افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 28 نشرين الأول 2022

افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 28 نشرين الأول 2022

 

Telegram

 

افتتاحية جريدة البناء


هوكشتاين يكشف سر التوصل للاتفاق غير المباشر: لو وقعت الحرب لتعطلت تجارة المتوسط لبنان يختتم المفاوضات بربط تسليم الرسائل بانسحاب زوارق الاحتلال إلى خلف الخطوط نصرالله يعلن الإنجاز وإلغاء الاستنفار… وعون يلوّح بمرسوم استقالة الحكومة: أخذنا حقنا بحراً

 

كان يوم البحر والنفط والغاز بالنسبة للبنان، ولم يعكر صفوه الحديث الإسرائيلي عن مكاسب فارغة، بينما كل قادة الرأي في كيان الاحتلال، وفي الداخل الأميركي يقولون علناً، لقد نال لبنان 100% من البنود المختلف عليها، وهو ما أكدته صحيفة نيويورك تايمز ليل أمس من مكتبها في القدس المحتلة، بينما كشف الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين في حوار تلفزيونيّ سرّ التراجعات الأميركية الإسرائيلية لصالح لبنان بقوله، إن الخشية من الحرب كانت خلف التوصل إلى التفاهمات، مشيراً الى أن الحرب كانت تهديداً واقعياً، وإنها لو وقعت لتعطلت كل حقول النفط والغاز ومعها التجارة الدولية في البحر المتوسط، بما فيها تعطيل تدفق موارد الطاقة بين الخليج وأوروبا.
في الناقورة كان المشهد كافياً للقول إن اليد اللبنانية هي العليا، حتى في الشكل، عندما رفض الوفد اللبناني المعني بتسليم رسائل الموافقة على الوثيقة الأميركية واعتماد إحداثيات الحقول، الدخول الى القاعة الرسمية في مقر الأمم المتحدة قبل أن يسحب جيش الاحتلال الزوارق الحربية التي تجاوزت الخطوط والإحداثيات التي ترسم حقوق لبنان، ما أجبر الإسرائيلي على الالتزام بالطلب اللبناني، لضمان إنجاز بلوغ نقطة النهاية في المفاوضات.
سياسياً، شرح نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، تفاصيل المفاوضات ومصاعبها ونقاط القوة اللبنانية، التي تمثلت بوحدة الموقف والاستثمار على اللحظة الدولية المؤاتية، وكان موقف المقاومة ومقدراتها بيضة القبان التي وضعت الأمور في نصاب الاختيار أن يحصل الجميع على الغاز أو عدم حصول أحد على أي شيء، وتوسع في تقديم الأدلة التي تقول إن لا تطبيع ولا اعتراف ولا تفاوض مباشر يمكن اتهام الدولة اللبنانية بالوقوع في محاذيرها.
الكلام المبدئي الذي قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، كان تقديراً للإنجاز واعتبار ما جرى تجربة نموذجيّة تستحق الدراسة، وأخذ الاستنتاجات منه، سواء لجهة ثبات الموقف الرسمي، أو لجهة استثمار قوة المقاومة ومشاركتها في حماية المصالح الوطنية، وأعلن السيد نصرالله إنهاء الاستنفار الخاص بملف النفط والغاز وحقول البحر، مشيراً الى نيته التحدث يوم غد السبت مساء عن كل ما يتصل بالملف.
رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي قاد التفاوض وأعلن عن الإنجاز، ووقع رسالة الموافقة، تحدث عن الإنجاز ليلاً في حوار صحافي، وتطرق الى مواضيع عديدة من أبرزها الملف الحكومي فاتحاً الباب لتفاهم اللحظة الأخيرة قبل نهاية عهده، ملوحاً بتوقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة في نهاية المسار إذا بقي البلد دون حكومة.
وأعلن السيد نصرالله انتهاء مهمة المقاومة وكل التدابير والإجراءات التي كانت متخذة سابقاً في الجانب المتعلق بها في ملف ترسيم الحدود. مؤكدًا أنّ ما حصل هو انتصار كبير وكبير جداً للبنان الدولة والشعب والمقاومة. ولفت إلى أنّ هناك «مَن طقت الفيوزات تبعن» بسبب ما حصل والنتائج التي لم يكونوا يتوقعونها وبدأوا يتحدثون بجمل غير مفهومة نتيجة الصدمة».
وأضاف: «وقائع توقيع ترسيم الحدود من ناحية الشكل تؤكد أنّ أيّ حديث عن التطبيع لا أساس له وهو تجنّ، وكل ما حصل هو مفاوضات غير مباشرة، والوفدان اللبناني و»الإسرائيلي» لم يلتقيا وتوقيع كل طرف سيكون على ورقة خاصة، وأنّ «هذا الذي وقعه فخامة الرئيس وسيتم ابلاغه في الناقورة هو ليس معاهدة دولية ولا ينطوي على تطبيع مع «اسرائيل» التي تعترف أنها لم تحصل على أي ضمانات أمنية».
وشدّد السيد نصر الله على حرص المسؤولين اللبنانيين على ألاّ يقدموا على أيّ عمل لو بالشكل يمكن أن يعطي شبهة تطبيع، مشيرًا إلى أن «العدو الإسرائيلي اعترف أنه لم يحصل على أي ضمانات أمنية في ملف ترسيم الحدود البحرية»، مؤكدًا أن «لبنان أنجز خطوة مهمة ستضعه أمام مرحلة جديدة في تاريخه».
وأعلن السيد نصرالله أنه سيؤجل الحديث عن وجهة نظر حزب الله حول ما جرى ودلالاته عن تقييم حزب الله لملف الترسيم إلى مساء السبت المقبل.
ودخل لبنان رسمياً نادي الدول النفطية العالمية، إذ بات بإمكان الشركات الأجنبية الثلاث العاملة في لبنان البدء بالحفر والتنقيب والاستخراج منذ اليوم.
وبعد مفاوضات شاقة وغير مباشرة تطلبت عقداً كاملاً بوساطة أميركية ورعاية أممية، وقع لبنان وكيان الاحتلال كل على حدة الرسالة الأميركية المتعلقة بترسيم الحدود البحرية.
وكانت وسائل الإعلام تابعت وقائع يوم الترسيم الطويل وجولة الوسيط الأميركي ومواقفه ومواقف المسؤولين اللبنانيين في كل محطات ومراحل التوقيع.
وقد سلّم الوفد اللبناني الموفدَ الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين الرسالةَ الموقّعة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وفي غرفة أخرى، سلّم وفد الاحتلال الإسرائيلي أيضاً رسالتَه الموقّعة الى هوكشتاين.
وكان أعضاء الوفد اللبناني وصلوا إلى الناقورة قرابة الثالثة والدقيقة الـ 20 الى مقر «اليونيفيل» لتسليم الرسالة الرئاسية إلى هوكشتاين وتسليم ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا رسالة وقعها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، تتضمّن تأكيد الإحداثيات المرتبطة بالحدود البحرية لإيداعها الأمم المتحدة وفقاً للآليات المتبعة في قانون البحار. وضمّ الوفد مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير والعميد الركن منير شحادة مفوض الحكومة لدى القوات الدولية، وسام شباط عضو هيئة إدارة النفط وأحمد العرفة رئيس مركز الاستشارات القانونية.
وتأخّرت عملية التسليم عن موعدها قرابة الساعة بعد رفض الوفد اللبناني دخول الغرفة للتوقيع قبل انتهاء الخرق «الإسرائيلي» البحري.
وسبق مراسم الناقورة التي شاركت فيها سفيرتا الولايات المتحدة وفرنسا دوروثي شيا وآن غريو وممثلة الأمم المتحدة يوانا فرونتسكا، جولةٌ قام بها هوكشتاين على المسؤولين اللبنانيين. ثم استقبل الرئيس عون في قصر بعبدا هوكشتاين في حضور السفيرة شيا ونائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب ومدير عام الأمن العام اللواء عباس. وتسلّم عون من الوسيط الأميركي الرسالة الأميركية الرسمية في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية الجنوبية التي تتضمّن حصيلة المفاوضات ونوّه هوكشتاين بدور عون في الوصول إلى هذه النتيجة والأخير شكر الوسيط على الجهود.
ووقع رئيس الجمهورية الرسالة التي تحمل موافقة لبنان على مضمون الرسالة الأميركية عن نتائج المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية. وقال «إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أي أبعاد سياسية او مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية للبنان في علاقاته مع الدول»، وبعدها، ترأس‏ عون اجتماعاً لأعضاء الوفد المغادر الى الناقورة وزوّدهم بتوجيهاته.
ولفتت أوساط مطلعة لـ»البناء» أن كل بنود تفاهم الترسيم ووقائع المفاوضات غير المباشرة في المرحلة الماضية وفي الناقورة وطبيعة الوفد اللبناني وسلوكه، أثبت بأن تفاهم الترسيم ليس معاهدة ولا أي شكل من أشكال التطبيع ولا اعتراف بالعدو، وليس ترسيماً للحدود البحرية بل تحديد للمنطقة الاقتصادية، وبالتالي أسقط كل الاتهامات والادعاءات السياسية بأن لبنان سيعترف بالعدو. موضحة أن ذكر كلمة «إسرائيل» في الوثيقة الأميركية والأمم المتحدة لا يعني الاعتراف بها، بل سبق وذكرت كلمة «إسرائيل» في اتفاق الإطار واتفاق الهدنة. ولفتت الى أن المفاوضات غير مباشرة والتفاهم لم يمنح العدو أي ضمانات أمنية ولم يتضمن أي تعاون اقتصادي ولبنان ليس شريكاً بأي علاقة أو تعويضات بين شركة توتال التي ستعمل في حقل قانا والعدو، كما لم يجتمع الوفد اللبناني مع الوفد الإسرائيلي في الناقورة ولم يوقع على الوثيقة نفسها التي وقع عليها العدو.
وشددت الأوساط على أن وقائع الترسيم أكدت أنه جاء لمصلحة لبنان بالدرجة الأولى، حيث نال أكثر ما يمكن أن يناله في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والمالية الصعبة التي يعانيها لبنان وفي ذروة الحصار الخارجي عليه بشتى المجالات، حيث كان المعروض علينا الخط 1 الذي رسمه العدو وبالحد الأقصى خط هوف الذي رسمه الأميركي. مذكرة بالطريقة الساخرة التي تحدث بها الوسيط الأميركي هوكشتاين في أول زيارة له الى لبنان منذ أشهر قليلة، حيث قال إن على لبنان أن يقبل بما يُعرَض عليه لأن وضعه الداخلي وظروفه لا تسمح له الرفض.
وتضيف الأوساط الى أن أحد أهم أسباب الحصار الخارجي والضغوط والعقوبات على لبنان هو دفع لبنان للتنازل في ملفين: سلاح المقاومة وتحديداً تطوير الصواريخ الاستراتيجية والدقيقة، والتنازل في ترسيم الحدود. مشددة على أنه صحيح أن الحاجة الاوروبية للغاز والبحث الأميركي عن بديل عن الغاز الروسي وحاجة العدو الإسرائيلي لاستثمار حقل كاريش أسباب أدت الى توقيع الترسيم، لكن لولا تهديد حزب الله بالحرب الذي حصن الموقف اللبناني الرسمي لكان العدو بدأ الاستخراج في كاريش وفق المخطط والضرب بعرض الحائط كل التفاهمات. مذكرة بأن طاقم الشركة العاملة في كاريش جمّد أعماله فور تهديد السيد نصرالله لها وإرسال المسيرات.
وأكد بوصعب في حديث تلفزيوني أن وجود المقاومة وسلاحها والتهديد بالمسيرات شكل قوة دعم كبيرة للموقف الرسمي وساهم الى حد كبير بالإنجاز المحقق لكون الأميركيين والاسرائيليين بحاجة للاستقرار لاستخراج النفط.
واعتبر وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، أنّ «الولايات المتحدة الأميركية هي الضامن لاتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و»إسرائيل»». وشدّد، في تصريح تلفزيوني على أنّه «إذا تم منعنا من التنقيب عن الغاز، لدينا القدرة لمنع «إسرائيل» التنقيب عن الغاز أيضًا».
وقبيل توقيع الوثائق، صدّقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على الاتفاق، وذلك خلال اجتماع لمجلس الوزراء خُصّص للموضوع. وأعلن مكتب رئيس وزراء العدو يائير لبيد في رسالة قصيرة للصحافة، أوردتها «وكالة الصحافة الفرنسية» أن «حكومة «اسرائيل» وافقت للتو على الاتفاق بشأن الحدود البحرية بين «اسرائيل» ولبنان». وحاول لابيد التغطية على التراجع والتنازل الذي خضعت له حكومته تحت وطأة تهديدات المقاومة في لبنان واحتواء غضب معارضيه والادعاء بتسجيل انتصار، بقوله في مستهل الاجتماع: «ان لبنان اعترف بدولة «إسرائيل» في اتفاق ترسيم الحدود البحرية، وهذا إنجاز سياسي، فليس كل يوم تعترف دولة معادية بدولة «إسرائيل» في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي بأسره».
في المواقف الدولية، هنّأ الرئيس الاميركي جو بايدن «»إسرائیل» ولبنان على إبرام اتفاقھما رسمیاً من أجل حلّ النزاع الحدودي البحري الذي طال أمده»، معتبراً «أن هذه الاتفاقیة تقرّبنا خطوة واحدة من تحقیق رؤیة لشرق أوسط أكثر أمانًا وتكاملاً وازدھاراً، ما سوف یوفر منافع لجمیع شعوب المنطقة».
وأطلق الرئيس عون سلسلة مواقف بارزة من جملة استحقاقات وملفات حوار على قناة «أل بي سي» مساء أمس، وشدّد على «أننا أخذنا حقنا بالترسيم «وزيادة» وثبتناه وأعطينا أملا جديداً للبنانيين والترسيم سيسمح باستخراج الغاز والنفط وهي الوسيلة لإخراج لبنان من الحفرة وهذه هديتي للبنانيين قبل أن أغادر، وقمنا بترسيم الحدود كي لا نقع في حرب، وهو نتيجة مصلحة واستقرار وليس نتيجة سلام مع «إسرائيل»، وهدفنا ترسيم الحدود البحرية بهذه المرحلة، ولاحقاً نبحث في ملف الحدود البرية مع «إسرائيل» بالحوار لأننا لسنا هواة حرب، ولا توجد أي ورقة أو إمضاء أو أي شيء آخر في عملية توقيع اتفاق الترسيم يؤدي الى اتفاق سلام».
وحول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قال: «طلبت تغيير حاكم مصرف لبنان ولكن لم أحظَ بموافقة ومحاربة الفساد صنعت لي عداوات عديدة، لمن يتهمون فريقنا السياسي بالفساد في ملفات كالكهرباء، والسدود، والتعيينات، ونتحدّى اليوم على الرغم من كل الوسائل التي يستخدمونها أن يثبتوا أن شخصاً من «الوطني الحر» سرق قرشاً واحداً وأنا تحدّيت العالم وفرنسا».
وأكد أن «حزب الله يتضامن معنا بصمت، وكان هناك نوع من المعاونة الصامتة بين التوأم حركة أمل وحزب الله الذي لا يمكن فصلهم لأنه سيسقط دم، لكننا نأخذ على حزب الله عدم الالتزام بالنقطة الرابعة بالاتفاق، لكن الموضوع الاستراتيجي يقتضي أن نبقى حلفاء، وبقاء السلاح له سبب ومن يقول بأنه يريد نزع سلاح الحزب هو خصم سياسي لهم». وأردف: «حزب الله ليس إرهابياً وعندما كنت في المانيا قيل «حزب الله الإرهابي» فسألتهم: أين مارس حزب الله الإرهاب؟». وتابع: «حزب الله لم يقم بالإرهاب وهو حارب وحرر وطنه من «إسرائيل» بعد أن سكت الجميع عن احتلال أرضنا».
وأعلن عون أنه «أنا على وشك توقيع مرسوم قبول استقالة حكومة نجيب ميقاتي، والحكومة الحالية لا تتمتّع بالثقة ولا يُمكنها أن تحكم وأنا على وشك توقيع مرسوم قبول استقالتها، ولا إرادة لميقاتي بتأليف حكومة ويجب ان تكون هناك وحدة في معايير التشكيل وسأعطي فرصة الى حين نهاية ولايتي».
وردّ ميقاتي على عون في بيان، وقال: «أشاطر فخامته القول إن الدستور هو الحكَم والفصل في كل القضايا، أما بشأن ما تحدث عنه فخامته من مسائل خاصة ووقائع مجتزأة ومحرّفة او غير صحيحة،… فاكتفي بالقول بأسف: أحياناً تخون كبارنا الذاكرة فتختلط الوقائع بالتمنيات والحقائق بالأوهام».


=======================================================================================


افتتاحية جريدة الأخبار


نصرالله يعلن «إنجاز المهمة» بـ «انتصار كبير» | تفاهم الناقورة: حقوق بلا أثمان


بالتزامن مع انتزاع لبنان حريته في التنقيب والاستخراج، وصولاً إلى «الخط 23+»، والتوقيع الرسمي على الاتفاق في الناقورة، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن «المهمة أنجزت» بعدما نجحت المقاومة في المهمة التي ألقتها قيادتها على عاتقها، معلناً انتهاء التدابير ‏والإجراءات والاستنفارات الاستثنائية والخاصة بملف المفاوضات والتي قامت بها المقاومة منذ عدة أشهر، إما لمنع العدو من استخراج الغاز في حال حاول ذلك قبل حصول لبنان على حقوقه، ولمواجهة أي اعتداء إسرائيلي. وأكد نصرالله أن المهمة انتهت «بانتصار كبير وكبير جداً للدولة والشعب والمقاومة في لبنان، وكانت تجربة مهمة ‏وغنية جداً تستحق التوقف عندها وعند نتائجها ودلالاتها» وهو ما سيتناوله في كلمة له مساء غد.

وبما لا يقل أهمية، أكد الأمين العام لحزب الله أن «أي كلام عن التطبيع والاعتراف هو تجن»، مشيراً إلى أن المسؤولين في الدولة اللبنانية «لم يقدموا على أي خطوة تعطي شبهة تطبيع»، في تأكيد على أن لبنان انتزع حقوقه من دون أن يقدم ثمناً سياسياً يتصل بهويته وموقعه في الصراع مع إسرائيل، وهو هدف كان يسعى إليه الأميركي والإسرائيلي على حد سواء. ومن أبرز هذه المؤشرات رفض لبنان صورة مشتركة مع الوفد الإسرائيلي في الناقورة، إضافة إلى حرصه على إجراء مفاوضات غير مباشرة مع العدو.
ad

من جهته، أكّد رئيس الجمهورية ميشال عون أن «إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أي أبعاد سياسية أو مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية التي ينتهجها لبنان في علاقاته مع الدول». وشدد على «أننا أخذنا حقنا بالترسيم​ وزيادة، والترسيم سيسمح باستخراج ​الغاز​ والنفط لإخراج لبنان من الحفرة. هذه هديتي للبنانيين قبل أن أغادر». وأكد «أننا قمنا بترسيم الحدود​ كي لا نقع في حرب، وهو نتيجة مصلحة واستقرار وليس نتيجة سلام مع إسرائيل، ولا توجد أي ورقة أو إمضاء أو أي شيء آخر في عملية توقيع اتفاق الترسيم تؤدي إلى اتفاق سلام».
ووقّع عون في قصر بعبدا أمس رسالة تحمل موافقة لبنان على مضمون الرسالة الأميركية عن نتائج المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية التي سلمه إياها الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين، وهي تؤكد أن «لبنان حصل على الحقول المحددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة اللبنانية كاملة والتي كان أودعها الأمم المتحدة العام 2011 واعتمدت في المرسوم الرقم 6433».
بعد التوقيع، توجّه أعضاء الوفد اللبناني الرسمي إلى الناقورة لتسليم الرسالة الرئاسية إلى هوكشتين، وتسليم ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جوانا فرونتيسكا رسالة وقعها وزير الخارجية تتضمن تأكيد الإحداثيات المرتبطة بالحدود البحرية اللبنانية لإيداعها الأمم المتحدة وفقاً للآليات المتبعة في قانون البحار. وضم الوفد المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، مفوض الحكومة لدى قوات اليونيفيل العميد منير شحادة، عضو مجلس إدارة هيئة النفط وسام شباط ورئيس مركز الاستشارات القانونية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير أحمد عرفة.


وكان الرئيس عون اجتمع بالوفد قبل الظهر، وتم رسم توجهات تفصيلية تتعلق بالشكليات، منها ضرورة التثبت من عدم وجود أي كاميرات تصوير أو استخدام الهواتف من قبل الحضور في الاجتماع، وعدم التحدث مع الوفد الإسرائيلي تحت أي ظرف، ومنع أي عضو من الوفد الإسرائيلي من الاقتراب من طاولة الوفد اللبناني. وعدم التعامل مع الوفد الإسرائيلي بأي نوع من الإشارات الودية، وصولاً إلى أنه من الأفضل عدم النظر صوبهم.
وخلال الاجتماع وصلت معلومات عن وجود خرق إسرائيلي للمياه الإقليمية، وتصرف لبنان معها على أنها رسالة مقصودة من جانب العدو. فطلب من الوفد البقاء في باحة مهبط المروحية وعدم التوجه إلى الخيمة، وطلب إلى العميد شحادة التواصل مع الجهات الدولية التي قالت إنه لم يحصل خرق، لكن شحادة قال إنه ينتظر الأمر من قيادة الجيش اللبناني التي أخذت بعض الوقت قبل أن تؤكد تراجع زوارق العدو بعيداً عن المياه الإقليمية.
وعندما حاول الوفد الإسرائيلي خلال الاجتماع التوجه بالكلام إلى الوفد اللبناني شاكراً، لم يلتفت إليه الوفد اللبناني الذي سارع إلى تسليم الوسيط الأميركي ومنسقة الأمم المتحدة الرسائل والتوجه إلى خارج الخيمة، حيث رافقهم هوكشتين وأخذ معهم صورة تذكارية. بينما اقتصرت الصور داخل الخيمة على لقطة لشقير وهو يسلم هوكشتين رد الرئيس عون وصورة أخرى عند تسلم هوكشتين الرسالة الإسرائيلية.
وقد عمل فريق أميركي ودولي على التثبت من عدم وجود أي مصور إلا واحد يمثل الأمم المتحدة الذي منع من التقاط صور عامة تجمع الوفود الثلاثة، وهذا ما يفترض أنه حصل.


وسلم الوفدان اللبناني والإسرائيلي الوثيقة إلى الوسيط الأميركي في غرفة كل على حدة، في حضور فرونيتسكا والسفيرتين الفرنسية آن غريو والأميركية دوروثي شيا. وتزامنت عملية التسليم مع تدابير مشددة اتخذها الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
إسرائيلياً، ومع استكمال المسارات القانونية في كيان العدو واختتام الإجراءات التي أنهت مرحلة من المفاوضات غير المباشرة، بدأت الحكومة هجوماً مضاداً على المعارضة في التوظيف السياسي الداخلي للاتفاق الذي يأتي قبل 5 أيام من الانتخابات العامة. ومن المرجح أن تشهد الأيام المقبلة الكثير من المواقف التي تبالغ في «إنجازات» الاتفاق إسرائيلياً.
وأقرت الحكومة الإسرائيلية، في جلسة خاصة أمس، اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان بعد أسبوعين من عرضه على الكنيست. في بداية الجلسة قال لابيد: «الاتفاق يحصّن أمن إسرائيل وحرية عملها في مواجهة تهديدات حزب الله في الشمال»، ووصفه بأنه «إنجاز سياسي... ليس في كل يوم تعترف دولة معادية بدولة إسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي»، في موقف تفوح منه رائحة المبالغة لأهداف انتخابية. إذ إنه لم يدّع مثل هذا الكلام في ذروة السجال على الاتفاق مع رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، واختار الإدلاء به في يوم التوقيع على مسافة أيام من الانتخابات.


بعد ذلك، انتقل الوفد الإسرائيلي إلى الناقورة. ولفت موقع «يديعوت» إلى أنه لم يتم أخذ صورة مشتركة مع الوفد اللبناني «لأن لبنان معني بعدم الإيحاء بأي نوع من التطبيع بين الطرفين». وضم الوفد الإسرائيلي مدير عام وزارة الطاقة، ليؤت شيلت، وعضو مجلس الأمن القومي، أفيفيت بار إيلان، ورئيس الجهاز السياسي في وزارة الخارجية، عليزه بن نون، وممثل قسم التخطيط الاستراتيجي في الجيش ومندوب المستشار القضائي لوزارة الخارجية، الذين رافقوا المفاوضات.
وفي خطوة كشفت ارتداع إسرائيل بفعل تهديد المقاومة، رغم أنها حاولت في الشكل الإيحاء بخلاف ذلك، ذكر بيان صادر عن وزارة الطاقة الإسرائيلية أن إسرائيل بدأت أمس (الأربعاء) باستخراج الغاز الطبيعي من حقل «كاريش» في البحر الأبيض المتوسط، قبل يوم واحد من توقيع الاتفاق مع لبنان.
إلى ذلك، وصف الرئيس الأميركي جوزف بايدن الاتفاق بـ«التاريخي» الذي «سيؤمن مصالح كل من إسرائيل ولبنان، ويمهد الطريق لمنطقة أكثر استقراراً وازدهاراً».


=================================================================================


افتتاحية صحيفة النهار

إبرام الترسيم لحقبة جديدة بين لبنان وإسرائيل

الى حقبة جديدة بكل المعايير الاستراتيجية امنيا وعسكريا واقتصاديا، دفع الحدث التاريخي المتمثل بابرام اتفاق #ترسيم الحدود البحرية بين #لبنان وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة ورعاية الأمم المتحدة الوضع الاستراتيجي ليس بين “الجانبين” المعنيين فقط وانما المنطقة ومحيطها كلا أيضا. ومع ان شيئا لم يكن مفاجئا في يوم “مراسم” اعلان انجاز الإجراءات الشكلية لاتمام الموافقات الرسمية النهائية على الاتفاق، وتسليم وثائق الاتفاق من قبل لبنان وإسرائيل الى المنسق الأميركي الخاص آموس هوكشتاين الذي تولى انجاز هذا الاختراق بنجاح مشهود، كما الى الأمم المتحدة، فان الوهج الكبير الذي طبع الحدث بدا بمثابة انعكاس للدلالات الاستراتيجية الكبيرة التي يكتسبها هذا الاتفاق الذي ولو تصاعد الجدل العقيم حول تسميته اتفاقا او تفاهما او أي مصطلح اخر، فانه شكل اتفاقا استثنائيا في إرساء معالم حقبة سلمية – اقتصادية – استثمارية جديدة للدولتين المعنيتين به، كما لشركاء كل منهما دولا كانوا ام شركات نفطية. ولم تكن موجات ردود الفعل من الأطراف كما من الدول والمنظمات الدولية المرحبة بالاتفاق سوى دلالة على الطابع الاستثنائي للاتفاق الذي ستدخل منطقة الحوض المتوسط في ظله حقبة متطورة في مجال الاستثمار النفطي والتعاون الإقليمي، بدليل ان لبنان سيستقبل غداة ابرام الاتفاق اليوم وفدا قبرصيا للبحث مجددا في تعديل الحدود البحرية بين البلدين.

 

وشهدت الناقورة خاتمة حدث ابرام الاتفاق حيث سلّم الوفد اللبناني الموفدَ الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين الرسالةَ الموقّعة من رئيس الجمهورية #ميشال عون، وفي خيمة اخرى، سلّم الوفد الاسرائيلي ايضا رسالتَه الموقّعة الى هوكشتاين كما تسلمت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا رسالة وقعها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، تتضمّن تأكيد الإحداثيات المرتبطة بالحدود البحرية لإيداعها الأمم المتحدة وفقاً للآليات المتبعة في قانون البحار. وضم الوفد المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير والعميد الركن منير شحادة مفوض الحكومة لدى القوات الدولية، وسام شباط عضو هيئة إدارة النفط وأحمد العرفة رئيس مركز الاستشارات القانونية. وقد تاخرت عملية التسليم عن موعدها بعد الظهر ساعة بسبب رفض الوفد اللبناني لخرق إسرائيلي بحري سبق الاحتفال.

 

 

بايدن وبلينكن

وفي وقت متزامن مع وجود الوفود الثلاثة الأميركي واللبناني والإسرائيلي في الناقورة، اصدر الرئیس جو بایدن بيانا فقال “أنا فخور بأن أھنئ إسرائیل ولبنان على إبرام اتفاقھما رسمیًا من أجل حل النزاع الحدودي البحري الذي طال أمده. لقد اتخذ الطرفان الیوم في الناقورة، لبنان الخطوات النھائیة لدخول الاتفاق حیز التنفیذ، وتم تقدیم الأوراق النھائیة إلى الأمم المتحدة بحضور الولایات المتحدة. كما قلت عندما تم الإعلان عن ھذا الاتفاق التاریخي، فإنه سیؤمن مصالح كل من إسرائیل ولبنان، ویمھد الطریق لمنطقة أكثر استقرا ًرا وازدھارا. سوف تواصل الولایات المتحدة العمل كمسھِّل فیما یعمل الطرفان على الوفاء بالتزاماتھما وتنفیذ ھذا الاتفاق. لا ینبغي أن تكون الطاقة – خاصة في شرق المتوسط – سببًا للصراع، بل أداة للتعاون والاستقرار والأمن والازدھار. ھذه الاتفاقیة تقربنا خطوة واحدة من تحقیق رؤیة لشرق أوسط أكثر أمانًا وتكاملاً وازدھارا، ما سوف یوفر منافع لجمیع شعوب المنطقة”.

 

كما اصدر وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن بيانا هنأ فيه حكومتيّ إسرائيل ولبنان “على إتمام اتفاقهما الذي سهّلته الولايات المتحدة لوضع حدود بحريّة دائمة” واكد انه “سوف يكون لهذا الإنجاز التاريخيّ تأثير عميق في تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، ويظهر القوة التحويلية للدبلوماسية الأميركية”.


 

وأشار الى ان هذا الاتفاق يبرز بشكل ذي معنى رؤية الولايات المتحدة لشرق أوسط أكثر أمنًا وتكاملاً وازدهارًا، وبنفس القدر من الفائدة لكل من إسرائيل ولبنان، سوف تعزز مصالح اسرائيل الاقتصادية والأمنية فيما تشجع الاستثمار الأجنبي الذي تشتد حاجة الشعب اللبناني إليه، في الوقت الذي يواجه فيه أزمة اقتصادية مدمّرة. سوف تتمكن المنطقة وما حولها قريبا من جني فوائد موارد الطاقة هذه، التي ستدفع قدما الأمن والاستقرار والازدهار”.

 

 

الأمم المتحدة

وبدورها رحبت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا “بتسليم الرسائل المتعلقة بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في أعقاب الوساطة الأمريكية الناجحة التي قادها المنسق الرئاسي الخاص آموس هوكشتاين”. وذكرت بعد تسلمها الإحداثيات البحرية الموقعة من كلا البلدين في مقر اليونيفيل في الناقورة: “إنه إنجاز تاريخي على مستويات عدة. آمل أن يكون بمثابة خطوة لبناء الثقة من شأنها تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتأمين المنافع الاقتصادية لكلا البلدين”. وستقوم المنسقة الخاصة بإيداع وثائق الترسيم لدى الأمم المتحدة في نيويورك.

 

وأثنت على كل من لبنان وإسرائيل لتوصلهما إلى حل متفق عليه من قبل الطرفين. كما شددت على “مغزى هذا الإتفاق بالنسبة للبنان، حيث أظهر القادة السياسيون وحدتهم لبلوغ هدف مشترك”. وأضافت: “إن الاتفاق يفتح صفحة جديدة للبنان بما قد يساعد على خلق زخم إيجابي لبناء توافق حول المصلحة الوطنية للبلاد”.

 

 

يوم الاتفاق

وكانت سبقت مراسم الناقورة التي شاركت فيها سفيرتا الولايات المتحدة وفرنسا دوروثي شيا وان غريو وفرونتسكا، جولةٌ قام بها هوكشتاين على المسؤولين اللبنانيين وتسلّم عون منه الرسالة الاميركية الرسمية التي تتضمّن حصيلة المفاوضات ووقع عون الرسالة التي تحمل موافقة لبنان على مضمون الرسالة الأميركية عن نتائج المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية.

 

وقال هوكشتاين من بعبدا “انا ممتنّ لوصولنا إلى هذا اليوم التاريخي ولتحقيق الاتفاق والمهمّ اليوم هو ما سيحصل بعد الاتفاق وأعتقد أنه سيكون نقطة تحوّل اقتصاديّة للبنان ولنهوضه”. وأشار الى ان “توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل من شأنه إحداث الاستقرار في المنطقة، وان الاتفاق سيسمح ببدء العمل من قبل شركة توتال للتطوير والاستكشاف ولا شيء سيعيق هذه الاعمال في لبنان ولا شي سيأخذ عائدات النفط والغاز من اللبنانيين”، لافتا الى ان “أهمّ ما في الاتفاق هو أنّه في خدمة الفريقين وليس من مصلحة البلدين خرقه وإذا خرق أيّ طرف الاتفاق لن يكون هذا لصالحهما”. بعدها، انتقل هوكشتاين الى السرايا حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وخلال الاجتماع شكر الرئيس ميقاتي هوكشتاين على الجهود التي بذلها في سبيل التوصل الى انجاز الترسيم. وقال” نأمل ان يكون ما تحقق خطوة أساسية على طريق الافادة من ثروات لبنان من الغاز والنفط، بما يساهم في حل الازمات المالية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، ويساعد الدولة اللبنانية على النهوض من جديد”. وفي عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري كرر هوكشتاين “أنّ هذا اليوم تاريخيّ وسيكون جيّدا لجميع اللبنانيين وسيؤثّر إيجاباً على الوضع الاقتصادي في البلد وبرّي كان داعماً أساسيًّا للوصول إلى هذا اليوم وإلى الاتفاق”.


 

وفي المقلب الاسرائيلي صادقت الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق وأعلن مكتب رئيس وزراء اسرائيل يائير لبيد في رسالة قصيرة للصحافة، اوردتها “وكالة الصحافة الفرنسية” أن “حكومة اسرائيل وافقت للتو على الاتفاق بشأن الحدود البحرية بين اسرائيل ولبنان”.وأشار الى أن “الاتفاق البحري مع لبنان إنجاز دبلوماسي واقتصادي”. وذهب لابيد الى القول في مستهل اجتماع مجلس الوزراء ان” لبنان اعترف بدولة إسرائيل في اتفاق ترسيم الحدود البحرية.وهذا إنجاز سياسي، فليس كل يوم تعترف دولة معادية بدولة إسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي بأسره”.

 

 

#نصرالله: المهمة انتهت

اما موقف “حزب الله” فجاء سريعا على لسان الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله باعلانه انتهاء الاستنفار الميداني للمقاومة “والمهمة انتهت”. وقال أن “ما حصل من البداية إلى النهاية في ملف ترسيم الحدود البحرية هو انتصار كبير للبنان وللشعب وللمقاومة وكان تجربة مهمة يجب التوقف على نتائجه ودلالاته، وسنتحدث عن هذا الملف بالتفصيل ‏السبت المقبل لتقييم ما جرى مع توقعات المرحلة المقبلة”.

 

أضاف: “المفاوضات حصلت مع إسرائيل بطريقة غير مباشرة عبر الوسيط الأميركي. كما أن لبنان سيوقّع على ورقة وإسرائيل على ‏ورقة أخرى ليتم تقديمها إلى الولايات المتحدة، وبالتالي بالشكل والمضمون السلطة اللبنانية كانت دقيقة للغاية في عدم إعطاء أي شكل ‏من أشكال التطبيع مع إسرائيل”. وأوضح أن “الحديث عن التطبيع والاعتراف بإسرائيل لا صحة له لأن الترسيم لا ‏يعتبر معاهدة إنما اتفاق على الحدود البحرية”.

 

 

عون يهدد

وفي حديث ادلى به مساء للمؤسسة اللبنانية للارسال اعتبر الرئيس عون “أن لبنان أخذ حقه كاملاً في ترسيم الحدود البحرية ونحن نشعر اليوم اننا اعطينا اللبنانيين املاً جديداً لأن هذا الترسيم سيسمح للبنان استخراج النفط والغاز”. وأضاف ان “الساحة الجنوبية أصبحت مستقرة ولن تكون مصدر عنف وقد وقعنا اتفاق ترسيم الحدود لمنع الحرب”.

 

وتابع: لا توجد أي ورقة أو إمضاء أو أي شيء آخر في عملية توقيع اتفاق الترسيم يؤدي الى اتفاق سلام مع إسرائيل، فالسلام يتطلب استقراراً نتيجةً للمصلحة وليس نتيجة توافق مع إسرائيل”.


 

في الشق الحكومي أعتبر عون ان “لا إرادة حالية بتشكيل الحكومة، وقلت لميقاتي في آخر زيارة له إلى بعبدا “فينا نشكل حكومة من هلق للّيل” لكنه ذهب ولم يعُد “بكون راح يعمل كزدورة باليخت قبل ما يرجع”. وهدد بان “الحكومة الحالية لا تتمتّع بالثقة ولا يُمكنها أن تحكم أنا على وشك توقيع مرسوم قبول إستقالتها “ورح أعطيهم فرصة” حتى نهاية الولاية لتشكيل حكومة وفق معايير موحّدة ويكفي الحديث عبر الهاتف “وإذا باسيل مش مقتنع أنا بقنعو”. وأضاف: “خسرت من ولايتي حوالي ثلاث سنوات بسبب حكومات تصريف أعمال وهذا أمر مرفوض، وهناك خطأ كبير في عدم تحديد الفترة المسموح بها لرئيس الحكومة المكلف وبتأليف الحكومة”. وفي موضوع الفساد والانهيار كرر عون رمي التبعة على الذين يضعون يدهم على السلطات الإجرائية والقضائية والتشريعية والذين يحمون وزير المال وحاكم مصرف لبنان الذي قال انه لم يتمكن من تغييره . وتناول في حديثه علاقاته بحزب الله والرئيس بري والقوات اللبنانية واخرين مبررا خلافاته مع كثيرين ومدافعا عن جبران باسيل ونافيا ان يكون وصيا عليه او ان يكون رئيس الظل كما يتهم .


 

وليلا صدر عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي البيان الاتي: تابعت ما قاله فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حديثه التلفزيوني، واشاطر فخامته القول إن الدستور هو الحكَم والفصل في كل القضايا.

 

أما بشأن ما تحدث عنه فخامته من مسائل خاصة ووقائع مجتزأة ومحرّفة او غير صحيحة، …فاكتفي بالقول بأسف :احيانا تخون كبارنا الذاكرة فتختلط الوقائع بالتمنيات والحقائق بالاوهام !

***************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

عون ينسف “حوار برّي”… وميقاتي يضع “تحريف التأليف” في خانة “التخريف”

العهد أتمّ واجباته مع “حزب الله”: “الطبع غلب التطبيع”!


 

في شكل إبرام اتفاقية الترسيم الحدودي البحري بين لبنان وإٍسرائيل أمس، ظهر طرفا الاتفاقية على طرفي نقيض في كيفية تظهيرها وتوثيقها رسمياً، فبينما كان الجانب الإسرائيلي متصالحاً مع نفسه وشعبه في اتباع الأصول المتبعة والمتعارف عليها دولياً في إقرار الاتفاقيات الحدودية بحيث اجتمعت الحكومة الإسرائيلية وصادقت بكامل هيئتها على اتفاق الحدود البحرية مع الدولة اللبنانية، وسط مجاهرة رئيسها يائير لابيد بأنّ “لبنان اعترف بدولة إسرائيل” بموجب هذا الاتفاق، وتأكيد المتحدث باسم الحكومة أنّ اتفاقية الترسيم البحري المبرمة مع لبنان “ستجعل إسرائيل من أكبر الدول المصدّرة للغاز”، طغت على الضفة اللبنانية المقابلة ملامح الإرباك والارتباك والخجل على أداء السلطة في مشهدية بدت أقرب إلى “التهريبة الوطنية” من “الإنجاز الوطني”.

 

فمن الضياع الجلي الذي واكب التحضيرات الرسمية لعملية إخراج صيغة وصورة التوقيع اللبناني على الاتفاقية الحدودية حتى لحظة وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين مساء الأربعاء، مروراً باستمرار “قطبة” الوفد اللبناني إلى الناقورة “مخفية” في أروقة القصر الجمهوري حتى صباح الخميس، وصولاً إلى تخريجة تولي رئيس الجمهورية ميشال عون نفسه التوقيع على نص المذكرة الأميركية وتوقيع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب على الرسالة الموجهة إلى الأمم المتحدة تأكيداً على موافقة لبنان الرسمية على إحداثيات الاتفاقية الحدودية البحرية المبرمة مع إسرائيل، كان مخاض الترسيم “عسير الهضم” على اللبنانيين تحت وطأة ما تضمنه الضخّ الرئاسي والسياسي والإعلامي العوني والممانع من استغباء فاقع للعقول ومحاولات فاشلة لغسل الأدمغة والتعمية على حقيقة إبرام اتفاق حدودي لبناني مع إٍسرائيل بكامل إرادة “حزب الله” الذي يعلم القاصي والداني في لبنان وخارجه أنه كان له اليد العليا في إدارة عملية التفاوض الحدودي بقفازات العهد العوني، فكان له ما أراد وأنجز العهد مهمته بنجاح وأتمّ بذلك آخر واجباته تجاه “الحزب” بأن أوصله إلى برّ الأمان الحدودي على الجبهة الجنوبية مع إٍسرائيل قبل انتهاء الولاية الرئاسية… وعلى قاعدة “الطبع غلب التطبيع” أخذ عون بصدره وقلمه مسؤولية توقيع “التطبيع المبطّن” مع إسرائيل بالأصالة عن الرئاسة الأولى وبالنيابة عن “حزب الله”.


 

ورغم كل الوقائع الحسية والملموسة على مرّ مراحل التفاوض مع إسرائيل عبر الوسيط الأميركي والتي بيّنت بما لا يقبل الشكّ أنّ نصّ الاتفاقية الحدودية يؤكد أنّها أبرمت بين “دولة لبنان ودولة إسرائيل”، وعلى الرغم من تشبيه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب “اتفاقية هوكشتاين” بـ”اتفاقية ابراهام” للسلام والتطبيع مع إٍسرائيل، وتأكيد بو صعب نفسه في وقت سابق على أنّ اتفاقية الترسيم تشمل “ترتيبات أمنية” على الحدود الجنوبية مع إٍسرائيل، فضلاً عن تأكيدات الوسيط الأميركي مراراً وتكراراً على أنّ هذه الاتفاقية تؤمّن أمن إسرائيل على الحدود الشمالية مع لبنان، سعى الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في إطلالة متلفزة أمس إلى إقناع جمهوره بعدم وجود أي اتفاق بين لبنان وإٍسرائيل حول الحدود البحرية نافياً من جهة أي اعتراف لبناني بإسرائيل أو أي تطبيع معها، قبل أن يوقع نفسه في فخ التناقض في المواقف بين نفيه في ختام حديثه إعطاء “ضمانات أمنية” لإسرائيل وبين إعلانه في مستهل حديثه عن انتهاء “مهمة المقاومة” بعد توقيع الرسائل والوثائق الخاصة باتفاقية الترسيم البحري مع إٍسرائيل، قائلاً: “فيما يتعلق بالمقاومة تكون المهمة قد انتهت، بناءً عليه كل التدابير ‏والاجراءات والاستنفارات الاستثنائية والخاصة التي قامت بها المقاومة منذ عدة أشهر أعلن الآن أنها قد ‏انتهت”، وهو ما أكدت أوساط مواكبة لمفاوضات الترسيم أنه كان “موقفاً مطلوباً” من نصرالله إعلانه بالتوازي مع انعقاد اجتماع الناقورة لإنهاء مراسم إبرام اتفاقية الترسيم.


 

ومساءً، كانت إطلالة متلفزة لرئيس الجمهورية عبر شاشة “أل بي سي” ضمن سلسلة مقابلات مماثلة ينوي القيام بها في أيام عهده الأخيرة على أن تكون إطلالته اليوم عبر شاشة “المنار”، ففتح عون نيران “تصفية الحسابات” في أكثر من اتجاه رئاسي وسياسي من دون أن يوفّر المؤسسات التشريعية والإجرائية والقضائية، فاعتبر على دارج عادته منذ تبوئه سدة الرئاسة الأولى أنّ الجميع تآمروا عليه في الداخل والخارج لمنعه من “محاربة الفساد”.

 

وإذ لم يخرج عن المألوف منه في التهجم على الإعلام اللبناني واصفاً إياه بأنه “كاذب وبشع”، أكد عون على طريقته وجود ضمانات أمنية بموجب اتفاقية الترسيم البحري مع إٍسرائيل من خلال تأكيده أنّ “الساحة الجنوبية أصبحت مستقرة ولن تكون بعد الآن مصدراً للعنف واستحالة أن تندلع الحرب” بعد توقيع هذه الاتفاقية، ليدير بعدها فوهة نيرانه باتجاه الداخل اللبناني فلم يتردد في نسف “حوار عين التينة” الذي يعتزم رئيس المجلس النيابي نبيه بري الدعوة إليه للبحث في مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مؤكداً أن هذا الحوار “سيفشل لأنّ بري لا يحق له الدعوة إلى الحوار وأن يحل مكان رئيس الجمهورية في توجيه مثل هذه الدعوة”، مقابل منحه رئيس المجلس حق “التشاور الثنائي” فقط وليس عقد اجتماع حوار موسع بين الكتل النيابية.

 

وحكومياً أيضاً، بادر عون إلى التشهير بالرئيس المكلف نجيب ميقاتي متهماً إياه بأنه “لا يملك النية الجدية في تشكيل حكومة” ومتهكماً عليه بالإشارة إلى أنه بعد اجتماع قصر بعبدا الأخير “ذهب على متن يخته ولم يعد”، لكنه جدد الاستعداد لتأليف حكومة جديدة ولو قبل ساعة من انتهاء ولايته في حال نال رئيس “التيار الوطني الحر” ما يطلبه من حصة وزارية، مهدداً في المقابل بأنه أصبح “على وشك توقيع مرسوم استقالة حكومة تصريف الأعمال” رغم أنه كان قد نفى قبل أيام عبر مكتبه الإعلامي وجود أي نية لديه لتوقيع مثل هذا المرسوم.

 

ولاحقاً، أصدر ميقاتي بياناً ردً فيه على تحريف عون لوقائع مشاورات التأليف واضعاً ذلك في خانة التخريف ربطاً بكبر السنّ، وذلك من خلال إشارته إلى أنّه “بشأن ما تحدث عنه فخامته من مسائل خاصة ووقائع مجتزأة ومحرّفة أو غير صحيحة… فأكتفي بالقول بأسف: أحيانا تخون كبارنا الذاكرة فتختلط الوقائع بالتمنيات والحقائق بالأوهام”.

 

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

تتويج مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بـ«اتفاق تاريخي»

وصفه الوسيط الأميركي بـ«الآمن والمحميّ»

 

اختتم لبنان وإسرائيل مساراً على مدى عشر سنوات من المفاوضات غير المباشرة بوساطة أميركية، لترسيم الحدود البحرية، ووقّعا أمس «تفاهماً تاريخياً»، و«آمناً ومحمياً»، حسب وصف الوسيط الأميركي آموس هوكستاين، وتبادل وفدا البلدين الرسائل الموقعة في رأس الناقورة بواسطة الأمم المتحدة، وسط إصرار لبناني رسمي على أن الاتفاق «تقني» لا يتضمن «أي أبعاد سياسية».

 

وبدأت مفاوضات ترسيم الحدود قبل عشر سنوات بوساطة أميركية، تبدل فيها العديد من المبعوثين، وكان آخرهم هوكستاين، وتفعّلت المفاوضات في الأشهر الثلاثة الماضية عندما أعلنت تل أبيب عن الاستعداد لإنتاج الغاز من حقل «كاريش»، وقيام «حزب الله» بإطلاق مسيّرات باتجاه الحقل والتهديد بضرب منصات الغاز الإسرائيلية.

 

وحط هوكستاين أمس في بيروت، حيث التقى الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري. ووقّع عون رسالة تحمل موافقة لبنان على مضمون الرسالة الأميركية عن نتائج المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية التي سلمه إياها هوكستاين قبل أسبوعين، والتي تؤكد أن «لبنان حصل على الحقول المحددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة اللبنانية كاملة والتي كان أودعها الأمم المتحدة العام 2011 واعتمدت في المرسوم الرقم 6433».

 

وقال عون، إن «إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أي إبعاد سياسية أو مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية التي ينتهجها لبنان في علاقاته مع الدول». واعتبر، أن «هذا الإنجاز يمكِّن لبنان من أن يصبح دولة منتجة ومصدِّرة للغاز والنفط بعد استكمال أعمال الحفر والتنقيب في الحقول الجنوبية بدءاً بحقل قانا؛ الأمر الذي يفعِّل الاقتصاد ويعيد الثقة الدولية بلبنان، فضلاً عن توفيره فرصة عمل جديدة للشباب اللبناني».

وقال نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، إن الرسالة التي حملها هوكستاين، تنص على أن لبنان تسلم الرسالة الأميركية ووافق على مضمونها، وحملها الوفد اللبناني وسلّمها بعد الظهر للوسيط الأميركي في الناقورة. وأشار إلى أن رسالة وُقّعت من وزارة الخارجية اللبنانية، تتوجه إلى الأمم المتحدة، و«تشير إلى أننا نودع ربطاً نسخة عن الرسالة التي تسلمناها من الوفد الأميركي، ونسخة عن الرسالة التي سلمناها إلى الجانب الأميركي».

 

وتوجه بو صعب لهوكستاين بالقول «قدمت مقاربة جديدة، مكّنتنا من إنهاء هذا الاتفاق التاريخي. عملك، وجهدك، وإحساسنا بأنك وسيط عادل في هذه المسألة، حيث لم يشعر لبنان لحظة بأنك تأخذ طرفاً مع جهة ضد أخرى، ساهموا بالوصول إلى ما وصلنا إليه اليوم. منذ زمن بعيد سمعت باتفاقية إبراهام، واليوم أعتقد أن هناك مرحلة جديدة، قد يكون عنوانها اتفاقية آموس هوكستاين».

 

ووصف هوكستاين توقيع الاتفاق بأنه «يوم تاريخي في المنطقة، من خلال ما هو ممكن في هذه الظروف، بإنجاز اتفاق سيوجد أملاً وفرصاً اقتصادية واستقراراً على جانبي الحدود». وأضاف «أظن أن من المهم أننا وصلنا اليوم إلى هذا الإنجاز. ولا تكمن الأهمية فيه فقط، بل بما سيحدث بعد اليوم. وأعتقد بشدة أن ذلك سيشكل نقطة تحول مهمة للاقتصاد اللبناني ولمرحلة جديدة من الاستثمار، ودعماً متواصلاً للنهوض بالاقتصاد، ولضمان أن أي ترتيب سيحصل، سيتم بانفتاح وشفافية، وأن المكتسبات ستصب لصالح الشعب اللبناني».

 

وعن إطلاق أعمال التنقيب في لبنان، قال هوكستاين «لا شيء في هذا الاتفاق سيعيق العمل على الجانب اللبناني. هذا الاتفاق يسمح بانطلاق العمل في البلوك رقم 9 بإشراف شركة (توتال)، والتنقيب لمعرفة ما هو موجود. لا شيء في هذا الاتفاق ينص على أي تأخير في انطلاق التنقيب بالنسبة للبنان، ولا شيء فيه أيضاً ينص على اقتطاع أي عائدات أو كمية من الغاز من أمام الشعب اللبناني».

 

وأشار الوسيط الأميركي إلى أنه «تمت كتابة هذا الاتفاق مع الأخذ في الاعتبار بأن البلدين عدوان، وليس هناك علاقات دبلوماسية بينهما». وأضاف «هذا الاتفاق يؤكد للبنان بأن ما من خرق له يمكن أن يحصل. الولايات المتحدة قبلت من جهتها أن تكون عنواناً على الدوام لأي سؤال أو استفسار في حال حصول إشكالات، وستبذل كل جهدها لمواجهة ذلك. ولكن أعتقد أن النية الحسنة والجهود الصادقة التي بذلت من كل الأطراف، ستجعل الأمور تتقدم». وتابع «الجزء الأهم في هذا الاتفاق هو أنه من مصلحة البلدين ألا يخلاّ به، وأن يتقدما إلى الأمام. كل الأطراف ستكون رابحة في هذا الاتفاق، إذا واصل الجانبان تطبيقه. إذا تم خرقه من قِبل طرف واحد، سيخسر الطرفان. لسنا قلقين في هذا المجال، ولكن الولايات المتحدة وافقت على مواصلة العمل مع الطرفين في حال الحاجة إليها».

 

وقال هوكستاين بعد لقائه الرئيس نجيب ميقاتي «نأمل أن يكون ما تحقق خطوة أساسية على طريق الإفادة من ثروات لبنان من الغاز والنفط، بما يساهم في حل الأزمات المالية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، ويساعد الدولة اللبنانية على النهوض من جديد». وأكد، أن «الاهتمام الشخصي للرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعطى دفعاً لمسار جديد في المنطقة ولدعم لبنان لاستعادة عافيته الاقتصادية».

 

وبعد لقائه مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، قال الوسيط الأميركي للصحافيين، إن النقاش «كان جيداً وبنّاءً»، لافتاً إلى أنه «كان لي لقاءات عدة معه (بري) على مدى السنوات العشر الماضية وأقدّر له قيادته وجهوده لهذا المسار ودفعه قدماً من أجل الوصول إلى هذا التفاهم الذي سيكون مهماً جداً للشعب اللبناني وللاقتصاد اللبناني».

 

وأضاف «أنا أقدّر دائماً صدق الرئيس بري وصراحته وجهوده التي كانت حافزاً للوصول إلى ما توصلنا إليه اليوم». وقال، إن بري «لعب دوراً رائداً خلال العشر سنوات الأخيرة في قيادة هذا المسار، وسبق وأن التقيته خلال هذه الفترة مرات عدة، هو داعم جداً إلى ما وصلنا إليه اليوم».

 

وقال، إن «جزءاً أساسياً من هذا المسار الذي اوصلنا إلى ما هو عليه الآن كان اتفاق الإطار (الذي توصل إليه بري مع الأميركيين قبل سنوات)». وفي الشق المتعلق بالانتخابات الإسرائيلية، قال هوكستاين «هو تفاهم بين حكومتين وهو ملزم لهما وسيبقى بغض النظر عن الانتخابات اللاحقة والحكومات المتتالية، ولست قلقاً على تطبيق هذا التفاهم»، كما أكد، أنه «بغضّ النظر عن نتائج الانتخابات وبغضّ النظر عن من سيكون الرئيس المقبل للبنان، أنا متأكد أن هذا التفاهم آمن ومحمي، ويجب أن يطبق من سائر الأطراف». وشدد على أن «الحكومتين ملتزمتان كل على حدة وبشكل منفصل لتطبيق هذا التفاهم».

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

  فرصة تاريخية للانقاذ يحاصرها الشغور وانعـــــدام الضمير والشعور

مرة جديدة تُجهض السلطة السياسية، الغارقة في البحث عن مكاسبها ومصالحها على حساب البلد واللبنانيين، فرصة تاريخية لإعادة الحياة الى وطن مزّقته تسوياتهم حيناً ومحاصصاتهم احياناً وخلافاتهم المستدامة وعجزهم عن وَقف ارتكاب الحماقات ووقف مسلسل الهدر والفساد.

 

فبدل أن تلتقط السلطة السياسية اللحظة السياسية والاقتصادية التاريخية التي تحققت بجهود أميركية استثنائية ومواكبة فرنسية حثيثة والتزام ايراني بعدم التعطيل، من خلال إنجاز الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل، وبدل أن توظّف السلطة السياسية هذه الفرصة التاريخية لجعلها قاعدة انطلاق من الجحيم الى النعيم، عبر احترام الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة، أغرقت البلد في فراغَين رئاسي وحكومي، لا بل رَمته في المجهول بلا اي افق أو أمل، وهي جريمة اضافية كبرى في حق البلد والناس.

وكشف مصدر دبلوماسي رفيع لـ«الجمهورية» أن المسؤولين اللبنانيين يهدرون فرصة نادرة لإخراج بلدهم من المأساة المالية والاقتصادية التي يعانيها منذ ثلاث سنوات، بعدم استفادتهم من الزخم الدولي والاوروبي الذي أكد جهوزيته لمعاودة الاهتمام بالشأن اللبناني ومساعدته للنهوض مجدداً، وذلك من خلال امتناع هؤلاء المسؤولين عن القيام بواجبهم الوطني في انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة للشروع في ورشة اصلاحية شاملة تُعيد وضع لبنان على سكة الدول الطبيعية».

 

واضاف المصدر: «يبدو انّ المسؤولين اللبنانيين لا يقدّرون حجم الانجاز التاريخي الذي ساهموا في تحقيقه والامكانات الاستراتيجية والجيوسياسية والاقتصادية الكبيرة التي يوفّرها للبنان في حال عرفوا مواكبته وحمايته والبناء عليه، بدون هدر للوقت والفرص. كما يبدو ان القوى السياسية في لبنان ما زالت منغمسة في زواريب مصالحها الصغيرة وغير مهتمة برفع القهر وازالة الجوع والذل الذي يعانيه اللبنانيون بسبب ارتكابات هذه القوى على مدى سنوات».

 

لتعديل خطة التعافي

 

وفي هذا الاطار، أكد مرجع اقتصادي ومالي بارز لـ«الجمهورية» انه مع توقيع اتفاق الترسيم، على الحكومة وأي حكومة مقبلة أن تعيد حساباتها جذرياً في خطة التعافي لأنه بعد انجاز الكشف والتنقيب عن الغاز في لبنان خلال أشهر سيتبيّن حجم الثروة التي يمكن ان يحصل عليها لبنان، كما ان شركات استثمارية عالمية ضخمة ستعرض الاستثمار في هذا القطاع حتى قبل البدء بعمليات الاستخراج، ما يحتّم على السلطات اللبنانية وقف جريمة شطب الودائع ومنع السطو على جنى أعمار الناس المحجوزة في المصارف، وعدم الاستسلام الى شروط صندوق النقد الدولي المذلّة ونظريات مسؤوليه الجرمية في حق الشعب اللبناني.

 

عون: الحكومة لا يُمكنها أن تحكم

 

ومساء، أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن «لبنان أخذ حقه كاملاً في ترسيم الحدود البحرية ونحن نشعر اليوم اننا أعطينا اللبنانيين املاً جديداً لأن هذا الترسيم سيسمح للبنان باستخراج النفط والغاز».

 

وأضاف في حوار مع الزميلة ندى اندراوس على شاشة «أل بي سي»: الساحة الجنوبية أصبحت مستقرة ولن تكون مصدر عنف، وقد وقّعنا اتفاق ترسيم الحدود لمنع الحرب.

 

وقال: الأموال التي ستصدر من الشركات ستعود للصندوق السيادي لعائدات النفط والغاز، ولا يوجد من يَمد يده على أمواله التي لا يمكن أن تضيع ولا يمكن لأحد الوصول إليها.

 

وأعلن عون ان «لا إرادة حالية بتشكيل الحكومة، وقلت لميقاتي في آخر زيارة له إلى بعبدا: «فينا نشَكّل حكومة من هلق لـ الليل»، لكنه ذهب ولم يعُد «بيكون راح يعمل كزدورة باليخت قبل ما يرجع».

 

وتابع: الحكومة الحالية لا تتمتّع بالثقة ولا يُمكنها أن تحكم. أنا على وشك توقيع مرسوم قبول استقالتها «ورح أعطيهم فرصة» حتى نهاية الولاية لتشكيل حكومة وفق معايير موحّدة ويكفي الحديث عبر الهاتف «وإذا باسيل مش مقتنع أنا بِقنعو».

 

وأضاف: خسرتُ من ولايتي حوالى ثلاث سنوات بسبب حكومات تصريف أعمال وهذا أمر مرفوض، وهناك خطأ كبير في عدم تحديد الفترة المسموح بها لرئيس الحكومة المكلف وبتأليف الحكومة.

 

وعن دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى حوار قال عون: يحقّ لبرّي أن «يتشاور» مع الكتل النيابية وليس أن «يدعو للحوار»، وحتى إن انتهت ولايتي الرئاسية فلا يحق له أن يحلّ مكان رئيس الجمهورية، و»بالحوار كلّن بيطلعو زعلانين من بعضن» والتشاور أفضل.

 

ميقاتي يرد على عون

 

ولم يتأخر الرئيس ميقاتي في الرد على عون، فقال: تابعتُ ما قاله فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون في حديثه التلفزيوني مساء اليوم، وأشاطر فخامته القول إن الدستور هو الحكَم والفصل في كل القضايا.

 

وأضاف: أما بشأن ما تحدث عنه فخامته من مسائل خاصة ووقائع مُجتزأة ومحرّفة او غير صحيحة، فأكتفي بالقول بأسف: أحياناً تخون كبارنا الذاكرة فتختلط الوقائع بالتمنيات والحقائق بالأوهام.​

 

ما بعد اليأس بتشكيل حكومة

 

وعلى رغم الرهان الضعيف على حدوث خرق فوق الارادة بإمكانية تشكيل حكومة ضمن الايام الثلاثة المتبقية الّا ان الاجواء والسجال والتمترس خلف الشروط لا توحي بهذا الامر. وقد كشف مصدر حكومي لـ«الجمهورية» ان ميقاتي أعدّ «كل ما يلزم لتحصين حكومته بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية». وقال المصدر: ما بعد اليأس بتشكيل حكومة جديدة ليس دراماتيكياً على الاطلاق. فالدستور واضح والرئيس ميقاتي سينتقل الى الخطة ب، وبحسب الدستور سيتسلّم صلاحيات رئاسة الجمهورية وسيحكم وفق مقتضيات الدستور. لكن المصدر لم يخف التوجّس من بروز كباش سياسي دستوري غير مسبوق لن يكون مريحاً لعمل الحكومة.

 

وحول مقاطعة بعض الوزراء المقرّبين من رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، يضيف المصدر ان ميقاتي مُتنبّه لهذا الامر ولن يسمح له بتعطيل عمل الحكومة وجلسات مجلس الوزراء قائلاً: عندما نسأل رئيس الحكومة عن عقد الجلسات يرد: «بجَاوبكن بعد ٣١».

 

التوقيع

 

الى ذلك، وقّع لبنان واسرائيل رسمياً أمس اتفاق ترسيم الحدود البحرية بينهما. وسلّم الوفد اللبناني الموفدَ الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين في الناقورة رسالة موقّعة من رئيس الجمهورية، كما سلّم الوفد الاسرائيلي رسالتَه الموقّعة الى هوكشتاين في غرفة او خيمة منفصلة.

 

وكان أعضاء الوفد اللبناني قد وصلوا إلى الناقورة نحو الثالثة والدقيقة الـ 20 الى مقر «اليونيفيل» لتسليم الرسالة إلى هوكشتاين، وتسليم رسالة وقّعها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، وتتضمّن تأكيد الإحداثيات المرتبطة بالحدود البحرية من اجل إيداعها الأمم المتحدة وفقاً للآليات المتّبعة في قانون البحار.

 

يذكر ان عملية التسليم تأخرت نحو ساعة بسبب طلب الوفد اللبناني ازالة خرق بحري اسرائيلي تزامَن مع موعد تسليم الرسائل.

 

وضمّ الوفد مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير والعميد الركن منير شحادة مفوض الحكومة لدى القوات الدولية، وسام شباط عضو هيئة إدارة النفط وأحمد العرفة رئيس مركز الاستشارات القانونية.

 

وشاركت في المناسبة سفيرتا الولايات المتحدة وفرنسا دوروثي شيا وآن غريو وممثلة الامم المتحدة يوانا فرونتسكا.

 

وكان هوكشتاين قد جال على المسؤولين اللبنانيين حيث التقى الرئيس عون في بعبدا في حضور شيا ونائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب والوزير بوحبيب ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، وسلّم عون الرسالة الاميركية الرسمية بالنسبة الى ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية جنوباً. ووقّع عون رسالة تتضمن موافقة لبنان على محتوى الرسالة الأميركية.

 

 

بعد ذلك، ترأس‏ عون اجتماعاً لأعضاء الوفد الى الناقورة وزوّدهم بتوجيهاته، كما استقبلهم بعد عودتهم الى بيروت.

 

وقال هوكشتاين: «المهمّ اليوم هو ما سيحصل بعد الاتفاق، وأعتقد أنه سيكون نقطة تحوّل اقتصاديّة للبنان ولنهوضه». وأشار الى ان توقيع الاتفاق من شأنه «إحداث الاستقرار في المنطقة»، وان الاتفاق سيسمح لشركة توتال ببدء العمل للتطوير والاستكشاف ولا شيء سيُعيق هذه الاعمال في لبنان ولا شيء سيأخذ عائدات النفط والغاز من اللبنانيين».

 

في السرايا

 

ثم انتقل الوسيط الاميركي الى السرايا حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وقال: «نأمل ان يكون ما تحقّق خطوة أساسية على طريق الافادة من ثروات لبنان من الغاز والنفط، بما يساهم في حل الازمات المالية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، ويساعد الدولة اللبنانية على النهوض من جديد». واضاف: «انّ الاهتمام الشخصي للرئيس الاميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أعطى دفعاً لمسار جديد في المنطقة ولدعم لبنان لاستعادة عافيته الاقتصادية».

 

بري داعم أساسي

 

بعدها زار هوكشتاين الرئيس بري في عين التينة وقال: أقدّر دائماً صدق الرئيس بري وصراحته وجهوده التي كانت حافزاً للوصول الى ما توصلنا اليه اليوم املاً ان يكون محفّزاً إيجابياً للبنانيين وللاقتصاد. وبرأيي ان هذا اليوم هو يوم تاريخي ويصبّ في مصلحة الشعب اللبناني كله بحيث يستطيع تطوير إقتصاد جديد يتميز بالانفتاح والشفافية حيث تعود منفعته وموارده لكل اللبنانيين.. وتابع: هذا الاتفاق هو بين دولتين ولا علاقة له بنتائج الانتخابات الاسرائيلية.

 

مصادقة الحكومة الاسرائيلية


 

من جهتها صادَقت الحكومة الإسرائيلية امس على اتفاق الترسيم، وأعلن مكتب رئيس وزراء اسرائيل يائير لبيد في رسالة قصيرة للصحافة، أنّ «الاتفاق البحري مع لبنان إنجاز دبلوماسي واقتصادي». وقال لابيد في مستهل اجتماع مجلس الوزراء «ان لبنان اعترف بدولة إسرائيل في اتفاق ترسيم الحدود البحرية. وهذا إنجاز سياسي، فليس كل يوم تعترف دولة مُعادية بدولة إسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي بأسره».

 

بايدن يهنئ مجدداً

 

ولاحقاً، هنّأ الرئيس بايدن لبنان وإسرائیل على إبرامهما الاتفاق رسمیًا واعتبر أن «ھذه الاتفاقیة تقرّبنا خطوة واحدة من تحقیق رؤیة لشرق أوسط أكثر أماناً وتكاملاً وازدھاراً، ما سیوفّر منافع لكل شعوب المنطقة».

 

واصدر وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن بياناً هنأ فيه البلدين، وقال ان هذا «الانجاز التاريخيّ سيكون له تأثير عميق في تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، ويظهر القوة التحويلية للديبلوماسية الأميركية».

 

اضاف: هذه الاتفاقية تبرز بشكل ذي معنى رؤية الولايات المتحدة لشرق أوسط أكثر أمنًا وتكاملًا وازدهارًا، وبنفس القدر من الفائدة لكل من إسرائيل ولبنان، سوف تعزّز مصالح اسرائيل الاقتصادية والأمنية فيما تشجع الاستثمار الأجنبي الذي تشتد حاجة الشعب اللبناني إليه، في الوقت الذي يواجه فيه أزمة اقتصادية مدمّرة. سوف تتمكن المنطقة وما حولها قريباً من جَني فوائد موارد الطاقة هذه، التي ستدفع قدما الأمن والاستقرار والازدهار.

 

ترحيب فرنسي

 

واصدرت سفيرة فرنسا في لبنان، السيدة آن غريو، بياناً ترحيبياً معتبرة «انه إتفاق تاريخي وخطوة كبيرة نحو الأمام من أجل إستقرار المشرق، وهذه مسألة بالغة الأهمية بالنسبة إلى كافة بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، بما فيها فرنسا، ومن أجل أمن إسرائيل ولبنان، وهما دولتان صديقتان لفرنسا. وهو، إذ يسمح بإستثمار الموارد الغازيّة البحرية، سوف يساهم أيضاً في الإزدهار لصالح الشعبين اللبناني والإسرائيلي».

 

اضافت السفيرة الفرنسية «غير أنّ هذا الإتفاق لا يضع حدّاً للأزمة التي تعصف بشدّة بلبنان اليوم، فإستثمار الموارد النفطيّة على المدى المتوسط، علماً أنّ حجمها غير معروف اليوم، لا يكفي لمعالجة هذه الأزمة. وهذا الإتفاق لا يحلّ مكان الإصلاحات الإقتصادية والمالية الضرورية جداً ولا الاستقرار المؤسساتي الذي يتطلّبه الوضع اللبناني».

 

لا تغييب للجيش

 

وغرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على «تويتر»: «لماذا تغيب الجيش من ابرام الاتفاق حول الترسيم الذي يثبّت الهدنة ويؤكّدها. واين هي الشركة الوطنية للنفط واين هو الصندوق السيادي؟. ان تحركات المسؤولين في هذا الشأن تثير الريبة وكأن الموضوع هندسة مالية اضافية مصيرها الضياع والهدر».

 

غير ان مصادر مطلعة استغربت كلام جنبلاط وتحديداً ما سمّاه «تغييب الجيش» مؤكدة لـ»الجمهورية» ان «لا تغييب للجيش في مسألة الترسيم ولا مساومة من أي نوع كانت، وان الامر منوط بالسلطة السياسية وهي التي تأخرت في الطلب من قيادة الجيش مساء امس تسمية من تراه مناسباً للمشاركة في الوفد اللبناني، وهذا ما حصل اذ تم تكليف العميد شحادة بالمهمة».

 

القمة العربية

 

على صعيد اقليمي، تعقد القمة الأولى لـ«جامعة الدول العربية» منذ تفشي جائحة فيروس كورونا الاسبوع المقبل في الجزائر، في ظل شغور رئاسي وعدم وجود حكومة أصيلة في لبنان، الامر الذي سيفقد لبنان فرصة اضافية لمحاولة اقناع عدد من الدول العربية الشقيقة لإنهاء عزله وإعادة احتضانه للخروج من الجحيم. غير ان مصدراً دبلوماسياً رفيعاً استبعد الوصول الى أي قرار عربي في شأن لبنان اولاً بسبب الشغور واستمرار التهرّب من الاصلاحات. وثانياً بسبب الخلافات العربية – العربية على كثير من القضايا المطروحة، وقد تأكدت خلال انعقاد مجلس وزراء الخارجية في جامعة الدول العربية في أيلول الماضي في القاهرة. وثالثاً، بسبب غياب أكثر المؤثرين في القضية اللبنانية ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الجديد الأمير محمد بن سلمان عن القمة.

 

مغادرة عون

 

وبالنسبة الى اليوم الأخير من ولاية عون الرئاسية، قال المسؤول الاعلامي لرئاسة الجمهورية الزميل رفيق شلالا انّ المراسم الرسمية لمغادرة الرئيس عون قصر بعبدا ستبدأ الساعة 11 قبل ظهر الاحد المقبل، امّا المراسم الشعبية فستبدأ عند الـ11.30.

 

 

***************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

وثيقة الترسيم تدخل حيّز التنفيذ وبايدن يتحدث عن شرق أوسط آمن ومزدهر

عون يرفض حوار برّي ويهاجم ميقاتي شخصياً ويُلِّوح بقبول استقالة «الحكومة المستقيلة»

 

انتهى يوم التواقيع على الوثيقة الأميركية المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان واسرائيل، من بعبدا إلى الناقورة، وآخرها توجه الوفد المكلف بالذهاب إلى الناقورة بعد عودته منها إلى القصر الجمهوري حيث استلم المستند الرسمي لتسليم الرسالة الرئاسية في الناقورة، حيث سلم الوفد اللبناني وثيقة التفاهم للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين في غرفة، كل وفد على حدة: اللبناني والاسرائيلي، في مقر الأمم المتحدة في رأس الناقورة، بحضور، إلى جانب هوكشتاين، السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا، والسفيرة الفرنسية آن غريو، والممثلة الدائمة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا، والوفدين اللبناني والاسرائيلي، من دون أي لقاء مباشر أو صورة تجمع بين الوفدين.

واوضح مدير عام رئاسة الجمهورية انطوان شقير من الناقورة: تم تكليفنا بتسليم الرسالة الموقعة من الرئيس ميشال عون إلى هوكشتاين ولاحقاً سنسلم الرسالة الموقعة من وزير الخارجية اللبناني إلى المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان.

وتزامنت عملية التسليم مع تدابير أمنية مشددة اتخذها الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل. وشوهد في البحر قبالة العلامات البحرية لجهة الطفافات من الجانب اللبناني، دوريات بحرية لزوارق الجيش اللبناني وقطع بحرية في عرض البحر لليونيفيل، ومن الجانب الاخر للطفافات زوارق حربية اسرائيلية كانت خرقت العلامات البحرية، الامر الذي ادى إلى تأخير تسليم الوثيقة ساعة عن الموعد المحدد للوسيط الاميركي وممثلة الامم المتحدة، اعتراضا على الخرق البحري الاسرائيلي، ما استوجب تدخل القوات الدولية التي عالجت الموضوع وانسحب الزورق إلى ما بعد الطفافات والعلامات البحرية للحدود البحرية إلى داخل المياه الاقليمية الاسرائيلية.

وعند الساعة الثالثة و20 دقيقة توجه الوفد اللبناني إلى رأس الناقورة وسلم هوكشتاين وفرونتسكا وثيقة اتفاق الترسيم الموقعة من عون وبوحبيب.

وعند الرابعة و40 دقيقة انتهى اللقاء في رأس الناقورة وغادرت الوفود المشاركة مقر الاجتماع في رأس الناقورة إلى مهبط المروحيات التابع لليونيفيل وعادت إلى العاصمة على متن مروحيات تابعة لليونيفيل والجيش اللبناني.

وحول الترسيم، أعلن عون أن لبنان أخذ حقه كاملاً في ترسيم الحدود البحرية ونحن نشعر اليوم اننا اعطينا اللبنانيين املاً جديداً لأن هذا الترسيم سيسمح للبنان باستخراج النفط والغاز.

وأضاف عبر «أل بي سي»: الساحة الجنوبية أصبحت مستقرة ولن تكون مصدر عنف وقد وقعنا اتفاق ترسيم الحدود لمنع الحرب.

وتابع: لا توجد أي ورقة أو إمضاء أو أي شيء آخر في عملية توقيع اتفاق الترسيم يؤدي الى اتفاق سلام مع إسرائيل، فالسلام يتطلب استقراراً نتيجةً للمصلحة وليس نتيجة توافق مع إسرائيل.

وقال: الأموال التي ستصدر من الشركات ستعود للصندوق السيادي لعائدات النفط والغاز ولا يوجد من يمد يده على أمواله التي لا يمكن أن تضيع ولا يمكن لأحد الوصول إليها.

وعن موقف الجانب السوري من الترسيم أردف: الجانب السوري لديه ملء الإرادة للتفاوض حول ترسيم الحدود،والرئيس بشار الأسد قابَل هذا الموضوع بالموافقة، أمّا تفاصيل الموضوع فلا يملكها الرئيس الأسد ولا انا اعلم بتفاصيل ماذا يوجد في سوريا في خصوص هذا الموضوع.

وبشان عودة النازحين السوريين قال عون: لبنان طالب بالعودة الطوعية للنازحين السوريين وهي متاحة وسوريا لم تضع أي شرط لعودتهم والمجتمع الدولي لا يريد للنازحين أن يذهبوا اليهم ويحاربوا عودتهم الى سوريا ويتحدثوا بدمج النازحين بالشعب اللبناني.

وتابع: المسؤولون في المجتمع الدولي يريدون من لبنان أن يكون حارس سفن لمنع النازحين السوريين من السفر الى دولهم وفي الوقت نفسه يحاربون عودتهم الى سوريا.

إذاً، انتهت امس، المراسم الرسمية لتوقيع تفاهم ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، بعد عشر سنوات من الاخذ والرد والجمود والضغوط التي مورست على لبنان لتوقيعه بالشروط الاميركية والاسرائيلية لكنه تجاوزها بوحدة الموقف الرسمي والمقاوم، لتبدأ لاحقاً مرحلة التنقيب والاستخراج من الحقول اللبنانية للنفط والغاز.

 

وقد استقبل الرئيس عون صباحاً في قصر بعبدا هوكشتاين في حضور السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا ونائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم وأعضاء الوفد المفاوض مع الجانب الأميركي. وتسلم عون من الموفد الاميركي الرسالة الاميركية الرسمية في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية الجنوبية التي تتضمّن حصيلة المفاوضات ونوه هوكشتاين بدور عون في الوصول إلى هذه النتيجة والأخير شكر الوسيط على الجهود. ووقع رئيس الجمهورية الرسالة التي تحمل موافقة لبنان على مضمون الرسالة الأميركية عن نتائج المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية. وقال: انجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أي ابعاد سياسية او مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية للبنان في علاقاته مع الدول.

بعدها، ترأس عون اجتماعاً لأعضاء الوفد المغادر الى الناقورة والذي ضم؛ مدير عام الرئاسة أنطوان شقير ومفوض الحكومة لدى القوات الدولية العاملة في الجنوب العميد منير شحادة وعضو مجلس إدارة هيئة النفط وسام شباط ورئيس مركز الاستشارات القانونية في وزارة الخارجية احمد عرفة، وزودهم بتوجيهاته.

وكان هوكشتاين قال بعد لقائه عون: المهمّ اليوم هو ما سيحصل بعد الاتفاق، وأعتقد أنه سيكون نقطة تحوّل اقتصاديّة للبنان ولنهوضه». وأشار هوكشتاين الى ان «توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و«إسرائيل» من شأنه إحداث الاستقرار في المنطقة، وان الاتفاق سيسمح ببدء العمل من قبل شركة توتال للتطوير والاستكشاف ولا شيء سيعيق هذه الاعمال في لبنان، ولا شي سيأخذ عائدات النفط والغاز من اللبنانيين». ورأى ان «أهمّ ما في الاتفاق هو أنّه في خدمة الفريقين وليس من مصلحة البلدين خرقه وإذا خرق أيّ طرف الاتفاق لن يكون هذا لصالحهما».من جهته، أعلن بوصعب أن «رئيس الجمهورية وقّع الرسالة الأميركية الرسمية التي تسلّمها من هوكشتاين، في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وسلّمها الى الوفد اللبناني». مشيرا إلى أنّ «الرئيس عون كلّف وفداً باسمه لتسليم الرسالة إلى هوكشتاين في الناقورة، وستكون هناك رسالة أيضاً للأمم المتحدة من قبل الخارجية اللبنانية» . وانتقل هوكشتاين الى السراي الحكومي، حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في حضور بوصعب واللواء ابراهيم والسفيرة الأميركية، مستشاري الرئيس ميقاتي والوفد الأميركي المرافق، وخلال الاجتماع قال ميقاتي: نأمل ان يكون ما تحقق خطوة أساسية على طريق الافادة من ثروات لبنان من الغاز والنفط، بما يساهم في حل الازمات المالية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، ويساعد الدولة اللبنانية على النهوض من جديد.وان التعاون بين مختلف المسؤولين اللبنانيين، بمساعدة اصدقاء لبنان، حقق هذه الخطوة النوعية الاساسية في تاريخ لبنان، بعد سنوات من العمل الدؤوب».

ومن السراي انتقل هوكشتاين والوفد المرافق الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال بعد اللقاء: اقدر الجهود للتوصل الى هذا الاتفاق الذي سيستفيد منه لبنان والشعب اللبناني اقتصادياً. وأكرّر أنّ هذا اليوم تاريخيّ وسيكون جيّداً لجميع اللبنانيين وسيؤثّر إيجاباً على الوضع الاقتصادي في البلد. والرئيس برّي كان داعماً أساسيّاً للوصول إلى هذا اليوم وإلى الاتفاق. وتابع: هذا الاتفاق هو بين دولتين ولا علاقة له بنتائج الانتخابات الاسرائيلية.

مراسم التوقيع

وضم الوفد اللبناني الذي كلفه الرئيس عون للتوجه الى الناقورة مدير عام رئاسة الجمهورية انطوان شقير والعميد الركن منير شحادة مفوض الحكومة لدى القوات الدولية ووسام شباط عضو هيئة ادارة النفط، والسفير احمد عرفة رئيس مركز الاستشارات القانونية.وأكدت أوساط القصر الجمهوري أن لا توقيع في الناقورة على اتفاق الترسيم بل تسليم للرسالة التي تم توقّيعها في بعبدا.كما أفاد مصدر رسمي بأن الرسالة التي ستوجّه إلى الجانب الأميركي من 5 أسطر، تتضمّن نوعاً من الشّكر والتأكيد على التزام لبنان ببنود الإتفاق.

وسلّم الوفد اللبناني الموفدَ الرئاسي الاميركي الرسالةَ الموقّعة من رئيس الجمهورية، وفي خيمة اخرى، سلّم الوفد الاسرائيلي ايضا رسالتَه الموقّعة الى هوكشتاين كما سلّم الوفد اللبناني ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا رسالة وقعها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، تتضمّن تأكيد الإحداثيات المرتبطة بالحدود البحرية لإيداعها الأمم المتحدة وفقاً للآليات المتبعة في قانون البحار. ما يعني أنّ الإتفاق أصبح ساري المفعول عند الثالثة والنصف من بعد ظهر امس.

وقالت فرونتسكا في بيان: إنه إنجاز تاريخي على مستويات عدة. آمل أن يكون بمثابة خطوة لبناء الثقة من شأنها تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتأمين المنافع الاقتصادية لكلا البلدين. وقال: ستقوم المنسقة الخاصة بإيداع وثائق الترسيم لدى الأمم المتحدة في نيويورك.واضاف البيان: أثنت المنسقة الخاصة على كل من لبنان وإسرائيل لتوصلهما إلى حل متفق عليه من قبل الطرفين. كما شددت على مغزى هذا الإتفاق بالنسبة للبنان، حيث أظهر القادة السياسيون وحدتهم لبلوغ هدف مشترك. ورأى البيان: إن الاتفاق يفتح صفحة جديدة للبنان بما قد يساعد على خلق زخم إيجابي لبناء توافق حول المصلحة الوطنية للبلاد. وقال: وتطلعاً للمستقبل وبينما يتعين على كافة الأطراف اعطاء الأولوية لتنفيذ التزاماتهم بموجب هذا الاتفاق، ستظل الأمم المتحدة ملتزمة بمساعدة الأطراف على تطبيقه، حسبما يطلب منها وضمن حدود ولايتها.

وختم: وادراكا لأهمية استدامة الأمن والسلم، أعادت المنسقة الخاصة التأكيد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١ بشكل كامل، والقرارات الأخرى ذات الصلة.

وعاد الوفد اللبناني مساء من الناقورة الى قصر بعبدا لتسليم الرئيس عون المستند الرسمي لتسلّم الرسالة الرئاسية.وخلافاً لما يردده بعض المعارضين من ان التفاهم يشتمل على نوع من التطبيع، افادت مصادر رسمية ان ماجرى ليس اتفاقية اومعاهدة بل تفاهم تقني، وان الوفد اللبناني لم يدخل الى الخيمة الدولية وقال انه لن يسلم الرسالة، إحتجاجاً على خرق زوارق جيش الكيان الاسرائيلي للحدود البحرية قبالة الناقورة، وهكذا كان وانسحبت الزوارق. ما ادى الى تاخير عملية التسليم عن موعدها ساعة. كما لم يحصل اي لقاء بين الوفد اللبناني والوفد الاسرائيلي ولا توقيع على اي ورقة اضافية. وهوأجراء تقصده لبنان لمنع اي استغلال سياسي للتفاهم التقني.واكدت وسائل إعلام إسرائيلية إن مراسم اتفاق الترسيم في الناقورة جرت من دون مصافحة بين الوفدين.

نصرالله: المهمة أُنجزت ولا تطبيع

وفي موقف له من انهاء عملية الترسيم، أكد الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله أن «ما حصل من البداية إلى النهاية في ملف ترسيم الحدود البحرية هو انتصار كبير للبنان وللشعب وللمقاومة»، وقال: كانت تجربة مهمة يجب التوقف على نتائجها ودلالاتها، وسنتحدث عن هذا الملف بالتفصيل ‏السبت المقبل لتقييم ما جرى مع توقعات المرحلة المقبلة.أضاف: المفاوضات حصلت مع إسرائيل بطريقة غير مباشرة عبر الوسيط الأميركي. كما أن لبنان سيوقّع على ورقة وإسرائيل على ‏ورقة أخرى ليتم تقديمها إلى الولايات المتحدة، وبالتالي بالشكل والمضمون السلطة اللبنانية كانت دقيقة للغاية في عدم إعطاء أي شكل ‏من أشكال التطبيع مع إسرائيل. وأوضح أن «الحديث عن التطبيع والاعتراف بإسرائيل لا صحة له، لأن الترسيم لا ‏يعتبر معاهدة إنما اتفاق على الحدود البحرية».وخلال كلمته في افتتاح فعاليات معرض «سوق أرضي» في مجمع «سيد الشهداء»، شدد نصرالله على أن «اتفاق ترسيم الحدود البحرية ليس معاهدة دولية ولا اعتراف بـ»إسرائيل» لأن العدو لم يحصل على أي ضمانات أمنية.وتابع: المفاوضات في ملف الترسيم كانت جميعها غير مباشرة ولم يلتق الوفدان اللبناني والإسرائيلي تحت سقف واحد».

تيننيتي: الترسيم البحري يمهّد للخط الأزرق

وفي اول رد فعل دولي من بيروت، أعلن المتحدث باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي «إننا سعداء بالنتيجة الإيجابية للاتفاق البحري، مؤكداً الجهوزية لمساعدة الوسيط الأميركي والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة.

وشدّد تيننتي عبر «صوت كل لبنان» على ان «هذا الاتفاق سوف يعزز الاستقرار في جنوب لبنان، ويمهّد الطريق لمتابعة النقاط العالقة بما خصّ تحديد الخط الأزرق».

وفي «اسرائيل»

اما في الكيان الاسرائيلي، فقد صادقت حكومته امس، على التفاهم خلال اجتماع لمجلس الوزراء خُصّص للموضوع. وأعلن مكتب رئيس وزراء اسرائيل يائير لبيد في رسالة قصيرة للصحافة أن «حكومة اسرائيل وافقت للتو على الاتفاق بشأن الحدود البحرية بين اسرائيل ولبنان».وأشار الى أن «الاتفاق البحري مع لبنان إنجاز دبلوماسي واقتصادي».وقال لبيد في مستهل اجتماع مجلس الوزراء ان لبنان اعترف بدولة إسرائيل في اتفاق ترسيم الحدود البحرية، وهذا إنجاز سياسي، فليس كل يوم تعترف دولة معادية بدولة إسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي بأسره.

 

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الديار

توقيع ترسيم الحدود الجنوبية البحرية رسمياً وعون يرد على لابيد: لا اعتراف

 نصرالله يُعلن الانتصار الكبير دون تطبيع وينهي «الاستنفار»: المهمة أنجزت

 الرئيس يُغادر الاحد ويسلم الفراغ ويضغط لتشكيل حكومة في اللحظات الاخيرة ! – ابراهيم ناصرالدين

 

وضعت «النقاط» على آخر «حروف» الترسيم البحري مع العدو الاسرائيلي بالامس مع التوقيع المتبادل غير المباشر على «الوثيقة» الاميركية. وكما كان متوقعا، بالغ الاميركيون والاسرائيليون في منح الاتفاق ابعادا تتجاوز حدوده كأنجاز موضعي تحقق بفعل تقاطع مصالح دولية واقليمية سياسية واقتصادية، واذا كان الرئيس الاميركي جو بايدن قد تحدث عن «الامن والاستقرار لاسرائيل والمنطقة»، فقد حاولت الحكومة الاسرائيلية ادعاء تحقيق انجازات غير واقعية لا تمت الى الحقيقة بصلة، عبر اعلان رئيسها يائير لابيد «بان لبنان اعترف بدولة إسرائيل في اتفاق ترسيم الحدود»! الا ان الرد لم يتأخر من بيروت حيث اعلن رئيس الجمهورية ميشال عون ان الاتفاق تقني وغير سياسي، اي لا «اعتراف»، فيما كان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حاسما في نفي اي «شبهة» للتطبيع معلنا انتهاء حالة الاستنفار لان مهمة المقاومة انجزت بتحقيق لبنان انجازا «تاريخيا».

 

والخلاصة ان المقاومة استخدمت قدرتها الردعية مقابل العدو؛ وثبتت مجددا معادلات وقواعد الاشتباك السائدة منذ العام 2006واليوم منع العدو مجددا من فرض امر واقع على لبنان. اما الاسئلة «المشبوهة» حول ما بعد هذه المرحلة؟ وحول فقدان سلاح المقاومة لدوره! فتبقى مجرد «ثرثرة» لا «تثمن ولا تغني عن جوع»، وخيال يتجاوز الواقع، فالضمانة الوحيدة لالتزام اسرائيل بالاتفاق تبقى توازن «الردع» الذي كان له الفضل الاكبر في حصول «الترسيم» الذي سيبقى متلازما في مشهد واحد مع «مسيرات» المقاومة، تحذيرات «الوسيط» الاميركي عاموس هوكشتاين من تداعيات الاخلال بالالتزامات دلالة واضحة على ضرورة ترقب مرحلة التنفيذ التي تتجاوز مسألة الاقرار بالحدود البحرية الى التزام شركة «توتال» بـ»خارطة طريق» الاستكشاف والاستخراج من «حقل قانا» والتي ستكون «نقطة « تحول فاصلة في الاتفاق من الجانب اللبناني خصوصا اذا ما عادت الشركة الى «المراوغة».

 

هذا على الحدود، اما في الداخل، فلا شيء يدعو للتفاؤل، صحيا، الكوليرا تتمدد،اقتصاديا، الفوضى هي عنوان المرحلة، اما سياسيا فبات «الفراغ» الرئاسي امرا واقعا قبل يومين من خروج الرئيس عون من قصر بعبدا رسميا وشعبيا. حوار رئيس مجلس النواب نبيه بري المفترض لا مؤشرات جدية على امكان نجاحه، وهو يصب في خانة ادارة الوقت الضائع بانتظار تبلور الصورة الاقليمية والدولية غير المبالية بالاستحقاق. اما فرص نجاح تشكيل حكومة جديدة فلا تزال قائمة بحدودها الدنيا في ظل تحرك مستمر للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، بدفع من حزب الله، لمحاولة استيلاده «قيصريا» في «الربع الساعة» الاخير، في وقت رفع عون سقف الضغوط بتهديده بالتوقيع على استقالة الحكومة ما لم يتم التاليف في الساعات المقبلة.

التوقيع «غير المباشر»

 

فبعد مفاوضات غير مباشرة رعتها واشنطن تم امس توقيع «اتفاق» ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، التي ستسمح للجانبين بالبدء فورا في عملية التنقيب عن النفط والغاز. ففي الناقورة، سلّم الوفد اللبناني الموفدَ الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين الرسالةَ الموقّعة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وفي غرفة او خيمة اخرى، سلّم الوفد الاسرائيلي ايضا رسالتَه الموقّعة الى «الوسيط» الاميركي. طبعا لم يحصل اي تواصل بين الجانبين، القى مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير كلمة مقتضبة وكذلك رئيس الوفد الاسرائيلي، وكذلك هوكشتاين، بعدها تسلم «الوسيط» الاميركي رسالتين موقعتين من الجانبين اللبناني والاسرائيلي،وحصلا بالمقابل على «رسالة» الضمانات الاميركية للاتفاق.وكان أعضاء الوفد اللبناني وصلوا إلى الناقورة قرابة الثالثة والدقيقة الـ 20 الى مقر «اليونيفيل»  وسلموا ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا رسالة وقعها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، تتضمّن تأكيد الإحداثيات المرتبطة بالحدود البحرية لإيداعها الأمم المتحدة وفقاً للآليات المتبعة في قانون البحار. وضم الوفد مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير والعميد الركن منير شحادة مفوض الحكومة لدى القوات الدولية، وسام شباط عضو هيئة إدارة النفط وأحمد العرفة رئيس مركز الاستشارات القانونية. وقد امتنع الوفد اللبناني عن الدخول إلى الخيمة المنصوبة في مقر قيادة القوات الدولية بعدما علم بوجود زوارق حربية إسرائيلية تخرق المياه الإقليمية اللبنانية، ما أدى إلى تواصل مع نائب رئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية وقيادة القوات الدولية لمعالجة الخرق وانسحاب الزوارق الإسرائيلية ما سمح بدخول الوفد.

عون و «الحدود الجنوبية»

 

وسبقت مراسم الناقورة التي شاركت فيها سفيرتا الولايات المتحدة وفرنسا دوروثي شيا وان غريو وممثلة الامم المتحدة يوانا فرونتسكا، جولةٌ قام بها هوكشتاين على المسؤولين اللبنانيين. زار اولا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بحضور السفيرة شيا ونائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم. وتسلّم عون من الوسيط الاميركي الرسالة الاميركية الرسمية في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية الجنوبية التي تتضمّن حصيلة المفاوضات ونوه هوكشتاين بدور عون في الوصول إلى هذه النتيجة والأخير شكر الوسيط على الجهود. ووقع رئيس الجمهورية الرسالة التي تحمل موافقة لبنان على مضمون الرسالة الأميركية عن نتائج المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية. وكان لافتاً في تعليق الرئيس اللبناني التركيز على «الحدود الجنوبية» وإسقاط كلمة «الحدود مع إسرائيل» حيث قال في رد غير مباشر على رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي اعتبر ما حصل اعتراف لبنان «بدولة اسرائيل»إن إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أي أبعاد سياسية أو مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية للبنان في علاقاته مع الدول.

ابعاد «شبح» الحرب

 

وقد اعلن رئيس الجمهورية في مقابلة تلفزيونية مع «المؤسسة اللبنانية للارسال» مساء أن لبنان أخذ حقه كاملاً في ترسيم الحدود البحرية وقال» نحن نشعر اليوم اننا اعطينا اللبنانيين املاً جديداً لأن هذا الترسيم سيسمح للبنان استخراج النفط والغاز، ولفت الى ان الساحة الجنوبية أصبحت مستقرة ولن تكون مصدر عنف وقد وقعنا اتفاق ترسيم الحدود لمنع الحرب. واشار الى انه لا توجد أي ورقة أو إمضاء أو أي شيء آخر في عملية توقيع اتفاق الترسيم يؤدي الى اتفاق سلام مع إسرائيل، فالسلام يتطلب استقراراً نتيجةً للمصلحة وليس نتيجة توافق مع إسرائيل.

تحذيرات هوكشتاين؟

 

وكان هوكشتاين اكد بعد لقاء عون «عقدتُ عدّة اجتماعات هنا وكنتُ أقول دائماً إنّني متفائل وأنا ممتنّ لوصولنا إلى هذا اليوم التاريخي ولتحقيق الاتفاق». أضاف «المهمّ اليوم هو ما سيحصل بعد الاتفاق وأعتقد أنه سيكون نقطة تحوّل اقتصاديّة للبنان ولنهوضه». وأشار هوكشتاين الى ان «توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و «إسرائيل» من شأنه إحداث الاستقرار في المنطقة، بعدها، انتقل هوكشتاين الى السراي الحكومي، حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي،  مؤكدا «ان الاهتمام الشخصي للرئيس الاميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اعطى دفعا لمسار جديد في المنطقة ولدعم لبنان لاستعادة عافيته الاقتصادية». وبعد لقائه مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، قال المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين إنه يتوقع استمرار الاتفاق حتى في حالة تغيير قيادة أي من الدولتين، وحذر من اي خرق قائلا «إذا انتهك أحد الجانبين الاتفاق فسيخسر كلا الجانبين». وكان هوكشتاين يشير بذلك إلى كل من الانتخابات المقبلة في إسرائيل في أول تشرين الثاني ونهاية فترة عون الرئاسية في 31 تشرين الأول، قائلا إن الاتفاق يجب أن يستمر «بغض النظر عمن سينتخب قريبا جدا رئيسا للبنان».

بايدن: الاتفاق تاريخي

 

ومن واشنطن هنّأ الرئيس الاميركي جو بايدن إسرائیل ولبنان على إبرام اتفاقهما رسمیًا من أجل حل النزاع الحدودي البحري الذي طال أمده، معتبرا أن هذه الاتفاقیة تقربنا خطوة واحدة من تحقیق رؤیة لشرق أوسط أكثر أمانًا وتكاملاً وازدهارا، ما سوف یوفر منافع لجمیع شعوب المنطقة، وأكد بايدن في بيان أن هذا الاتفاق «التاريخي» سیؤمّن مصالح كل من إسرائیل ولبنان، وسیمهد الطریق لمنطقة أكثر استقرارا وازدهارا. وشدد على أن الولايات المتحدة ستواصل العمل كمسهل فیما یعمل الطرفان على الوفاء بالتزاماتهما وتنفیذ هذا الاتفاق. ولفت الرئيس الاميركي إلى أنه لا ینبغي أن تكون الطاقة خصوصا في شرق المتوسط سببًا للصراع، بل أداة للتعاون والاستقرار والأمن والازدهار.

استثمار اسرائيلي

 

في هذا الوقت حاول رئيس حكومة العدو يائير لابيد استثمار الاتفاق لتحسين موقفه في الانتخابات المقرر مطلع الشهر المقبل، وبعد التوقيع على الاتفاق وقال أن «الاتفاق البحري مع لبنان إنجاز ديبلوماسي واقتصادي». وزعم لابيد في مستهل اجتماع مجلس الوزراء ان لبنان اعترف بدولة إسرائيل في اتفاق ترسيم الحدود البحرية.وقال» هذا إنجاز سياسي، فليس كل يوم تعترف دولة معادية بدولة إسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي بأسره». واعلن ان اسرائيل ستحصل على 17 بالمئة من حقل قانا.؟!

دور نصرالله و«المسيرات»

 

من جهته، اعلن الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله ان اسرائيل لم تحصل على اي ضمانات امنية واشار الى ان تجربة ملف ترسيم الحدود كانت تجربة غنية ومهمة جداً على مستوى لبنان والمقاومة وتستحق التوقف عندها ملياً، وأعلن انتهاء كل التدابير الخاصة التي أعلنتها المقاومة بعدما استكملنا الوثائق المتعلقة بملف ترسيم الحدود.

 

خطاب اعلان انتهاء المهمة من قبل السيد نصرالله، جاء تتويجا لأربعة خطابات سابقة، وثلاث مسيّرات، لعبت دورا حاسما في اجبار الاميركيين على «التواضع» واسرائيل على التوقيع ، ووفقا لاوساط مقربة من حزب الله فان ما قاله السيد في 10 حزيران، و13 تموز، و9آب و17 أيلول كان بمثابة وضع اليد على «الزناد» وهي تقع في اطار حرب نفسية تزامنت مع اجراءات ميدانية كان هدفها انتزاع الحق في الثروات الغازية والنفطية اللبنانية واستثمارها، وهذا ما انجز، وهو الامر الاكثر حفرا في وعي العدو الذي يتخبط في وصف ما حصل مع وجود اجماع بالرضوخ «لإملاءات» حزب الله. وما حصل من استنفاراميركي بين حزيران وأيلول لمنع تدهور الامور الى انفجار إقليمي في لحظة دولية حرجة، ثبت قواعد الاشتباك وفق موازين قوى فرضتها المقاومة.

انتصار كبير و«المهمة» انجزت

 

وفي خطابه بالامس، وصف السيد نصر الله ما جرى بانه انتصار كبير كبير كبير للبنان كدولة وشعب ومقاومة. وردا على اعتبار البعض ان توقيع الاتفاق خطوة في الطريق للتطبيع مع إسرائيل قال «وقائع توقيع ترسيم الحدود من ناحية الشكل تؤكد أن أي حديث عن التطبيع لا أساس له وهو تجنّ». واضاف «امام بعض الملاحظات والاشكالات التي اثيرت منذ بداية التفاوض وما تم التوصل اليه ، يظهر ان بعض الناس انصدموا واصبحوا يطلقون كلاما لا يفهم «على هول الصدمة طقوا «الفيوزات»، من تكلم بملاحظة جديرة بالنقاش نعلق عليه اما من حقده يعميه مهما تكلمنا لن يسمع اصلا». واكد نصرالله ان ما يحصل حتى بالشكل يؤكد ان الكلام عن التطبيع لا اساس له فالمفاوضات في ملف الترسيم كانت جميعها غير مباشرة ولم يلتق الوفدان اللبناني والإسرائيلي تحت سقف واحد، الوثيقة التي سيحتفظ بها لبنان لا تحمل توقيعاً إسرائيلياً والمسؤولون في لبنان تصرفوا بدقة لعدم إعطاء شبهة تطبيع.واعتبر السيد نصر الله ان ملف الترسيم ليس معاهدة دولية ولا ينطوي على تطبيع مع إسرائيل التي تعترف أنها لم تحصل على أي ضمانات أمنية، اليوم أنجز لبنان مرحلة مهمة ستضعه أمام مرحلة جديدة.

تغريدة جنبلاط وغياب الجيش؟

 

في هذا الوقت، اعاد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر» اثارة التساؤلات حول اسباب تغييب الجيش عن مراسم ابرام الاتفاق حول الترسيم، وقد بدا لافتاً تغييب المؤسسة العسكرية عن هذه المحطة المفصلية مع العلم انها كانت المعنية مباشرة بالتفاوض التقني، علما ان اوساطا مطلعة قد نفت المعلومات حول رفض قيادة الجيش الحضور في مراسم التوقيع، ولفتت الى ان القرار جاء من السلطة السياسية، علما ان الاتفاق السياسي مع الوسيط الأميركي على الخط 23 لم يلغ دور الجيش الذي سبق وحدد الحقوق اللبنانية بالخط 29، وبعد الاتفاق مع هوكشتاين على الخط الجديد، كلفت القيادة مسؤول وحدة الهيدروغرافيا في الجيش، الذي وضع النقاط على الخرائط. في المقابل لم تنف اوساط مقربة من بعبدا وجود قرار سياسي بعدم وجود تمثيل للقيادة العسكرية وبررت ذلك بانتهاء المحادثات التقنية ولهذا لا حاجة لحضور اي ضابط من الجيش»؟!

  «المعجزة» الحكومية والفراغ الرئاسي

 

في هذا الوقت بات الفراغ الرئاسي قدرا محتما عشية خروج الرئيس ميشال عون من بعبدا يوم الاحد المقبل رسميا في الـحادية عشرة صباحا تليها مراسم شعبية سترافقه الى الرابية، وقد بدأ رئيس المجلس النيابي نبيه بري اعداد الدعوات الى الكتل النيابية لاجراء حوار حول الانتخابات الرئاسية الاسبوع المقبل. اما حكوميا فلم يوقف المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم تحركاته «اليائسة» وزار امس بعبدا والسراي، مستفيدا من دعم حزب الله لجهوده، ووفقا لمصادر مطلعة لا تزال الامال موجودة، باستيلاد قيصري للحكومة في معجزة «الربع الساعة « الاخيرة، وستكون الساعات الـ24 المقبلة حاسمة لتحديد اتجاهات الامور، وثمة رهان على امكانية تمرير تسوية «رابح- رابح» بين ميرنا الشالوحي والسراي الحكومي، وثمة اقتراح بمقايضة تسمية الرئيس عون لاسماء الوزراء المسيحيين وتراجع ميقاتي عن تغيير وزير الطاقة وليد فياض مقابل منح «تكتل لبنان القوي» الثقة للحكومة.

عون يرفع سقف «الضغوط»

 

وقد رفع الرئيس عون من سقف ضغوطه لولادة حكومة الربع الساعة الاخيرة، وهواعلن مساء انه «لا إرادة حالية بتشكيل الحكومة، وقال: قلت لميقاتي في آخر زيارة له إلى بعبدا «فينا نشكل حكومة من هلأ للّيل» لكنه ذهب ولم يعُد «بكون راح يعمل «كزدورة» باليخت قبل ما يرجع». وتابع: الحكومة الحالية لا تتمتّع بالثقة ولا يُمكنها أن تحكم أنا على وشك توقيع مرسوم قبول إستقالتها «ورح أعطيهم فرصة» حتى نهاية الولاية لتشكيل حكومة وفق معايير موحّدة ويكفي الحديث عبر الهاتف «وإذا باسيل مش مقتنع أنا «بقنعو». واضاف: خسرت من ولايتي حوالى ثلاث سنوات بسبب حكومات تصريف أعمال وهذا أمر مرفوض، وهناك خطأ كبير في عدم تحديد الفترة المسموح بها لرئيس الحكومة المكلف وبتأليف الحكومة.

 

 

***************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

عون يهدّد بتوقيع قبول إستقالة الحكومة في آخر لحظة من عهده

 

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه “على وشك توقيع مرسوم قبول استقالة حكومة نجيب ميقاتي، والحكومة الحالية لا تتمتّع بالثقة ولا يُمكنها أن تحكم، ولا إرادة لميقاتي بتأليف حكومة ويجب أن يكون هناك وحدة في معايير التشكيل وسأعطي فرصة إلى حين نهاية ولايتي”،  ورأى في السياق أن “هناك خطأ كبيراً في عدم تحديد الفترة المسموح بها لرئيس الحكومة المكلف بتأليف الحكومة”.

 

وحول ملف العلاقة مع حزب الله، أكد أن “حزب الله يتضامن معنا بصمت، وكان هناك نوع من المعاونة الصامتة بين التوأم السيامي حركة أمل وحزب الله الذي لا يمكن فصلهما لأنه سيسقط دم، لكننا نأخذ على حزب الله عدم الالتزام بالنقطة الرابعة بالاتفاق.

 

ميقاتي يرد على عون:

 

أحيانا تخون كبارنا الذاكرة!

 

صدر عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي البيان الاتي:

 

تابعت ما قاله فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حديثه التلفزيوني مساء أمس، واشاطر فخامته القول إن الدستور هو الحكَم والفصل في كل القضايا.

 

أما بشأن ما تحدث عنه فخامته من مسائل خاصة ووقائع مجتزأة ومحرّفة او غير صحيحة، فاكتفي بالقول بأسف :احيانا تخون كبارنا الذاكرة فتختلط الوقائع بالتمنيات والحقائق بالاوهام!

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram