"ورشة" دبلوماسية تستشعر خطورة المرحلة: التقاط الفرصة وإلا..!

 

Telegram

 

عشرة ايام مرت، ولبنان من دون رئيس للجمهورية، والجلسة البرلمانية الخامسة لانتخاب رئيس، تتعادل سلبيا مع سابقاتها، فيما لم يتحقق التعادل، بين سلوك القوى السياسية التي اقترع لها المنتخبون بـ ١٥ أيار ٢٠٢٢، وبين المواقف الخارجية المهتمة، التي تحض على انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل غد، ومنها مواقف الولايات المتحدة الاميركية، وفرنسا، وكندا، والاتحاد الاوروبي، والسعودية، ومصر، وقطر والفاتيكان.

وإذا كانت الاتصالات الفرنسية مستمرة اقليميا خصوصا مع السعودية من جهة، ومع طهران من جهة، في اطار محاولة تأمين أجواء مسهلة، وبما يؤدي لاحقا الى انتخاب رئيس لجمهورية لبنان، فإن المعطيات الخارجية، لا تزال تشير الى أن المحاولات الفرنسية، لم تبلغ بعد مرحلة واعدة، لكن الاتصالات مستمرة، في وقت ينتظر أيضا دور للسفير الفاتيكاني الجديد في لبنان باولو بورجا، خصوصا مع استمرار القوى السياسية المحلية في مناوراتها على مسار الانتخاب الرئاسي.

في الغضون اذا نظرنا الى الحركة الدبلوماسية، السياسية والانمائية الخارجية في اتجاه لبنان، يمكن لنا ان نتوقع مرحلة مقبلة مغايرة للتي يمر بها لبنان الآن... مرحلة مقبلة سلبية أو إيجابية؟ الأشهر القليلة المقبلة ستظهر طبيعة المرحلة والأوضاع اللاحقة.

على سبيل المثال، في الساعات الأربع والعشرين الماضية، قصد لبنان:

- روبير اوليفانت نائب وزير خارجية كندا للشؤون البرلمانية على رأس وفد، والتقى الرئيس نبيه بري، والرئيس نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية، وعددا من المسؤولين والشخصيات.

- المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند.

- مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامنتا باور، جالت في بيروت والبقاع الغربي معلنة عن مساعدات ومشاريع بقيمة ٨٠ مليون دولار، يستفيد منها "غالبية المتضررين من الأزمة الاقتصادية والمعيشية" بحسب التعبير الأميركي.

-هناك ايضا الهبات، هبة مصرية وصلت امس الأربعاء، بسبعة عشر طنا من اللقاحات والأدوية والمستلزمات الطبية، وصول ستمئة ألف لقاح ضد الكوليرا بتمويل من منظمة الصحة العالمية ويتسلمها الوزير فراس أبيض في مستشفى الكرنتينا اليوم الخميس، اعلان الاتحاد الأوروبي عن تقديم مساعدة اضافية للبنان بـ ٨٠٠ ألف أورو.

في هذا الوقت، تستمر السفيرة الفرنسية في لقاءاتها واتصالاتها مع المسؤولين السياسيين والأمنيين، وآخرها، زيارة غريو لفرع الحماية والتدخل في قوى الأمن الداخلي في حضور اللواء عماد عثمان، لاعادة تأكيد التزام فرنسا، تقوية قوى الأمن على انها دعامة للاستقرار في لبنان.

نعرض لذلك كجزء من الورشة أو الحركة الدبلوماسية حيال لبنان، لنشير الى أن تخبط غالبية الشعب اللبناني معيشيا واقتصاديا ونقديا ومع دولار بـ ٤٠ الف ليرة، كل هذا بمكان، ومعظم القوى السياسية ذات الرؤوس الحامية كما الفاترة، بمكان آخر... والى اليوم، مسار التشاور الداخلي غير مفتوح، على عكس مسار الاهتمامات الدولية بوجوب انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، بما يعيد الانتظام المؤسساتي، ويركز معالجات للأوضاع الصعبة.

واذا كان المنطق يحتّم على المعنيين بالشأن العام، إلتقاط أي بارقة ايجابية في الاتصالات الخارجية، واذا كان المنطق يحتم عليه ايضا اغتنام هذه الاجواء من الاحاطة بلبنان، واغتنام الوقت قبل حصول تشعب اضافي لتداعيات الحرب الروسية الاطلسية على الاراضي الاوكرانية، وقبل

حصول أي تغييرات بعد الانتخابات الاميركية النصفية، وقبل عودة بنيامين نتانياهو الى سياسة الصلف والعنجهية، فإنه من المفترض ان تذهب تلك القوى السياسية، الى انتهاج التشاور، والموازنة، مع المعطيات الخارجية، ثم الذهاب بأفضل وقت ممكن لانتخاب رئيس جمهورية، وإلا... وإلا فالآتي، سيكون أصعب، وربما أرهب...

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram