افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 23 أيلول 2022

افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 23 أيلول 2022

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

حملة غربيّة على تلويح موسكو بالسلاح النوويّ… ومصادر روسيّة لا تستبعد استخدامه
الخارجيّة الأميركيّة تبشر بقرب اتفاق الترسيم… وزوارق الموت تخطف مجدداً…والإنقاذ سوريّ
فرنجية: السباق الرئاسيّ مفتوح على البارد والناخبون الكبار لم يقرّروا بعد… نراقب وفرصنا جيدة

 

لا تزال التداعيات الدولية للموقف الروسي الذي عبر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتلويح بالسلاح النووي، وتبعته مواقف أركان القيادة الروسية بالاتجاه ذاته، وجاءت المواقف الغربية التي تراوحت بين التخفيف من جدية الكلام، والتحذير من خطورته، بينما أكد الأميركيون والأوروبيون المضي بتقديم المال والسلاح والمعلومات للجيش الأوكراني، وهو ما تصفه موسكو بتولي الناتو ادارة الحرب عليها، بينما قالت مصادر روسية لـ «البناء» إن روسيا جادة وماضية في حربها وفقاً لخططها، وإنه بعد الانتهاء من ترسيم حدود روسيا بعد استفتاءات الانضمام في الولايات التي دخلتها القوات الروسية، ستصبح قضية المواجهة في أوكرانيا تحت سقف العقيدة القتالية للجيش الروسي التي تتضمن تفعيل استخدام السلاح النووي في الدفاع عن الأراضي الروسية في مواجهة أي عدوان أجنبي، وهذا هو التوصيف الذي سيصبح منطبقاً على الوضع بعد ترسيم الحدود الروسية في ضوء الانضمام الجديد من قبل المقاطعات والولايات الأوكرانية للاتحاد الروسي، وتقول المصادر إن ما يدرس في موسكو هو طبيعة وحدود ونوعية وأماكن استخدام السلاح النووي عندما يستدعي الظرف ذلك، والظرف هو أحد عاملين، خطر انقلاب موازين الحرب بما يهدد الأمن القومي الروسي، أو الاقتراب من حسم الحرب بخطوة رادعة كافية.

لبنانياً تجذب سخونة المفاوضات الدائرة في نيويورك وواشنطن حول ترسيم الحدود البحرية، اهتمام السياسة والإعلام والرأي العام، في ضوء المواقف الصادرة عن المسؤولين اللبنانيين من جهة، ومن المسؤولين الإسرائيليين بالمقابل، ويشيع أجواء التفاؤل بقرب التوصل لاتفاق نهائي، وجاء كلام الناطق بلسان الخارجية الأميركية تيد برايس ليضيف المزيد من التفاؤل بإعلانه «أننا أحرزنا تقدماً في تضييق تلك الخلافات. نعتقد أن الوقت قد حان لكلا الجانبين، لبذل كل ما في وسعهما لإيجاد حل لهذا النزاع البحري».

 

مقابل هذا التفاؤل تلقى اللبنانيّون صدمة سلبية بنبأ غرق زورق من زوارق الموت التي تنقل هاربين من الفقر والجوع، عبر البحر من طرابلس نحو أوروبا، ما أدى إلى وفاة 33 من ركابه، وفقا للمصادر السورية التي تولت أعمال الانقاذ قبالة سواحل مدينة طرطوس السورية، وأعلنت عن إنقاذ 16 ناجياً من الغرق، وعن مواصلة أعمال الإنقاذ لانتشال جثث الضحايا وإنقاذ المزيد من الناجين.

في متابعة الاستحقاق الرئاسي أطل المرشح الرئاسي الأبرز الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية في حوار تلفزيوني ضمن برنامج صار الوقت على شاشة أم تي في، مؤكداً اهتمامه بمتابعة الاستحقاق الرئاسي من موقع دراسة فرص الترشيح الجدي، التي يراها جيدة، قياسا بالمرة السابقة، ويرى أن معطياته الخارجية والداخلية تجعله في صدارة السباق، لكن الناخبين الكبار لم يحسموا خياراتهم بعد والسباق لا يزال بارداً، والقرار النهائي سيبنى على المعطيات والوقائع، وفرصة الفوز بالأغلبية اللازمة للوصول الى الرئاسة من جهة، وبالقدرة على الإنجاز في حال الوصول من جهة مقابلة، وعن مشروعه الرئاسي شدد فرنجية على إعطائه الأولوية لتوحيد القوى اللبنانية وراء مشتركات يتصدّرها الهم الاقتصادي، وبالتوازي توفير آليات التمكن من الإدارة الهادئة للقضايا الخلافية، معتبراً إيمانه بعروبة لبنان وتمسكه بالمقاومة يصبان في خدمة المصلحة الوطنية اللبنانية.

وفيما جُمِّدت الملفات والاستحقاقات الداخلية لا سيما عملية تأليف الحكومة واتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، حتى عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خطفت الأضواء اللقاءات والمباحثات المكثفة التي عقدها ميقاتي على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

وأشّرت لقاءات نيويورك لجهة كمّها ونوعها ومستواها، الى أن لبنان لا يزال حاضراً في الأجندة الدولية وتعزز الاهتمام الغربي بلبنان بعدما شارف اتفاق ترسيم الحدود على التوقيع في ظل الأجواء الإيجابية التي سيطرت على مشهد الترسيم، لكون لبنان سيتحول الى محط جذب دولي واقليمي وللشركات الأجنبية للاستثمار في القطاع النفطي تنقيباً وحفراً واستخراجاً واستيراداً.

 

وأشارت مصادر سياسية مطلعة على الحركة الغربية تجاه لبنان لـ»البناء» الى قرار دولي وتحديداً أميركي – أوروبي بالحفاظ على حد مقبول من الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، لافتة الى أن لا مصلحة للقوى الغربية بسقوط النظام اللبناني الحالي الذي لا بديل له في المرحلة الحالية ولا يزال يوفر الحد الأدنى من الاستقرار الأمني، كما لا مصلحة للغرب بذهاب لبنان الى فوضى أمنية قد تدفع الى الحرب الأهلية وبالتالي تدهور الوضع الأمني والعسكري على الحدود الجنوبية، ما سيعرقل توقيع اتفاق ترسيم الحدود. وتوضح المصادر الى أن «القوى الغربية تحتاج الى حالة الاستقرار على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة للسماح لـ»إسرائيل» باستخراج الغاز من كاريش وتصديره الى أوروبا وسط توقعات بتفاقم أزمة الطاقة في أوروبا في فصل الشتاء المقبل. ولذلك تعتقد المصادر أن من مصلحة الأميركيين والأوروبيين تعزيز وجود الدولة في لبنان عبر دعم جهود ميقاتي بتأليف حكومة جديدة والسماح للشركات الأجنبية باستخراج الغاز والنفط في البلوكات اللبنانية وفتح نافذة للانفراج الاقتصادي على لبنان من بوابة الترسيم وصندوق النقد الدولي».

وكان ممثلو كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية اجتمعوا لمناقشة الوضع في لبنان على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعبرت الدول الثلاث عن دعمها المتواصل لسيادة لبنان وأمنه واستقراره.

وشددت على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها بما يتوافق مع الدستور. واعتبرت أن انتخاب رئيس يمكنه توحيد الشعب اللبناني والعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية للتغلب على الأزمة الحالية أمر بالغ الأهمية. ودعت الدول إلى تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية المطلوبة بشكل عاجل لمواجهة أزمات لبنان السياسية والاقتصادية، وتحديدًا الإصلاحات اللازمة للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.

ولفتت أوساط حزبية محسوبة على السعودية لـ»البناء»، إلى أن «السعودية تضع مبادئ عامة للعلاقة مع لبنان وتحدّد سياساتها على أساسها، فهي دولة رعت نهاية الحرب اللبنانية واتفاق الطائف ومعنيّة بمساعدة اللبنانيين، وكذلك باحترام المواعيد الدستورية للاستحقاقات ورفض تعطيل قوى الأمر الواقع، وتريد رئيساً يقدّم مصالح الدولة اللبنانيّة على المصالح الفئويّة وأن يُحسن مكافحة الفساد ويحترم الطائف والدولة لا الدويلة ومكافحة الفساد لا إدارة الفساد وأن لا يكون لبنان منطلقاً للتهجم على الدول العربيّة ومنصة لتهديد أمنها القومي والاجتماعي، وفي حال احترمت هذه المبادئ ستدعم السعودية لبنان على كافة الصعد».

وكان ميقاتي أكد «التزام لبنان بالقرارات والمواثيق الدولية، وتعهّد في كلمة ألقاها على منبر الأمم المتحدّة «باتخاذ التدابير الإصلاحيّة»، قائلاً «لا غنى للبنان عن الدول العربية التي ينتمي لها ونلتزم باتفاق الطائف ونرفض المسّ به». ولفت ميقاتي إلى أنّ «أزمة النزوح باتت أكبر من طاقة لبنان»، موضحاً أنّ «الحلّ المستدام الواقعي الوحيد هو في تحقيق العودة الآمنة والكريمة إلى سورية في سياق خريطة طريق ينبغي أن يبدأ العمل عليها في أسرع وقت وتوفير مساعدات إضافية نوعية للدولة اللبنانية».

 

على صعيد ملف ترسيم الحدود، علمت «البناء» أن المحادثات التي أجراها المسؤولون اللبنانيون مع المسؤولين الأميركيين لا سيما وزير الخارجية الأميركي والوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين كانت إيجابية وأظهرت تقدماً حثيثاً على صعيد انهاء الاتفاق، على أن يتظهر المشهد الحدودي بعد عودة ميقاتي والوفد اللبناني الى بيروت والزيارة المرتقبة للوسيط الأميركي الى لبنان لتثبيت النقاط المتفق عليها مؤخراً لا سيما الجانب الأمني.

وعلمت «البناء» أن الأميركيين نقلوا للمسؤولين اللبنانيين في اجتماعات نيويورك هواجس ومطالب إسرائيلية بضمانات أمنية على الحدود إزاء نية حزب الله بتنفيذ عمليات عسكرية وأمنية ضد «إسرائيل».

وأمس برز المتحدث باسم الخارجية الأميركية يد برايس، بقوله «أحرزنا تقدماً في تضييق تلك الخلافات. نعتقد أن الوقت قد حان لكلا الجانبين، لبذل كل ما في وسعهما لإيجاد حل لهذا النزاع البحري».

ولفت، في حديث لقناة «الحرة» حول التقارير التي تحدّثت عن أن إيران ستقدم آلاف الأطنان من النفط للبنان إلى أنه «لا يزال نظام عقوباتنا ضد إيران ساري المفعول، لكننا سنواصل بذل كل ما في وسعنا لنكون شريكاً لشعب لبنان ونساعده في توفير ما يحتاج إليه». وتخوفت مصادر محلية عبر «البناء» من محاولات أميركية لقطع الطريق على هبة الفيول الإيراني خوفاً من صرف هذه المساعدة الكهربائية على الصعيد السياسي، متوقعة أن تعيد واشنطن إحياء خط الغاز والنفط العربي وتطلق المزيد من الوعود الوهمية لإقناع المسؤولين اللبنانيين برفض الهبة الإيرانية.

وإذ توقعت مصادر سياسية لـ»البناء» أن تنسحب الأجواء الإيجابية في الحكومة والترسيم على استحقاق رئاسة الجمهورية ويتوج بانتخاب رئيس يعبّر عن تسوية دولية – إقليمية – داخلية، ولو تأخر انتخابه بضعة أشهر، علمت «البناء» أن رئيس مجلس النواب نبيه بري قد يدعو الى جلسة لانتخاب الرئيس بعد الانتهاء من إقرار الموازنة، وستجري جوجلة لمواقف القوى السياسية والكتل النيابية وسيقرّر توقيت الجلسة التي قد تكون في الأسبوع الأول من الشهر المقبل أو قبل منتصفه بأبعد تقدير.   

وإذ لم تكتمل خريطة المرشحين للرئاسة ولا مواقف الكتل النيابية، أطلق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية سلسلة مواقف حملت في طياتها مشروعه الرئاسي محدداً مواقفه من مختلف الملفات والاستحقاقات، مؤكداً تفاؤله رئاسياً بحظوظه أكثر من المرة الماضية رغم أن الظرف قد لا يوحي بذلك.

 

وقال في حوار تلفزيوني: «لا وعد لأحد اليوم من قبل حزب الله إنما براغماتية في التعامل وفريق الثامن من آذار سيذهب بمرشح واحد الى جلسة انتخاب الرئيس».

واضاف: «أريد أن أكون رئيساً وحدويّاً ويجمع البلد لا رئيساً كيدياً، فلبنان اليوم في مرحلة استثنائية وفي حرب اقتصادية تدميريّة وبوضع أسوأ من مرحلة ما بعد الحرب الأهلية». واشار الى ان «البطريرك الراعي ليس ضدّ أي شخصية مطروحة لرئاسة الجمهورية ونحن متفاهمون معه وإذا انتُخبت رئيساً «بيكون مبسوط مش زعلان»، وأنا لبناني عربي ماروني مسيحي ولست سورياً، انا عروبي، وانا ملتزم بالطائف من اول يوم».

واضاف: «لم أكن يوماً وسطياً لكنني رجل حوار ومنفتح ومن واجبي في حال وصلت إلى سدّة المسؤولية أن أُشرك الجميع ليتحمّل كلّ أحد مسؤوليته وأنا ملتزم بالطائف وبالقرارات الدولية ومع اتفاق مع صندوق النقد شرط أن يحصل بعد التسويات.

وعن الحياد قال: «بدنا الحياد والحياد لا يعني معاداة سورية ولا السعودية ولا الغرب»، وانا لست مرشح حزب الله ولكن حزب الله يرتاح لي لأنني لا اطعنه في الظهر. ولا اسلّم لبنان لحزب الله، اما سلاح حزب الله فيحتاج الى ظروف اقليمية وداخلية ودولية للبتّ به والا فالبديل ماذا؟ الحرب؟». وأضاف: «السلاح موجود اليوم والحرب لا تحلّه».

وأكد أنني «لا أريد الدخول بالمحاور إنما بالمحور اللبناني فقط ولا يمكن وصول رئيس للجمهورية من دون موافقة ثنائي «أمل» و»حزب الله» وأنا لا أقبل بشتم السعودية والدول العربية كما لا أقبل بشتم أي دولة صديقة كإيران وسورية».

في المقابل لفتت أوساط في القوات اللبنانية لـ»البناء» الى أن «لا جدوى من تأليف حكومة في نهاية العهد، بل يجب التركيز على انتخاب رئيس جديد للجمهورية يعيد انتاج السلطة من جديد.. تأليف حكومة جديدة وفي ضوء ذلك تقرر القوات الدخول بمرحلة جديدة،، لذلك لن نشارك في حكومة في نهاية العهد وأولويتنا انتخاب رئيس».

وشددت الأوساط أننا «سنرى شخصية الرئيس المقبل وتطابق مشروعه مع العنوانين الأساسيين اللذين طرحناهما: سيادي واصلاحي، ونرى طبيعة المرحلة الجديدة ونقرر المشاركة في الحكومة المقبلة من عدمها». 

وأعلن السفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف، أن «روسيا أكدت مراراً وتكراراً استعدادها لتزويد لبنان بالنفط والحبوب، والمفاوضات بهذا الشأن. ولفت روداكوف الى ان روسيا تدرس امكانية تقديم المساعدات الانسانية للشعب اللبناني. كاشفاً أن روسيا مدت الشعب اللبناني بـ 420 طناً من زيت دوار الشمس عبر البرنامج الغذائي العالمي وسيتم الإعلان لاحقاً عن عملية التوزيع، معلنا أن نائب وزير الخارجية الروسية ​ميخائيل بوغدانوف​ سيزور لبنان عندما تسنح له الفرصة، بهدف العمل على مساعدة الشعب اللبناني وإخراجه من قاع الهاوية».

على مقلب آخر، وفي كارثة مأساوية، غرق أمس قارب على متنه نحو 170 شخصاً قبالة ساحل جزيرة أرواد السورية قرب مدينة طرطوس، كان يبحر من شمال لبنان نحو قبرص.

وأعلن مدير عام الموانئ البحرية العميد سامر قبرصلي، في حديث لإذاعة «شام إف إم» السورية، عن «ارتفاع حصيلة ضحايا الزورق الغارق في طرطوس إلى 34 شخصًا، وإنقاذ 14 آخرين، كحصيلة غير نهائية، مع استمرار عمليات البحث».

وكشف أنّه «توقفت عمليات الإنقاذ قبل قليل نتيجة الأمواج العالية ما يشكل خطراً على فرق الإنقاذ، ولكن المخافر المنتشرة على طول الساحل تراقب الوضع»، مشيرًا إلى أنه «لم يتم إبلاغنا بفقدان القارب من قبل الجانب اللبناني، وإنما جرت اتصالات بين وزارتي النقل السورية واللبنانية بعد حادثة اليوم».

وأكّد قبرصلي، أنه «بحسب بعض الناجين فإن الزورق غادر من شاطئ المنية في لبنان يوم الثلاثاء، وعلى متنه 120 – 150 شخصاً».

وأعلن وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال علي حمية أن وزير النقل السوري المهندس زهير خزيم، أبلغه بأن حوامة روسية قامت بعمليات مسح لمكان غرق الزورق، مؤكداً أن سورية ستتابع العمل بحثاً عن الناجين لإنقاذهم وانتشال الضحايا أيضاً.

******************************


افتتاحية صحيفة الأخبار:

عون يهدّد: جاهز لتوقيع مرسوم إقالة الحكومة الحالية وإنهاء دورها


أيام حرجة في الطريق إلى الترسيم

 

غلبَ الترقب بانتظار ما ستُفضي إليه الوساطة الأميركية في شأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وكيان العدو. ومع أن المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين في نيويورك تحدثوا عن قرب التوصل الى اتفاق، لمّحت مصادر سياسية بارزة، بكثير من الحذر إلى إمكان أن تشهد الأيام المقبلة بوادر لتعقيدات جديدة، إذ لا يُمكِن الركون إلى مجرد تصريحات قبلَ بلورة الاتفاق بصورة كاملة. وقالت المصادر إننا «أمام أيام حرجة في السعي إلى تفاهم أفضل الممكن مع هذا العدو»، وخاصة أن المعلومات التي ترِد «لا تزال تنطوي على تناقضات»، بينَ «ما وافقت عليه إسرائيل وهي نقاط كثيرة؛ بدءاً من الإقرار الإسرائيلي بأن الخط 23 وكل ما يقع شماله ملك للبنان، بالإضافة إلى حقل قانا بما في ذلك المساحة التي تمتدّ 28 كيلومتراً مربعاً داخل الأراضي الفلسطينية حيث يوجد الخزان الجوفي» وبينَ ما تزال تُصرّ عليه «إسرائيل» بالنسبة إلى «المنطقة الآمنة الواقعة شمال الخط 23»، متسائلة إن «كانَ هناك إقرار إسرائيلي بأن هذه المساحة هي لبنانية، فلماذا تكون تحت وصاية دولية أو خاضعة لترتيبات أمنية»، معتبرة أن «هذا التفصيل قد يعطل باقي الاتفاقات».

 

وأشارت المصادر إلى بعض الاقتراحات المتداولة، ومنها:

– أن يجري إهمال هذا البند على قاعدة أن لا تأثير له على أصل حسم موضوع الترسيم والحقوق والتنقيب، لكن ذلك يعني بقاء هذه المنطقة تحتَ الاحتلال الإسرائيلي.

– أن يلتزم العدو الإسرائيلي بإخلاء هذه المنطقة باعتبارها تابعة للبنان، الذي لن يمانِع أن تكون تحتَ سلطة الأمم المتحدة إلى حين الاتفاق على ترسيم حدودي كامل.

وفي هذا الإطار، كشفت مصادر دبلوماسية بارزة عن «أفكار مستغربة لا تزال تطرحها جهات لبنانية ومن غير المعروف إن كانت لها منطلقات رسمية»، قائلة إن «هوكشتين سمِع من أحد المسؤولين اللبنانيين البارزين فكرة SWAP بحرية تقضي بإعطاء لبنان مساحات إضافية جنوب الخط 23 مقابل ما يحكى عن المنطقة الآمنة شمال الخط، لكن سرعان ما سُحبَت الفكرة من التداول بعد تلقي المسؤول نفسه فيتو حاسماً من بيروت». مع الإشارة الى أن المباحثات التي جرت في أميركا عكست خلافات لم تكُن قائمة على صعيد الموقف اللبناني، وقد باتت هناك شكوك جدية تجاه ما يقوم به الرئيس نجيب ميقاتي الذي يسعى أو لا يُمانع بترك المفاوضات مفتوحة رغبة منه في جعل الملف ورقة للابتزاز في ملف تشكيل الحكومة، أو تركه إلى ما بعد انتهاء ولاية الرئيس عون على قاعدة تجميد البحث إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية».

وفيما كانَ لافتاً أن الحملة داخل كيان العدو ضد ملف الترسيم استعرت بينَ حكومة يائير لابيد والمعارضة على وقع مؤشرات تفيد بأن الحكومة تسير نحو توقيع الاتفاق، تحت ضغط أميركي – أوروبي، برز أمس موقف لكتلة «الوفاء للمقاومة» رأت فيه أن «الكثير مما ينشر حول مفاوضات ترسيم الحدود البحرية لا يُعبّر عن الوقائع، وبحاجة إلى توضيح»، مشيرة إلى أن «مقاربة أي موقف تجاه عملية ترسيم الحدود البحرية تحتاج إلى دقة بالغة نظراً إلى حساسيتها، وخصوصاً أن الكثير مما يُنشر ويتداول لا يُعبّر بوضوح عن الوقائع ولا عن الاتجاهات، والمعطيات الحقيقية تستلزم مزيداً من الاستيضاحات».

 

مصير الحكومة

من جهة ثانية، لا يزال قرار حسم تشكيل حكومة جديدة ينتظر عودة ميقاتي خلال يومين. لكن التضارب في المعطيات حول التفاهم على الحكومة الجديده لا يزال قائماً. وقد استقرت المعلومات أمس عند «إمكانية عدم إدخال تعديلات على الحكومة باستثناء وزير المهجرين الذي سيتشاور عون مع رئيس الحزب الديموقراطي الوزير السابق طلال أرسلان في شأن الاسم الذي سيحلّ محل الوزير عصام شرف الدين»، لكن المؤكد أنه «لن يكون الوزير السابق صالح الغريب»، علماً أن حزب الله حاول عقد مصالحة بينَ ميقاتي وشرف الدين يقضي بأن «يزور وزير المهجرين رئيس الحكومة ويخرج من عنده ثم يعقِد مؤتمراً صحافياً يعبّر فيه عن احترامه لميقاتي، في سبيل حل الخلاف، ما يسمح بإعادة تعويم الحكومة من دون أي تعديل فيها».

وبما أن هذه الفكرة لم تجِد طريقاً لها، تردد أن رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل اقترح تعيين طارق الداود، على قاعدة أن رئيس الجمهورية هو من يُسمّي البديل لا أحد آخر. وفي حال تقرّر توسيع دائرة التغيير، فإن نقاشاً يدور حول أن يعطى لميقاتي حق تسمية الوزير السني البديل من وزير الاقتصاد أمين سلام، مقابل تخلّيه عن مقعد مسيحي يخصّه لمصلحة عون.

 

تهديد عون

وقالت مصادر الأخير إنه «في حال إصرار خصوم عون، وتحديداً ميقاتي والرئيس نبيه بري، على المماطلة فسوف يتصدّى لهم حتى اليوم الأخير من ولايته». وأوضحت أنه في حال عدم تشكيل الحكومة سيعمَد عون قبل يوم من نهاية ولايته إلى إصدار مرسوم بقبول استقالة الحكومة (وهو مرسوم يصدر عادة يوم صدور مرسوم تأليف الحكومة الجديدة)، لكنه سيصدره من دون تشكيل حكومة جديدة. وفي هذه الحالة، تصبح حكومة ميقاتي الحالية غير مكلفة بتصريف الأعمال، وبالتالي تفقد شرعيتها ولا يحقّ لأي وزير فيها القيام بأي عمل في وزارته، ما يعني تعطيل السلطة التنفيذية بصورة تامة، وإجبار هؤلاء على الإتيان إلى عون لتشكيل حكومة يوافق عليها هو، فيوقّع مرسوم تأليفها.

*******************************

 

افتتاحية صحيفة النهار  

 

“دول الرعاية الثلاث”: الطائف ورئيس يوحّد

 

ترصد الأوساط المعنية الأيام القليلة المقبلة لمعاينة المعطيات غير المعلنة للتحركات الديبلوماسية الكثيفة التي جرت في #نيويورك حيال الاستحقاقات ال#لبنانية تزامنا مع مشاركة رئيس حكومة تصريف الاعمال #نجيب ميقاتي في افتتاح اعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة والتي كان للاستحقاق الرئاسي منها الحيز الأساسي سواء في المحادثات المغلقة ام في البيانات العلنية التي كان ابرزها البيان الأميركي – الفرنسي – السعودي المشترك الذي صدر اول من امس . وتبعا لهذه “المظلة” الدولية الثلاثية التي تشكلت للدفع بنحو ملموس لاتمام الاستحقاق الرئاسي ضمن المهلة الدستورية يتوقع ان تتصاعد وتيرة التحركات السياسية والنيابية المتصلة بالسعي الى بلورة الترشيحات الرئاسية الجادة ولو ان هاجس الشغور الرئاسي لا يزال يبدو الاحتمال الأكثر ترجيحا من معظم القوى الداخلية . ومع ذلك فان تصاعد وتيرة اطلاق مواقف خارجية ودولية حيال الاستحقاق بدات تحدث اثرا معاكسا وهو اثر مماثل للموجة الديبلوماسية الخارجية الواسعة التي اطلقت عشية الانتخابات النيابية الأخيرة في أيار الماضي ولعبت دورا مؤثرا في انجاز الاستحقاق النيابي . وتقول الأوساط المعنية ان الأسبوع المقبل سيشكل محطة أساسية في بلورة الاتجاهات لثلاثة استحقاقات أساسية متزامنة وتضع البلاد تحت وطأة تأثيراتها دفعة واحدة وهي : بت مصير الملف الحكومي بعد عودة الرئيس ميقاتي من نيويورك واستكمال جلسة إقرار الموازنة الاثنين المقبل . وجلاء مصير مبادرة “النواب التغييريين” في جولتهم الثانية على الكتل النيابية لاستمزاج الجميع حيال مجموعة أسماء لمرشحين للرئاسة . وبلوغ ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل المرحلة ما قبل النهائية في بته في ظل توقع ان يرسل الوسيط الأميركي في ملف الترسيم البحري آيموس هوكشتاين النسخة النهائية لتصور اتفاق الترسيم الى لبنان وإسرائيل في الأيام القليلة المقبلة .

 

البيان الثلاثي

وتبعا لذلك تتبعت القوى والاوساط المحلية باهتمام البيان الثلاثي الذي صدر باسم وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية والذي يمكن تسليط الأضواء على ثلاث نقاط أساسية طبعت توجهاته وتكتسب دلالات بارزة . فالبيان شدد أولا على اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري . ثم شدد ثانيا ، وهنا الأهم ، على تحديد مواصفات معينة للرئيس المنتخب بحيث “يمكنه توحيد الشعب اللبناني ” وهي نقطة لافتة في موقف مشترك للدول الثلاث . واما النقطة البارزة الثالثة فتمثلت في عدم اهمال البيان التشديد على احترام الطائف الذي عاد يتصدر بشكل لافت أخيرا الادبيات الديبلوماسية والدولية حيال لبنان . وجاء في البيان الثلاثي : “اجتمع يوم الأربعاء 21 / 9 / 2022 على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ممثلون من الولايات المتحدة الأميركية ، والجمهورية الفرنسية، والمملكة العربية السعودية، لمناقشة الملف اللبناني، وقد صدر البيان التالي عن وزراء خارجية هذه الدول الثلاث:

 

عبر الوزراء عن دعم بلادهم المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، ومع استعداد البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، شدد الوزراء على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد وفق الدستور اللبناني، وانتخاب رئيس يمكنه توحيد الشعب اللبناني ويعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لتجاوز الأزمة الحالية. ودعا الوزراء إلى تشكيل حكومة قادرة على تطبيق الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية اللازمة لمعالجة الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان، وتحديداً الإصلاحات الضرورية للوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.


 

كما عبر الوزراء عن استعدادهم للعمل المشترك مع لبنان لدعم تنفيذ هذه الإصلاحات الأساسية التي تعد حاسمة لمستقبل الاستقرار والازدهار والأمن في لبنان. كما أكدوا على دور القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي اللبناني المسؤولَين عن حفظ سيادة لبنان واستقراره، مع أهمية استمرارهما بالقيام بدور أساسي في حماية الشعب اللبناني في ظل أزمة غير مسبوقة.


 

وأكد الوزراء ضرورة قيام الحكومة اللبنانية بتنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن (1559) و (1701) و (1680)، (2650) والقرارات الدولية ذات الصلة بما في ذلك تلك الصادرة من جامعة الدول العربية، والالتزام باتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان”.

ولوحظ ان السفير السعودي في لبنان وليد بخاري سارع الى التعليق على البيان فكتب عبر حسابه على “تويتر”: “بيان مُشترك “سعودي -أميركي – فرنسي ” رسالتهُ : إتفاق الطائف هو المؤتمنُ على الوِحدةِ الوطنيّةِ وعلى السِّلمِ الأهلي في لبنان”. واعتبر ذلك انعكاسا لتبني بيان الدول الثلاث الموقف السعودي من الواقع اللبناني ولا سيما لجهة التشديد على التزام القرارات الدولية واتفاق الطائف .


 

اما في ملف الترسيم فاوضح المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن المبعوث الأميركي الخاص، آموس هوكشتاين، أحرز تقدما في تضييق الخلافات بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي. وأضاف “نعتقد أن الوقت قد حان لكلا الطرفين لبذل كل ما في وسعهما لإيجاد حل لهذا النزاع البحري”. وحول إمكان تقديم إيران النفط إلى لبنان، قال برايس: “لا يزال نظام العقوبات ضد إيران ساري المفعول لكننا سنواصل بذل كل ما في وسعنا لنكون شريكا لشعب لبنان ونساعد في تزويده بما يحتاجون إليه”. وقال “حان الوقت الآن لتجاوز المأزق السياسي في لبنان الذي أدى إلى تفاقم التحديات طويلة الأمد التي جعلت الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للشعب اللبناني”.

 

 

ميقاتي

ولاقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في كلمة لبنان امام الأمم المتحدة هذا الاتجاه فاكد “التزام لبنان بالقرارات والمواثيق الدولية”، شاكراً لقوات “اليونيفيل” “جهدها لضمان الاستقرار في جنوب لبنان بالتعاون مع الجيش اللبناني”. وتعهّد “اتخاذ التدابير الإصلاحية”، قائلا “لا غنى للبنان عن الدول العربية التي ينتمي لها ونلتزم باتفاق الطائف ونرفض المس به”. وناشد “الدول الشقيقة والصديقة أن تكون إلى جانب لبنان في محنته الراهنة وأن تؤازره للخروج منها ومعالجة تداعياتها الخطيرة على الشعب وبنية الدولة ونتطلع إلى إعادة عقد مؤتمر أصدقاء لبنان”. ولفت ميقاتي إلى أنّ “أزمة النزوح باتت أكبر من طاقة لبنان”، موضحاً أنّ “الحلّ المستدام الواقعي الوحيد هو في تحقيق العودة الآمنة والكريمة إلى سوريا في سياق خارطة طريق ينبغي أن يبدأ العمل عليها في أسرع وقت وتوفير مساعدات إضافية نوعية للدولة اللبنانية”.

 

مرشح ضمنا

ووسط هذه الأجواء لوحظ ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لم يعلن ترشحه “رسميا ونهائيا ” كما كان سائدا في حديثه التلفزيوني مساء امس لبرنامج “صار الوقت” بل ظل موقفه متحفظا وتحدث عن “اسمه مطروح لرئاسة الجمهورية ونراقب كيفية تطور الأمور وعلى ضوئها سنتصرف وكل الأمور مرهونة بوقتها وقد يثمر ذلك جوا توافقيا وانا اليوم اكثر تفاؤلا وما من احد موعود في فريقنا ” مشيرا بذلك الى ان “حزب الله” لم يعده ولم يعد جبران باسيل بانتخابه . ولكنه اكد ترشحه ضمنا بقوله انه يريد ان يكون رئيسا وحدويا يجمع البلد وليس رئيسا كيديا وهمي لم الشمل وجمع البلد “. وقال انه متفاهم مع البطريرك الراعي مؤكدا انه “منفتح وتوافقي ويؤمن بالحوار وانا ماروني مسيحي لبناني عربي وملتزم بالطائف ولست سوريا “. وإذ أشاد “بالمقاومة” قال انه ليس مرشح “حزب الله” ولكن لا يمكن وصول رئيس من دون موافقة الثنائي الشيعي .

 

وعلى الصعيد الداخلي أيضا أطلق الوزير السابق محمد شقير، بإسم مجموعة واسعة من القيادات والفعاليات من المسلمين السُنة “نداءً وطنياً جامعاً دعماً لمبادرة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الوطنية بجمع النواب المسلمين السنة، بهدف حماية الدولة اللبنانية بكل ركائزها الدستورية والمؤسساتية والوطنية”. ودعا النواب المجتمعين بدار الفتوى برعاية مفتي الجمهورية “باسم اللبنانيين جميعاً لأن يوحدوا صفوفهم؛ ويتحملوا مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية مع بقية اخوانهم النواب اللبنانيين لأن يكون لبنان الوطن أولاً واخيراً بالنسبة لاهتماماتهم؛ وان يتلاقوا للالتزام بالاستحقاقات الدستورية؛ وبنص وثيقة الوفاق الوطني المعروفة باتفاق الطائف لانقاذ البلاد والعباد من حالة الفوضى والتمزق والضياع والانهيار الذي أخرج لبنان عن دوره الحضاري الذي ميزه ليكون ملتقى الحضارات والثقافات والتنوع في هذا الشرق العربي الأصيل”.

 

 

**************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

“حزب الله” يطلق “رصاصة الشغور” على رأس الجمهورية… وهذا ما طلبه من الفرنسيين!

“ثلاثية” الدعم العربي – الدولي للبنان: الإصلاح والطائف والقرارات الدولية


 

أتمّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مهمته الأممية في نيويورك مخاطباً العالم باسم لبنان المنهار الذي يواجه “أسوأ أزمة اقتصادية اجتماعية” في تاريخه وضعت غالبية أبنائه “تحت خط الفقر”، مؤكداً أن حكومته تسير “ببطء وحذر شديدين في حقل ألغام سياسية واقتصادية لتدارك الوضع وتأسيس الأرضية المناسبة للوصول بالبلاد إلى برّ الأمان”. وإذ استعرض في الكلمة التي ألقاها في الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة مجمل التحديات التي يواجهها اللبنانيون والاستحقاقات التي تنتظرهم، متعهداً باسم لبنان الرسمي “الالتزام التام بتنفيذ كامل مندرجات القرار الدولي 1701 وكافة قرارات الشرعية الدولية”، ومبدياً “الرغبة الصادقة في التوصل إلى حل تفاوضي طال انتظاره” في ملف الترسيم الحدودي البحري مع إسرائيل، ناشد ميقاتي “الأصدقاء الدوليين والدول العربية الشقيقة التي لا غنى عنها، أن تساعد لبنان وتؤازره للخروج من محنته ومعالجة تداعياتها الخطيرة على الشعب اللبناني وبنية الدولة وهيكليتها”، مجدداً “الالتزام باتفاق الطائف وعدم التساهل مع أي محاولة للمسّ بمندرجاته إضافة إلى الالتزام بمبدأ النأي بالنفس لإبعاد وطننا قدر المستطاع عما لا طاقة له عليه”.


 

وفي المقابل، كان الموقف حازماً وواضحاً في بيان الاجتماع الثلاثي الذي عقده ممثلون من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وفرنسا على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لناحية رسم خارطة طريق “ثلاثية” الأبعاد لتقديم الدعم المنشود إلى لبنان، والتي ترتكز في جوهرها على “تطبيق الإصلاحات المطلوبة والتزام اتفاق الطائف الذي يحفظ الوحدة الوطنية والسلم الأهلي وضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن 1559 و 1680 و 1701 و 2650 وغيرها من القرارات الدولية ذات الصلة، بما فيها تلك الصادرة عن جامعة الدول العربية”.

 

وعلى أبواب الاستحقاق الرئاسي، شدد البيان السعودي – الأميركي – الفرنسي على “ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها بما يتماشى مع الدستور”، مطالبا بأن “يحرص الرئيس المنتخب على توحيد الشعب اللبناني وأن يعمل مع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة للتغلب على الأزمة الحالية”، وذلك بالتوازي مع الدعوة إلى “تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية المطلوبة بشكل عاجل لمواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية في لبنان، وتحديداً تلك الإصلاحات اللازمة للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي”، فضلاً عن إعادة التأكيد على وجوب “إقرار الدور الحاسم للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بوصفهما المدافعين الشرعيين عن سيادة البلد واستقراره الداخلي”.


 

وفي بيروت، سرعان ما لاقى السفير السعودي وليد بخاري البيان الثلاثي المشترك بالإضاءة على أهمية وأولوية التزام لبنان بمندرجات اتفاق الطائف. إذ وغداة اقتباسه مقولة الرئيس حسين الحسيني: “اتفاق الطائف غير صالح للانتقاء وغير قابل للتجزئة”، بادر بخاري أمس إلى التشديد عبر صفحته الرسمية على “تويتر” على أنّ “رسالة” البيان السعودي – الأميركي – الفرنسي الصادر من نيويورك مفادها: “إتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنيّة وعلى السّلم الأهلي في لبنان”.

 

ومقابل الحرص العربي – الدولي على تحصين اتفاق الطائف الناظم للحياة الدستورية والسياسية والسلم الأهلي في لبنان، عكست أوساط ديبلوماسية هواجس عربية وغربية متعاظمة من “مخطط يجري الإعداد له من قبل بعض الجهات اللبنانية والإقليمية لنسف مندرجات دستور الطائف عبر تصعيد وتيرة الأزمات الداخلية في لبنان وقطع الطريق أمام إنجاز الحلول اللازمة لها بغية تعميق حالة الانهيار الشامل على أرضية الدولة وشل مؤسساتها لفرض معادلة تغيير النظام وتعديل دستور الطائف بما يخدم أجندة وضع اليد على لبنان وتغيير هويته”.

 

وفي هذا الإطار، أعربت الأوساط الديبلوماسية عن قلقها من أن يستخدم “حزب الله” مسألة الشغور في سدة الرئاسة الأولى لتكون بمثابة “الرصاصة التي يطلقها على رأس الجمهورية لفرض معادلات دستورية جديدة يستطيع من خلالها تعديل النظام بشكل يكرس سطوته على هيكلية الحكم في لبنان”، كاشفةً في هذا الإطار أنّ ما عزز هذه المخاوف في الأروقة الدولية والعربية هو ما نقلته تقارير ديبلوماسية من أنّ مسؤولين قياديين في “حزب الله” بادروا خلال اجتماع عقدوه في الفترة الأخيرة مع السفيرة الفرنسية آن غريو إلى وصف اتفاق الطائف بـ”التسوية”، مع ما يختزنه هذا الوصف من “دلالات بالغة ترمي إلى تحجيم هذا الاتفاق ومندرجاته بما يعكس النية إلى استبداله بتسوية جديدة تعيد تشكيل بنية النظام الدستوري في لبنان”، لا سيما وأنّ المسؤولين في “حزب الله” فاتحوا السفيرة الفرنسية خلال الاجتماع صراحةً بالحاجة إلى تعديل الطائف باعتباره “تسوية لم تعد صالحة وأصبح من الضروري تعديلها”.

 

*******************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

«قارب موت» لبناني يغرق قبالة طرطوس السورية

 

عثرت السلطات السورية على 34 جثة قضت في مركب انطلق من لبنان، وغرق قبالة مدينة طرطوس في سوريا، وسط معلومات لبنانية عن أن «قارب الموت» كان يضم سوريين وفلسطينيين ولبنانيين متوجهين في رحلة هجرة غير شرعية باتجاه إيطاليا.

 

وبينما تواصلت عمليات البحث عن المفقودين، أعلنت وزارة النقل السورية أمس العثور على 34 شخصاً متوفين قبالة الشواطئ السورية بعد أيام من انطلاق زورقهم من شمال لبنان. وقال المدير العام للموانئ البحرية العميد سامر قبرصلي في بيان إن «كوادرنا تعمل الآن بكل جهودها على إنقاذ زورق بحري (…) مقابل منطقة المنطار و(جزيرة) أرواد وعدة مواقع على شاطئ طرطوس». وأوضح أنه تم انتشال 14 شخصاً، مشيراً إلى أن 8 منهم جرى إسعافهم بمستشفى الباسل في طرطوس.

 

ونقل البيان عن ناجين قولهم إن «الزورق انطلق من لبنان – المنية (شمال) منذ عدة أيام بقصد الهجرة» وعلى متنه ركاب من جنسيات عدة. ولا تزال عمليات البحث جارية عن ناجين ويشارك فيها صيادون. ولم يتضح حينها عدد ركاب الزورق.

 

وقالت مصادر لبنانية إن المركب كان يتجه إلى إيطاليا، ويحمل نحو 150 مهاجراً من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، وانطلق من شمال لبنان قبل 48 ساعة.

 

وأشارت وسائل إعلام لبنانية إلى أن عمليات البحث مستمرة وتشارك فيها منظومة الإسعاف السوري، والهلال الأحمر، والدفاع المدني السوري، وعدد كبير من الأهالي.

 

 

**************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

 الترسيم على «الغاز».. وبرّي يدعو لإنتخاب الــرئيس قريباً

 

تتلاحق المعطيات وإشاعة المناخات الايجابية إزاء ملفّي تأليف الحكومة وترسيم الحدود البحرية الجنوبية، لتدخل معها البلاد في حال انتظارية الى ان يعود رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من نيويورك ليُفضي بما تجمّع في جعبته حول هذين الملفين، وكذلك عودة الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين الذي يفترض ان يحمل المعطيات التي تسرّع العمل لتوقيع الاتفاق على الترسيم. ووسط كل هذا كان الموقف السعودي ـ الاميركي ـ الفرنسي المشترك من نيويورك الذي شدد على اجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية في موعدها وتشكيل حكومة تطبّق الاصلاحات الهيكلية والاقتصادية اللازمة لمعالجة الازمة السياية والاقتصادية وتنفيذ احكام القرارات الدولية و»الالتزام بتطبيق اتفاق الطائف المؤتمَن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان»، بحسب تعبيرهم.

في غمرة الاهتمام بالملفين الحكومي والترسيمي علمت «الجمهورية» ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يعتزم الدعوة الى اول جلسة انتخاب لرئيس الجمهورية قريبا جدا، وذلك لوضع كافة الكتل النيابية امام مسوولياتها تجاه هذا الاستحقاق الدستوري ولكسر الإقتناع السائد بأن الفراغ الرئاسي اصبح امراً محتماً ولا حول ولا قوة فيه. وفي الملف الحكومي أكدت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ «التفاؤل بتشكيل الحكومة، والذي ارتفع منسوبه اخيرا، لا يزال صامدا وساري المفعول، وان تسييله الى وقائع ينتظر عودة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من نيويورك». وقالت مصادر مطلعة ان تشكيل الحكومة الجديدة بات على نار حامية حيث تنشط الاتصالات عشيّة عودة ميقاتي الذي سيتوجّه بعد الجلسة النيابية لإقرار الموازنة العامة لسنة 2022 المقررة الاثنين المقبل الى قصر بعبدا للتفاوض مع رئيس الجمهورية ميشال عون حول الاسماء المطروحة للتوزير، علماً ان الاتصالات ناشطة مع القوى السياسية المعنية والاسماء المطروحة للتغيير وللتوزير لتمهيد الطريق في شأن الحقائب الوزارية الاربع التي يفترض ان يشملها التغيير، وهي: وزارة المهجرين التي يجري البحث عن اسم لها يكون وسطياً بين ارسلان وجنبلاط، الاقتصاد حيث سمّى تكتل إنماء عكار مرشحه، المال ستسند للنائب السابق ياسين جابر، والحقيبة الرابعة لم تحسم بعد وهي مطلب عون للتغيير. اما على صعيد ملف ترسيم الحدود البحرية فيبدو انه وضع على «الغاز» بعدما بدا ان الحكومة الجديدة قد «استوَت». وسيبلغ هذا الملف للمرة الاولى منذ عشر سنوات خواتيمه المتوقعة خلال مدة قريبة بعد ان تلقى لبنان رسميا عبر الوسيط الاميركي مرونة من الجانب الاسرائيلي اصبحت اقرب الى الموافقة على شروطه. وكشفت مصادر متابعة لهذا الملف لـ»الجمهورية» انّ المنطقة العازلة بمحاذاة الخط ٢٣ وعلى بعد اقل من كيلومتر من النقطة b1، لم تعد غير مستبعدة عن الموافقة في انتظار وضع اللمسات الاخيرة على هذا الطرح الذي قدمه هوكشتاين بعد ان يحصل لبنان على ضمانات من انّ هذه المنطقة لن تؤثر على الترسيم البري ولن تفرض لاحقاً واقعاً جديداً في تلك المنطقة بالتوازي مع اتصالات مكثفة مع الدول والشركات التي يمكن ان تؤمّن مخرجاً وحلاً لطلب اسرائيل الحصول على بدل مادي لقاء الجزء الممتدّ من حقل قانا في اتجاه الخط ٢٩ والذي يتجاوز الخط ٢٣، وهو الجزء الذي تعتبره اسرائيل داخل حدودها. وتردد ان شركة «توتال» هي التي ستتولى هذا الامر بالاتفاق مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وأكد المصدر انّ هامش انتكاسة هذا الاتفاق اصبح ضئيلا جدا، لكن طبعاً لا يمكن الاطمئنان دائما الى عدو ينتهج الغدر وسياسته تعتمد على المطامع وقضم الحقوق والثروات»…

بيان ثلاثي وتغريدة في غضون ذلك اهتمّت الاوساط السياسية بمضمون البيان الذي صدرعن وزارء خارجية السعودية وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية في نيويورك في وقت متأخر من أمس الأول، اثر اجتماع لهم على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة خُصّص لمناقشة الملف اللبناني، وعبّر الوزراء الثلاثة عن «دعم بلادهم المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره»، وشددوا «في ضوء استعداد البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية جديد» على «أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد وفق الدستور اللبناني، وانتخاب رئيس يمكنه توحيد الشعب اللبناني ويعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لتجاوز الأزمة الحالية». ودعا الوزراء الثلاثة إلى «تشكيل حكومة قادرة على تطبيق الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية اللازمة لمعالجة الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان، وتحديداً الإصلاحات الضرورية للوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي». وعبّروا عن استعدادهم «للعمل المشترك مع لبنان لدعم تنفيذ هذه الإصلاحات الأساسية التي تُعد حاسمة لمستقبل الاستقرار والازدهار والأمن في لبنان». كذلك «أكدوا على دور القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي اللبناني المسؤولَين عن حفظ سيادة لبنان واستقراره، مع أهمية استمرارهما بالقيام بدور أساسي في حماية الشعب اللبناني في ظل أزمة غير مسبوقة». وشددوا على «ضرورة قيام الحكومة اللبنانية بتنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن (1559) و(1701) و(1680) و(2650) والقرارات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك تلك الصادرة من جامعة الدول العربية، والالتزام باتفاق الطائف المؤتمَن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان». وقد غرّد السفير السعودي في لبنان وليد بخاري عبر «تويتر» معلقاً على هذا البيان، فكتب انّ «رسالة البيان المشترك «السعودي – الأميركي – الفرنسي» هي أن «اتفاق الطائف» هو المؤتمَن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الأهلي في لبنان».

ميقاتي وفي هذه الاثناء واصَل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أمس المشاركة في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك، والتقى رؤساء الوفود العربية والاجنبية. كذلك التقى وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وجرى خلال اللقاء البحث في العلاقات بين البلدين. وألقى ميقاتي كلمة لبنان امام الجمعية العمومية للامم المتحدة، فأكد «التزام لبنان التام بتنفيذ كامل مندرجات القرار 1701 وكافة قرارات الشرعية الدولية». كذلك اكد «تمسّك لبنان المطلق بسيادته وحقوقه وثروته في مياهه الإقليمية ومنطقته الاقتصادية الخالصة»، مكررا «رغبتنا الصادقة في التوصّل إلى حلٍّ تفاوضي طال انتظاره»، ومعلناً «أننا أحرزنا تقدماً ملموسا نأمل أن نصل إلى خواتيمه المرجوّة في وقت قريب». واضاف: «ان الطريق امام لبنان ما زالت شاقة وطويلة ومليئة بالمصاعب قبل الخروج من الازمة، حيث نعمل بكل ما أوتينا من قوة وعزم على تخطّيها بنجاح. وفي هذا السياق قامت حكومتنا بتوقيع اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي، واننا نتعهّد من هذا المنبر السير قُدماً بكل الاصلاحات التشريعية والادارية الضرورية للخروج من محنتنا الحاضرة». وقال: «نحن نعوّل في هذا الاطار، كما دوماً، على مساعدة اصدقاء لبنان الدوليين، وفي طليعتهم الدول العربية الشقيقة، التي لا غنى للبنان، البلد العربي الهوية والانتماء والعضو المؤسس لجامعة الدول العربية، عنها. إن انتماء لبنان العربي وريادته في الالتزام بالقضايا العربية هما ترجمة لما جاء في دستوره وفي «اتفاق الطائف» الذي أنهى الحرب الاهلية الدامية التي عصفت ببلادي. ولا بد من ان اؤكد، تكراراً، التزامنا التام بهذا الاتفاق، وعدم تساهلنا مع اي محاولة للمس بمندرجاته». وشدد على «اعادة عقد مؤتمر اصدقاء لبنان الذي طالما احتضنته فرنسا بالتعاون مع اصدقاء لبنان واشقائه». واشار الى أزمة النازحين السوريين، فقال: «باتت ازمة النزوح اكبر من طاقة لبنان على التحمّل»، معتبراً أن «الحل المُستدام الواقعي الوحيد للنازحين هو في تحقيق العودة الآمنة والكريمة الى سوريا في سياق خريطة طريق ينبغي ان يبدأ العمل عليها بأسرع وقت وبتعاون كافة الأطراف».

فرنجية وفي غمرة كل هذه التطورات كانت لرئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية اطلالة تلفزيونية مساء امس قال خلالها: «أنا متفائل رئاسياً بحظوظي أكثر من المرة الماضية رغم ان الظرف قد لا يوحي بذلك». وأوضح في برنامج «صار الوقت» على قناة «MTV» أن «لا وعد لأحد اليوم من قبل «حزب الله» إنما «براغماتية» في التعامل، وفريق الثامن من آذار سيذهب بمرشح واحد الى جلسة انتخاب الرئيس». ورأى أن «كلام البطريرك الراعي يظهر أنه لا يقف ضد أي شخصية مارونية معينة وإذا أصبحت رئيساً للجمهورية سيكون مسروراً». وقال: «أنا همّي لمّ الشمل وجمع البلد، وهذه مرحلة استثنائية وعلينا التصرف بمسؤولية وطنية». وأيّد «اعتماد مبدأ الشفافية والمسؤولية من المواطن الى الرئيس». وأضاف: «أريد أن أكون رئيساً وحدويّاً ويجمع البلد لا رئيساً كيدياً، فلبنان اليوم في مرحلة استثنائية وفي حرب اقتصادية تدميريّة وفي وضع أسوأ من مرحلة ما بعد الحرب الأهلية». واعتبر أنّ «من واجبي في حال وصلتُ الى سدّة المسؤولية أن أشرك الجميع ليتحمل كلّ مسؤوليته». وقال: «لم أكن يوماً وسطياً ولكنني دائماً منفتح وتوافقي وأؤمن بالحوار». وأشار الى أنه «عربي الهوية وملتزم باتفاق الطائف». ورفض رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية الرد على كلام رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، الذي أكد فيه رفض انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية. وقال: «حبيب قلبي جبران» ولن أردّ عليه، ونحن قدّمنا أنفسنا منذ اليوم الأول إلى جانب عهد عون لكنه اعتبر أنه «ما بَدّو حدا» وحارَبناه عندما كان قوياً». وأوضح: «أنا لستُ مخاصماً لقائد الجيش إنما هو مَن يخاصمني وعندما يصبح الهدف رئاسة الجمهورية تصبح الأمور «بشعة»، وأتمنى عليه أن يعلن برنامجه». وقال: «إذا انتُخبتُ رئيساً سأزور سوريا»، مذكّراً بأنه «عندما سألني الحريري في السابق قلت له الجواب نفسه». وسأل فرنجية: «متى قدّمتُ مصلحة سوريا على لبنان؟». وقال انه التقى الامين لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله «قبل اللقاء الثلاثي الذي جمعني به وبرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وتطرّقنا الى كل الأمور». وأشار الى أن «الجلسة مع السيد «مشوّقة». واعتبر أن «سلاح «حزب الله» يحتاج الى ظروف اقليمية وداخلية ودولية للبتّ به والّا فالبديل ماذا؟ الحرب»؟ وقال: «لست مرشح «حزب الله» ولكنه يرتاح إلي لأنني لا أطعنه في الظهر»، مضيفاً «لا أسلّم لبنان لـ»حزب الله». ورأى أن «المقاومة ليست بحاجة الى غطاء مسيحي وهي حَمت لبنان»، لافتاً الى أن «الوقوف الى جانب المقاومة هو لتحقيق التوازنات».

«الوفاء للمقاومة» وفي المواقف أعلنت كتلة «الوفاء للمقاومة»، بعد اجتماعها الدوري أمس برئاسة رئيسها النائب محمد رعد، انها «تتابع بمسؤولية وطنية الاهتمام بمتطلبات إنجاز الاستحقاق الرئاسي وصولاً إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن الأصول الدستورية»، آملة «أن ينعم لبنان بالاستقرار وبمعالجة أوضاعه في ظل توجهات وطنية جامعة ترفض التدخل الخارجي في خيارات اللبنانيين وتهدف إلى بناء دولة القانون والمؤسسات، القادرة والعادلة». واكدت دعمها «الجهود المخلصة الرامية إلى تشكيل حكومة كاملة المواصفات الدستورية في أسرع وقت ممكن للنهوض بأعباء المرحلة المقبلة وتلبية متطلبات الوطن والمواطنين السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها». وأشارت الى انها «لا تزال ترتقب المستجدات والتطورات المتصلة بعملية ترسيم الحدود البحرية ومآل الحقوق اللبنانية في السيادة الوطنية وفي التنقيب واستخراج الغاز. وفي انتظار اكتمال كل المعطيات والمسائل التي تتعلق بهذا الموضوع، فإنّ مقاربة أي موقف تجاه هذه العملية تحتاج إلى دقة بالغة نظراً لحساسيتها، خصوصاً أن كثيراً ممّا يُنشر ويتداول لا يعبّر بوضوح عن الوقائع ولا عن الاتجاهات، والمعطيات الحقيقية تستلزم مزيداً من الاستيضاحات».

الكَف عن التمييع على صعيد آخر، قالت اوساط واكَبت زيارة بعثة صندوق النقد الدولي الأخيرة الى لبنان لـ»الجمهورية»: انّ هناك فرصة لإيجاد قواسم مشتركة بين السلطة والصندوق تمهيداً لتوقيع الاتفاق النهائي، اذا التزمت الجهات الرسمية بإقرار الاجندة الإصلاحية التي تشكل ممراً إلزامياً نحو الاتفاق الكامل، وجرى الكَف عن سياسة التمييع. وأشارت الاوساط الى انّ لقاء البعثة برئاسة ارنستو راميزر مع رئيس مجلس النواب نبيه بري «فتحَ من حيث المبدأ اكثر من باب إيجابي في العلاقة مع الصندوق خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً ان المجلس هو المُطالَب بسن القوانين الإصلاحية». واعتبرت هذه الاوساط «انّ هناك إمكانية لإدخال تعديلات على قانون السرية المصرفية (الذي رَدّه الرئيس ميشال عون)، تكون مقبولة في آن واحد لدى الكتل الاساسية وصندوق النقد». ولفتت الى ان الاختبار الآخر لصدقية الدولة اللبنانية يكمُن في إقرار موازنة 2022 إنما على اساس ان تعتمد سعر صرف 20 ألف ليرة وفق مقاربة الصندوق، اما بالنسبة الى ما خَص موازنة 2023 فإنّ الصندوق قد يدفع نحو اعتماد سعر صرف على اساس منصة صيرفة.

«المال» وسفراء الاتحاد وكان لافتاً امس الاجتماع الذي عقد بين لجنة المال وسفراء الاتحاد الاوروبي. ووفق المعلومات، فإنه كان بنّاء ومثمراً وايجابياً، جرى في خلاله الاستماع الى مناشدة السفراء لدور فاعل للمجلس النيابي في مسألة الاصلاح المالي، واستعدادهم للدعم الكامل بهذا الخصوص، إن مع دولهم او مع صندوق النقد الدولي. وجرى حوار صريح اجمعَ فيه النواب على ضرورة إتيان الحكومة بخطة متكاملة الى المجلس النيابي، تتضمن توزيعاً للخسائر وتحديداً لمصير اموال المودعين، واعادة هيكلة الدين العام والمصارف. وقد تشعّب النقاش الى ملف النازحين السوريين حيث كان للسفراء رأيهم الانساني في هذا المجال، وللنواب رأيهم الدستوري والقانوني والوطني، مُشددين على ضرورة وجود خطة لإعادة النازحين لبلادهم، وإنفاق الاموال المطلوبة عليهم في بلادهم، لأنّ وجودهم في لبنان يكلّف الدولة اعباء ومبالغ كبيرة، لا قدرة لها على تحمّلها.

بوغدانوف من جهة ثانية اعلن السفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف، في حديث اذاعي له امس، أنّ نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف «سيزور لبنان عندما تسنح له الفرصة، بهدف العمل على مساعدة الشعب اللبناني وإخراجه من قاع الهاوية». وقال روداكوف، رداً على سؤال عن تأكيد روسيا مراراً وتكراراً استعدادها لتزويد لبنان النفط والحبوب، «انّ روسيا تدرس إمكانية تقديم المساعدات الانسانية للشعب اللبناني، وعلى رغم من الظروف السيئة بحسب وسائل الاعلام الغربية الا انها ستجد امكانية المساعدة»، مضيفاً «انّ روسيا مَدت الشعب اللبناني بـ 420 طناً من زيت دوار الشمس عبر البرنامج الغذائي العالمي، وسيتم الاعلان لاحقاً عن عملية التوزيع».

 

*************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

دار الفتوى يتماهى مع التوجّه الدولي- العربي لاحترام الاستحقاقات

اتفاق سعودي – فرنسي- أميركي على انتخاب رئيس يلتزم الطائف.. وفرنجية ينتظر 65 صوتاً

 

العبرة في نقطة واحدة: خارطة الطريق واضحة: لا تعاطٍ دولي وعربي، وحتى اقليمي ايجابي وداعم وعملي للبنان ما لم يلتزم بمواعيد الاستحقاقات الدستورية، وفي مقدمها انتخاب رئيس قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، والانتقال الى تأليف حكومة قادرة على الالتزام بنظام الاصلاحات وتحييد لبنان عن الصراعات الجارية في المنطقة، واعادته الى محيطه العربي، لتوفير ما يلزم من دعم ومساعدات.

وهذا ما عكسه بصراحة البيان المشترك السعودي- الاميركي- الفرنسي، الذي قرأ فيه سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بخاري، بأنه ينطوي على رسالة مفادها: اتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية، وعلى السلم الاهلي في لبنان.

ومع تماهي دار الفتوى مع التوجه العربي- الدولي لانتخاب رئيس جديد ضمن نصوص الدستور ومواعيده عقد تجمع حاشد في مجمع seaside arena، حضره عدد كبير من الوزراء والنواب السابقين، وقيادات سياسية ومديرون عامون وفعاليات إقتصادية وإجتماعية ونقابية ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات من المجتمع المدني، لدعم مبادرة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان الوطنية بجمع النواب المسلمين السنّة لحماية الدولة بركائزها الدستورية.

وقال شقير في «النداء»: «مما لا شك فيه، أن الوطن يمر بأصعب الظروف على الإطلاق وعلى مختلف المستويات… الدولة مفلسة ومؤسساتها تتفكك وتتحلل، وذلك يظهر جلياً من خلال توقف عمل الإدارات، ومعاناتها من فقدان الكهرباء، وأبسط المستلزمات، يشمل ذلك حتى قصور العدل.

وقال شقير: «على هذا الأساس، نعلن الآتي:

اولاً: نقدر ونثمن عالياً الدعوة الموجهة من سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان للسادة النواب المسلمين السنة من كل المناطق اللبنانية للاجتماع بدار الفتوى بتاريخ 24 من الشهر الجاري؛ ونرى في الدعوة والاجتماع بادرة وطنية جامعة؛ تجمع ولا تفرق؛ وتنير الطريق للنهوض والتوازن الوطني؛ وتساهم بشكل فعال بتصحيح مسار الوطن؛ واخراجه من الانحدار والانزلاق الخطير الذي تشهده الساحة اللبنانية على كافة الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ثانيا: نهيب بالنواب المجتمعين بدار الفتوى برعاية مفتي الجمهورية وندعوهم باسم اللبنانيين جميعاً لأن يوحدوا صفوفهم؛ ويتحملوا مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية مع بقية اخوانهم النواب اللبنانيين لأن يكون لبنان الوطن أولاً واخيراً بالنسبة لاهتماماتهم؛ وان يتلاقوا للالتزام بالاستحقاقات الدستورية؛ وبنص وثيقة الوفاق الوطني المعروفة باتفاق الطائف لانقاذ البلاد والعباد من حالة الفوضى والتمزق والضياع والانهيار الذي أخرج لبنان عن دوره الحضاري الذي ميزه ليكون ملتقى الحضارات والثقافات والتنوع في هذا الشرق العربي الأصيل.

ثالثا: نحن على ثقة تامة بأن الاجتماع النيابي بدار الفتوى سيكون لقاءً وطنياً بامتياز بعيداً عن أية مشاريع طائفية أو مذهبية؛ وبداية الطريق لإعادة النهوض بالدولة ومؤسساتها؛ ليبقى لبنان سيداً حراً عربياً مستقلاً؛ ووطن العيش الواحد والتنوع؛ لجميع أبنائه الحريصين على بناء الدولة الوطنية الجامعة والعادلة والحاضنة للبنانيين جميعاً».

وشددت مصادر سياسية على ان صدور البيان الاميركي الفرنسي السعودي المشترك الداعي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد الدستوري وتأليف حكومة جديدة والالتزام بالطائف وبتطبيق القرارات الدولية، قد يبدل اولوية تشكيل حكومة جديدة، ويدفع باتجاه تسريع انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في الواحد والثلاثين من شهر تشرين الاول المقبل وقالت: انه بالرغم من الحديث المتواتر عن تفاهم ضمني تم مؤخرا، لتشكيل حكومة جديدة في غضون الايام المقبلة، لتفادي حدوث اعتراضات وتجاذب سياسي مرتقب، اذا انتهت ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون وتسلمت حكومة تصريف الأعمال مهمات رئيس الجمهورية، فإن مستجدات الايام الماضية، وصدور البيان الثلاثي المشترك، والحراك الديبلوماسي السعودي والفرنسي في لبنان، اعطى اشارات برغبة واصرار هذه الدول على تقديم انتخاب رئيس جديد للجمهورية على تشكيل حكومة جديدة، ما قد يبدل في التوجهات الداخلية للاستمرار قدما لتشكيل حكومة جديدة في الوقت الحاضر.

ونقلت المصادر عن ديبلوماسيين مهتمين بالوضع اللبناني، ان أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية تتقدم على مطلب تشكيل حكومة جديدة، باعتبار ان انتخاب الرئيس، يعني استقالة الحكومة الجديدة او حكومة تصريف الأعمال فورا، والدعوة لتشكيل حكومة بداية العهد. ولذلك وبدلا من تشتيت الجهود المبذولة واضاعة الوقت سدى، فإن الذهاب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يبقى الخيار المفيد للبنان، والاقل كلفة من التلهي بتشكيل حكومة جديدة، عمرها محدود وحركتها، لا يمكن أن تفي بمتطلبات حل الأزمة القائمة، والتعاطي مع الدول العربية الشقيقة والمجتمع الدولي كما تستطيع حكومة العهد الاولى، التي ستتحرك بزخم اقوى وفاعلية أوسع.

واعتبرت المصادر انه لا بد من انتظار عودة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى بيروت للإطلاع منه على فحوى مواقف الرؤساء والمسؤولين الدوليين الذين التقاهم في نيويورك، لمعرفة ما اذا كانت اولويات تشكيل الحكومة الجديدة، ماتزال على حالها، ام ان الجهود ستتركز على تذليل العقبات لتسريع الخطى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اولا، على ان يتم بعد ذلك تشكيل الحكومة الجديدة بعد تسلم الرئيس الجديد لمهماته رسميا. واشارت الى ان المواصفات التي حددها البيان الثلاثي المشترك لرئيس الجمهورية الجديد، تتطابق بمعظمها مع المواصفات التي يراها العديد من الاطراف السياسيين والمرجعيات الدينية، ما يعني في الخلاصة الى استبعاد الشخصيات الاخرى، التي لا تتوافر فيها مثل هذه المواصفات من السباق للرئاسة الاولى، كما الى استبعاد دعم أي منها في حال خوضها للانتخابات.

على صعيد آخر توقفت المصادر عند ما يروج من اخبار وروايات عن اسباب القرار المتخذ باعفاء العراقيين الوافدين إلى لبنان من الحصول على التأشيرة المسبقة، ومدى تأثير هذا القرار بتعريض الامن الداخلي للخطر، جراء امكانية تسرب عناصر ارهابية من تنظيم داعش او غيره من الميليشيات الحزبية المتطرفة إلى الداخل اللبناني وطالبت وزير الداخلية بتفسير موجبات هذا القرار ووضع حد لكل ما يتردد ويشاع حول هوية واهداف المستفيدين منه.

ولئن كانت الحكومة تعويماً او تعديلاً، ضمن تشكيلة الـ24 وزيراً في اولى الخطوات الانفراجية في الشهر الأخير من عمر عهد، يعد اللبنانيون ايامه الثقيلة، بالدقائق والثواني، نظرا لهول الانهيار الذي حدث فيه، من دون اية رؤية او مقاربة قادرة علي الحد من الانهيار او وقفه.. فإن الاجتماع الذي يعقد غداً في دار الفتوى يشكل خطوة بالاتجاه الصحيح، لتوحيد الكلمة النيابية والوطنية، لتلاقي التوجه الدولي- العربي بدفع الوضع الداخلي باتجاه الصحيح..

فالأسبوع ينتهي على انتظارات عودة الرئيس نجيب ميقاتي من نيويورك خلال اليومين المقبلين، والعرض الخطي للوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين بعد لقائه في نيويورك نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب المكلف متابعة الملف معه، وقرار المصارف حول اعادة الحركة النقدية والمالية الى البلاد كما يجب، على ان يبدأ الاسبوع المقبل الاثنين بجلسة مجلس النواب لإستكمال مناقشة مشروع موازنة العام 2022، والمعوّل ان يتم اقرارها او إسقاطها في يوم واحد بعد المناقشة، اذا لم تلجأ بعض الكتل الى المقاطعة وتطيير النصاب لأسباب سياسية. وبعدها ينتظر البلد لقاء الرئيسين ميشال عون وميقاتي الثلاثاء على الارجح لإستكمال البحث في التشكيلة الحكومية وعلى امل ان «ينام» ميقاتي في القصر ولا يخرج منه إلّا بعد التشكيل كما قال!

ولكن ستشهد نهاية الاسبوع غداً السبت الحدث المنتظر في دار الفتوى، حيث يجمع المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان اكثرية النواب السنة على اختلاف مشاربهم، للبحث في القضايا المصيرية والوطنية والدستورية والاتفاق على موقف واحد حيالها.وتأكد لـ «اللواء» من مصادر متابعة لتحضيرات اللقاء ان 24 نائباً اكدوا حضورهم وامتنع ثلاثة هم الدكتور اسامة سعد وحليمة قعقور وابراهيم منيمنة. وان مواضيع البحث هي ذاتها التي جرى تداولها ولم يطرأ اي بند جديد.

كلمة ميقاتي

وقد ألقى ميقاتي فجراً بتوقيت بيروت كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأكّد فيها «على التزام لبنان بالقرارات والمواثيق الدولية، شاكراً قوات اليونيفيل جهدها لضمان الاستقرار في جنوب لبنان بالتعاون مع الجيش اللبناني».

وتعهّد ميقاتي «باتخاذ التدابير الإصلاحية»، وقال: لا غنى للبنان عن الدول العربية التي ينتمي لها، ونلتزم باتفاق الطائف ونرفض المس به.

وناشد «الدول الشقيقة والصديقة أن تكون إلى جانب لبنان في محنته الراهنة وأن تؤازره للخروج منها ومعالجة تداعياتها الخطيرة على الشعب وبنية الدولة ونتطلع إلى إعادة عقد مؤتمر أصدقاء لبنان».

واشار ميقاتي إلى أنّ «أزمة النزوح السوري باتت أكبر من طاقة لبنان»، موضحاً أنّ «الحلّ المستدام الواقعي الوحيد هو في تحقيق العودة الآمنة والكريمة إلى سوريا، في سياق خارطة طريق ينبغي أن يبدأ العمل عليها في أسرع وقت وتوفير مساعدات إضافية نوعية للدولة اللبنانية».

واضاف: أما في ما يتعلق بترسيم حدودنا البحرية بوساطة أميركية مشكورة ومرحب بها، وبرعاية اممية، يهمني أن اؤكد مجدداً تمسك لبنان المطلق بسيادته وحقوقه وثروته في مياهه الإقليمية ومنطقته الاقتصادية الخالصة، مكررين أمامكم رغبتنا الصادقة في التوصّل إلى حلٍّ تفاوضي طال انتظاره. ويسرني اعلامكم بأننا أحرزنا تقدماً ملموساً نأمل أن نصل إلى خواتيمه المرجوة في وقت قريب.

إنّ لبنان مصمّم على حماية مصالحه الوطنية وخيرات شعبه وعلى استثمار موارده الوطنية، ويعي اهمية سوق الطاقة الواعد في شرق المتوسط لما فيه ازدهار اقتصادات دول المنطقة وتلبية حاجات الدول المستوردة.

واستقبل رئيس الحكومة وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مقر اقامته في نيويورك. وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات بين البلدين.

 

لقاء سعودي – اميركي – فرنسي

وفي سياق الاهتمام بالوضع اللبناني، إلتقى ممثلو كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية لمناقشة الوضع في لبنان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعبرت الدول الثلاث «عن دعمها المتواصل لسيادة لبنان وأمنه واستقراره. وشددت على أهمية إجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها بما يتوافق مع الدستور. واعتبرت أن انتخاب رئيس يمكنه توحيد الشعب اللبناني والعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية للتغلب على الأزمة الحالية أمر بالغ الأهمية».

ودعت الدول الثلاث «إلى تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية والإقتصادية المطلوبة بشكل عاجل، لمواجهة أزمات لبنان السياسية والإقتصادية، وتحديدًا الإصلاحات اللازمة للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي» .

وأشارت إلى أنها «على أتم إستعداد للعمل بشكل مشترك مع لبنان لدعم تنفيذ هذه الإجراءات الإصلاحية الأساسية التي تعتبر ضرورية لازدهار البلاد واستقرارها وأمنها في المستقبل».

وأكدت «الدور الحاسم الذي يواصل الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي تأديته، بصفتهما المدافعين الشرعيين عن سيادة لبنان واستقراره الداخلي، في حماية الشعب اللبناني في وقت أزمة لم يسبق لها مثيل. وشددت الدول الثلاث على ضرورة قيام الحكومة اللبنانية بتنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن الدولي 1559 و1680 و1701 و2650 وغيرها من القرارات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك تلك الصادرة عن جامعة الدول العربية، وأن تلتزم باتفاق الطائف الذي يحفظ الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان».

فرنجية

وفي الاطار الرئاسي، اعلن رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية ان اسمه موجود في الاستحقاق الرئاسي، لكننا نراقب الامور، ومسار الامور وتحديد جلسة الانتخاب وانا متفائل اكثر من المرة الماضية، وفي المرة الماضية كان هناك وعد من السيد نصر الله للرئيس عون.

ملاحظاً براغماتياً لحزب الله في التعامل، وفريق 8 آذار سيذهب بمرشح واحد الى جلسة انتخاب الرئيس، مؤكداً التزامه باتفاق الطائفي، ومعلن انه ملتزم بالعلاقة مع العرب، وبالقرارات الدولية. كاشفاً: لم اكن يوماً وسطياً، ولكنني دائماً منفتح وتوافقي وأؤمن بالحوار، وسليمان فرنجية ماروني مسيحي لبناني عربي.

وقال: لست مرشح حزب الله، ولكن الحزب يرتاح لي لانني لا أطعنه في الظهر، واضاف: هدفي ان اترك بصمة في تاريخ لبنان، وايجاد حلول للمشكلات، مشددا علي توفر نصاب، وانتخاب له من قبل 65 نائباً.

وردا على ما نقل من ان النائب جبران باسيل لن ينتخبه قال: حبيب قلبي جبران باسيل، ما راح رد عليه. وردا على سؤال حول مواصفات الرئيس عون، اجاب: والله ما بعرف واكد: لا اريد الدخول بالمحاور، انما بالمحور اللبناني فقط، ولا يمكن وصول رئيس للجمهورية من دون موافقة ثنائي «امل وحزب الله» رافضاً التعرض الى المملكة العربية السعودية او اي دولة اخرى، مشددا على انه لا يتردد بزيارة المملكة العربية السعودية معربا عن استعداده للقاء رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط.

الاتحاد الاوروبي والموازنة

وعلى الصعيد المالي، عقد اجتماع في المجلس النيابي، بين لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان وبعثة الاتحاد الاوروبي التي تضم ٢٠ سفيراً.

وقال كنعان بعد الاجتماع: انه كان غنياً وتطرق لكل المواضيع ابرزها التشريعات المطلوبة وملف النازحين السوريين. ولأول مرة تطرقنا بالمباشر للعوائق العملية والحقيقية، والمطلوب تعاون بناء ان كانت هناك فعلاً ارادة بانقاذ لبنان وانجاز خطة تعافٍ.

اضاف: كيف نقبل ان تكون ضريبة الموازنة على سعر صيرفة وفي الوقت نفسه ندفع الرواتب للمواطن على سعر ١٥٠٠. يجب ان يكون هناك حوار بناء مع المجتمع الدولي للتوصل مع صندوق النقد الى حل ياخذ بعين الاعتبار وضع اللبنانيين.

المصارف: لا موعد للعودة

مصرفياً، لجأت جمعية المصارف الى ايلاء دور لنقابة موظفي المصارف، «كحصان طروادة»، اذ، في حين مددت الجمعية الاقفال، من دون تحديد موعد لاستئناف العمل، ربط اتحد النقابات المصرفية العودة الى العملم بتوفير الأمن!

يشار ان المصارف أبقت ابوابها مقفلة امس، في انتظار التوصل الى خطة لضمان امنها.

وكان قد صدر امس، قرار عن المحكمة العسكرية بإخلاء سبيل الموقوف عبد الرحمن زكريا، وهو من مقتحمي بلوم بنك، بسند إقامة على أن يتم إطلاق سراحه.

زيادة يومية للمحروقات

معيشياً، ارتفع سعر صفيحة البنزين اليوم بنوعيه 95 و98 اوكتان 29 ألف ليرة لبنانية. وشهد سعر صفيحة المازوت ارتفاعاً كبيراً بلغ 44 ألف ليرة، كذلك ارتفع سعر قارورة الغاز 13 ألف ليرة.

 

 

**************************

افتتاحية صحيفة الديار  

«قوارب الموت» تبتلع ابناء الشمال وتهدد الاستقرار : طرابلس فوق «برميل بارود» ؟

 الترسيم بانتظار الصياغة الخطية واسرائيل «مستنفرة» لهضم التنازلات المؤلمة

 ميقاتي يغادر نيويورك دون نتائج «والعين» على جولة التفاوض الايراني ــ السعودي ! – ابراهيم ناصر الدين

 

فصل جديد من «مسلسل» «قوارب الموت» يطل برأسه من الشمال مجددا مهددا بتدحرج الامور الى ما لا تحمد «عقباه» في مدينة طرابلس التي «تجلس» على «برميل بارود» حسب تعبير تقرير امني حذر من «انفلات الامور بفعل الفوضى السائدة على خلفية الاهمال والشعور العام بان الناس متروكة لقدرها وهو ما يمكن ان تستغله جهات «مغرضة» لاشعال الاوضاع». في هذ الوقت تبقى «خارطة» الطريق الاميركية- الفرنسية- السعودية الصادرة من نيويورك «دون انياب»، لكن الشق الرئاسي يوحي بوجود قناعة راسخة بعدم قدرة اي فريق على ايصال رئيس يلبي طموحاته. ويبقى السؤال عن هوية الرئيس «التسوية» القادر على تامين «التطمينات» اللازمة لحزب الله وكذلك «مصالح» الدول الثلاث؟ فيما تبقى «العيون شاخصة» على جولة الحوار السعودي- الايراني السادسة التي ستكون المؤشر الاكثر جدية على اتجاهات الاحداث على الساحة اللبنانية في ظل ترقب لعودة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي الى بيروت لترجمة الاجواء الايجابية حول تشكيل حكومة «كاملة المواصفات» لادارة الفراغ الرئاسي… في هذا الوقت، لا يزال ملف «الترسيم» متقدما على ما عداه، واعلان ميقاتي «الحذر» يعود الى انتظار الصياغة الخطية للاتفاق الذي يعده «الوسيط» الاميركي عاموس هوكشتاين، فيما دخلت اسرائيل في مرحلة «اشتباك سياسي» عنيف على خلفية الاتفاق المفترض، وسط تبادل للاتهامات بالتنازل امام تهديدات حزب الله فيما بدأت الاوساط العسكرية بالترويج لإنجازات على وقع «فتاوى» قانونية لتسهيل «هضم» الاسرائيليين للموقف عشية الانتخابات التشريعية.

  «قارب الموت»

 

مرة جديدة دفع عدد من اللبنانيين اليائسين من دولتهم والهاربين من فقرهم ضريبة باهظة غرقا مقابل مدينة طرطوس بعد انطلاق مركبهم من مدينة المنية الشمالية، وقد لقي 35 حتفهم حتى ساعات متقدمة من مساء امس وجرح العشرات بعد غرق مركبهم الذي يضم نحو مئة شخص معظمهم لبنانيون وسوريون قرب جزيرة ارواد، ومن المرجح ارتفاع عدد القتلى. واكدت مصادر سورية أن المركب اللبناني غرق بعد تعطّله، وعمليات البحث مستمرة في الموقع. ونقلت وزارة النقل السورية عن أحد الناجين قوله إنّ «الزورق انطلق من لبنان – المنية منذ عدة أيام بقصد الهجرة، ويحمل على متنه أشخاصاً من عدة جنسيات. في هذا الوقت سادت امس حالة من الغضب في طرابلس بعد فقدان مركب على متنه 55 مهاجراً الى ايطاليا، خصوصا ان المعلومات متضاربة حيال انقاذ سفينة المانية ل 398 شخصا بينهم 178 قاصرا  بينهم 200 لبناني ، بعدما وصلوا فجرا الي ميناء تارانتو، جنوب ايطاليا، لكن وزارة الخارجية تواصلت مع السلطات التركية واليونانية ولم تحصل على جواب. وكان المركب انطلق من طرابلس في اتجاه إيطاليا وعلى متنه 55 مهاجراً، لكنه علق قبالة اليونان وفُقِد الاتصال بين الأهل وأبنائهم قبيل دخولهم المياه الإقليمية اليونانية. وهذا ما استدعى تحركات غاضبة في المدينة تخللها قطع الطريق عند الأوتوستراد الذي يربط طرابلس بعكار بالسيارات والعوائق الحديدية مطالبين الدولة بالتدخل وجلاء مصير أقربائهم.

طرابلس الى اين؟

 

وازاء هذه التطورات تحدثت المعلومات عن تقرير امني يحذر مما يحصل في مدينة طرابلس لانه «أخطر مما يظن البعض «. فالوضع الأمني غير مستقر، وسط تقديرات جدية تشير الى عودة عدد من المتطرفين الى المدينة بعدما سبق والتحقوا «بداعش» في سوريا والعراق. وثمة مخاوف من استغلال كبير للوضع الانساني الصعب للناس في المدينة، وثمة خشية من استغلال «قوارب الموت» مجددا لاطلاق موجة جديدة من العنف الذي قد يخرج عن «السيطرة».

«الترسيم» بانتظار الوثيقة الخطية

 

وفي هذا السياق، جاء أعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي من نيويورك إحراز «تقدّم ملموس» في المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية، وأمله الوصول إلى «خواتيمه المرجوّة في وقت قريب»، ليعكس حجم الحذر في هذا الملف الذي تتعامل معه اسرائيل من زاوية امنية جدية بعد ان دخل في «بازار» الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني المقبل. فيما ترجح كل المعطيات ان الاتفاق الذي فرض تحت «ضغط» حزب الله سيبصر النور نهاية الجاري او مطلع الشهر المقبل، فيما ينتظر لبنان الصيغة الخطية النهائية ليقارن مطابقتها مع التفاهمات المبدئية مع الجانبين الاميركي والاسرائيلي.

«هضم» التنازلات

 

وقد حفلت الساعات القليلة الماضية بالادلة الحسية على ان القيادة السياسية والعسكرية تاخذ بجدية عالية المستوى تهديدات الأمين العّام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بضرب حقل «كاريش»، ولذلك حاولت الايحاء بقدرتها على «كسر»معادلة الردع من خلال التبجح بمناورات عسكرية بحرية لاعلان القدرة على مواجهة صواريخ حزب الله، فيما كل المؤشرات تؤكد تحضير الساحة الداخلية «لهضم» التنازل امام تهديدات حزب الله، وتنص الصيغة النهائية على اعتراف إسرائيلي بأن الخط 23 وكل ما يقع شماله ملك للبنان بما فيه حقل «قانا» وخزانه الجوفي في وقت قدم الاميركيون افكارا لايجاد مخرج مقبول من الجانبين في ما خص «المنطقة الامنية» البحرية، وهي قيد الدراسة في لبنان واسرائيل وطالب الاميركيون بالاسراع في تقديم اجابات واضحة حولها.

«تخريجة قانونية»

 

واللافت في هذا السياق، ما كشفته صحيفة «هارتس» الاسرائيلية عن أن المستشارة القانونية للحكومة،  أكدت أن الحكومة لا تحتاج الى استفتاء شعبي للاتفاق حول الحدود البحرية. ونقلت عن مصدر رفيع المستوى تاكيده ان الاتفاق سيقدم للجمهور الإسرائيلي فقط بعد اقراره من قبل المجلس الوزاري المصغر، ولن يتم تقديمه للكنيست قبل التوقيع عليه، وأنه لا يحتاج إلى استفتاء شعبي. من جهته اعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن المبعوث الأميركي الخاص، عاموس هوكشتاين، أحرز تقدما في تضييق الخلافات بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي. وأضاف «نعتقد أن الوقت قد حان لكلا الطرفين لبذل كل ما في وسعهما لإيجاد حل لهذا النزاع البحري».

  اعلان حالة»التاهب»

 

في هذا الوقت تزامن إعلان حالة التأهّب القصوى في الشمال خشيةً من هجومٍ مُباغتٍ لحزب الله بالصواريخ والمُسيّرات الانتحاريّة، مع اعلان المتحدث باسم جيش الاحتلال امس عن إجراء تجربة على صاروخ بحر-بحر متقدم من نوع»جبريل 5»، وذلك للحفاظ على التفوق الاستراتيجي لإسرائيل في الجبهة البحرية. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية عن مصادر أمنيّةٍ رفيعة المستوى في تل أبيب، انه تقرّر بناءً على تقديرات الوضع التي أجراها الجيش عدم المجازفة وزيادة إجراءات الجهوزية في حال نفّذ السيّد نصر الله بالفعل بعض تهديداته، في حادثة تنزلق إلى أيام قتال في الشمال. واكدت ان التجربة «حجر أساس» في تحويل سفن الصواريخ الجديدة من نوع (ساعر 6) إلى عملانية، وذكرت الصحيفة أنَّ الإعلان عن التجربة أتى على خلفية التوتر المتزايد مع حزب الله. وفي محاولة لتبرير التراجع امام تهديدات حزب الله حاول المصدر الامني الاسرائيلي الايحاء بوجود تفوق نوعي بحريا وقال»النسخة الجديدة يمكنها إصابة أهداف بمدى مئات الكيلومترات، في أوضاع بحرية وجوية متغيرة، وادعى انها تؤمن إصابة وإحباط وتدمير تنوّع واسع من الأهداف والتهديدات وتضمن الأفضلية النسبية لذراع البحر والحفاظ على التفوق البحري للجيش الإسرائيلي!

  «تطنيش» دولي وعربي ؟

 

في غضون ذلك، لم يتجاوز البيان الاميركي- الفرنسي- السعودي الصيغ الانشائية المعتادة في محطات سابقة اثبتت ان الملف اللبناني الموجود على «الطاولة» ، لا يتقدم الاولويات الا من «بوابة «الترسيم»، اما الاستحقاقات الدستورية والاقتصادية فلم تجد مكانها بعد في صدارة الاهتمامات الدولية والاقليمية. وقد تكون نتائج زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى نيويورك اوضح دليل على غياب الاهتمام الجدي والعملي بالملف اللبناني ففي ما يتعلق بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وتعهّد ميقاتي «السير قدماً بكلّ الإصلاحات التشريعية والإدارية الضرورية للخروج من محنتنا الحاضرة»، لفتت اوساط سياسية بارزة الى ان «الحظ العاثر» لرئيس الحكومة ان وجوده في نيويورك تزامن مع بيان وفد صندوق النقد في بيروت والذي «حذر» المسؤولين اللبنانيين من مغبة الاستمرار في «المراوغة» في تنفيذ الاصلاحات التي لم ينفذ منها شيء، ولهذا فان اعلانه مواصلة الجهود معالجة الأزمة الاقتصادية كلمات «فارغة» لم تقنع احدا من المجتمعين في نيويورك خصوصا الدول العربية، وفي مقدمتها السعودية التي لم تكن على «السمع» على الرغم من مناشدتها من قبل رئيس الحكومة الذي اعلن ان لبنان يعول على مساعدة «أصدقاء» لبنان الدوليين، وفي طليعتهم الدول العربية الشقيقة.

لا تجاوب في ملف «النزوح»

 

ولفتت تلك الاوساط الى ان كلام ميقاتي عن إعادة عقد مؤتمر «أصدقاء لبنان الذي طالما احتضنته فرنسا بالتعاون مع أصدقاء لبنان وأشقائه» لم يجد اي آذان صاغية في لدى اي من الدول المعنية التي لم تقدم اي وعود بعيدا عن اتفاق لبنان مع صندوق النقد الدولي والذي يؤمن 3 الى 4 مليارات دولار مقسطة لعدة سنوات. اما في موضوع النازحين السوريين، فلم تجد دعوة ميقاتي في «تحقيق العودة الآمنة والكريمة إلى سوريا» اي تجاوب من قبل الاميركيين او الدول الاوربية وكذلك الامم المتحدة، ولمس رئيس الحكومة بشكل واضح «الاجواء السلبية»، وتمسك تلك الدول في «عرقلة» اي خطة جدية لانهاء أزمة النزوح التي باتت أكبر من طاقة لبنان على التحمّل.

«خريطة طريق» نظرية

 

وفي هذا السياق، توقفت مصادر دبلوماسية امام البيان الثلاثي المشترك حول لبنان، ورات فيه صيغا انشائية دون اداة تنفيذية مؤثرة في الاحداث، لكن اللافت في مواصفات الرئيس المقبل اقرار بعدم القدرة على ايصال رئيس مواجهة لحزب الله وحلفائه، ودعوة صريحة للوصول الى رئيس «تسوية» وذلك بعد ايام على دعوة السيد حسن نصرالله الى الحوار للتفاهم على الاستحقاق الرئاسي، وهذا قد يفتح «الباب» امام نقطة تلاق يمكن البناء عليها اذا «صفت النوايا» لدى الجميع. وهذا يشير بوضوح الى تقدم النظرية الفرنسية القائمة على استمرار الحوار مع الحزب كونها الوسيلة المثلى للوصول الى تفاهمات داخلية وربما اقليمية بعدما فشلت سياسة المواجهة السعودية- الاميركية.

دعوات اصلاحية

 

وكان وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية قد اصدروا من نيويورك بيانا بخصوص لبنان دعوا فيه إلى تشكيل حكومة «قادرة على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية المطلوبة بشكل عاجل لمواجهة أزمات لبنان السياسية والاقتصادية، وتحديداً تلك الإصلاحات اللازمة للتوصّل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي»، وإلى إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها بما يتناسب مع الدستور في لبنان، وقال البيان إنّ «من المهم انتخاب رئيس يمكنه توحيد الشعب اللبناني والعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية للتغلب على الأزمة الحالية، وشدّد على ضرورة تنفيذ الحكومة اللبنانية أحكام قرارات مجلس الأمن الدولي 1559 و1680 و1701 و2650 وغيرها من القرارات الدولية ذات الصلة»، مؤكداً التزام تلك الدول باتفاق الطائف. وفي هذا السياق، فان تمسّكُ البيان بتنفيذ القرارات الدولية كلّها وضمنا القرارات التي تحصر السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية فقط لا غير، لا يحمل جديدا بل مجرد تكرار لمواقف سابقة لن تجد لها اي مفعول على ارض الواقع، بحسب تلك الاوساط، في ظل قناعة راسخة بان هذا الملف غير قابل للنقاش الان ويحتاج الى مناخات اقليمية ودولية مختلفة. ولهذا يمكن اعتبار البيان «اعلان نوايا» يحمل في طياته تحذيرات وتوجيهات غير مقرونة بحراك عملاني.

الجولة السادسة؟

 

وفي سياق متصل، الانظار تتجه الآن الى «الجولة السادسة» من المحادثات الايرانية –السعودية بعد اعلان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، انتهاء الجولة الخامسة من المحادثات في العراق وتاكيده ان هناك نقاشا على أن تكون الجلسة المقبلة بين الرياض وطهران على مستوى وزراء الخارجية، مؤكدا «تهيئة الظروف لجولة جديدة». وبراي اوساط مطلعة فان هذه الجولة اذا عقدت قريبا ستعطي مؤشرا على وجود تقدم كبير في العلاقة بين الطرفين وستنعكس حكما على الساحة اللبنانية. ويبقى ان الايام المقبلة ستكون حاسمة لجهة معرفة ما اذا كان البلدان يسعيان الى خطوات ثقة قبل اللقاء العلني المقبل، ام ان تلك الخطوات ستلي اللقاء، وسيكون اليمن ولبنان ابرز ساحتين للتلاقي اوالاختلاف، وستكون التجربة العملانية الاكثر مرونة في لبنان، وذلك لتاكيد «حسن النوايا»، خصوصا ان في اليمن تعقيدات كبيرة يضاف اليها معطى جديد يتعلق بالوضع المتوتر في العراق. وتخلص المصادر الى القول» اذا اردنا ان نعرف مدى التقدم في المحادثات بين البلدين علينا ان نراقب كيف سيتم التعامل مع الاستحقاقات الداهمة على الساحة اللبنانية».

  المصارف مقفلة حتى «اشعار آخر»!

 

اقتصاديا، فيما صدر امس قرار عن المحكمة العسكرية بإخلاء سبيل الموقوف عبد الرحمن زكريا، وهو من مقتحمي بلوم بنك، بسند إقامة أبقت المصارف ابوابها مقفلة امس في انتظار التوصل الى خطة لضمان أمنها. وحسب مصادر جمعية المصارف تبلغت من وزارة الداخلية بان عليها تامين الحماية لمؤسساتها، وهذا يعني ان المصارف ستبقى مقفلة حتى «اشعار آخر». وفي هذا السياق، عقد المجلس التنفيذي لاتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان اجتماعاً خُصّص لمناقشة المستجدات المتعلقة بالخطة الأمنيّة في القطاع المصرفي، وصدر عن المجلس بيان طالب فيه المجلس «بتأمين الأمن في مراكز العمل. ورفض الاتحاد عودة الزملاء إلى مزاولة العمل من دون وجود تدابير أمنية تسهر على أمنهم وأمن المودعين خلال دوام العمل، وطالب المرجعيات الأمنية على اختلافها تفهّم مطلب الاتحاد بضرورة تأمين الأمن في كافة مراكز العمل سيّما أن التهديد باقتحام المصارف بقوّة السلاح ما زال يُنشر في وسائل التواصل الاجتماعي وآخره الخبر الصادر عن تجمّع المودعين في المصارف اللبنانية نص فيه كل المودعين بان يكون الخميس يوم الهجوم على البنوك، وطالب مجلس الاتحاد الأجهزة الأمنية ملاحقة مطلقي هذه التهديدات التي توتّر الأجواء العامة وتشجّع على ارتكاب مُخالفاتٍ للقانون واستخدام السلاح لترويع العاملين في القطاع المصرفي.

 

 

****************************

افتتاحية صحيفة الشرق

البيان السعودي – الأميركي – الفرنسي: إياكم والمسّ بالدستور أو الطائف

 

من مباحثات جانبية اجراها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة، الى اجتماع دولي ثلاثي اميركي- سعودي- فرنسي انتقل ملف لبنان بمختلف جوانب ازماته، عاكسا استمرار حضوره على اجندات الدول الكبرى التي مازالت رغم انشغالاتها بالقضايا الكبرى العالمية، تفرز له حيزا في اجنداتها، وقد خطّت له امس خريطة طريق واضحة حددت فيها مسار الخلاص وكيفية انهاء درب الجلجلة القابع فيها منذ اكثر من ثلاث سنوات، فإن كان من بين اركان السلطة السياسية في بيروت من يرغب بذلك بعيدا من مناورات المحاور وصفقات الممانعة، فليتبعه…

 

وفي قلب البيان الدولي المشترك اشارة وتحذير مبطن عنوانه اتفاق الطائف في رسالة لا بدّ حرصت الدول الثلاث على بعثها الى اللبنانيين مفادها اياكم والمسّ بالدستور او محاولة تغييره، وهي على الارجح لديها من الاسباب ما يكفي للتحذير والتذكير، خصوصا ان سفير المملكة في لبنان وليد البخاري اعقب البيان بتغريدة اضاء فيها على الطائف “المؤتمن على الوحدة والسلم الاهلي”، وسبقه الى تأكيد التمسك به الرئيس ميقاتي في كلمته من على المنبر الاممي قائلا “نلتزم باتفاق الطائف ونرفض المس به”.

 

فقد إلتقى ممثلو كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية لمناقشة الوضع في لبنان على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعبرت الدول الثلاث عن دعمها المتواصل لسيادة لبنان وأمنه واستقراره. وشددت على أهمية إجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها بما يتوافق مع الدستور. واعتبرت أن انتخاب رئيس يمكنه توحيد الشعب اللبناني والعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية للتغلب على الأزمة الحالية أمر بالغ الأهمية. ودعت الدول إلى تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية والإقتصادية المطلوبة بشكل عاجل لمواجهة أزمات لبنان السياسية والإقتصادية، وتحديدًا الإصلاحات اللازمة للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.

وأشارت إلى أنها على أتم إستعداد للعمل بشكل مشترك مع لبنان لدعم تنفيذ هذه الإجراءات الإصلاحية الأساسية التي تعتبر ضرورية لازدهار البلاد واستقرارها وأمنها في المستقبل.

وأكدت الدور الحاسم الذي يواصل الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي تأديته، بصفتهما المدافعين الشرعيين عن سيادة لبنان واستقراره الداخلي، في حماية الشعب اللبناني في وقت أزمة لم يسبق لها مثيل. وشددت الدول الثلاث على ضرورة قيام الحكومة اللبنانية بتنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن الدولي 1559 و1680 و1701 و2650 وغيرها من القرارات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك تلك الصادرة عن جامعة الدول العربية، وأن تلتزم باتفاق الطائف الذي يحفظ الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان.

 

ليس بعيدا، غرد السفير السعودي في لبنان وليد البخاري عبر حسابه على “تويتر”: “بيان مُشترك “سعودي -أميركي – فرنسي” رسالتهُ: إتفاق الطائف هو المؤتمنُ على الوِحدةِ الوطنيّةِ وعلى السِّلمِ الأهلي في لبنان”.

 

التزام القرارت الدولية

 

في الامم المتحدة دائما، أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التزام لبنان بالقرارات والمواثيق الدولية، شاكراً قوات “اليونيفيل” جهدها لضمان الاستقرار في جنوب لبنان بالتعاون مع الجيش اللبناني.  وتعهّد في كلمة ألقاها على منبر الأمم المتحدّة “باتخاذ التدابير الإصلاحية”، قائلا “لا غنى للبنان عن الدول العربية التي ينتمي لها ونلتزم باتفاق الطائف ونرفض المس به”.

 

وناشد “الدول الشقيقة والصديقة أن تكون إلى جانب لبنان في محنته الراهنة وأن تؤازره للخروج منها ومعالجة تداعياتها الخطيرة على الشعب وبنية الدولة ونتطلع إلى إعادة عقد مؤتمر أصدقاء لبنان”. ولفت ميقاتي إلى أنّ “أزمة النزوح باتت أكبر من طاقة لبنان”، موضحاً أنّ “الحلّ المستدام الواقعي الوحيد هو في تحقيق العودة الآمنة والكريمة إلى سوريا في سياق خارطة طريق ينبغي أن يبدأ العمل عليها في أسرع وقت وتوفير مساعدات إضافية نوعية للدولة اللبنانية”.

 

لدعم العرب

 

اما في الداخل، فطلب رئاسي ايضا لمساعدة الخارج. اذ في خلال استقباله في قصر بعبدا اتحاد المحامين العرب، اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان انعقاد الدورة الأولى للاتحاد على ارض لبنان هو فعل ايمان به وبما يشكله من ملتقى لاخوانه العرب وللحضارات الانسانية على تنوعها. وإذ عدد الرئيس عون الأزمات التي واجهها لبنان في السنوات الأخيرة، والتي أفضت الى اندلاع أزمة اقتصادية ومالية حادة، فانه دعا الدول العربية إلى الوقوف الى جانب الشعب اللبناني، ودعمه، ليتمكن من اجتياز النفق الحالي.

 

ارتفاع مجددا

 

على هذا الخط، اي معيشيا واقتصاديا، ارتفع سعر صفيحة البنزين امس بنوعيه 95 و98 اوكتان 29 ألف ليرة لبنانية. وشهد سعر صفيحة المازوت ارتفاعاً كبيراً بلغ 44 ألف ليرة، كذلك ارتفع سعر قارورة الغاز 13 ألف ليرة.

 

اجتماع غني

 

ليس بعيدا، عقد اجتماع في المجلس النيابي، بين لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان وبعثة الاتحاد الاوروبي التي تضم ٢٠ سفيراً. وقال كنعان بعد الاجتماع: انه كان غنياً وتطرق لكل المواضيع ابرزها التشريعات المطلوبة و ملف النازحين السوريين ولاول مرة تطرقنا بالمباشر للعوائق العملية والحقيقية والمطلوب تعاون بناء ان كانت هناك فعلاً ارادة بإنقاذ لبنان وانجاز خطة تعاف. اضاف: كيف نقبل ان تكون ضريبة الموازنة على سعر صيرفة وفي الوقت نفسه ندفع الرواتب للمواطن على سعر ١٥٠٠. يجب ان يكون هناك حوار بناء مع المجتمع الدولي للتوصل مع صندوق النقد الى حل ياخذ بعين الاعتبار وضع اللبنانيين.

 

الموازنة

 

ويأتي هذا اللقاء في وقت يعقد مجلس النواب الاثنين المقبل جلسة لدرس واقرار موازنة العام 2022 بعد ان طار نصاب مناقشتها الاسبوع الماضي.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram