افتتاحية جريدة البناء
اليوم يدخل لبنان بقوة مقاومته نادي النفط والغاز دون اعتراف وتطبيع… ودون توقيع / هوكشتاين في بيروت… والناقورة تشهد صباحاً تسليماً منفصلاً وفاتراً لأوراق الاعتماد والقبول / فرضية ولادة الحكومة لا تزال على الطاولة… ودعوة بري للحوار تخترق جدران المقاطعة /
يسجل لبنان اليوم، رغم كل محاولات التشكيك النابعة من الكيد السياسي والمزايدات الفارغة، طالما أن أصحابها الذين يلبسون ثوب الدفاع عن السيادة كانوا من أشدّ المدافعين عن اتفاق 17 أيار عام 1983، وأكثرهم وطنية متمسك باتفاق الهدنة، ويرفضون رؤية حقيقة أن لبنان انتزع صيغة مبتكرة تجاوزت كل احتمالات توقيع اتفاق او تفاهم مع كيان الاحتلال، او التسليم بأي نوع من أنواع الاعتراف بوجود الكيان ولو من حيث الشكل، فكان الاطار الاميركي الناظم لثروات النفط والغاز، بمثابة وثيقة طرف ثالث، يتبلغ من الطرفين الموافقة على الإطار، الذي ضمن للبنان عدم ربط حصوله على حصته من النفط والغاز بأي شكل من التطبيع او التسليم بقبول الأمر الواقع لترسيم الحدود في خط الطفافات، ما يعني بقاء الترسيم معلقاً، ودون أي اشارة الى اي ترتيبات أمنية أو لجان تنسيق، بصورة تفوّقت على ما ضمنه اتفاق الهدنة من ثوابت السيادة اللبنانية، وما ضمنه تفاهم نيسان أيضاً.
يذهب الوفد اللبناني اليوم الى الناقورة ليوقع بحضور الوسيط الأميركي رسالة القبول بالإطار الناظم، وبحضور ممثلي الأمم المتحدة لتوقيع رسالة اعتماد الاحداثيات الجغرافية لحقول النفط والغاز التي تضمنها الاطار الناظم، ويسلم كل طرف ما يتصل بدوره في تطبيق الإطار الناظم، ويعود دون أن يلتقي بالوفد الإسرائيلي، أو يوقع معه اتفاقاً، ودون أن ينتهي التوقيع باحتفال مشترك وصور تذكارية، كما كانت الرغبة الأميركية والطلب الإسرائيلي، اللذان رفضهما لبنان.
الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين أمضى ليلته في بيروت وهو يضع اللمسات اللوجستية الأخيرة على تفاصيل ترتيبات اليوم، الذي استهلك مئات ساعات التفاوض وسنوات الانتظار، صمد خلالها لبنان، ونجح أخيراً عندما دخلت مقاومته على الخط بوضع الأمور في نصاب المعادلة التي رسمتها المقاومة في لحظة دولية واقليمية دقيقة، مفادها لا غاز لأحد من المتوسط دون ان ينال لبنان مطالبه، بينما الأميركي والأوروبي والإسرائيلي بأشدّ الحاجة لبدء استخراج الغاز، والخيار بين التزام هذه المعادلة او قبول الذهاب الى الحرب في توقيت لا تملك «إسرائيل» قدرة تحمل تبعات الحرب وخوضها، ولا تتحمل اميركا رؤية حرب جديدة في العالم تعطل تدفق الطاقة وهي تعجز عن التأقلم مع النتائج الكارثية لحرب أوكرانيا.
النجاح اللبناني الاستراتيجي يقابله العجز في المسائل الأقل أهمية وحيوية على أهميتها، فالفشل لا يزال سيد الموقف في مقاربة الملف الحكومي المتعثر مع اقتراب ساعة مغادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقصر بعبدا وإعلان انتهاء ولايته الرئاسية، بينما المجلس النيابي يفشل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
مساعي تشكيل الحكومة الجديدة لم تتوقف واحتمال النجاح، وفقاً لمصادر متابعة، لا يزال قائماً، وكلما ضاقت المسافة الفاصلة عن نهاية الولاية الرئاسية، تزداد الجهود زخماً رغم تراجع نسبة التفاؤل، وتقول المصادر إن هذه الجهود لا تراوح مكانها بل تُحرز تقدماً، ما يفتح الباب لجعل بقاء فرضية ولادة الحكومة على الطاولة طرحاً واقعياً، كذلك في الملف الرئاسي حيث لم يعد على الطاولة سوى دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار من أجل التوافق على اسم رئيس يستطيع تأمين نصاب الحضور بـ 86 نائباً، وتجميع 65 نائباً على الأقل لانتخابه، وهو ما بدا انه غير متوفر لكل الأسماء التي تم تداولها في جلسات الانتخاب، ما يعني استبعادها عن التداول عملياً ولو بقيت منعاً للإحراج ضمن التداول، وبعد موقف متحفظ للقوات اللبنانية عبر عنه رئيس حزب القوات سمير جعجع، قالت مصادر قواتية إن التجاوب مع الدعوة سيغلب على الأرجح فرضية مقاطعتها، وربما تقترح القوات تشاوراً ثنائياً يديره رئيس المجلس بين الكتل بدلاً من جمع الكتل على طاولة واحدة، بينما أعلن رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، التجاوب مع دعوة بري، رغم وضعه إطاراً سياسياً معاكساً لتبرير مواقف حزبه في قلب إعلانه للاستجابة لدعوة الحوار.
وعلى مسافة خمسة أيام من نهاية ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون والدخول في الفراغ المزدوج الرئاسي والحكومي إن لم تؤلف حكومة جديدة في ربع الساعة الأخير، تتجه الأنظار اليوم الى الجنوب حيث تشهد منطقة الناقورة توقيع تفاهم ترسيم الحدود الاقتصادية بين لبنان والعدو الإسرائيلي كل على حدة، برعاية الأمم المتحدة والوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين الذي وصل مساء امس الى بيروت، وبدأ جولته بلقاء مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب.
وأعلنت السفارة الأميركية في لبنان في بيان أمس عن وصول الوسيط الأميركي إلى بيروت، لوضع اللمسات الأخيرة على «الاتفاقية التاريخية لوضع حدود بحرية دائمة بين لبنان و»إسرائيل»». ولفتت الى أن «هوكشتاين سيجتمع بالرئيس ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، «للتعبير عن امتنانه لكل منهم على روح التشاور والانفتاح التي ظهرت خلال المفاوضات».
ووفقاً للبيان سيتوجه هوكشتاين إلى الناقورة، لاتخاذ الخطوات النهائية لدخول اتفاق الترسيم حيز التنفيذ، إذ سيقدم الطرفان إحداثيات بحرية إلى الأمم المتحدة بحضور الولايات المتحدة. كما سيتوجه هوكشتاين إلى «إسرائيل»، حيث سيلتقي رئيس الوزراء يائير لبيد، و»يشكره وفريقه على دبلوماسيتهم من أجل التوصل لحل بشأن هذا الملف الحساس».
ووفق معلومات «البناء» فإن الوسيط الاميركي سيتوجه الى بعبدا صباح اليوم مع وفد مرافق ويسلم عون النسخة الرسمية النهائية من نص التفاهم الذي تم التوصل اليه بين كل الأطراف، بحضور الوفد اللبناني الذي تولى المفاوضات برئاسة بوصعب.
وتوقع شخصية لبنانية رسمية يتم تحديدها قبل توجه الوفد الى الناقورة على رسالة موجهة الى الولايات المتحدة والامم المتحدة، تتضمن موافقة لبنان على التفاهم الذي تم، ويرفق بالرسالة نص التفاهم. وبعد ذلك يلقي هوكشتاين كلمة مكتوبة كما يلقي بوصعب كلمة مكتوبة وينتهي اللقاء.
ويرأس عون بعد مغادرة هوكشتاين، اجتماعاً للوفد اللبناني الذي سيتوجه الى الناقورة لتسليم قيادة القوات الدولية الرسالة اللبنانية، بحضور هوكشتاين ووفد من الأمم المتحدة، ويعود الوفد من دون عقد اي اجتماع او لقاء مع اي طرف آخر. ولكن حتى مساء أمس لم يعرف من الذي سينقل الرسالة الى الناقورة وسيتم تحديده صباح اليوم في ضوء اللقاء مع الموفد الأميركي، ويفترض أن يتم الأمر ذاته بالنسبة للكيان الاسرائيلي.
وأفادت وكالة «رويترز» أن «حكومة تصريف الأعمال وافقت على التنازل عن 40% من حصة «توتال إنرجيز» في كونسورتيوم لاستكشاف الرقعة 9 في المياه البحرية اللبنانية إلى شركة «داجا 215». إلا أن المعلومات أفادت لاحقاً أن شركة توتال الفرنسية لم تتنازل عن حصة الـ40% التي تملكها في الكونسورتيوم الذي يفترض أن يعمل في البلوك رقم 9، بل قامت بنقلها إلى شركة تابعة لها تدعى داجا 215».
وإذ يسبق توجه وفد الاحتلال الإسرائيلي الى الناقورة اجتماع موسع لحكومة العدو، أفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، بأنّ «وزارة الطاقة الإسرائيلية تسمح لشركة «إنرجين» بالبدء في استخراج الغاز الطبيعي من حقل كاريش».
وأكّد الرئيس الأميركي جو بايدن، بعد لقائه رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ في البيت الأبيض، أنّ «اتفاق ترسيم حدود بحرية دائمة بين لبنان و»إسرائيل» تاريخي وتطلب شجاعة من الجانبين». ولفت إلى أنّ «اتفاق الحدود البحرية سيسمح بتطوير حقوق الطاقة للبلدين ويخلق فرصاً اقتصادية للبنان ويوفر الأمن لـ»إسرائيل»».
ووفق تقييم مصادر سياسية لإنجاز التفاهم، فتشير لـ»البناء» الى أن «لم يكن الملف لينجز لولا توافر ظروف دولية تمثلت بالحاجة الأوروبية والأميركية للغاز في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، ولا منح لبنان حقوقه الكاملة لولا الموقف اللبناني الموحد الذي عبر عنه الرؤساء الثلاثة مدعوماً بموقف المقاومة الذي فرض معادلة قاسية على العدو الإسرائيلي تقضي بمنعه من استخراج الغاز من كاريش وما بعد بعد كاريش قبل إنجاز التفاهم ومنح لبنان حقوقه ورفع الفيتو الأميركي عن الشركات للعودة الى التنقيب والاستخراج في الحقول اللبنانية». وشددت المصادر على أن «تفاهم الترسيم لا ينطوي على أي اتفاقية ولا معاهدة ولا أي شكل من اشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ولا أي تعاون اقتصادي في حقل قانا كما ادعى البعض، ولا علاقة للبنان بأي تعويض مالي للعدو من شركة توتال الفرنسية التي تعمل في حقل قانا».
وأوضحت المصادر أن لبنان كان يمكن أن يحصل أكثر من الخط 23+ لولا الأخطاء الفادحة المتعمدة التي ارتكبتها بعض الحكومات الماضية، لا سيما حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في 2007 حيث فرطت بالحقوق والثروة اللبنانية من خلال ترسيم الحدود بين لبنان وقبرص والتلاعب بالنقاط وبالحدود البحرية وعدم العودة عن الخطأ وتصحيح الأمر رغم مرور سنوات وتحذيرات أطراف لبنانية من مخاطر وتداعيات ذلك، كما رفض الحكومتين وقتذاك إرسال الاتفاقية الى مجلس النواب للاطلاع عليها وإقرارها ما أدى الى ذهاب قبرص الى ترسيم حدودها مع «إسرائيل» وفق الترسيم مع لبنان واستغلت لاحقاً الأمر لرسم الخط 1، فضلاً عن تأخير إقرار مراسيم النفط والفساد والإهمال».
وتلاقى الحصار النفطي والمالي والاقتصادي الخارجي على لبنان مع مماطلة البنك الدولي في الإفراج عن تمويل تفعيل خط الطاقة العربي الذي وعد به الأميركيون العام الماضي أي الغاز من مصر والكهرباء من الأردن ما يزيد ساعات التغذية الكهربائية، ويتحجج البنك الدولي بتأخره هذا بالإصلاحات لكنه يخفي شروطاً سياسية وبهدف الضغط على لبنان للتنازل بموضوع ترسيم الحدود ولقطع الطريق على النفط والغاز والفيول من إيران.
ووفق معلومات «البناء» فإن الأميركيين سيفرجون جزئياً عن الحصار الكهربائي للبنان في الأيام القليلة المقبلة بعد نهاية العهد للإيحاء بأن عهد الرئيس عون سبب الأزمات وعقبة أمام الانفراج الاقتصادي، وأمس أعلن وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، وصول باخرة فيول محملة بـ30 ألف طن من الفيول. وأشار، في حديث لقناة تلفزيوني إلى أنّ «حمولة الباخرة قد ترفع التغذية بالكهرباء إلى 3 ساعات يوميًا»، لافتًا إلى أنّ «الأولوية في التغذية بالكهرباء ستعطى للمرافق العامة ومحطات المياه للمساعدة بمواجهة الكوليرا«.
في غضون ذلك، يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر اليوم، ويتناول التطورات الأخيرة على الساحتين المحلية والإقليمية، وسيجري تقييماً لملف الترسيم من المنظار الوطني وأهميته في فرض معادلات المقاومة على العدو بالسلاح وتحصين الموقف الوطني واستفادة الدولة بالمفاوضات مع الأميركيين وغير المباشرة مع العدو في تحصيل الحقوق، فضلا عن أبعاد الترسيم الاقتصادية في إنقاذ لبنان من أزماته مقابل تضعضع جبهة العدو وانقسامها على نفسها واعتراف الكثير من قادة الكيان وإعلامه بأن «إسرائيل» خضعت وتنازلت خوفاً من حزب الله.
كما يتحدث السيد نصرالله عن آخر التطورات في فلسطين في ظل ارتفاع وتيرة العمليات الفدائية الشعبية في فلسطين ضد العدو.
ويتطرق السيد نصرالله وفق معلومات «البناء» الى ملف تأليف الحكومة وسيدعو كافة الأطراف الى تسريع وتيرة المشاورات لتأليف حكومة فيما تبقى من وقت لتحصين البلد من الفراغ الرئاسي والفوضى المتوقعة، كما يعرج على الملف الرئاسي في ضوء نتيجة الجلسات الأربع للمجلس النيابي وسيؤيد دعوة الرئيس نبيه بري للحوار للتوفيق بين الكتل لإنتاج رئيس توافقي.
وتواصلت المساعي الحكومية في آخر محاولة لاستنقاذ الحكومة من الموت السريري خلال 4 أيام، وإذ كشفت مصادر «البناء» عن عودة حزب الله واللواء عباس ابراهيم الى تكثيف الجهود بالتوازي مع دخول السفيرة الفرنسية في بيروت على خط الاتصالات للتوفيق بين بعبدا والسراي الحكومي لتأليف حكومة جديدة لاستشعار الجميع بخطر وتداعيات الفراغ الحكومي الذي سيتزامن مع شغور رئاسي، متوقعة أن تظهر النتائج لآخر محاولة يوم الجمعة المقبل لكون اليوم سينشغل الرؤساء بملف الترسيم. لكن حتى مساء أمس لم تكن العقد قد ذللت كلياً رغم الحديث عن تقدم، لكن العقدة الأساسية وفق معلومات «البناء» تبقى برفض النائب جبران باسيل منح الثقة لحكومة ميقاتي وإن شارك فيها، الأمر الذي يلقى اعتراضاً كبيراً من الرئيس المكلف لكون الحكومة لن تحظى بميثاقية مسيحية برفض كتل التيار الوطني الحر والقوات والكتائب منحها الثقة.
وبقيت جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية معلقة على تمسك كتل القوات والكتائب اللبنانية واللقاء الديموقراطي بمرشح التحدي ميشال معوض بإيحاءات خارجية تراهن على أن يدفع ضغط الفراغ وتداعياته على البلد بحزب الله وحركة أمل وحلفائهما والتيار الوطني الحر الى السير بمرشحين محسوبين على الحلف الأميركي السعودي.
وانطلاقاً من هذا الواقع أعلن الرئيس بري أن لا جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم، على أن يحدد موعد الجلسة المقبلة لاحقاً.
على صعيد آخر، انطلقت أمس، قافلتان في عودة طوعية للنازحين السوريين في لبنان، من بلدة عرسال والنبطية، باتجاه الحدود السورية. وضمت القافلة حوالي 100 عائلة سورية سارت باتجاه الأراضي السورية، بإشراف وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار وضباط الأمن العام اللبناني والجيش اللبناني ومديرية المخابرات.
وفي كلمة له، أكد حجار أن «العملية تسير من دون أي عوائق»، داعياً النازحين إلى «التسجيل لدى الأمن العام للعودة الطوعية إلى قراهم ومنازلهم». وأضاف «الأسبوع القادم يوجد قافلة أخرى، ومستمرون بعملية عودة كل النازحين». من جانبه، أعلن وزير المهجرين بحكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، ان عدد النازحين العائدين إلى سورية سيبلغ ستة آلاف شخص، وسيتوزعون على دفعتين.
---------------------------------------------------------------------------------------------------
افتتاحية جريدة الأخبار
تفاوض سري واتصال من القيادة الأميركية الوسطى سحب الخط 29 من التداول: رحلة الخطوط من «الخطيئة الأصـلية» إلى التفاهم على الـ 23
رحلة 16 عاماً من العبث تنتهي اليوم بتوقيع تفاهم ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة. ما كان ينبغي للمفاوضات مع العدو أن تستغرق كل هذه المدة لولا سوء الأداء والإدارة لهذا الملف، بدءاً من خطيئة الترسيم مع قبرص، والنكد السياسي الذي أخّر الاستكشاف والتنقيب في البحر اللبناني ما أعطى أسبقية لإسرائيل، مروراً بطموحات رئاسية واستعداد للتنازل عن الحقوق والقبول بـ«خط هوف» مع بالغ «التفهّم» للأميركيين، وليس انتهاء باستمرار الحملة على ميشال عون الذي وفّر، مدعوماً بمعادلة قوة المقاومة، اتفاقاً وصفه قائد المقاومة بـ«الإنجاز الكبير المتاح»، فيما لا يزال هناك من يصرّ على وصفه باتفاق إذعان، رغم أن لبنان بمقاومته، مدعومة من رئيسه، كان على استعداد تام لخوض حرب على إسرائيل يكون هو البادئ بها لو لم يتحقّق. من الإنصاف القول، على مسافة أيام من مغادرة ميشال عون قصر بعبدا، أن الرجل حقّق إنجازاً تاريخياً (لا يعني ذلك أنه ليس منقوصاً) بالحصول على اتفاق وفق خط رسمه لبنان وتبنّاه، وكان مسؤولوه في وقت من الأوقات مستعدين للقبول بما هو أقل منه. وحدها المقاومة، من بين كل الأطراف السياسية اللبنانية، كانت عينها على هذا الملف منذ بدء التفاوض. هذا ما كتبه فريدريك هوف نفسه حول بدء مهمته وسيطاً في الترسيم عام 2010 بأنه «ما كان لجهودنا أن تبدأ على الإطلاق لو أن حزب الله عارضها. في وقت ما، ألقى زعيم التنظيم (السيد حسن نصر الله) خطاباً قال فيه إن على الحكومة اللبنانية أن تمارس كل الوسائل الدبلوماسية والقانونية لحماية حقوقها في المنطقة الاقتصادية الخالصة. وما من كلمة في الخطاب كانت تلوّح بالعنف». ووحدها المقاومة، أيضاً، إلى جانب إدارة جيدة لمفاوضات الأشهر الأخيرة، من سرّعت حسمه بإعلان نصر الله الثقة بقيادة عون لمعركة الترسيم وإمهال العدو شهرين لإنجاز الملف
=========================================================================================
التحرير بالردع
ثمانية عشر عاماً، أكثر من 2000 شهيد مقاوم (لا يوجد للأسف إحصاء دقيق لعدد شهداء هذه الحقبة، وإن كانت المقاومة الإسلامية أعلنت وحدها انتماء 1276 منهم إليها)، آلاف العمليات الغُوارية المختلفة الأنواع (ثمة إحصاءات وثّقت نحو 20 ألف عملية تبدأ برمايةٍ من سلاح خفيف وصولاً إلى اقتحام مواقع الاحتلال والعمليات الاستشهادية)، منطقةٌ غزاها الاحتلال الإسرائيلي، اتسعت مساحتها إلى 3430 كلم مربعاً عام 1982 لتستقر، بفعل ضربات المقاومين، على 955 كلم مربعاً عام 1985، استعادت انتماءها وحريتها. ذاك كان المسار المكثف للتحرير الأول عام 2000. التحرير بالاستنزاف.
======================================================================
افتتاحية صحيفة النهار
يوم تاريخي: إبرام اتفاق الترسيم في نهاية العهد
مثلما شكل اختراقا لدى التوصل اليه قبل فترة قصيرة وسط ظروف لبنان الدراماتيكية واقترابه من العد العكسي لنهاية العهد وسط أجواء مأزومة، يبلغ مسار اتفاق #ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة ورعاية الأمم المتحدة اليوم محطته الرسمية النهائية في احتفال “غامض” بمراسمه في الناقورة، إيذانا بسريان هذا الاتفاق التاريخي. وإذ بدا لافتا ان أي برنامج رسمي معلن لـ”مراسم” ابرام الاتفاق ولا حتى للساعة المحددة له بعد ظهر اليوم في الناقورة، لم يكن اعلن حتى ليل امس، كما لم يكشف الوفد اللبناني الذي سيوكل اليه رئيس الجمهورية ميشال عون تسليم وثائق الاتفاق، بدا واضحا ان العهد انتظر وصول الوسيط الاميركي في ملف الترسيم #آموس هوكشتاين الى بيروت قبل اعلان أي خطوة. ولكن ذلك لم يقلل الدلالات البارزة لليوم “التاريخي” لابرام الاتفاق او بالأحرى لتبادل وثائق الاتفاق وما تشتمل عليها من رسالة أميركية تتضمن النص النهائي للاتفاق. ولعل المفارقة اللافتة التي تواكب هذا “اليوم التاريخي” تتمثل في ان حدث الترسيم الذي تردد انه قد يحجب عن التغطية الإعلامية المباشرة يخترق بطبيعته الاستثنائية اللحظة التي يجتازها لبنان قبل ثلاثة أيام فقط من يوم مغادرة الرئيس عون قصر بعبدا الاحد المقبل، إيذانا بنهاية ولايته في اليوم التالي الموافق الاثنين 31 تشرين الأول. كما ان جولة هوكشتاين قبل ظهر اليوم على الرؤساء الثلاثة لن تحجب خلفية المأزق الداخلي المأزوم الذي يرقى الى ازمة دستورية بالغة الخطورة في تردداتها بإزاء فراغ رئاسي صار امرا واقعا مثبتا من جهة، ونزاع بين العهد المتأهب للرحيل ورئيس حكومة تصريف الاعمال حال دون تسوية لتشكيل حكومة او اعلان حكومة معدلة. لكن احتمالات التوصل قبل ساعات من نهاية العهد الى هذه التسوية صار اشبه بوهم.
بايدن… وهوكشتاين
وقد وصف الرئيس الأميركي جو بايدن خلال استقباله امس في البيت الأبيض الرئيس الإسرائيلي يتسحاك يرتزوغ اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بأنه “فتح تاريخ”، قائلا إنها “تتطلب شجاعة حقيقية”. واعتبر بايدن ان اتفاق الترسيم تطلب شجاعة من الطرفين وديبلوماسية حازمة، وسيسمح بتطوير حقوق الطاقة للبلدين ويخلق فرصًا إقتصادية للبنان ويوفر الأمن لإسرائيل.
وقبيل وصول هوكشتاين مساء امس الى بيروت وزعت السفارة الأميركية نص بيان اصدره مكتب المتحدث باسم الخارجية الأميركية وجاء فيه ان “المنسق الرئاسي الخاص آموس هوكشتاين يزور لبنان اليوم (امس) لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية التاريخية لوضع حدود بحرية دائمة بين لبنان وإسرائيل. وسوف يجتمع هوكشتاين في بيروت بالرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب #نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي للتعبير عن امتنانه لكل منهم على روح التشاور والانفتاح التي ظهرت خلال المفاوضات، والتي تم وضع أسسها في اتفاق الاطار سنة 2020 بقيادة رئيس مجلس النواب نبيه بري.
بعد ذلك سوف يزور هوكشتاين الناقورة لاتخاذ الخطوات النهائية لدخول اتفاق إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ. وبعد ذلك سيقدم الطرفان إحداثيات بحرية إلى الأمم المتحدة بحضور الولايات المتحدة. سيتوجه هوكشتاين بعد ذلك إلى إسرائيل حيث سيلتقي رئيس الوزراء يائير لابيد ويشكره وفريقه على ديبلوماسيتهم المثابرة والمبنية على المبادئ من أجل التوصل إلى حل بشأن هذا الملف الحساس”.
وعلم ان هوكشتاين الذي زار بعيد وصوله مساء امس نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب سيزور قصر بعبدا في التاسعة والنصف صباح اليوم ليسلم الى الرئيس عون المذكرة التي تتضمن الاتفاق وقد يوقع عون على المذكرة وتسلم للوفد اللبناني الذي سيكلف بتسليمها في الناقورة . وسيدلي هوكشتاين ببيان قبل ان ينتقل الى السرايا ثم الى عين التينة في لقاءين اخرين سريعين .
وعشية يوم ابرام الاتفاق بدا ان الإجراءات الايلة للشروع في عملية استكشاف الغاز من الجانب اللبناني قد اتخذت منحى سريعا فيما اعلن في إسرائيل الشروع في عملية استخراج الغاز. وأفادت وكالة “رويترز” ان حكومة تصريف الأعمال في لبنان وافقت على التنازل عن 40% من حصة “توتال إنرجيز” في كونسورتيوم لاستشكاف الرقعة 9 في المياه البحرية اللبنانية إلى شركة “داجا 215”.
ولكن مصادر مطلعة أوضحت لاحقا أنّ شركة توتال الفرنسية لم تتنازل عن حصة الـ40% التي تملكها في الكونسورتيوم الذي يفترض أن يعمل في البلوك رقم 9، بل قامت بنقلها إلى شركة تابعة لها تدعى داجا 215 . واوضحت أنّ شركة توتال التي كان يفترض أن تعمل في البلوك رقم 9 هي شركة TOTAL EP LEBANON وهي شركة تابعة لتوتال الأمّ، ولكنها شركة مسجلة في لبنان. وبالتالي، فبموجب إتفاق ترسيم الحدود مع إسرائيل لا يحق لها العمل في البلوك رقم 9 وتحديدًا بقعة قانا منعًا لأي تطبيع، ولذلك جرى نقل حصة الـ40% لشركة أخرى تابعة لتوتال غير مسجلة في لبنان. وبدورها اكدت مصادر وزارة الطاقة أن حصة نوفاتك والتي تبلغ 20% من حصة كونسورتيوم استكشاف الرقعة 9 آلت إلى لبنان الذي حولها بشكل مؤقت الى داجا 216 وهي شركة مملوكة من توتال، على تتحول هذه الحصة لاحقا الى مشغل عالمي ينضم الى التحالف خلال مهلة 3 أشهر. وأضافت هذه المصادر ان وزارة الطاقة تسلمت “رسالة نيات” من وزارة الطاقة القطرية تعرب عن نية Qatar energie التابعة للدولة القطرية بالاستحواذ على هذه الحصة، كما أعربت عن رغبتها بأن تزيد حصتها بأخذ 5% من حصة توتال و5 بالمئة من حصة eni في الكونسورتيوم فتصبح الحصص على الشكل الاتي:
35 في المئة لتوتال ، 35 في المئة لايني ، 30 في المئة لقطر .
وكشف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب بأنّ “شركة “توتال” ستبدأ العمل في حقل قانا للتنقيب عن الغاز بعد توقيع الإتّفاق”. وقال بو حبيب “سننشر نصّ إتّفاق ترسيم الحدود البحرية رسميا بعد التوقيع عليه”. واضاف: “أمل كبير لدى اللبنانيين بأن يصبح لبنان بلدًا نفطيًا”. وأكّد أنّ “لا تعقيدات بشأن محادثات ترسيم الحدود البحرية مع #سوريا”، وأضاف: “سنتفق على موعد آخر مع السوريين لبدء محادثات ترسيم الحدود”.
بري وطاولة الحوار
وفيما اكد مكتب الرئيس بري الاعلامي أن لا “جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية غداً (اليوم) على أن يحدد موعد الجلسة المقبلة لاحقاً”، علم ان بري بدأ التحضير لوضع اللمسات الاخيرة لطاولة الحوار في مقر الرئاسة الثانية على ان يوجه الدعوات لرؤساء الكتل النيابية ليلتقوا حول طاولة حوارية تحمل عنوان : ” انتخاب رئيس للجمهورية” من دون الخوض في اي مواضيع اخرى.
ولم يتلق بري أي اعتراض بعد من اي كتلة بل سمع كلاما ايجابيا من اكثر من جهة.
وردا على سؤال حول موقف “القوات اللبنانية ” وما تردد انها غير متحمسة لهذه الدعوة ، ينقل عن بري بأنه لم يسمع منها مثل هذا الموقف ولم يصله اي نص خطي في هذا الخصوص.
ويقول “في النهاية على الجميع تحمل مسؤولياتهم. وان انتخاب رئيس لا يخص فئة دون اخرى بل هي مسألة وطنية ودستورية تفرض على الجميع القيام بها”. وركز رئيس المجلس على “المقاربة لشخصية الرئيس المقبل انطلاقا مما ركز عليه في كلمته في ذكرى الامام موسى الصدر في صور”.
ومن المتوقع ان يحضر رؤساء الكتل جميعهم وبالنسبة الى النواب السنة سيتم ترك الامر لهم ليختاروا ممثليهم من دون اي تدخل من بري. وبالنسبة الى النواب “التغييرين” الـ13 في امكانهم ان يتمثلوا بفريق واحد او اثنين.
من جهة ثانية، انطلقت امس قافلتان في عودة “طوعية ” للنازحين السوريين في لبنان بدا واضحا ان اعدادها كانت قليلة ، من بلدة عرسال والنبطية، باتجاه الحدود السورية. وضمت القافلة حوالي 100 عائلة سورية سارت باتجاه الأراضي السورية، بإشراف وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار وضباط الأمن العام اللبناني والجيش اللبناني ومديرية المخابرات. وأكد حجار أن “العملية تسير من دون أي عوائق” داعيا النازحين إلى “التسجيل لدى الأمن العام للعودة الطوعية إلى قراهم ومنازلهم”. وأضاف “الأسبوع المقبل يوجد قافلة أخرى، ومستمرون بعملية عودة كل النازحين”. من جانبه، أعلن وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، أن ثلاث قوافل للاجئين توجهت إلى سوريا وان عدد النازحين العائدين إلى سوريا سيبلغ ستة آلاف شخص، مشيرا إلى أنهم سيتوزعون على دفعتين.
******************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
بري “لن يضيّع وقت الحوار بالمواصفات”: شخصية تجمع ولا تطرح
السلطة تتقاذف “توقيع التطبيع”: عون يوقّع للأميركيين وبوحبيب للأمم المتحدة
في تل أبيب أُعلن رسمياً أمس عن بدء إنتاج الغاز من حقل “كاريش” بالتوازي مع الإعلان عن تولي رئيس الحكومة يائير لابيد مسألة التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، وفي البيت الأبيض احتفى الرئيسان الأميركي والإسرائيلي جو بايدن واسحق هرتسوغ بإبرام “الاتفاق التاريخي الذي طال انتظاره” بين الجانبين الإسرائيلي واللبناني وفق تعبير بايدن على اعتبار أنه “تطلب شجاعة كبيرة” مجدداً التأكيد أمام هرتسوغ على “التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل”… أما في بيروت، فبدت سلطة 8 آذار مربكة عشية توقيع اتفاقية الترسيم في الناقورة، وبقي رئيس الجمهورية ميشال عون حتى لحظة وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين غير حاسم في تحديد طبيعة الوفد اللبناني إلى الناقورة والشخصية التي ستتولى توقيع مذكرة اتفاق الترسيم الحدودي مع إسرائيل، وسط “تخبط” واضح في التسريبات والمعلومات الواردة من دوائر قصر بعبدا في هذا الخصوص.
وإذ اكتفت دوائر الرئاسة الأولى بتعميم موعد وصول هوكشتاين صباح اليوم إلى بعبدا والخطوات التي ستلي ذلك، من بيان مكتوب يلقيه الوسيط الأميركي ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، ليترأس بعدها عون اجتماع الوفد المكلّف تسليم رسالة الموافقة اللبنانية الرسمية على اتفاقية الترسيم البحري مع إٍسرائيل في الناقورة، أوضحت مصادر مواكبة للأجواء المحيطة بإشكالية تشكيل الوفد اللبناني لـ”نداء الوطن” أنّ السلطة بدت أمس كمن “يتقاذف مسؤولية التوقيع على اتفاقية الترسيم، بحيث رفض أكثر من طرف تحمّل هذه المسؤولية خشية وصم اسمه بشبهة التطبيع مع إسرائيل على امتداد التاريخ اللبناني، خصوصاً وأنّ “حزب الله”، وهو الطرف الذي شكل قوة الدفع الأكبر في إبرام الاتفاقية الحدودية مع إسرائيل، نأى بنفسه عن هذه المسؤولية وتوارى خلف الدولة في إنجازها لكي لا يتحمل مسؤولية مباشرة بهذا الشأن أمام الرأي العام وجمهوره”.
وقبيل منتصف الليل، وبينما كان بوصعب يقيم مأدبة عشاء تكريمية على شرف الوسيط الأميركي احتفاءً بإنجاز اتفاقية الترسيم مع إٍسرائيل، كشفت أوساط مشاركة في العشاء لـ”نداء الوطن” أنّ الصيغة التي تم اعتمادها لتوثيق الموافقة اللبنانية الرسمية على هذه الاتفاقية قضت بأن يتولى رئيس الجمهورية نفسه توقيع نص الرسالة الأميركية وتوجيهها إلى الرئيس الأميركي تأكيداً على موافقة لبنان والتزامه كامل البنود الواردة في اتفاق الترسيم الحدودي البحري مع إسرائيل، بينما سيتولى وزير الخارجية عبد الله بو حبيب توقيع رسالة لبنان بهذا الخصوص، وتوجيهها إلى الأمم المتحدة لكي يصار إلى اعتماد الحدود اللبنانية البحرية الجديدة المتفق عليها مع إسرائيل في السجلات الأممية.
في الغضون، بات الشغور في موقع رئاسة الجمهورية بحكم الأمر الواقع أمس في ظل تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري عدم عقد جلسة انتخاب رئاسية اليوم لتزامنها مع موعد إبرام اتفاقية الترسيم، لتتجه الأنظار تالياً إلى موعد توجيه بري الدعوات إلى الكتل النيابية للاجتماع حول طاولة حوار في عين التينة “على جدول أعمالها بند وحيد وهو رئاسة الجمهورية” كما نقل زوار رئيس المجلس عنه أمس لـ”نداء الوطن”، إذ إنّ بري وبعد دعوته إلى 4 جلسات لانتخاب الرئيس وما خلصت إليه هذه الجلسات من نتائج “صار يرى في الأمر مهزلة سواءً بورقة بيضاء من هنا أو ورقة سوداء من هناك وغيرها من الأوراق”.
وإذ استبعد بري، بحسب زواره، حصول أي تقدم في ما تبقى من أيام حول تأليف الحكومة، ووصف الآمال في هذا الصدد بأنها “تتطلب معجزة”، علّق على دعوة الرئيس عون إلى الرئيس نجيب ميقاتي للعودة إليه مساء الثلثاء للاتفاق على الحكومة، مكتفياً بالإشارة إلى “ما تبع هذه الدعوة من هجوم شنه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ضد ميقاتي وما أعقب ذلك من رد، الأمر الذي لا يوحي بأن هناك حكومة” جديدة.
وأوضح بري للذين استفسروا منه عن موعد الدعوة إلى الحوار الرئاسي أنها لن تكون قبل 31 الشهر الجاري “احتراماً لرئيس الجمهورية”، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أنه تشاور مع الكتل النيابية لأنه سيدعو رؤساءها وليس رؤساء الأحزاب، فلقي تجاوباً منهم. وحين قيل له إن “بعض أوساط حزب “القوات اللبنانية” لم يبدِ حماساً للفكرة، أكد أنه لم يصله أي اعتراض في هذا الشأن من نواب تكتل “الجمهورية القوية”، ولفت كذلك إلى أنه لقي تجاوباً من رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، على أن يحضر رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” تيمور جنبلاط اجتماع الحوار، فيما تبلغ من رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل استعداده للمشاركة في الحوار في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد. أما عن تمثيل النواب السنّة، ففهم من التقوا بري أن تمثيلهم في الحوار ينتظر أن يتم على أساس 3 مجموعات، بما يشمل نواب الشمال وبيروت وصيدا، مع الإشارة إلى أنّ “من يرفض الدعوة إلى الحوار هو من سيتحمل مسؤولية التغيب عنه”.
وهل سيتناول الحوار المواصفات أم الأسماء الرئاسية؟ ألمح بري أمام زواره إلى أنه لن يعمل على إضاعة الوقت، وقال: “الجميع طرح مواصفات للرئيس، وفي الخطاب الذي ألقيته في مهرجان ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر في صور حددتها بالشخصية التي تجمع ولا تطرح ولا تقسم والتي توحد ولا تفرق والتي بقدر ما تحتاج الى حيثية مسيحية تحتاج الى حيثية إسلامية وحيثية وطنية”، لكنّ رئيس المجلس لم يستبعد في الوقت عينه أن يبادر البعض إلى إعادة الحديث عن المواصفات على طاولة الحوار، بينما طرح الأسماء قد يتم في “الوشوشات الجانبية”، حتى لو تناول بعض الحضور بعض الأسماء المرشحة للرئاسة على الطاولة.
******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
تساؤلات حول أسباب استبعاد الجيش عن ترسيم الحدود
(تحليل سياسي)
يوسف دياب
ينتظر أن ينتقل اليوم وفد رسمي لبناني إلى منطقة الناقورة عند الحدود مع إسرائيل، ليسلم الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين والأمم المتحدة كتاباً موقعاً من رئيس الجمهورية ميشال عون، يتضمن الموافقة على الترسيم بصيغته النهائية، فيما فتح ترسيم الحدود البحرية مع سوريا صفحة جديدة من التعقيد، بعد إلغاء الجانب السوري الزيارة التي كانت مقررة أمس لوفد سياسي لبناني إلى دمشق، بزعم تسرع لبنان في تحديد موعدها من دون التنسيق المسبق مع دمشق.
وبدا لافتاً تغييب الجيش اللبناني عن هاتين المحطتين الأساسيتين، علما بأن المؤسسة العسكرية هي المعنية مباشرة بالتفاوض التقني، وإزاء ضخ معلومات تفيد بأن الجيش نأى بنفسه عن هذه الاستحقاقات، استغرب مصدر أمني بارز ما يسرب عن رفض الجيش الخوض في موضوع ترسيم الحدود البحرية، وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «السلطة السياسية هي التي حيدت الجيش عن هذه المهمة». وقال: «بموضوع ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، كلف الجيش من قبل السلطة بمهمة التفاوض، وحدد الوفد العسكري الخط 29 نقطة تفاوض، وقدم الأدلة والوثائق التي تثبت أنه يقع تحت السيادة اللبنانية، بما يحفظ حق الدولة والشعب في الثروات الموجودة تحته.
لكن القيادة السياسية سحبت هذا الملف من يد الجيش، واتفقت مع الوسيط الأميركي على الخط 23 نقطة تفاوض دون تقديم المبررات»، مشيراً إلى أنه «عندما استشار (السياسيون) الجيش بعد الاتفاق مع الوسيط الأميركي، كلفت القيادة مسؤول وحدة الهيدروغرافيا في الجيش، الذي وضع النقاط على الخرائط وانتهى دوره عند هذا الحد».
واللافت أن استبعاد الجيش عن مفاوضات الحدود البحرية الجنوبية، انسحب على الحدود الشمالية مع سوريا، خصوصاً أن الوفد الذي شكله الرئيس عون وضم وزراء وشخصيات من فريقه السياسي، وكان بصدد التوجه إلى سوريا أمس الأربعاء، خلا من ممثل للمؤسسة العسكرية، وكشف المصدر الأمني أن «السياسيين لم يسألوا الجيش عن رأيه ولا عن خرائطه والإحداثيات التي لديه المتعلقة بالحدود مع سوريا»، معتبراً أن «المزاعم التي تروج عن أن قائد الجيش رفض الدخول بالمفاوضات غير صحيح». وقال إن من غير المعقول أن يكلف الجيش بمهمة وطنية، ويتردد في تنفيذها.
وأعطى تغييب المؤسسة العسكرية تفسيرات تثير قلق اللبنانيين حيال خلفيات هذا القرار، إلا أن مصادر مطلعة على أجواء القصر الجمهوري، بررت عدم وجود ممثل للجيش، وأوضحت أن «أي ضابط لبناني لن يشارك ضمن الوفد المتوجه إلى الناقورة، لعدم وجود محادثات تقنية تتطلب حضور الخبراء العسكريين». وأكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن «كل ما في الأمر أن وفداً مدنياً (لم يحدد أسماء أعضائه حتى مساء أمس)، سيسلم الكتاب الذي سيوقعه رئيس الجمهورية (اليوم) إلى الوسيط الأميركي (آموس هوكشتاين) وإلى فريق تابع للأمم المتحدة في الناقورة، ليصبح وثيقة معتمدة لدى المنظمة الدولية تكرس حق لبنان في ثرواته».
لافتة إلى أن «الجيش لعب دوراً أساسياً وفاعلاً خلال جلسات التفاوض غير المباشرة التي عقدت بين لبنان والجانب الإسرائيلي العام الماضي». وشددت المصادر على أنه «لا توقيع لأي وثيقة من الجانب اللبناني في الناقورة، بل مجرد نقل الكتاب الموقع من رئيس الجمهورية وتسليمه إلى هوكشتاين وفريق الأمم المتحدة».
وبدا لافتاً أن تغييب الجيش يخالف ما حصل في مناسبات مماثلة، إذ إن اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل وقعها ضابطان في الجيش اللبناني هما المقدم توفيق سالم والرائد ج. حرب في 23 مارس (آذار) 1949، كما أن تفاهم أبريل (نيسان) الذي أنهى حرب «عناقيد الغضب» الإسرائيلية ضد لبنان، وقعه الجيش عن الجانب اللبناني في 26 أبريل 1996.
ولم يجد العميد المتقاعد في الجيش بسام ياسين الذي كان رئيس الوفد العسكري الذي خاض مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، تفسيراً لاستبعاد الجيش عن مفاوضات الترسيم مع سوريا، ولا عن مخاض التفاوض الذي حصل بين الوسيط الأميركي والقيادة اللبنانية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «القيادة السياسية التي أدارت المفاوضات هي التي تملك الأجوبة وليس أي طرف آخر».
وفي قراءته لأسباب عدم إدراج فريق تقني وعسكري ضمن الوفد اللبناني الذي كان بصدد الذهاب إلى سوريا للبحث بالترسيم البحري، أعلن العميد ياسين أنه «لا يملك معلومات إذا كان الوفد السياسي ذاهباً للتفاوض المباشر أم لفتح الباب أمام المفاوضات اللبنانية السورية». وذكر بأن «الجيش والفرق التقنية والفنية التابعة له، هي التي تحدد الخرائط والإحداثيات، ومن ثم تقوم السلطة السياسية بإبرام الاتفاق».
******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“الجمهورية”: آخر النياشين لهوكشتاين .. وآخر التواقيع.. لا حكومة
يوقّع لبنان واسرائيل عصر اليوم الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية برعاية الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين، لِتدخُل المنطقة الجنوبية البحرية والبرية على حد سواء مرحلة جديدة لا يمكن التكهّن بطبيعتها ومستقبلها من الآن. فيما يدخل الاستحقاقان الحكومي والرئاسي في مهب الفراغ حيث لم يعد ممكنا إنجاز أيّ منهما في خلال الايام الاربعة المتبقية من ولاية رئيس الجمهورية التي تنتهي منتصف ليل الاثنين ـ الثلاثاء المقبلين. وفي هذا الصدد اكد مرجع كبير لـ”الجمهورية” انّ اي اتصالات او محاولات جديدة لم تحصل امس أقله على مستوى تأليف الحكومة. وتوقّع ان تتولى حكومة تصريف الاعمال صلاحيات رئاسة الجمهورية بالوكالة توّاً بعد خلو سدة رئاسة الجمهورية بدءاً من الاثنين، حيث ان ليس هناك مِن نص دستوري يمنعها من ذلك.
بدأ حبس الانفاس واشتدّ الكباش مع اقتراب العد العكسي من ساعة الصفر لحظة سقوط قلم التوقيع من يد رئيس الجمهورية عند الثانية عشرة ليل الاثنين المقبل…
وقد سَرت في الساعات الاخيرة أجواء اتهمت اوساط ميقاتي «التيار الوطني الحر» ببثّها حول حصول حلحلة في التأليف مع ترجيح ولادة الحكومة خلال يومين. لكن مصدراً سياسياً رفيعاً مُطلعاً على ملف التأليف دَحض هذه الاجواء وكشفَ لـ«الجمهورية» ان «التيار سبق له ان اعتمد هذه الافلام ليُلقي اللوم على الرئيس المكلف ويتهمه بالعرقلة، فيما حقيقة الامر ان رئيس التيار النائب جبران باسيل لا يزال عند موقفه بعدم اعطاء الثقة لحكومة ميقاتي».
وروى المصدر لـ«الجمهورية» آخر المفاوضات التي اصطدمت بشرط الثقة قائلاً «انّ ميقاتي رضي بالهَم والهم لم يرض به، فبعد ان تم الاتفاق على تغيير ٦ وزراء داخل الحكومة (سني – شيعي – درزي – ٣ مسيحيين قريبين من التيار يختارهم باسيل) توقّف النقاش والتفاوض عندما سأل ميقاتي عن الثقة، فكان جواب باسيل: « لا ثقة».
واضاف المصدر ان ميقاتي استَفزّه كثيراً هذا الامر واستاء من طريقة التعاطي، فبعد ان قبل بشروط باسيل الذي أكلَ عليه حق معرفة الاسماء الثلاثة وحقائبهم لأنهم «يخصّونه» فلا يكشفهم الا قبل ربع ساعة من اصدار المراسيم، أصرّ على انّ الثقة حق مكتسب له ولكتلته وهو يقرر ما اذا كان سيعطيها والارجح انه لن يعطيها. هنا فرملَ الرئيس المكلف العملية وقال للوسطاء «لا حكومة الا اذا قبلوا بالشروط التي وضعتها وفي مقدمها الثقة». فأُطفئت المحركات في انتظار صدمة ما اصبحت صعبة في هذا المناخ».
وعن امكانية حصول مفاجآت في ظل ضيق الوقت، اشار المصدر الى انه «لا يزال هناك عملياً 5 ايام، واذا ما حسمنا منها خميس التواقيع وأحد المغادرة تبقى 3 ايام»…
لكن المصدر يعود ويسأل: ما الذي يمكن ان يحصل؟ لا شيء على الارجح الا اذا كان باسيل يريد رَد الصاع صاعين لميقاتي، فالاخير لعبَ على ضيق الوقت حتى لا يتسنّى لرئيس الجمهورية ترؤس أي جلسة يمكن ان يطرح من خارج جدول اعمالها بنداً، وباسيل يريد ان يبتزّ ميقاتي حتى آخر نفس»…
ويختم المصدر «انّ العهد الذي ينشغل بآخر ايامه بتعليق النياشين، وآخرها على صدر هوكشتاين اليوم، لم يَشأ ان يمحو من صفحاته في آخر صلاحياته ومحطاته انه بالفعل في بعبدا كان هناك رئيسان: الاول يُفاوض والثاني يوقّع».
بايدن
وعشيّة توقيع الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ «اتفاق ترسيم حدود بحرية دائمة بين لبنان وإسرائيل تطلّبَ شجاعة من الجانبين». وقال بعد لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في البيت الأبيض: «إسرائيل ولبنان يوقعان غدًا (اليوم) اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي تعدّ فتحًا تاريخيًا، وتطلّبت شجاعة وديبلوماسية حازمة». ولفت إلى أنّ «هذا الإتفاق سيسمح بتطوير حقوق الطاقة للبلدين ويخلق فرصًا اقتصادية للبنان ويوفّر الأمن لإسرائيل»، مجدّدًا «التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل».
وكان الوسيط الاميركي هوكشتاين قد وصل الى لبنان امس لـ«وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية التاريخية لوضع حدود بحرية دائمة بين لبنان وإسرائيل»، بحسب بيان لمكتبه.
ولفت البيان الى أنّ «هوكشتاين سيجتمع في بيروت بالرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي للتعبير عن امتنانه لكل منهم على روح التشاور والانفتاح التي ظهرت خلال المفاوضات، والتي تم وضع أسسها في اتفاق الاطار سنة 2020 بقيادة رئيس مجلس النواب نبيه بري. وبعد ذلك سيزور هوكشتاين الناقورة لاتخاذ الخطوات النهائية لدخول اتفاق إسرائيل ولبنان حيّز التنفيذ. وبعد ذلك سيقدم الطرفان إحداثيات بحرية إلى الأمم المتحدة بحضور الولايات المتحدة. وسيتوجّه هوكشتاين بعد ذلك إلى إسرائيل حيث سيلتقي برئيس الوزراء يائير لبيد ويشكره وفريقه على ديبلوماسيتهم المُثابِرة والمبنية على المبادئ من أجل التوصل إلى حل في شأن هذا الملف الحساس».
ومن المقرر ان يسلّم هوكشتاين الرئيس عون نَص الاتفاق الرسمي لترسيم الحدود البحرية الجنوبية صباح اليوم، على أن يقرّر رئيس الجمهورية مَن سيوفد إلى الناقورة لتوقيع هذا الاتفاق.
هكذا سيتحرك هوكشتاين
وفي معلومات «الجمهورية» ان هوكشتاين الذي تناول طعام العشاء الى مائدة نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، كان قد انتقل فور وصوله إلى مقر السفارة الأميركية، على أن ينتقل الى قصر بعبدا في وقت مُبكر اليوم، بعدما حدّد موعده مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند التاسعة والنصف صباحا حيث من المقرر، وبحسب الترتيبات الخاصة مع السفارة الاميركية، ان يُدلي بموقف على شكل بيان رسمي مكتوب من دون احتسابه مؤتمرا صحافيا.
وبعدها يتوجّه هوكشتاين للقاء كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قبل ان يتوجه بعد الظهر الى الناقورة لاستقبال الوفدين اللبناني والاسرائيلي ليسلّمهما كتب الضمانات الأميركية للتفاهم ويتسلّم منهما، كلّ على حدة، نص الرسالة الرسمية الصادرة عن كل دولة في شأن الإقرار بما قال به التفاهم.
الوفد اللبناني
ومن المقرر ان يترأس عون بعد ذلك اجتماعا لأعضاء الوفد اللبناني الذي سيسلّم في الناقورة الوثيقة اللبنانية الرسمية، بحيث تكون قد صدرت القرارات الخاصة بتشكيله وهو امر بات رهناً بمعرفة حجم ومستوى تمثيل الوفد الاسرائيلي، وليس صحيحا ما تردد ان عون هو من سيوقّع هذه الوثيقة.
رسالة هوكشتاين
وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان هوكشتاين سينقل إلى المسؤولين اللبنانيين والاسرائيليين الكبار رسائل امتنان إدارة بلاده لكلّ من ساهم في هذا «التفاهم التاريخي»، والتعبير عن امتنانه لكل من رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة على روح التشاور والانفتاح من خلال الموقف الموحّد الذي ادى الى تسهيل مساعيه للتوصّل الى التفاهم الذي سيشكل محطة سلام واستقرار في المنطقة والى الإنتعاش الاقتصادي الذي يحتاجه لبنان والى الأمن والسلم الدوليين.
من الناقورة الى إسرائيل
وفي المعلومات التي تسرّبت ليل امس من فريق الموفد الاميركي انه سيتوجّه من الناقورة الى اسرائيل للقاء رئيس الحكومة الاسرائيلية يائير لابيد الذي سيترأس عند العاشرة من قبل ظهر اليوم اجتماع الحكومة الاسرائيلية للمصادقة رسمياً على التفاهم الخاص بترسيم الحدود البحرية مع لبنان قبل توقيعه في الناقورة عصراً.
وسيكون على إسرائيل عند إيداعها الوثائق الخاصة بالترسيم لدى الأمم المتحدة إرفاقها بالاحداثيات الجديدة لحدودها البحرية قياساً على ما نَص عليه الاتفاق الجديد بالصيغ النهائية التي تم التوصّل اليها. وهي خطوة ليست مُلزمة للبنان لأنها التزمت ما قال به المرسوم 6433 ولا حاجة لتعديل اي إحداثيات.
بلد نفطي
وأكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب «أننا سننشر نص اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بعد توقيعه». وقال لقناة «الجزيرة»: «لدى اللبنانيين أمل كبير في أن يصبح لبنان بلدا نفطيا»، موضحًا أنّ «شركة توتال ستبدأ العمل في حقل قانا للتنقيب عن الغاز بعد توقيع الاتفاق».
الى ذلك، شدّد بوحبيب على «أن لا تعقيدات في شأن محادثات ترسيم الحدود البحرية مع سوريا»، مشيراً الى «أننا سنتفق على موعد آخر مع السوريين لبدء محادثات ترسيم الحدود». وقال: «حكومة تصريف الأعمال ستواصل محادثات ترسيم الحدود البحرية مع سوريا». وأكد «أنّ حكومة تصريف الأعمال ستستمر في عملها بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية».
الى ذلك أفادت وكالة «رويترز» أن «حكومة تصريف الأعمال وافقت على التنازل عن 40 % من حصة «Total Energies» في كونسورتيوم لاستشكاف الرقعة 9 في المياه البحرية اللبنانية إلى شركة «داجا 215»، المَملوكة من شركة «توتال».
الضَخ من كاريش
وفي اسرائيل أعلنت شركة «إنرجيان» امس بدء إنتاج الغاز من حقل كاريش البحري الذي شمله اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، وذلك عشية توقيع التفاهم.
وقالت الشركة في بيان تلقّته وكالة فرانس برس»: «يسرّنا أن نعلن إنتاج أولى كميات الغاز من حقل كاريش قبالة سواحل إسرائيل بأمان… يَتزايد تدفّق الغاز باطراد».
وتأمل الشركة أن تتمكن في المدى القريب من إنتاج 6,5 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً، على أن ترتفع الكمية لاحقاً إلى ثمانية مليارات متر مكعب في السنة.
وقال ماثيوس ريغاس الرئيس التنفيذي لشركة «إنرجيان» في بيان: «لقد نفّذنا مشروعا تاريخيا يَجلب المنافسة إلى سوق الغاز الإسرائيلية ويعزّز أمن الطاقة في شرق المتوسط ويوفّر طاقة نظيفة وبأسعار معقولة ستحل مكان إنتاج الكهرباء بواسطة الفحم».
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد منحت امس الاول شركة إنرجيان الترخيص الذي يسمح لها باستخراج الغاز من الحقل الواقع في كاريش المشمول بالتفاهم الذي تم التوصل إليه لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
وفي الأثناء قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد إن «إنتاج الغاز من حقل كاريش سيبدأ وفق ما هو مقرّر عندما تتوافر كل الشروط التقنية».
وينص الاتفاق على أن يكون حقل كاريش البحري تحت السيطرة الإسرائيلية وأن يكون حقل قانا للبنان، لكن بما أنّ جزءا من الحقل الأخير يتجاوز خط الترسيم المستقبلي، ستحصل الدولة العبرية على حصة من الإيرادات المستقبلية من استغلاله.
هوف
وقال الوسيط الأميركي السابق في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل فريدريك هوف في تصريح للصحافيين إن «الهدف من الاتفاق الذي سيوقّع غداً (اليوم) هو استبعاد احتمال نشوب حرب بحرية بين لبنان وإسرائيل إلى أقصى حد». وأشار إلى أن «إسرائيل تأمل في تعزيز الاستغلال التجاري لغازها الطبيعي والتصدير إلى أوروبا فيما لبنان يريد البدء سريعاً باستكشاف (حقل قانا) وبدء الإنتاج»، في خضمّ أزمة اقتصادية غير مسبوقة يرزح تحت وطأتها.
يذكر ان إسرائيل تستغل الآن تجاريّاً حقلَي تامار وليفياتان في شرق المتوسط، ومن شأن الاستغلال التجاري لحقل كاريش أن يُمكّنها من تعزيز إنتاجها من الغاز وزيادة إمداداتها من المادة إلى مصر بُغية تحويلها إلى غاز مُسال يتم نقله من طريق الشحن البحري إلى أوروبا الساعية إلى تنويع مصادر تموينها.
نتنياهو يهاجم
الى ذلك هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة يائير لابيد قائلاً إنه لا يعرف أن يقول «لا» للولايات المتحدة الأميركية، ووصف تعامله مع تهديدات الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله بأنه «استسلام مُخجل».
وتعهّد نتنياهو في حديث لقناة «آي 24 نيوز» الإسرائيلية، أن يرفض طلبات من الرئيس الأميركي جو بايدن إذا كان ذلك يصبّ في مصلحة إسرائيل، مضيفاً أن لابيد يجب أن يقول «لا» للضغوط أو المطالب التي يُمكن أن تشكل تهيديداً على أمن إسرائيل.
وفي إشارة إلى اتفاق ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان، شدد نتنياهو على «أن لابيد لا يستطيع القول «لا» أمام الولايات المتحدة، حيث إنها كانت الوسيط في المفاوضات التي استمرت لأشهر طويلة. ووصَف تعامل لابيد مع تهديدات الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بأنه «استسلام مُخجل».
عودة النازحين
من جهة ثانية غادرت أمس دفعة من اللاجئين السوريين لبنان عائدة إلى سوريا، في إطار رحلات منظمة يتولّاها الأمن العام اللبناني بالتنسيق مع الجانب السوري.
ففي منطقة عرسال في شرق لبنان، تجمّعت منذ ساعات الصباح الأولى حافلات وشاحنات صغيرة، يحمل بعضها لوحات تسجيل لبنانية وأخرى سورية، قبل بدء انطلاقها تدريجاً الى الأراضي السورية. وحمل لاجئون معهم حاجياتهم من أمتعة شخصية ومقتنيات وحتى دواجن وحيوانات، بحسب مصور وكالة «فرانس برس».
ومن المقرر أن يغادر نحو 750 لاجئاً من مناطق عدة، وفق ما اعلن الأمن العام، عبر ثلاث نقاط حدودية على الأقل، في إطار خطة «إعادة النازحين الطوعية والآمنة»، التي بدأتها السلطات اللبنانية عام 2017 على دفعات، وأعلنت الشهر الحالي استئناف تنفيذها.
وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا» الرسمية عن «وصول دفعة من المهجرين السوريين قادمين من مخيمات اللجوء في لبنان عبر معبر الدبوسية الحدودي في ريف حمص (وسط) للعودة إلى مناطقهم الآمنة والمحررة من الإرهاب».
وتقدّر السلطات اللبنانية حالياً وجود أكثر من مليوني لاجئ على أراضيها، بينما يبلغ عدد المسجلين لدى الأمم المتحدة قرابة 830 ألفاً. وبموجب عمليات العودة الجماعية، تمّت وفق بيانات الأمن العام اللبناني إعادة أكثر من 400 ألف لاجئ إلى سوريا، لكن منظمات إنسانية ترجّح أن عدد العائدين أقل بكثير، وتتحدث عن توثيق حالات ترحيل «قسرية».
وقال الوزير بوحبيب عن عودة النازحين الى سوريا انّ «لبنان يعاني من وجود أكثر من مليوني سوري على أراضيه»، لافتًا الى «أنّنا تلقّينا ضمانات بعدم التعرض للاجئين السوريين العائدين إلى بلادهم».
******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
27 ت1: لبنان دولة نفطية بعد التوقيع في الناقورة
100 ساعة تنقل الخلاف حول عهد عون إلى الشارع.. و«رهان مهزوز» على حكومة ولو من الرابية
انتعشت الآمال مع ساعات المساء الأولى بإمكانية التوصل إلى صيغة حكومة جديدة، تصدر مراسيمها، بدءاً من يوم الجمعة، وعلى ابعد تقدير قبل مساء الاثنين 31 (ت1)، أي قبل ساعات من انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون الذي يكون قد استقر في الرابية، في قصره الجديد… بعد جمع شعبي دعا اليه التيار الوطني الحر عند الساعة 11 من قبل ظهر الاحد في 30 الجاري، وعزوف مجموعات (ثورة 17 ت1) عن التحرك في الشارع.
وقالت مصادر حكومية معنية لـ«اللواء» ان تشكيل الحكومة يكون عملية سهلة اذا تم التفاهم مع اقتراحات الرئيس المكلف من دون وضع عراقيل وشروط تؤخر عملية التشكيل وليكون العمل الحكومة منتجاً.
وأكد الخبير الدستوري عادل يمين في رد على سؤال لموقع «اللواء» انه اذا صدرت مراسيم تأليف الحكومة الجديدة ووضعت بيانها الوزاري قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية فلا مانع من ان تأخذ ثقة البرلمان بعد انتهاء الولاية الرئاسية.
لكن، نفت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة الجديدة، ما يروجه التيار الوطني الحر عن استمرار الاتصالات والمساعي، لتحقيق اختراق بملف تشكيل الحكومة في الايام القليلة المتبقية من الولاية المنتهية، وقالت: ان الوساطات توقفت بشكل كامل منذ أكثر من اسبوع، عند مطالب وشروط رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي يصر على المشاركة بالحكومة، والامتناع عن اعطائها الثقة مسبقا، ويروج لمناكفات واشكالات بداخلها من خلال ضم وزراء محسوبين عليه، ليكونوا رأس حربة في المواجهة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تحت شعارات سخيفة، كالحفاظ على صلاحيات رئيس الجمهورية وما شابه، ما يعني ان تكون الحكومة الجديدة، حكومة متاريس، ومواجهات متواصلة بين رئيسها و بعض وزرائها، وتدخل في حالة من الشلل والعجز عن القيام بمسؤولياتها بإدارة السلطة وتسيير الدولة وشؤون الناس، بما ينعكس سلبا على رئيسها الذي سيتحمل نتائج وتداعيات هذا الاخفاق والفشل دون سواه بالنتيجة ،وهو امر بات مكشوفا، ولذلك لا يمكن الموافقة على تاليف حكومة بمواصفات باسيل ونواياه السيئة والخبيثة مسبقا، وكل ما يحكى عن امكانية تحقيق تقدم اواختراق،بملف التشكيل، لايمت للحقيقة ومناف للواقع.
واعتبرت المصادر ان ملف التشكيل سيطوى نهائيا مع مرور الوقت، واستمرار وضع الشروط والمطالب غير المنطقية من قبل باسيل وقد سقطت جراء ذلك، كل سيناريوهات التهديد بالفوضى، على انواعها، واصبحت مغادرة رئيس الجمهورية ميشال عون للقصر الرئاسي ببعبدا، الى منزله بالرابية، امرا محسوما، مع إتخاذ كل الإجراءات والتدابير اللازمة، لمنع اي مظاهر مخلة بالامن،من اي جهة كانت
ومن وجهة نظر المصادر السياسية، فإن تشكيل الحكومة الجديدة، عن طريق تعويمها باكثريتها مع تبديل عدد ضئيل من وزرائها، وابقاء الوزراء الفاشلين فيها، كوزير الطاقة وليد فياض، باصرار من التيار، لن يؤدي إلى تغيير جذري في ادائها، بل يزيد من ترهلها وعدم انتاجيتها وقيامها بالمهمات المنوطة بها، والاجدى من كل ذلك توجيه الاهتمام المطلوب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية باسرع وقت ممكن، تفاديا للفراغ الذي يسعى لتكريسه دعاة تشكيل الحكومةالجديدة وفي مقدمتهم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لغاية ما في نفس يعقوب.
وبعد التطورات المتعلقة بالاستحقاقين الرئاسي والحكومي، تتجه الانظار اليوم الخميس، الى مركز قيادة القوات الدولية في الناقورة، حيث يُفترض ان يتم توقيع تفاهم ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الاسرائيلي في تحول لبنان إلى دولة نفطية، فيما وصل الى بيروت مساء امس، المنسق الرئاسي الخاص آموس هوكشتاين «قبل أن يتوجه إلى إسرائيل لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين»،حسب بيان لوزارة الخارجية الأميركية.
ووفق بيان الخارجية، «يجتمع هوكشتاين في بيروت برئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي (الساعة 10 ونصف)، للتعبير عن امتنانه لكل منهم على روح التشاور والانفتاح التي ظهرت خلال المفاوضات، والتي تم وضع أسسها في اتفاق الاطار سنة 2020 بقيادة رئيس مجلس النواب نبيه بري».
وتابعت الخارجية الأميركية: كما يزور هوكشتاين الناقورة لاتخاذ الخطوات النهائية لدخول اتفاق إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ، بعد ذلك سيقدم الطرفان إحداثيات بحرية إلى الأمم المتحدة بحضور الولايات المتحدة.
كما اشارت الى أنّ «هوكشتاين سيتوجه بعد ذلك إلى إسرائيل حيث سيلتقي برئيس الوزراء يائير لبيد، ويشكره وفريقه على دبلوماسيتهم المثابرة والمبنية على المبادئ من أجل التوصل إلى حل بشأن هذا الملف الحساس».
وحسب معلومات «اللواء» يصل هوكشتاين الى القصر الجمهوري قرابة التاسعة والنصف مع وفد مرافق، ويسلم الرئيس عون النسخة الرسمية النهائية من نص التفاهم الذي تم التوصل اليه بين كل الاطراف، بحضور الوفد اللبناني الذي تولى المفاوضات برئاسة نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب. وتوقع شخصية لبنانية رسمية يتم تحديدها اليوم على رسالة موجهة الى الولايات المتحدة الاميركية ومنظمة الامم المتحدة، تتضمن موافقة لبنان على التفاهم الذي تم، ويرفق بالرسالة نص التفاهم.
وبعد ذلك يلقي هوكشتاين كلمة مكتوبة كما يلقي بو صعب كلمة مكتوبة وينتهي اللقاء.
ويرأس عون بعد مغادرة هوكشتاين، اجتماعاً للوفد اللبناني الذي سيتوجه الى الناقورة لتسليم قيادة القوات الدولية الرسالة اللبنانية، بحضورهوكشتاين ووفد من الامم المتحدة ويعود الوفد من دون عقد اي اجتماع او لقاء اي طرف آخر. ولكن حتى مساء امس لم يكن قد عرف من الذي سينقل الرسالة الى الناقورة وسيتم تحديده صباح اليوم في ضؤ اللقاء مع الموفد الاميركي.
ويفترض ان يتم الامر ذاته بالنسبة للكيان الاسرائيلي.
الى ذلك، أعلن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب أنّ شركة «توتال» ستبدأ العمل في حقل قانا للتنقيب عن الغاز بعد توقيع الإتّفاق.
وقال بو حبيب لـ»الجزيرة»: سننشر نصّ إتّفاق ترسيم الحدود البحرية رسميا بعد التوقيع عليه.
واضاف: هناك أمل كبير لدى اللبنانيين بأن يصبح لبنان بلداً نفطياً.
وأكّد بوحبيب، أنّ «لا تعقيدات بشأن محادثات ترسيم الحدود البحرية مع سوريا»، وأضاف: سنتفق على موعد آخر مع السوريين لبدء محادثات ترسيم الحدود». وقال إنّ «حكومة تصريف الأعمال ستواصل محادثات ترسيم الحدود البحرية مع سوريا» .
وفي السياق، أفادت وكالة «رويترز» امس، ان «حكومة تصريف الأعمال وافقت على التنازل عن 40% من حصة «توتال إنرجيز» في كونسورتيوم لاستشكاف الرقعة 9 في المياه البحرية اللبنانية إلى شركة «داجا 215». إلّا ان المعلومات افادت لاحقا ان شركة توتال الفرنسية لم تتنازل عن حصة الـ 40% التي تملكها في الكونسورتيوم الذي يفترض أن يعمل في البلوك رقم 9، بل قامت بنقلها إلى شركة تابعة لها تدعى «داجا 215».
ومن المفترض ان تتمثل قيادة الجيش في مفاوضات الناقورة على ان يوقع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب الرسالة التي سيوجهها لبنان إلى الأمم المتحدة بعد ان يكون الوسيط الأميركي سلم الرئيس عون النص النهائي للاتفاقية.
لا جلسة اليوم
وعليه، تكون جلسة مجلس النواب الخامسة قد رفعت إلى الاسبوع الاول الذي يلي نهاية عهد الرئيس عون، مع استمرار مناخات التشاور حول طاولة حوار، اعلن رئيس المجلس بري انه يسعى لعقدها إذا ما استجابت غالبية الكتل، لا سيما المسيحية منها.
وأكد المكتب الإعلامي لرئيس المجلس «أن لا جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم الخميس، على أن يحدد موعد الجلسة المقبلة لاحقاً».
وعلمت «اللواء» من مصادر مطلعة على حركة رئيس المجلس النيابي، انه سيبدأ بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون الاثنين المقبل، مشاورات مع الكتل النيابية لإستمزاج رأيها في شكل الحوار الذي سيدعو اليه للتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية منعاً لإطالة امد الفراغ الرئاسي، وفي ضوء المشاورات وموقف الكتل يقرر بري هل يدعو رؤساءها مجتمعين الى طاولة حوار جامعة، او يكون موقف الكتل برفض الطاولة والاكتفاء بحوارات ثنائية بينه وبينها؟
واكد الرئيس ميقاتي «أنه يُعوّل على جهود الفاتيكان، بما له من سلطة معنوية وعلاقات مع الاطراف كافة، للدفع باتجاه التوافق بين اللبنانيين واجراء الانتخابات الرئاسية». وذلك خلال لقائه في السراي السفير البابوي لدى لبنان المونسنيور باولو بورجيا، في زيارة تعارف لمناسبة تسلمه مهامه حديثاً. وتمت مراجعة العلاقات ببن لبنان والفاتيكان وتجديد تأكيد اهتمام الكرسي الرسولي بلبنان وأبنائه.
الوفد الاميركي يستعجل
وفي الحركة السياسية ايضاً، بحث وزير الخارجية عبدالله بوحبيب مع وفد من الكونغرس الاميركي ومنظمة «تاسك فورس فور ليبانون» في المواضيع السياسية والاقتصادية اللبنانية العامة.
وتمنى الوفد الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة للعمل على تحسين الاوضاع .كما طالب الوفد بتسريع التحقيقات في انفجار المرفأ وتأمين التيار الكهربائي وأمور حياتية اخرى.
عودة النازحين
من جهة ثانية، انطلقت اليوم قافلتان في عودة طوعية للنازحين السوريين في لبنان، من بلدة عرسال والنبطية، باتجاه الحدود السورية. وضمت القافلة حوالي 100 عائلة سورية سارت باتجاه الأراضي السورية، بإشراف وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار وضباط الأمن العام اللبناني والجيش اللبناني ومديرية المخابرات.
وفي كلمة له، أكد حجار أن «العملية تسير من دون أي عوائق»، داعيا النازحين إلى «التسجيل لدى الأمن العام للعودة الطوعية إلى قراهم ومنازلهم». وأضاف: «الأسبوع القادم توجد قافلة أخرى، ومستمرون بعملية عودة كل النازحين».
من جانبه، أعلن وزير المهجرين بحكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، أن ثلاث قوافل للاجئين ستتوجه إلى سوريا اليوم الأربعاء (أمس). واعلن ان عدد النازحين العائدين إلى سوريا سيبلغ ستة آلاف شخص، مشيرا إلى أنهم سيتوزعون على دفعتين.
وأشار الوزير بو حبيب إلى أنّ «لبنان يعاني من وجود أكثر من مليوني سوري على أراضيه، وقد تلقينا ضمانات بعدم التعرض للاجئين السوريين العائدين إلى بلادهم».
مالياً، وافقت وزارة المال على اقتراح مؤسسة كهرباء لبنان على رفع تعرفة مبيع الطاقة بدءا من 1/11/2022، واتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك، على ان تترافق مع زيادة التغذية بالتيار الكهربائي بين 8 و10 ساعات يومياً، في فترة زمنية لا تتجاوز نهاية الشهر المقبل.
كهربائياً، عادت التغذية بالتيار إلى مطار رفيق الحريري الدولي، ولكنها بحاجة إلى بعض الوقت من اجل عودة آلات التكييف إلى العمل.
على ان الخلاف على تقييم عهد الرئيس عون انتقل من السياسة إلى الشارع، في الـ100 ساعة الأخيرة، بين يافطات تشيد بعهد الرئيس المنتهية ولايته يرفعها مناصرة التيار الوطني الحر في مختلف المناطق اللبنانية، وآخرون يرفضون.
فقد اقدم معارضون للتيار ولفترة حكم عون على انزال يافطات في منطقة ضبية، على الطريق العام.
وفي طرابلس، رفع مناصرو التيار الوطني الحر صوراً للرئيس عون على جدران مدينة طرابلس، وارفقوها بشعار «معك مكملين»، في مواكبة منهم لانتهائ ولايته الاثنين المقبل، وأثارت هذه الظاهرة استفزازا شديداً في اوساط سكان المنطقة، الذين اقدموا على تمزيق الصور وإزالتها من شوارع المدينة.
******************************************
افتتاحية صحيفة الديار
البلاد تسابق الزمن: حكومة كاملة الصلاحيات أم الدخول بالمجهول؟
لبنان يدخل نادي السوق النفطي وتلفزيون لبنان لن ينقل المونديال
قلق إسرائيلي من بطولات «عرين الأسود» والتأسيس لـ «انتفاضة جديدة» – رضوان الذيب
لبنان خارج الاهتمامات وملفه الرئاسي على «الرف» و»المطولات» الانشائية الداخلية ليس عليها « جمرك ولا تحرك ساكنا»، و»القلق الاميركي الصهيوني» مع دول التطبيع العربي مرده حاليا الى تصاعد وتيرة العمليات الفلسطينية النوعية في الضقة الغربية للمرة الاولى منذ عام ٢٠٠٢ بقيادة «عرين الاسود» في نابلس وطولكرم وعلى مساحة الضفة الغربية، والخوف الاسرائيلي ان تتدحرج المواجهات الى انتفاضة فلسطينية شاملة تقلب المشهد العربي الحالي برمته وتؤسس لمرحلة جديدة تدفن كل التطبيع العربي من اوسلو الى صفقة القرن، وتكون تداعياتها كارثية على كيان العدو الذي يواجه جيلا فلسطينيا صلبا يقود المواجهات مستخدما كل الوسائل النضالية في موازاة تخطيط نوعي تقف خلفه غرفة عمليات موحدة بقيادة فتح وحماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية وكل الفصائل دون استثناء مع العلمانيين وابناء الاجهزة الامنية وعموم الشعب الفلسطيني في اروع مشاهد البطولة ضد جيش الاحتلال وهزه بعمليات متتالية ويومية تم الرد عليها بالاغتيالات وتجنب المواجهات المباشرة مع «عرين الاسود»، مع الجيل الفلسطيني الشاب الذي حاولت الادارة الاميركية ودول التطبيع وكل المنظمات الدولية حرفه عن قضية شعبه ومده بكل الاغراءات والوسائل وفشلوا، وها هو جيل «عرين الاسود» ابناء الـ ١٦ والـ٢٠ والـ٢٥ عاما يكملون مسيرة الاباء والاجداد ويبتدعون اشكالا نضالية يومية امتدت الى اراضي الـ ٤٨ ووضعت مصير كيان العدو برمته على طاولة البحث، وها هم قادة العدو يحاولون بشتى الوسائل الخروج من مازق الضفة الغربية، ولم ينجحوا نتيجة تصاعد العمليات البطولية لرفاق واخوة عهد التميمي وابراهيم النابلسي وكل الشهداء الذين حولوا جيش العدو الى جيش من كرتون مستندين الى دعم مطلق ومواكبة يومية من حزب الله وايران وسوريا.
بروتوكول التوقيع باشراف الامم المتحدة
التوقيع على اتفاق الترسيم بين لبنان والعدو الاسرائيلي يتم اليوم في الناقورة باشراف الامم المتحدة. وفي المعلومات ان الموفد الاميركي هوكشتاين سيسلم النسخة النهائية للرئيس ميشال عون في بعبدا للاطلاع عليها، بالمقابل يسلم عون المندوب الاميركي رسالة تحمل توقيع رئيس الجمهورية على الاتفاقية، وبعدها يزور عين التينة والسرايا الحكومية، ثم ينتقل الى الناقورة للتوقيع على الاتفاق، ويجري بعدها اطلاع الامم المتحدة على الاحداثيات البحرية، ثم ينتقل الوسيط الاميركي الى «اسرائيل» للقاء رئيس وزراء العدو، وعلم انه لن يكون هناك توقيع مشترك يحضره ممثلو لبنان وكيان العدو بل سيقوم كل طرف بالتوقيع امام الوسيط الاميركي هوكشتاين بشكل منفصل، وسيتم بعد ذلك تبادل الوثائق ولن يكون هناك صور مشتركة. واعلن هوكشتاين ان التوقيع سيتم في رأس الناقورة تحت علم الامم المتحدة التي وضعت كل الترتيبات اللوجيستية للتوقيع في حضوره والى جانبه قائد قوات الطوارىء. اما بشان التسريبات عن ضغط حزب الله لمنع تصوير التوقيع، فاكدت مصادر رسمية مولجة بالملف، ان هذا الكلام لا قيمة له، والدولة تتولى التنسيق مع الامم المتحدة في ترتيب بروتوكول التوقيع، وهذا الاجراء معمول به في كل اجتماعات الناقورة، واشار الى انه سيتم التوقيع في غرفتين منفصلتين، واحدة تضم المندوب الاسرائيلي وممثلين عن واشنطن والامم المتحدة والثانية مندوب لبنان والولايات المتحدة والامم المتحدة.
ويبقى اللافت ما اعلنته وكالة رويترز، عن ان حكومة تصريف الاعمال وافقت على التنازل عن ٤٠ في المائة من حصة « توتال انرجيز « في كوتسورنيوم لاستكشاف الرقعة ٩ في المياه البحرية اللبنانية لشركة داجا ٢١٥، لكن شركة توتال نفت انها تنازلت عن حصة الـ 40٪.
من جهته، اعلن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، ان لبنان سينشر الاتفاق بعد التوقيع عليه، وان شركة توتال ستبدأ التنقيب في حقل قانا بعد التوقيع مباشرة.
كما اعلنت وزارة الطاقة الاسرائيلية، انها اعطت الاذن لشركة انرجين للبدء باستخراج الغاز من حقل كاريش، واعلن الرئيس التفيذي للشركة « ان بدء الاستخراج خبر مهم سيضمن المنافسة وامن الطاقة لاسرائيل».
كلمة للسيد نصرالله اليوم
يتحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن كل التطورات اليوم، من ملف الترسيم الى الحكومة مع اعطاء معظم الخطاب لتطورات الملف الفلسطيني ونضالات الشعب الفلسطيني من غزة الى الضفة الغربية.
الراعي يشكل لجنة لمتابعة الملف الرئاسي
هذا وعلم ان البطريرك الماروني مار بشارة الراعي بصدد تشكيل لجنة، كمرحلة اولى من النائبين ابراهيم كنعان وملحم رياشي للقيام بجولة على القيادات المسيحية تشمل سليمان فرنجية وسمير جعجع وجبران باسيل وامين الجميل لوضعهم امام مسؤولياتهم في الملف الرئاسي ومعرفة ماذا يريدون؟ في ظل استحالة جمع القادة الموارنة حاليا، كما نقل عن الراعي رفضه تشكيل حكومة جديدة على ان تكون الاولوية للانتخابات الرئاسية قبل اي ملف اخر.
وفي ظل هذا الاستعصاء، تؤكد مصادر متابعة للملف الرئاسي، ان اسم العماد قائد الجيش جوزف عون اصبح متقدما اذا تم التفاهم العميق مع حزب الله على الاساسيات، واذا نجح هذا التفاهم تفتح طريق بعبدا لقائد الجيش، خصوصا ان معظم الكتل ليس لها تحفظات عن شخص العماد عون.
ودعا المتابعون للملف الرئاسي، الى الخروج من لعبة الجلسات الفولكلورية الحالية، وهذا ما دفع الرئيس نبيه بري الى الغاء الجلسة الرئاسية اليوم وعدم تحديد موعد جديد بانتظار الانتهاء من اتصالاته مع الكتل النيابية، وتشير المعلومات الاولية الى عدم رغبة الكتل المسيحية بتلبية الدعوة والالتزام باي قرارات.
ويضيف المتابعون، ان لعبة ميشال معوض من قبل جنبلاط وجعجع وبعض الحلفاء انتهت، وبشائرها بدأت من خلال اللقاء الايجابي الذي جمع نواب اللقاء الديموقراطي ونواب الاعتدال الوطني، والمسالة باتت في الوقت الحالي اما سليمان فرنجية او جوزف عون، وفي حال استحالة ذلك المخرج، لا بد من التفتيش عن اسم توافقي ومقبول من الجميع كالمحامي ناجي البستاني الذي يتداول اسمه في الاروقة الدبلوماسية والفاتيكان. واكد المتابعون ان ليس باستطاعة باسيل التعطيل الى ما لا نهاية، الا اذا كان يراهن على القطريين لرفع العقوبات عنه في واشنطن، التي ردت بان هذا الامر مساره قضائي بحت، وهذا ما يجب ان يسلكه باسيل اذا كان يريد فعلا رفع العقوبات. وعلم ان مسؤولين قطريين فاتحوا مسؤولين بالادارة الاميركية في موضوع باسيل، وربما التسهيلات النفطية لقطر تدخل في هذا الاطار، ويراهن باسيل على نجاح الوساطة القطرية والترشح شخصيا لرئاسة الجمهورية مستغلا الفراغ الطويل لترتيب اوضاعه القانونية…
ونبه المتابعون باسيل، الى انه لا يجب ان يسقط من حساباته امكان التفاهم بين جعجع وفرنجية ودعم هذا التوجه من بري وجنبلاط ونواب الاعتدال الوطني، وقد اشار جعجع في مقابلته الاخيرة «بين السطور» الى عدم تعطيل اي جلسة لانتخاب رئس للجمهورية اذا تم التوافق على اسم معين، واذا كان باسيل يعتقد انه بيضة القبان بين فرنجية الذي يحظى حاليا بـ٥٤ صوتا مقابل العدد المماثل لمرشح المعارضة والقدرة على تعطيل اي جلسة، فعليه ان يعرف ايضا، انه لا يستطيع اللعب في هذه الورقة الى النهاية ولاكثر من اسابيع، وقد تنقلب عليه اذا حصلت ضغوط داخلية وخارجية، وعندئذ خسارة كل شيء.
تكسير رؤوس بين عون وباسيل وبري وميقاتي
على وقع التطورات الفلسطينية المضيئة، تستمر العتمة في المشهد السياسي الداخلي مع القصف المتبادل بشتى انواع «النعوت» بين القوى والشخصيات المتخاصمة و»تركيب الطرابيش». لكن معركة «تكسير الرؤوس» بين ميشال عون وجبران باسيل من جهة ونبيه بري ونجبب ميقاتي من جهة اخرى ليس فيها محرمات، ولا مجال للتسويات «يا قاتل يا مقتول» وستأخد المواجهة السياسية ابعادها الكبرى بعد ٨ تشرين الثاني، موعد بدء الاجراءات التنفيذية الايجابية على صعيد الدولار والكهرباء من قبل بري وميقاتي واظهار العهد العوني المعرقل الاول للمشاريع الاصلاحية. وفي المعلومات من المقربين من الطرفين، ان الخلافات بين الفريقين لن تقف عند حدود، بعد ٣١ تشرين الاول، فعون وباسيل سيواجهان حتى الرمق الاخير كل من ساهم في عرقلة عهد ميشال عون، والانتقام من بري بتعطيل دور المجلس التشريعي، ومن ميقاتي بتحويل الحكومة الى دمية، وبالتالي لن يعطي عون وباسيل اي ورقة للفريق الاخر، بالاضافة الى تحويل الرابية الى قلعة للمعارضة يسترد من خلالها التيار الوطني بريقه الذي خسره في السنوات ال٦ الماضية بالتزامن مع تحرر عون من اعباء الحكم، وفي المقابل فان بري وميقاتي وسلامة سيأخذون اجراءات عملية بدءا من ٨ تشرين الثاني عبر فتح مصرف لبنان اعتمادات للفيول وتأمين الكهرباء من ٨ الى ٩ ساعات يوميا، وهذا يؤدي الى تخفيض فاتورة المولدات الكهربائية والمحروقات، وتحديدا المازوت على ابواب فصل الشتاء وربطة الخبز والادوية للامراض المزمنة وكل ما يتعلق بحياة المواطن، مع تخفيض سعر الصرف الى دون الـ ٣٠ الفا وتحميل عهد عون مسؤولية كل ما لحق باللبنانيين من كوارث، وبمجرد خروجه انقلبت احوال الناس كليا. وفي المعلومات، ان «الثلاثي» قادر على الاستمرار في هذه الاجراءات لـ٦ اشهر كفترة انتقالية حتى وصول الفيول الايراني وبدء الجبايات في قطاع الكهرباء مع التعرفة الجديدة، ووضوح الرؤية في انتخابات رئاسة الجمهورية.
الاتصالات لتأليف الحكومة لم تنقطع
ورغم هذه الاجواء وفشل كل المحاولات لتشكيل الحكومة حتى الان وسقوط كل الصيغ التي قدمت، فان الاتصالات لم تتوقف بعد واللواء عباس ابراهيم يتحرك على عدة جبهات، وتحديدا على جبهة التاليف، وهناك فرصة اخيرة حتى ظهر الاحد قبل مغادرة عون بعبدا بساعات الى الرابية. وعلم ان حزب الله رفع سقف اتصالات التشكيل لادراكه عواقب عدم تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات واغراق البلد بفوضى دستورية. وفي المعلومات، ان جولة جديدة من الاتصالات سيقودها اللواء ابراهيم مع الحاج وفيق صفا خلال الساعات المقبلة تشمل ميقاتي وباسيل علها تنتج حكومة جديدة وتوقيع مرسومها من الرابية مساء الاحد، او القول «يا رب اشهد انني قد بلغت».
وفي مجال اخر، لم يوقع عون على مشروع الموازنة، بعد اقرارها في المجلس النيابي وتوقيعها من رئيس الحكومة وارسالها الى بعبدا، وبالتالي فان رواتب الموظفين ستبقى دون اي تغيير في تشرين الثاني.
عون يغادر بعبدا الاحد ولا مظاهرات للقوات والتغييريين
يغادر رئيس الجمهورية قصر بعبدا ظهر الاحد، وسيرافق العونيون رئيس الجمهورية من محيط قصر بعبدا حتى الرابية، وسيقام احتفال شعبي كبير لعون في باحة القصر وسيلقي خطابا يدشن فيه مرحلة المعارضة. واللافت ان القوات اللبنانية وكل قوى ١٤ اذار والتغييريين لن ينظموا اي تحركات في مواجهة العونيين، كما نفى الحزب التقدمي الاشتراكي توجية الدعوة لتحركات نهار الاحد، خصوصا ان الاتصالات بين جنبلاط والنائبين العونيين في الشوف غسان عطالله وفريد البستاني ممتازة رغم التباعد السياسي بينهما.
تلفزيون لبنان لن ينقل مباريات المونديال
اللبنانيون محرومون من مشاهدة مباريات كاس العالم التي تنطلق في الدوحة في ٢١ تشرين الثاني حتى الان، ولم تنجح الاتصالات مع دولة قطر بالسماح لتلفزيون لبنان بنقل المباريات مباشرة على البث الارضي، وما زالت السلطات اللبنانية تنتظر الجواب القطري على الطلب اللبناني وتفهم ظروف اللبنانيين الصعبة على كافة الاصعدة، علما ان الاتصالات ما زالت قائمة بعيدا عن وسائل الاعلام دون اي تقدم يذكر.
******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
توقيع الترسيم في الناقورة .. يوم تاريخي في لبنان
مع هبوط طائرة مُنجِز اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين في بيروت، وقبل اربعة ايام بالتمام على مغادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قصر بعبدا الاحد المقبل من دون ان يسلم الرئاسة الى خلف، كما لم يتسلمها هو من سلف، ستتجه انظار اللبنانيين كلهم الى الناقورة اليوم موقع توقيع الاتفاق التاريخي برعاية اممية. الحدث الذي تبقى تفاصيله مبهمة وتتكتم عليه الجهات اللبنانية كما الاممية سيشكل محور الرصد المحلي والاقليمي والدولي اليوم، مع ابقاء العين على الملف الحكومي الذي كاد يبلغ خواتيمه السعيدة اول امس لولا مسلسل السجال الذي استعاد فصوله بين ميرنا الشالوحي والسراي فاعاد الوساطات الى نقطة البداية، الا ان الامل يبقى قائما بحسب ما تقول مصادر معنية بملف التشكيل حتى ربع الساعة الاخير قبل عودة الرئيس عون الى منزله الجديد في الرابية.
زيارة هوكشتاين
وأمس، اعلن مكتب هوكشتاين في بيان انه يزور لبنان لـ”وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية التاريخية لوضع حدود بحرية دائمة بين لبنان وإسرائيل”، بحسب بيان لمكتبه.
ولفت الى أن “هوكشتين سوف يجتمع في بيروت بالرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي للتعبير عن امتنانه لكل منهم على روح التشاور والانفتاح التي ظهرت خلال المفاوضات، والتي تم وضع أسسها في اتفاق الاطار سنة 2020 بقيادة رئيس مجلس النواب نبيه بري. بعد ذلك سوف يزور هوكشتاين الناقورة لاتخاذ الخطوات النهائية لدخول اتفاق إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ. وبعد ذلك سيقدم الطرفان إحداثيات بحرية إلى الأمم المتحدة بحضور الولايات المتحدة. وسيتوجه هوكشتاين بعد ذلك إلى إسرائيل حيث سيلتقي برئيس الوزراء يائير لبيد ويشكره وفريقه على ديبلوماسيتهم المثابرة والمبنية على المبادئ من أجل التوصل إلى حل بشأن هذا الملف الحساس”.
من توتال الى داجا
وفي السياق، أفادت وكالة “رويترز” امس ان “حكومة تصريف الأعمال وافقت على التنازل عن 40% من حصة “توتال إنرجيز” في كونسورتيوم لاستشكاف الرقعة 9 في المياه البحرية اللبنانية إلى شركة “داجا 215”. وفي انتظار حسم هوية الوفد اللبناني الى التوقيع اليوم، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري امس في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات والعلاقات الثنائية.
تعويل على الڤاتيكان
على خط الاستحقاقات الدستورية، بدا ان مساعي تأليف الحكومة باتت في مرحلة حرجة جدا خصوصا غداة تبادل المواقف التصعيدية بين ميرنا الشالوحي والسراي. ووسط هذه الاجواء، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنه يعول على جهود الفاتيكان، بما له من سلطة معنوية وعلاقات مع الاطراف كافة، للدفع باتجاه التوافق بين اللبنانيين واجراء الانتخابات الرئاسية”، وذلك خلال لقائه في السراي السفير البابوي لدى لبنان المونسنيور باولو بورجيا، في زيارة تعارف لمناسبة تسلمه مهامه حديثا. وتمت مراجعة العلاقات ببن لبنان والفاتيكان وتجديد تأكيد اهتمام الكرسي الرسولي بلبنان وأبنائه.
وفد أميركي
الى ذلك، بحث وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب مع وفد من الكونغرس الاميركي وتاسك فورس فور ليبانون في المواضيع السياسية والاقتصادية متمنين الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة للعمل على تحسين الاوضاع .كما طالب الوفد بتسريع التحقيقات في انفجار المرفأ وتأمين التيار الكهربائي وأمور حياتية اخرى.
التعاون مهم بعد الترسيم
اقتصاديا، وفي وقت عاود الدولار ارتفاعه امس فحلّقت اسعار المحروقات من جديد، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا السيد فريد بلحاج والمدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه، وعرض معهما للتعاون القائم بين الحكومة اللبنانية والبنك الدولي. ولفت بلحاج في خلال الاجتماع الى “انه كان في لبنان في بداية عهد الرئيس عون، وهو اليوم في لبنان أيضا في نهاية العهد”، شارحا ما قدمه البنك الدولي من قروض ميسرة للبنان لا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت وجائحة كورونا، حيث كان لبنان اول بلد ينال مساعدات من البنك لتأمين اللقاح ضد الجائحة. كما شملت تقديمات البنك الدولي تمويل مساعدات غذائية وفي مجالي التنمية المستدامة والتغذية. وأشار الى ان التعاون الدولي مهم لخدمة التطورات التي ستحصل بعد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وبدء التنقيب عن الغاز والنفط في الحقول اللبنانية البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة الجنوبية.
عودة النازحين
من جهة ثانية، انطلقت امس قافلتان في عودة طوعية للنازحين السوريين في لبنان، من بلدة عرسال والنبطية، باتجاه الحدود السورية. وضمت المجموعة حوالي 100 عائلة سورية سارت باتجاه الأراضي السورية، بإشراف وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار وضباط الأمن العام اللبناني والجيش اللبناني ومديرية المخابرات. وفي كلمة له، أكد حجار أن “العملية تسير من دون أي عوائق”، داعيا النازحين إلى “التسجيل لدى الأمن العام للعودة الطوعية إلى قراهم ومنازلهم”. وأضاف “الأسبوع المقبل يوجد قافلة أخرى، ومستمرون بعملية عودة كل النازحين”. من جانبه، أعلن وزير المهجرين بحكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، أن ثلاث قوافل للاجئين ستتوجه إلى سوريا الأربعاء. واعلن ان عدد النازحين العائدين إلى سوريا سيبلغ ستة آلاف شخص، مشيرا إلى أنهم سيتوزعون على دفعتين.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :