الذئب الكبير والذئاب
يحكى أن ذئبا غلب كل وحوش الغابة وسكن في غار وجعله مسكنا له ، وكان كلما قام برحلة صيد يتوفق بجرو ذئب جميل فيحافظ عليه ويجلبه الى غاره ويدرّبه على الصيد ويحسب حسابه بحصة من صيده ،وعلى حجم ما يكون الصيد تكبر حصة الجرو ولم يطل الزمن حتى أصبح للجرو أخوة يعيشوون معه وتحت حماية الذئب الكبير وبأوامر منه .
ومع مرور الزمن أصبحت الجراوي ذئابا وأصبح لكل ذئب وظيفة يتقنها وتجلب له أكثر مما يحتاج من الفرائس ،وبدأت الذئاب تحاول الاستقلال بعد أن أعطاها الذئب الكبير الأمان ، وعلّمها فنون الصيد وأرشدها الى أماكن الفرائس .
وفي يوم اجتمع الذئاب وتوزعوا الادوار وقرروا الانقلاب دون أن يتفقوا على الرياسة ، ولكن كل واحد كان يظن هو الأقوى ، فمنهم الكشّاف ومنهم الرامي ومنهم المقتحم ومنهم السلس الدمس خفيف الدم قريب من القلب في صوته لياقة انه كالنهر السكران .
خدع الذئاب الذئب الكبير ، انقلبوا عليه ، واحتلوا بعض أماكنه على امل ان يستسلم فيستكملون السيطرة على جميع الاماكن .
يوم فازوا نطق واحد من كبارهم وقال ، أن الديب الذي حضننا موجود في كل الذئاب الموجودة معنا ، واعلن نيته في الرياسة ، لكن مجموع الذئاب عارضته ومنعته فانكفأ وصمت وكمن ينتظر فرصة .
تقاسم الذئاب الحصص، وحددوا أماكن السيطرة ، ورغبوا في توسيع دائرة الاصحاب ، وعقد اتفاقات مع ممالك الذئاب المجاورة .
من اين سيكون لهم ذلك والذئب الكبير حاضر في كل الميادين المجاورة
وهم ذئاب لم تستطع ان تخرج خارج الشريط الحدودي لمملكة الذئب الكبير
الذئاب في ورطة ، والانقلاب في أزمة ، والذئب المتكلم والصامت يعد بانقلاب آخر لأن أصدقاءه الذئاب كشروا عن أنيابهم فبانت ألوان أسناهم وظهر أن لكل سن خبرية وقصة تخجل منها الذئاب .
لم تكن تدري الذئاب أن ما تقوم به أكبر من قاماتها
الذئاب تنتظر فرجا ، كانت تنتظر ما يجمعها فوقعت بما يفرقها ، الدمس الصامت االلائق الجنتلمن يحاول ان يرسم ربما يصل ، ويحاول أن يخربط ،ويفرّق الذئاب ليصير الذئب الأقوى .
الذئب الاكبر في ورطة و ينتظر فرجا
ابن المقفع
نسخ الرابط :