افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 3 أيلول 2022

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 3 أيلول 2022

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

مجموعة السبع تقرّ وضع سقف لتسعير النفط الروسي

روسيا توقف ضخ الغاز إلى أوروبا
ارتفاع منسوب التوتر بين لبنان والكيان بانتظار هوكشتاين… والنووي أمام الكونغرس 14 أيلول
صندوق النقد يجاهر بخلافاته مع الحكومة… وأبو غزالة يحجز على «سوسيتيه» الأردن
 

 

على أبواب فصل الخريف بدأت ترتفع وتيرة التصعيد في ملفات سوق الطاقة كساحة حرب بين الغرب وروسيا ، بعد فشل حزمات العقوبات المالية المتلاحقة التي أقرتها مجموعة الدول السبع بحق روسيا ، وأعطت نتائج عكسية تحسن معها سعر صرف الروبل أكثر من 50% ، بعدما ردت موسكو اعتماد الروبل كعملة لسداد ثمن مبيعات النفط والغاز والمواد الخام ، لتبدأ أوروبا معركة التخلي عن الغاز الروسي والبحث عن بدائل ، لمنح العقوبات فرصة إثبات تأثيرها ، وردت موسكو بتخفيض مبيعات الغاز لحرمان أوروبا من القدرة  على تحقيق الاستقلال الكامل عن حاجتها للغاز الروسي ، خصوصا في فصل الشتاء ، وهو ما قالت صحيفة الفاينانشيال تايمز أنه استقلال مستحيل ، لأن المشكلة ليست فقط بتأمين الطاقة الكهربائية ، عبر مولدات نووية يمكن اعادة تشغيلها او عبر العودة للاعتماد على الفحم الحجري ، ذلك أن أوروبا تعتمد على الغاز الروسي في مجالين يصعب تفادي الغاز الروسي فيهما ، هما أنابيب التوزيع المنزلي  ودورها في التدفئة من جهة ، ومن جهة مقابلة المصانع الكبرى والصغيرة التي تعتمد مباشرة على الأنابيب الصناعية لموارد  الغاز لتشغيل محركات آلاتها سواء كانت ضخمة أم صغيرة ، وهذه المصانع بالآلاف ومنتشرة في أنحاء الدول الأوروبية وخصوصا ألمانيا وفرنسا ، وفي هذه اللحظة المفصلية رضخت أوروبا ومجموعة الدول السبع للطلب الأميركي بوضع سقف لسعر بيع النفط الروسي عند حدود كلفة انتاجه ، بينما كانت موسكو قد هددت بالرد بوقف ضخ النفط في أسواق العالم ، وما قد ينتج عن خروج منتج كبير بحجم روسيا من السوق ، من التراعات واضطرابات  في الأسعار .

مع دخول المواجهة في أسواق الطاقة هذا المستوى من التصعيد ، تراهن اوروبا المأزومة على تعاون أميركي لتأمين البدائل ، سواء التي توفر لها الغاز البديل عن الغاز الروسي ، أو التي توفر الاستقرار للأسواق العالمية ، من خلال نجاح المساعي لإنهاء النزاع حول حقول النفط والغاز بين لبنان وكيان الإحتلال ، حيث التوتر يرتفع مع حلول أول أيلول ، الموعد الذي كان مقررا أن يبدأ معه كيان الاحتلال باستخراج الغاز من حقل كاريش قبل أن يؤجل الموعد شهرا كاملا تفاديا لفتح الباب لقيام حزب الله بترجمة تهديده باستهداف منصات الغاز في كاريش وما بعد كاريش ، ليصبح شهر أيلول بكل يوم فيه موعدا بورصة التوقعات بين تقدم المسار التفاوضي ، وتصاعد التحدي الأمني ، والأوروبي يضغط لنيل ثمن استجابته للطلبات الأميركية ، تسريعا بحل ملف الترسيم وبدء ضخ غاز المتوسط ، وبالتوازي تراهن أوروبا على دور أكبر لعودة إيران في أسواق النفط والغاز لتأمين البدائل لأوروبا من جهة واستقرار السوق من جهة موازية ، وإيران تملك طاقة انتاج تصل الى خمسة ملايين برميل يوميا ، وتشكل واحدة من أكثر دول العالم قادرة على تصدير الغاز ،  وهي الدولة الثانية بعد روسيا التي تجمع ميزات متقدمة في سوقي الغاز والنفط معا ، والرهان الأوروبي على تسريع الحل التفاوضي للنزاع الحدودي بين لبنان والكيان يوازيه رهان أوروبي على تسريع الموافقة الأميركية للعودة الى الاتفاق النووي مع ايران واعلان وقف العقوبات ، ويبدو ان موعد 15 أيلول يشكل مفصلا للعد التنازلي في الملفين ، فمن جهة يكون الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين الذي ينتظره لبنان قد قام بزيارته الى المنطقة ، تمهيدا لتبلور الصورة بين الحل السياسي او التصعيد الأمني ، ومن جهة مقابلة يكون المبعوث الرئاسي الميركي ف يملف إيران روبرت مالي قد قام بوضع الكونغرس الأميركي في صورة تطورات الملف التفاوضي مع غيران ، ما يوحي ان هذا الموعد سيكون فرصة لاعتبار الصورة قد توضحت حول مستقبل العودة للاتفاق النووي ، وهو ما تقول مصادر اميركية اعلامية ان اختياره تم للاعتقاد بان الاتفاقسيكون قج اصبح جاهزا للتوقيع .

لبنانيا دخلت العلاقة السلبية بين خبراء صندوق النقد الدولي والفريق المعتمد من الرئيس نجيب ميقاتي لإدارة الملف المالي برئاسة النائب السابق نقولا نحاس مرحلة المواجهة العلنية مع الرسالة التي وجهها الصندوق الى مجلس النواب احتجاجا على قانون السرية المصرفية الذي تم تسويقه أنه بطلب من الصندوق وهو مخالف لكل ما طلبه الصندوق ، وقالت مصادر مالية متابعة لهذه العلاقة أن الخلاف مستحكم بين الفريقين في كل الملفات ، بما فيها الكابيتال كونترول والدولار الجمركي والموازنة والية تعديل الرواتب بالمفرق من بوابة سعر الصرف ، الذي يصر الصندوق على توحيده ، وصولا الى اصل المشكلة في أرقام خطة التعافي وكيفية توزيع أعباء سد الفجوة المالية ونسبة ما يجب أن يتحمله مصرف لبنان والمصارف منها ، وتقول المصادر أن خبراء الصندوق يحذرون من لعبة المماطلة لفتح الطريق لتذويب ودائع المودعين وجعلهم يدفعون الخسائر قبل البدء جديا بالبحث بالخطة المالية ، وسجلت المصادر المالية مصدرا جديدا للخطر ينتظر المودعين ، بعدما بدأت المحاكم العربية والدولية استصدار أحكام بالحجز على مصارف لبنان مالية لسداد حقوق مودعين حرموا من الوصول إلى ودائعهم ، ما قد يؤدي الى فقدان المصارف أموالها في الخارج التي تشكل آخر ما يمكن البناء عليه في اي خطة لتنظيم حقوق المودعين ، والأحكام القضائية التي انتظرت ثلاث سنوات على المصارف لتنظيم أوضاعها بدأت بالتتابع ، فبعد احكام صدرت في محاكم بريطانية نجح الدكتور طلال أبو غزالة بالحصول على حكم قضائي في الردن بالحجز على مصرف سوسيتيه جنرال .

لم تسجل الساحة السياسية أيّ تطورات بارزة لا على صعيد تأليف الحكومة ولا على الاستحقاق الرئاسي على الرغم من الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، بانتظار تبلور مواقف القوى السياسية والكتل النيابية وحسم تحالفاتها والمشاورات الداخلية والخارجية التي يطلبها إنجاز هذا الاستحقاق كما درجت العادة.

وكذلك الأمر لم تظهر اية مؤشرات إيجابية تزيل الغموض في صورة ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، بانتظار الزيارة المرتقبة للوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين الى لبنان والتي رجحت حصولها مصادر مطلعة لـ «البناء» الأسبوع المقبل، ريثما يتلقى الوسيط الموقف «الإسرائيلي» النهائي من مسألة استمرار المفاوضات وتوقيع اتفاق الترسيم وموعد استخراج الغاز. وإلى أن يستقرّ المشهد بملفاته الثلاثة، تتعمّق الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية مع تحليق سعر صرف الدولار الى ما فوق 35 ألف ليرة ما أحدث صدمة لدى المواطنين وفي الأسواق التي تأثرت سلباً بهذا الارتفاع.

في غضون ذلك، لم تخرج الحكومة من دائرة الجمود والمراوحة، إذ لم يُفضِ اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى أيّ نتيجة. وأشارت مصادر الرئيس ميقاتي لـ «البناء» الى أنّ «الرئيس المكلف قدّم التسهيلات لتأليف الحكومة وكان مرناً بالتعاطي مع رئيس الجمهورية لا سيما في اللقاء الأخير الذي جمعهما في بعبدا، حيث طلب ميقاتي من الرئيس عون أن يقترح مجموعة أسماء لوزارتي الاقتصاد والمهجرين لكي يقوم بتسويقهما عند رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط وعند كتلة نواب عكار، لكن عون لم يطرح أية أسماء»، كاشفة أنّ زيارة ميقاتي الأخيرة تضمّنت هذا الاقتراح لكنه قوبل برفض عون وأصرّ على أن يسمّي الوزيرين كونهما من حصته»، ولفتت الى أنّ «ميقاتي يصرّ أن يلقى وزير المهجرين موافقة جنبلاط لكي تمنح كتلته الثقة النيابية للحكومة وكذلك موافقة كتلة عكار على وزير الاقتصاد كونها سمّت ميقاتي في الاستشارات النيابية»، وشدّدت المصادر على رفض ميقاتي لمقترح الرئيس عون بإضافة ستة وزراء على الحكومة، لأنه سيفتح الباب أمام سلة مطالب وشروط ويخلط أوراق التأليف ويعطل ولادة الحكومة ويفتح شهية القوى والكتل على الاستيزار وندخل بلعبة الأسماء والحصص والتوازنات»، وأوضحت المصادر أنّ «ميقاتي يرفض أن يكون وزيرا الاقتصاد والمهجرين من الفريق العوني أو التيار الوطني الحر بل من الطبيعي أن يكونوا من التكنوقراط على غرار وزراء الحكومة الحالية، لأنّ الموافقة على طلب عون بتسمية وزراء حزبيين سيمُسّ بتركيبة الحكومة وشكلها وأهدافها وسيدفع بالأطراف الأخرى للمطالبة باستبدال وزراء تكنوقراط بسياسيين».

لكن المصادر كشفت أنّ ميقاتي سيستمر بجهوده لتذليل العقبات وسيزور مجدداً رئيس الجمهورية في أي وقت لمعاودة الطلب منه تقديم أسماء لوزيري الاقتصاد والمهجرين، لكن الأمر يستوجب من رئيس الجمهورية المرونة والاقتناع بأن يكون الوزيران وسطيين ويحظيان بموافقة الأطراف المعنية.

واتهمت المصادر نفسها النائب جبران باسيل بمحاولة عرقلة تأليف الحكومة لأسباب سياسية، إذ أنّ تأليف حكومة أصيلة وكاملة الصلاحيات سيفقد رئاسة الجمهورية وهجها وكذلك حماسة واندفاعة الأفرقاء لانتخاب رئيس، ما سينزع من باسيل ورقة تفاوضية قوية خلال المفاوضات على رئاسة الجمهورية، ولذلك يريد تأجيل الحكومة والرئاسة بانتظار تسوية خارجية ـ داخلية يأخذ حصته فيها أكان في الحكومة قيد التشكيل أو رئاسة الجمهورية أو الحكومة التي ستشكل في العهد الجديد. ولذلك يشعر باسيل وفق المصادر أنه يفقد أوراقه مع نهاية ولاية الرئيس الحالي وسيفقد الثلث المعطل في الحكومة ولن يستطيع فرض شروطه في رئاسة الجمهورية المقبلة ولا في حكومة العهد الأولى في ظلّ رئيس جمهورية جديدة، لذلك يسعى الى عرقلة التسوية الحكومية الحالية إلا إذا نال مطالبه، ويذهب الى افتعال اشتباك سياسي ودستوري بانتظار التسوية الخارجية.

ولفتت المصادر الاتهامات بحقّ ميقاتي بربطه تأليف الحكومة بملفات أخرى، موضحة أنّ «القاصي والداني يعرف أن لا رئيس جمهورية ولا رئيس حكومة يمكنهما إقالة حاكم مصرف لبنان وهذا أمر له حسابات داخلية وأبعاد خارجية لا يمكن أن يحصل إلا بتوافق داخلي وبرضى خارجي وأميركي تحديداً»، متسائلة: «أليس من الأفضل بالنسبة لميقاتي أن يترأس حكومة كاملة الصلاحيات والمواصفات تحكم بأريحية وتتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية بغطاء سياسي ودستوري وشرعية نيابية، على أن يبقى حكومة تصريف أعمال عرجاء؟ ودعت الى تأليف حكومة أو إذا لا يريد عون وباسيل ذلك، فلنعد تشكيل وتكوين السلطة عبر انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة لتفادي الفراغ والإشكاليات الدستورية والأزمة السياسية التي ستنشأ في تشرين المقبل. وأكدت المصادر أنّ ميقاتي وفي حال دخلنا في الفراغ الرئاسي سيمارس صلاحياته المنصوص عنها في الدستور مع صلاحيات رئيس الجمهورية لأنّ السلطة لا تعرف الفراغ، كما ليس لدى ميقاتي أيّ مانع من تعويم الحكومة الحالية كما قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، لكن مع بعض التعديلات عليها لا سيما وزيري الاقتصاد والمهجرين.

وعلمت «البناء» أنّ «التواصل مستمرّ وقد فُعّل في الأيام القليلة الماضية بين حزب الله وميقاتي وأنّ العلاقة بينهما جيدة، والتنسيق متواصل على الصعيد الحكومي أو في الملفات الأخرى».

في المقابل تشير أوساط التيار الوطني الحر لـ «البناء» الى أن «القضية أبعد من أسماء ووزارات وحصصٍ تمثيلية، بقدر ما هي مبدأ ومعايير، تتعلق باستهداف ميقاتي حصة رئيس الجمهورية واختيار وتغيير وزراء محسوبين على رئيس الجمهورية كالطاقة والاقتصاد والمهجرين دون غيرهم من الوزراء، وينكرون عليه تسمية بدلاء عنهم، والهدف المس بحصة رئيس الجمهورية وبالتالي التوازنات السياسية والطائفية وليس مجرد تغيير وزراء رغم أنّ عون يوافق على استبدال وزير المهجرين بسبب نتائج الانتخابات النيابية». وشدّدت الأوساط على أنّ عون سيبقى يمارس صلاحياته لآخر دقيقة في ولايته ولن يوقع مرسوم حكومة لا تراعي المعايير الموحدة والتوازنات المعروفة. نافية أن يكون باسيل المسؤول عن تعطيل الحكومة، متهمة ميقاتي بأنه لا يريد تأليف حكومة في الوقت الراهن لأسباب عدة. محذرة من التصعيد السياسي خلال الشهرين المقبلين.

ويعقد باسيل مؤتمراً صحافياً الثلاثاء المقبل بعد اجتماع تكتل لبنان القوي. وعلمت «البناء» أنّ باسيل يستعدّ لإطلاق مواقف ستكون عالية السقف من جملة ملفات وتطورات عدة، وسيفنّد ملف تأليف الحكومة والاشتباك الدستوري حول حكومة تصريف الأعمال في ظل الفراغ ويرد على مواقف الرئيس نبيه بري التي صوبت على التيار بشدة وبشكل مباشر، كما سيصوّب الموقف من الاستحقاق الرئاسي ويردّ على مواقف الأطراف منه لا سيما القوات اللبنانية وقوى التغيير والمجتمع المدني. كما سيتحدث باسيل عن ملف ترسيم الحدود وضرورة دعوة الشركات لاستئناف أعمالها والتشديد على أهمية استخراج الغاز واستثماره في ظلّ الازمة الاقتصادية والمالية الخطيرة التي يمر بها لبنان.

وكان سعر صرف الدولار حلّق أمس، وألهب أسواق المحروقات والسلع والمواد الغذائية. ويرى خبراء لـ «البناء» أنه على الرغم من الأزمات الاقتصادية المتعددة التي تؤثر على سوق الصرف بطبيعة الحال، لكن الدولار هو سياسي أولاً، ويتأثر بالمناخ السياسي المتأزمة الآن من التأخير بتأليف الحكومة الى السجال السياسي والاشتباك الدستوري وغموض مصير الاستحقاق الرئاسي، فضلاً عن مناخ الحرب الذي يسود في البلاد الدخول في مطلع أيلول الذي سيشهد استحقاقات حاسمة لا سيما ترسيم الحدود. ويوضح الخبراء أنّ الدولار تحول الى سلاح سياسي في المعركة السياسية القائمة وأداة ضغط نقدية واقتصادية لدى الخارج في المواجهة مع أطراف داخلية مناهضة له لفرض رؤيته في الاستحقاقات والسياسات الداخلية.

الى ذلك، انطلق النشاط السياسي بخجل مع الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس، إذ استقبل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في الديمان، النائب ابراهيم كنعان وعرض معه الملفات المطروحة. وبعد اللقاء قال كنعان: «تأليف الحكومة يجب أن يحصل لأنّ استقرار لبنان والمساعي التي تبذل دولياً ومحلياً لإنقاذ البلاد مالياً واقتصادياً وسياسياً تحتاج الى سلطة شرعية وقائمة تقوم بواجباتها بشكل يومي، وتعالج الملفات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وأمور الناس». وشدّد كنعان على أن «الاستحقاق الرئاسي لا يقبل التأجيل تحت أي عنوان كان».

ويعقد تكتل نواب قوى التغيير مؤتمراً صحافياً اليوم للإعلان عن مبادرته الرئاسية الإنقاذية. وعلمت «البناء» أنّ المبادرة لن تتضمّن أسماء بل فقط معايير للانتخاب ومواصفات للمرشحين، نظراً لفشل قوى التغيير بالاتفاق على مرشح واحد، وسيُصار الى ربط موقفهم ببرنامج عمل المرشح وسياساته الخارجية وقدرته على جمع الأطراف ومخاطبة الخارج ونيل موافقته ووضع الخطط لمعالجة الازمات الاقتصادية والمالية.

وفي انتظار عودة الوسيط الأميركي، علمت «البناء» أنّه لم ينقل أيّ رسالة للمسؤولين اللبنانيين منذ زيارته الأخيرة حتى الآن، كما لم يتمكن من الحصول على موقف إسرائيلي نهائي، ترجح مصادر سياسية أن تتجه الحكومة الإسرائيلية الى تأجيل استخراج الغاز من كاريش الى أجل غير مسمّى لتفادي المواجهة مع حزب الله، على أن يتم التوصل الى صيغة للتفاوض على ترسيم الحدود في نهاية المطاف.

وأفادت وسائل اعلام محلية، بأن «هوكشتاين يحمل عدة نقاط أبرزها أنّ أميركا مصممة على إنهاء النزاع البحري اللبناني الإسرائيلي عبر التفاوض غير المباشر حصراً ويجب إعطاء الوقت اللازم للمفاوضات للوصول الى نتيجة، كما أنه يجب أن يحصل اتفاق شامل كيفية التنقيب والاستخراج»، ولفتت الى أنّ «هوكشتاين سيحمل كلّ ما سمعه من الجانب الإسرائيلي من الترسيم للتعاطي مع التنقيب والاستخراج»، مؤكدة أنه «مطمئن لجهة أن شركة توتال متريثة بالعمل بالبلوك 9 قبل الوصول الى اتفاق بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي».

في المقابل نقلت هذه الوسائل عن مصدر لبناني رسمي، قوله انّ «ليس هناك من موعد لزيارته ولا طروحات أو اقتراحات جديدة بشأن الترسيم وهناك لعبة بالإعلام الإسرائيلي عن مقترحات جديدة، ولبنان الرسمي لازال على موقفه من حقه بالحصول على الخط 23 مع كامل حقل قانا».

في سياق ذلك، وضعت قواعد المقاومة وتشكيلاتها العسكرية في جهوزية كاملة تحسّباً لأي توتر حدودي قد يتطور الى حرب عسكرية واسعة مع العدو الاسرائيلي. واشار موقع «والا»، أن «المؤسسة الأمنية الاسرائيلية تقدّر أنه في حال اندلعت حرب مع حزب الله، ستسقط آلاف الصواريخ على إسرائيل خلال أيام ولن يتمكن الجيش من مواجهة كمية النيران، وقد يضطر الجيش والقوات البرية للمناورة في عمق الأراضي اللبنانية لتدمير منصات إطلاق الصواريخ». ولفت الموقع، إلى أنه «على عكس عمليتي «حارس الأسوار» و»الفجر الصادق»، فكلّ الأسلحة الهجومية والمعلومات الاستخباراتية الدقيقة لن تكون كافية لإيقاف قدرة «حزب الله» الصاروخية».

في المقابل أكّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في المؤتمر السابع للجمعية العامة لـ»المجمع العالمي لأهل البيت» في طهران، الذي افتتحه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أنّ «حزب الله ساهم في تغيير معادلات المنطقة، فتغيَّر الاتجاه من تثبيت الكيان الغاصب إلى مسار تحرير فلسطين، ومن تكريس التبعيَّة للغرب إلى استقلال الشعوب، ومن الإحباط والاستسلام إلى المقاومة وتحقيق العزة والكرامة».

بدوره، أشار مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف خلال تكريمه في سهل بلدة حدث بعلبك، إلى أنّ «المقاومة أصبحت اليوم قوة محلية بنفوذ متسع، ولاعباً على مسرح الإقليم بدور لم يكن يتوقعه أحد، والأهمّ جيل شاب ينظر إلى المستقبل، وخلفه خبرة السنين تظلله رايات النصر، يكاد يقفز من شوقه يعبر الأسوار إلى الجليل».

*************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

الفيول الإيراني: ميقاتي شحاد ومشارط

رئيس الحكومة يواصل المماطلة ويريد من طهران 8 ساعات تغذية 

 

 

لن يرفّ جفن لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي حتى ولو «فطس» اللبنانيون جميعاً بسبب انقطاع التيار الكهربائي في أشد الأيام حرارة، طالما أن منازله في لبنان، وبطبيعة الحال في بلدان العالم «الأول»، مضاءة، وطالما أن السفارة الأميركية وبقية أوكارها السرية والمعلنة «مشعشعة». وهو، كرمى لعيون دوروثي شيا و«معلّميها» في واشنطن، لن يزعجه أن يواصل الهواية الأحبّ إلى قلبه: المماطلة وعدم قول الحقيقة.

مع «صفر كهرباء» – وقريباً ربما «صفر اتصالات» – همّ ميقاتي الأوحد إرضاء أميركا التي تملك دفتر عقوبات تضيف إليه من تشاء وتستبعد منه من تشاء، حتى ولو ابتلعت العتمة كل شيء. وهو مستعد للانتظار إلى أبد الآبدين «إذن» واشنطن الذي لن يأتي لاستجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية، على أن يشكّل وفداً يزور طهران للبحث في العرض الإيراني بتزويد لبنان بالفيول مجاناً. و«الميقاتي» أشطر من عليها في ابتداع الحجج والذرائع، مرة للتأكد من أن الهبة غير مشروطة، وأخرى للتأكد من مجانيتها، ومرة ثالثة للتأكد من المواصفات… حتى إذا ما أعيته الحجج لجأ إلى وضع الشروط على طريقة «شحّاد ومشارط»!

فمنذ أن أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الشهر الماضي استعداد إيران لتزويد معامل الكهرباء اللبنانية بالفيول مجاناً، بعد موافقة الحكومة اللبنانية، يدور الجدل عن الأسباب التي تمنع الحكومة ورئيسها من طلب المساعدة أو قبول الهبة. ومع أن ميقاتي يستمر في استخدام حجج ملتوية للتهرب من الموافقة الرسمية. فبعد اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة بالسفير الإيراني الجديد محتبى أماني لتقديم الأخير أوراق اعتماده، وتمّ التداول خلاله بالملف، استمرت الاتصالات لمناقشة ما يحتاجه لبنان وما تستطيع إيران أن تقدمه، وفقاً لورقة المواصفات التي أرسلتها وزارة الطاقة في تموز الماضي إلى السفير الإيراني في بيروت بعنوان «متطلبات إنتاج الطاقة الكهربائية» مرفقة بجداول مفصلة عن مواصفات الفيول والكميات المطلوبة. وقد أرسل السفير الإيراني الورقة إلى بلاده وجاء الجواب بأنها مؤمّنة، ولكن المطلوب أن توفد الحكومة اللبنانية وفداً رسمياً للتنسيق في الأمور التقنية.

 

رئيس الحكومة يواصل المماطلة ويريد من طهران 8 ساعات تغذية

وقالت مصادر مطلعة إن «ميقاتي عاد وتحدث عن عدم مطابقة الفيول الإيراني للمواصفات، علماً أن ذلك ليسَ صحيحاً»، مشيرة إلى أن هناك «نقطة وحيدة يمكن معالجتها وهي احتواء الفيول على نسبة عالية من الكبريت، وهو أمر واجهناه مع الفيول العراقي». وكشفت المصادر أن «الجهات التي تعمل على حل هذا الملف عرضت على ميقاتي حليّن لذلك: الأول، الاستعانة بشركة متخصصة تعمل على خفض نسبة الكبريت في الفيول عبر استخدام مواد معينة، وهناك تجارب سابقة للبنان في هذا المجال. إذ تمت الاستعانة في التسعينيات بشركة سويسرية لمهمة كهذه. والثاني، اعتماد الخيار الذي اتبعته الدولة مع الفيول العراقي عبر إجراء عملية استبدال (swap) مع شركة خاصة تزوّد لبنان بنفط مطابق». وعلمت «الأخبار» أن الخيارين نوقشا مع رئيس الحكومة، وطلبَ إليه التواصل مع نظيره الإيراني أو تشكيل وفد ليزور طهران، علماً أن وزير الطاقة وليد فياض يدفع في اتجاه تشكيل الوفد ولا يمانع أن يذهب هو شخصياً إلى إيران للبحث فيه. وقالت مصادر وزارية إن «مستشاراً من وزارة الطاقة زارَ السفارة الإيرانية في بيروت أخيراً لهذه الغاية».
ويقول معنيون بالملف إن «الجانب الإيراني لن يرضى بإرسال الهبة من دون موافقة رسمية مسبقة خشية أن تصل البواخر إلى بيروت فتسحب الدولة اللبنانية يدها من الأمر وترفض استلام الفيول خوفاً من الغضب الأميركي». إلا أن المفارقة تكمن في طلبات مستجدة لرئيس الحكومة الذي «يسأل عن إمكان أن تؤمّن إيران فيولاً يكفي لنحو 8 ساعات من التغذية يومياً، تضاف إلى ساعتَي تغذية يؤمنهما الفيول العراقي وساعتين أخريين يمكن تأمينهما عبر اتفاق مع شركة سوناطراك الجزائرية». واستغربت المصادر هذا «الطلب غير المنطقي»، وسألت: «كيف يمكن أن نشترط أن تكون الهبة كافية لتأمين هذا العدد من ساعات التغذية، وهو ما لم يؤمنه الفيول العراقي الذي ندفع ثمنه؟»، مشيرة إلى أن كل ذلك «مجرد حجج وعقبات يضعها ميقاتي لتبرير عدم قبول الهبة بشكل رسمي، وذلك بطلب من السفيرة الأميركية في بيروت».

*****************************

افتتاحية صحيفة النهار

حمى التدهور المالي على وقع الاستحقاقات المأزومة

 

في مطالع “اقلاعة” البلد بالاستحقاق الرئاسي ووسط التخبط الواسع التصاعدي في ازمة الاستحقاق الحكومي العالق على تعقيدات الصراع بين بعبدا والسرايا، استعاد مجمل المشهد الداخلي اهتزازاته الحارة ماليا واقتصاديا واجتماعيا على وقع موجات متجددة من حمى ارتفاع سعر #الدولار في السوق السوداء، وما يستتبعه ذلك من اضطرابات موازية ومواكبة في الكثير من القطاعات بدءا بسوق المحروقات المهتزة أساسا. ورسمت تطورات الأسواق المالية وأسعار المحروقات المتراقصة على وقع غير مألوف بحيث باتت عمليات التسعير مرتبطة ارتباطا فوريا بـ”نوبات” حمى الدولار، واقعا وسيناريو بالغي القتامة والتشاؤم حيال المرحلة القصيرة المقبلة الفاصلة عن نهاية ولاية العهد العوني الحالي، وما يمكن ان يستتبع هذه المرحلة الانتقالية من تداعيات في أزمات الانهيار، ما لم ينتخب رئيس للجمهورية في اسرع وقت واقله ضمن المهلة الدستورية. ذلك ان الأجواء الغامضة التي تتخبط فيها الاستحقاقات ولا سيما منها الاستحقاق الرئاسي بدأت تشكل تربة خصبة جديدة لتغذية مناخ الشكوك العميقة في مستقبل البلاد الامر الذي يؤثر بخطورة متنامية على واقع الأسواق المالية والمناخات الاقتصادية . كما ان التصريحات التي تحدثت عن تراجع مطرد تحت الخط الأحمر في احتياطات مصرف لبنان بالدولار، بدت بمثابة جرس انذار متوهج بإزاء قدرة المصرف المركزي على احتواء الاتي الأخطر من الازمات، ما لم تظهر بوارق احتمالات إيجابية لانتخاب رئيس الجمهورية وتجنب خطر الفراغ الذي بدأ يشكل، وحتى اشعار آخر، الاحتمال الأكثر رجحانا على السنة معظم القوى السياسية الداخلية.

 

اما الجانب الاخر من التداعيات السلبية التي تؤثر بقوة على الوضعين المالي والاقتصادي، فتتمثل في تصاعد القلق من التطورات الإقليمية المحيطة بلبنان . ذلك ان لبنان ينتظر راهنا بترقب حذر جدا الزيارة المقبلة للوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل اموس هوكشتاين، وكأن عينه على الحدود الجنوبية وعينه الأخرى على الارتدادات المتوقعة لاحداث عدة في المنطقة ابرزها ملف الاتفاق النووي الإيراني .

 

 

الأزمة الحكومية

ولكن مجمل هذه المعطيات لم تشكل بعد الضغوط الكافية كما يبدو لبت الخلاف المستحكم حول ملف تاليف الحكومة الجديدة . وبعدما تشبث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بطرحه تعيين ستة وزراء دولة سياسيين في الحكومة لا يبدو باب التفاوض مفتوحاً على صعيد رئاستي الحكومة ومجلس النواب لناحية اقتراح تشكيل حكومة بمقاعد ثلاثينية. وبحسب مصادر رئاسة الحكومة لـ”النهار”، فان التداول سينحصر في قابل الأيام بإمكان تعويم الحكومة الحالية مع استكمال النقاش حول تبديل وزيري الاقتصاد وشؤون المهجرين. ويُختصر موقف السرايا بأنّ إعادة استنهاض الحكومة الحالية بنسخة محدّثة من 24 وزيراً سيحصل لا محالة في التوقيت المناسب قبل انقضاء المهلة الدستورية لاستحقاق الرئاسة الأولى. وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي انطلق في لقائه الأخير مع الرئيس عون من تأكيده ضرورة استبدال وزير الاقتصاد أمين سلام بشخصية تمثّل محافظة عكار كشرط أساسي لضمان منح تكتل “الاعتدال الوطني” الثقة للحكومة العتيدة، لئلا يحجبها؛ من دون اعتراضه على انطلاق تسمية الوزير الجديد والتوافق عليه مع رئيس الجمهورية باعتبار أن حقيبة الاقتصاد محسوبة توزيرياً على العهد الرئاسي الذي كان اختار سلام. وتبدو النقطة الثانية المتمثلة باستبدال وزير المهجرين عصام شرف الدين أكثر سهولة للتوصل إلى توافق قريب حولها. وقد تباحث عون وميقاتي في طرح شخصية درزية تنبثق تسميتها من رئيس الجمهورية ويوافق عليها الرئيس المكلف، على ألا تنال اعتراض رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كصيغة لاختيار الوزير الدرزي الثاني.

 

وبدا لافتا في هذا السياق تكرار التحذيرات الفرنسية من خطورة الأوضاع في لبنان من دون ملامسة باريس ملف الاستحقاق الرئاسي. وفي هذا السياق حذرت وزيرة اوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية كاترين كولونا من “هشاشة الوضع اللبناني المنهك ” ودعت المسؤولين فيه الى اتخاذ القرارات الحاسمة للاصلاح ومن اجل العدالة وطالبتهم بالتوافق في ما بينهم وبين اللبنانيين، مشيرة الى ان فرنسا ستستخدم نفوذها لوقف الاهمال والتعسف . واعتبرت في خطاب لمناسبة اختتام الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين المعتمدين في العالم “ان لبنان منهك، وشدة الازمة الاقتصادية ليس لها مثيل…مسؤوليتنا هي دعم الشعب اللبناني المنهك، واستخدام نفوذنا لوقف الاهمال والتعسف.”ولاحظت “ان اسباب الامل موجودة فقد حصلت الانتخابات النيابية وتم توقيع اتفاق فني مع صندوق النقد الدولي.” وحذرت “ان انهيار لبنان سيستمر من دون جهد المسؤولين اللبنانيين، لذلك سنكون متيقظين بالكامل حتى يحقق المسؤولون اللبنانيون هذه المطالب للاصلاح والعدالة ويتوافق اللبنانيون في ما بينهم”.

 

 

ما بين الدولار والمحروقات

في غضون ذلك ووسط كل هذا التخبط الداخلي والغموض الخارجي مع بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، ازداد الوضع المعيشي سوءا وتدهورا، وحلق امس سعر صرف الدولار، وسط تباين أسعاره في السوق السوداء صباحا. فبعض المنصات أظهرت سعر 34 ألفاً و350 ليرة لبنانية، في حين ظهرت على منصات أخرى أسعار أعلى مثل 35 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد، وأخرى 35 ألفاً و600 ليرة، الأمر الذي أدّى إلى خلل في السوق، فتوقف عدد من الصرافين عن بيع الدولار.

 

وسرعان ما انعكست هذه التقلبات على القطاعات الحيوية والاساسية وابرزها المحروقات. فأعلن تجمّع أصحاب محطات المحروقات في بيان، انه “بعد ارتفاع سعر صرف دولار السوق السوداء واصبح الفرق يشكل اكثر من 70 بالمائة من الجعالة التي لا تصل كلها أصلاً ولا تكفي لسد حاجات المحطات، وبعدما كنا نبّهنا الى أن الإقفال سيكون قسرياً، بدأنا نرى غالبية المحطات تغلق أبوابها لوقف النزف الذي بدأ منذ بداية الأزمة في ظل عدم اكتراث من المعنيين”. وذهب عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس الى القول ان “مجزرة تحصل بحق أصحاب المحطات. نشتري الدولار اليوم 35200 ليرة لتسديد ثمن البنزين ونبيعه 33800 وفقاً لجدول الاسعار. خسارة 21000 ليرة في كل صفيحة بنزين. كفى آذاناً غير صاغية لوجعنا. يجب إيجاد آلية تسعير جديدة لوقف هذا النزيف. يُلزمونا شراء البنزين بالدولار ومن ثم يُلزمونا بيعه بالليرة”. وصدرت بعد الظهر تعريفة جديدة سجلت ارتفاعا إضافيا ملحوظا في أسعار المحروقات .


 

الى ذلك، أعلنت نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز ومستلزماته أنه “إثر التقلبات الحادّة والمستمرة التي يشهدها سعر صرف الدولار الأميركي بالليرة اللبنانية، تواصل النقيب فريد زينون مع مكتب وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض طالبا منه إصدار جدول أسعار جديد للغاز المنزلي، يمكّن موزعي الغاز والمحطات العاملة على كل الأراضي من متابعة تسليم المادّة في السوق، على أن يأخذ هذا الجدول بالاعتبار التغيرات في سعر الصرف كما وحماية مصالح الموزّعين والمواطنين على حدّ سواء”.


 

في هذه الاثناء، وبعد تدني قيمة رواتب موظفي القطاع العام بفعل الوضع الإقتصادي المتدهور، طلبت رئاسة مجلس الوزراء إلى كل الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات واتحادات البلديات والمجالس والصناديق والهيئات والإدارات ذات الموازنات الملحقة تحديد كامل التقديمات والمنافع التي يستفيد منها العاملون لديها وأي نفقة الزامية أخرى مرتبط احتسابها بالحدّ الادنى الرسمي للأجور، على أن تكون المعلومات شاملة وتفصيلية وواضحة وعلى مسؤولية من أعدها، وعلى أن ترفع المعلومات المطلوبة إلى المديرية العامة لرئاسة مجلس الوزراء خلال مدة 20 يوماً .

 

 

****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

باريس: شعب لبنان منهك وسنستخدم نفوذنا لوقف التعسّف

“حكومة تشرين”: طبق الأصل!

 

مع تناقص “حبّات الرمل” في ساعة الاستحقاق الرئاسي وتسارع العد العكسي للحظة أفول العهد العوني وشغور قصر بعبدا عن سابق تصوّر وتصميم، كما عبّر النائب سليم عون في معرض توقعه علناً أمس عدم حصول انتخابات رئاسية ضمن المهلة الدستورية “لأن لا إمكانية لعقد جلسة مكتملة النصاب بين جميع الأطراف”… أضحت لعبة “شد حبال” الحكم بين أركان السلطة محصورة بالحلبة الحكومية، تثبيتاً للمواقع وتحصيناً لخطوط الدفاع عنها خلال “ولاية الفراغ”، وعلى ذلك يستشرس العهد وتياره في سبيل الاستحواذ على “حصة الأسد” في حكومة الشغور الرئاسي لضمان تكبيل مجلس الوزراء بقيد الثلث المعطّل وإبقاء مفاتيح الحل والربط في قبضة “حارس بعبدا” و”حابس السراي” جبران باسيل.

 

وفي الانتظار، تتصاعد حدة الاشتباك الرئاسي وترتفع وتيرة التجاذب وتناتش الصلاحيات بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، وسط تسابق كل منهما في تظهير سطوته الوزارية في التأليف والتصريف الحكومي، سيّما في ظل ما بدا أمس من مزاحمة جلية بين الجانبين على تصدّر مشهد إدارة البلاد مع تظهير صورة دخول قصر بعبدا شريكاً مضارباً للسراي الكبير في عقد اللقاءات الوزارية والتنسيقية مع عدد من القطاعات. إذ وعلى ما تبيّن من أجواء اللقاء الخامس بين عون وميقاتي، فإنّ “البتّ في ملف تشكيل الحكومة تم ترحيله إلى تشرين الأول المقبل لتكون ولادة التشكيلة المرتقبة في الربع الساعة الأخير من ولاية العهد”، وفق ما نقلت مصادر مواكبة للاتصالات الحكومية، متوقعةً أن تأتي التشكيلة الجديدة في نهاية المطاف “نسخة طبق الأصل عن تشكيلة تصريف الأعمال”.


 

وأعربت المصادر لـ”نداء الوطن” عن “قناعة الأفرقاء المعنيين بالاتصالات الحكومية بأنّ عملية تدوير الزوايا في التعديل الوزاري تبدو متعذرة حتى الساعة، ولذلك قد يكون المخرج الأفضل هو في إعادة تشكيل الحكومة القائمة كما هي، لكي تصبح كاملة الصلاحيات في مرحلة الشغور الرئاسي”، موضحةً أنه “بعدما تراجع الرئيس المكلف عن مسودة تشكيلته الأولى وقدّم تشكيلة ثانية أبقت وليد فياض في حقيبة الطاقة مع إبداء مرونة في مسألة تسمية بديلين عن وزيري الاقتصاد والمهجرين أمين سلام وعصام شرف الدين، لم يلاقِ عون التراجع الميقاتي بخطوة مماثلة، بل مضى قدماً في طلب التفرّد بتسمية الوزيرين البديلين باعتبار سلام وشرف الدين كانا من حصته في الحكومة الحالية، كما أعاد الإصرار على توسعة الحكومة لتكون ثلاثينية من خلال إضافة 6 وزراء دولة سياسيين تحت عنوان ضرورة تأمين الغطاء السياسي للحكومة التي ستنتقل إليها صلاحيات رئيس الجمهورية في مرحلة الشغور”.


 

وفي المقابل، لفتت المصادر نفسها إلى أنّ “المعارض الأساس للحكومة الثلاثينية هو الرئيس نبيه بري الذي عبّر صراحةً عن ذلك في مهرجان صور الأخير، فضلاً عن تأكيد ميقاتي لعون عدم حماسته لطرح التوسعة بغية تجنّب توسيع رقعة الخلاف على الحصص والتسميات الوزارية”. وأمام هذا الواقع أخذ “حزب الله” على عاتقه الدفع قدماً بصيغة “إبقاء القديم على قدمه”، فأبلغ المعنيين بالتأليف أنّه بات يرى الحل الأمثل للمعضلة الحكومية في “إصدار مراسيم التأليف وفق تشكيلة الحكومة الحالية ذاتها، بتوزيعة الحقائب ذاتها والأسماء الوزارية ذاتها”.


 

في الغضون، وغداة تحذير الرئيس إيمانويل ماكرون في خطابه السنوي أمام السلك الديبلوماسي الفرنسي من “الوضع الهشّ” في لبنان، مشدداً على وجوب تعزيز سيادته واستقراره في مواجهة “ارتدادات الأزمات الإقليمية”، برزت أمس إضاءة وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أيضاً على “هشاشة الوضع اللبناني”، بحيث أكدت في ختام اجتماع السفيرات والسفراء الفرنسيين المعتمدين في العالم على ضرورة “دعم الشعب اللبناني المنهك”، داعيةً في المقابل المسؤولين اللبنانيين إلى “اتخاذ القرارات الحاسمة للإصلاح، ومن أجل العدالة”.

 

وإذ نوّهت بالحاجة إلى “التوافق في ما بين اللبنانيين”، قالت كولونا: “لبنان منهك، وشدة الأزمة الاقتصادية (لديه) ليس لها مثيل”، وأردفت: “مسؤوليتنا هي دعم الشعب اللبناني المنهك، واستخدام نفوذنا لوقف الإهمال والتعسف”، مع الإشارة في الوقت عينه إلى أنّ “أسباب الأمل موجودة، فقد حصلت الانتخابات النيابية، وتم توقيع اتفاق فني مع صندوق النقد الدولي”.

 

****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

ميقاتي ينوي لقاء عون لتصريف الأعمال لا كمكلف تشكيل الحكومة

إذا استمرت العقد في وجهه

  محمد شقير

كشف مصدر سياسي بارز واكب الأجواء التي سادت الجولة الخامسة من مشاورات تشكيل الحكومة بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، أن ميقاتي لن يلوذ بالصمت إلى ما لا نهاية حيال تمادي رئيس الجمهورية في إقفال الباب أمام تعويم الحكومة الحالية، برفضه البحث بأي صيغة من شأنها أن تدفع باتجاه إخراجها من التأزم، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن ميقاتي يدرس حالياً حصر لقاءاته بعون في الأمور ذات الصلة المباشرة بتسيير أمور الدولة والالتفات إلى الهموم المعيشية للبنانيين.

ولفت المصدر السياسي إلى أن الاجتماع الأخير بين عون وميقاتي لم يتطرق سوى لدقائق لموضوع تشكيل الحكومة، وأن عون خصص الوقت المتبقي من اللقاء لانتقاد رئيس المجلس النيابي نبيه بري، محملاً إياه مسؤولية ما أصاب عهده من كوارث، وقال إن الرئيس المكلف لم يكن مرتاحاً لإصرار عون على إقفال الباب أمام البحث بالملف الحكومي، وهذا ما يدفعه إلى تعليق مشاورات التأليف وعدم التوجه إلى القصر الجمهوري كرئيس مكلف، وإنما كرئيس لحكومة تصريف الأعمال للتشاور معه في تدبير الأمور الطارئة للبلد، وفي تلك ذات الصلة بمشكلات اللبنانيين.


وأوضح المصدر نفسه أن ميقاتي اتخذ هذا القرار في ضوء تقويمه للقاءات التي عقدت مع عون، والتي لم تؤد إلى إحداث خرق لإخراج تشكيل الحكومة من التأزم، وقال إن ميقاتي استغرب الموقف المفاجئ لعون بترحيل البحث في الملف الحكومي والاستعاضة عنه باستهداف بري بهجوم سياسي. وأكد أن ميقاتي ليس في وارد الموافقة على إصرار عون على استهداف بري، ما يؤدي إلى تعطيل تشكيل الحكومة.

وبكلام آخر، فإن ميقاتي لا يجاري عون بأن يتخذ من مشاورات التأليف متراساً للهجوم على هذا الطرف أو ذاك، لأن الأولوية، كما يقول المصدر نفسه، يجب أن تُعطى لتشكيل الحكومة بتعويم حكومة تصريف الأعمال.

ويضيف المصدر السياسي أن ميقاتي، وإن كان منذ الآن يتطلع إلى لقاء عون رئيساً لحكومة تصريف الأعمال، لا يريد أن يوصد الأبواب أمام معاودة اللقاءات للبحث في الملف الحكومي، في حال أن عون راجع مواقفه لاستئناف التواصل، خصوصاً أنه هو من أقفلها برفضه في اللقاء الأخير حصر النقاش بالملف الحكومي.


ويؤكد أن ميقاتي على استعداد لاستئناف مشاورات التأليف في حال أن عون بادر إلى إطلاق إشارات إيجابية يمكن التأسيس عليها للمضي في التواصل، ويقول إن الكرة الآن في مرمى عون.

ولدى سؤال المصدر السياسي حول صحة ما يتردد بأن ميقاتي قد لا يمانع صرف النظر عن مطالبته باستبدال وزيري الاقتصاد أمين سلام والمهجرين عصام شرف الدين، شرط أن تأتي في سياق الإفراج عن تعويم الحكومة الحالية، قال إن القرار يعود أولاً وأخيراً إلى الرئيس المكلف الذي يبدي كل استعداد للتضحية في سبيل تجاوز الخلافات حول تشكيلها.

ويضيف أن ميقاتي لن يفتعل أي مشكلة في حال تقرر الإبقاء على الوزيرين سلام وشرف الدين، لكن شرط أن يتعاطى عون مع خطوته هذه بانفتاح ومرونة. ويرى أنه يجهل الأسباب الكامنة وراء لجوء عون في اجتماعه الأخير بميقاتي إلى قلب الطاولة بإعادته المشاورات إلى نقطة الصفر، ويسأل لماذا أصر عون على أن يتخذ من اللقاء الأخير منصة للهجوم على بري؟ وهل يعتقد أنه الآن في الموقع الذي يتيح له الدخول في تصفية حسابات مع رئيس البرلمان، فيما يستعد لمغادرة القصر الجمهوري فور انتهاء ولايته الرئاسية.

ويؤكد أن رهان الفريق السياسي المحسوب على عون على قدرة الأخير على إقحام البلد في أزمة سياسية تسمح لوريثه السياسي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، باستثمارها سياسياً، ليس في محله، لأنه لا يتمتع بالقدرة السياسية التي تمكن باسيل من أن يعيد خلط الأوراق.

ويعتقد المصدر نفسه أن قرار ميقاتي بتعليق مواصلته لمشاورات التأليف مع عون لا يعني أن إمكانية تعويم حكومة تصريف الأعمال قد سُحبت نهائياً من التداول، وأن هناك فرصة لإعادة الاعتبار لها، وقبل مغادرة عون لـ«بعبدا»، وبتدخل دولي لقطع الطريق على جر البلد إلى اشتباك دستوري في حال استعصى على النواب انتخاب رئيس جديد برغم أن الدستور ينص على أن صلاحيات الرئيس تُناط بالوكالة إلى مجلس الوزراء مجتمعاً من دون أن يلحظ ما إذا كانت الحكومة مكتملة الأوصاف أو تتولى تصريف الأعمال.

لذلك يدعو المصدر نفسه إلى ترقب ما يمكن أن يقدم عليه باسيل كونه يملك زمام المبادرة بالنيابة عن الفريق السياسي المحسوب على عون، في سياق استخدامه لآخر ما لديه من أوراق التعطيل لتعويم نفسه سياسياً ليكون شريكاً في انتخاب الرئيس العتيد بعد أن تراجعت حظوظه في الترشح للرئاسة.

****************************

 افتتاحية صحيفة الجمهورية  

 

 السوق السوداء تشعل الدولار ومخاوف من «الأعظم».. ودعوة عربية لحفظ الاستقرار

 

باقٍ من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية 58 يوما، فيما مفتاح الاستحقاق الرئاسي ضائع في مغارة المجهول. ولأنّ هذه المغارة مقفلة بشيفرة سياسية مبعثرة رموزها بين مكونات سياسية تعاني ذروة التصادم والانقسام، ليس من سبيل سوى الاستعانة بشخصية تشبه «علي بابا» بطل واحدة من حكايات الف ليلة وليلة، لينطق بتلك الجملة السحرية «افتح يا سمسم»، لينشقّ باب المغارة ويُنتشل مفتاح الرئاسة من أعماقها. ولكن من هو هذا الـ»علي بابا»؟ ومن أين سياتي؟ وهل هو موجود أصلاً؟ وإن كان موجوداً، هل سيقبل بأن يعيّن أطرافاً لا يعيّنون أنفسهم؟!

ما يدفع الى استحضار هذه الفرضية الخرافية، هو تطابقها مع الحالة المرضيّة المستعصية التي يعانيها لبنان؛ التي تتجلى في التمزّق على مستوى مكوناته السياسية، وفي المسافات الشاسعة التي تفصل فيما بينها، وتصادم رؤاها وتوجهاتها وأجنداتها، وافتراقها على الثانويات والأساسيات من القضايا التي تعني بلداً قابعاً في قعر الدرك الأسفل ماليّا واقتصاديّا ومعيشيّا، وفي اتقانها فقط فنّ النكد والنكايات والكيد ونصب الكمائن والمكائد لبعضها البعض.

 

السؤال الذي يفرض نفسه امام هذا الواقع المهترىء: كيف يمكن لوطن ان يعود الى الحياة مع وضع كهذا؟ وكيف لمكوّنات تُعادي بعضها بعضاً أن تتفاهم او تتوافق على إتمام استحقاق رئاسي يحلم اللبنانيون في أن يشكل معبرا الى زمن سياسي جديد يؤسس لاضاءة ولو شمعة في نفق البلد المظلم وأزمته الخانقة؟

 

لعل جولة سريعة على مواقف القوى السياسية وتحضيراتها المرتبطة بالاستحقاق الرئاسي كافية للجزم باستحالة إتمامه بشكل سلس، فكل طرف يعزف مواله الرئاسي، ويروّج لما تبدو «مواصفات مقدسة»، حتى اسقط هذا الاستحقاق في صدام مواصفات مفتوح على كل شيء، الا على انتخاب رئيس جديد للجمهورية. من هنا تتبدّى في هذه الصورة الحاجة الملحة الى من ينتشل الاستحقاق الرئاسي من قمقم الخلافات الداخلية، ويجنّب لبنان فراغا رئاسيا وما قد يتأتّى منه من مخاطر مجهولة الكمّ والنّوع. وبديهي هنا الرهان على «صديق» يمد يد المساعدة، ولكن هل هذا الصديق موجود حيث لم يعد ثمة صديق حقيقي للبنان؟

 

إشعال الدولار!

ولعل المريب في هذا المشهد الداخلي الملبّد بضغوطات وأعباء ثقيلة على اللبنانيين، هو تزامن بدء مهلة الستين يوماً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مع إشعال الدولار، ومواظبة الغرف السوداء التي تتحكّم به على دفعه بقفزات خطيرة لامست امس سقف الـ36 الف ليرة، وعلى نحوٍ ترافق مع ارتفاع اضافي في اسعار المواد الاستهلاكية، وادخال اسعار المحروقات الى مدار التحليق من جديد، توازياً مع مُسارعة بعض محطات المحروقات الى رفع خراطيمها.

 

اللافت في هذا السياق ما أشارت اليه مصادر مالية بقولها لـ«الجمهورية» ان «عودة اللعب بالدولار ليس مردّها الى عامل مالي او اقتصادي، بل الواضح في هذا السياق ان ما يجري على هذا الصعيد هو جراء عامل سياسي، وَكّلَ يداً خفيّة بإعادة اشعال الحريق المالي في البلد… وهذا يبعث على الخوف من الأعظم الآتي».

 

وتخوفت المصادر من ان يكون هذا التلاعب، في هذه المرحلة تحديدا، دفع البلد نحو انفجار مالي يصل بالدولار الى ارقام فلكية للضغط على الاستحقاق الرئاسي وتمريره خدمة لحظوظ مرشحين معينين، ولكن ما يثير الخوف الشديد انه إن وقعَ هذا الانفجار، فقد لا يكون في مقدور احد ان يُلملم آثاره، سواء انتخب رئيس للجمهورية ام لا. لأن لبنان ساعتئذ يكون قد سقط في قعر الكارثة».

 

مخاوف حقيقية

على ان هذا الاشتعال، في هذا التوقيت بالذات، وصفته مصادر اقتصادية بالمخيف، وينبغي رصد تداعياته في الايام المقبلة. وكشفت لـ«الجمهورية» انها وقفت على معلومات شديدة الخطورة من مسؤول كبير في احدى المؤسسات المالية الدولية، خلاصتها ان لبنان، إن لم تبادر الحكومة الى اجراءات عاجلة، سيكون امام «الكارثة المميتة». وقال ما حرفيّته: عينكم على الدولار، فإن تجاوز سقف الثلاثين الف ليرة، فقد لا يكون له سقف آخر بعده.. انتبهوا».

 

وقالت المصادر: كان الرهان وما يزال على برنامج تعاون بين لبنان وصندوق النقد الدولي، وأحد شروط صندوق النقد إقرار قانون الكابيتال كونترول، وعدم اقرار هذا القانون معناه ان لا برنامج تعاون مع صندوق النقد. والاخطر من ذلك انّ عدم وجود هذا القانون معناه انّ الاحتياط المتبقّي من العلّات الاجنبية في مصرف لبنان سيذوب نهائياً، والنتيجة الحتمية هنا هدم لبنان.

 

ولفتت المصادر الى انّ ما حصل في جلسة اللجان النيابية المشتركة قبل يومين ارسل الى الصندوق واحدة من أسوأ الاشارات السلبية، والتي اكدت ان لا توجّه جدياً الى إقرار مثل هذا القانون. بل اكدت في الوقت ذاته انّ ما يحكم البلد هو سياسة النكايات والكيديات حتى على الامور التي تعني الشعب اللبناني.

 

واضافت المصادر: أنظروا الفرق بين الدول المسؤولة والدول اللامسؤولة، فبعد مضي شهر على أزمة طاحنة شهدتها سيريلانكا، تم توقيع برنامج تعاون بينها وبين صندوق النقد الدولي. وبعد فترة قصيرة على ازمة مماثلة شهدتها باكستان، تم منذ اسبوع توقيع برنامج تعاون بين الباكستان والصندون، واما في لبنان فمنذ حوالى ثلاث سنوات من ازمة طاحنة تعصف به لم نقترب ولو مترا واحدا من توقيع برنامج تعاون مع صندوق النقد الدولي.

 

إرباك سياسي

سياسياً، ومع طَي ملف تأليف الحكومة نهائياً، في اللقاء الاخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وسقوط محاولة رئيس الجمهورية بالذهاب الى حكومة سياسية، باتت الاولوية للاستحقاق الرئاسي، والانظار متّجهة نحو عين التينة وما سيقرره رئيس مجلس النواب نبيه بري في شأن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية».

 

في هذا الاطار جزمت مصادر مسؤولة لـ«الجمهورية» بأنّ شهر ايلول لن يحمل معه اي تطور او إجراء مرتبط بالاستحقاق الرئاسي، فالرئيس بري له ان يمارس صلاحيته الدستورية الحصرية بالدعوة الى تلك الجلسة ساعة يشاء، الّا انه سبق له ان أعلن انه لن يدعو الى جلسة انتخابية الّا بعد إقرار الهيئة العامة للمجلس النيابي البنود الاصلاحية التي طالبَ بها صندوق النقد الدولي. هذا من جهة، امّا من جهة ثانية، فإنّ ايلول الجاري، في حال كانت هناك جدية في التوجّه الى إتمام الاستحقاق الرئاسي، يشكّل حتماً فرصة اجراء مشاورات مكثفة تمهّد لجوجلة الاسماء المدرجة في نادي المرشحين للرئاسة الاولى، وصولاً الى التوافق على شخصية تتمتّع بالمواصفات المطلوبة. هذا مع العلم انّ إمكانية التوافق بين المكونات السياسية امر مستحيل في ظل الانقسام القائم».

 

لا أحد مهتمّ بنا!

ورداً على سؤال عما اذا كان ثمة رهان على اصدقاء لبنان الدوليين والاقليميين لمساعدته على عبور الاستحقاق الرئاسي وتَجنيبه فراغاً رئاسياً محفوفاً بالمخاطر، قالت المصادر المسؤولة: لنكن صريحين، إنه امام الاحداث التي تتسارَع عالمياً، وخصوصاً الحرب الروسية الاوكرانية وتداعياتها على مستوى العالم بأسره، اضافة الى ما يرتبط بالملف النووي، والاحداث المشتعلة في اكثر من منطقة في العالم، تجعل لبنان نقطة غير مرئية امام هذه الاحداث. وبالتالي، علينا ان نعترف ان لا احد في العالم مهتمّ بنا، ومشكلتنا اننا بدل ان نقتنع بهذه الحقيقة ونقلّع شوكنا بأيدينا، نُسارع الى زرع اشواك اضافية في جسمنا.

 

نصيحة عربية

وفي السياق نفسه، ابلغت مصادر ديبلوماسية عربية مسؤولة الى «الجمهورية» قولها: ان الاسرة العربية تشعر بالأسى ازاء ما بلغه الوضع في لبنان، والمعاناة الصعبة التي يعيشها الاشقاء اللبنانيّون، وتأمل ان ترى لبنان وقد بدأ يسلك طريقه نحو الخروج من هذه الازمة، والخطوة العاجلة على هذا الصعيد تكمن في مُسارعة الاخوة في لبنان الى الاتفاق فيما بينهم على اعادة التوازن للبنان والسعي بكل جهد لإعادة انتظام مؤسساته السياسية.

 

ولدى السؤال اذا كانت ثمة مبادرة عربية في المجال الرئاسي؟ استبعدت المصادر هذا الامر، وقالت: الاستحقاقات اللبنانية أيّاً كان شكلها هي شأن يعني اللبنانيين، نحن بلا ادنى شك نشعر بقلق اللبنانيين وخوفهم من الفراغ الرئاسي، ومن دعوتنا الملحّة الى انتخاب رئيس الجمهورية، وهذا ما أكدنا عليه لكل المسؤولين. وكذلك تشكيل حكومة تحفظ استقرار هذا البلد سياسياً وأمنياً واقتصادياً وعلى كل المستويات. نحن نعتبر انّ القوى اللبنانية على اختلافها، عليها، قبل ايّ طرف خارجي، سواء أكان صديقاً او شقيقاً، واجِب ان تقود لبنان خارج أزمته، وبناء مؤسساته وسلطاته، وفي مقدمها انتخاب رئيس الجمهورية».

 

تحذير فرنسي

الى ذلك، حذّرت وزيرة اوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية كاترين كولونا من هشاشة الوضع اللبناني المُنهك، ودعت المسؤولين فيه الى اتخاذ القرارات الحاسمة للاصلاح ومن اجل العدالة وطالَبتهم بالتوافق فيما بينهم وبين اللبنانيين، مشيرة الى ان فرنسا ستستخدم نفوذها لوقف الاهمال والتعسف!

 

واعتبرت، في خطاب لمناسبة ختام اجتماع السفيرات والسفراء الفرنسيين المعتمدين في العالم، انّ فرنسا تمثّل «قوة توازن، وهذا لا يعني اننا نضع انفسنا على نفس المسافة من الجميع لأننا نعرف اين هو مركزنا ونعرف حلفاءنا وشركاءنا ولأننا نبحث عن التوازن، ومنع الذين يبحثون عن زيادة الفوضى وزعزعة العلاقات الدولية».

 

واشارت الى عودة ايران الى خطة العمل الشاملة، وقد ذكر الرئيس ماكرون ذلك عندما قال «انّ الكرة اليوم في ملعب طهران»، وتابعت: «في نفس الوقت تستمر ايران في بسط نفوذها على حساب أمن وسيادة جيرانها، وهي لا تتخلى بأي حال عن خطابها المُهيمن». واكدت «ان الامن في الشرق الاوسط لا يتوقف على المسألة النووية لذلك يعود الينا تقديم اقتراحات من اجل الامن الاقليمي من جهة ومن اجل المحافظة على الحوار الذي افتتحه مؤتمر بغداد».

 

وفي هذا السياق قالت «انّ لبنان مُنهك، وشدة الازمة الاقتصادية ليس لها مثيل… مسؤوليتنا هي دعم الشعب اللبناني المنهك، واستخدام نفوذنا لوقف الاهمال والتعسف». ولاحظت «انّ اسباب الامل موجودة فقد حصلت الانتخابات النيابية وتمّ توقيع اتفاق فني مع صندوق النقد الدولي». وحذّرت من «انّ انهيار لبنان سيستمر من دون جهد المسؤولين اللبنانيين، لذلك سنكون متيقّظين بالكامل حتى يحقق المسؤولون اللبنانيون هذه المطالب للاصلاح والعدالة ويتوافق اللبنانيون فيما بينهم».

 

قصف إسرائيلي

نقلت وكالة «رويترز»، اليوم الجمعة، عن مصادر دبلوماسية واستخباراتيّة إقليمية قولها إنّ إسرائيل كثّفت ضرباتها على المطارات السورية لتعطيل استخدام طهران المتزايد لخطوط الإمداد الجوي، والتي تقدّم من خلالها الأسلحة والذخيرة لحلفاء إيران في سوريا ولبنان بما في ذلك «حزب الله».

 

وبحسب الوكالة، فإنّ طهران اعتمدت النقل الجوي كوسيلة أكثر موثوقية لنقل المعدات العسكرية إلى الجهات المتحالفة بها، وذلك بعد تعطّل عمليات النقل البري.

 

وقالت المصادر الدبلوماسية والاستخباراتية إنّ إسرائيل ترى منذ فترة طويلة انّ الترسخ الإيراني في سوريا يُشكل تهديداً للأمن القومي، وبالتالي فإنّ تل أبيب توسّع ضرباتها لتعطيل الآلية المرتبطة بنقل الأسلحة.

 

واعتبرت مصادر دبلوماسية انّ الضربات الإسرائيلية على سوريا تمثّل تحوّلاً بالنسبة لإسرائيل، وأضافت لـ»رويترز»: «لقد بدأت إسرائيل بقصف البنية التحتية التي يستخدمها الإيرانيون في سوريا لإمدادات الذخيرة في لبنان.

 

 

****************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

مأزق العهد قبل المغادرة: خروج هادئ أم صاخب؟

تعطيل الاتفاق مع صندوق النقد.. والمعلمون في الشارع تحذيراً من عام رابع بلا دراسة!

 

يقترب الأسبوع الأول من أيلول من نهايته: المشهد هو إيَّاه، خمول سياسي، واستلشاء، وفوقية يمارسها الأطراف بعضهم على بعض، جعل من قضية تأليف الحكومة مسألة شبه منسية، بعد ان كانت تصدرت الاهتمامات، وحلت «المتاريس» في الساحة, فالمعلومات تتحدث ان رئيس التيار الوطني الحر، الذي امتنع عن الاندفاع الفوري، للرد على مطالعة الرئيس نبيه بري الاتهامية في ذكرى الامام السيد موسى الصدر في صور، يحضّر، كما يقول مقربون منه، رداً تفصيلياً على النقاط الاتهامية التي طاول فيها رئيس المجلس تجربة العهد وأداء التيار الحر في السلطة منذ العام 2005 الى اليوم.

 

أمَّا الفراغ، فتملأه حركة الاحتجاجات والاضرابات في المؤسسات والشوارع، مع توعد اصحاب المحطات الموزعة للمحروقات، مع رفع الاسعار مرتين او اكثر في اليوم الواحد باللجوء الى رفع الخراتيم في كل الجمهورية، خشية «الافلاس والاملاق» بسبب الفروقات في سعر الدولار التي آلمت خسائر المحطات، الامر الذي جعل ممثل موزعي المحروقات، يرى «مؤامرة كبرى على قطاع المحروقات».

كل ذلك، ويعيش اللبنانيون تحت وطأة الايقاع الهستيري في سعر صرف الدولار، والاقبال الكثيف لدى الصيارفة للبيع والشراء، في ظل ازمة ليرة لبنانية، اذ قفز سعر الصرف على احدى المنصات فوق الـ35 الف ليرة لبنانية، قبل ان يتراجع الى ما دون، وسط حالة من البلبلة في السوق السوداء، انعكست فوراً ليلة خطيرة بالتلاعب بالأسعار وبالتحول الى ذريعة لافتعال ازمة محروقات، مع استمرار اضراب عمال «أوجيرو».

والسؤال، هل البلد امام جولة من تفاقم التسيب، بانتظار عودة الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين الى لبنان، او الضغط بالورقة المعيشية لفرض تنازلات، قبل الذهاب الى تصعيد سياسي وشعبي، يرافق مغادرة الرئيس ميشال عون قصر بعبدا عند الساعة الصفر من ليل 31 ت1 (2022) اي بعد اقل من شهرين.

وحسب معلومات لدى جهات قيادية في التيار الوطني الحر، فإن خطة البقاء في بعبدا تغيرت والرئيس لن يبقى دقيقة واحدة.

واستناداً الى مطلعين على مجريات الاسابيع الماضية اكتفوا بالقول ان رئيس مجلس النواب نبيه بري لخص ما قيل صراحة ودون مواربة لعون وللمحيطين به «لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية وان المجلس النيابي هو المؤسسة الام التي تمثل الشعب وهو الوحيد المناط به تفسير الدستور»… ومن المعلوم ان موقف بري يلخص مواقف حزب الله وباقي قوى ٨ آذار وجهات داخلية وخارجية ارسلت اكثر من رسالة تحذير من مغبة لجوء عون الى اي تصرف يعيد مشهد ١٩٨٨.

ولعل الرسالة الابلغ التي سمعها عون من قوى مقربة جدا منه في ٨ آذا بانه «لا يمكن اسقاط الطائف او تجاوزه» وبقاؤك في قصر بعبدا بعد انتهاء ولايتك يعد لعبا بالمحظور وتجاوزا للطائف ،ولا يمكن لاي فريق سياسي في البلد ان يغطي اي انتهاك للدستور.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن رئيس الجمهور ورئيس الحكومة المكلف لم يحددا موعدا جديدا للقائهما لكن التواصل بينهما لن ينقطع لاسيما أن ثمة ملفات عالقة يتابعانها فضلا عن تأليف الحكومة الجديدة.

وقالت المصادر إن الرئيس عون يتابع التحركات المتصلة بالملف الحكومي كما بملف الانتخابات الرئاسية وهو يفضل انتخاب رئيس جديد للبلاد قبل انتهاء ولايته الرئاسية، معتبرة أن قيام الشغور لا يخدم مصلحة احد.

إلى ذلك ، أكدت أن ملف ترسيم الحدود يسلك طريقه وإن زيارة الوسيط الأميركي هوكشتاين إلى بيروت مجددا الأسبوع المقبل من شأنها أن تحسم هذا الملف في ضوء الكلام الأخير للرئيس الأميركي.

الحراك السياسي

وبانتظار عودة هوكشتاين، استقبل الرئيس نجيب ميقاتي في السراي الحكومي امس السفيرة الاميركية دورثي شيا، ثم سفير بريطانيا في لبنان هاميش كاول، وتم خلال اللقاء عرض الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين لبنان والبلدين.

 

واستقبل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في المقر الصيفي في الديمان، النائب ابراهيم كنعان وعرض معه الملفات المطروحة. وبعد اللقاء قال كنعان: لا يجوز أن يتم اهمال الاستحقاقات الأساسية والجوهرية في الأوضاع التي نعيشها، تحت أي ظرف. فتأليف الحكومة وتشكيلها فوراً هو واجب وطني ومقدس للرئيس المكلف ولكل القوى السياسية. وهو ليس مسألة ثانوية ولا يجوز التعاطي معه على طريقة «حاولنا وما قدرنا وما في تجاوب».

اضاف: فتأليف الحكومة يجب أن يحصل لأن استقرار لبنان والمساعي التي تبذل دولياً ومحلياً لانقاذ البلاد مالياً واقتصادياً وسياسياً تحتاج الى سلطة شرعية وقائمة تقوم بواجباتها بشكل يومي، وتعالج الملفات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وأمور الناس».

وشدد كنعان على أن «الاستحقاق الرئاسي لا يقبل التأجيل تحت أي عنوان كان، فهو استحقاق دستوري يحتاجه لبنان، ويحتاج لرئيس كامل المواصفات، قادر على الجمع، بتمثيله وادارته للملفات ومعرفته وحيثيته وبيئته، وأن يحدث الفرق، أو أن يساهم على الأقل بموجب دستورنا الحالي بأن يحدث الفرق».

و يعقد تكتل نواب قوى التغيير مؤتمراً صحافياً، اليوم السبت في «بيت بيروت» تقاطع السوديكو الساعة ١٢:٣٠ بعد الظهر، للاعلان عن مبادرته الرئاسية الإنقاذية.

وفيما الوضع السياسي يراوح مكانه من الجمود برغم كل الكلام عن اتصالات ومشاورات لتشكيل الحكومة، والقوى السياسية ما زالت تتشاور حول الاستحقاق الرئاسي، لم يعد من مجال لأي كلام عن حلول للأزمات المعيشية التي باتت عبئاً ثقيلاً على المواطن نتيجة التلاعب العلني بسعر الدولار وغياب اي ملاحقة رسمية للمتلاعبين، بحيث تباينت أسعار صرف الدولار في السوق السوداء صباح امس، فبعض المنصات أظهرت سعر 34 ألفاً و350 ليرة لبنانية، في حين ظهرت على منصات أخرى أسعار أعلى مثل 35 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد، وأخرى 35 ألفاً و600 ليرة.

هذا الأمر أدّى إلى خلل في السوق، فتوقف عدد من الصرافين عن بيع الدولار، لأنّ الأسعار لديهم كانت عند مستوى 34 ألفاً و200 ليرة، ولاحقاً عدّل الصرافون سعر الدولار لديهم ليبلغ 34 ألفاً و500 ليرة لبنانية بيعاً للصراف، و34 ألفاً و800 ليرة لبنانية شراء للدولار الواحد.

ولاحقاً، بات سعر الدولار في السوق السوداء 35550 ليرة للمبيع و35650 للشراء، وعاد وانخفض مع بداية المساء الى 34600 ليرة.

ومع ذلك، إرتفع سعر البنزين الفي ليرة لبنانية، لتصبح الأسعار كالأتي:

سعر صفيحة البنزين 95 اوكتان: 603000 ليرة

سعر صفيحة البنزين 98 اوكتان: 617000 ليرة

وهذه هي التسعيرة الثالثة الصادرة عن وزارة الطاقة خلال 24 ساعة، حيث اصدرت الوزارة امس جدولين للأسعار تضمنا ارتفاعاً في اسعار المحروقات، ربطاً بإرتفاع سعر الدولار في السوق السوداء، وبعد احتجاج اصحاب شركات استيراد المحروقات ومحطات الوقود الذين طالبوا بزيادة الاسعار لزيادة ارباحهم وحفظ رأسمالهم على حساب المواطن.!

ومع ذلك، عادت واصدرت المديريّة العامّة للنّفط التّابعة ​لوزارة الطاقة والمياه​، جدولاً رابعاً لأسعار المحروقات​. وارتفع سعر صفيحة ​البنزين​ 95 أوكتان 13000 ليرة لبنانيّة.

وأصبحت أسعار المحروقات السّائلة على الشّكل الآتي:

-صفيحة بنزين 95 أوكتان: 616.000 ليرة.

-صفيحة بنزين 98 أوكتان: 630.000 ليرة.

-ديزل أويل للمركبات الآلية: 779.000 ليرة.

وأعلن تجمّع أصحاب محطات المحروقات في بيان، انه «بعد ارتفاع سعر صرف دولار السوق السوداء واصبح الفرق يشكل اكثر من 70 بالمائة من الجعالة التي لا تصل كلها أصلاً ولا تكفي لسد حاجات المحطات، وبعدما كنا نبّهنا في المؤتمر الصحافي بتاريخ 23/8/2022 الى أن الإقفال سيكون قسرياً، بدأنا نرى غالبية المحطات تغلق أبوابها لوقف النزف الذي بدأ منذ بداية الأزمة في ظل عدم اكتراث من المعنيين».

من جانبه، غرّد عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس عبر «تويتر»: «مجزرة تحصل بحق أصحاب المحطات. نشتري الدولار اليوم بـ35200 ليرة لتسديد ثمن البنزين ونبيعه 33800 وفقاً لجدول الاسعار. خسارة 21000 ليرة في كل صفيحة بنزين. كفى آذاناً غير صاغية لوجعنا. يجب إيجاد آلية تسعير جديدة لوقف هذا النزيف. يُلزمونا شراء البنزين بالدولار ومن ثم يُلزمونا بيعه بالليرة».

الى ذلك، أعلنت نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز ومستلزماته في بيان أنه «إثر التقلبات الحادّة والمستمرة التي يشهدها سعر صرف الدولار الأميركي بالليرة اللبنانية، تواصل النقيب فريد زينون مع مكتب وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض طالبا منه إصدار جدول أسعار جديد للغاز المنزلي، يمكّن موزعي الغاز والمحطات العاملة على كافة الأراضي من متابعة تسليم المادّة في السوق، على أن يأخذ هذا الجدول بالاعتبار التغيرات في سعر الصرف كما وحماية مصالح الموزّعين والمواطنين على حدّ سواء».

بدورهم اعلن بعض اصحاب المولدات الخاصة انهم اعتبارا من يوم الاثنين المقبل سيتقاضون كلفة الاشتراك بالدولار او حسب سعر السوق السوداء يوماً بيوم.

وزيرة فرنسية تحذر المسؤولين!

ونتيجة هذا التدهور المعيشي والاقتصادي والترهل والعجز السياسي، حذرت وزيرة اوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية كاترين كولونا «من هشاشة الوضع اللبناني المنهك، ودعت المسؤولين فيه الى اتخاذ القرارات الحاسمة للاصلاح ومن اجل العدالة، وطالبتهم بالتوافق في ما بينهم وبين اللبنانيين، مشيرة الى ان فرنسا ستستخدم نفوذها لوقف الاهمال والتعسف».

وقالت في خطاب لمناسبة ختام اجتماع السفيرات والسفراء الفرنسيين المعتمدين في العالم: ان فرنسا تمثل قوة توازن، وهذا لا يعني اننا نضع انفسنا على نفس المسافة من الجميع لأننا نعرف اين هو مركزنا ونعرف حلفاءنا وشركاءنا، ولأننا نبحث عن التوازن، ومنع الذين يبحثون عن زيادة الفوضى وزعزعة العلاقات الدولية.

وقالت: ان لبنان منهك، وشدة الازمة الاقتصادية ليس لها مثيل… مسؤوليتنا هي دعم الشعب اللبناني المنهك، واستخدام نفوذنا لوقف الاهمال والتعسف». ولاحظت «ان اسباب الامل موجودة فقد حصلت الانتخابات النيابية وتم توقيع اتفاق فني مع صندوق النقد الدولي».

وحذرت « ان انهيار لبنان سيستمر من دون جهد المسؤولين اللبنانيين، لذلك سنكون متيقظين بالكامل حتى يحقق المسؤولون اللبنانيون هذه المطالب للاصلاح والعدالة ويتوافق اللبنانيون في ما بينهم.»

تعطيل الاتفاق مع صندوق النقد

وفي الوقت، الذي اعاد فيه الرئيس عون قانون تعديلات على السرية المصرفية الى المجلس النيابي، لعدم اشتماله على المفعول الرجعي، راجت معلومات عن ان صندوق النقد الدولي يعتبر التعديلات التي ادخلها المجلس النيابي على قانون السرية المصرفية المعمول به مفخخة، مما يعني ان الكرة ما تزال في الملعب اللبناني، ولم يحدث اي تقدم باتجاه شروط صندوق النقد الدولي للمضي قدماً بالاتفاق مع لبنان.

القطاع التربوي

وامس، كان يوم تحرك روابط التعليم الرسمي (الثانوي – المهني – الأساسي)، التي نفذت، اعتصاماً مركزياً أمام وزارة المال في رياض الصلح- وسط بيروت، بالتزامن مع سلسلة اعتصامات في المحافظات احتجاجا على الوضع الاقتصادي والمالي للأساتذة والمعلمين، في حضور رؤساء الروابط، وألقى كلمة رئيس رابطة اساتذة التعليم المهني والتقني سايد بوفرنسيس، كلمة شدّدت على مطالب الأساتذة بزيادة الحوافز المقدمة من الدول المانحة الى 300 دولار على ان تحول عبر الـ OMT وبالفريش دولار، وإعطاء تعاونية موظفي الدولة سلفة خزينة لتمكينها من تغطية نفقات الاستشفاء وزيادة منح التعليم، إضافة إلى زيادة أجر ساعة التعاقد واقرار العقد الكامل للزملاء المتعاقدين وشملهم بالضمان.

{ ومن صيدا، أفادت مراسلة «اللواء» ثريا حسن زعيتر بأنّ تجمّعاً من أساتذة التعليم الأساسي والثانوي الرسمي العاملين على مستوى أقضية صيدا وصور وجزين، نفذ اعتصاماً احتجاجيا أمام سرايا صيدا، التزاما بقرار رابطتيهما، رفضاً للوضع الاقتصادي والمالي للأساتذة والمعلمين، وسعيا لتحقيق مطالبهم بهدف تمكينهم من العيش بكرامة واستقبال العام الدراسي الجديد.

وفي بعلبك، نفّذ معلمو التعليم الأساسي في المدارس الرسمية اعتصاما في بعلبك أمام مبنى المنطقة التربوية، تلبية لدعوة روابط التعليم، وشارك في الاعتصام عضو الهيئة الإدارية في الرابطة محمد عبدالله، مقرر فرع البقاع نبيل عقيل، أعضاء الهيئة الادارية في الفرع ماجدة زعيتر، علي زغيب، حسين يزبك وفريال الحاج دياب، واعضاء من لجنة قضاء بعلبك، حيث تناوب على الكلام: محمد عبدالله بإسم رابطة التعليم الرسمي، مروة العوطة بإسم المستعان بهم، وفاطمة سلهب بإسم المدراء.

وتخوفت مصادر تربوية من ان يتصاعد تحرك المدرسين والمعلمين، الامر الذي يهدد بدراسة مبتورة في المدارس، على غرار ما حصل في السنوات الثلاث الماضية، بدءاً من انتشار وباء كورونا الى الانهيارات المالية التي شلت القدرة على التوجه الى المدارس، خاصة الرسمية منها، فضلا عن اهمال مطالب المدرسين والمعلمين المستجدة والمزمتة.

صفر كهرباء

واحتجاجاً على انقطاع الكهرباء الدائم، الامر الذي اول البلاد الى صفر كهرباء، قطع حشدٌ من المواطنين، مساء امس الجمعة، الطريق أمام معمل دير عمار الحراري، وذلك احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي.

وقبل الاعتصام، نفذت وحدات من الجيش انتشاراً في محيط المعمل، وذلك لمنع المُعتصمين من الدخول إليه وأيضاً لضمان عدم قطع الطريق.

وقد عملت عناصر الجيش على اعادة فتح الطريق امام السيارات، لذا عاد المعتصمون إلى أمام مدخل المعمل للاعتصام أمامه سلمياً في وقتٍ منع الجيش بعض المتظاهرين من الدخول إلى المنشأة الكهربائية عبر فرض طوق أمني هناك.

لكن الاشتباك وقع بين المحتجين والعناصر الامنية اثناء محاولة اقتحام المعمل، وتحرك فرق الاسعاف لنجدة المصابين، وهم 13 من المدنيين و6 من العسكريين.

413 إصابة جديدة

صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 413 إصابة جديدة بفايروس كورونا، وحالتي وفيات، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1210276 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

 

*************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

بري أسقط طرح عون بتعديل حكومي… لا انتخاب لرئيس للجمهوريّة قريباً

ميقاتي سيُعوّم الحكومة بعد التصعيد العوني…. ولبنان بمنأى عن السيناريو العراقي – نور نعمة

 

تشخص عيون اللبنانيين الى قصر بعبدا لناحية معرفة التطورات التي ستحصل حول هوية رئيس الجمهورية المقبل، وان كان سينتخب ضمن المهلة الدستورية ام ان البلاد ستشهد فراغا رئاسيا في خضم انهيار اقتصادي ومالي وكياني.

 

وفي هذا الصدد، قالت اوساط سياسية لـ «الديار» ان كل المعطيات تدل ان الاستحقاق الرئاسي لن يتم ضمن المهلة الدستورية، وان الامور ذاهبة الى فراغ، لاسباب عديدة:

 

– اولا : ميزان القوى داخل البرلمان ليس محسوما لاي فريق سياسي معين.

 

– ثانيا : فريق 8 آذار الذي يشكل حزب الله ضابط الايقاع له، لم يتمكن من الحصول على اكثرية نيابية لترشيحاته، حيث ان السيد هشام صفي الدين قال بوضوح «ان الاستحقاق الرئاسي لم يتبلور بعد، ونحن بحاجة الى مزيد من الانضاج، وان لا مرشح لحزب الله في المرحلة الحالية»، مضيفا : «ان الرئيس عون سيغادر القصر الجمهوري في الموعد المحدد».

 

– ثالثا: لم تتمكن المعارضة ايضا من الاجماع على مرشح واحد، بل لا تزال مشتتة، فضلا عن ان كل الافرقاء السياسيين لم يتفقوا على رئيس تسوية.

 

– رابعا: الخارج يريد ان تحصل الانتخابات الرئاسية في موعدها، ولكن لا يبادر الى ممارسة ضغوط، بل تقتصر الامور على التمني فقط. ذلك ان الاجواء الاقليمية والدولية ملتهبة، ولا حلول للازمات التي تعصف بالمنطقة، حيث ان الحرب السورية انتهت ولم يجر حتى اللحظة اي تسوية سياسية، في حين يذهب العراق نحو الخراب. اما الحرب الاوكرانية –الروسية فلا تزال مستمرة دون اي حسم من اي طرف.

 

– خامسا: اميركا بقيادة الرئيس جو بايدن لا تريد تقديم تنازلات حاليا خلال الانتخابات الداخلية التي ستجري، بينما الكيان الصهيوني منشغل بانتخاباته والتنافس بين الاحزاب لاجل تشكيل حكومة.

 

سادسا: في ظل هذه التطورات، يغرق اللبنانيون في صراعات آنية تدل على قصر نظر عند المسؤولين، ولا يبدو انهم يعملون لحلحلة الوضع المأزوم، بل تزداد الانقسامات فيما بينهم، وهذا يشير الى ان معاناة المواطن اللبناني ستطول.

 

كل هذه المعطيات تشير الى ان الفراغ سيكون سيد الموقف في الاشهر المقبلة، كما تدل الى ان الاولوية اليوم تحولت الى اولوية حكومية وليس رئاسية، لان فريق العهد ابدى رغبة واضحة في تأليف حكومة باسرع وقت ممكن ، حيث يضمن نفوذه فيها ويحصل على منصة متقدمة سلطوية شريكة لرئيس الحكومة، لاكمال ما يقوم به الرئيس ميشال عون على المستوى السياسي.

 

وبالتالي هذا الامر، يمكّن فريق العهد من ان يكمل مساره من موقع قوي، خاصة ان حزب الله لن يرشح احدا من دون التوافق مع اكبر كتلة مسيحية متحالفة معه وهو التيار الوطني الحر.

 

اضافة الى ذلك، تؤكد المؤشرات على ان العهد وفريقه ذاهبان الى مواجهة كبيرة مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وقد قالها النائب جبران باسيل بانه اذا بقيت الحكومة الحالية فستحصل ازمة كبيرة، مشيرا الى عدة خيارات قد يلجأ اليها تكتل لبنان القوي، من بينها سحب التكليف من ميقاتي.

 

وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان باسيل بكلامه هذا، يوجه رسالة لحزب الله مفادها ان يضغط على ميقاتي من اجل تشكيل حكومة، بما ان المقاومة لا تريد فوضى دستورية.

بري اسقط طرح الرئيس عون

 

الى ذلك، ورغم كل التسريبات التي اشيعت عن تعديل حكومي مرتقب خلال الاسابيع المقبلة ، انما هذا الامر قد سقط نتيجة رفض الرئيس نبيه بري هذا الطرح بزيادة 6 وزراء سياسيين وابلاغه حزب الله رفضه التام.

ميقاتي سيعوّم الحكومة بعد تصعيد عون

 

وبينما كان ميقاتي لا يريد تعويم الحكومة في ظل العهد القوي، عاد وتراجع عن موقفه بعدما علم بأن الرئيس ميشال عون ذاهب الى التصعيد عبر اللجوء الى توجيه ضربة سياسية له من خلال سحب التكليف، تحت شعار بأن ميقاتي لا يقوم بواجباته ويدخل البلاد في فوضى دستورية، وبالتالي فان الرئيس عون له الحق في حماية البلاد.

 

وتقول المعلومات انه جرى عتاب جدي في اللقاء الاخير الذي حصل بين الرئيسين عون وميقاتي حول توقف العديد من الملفات لجهة القرارات المتعلقة بوقف محكمة التمييز، مما اثر في التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت. كما اثيرت مسألة توقيف التعيينات المتعلقة بعمداء الجامعة اللبنانية وجرى عتاب بين الجانبين عمن يقف وراء التعطيل في هذين الملفين. وتزامنا، برز ضغط للثنائي الشيعي قوي لتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات لتعبئة الفراغ . من هنا، تشير المعلومات الى ان بري قد يؤجل الدعوة لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية ليعطي المفاوضات بشان تأليف الحكومة الفرصة لاسبوعين او ثلاثة، لاقرار البنود المتعلقة بما يطلبه صندوق النقد الدولي، رغم ان الامر بات صعبا نتيجة رفض المجلس النيابي مشروع «الكابيتال كونترول» المطلوب من صندوق النقد الدولي. والجدير ذكره هنا، ان الدستور ينص على اجراء جلسة لانتخاب رئيس للجمهوري في 20 تشرين الاول ، ومنذ هذا التاريخ يصبح المجلس النيابي مجلسا انتخابيا فقط ولا يعود له الحق في ان يمنح الثقة للحكومة.

عون لن يبقى في القصر الجمهوري

 

في غضون ذلك، أكدت مصادر وزارية مطلعة لـ «الديار» أن الرئيس عون لن يبقى في القصر الجمهوري، لانه يعلم ان هذا الامر سيؤدي الى مشكلة داخلية ودولية، وهو لا يريد ادخال البلاد في فوضى او ازمة حكم. وتابعت المصادر : ان جلّ ما يريده الرئيس عون هو وجود حكومة تؤمن له بالحد الاقصى ما يريد، وتضمن له استمرارية لحكمه، بما ان المؤشرات تدل الى ان الاستحقاق الرئاسي لن يتم ضمن المهلة الدستورية.

المشاورات الرئاسية متوقفة

 

وفي الملف الرئاسي ايضا، تكشف اوساط معنية في «الثنائي الشيعي» ان لا مشاورات بين حزب الله و «حركة امل» و «التيار الوطني الحر» واحزاب 8 آذار، بشكل رسمي او جماعي ومكثف ، فما يجري اليوم عبارة عن لقاءات ثنائية حزبية تنظيمية.

 

وتشير الاوساط الى ان تحديد بري لمواصفات الرئيس المرغوب منذ ايام، في ذكرى تغييب الامام الصدر في صور، هو بداية لتلمس هذا الفريق للرسم التشبيهي للرئيس المطلوب، رغم ان بعض الافرقاء في 8 آذار يفضلون النائب السابق سليمان فرنجية على باسيل، الا ان «الثنائي الشيعي» لم يبحث في اسم المرشح، ولم يطرح اي اسم في انتظار التوافق عليه داخل هذا الفريق. وترى الاوساط ان هذا التوافق لن ينضج قبل دعوة بري الى جلسة انتخاب الرئيس، وهذا امر قد لا يتم قبل منتصف تشرين الاول المقبل!

السيناريو العراقي لن يحصل في لبنان لان…

 

توازيا، اعرب كثيرون من سياسيين ومواطنيين عن خوفهم من حصول السيناريو العراقي في لبنان، خاصة ان الازمة الاقتصادية انهكت المؤسسات والشعب اللبناني، انما مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى أكدت لـ «الديار» أن ما يحصل في العراق لن يمتد الى لبنان، والسبب ان الجيش اللبناني بقائده جوزيف عون قادر على ضبط الامور وبسط السلطة على الاراضي اللبنانية. واكدت المصادر ان الجيش لديه القدرة والقوة لاحباط اي فوضى تطل برأسها من اي جانب سياسي او امني او اجتماعي، ولذلك لبنان لن يعيش فوضى على غرار العراق.

«القوات»: سنعلن اموراً متعلّقة بالرئاسة الاسبوع المقبل

 

من جهتها، قالت مصادر «القوات اللبنانية» ان اولويتها حاليا هو وحدة موقف المعارضة لناحية الوصول الى نتيجة ملموسة، وتشكل المدخل للنجاح في الاستحقاق الرئاسي، مشيرة الى ان الترشحيات الآنية هي جيدة، انما الموقف الموحد حيال مرشح واحد سيشكل بداية الطريق لانتخاب رئيس له خلفية سيادية ووطنية واصلاحية، نظرا لخصوصية المرحلة التي يمر بها لبنان. ولفتت المصادر «القواتية» الى ان الاتصالات ناشطة في هذا المجال، خاصة مع بدء المهلة الدستورية التي سرّعت الجهود لتوحيد موقف المعارضة ، ولا شك ان هناك امورا ستعلن تباعا ابتداء من الاسبوع المقبل الى جانب امور تحصل وراء الكواليس.

 

وكشفت هذه المصادر ان مكونات المعارضة وصلت الى قناعة جماعية، وهي ان وصول رئيس للجمهورية من 8 آذار يعني استمرار الازمة رغم تبايناتها ، كما ان لا مكوّن معارضة وحده يتمكن من تنفيذ الهدف المرجو منه وتحقيق امنيات الناس التي علقت آمالا كبيرة على المعارضة. وعليه، يجب على الجميع ان يتعاون من اجل المصلحة العامة، والتغيير في النهج والاداء السياسي في البلاد.

مطالب لبنان في ملف الترسيم البحري مؤجلة

 

في ملف الترسيم البحري بين لبنان والعدو الاسرائيلي، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ «الديار» أن مطالب لبنان في هذا المجال ستتحقق، انما بعد حصول الانتخابات «الاسرائيلية». وخلاصة القول ان رئيس حكومة العدو الاسرائيلي الحالي يائير لابيد لا يريد تنفيذ الشروط اللبنانية قبل الانتخابات، كيلا تستغل المعارضة «الاسرائيلية» ذلك ، وتطلق شعارات شعبوية لناسها فتشد العصب الصهيوني.

 

وعليه، مطالب لبنان في الملف الترسيم ، اي حصوله على خط 23 مع تعرجاته مؤجلة الى حين اجراء الانتخابات «الاسرائيلية»، ومن بعدها سيكون على الارجح زيارة للوسيط الاميركي اموس هوكشتاين للبنان لايجاد مخرج للعدو الاسرائيلي بعودته الى المفاوضات، واعطاء لبنان ما يريده من الثروة النفطية.

 

****************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

جنون الدولار يفاقم الانهيار .. والسلطة في غيبوبة

 

الى هستيريا ارتفاع الدولار، أعيد قسرا امس اللبنانيون المتروكون للفقر وسوء الحال، الغارقون في بؤس وقائع يومياتهم من العودة المدرسية والجامعية والاقساط المدولرة الى جنون اسعار الكتب المليونية وعصفورية فواتير المولدات. بقفزة واحدة طار الدولار الى ما يفوق الـ35 الف ليرة حاملا  على جناحيه أسعار السلع الغذائية والدوائية والمواد الحارقة من بنزين ومازوت وغاز، وقد سارع اصحاب المحطات الى رفع خراطيمها تلافيا للخسارة، فيما هرع المواطنون الى محطات لم تقفل لسد حاجتهم من البنزين بما بقي في جيوبهم، إن بقي.

 

فبينما الحكومة الجديدة غائبة والاستحقاق الرئاسي ينتظر دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري المجلس الى جلسات للانتخاب، الوضع المعيشي يزداد سوءا. امس، حلق سعر صرف الدولار، وتباينت أسعاره في السوق السوداء صباحا ، فبعض المنصات أظهرت سعر 34 ألفاً و350 ليرة لبنانية، في حين ظهرت على منصات أخرى أسعار أعلى مثل 35 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد، وأخرى 35 ألفاً و600 ليرة، الأمر الذي أدّى إلى خلل في السوق، فتوقف عدد من الصرافين عن بيع الدولار.

 

المحروقات

 

هذه التقلبات أثرت على القطاعات الحيوية والاساسية وابرزها المحروقات. وتحت ضغط تجمّع أصحاب محطات المحروقات اصدرت وزارة الطاقة بعد ظهر امس جدولا للاسعار فارتفع  سعر صفيحة البنزين بنوعية 95 و98 أوكتان 2000 ليرة.

وأصبحت الاسعار كالاتي:

البنزين 95 أوكتان: 603000 ليرة

البنزين 98 أوكتان: 617000 ليرة

 

الى ذلك، أعلنت نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز ومستلزماته في بيان أنه “إثر التقلبات الحادّة والمستمرة التي يشهدها سعر صرف الدولار الأميركي بالليرة اللبنانية، تواصل النقيب فريد زينون مع مكتب وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض طالبا منه إصدار جدول أسعار جديد للغاز المنزلي، يمكّن موزعي الغاز والمحطات العاملة على كافة الأراضي من متابعة تسليم المادّة في السوق، على أن يأخذ هذا الجدول بالاعتبار التغيرات في سعر الصرف كما وحماية مصالح الموزّعين والمواطنين على حدّ سواء”.

 

شيا في السراي

 

اما في لقاءاته، وفي انتظار عودة الوسيط الاميركي “ترسيميا” اموس هوكشتاين، فاستقبل الرئيس ميقاتي في السراي سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا، ثم سفير بريطانيا في لبنان هاميش كاول وتم خلال اللقاء عرض الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

 

فرنسا تحذر

 

ديبلوماسيا ايضا، حذرت وزيرة اوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية كاترين كولونا من هشاشة الوضع اللبناني المنهك ودعت المسؤولين فيه الى اتخاذ القرارات الحاسمة للاصلاح ومن اجل العدالة وطالبتهم بالتوافق في ما بينهم وبين اللبنانيين، مشيرة الى ان فرنسا ستستخدم نفوذها لوقف الاهمال والتعسف! واعتبرت في خطاب لمناسبة ختام اجتماع السفيرات والسفراء الفرنسيين المعتمدين في العالم ان فرنسا تمثل “قوة توازن، وهذا لا يعني اننا نضع انفسنا على نفس المسافة من الجميع لاننا نعرف اين هو مركزنا ونعرف حلفاءنا وشركاءنا ولاننا نبحث عن التوازن، ومنع الذين يبحثون عن زيادة الفوضى وزعزعة العلاقات الدولية”. واشارت الى عودة ايران الى خطة العمل الشاملة وقد ذكر الرئيس ماكرون ذلك “ان الكرة اليوم في ملعب طهران”، وتابعت “ في نفس الوقت تستمر ايران في بسط نفوذها على حساب امن وسيادة جيرانها، وهي لا تتخلى بأي حال عن خطابها المهيمن”. واكدت “ان الامن في الشرق الاوسط لا يتوقف على المسألة النووية لذلك يعود الينا تقديم اقتراحات من اجل الامن الاقليمي من جهة ومن اجل المحافظة على الحوار الذي افتتحه مؤتمر بغداد.” وفي هذا السياق قالت “ان لبنان منهك، وشدة الازمة الاقتصادية ليس لها مثيل… مسؤوليتنا هي دعم الشعب اللبناني المنهك، واستخدام نفوذنا لوقف الاهمال والتعسف”. ولاحظت “ان اسباب الامل موجودة فقد حصلت الانتخابات النيابية وتم توقيع اتفاق فني مع صندوق النقد الدولي”. وحذرت “ان انهيار لبنان سيستمر من دون جهد المسؤولين اللبنانيين، لذلك سنكون متيقظين بالكامل حتى يحقق المسؤولون اللبنانيون هذه المطالب للاصلاح والعدالة ويتوافق اللبنانيون في ما بينهم”.

 

الرئاسة والتأليف

 

رئاسيا، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في المقر الصيفي في الديمان، النائب ابراهيم كنعان وعرض معه الملفات المطروحة.

 

في المقابل، وعشية اطلاق النواب التغييريين الـ13 مبادرتهم الرئاسية ظهر غد، غرد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات اللبنانية” الوزير السابق ريشار قيومجيان عبر حسابه على “تويتر”، كاتبا “الى نواب الأمة أي  لبنان الكبير ستختارون؟ وأي رئيس لأي جمهورية وأي دولة؟ رئيس لا يسترد قرار الدولة الاستراتيجي والسلطوي والسيادي سيكون بالمبدأ واجهة مشروع انقاذي، لكنه في الواقع سيكون مطية لاستمرار مشروع حزب الله/ايران بالسيطرة على البلد. انتخبكم الشعب لتخرجوه من جهنم فلا تخذلوه”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram