افتتاحية صحيفة البناء:
هوكشتاين يفاوض على شروط استثمار الحقول اللبنانيّة لتضييع الوقت… وبرّي للعودة إلى الناقورة
المقاومة على جهوزيّتها… وقادة الكيان يتحدّثون عن عجز جيشهم عن مواجهتها في أيّ حرب حزب الله: تعديل مهام اليونيفيل غير شرعيّ ومناقض للقرار الأصليّ ويجعلها قوة احتلال
تصدّرت زيارة الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية عاموس هوكشتاين إلى لبنان، واجهة الاهتمامات، وفيما انصرف المروّجون لتفاؤل الوسيط ونزاهته وحرصه للحديث عن عدم تطرّقه لتأجيل الترسيم إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، وضمناً ما بعد نهاية عهد الرئيس ميشال عون، كان هوكشتاين يضع يده على ما ليس له، فيدخل شروط استثمار الحقول اللبنانية ضمن مهام التفاوض، ما يعني إدخال حكومة الاحتلال شريكاً في شؤون سيادية لبنانية، كمنح الفريق الإسرائيلي المفاوض حق الدخول الى تفاصيل داتا شركة توتال حول الحقول ومداها وعمقها والمعلومات حول الثروات المتوقعة فيها، وهوية الشركات المشاركة في الكونسورتيوم الذي تقوده توتال بعد انسحاب شركة نوفاك الروسية، والمفاوضات مع شركة قطريّة للحلول مكانها، ودخوله على خط التفاوض معها؛ ومع ربط إنجاز الاتفاق بالتفاهم على قضايا إجرائيّة لمرحلة ما بعد الاتفاق تتصل بحقوق لبنانية خالصة لكيفية التعامل مع ثرواته، عدا عن كونه تنازلاً عن شأن سياديّ خطير، يفتح الطريق ويفتح الباب لاستهلاك وقت يفيض عن حاجة الوسيط ومن خلفه الإسرائيليين لبلوغ نهاية تشرين الأول دون التوصل إلى اتفاق، أي لما بعد الانتخابات الإسرائيلية ونهاية عهد الرئيس ميشال عون، وفرضية دخول لبنان في فراغ رئاسيّ ترافقه فوضى دستوريّة حول دستوريّة تولي الحكومة صلاحيات رئيس الجمهورية، ويصير المسار الرئاسي والترسيم معاً رهائن أميركية لمفاوضات من نوع آخر، يضغط فيها خطر الانهيار لفرض الاستسلام على لبنان، وربما يكون كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد لقائه الوسيط الأميركي عن العودة الى اتفاق الاطار والمفاوضات في الناقورة تلميحاً الى استشعار هذا الخطر.
على الصعيد الميدانيّ، ورغم تفاؤل الوسيط الأميركي، يعيش الجانب الإسرائيلي قلق الحرب، ويتحدث قادته والخبراء فيه عن عجز جيشه عن مواجهة احتمالات الحرب المقبلة، وبينما تستمر المقاومة برفع جهوزيتها والاستعداد لكل الاحتمالات، دون أن يعلق أي من قادتها على المسار التفاوضي والشروط الجديدة التي تمّ إدخالها عليه بما يمثل اعتداء على الحقوق السيادية اللبنانية، في تكرار مشابه لما جرى في صيغة التمديد لليونيفيل وما رافقها من تعديل للمهام، وصفه رئيس المجلس الشرعي في حزب الله الشيخ محمد يزبك، بالخروج عن القرار الأصليّ، وقال إنه يجعل من هذه القوات الدولية قوة احتلال، ويفتح الباب لمصادمات مع الأهالي، وتشكل مشروع استهداف للمقاومة، مضيفاً بالقول «إن اتخذ القرار على حين غفلة من الحكومة ووزارة الخارجية فتلك مصيبة، وإن كان على علم فالمصيبة أعظم، فالقرار مؤامرة على لبنان وسيادته». بينما كان قادة الاحتلال يتحدثون عن قدرة المقاومة على إلحاق الأذى بالعمق الإسرائيلي، حيث أشار القائد الجديد للمنطقة الشمالية، الجنرال أوري غوردين، إلى أن «مهمته الأولى ستكون الاستعداد لآلاف الصواريخ التي يمكن لـ»حزب الله« إطلاقها في حال وقوع أي مواجهة»، كاشفًا أنه «يمكن لـ»حزب الله» إطلاق 4000 صاروخ يوميًا خلال أي قتال محتمل بين الجانبين». ولفت غوردين (الذي تولى سابقًا منصب قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية)، لوكالة «أسوشيتد برس»، إلى أن «الجيش الإسرائيلي يقدّر أن الحزب قد يضرب ما يصل إلى 7000 صاروخ على مناطق إسرائيلية في أي حرب مستقبلية قد تمتد عدة أسابيع»، مؤكدًا أن «صواريخ «حزب الله» يمكنها أن تُحدث بعض الأضرار الكبيرة»، بينما أشار رئيس لجنة الشكاوى السابق في جيش الاحتلال، الجنرال في الاحتياط إسحاق بريك، في مقال له عبر القناة 12 الإسرائيلية، إلى أنّ «حزب الله قد يعبر الحدود وبأعداد كبيرة خلال المعركة المقبلة». ولفت إلى أنّ «الجيش الإسرائيلي ليس مستعداً لمثل هذه المواجهة، مقارنة بحزب الله، الذي يتأهب في أي لحظة لإسقاط آلاف الصواريخ والقذائف كل يوم على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، متوقعاً عبور الحزب بأعداد كبيرة إلى الداخل الإسرائيلي».
وخطفت زيارة الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود عاموس هوكشتاين إلى بيروت ولقاءاته وتصريحاته الأضواء المحليّة وسط تضارب وتناقض في المعطيات والمعلومات حول نتائج جولته وما تضمّنته من رسائل ومقترحات وردود، في ظل جمود يعتري الاستحقاقات الدستورية أكان تأليف الحكومة وانتخاب رئيس للجمهورية، مع توقعات بأن مشهد الفراغ المزدوج بانتظار البلاد في تشرين الأول المقبل.
وكان هوكشتاين جال على المسؤولين من دون أن يقدّم أي مقترحات جديدة أو حلٍ نهائيّ أو مسودة لاتفاق ترسيم الحدود، وفق ما تشير مصادر «البناء».
وعرض الوسيط الأميركي مع رئيس الجمهورية ميشال عون لنتائج الاتصالات التي أجراها مع الجانب الاسرائيلي وبعض النقاط المتعلقة بالمفاوضات، واستمع إلى وجهة نظر لبنان حيال بعض النقاط التي يجري البحث في شأنها، وقال هوكشتاين من بعبدا: «كان اجتماعاً ممتازاً وأعتقد أننا أحرزنا تقدماً جيداً في هذا المجال، وأنا ممتن للرئيس عون على استقباله لي وعلى المناقشات التي أجريناها خلال الاجتماع ومتفائل في الوصول الى اتفاق».
ثم توجّه الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. وأكد بري «تمسك لبنان باتفاق الإطار وعزمه على الاستثمار لثرواته في كامل المنطقة الاقتصادية الخاصة به وحقه وسيادته»، مشدداً على «ضرورة العودة الى الناقورة للتفاوض غير المباشر برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركيّة».
كما اجتمع هوكشتاين برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بحضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، والوفد المرافق لهوكشتاين والمستشار الديبلوماسي لميقاتي السفير بطرس عساكر. وخلال الاجتماع تمّت مناقشة الأفكار التي يحملها الموفد الأميركي على أن يُصار الى التشاور بشأنها وإبلاغ هوكشتاين الجواب عليها في وقت قريب.
ووفق ما علمت البناء من حصيلة مفاوضات ومباحثات أمس، فقد حُسِمَ أن لبنان سينال في المفاوضات المقبلة في الناقورة حقل قانا كاملاً وتعهداً من شركة توتال الفرنسية ببدء التنقيب والحفر والاستخراج بعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود. لكن لم يتمّ تحديد أي موعدٍ للاتفاق على ترسيم الحدود البحرية، بانتظار انتهاء الأخذ والرد حول خط الحدود 23.
وقبيل مغادرته اكتفى هوكشتاين في مؤتمر صحافيّ من مطار بيروت بتصريح مقتضب بالقول: «نتقدّم في المفاوضات من أجل إبرام اتفاق يكون لصالح الاقتصاد اللبناني، وسنبذل قصارى جهدنا للوصول إلى اتفاق يرضي الجميع».
ولفتت مصادر «البناء» الى أن الوسيط الأميركي طرح على المسؤولين اللبنانيين استفسارات إسرائيلية عن آلية ترسيم الحدود انطلاقاً من الخط 23 لكن الجانب الاسرائيلي طالب بضمانات حول سلامة الترسيم ودقته حتى لا يحصل تداخل او إشكالات خلال الترسيم. نافية ان يكون الوسيط نقل طلباً إسرائيلياً بالحصول على نقطة الحدود البرية b1 في الناقورة، كما تردّد في بعض وسائل الاعلام لكون لبنان أولاً يعتبرها ضمن حدوده البرية وليست ضمن الحدود البحرية، وثانياً هذا الأمر سينعكس سلباً على الترسيم البحريّ في حال أصرّ الاحتلال على الترسيم في البحر من هذه النقطة. ووعد الجانب اللبناني بدرس نقاط الاستفسار الاسرائيلية وتقديم ملاحظات واستفسارات مقابلة.
وأفادت وسائل إعلام محليّة بأنّ «المشاورات بين الجانب اللبناني والوسيط الأميركي، لم تتطرّق إلى ربط المفاوضات بالانتخابات النيابية الاسرائيلية»، مشيرة إلى أنّ «معظم من شارك بالاجتماعات، نفوا مسألة طرح المطلب الإسرائيلي، بالاستحواذ على نقطة «B1» في رأس الناقورة».
ولفتت إلى أنّ «لبنان مصرّ على موقفه، وهو بعدم استخراج إسرائيل للغاز، قبل أن يستخرج لبنان».
الا ان مصادر «البناء» لمست في الأجواء الإيجابية التي ضخها هوكشتاين نيات غير مريحة لجهة ادخال لبنان في تفاصيل جديدة ونقاشات تقنية خلافية قد تحصل في المستقبل، وذلك لإلهاء لبنان بهذه التفاصيل لتمرير الوقت حتى أواخر تشرين الأول حتى يدخل لبنان في الفراغ الرئاسي ويتعثر توقيع الاتفاق فيتخذ الاميركيون هذا الامر ذريعة لكي يبدأ العدو استخراج الغاز من كاريش ويرمي كرة المسؤولية على لبنان لعدم وجود حكومة ورئيس للبلاد يوقعان على اتفاقية الترسيم.
الى ذلك، أطلق عدد من القادة العسكريين الإسرائيليين تصريحات عكست انتفاضة في المؤسسة العسكرية على المستوى السياسي الإسرائيلي الذي يدير ملف الترسيم، تتضمن تحذيرات من الحرب المقبلة مع حزب الله وتداعياتها الكبيرة على الجبهة الداخلية المدنية والعسكرية الإسرائيلية وحجم قدرات الحزب مقابل عدم جهوزية «إسرائيل» ما يعكس المخاوف الاسرائيلية من المواجهة مع حزب الله ويحمل في طياته أيضاً نيات اسرائيلية لتأجيل توقيع الترسيم مع لبنان والاستفراد بالثروة الغازية على الحدود واستغلال الاوضاع الداخلية الصعبة في لبنان. إذ أشار رئيس لجنة الشكاوى السابق في جيش الاحتلال، الجنرال في الاحتياط إسحاق بريك، في مقال له عبر «القناة 12»، إلى أنّ «حزب الله قد يعبر الحدود في أي معركة مقبلة أمام الجيش الإسرائيلي وبأعداد كبيرة خلال المعركة المقبلة». ولفت إلى أنّ «الجيش الإسرائيلي ليس مستعداً لمثل هذه المواجهة، مقارنة بحزب الله، الذي يتأهب في أي لحظة لإسقاط آلاف الصواريخ والقذائف كل يوم على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، متوقعاً عبور الحزب بأعداد كبيرة إلى الداخل الإسرائيلي»، منادياً بـ»ضرورة تحضير وتجهيز سكان البلدات الشمالية الإسرائيلية لأي مواجهة مستقبلية مع الحزب». وشدد الجنرال الإسرائيلي على أن «الجبهة الداخلية والتي يعيش فيها حوالي 10 مليون نسمة، تحتاج إلى معالجة حقيقية حتى يمكنها مواجهة آلاف الصواريخ والقذائف من حزب الله، مشيراً إلى أن «تلك الجبهة لم يتم تجهيزها للحرب الأصعب منذ حرب العام 1948».
بدوره، أشار القائد الجديد للمنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، الجنرال أوري غوردين، إلى أن «مهمته الأولى ستكون الاستعداد لآلاف الصواريخ التي يمكن لحزب الله إطلاقها في حال وقوع أي مواجهة»، كاشفًا أنه «يمكن لـحزب الله إطلاق 4000 صاروخ يومياً خلال أيّ قتال محتمل بين الجانبين».
ولفت غوردين (الذي تولى سابقًا منصب قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية)، لوكالة «أسوشيتد برس»، إلى أن «الجيش الإسرائيلي يقدّر أن الحزب قد يضرب ما يصل إلى 7000 صاروخ على مناطق إسرائيلية في أي حرب مستقبلية قد تمتد عدة أسابيع»، مؤكدًا أن «صواريخ «حزب الله يمكنها أن تُحدث بعض الأضرار الكبيرة».
وأشار السفارة الأميركية في بيروت، في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى «أننا سعداء بدعم زيارة المبعوث الخاص والمنسق آموس هوكشتاين إلى لبنان. نحن نردّد تفاؤله. إن الولايات المتحدة ملتزمة بالمساعدة في صياغة اتفاق لشعب لبنان».
على صعيد آخر، بقيت الاجواء الايجابية تظلل ملف هبة الفيول الايراني وأزمة النازحين في ظل اهتمام لافت من الرئيس ميقاتي الذي استقبل أمس، وفداً «كهربائياً»، واجتمع مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض بحضور عدد من المسؤولين المعنيين بالملف، وأكد ميقاتي كما نقل عنه فياض بأن «الهبة الإيرانية ليست مشروطة»، وقال: «أطلعناه على أسماء وفد اللجنة الفنية الذي سيقوم بزيارة ايران للاطلاع على مواصفات الفيول الذي نحتاجه والكميات التي ستكون متاحة لنا. كما أطلعناه على ما نقوم به لجهة البحث عن مصادر أخرى للفيول».
عن وجود عراقيل سياسية داخلية تعرقل الموافقة على الهبة الإيرانية قال: «لم نرَ عراقيل لغاية الآن». وكشف أن «الوفد الفني الذي سيزور إيران، سيضمّ ممثلين عن وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان. وعن إمكان إطلاقه وعداً للبنانيين بزيادة التغذية خصوصاً أن هناك مناطق ينقطع عنها التيار لأيام»، قال: «تمت الموافقة على تجديد العقد مع العراق، ما سيحسّن الوضع. المبادلة مع العراق تخضع للفيول الذي ينتج فيه، والمفروض عندما يتمكّنون من تصدير النوعية المطلوبة أن نتمكن من تحسين التغذية، وان شاء الله سيتحقق ذلك في الشهرين المقبلين».
وأشار فياض في تصريح لقناة المنار إلى أن «الهبة الإيرانية لديها نوع من الإجماع الوطني على المستوى السياسي».
وشدد على أن «لا آثار سلبية لها من ناحية العقوبات، وهي مرحب بها»، لافتًا إلى أن «الهبة الإيرانية مهمة للشعب اللبناني».
علمت «المنار»، أن «الوفد سيتوجه إلى إيران خلال أسبوعين».
وكلف ميقاتي اللواء عباس إبراهيم متابعة ملف اعادة النازحين السوريين. وعلمت «البناء» أن التواصل مع سوريا مستمرّ على المستوى الوزاريّ بتكليف من ميقاتي لتطبيق خطة العودة للنازحين وفق ما يطرح وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار على ان تشهد زيارات متعددة لعدد من الوزراء الى كل من إيران وسورية، وذلك بعدما تأكد ميقاتي والرؤساء عون وبري من ان واشنطن لن تفك حصارها على لبنان ولن تفعل خط الغاز والكهرباء العربي الى لبنان قبل إنجاز ترسيم الحدود وفق المصلحة الاسرائيلية.
في سياق ذلك كشف السفير اللبناني لدى روسيا، شوقي بونصار، «موافقة الحكومة الروسية على إرسال مساعدات إنسانية إلى لبنان، عبارة عن كميات من الحبوب المتنوّعة ومنها القمح طبعاً، بالإضافة إلى المشتقات النفطية». كما كشف في تصريح لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أنه بحث مع الجانب الروسي استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين موسكو وبيروت.
وعن اختلاف المواقف بين وزارة الخارجية والحكومة اللبنانية بشأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قال بونصار: «تواصلت مع وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، ومع الرئيس ميقاتي وشرحوا لي حقيقة الموقف اللبناني، ونقلت توضيحات للجانب الروسي وأعتقد بأن المسألة تم تجاوزها ولبنان حريص جداً للحفاظ على أفضل العلاقات مع روسيا الاتحادية، ويقدر عالياً صداقة روسيا ودعمها للقضايا العربية المحقة».
ولا يزال قرار مجلس الامن التمديد لقوات اليونفيل في الجنوب محل متابعة رسمية في ظل اعتراض رسمي ومن قبل حزب الله على تعديل مهام اليونيفيل. فقد اعتبر الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك أن «قرار مجلس الأمن بإعطاء القوات الدولية في الجنوب «اليونيفيل» حرية الحركة، ينقض الاتفاقيات السابقة، وهذا تطور خطير يحول القوات الى قوات احتلال، ودورها حماية العدو الاسرائيلي بتعقب الناس والمقاومة».
على صعيد آخر برزت حلحلة على صعيد أزمة الاتصالات والانترنت، إذ أعلنت نقابة موظفي هيئة أوجيرو تعليق الإضراب لمدة أسبوع إفساحاً في المجال أمام إتمام المفاوضات.
على خط تحقيقات المرفأ، تواصل بعض الجهات السياسية تحريك الشارع ضد القضاء لاستخدامه في الصراع السياسي الداخلي، وبعدما اقتحموا منزل وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري، اقتحم أهالي ضحايا انفجار 4 آب مبنى وزارة العدل، احتجاجاً على طلب الوزير من مجلس القضاء الاعلى تعيين قاض رديف في ملف المرفأ، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول الى الطبقة الخامسة حيث مكتب وزير العدل والمدير العام للوزارة، إذ تمكنت العناصر الأمنية المولجة حماية مدخل الوزارة من إعادتهم من الطبقة الأولى وإخراجهم من المبنى، علماً أن الخوري لم يكن في مكتبه.
وتساءلت مصادر سياسية عبر «البناء» عن سبب تحريك ملف المرفأ قبيل ايام من زيارة الوسيط الاميركي الى لبنان وبعد أيام من الدخول في المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي.
وبرز انشقاق حادّ في الجسم القضائي بين مجلس القضاء الاعلى ونادي قضاة لبنان، الذي سجل اعتراضه على تعيين قاض رديف عن القاضي طارق بيطار في ملف الموقوفين وشدّد النادي على أن «ليس هكذا تصان الحقوق وتتحقق العدالة، وليس هكذا تتم إعادة الثقة بالقضاء ليقوم بفرض هيبته، وليس هكذا يتصرف من يفاوض ويناقش للاستحصال على قانون يكرّس استقلالية السلطة القضائية».
في المقابل أكد المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان خلال خطبة الجمعة أن «تجربة القاضي البيطار فاسدة ومدانة ولا يجوز اعتماده في هذه القضية»، مشيراً إلى أن «تل أبيب وفقاً لمشروع الربح والخسارة القومية، تضع بأولويات قوائمها ضرورة حرمان لبنان من القدرة الاقتصادية للوقوف على قدميه، لذلك لا يجوز أبداً التعامل مع الترسيم البحري بسقف مفتوح».
*******************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
بدعة هوكشتين: ترسيم الخط الأزرق البحري أولاً
بين الحديث عن صعوبات حقيقية أو عن تسويف من الجانبين الأميركي والإسرائيلي، انتهت زيارة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين السريعة إلى بيروت بنتيجة واحدة: ثمة نقطة نزاع تحتاج إلى علاج حتى تسير الأمور نحو اتفاق سريع. ومع التدقيق تبين أن الأمر يتعلق بتثبيت «الخط الأزرق البحري» المعبر عنه بشريط العوامات القائم في البحر قبالة ساحلي لبنان وفلسطين المحتلة. وهو الخط الذي قال هوكشتين إن إسرائيل لا يمكنها «التهاون فيه لأسباب أمنية»، واعداً بأن يرسل للبنان الإحداثيات خلال أيام قليلة.
ومع أن المصادر الرسمية والمشاركة في الاجتماعات أشارت إلى «إيجابية وتقدم»، وأشارت إلى أن الوسيط الأميركي أظهر وجود استجابة لمطالب لبنان وأن حكومته تريد إنجاز الأمر خلال ثلاثة أسابيع، لكن الحذر أطل برأسه بعدما تبين أن الولايات المتحدة تعرب عن شكوك في إمكانية التوصل إلى اتفاق في حال لم يستجب لبنان للمطالب الإسرائيلية الخاصة بالخط الأزرق البحري، خصوصاً أن غالبية سياسية ابدت تخوفها من مناورة إسرائيلية تستهدف التطرق إلى نقطة على الحدود البرية من شأنها التفريط بمزيد من الحقوق اللبنانية. علماً أن مسؤولين شاركوا في الاجتماعات قالوا بأن الأمر جرى التطرق إليه من قبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي فاجأ الوسيط الأميركي بالحديث عن نقاط الخلاف الخاصة بالحدود البرية وعن إمكانية العمل على تسويتها في الوقت نفسه. لكن هوكشتين أبلغه بأن الأمر معقد قليلاً، وأن الفريق الذي يتفاوض معه في إسرائيل معني بالحدود البحرية وأن إثارة الملف البري سوف يعقد الأمر ويحتاج إلى وقت أطول ما يؤثر سلباً في المفاوضات الحالية. واتفق على إقفال النقاش في هذا البند. لكن المشاركين في الاجتماعات شددوا على أن ما طلبه هوكشتين لا يلزم لبنان بأي تنازل في النقطة B1 على الإطلاق، ولبنان يرفض هذا الأمر أصلاً.
وعلق مصدر سياسي معني بالملف على ما يجري تداوله بشأن الخط الأزرق البحري بالقول: «نحن نعلم أن لبنان جدد مطلبه بالحصول على جواب خطي، لأن الوسيط لم يحمل جواباً خطياً، وما قاله لا يؤكد قبول إسرائيل بالخط 23. لكنه قال إنه يستطيع أن يضمن موافقتهم بنسبة 90 في المئة، والجديد هو المطالبة بالانطلاقة من نقطة في البر تمتد شمالاً مساحة 500 متر في البحر ثم تعود في اتجاه الخط 23. وهذه المسافة تريدها إسرائيل منطقة أمنية لحين البدء بالترسيم البري، ولدى القوى اللبنانية المعنية خشية حقيقية من أن يؤثر الأمر في الترسيم البري».
الرواية الرسمية
وقال مصدر مواكب للاجتماعات التي عقدها الوسيط الأميركي في بيروت أمس أن الزيارة، على قصر وقتها، كانت مناسبة لقول الكلام المباشر من الجانبين، وأن الوسيط الأميركي كان محدداً في عرضه. وقد أبلغ الرؤساء الثلاثة الآتي:
أولاً: إن واشنطن تؤكد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تريد اتفاق الترسيم وهي صاحبة مصلحة في توقيعه قبل موعد الانتخابات الإسرائيلية المقبلة.
ثانيا: إن الولايات المتحدة وأوروبا تعتقدان أن على لبنان وإسرائيل الاستفادة من الواقع السياسي القائم الآن في إسرائيل، لأن أحداً لا يضمن أن تأتي حكومة جديدة لا يكون لديها جدول أعمال آخر يؤخر الاتفاق.
ثالثا: إن إسرائيل تعتبر أن حقل قانا هو من حصة لبنان كاملاً كما حقل كاريش من حصتها كاملاً ولا جدال حول البلوكات كافة.
رابعاً: إن الولايات المتحدة اتفقت مع فرنسا على آلية لتعاون بين شركة توتال وبين الجانب الإسرائيلي لتقديم أي تعويض تطالب به إسرائيل، وإن واشنطن وباريس تلتزمان موقف لبنان الرافض لأي نوع من الشراكة في حقل قانا مهما كان حجمه، حتى ولو تبين أن خزانه يمتد إلى أماكن أخرى، وأن مسألة التعويضات بين توتال والإسرائيليين لا تخص لبنان ولا يمكن احتساب أي مبلغ من أرباح لبنان المفترضة من الحقل المذكور. كما أكد أنه حصل على تعهد رسمي من إدارة توتال ومن السلطات الفرنسية بأن العمل سيبدأ مباشرة بعد الإعلان عن توقيع الاتفاق.
خامساً: إن إسرائيل تسعى إلى بدء عملية الاستخراج من حقل كاريش خلال أسابيع قليلة، وأن أي تأجيل بعده تقني وليس سياسياً، وأن إدارة الشركة اليونانية تلتزم المباشرة بالاستخراج والبيع في تشرين الأول المقبل. ولذلك يفترض أن يتم الاتفاق قبل ذلك.
سادساً: إن العقبة الأخيرة أمام الاتفاق، هي تثبيت الخط الأزرق البحري بين البلدين، وأن يصار إلى تثبيت النقاط التي تزرع عليه العوامات الفاصلة بين الحدود البحرية الآن، وقد وعد هوكشتين بأن يرسل إلى لبنان منتصف الأسبوع المقبل الإحداثيات الخاصة بهذا الخط وينتظر الجواب اللبناني.
سابعاً: إن البحث في الخط الأزرق البحري لا يمكن اعتباره بحثاً في الحدود البرية، وإن واشنطن وتل أبيب والآخرين ليسوا في حالة جاهزية لترسيم الحدود البرية الآن، وأن الأمر يتعلق بالمسافة الفاصلة بين شريط العوامات وبين النقطة البرية.
الموقف اللبناني
وبحسب المصدر فإن هوكشتين سمع مواقف متطابقة من الرؤساء الثلاثة ومن نائب رئيس المجلس الياس بو صعب والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وتركز الموقف اللبناني على الآتي:
– إن لبنان غير معني على الإطلاق بأي نقاش حول الخط 23 أو مصير البلوكات والعمل في حقل قانا، وإنه غير معني بأي نقاش أو تسويات تحصل بين إسرائيل وبين فرنسا أو شركة توتال بشأن تعويضات مالية أو خلافه، وإن لبنان سيحتفظ بكل أرباحه من دون أي تنازل وتحت أي ظرف.
– إن لبنان ليس مستعداً للبحث في نقطة الحدود البرية المعروفة ب B1، وإن لبنان يريد إحداثيات واضحة لما خص الخط الأزرق البحري، وسيكون له جوابه على الطرح بمجرد وصوله خطياً من الوسيط الأميركي. وإن لبنان لا يرى أن هناك مجالاً لتضييع المزيد من الوقت بعدما صارت الأمور واضحة تماماً.
– إن لبنان مستعد في حال تثبيت نقاط الاتفاق للانتقال إلى الناقورة لإطلاق آلية العمل الأخيرة التي تسبق التوقيع على الاتفاق.
وبحسب المصدر، فإن هوكشتين قال إنه في حال وافق لبنان على معالجة ملف الخط الأزرق البحري، ستكون هناك إمكانية لاتفاق قبل نهاية هذا الشهر، وإنه في حال كان جواب لبنان سلبياً ستتوقف المفاوضات. وكرر خشيته من أن أي تبدل سياسي في إسرائيل من شأنه تعريض المفاوضات للخطر. لكنه أشار إلى أن بلاده تدعم الوصول إلى اتفاق قبل شروع الشركة اليونانية في الاستخراج من حقل كاريش، وهو أشار إلى أن الشركة تعتبر أنها ستكون قادرة على البدء بالعمل مطلع الشهر المقبل.
ولفت المصدر إلى أن هوكشتين سمع كلاماً واضحاً حول مسائل تتعلق بالمفاوضات، ومفاده أن لبنان يريد العودة سريعاً إلى الناقورة، فرد بأنه في حال لم يكن هناك تفاهم مسبق على جميع النقاط فإن إسرائيل ليست بصدد العودة إلى الناقورة الآن، وأن حكومة لابيد سوف ترى في ذلك ما يضعف موقفها في الانتخابات الداخلية.
وفي ما خص الاستقرار الأمني، قال هوكشتين إن الجميع يريد تثبيت الاستقرار. فسمع كلاماً رئاسياً بأن الاستقرار يحصل عند حصول الاتفاق وعند حصول لبنان على كامل حقوقه، وأن الوقت ليس في مصلحة أحد، وأن الرئيس عون يمكنه لعب دور كبير في حفظ الاستقرار في حال جرى التوقيع على الاتفاق قبل مغادرته القصر الجمهوري، وفي حال تم تأخير الاتفاق فإن أحداً لا يضمن عدم حصول تطورات سلبية من شأنها تهديد الاستقرار الأمني لكل عملية استخراج الغاز من شرق المتوسط برمته.
غموض في إسرائيل: تفاهم لا اتفاق | «إنرجيان» ترفض ضغوط واشنطن وتل أبيب
تعاطت وسائل الإعلام الاسرائيلية بكثير من الحذر حيال فكرة الاتفاق. وقال تقرير لـ«موقع يديعوت أحرونوت» إن «مصدراً سياسياً أشار إلى أنه حتى الساعة لا يتوقّع توقيعاً على الاتفاق مع لبنان، لأن حزب الله لا يسمح للحكومة بالتوقيع على اتفاق ثنائي مع إسرائيل، وعلى ما يبدو ستنتهي القضية بتفاهمات واتفاقات، وعلى الأكثر سيتم إيداع ورقة في الأمم المتحدة يفصل فيها خط الحدود المتفق عليه».
أمّا ألون بن دافيد، فكتب في «معاريف» أن إسرائيل «تدخل ولبنان في هذه الأيام المرحلة الأخيرة من المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية. إذا لم تنبثق معوقات اللحظة الأخيرة، السنة الجديدة قد تجلب معها بشرى اتفاق، أهميته الاستراتيجية لإسرائيل لا تقل عن أهمية اتفاقات أبراهام بل وحتى تفوقها. وفي نهاية هذا الأسبوع سيعرفون في إسرائيل مقترح الوساطة الأخير الذي جلبه معه المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين. الفجوات بين الطرفين بقيت مقلصة، وفي الظاهر يبدو أنه يمكن التوصل إلى اتفاق في غضون أسابيع».
وقال التقرير إن «إسرائيل أظهرت مرونة في المفاوضات ووضعت مقترحاً هو Win-Win (رابح-رابح). بحسب المقترح الإسرائيلي، خط الحدود سيُعدّل بحيث أن كل حقل الغاز «كاريش» وكذلك هوامشه الأمنية ستبقى في الجانب الإسرائيلي، وكل حقل «قانا» سيكون في الجانب اللبناني. الفكرة هي إنتاج ميزانٍ مستقر: مقابل المنصة الإسرائيلية ستكون هناك المنصة اللبنانية، وكل طرف سيعلم أن استهداف منصة الطرف الثاني سيؤدي أيضاً إلى خسارته لمورده من الغاز».
وتحدّث عن «قلق الاستفزاز مع حزب الله». وقال إنه سيتم غداً (الأحد) تغيير قائد المنطقة الشمالية حيث يتنحى اللواء أمير برعام ويتولاها اللواء أوري غوردين المستنفر إلى أقصى حد «لاستباق استفزازٍ من حزب الله». وقال التقرير إن برعام «يقدّر، بخلاف كثيرين في الجيش الإسرائيلي، أن حزب الله سيحذَر من عملية مغامرة يمكن أن تقوده إلى مواجهة واسعة وخسارة فرصة لبنان للاستفادة من موارد الغاز. إذا عمل حزب الله، يقدّر برعام، هذا سيكون بطريقة مدروسة ومحسوبة، التي ميّزته في السنوات الأخيرة، عدم المخاطرة بتدهور إلى مواجهة. شيء ما على شاكلة الطائرات المسيّرة التي أرسلها في تموز».
الضغوط على «إنرجيان»
من ناحية ثانية، أورد موقع «غلوبس» تقريراً يشرح حقيقة الارتباك الذي رافق الحديث عن تأجيل الاستخراج من حقل «كاريش». وقال أنه «في الأسابيع الأخيرة رفضت شركة إنرجيان ضغوط إسرائيل والولايات المتحدة، وهي مصرة على بدء الإنتاج في 20 أيلول الحالي»، وأن الرئيس التنفيذي للشركة ماثيوس ريجاس أبلغ المستثمرين في الشركة بأنه لا تراجع عن بدء العمل في 20 أيلول، وأن الشركة على علم بالمفاوضات الجارية بين إسرائيل ولبنان بوساطة الولايات المتحدة الأميركية ولدينا ثقة كاملة بإسرائيل وبحكومتها وقدرتها على حماية مصالحها».
وقال التقرير إنه في الأسابيع القليلة الماضية «كانت هناك ضغوط متزايدة من قبل إسرائيل والأميركيين على الشركة ورئيسها لتأجيل إنتاج الغاز حتى انتهاء المفاوضات حول الحدود البحرية. تخشى بعض المصادر في إسرائيل أن ينفذ حزب الله تهديده بمهاجمة منصة كاريش ومنصتي تمار ولفيتان، مما سيؤدي إلى إفشال المفاوضات والتصعيد، كما تسعى إيران التي تقف وراءه».
واللافت، بحسب التقرير، أن للشركة «إنرجيان، وريجاس نفسه، اعتبارات مالية وجدولاً زمنياً موعوداً للعملاء والمستثمرين في بيانات رسمية. وأن رئيس الشركة ليس من هؤلاء الذين يخافون الضغط، لا من حزب الله ولا من المسؤولين في إسرائيل والولايات المتحدة».
ولفت الموقع إلى أن النقاش في إسرائيل معقّد حول مسألة الاستخراج، ونقل عن مصادر سياسية أنه «في نقاشات أجريت في لقاءات مختلفة من بينها مجلس الأمن القومي، جرى اعتبار تأجيل الإنتاج بمثابة خضوع لحزب الله». وقال التقرير إن «الضغط على إنرجيان جاء هذه المرة من الجانب الأميركي، حيث طلب الوسيط مساحة زمنية أوسع للمفاوضات، وسط مخاوف من أن يؤدي بدء الإنتاج إلى رد من حزب الله قد يؤدي إلى نسفها».
*****************************
افتتاحية صحيفة النهار
هوكشتاين متفائل… والسعودية “لسياديين موثوقين عربياً”
ارتدت نتائج زيارة الساعات الثلاث التي قام بها امس الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين #لبنان وإسرائيل آموس #هوكشتاين لبيروت، غلافا كثيفا من الغموض. ولكن ايماءات التفاؤل الذي حرص هوكشتاين على اشاعته شكلا وتعبيرا، غلب على التحفظات الواسعة التي طبعت مواقف المسؤولين اللبنانيين في الكشف عن جوهر ما نقله هوكشتاين وما تبلغه من الجانب الرسمي. واذا كانت معظم المعطيات تركزت على ان هذه الزيارة لم تكن مفصلية في سياق إدارة مفاوضات الترسيم، وانها كانت تهدف الى “استقطاع” مهلة ارجاء في ملف التفاوض، وابلاغ لبنان ارجاء إسرائيل عملية استخراج الغاز حتى تشرين الأول، فان الجهات اللبنانية الرسمية لم تؤكد ولم تنف ذلك.
وتحدثت معلومات عن أن هوكشتاين أبلغ الجانب اللبناني بأن التواصل مع الإسرائيليين الذي شارك فيه الجانب الفرنسي من خلال لقاءاته الأخيرة في باريس، أفضى الى حل يثبت أن حقل قانا الذي يتخطى الخط 23 ويتداخل مع البلوكات الإسرائيلية، سيكون من حصة لبنان حصراً، وستقوم شركة “توتال” بالتعويض على الإسرائيليين عن هذا الفرق. واشارت المعلومات الى خلاف حول نقطة وحيدة وهي اعتماد الخط الـ23 في أول خمسة كيلو مترات أو خط “العوّامات” الذي يعتبر امتداداً للخط الأزرق البري، وهذا الخط هو الذي تحبّذ إسرائيل إعتماده فيما يصر لبنان على إعتماد الخط 23، وفي حال تمت إزالة هذا الخلاف فإن الأمور ستفضي حتماً الى الذهاب نحو توقيع الاتفاق. وخلافا لكل الانطباعات العامة ذكرت تقارير ان الوسيط الاميركي ابلغ الى الجانب اللبناني الرغبة الإسرائيلية بتوقيع الإتفاق قبل الإنتخابات النيابية الإسرائيلية، نافيا بذلك الربط بين أي تقدم في المفاوضات والانتخابات الإسرائيلية.
واتسمت زيارة هوكشتاين هذه المرة بالسرعة، اذ جال على الرؤساء الثلاثة، ولم يعقد اجتماع موحد كما في المرة السابقة . واجتمع اولا مع رئيس الجمهورية ميشال عون حيث عرض لنتائج الاتصالات التي اجراها مع الجانب الاسرائيلي وبعض النقاط المتعلقة بالمفاوضات، واستمع الى وجهة نظر لبنان حيال بعض النقاط التي يجري البحث في شأنها، وقال هوكشتاين: “كان اجتماعاً ممتازاً وأعتقد أننا احرزنا تقدماً جيداً في هذا المجال، …وأنا ممتن للرئيس عون على استقباله لي وعلى المناقشات التي اجريناها خلال الاجتماع ومتفائل في الوصول الى اتفاق”.
ثم التقى في عين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أكد “تمسك لبنان باتفاق الإطار وعزمه على الاستثمار لثرواته في كامل المنطقة الاقتصادية الخاصة به وحقه وسيادته”، مشدداً على “ضرورة العودة الى الناقورة للتفاوض غير المباشر برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية”. والتقى في السرايا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي . وشارك في لقائي بعبدا والسرايا نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم .
وقبيل مغادرته مطار رفيق الحريري الدولي اوجز هوكشتاين أجواء زيارته قائلا: “من الجيد أن نكون في زيارة قصيرة إلى لبنان، كالعادة شيء جيد ومناقشة جيدة، ومفاوضات جيدة مع المسؤولين، كما تعلمون انا متفائل كالعادة وأشعر أننا تقدمنا في المفاوضات في الأسابيع الأخيرة، وآمل أن نتابع التقدم ونحقق شيئا ملموسا للتوصل إلى اتفاق، وهذا الاتفاق سيعطي الامل وينعش الاقتصاد في لبنان ويحقق الاستقرار في المنطقة، وسيكون جيدا لكل المعنيين”.وأضاف: “أنا متفائل بكل المناقشات التي جرت اليوم، ولكن يجب القيام بالمزيد من العمل وأميركا ملتزمة بمتابعة العمل من أجل حل الثغرات المتبقية لمعرفة ما إذا كان يمكننا التوصل إلى الاتفاق الذي سيفيد الشعب اللبناني، وهذا هو الهدف الذي نطمح إليه لحل هذه الأزمة”. وتوجه هوكشتاين من بيروت الى الدوحة .
لبنان بين #السعودية وفرنسا
على ان تطورا بارزا اخر يتصل بالاستحقاقات اللبنانية تمثل بمعلومات توافرت امس لـ”النهار” ومفادها ان اجتماعات فرنسية – سعودية عقدت في الأسبوع الفائت في العاصمة الفرنسية وضمت عن الجانب السعودي المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري وعدد من المسؤولين في الخارجية السعودية . وتبين وفق هذه المعلومات ان الموقف السعودي الذي تم ابلاغه الى الجانب الفرنسي حول لبنان يتناول نقاطا أساسيا من ابرزها أولا : ان التقدم في العلاقات الخليجية مع لبنان وبالتالي حصول تطور إيجابي يساعد لبنان على الخروج من ازمته لا يرتبط بإقرار برنامج مع صندوق النقد الدولي بل بجملة ظروف سياسية يجب تأمينها أولا . ثانيا : ان هذه الظروف يجب ان تتكون في الاستحقاقات الدستورية المقبلة ان في الاستحقاق الرئاسي او الاستحقاق الحكومي بحيث تقوم بنية رئاسية وحكومية مقبولة عربيا من خلال شخصيات لبنانية سيادية جامعة تحافظ على قرار الدولة اللبنانية بعيدا من أي تأثيرات أخرى وتعرف قيمة واهمية العلاقات العربية اللبنانية وعودة لبنان الى الموقف العربي الجامع، بما يعني ان المطلوب شخصيات موثوقة عربيا.
تداعيات القاضي الرديف
اما في المشهد الداخلي فتواصلت امس تداعيات التطور الأخير في ملف التحقيقات في قضية مرفأ بيروت اذ اقتحم أهالي ضحايا انفجار 4 آب مبنى وزارة العدل، احتجاجا على طلبه من مجلس القضاء الاعلى تعيين قاض رديف في ملف المرفأ، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول الى الطبقة الخامسة حيث مكتب وزير العدل والمدير العام للوزارة، وتمكنت العناصر الأمنية المولجة حماية مداخل الوزارة من إعادتهم من الطبقة الأولى وإخراجهم من المبنى، علماً أن الوزير هنري الخوري لم يكن موجودا في مكتبه. بعدها، توجهوا الى قصر العدل حيث نفذوا اعتصاما.
ومن جانبه، اتخذ “نادي قضاة لبنان” موقفا سلبيا من هذا التطور فشدد على “أن ليس هكذا تصان الحقوق وتتحقق العدالة، وليس هكذا يتم إعادة الثقة بالقضاء ليقوم بفرض هيبته، وليس هكذا يتصرف من يفاوض ويناقش للاستحصال على قانون يكرس استقلالية السلطة القضائية.” واشار الى ان “الضرورات، أياً كانت أشكالها وأنواعها، لا تبيح المحظورات! فلا تشاركوا في تدمير ما تبقى من هيبة للقضاء، ولا تشاركوا من يقترح حلولاً اعتباطية، بل تراجعوا عن قراركم، فإن الرجوع عن الخطأ فضيلة” .
وعلى صعيد الازمات الحياتية والخدماتية أيضا أعلنت نقابة موظفي هيئة أوجيرو امس تعليق الإضراب لمدة اسبوع إفساحاً في المجال أمام إتمام المفاوضات. وأوضح رئيس نقابة موظفي أوجيرو أن اجواء الاجتماع مع وزير الاتصالات كانت ايجابية وهو سيرفع مطالب النقابة الى مجلس الوزراء وقال: كبادرة حسن نية سنعلق الاضراب لمدة اسبوع وسنستمر في المفاوضات.
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان: عملية «تنظيف» لمعارضي باسيل داخل «الوطني الحر»
اتجاه لمحاكمة أكثر من مسؤول في «التيار» أمام «مجلس الحكماء»
أظهرت تطورات الأسبوع الحالي وجود نشاط «غير عادي» في قيادة «التيار الوطني الحر» الموالي لرئيس الجمهورية ميشال عون؛ إذ بدا وكأن صهره النائب جبران باسيل يقوم بعملية «تنظيف» داخلية لمناوئيه داخل التيار بعد نهاية الانتخابات البرلمانية وقرب انتهاء ولاية الرئيس عون.
فبعد معلومات ترددت عن إقالة النائب السابق زياد أسود من التيار، خرج النائب السابق ماريو عون ليعلن استقالته ويشنّ هجوماً مباشراً على باسيل. وقالت مصادر معارضة لباسيل من داخل التيار لـ«الشرق الأوسط»، إن قضية أسود كانت «بالون اختبار» رماه باسيل لمعرفة رد فعل القاعدة الحزبية، قبل تحويل القرارات إلى أمر واقع. وكشفت المصادر، عن أن قراراً بطرد أسود وعون وعدد آخر من القياديين صدر بالفعل، ويحتاج إلى توقيع باسيل بعد المحاكم الحزبية ليصبح نافذاً.
وبعد تأزم العلاقة بين باسيل وعدد من القياديين على خلفية الترشيحات ونتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، أعلن النائب السابق ماريو عون استقالته من التيار، قائلاً، إن «الطبّاخين في التيار وبينهم النائب جبران باسيل خطّطوا للإطاحة بي».
وكان عون من أبرز قياديي التيار، وجرى استبعاده من قوائم المرشحين على لوائح التيار في الانتخابات الأخيرة، وكشف باستقالته عن خلل في العلاقة على مستوى القيادات، داخل التيار الذي حصد التفافاً واسعاً، وخصوصاً في صفوف المسيحيين بعد عودة العماد ميشال عون من فرنسا في العام 2005، وتعمقت الخلافات بين القياديين والتيار بعد تسلم النائب باسيل رئاسته في العام 2015.
وقال ماريو عون في مقابلة فيديو نشرها موقع «ليبانون ديبايت» المحلي أمس «تقدّمتُ باستقالتي من التيار الوطني الحر والطبّاخون في التيار وأوّلهم جبران باسيل خطّطوا للإطاحة بي»، وأضاف «لا يعتقدنّ أحد أنّ الصفحة ستُطوى بهذه السهولة». وقال، إنه «طُعن وضُرِب في بيت أبيه»، مؤكداً أنه «لن يسامح من مسّ بكرامته».
وقال عون، إنه يغيب طوعياً عن الإعلام، و«أوقفتُ مسيرتي السياسية بشكل مؤقت لأن الظروف لم تكن ملائمة في هذا الوضع»، نافياً أن تكون هناك إبعاد له رغم وجود اختلافات. وقال، إنه لم يكن راغباً في الترشح للانتخابات النيابية في 2022، لكن «حصل تحدّ وانتقاص من قيمتي» من قِبل أشخاص قبضوا على الملف الانتخابي في التيار. وقال، إن «الطباخين على مستوى القرار الانتخابي، قاموا بخطوة مقصودة للإطاحة بي» من دون تبرئة النائب باسيل من هذا الأمر. وقال، إنه ظُلم في التيار، علماً بأنه من المؤسسين، وكان من المقربين من الرئيس اللبناني ميشال عون، نافياً أن يكون الرئيس عون مشاركاً في عملية اقصائه.
وتحدثت مصادر قريبة من ماريو عون، عن أن الإشكالات بدأت معه منذ الانتخابات «لأنه لم يتم تبني ترشيحه»، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «عندما رشحت معلومات عن أن مجلس الحكماء يريد اتخاذ قرار بمحاكمته، استبق الخطوة وقدم استقالته، ليقطع الطريق على المحاكمة، لكن رئيس التيار الوطني الحر لم يقبل بعد استقالته»، وسط حديث عن إصرار باسيل على محاكمة عون أمام «مجلس الحكماء».
وكشفت المعلومات عن اتجاه «لمحاكمة أكثر من مسؤول في التيار، كالنائب حكمت ديب أمام مجلس الحكماء أيضاً لأنه نائب سابق، وآخرون أمام المجلس التحكيمي كمسؤولين وقياديي صف ثان ومسؤولي أقضية».
وجاء إعلان ماريو عون بعد أنباء عن قرار بطرد النائب السابق زياد أسود، لكن أسود رفض الرد على موضوع المحاكمة في «التيار الوطني الحر»، وموضوع إقالته وفصله، رفضاً قاطعاً، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ليس هناك شيء اسمه محكمة لشخص لم يخطئ».
وفي حين رفض أسود التعليق أيضاً حول علاقته بالتيار وبرئيسه جبران باسيل، تحدثت مصادر في جزين (المنطقة التي يتحدر منها أسود) عن الأجواء التي رافقت الانتخابات النيابية وقبلها، مشيرة إلى أنه «ليس أسود من قرر في جزين إنما رئيس الجمهورية ورئيس التيار جبران باسيل، وأمل أبو زيد. من هنا من يتحمّل المسؤولية ليس أسود»، كاشفة عن أن لا تواصل بين أسود وباسيل منذ أكثر من 8 أشهر. وأكدت المصادر، أن أسود «لا يزال في خطّه النضالي وفق المبادئ الأساسية التي نشأ عليها التيار العوني».
وانفجر ملف التناقضات في التيار، خلال فترة الترشيحات للانتخابات النيابية، حيث تم استبعاد ماريو عون من أسماء المرشحين على قوائم التيار، وأظهرت الترشيحات للانتخابات النيابية أزمة داخلية في التيار عكست تصدعاً داخله على خلفية الترشيحات بعدما استبدل باسيل حزبيين ونواباً بشخصيات من غير الحزبيين، في حين قدم عضو تكتل «لبنان القوي» النائب حكمت ديب، استقالته من «التيار»، على خلفية استبعاده من الترشيحات للمقعد النيابي في دائرة بعبدا في جبل لبنان. وتفاقمت أزمة التيار بعد الانتخابات النيابية التي جرت في 15 مايو (أيار) الماضي، وخسر بعض المرشحين على قوائم التيار. وقال باسيل آنذاك «المحاسبة في التيار صارت ضرورية على كلّ المستويات، لا نستطيع أن نبقى محكومين بنظريّة أنّه لا يمكن أن نخسر أحداً… لأن كلفة بقاء البعض من دون محاسبة صارت أكبر من كلفة خروجهم».
ولا يعد هذا الإجراء الأول في التيار الذي خضع لثلاثة اختبارات من هذا النوع، بدأت في العام 2006 بعد انشقاق اللواء عصام أبو جمرا عن التيار الذي أسسه الجنرال ميشال عون، إثر توقيع ورقة التفاهم مع «حزب الله» في العام 2006، ثم توالت حركة الاعتراض داخل التيار، وتنامت بعد توقيع ورقة التفاهم مع «تيار المستقبل» التي أوصلت عون إلى الرئاسة في العام 2016.
وفي 27 أغسطس (آب) 2015، انتخب جبران باسيل رئيساً للتيار الوطني الحر. وأولى ضحايا حركة الاعتراض تلك كانت المجموعة المؤسسة للتيار، التي اعترضت بعد تنامي نفوذ باسيل في التيار وترؤسه، ومن أبرزهم زياد عبس ونعيم عون وأنطوان نصر الله وغيرهم… فعالجهم باسيل بالطرد من التيار في العام 2016، قبل أن تتنامى حركة الاعتراض في العام 2019 على أثر الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في بيروت، والمعارضة لمقاربات باسيل السياسية… وطرد من التيار في العام 2019 قياديون أبرزهم رمزي كنج.
ويحمّل القياديون المنشقون عن التيار، النائب باسيل مسؤولية ما يجري، ويقولون، إن إخفاقاته في السياسة «أدت إلى تراجع تمثيل التيار من 70 في المائة لدى المسيحيين في العام 2005، إلى نحو 25 في المائة من المسيحيين في الانتخابات الأخيرة»، فضلاً عن تراجع عدد كتلته النيابية إلى حدود العشرين نائباً مع حلفائه أخيراً، بعدما كانت كتلته في الانتخابات السابقة في 2018 تضم 29 نائباً.
*****************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
حضر هوكشتاين وغادر: تفاؤل بلا “تقدّم نوعي”.. ولبنان يؤكّد: الحقوق والحدود كاملة
خلاصة المشهد الداخلي، هي أنّ كل شيء مؤجّل، ولا عبور آنيًا للاستحقاقات السياسية والبحرية، وكذلك الاقتصادية والمالية. ذلك أنّ كل الطرقات المؤدّية إلى حلول وتفاهمات مقفلة بالكامل، من دون أن يلوح في الأفق سقف زمني يحدّد أوانها.
وفي زمن تأجيل الملفات الذي يبدو انّ لبنان دخله في هذه الفترة، طُويت كما هو معلوم، صفحة الاستحقاق الحكومي نهائيًا، بعدما انعدم الأمل في توافق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي على صيغة حكومية مرضية لكليهما. وانضمّ اليه الاستحقاق الرئاسي الذي بات مركونًا على رفّ انتظار ظروف معينة، داخلية او خارجية، تنزله عن شجرة التعقيدات، وتأتي للبنان برئيس جديد للجمهورية. ولحق بهما الاستحقاق البحري، مع التأجيل غير المعلن، ولأجل غير مسمّى، للحسم النهائي لملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل.
وإذا كان الملف الحكومي، وكذلك الرئاسي قد ثبتا كمحطتين ساخنتين ومتفاعلتين سلبًا على خط التوتر السياسي الذي يزنّر مختلف المحاور الداخلية، قد خضعا بالأمس إلى تنحية مؤقتة عن هذا الخط، لتسهيل مرور الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل آموس هوكشتاين، الذي حلّ ضيفًا سريعًا على لبنان لساعات قليلة، وغادر مغرزًا، ما سمّاها مطلعون على أجواء محادثاته مع الرؤساء الثلاثة، «إبرة مخدّرة» في ملف الترسيم، بمفعول طويل الأجل، عبر حديث متكرّر عن إحراز تقدّم ملحوظ، هو نفسه «التقدّم الملحوظ الذي سبق ان تحدث عنه هوكشتاين بعد لقائه الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي في زيارته السابقة، وتبعه بوعد انّه سيأتي بالجواب الاسرائيلي على الطرح اللبناني».
وبحسب المصادر عينها، فإنّ النتائج التي انتهت اليه زيارة هوكشتاين، هي كما يلي:
اولًا، لم يحمل هوكشتاين أي طرح نوعي، او بمعنى أدق، لم يأتِ بما وعد به، من جواب نهائي اسرائيلي يحسم النقاط الخلافية ومصير «الخط 23»، وما يُسمّى «حقل قانا»، بل جلّ ما حمله، هو عرض بصورة موجزة للمحادثات التي اجراها في اسرائيل بعد لبنان، وعكس الرغبة في بلوغ اتفاق على الترسيم في اقرب وقت ممكن.
ثانيًا، انّ زيارة هوكشتاين لم تحرّك ملف الترسيم إلى الأمام، بل شكّلت إشارة اميركية غير مباشرة تنطوي على طمأنة الجانب اللبناني بأنّ مسار ملف الترسيم سالك نحو الخواتيم الإيجابية، وانّ الولايات المتحدة «مكمّلة بهذا الملف» وصولًا إلى عقد اتفاق نهائي بين لبنان واسرائيل، يصبّ في مصلحة الطرفين، وخصوصًا في مصلحة الجانب اللبناني الذي يعاني من وضع اقتصادي مرير. وهو ما عاد وأكّد عليه هوكشتاين بشكل صريح.
ثالثًا، لم يتحدّد موعد لزيارة جديدة لهوكشتاين.
رابعًا، المحسوم في هذا الملف انّ حسمه مؤجّل، ليس إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، فهذه مقولة خاطئة، بل هو مؤجّل لاسباب اميركية – اسرائيلية، اقلّه من الآن وحتى ما بعد الانتخابات النيابية في اسرائيل، وربما إلى ما بعد الانتخابات الاميركية. اما لماذا هذا التأجيل إلى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية، فذلك حتى لا يبدو أي اتفاق يُعقد مع لبنان في شأن الحدود البحرية وكأنّه تنازل قد تستغله بعض المستويات السياسية للاستثمار عليه انتخابيًا مثل نتنياهو الطامح إلى العودة إلى رئاسة الحكومة في اسرائيل، وهو الامر الذي لا تريده إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن.
خامسًا، وهنا الأهم، الزيارة لم تحمل ما يحقق ما يطمح اليه لبنان في حسم هذا الملف، للشروع في الاستفادة من ثرواته البحرية من النفط والغاز، ما يعني انّ الجانب اللبناني كان محبطًا مما بدت انّها مماطلة من الاميركيين والاسرائيليين. فالإيجابيات والتقدّم الذي يشير اليه هوكشتاين لا تنسجم مع «تجميد» الملف عند هذه النقطة، أي ايجابيات نظرية بلا ترجمة عملية. وهو الامر الذي دفع مرجعًا مسؤولًا إلى القول، «عنوان وجوهر زيارة هوكشتاين قُرئ قبل ان يصل إلى بيروت، ولو كانت ثمة إرادة جدّية لديهم في بلوغ اتفاق سريع، يراعي ما يطالب به لبنان لجهة التمسّك بكامل حدوده البحرية وحقوقه فيها، فلا شيء يمنعهم من ذلك، اعتقد اننا امام اشهر من الانتظار».
سادسًا، كتأكيد على انّ زيارة هوكشتاين لا تعدو اكثر من زيارة بروتوكولية، فإنّها لو كانت غير ذلك، ولو كان فيها ما يُعوّل عليه بالنسبة إلى مستقبل هذا الملف، لكان اللقاء معه جماعيًا، أي الرؤساء الثلاثة مجتمعين، على غرار اجتماعه الأخير معهم في بعبدا، وإبلاغه بموقف لبنان الموحّد بالتمّسك بالحقوق والحدود كاملة، وليس كما حصل بالأمس، لقاءات بالمفرّق مع الرؤساء الثلاثة.
سابعًا، انّ الزيارة شكّلت فرصة جديدة لتأكيد وتكرار الموقف اللبناني بالتمسك بحقوق لبنان وثرواته وكامل حدوده الخالصة، وكامل الخط 23.
وفيما لفت المرجع لـ«الجمهورية»، «انّ الحديث عن ايجابيات هو امر مبالغ فيه، فهناك حديث يجري يتخلّله صعود وهبوط، ونحن حاليًا في مرحلة صعود وهبوط»، اكّدت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، انّ الامور ما زالت تراوح حول النقاط ذاتها، ولم تتقدّم، بل ربما تأخّرت، بالتالي لا يمكن الحديث عن تقدّم طالما لم نلمس ذلك بشكل محسوس. ملمّحة في هذا السياق إلى ما تردّد عن انّ هوكشتاين اكّد من جهة انّه يرغب في بلوغ اتفاق في اقرب وقت، الّا انّه في الوقت ذاته تقدّم بمطلب اسرائيلي جديد يرتبط بأن تخضع النقطة «B1» الواقعة في منطقة رأس الناقورة لاسرائيل وذلك لضرورات أمنية، وقالت المصادر: «إن صح ذلك، فهذا يؤخّر الامور ويجعلها تتعثر لا ان تتقدّم».
ابراهيم
واللافت في هذا السياق، ما اكّد عليه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي كان حاضرًا على خط الاتصالات، في موازاة ما يُشاع عن طروحات، حيث قال لـ«الجمهورية»: «لا تداخل على الاطلاق في الترسيم بين البحر والبر، والطروحات سرية للغاية، وسرّ من أسرار الدولة، لأنّها تتعلق بأمن لبنان، وبالتالي كل ما يُشاع غير صحيح».
اللقاءات
وكان هوكشتاين قد وصل إلى بيروت آتيًا من اسرائيل، وأجرى محادثات مع الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي. وافيد بأنّ جوهر ما عرضه هو الاتصالات التي أجراها في خصوص ملف الترسيم، مع بعض التوضيحات حول الخط 23. وحرص على القول بعد لقائه الرئيس عون: «لقد أحرزنا تقدّمًا ملحوظًا، وانا متفائل». مضيفًا انّ اللقاء مع عون «كان ممتازًا، وآمل بإحراز المزيد من التقدّم في المفاوضات المرتبطة بترسيم الحدود البحرية وسنتوصل لاتفاق قريبًا».
وبحسب بعض المعلومات، فإنّ الاجواء ليست سلبية، وقد شهد الاجتماع مع عون عرضًا لبعض النقاط التي طلب هوكشتاين توضيحها من الجانب اللبناني والتي تتعلق بالخط 23 وحقل قانا».
اما في لقاء هوكشتاين مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة، فقد أفيد بأنّ هوكشتاين «عرض نتائج جولته، وما حمله للبنان على إثر الاجتماع الاخير الذي ضمّ الرؤساء الثلاثة في بعبدا»، فيما اكّد الرئيس بري بدوره «على تمسّك لبنان باتفاق الاطار وعزمه على الاستثمار لثرواته في كامل المنطقة الاقتصادية الخاصة به وحقه وسيادته عليها، مشدّدًا على ضرورة العودة إلى الناقورة للتفاوض غير المباشر برعاية الامم المتحدة وبوساطة الولايات المتحدة الاميركية وفقًا لاتفاق الإطار حتى الوصول إلى النتائج المرجوة».
هوكشتاين
وبعد انتهاء لقاءاته، انتقل هوكشتاين إلى مطار بيروت الدولي حيث قال قبل مغادرته: «من الجيد أن نكون في زيارة قصيرة إلى لبنان، كالعادة شيء جيد ومناقشة جيدة، ومفاوضات جيدة مع المسؤولين، كما تعلمون انا متفائل كالعادة وأشعر أننا تقدّمنا في المفاوضات في الأسابيع الأخيرة، وآمل أن نتابع التقدّم ونحقق شيئًا ملموسًا للتوصل إلى اتفاق، وهذا الاتفاق سيعطي الامل وينعش الاقتصاد في لبنان ويحقق الاستقرار في المنطقة، وسيكون جيدًا لكل المعنيين».
أضاف: «أنا متفائل بكل المناقشات التي جرت اليوم، ولكن يجب القيام بالمزيد من العمل وأميركا ملتزمة بمتابعة العمل من أجل حلّ الثغرات المتبقية لمعرفة ما إذا كان يمكننا التوصل إلى الاتفاق الذي سيفيد الشعب اللبناني، وهذا هو الهدف الذي نطمح إليه لحلّ هذه الأزمة».
مسيّرة اسرائيلية
على انّ ما لفت الانتباه، هو الحدث الذي تزامن مع زيارة هوكشتاين إلى بيروت، والذي تمثل بإعلان اسرائيل عن سقوط مسيّرة اسرائيلية في المنطقة البحرية. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي افيخاي ادرعي عبر حسابه على «تويتر»: انّ «طائرة مسيّرة سقطت مساء امس في المنطقة البحرية بالقرب من الحدود الشمالية نتيجة عطل».
واضاف ادرعي، انّ جيش الاحتلال قام بإخراج المسيّرة من البحر وسيتمّ التحقيق في الحادث، حيث تمّ إيقاف نشاط هذا النوع من المسيّرات حتى انتهاء التحقيق.
اسرائيل و«الحزب»
في هذا الوقت، أعلن القائد الجديد للمنطقة الشمالية الإسرائيلية، الجنرال أوري غوردين، أنّ «مهمّته الأولى ستكون الإستعداد لآلاف الصواريخ التي يمكن لـ«حزب الله» إطلاقها في حال وقوع أي مواجهة»، كاشفًا أنّه «يمكن لـ«حزب الله» إطلاق 4000 صاروخ يوميًا خلال أي قتال محتمل بين الجانبين».
ولفت غوردين (الذي تولّى سابقًا منصب قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية)، لوكالة «أسوشيتد برس»، إلى أنّ «الجيش الإسرائيلي يقدّر أنّ الحزب قد يضرب ما يصل إلى 7000 صاروخ على مناطق إسرائيلية في أي حرب مستقبلية قد تمتد أسابيع عدة»، مؤكّدًا أنّ «صواريخ «حزب الله» يمكنها أن تُحدث بعض الأضرار الكبيرة».
وكان «حزب الله» قد هدّد على مدار الأشهر السابقة بضرب منصات الغاز الطبيعي الإسرائيلية في البحر المتوسط. وأسقطت إسرائيل في تموز الماضي 3 طائرات إستطلاع مسيّرة أطلقها الحزب باتجاه حقل غاز «كاريش» المتنازع عليه.
ولفت في هذا السياق ايضًا، ما قاله رئيس لجنة الشكاوى السابق في الجيش الإسرائيلي، الجنرال في الاحتياط إسحاق بريك، في مقال له عبر القناة 12 الإسرائيلية، من أنّ «حزب الله قد يعبر الحدود في أي معركة مقبلة أمام الجيش الإسرائيلي وبأعداد كبيرة».
وقال إنّ «الجيش الإسرائيلي ليس مستعدًا لمثل هذه المواجهة، مقارنة بـ«حزب الله»، الذي يتأهّب في أي لحظة لإسقاط آلاف الصواريخ والقذائف كل يوم على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، متوقعًا عبور الحزب بأعداد كبيرة إلى الداخل الإسرائيلي»، مناديًا بضرورة تحضير وتجهيز سكان البلدات الشمالية الإسرائيلية لأي مواجهة مستقبلية مع الحزب.
وشدّد الجنرال الإسرائيلي على أنّ الجبهة الداخلية والتي يعيش فيها حوالى 10 ملايين نسمة، تحتاج إلى معالجة حقيقية حتى يمكنها مواجهة آلاف الصواريخ والقذائف من «حزب الله»، مشيرًا إلى أنّ تلك الجبهة لم يتمّ تجهيزها للحرب الأصعب منذ حرب العام 1948.
ولم يكتف الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط، إسحاق بريك، عند هذا التحذير، بل ناشد رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي، بضرورة تدشين جيش قوي ونوعي بمستويات عالية من المهنية والحرفية العسكرية، مشيرًا إلى أنّ الجيش يتزود بمعدات وتقنية عالية وحديثة حتى يغطي بها على فشله، خصوصاً في ظل نقص التدريبات وعدم التدريب على استعمال التقنيات الحديثة الواردة إلى الجيش، فضلًا عن النقص الكبير في القوى البشرية المهنية.
الحزب و«اليونيفيل»
إلى ذلك، تفاعل موقف «حزب الله» حول قرار مجلس الأمن الدولي الاخير بتوسيع صلاحيات قوات «اليونيفيل» في الجنوب، حيث سأل الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك: «أين المسؤولون عن قرار مجلس الأمن بإعطاء القوات الدولية في الجنوب «اليونيفيل» حرية الحركة، وعلى الأطراف اللبنانيين التسهيل وعدم الحاجة إلى إذن من الجيش بحركة دورياتها المعلنة وغير المعلنة؟».
واعتبر «هذا نقض للاتفاقيات السابقة، وهذا تطور خطير يحوّل القوات الدولية إلى قوات احتلال، ودورها حماية العدو الاسرائيلي بتعقب الناس والمقاومة. ولم يُسمع صوت ولا موقف لمئات الخروق الاسرائيلية من قِبل القوات الدولية، فكيف حالها بعد إطلاق اليد؟ إن اتخذ القرار على حين غفلة من الحكومة ووزارة الخارجية فتلك مصيبة، وإن كان على علم فالمصيبة أعظم. فالقرار مؤامرة على لبنان وسيادته».
أهالي ضحايا المرفأ
في تطور داخلي، نفّذ أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، وقفةً أمام وزارة العدل منذ الصباح الباكر، احتجاجًا على موافقة مجلس القضاء الأعلى على اقتراح وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري، القاضي بتعيين محقّق عدلي رديف للمحقّق العدلي الأصيل في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار؛ رافعين لافتات تندّد بـ«تدخّل السّياسة في عمل القضاء»، وتدعو إلى «عدم تخريب التحقيق».
واقتحم بعض أهالي الضحايا مبنى وزارة العدل، ولكن لم يتمكنوا من الوصول إلى الطبقة الخامسة حيث مكتب وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري، والمدير العام للوزارة، إذ تمكنت العناصر الأمنية المولجة حماية مدخل الوزارة من إعادتهم من الطبقة الأولى وإخراجهم من المبنى، علماً أنّ الخوري غير موجود في مكتبه.
في السياق، شدّد نادي قضاة لبنان، على أن «ليس هكذا تصان الحقوق وتتحقق العدالة، وليس هكذا يتمّ إعادة الثقة بالقضاء ليقوم بفرض هيبته، وليس هكذا يتصرف من يفاوض ويناقش للاستحصال على قانون يكرّس استقلالية السلطة القضائية».
واشار إلى انّ «الضرورات، أيًا كانت أشكالها وأنواعها، لا تبيح المحظورات! فلا تشاركوا في تدمير ما تبقّى من هيبة للقضاء، ولا تشاركوا من يقترح حلولاً اعتباطية، بل تراجعوا عن قراركم، فإنّ الرجوع عن الخطأ فضيلة».
*****************************
افتتاحية صحيفة اللواء
هوكشتاين «المتفائل» يطلب إجابات لبنانية قبل انتخابات الرئيس
خطة أمنية لطرابلس بعد قتلى التفلّت.. واشتباك بين القوى الأمنية وأهالي ضحايا انفجار المرفأ
المتفق عليه، وفقاً لكل المعلومات الظاهرة والباطنة، في ما خصَّ مهمة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، بعيداً عن «التذبذبات» السياسية الداخلية:
1 – تثبيت التقدم الحاصل في ما خص ترسيم الحقوق لكل من لبنان واسرائيل او الحصص النفطية لكلا البلدين، اللذين التجآ الى الوسيط الاميركي لادارة التفاوض على جبهة الترسيم البحري.
2 – حسب ما سرّب ان هوكشتاين ابلغ المسؤولين ان حقوق لبنان محفوظة بالخط 23 وحقل قانا، والتعقيدات السابقة عولجت مع الطرف الاسرائيلي.
3 – إلَّا ان مصادر سياسية مطلعة اوضحت لـ «اللواء» أن الوسيط الأميركي أشار إلى وجود استيضاحات من الجانب الإسرائيلي تتصل بالخط البحري قبل حقل قانا أو ما يعرف بال B1 وماذا سيفعل به لبنان ، ولفتت إلى أن تشاورا بين الرؤساء الثلاثة سيجري حول هذه المسألة .
وقالت أن لا تعديلات تطال الخط ٢٣ وحقل قانا.
وكشفت ان الوسيط الأميركي ابلغ المسؤولين اللبنانيين أن شركة توتال ستبدأ بالتنقيب في الحدود اللبنانية عندما يحصل اتفاق.
وأكدت أن هوكشتاين تمنى الحصول على الجواب قبل دخول لبنان في مرحلة الانتخابات الرئاسية كما أكد أن إسرائيل لها مصلحة في الأستعجال في الترسيم، مطمئنا بانه سيصار إلى الوصول إلى نتيجة.
أما ما يحكى عن تأجيل الترسيم إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، فاكتفت المصادر بالقول أن هناك سعيا للحصول على الاتفاق سريعا.
4 – وحسب نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب فإن نقاط الخلاف ضاقت، والامور ايجابية جدا
(حسب ابو صعب).
وكشف ابو صعب ان النقاش يدور حول نقاطٍ بحرية مرتبطة بأجهزة إسرائيلية عائمة في البحر وتأتي ضمن الخط البحري. لبنان طلب إحداثيات تلك الأجهزة العائمة كونها تتحرّك باستمرار، وذلك من أجل أن نحسم كل الأمور المرتبطة بالخط 23 الذي سيكون كاملاً لصالح لبنان».
5 – تلتقي مصادر المعلومات على ان لا شيء خطياً حمله معه الوسيط هوكشتاين، لكن وفقا لابوصعب، فإنه خلال الأسبوع المقبل، سيُقدّم هوكشتاين تصوراً خطياً ومكتوباً للإتفاق بعد تحديد الإحداثيات المُرتبطة بتلك الأجهزة العائمة، وعندها سيُبنى على الشيء مقتضاه».
على هذه النتائج الموصوفة «بالإيجابية»، والتقدم في مسار ترسيم الحدود أنهى هوكشتاين زيارته الى لبنان امس، بعدما التقى الرؤساء الثلاثة، في زيارة استمرت نحو ست ساعات، نقل خلالها حسب معلومات «اللواء» اسئلة واستفسارات اسرائيلية حول كيفية ترسيم الحدود انطلاقاً من الخط 23، وطلب تطمينات وضمانات معينة وعد لبنان بدرسها ورد الجواب.
استهل هوكشتاين زيارته بلقاء الرئيس عون. في حضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، مستشار الرئيس الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، والمستشارين رفيق شلالا واسامة خشاب.
وحضر عن الجانب الاميركي القائم بأعمال السفارة الاميركية ريتشارد ميكايلس، كبيرة مستشاري هوكشتاين لمفاوضات الحدود البحرية ورئيسة الوحدة الاقتصادية في مكتب شؤون الشرق الادنى نادين زعتر، مديرة الشؤون عبر الوطنية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجلس الامن القومي الاميركي ليندسي ميريل ونائبة مستشار الشؤون السياسية الاقتصادية في السفارة الاميركية في بيروت آمي سميث.
وخلال اللقاء، عرض هوكستاين على الرئيس عون لنتائج الاتصالات التي اجراها مع الجانب الاسرائيلي وبعض النقاط المتعلقة بالمفاوضات. واستمع الى وجهة نظر لبنان حيال بعض النقاط التي يجري البحث في شأنها.
بعد اللقاء، ادلى هوكشتاين بتصريح مقتضب فقال: كان اجتماعاً ممتازاً وأعتقد أننا احرزنا تقدماً جيداً في هذا المجال، وسأواصل جولتي على المسؤولين الرسميين، على ان أدلي بالمزيد حول هذا الموضوع بعد الانتهاء من لقاءاتي. وأنا ممتن للرئيس عون على استقباله لي وعلى المناقشات التي اجريناها خلال الاجتماع ومتفائل في الوصول الى اتفاق».
بعد بعبدا، توجه الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. واشارت المعلومات الى ان بري أكد «تمسك لبنان باتفاق الإطار وعزمه على الاستثمار لثرواته في كامل المنطقة الاقتصادية الخاصة به وحقه وسيادته، مشدداً على ضرورة العودة الى الناقورة للتفاوض غير المباشر برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية».
من جانبه، قال المدير العام للأمن اللواء عباس إبراهيم في دردشة مع الاعلاميين عقب مغادرته مقر الرئاسة الثانية: زيارتي الى الرئيس بري موضوعها ليس الترسيم..
وعن الوضع الأمني في لبنان قال: «الوضع الأمني كتير منيح».
كما التقى هوكشتاين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عند الساعة الثانية. في حضور بو صعب، واللواء ابراهيم، المدير العام شقير، والوفد الاميركي المرافق، والمستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر.
وفي خلال الاجتماع تمت مناقشة الافكار التي يحملها الموفد الاميركي على ان يصار الى التشاور بشأنها وابلاغ هوكشتاين الجواب عليها في وقت قريب، وفق المكتب الاعلامي لميقاتي.
ومن السرايا، انتقل هوكشتاين الى مطار رفيق الحريري الدولي منهيا زيارته لبنان. وقال قبيل مغادرته صالون الشرف في مؤتمر صحافي: من الجيد أن نكون في زيارة قصيرة إلى لبنان، كالعادة شيء جيد ومناقشة جيدة، ومفاوضات جيدة مع المسؤولين، كما تعلمون انا متفائل كالعادة وأشعر أننا تقدمنا في المفاوضات في الأسابيع الأخيرة، وآمل أن نتابع التقدم ونحقق شيئاً ملموساً للتوصل إلى اتفاق، وهذا الاتفاق سيعطي الامل وينعش الاقتصاد في لبنان ويحقق الاستقرار في المنطقة، وسيكون جيداً لكل المعنيين.
أضاف: أنا متفائل بكل المناقشات التي جرت، ولكن يجب القيام بالمزيد من العمل، وأميركا ملتزمة بمتابعة العمل من أجل حل الثغرات المتبقية لمعرفة ما إذا كان يمكننا التوصل إلى الاتفاق الذي سيفيد الشعب اللبناني، وهذا هو الهدف الذي نطمح إليه لحل هذه الأزمة.
وتردد ان الوسيط الاميركي انتقل الى الدوحة للقاء المسؤولين القطريين.
وعلمت «اللواء» ان هوكشتاين طرح على الجانب اللبناني اسئلة اسرائيلية عن كيفية ترسيم الحدود من الخط 23 مع مطالبة العدو بضمانات وتطمينات حتى لا يحصل تداخل او إشكالات او اي امر طاريء، ولم يطرح خلافاً لما تردد طلباً اسرئيلياً بالاستحواذ على نقطة الحدود البرية B1 في الناقورة لأن لبنان يعتبرها اصلاً ضمن حدوده البرية وليست ضمن الحدود البحرية، ومثل هذا المطلب يثير مخاوف لبنان من ان تؤثر على مسار الترسيم البحري في حال اقتربت اسرائيل في البحر من نقطة b1، لكن هوكشتاين لم يطرح مثل هذا الموضوع. ووعد الجانب اللبناني بدرس الطلبات الاسرائيلية والرد عليها وتقديم ملاحظات واستفسارات ايضاً.
وتأكد ان لبنان سيحصل في المفاوضات على حقل قانا كاملاً وتعهداً من شركة توتال الفرنسية ببدء التنقيب والحفر والاستخراج بعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود. وهذا الامر اصبح من الثوابت. وهو مادفع الى تسريب هوكشتاين اجواء تفاؤلية. لكن لم يتم تحديد أي موعدٍ للاتفاق على ترسيم الحدود البحرية، بإنتظار انتهاء الاخذ والرد حول خط الحدود 23.
وتعليقاً على ما تسرب حول طلب اسرائيل غرّد النائب جميل السيد عبر حسابه الخاص على تويتر: «إذا صحّ أن هوكشتاين نقل للمسؤولين عندنا مطلباً إسرائيليًّا للتنازل عن النقطة الحدودية B1 في رأس الناقورة»، فالنقطة B1 لبنانية ولم تكن يوماً موضع نزاع ومثبتة بالخرائط الدولية، وأي تلاعب بها يؤدي إلى خسارة حدودنا القانونية في البحر، وأي قبول لبناني بالتفاوض حولها هو خيانة موصوفة!!».
وبينما تكتمت مصادر الرؤساء الثلاثة عن كشف تفاصيل اللقاءات التي جرت مع الوسيط الاميريكي اموس هوكشتاين، وما حمله من اجوبة وردود من الجانب الاسرائيلي حول نقاط الخلاف الاساسية في موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وتحديد مناطق الحفر، اشارت مصادر ديبلوماسية إلى ان هوكشتاين اعطى انطباعا بأن الجانب الاسرائيلي لم يرفض الاقتراحات اللبنانية المتعلقة باعتماد الخط٢٣،مع تخصيص كامل حقل قانا للبنان، مقابل حقل كاريش لإسرائيل، بالرغم من بعض الملاحظات الجانبية التي اثارها الجانب الاسرائيلي مطالبا بمساحة محصورة جدا، لتمرير كابلات وماشابه، وماتزال هذه النقطة موضع خلاف ، بسبب رفض لبنان الموافقة عليها.الا ان الملفت بزيارة اوكشتاين، استنادا للمصادر المذكورة طرحه طلبا إسرائيليا، يتعلق بترسيم النقطة الساحلية على الحدود اللبنانية الجنوببة مع أسرائيل، على أن تكون النقطة المسماة» B21» وتضم الجزء الجنوبي من منطقة الناقورة من ضمن الحدود الدولية، اي ضمن الحدود الدولية التابعة لإسرائيل، الامر ألذي اثار استغراب الرؤساء، باعتبار ان النقطة المذكورة هي من ضمن الاراضي اللبنانية، وهي ليست موضع تفاوض اطلاقا لانها تقع داخل الاراضي اللبنانية، واعتمادها نقطة جديدة للترسيم، يعني اعادة ترسيم المناطق المتنازع عليها، في تلال العرقوب ومزارع شبعا وانتزاع مساحات من الاراضي اللبنانية لصالح إسرائيل، وهو ما يرفضه لبنان كليا في حين تؤكد مصادر اليونفيل انها أنجزت تحديد اكثر من مايتين وسبعين نقطة في اطار مهمة ترسيم الحدود البرية، ولم يتبق الا عدد قليل من النقاط لتحديدها.
ولاحظت المصادر ان هوكشتاين ألذي حمل الاقتراح الاسرائيلي، الى المسؤولين اللبنانيين، لم يبدُ عليه انه متمسك به، بل نقله من الجانب الاسرائيلي الذي يسعى من وراء هذا الطرح تأخير التوقيع على اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي اصبح منجزا بشكل نهائي، ريثما تجري الانتخابات النيابية في إسرائيل، في حين علم ان الوسيط الاميريكي الذي كان يمضي إجازته الصيفية في إحدى الجزر اليونانية، التقى مسؤول لبناني مكلف بملف الترسيم، ووضعه باجواء زيارته لإسرائيل وحصيلة المحادثات التي توصل اليها.
وحسب بعض المعلومات فإن المسؤول اللبناني طلب من هوكشتاين،تسريع الخطى للتوقيع على الاتفاق نهائيا، في اقرب وقت ممكن وقبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، لكي تحتسب من إنجازات اونجاحات الرئيس ميشال عون، الا ان الوسيط الاميركي ابلغه،ان إتمام الترتيبات النهائية لانجاز الاتفاق، تتطلب مزيدا من الوقت.
وحملت السفارة الأميركية ما حصل بتغريدة جاء: «كنّا سعداء بدعم زيارة المبعوث الخاص والمنسق آموس هوكشتاين إلى لبنان اليوم. نحن نردد تفاؤله. إنّ الولايات المتحدة ملتزمة بالمساعدة في صياغة اتفاق لشعب لبنان».
ومع هذه النتائج، ينصرف المعنيون، بعد التسليم بأن الحكومة الجديدة، لم تعد أولوي بانتظار «معجزة ما»، الى الاعداد لجلسات اقرار الموازنة مع القوانين الاصلاحية المترابطة، من دون ان يغيب عن الاهتمام موضوع الحؤول دون الشغور الرئاسي.
الحاج حسن: المملكة خط احمر
الى ذلك، وفي موقف سياسي جديد لوزير الزراعة عباس الحاج حسن (المحسوب على حركة امل)، اطلقه من غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال، قال: ان العلاقات مع المملكة العربية السعودية خط احمر، ولا يمكننا ان نقبل بأن تبقى الأمور على ما هي الان ولا بد من عودتها الى ما كانت عليه، وأؤكد ان المنتجات اللبنانية ستعود الى المدن السعودية الرياض وجدة والطائف بإذن الله، فالعلاقات مع المملكة تاريخ طويل والأيادي البيضاء للمملكة التي تستمر حتى الآن لن تنسفها أزمة دبلوماسية من هنا أو أزمة سياسية من هناك.
يزبك: هل تحولت اليونيفيل الى قوات احتلال؟
وفي اول تعليق مباشر على تعديل قرار مجلس الامن حول التجديد للقوات الدولية في الجنوب، سأل الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك في خطبة ألقاها في مقام السيدة خولة في بعلبك: أين المسؤولون عن قرار مجلس الامن باعطاء القوات الدولية في الجنوب «اليونيفيل» حرية الحركة، وعلى الاطراف اللبنانيين التسهيل وعدم الحاجة إلى إذن من الجيش بحركة دورياتها المعلنة وغير المعلنة؟
وقال: هذا نقضٌ للاتفاقيات السابقة، وهذا تطور خطير يحول القوات الى قوات احتلال، ودورها حماية العدو الاسرائيلي بتعقب الناس والمقاومة. ولم يسمع صوت ولا موقف لمئات الخروق الاسرائيلية من قبل القوات الدولية فكيف حالها بعد إطلاق اليد؟ إن اتخذ القرار على حين غفلة من الحكومة ووزارة الخارجية فتلك مصيبة، وإن كان على علم فالمصيبة أعظم، فالقرار مؤامرة على لبنان وسيادته.
حلول للكهرباء
إجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض امس، في السراي الحكومي، بمشاركة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، والمديرة العامة للنفط أورور فغالي .
وأدلى الوزير فياض بتصريح بعد الاجتماع قال فيه: عرضنا ضرورة تغذية شبكة كهرباء لبنان لكي نحافظ على استمرارية المرفق العام، وبالنسبة لمادة الفيول الموجودة في معامل الذوق فقد صدر بيان اعلامي من مؤسسة كهرباء لبنان يقول ان هذا الفيول مطابق للمواصفات بحسب نتائج الفحوصات التي أجريت في لبنان والخارج، وهناك أوراق ثبوتية تؤكد ذلك، وهذا الفيول ليس مضرا على المستوى البيئي والصحي، وهو ضرورة من اجل تسيّير المرفق العام.
أضاف: اما بالنسبة للهبة الإيرانية فقد اعاد الرئيس ميقاتي التأكيد انها ليست مشروطة، واطلعناه على وفد اللجنة الفنية الذي سيقوم بزيارة ايران للاطلاع على مواصفات الفيول الذي نحتاجه والكميات التي ستكون متاحة لنا، كما أطلعناه على ما نقوم به لجهة البحث عن مصادر اخرى للفيول. وفي هذا الاطار أجريت اتصالا بوزير النفط الكويتي، خصوصا وان الكويت تقف دائما الى جانب لبنان، وهي مع جميع اللبنانيين من دون تميّيز، وسنتابع هذا الموضوع. كما اننا على اتصال مع دولة الجزائر الشقيقة لإعادة إمكانية إحياء استجرار الفيول من هناك.
وعلى صعيد آخر، أعلنت نقابة موظفي هيئة أوجيرو تعليق الإضراب لمدة اسبوع إفساحاً في المجال أمام إتمام المفاوضات. وأوضح رئيس نقابة موظفي أوجيرو أن اجواء الاجتماع مع وزير الاتصالات كانت ايجابية وهو سيرفع مطالب النقابة الى مجلس الوزراء وقال: كبادرة حسن نية سنعلق الاضراب لمدة اسبوع وسنستمر في المفاوضات.
اقتحام وزارة العدل
وفي تطور جديد استكمالاً لتحركهم، اقتحم أهالي ضحايا انفجار المرفأ مبنى وزارة العدل، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول الى الطبقة الخامسة حيث مكتب وزير العدل والمدير العام للوزارة، إذ تمكنت العناصر الأمنية المولجة حماية مدخل الوزارة من إعادتهم من الطبقة الأولى وإخراجهم من المبنى، علماً أن الوزير هنري الخوري لم يكن موجوداً في مكتبه.
فقد غافل صبيحة الأمس العسكريين المولجين بتأمين الحماية لمبنى وزارة العدل، وتمكّن عدد منهم من الدخول الى المبنى قبل أنْ يعمد رجال الإمن إلى إقفال الأبواب الحديدية بوجه الآخرين.
وتمّت محاصرة الأهالي ممَّنْ تمكّنوا من الدخول والوصول إلى درج المبنى في الطابق الأوّل، إثر استقدام عناصر من فرقة مكافحة الشغب لإخراج الأهالي، ومنعهم من التوجّه إلى مكتب الوزير الذي يقع في الطابق الخامسة، ما أدّى إلى وقوع اشتباك محدود بين الطرفين.
وهدف الأهالي من هجمتهم، إلى مقابلة الوزير الذي لم يكن في مكتبه، وطالبوا بحضوره، مؤكدين أنّهم لن يبارحوا المكان قبل مواجهته، وهم كانوا قد دخلوه عبر موقف للسيارات المقابل للمبنى، بعيداً عن أعين القوى الأمنية المتواجدين على مدخلي قصر العدل والوزارة.
وعلّق احد اهالي الضحايا بالقول: ما يحدث في الداخل هو اعتداء على اهالي الضحايا وعلى الاعلاميين، ما يؤكد ان الدولة بوليسية ونحن قلنا اننا سلميون وان ما قام به وزير العدل خارج اطار القانون.
وفي السياق، رأى «نادي قضاة لبنان» أنه ليس هكذا تصان الحقوق وتتحقق العدالة، وليس هكذا تتم إعادة الثقة بالقضاء ليقوم بفرض هيبته، وليس هكذا يتصرف من يفاوض ويناقش للاستحصال على قانون يكرس استقلالية السلطة القضائية».
وقال: ان الضرورات، أياً كانت أشكالها وأنواعها، لا تبيح المحظورات! فلا تشاركوا في تدمير ما تبقى من هيبة للقضاء، ولا تشاركوا من يقترح حلولاً اعتباطية، بل تراجعوا عن قراركم، فإن الرجوع عن الخطأ فضيلة.
3 قتلى بطرابلس
والحوادث الأمنية المتعلقة في عاصمة الشمال طرابلس، تستمر فصولاً، فقد اقدم مجهولون يستقلون دراجات نارية بالدخول الى محل المدعو «م.خ» لبيع الهواتف الخليوية في محل التل- طرابلس مقابل مبنى المالية حيث اقدموا على اطلاق النار من رشاشات حربية ورمي قنبلة يدوية لم تنفجر.
وافادت المعلومات عن سقوط ٣ قتلى وجريح واحد عرف من القتلى المدعو «ع.ح» وشقيقه «م.ح» واصابة بحالة حرجه للغاية نقلت الى المستشفى بواسطة جهاز الطوارئ الاغاثة والصليب الاحمر بالاضافة الى اصابة صاحب المحل «م.خ» بطلق ناري بقدمه فيما فر مطلقي النار على دراجات نارية وعمدوا على اطلاق النار في الهواء اثناء فرارهم.
وتابع الرئيس ميقاتي الوضع الأمني المتفلت في طرابلس، وأجرى اتصالات مع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسّام مولوي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان للجم التقاتل، وفرض الأمن واعتقال المتسببين الذي أدى إلى 4 قتلى وعدد من الجرحى.
وكشف الوزير مولوي عن دعوة مجلس الأمن الفرعي في طرابلس للإنعقاد ووضع خطة أمنية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
283 إصابة جديدة
صحياً، يواصل تقرير كورونا الصادر عن وزارة الصحة، تسجيل تراجعاً بعداد الاصابات، اذ سجل امس 283 إصابة جديدة بفايروس كورونا، وحالتي وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1212258 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
******************************
افتتاحية صحيفة الديار
زيارة سريعة لهوكشتاين الى بيروت: ترسيم الحدود البحرية تحت العناية الاميركية
نتائج إيجابية للاتصالات بين الوسيط الاميركي وتوتال لتنقيب نفط لبنان
لا حرب في أيلول؟… وقرار إعطاء حرية التنقل لليونيفيل مطلب «اسرائيلي» – نور نعمة
المشهد الابرز في الحياة السياسية اللبنانية هو الزيارة السريعة التي قام بها الوسيط الاميركي في ظل موقف حزب الله الصارم والحاسم والذاهب حتى النهاية في الحفاظ على حقوق لبنان النفطية، حيث تهدف الزيارة الى توجيه رسالة اميركية بان ملف ترسيم الحدود البحرية يخضع لعناية واهتمام اميركي حتى لو لم تتحقق نتائج فورية وحتما الى ابعاد الصدام بين لبنان و»اسرائيل» .
من جهتها، اشارت مصادر مقربة من قصر بعبدا للديار الى انه خلال الاجتماع الذي حصل بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوسيط الاميركي آموس هوكشتاين تم عرض نتائج الاتصالات التي قام بها مع الجانب الاسرائيلي في ضوء الملاحظات التي استمع لها في اخر زيارة له في لبنان. كما عرض الاتصالات التي قام بها مع المسؤولين في شركة توتال ومع الجانب الفرنسي. واضافت المصادر انه بالنسبة للمفاوضات، لا يزال لبنان موقفه واضح وهو التمسك بخط 23 وحقل قانا وعليه قال هوكشتاين بان لبنان سيكون له ما يريد في ملف ترسيم الحدود البحرية علما ان هناك بعض النقاط الذي يريد ان يستوضحها بهدف التوصل الى صورة شاملة في ما يتعلق بوضع حقل قانا الذي سيحصل عليه لبنان كاملا وبالاتفاق الذي سيبرم مع العدو الاسرائيلي بشكل غير مباشر عبر الولايات المتحدة. ولفتت المصادر الى ان هوكشتاين اعطى اجواء ايجابية قائلا انه اذا تم التفاهم على بعض النقاط العالقة المتعلقة بخط 23 عندها سيوقع الاتفاق خلال فترة وجيزة. اضف على ذلك، اعرب الوسيط الاميركي عن ارتياحه ازاء حصيلة الاجتماعات التي عقدت مع شركة توتال التي ستباشر في التنقيب في الحقول اللبنانية فور الوصول الى اتفاق في ملف الترسيم البحري. الى جانب ذلك، كشفت المصادر المقربة من قصر بعبدا ان هوكشتاين رأى انه من الضروري ابرام اتفاق في ترسيم الحدود البحرية وهنا استمع الجانب اللبناني الى ملاحظات الوسيط الاميركي والافكار التي طرحها حيث قال الرئيس عون انه سيتم درس هذه الملاحظات ليتخذ لبنان الرسمي لاحقا موقفا موحدا حيال هذا الموضوع.
الى جانب ذلك، تؤكد دعوة بري الى العودة للناقورة للتفاوض غير المباشر برعاية الامم المتحدة وبوساطة اميركية الاجواء الايجابية التي انتجتها زيارة هوكشتاين.
ويذكر ان الافرقاء السياسيين اللبنانيين خارج الحكم يودون التعامل مع ملف الترسيم بعد حصول الاستحقاق الرئاسي على غرار القوات اللبنانية والكتائب وغيرهم الا ان هؤلاء لا فعالية لهم على ارض الواقع في هذا الموضوع.
الادارة الاميركية وسلطة الاحتلال تريدان شراء الوقت حاليا لذا….
وفي النطاق ذاته، بات من الملاحظ ان هناك ملفين مؤجلين الى ما بعد الانتخابات الاميركية والاسرائيلية. ومن الواضح ان المباحثات حول الاتفاق النووي الايراني تم ترحيلها الى ما بعد الانتخابات الاميركية لان الادارة الاميركية لا تحبذ توقيع اتفاق نووي قبل الانتخابات النصفية خشية ان يؤدي ذلك الى تاثير سلبي على الادارة الاميركية الحالية في ظل جو اميركي معارض لاي اتفاق مع ايران. والامر ينطلي ايضا على العدو الاسرائيلي حيث ان الصراع الانتخابي الداخلي القائم ادى الى ارجاء ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان الى ما بعد الانتخابات كي لا تخسر السلطة الاسرائيلية القائمة انتخاباتها وسط رفض من قبل الصقور الاسرائيليين بابرام اي اتفاق يفيد حزب الله وان كان بطريقة غير مباشرة. وعليه، بات واضحا ان السلطة الاميركية وحكومة الاحتلال يريدان شراء الوقت لتأمين مصالحهما اولا ومن ثم التوجه مجددا لمقاربة ملفات مهمة.
وايضا، كشفت مصادر ديبلوماسية للديار ان الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين بمقدار ما يريد التوصل الى اتفاق في ترسيم الحدود البحرية بمقدار ما يريد ان تكون مصلحة «اسرائيل» فوق كل اعتبار ومن دون اي تنازل ينتقص من «ثروتها النفطية». وكما اصبح معلوما ان التوصل الى اتفاق بين لبنان والعدو لن يحصل قبل الانتخابات الاسرائيلية كي لا تستغل المعارضة الاسرائيلية اي موقف من سلطة الاحتلال الحالية في هذا المجال، سيكون للوسيط الاميركي زيارة اخرى للبنان لاستكمال المباحثات في ملف ترسيم الحدود البحرية والذي قال انه سيكون هناك اتفاق يصب في مصلحة نظام لبنان الاقتصادي.
مصادر مقربة من قصر بعبدا: هذا الخبر عار عن الصحة
من جهة اخرى، نفت مصادر مقربة من قصر بعبدا ما تحدثت عنه قناة الحدث من ان الرئيس ميشال عون طلب من وزير الخارجية اللبناني شطب قرار 1559 كما عدم التمديد لقوات اليونيفيل مؤكدة ان هذا الخبر عار عن الصحة.
الاقتصاد اللبناني مدمر
في غضون ذلك، ورغم النشاط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية، لا يكترث المواطن اللبناني لهذه اللقاءات بعدما تعذر عليه ان يلبي حاجاته الاساسية في ظل فقدان الليرة اللبنانية قيمتها يوما بعد يوم واستمرار الانهيار دون اي رادع او خطوة احتوائية تخفف من وطأته على الشعب. ذلك ان الفقراء يزدادون في لبنان فضلا عن المجزرة التي تحصل في حق ابناء هذا البلد وهي الهجرة الى حد ان البلاد فرغت من ناسها ورحلت نسبة كبيرة من الشباب اي هجرة الادمغة والتي تعتبر اكثر ايلاما من التدهور المالي والاقتصادي. والحال ان اللبنانيين الذين هاجروا حديثا يبنون مستقبلهم خارجا ولن يعودوا الى لبنان للاستقرار فيه مجددا بما انهم راوا بأم العين ان لا خطة تعاف جدية لانقاذ لبنان. وقصارى القول خسر الوطن شعبه وادمغته وشبابه وطرأ تغيير ديمغرافي خطير اجتماعيا ولا احد من المسؤولين يسأل.
لا حرب في ايلول
الى ذلك، ترك كلام مدير الامن العام اللواء عباس ابراهيم ارتياحا في الوسط السياسي والشعبي من عدم نشوب حرب بين المقاومة والعدو الاسرائيلي بقوله ان الوضع الامني بخير في دردشة مع الاعلاميين ما يؤكد ان الامور ذاهبة نحو التهدئة وليس التصعيد العسكري في شهر ايلول.
«اسرائيل» وراء قرار اعطاء الحرية لليونيفيل في تحركه بجنوب لبنان
من جانبها، كشفت مصادر ديبلوماسية للديار ان قرار الامم المتحدة الاخير باعطاء حرية التحرك لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان دون مؤازرة الجيش لها هو مطلب اسرائيلي حيث في بدء الامر عندما اتت هذه القوات كان اهالي قرى الجنوب يتصدون لها ويعتبرون تحركاتها استفزازية ولذلك استنجدت قوات اليونيفيل بالجيش اللبناني ليرافقها في جولاتها في القرى تجنبا لاي صدام مع الاهالي.
واليوم ستعود المواجهة بين الاهالي وبين قوات اليونيفيل في اي تحرك تقوم به ولذلك القرار الاخير للامم المتحدة لن يكون عمليا ولن ينفذ بل سيدعو اليونيفيل الجيش مرة جديدة ليرافقه في تحركاته لعدم استفزاز اهالي القرى اللبنانية الجنوبية الحدودية.
تعديل قواعد الاشتباك واليونيفيل
في سياق آخر وبعد الضجة «المتأخرة» والتي اثارتها القوى السياسية في لبنان وبعد تسريب ان قرار التجديد الاممي الجديد لقوات اليونيفيل العاملة في نطاق جنوب الليطاني وفق القرار1701، أكد اكثر من موقف على لسان قيادات حزب الله من الشيخ محمد يزبك الى كتلة الوفاء للمقاومة ان اي تعديل على مهام اليونيفيل واي تحرك في القرى وخارج الصلاحيات ومن دون مواكبة الجيش اللبناني لدوريات اليونيفيل هدفه التضييق على المقاومة والتفتيش خلفها.
وتؤكد اوساط معنية بالملف في محور المقاومة ان حزب الله والقوى المقاومة في لبنان، تعتبر ان اي اعتداء على المقاومة وبيئتها لن يمر وان اي مغامرة مماثلة تعرف اليونيفيل انها غير محسوبة ولا يمكن ان تمر. وما لم يحصل عليه العدو بكل اجهزة التجسس والعملاء والطائرات والعدوانات المتكررة لن يحصل عليه في زمن السلم!
وفي ملف مجلس الامن، تؤكد الاوساط ان وزارة الخارجية والحكومة لم تكن على قدر المسؤولية وحتى الفريق الدبلوماسي لم يكن على قدر التطلعات عندما سمح لهذه الفقرة التي زيدت على القرار ومررت خلافاً للمرات السابقة ومن دون اعتراض لبنان وبعثته الاممية امر خطير ولم يعد بالامكان شطب الفقرة التي تسمح بدخول اليونفيل واداء مهامها من دون مواكبة الجيش وهي تلاعب بقواعد الاشتباك وتغيير طبيعتها.
في المقابل ورداً على ما اثير عن عدم وضع موسكو فيتو على القرار، تؤكد الاوساط ان لبنان الرسمي لم يطلب تدخل روسيا لرفض القرار وايقافه بالفيتو.
لا حكومة في الافق؟!!!
حكوميا، قالت مصادر مطلعة للديار ان هناك ثلاث وجهات نظر بما ان الصراع المحتدم اليوم يكمن داخل 8 أذار حيث ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قال في مقابلته الصحافية ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي كان محبذا للاقتراح الذي تقدم به باضافة 6 وزراء سياسيين الى الحكومة نظرا للمرحلة الراهنة ويعني ذلك دخول النائب جبران باسيل الى الحكومة ولكن هذا المسار تعرقل بعدما رفضه الرئيس نبيه بري ناصحا ميقاتي بعدم السير به. وبالتالي لم يعد خافيا على احد ان الخلاف واقع بين الرئيس عون والرئيس بري حيث ان عون يريد حكومة من 30 وزيرا اما بري فيريد حكومة من 24 وزيرا. انما هذا التضارب في المصالح داخل فريق 8 اذار حتى اللحظة يشير الى ان ولادة الحكومة امر صعب.
وفي هذا السياق، اعتبرت اطلالة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وكلامه ان استمرار حكومة تصريف الاعمال بعد انتهاء ولاية عون يمثل اغتصابا للسلطة وانه سيلجأ الى خطوات تصعيدية. وهنا اعتبرت اوساط سياسية ان كلام باسيل موجه لحزب الله ليحسم موقفه ويؤيد طرح الرئيس عون باضافة 6 وزراء سياسيين.
وعلى هذا الاساس، سيكون هناك ثلاثة احتمالات سيلجأ اليها العهد والوطني الحر:
الخيار الاول هو بقاء رئيس الجمهورية في القصر على رغم تأكيد عون بانه سيغادر القصر الجمهوري.
الخيار الثاني هو انتزاع التكليف من الرئيس نجيب ميقاتي.
الخيار الثالث هو تكليف رئيس حكومة معين على غرار تكليف الجنرال عون بتشكيل حكومة في عهد الرئيس السابق امين الجميل.
وعليه، الفوضى الدستورية قد تكون عنوان المرحلة المقبلة وهذا ما لا يريده حزب الله لان هذا الامر قد يؤدي الى تدخل دولي لاحداث تسوية عادة تأتي على حساب المقاومة.
وجهة النظر الثانية هي قبول ميقاتي بتشكيل حكومة من 24 وزيرا مع تعديل حكومي طفيف عبر تغيير بعض الوزراء ليكونوا ايضا تكنوقراط انما هذا الطرح يلاقي رفضا عونيا وقبولا من بري.
اما وجهة النظر الثالثة تعتمدها بعض مكونات المعارضة والتي تقضي ان لا مصلحة بتشكيل حكومة الان ولبنان على مقربة من انتهاء ولاية الرئيس عون وبالتالي ستصبح هذه الحكومة حتما في حكم تصريف الاعمال.
القوات اللبنانية: العهد يعطي اولوية لتأليف حكومة وليس لانتخاب رئيس
بدورها، اكدت مصادر القوات اللبنانية تأييدها تحقيق اي خطوة تعطي لبنان حقوقه سواء في ملف ترسيم الحدود البحرية كما الترسيم مع سوريا واستعادة مزارع شبعا. ولفتت الى ان البعض يتعامل بخفة في موضوع الثروة النفطية حيث يجب التعامل مع هذا الملف وفقا للقوانين والتشريعات من اجل ان تضمن ان تكون هذه الثروة للاجيال القادمة وليس ثروة تتبدد على غرار الاموال التي نهبت في لبنان.
وجددت القوات اللبنانية تمسكها بحصول الاستحقاق الرئاسي ضمن المهلة الدستورية محذرة من الفراغ ومشيرة ان العهد للاسف يضع الاولوية لتأليف حكومة وليس لاجراء انتخابات رئاسية تعيد انتاج السلطة.
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق
«غطّ هوكشتاين .. وطار »… والأمور عالقة
زيارة خاطفة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، بعد غياب. وبمثل الضبابية التي غلّفت اجواء ملف ترسيم الحدود قبل مجيئه الى بيروت، جاءت المعلومات حول مضمون لقاءاته مع الرؤساء اللبنانيين. فالمعلومات تضاربت، وما تم تسريبه اولا ما لبث ان تم نفيه لاحقا. تارة عن ربط الاتفاق بالانتخابات الاسرائيلية واخرى عن مطالبة اسرائيلية بنقاط جديدة. وحده تفاؤل هوكشتاين بقرب الوصول الى اتفاق شكل ثابتة في مجمل زيارته.
الوسيط متفائل؟: بعد طول انتظار، عاد الوسيط هوكشتاين الى بيروت اخيرا وجال على المسؤولين، من دون ان يحمل في جعبته اي جديد وفق ما رشح من لقاءاته. وبعد اجتماعه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حيث عرض لنتائج الاتصالات التي اجراها مع الجانب الاسرائيلي وبعض النقاط المتعلقة بالمفاوضات، واستمع الى وجهة نظر لبنان حيال بعض النقاط التي يجري البحث في شأنها، قال: “كان اجتماعاً ممتازاً وأعتقد أننا احرزنا تقدماً جيداً في هذا المجال، … وأنا ممتن للرئيس عون على استقباله لي وعلى المناقشات التي اجريناها خلال الاجتماع ومتفائل في الوصول الى اتفاق”.
عين التينة: بعد بعبدا، توجه الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. وافادت المعلومات ان بري أكد “تمسك لبنان باتفاق الإطار وعزمه على الاستثمار لثرواته في كامل المنطقة الاقتصادية الخاصة به وحقه وسيادته”، مشدداً على “ضرورة العودة الى الناقورة للتفاوض غير المباشر برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية”.
في السراي: وفي السراي، استقبله رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وشارك في الاجتماع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، الوفد المرافق لهوكشتاين والمستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر. وفي خلال الاجتماع تمت مناقشة الافكار التي يحملها الموفد الاميركي على ان يصار الى التشاور بشأنها وابلاغ هوكشتاين الجواب عليها في وقت قريب.
المغادرة: بعد ذلك، انتقل هوكشتاين الى مطار رفيق الحريري الدولي منهيا زيارته لبنان. وقبل المغادرة قال في مؤتمر صحافي: “نتقدم في المفاوضات من أجل إبرام اتفاق يكون لصالح الاقتصاد اللبناني ، وسنبذل قصارى جهدنا للوصول إلى اتفاق يرضي الجميع”.
الفيول الايراني: وسط هذه الاجواء، لا جديد لا حكوميا ولا رئاسيا. وقد تفرّغ ميقاتي للبحث في الاوضاع المعيشية في السراي حيث استقبل وفدا “كهربائيا”. واجتمع مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض قبل الظهر، بمشاركة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، والمديرة العامة للنفط أورور فغالي . وقال فيّاض بعد الاجتماع: عرضنا ضرورة تغذية شبكة كهرباء لبنان كي نحافظ على استمرارية المرفق العام (…) اما بالنسبة الى الهبة الإيرانية فقد اعاد الرئيس ميقاتي التأكيد انها ليست مشروطة، وأطلعناه على أسماء وفد اللجنة الفنية الذي سيقوم بزيارة ايران للاطلاع على مواصفات الفيول الذي نحتاجه والكميات التي ستكون متاحة لنا. كما أطلعناه على ما نقوم به لجهة البحث عن مصادر أخرى للفيول، وفي هذا الاطار أجريت اتصالاً بوزير النفط الكويتي، خصوصاً ان الكويت تقف دائماً الى جانب لبنان، وهي مع جميع اللبنانيين من دون تمييز، وسنتابع هذا الموضوع. كما اننا على اتصال مع دولة الجزائر الشقيقة لإعادة إمكانية إحياء استجرار الفيول من هناك (…)”.
تعليق الاضراب: حياتيا ايضا، أعلنت نقابة موظفي هيئة أوجيرو تعليق الإضراب لمدة اسبوع إفساحاً في المجال أمام إتمام المفاوضات. وأوضح رئيس نقابة موظفي أوجيرو أن اجواء الاجتماع مع وزير الاتصالات كانت ايجابية وهو سيرفع مطالب النقابة الى مجلس الوزراء وقال: كبادرة حسن نية سنعلق الاضراب لمدة اسبوع وسنستمر في المفاوضات.
الاهالي وخوري: على خط تحقيقات المرفأ، اقتحم أهالي ضحايا انفجار 4 آب مبنى وزارة العدل، احتجاجا على طلبه من مجلس القضاء الاعلى تعيين قاض رديف في ملف المرفأ، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول الى الطبقة الخامسة حيث مكتب وزير العدل والمدير العام للوزارة، إذ تمكنت العناصر الأمنية المولجة حماية مدخل الوزارة من إعادتهم من الطبقة الأولى وإخراجهم من المبنى، علماً أن الوزير هنري الخوري غير موجود في مكتبه. بعدها، توجهوا الى قصر العدل حيث نفذوا اعتصاما.
الضرورات لا تبيح المحظورات: من جانبه، شدد نادي قضاة لبنان، على أن ليس هكذا تصان الحقوق وتتحقق العدالة، وليس هكذا يتم إعادة الثقة بالقضاء ليقوم بفرض هيبته، وليس هكذا يتصرف من يفاوض ويناقش للاستحصال على قانون يكرس استقلالية السلطة القضائية. واشار الى ان “الضرورات، أياً كانت أشكالها وأنواعها، لا تبيح المحظورات! (… )”.
قوات احتلال: في المقلب السياسي، وبعد توسيع صلاحيات قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، سأل الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك في خطبة ألقاها في مقام السيدة خولة في بعلبك: “أين المسؤولون عن قرار مجلس الامن بإعطاء القوات الدولية في الجنوب “اليونيفيل” حرية الحركة، وقال: “هذا تطور خطير يحول “القوات” الى قوات احتلال، ودورها حماية العدو الاسرائيلي بتعقب الناس والمقاومة. ولم يسمع صوت ولا موقف لمئات الخروق الاسرائيلية من قبل القوات الدولية فكيف حالها بعد إطلاق اليد؟
الحزب والمملكة: الى ذلك، وفي موقف لافت لوزير الزراعة عباس الحاج حسن المحسوب على حركة امل وحزب الله، اطلقه من غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال، قال “ان العلاقات مع المملكة العربية السعودية خط احمر ولا يمكننا ان نقبل بأن تبقى الأمور على ما هي الان ولا بد من عودتها الى ما كانت عليه، وأؤكد ان المنتجات اللبنانية ستعود الى المدن السعودية الرياض وجدة والطائف بإذن الله، فالعلاقات مع المملكة تاريخ طويل والأيادي البيضاء للمملكة التي تستمر حتى الآن لن تنسفها أزمة ديبلوماسية من هنا أو أزمة سياسية من هناك”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :