ميخائل عوض
للتواريخ والأزمنة احكامها. فالمصادفات ليست عبثية، بل تجري بترتيب وتتقاطع مقدماتها لتصير احداثها مقدمات راسخة لتحولات عاصفة.
في التشرينين استحقاقات دستورية مقررة مسبقا، وتصادفها سيطلق نذر عواصف تستعجل ولادة العالم الجديد التي استعصت ولم تستولده العملية الجراحية من الخاصرة الاوكرانية بل تسببت بمزيد من الاختلاطات وزادت في الاستعصاء.
في اسرائيل انتخابات كنيست خامسة في سنتين ومؤشراتها اعادة انتاج توازنات التعطيل والعجز، وتصاعد صراعات قبائل اسرائيل وتشكيلاتها. والانتخابات تجري على وقع تطورين بالغا الاهمية، الاول تصاعد اعمال المقاومة في الضفة وال٤٨ وتصاعد مؤشرات العجز الاسرائيلي عن اجهاضها او احتوائها وتمكن المقاومة بطابعها الجديد ورموزها وجيلها الشاب واعدة بان تستمر وتتعاظم لتتحول الى انتفاضة مسلحة تستعجل التحرير الكامل.
وتصادف الانتخابات الاسرائيلية اعلان محور المقاومة على لسان الامام الخامنئي والسيد حسن نصرالله الانتقال الى الهجوم وقد بلغت الاستعدادات ذروتها والازمات في العراق ولبنان تشتد لتفرض مخرجها الوحيد بالاشتباك مع إسرائيل وبقايا الوجود الامريكي في سورية والعراق، وتهديد السيد نصرالله يتكرر ويتحدد بمنع استخراج ثروات حقل كاريش ما لم ينتزع لبنان حقوقه كاملة وسيادته وقراره المستقل والحر.
وفي تشرين انتخابات في البرازيل، الدولة الركنية في امريكا اللاتينية وفي منظمة البريكس ووعدها عودة لولا القائد العمالي الثوري بقناعة راسخة وبعد تجربة مرة تجعل عودته حدثا عاصفا تتسبب بصداع قاتلا للمشروع الامريكي في القارة اللاتينية كما في اوروبا وفي الحرب الاوكرانية والحرب الاقتصادية التي تشتد اوارها وتتعاظم مخاطرها، فالبرازيل دولة ركنية بالبركس .
وفي تشرين مؤتمر للحزب الشيوعي الصيني وفيه يتقرر الاستراتيجيات والتجديد للقيادة او انتاج قيادة جديدة والحرب الاقتصادية على اشدها وحرب امريكا على الصين في ذروتها وتمس بقيم الصين والتزاماتها ووحدتها الامر الذي سيهيمن على المؤتمر ونواتجه وليس في الافق اي احتمال لتراجع صيني بل المؤشرات تقطع بان الاتجاه سيكون اكثر هجومية واكثر راديكالية وتصادمية، فالمس بوحدة الصين من المحرمات وقد تورطت امريكا بتجاوزها.
وفي تشربن الحدث المفصلي الذي تترقبه امريكا ليتقرر فيها احد احتمالات نوعية وغير مسبوقة فإما عودة مظفرة تسونامي للترامبية وهذه ستطلق اعادة تأسيس امريكا والعمل فورا على الانسحابية العالمية وتدمير العولمة ولوبياتها لصالح الدولة وانبعاث القومية وشعارات الامة، وهو احتمال ترجحه استطلاعات الراي ومجمل التطورات. والاحتمال الثاني التزوير وهذه في التوازنات ستفتح امريكا على احد سيناريوهات ثلاث؛ فإما انقلابا عسكري او فوضى سياسية واجتماعية وتوترات امنية، واو تسارع خطوات الانفصال للولايات الغنية ما يضع امربكا ودرها العالمي ومستقبلها امام حقبة وعصر جديد مختلف.
وفي تشرين يضرب الصقيع اوروبا ويوترها وتتسارع فيها عناصر وتفاعلات الازمات المتراكمة وسيعززها ازمات امريكا واحتمالات انفجار الفقاعات الاقتصادية وروسيا والصين والبركس وشنغهاي تسعى وتبذل جهد وتراقب العاصفة الانهيارية الاي يتوقعها الكثيرون لتبني عليها وتراكم تحولانها لإنهاء الهيمنة الامريكية وربما دفن العالم القديم عالم الامركة وقيمها والليبرالية المتوحشة التي انتهى اليها النظام والعالم الرأسمالي الذي ولد في معاهدة وستفاليا ١٦٤٨ ميلادية وقد استنفذت شروطها وظروفها وصلاحياتها واخذت الرأسمالية وقتها واختبرت نفسها وتجاربها وسادت واصبحت على عتبة الانهيار فبعد السيادة والعربدة شيخوخة وموت .
تشارين ٢٠٢٢ ستكون زمنا عاصفا ومفصليا استحقاقاتها واحداثها تتقاطع زمنيا وتتصادف لتجتمع عناصر العواصف العاتيات والاي بنتيجتها سيتقرر ما سيكون ومن وما الذي يرث ما كان وشاخ فباد.
نسخ الرابط :