افتتاحية جريدة البناء
بريطانيا في عهدة رئيس وزراء من أصول هندية للمرة الأولى… وسوناك: الأولوية للاستقرار/ النواب الـ 13 تفرّقوا ثلاث فرق… ومعوّض بدأ التراجع العكسيّ… وجعجع لا يمانع بقائد الجيش/ الحكومة على نار حامية وتوقعات بولادتها السبت… والخميس توقيع أوراق اعتماد إطار الغاز/
الخطوات الدراماتيكية تعبير عن أزمة دراماتيكية، وبعد وصول اليمين إلى الحكم في إيطاليا، بريطانيا تختار الخبير المالي الهندي ريشي سوناك لرئاسة الحكومة، بعد فشل ذريع لرئيس الحكومة المستقيلة ليز تراس التي خلفت زعيم حزب المحافظين بوريس جونسون الخارج من الحكم بفضائح، فيما تواجه حكومة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماركون مخاطر حجب الثقة في البرلمان، وكلها تداعيات أزمة واحدة هي الرعونة الأوروبية في التعامل مع روسيا ونسيان قوانين الطبيعة واستبداد الجغرافيا، وما يقولانه من أن أوروبا بلا مورد الغاز الروسي سوف تختنق، وهي تختنق بغرورها ومكابرتها وإنكارها. واختيار سوناك رغم صعوبته على العقلية العنصرية البيضاء بقي أهون من التراجع عن العنصرية في النظر لكل تراجع أمام روسيا، رغم أن تمرير سوناك كلّف حزب المحافظين تهريب التسمية بالاستناد الى حصرية الترشيح بعد سحب المنافسين، تفادياً للذهاب الى انتخاب حزبي سيجلب أبيض آخر. ولم يعد بين شخصيات الحزب البيضاء من يمكن أن يوحي بالثقة للأسواق التي فجرت الأزمة معها ولاية تراس القصيرة بخطوات رعناء، وجاءت كلمات سوناك الأولى تعبر عن إدراكه لمهمته التقنية في شراء الوقت وتخفيض التوتر، أملاً بأن تتاح الفرصة لتمكين الحزب من انتخاب رئيس جديد من صفوف نخبه البيضاء قبل موعد الانتخابات بعد سنتين.
لبنانياً، فيما ينتظر توقيع أوراق اعتماد إطار حقول الغاز والنفط الذي قدّمه الجانب الأميركي وسيحمله الوسيط عاموس هوكشتاين معه بصورة رسمية الى بيروت، مستبقاً اللقاء المتوقع في الناقورة ليقوم الوفد اللبناني ووفد حكومة الكيان، كل على حدة بتوقيع رسالة الاعتماد وتسليمها للجانب الأميركي، كما يقومان كل على حدة بتسليم رسالة اعتماد الإحداثيات وتسليمها منفردين لممثل الأمم المتحدة.
على الصعيد الداخلي وبينما تتسارع الاتصالات للتوصل الى تفاهم يتيح ولادة الحكومة الجديدة، توقعت مصادر على صلة بملف الحكومة أن يكون يوم السبت موعداً مناسباً للانتهاء من التشكيلة الجديدة، شهدت الجلسة النيابية الرئاسية يوم أمس، إشارات تؤكد الاستعصاء الرئاسي بانتظار التوافق على اسم يحظى بدعم كتل تؤمن له النصاب البالغ 86 نائباً وتضمن حصوله على تصويت 65 نائباً على الأقل، حيث برز تفكك تكتل النواب الـ 13 الى ثلاث فرق، فأعطى نائبان منه أصواتهم للمرشح ميشال معوّض بعدما كان اثنان منهم قد انضما سابقاً الى معسكر التصويت لمعوض، واثنان آخران صوّتا لرمز لبنان الجديد مع كتلة الاعتدال، وستة صوّتوا لعصام خليفة، بغياب واحد منهم، وبالتوازي شهد معسكر معوض المفترض أن يتزخم بالأصوات الإضافية، تراجعاً بلغ ثلاثة أصوات، فحصد 39 صوتاً فقط. وجاء كلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن فرضية دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون بداية التخلي عن التمسك بترشيح معوض، الذي يعرف أن تصويت اللقاء الديمقراطي وحزب الكتائب له سيبقى ظرفياً ريثما تفتح الأبواب للتوافق على اسم مشترك يحقق التوافق، وهو ما اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه سيكرّس جهوده لتحقيقه عبر حوار موسّع أو ثنائي مع رؤساء الكتل طلباً لهذا التوافق.
لم تحمل الجلسة النيابية الرابعة لانتخاب رئيس للجمهورية أي جديد، فقد تكرّر سيناريو الجلستين الأولى والثالثة مع بعض الفروق، كتراجع عداد أصوات المرشح النائب ميشال معوض وعداد الورقة البيضاء، ومزيد من التصدع في صفوف كتلة نواب التغييريين، ونيل الدكتور عصام خليفة للمرة الأولى 10 أصوات.
وقد أظهرت خريطة النتائج والمواقف وتوزيع الأصوات مزيداً من التشرذم والشرخ في بنية المجلس النيابي أكثر من الجلسة الأولى.
وعقد المجلس النيابي جلسة غاب عنها 12 نائباً منهم: حسن مراد، نديم الجميل، طوني فرنجية، الياس الخوري، زياد الحواط، جورج عقيص وحسين الحاج حسن وبولا يعقوبيان. وسجل حضور 116 نائباً. وفي نتائج الدورة الأولى: حصل ميشال معوض على 39 صوتاً وعصام خليفة على 10، وأحصيت 50 رقة بيضاء، و2 حملتا عبارة لأجل لبنان، و13 حملت عبارة لبنان الجديد، وإلغاء ورقتين منهما ورقة كتب عليها «العوض بسلامتكم»، وضعها النائب جميل السيد.
وبعد الدورة الأولى فقد النصاب (79) ما دفع برئيس مجلس النواب نبيه بري الى رفع الجلسة وتحديد يوم الخميس المقبل موعداً لجلسة خامسة، لكنه استدرك بأنه سيحدد موعد الجلسة المقبلة في وقت لاحق بعد أن لفت نائبه الياس بوصعب انتباهه الى أن عقدها قبل ظهر الخميس صعب لتزامن هذا الموعد مع موعد توقيع تفاهم ترسيم المنطقة الاقتصادية في الناقورة.
وفيما صوّت نواب كتل التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة والحلفاء وتكتل لبنان القوي بورقة بيضاء، صوّتت كتل القوات والكتائب واللقاء الديمقراطي لمعوض، كان لافتاً تصويت بعض نواب التغيير وتكتل الاعتدال الوطني والنائب أسامة سعد للدكتور عصام خليفة رغم إعلان الأخير في وقت سابق رفضه الترشح، وطلبه من النواب عدم تسميته.
وقد لفت تمايز النائب سعد عن كتلته التي تضمّه الى جانب النائبين عبد الرحمن البزري وشربل مسعد.
وأظهرت الجلسة مزيداً من التشرذم في صفوف تكتل التغيير، وشكل صفعة جديدة له بإعلان النائب وضاح الصادق بعد الجلسة خروجه من التكتل بعد خروج النائب ميشال الدويهي، وإذ أعلن الصادق أنه صوّت لميشال معوض قال: «انا نائب تغييري، ولكن خارج تكتل التغييريين».
وقد حصلت مبارزة ومناظرة سياسية على الهواء في بهو المجلس بين النائبين الصادق وفراس حمدان، إذ قال الصادق للأخير: «امشوا بالديمقراطية». ما أظهر تحوّل تكتل التغيير الى أكثر من تكتل، فإضافة الى القسم الذي يضم بولا يعقوبيان وإبراهيم منيمنة وفراس حمدان وسينتيا زرازير والياس جرادي وملحم خلف وحليمة قعقور، خرق الصادق الصفوف وصوّت لمعوض، كما غرد النائبان مارك ضو ونجاة صليبا عون خارج السرب أيضاً بعدم التصويت لعصام خليفة وفق معلومات «البناء»، فيما غابت يعقوبيان عن الجلسة بداعي المرض، فيما أفيد أن غيابها رسالة احتجاج على الخلاف بين قوى التغيير وتشتتها.
وقد صوتت كتلة الاعتدال (6 نواب) بورقة «لبنان الجديد»، وفق ما أكد النائب محمد سليمان علماً أن نائبين من التكتل كانا صوّتا لمعوض في الجلسة الاخيرة.
وقد نال خليفة 10 نواب من ضمنهم أسامة سعد ما يعني أن 9 نواب تغييريين فقط صوّتوا لخليفة، ما يكشف أن تكتل قوى التغيير انخفض الى 9 نواب اذا ما احتسبنا غياب النائبة بولا يعقوبيان، وتصويت النائب ميشال الدويهي لخليفة، وما يؤكد أيضاً أن النائبين مارك ضو ونجاة صليبا عون لم يصوّتا لخليفة.
وقد عقد بعض نواب التغيير وفق معلومات «البناء» أكثر من خلوة قبل الجلسة وبعدها لتقييم الجلسة وبحث الخلافات بينهما وإمكانية التوفيق بين أجنحة التكتل، لكن لم تؤد الى أي نتيجة، فيما غادر النائبان ضو وصليبا بعد الجلسة بمفردهما من دون مشاركتهما في خلوات بعد الجلسة.
وإذ أكدت مصادر نيابية في الحزب الاشتراكي لـ»البناء» أننا مستمرون بالتصويت لمعوض حتى حصول مستجدات تفتح الباب أمام توافق واسع بين الكتل على مرشح آخر، علقت مصادر نيابية لـ»البناء» على نتائج الجلسة الرابعة بالتأكيد على أن لا فريق يملك الأكثرية النيابية وبالتالي لا يمكنه فرض رئيس للجمهورية على الآخرين، ما يستوجب التخلي عن الطروحات والشعارات التصعيدية والشعبوية والعودة الى الحوار الذي أعلنه الرئيس بري منذ الجلسة الأولى وتجاوبت معه كتل التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة ولبنان القوي وغيرهم، ما يضع كرة المسؤولية عند الفريق الذي يطرح مرشحين لتمرير الوقت والمناورة السياسية وعلى رأسهم القوات اللبنانية والكتائب.
ورأت المصادر ان تراجع عدد أصوات معوّض واستمرار الخلاف داخل قوى التغيير وبينهم وبين القوات والكتائب، وعدم طرح فريق 8 آذار والتيار الوطني الحر أي مرشح حتى الساعة، يشكل رسالة للجميع بأن لا إمكانية لانتخاب رئيس في المدى المنظور لا سيما بالتحدي والفرض، وبالتالي فإن الفراغ سيبقى الرئيس المقبل حتى اشعار آخر.
في غضون ذلك، تتسارع وتيرة المشاورات الحكومية لاستثمار الأيام الأخيرة من ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون بتأليف حكومة جديدة تدير البلاد بفترة الشغور. وإذ أفيد بأن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي سيزور بعبدا خلال اليومين المقبلين لمتابعة البحث مع عون بتأليف الحكومة، أكدت أوساط حكومية لـ»البناء» أن الزيارة لم تحدد بعد والاتصالات لم تتوقف ومفتوحة بين القصر الحكومي وكافة الخطوط وقد تفضي الى نتيجة في أي لحظة، كاشفة أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لم يجمّد حراكه ومساعيه كما أشيع وكذلك حزب الله الذي بقي على تواصل مع ميقاتي بشكل دائم، مشددة على أن الاتصالات ستستمر حتى آخر دقيقة من ولاية الرئيس عون لاستيلاد الحكومة.
وأوضحت الأوساط أن العقدة لا تكمن بوزير من هنا وهناك، بل بشروط تفرض على الرئيس المكلف تتعلق بإدارة الدولة والسيطرة على القرار والحكومة في مرحلة ما بعد نهاية العهد، فالنائب جبران باسيل يريد البحث بجدول أعمال الحكومة المقبلة منذ الآن، ويفرض تعيينات في المواقع الأساسية في الدولة، الأمر الذي لن يقبل به ميقاتي في نهاية ولاية عون. مبدية استغرابها لمطالب باسيل ورفضه في الوقت نفسه منح الحكومة الثقة.
وتردّ الأوساط على تهديد باسيل بفوضى دستورية إن لم تشكل الحكومة، بالقول إن الدستور واضح لجهة صلاحية حكومة تصريف الأعمال بتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية لعدم حصول الفراغ لكونها السلطة القائمة. وأوضحت بأن سحب باسيل وزراء التيار من الحكومة لن يفقدها الثقة لوجود 5 وزراء مسيحيين آخرين خارج إطار التيار، وبالتالي الميثاقية مؤمنة، فضلاً عن ضرورة أن يمارس كل وزير صلاحياته ضمن وزارته لتسيير شؤون المواطنين.
على صعيد آخر، يصل الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين الى لبنان يوم غد الأربعاء لمتابعة توقيع الطرفين اللبناني والإسرائيلي كل على حدة على الوثائق الأميركية في الناقورة الخميس المقبل.
وبعد موافقة المحكمة العليا في كيان الاحتلال على اتفاقية الترسيم، تركزت التحليلات في إعلام العدو الإسرائيلي على أن الاتفاق مع لبنان ليس معاهدة بل تفاهم حول إطار اقتصادي، وأن «إسرائيل» خضعت لتهديدات حزب الله، وأنها تتلطى بالضمانات الأمنية الأميركية وبالتالي ظهرت ضعيفة أمام الأنظمة العربية.
وأكد رئيس حكومة الاحتلال يائير لبيد، اليوم أن اتفاق الترسيم سيُوقع الخميس المقبل.
على صعيد آخر، وفيما لوحظ انشغال رئيس الجمهورية ميشال عون بمنح الأوسمة لبعض الشخصيات الأمنية والاقتصادية من ضمنهم اللواء إبراهيم، وتحضير بعض المراسيم والقوانين لتوقيعها أهمها قانونا الموازنة العامة والسرية المصرفية، وذلك قبيل 5 أيام من نهاية ولايته، كلف عون «نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، ترؤس الوفد اللبناني إلى دمشق اليوم لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين في سورية بهدف مناقشة مسألة الترسيم البحري بين البلدين الشقيقين». ويضمّ الوفد اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، ووزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وعضوي مجلس إدارة هيئة قطاع النفط وسام شباط.
وفيما أفادت وسائل اعلام أن الحكومة السورية ألغت زيارة الوفد اللبناني لتضارب المواعيد، نفى مصدر دبلوماسي سوري لـ «الميادين» صحة الأنباء التي تحدثت عن إلغاء دمشق لموعد زيارة وفد لبناني لدمشق لنقاش ترسيم الحدود البحرية. وأوضح المصدر الدبلوماسي السوري بأنه «لم يكن هناك اتفاق أصلاً على موعد حتى يتمّ إلغاؤه، بل ان الطرف اللبناني اقترح موعداً لم يكن مناسباً للطرف السوري لكن لم يكن هناك إلغاء لموعد أو طلب لزيارة».
وبقي تعميم مصرف لبنان الأخير حول بيع وشراء الدولار يلقي بثقه على الأسواق الاقتصادية والتجارية والنقدية، وقد واصل الدولار هبوطه غداة التعميم الذي سيدخل حيز التنفيذ من اليوم.
ووفق مصادر «البناء» فإن مصرف لبنان توقف عن إمداد الشركات التي تقوم بجمع الدولار من السوق (omt, bob ,sytics) بإمدادها بالليرة لشراء الدولار من السوق ابتداءً من اليوم، ما يعني أنه من 50 إلى 60 بالمئة من حجم الطلب على الدولار في السوق سيتراجع، لان هذه الشركات تشكل نسبة كبيرة من حجم الطلب اليومي على الدولار، الذي يدخل إلى البلد عبر المغتربين والسياحة وغيرهما.
وقد استفاد مصرف لبنان من الأجواء الإيجابية التي رافقت تقدم ملف الترسيم الشهر الماضي وقام بلم نصف مليار دولار من السوق السوداء وضخ 25 تريليون ليرة، ما زاد من الكتلة النقدية واليوم سيعود المركزي وفقاً للتعميم الأخير باستخدام هذه الكتلة النقدية بالليرة لخفض سعر الصرف، والذي قد يصل الى حدود منصة صيرفة، وقد يهبط أكثر بحال تألفت الحكومة.
وإذ كبّد التعميم الصرافين والتجار خسائر باهظة، بقي السؤال الذي يتم تداوله في الأسواق: هل سيلجم التعميم الدولار أم هو خدعة ومناورة جديدة من مناورات الحاكم رياض سلامة الذي يصدرها غب الطلب السياسي ومعارك الاستحقاقات؟ ولماذا لم يتدخل سلامة في مراحل سابقة للجم الدولار إذا كان يملك إمكانية ضبطه كما فعل في نهاية عطلة الأسبوع، حيث هبط الدولار 6 آلاف ليرة بساعة واحدة؟
ويشير خبير اقتصادي لـ”البناء” الى أن “هذا التعميم كافٍ لإبقاء الدولار ما بين 34 و37 ألف ليرة لبنانية، لكن إذا أضفنا إليه عوامل إيجابية كتشكيل حكومة وتوقيع تفاهم ترسيم الحدود الاقتصادية، أو إذا تبعه تعميم اَخر من مصرف لبنان. قد يقترب الدولار من سعر 30 ألف ليرة.
ويبقى السؤال الذي يسأله المواطنون: هل سينعكس الهبوط الحاد بسعر الصرف ايجاباً بانخفاض أسعار السلع الاستهلاكية والتي سجلت ارتفاعاً كبيراً بعد بلوغ الدولار الـ40 ألف ليرة؟
واقتحم مودع مصرفاً في صيدا مطالباً بوديعته لإجراء عملية جراحية لابنه، وأقدم على احتجاز رهائن داخله فيما طوقت القوى الأمنيّة المكان. وبعد مفاوضات بينه وادارة المصرف، اقتنع المودع وفيق كالو بإخراج الموظفين، وانتهت عملية الاقتحام بخروج المقتحم كالو بعد حصوله على مبلغ 280 مليون ليرة لبنانية.
ووقّع الرئيس بري نصّ قانون التّعديلات على السرية المصرفية، وأرسله إلى دوائر رئاسة الحكومة، ويُفترَض أن يرسله رئيس حكومة تصريف الأعمال بعدما يوقّع عليه إلى دوائر بعبدا، ليذيّل بإمضاء رئيس الجمهوريّة.
قضائيا، تقدّم النائب علي حسن خليل بشكوى إلى هيئة التفتيش القضائي، بحقّ رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، “لشلّه عمل المجلس ورفضه تطبيق القانون”.
============================================================================
افتتاحية جريدة الأخبار
«خطأ بروتوكولي» يرجئ زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق | سوريا ولبنان: العلاقات الطبيعية أولاً
في المحصلة، قد يكون الإشكال البروتوكولي أعاق ترتيب زيارة الوفد اللبناني إلى سوريا غداً، وقد يكون هناك استعجال أو «مَوْنة» مارسها بعض اللبنانيين لترتيب تواصل بالطريقة التي أظهرت استخفافاً أدّى إلى احتجاج سوري تمثّل في الإعلان عن عدم وجود توافق مسبق على الموعد، وأن الأمر اقتصر على اتصال أولي بين الرئيسين ميشال عون وبشار الأسد للمباشرة في إجراءات ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
وبمعزل عن كل التعليقات التي ستصدر من الجهات الرسمية في البلدين، أو من الجهات السياسية المؤيدة أو المعارضة لسوريا في لبنان، فإن أصل المشكلة يعود، مرة جديدة، إلى أن المسؤولين عن إدارة الدولة في لبنان لا يزالون يعيشون في الأعوام 2012 و2013 و2014، وكأنهم لم يدركوا بعد نتائج الحرب الكونية التي فرضت على سوريا، ولا يزالون يتجاهلون نتائج الأزمة التي أصابت لبنان بفعل ما حلّ بسوريا. والكارثة أنه إلى جانب استمرار المسؤولين اللبنانيين (ليس جميعهم) بالتواصل من خلف الستارة مع سوريا خشية الغضب الأميركي والأوروبي والخليجي، فإن هؤلاء لم يشعروا بأن الأمور تبدلت كثيراً، وأن مصلحة لبنان تقتضي إعادة الاعتبار إلى العلاقات الطبيعية، بل المميزة، مع سوريا نظراً إلى أهمية ذلك على المستويات كافة. وهو ما يؤكده التنسيق المطلوب بين البلدين في شأن ملفات النازحين والتهريب عبر الحدود والملفّات الأمنية والتبادل التجاري وتمرير الكهرباء والغاز من مصر والأردن ومصير اليد العاملة السورية في لبنان أو اليد المهنية التي تحتاجها سوريا، إضافة إلى أن في لبنان من ينسى أن عشرات الآلاف من السوريين هم أيضاً من ضحايا النظام المصرفي المجنون الذي أنهك لبنان برعاية حاكم مصرف لبنان، ويتجاهل أن هناك مودعين سوريين خسروا أموالهم التي استخدمت في إنعاش الاقتصاد اللبناني خلال عقدين على الأقل.
ad
الفكرة، ببساطة، هي أن في لبنان من لا يعي أنه لا يمكنه انتظار الإذن الأميركي أو الخليجي لينطلق في علاقات حقيقية، وأن ينبغي التوقف عن ألاعيب الإحراج أو التواصل في العتمة. وهذا يفترض إعادة النظر في آليات بديهية، منها اختيار من يمكنه إعادة وصل ما انقطع من تواصل ضروري على أكثر من صعيد. فكيف الحال، والملف المطروح اليوم يتعلق بعمليات تنقيب واستخراج للنفط والغاز من حقول مشتركة بين البلدين، وحيث هناك حاجة كبيرة إلى التنسيق في الأعمال من جهة والتسويق من جهة ثانية.
======================================================================================
آخر أيام الولاية | من يدير الشغور: الحكومة أم الفوضى؟
مع أن تحديد موعد جلسة انتخاب الرئيس واجب دستوري لا يملك الرئيس نبيه برّي التخلص منه لعدم جدواه في الوقت الحاضر، إلا أن ما يحدث منذ الجلسة الثانية إلى الرابعة أمس ثم في الجلسات المقبلة، يجزم بأن الوقت مبكر جداً لهبوط «الروح القدس» على ساحة النجمة
قدر اتفاق الطائف منذ عام 1989 أن يعطي لبنان أربعة نماذج غير متشابهة لرؤساء للجمهورية: أولها رئيس لم يتسلّم من سلف ولم يتح له أن يحكم كي يسلّم إلى خلف كرينه معوض، ورئيس لم يتسلم من سلف لكنه سلّم إلى خلف كالياس هراوي، ورئيس تسلّم من سلف ولم يسلّم إلى خلف كإميل لحود، ورئيس لم يتسلّم من سلف ولم يسلّم إلى خلف كميشال سليمان وميشال عون.
بمرور أكثر من ثلاثة عقود في عمر اتفاق الطائف، تعذّر على لبنان أن يشهد مرة انتخاباً طبيعياً لرئيس جمهوريته في أبسط الشروط المنصوص عليها في الدستور، يشبه قليلاً ما كان يحدث قبل الحرب.
في كلٍ من الاستحقاقات الخمسة المتوالية منذ اتفاق الطائف، ثمة قيصرية ما تسبق انتخاب الرئيس أو تليه: إما بالاغتيال، أو بتعديل الدستور لتمديد الولاية، أو بتعديله للمجيء بمَن يحظر الدستور انتخابهم ما لم يستوفوا شروطاً صارمة، أو باضطراب أمني، أو أخيراً في آخر شغور بحرد الطوائف إما أنها تقاطع المرشح أو تقاطع الانتخاب. ليست مرحلة ما بعد سوريا أحسن حالاً من تلك. بيد أن فضيلة دمشق في إمرار الاستحقاقات في أوان نفوذ قواتها في لبنان، أنها حافظت على المهل الدستورية - وإن بالإرغام كما فرض مرشحها - في مواعيد انتخاب الرئيس. مذذاك، ما إن خرجت، أٌفلت الزمام من أصحاب الأمر الجدد. ثلاث مرات على التوالي، من دون سوريا، أدار الأفرقاء اللبنانيون ورثة دورها الاستحقاق الرئاسي، ودفعوا به إلى شغور المنصب بسبب الانقسام الداخلي. حدث ذلك عامي 2007 و2014، ويوشك أن يحدث بعد أسبوع من اليوم.
=============================================================================================
افتتاحية صحيفة النهار
“الفولكلور” الانتخابي يتمادى ولا ترسيم مع دمشق
على وقع حادث مأسوي غير مسبوق تمثل في مقتل مواطن مقعد مسن في سيارة ابنه التي جرفتها سيول الامطار التي تسببت بكارثة ليل الاحد الماضي عاكسا عمق فداحة انهيار الدولة في #لبنان، دارت فصول هزلية في الجلسة الرابعة لانتخاب رئيس الجمهورية وهي جلسات، بالإضافة الى عقمها، باتت تشكل صورة مسيئة فعلا نظرا الى فولكلوريتها الفاضحة وتحولها الى جلسات منبرية تلفزيونية تتكرر فيها المشاهد، كما المواقف الرتيبة المملة فيما الفراغ الرئاسي صار من الان امرا واقعا. ومع ان رئيس #مجلس النواب #نبيه بري لم يحدد بعد موعدا للجلسة الخامسة التي ستليها نظرا الى ان الخميس المقبل الذي كان الموعد المزمع تحديده للجلسة سيكون موعد الاحتفال في الناقورة بتبادل وثائق ترسيم الحدود البحرية بين الوفود اللبنانية والإسرائيلية والأميركية برعاية الأمم المتحدة، فان الانطباعات والمعطيات التي تركتها الجلسة الرابعة تثبت ان الفراغ الرئاسي بدأ يفعل فعله مسبقا في الأيام المتبقية من ولاية الرئيس ميشال عون بدليل دوران العملية الانتخابية في الجلسات على نفسها وانشداد الأنظار الى التطورات التي سترافق الأيام الأخيرة للعهد العوني على قاعدة الاعداد لمرحلة الفراغ الحتمي .
اما المفاجأة المخيبة للعهد عشية نهايته، فجاءت هذه المرة من النظام السوري نفسه الذي كان الرئيس عون بادر قبل أيام الى الاتصال برئيسه بشار الأسد في مؤشر الى سعيه اطلاق صفحة تطبيعية جديدة معه على قاعدة استكمال الترسيم البحري. وإذ اتخذت الترتيبات اللبنانية لايفاد وفد رسمي الى دمشق الأربعاء، فوجئت السلطة بتعميم من وزارة الخارجية والمغتربين على رئاستَي الجمهورية والحكومة يحمل كتاباً من الجهات الرسمية السورية تعتذر فيه عن عدم استقبال الوفد اللبناني لترسيم الحدود البحرية بين البلدين. وأفاد مصدر ديبلوماسي وكالة “رويترز” بأنّ الحكومة السورية بعثت برسالة امس إلى الخارجية اللبنانية تقول إنّ “الوقت غير مناسب لمثل هذه الزيارة”.
وجاء ذلك بعدما كان رئيس الجمهورية ميشال عون كلّف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ترؤس الوفد اللبناني إلى دمشق غدا الأربعاء لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين في سوريا بهدف مناقشة مسألة الترسيم البحري. وتبين ان الأسد لم يتناول تفصيليا مع عون برمجة إجراءات للتفاوض وان سوء التنسيق لبنانيا بين الجهات المختصة أدى الى احباط خطوة العهد خصوصا بعدما تفرد بتعيين رئيس للوفد .
الجلسة الرابعة
اما جلسة الانتخابات الرئاسية الرابعة التي دارت في حلقات العقم فسجلت حضور 116 نائبا وادت نتائج الدورة الأولى فيها الى حصول النائب ميشال معوض على 39 صوتا وجرى التصويت للدكتور عصام خليفة فنال 10 أصوات من نواب “تكتل التغييريين” وأحصيت 50 رقة بيضاء و2 حملتا عبارة “لأجل لبنان” ، و13 حملت عبارة “لبنان الجديد”. وبعد الدورة الاولى تم تطيير النصاب من قبل نواب 8 آذار، واعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري انه سيحدد موعد الجلسة المقبلة في وقت لاحق بعد ان لفت نائبه الياس بوصعب انتباهه الى ان عقدها قبل ظهر الخميس صعب لتزامن هذا الموعد مع موعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود في الناقورة.
وسجلت المواقف مزيدا من التصعيد اذ اكد النائب معوض، أن “مشهد الخميس الفائت يتكرر، ولدي خريطة طريق واضحة، وحصلت على 39 صوتا، مع العلم أنه تم تسجيل غياب”. وأشار إلى “حفلات تخوين تُقام بين جلسات انتخاب الرئيس” متوجها إلى “حزب الله” بالقول “هذا المنطق ما بيمشي وهذا المنطق يخاض ضد أي مرشح ضد الحزب، ولن نخضع”. ولفت إلى أن “حزب الله يريد رئيسا رماديا خاضعا له، ويستمر بعزل لبنان” مشددا على”أنني لن أقدم أوراق اعتماد للحزب والتيار الوطني الحر من اجل أن يرضوا عليي” وكشف “أن هناك سلطة مهيمنة تعمل على ابتزاز النواب واللبنانيين للحفاظ على محاصصاتها عبر تعطيل الجلسات في الدورة الثانية” . كما لفت الى ان “المعارضة لم تتوحد بعد، وأنا سمعت أسبابهم، وأقول لهم أننا أمام انهيار خطير، فلنتوحد” مجددا مطالبته بـ”جمع المعارضة من أجل انتخاب رئيس ينتشل البلد من الدمار والانهيار الذي نعاني منه ” رافضا أن “يكون الحوار بديلا عن الانتخاب” .
وبدوره أكد النائب جورج عدوان باسم “تكتل الجمهورية القوية” أن “هناك ضعضعة عند أكثرية الكتل النيابية بينما خيارنا واضح وهو ميشال معوّض” وأضاف “نحن اليوم في عملية ديمقراطية لا تحتاج حواراً، نحن اتخذنا خيارنا وعلى الجميع اتخاذ خيارهم”. وقال ردا على سؤال عن استعداد “القوات اللبنانية” لتلبية دعوة “حزب الله” الى الاتفاق على رئيس للجمهورية أن “نقطة الاختلاف مع حزب الله قائمة على الدستور والقانون والسلاح خارج الدولة. وكل المستحيل يصبح ممكناً إذا سلم حزب الله بمبدأ الدولة والدستور والقانون وألا سلاح خارج الدولة”.
وفي وقت طلب الدكتور عصام خليفه من النواب عدم ترشيحه أصر عدد من “النواب التغييريين” على ذلك. في المقابل، اعلن النائب وضاح الصادق اثر الجلسة انه صوّت لميشال معوض وقال “انا نائب تغييري ولكن خارج تكتل التغييريين”. من جانبه، اعلن النائب ميشال الدويهي انه صوت لعصام خليفة.
وعلم ان الرئيس بري وقع امس قانون السرية المصرفية وارسله الى الرئيس نجيب ميقاتي ليوقعه على ان يرسله الى الرئيس عون ليوقعه قبل انتهاء ولايته . وفي المقابل باشر بري جديا تحضيراته لعقد طاولة حوار تجمع رؤساء الكتل النيابية بعد انتهاء ولاية عون وبدأ استمزاج الآراء لانجاح المسعى الذي يعمل عليه .
“لن نفتح الشامبانيا”
وقبيل أيام من انتهاء عهد الرئيس ميشال عون، قال رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع في حديث لـ”الجديد” مساء امس “طبعاً لن نفتح الشامبانيا عندما يخرج عون من قصر بعبدا لأننا نشعر بالحزن الشديد على ما وصل اليه لبنان في السنوات الأخيرة” واعلن “اننا أرسلنا مذكرة داخلية إلى كل المحازبين لعدم المشاركة بأي احتفال عند خروج عون من قصر بعبدا”. ورأى أن” بعض النواب لا يزالون يطالبون بمواصفات قبل 6 أيام من انتهاء عهد عون فاليوم عليهم أن يتّفقوا على اسم وليس وضع مواصفات ومن اقترحوا مبادرات يكذبون” وقال “هذه الجلسة ما قبل الأخيرة تقريباً قبل انتهاء عهد عون فمَن لديهم المرشح ميشال معوض يصوتون له منذ اليوم الأول أما النواب من خارج محور الممانعة لمن يصوّتون؟”. وأشار الى أن “النواب خارج محور الممانعة يرفضون التحدث معنا ويرفضون ميشال معوض فليطرحوا مرشحاً لديه أكثر من 42 صوتاً” وجزم جعجع أن “بعد 31 تشرين الأول القوات وحلفاؤها لن يتخلوا عن ترشيح معوض وقبل أن يتقدم لها بديل جدي يقوم بالعمل الذي يقوم به معوض فلن نقبل بأحد”. ولفت إلى أن “قائد الجيش لم يطلب منا شيئاً في ملف الرئاسة وفي هذه السنوات الـ6 لم أقابل قائد الجيش إطلاقاً، وهو قام بدوره على أفضل ما يكون وفي حال تم ترشيحه أنا لا أرى شيئاً يحول دون ترشيحه”.
وفي ظل الإخفاق المتكرر في انتخاب رئيس الجمهورية لم يبرز اي جديد حكوميا أيضا فيما ترددت توقعات بزيارة يقوم بها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لقصر بعبدا في اليومين المقبلين. وإذ طرح الملف اللبناني في لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والبابا فرنسيس في الفاتيكان امس، إجتمع الرئيس ميقاتي في السرايا مع السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو .وأعلنت السفيرة غريو بعد اللقاء: “استعرضنا اللمسات الأخيرة على اتفاق ترسيم الحدود، وتناولنا الأوضاع الاقتصادية والمالية والحاجة الملحة لتنفيذ الإصلاحات وضرورة السير قدما في وضع اتفاق مع صندوق النقد الدولي. كما ناقشنا الاستحقاقات الدستورية المقبلة التي تؤمن حسن سير المؤسسات.” وردا على سؤال عن وجود مشاورات فرنسية- سعودية لانتخاب رئيس للجمهورية قالت “لدينا حوار مع المملكة العربية السعودية بشأن مواضيع عديدة”.
*******************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
ميقاتي في بعبدا اليوم “مودّعاً”… والتغييريون “الساعد الأيمن” لجبهة الشغور!
الأسد “رسّم حدود” عون: العين لا تعلو على الحاجب!
بزخم لم يشهد له العهد مثيلاً في عزّ أيامه، تفتّق ذهن الرئيس ميشال عون عن كل “الإنجازات المكسورة عليه” على امتداد ستة أعوام فقرر أن ينجزها في ستة أيام، مدفوعاً بـ”أدرينالين” الترسيم البحري مع إٍسرائيل الذي وضع ولايته الرئاسية على “جهاز تنفس اصطناعي” أتاحت من خلاله التقاطعات الإقليمية والدولية ضخّ بعض الأوكسيجين في عروق العهد قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة… لكنّ رئيس الجمهورية وفي آخر سكرات ولايته، أقدم على “دعسة ناقصة” تجاوز فيها خطوط “محور الممانعة” الحمراء، ما استدعى من حليفه الرئيس السوري بشار الأسد توديعه بـ”صفعة ودّية” على الجبين، جعلته يستفيق من نشوته ليتذكّر بأنّ “العين لا تعلو على الحاجب”.
إذ وبينما كان عون يستنفر الجهود والوفود باتجاه دمشق، معلناً انتداب نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب إلى العاصمة السورية غداً لمناقشة ملف الترسيم البحري بين البلدين، سارع الأسد إلى “ترسيم حدود” عون نفسه في التعاطي مع رعاة عهده الإقليميين، فأوعز إلى المسؤولين في السفارة السورية في بيروت لإبلاغ وزارة الخارجية اللبنانية بقرار الاعتذار عن عدم استقبال الوفد الرئاسي العوني “لارتباطات وانشغالات مسبقة”، علماً أنّ مصادر لبنانية نقلت عن مسؤولين سوريين اكتفاءهم لدى استيضاح مراجعيهم عن أسباب قرار إرجاء الزيارة بالقول إنّ هذا الموضوع “مو وقتُه الآن”.
وأوضحت المصادر أنّ مسألة الترسيم الحدودي مع سوريا “متشعبة ومعقدة ومتداخلة بين البر والبحر”، مشيرةً إلى أنّ هذه المسألة مرتبطة مباشرةً بوضعية “مزارع شبعا” التي لا يزال لبنان ينتظر من سوريا توثيق لبنانيّتها في الأمم المتحدة، ولفتت في هذا السياق إلى أنّ الجانب السوري لا يبدي حماسة للخوض في هذا الملف خصوصاً مع “عهد منتهي الصلاحية” كما أنّ “حزب الله” ليس في وارد الدفع باتجاه حلّ الإشكالية الحدودية بين لبنان وسوريا “لما لها من منافع تفوق مضارها بالنسبة للحزب”، مبديةً أسفها لكون تعذّر ترسيم الحدود البحرية مع سوريا “سيعيق عمليات تلزيم الشركات عمليات التنقيب والحفر في البلوكات الشمالية للبنان”.
واليوم، علمت “نداء الوطن” أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سيزور قصر بعبدا للقاء عون في “زيارة وداعية” بحسب ما وصفتها مصادر مطلعة، مشيرةً إلى أنّ الزيارة لن تكون مخصصة للبحث في ملف التأليف، بل ستركز على الشق البروتوكولي في وداع رئيس الجمهورية على بعد أيام من نهاية عهده، مع التطرق في الوقت نفسه إلى استحقاق توقيع اتفاقية الترسيم البحري مع إسرائيل بعد غد الخميس في الناقورة، على أن يبقى بطبيعة الحال مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة معلقاً حتى آخر أيام الولاية العونية، في ظلّ إبداء ميقاتي استعداده الدائم لزيارة بعبدا “ولو قبل ساعة” من مغادرة عون القصر، لتوقيع مراسيم التأليف في حال التوافق على تشكيلة وزارية خالية من “التعديلات الجوهرية والشروط التعجيزية”.
وفي الغضون، يتسارع العد العكسي للدخول في مرحلة الشغور الرئاسي، خصوصاً وأنّ الجولة الانتخابية الرابعة أمس في الهيئة العامة أبقت القديم على قدمه لناحية تشابه مجرياتها مع مجريات الجولات الرئاسية التي سبقتها. وإذ تسرّع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في نهايتها بتحديد يوم الخميس المقبل موعداً جديداً لانعقاد الجولة الرئاسية الأخيرة قبل نهاية المهلة الدستورية، سارع نائبه بو صعب إلى “وشوشته” مذكراً إياه على الأرجح بأنّ الخميس سيكون “يوم الترسيم”، فأعاد بري الطلب إلى النواب عدم التقيّد بهذا الموعد وانتظار ما سيصدر عنه بهذا الخصوص في وقت لاحق.
واستنسخت الجلسة الرئاسية أمس وقائع “مسرحية الورقة البيضاء وحرق الأسماء وتطيير النصاب”، مقابل محافظة تكتلات وكتل المعارضة على جدية ترشيحها وتصويتها للنائب ميشال معوّض، بينما برز خلالها وعلى هامشها اتساع رقعة التصدع والتشرذم بين صفوف تكتل “نواب التغيير”، الأمر الذي جسده خروج التجاذب بين أعضائها إلى العلن كما حصل بين النائبين وضاح الصادق وفراس حمدان أمام عدسات المراسلين الصحافيين، سيما وأنّ الصادق آثر التصويت لصالح معوّض في الدورة الانتخابية أمس رفضاً لاستمرار زملائه في التعاطي “بخفّة” مع الاستحقاق الرئاسي.
وتمثلت هذه “الخفة” أمس بإصرار النواب التغييريين على التصويت لصالح عصام خليفة في صندوق الاقتراع رغماً عن إرادته وبخلاف مناشداته الصوتية لهم بعدم الاقتراع لاسمه، غير أنّ مصادر معارضة رأت أنّ “أخطر ما في هذه الخفة أنها لم تعد تجسّد تسجيلاً لموقف اعتراضي على أداء السلطة والمنظومة الحاكمة، بل أصبحت تشكّل “مطيّة” للجبهة النيابية العاملة على فرض الشغور في سدة رئاسة الجمهورية، سيّما وأنّ النواب التغييريين الذين ضيّعوا أكثر من فرصة للتوافق ضمن المهلة الدستورية على مرشح مشترك مع سائر قوى المعارضة يحظى بأكثرية 65 صوتاً، بات أداؤهم أشبه بدور “الساعد الأيمن” لمخطط هذه الجبهة في إحداث الشغور”.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان يدخل «الفراغ الرئاسي» عملياً قبل أسبوع من نهاية ولاية عون
البرلمان يفقد نصابه للمرة الرابعة… وبري لـ «الشرق الأوسط» : الحوار بديل عن جلسات «مسرحية»
بيروت: ثائر عباس
لم يكن صوت مطرقة رئيس البرلمان نبيه بري في نهاية الجلسة الرابعة لـ«مسرحية» انتخاب رئيس الجمهورية يعني فقط نهاية الجلسة، بل كان إيذاناً بدخول لبنان مرحلة الفراغ الرئاسي، إذ امتنع بري عن تحديد موعد جديد لجلسة انتخاب قبل نحو أسبوع من نهاية ولاية الرئيس ميشال عون الذي يغادر قصر بعبدا الأحد المقبل، قبل يوم واحد من نهاية ولايته في تسليم آخر على حتمية الفراغ في المنصب، وعدم قدرته على تسليمه لرئيس جديد، فيما عبّر أحد النواب عن هذا الواقع بتصويته بعبارة «العوض بسلامتكم».
وتتعامل القوى السياسية اللبنانية مع الفراغ الرئاسي بواقعية تؤكد حصوله، رغم تجنب الجميع التصريح بذلك من باب «حفظ ماء الوجه» كما يقول أحد النواب.
وكان من المتوقع أن يعلن بري الخميس موعداً للجلسة، لكن الاحتفالات التي ستقام في القصر الجمهوري لمناسبة توقيع لبنان اتفاقية ترسيم الحدود، تعارضت معها، فيما كان الرئيس بري أكثر وضوحاً بتبريره عدم تحديده موعداً لها، بالقول لـ«الشرق الأوسط» إن جلسات الانتخاب «باتت مسرحية فاشلة، ولا طائل منها، ولهذا سأحاول استبدالها بحوار بين القوى السياسية». وكشف بري أنه باشر بإيفاد مندوبين عنه إلى القوى السياسية لاستمزاج رأيها، «بإمكانية عقد حوار وطني للخروج بانتخابات رئاسية تعطي اللبنانيين أملاً بالخروج من الأزمات الخطيرة التي تضرب البلاد». وإذ كرر القول: «أن لا طائل من الدعوة لجلسة انتخاب في ظل غياب التوافق وميزان القوى داخل البرلمان»، رأى «أن الحوار سيحل محل الجلسات إلا إذا وجدت إمكانية للتوافق، فسأدعو البرلمان اليوم قبل الغد».
وفي الإطار نفسه، جزم بري بأنه لن يدعو إلى أي حوار قبل نهاية الولاية الرئاسية الحالية (لعون)، رافضاً الجزم بحصول الفراغ «قبل استنفاد جميع الوسائل لتجنبه».
وقد انتهت الجلسة الرابعة لانتخاب رئيس للجمهورية، كما سابقاتها ولم تحمل أي جديد باستثناء بعض التغيرات في توزيع الأصوات.
وانتهت الدورة الأولى التي حضرتها معظم الكتل مع النصاب المطلوب بحضور 110 نواب، بحصول النائب ميشال معوض على 39 صوتاً، توزعت بشكل رئيسي بين «كتلة التجدد» التي ينتمي إليها، وكتل الحزب «التقدمي الاشتراكي» وحزب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب اللبنانية»، إضافة إلى 50 ورقة بيضاء يتوقع أن يكون معظمها من «حزب الله» وحلفائه، في وقت اختار معظم نواب «تكتل التغيير» الاقتراع لعصام خليفة (الأستاذ الجامعي الذي يدافع عن حصة لبنان في الحدود البحرية المتمثلة بما يعرف بالخط 29 وليس 23 كما نص عليه الاتفاق)، بينما أبقى نواب «الاعتدال الوطني» كما الجلسة السابقة على خيار «لبنان الجديد» إضافة إلى ورقتين ملغاتين، وورقة كتب عليها «لأجل لبنان» وأخرى «العوض بسلامتكم»، أعلن لاحقاً النائب جميل السيد أنه اقتراع بها. وبعد اعتماد فريق «حزب الله» وحلفائه السيناريو نفسه، كما في الجلسات السابقة بخروجهم من القاعة فور الانتهاء من الفرز، وبالتالي إفقاد الجلسة نصابها، رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة، وأعلن عن موعد مبدئي لجلسة خامسة جديدة يوم الخميس في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، قبل أن يتراجع عنه، مشيراً إلى «أن تحديد الموعد النهائي لهذه الجلسة سيتم من خلال دعوة رسمية».
وخارج القاعة، كما داخلها لم تختلف الأجواء والمواقف السياسية التي يرفعها الأفرقاء السياسيون. وأكد النائب ميشال معوض، أنه لن يقدم أوراق اعتماده لـ«حزب الله» و«التيار الوطني الحر» كي يرضوا عليه. وقال: «مشهد الخميس الفائت يتكرر… حصلت على 39 صوتاً بسبب عدم حضور عدد من النواب ولدي خريطة طريق واضحة»، متحدثاً عن «حفلات تخوين تُقام بين جلسات انتخاب الرئيس»، مشيراً إلى أن «هذا الأسلوب يعتمد إزاء أي مرشح ضد الحزب ورغم ذلك لن نخضع».
وفيما لفت، إلى أن «حزب الله يريد رئيساً رمادياً خاضعاً له، ويستمر بعزل لبنان، وأنا لن أقدم أوراق اعتماد للحزب والتيار الوطني الحر من أجل أن يرضوا عني»، أشار إلى أن «هناك سلطة مهيمنة تعمل على ابتزاز النواب واللبنانيين للحفاظ على محاصصاتها عبر تعطيل الجلسات في الدورة الثانية».
من جهته، جدد النائب في «القوات» جورج عدوان التمسك بترشيح معوض، ورد على سؤال حول استعدادهم تلبية دعوة «حزب الله» إلى الاتفاق على رئيس للجمهورية، بالقول: «نقطة الاختلاف مع حزب الله قائمة على الدستور والقانون والسلاح خارج الدولة. وكل المستحيل يصبح ممكناً إذا سلم حزب الله بمبدأ الدولة والدستور والقانون وألا سلاح خارج الدولة». ولفت إلى وجود «ضعضعة عند أكثرية الكتل النيابية بينما خيارنا واضح وهو ميشال معوض»، وأضاف: «نحن اليوم في عملية ديمقراطية لا تحتاج حواراً، نحن اتخذنا خيارنا وعلى الجميع اتخاذ خيارهم».
في المقابل، توقف النائب في «التيار الوطني الحر» آلان عون عند تراجع عدد الأصوات المؤيدة لمعوض، كما الأوراق البيضاء، وقال: «اليوم بدل أن تزداد الأرقام، انخفضت، ما يعني أنها رسالة للجميع بأن انتخاب رئيس الجمهورية لا يحصل بتعداد الأرقام بل بتأمين حد أدنى من التوافق. لن ينتخب رئيس للجمهورية من فريق واحد بل عندما يسجل خرق لصالح شخصية معينة يصبح هناك انتخاب، وهذا يتطلب حواراً، وهذا دليل على أن ما يجري غير كاف». وأكد: «الذي يعتقد أنه بفريق واحد يأتي برئيس ويعد كل مرة بأن يزيد العدد، اليوم كانت نكسة لأنه تراجع. تعالوا بين جلسة وجلسة وأجروا حواراً جدياً لنستطيع أن نعمل خرقاً على تفاهم».
وكان النائب في «حزب الله» حسن فضل الله قال قبيل بدء الجلسة: «نحن سنصوت للورقة البيضاء ونأمل أن يستفيد الجميع من هذه التجربة. الورقة البيضاء حق ولم ندخل بأسماء محددة. نجدد الدعوة للتفاهمات وندعو للتوافق على اسم، نريد انتخاب رئيس للجمهورية ومنفتحون على الحوار والموضوع ليس تجميع أرقام».
*******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“الجمهورية”: بري يوقف مسلسل الجلسات الفاشلة .. التأليف: تصعيد.. دمشق تحبط مسعى عون
الجلسة الانتخابية التي عقدها المجلس النيابي امس، هي الأخيرة التي تعقد ضمن المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وفي معلومات موثوقة “الجمهورية” فإنه قد صرف النظر نهائيا عن عقد جلسة للمجلس بعد غد الخميس، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري سيعكف على اجراء مشاورات سياسية ونيابية بعيدة عن الاضواء، تمهيدا لاطلاق مسار الحوار للتوافق على اسم رئيس الجمهورية.
وقال الرئيس بري لـ”الجمهورية” انه باشر منذ الامس في استمزاج اراء الاطراف الداخلية حيال مبادرة حوارية مرتبطة بالاستحقاق الرئاسي ينوي اطلاقها قريبا، بغية انقاذ هذا الاستحقاق، والوصول به الى توافق على انتخاب رئيس للجمهورية في القريب العاجل، يجنّب البلد السقوط في فراغ رئاسي يرتد بآثار سلبية على البلد.
واشار بري الى انه في ضوء الخلاصات التي يجمّعها من الاطراف المعنية سيبني على الشيء مقتضاه، ويؤمل ان تكون ايجابية تليها فورا دعوة يوجهها الى طاولة حوار في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، تخلص الى نهاية توافقية بين القوى السياسية تتوج بانتخاب رئيس للجمهورية.
وجدد بري قوله: ان التوافق يبقى الاساس، وهذا ما يجب ان يحصل، وخصوصا ان وضع البلد بات يحتم على الجميع ان يقدم كل ما من شأنه أن يخفف معاناة اللبنانيين ويمكنهم من الخروج من هذه المعاناة. ودون هذا التوافق سنبقى ندور في الدوامة ذاتها.
مسلسل الفشل
ضمن مسلسل الفشل المتواصل، سجل المجلس النيابي امس، فشلا جديدا في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ورحلت الجلسة الانتخابية المقبلة الى فشل جديد في الموعد الجديد الذي سيحدده رئيس المجلس النيابي نبيه بري حينما تنضج الظروف المؤاتية التي توصل الاستحقاق الرئاسي الى بر الانتخاب، واختيار رئيس جديد للجمهورية بالتوافق بين المكونات الداخلية.
عمليا، تبعا لما خلصت اليه جلسة الامس، لا جديد على خط الاستحقاق، والاوتوستراد الرئاسي المؤدي حتما الى الشغور في القصر الجمهوري الذي سيسري مع مغادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون القصر الجمهوري ليل الاثنين الثلاثاء المقبلين، من دون ان يسلم الراية الرئاسية الى خلفه، باتت حركة السير فيه مضبوطة على احتمالات ثلاثة، إما استمرار المماحكة وامعان المكونات السياسية في التصعيد وتثبيت الفراغ في سدة الرئاسة الى امد بعيد ولهذا كلفته الباهظة على مجمل الصورة الداخلية. واما اعتماد العقلانية التي تنحى في اتجاه التوافق على اخراج سلس للاستحقاق الرئاسي والتوافق الطوعي بين هذه المكونات على الرئيس الجديد للجمهورية، واما الامعان في قتل فرص التلاقي والتمترس خلف الحسابات والرهانات والاجندات، الى ان تحين تلك اللحظة التي قد تجد فيها مكونات الصراع الداخلي نفسها خاضعة لإرادة اكبر واقوى منها جميعها، وتضع حدا لهذه الملهاة، وتسوقها جميعها الى انتخاب رئيس للجمهورية.
بعد 31 تشرين الاول الجاري، سيبدأ عدّاد الشغور الرئاسي بالعدّ، على باب مرحلة محفوفة بالاحتمالات المجهولة، ومداها الزمني لا يبدو أنّه سيُرى في المدى المنظور، فجدار التباينات
الداخلية يزداد سماكة، واطرافها برهاناتها واجنداتها، آلت على نفسها الا ان تسد كل السبل المؤدية الى رئيس صنع في لبنان، وباتت تعدّ العدّة لجولات صدامية تختلط فيها السياسة بالشخصانية والشعبوية والنكد والتمريكات والمبالغات الفارغة، التي يدفع ثمنها لبنان واللبنانيون، وتلقي برئاسة الجمهورية في مهب فراغ يمتدّ الى مديات بعيدة.
الجلسة
في هذه الاجواء، انضمت الجلسة الانتخابية التي عقدها المجلس النيابي امس، الى اخواتها على رفّ الفشل، بعدما تكررت فيها النتيجة ذاتها تقريبا، التي تظهّرت في الجلسات السابقة. بفارق طفيف تبدت فيه خيبة امل مرشحي النائب ميشال معوض في تجاوز النسبة التي نالها في الجلسة السابقة 42 صوتا، وهو ما روجوا له قبل انعقاد الجلسة، بحيث بدل ان تزيد الاصوات نقصت الى 39 صوتا. وقد النتائج كما يلي: ميشال معوض 39 صوتا، عصام خليفة 10 أصوات، لبنان الجديد 13 صوتا، ورقة بيضاء 50، وصوت واحد لـ” العوض بسلامتكم”.
وقائع الجلسة
وكان الرئيس برّي قد افتتح الجلسة عند الساعة الحادية عشرة قبل ظهر امس، محدداً عدد النواب الحاضرين بـ110 في حين أفيد عن غياب 7 نواب بـ”عُذر”. فيما لوحظ عدم حضورِ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وسائر وزراء الحكومة عن الجلسة.
لوحظ ايضا ان الجلسة لم تشهد أي نقاش بين بري والنواب خلافا للجلسات السابقة، حيث اكتفي بتلاوة المواد القانونية والجدستورية المرتبطة بعملية الانتخاب، وجرت بعد ذلك عملية التصويت التي اظهرت ان ايا من المرشحين حاز على الاكثرية المرجحة لفوزه في الدورة الاوزلى ( 86 صوتا)، او على اكثرية 65 صوتا، وهو الامر الذي استدعى دورة انتخاب ثانية الا انها لم تحصل جراء فقدان النصاب، الامر الذي دفع رئيس المجلس الى رفع الجلسة الى موعد آخر مشيرا الى امكانية حصول جلسة جديدة يوم الخميس، لكن ذلك لم يُحسم بعد وسيصدر قرارٌ لاحق بهذا الشأن.
تكرار
وعلى ما هو مؤكد، فإن ما آلت اليه جلسة الامس، مرشّح لأن يتكرر في كل جلسة انتخابية جديدة طالما ان التوافق معدوم. وتداركا لعدم تكرار مشهل الفشل، صرف رئيس المجلس النظر عن جلسة جديدة كان ينوي عقدها بعد غد الخميس.
حراك مستعجل
على ان الفشل المتواصل في انتخاب رئيس للجمهورية كنتيجة طبيعية للتباينات القائمة بين المكونات السياسية، وانعدام التوافق في ما بينها على شخصية توافقية لرئاسة الجمهورية، ينذر بفترة طويلة من الشغور في سدة الرئاسة الاولى، وتبعا لهذا الجو، بدأت بعض المستويات السياسية تتحدث منذ الآن عن فراغ يمتد لسنة على الاقل وربما اكثر. الا انه الرغم من هذا الإنسداد فإن مصادر سياسية واسعة الإطلاع تغرّد خارج التوقعات المديدة للفراغ، وتؤكد انها لا ترى امكانية لأن يعمّر هذا الفراغ طويلا. متوقعة الا يكون انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المدى البعيد.
وترد المصادر توقّعها هذا إلى سببين؛الاول، ان كل الاطراف، وبمعزل عن الحدّة التي تظهّر فيها مواقفها من الاستحقاق الرئاسي، محشورة في زاوية الاستحقاق، ومدركة انها غير قادرة على ادارة الدفة الرئاسية في الاتجاه الذي تريده، وبالتالي لا يبقى امامها سوى الخروج من لعبة تسجيل النقاط السياسية على بعضها البعض، وسلوك مسار التوافق. ورئيس المجلس النيابي نبيه بري يستعد لاطلاق مبادرة توفيقية في هذا الاتجاه. تداركا لتدحرج الوضع الداخلي الى ظروف واحتمالات صعبة تقود البلد الى منزلقات شديدة الخطورة يصعب احتواؤها.
واما السبب الثاني، فتعكسه الارادة الخارجية من الاصدقاء والاشقاء، بترسيخ الإستقرار في لبنان، وهو ما تؤكد عليه البعثات الديبلومسية للمستويات السياسية والرسمية. وتكشف في الوقت نفسه، عن حراك قريب ومتجدد من الفرنسيين نحو لبنان، يتناغم مع حراك اميركي يشدّ في اتجاه اتمام الاستحقاق الرئاسي.
وعلى ما ما تؤكد مصادر دسبلوماسية لـ”الجمهورية” فإن استقرار لبنان بات اولوية بعد الانجاز البحري الذي تجلى في اتفاق الترسيم، فمن فرض اتفاق الترسيم على الاطراف المعنية به، توخى بالدرجة الاولى ان يؤسس لحال من الاستقرار على جانبي هذا الاتفاق، وتبعا لذلك فإن واشنطن ستضع ثقلها لتعزيز هذا الاتفاق وتجنّب حدوث ما قد يعرضه للاهتزاز. والتركيز بالتالي على الجانب اللبناني، من خلال إشاعة جو من الاستقرار السياسي يحصّن الوضع اللبناني والترسيم في آن معا، من خلال مد يد العون بزخم وفعالية هذه المرة لاتمام استحقاقاته، وفي مقدمها انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة بصورة عاجلة. فبالنسبة الى الاميركيين فان لبنان آمن ومستقر سياسيا يعني ان الترسيم آمن. وتبعا لذلك، فإن الاولوية لتدارك اي خطر يهدد استقرار لبنان، ويخشى إن انزلق، الا يبقى محصورا في البر، بل قد يتمدد الى البحر، ويخلق واقعا جديدا مفتوحا على شتى الاحتمالات.
التأليف.. ينازع
واما على الضفة الحكومية، فلا يبدو الحال افضل مما هو عليه في الاستحقاق الرئاسي، والايجابيات التي قيل ان الوسطاء راكموها على خط الجهود التي بذلوها في الايام الاخيرة يبدو انها ذابت، وسقطت بالضربة القاضية على حلبة التعقيدات القائمة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومعه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وبين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي.
وفي الوقت الذي المح فيه بعض الوسطاء الى ان امكانية تأليف الحكومة قائمة خلال هذا الاسبوع، وتحديدا بين يومي الخميس والجمعة المقلبلين، اكدت مصادر موثوقة لـ”الجمهورية” ان “تأليف الحكومة بات من الاستعصاء ما يحتاج الى معجزة تقرب ما بين منطقين يرفضان كليا بعضهما البعض، وتجاوزا الخصومة الى العداء الحقيقي. وهو الأمر الذي دفع الوسطاء الى الانكفاء وتجميد حركة الوساطات التي فشّلتها الكيدية المتبادلة”.
هذه الكيدية، تنعكس بوضوح في لغة التحدي والتصعيد المتبادلة بحدة بالغة بين طرفي التأليف، وتتبدى في الهجوم العنيف الذي يشنّه التيار الوطني الحر على الرئيس المكلف، وتلويحه باسقاط البلد في كارثة في حال انتهت ولاية رئيس الجمهورية دون تشكيل حكومة تراعي معايير ومتطلبات التيار، وشل حكومة تصريف الاعمال ومنعها من الاجتماع على اعتبار انها فاقدة لصلاحية تولي صلاحيات رئيس الجمهورية.
ويتهم التيار الرئيس ميقاتي “بأخذ البلد الى كارثة، عبر الامعان في تعطيل تأليف الحكومة واللعب بالنار ودفع البلاد الى المجهول، وتخطي رئيس الجمهورية وممارسة المكر والاحتيال السياسي، ومحاولة فرض تركيبة حكومية لا تحظى بموافقة رئيس الجمهورية.
ويرفع التيار شعار “لا مجلس وزراء ولا اجتماعات لمجلس الوزراء ولا قرارات ولا موافقات استثنائية لتسيير الاحوال بعد الشغور الرئاسي من دون حكومة اصيلة”، مقدرا “ان ممانعي تشكيل الحكومة سيجدون انفسهم وجهاً لوجه أمام الأزمات المتوالدة، وفي مواجهة الغضب المقدس للناس، الذي سيترجم نفسه بشكل طبيعي وتلقائي، على مختلف المستويات”. ويذهب التيار الى حد الاعلان بأن الحكومة الحالية المستقيلة ممنوع أن تتولى ما خصصه الدستور من صلاحيات لرئيس الجمهورية، في حال الشغور في السدة الاولى. أما إذا أصر رئيسُها على اعتبارها كاملة الصلاحيات، وتجرأ على استخدام صلاحيات الرئيس، فهو بلا أدنى شك، يحوّل نفسه إلى مغتصب للسلطة، مهدداً البلاد بفوضى دستورية وميثاقية وسياسية، وضارباً بذلك أسس الشراكة الوطنية و وثيقة الوفاق الوطني، وقد يجرّ البلاد إلى الأخطر. ورئيس الجمهورية، ومعه التيار الوطني الحر وسائر الحريصين على الكيان ومكوِّناته، يملكون مجموعة من الخيارات الكفيلة بمنع الانزلاق في المحظور، ومنها بداية، كلُّ ما يتصل بإسقاط الصفات القانونية والمقوِّمات الشرعية عن الحكومة الحالية ، كي لا تتحول إلى أداة للفتنة ومصدرا لتهديد الوفاق”.
الصهر.. قاطع الظهر
وهو الامر الذي يلقى ردودا عنيفة من فريق رئيس حكومة تصريف الاعمال، الذي يصر بدوره على الحق الدستوري لحكومته في ادارة شؤون الدولة، دون اي اعتبار للصراخ الاعتراضي الذي يبديه التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل.
ويحمل فريق الرئيس ميقاتي، فريق الرئيس عون التيار وباسيل مسؤولية ما آل اليه الوضع، والمسؤولية الكبرى يتحملها باسيل حصرا، بمعاركه المتتالية التي سماها فريق ميقاتي بـ”معارك الصهر قاطع الظهر”، وتبعا لذلك اعتبر هذا الفريق ان المرحلة المقبلة ستكون حافلة بالمفاجآت بين رئيس سابق قرر انهاء ولايته بسلام والعودة الى دارته بمرارة عدم تحقيق ما كان يحلم به للوطن، و”رئيس ظل سابق” كان المسبب الاساس لافشال الاحلام والانجازات ويصر على اللحاق بالرجل الى دارته ليستكمل من هناك معاركه الدونكيشوتية ومحاربة طواحين الهواء التي نصبها لسنوات. و”رئيس الظل” هذا يتجاهل انه من ابرز المتسببين بتعطيل انتخابات رئيس الجمهورية، التي تنهي كل هذا السجال واللغو.
وفي سياق متّصل، بدا جليا ان الرئيس ميقاتي قطع الطريق امام صدور اي مرسوم للتجنيس قد يسعى اليه رئيس الجمهورية وفريقه. وتبدى ذلك في بيان اصدره المكتب الاعلامي لميقاتي امس، جاء فيه: يتم التداول عبر بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بأن دولة الرئيس ميقاتي وقّع مرسوماً يتعلق بمنح الجنسية اللبنانية لعدد من الاشخاص. إن كل ما يقال في هذا الصدد مجرد اخبار لا اساس لها، بهدف التشويش وزرع البلبلة، وموقف الرئيس ميقاتي الثابت في هذا الاطار انه لن يوقّع اي مرسوم تجنيس، فاقتضى التوضيح”.
التوقيع الخميس
من جهة ثانية، يفترض ان يشكل يوم بعد غد الخميس محطة النهاية الايجابية لملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، حيث اكتملت الاستعدادات والتحضيرات للاحتفالية لتوقيع الاتفاق بين الجالنبيتن، التي ستقام في اليوم نفسه في مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة برعايتها وفي حضور الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الذي بات مؤكدا وصوله الى بيروت يوم غد الاربعاء.
وحول الموضع نفسه، اعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية يائير لبيد ان اسرائيل ستوقع الخميس اتفاقا تاريخيا لترسيم الحدود البحرية مع لبنان، وستصبح اسرائيل في السمتقبل القريب موردا رئيسيا للغاز الى اوروبا.
من جهته، أعلن المتحدث الرسمي لليونيفيل اندريا تيننتي أننا “سعداء بنتيجة المفاوضات البحرية والتوصل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل”.
وقال على هامش الاحتفال الذي اقيم امس، في الناقورة، لمناسبة اليوم العالمي للامم المتحدة: “نحن مستعدون للدعم اللوجستي لهذا الحدث المرتقب”، مؤكدا أن “اليونيفيل قدمت الدعم اللوجستي”، متمنيا ان “يساهم هذا الأمر في تقدم الملفات العالقة، لا سيما استكمال تعليم الخط الازرق”.
الترسيم مع سوريا
من جهة ثانية، تتسارع الخطى المرتبطة بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا، حيث برزت امس خطوة سوريّة بدت محبطة لمسعى رئيس الجمهورية في استعجال هذا الترسيم ووضعه على السكة قبل انتهاء ولايته، تجلت في ما افيد امس عن تلقي وزارة الخارجية كتابا عبر السفارة السورية في لبنان يتضمن اعتذارا من الجانب السوري عن عدم استقبال الوفد اللبناني لترسيم الحدود، لارتباطات مسبقة.
ونقل عن مصدر في وزارة الخارجية اللبنانية بأن الجانب السوري” طلب تحديد موعد آخر غير الذي كان مقررا الأربعاء لزيارة الوفد اللبناني المرتبطة بترسيم الحدود البحرية، عازيا السبب لاتباطات مسبقة على أن يتم الاتفاق على موعد جديد لاحقا”.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر ديبلوماسي قوله :”إن الحكومة السورية ألغت زيارة كانت مقررة يوم الأربعاء لوفد لبناني إلى دمشق لمناقشة ترسيم الحدود البحرية بين البلدين”.
وأضاف المصدر أن الحكومة السورية بعثت برسالة الاثنين ( امس)، إلى وزارة الخارجية اللبنانية تقول إن الوقت غير مناسب لمثل هذه الزيارة.
في السياق، ذكرت معلومات اعلامية بأنه “لا حماسة من قبل الاجهزة الامنية في كلّ من لبنان وسوريا لفتح باب الحوار في موضوع ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وقد ترجم ذلك عبر رسالة وصلت الى الخارجية اللبنانية مساء امس عبر السفارة السورية”.وكان الرئيس عون قد كلف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ترؤس الوفد اللبناني الى دمشق يوم الأربعاء المقبل لاجراء لقاءات مع كبار المسؤولين في سوريا بهدف مناقشة مسألة الترسيم البحري بين البلدين. وذلك استكمالاً للاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس عون مع نظيره السوري بشار الاسد قبل أيام في شأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين. ويضم الوفد كلا من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب ووزير الاشغال العامة والنقل علي حمية، المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم، ورئيس مصلحة الهيدروغرافيا في قيادة الجيش المقدم البحري عفيف غيث، وعضوي مجلس إدارة هيئة قطاع النفط وسام شباط ووسام ذهبي.
*******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
صدمة سورية لبعبدا: لا موعد للترسيم البحري!
هوكشتاين يُرجئ «الجلسة الخامسة».. وميقاتي إلى بعبدا بين الوداع والعتاب
فاجأت دمشق بعبدا بالإعلان عن أن لا موعد ثابت رسمياً لاستقبال الوفد الرئاسي اللبناني، برئاسة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وبالتالي لا لقاء غداً، كما كان مقرراً.
وبصرف النظر عن الاعتبارات التي حدت بالجانب السوري الى هذه الخطوة، والتبريرات «الذرائعية» التي سبقت في معرض الاعلان عن عدم الجاهزية، فإنها في نظر مصادر دبلوماسية تشكل مفاجأة وصدمة في وقت واحد، تعيد الى الأذهان مسألة تحديد هوية مزارع شبعا، وانتخاب التوقيت المناسب لهذه الخطوة، وتطرح مسألة «الخطأ اللبناني» في تقرير ما يتعين فعله، ومتى وكيف؟
ولئن كانت خطوة التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية اصبحت بحكم المنتهية في بحر الاسبوع المتبقي من ولاية الرئيس ميشال عون، فإن مصدراً متابعاً، لم يستبعد ان يزور الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بعبدا في غضون الـ48 ساعة المقبلة، ولم يستبعد ايضاً ان يتطرق البحث الى امكانية اصدار مراسيم حكومة جديدة.
وتوافرت معلومات، في السياق ان الزيارة ستتم اليوم، من دون تأكيد اي مصدر من بعبدا لها.
وحسب المتابعين فإن الزيارة ستكون بين الوداع والعتاب والشكر على مرحلة التعاون اذا بقي البلد بلا حكومة جديدة.
وأشارت مصادر سياسية الى ان الاتصالات والمساعي الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة، ما زالت متعثرة، ولم يطرأ اي جديد بخصوصها، بعدما رفض الرئيس المكلف الموافقة على شروط النائب باسيل، التي تضمنت اصراره على تسليم اسماء الوزراء الثلاثة الذين ينوي استبدالهم ساعة تشكيل الحكومة الجديدة في قصر بعبدا، واعلان رفضه المسبق بمنح كتلة التيار الثقة للحكومة المرتقبة في حال تشكيلها.
وشددت المصادر ان تشبث باسيل بشروطه، لن يساعد في تشكيل الحكومة، بل سيهدر مزيداً من الوقت بلا طائل، وتبقى حكومة تصريف الأعمال تمارس مهامها استنادا للدستور في حال لم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد المحدد، وقد يكون الهدف من وراء عرقلة تشكيل الحكومة.
واكدت المصادر استمرار الاتصالات، ولو بعيدا عن الاعلام في سبيل تذليل العقبات القائمة، الا انها جزمت، بانه يستحيل تشكيل الحكومة الجديدة بشروط باسيل، وهذا الموقف المتشدد لرئيس الحكومة المكلف، هو موقف نهائي، لانه ينسجم مع صلاحياته الدستورية، ولا تراجع عنه، والاجدى لمن يهتم ويريد تشكيل الحكومة فعلا، أن يلتزم بالدستور ويعرف حدود مطالبه وشروطه.
وفيما خص الزيارة التي سيقوم بها ميقاتي إلى بعبدا اليوم المقبل، أشارت المصادر الى انها زيارة بروتوكولية، لوداع رئيس الجمهورية ميشال عون لمناسبة انتهاء ولايته، وقد يتخللها احاديث جانبية للتحدث بالوضع العام .
ولم تستبعد المصادر ان يقلد الرئيس عون وساماً للرئيس ميقاتي.
وفي المعلومات ان الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الذي يصل الى بيروت غداً، سيزور قصر بعبدا الخميس المقبل، ولم يعرف ما اذا كان الرئيسان نبيه بري وميقاتي سينضمان الى الاجتماع ام يزور الوسيط كلاً منهما على حدة.
والتعثُّر الرئاسي المفتوح على شغور في الرئاسة الاولى، وعدم افراج العهد وفريقه عن صيغة حكومة تملأ الفراغ بعد نيل ثقة المجلس النيابي، ريثما يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، سيكونان على جدول اللقاء الصحفي لرئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل، بعد اجتماع التكتل عصر اليوم.
وتلتقي مواقف باسيل التي ستعلن اليوم، على نحو او آخر مع ما يردّده قياديو حزب الله، ونائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، قال امس: العجز عن انتخاب رئيس للجمهورية، سيطول اذا استمر الاصرار على رئيس غير مقبول، ولم يسلك الحوار نحو الإتفاق طريقه، مضيفاً: ارحموا لبنان فهو في وضع صعب.
الجلسة
نيابياً، لم تحمل الجلسة الرابعة لإنتخاب رئيس للجمهورية، مع بدء العد العكسي لإنتهاء ولاية الرئيس عون في 31 تشرين الاول الحالي، اي تغيير في المشهد السياسي، اكان لجهة المضمون او الشكل بإستثناء بعض الانقلابات والتراجعات والمتغيرات داخل الكتل حيث سجل تصدعٌ في صف نواب التغيير وتراجعٌ في اصوات المرشح النائب ميشال معوض من 42 الى 39 ، ومع تطيير النصاب المنظم في الدورة الثانية، انتهت الجولة الرابعة من دون رئيس، ولا يبدو ان الجولة الجديدة ستحمل تغييرا في المشهد، بل تحول النقاش في أروقة المجلس الى موضوع الحوار، الذي يعول على رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة اليه، بعد 31، وبعد إستطلاع رأي الكتل النيابية، لمعرفة جدوى الدعوة من عدمها، لان محورها التوافق المسبق على رئيس جامع، لم تتظهر معالمه حتى الساعة، وقد يعتقد البعض انه مع اكثر من 45 جلسة عقدت قبل انتخاب الرئيس عون – ان الوقت لا يزال مبكرا – ولكن في المقابل فإن ما وصلت اليه البلاد لم يشهد له مثيل حتى خلال ايام الحرب المشؤومة، وهو ما تضعه المصادر في خانة الحالة الطارئة، التي لا تحتمل المماطلة، بغض النظر عمَّا يلوح به بعدم القبول بحكومة تصريف الاعمال لإستلام صلاحيات الرئاسة، وهو ما سيجعل المواجهة اكثر خطورة.
وكان فرز الاصوات بعد عملية الاقتراع أفضى الى: 50 ورقة بيضاء (لنواب امل وحزب الله والتيار وآخرين)، ميشال معوض 39 صوتا (مع تصويت نواب القوات والكتائب والإشتراكي وتجدد بالإضافة الى النائب وضاح الصادق الذي غرد خارج سرب التغييرين) ، و10 أصوات لعصام خليفة (من قبل التغييرين واسامة سعد وشربل مسعد)، و13 «لبنان الجديد»(من قبل نواب الاعتدال الوطني وسنة بيروت وبعض التغييرين)، وورقتان ملغاتان (واحدة للنائب عبد الكريم كبارة بعنوان «لأجل لبنان»اعتبرت ملغاة، واخرى للنائب جميل السيد «العوض بسلامتكم».
وبعد، تطيير النصاب، أعلن بري عن موعد مبدئي لجلسة خامسة جديدة يوم الخميس وبعد ان غمز اليه نائب الرئيس الياس بو صعب، عن تزامن هذا الموعد مع مجيء الوسيط الاميركي في عملية الترسيم آموس هوكشتاين لمواكبة توقيع رسالة الاتفاق في الناقورة، عاد واشار الى «ان تحديد الموعد النهائي لهذه الجلسة سيتم من خلال دعوة رسمية. وقد تتم الدعوة الجمعة او اوائل الاسبوع المقبل.
لكن بعض المعلومات افاد ان الدكتور خليفة رفض ترشيحه، طالباً من النواب عدم تسميته، لكن أصر عدد من النواب التغييريين على ذلك.
وقال النائب سعد بعد الجلسة: الثائر مع الشباب والمثقفين والكادحين في 17 تشرين، طلبا للمحاسبة والحقوق والدولة الوطنية العصرية العادلة. الصوت المدوي ضد اتفاق العار الوطني إتفاق الترسيم. النافذون الطائفيون، من كل المحاور، لا يريدونه وهذا شرف له ولنا.عصام خليفة ليتك تكون رئيسا للجمهورية اللبنانية.
وقال النائب اشرف ريفي بعد الجلسة: ان كتلة الاعتدال الوطني تراجعت عن تسميتها للنائب ميشال معوض.فيما عضو هذه الكتلة النائب محمد سليمان قال: صوّتنا ككتلة الاعتدال لـ«لبنان الجديد» لأنّنا مؤمنون به ونريد «أن نأكل العنب لا أن نقتل الناطور». والأمور لم تنضج بعد.
اما النائب وضاح الصادق فقال: صوتي كان لمعوّض وأنا نائبٌ تغييري خارج تكتل التغييريين.
وقالت عضو نواب التغيير النائب نجاة صليبا عون: مرشحو «التغييريون» ثلاثة بحسب عون وهم النائب السابق صلاح حنين والوزير السابق ناصيف حتي والوزير السابق زياد بارود .بالنسبة إلى الإسمين الأولين تم إبلاغهما لكنهما رفضا بحجة أن الوقت والظرف الحالي ليسا مناسبين لطرح إسميهما كمرشحين لرئاسة الجمهورية. أما بارود فلم يتم إبلاغه بأمر ترشيحه من قبل «التغييريين» على رغم اللقاء والتواصل!
سوريا تعتذر عن استقبال الوفد
في هذا الوقت، وبعد أن كلف الرئيس عون النائب بو صعب ترؤس الوفد اللبناني الى دمشق يوم الأربعاء المقبل، «لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين في سوريا بهدف مناقشة مسألة الترسيم البحري بين البلدين. وذلك استكمالاً للاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس عون مع نظيره السوري بشار الاسد قبل أيام في شأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين».
وحسب المعلومات الرسمية يضم الوفد اللبناني، وزيري الخارجية والمغتربين والاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب وعلي حمية، المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم، ورئيس مصلحة الهيدروغرافيا في قيادة الجيش المقدم البحري عفيف غيث، وعضوي مجلس إدارة هيئة قطاع النفط وسام شباط ووسام ذهبي، وسط معلومات عن ان اللواء ابراهيم سبق واعتذر عن الذهاب غداً.
وكان الرئيس عون استقبل بو صعب صباحاً وتداول معه في طبيعة المهمة التي سيتولاها الوفد اللبناني مع المسؤولين السوريين في اطار ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا، بعد انتهاء المفاوضات على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.
وتناول البحث أيضا الزيارة المرتقبة للوسيط الأميركي اموس هوكشتاين في اليومين المقبلين لبيروت لتسليم الرئيس عون الصيغة الرسمية للرسالة الأميركية المتضمنة وقائع ما آلت اليه المفاوضات مع لبنان.
ومساء عمّمت وزارة الخارجية والمغتربين على رئاستَي الجمهورية والحكومة كتاباً من سوريا تعتذر فيه عن استقبال الوفد اللبناني. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر ديبلوماسي ان سوريا الغت زيارة الوفد لبناني التي كانت مقررة الأربعاء المقبل. «وأنّ الحكومة السورية بعثت برسالة (امس) إلى الخارجية اللبنانية تقول إنّ الوقت غير مناسب لمثل هذه الزيارات».
لكن مـصدراً دبلوماسياً سورياً نفى صحة الأنباء التي تحدثت عن إلغاء دمشق لموعد زيارة الوفد اللبناني. وقال: لم يكن هناك اتفاق أصلاً على موعد حتى يتمّ الغاؤه. والطرف اللبناني اقترح موعداً لم يكن مناسباً للطرف السوري لكن لم يكن هناك إلغاء لموعد أو طلب لزيارة.
سفراء اوروبا
على الصعيد السياسي الداخلي، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة لقاءات ديبلوماسية، إستهلها بلقاء سفيرة فرنسا آن غريو التي قالت بعد اللقاء:استعرضنا خلال اللقاء اللمسات الأخيرة على اتفاق ترسيم الحدود، وتناولنا الأوضاع الاقتصادية والمالية والحاجة الملحة لتنفيذ الإصلاحات وضرورة السير قدماً في وضع اتفاق مع صندوق النقد الدولي.كما ناقشنا الاستحقاقات الدستورية المقبلة التي تؤمن حسن سير المؤسسات.
وردا على سؤال عن وجود مشاورات فرنسية سعودية لإنتخاب رئيس للجمهورية قالت: لدينا حوار مع المملكة العربية السعودية بشأن مواضيع عديدة.
وإستقبل الرئيس ميقاتي رئيس بعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان السفير رالف طراف الذي قال: ناقشنا المواضيع السياسية في لبنان والحاجة الملحة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في خطة الإطار التي تم التوقيع عليها بين لبنان وصندوق النقد الدولي في نيسان الماضي. ومن المهم للبنان والاقتصاد اللبناني ان يحصل تقدم في هذا الملف،وتبقى هناك أسئلة ومواضيع مفتوحة للنقاش وهي مواضيع مهمة.
أضاف: وضعنا الرئيس ميقاتي في أجواء برمجة تمويل الاتحاد الأوروبي للبنان للسنة المقبلة، ونحن الآن في مرحلة مناقشة أين يجب وضع المال.المبالغ المرصودة لا تزال هي نفسها مثل السنة الماضية، وهناك نية للقيام بتعديلات قليلة ولكن المرتكزات الاساسية لدعمنا لا تزال هي نفسها وهي الحماية الحماية الاجتماعية، التربية والصحة.
كما التقى ميقاتي سفيرة سويسرا في لبنان ماريون ويشلت، وتم خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة.
الاتفاق مع الصندوق
مالياً، اعلن نائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الاعمال سعادة الشامي ان الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لا يزال جاهزاً، لكن اذا طال الوقت يمكن ان يعيد النظر ببنوده مع التأكيد ان العناصر الاساسية فيه لن تتغير، مشدداً ان الحاجة للصندوق لا مفر منها، والدول الخارجية غير مستعدة لمساعدة لبنان من دون اتفاق مع صندوق النقد.
وكشف انه نقل للمسؤولين اصرار الصندوق على موضوع الاصلاحات والاستحقاقات الدستورية مهمة بالنسبة للصندوق.
ورأى انه ليس «هناك من خطة منصفة لجميع المودعين، وسيكون هناك ضرر، ولكن القانون الذي يعمل عليه سيحدد التعامل مع الودائع.
وضع الكهرباء
واجتمع الرئيس ميقاتي مع وزير الطاقة وليد فياض والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك والمديرة العامة للنفط أورور فغالي.
وقال الوزير فياض بعد الإجتماع: جرى بحث في موضوع الحصول على الفيول من أجل زيادة ساعات التغذية، وللتمكن من إعطاء الكهرباء بسعر أرخص، أي بنصف سعر المولدات الخاصة، بحسب خطة الطوارىء التي كنا وضعناها. وبحثنا أيضا في اجراء مناقصة عمومية تقوم بها مديرية النفط بالتعاون مع هيئة الشراء العام، وتدخل ضمن قانون الشراء العام الجديد لتأمين الفيول للأشهر الستة المقبلة، على أن يتم التداول بإمكانية تمويلها مع الجهات المختصة مثل المصرف المركزي، حيث يتم تسديد ثمن الفيول بشكل مؤخر على فترة 5 او 6 أشهر تسمح لنا بجمع الأموال الجباية بالليرة اللبنانية وتحويلها الى الدولار بواسطة منصة صيرفة، فنتمكن بذلك من تسديد كلفة الفيول. وما بحثناه سنضعه موضع التنفيذ في أسرع وقت ممكن، ويجري العمل الأن على وضع دفتر الشروط للمناقصة.
وردا على سؤال عن تمويل مصرف لبنان شراء الفيول قال: سمعت من الرئيس أن الموضوع مسهّل، وسنطلع على تفاصيله في الايام المقبلة.
وعن قيمة المناقصة أوضح بأن القيمة تتراوح حسب سعر الفيول بين 100 و150 مليون دولار شهريا لتأمين بين 8 و10 ساعات تغذية.
وحول رفض بعض الأطراف رفع كلفة الكهرباء قال: نحن نعمل لتذليل كل العقبات، وقرار رفع التعرفة سيسري بالتزامن مع زيادة التغذية.
تراجع الدولار واقتحام مصرف
واصل الدولار هبوطه بعد ظهر أمس، غداة تعميم مصرف لبنان الذي اعلن فيه انه سيقوم فقط ابتداء من الثلاثاء ببيع الدولار، حيت تراوح ما بين 36300 ليرة للمبيع و36400 ليرة للشراء.
وبالموازاة، اقتحم مودع مصرفا في صيدا مطالباً بوديعته لإجراء عملية جراحية لأبنه، وأقدم على احتجاز رهائن داخله فيما طوقت القوى الأمنيّة المكان. وبعد مفاوضات بينه وادارة المصرف، اقتنع المودع وفيق كالو باخراج الموظفين. وقرابة الثانية، انتهت عملية الاقتحام بخروج المقتحم كالو بعد حصوله على مبلغ 280 مليون ليرة لبنانية.
بين كورونا والكوليرا!
صحياً، وفي الوقت الذي سجلت فيه اصابات كورونا 83 اصابة جديدة مما رفع العدد التراكمي الى 1218207 اصابة مثبتة مخبرياً، وحالة وفاة واحدة خلال اسبوع، فرض تفشي مرض الكوليرا نفسه على الوضع العام في البلد واستدعى استنفاراً صحياً وحكومياً لهذا الغرض.
ومساء ذكرت وزارة الصحة العامة أن 48 اصابة جديدة في الساعات ال24 الماضية ، رفع العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 287، كما تم تسجيل حالة وفاة ، رفعت العدد التراكمي للوفيات الى 11».
*******************************************
افتتاحية صحيفة الديار
تباين بين باريس والرياض … «فيتو» سعودي على دعوة للحوار مع حزب الله
رسالة سوريّة قاسية في ملف الترسيم… و «إسرائيل» توقّع دون أوهام «بالتطبيع»
الفراغ الرئاسي بات محتوماً… والجلسة الرابعة تشهد «تصدّع» نواب «التغيير» – ابراهيم ناصرالدين
تسير البلاد «بعيون مفتوحة» نحو «الفراغ القاتل» قبل ايام معدودة على نهاية العهد، لن تغيّر كلمة الرئيس ميشال عون المرتقبة ومصارحته للبنانيين بالواقع المرير القائم، والمرجح استمراره حتى تنضج «الطبخة» الدولية والاقليمية، وسط اتساع مستجد «للهوة» بين باريس والرياض حول مقاربة الملف اللبناني، في ظل اصرار سعودي على ابقاء قنوات الحوار مقطوعة مع حزب الله دون تقديم اي «خارطة طريق» للخروج من الازمة.
في هذا الوقت يصل ملف ترسيم الحدود البحرية مع «اسرائيل» الى خواتيمه بالتوقيع المرتقب يوم الخميس المقبل في الناقورة، بينما تعثر ملف التفاوض مع دمشق التي اختارت توجيه «رسالة» قاسية الى العهد قبل ساعات من افوله، بالغاء موعد يوم الغد للبحث في ملف الخلاف البحري بين الدولتين واعتبار «الوقت غير مناسب لذلك».
اما المجلس النيابي، فيواصل عرضه فصول مملة من مسرحية تطيير النصاب الرئاسي، وسط تبادل للاتهامات حول التعطيل وخلاف حول دعوة الرئيس نبيه بري الحوارية، واما الحدث فكان في «تصدّع» كتلة نواب «التغيير» رسميا بعد خروج الانقسامات والخلافات الى العلن.
اما «المناورات» الحكومية، فتستمر دون الكثير من «الآمال» بحصول المعجزة، وقد سربت اوساط رئيس حكومة تصريف الاعمال كلاما عن استعداده للصعود الى بعبدا خلال الساعات المقبلة لمحاولة «استيلاد» الحكومة، في محاولة لوضع «الكرة» مجددا في ملعب»الرئيس… وفيما «يلعب» الدولار بالاقتصاد الوطني، صعودا وهبوطا غير «منطقي»، تباينت المعلومات حول تمدد»الكوليرا» في المحافظات،على الرغم من عدم تسجيل اي اصابة جديدة رسميا بالامس. ويبقى تطور قضائي لافت، حيث تقدّم النائب علي حسن خليل بشكوى إلى هيئة التفتيش القضائي، ضد رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، «لشلّه عمل المجلس ورفضه تطبيق القانون».
تباين فرنسي- سعودي؟
في هذا الوقت، اطلعت السفيرة الفرنسية آن غريو ميقاتي على آخر محاولات بلادها لتوحيد الجهود الخارجية لاعادة تزخيم الملف اللبناني واتمام الاستحقاقات الدستورية في موعدها، وكان لافتا ان لا جديد فرنسيا لمواجهة الفراغ الزاحف دستوريا، بل مجرد توصيات بضرورة تشكيل حكومة جديدة، فضلا عن هواجس حيال الفراغ وكيفية ادارته ، مع تعاظم الخوف من فوضى يمكن ان تخرج عن السيطرة.
ووفقا لاوساط دبلوماسية ثمة تباين بات اكثر وضوحا بين باريس والرياض حيال مقاربة الملف اللبناني، فالفرنسيون غير مقتنعين بزخم التدخل السعودي ويرون انه دون المستوى، فبعد اخراج الرئيس سعد الحريري من المشهد السياسي اصبحت الامور اكثر تعقيدا، ولم يقدم السعوديون بديلا وتركوا الفراغ يتمدد حتى بات التوازن مختلا على المستوى الطائفي في البلاد، وهو ما يقلق باريس كثيرا.
رفض سعودي لحوار حزب الله
ووفقا لتلك الاوساط، فان الزيارة الاخيرة للسفير السعودي الوليد البخاري لم تكن ناجحة على الصعيد العملي، ولم يحمل اي اجوبة سياسية معه، واكتفى بابلاغ المسؤولين الفرنسيين بان بلاده ستبقى عند حدود تقديم مساعدات انسانية وفق «البروتوكول» الثنائي المشترك. وقد ابدت باريس انزعاجا كبيرا من «البرودة» السعودية التي لا تساعد في فتح نافذة حوار لبناني جاد ، خصوصا مع حزب الله، بعدما طرحت ان تكون «صلة» وصل غير مباشرة لايجاد قواسم مشتركة تخرج البلاد من المراوحة القاتلة. الا ان الرياض تصر على رفض فتح اي «نافذة» للحوار.
وفي دلالة على هذا «الفتور» اكتفت السفيرة الفرنسية آن غريو بعد لقاء ميقاتي امس، بالرد على سؤال عن وجود مشاورات فرنسية – سعودية لانتخاب رئيس للجمهورية بالقول: «لدينا حوار مع المملكة العربية السعودية بشأن مواضيع عديدة»!
«الرسالة» السورية؟
وفي تطور مفاجىء، وجهت دمشق «رسالة» بالغة الدلالة الى بيروت بالغاء موعد يوم الاربعاء حول الترسيم البحري بين البلدين، فبعد ساعات على اعلان لبنان تشكيل وفده، الغى الجانب السوري اللقاء عبر كتاب الى وزارة الخارجية اللبنانية يعتذر عن استقبال الوفد اللبناني «لارتباطات مسبقة». وعلم في هذا السياق، ان دمشق لا تبدو متحمسة لفتح هذا الملف الآن دون تحضيرات مسبقة وجدية، ولا ترغب باي لقاءات «فولكلورية» على مسافة ايام من نهاية العهد الذي لم يبادر طوال سنوات الولاية الى معاملة الدولة السورية على قدر الدعم الذي قدمته، وذّكرت مصادر مطلعة، بان الرئيس عون لم يبادر الى زيارة دمشق على الرغم من زياته الى السعودية التي انقلبت عليه.
«الوقت غير مناسب»!
وفيما تعمل جهة لبنانية وازنة على تليين الموقف السوري لتحديد موعد حتى لو كان «شكليا» قبل انتهاء الولاية الرئاسية، اكدت الحكومة السورية في رسالتها الى الخارجية اللبنانية، ان «الوقت غير مناسب» لمثل هذه الزيارات، علما ان دمشق سبقت وطالبت الجانب اللبناني بارسال طلب خطي لا شفهي، وجاء الرفض بعد ذلك بساعات وعقب اعلان تشكيل الوفد اللبناني رسميا، ودون تحديد اي موعد جديد.
ووفقا لتلك المصادر، فان الاجواء السياسية في البلدين غير جاهزة من أجل ترسيم الحدود البحرية، ولا حماسة في دمشق لاجراء مفاوضات الآن، وهذا يعني أنه لن يكون في الإمكان تلزيم البلوكات الشمالية اللبنانية وتحديدا 1 و2 و3. وكان الرئيس ميشال عون، كلف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، ترؤس الوفد اللبناني إلى دمشق يوم غد الأربعاء لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين في سوريا بهدف مناقشة مسألة الترسيم البحري بين البلدين. ويضمّ الوفد اللبناني، وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب ووزير الأشغال العامة والنقل علي حمية والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وعضوي مجلس إدارة هيئة قطاع النفط وسام شباط ووسام ذهبي ورئيس مصلحة الهيدروغرافيا في قيادة الجيش المقدم البحري عفيف غيث.
«الترسيم» الى خواتيمه
وفي ملف الترسيم مع «اسرائيل»، وعشية وصول «الوسيط» الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت يوم الاربعاء، اعلنت «اسرائيل» رسميا عبر رئيس حكومتها يائير لابيد انها ستوقع اتفاقا «تاريخيا» مع لبنان يوم الخميس للمقبل، وبانتظار اعلان ممثل لبنان في التوقيع، من المقرر أن يحصل الامر بطريقة غير مباشرة في مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة، وعلى الرغم من سلوك الاتفاق طريقه الى التوقيع، فإن هذا الملف لا يزال موضع نقاش في «اسرائيل»، وقد اعتبرت اوساط سياسية اسرائيلية معارضة في تصريحات لصحيفة «اسرائيل اليوم»، أنه ما ينبغي أن يقلق في هذا الاتفاق، ليس مضمونه وتفاصيله، بل شكل سلوك الحكومة في أثناء خوض المفاوضات. وقالت انه «على مدى أشهر طويلة، تم إخفاء تفاصيله عن الجمهور «الإسرائيلي»، وكأن به سر دولة، ولم تكن لأحد أدنى فكرة عن المطالب اللبنانية وعن مواقف لبنان، ولا عن خطوط «إسرائيل» الحمراء. والخلاصة ان الأيادي التي وقعت على الاتفاق في النهاية هي أيادي الحكومة في بيروت، لكن الصوت هو صوت حزب الله الذي أطلق بإرادته تهديدات الحرب، وبإرادته أعطى للاتفاق مباركته».
لبنان لن يوقع السلام
وفي تحليل للصحيفة، اكدت انه ينبغي الاعتراف بأن حكومة لبيد ليست الأولى التي تتخذ سياسة الإخفاء لدرجة التضليل، تجاه الجمهور في «إسرائيل»، في المقابل يقوم الطرف الآخر بإعلان مواقفه بشكل واضح، ويكبل نفسه بها كأنها شجرة عالية يتسلقها، وفي نهاية الأمر ينجح في إقناع الوسطاء الأميركيين، بل والأسرة الدولية، بأن لا مفر من قبول هذا الموقف. وبالمقابل، صوت «إسرائيل» لا يسمع، وليس واضحاً لأحد ما الذي تريده وما هي خطوطها الحمراء. وخلصت «اسرائيل اليوم» الى القول، من الخير التوقيع على اتفاق، لأن مصير بضعة كيلومترات مربعة في عمق البحر على أي حال، لا تقدم ولا تؤخر، لكن المهم أن نفهم بأنه ليس اتفاقاً تاريخياً يبشر بالسلام مع لبنان أو بأن هدوءاً سيسود من الآن فصاعداً على الحدود الشمالية. لـحزب الله قائمة طويلة من المطالب من «إسرائيل»، ابتداء بمزارع شبعا وانتهاء بخط الجرف الذي يقضم بحكم الأمر الواقع جزءا من السيادة اللبنانية. وبرأي الصحيفة «فإن المفهوم القائل بأن حزب الله مردوع ويخاف المواجهة انهار في بداية السنة، بعد أن بدأ نصر الله يهدد بالحرب. واذا كان هناك في لبنان من يريد «التعايش مع إسرائيل»، فان هذا لا يقدم ولا يؤخر، حسب تعبير الصحيفة، فحزب الله صاحب الكلمة الأخيرة في هذا الشأن. ولهذا لبنان لن يكون الدولة العربية التالية، بل على ما يبدو الأخيرة لتوقع مع «اسرائيل» على اتفاق سلام.
حزب الله مصدر القلق
وفي السياق نفسه، اكدت صحيفة «هارتس» انه يجب تجاهل الخطاب الحماسي المبالغ فيه الذي استخدمه رئيس الحكومة يئير لبيد بخصوص أهمية الاتفاق «التاريخية»، ففي السنوات القريبة المقبلة، سيبقى حزب الله هو القلق الأمني الأول من حيث أهميته بالنسبة «لإسرائيل». الاتفاق، الذي يضمن البدء في التنقيب عن الغاز في الجانب «الإسرائيلي» من الحدود البحرية المعلن عنها، يمكن أن يرسخ ميزان الردع المتبادل بين الطرفين، وعلى الرغم من كل التصريحات الحازمة، فإن «إسرائيل» تخاف من حرب مع الحزب بسبب الأضرار المتوقعة على الجبهة الداخلية، والآن سيكون للطرفين الكثير مما سيخسرانه. ولفتت الصحيفة الى ان تقارير أجهزة الأمن تؤكد ان هذا الاتفاق سيبعد خطر الحرب، والامتناع عن التوقيع في اللحظة الأخيرة يمكن أن يقربها. والقضاة مثل الحكومة، يعرفون الحقيقة، وهي أن رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، الذي يتحدث الآن بغضب شديد ضد الاتفاق، كان سيوقع عليه بدون أي تردد لو كان في الحكم الآن.
«رتابة» رئاسية
وفي تكرار للسيناريو الممل نفسه، انتهت الجلسة الرابعة لانتخاب الرئيس الى «مهزلة» نيابية، تبادلت من خلاله الكتل النيابية الاتهامات «بالتعطيل»، وعلى غرار سابقاتها، لم تبلغ الجلسة دورتها الثانية بعد فقدان النصاب، وانتهت «مسرحية» الامس دون تحديد موعد نهائي للجلسة المقبلة. وفيما بلغ عدد النواب الحاضرين داخل القاعة 110، انتهت عملية فرز الأصوات في الدورة الأولى بنيل النائب ميشال معوّض 39 صوتاً متراجعاً 3 أصوات عن الجلسة الماضية، في مقابل 50 ورقة بيضاء، و10 أصوات من «تكتل التغييريين» لعصام خليفة و13 لـ «لبنان الجديد»، إضافة إلى ورقتين ملغاتين.
اما الجديد في الجلسة، فكان تصدع كتلة «التغييريين» بخروج النائبين رامي فنج ووضاح الصادق من «السرب»، حيث صوّتا للنائب ميشال معوض، وسط فوضى عارمة تثير اكثر من علامة استفهام حول سرعة سقوط هذه «التجربة» التي اصابت الكثير من اللبنانيين «بالخيبة». وتأكيداً على تشرذم نواب «التغيير»، أعلن الصادق بعد الجلسة، أنّه صوّت للنائب ميشال معوّض، مضيفاً «أنا نائب تغييري خارج التكتل».
حزب الله مع الحوار
من جهته، عبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله عن موقف حزب الله من الاستحقاق، واعتبر أنّ «هناك من يصرّ على جعل رئيس الجمهورية رمز انقسام الوطن، ونحن نصرّ على أن يكون رمز وحدة الوطن، وعلى أن يكون ضمن اتفاق الكتل النيابية»، وقال إنّ «هناك طرحاً على اللبنانيين إمّا التحدّي أو الفراغ، ونحن نرفض هذه المعادلة، ومنفتحون على الحوار والأمر ليس تجميع عدد من النواب، ولا أحد لديه أكثرية».
..و«القوات» لا تريده!
وعلى الرغم من تسريب مصادر «قواتية» كلاما عن عدم وجود رفض قاطع لدعوة الرئيس نبيه بري للحوار، وان «معراب» لم تتخذ يعد قراراها النهائي، الا ان عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب جورج عدوان، اكد «إنّ الديموقراطية لا تحتاج إلى الحوار، والخلاف مع حزب الله يرتكز على الدستور والقانون».
«الاشتراكي» وراء بري
وبعد الجلسة، اكد عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب هادي أبو الحسن، ان دعوة بري للحوار مهمة ونحن نؤيّده، ولكن آن الأوان لكي نخرج من العبث، وقال: ان كلّ الاحترام والتقدير لعصام خليفة، ولكن هناك من يحرق هذه الأسماء، ولمن يسألنا كيف سنصل بالنائب ميشال معوض إلى سدة الرئاسة، أسأله كيف ستصل بهذه الأسماء التي تحصل على 10 أصوات؟
ماذا يريد «التيار»؟
من ناحيته، رأى عضو تكتل «لبنان القوي» النائب ألان عون، أنّ من وضع ورقة بيضاء يدعو إلى الحوار والتوافق، ومن راهن على أنّه بقصة الأرقام يحصل على رئاسة جمهورية، فليعلم أنّ الحوار يجب أن يكون جدياً بين الكتل، وهذه رسالة أنّ انتخاب الرئيس ليس بـ «السكورات»، بل بتأمين التوافق بين الجميع، مشيراً إلى أنّ المطلوب أخذ العبر ممّا جرى اليوم والانتقال إلى حوار جدي للاتفاق على اسم رئيس جديد للجمهورية.
الكوليرا تتمدد لا تتمدد؟!
صحيا، وفيما أعلنت وزارة الصحة العامة أنه لم يسجل اي اصابة جديدة في الساعات الـ 24 الماضية ، فيما سجل العدد التراكمي للحالات المثبتة 239، كما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة ، وسجل العدد التراكمي للوفيات 10، فان تحديد مكامن الخطر الوبائي بات وجهة نظر في ظل تضارب المعلومات حول «البيئة» الحاضنة له. ففي تقرير مفصل لمنظمة الصحة العالمية المنشور على موقعها الرسمي، كشفت أن المعطيات المتداولة منذ أيام ليست مجرد تهويل، وانما نتائج أجريت لبعض العينات التي جاءت نتيجتها إيجابية، ومن ضمن التقرير أوردت مقطعاً أكدت فيه أنّ «فحوص المياه في عين المريسة – بيروت ومحطة الغدير وبرج حمود في جبل لبنان، أظهرت وجود الكوليرا في هذه المصادر الثلاثة، ما يشير إلى انتشار بكتيريا الكوليرا في منطقتين (بيروت وجبل لبنان) البعيدة عن الحالات الأولى المثبتة في منطقة الشمال… في المقابل، أكدت «مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان» أن فحوصا أجرتها في الأيام الفائتة، أظهرت أن المياه التي توزعها المؤسسة في نطاق صلاحيتها مقبولة ، ولا تشكل أي ضرر على الصحة العامة.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
عقم إنتخابي.. ووعد ترسيمي.. والحكومة في خبر كان
ستة ايام بالتمام تفصل لبنان عن لحظة مغادرة رئيس الجمهورية ميشال عون قصر بعبدا،عائدا الى الرابيه، مخلفا وراءه فراغا قاتلا، يشبه ذاك الذي دخل على اثره الى قصر بعبدا على مدى عامين ونيف انهكا اللبنانيين الذين اعتقدوا لحظة الانتخاب ان الأمل آت وسيترجم انفراجا لكنهم صُدموا لكثرة ما عاينوا من ويلات ومآس لم يألفوها في تاريخهم الحديث. ستة ايام ستشهد الكثير. توقيع اتفاق ترسيم الحدود، كلمة للرئيس عون، خطاب للسيد حسن نصرالله الخميس، عودة جزئية لبعض النازحين. ولكن لا انتخاب لرئيس يقود جمهورية لبنان المُشلعة الى خشبة خلاص تضعه في بداية مسيرة انقاذ باتت اشبه بالحلم.
فالجلسة الرابعة لانتخاب رئيس لم تحمل اي جديد يذكر من حيث “عقمها” الا انها سجلت تصدعا في صف نواب التغيير وتراجعا في سكور المرشح النائب ميشال معوض، في حين لم يحدد موعد جديد لتزامن اقتراح بري عقدها الخميس المقبل مع موعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل اثر وصول الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، كما ذكّره نائبه الياس بو صعب.
جلسة عقيمة
الجلسة الرئاسية الرابعة في عدّاد الجلسات المفتوح ،عقدت عند الحادية عشرة من قبل الظهر مع تسجيل غياب النواب: حسن مراد، نديم الجميل، طوني فرنجية، الياس الخوري، زياد الحواط، جورج عقيص وحسين الحاج حسن. وسجل حضور 116 نائبا. وفي نتائج الدورة الأولى: حصل ميشال معوض على 39 صوتا وعصام خليفة على 10، وأحصيت 50 رقة بيضاء، و2 حملتا عبارة لأجل لبنان، و13 حملت عبارة لبنان الجديد، وورقة “العوض بسلامتكم”، وضعها النائب جميل السيد. وبعد الدورة الاولى تم تطيير النصاب من قبل نواب 8 آذار واعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري انه سيحدد موعد الجلسة المقبلة في وقت لاحق بعد ان لفت نائبه الياس بوصعب انتباهه الى ان عقدها قبل ظهر الخميس صعب لتزامن هذا الموعد مع موعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود في الناقورة.
لا أوراق اعتماد
بعد الجلسة، أوضح المرشح رئيس “حركة الاستقلال” النائب معوض، أن “مشهد الخميس الفائت يتكرر، ولدي خريطة طريق واضحة، وحصلت على 39 صوتا، مع العلم أنه تم تسجيل غياب”. وأشار معوض إلى “حفلات تخوين تُقام بين جلسات انتخاب الرئيس”، متوجها إلى “حزب الله”، بالقول “هذا المنطق “ ما بيمشي”، وهذا المنطق يخاض ضد أي مرشح ضد الحزب، ولن نخضع”. ولفت إلى أن “حزب الله يريد رئيسا رماديا خاضعا له، ويستمر بعزل لبنان”، مشددا على” أنني لن أقدم أوراق اعتماد للحزب والتيار الوطني الحر من اجل أن “يرضوا عليي”.
من جانبه، أكد رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان باسم تكتل الجمهورية القوية، أن “هناك ضعضعة عند أكثرية الكتل النيابية بينما خيارنا واضح وهو ميشال معوّض”.
صادق
وفي وقت رفض الدكتور عصام خليفه ترشيحه، طالبا من النواب عدم تسميته، أصر عدد من النواب التغييريين على ذلك. في المقابل، اعلن النائب وضاح الصادق اثر الجلسة انه صوّت لميشال معوض وقال انا نائب تغييري ولكن خارج تكتل التغييريين. من جانبه، اعلن النائب ميشال الدويهي انه صوت لعصام خليفة.
لبنان الجديد
الى ذلك، اشار النائب محمد سليمان الى “اننا صوّتنا ككتلة الاعتدال لـ”لبنان الجديد” لأنّنا مؤمنون به ونريد “أن نأكل العنب لا أن نقتل الناطور” والأمور لم تنضج بعد”، علما ان نائبين من التكتل كانا صوتا لمعوض في الجلسة الاخيرة.
مشاورات فرنسية – سعودية
وفي ظل هذا الفشل، لا جديد حكوميا ايضا، بينما الملف اللبناني حاضر في الاهتمامات الفرنسية. في السياق، إجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي صباح امس، مع سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو .وأعلنت السفيرة غريو بعد اللقاء: استعرضنا خلال اللقاء اللمسات الأخيرة على اتفاق ترسيم الحدود، وتناولنا الأوضاع الاقتصادية والمالية والحاجة الملحة لتنفيذ الإصلاحات وضرورة السير قدما في وضع اتفاق مع صندوق النقد الدولي. كما ناقشنا الاستحقاقات الدستورية المقبلة التي تؤمن حسن سير المؤسسات.” وردا على سؤال عن وجود مشاورات فرنسية- سعودية لانتخاب رئيس للجمهورية قالت “لدينا حوار مع المملكة العربية السعودية بشأن مواضيع عديدة”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :