتفاق الطائف هو المدخل الأساسي لحل كل الأزمات…».
وفي رد على سؤال عما إذا كان يؤيد تعديل الدستور إذا ما تم التوافق على اسم قائد الجيش. أجاب: «أنا بطبعي ضد المسّ بالدستور، ولكن إذا كان هذا الأمر هو المخرج من أجل حلحلة الأمور، خصوصاً أن هناك سوابق لهذا الموضوع، فلا بأس، لأننا وصلنا إلى مكان تعبت فيه الناس وهلكت، ووضع البلد من سيئ إلى أسوأ، إضافة إلى انقطاع العلاقات بين الأفرقاء ومع الخارج. وهذا لا يعني أنني أعلن من هو المرشح، أنا مع التوافق، ومع إيصال رئيس للجمهورية يجمع ولا يفرق».
*********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“الجمهورية”: بري:لا جلسة إلّا للإنتخاب.. ومجلس وزراء تربوي الأسبوع المقبل
مع بداية شهر شباط «اللبّاط» طبيعياً، والذي يُنتظر ان يكون «لبّاطاً» سياسياً ورئاسياً وقضائياً في انتظار التوافق الموعود والمعالجات المرجوة، نشطت التحركات والاتصالات أمس على جبهة الاستحقاق الرئاسي، تحت وطأة الأزمات المتفاقمة، على امل ان تتبلور في قابل الأيام مؤشرات إلى توافق يفضي إلى انتخاب رئيس جديد.
وتوزعت هذه الاتصالات بين عين التينة التي زارها رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط والسفير الايراني مجتبى اماني، وبكركي التي زارها وفد من «اللقاء الديموقراطي» عشية قمة روحية مسيحية ستشهدها، يرجح ان تتناول شؤون الاستحقاق الرئاسي وشجونه في ضوء المواقف المطروحة في شأنه، فيما بدأت الانظار تتجّه إلى باريس التي ستشهد الاثنين المقبل اجتماعاً عربياً ـ دولياً رباعياً او خماسياً، تتردّد المعلومات انّه سيتناول الوضع اللبناني وما يمكن اتخاذه في خطوات في شأنه، على رغم عدم تعويل البعض على خروجه بخطوات عملية. اما الأزمة القضائية، فلا تزال مستمرة ومتروكة على همّة مجلس القضاء الأعلى الذي لم يبادر بعد الى اتخاذ المعالجة اللازمة لها.
أطلّ الشهر الثاني من السنة الجارية على موجة صقيع قوية مقابل حرارة قياسية في تسارع الأحداث وإعادة تشغيل الرادارات السياسية لالتقاط مؤشرات، بدا الكل مقتنعاً بأنّ وقتها قد حان، داخلياً بالدرجة الاولى، وخارجياً بأجواء مواكبة….
وفي علم السياسة، فإنّ هذا الشهر اصبح محط أنظار الجميع لمعرفة مسار ملفات حساسة. فبحسب قول مصادر سياسية مواكبة لـ»الجمهورية»، فإنّ قضية المرفأ التي خفت ضجيجها في اليومين المنصرمين، ستعود بقوة إلى واجهة الأحداث عند الاقتراب من موعد السادس من شباط موعد الاستدعاءات التي وجّهها المحقق العدلي طارق البيطار للأمنيين والقضاة للاستجواب والتي ستليها مذكرات توقيف في حقهم.
ولم تخف المصادر شكوكها في أن يكون عدم تحديد موعد اللقاء العربي ـ الدولي المقرّر في الاليزيه بعد، سببه انتظار تاريخ 6 شباط لمعرفة مسار الأحداث مع أرجحية عقده بعد السابع منه. وتوقعت المصادر ان تحتدم المعركة الرئاسية مع تسارع التطورات، خصوصاً انّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري ليس في صدد الدعوة إلى جلسة انتخابات رئاسية هذا الاسبوع، قبل ان يتلمس تقدّماً او تطوراً بهذا الملف، لأنّ العودة إلى رتابة الجلسات يعني انّ الملف الرئاسي رُحِّل وهذا ليس واقع الامور حالياً.
الولادة الرئاسية
أكّدت اوساط قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ«الجمهورية»، انّه لم يعد في وارد الدعوة إلى جلسات تجريبية او غير جدّية لانتخاب رئيس الجمهورية، موضحة انّ رئيس المجلس النيابي «بات يربط الدعوة إلى أي جلسة جديدة بظهور مؤشرات إيجابية توحي بإمكان الاقتراب من إتمام الولادة الرئاسية». وأشارت إلى «انّ الأمور لا تزال في نطاق الجعجعة بلا طحين، وليس هناك من نور يلوح في النفق حتى الآن». ولفتت إلى انّ بري «مقتنع بأنّه ولو حصلت تمايزات مع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط احياناً فإننا نعود ونلتقي في المفاصل الأساسية».
وكان جنبلاط زار برّي في عين التينة، يرافقه الوزير السابق غازي العريضي، وقال بعد اللقاء: «أياً كانت التقلّبات أو التوقعات، ويُقال أنّه سيجري اجتماع رباعي وربما خماسي في باريس، هذا جيد، لكن لا يمنع من أن نحاول القيام – لن أسمّيها مبادرة – بمحاولة اختراق بعض الحواجز السياسية والنفسية وغيرها، من أجل الوصول إلى التوافق الذي يعطي الأمل في انتخاب رئيس، لأننا لا نستطيع أن نبقى في هذه الدوامة، وأن نذهب كل أسبوع – والكلام مشترك مني ومن الرئيس بري- ونصوّت بورقة بيضاء وغير ورقة بيضاء.. استُنفد الموضوع». واضاف: «في الوقت نفسه، ربما للبعض حسابات جيوستراتيجية، وقد باتت كلمة استراتيجية شائعة إلى درجة أنّه إذا التقى أحدهم بجاره يقول انّه لقاء استراتيجي، لكن هناك شيئاً مخيفاً، وهو العدّاد، عدّاد الليرة للبنانية التي تنهار في كل لحظة، ومهما حاول البعض في البنك المركزي أن يقوم بهندسات مالية، فإنّ ذلك لا ينفع ما لم يجرِ إصلاح حقيقي من خلال انتخاب رئيس للجمهورية، ومن خلال تبنّي قسم من مشروع صندوق النقد الدولي، ليس كل مشروعه، قسم منه، وإلّا نبقى في نفس الدوامة، ومن يدفع الثمن؟ المواطن».
وأشار جنبلاط إلى أنّه «تمّ التطرّق إلى موضوع مهمّ، وهو التربية، فمن جهة، وضعوا (الحكومة) 60 أو 70 مليون دولار، لا أدري كيف أتوا بها، في هذا البئر «المفخوت» الكهرباء، وتوقفوا عند التربية التي تحتاج فقط إلى 25 مليون دولار، وهي أهم بكثير من الكهرباء، لأنّ الكهرباء من دون إصلاح لا نفع لها».
إسم قريب
وكان بري استقبل تكتل «الاعتدال الوطني»، وقال النائب وليد البعريني بعد اللقاء: «ان «شرقت الامور أو غربت» فإنّ الحوار سيّد الموقف، وإن حصل تنافس سيكون تنافساً ضمن البلد وضمن كل المكونات، وكل الذين يرغبون بالترشح على رئاسة الجمهورية».
واضاف: «كان هناك تركيز على هذا الموضوع لأنّه سيتفاعل قريباً جداً، ونحن سنتفاعل معه، وستكون هناك إجتماعات مكثفة ضمن تكتلنا في المقام الأول ومع الزملاء كافة، للاتفاق على إسم، لأنّ من غير الجائز حصول اجتماعات من دون أي تسوية. هذا كان محور اللقاء الأساسي، وإن شاء الله قريباً يكون هناك إسم لكي نتمكن من إراحة لبنان واللبنانيين».
مجلس الوزراء
وعلى الصعيد الحكومي، كشفت مصادر مطلعة، انّ دعوة الرئيس نجيب ميقاتي إلى جلسة ثالثة لمجلس الوزراء اصبحت حتمية وخارج النقاش، لأنّ ملفي المدارس والجامعة اللبنانية اصبحا اكثر من ضرورة وفي قمة الامور الطارئة التي تنتظر المعالجة. واكّدت انّ ميقاتي ينتظر تسلّمه ملف الجامعة اللبنانية من رئيس الجامعة، قبل تحويله إلى وزارة المال لدرس سبل التمويل وتأمين المبالغ المطلوبة للمعالجة قبل الدعوة إلى الجلسة.
ورداً على مجموعة السيناريوهات التي تحدثت عن تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كان من المقرّر الدعوة إليها غداً الخميس، ومنها الرواية التي قالت انّ تأجيلها كان بناءً على طلب «حزب الله» او أي طرف آخر إلى موعد لاحق، أكّد ميقاتي «اننا في صدد إعداد الملف التربوي المتعلق بإضراب المدارس الرسمية وملف الجامعة اللبنانية، وتسلّم الاقتراحات المطلوبة من وزير التربية تمهيداً للدعوة إلى جلسة ثالثة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل حداً أقصى. كما ستناقش الجلسة أيضاً عدداً من الملفات الطارئة التي تشكّل أولوية ملحّة ولا إمكانية لبتها خارج مجلس الوزراء».
وبعدما لفت ميقاتي خلال رعايته حفل إطلاق وزارة الصحة «الاستراتيجية الوطنية للقطاع الصحي – رؤية 2030»، «إلى محاولة إدخال ملفات الناس الملحّة في البازارات السياسية والمناكفات والمزايدات التي ارتدى بعضها طابعاً طائفياً مقيتاً»، وجّه نداءً إلى الجميع، معتبراً انّ «الظرف الراهن لا يسمح بترف التساجل أو التخاصم. ولنرحم الوطن والعباد من نقاش عقيم، لا يمتّ إلى الدستور وروحيته بصلة، بل يندرج في سياق مناكفات سياسية يهواها البعض». وختم: «نحن نعمل وفق الواجب والدستور في انتظار أن يتمّ انتخاب رئيس جديد للبلاد، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة دستورياً وسياسياً، وسنستمر في العمل براحة ضمير، وأولويتنا مصلحة الناس وانتظام عمل المؤسسات ولا شيء سوى ذلك».
وتأسيساً على ما اعلنه ميقاتي، كشفت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، أنّه كان ينوي الدعوة إلى الجلسة في الساعات المقبلة، وهي الثالثة منذ خلو سدة رئاسة الجمهورية، لتُعقد قبل نهاية الاسبوع، ولكن الاتصالات الجارية دفعته إلى تأجيلها. وتوقعت المصادر ان يدعو اليها نهاية هذا الأسبوع لتنعقد منتصف الأسبوع المقبل.
تكتم في بكركي
وفي الوقت الذي حرصت فيه المصادر المعنية باللقاء الذي جمع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بوفد نواب «اللقاء الديموقراطي» برئاسة النائب تيمور جنبلاط، باستثناء ما كشفه عضو الوفد النائب راجي السعد من على منبر بكركي، كشفت مصادر مطلعة لـ «الجمهورية»، انّ هذا الصمت الذي احاط باللقاء كشفه رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» في عين التينة مساء بعد لقائه بري .
ولفتت المصادر، إلى انّ هناك تحولات عدة في المواقف من الاستحقاق الرئاسي، وانّ الايام القليلة المقبلة ستكشف عن جوانب مهمّة منه، وخصوصاً ان توقف مراقبون امام ما تسرّب من لقاء بري ـ جنبلاط، وتوافقهما على ضرورة الذهاب بأسماء أخرى إلى الاستحقاق الرئاسي غير تلك المتداولة حتى اليوم، من دون الكشف انّ البحث عن بديل معوض يفرض البحث عن بديل لفرنجية ايضاً.
وكان السعد اكّد الاتفاق مع الراعي «على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، اليوم قبل الغد، لأنّ عودة الانتظام إلى الحياة الدستورية وإلى مؤسسات الدولة وإلى الشراكة تبدأ اولاً بانتخاب رئيس جديد للجمهورية». وقال: «اليوم ليس هناك اي اتفاق على اسم معين، ولكن هناك نوعاً من التراتبية في الأسماء المطروحة، نحن لا نتكلم عن موقف «اللقاء الديموقراطي» انما عن كل الاجتماعات التي حصلت بين كافة الأفرقاء والكتل وحتى على صعيد الدول الخارجية، بأنّ اسم قائد الجيش يتمّ التداول به كثيراً». واضاف: «هناك اسماء يتمّ التداول بها، وإذا تمّ في النهاية اتفاق كبير على اسم قائد الجيش نتكلم بعدها عن تعديل الدستور. ولكن حتى الآن لم نصل الى اتفاق على اسم من اجل تعديل الدستور، وعند الاتفاق على الإسم لكل حادث حديث». واشار إلى انّ «البطريرك لم يتخذ اي موقف بالنسبة إلى اسم قائد الجيش، ولكن بحسب اللقاءات التي تحصل فهو يسمع بالاسم دائماً، وغبطته لم يعط أي اولوية لأي اسم كما الاسماء المطروحة».
قمة روحية
وكان المسؤول الاعلامي في البطريركية المارونية وليد غيّاض، اعلن بعد زيارة وفد «اللقاء الديموقراطي» لبكركي، أنّ قمة روحية مسيحية ستُعقد اليوم وتضمّ بطاركة الطوائف المسيحية، للبحث في سبل الخروج من أزمة انتخاب رئيس للجمهورية.
«لبنان القوي»
وفي غضون ذلك، قال تكتل «لبنان القوي» بعد اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل أمس، «أنّ الأولوية المطلقة لمجلس النواب تكمن في انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا ما قصده المشرّع حين تحدث عن الانعقاد الحكمي للمجلس إلى حين انتخاب الرئيس». واعتبر «انّ أي تشريع في ظل الفراغ الرئاسي هو أمر تفرضه الضرورة القصوى الاستثنائية. وعليه فإنّ من يتحدّث عن تشريع الضرورة عليه ان يعرضها ويبرّر تقديم التشريع على انتخاب الرئيس لكي يُبنى على الشيء مقتضاه».
دولار الـ15 الفاً
على الصعيد المالي، وبعد نحو 26 عاماً من الثبات في سعر صرف الدولار الرسمي، يبدأ اليوم تطبيق قرار مصرف لبنان رفع سعر الصرف من 1507 ليرات إلى 15 الف ليرة للدولار الواحد، وسط ترقّب للتأثيرات العملية التي قد تتركها هذه الخطوة.
وفي هذا السياق، يمكن القول انّ التأثيرات الايجابية والسلبية القائمة حتى الآن تنحصر بنقطتين:
اولاً- في موضوع القروض المصرفية بالدولار، سيتوقف تسديد هذه القروض بالليرة على السعر القديم (1507 ليرات)، والبدء بالتسديد على 15 الف ليرة. وهنا تبرز مشكلة القروض الاسكانية بالدولار، والتي تحتاج إلى معالجة. وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قد وعد باستثناء هذه القروض من القرار. لكن حتى الآن لم يصدر أي تعميم او قرار في هذا الشأن، الامر الذي سيترك اشكاليات اجتماعية. بالاضافة إلى الإشكاليات التي قد تنشأ في موضوع الايجارات المعقودة بالدولار ويتمّ دفعها بالليرة.
ثانياً- في موضوع السحوبات من المصارف، سيستفيد المودعون الذين يسحبون ودائعهم وفق مندرجات التعميم 158، من رفع سعر السحب بالليرة من 12 الف ليرة إلى 15 الفاً. وفي الموازاة سيستفيد المودعون الذين يسحبون من ودائعهم الدولارية بالليرة، من رفع التسعيرة من 8 آلاف إلى 15 الف ليرة بما يخفف من نسبة الهيركات على هذه الودائع.
وفي المحصلة تجدر الاشارة، الى انّ التداعيات السلبية على المواطنين حصلت سابقاً من خلال رفع تسعيرة الدولار الجمركي إلى 15 الف ليرة، ومن خلال رفع بعض الرسوم وفق التسعيرة نفسها او وفق دولار «صيرفة».
**********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
أخطر كلام شيعي عن باسيل: أظهر أسوأ ما عنده في لحظة تاريخية صعبة!
برّي وجنبلاط: لا ورقة بيضاء ونعم للتوافق… وتقلبات جديدة للدولار والأسعار
… مع حلول شهر شباط، وبالتزامن مع ترقب الاجتماع الدبلوماسي الاميركي – الفرنسي العربي في باريس اوائل الاسبوع المقبل، ونتائج محادثات الوفد النيابي، الذي يمثل توجهات نيابية متعددة، ابرزها ما يمثله نائب رئيس المجلس النيابي مع ممثلي صندوق النقد الدولي في واشنطن، اخذ الحراك الداخلي وجهة جديدة، ابرزها اظهار التعاون او الاتفاق بين الرئيس نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط الى العلن، عبر «التوافق» على انتخاب رئيس لانه من غير الممكن البقاء في «دوامة الورقة البيضاء» على حد تعبير رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بعد لقاء رئيس المجلس في عين التينة.
ما قاله جنبلاط متفق عليه مع الرئيس بري، بما في ذلك ضرورة عدم المكوث في دائرة الانتظار، وعلى وقع استمرار النزف المالي والمعيشي امام «عداد» انهيار الليرة وعجز هندسات مصرف لبنان عن وقف ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، فضلاً عن الحاجة الى جلسة لمجلس الوزراء لاقرار مطالب الاساتذة في القطاع العام، والذي ينضم الى اضرابهم الذي يدخل اليوم شهره الثاني، مع انضمام اساتذة التعليم الخاص اليه اليوم، مما يهدد جدياً العام الدراسي والذي يتعين انقاذه، وهو الاولى بالدعم من «البئر المثقوب» في الكهرباء كما قال جنبلاط.
بالتزامن، كان وفد من اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط يكشف من بكركي بعد لقاء الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن اسماء ثلاثة يقترحها الفريق الجنبلاطي، وهم: قائد الجيش العماد جوزاف عون والوزير السابق جهاد ازعور والنائب السابق صلاح حنين، مع الانفتاح على بحث اسماء اخرى، وتعديل الدستور لمصلحة قائد الجيش اذا اقتضى الامر، بعد التوافق عليه.
ويأتي الحراك الجنبلاطي مع دعوة بكركي الى قمة روحية مسيحية تضم الى البطريرك الراعي البطاركة الكاثوليك والارثوذكس للبحث في سبل الخروج من الازمة الرئاسية وتقصير امد الفراغ في الرئاسة الاولى.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما سجل من تحرك سياسي لجنبلاط ونجله وبعض نواب كتلته لا يعد مبادرة جاهزة إنما مسعى لكسر الجمود الحاصل في الملف الرئاسي.
وتوقعت هذه المصادر بأن يفتح نقاشاً حول الأسماء التي رشحها جنبلاط في محاولة لمعرفة الأصداء، على أن المعطيات أشارت إلى أن رئيس الأشتراكي لم يحدد اسما معينا إنما دعا إلى فتح باب التشاور الفعلي.
ورأت هذه المصادر أن هناك لقاءات يقوم بها جنبلاط نفسه أو يوفد إليها نواب من اللقاء الديمقراطي في إطار البحث بنقاط مشتركة، لافتة إلى أن هناك ترقبا لخطوة ما تقوم بها المعارضة.
وفي مجال آخر، أكدت أوساط مراقبة أن زيارة جنبلاط إلى رئيس مجلس النواب اندرجت أيضا في إطار الاستفسار عن خطوات بري المقبلة.
وعلى جبهة «تفاهم مار مخايل» المتصدعة، وفيما خفض النائب جبران باسيل من سقف «عنترياته» واشتراطاته، غامزاً من قناة الرئيسين بري ونجيب ميقاتي وحاكم مصرف لبنان، في الموقف المعلن لتكتل لبنان القوي، الذي اعطى الاولوية لانتخاب الرئيس وربط جلسات التشريع تبرير تشريعي من قبل رئيس المجلس لانعقادها، واتهم الحكومة بالتواطؤ مع الحاكم رياض سلامة، لجهة التمنع عن التدخل في المشهد الكارثي لتحلل الليرة اللبنانية. كشفت مصادر قيادية في «الثنائي الشيعي» ان حزب الله يقترب من درس خيارات، تعتبر ان التفاهم مع التيار الوطني الحر كأنه لم يكن.
وقال قيادي بارز لـ«اللواء» (راجع ص 3) ان باسيل شخصية نرجسية، فهو انقلب على الجميع حلفاء وخصوماً، وحاول ابتزاز حزب الله بالمباشر وكشف ان العلاقة معه قد تصبح على القطعة، فالرجل اظهر أسوأ ما عنده في لحظة صعبة من تاريخ لبنان، في وقت نحن بأمس الحاجة الى الحوار والتلاقي للخروج من الازمة».
تحرك كثيف
وفي السياق الرئاسي، تكثف الحراك السياسي في العلن وفي السر حول الاستحقاق الرئاسي، بعدما بات الجميع امام مأزق الازمات المعيشية والاجتماعية والتحركات في الشارع، وعلمت «اللواء» من مصادر سياسية بارزة ومطلعة، ان «ثنائي امل وحزب» وحلفاءه قرروا طرح ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية خلال شهر شباط، لكن لم يتحدد بالضبط مسار هذه العملية وتوقيتها ربطاً بظروف إنضاجها.
وقالت المصادر: ان شهر شباط سيشهد حراكاً رئاسياً داخلياً مكثفاً لملء الشغور الرئاسي، لأن الخارج مشغول بأمور كثيرة اخرى ولا يمكن ان يحل محلنا في اختيار الرئيس.
واكدت المصادر انه بعد 12جلسة انتخابية عبثية، اصبح لا بد من طرح اسماء المرشحين من كل الاطراف، وربما يحصل توافق على تبني اسم او اسمين ليتم انتخاب احدهما.
وفي هذا المجال، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس الحزب التقدّمي الإشتراكي وليد جنبلاط يرافقه الوزيرالاسبق غازي العريضي، وقال جنبلاط بعد اللقاء: ايا كانت التقلبات والتوقعات،ويقال انه سوف يجري لقاء رباعي وربما خماسي في باريس، هذا جيد، لكن هذا لا يمنع ان نحاول ان نقوم،لا أسميها مبادرة، انما بمحاولة إختراق بعض الحواجز السياسية والنفسية وغيرها من اجل الوصول الى توافق، فالتوافق هو الذي يعطينا املاً بانتخاب رئيس للجمهورية، لأننا لا نستطيع ان نبقى في هذه الدوامة في كل اسبوع،وهذا كلام مشترك بيني وبين الرئيس بري، ونصوت بورقه بيضاء وغير ورقة بيضاء الى آخره. لقد استنفذ الموضوع.
كما استقبل بري وفداً من تكتل «الإعتدال الوطني». وبعد اللقاء تحدث النائب وليد البعريني قائلاً: زيارتنا الى الرئيس برّي تتضمن أمورا إنمائية، إجتماعية عدة، وبلا شك سياسية وأهمها موضوع رئاسة الجمهورية، هذا الموضوع اخذ حيزاً كبيراً من الحوار أهمه انه مهما «شرقت الامور أو غربت» فان الحوار سيد الموقف، وإن حصل تنافس سيكون تنافساً ضمن البلد وضمن كل المكونات وكل الذين يرغبون بالترشح على رئاسة الجمهورية.
وفي السياق، استقبل البطريرك الراعي بعد وفد اللقاء الديمقراطي النائب فيصل كرامي، الذي قال بعد اللقاء: تباحثنا في كل الامور، وكانت هناك مقاربات وطنية والمقياس فيها، ما ينفع الناس وما يضر بها. اضاف: من هنا نؤكد ان رئاسة الجمهورية هي بداية الحل لكل الازمات التي تعصف بالبلاد، لانه بدون رئيس لن ينتظم عمل المؤسسات الدستورية، وبالتالي اتفاق الطائف هو المدخل الاساسي لحل كل الازمات، واتفاق الطائف يؤكد اولاً الشراكة، التي نشعراليوم بانها بدأت تهتز، الشراكة الاسلامية – المسيحية، وهذا هو الميثاق. اتفاق الطائف يحدد كل الامور والمخارج من كل المشاكل التي نعيشها لذلك علينا جميعا ان نذهب باتجاه حقيقي وبنيات صافية لتطبيق اتفاق الطائف.
وعن قراءته لكلام النائب جبران باسيل وامكانية ترشحه للرئاسة، قال كرامي: اولا لم يعد هناك في لبنان فريق سياسي واحد بل افرقاء سياسيون. نحن نؤكد ان الخلاف اليوم ليس خلافا دستوريا ولا ميثاقيا، الخلاف اليوم هو سياسي، ولكل له الحق في الترشح. والمهم تأمين النصاب. وانا اصوت للتوافق لانه السبيل والمخرج الوحيد للخروج من كل هذه الازمات.
ولا نص نائب
اما عضو تكتل لبنان القوي النائب غسان عطالله فأجاب رداً على سؤال عن إنتخاب رئيس بـ 65 صوتاً: ان الثنائي الشيعي لا يمكنه فرض رئيس للجمهورية «متل ما هو بدو» وهذا الموضوع مشكل كبير بالبلد.
وعن إمكانية إنتخاب نواب تكتل لبنان القوي سليمان فرنجية أجاب عطالله: «ولا نص نائب».
ميقاتي: جلسة للحكومة
على الصعيد الحكومي، أكد الرئيس ميقاتي «اننا في صدد اعداد الملف التربوي المتعلق بإضراب المدارس الرسمية وملف الجامعة اللبنانية، وتسلم الاقتراحات المطلوبة من معالي وزير التربية تمهيدا للدعوة الى جلسة حكومية ثالثة هذا الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل باقصى حد. كما ستناقش الجلسة أيضاً العديد من الملفات الطارئة التي تشكل أولوية ملحة ولا إمكانية لبتها خارج مجلس الوزراء».
وقال ميقاتي، خلال اطلاق «الاستراتيجية الوطنية للقطاع الصحي» في السراي: «لقد وضعنا في الجلستين الحكوميتين اللتين عقدناهما الحلول الخاصة بالقطاع الصحي وملف الكهرباء على سكة المعالجة، رغم كل الاعتراضات غير المنطقية التي سمعناها، والتي حاولت ادخال ملفات الناس الملحة في البازارات السياسية والمناكفات والمزايدات التي ارتدى بعضها، وللأسف، طابعاً طائفياً مقيتاً».
وأضاف: ندائي الى الجميع مراراً وتكراراً، الظرف الراهن لا يسمح بترف التساجل أو التخاصم. فلنرحم الوطن والعباد من نقاش عقيم، لا يمت الى الدستور وروحيته بصلة، بل يندرج في سياق مناكفات سياسية يهواها البعض.
الداخلية: جهوز القوائم الانتخابية
أعلنت وزارة الداخلية والبلديات – المديرية العامة للاحوال الشخصية، في بيان، جهوز القوائم الانتخابية الاولية، عملا بالمواد 32 و33 و34 من القانون رقم 44 تاريخ 17/6/2017، حيث تم ارسال اقراص مدمجة تحتوي نسخا عنها الى البلديات والى المختارين والى مراكز المحافظات والاقضية والى وزارة الخارجية والمغتربين بهدف نشرها وتعميمها تسهيلا للتنقيح النهائي. وقالت: لذلك، يدعى الناخبون المقيمون وغير المقيمين الى الاطلاع عليها اعتبارا من الاول من شباط 2022 على الموقع الرسمي الالكتروني الخاص بالمديرية العامة للاحوال الشخصية www.dgcs.gov.lb او على نسخ القوائم الانتخابية الاولية الموجودة في مراكز المحافظات والاقضية ولدى البلديات والمخاتير وفي مختلف السفارات والقنصليات اللبنانية في الخارج، وكذلك على الخط الساخن في وزارة الداخلية والبلديات رقم 1766، وبالتالي يطلب من كل ذي مصلحة ان يتقدم اعتبارا من الاول من شباط 2022 ولغاية الاول من اذار 2023 ضمنا الى لجنة القيد المختصة مباشرة بالنسبة للمقيمين او الى السفارة او القنصلية المعنية بالنسبة لغير المقيمين، بطلب يرمي الى تصحيح اي خلل بقيده في القوائم الانتخابية، كأن يكون سقط قيده او وقع خطأ في اسمه او لأي سبب اخر، علما ان المديرية العامة للاحوال الشخصية قد اصدرت اقراصا مدمجة تحتوي القوائم الانتخابية الاولية لكل دائرة انتخابية ويحق لاي شخص ان يستحصل على نسخ عنها لقاء بدل يساوي 300,00 ل.ل فقط.
النواب وصندوق النقد
وسط هذه الاجواء، عُقد في واشنطن اجتماع بين الوفد النيابي اللبناني الذي يضم النواب الياس بو صعب، نعمه افرام، مارك ضو وياسين ياسين، ومسؤولين في صندوق النقد الدولي، حيث شرح الوفد اللبناني تفاصيل القوانين التي اقرت وتلك التي لم تقر من ضمن الشروط المطلوبة من الصندوق .
وقال بوصعب: اوضحنا بعض النقاط، منها ان في لبنان بعض الخصوصية التي يجب اخذها في الاعتبار، في المقابل هناك بعض الامور التي تفاجأت بها ولا أعرف مدى دقتها، وهي ان قانون خطة التعافي المالي التي يُفترض أنها تناقَش في المجلس النيابي وتقدمت من بعض الزملاء النواب لأن الحكومة لم تتمكن من تقديمها ضمن المهلة، تبين أن صندوق النقد غير مطلع على تفاصيل هذا القانون ولا يعرفون ما اذا كان يفي بالغرض ام لا. لهذا سنتأكد مجددا ان لديهم نسخة عنه، وسنعرض الامر على المجلس النيابي.
تقلبات جديدة للدولار والاسعار
وعلى الصعيدين النقدي والمصرفي يدخل التحول من السعر القديم البالغ 1507 الى 15000 ل.ل. للدولار الاميركي حيز التنفيذ.
وحسب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فإن هذا التغيير سيطبق على البنوك، مما يؤدي الى انخفاض في حقوق ملكية المؤسسات بعد التحول الى الدولار الى 15 الفاً بدل من 1500 ل.ل.
وقال إنه من أجل تخفيف أثر هذا التحول، ستمنح البنوك خمس سنوات «لإعادة تعويض الخسائر الناجمة عن تخفيض قيمة العملة».
وقال سلامة إن التغيير إلى 15 ألفا كان خطوة نحو توحيد أسعار الصرف المتعددة، تماشيا مع مسودة اتفاق توصل إليه لبنان مع صندوق النقد الدولي العام الماضي، والذي حدد شروطا لإطلاق خطة إنقاذ بقيمة 3 مليارات دولار.
وبانتظار بدء التطبيق ستتوضح اكثر فأكثر مجريات عمليات التسعيرة بالدولار وحجم الانهيار المالي لجهة عمليات الشراء بالليرة اللبنانية.
دوكان: العقوبات تحول دول الكهرباء
وعلى صعيد الكهرباء، كشف المبعوث الفرنسي لشؤون الدعم الدولي، بيار دوكان، أن مصر لا تزال تسعى للحصول على تأكيدات بأنه سيتم استثناؤها من العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا لتبدأ في تصدير الغاز إلى لبنان عبر ذلك البلد بموجب خطة أُعلنت أول مرة في عام 2021 للمساعدة في تخفيف أزمة الكهرباء في لبنان.
وقال إن الخطة لم تُرفع بعد إلى مجلس إدارة البنك الدولي الذي سيقيّم إصلاحات قطاع الكهرباء في لبنان التي تعتبر شروطاً مسبقة للإفراج عن قرض بقيمة 300 مليون دولار لتمويل صادرات الغاز إلى لبنان على مدى 18 شهراً.
وأضاف دوكان للصحافيين في القاهرة إنه يزور مصر قبل أن يتوجه إلى الأردن ولبنان هذا الأسبوع، ثم إلى الولايات المتحدة في وقت لاحق في شباط، «لمحاولة المساعدة قدر الإمكان وتجاوز التصريحات السياسية» لبدء التنفيذ العملي.
وقال دوكان إنه تم حل عقبات خط الأنابيب الفنية أمام تصدير الغاز المصري ولا توجد أي معوقات بشأن تسعير الغاز أو كميته، لكن لم تتم تسوية المخاوف بشأن التعرض للعقوبات الأميركية المفروضة على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال «نظرائي المصريون قالوا لي اليوم «نريد أن يكون الأمر محدداً»… توجد مشكلة في الإعفاء من العقوبات… وهذا القلق يجب التعامل معه ليس فقط على أساس سياسي ولكن على أساس قانوني».
وقال دوكين إن هذه الإصلاحات يمكن تنفيذها في غضون عامين لكنها ستواجه مقاومة سياسية في بلد تديره منذ أشهر حكومة تصريف أعمال وبدون رئيس.
كورونا: 192
كوليرا: صفر
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء أمس، عن حالات كورونا تسجيل «192 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1228639، كما تم تسجيل حالتي وفاة».
كذلك نشرت الصحة تقريرا عن حالات الكوليرا في لبنان، اذ لم يسجل اي إصابة جديدة، وعليه استقر العدد التراكمي للحالات المثبتة على 671، كما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة وسجل العدد التراكمي للوفيات23.
**********************************
افتتاحية صحيفة الديار
البطاركة يناقشون اليوم الملف الرئاسي في بكركي بحثاً عن مَخرج ملائم ينهي الشغور
الحراك الجنبلاطي من الصرح الى عين التينة : لن نبقى في دوامة الورقة البيضاء…
بدء العمل برفع سعر الصرف من 1507 الى 15000 ليرة… وأساتذة الخاص يُصعّدون – صونيا رزق
تطوّق المصائب والمصاعب لبنان من كل الجهات، السياسية والقضائية والاقتصادية والمعيشية والصحية والتربوية، ولا يبدو اي قطاع بعيداً عن ذلك، وكأنّ البلاد دخلت في النفق الكبير الأسود والمقفل، حيث لا حلول ولا بصيص أمل في إمكانية الخروج منه، فالملف الرئاسي يراوح مكانه على وقع الخلافات القديمة – الجديدة، وإعتصام العدد القليل من النواب المعارضين داخل المجلس، لم يؤد الى أي جديد، لا بل على العكس اتت النتيجة بعدم الدعوة الى إنعقاد جلسة رئاسية جديدة، كما كانت تجري العادة كل خميس.
اما على الصعيد القضائي فحدّث ولا حرج، والاسبوع الماضي خير دليل على ذلك بعد التصادم بين اهل البيت الواحد، الذي ادى الى شارعين وكاد ان يصل الى اكثر، وانطلاقاً من هنا لا يبدو مجلس القضاء الاعلى متحمّساً لعقد جلسته، للبت في كف يد المحقق العدلي في ملف المرفأ القاضي طارق البيطار، الامر الذي سيؤدي الى تفاقم الازمة اكثر مع النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات.
حكومياً، اُرجئت جلسة مجلس الوزراء، التي كان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، بصدد الدعوة اليها خلال الأسبوع الجاري، لبحث الملف التربوي المتأزم ، لكن بسبب غياب التوافق وعدم تأمين الغطاء السياسي للجلسة، عاد ميقاتي ليُعلن خلال إطلاق الإستراتيجية الوطنية للقطاع الصحي يوم امس «بأننا في صدد اعداد الملف وتسلّم الاقتراحات المطلوبة من وزير التربية، تمهيدا للدعوة الى جلسة حكومية هذا الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل بأقصى حد، إضافة الى بحث ملفات طارئة وملحّة»، معتبراً بأنّ الظرف الراهن لا يسمح بترف السجال او التخاصم.
قمة روحية في الصرح
وفي إطار الحراك الذي تقوم به بكركي، تعقد عند الرابعة من بعد ظهر اليوم قمة روحية في الصرح للبطاركة الكاثوليك والارثوذكس، للبحث في وسائل الخروج من الملف الرئاسي العالق، ويسبق ذلك إجتماع لمجلس المطارنة الموارنة سيحوي مواقف لافتة، تتماشى مع الوضع السياسي القائم، وفق ما أشار مصدر كنسي بارز لـ» الديار»، املاً ان يخرج المجتمعون بحل توافقي، يوصل رئيساً الى بعبدا بأقرب وقت ممكن، وهذا ما يمكن قوله في إنتظار نتائج هذه القمة، معتبراً بأنّ حل هذه المعضلة سيفتح الطرق الايجابية.
تيمور وكرامي في بكركي
وعلى خط الصرح ايضاً، زاره امس رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من الكتلة، وبعد اللقاء اوضح النائب راجي السعد « بأن لا إتفاق على إسم معيّن للرئاسة، لكن هناك تراتبية بالأسماء، وإسم قائد الجيش في الصدارة والى التداول الكبير في الخارج، وفي حال تمّ الاتفاق على قائد الجيش سنسعى الى تعديل الدستور».
كما زار بكركي النائب فيصل كرامي، متحدثاً عن مبادرات يقوم بها لوصل ما انقطع بين الافرقاء، والاستماع الى هواجسهم من اجل التوافق، اذ من دون التوافق لن يكون هناك رئيس للجمهورية.
جنبلاط في عين التينة
زار مساء امس رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، والوزير السابق غازي العريضي عين التينة، للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبعد اللقاء تحدث جنبلاط «عن ضرورة اختراق بعض الحواجز، للوصول إلى توافق يعطينا أملا في انتخاب رئيس، لأننا لا نستطيع أن نبقى في دوامة الورقة البيضاء، وهذا رأي مشترك مع الرئيس بري، لافتاً الى شيء مخيف هو انهيار الليرة اللبنانية في كل لحظة، ورأى بأنّ الهندسات المالية التي يجريها مصرف لبنان لا تنفع، اذا لم يحصل اصلاح حقيقي، من خلال انتخاب رئيس للجمهورية، وتبنيّ قسم مشروع البنك الدولي على الأقل.
وفي سياق متصل، لفتت مصادر مسؤولة في الحزب «الاشتراكي» لـ» الديار» ليلاً، رداً على سؤال حول المضيّ بدعم النائب المرشح الى الرئاسة ميشال معوض، فيما وضع جنبلاط ثلاثة اسماء رئاسية خلال اجتماعه مع وفد من حزب الله، فاشارت الى انّ ترشيح النائب معوض وعلى ما يبدو لن يصل الى درب مفتوح وهو يعلم ذلك، كذلك الامر بالنسبة الى المرشح سليمان فرنجية، الذي يعتبره البعض مرشح تحدٍّ، فيما الوضع لا يحتمل المزيد من المناكفات، لذا لا بد من إنتخاب مرشح توافقي مقبول من اغلبية الافرقاء.
تصادم قضائي مرتقب
تبرز المخاوف من إنعقاد مجلس القضاء الاعلى، وإتخاذ اي قرار يتعلق بعمل القاضي طارق البيطار، مع مخافة إشعال شارع مقابل شارع، وإتساع الانشقاق القضائي اكثر، فيما تتجه الانظار الى ما سيعلنه الاخير عن القرار الظني في قضية إنفجار المرفأ، بعد 16 شباط الجاري تاريخ انتهاء الاستدعاءات، الامر الذي يثير المخاوف من حصول مواجهة لا تحمد عقباها خصوصاً اذا إتخذت منحى طائفياً.
وفي هذا الاطار اشار مصدر قانوني لـ»الديار» الى انّ الاسبوع المقبل سيكون عاصفاً قضائياً، وعلى المعنيين ان يتداركوا هذا الامر منذ اليوم، لانّ القاضي البيطار سيُصدر مذكّرات توقيف بحق الأشخاص الذين ادعى عليهم، ومن ضمنهم القاضي عويدات الذي سيسارع الى المثل، اي إصدار مذكّرة توقيف بحق البيطار، وسيعطي الامر الى الاجهزة الامنية لتنفيذ المذكرة، في ظل إعتصام لأهالي الضحايا امام منازل المطلوبين من قبل البيطار.
هذه الهواجس تسيطر على الساحة القضائية بقوة وفي الاوساط الشعبية، مخافة الإرتدادات التي ستسفر عنها وتصيب معقل العدالة.
الثنائي الشيعي لم يرد على باسيل
ما زالت تداعيات المؤتمر الصحافي، الذي عقده رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، يلقي بثقله على الوضع السياسي في البلاد، بعد القصف السياسي الذي طال الجميع، واضعاً إياهم في رزمة واحدة لتلقي السهام والشظايا، التي وصلت الى الحليف السابق حزب الله، و»اللطشات» لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، اي الثنائي الشيعي الذي رفض الرد على باسيل، خصوصاً حزب الله الذي تلقى الإشارات السلبية من رئيس «التيار»، الامر الذي يؤكد سقوط آخر معالم التوافق والعودة الى التفاهم، لانّ ما قاله باسيل يوم الاحد يشير الى تراجع التواصل مع الحزب.
إستنكار وإستقالات من «التيار» في العيشية
الى ذلك وبعد هجوم رئيس «التيار» على قائد الجيش العماد جوزاف عون، توالت استقالات جماعية من صفوف «الوطني الحر» في العيشية – قضاء جزين، وهي البلدة التي ينحدر منها العماد عون، وفي السياق قام عدد من نواب تكتل «لبنان القوي» بالاتصال بقائد الجيش مستنكرين إتهامات باسيل له، إضافة الى قياديين وكوادر في «التيار» اتّصلوا به للتعبير عن دعمهم الكامل له وللمؤسسة العسكرية.
سعر الصرف الرسمي الى 15 الف ليرة
أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في حديث لوكالة «رويترز»، أنّ لبنان سيرفع سعر الصرف الرسمي من 1507 إلى 15000 ليرة لبنانية إعتباراً من اليوم، واشار الى انّ المصارف ستعطى مهلة ٥ سنوات لاعادة تكوين خسائرها.
«صيرفة» الى 45 الف ليرة
افيد عن إتجاه لرفع سعر «صيرفة « اليوم الى حدود الـ 45 ألف ليرة، على ان يكون هذا السعر وغيره من المواضيع النقدية موضع نقاش خلال اجتماع يعقد اليوم، وفي ما يتعلق بالاشخاص الذين اودعوا اموالهم في بعض المصارف، للافادة من «صيرفة» ولم يتمكنوا من قبض دولارتهم حتى اليوم، بحجة أن مصرف لبنان لم يزوّد المصارف بالدولارات، ستتم معالجة الموضوع خلال ايام قليلة.
موسم إضرابات وإحتجاجات
على الصعيد الاجتماعي والعمالي، يبدو موسم الاضرابات فاعلاً بالتزامن مع الازمات المعيشية والتربوية والعمالية، بحيث تسجّل حركة احتجاجات واسعة الاسبوع المقبل، بعد إعلان الاتحاد العمالي العام ان يوم 8 شباط ، سيكون يوم اضراب قطاعات النقل في كل المناطق اللبنانية، وسط مواصلة اضراب موظفي القطاع العام ومعلميّ التعليم الرسمي، وفي هذا الاطار اعلنت نقابة المعلمين الإضراب التحذيري الشامل في جميع المؤسسات التربوية الخاصة اليوم الأربعاء، على أن تتخذ خطوات تصعيدية في حال لم تنفذ المؤسسات بنود الاتفاق. وقد دعت النقابة الاتحاد العمالي وجميع النقابات العمالية والمهن الحرة الى المشاركة في الإضراب، لرفع الصوت ودعوة المعنيين في المؤسسات الدستورية الى تحمل مسؤولياتهم، بانتخاب رئيس للجمهورية ومواجهة التحديات المعيشية بخطة إنقاذ سريعة.
تلف 9 أصناف من اللبن واللبنة
على الصعيد الغذائي، أصدر وزير الاقتصاد أمين سلام قراراً قضى بتعليق التداول وسحب وتلف 9 اصناف من اللبن واللبنة، لعدم مطابقتها المواصفات المطلوبة، في اطار عمل الوزارة الرقابي لحماية المستهلك، وفرض على المعامل المصنّعة سحب منتجاتها من الاسواق اللبنانية خلال 3 ايام تمهيداً لتلفها تحت طائلة الملاحقة القانونية.
**********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
من عين التينة الى بكركي جنبلاط يرشّح قائد الجيش
برودة الطقس الناجمة عن العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان، لم تنسحب على المناخ السياسي الساخن، ولو ان حرارته انخفضت جزئيا مقارنة مع ما شهده الاسبوع الفائت من تطورات قضائية ومالية وسياسية. وتبدو السخونة هذه تسهم في تسريع وتيرة الاتصالات على مختلف المحاور بغية تأمين ارضية توافق الحد الادنى لانتخاب رئيس، وقد عاد اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون ليتصدر واجهة الاسماء المؤهلة للرئاسة امس، حيث طرح من بكركي مع زيارة وفد اللقاء الديموقراطي اليها.
قمة روحية
وفي وقت تعقد في بكركي قمة روحية مسيحية عند الرابعة من بعد ظهر اليوم ، تضم البطاركة الكاثوليك والارثوذكس للبحث في وسائل للخروج من الأزمة الرئاسية وتقصير عمر الفراغ، شهد الصرح امس حركة لافتة رئاسيا. فقد زاره قبل الظهر وفد من اللقاء الديموقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط، وكان لافتا اعلان النائب راجي السعد باسم الوفد بعد لقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان اسم قائد الجيش هو في الصدارة رئاسيا وان لا مانع من تعديل الدستور لانتخابه، الموقف الذي اعلنه ايضا من الصرح النائب فيصل كرامي.
تعديل الدستور
من جهته، شدد النائب فيصل كرامي على «أننا حرصاء على أن يكون منصب الرئاسة الاولى منصبا وطنيا، معتبرا أن الرئاسات هي لكل اللبنانيين وليست حكرا على أحد. ورأى كرامي، بعد لقائه البطريرك الراعي «أن اتفاق الطائف هو المدخل الاساسي لحل كل الازمات». وأكد على الشراكة الاسلامية المسيحية التي نشعر أنها بدأت تهتز، لافتا إلى أن علينا اتخاذ طريق حقيقي بنوايا صافية لتطبيق اتفاق الطائف. وقال «أنا مع تعديل الدستور إذا كان مخرجًا لحلحلة الأمور».
قبول ولكن
ليس بعيدا، أوضح النائب فيصل الصايغ في حديث تلفزيوني أن «هدف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كسر الجمود في الاستحقاق الرئاسي، لذلك طرح أسماء أشخاص مشهود لهم بالنزاهة وذوي خلفيات قانونية، اقتصادية وأمنية تفتح المجال للحديث مع الفريق الآخر والوصول برئيس يمثل كل اللبنانيين». وأعلن أن «هناك قبولاً للأسماء المطروحة من قبل العديد من القوى السياسية باستثناء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي لا يرشح سوى نفسه»، لافتاً إلى أن «الآخرين منفتحون على النقاش».
ولا نص نائب
اما عضو تكتل لبنان القوي النائب غسان عطاالله فقال في حديث تلفزيوني »أن التيار الوطني الحر لمس الحرص الأكبر على الوضع الحالي من الحزب التقدمي الإشتراكي واللقاء بين الوزير باسيل والوزير جنبلاط بحث في الخطر الآتي إلى لبنان وجنبلاط رجل سياسي من الطراز الأول». وعن إنتخاب رئيس بـ65 صوتا لفت عطاالله الى ان الثنائي الشيعي لا يمكنه فرض رئيس للجمهورية «متل ما هو بدو» وهذا الموضوع »مشكل كبير بالبلد». وعن إمكانية إنتخاب نواب تكتل لبنان القوي سليمان فرنجية أجاب عطاالله: ولا نص نائب!
جنبلاط – بري
وأمس، زار جنبلاط رئيس مجلس النواب نبيه بري للبحث ايضا في الملف الرئاسي.
وعلم من مصادر متابعة لا دعوة الى جلسة انتخاب هذا الاسبوع حتى الساعة، في وقت يعد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي العدة للدعوة الى جلسة حكومية هدفها الاساس ملف التربية.
نحو جلسة حكومية
فقد أكد ميقاتي «اننا في صدد اعداد الملف التربوي المتعلق بإضراب المدارس الرسمية وملف الجامعة اللبنانية، وتسلم الاقتراحات المطلوبة من معالي وزير التربية تمهيدا للدعوة الى جلسة حكومية ثالثة هذا الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل باقصى حد. كما ستناقش الجلسة أيضاً العديد من الملفات الطارئة التي تشكل أولوية ملحة ولا إمكانية لبتها خارج مجلس الوزراء». وقال خلال اطلاق «الاستراتيجية الوطنية للقطاع الصحي» في السراي: «ندائي الى الجميع مراراً وتكراراً، الظرف الراهن لا يسمح بترف التساجل أو التخاصم. فلنرحم الوطن والعباد من نقاش عقيم، لا يمت الى الدستور وروحيته بصلة، بل يندرج في سياق مناكفات سياسية يهواها البعض». وقال «نحن نعمل وفق الواجب والدستور بانتظار أن يتم انتخاب رئيس جديد للبلاد، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة دستورياً وسياسياً. سنستمر في العمل براحة ضمير وأولويتنا مصلحة الناس وانتظام عمل المؤسسات ولا شيء سوى ذلك».
صندوق النقد
وسط هذه الاجواء، عُقد في واشنطن اجتماع بين الوفد النيابي اللبناني الذي يضم النواب الياس بو صعب، نعمه افرام، مارك ضو وياسين ياسين، ومسؤولين في صندوق النقد الدولي، حيث شرح الوفد اللبناني تفاصيل القوانين التي اقرت وتلك التي لم تقر من ضمن الشروط المطلوبة من الصندوق. وقال بوصعب في حديث تلفزيوني: اوضحنا بعض النقاط، منها ان في لبنان بعض الخصوصية التي يجب اخذها في الاعتبار، في المقابل هناك بعض الامور التي تفاجأت بها ولا أعرف مدى دقتها، وهي ان قانون خطة التعافي المالي التي يُفترض أنها تناقَش في المجلس النيابي وتقدمت من بعض الزملاء النواب لأن الحكومة لم تتمكن من تقديمها ضمن المهلة، تبين أن صندوق النقد غير مطلع على تفاصيل هذا القانون ولا يعرفون ما اذا كان يفي بالغرض ام لا. لهذا سنتأكد مجددا ان لديهم نسخة عنه، وسنعرض الامر على المجلس النيابي.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :