لولا مفاجأة نائب رئيس مجلس النواب عضو تكتل لبنان القوي الياس بو صعب بالخروج بمخالفة قرار رئيس التيار الوطني الحر، والتصويت لمصلحة مرشح، ملتزما بما وعد به خلال الاسبوع الماضي، لكانت جلسة الانتخابات روتينية الى اقصى درجاتها، حيث بدا واضحا من الاسماء التي حملتها اوراق الاقتراع، اننا "بعدنا محلنا" في محاولة لملء الوقت الضائع، وهو ما يمكن قراءته بوضوح بين اسطر العبارات القليلة التي توجه بها "ابو مصطفى" الى النواب المشاغبين.
وفي انتظار عودة النائب جبران باسيل من الدوحة التي غادر اليها دون انذار مسبق، ومعرفة التدابير التي قد تتخذ حيال "دولة الرئيس"، لم تخل الساحة السياسية من بعض المواقف التي اضفت جوا من الضبابية، من تصريح السفير السابق نواف سلام، الى كلام رئيس حزب "القوات اللبنانية"، مرورا بتغريدة الوزير السابق زياد بارود، وقبله النائب طوني فرنجية، بقيت زيارة "بيك المختارة" الى عين التينة، والتي استتبعت بلقاء جمع موفد عن "الاشتراكي" بـ "الحكيم"، موضع متابعة وتحليل، كما خطوة "البرتقالي البيضاء".
مقربون من ميرنا الشالوحي، حمّلوا مسؤولية القرار المتخذ الى "القوات اللبنانية" وحزب الله، بسبب اصرار الاولى على رفض الحوار، واستمرار الثاني على تمسكه بسليمان فرنجية مرشحا له، ما يعني تكافلهما وتضامنهما في تعطيل الانتخاب، رغم ان التيار ورئيسه سبق ان اعلنا عن استعدادهما للوصول الى تسمية رئيس تتوافق مواصفاته مع الورقة التي طرحت على القوى السياسية المختلفة لمناقشتها، ساخرة من المعلومات التي تحدثت عن ضغط فرنسي مارسته السفيرة غريو خلال زيارتها الى البياضة، خاتمة بان "الورقة البيضاء ستبقى كتعبير عن موقف، بانتظار ان نجلس جميعنا ونتحاور معاً للوصول على رئيس تتفق عليه أغلبية الكتل النيابية" من جهة، وما دام "في الوقت الحاضر ليس لدى "التيار" أي اسم مرشح" من جهة ثانية.
ورأت مصادر سياسية متابعة، ان حركة المختارة لم تأت من فراغ، وكذلك المواقف التي تطلقها، والتي تماهت الى حد كبير مع المصيلح ومعراب، وهي تؤشر الى وجود طبخة ما او صفقة يعمل عليها، خصوصا ان ثمة من ربط بين "تدوير المختارة" لمحركاتها بين زيارة "سعادتها" الى كليمنصو، وافصاحها عن كلمة سر ما التقتطها "انتينات" المختارة كالعادة لتبني عليها.
وتتابع المصادر بان الارجح وفقا لمسار الطريق الجنبلاطي، ان ثمة محاولة لتقريب وجهات النظر، واقامة حوار غير مباشر بين "القوات اللبنانية" وحزب الله بالواسطة عبر الحزب "التقدمي" و"حركة امل" بهدف تحقيق خرق ما على صعيد الملف الرئاسي، والوصول الى وضع لائحة اسماء لا تتخطى الثلاثة للاختيار من بينها ديموقراطيا في مرحلة لاحقة، قد يكون رئيس المجلس حدد موعدها باسابيع.
من جهتها، يبدو ان الفاتيكان قد دخل على خط الاستحقاق، حيث تؤكد اوساط ديبلوماسية ان السفارة البابوية في لبنان تستعد لاطلاق حملة اتصالات تصب في خانة تقصير مدة الشغور، لان الوضع المسيحي العام لا يتحمّل تبعات ذلك، خصوصا بعدما اثبت مؤتمر الاونيسكو ان اتفاق الطائف باق وصامد، وان مشاريع تغيير النظام سقطت راهنا.
فهل يعتبر التمسّك العوني بالورقة البيضاء ردا على حزب الله لقطع الطريق على فرنجيه، والذي استنتجه باسيل من لقاءاته السرية ومباحثاته مع السيد حسن نصرالله تمهيدا لاعلان ترشيحه لاحقا؟ وهل تأتي المبادرة الجنبلاطية – البرية لقطع الطريق على المخطط البرتقالي؟ وهل هذه الخيارات صائبة في ظل انهيار الدولة والتحذيرات الامنية من الداخل والخارج؟ وكيف يمكن الرهان على التوافق في ظل عدم تبدل المواقف والمعطيات؟
ثابت وحيد وسط هذا الجمود والمراوحة السياسية، دولار تجرأ على كسرهما محطما الارقام الفا بعد الف، متخطيا من جديد عتبة الاربعين الف ليرة في السوق السوداء، فيما الاسعار والجودة والنوعية على فلتانها في غياب اي رقابة او محاسبة، يدفع ثمنهما مواطن قرر ان يكون ضحية، ودولة خرج رئيسها المكلف من قصره رافضا توقيع موازنة، حارما عشرات آلاف العائلات من رواتبها الشهرية، التي لن تدفع قبل نهاية الأسبوع المقابل.
نسخ الرابط :