افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 2 أيلول 2022

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 2 أيلول 2022

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

واشنطن وبروكسل وطهران لوضع اللمسات الأخيرة على النص النهائيّ للاتفاق وتحديد موعد التوقيع بوتين يهدّد بوقف تصدير النفط رداً على قرار واشنطن وضع سقف لسعر مبيع النفط الروسيّ المقاومة في أعلى درجات الاستنفار…

وتشاور أميركيّ «إسرائيليّ» حول الضمانات للتهدئة

 

تقدمت اللهجة الأميركية الأوروبية الإيرانية في الحديث عن إيجابيات التفاوض حول الملف النووي الإيراني، ومعادلة نحن أقرب من أي وقت آخر إلى الاتفاق، الى معادلة نحن نضع اللمسات الأخيرة على النص النهائي للاتفاق، مع إشارات أوروبية إلى دخول النقاش مرحلة تحديد موعد توقيع الاتفاق النهائي، بينما تقول مصادر روسية أن الاثنين 12 أيلول هو يوم محتمل جداً لاجتماع لوزراء خارجية الدول المعنية من أجل توقيع الاتفاق، وتضيف المصادر أن حلولاً تم التوصل إليها للقضايا العالقة تتم صياغتها قانونياً بلغة احترافيّة تستدعي وقتاً ومراجعة، وإعادة قراءة لكل ملحقات الاتفاق المفصلة والتي تضم مئات الصفحات، والجداول الفنية والتجارية الملحقة والمكوّنة من مئات الصفحات أيضاً، وتتوقع المصادر أن يكون منتصف الأسبوع المقبل موعداً لعودة اللجان المعنية بالمفاوضات الى فيينا لإنهاء شكليّات الاتفاق قبل توجيه الدعوة للوزراء للحضور مطلع الأسبوع التالي.

على جبهة المواجهة الروسية الأميركية التي استنفد الأميركيون فيها استخدام أوكرانيا وبدأت بالتحول عبئاً عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، خصوصاً من خلال ما تشهده أوروبا من حرب استنزاف اقتصادية اجتماعية، بعدما نجحت موسكو بإنتاج توازن ردع فعال بوضع سلاح الطاقة في مقابل سلاح المصارف، طلباً لوقف استخدام الاثنين، نقل الأميركيون المواجهة الى مرتبة أشد خطراً بإعلان العزم على فرض سقف لسعر مبيع النفط الروسي بما لا يتجاوز سعر كلفة الإنتاج عند حدود سعر الـ 60-70 دولاراً للبرميل، وملاحقة كل عمليات الشراء التي تتم مصرفياً بسعر أعلى، وهو ما رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعامل معه كعقوبة تقليدية والبحث عن بدائل لكسرها، مهدداً بتوقف روسيا عن ضخ النفط في الأسواق العالميّة، وحصر مبيعاتها بالعقود الموقعة فقط مع الدول الصديقة، وحرمان السوق العالمية بالتالي من ملايين البراميل التي تعرضها روسيا يومياً وتحقق التوازن بين العرض والطلب وتمنع ارتفاع الأسعار، مشيراً إلى ان هذه الخطوة الدفاعيّة التي قد تضطر روسيا لاتخاذها إذا أقدمت واشنطن على وضع سقف لسعر النفط الروسي، تعني تدمير الاقتصاد العالمي، وبينما تخشى واشنطن ارتفاع سعر برميل النفط الى 140 دولاراً في فصل الشتاء المقبل ولا تريد أن تستفيد روسيا من هذا الارتفاع، سيكون عليها وفق الخبراء التعايش مع سعر يزيد عن المئتي دولار للبرميل إذا أقدمت روسيا على التوقف عن ضخ النفط في الأسواق.

لبنان الذي يتقلب بين هبّات مسار حكومي مجمّد، وفتاوى دستوريّة وسجالات حول الفراغ الرئاسي، ينتظر مع دخول العدّ التنازلي لموعد استخراج وضخّ الغاز من حقل كاريش الذي كان مقرراً في أول أيلول، ولم يعلن تأجيله رسمياً بعد، مصير المسار التفاوضي، بينما المقاومة دخلت أعلى درجات الاستنفار، بانتظار ما سيفعل كيان الاحتلال، فإن بدأ الاستخراج والضخ ستضع المقاومة الجاهزة بكامل قدراتها تهديداتها موضع التنفيذ. وتقول مصادر على صلة بملف التفاوض حول ترسيم الحدود إن الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين أبلغ المسؤولين اللبنانيين إمهاله أياماً قليلة، لأن التشاور الأميركي الإسرائيلي قائم ومستمرّ حول كيفية إيجاد ضمانات للتهدئة، بما في ذلك الإعلان عن تأجيل الاستخراج من كاريش وربط العودة إلى الاستخراج بإنجاز الترسيم مع لبنان، وأن المسؤولين المعنيين ردوا عليه بأنه يجب أن يتضمن أي مسعى للتهدئة إذا كان قائماً على التأجيل رفعاً للحظر عن قيام الشركات العالمية بالتنقيب والاستخراج من الحقول غير المتنازع عليها.

مع دخول البلاد في فلك المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، بقيت مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري بذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه في واجهة المشهد السياسي نظراً للرسائل الهامة التي وجّهها بكل الاتجاهات لا سيما باتجاه بعبدا واللقلوق ومعراب وقوى المجتمع المدني، إذ انشغلت القوى السياسية والمحللون في قراءة أبعاد وخفايا مواقفه وانعكاسها على الاستحقاقات. في موازاة ذلك تترقب الأوساط السياسية موعد الدعوة التي سيوجّهها الرئيس بري لعقد جلسة لانتخاب الرئيس، في ظل مراوحة قاتلة على صعيد تأليف الحكومة.

وبعدما شنّ الرئيس بري هجوماً لاذعاً على بعبدا والتيار الوطني الحر من باب انتهاك الدستور واتفاق الطائف وابتداع اجتهادات وفتاوى لا محل لها في الدستور، فضلاً عن مسؤولية العهد وتياره عن التعطيل الحكومي وأزمة الكهرباء التي تشكل سبباً أساسياً في معظم الأزمات الحياتية والاقتصادية والمالية الأخرى، وتساهم بإفلاس الخزينة، وهذا ما تثبته الوقائع والأرقام وفق ما تقول مصادر في حركة أمل لـ»البناء»، والتي تشير الى أن كلام بري كان مساراً للحلول لإخراج البلد من الأزمة السياسية والدستورية التي يغرق بها، فضلاً عن الازمات الاقتصادية التي تقف خلفها الازمة السياسية، مشددة على أن كلام بري يهدف لحث الجميع ومن ضمنهم عون وباسيل على تحمل المسؤولية والحوار والتفاهم ضمن الأطر الديموقراطية والدستورية لإنجاز الاستحقاقات الأساسية لا سيما الحكومة ورئاسة الجمهورية بعيداً عن المصالح الشخصية والسياسية.

ولم يُسجل أي رد من بعبدا وقيادة التيار على رسائل عين التينة الهجوميّة، وعلمت «البناء» من أوساط التيار أن بعبدا والتيار الوطني الحر ليسا بوارد الردّ وفتح سجالات عقيمة، لكن رئيس الجمهورية ميشال عون متمسك بصلاحياته الدستورية وأصول التأليف والتوازنات السياسية والطائفية في أي حكومة، وينطلق من اقتراح توسيع الحكومة لكونها الحكومة التي ستدير الفراغ الرئاسي المتوقع حصوله وليس تعنتاً وتشبثاً بالمواقف أو لكسب حصص وزارية.

وعلمت «البناء» أن الطرح الذي أيّده حزب الله على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بتعويم الحكومة الحالية، يدرس بعناية وبشكل جدّي بين بعبدا والرئيس المكلف وعين التينة، عبر إصدار مراسيم جديدة للحكومة الحالية بمعزل عن تغيير بعض الوزراء من عدمه، لكن الجميع متفق على أن الحكومة الحالية لن تستطيع إدارة البلاد في مرحلة الفراغ وتسلم صلاحيات رئاسة الجمهورية، فضلاً عن صعوبة انتخاب رئيس في المهلة الدستورية الستين يوماً، لذلك سلم الجميع بأن الفراغ سيؤدي الى أزمة سياسية ودستورية وميثاقية كبيرة تنعكس تفاقماً في الأزمات الاقتصادية والمالية وفوضى أمنية، إن لم تشكل حكومة بأسرع وقت ممكن.

وكشفت مصادر لقناة «أو تي في» أن «اللقاء الذي حصل الأربعاء الماضي بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، في قصر بعبدا، لم يُحرز أي تقدم». وشددت المصادر، على أن «لا زلنا بالمربع ذاته».

وأشارت أوساط نيابية في التيار الوطني الحر لـ»البناء» الى «أنه في حال شكلنا حكومة جديدة، فإنها لا تعتبر مستقيلة إلا بعد انتخاب رئيس للجمهورية وبالتالي تستطيع ممارسة صلاحياتها الدستورية إضافة الى صلاحيات رئيس الجمهورية، أما الحكومة الحالية فتقوم بتصريف الاعمال ضمن المفهوم الضيق لتصريف الأعمال، وبالتالي ليست حكومة دستورية، لذلك يجب أن لا ننتظر ونبقى في دوامة الجدال الدستوري، وعلى ميقاتي الذهاب الى تشكيل حكومة دستورية للتصدّي للازمات والاستحقاقات كترسيم الحدود والقوانين الإصلاحية ومعالجة الأزمة المالية والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي».

في غضون ذلك، تمضي الأزمات الاجتماعية نحو الأسوأ ويحقق سعر صرف الدولار قفزات إضافية تجاوزت الــ34 ألف ليرة أمس، وسط ترجيح خبراء اقتصاديين لـ»البناء» بتسجيل ارتفاع إضافيّ كلما اقتربنا من الفراغ الرئاسي والحكومي وموعد عودة وفد صندوق النقد الدولي الى لبنان أواخر الشهر المقبل لسؤال الحكومة عن تشكيل الحكومة والإصلاحات ليجد أن شيئاً لم يتحقق من كل هذا.

وأمس صدرت تسعيرتان جديدتان للمحروقات صباحيّة ومسائية تضمنت ارتفاعاً كبيراً بأسعار المحروقات.

أما موضوع رواتب القطاع العام فأعلنت وزارة المالية، في بيان لمكتبها الإعلاميّ أنها «أنهت الإجراءات كافة المتعلقة بالرواتب للعاملين في القطاع العام وأحالتهم الى مصرف لبنان على أن تحيل صباح غد (اليوم) المساعدات الاجتماعية ورواتب المتقاعدين، بالتالي سيصبح بإمكان العاملين والمتقاعدين كافة قبض مخصّصاتهم تلك اعتباراً من الـ 48 ساعة المقبلة كل من مصرفه».

ولم يسجل أي حل على صعيد إضراب هيئة أوجيرو، إذ أعلن رئيس نقابة هيئة موظفي أوجيرو بعد اجتماع طارئ أمس أن «الأضراب مستمر الى ان يُتخذ القرار بتحسين أوضاعنا». وإذ اجتمع وزير الاتصالات جوني القرم مجدداً مع نقابة موظّفي وعمّال «أوجيرو» للتباحث في ما يمكن التوصّل إليه من حلول بشأن مطالبهم وحضهم على فك الإضراب، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً مع الوزير القرم الذي قال إثر اللقاء: «بحثت مع دولة الرئيس في أوضاع قطاع الاتصالات وكانت له عدة اقتراحات سيتم درسها مع الموظفين قبل الإعلان عنها». وعما أثير حول اجتماعه مع الموظفين أمس قال: «كان الاجتماع أمس ودياً جداً، وأتفهّم مشاكل الموظفين وأحاول حلّها بالطرق القانونية المتاحة وفق ما يتوفّر لنا من أموال، ولديّ بعض الأفكار سأطرحها عليهم، واجتمع معهم بعد الظهر لإيجاد الحلول المناسبة في أسرع وقت».

على مقلب آخر، وإذ من المرتقب عودة الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت الاسبوع الطالع، استقبل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لازارو، وعرض معهم للتطورات الاقليمية خاصة في ملف ترسيم الحدود البحرية، بحسب بيان لمكتب بو صعب. كما تم التطرق الى الصعوبات التي تواجهها «اليونيفيل» على الحدود البرية والخط الأزرق. وأثنى بو صعب على «العمل الذي تقوم به «اليونيفيل» منذ عشرات السنين».

وفيما أفادت مصادر أخرى الى أن كل الكلام عن عودة الوسيط الأميركي الى لبنان غير صحيحة، أكد موقف الرئيس بري الأخير على تمسك لبنان بحقوقه في ثروته النفطية وحثه الأميركيين الى الحصول على الرد الإسرائيلي على المقترح اللبناني، واستئناف مفاوضات الترسيم لتوقيع الاتفاق ودعوة الشركات الأجنبية الى متابعة أعمال التنقيب في البلوكات اللبنانية غير المتنازع عليها بالحد الأدنى، كانت إشارة بري بالغة الدلالة وتتلاقى مع تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن لبنان لا يريد الحرب العسكرية لكنه لن ينتظر طويلاً لترسيم حدوده واستثمار ثروته النفطية لأنه محكوم بالأزمة الاقتصادية والمالية التي تستنزف الوطن والمواطن ومستقبله ووجوده.

وأشارت وسائل إعلام نقلاً عن مصادر متابعة لملف الترسيم الى أن «شركة توتال الفرنسية كانت نوت بالحفر بالبلوك رقم 9 وهي المنطقة المتنازع عليها بين لبنان و»إسرائيل»، لكنها أبلغت هيئة قطاع البترول أنها لن تحفر بالبلوك المذكور سوى ببقعة حقل قانا لأن الشركة تتوقع أن تكون البقعة واعدة بالنفط والغاز، خصوصاً أن تجربة الحفر بالبلوك رقم 4 لم تكن مشجعة». واعتبرت أن «القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء تمديد مدة الاستكشاف الأولى لمدة سنتين يعني أن شركة توتال هي المخوّلة ببدء الحفر وفقاً لجهوزيتها بالوقت الذي تراه مناسباً». ولفتت المصادر المتابعة الى أن «لا شيء يشير الى أن توتال غيّرت أو ستغير موقفها من جهة التريث بالحفر، وحتى لو قررت الحفر ففترة التعاقد مع شركات معنية بالملف قد تستغرق وقتاً كبيراً قد يصل لسنة».

من جهته، نفى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، وجود أي موقف جديد من شركة «توتال» الفرنسية، مؤكدًا أنّه «لم يصل شيء جديد من شركة توتال»، بشأن عملها في لبنان.

وأشار، إلى أنّ «ما اعرفه من العلاقة السابقة معهم، أن لديهم اهتماماً بالتنقيب في البلوك رقم 9، ويهمهم أن لا يكون هناك مخاطر على مصالحهم التي يستخدمونها من حيث الأمن».

وأعرب الرئيس عون عن ترحيبه بقرار مجلس الامن الدولي التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) سنة إضافية، معتبرا ان هذه الخطوة تؤكد تصميم المجتمع الدولي على المحافظة على الامن والاستقرار على الحدود الجنوبية. واشار الرئيس عون الى ان التنسيق قائم بين الجيش اللبناني و»اليونيفيل» لما فيه حسن تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، لا سيما وقف الأعمال العدائية التي ترتكبها «إسرائيل» في البر والبحر والجو.

على صعيد أزمة النزوح، أشار وزير المهجّرين في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عصام شرف الدين، الى أن «الهيئات الأممية ومفوضية اللاجئين تضغط على الرئيس نجيب ميقاتي لعرقلة ملف النازحين السوريين، وأميركا وأوروبا تضغطان على ميقاتي من أجل الاستثمار السياسي في هذا الملف».

وأعلنت المديرية العامة للأمن العام، في اطار متابعة موضوع النازحين السوريين الراغبين بالعودة الطوعية الى بلداتهم، «أنها ستستأنف تأمين العودة الطوعية من لبنان الى الأراضي السورية، وسيتم استقبال الطلبات من الاثنين حتى الجمعة من كل أسبوع، بين الساعة الثامنة صباحاً ولغاية الساعة الثالثة».

***************************


افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

تدخل بايدن سببه أزمة الغاز وجدّية المقاومة وهوكشتين يفاوض على مخرج لإسرائيل

 

مناخات الحذر والغموض التي تحيط بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة شهدت «اختراقاً بعد بيان البيت الأبيض، أول من أمس، عن اتصال الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس حكومة العدو يائير لابيد لحثه على المضي في مفاوضات تقود إلى اتفاق سريع مع لبنان. فيما تفيد آخر المعطيات عن اجتماع عقده الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين أمس مع الفريق الإسرائيلي عبر تطبيق «زوم»، فيما بقي على تواصل دائم مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب باعتباره ممثلاً للرئيس ميشال عون في هذا الملف، في وقت تتولى السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا التواصل مع مستشاري رئيسي المجلس النيابي والحكومة حول آخر الاتصالات.

مصادر مطلعة عزت بيان البيت الأبيض إلى أسباب عدة، من بينها:
- تفاقم أزمة الغاز في أوروبا بعد الإجراءات الروسية الأخيرة بوقف ضخه، وبدء ظهور دعوات أوروبية إلى التعامل مع روسيا بطريقة جديدة، مع تصاعد المخاوف من انعكاسات أزمة الطاقة على أوضاع هذه الدول مع اقتراب الشتاء. لذلك، فإن المصلحة الأميركية تقضي بتسريع الوصول إلى غاز منطقة شرق المتوسط لتعويض جزء من إمدادات الغاز الروسي المتوقف.
- التأكيد لرئيس الحكومة الإسرائيلية بأن واشنطن ستقف إلى جانبه في أي قرار يتخذه سريعاً بما يساعده على تجاوز الضغوط الداخلية على خلفية الانتخابات النيابية التي ستجرى في الكيان مطلع تشرين الثاني المقبل. وفي هذا السياق، تفيد المعطيات بأن الأميركيين أبلغوا زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو بأن ملف الترسيم مع لبنان أمر يخص أمن الطاقة العالمي ولا يخضع للمزايدات الانتخابية، وأن ما تقوم به حكومة لابيد يحقق المصلحة الإسرائيلية، في خطوة فسرت على أنها لمساعدة حكومة لابيد على مواجهة الضغوط الداخلية.

- تأكّد الولايات المتحدة من دقة الوضع على الأرض، بعدما تبلّغت معطيات من إسرائيل ولبنان ومن جهات أخرى بجدية تهديدات حزب الله، وأنه في حال حصول أي مواجهة، وبمعزل عن نتيجتها، فإن المنطقة ستخسر الاستقرار الأمني المطلوب لعمليات التنقيب والاستخراج وسيؤدي التوتر إلى خروج كل الشركات من المنطقة.
- إرسال إشارة إلى لبنان بأن واشنطن ملتزمة العمل الحثيث لإنجاز الاتفاق وأن بايدن يتدخل شخصياً لمساعدة هوكشتين في إنجاز مهمته.
في غضون ذلك، استمرت وسائل الإعلام العبرية في الحديث عن اتفاق وشيك، وعن صفقة تحصل إسرائيل بموجبها على تعويض مالي مقابل تخليها عن حقل قانا. فيما يبدو واضحاً أن مهمة هوكشتين تتركز الآن على آلية إنتاج اتفاق لا تبدو فيه إسرائيل وكأنها خضعت لتهديدات حزب الله. وبحسب المعطيات، فإن هوكشتين سيعد تصوراً للتسوية في ضوء مناقشاته الأخيرة مع المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين، وفي حال حصوله على أجوبة مناسبة سيحدد موعد زيارته إلى المنطقة.
وعلمت «الأخبار» أن هوكشتين عقد أخيراً اجتماعاً مع مستشار الأمن القومي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تركز حول دور أوروبا، ودور فرنسا في حث شركة «توتال» على إعلان جاهزيتها للعمل في الحقول اللبنانية، وهو يدرس مع الفرنسيين «صيغة حل تبدو فيه إسرائيل رابحة ولو من كيس أرباح الشركات طالما أن لبنان لن يقبل التنازل عن أي جزء من حقل قانا ولن يقبل بأي شراكة تجارية أو أي مشاركة على مستوى عمل الشركات المنقبة والمستخرجة».


مصادر قريبة من «توتال» قالت إنها لا تضمن جاهزية كاملة للبدء بالعمل في لبنان نظراً لارتباطها بأعمال أخرى، علماً أن مندوبين عن الشركة أبلغوا وزير الطاقة وليد فياض، أخيراً، أن «توتال» لن تقدم على أي خطوة قبل توقيع الاتفاق والحصول على ضمانات من الجانبين بعدم حصول أي تصعيد عسكري، وأبدت استعدادها لإنفاق 50 مليون دولار فور الإعلان عن الاتفاق في خطة لإعادة العمل بمشاريع التنقيب في أكثر من حقل لبناني.

*******************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

مهلة الشهرين: تشابك الاستحقاقين الرئاسي والحكوميّ

 

لم تتبدل صورة المأزق الحكومي في الساعات الأخيرة بحيث لم يطرأ أي جديد، فيما بدأت معادلة “التشابك” بين الاستحقاقين الحكومي والرئاسي العالقين تأخذ مكانها المتسع مع بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد. واذا كان يصح الكلام عن متغيرات بارزة في المشهد الداخلي، فهي تتصل بحالة الترقب وانسداد الأنظار الى دلالات الموقف الأميركي الداعم نحو تحريك ملف ترسيم الحدود البحرية بين #لبنان وإسرائيل في الأسابيع المقبلة، على نحو ما طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من رئيس الوزراء الإسرائيلي يائيير لابيد في اتصال بينهما اول من امس، فيما بات في حكم المؤكد ان لبنان ينتظر أجوبة حاسمة حيال الموقف الإسرائيلي من المطالب اللبنانية في الزيارة المرتقبة للوسيط الأميركي في ملف الترسيم آموس هوكشتاين لدى زيارته المقبلة لبيروت التي تردد انها ستحصل بعد أسبوع.

 

ولعل اللافت في هذا السياق ان المواقف الخارجية من القضايا والملفات المتصلة بالوضع في لبنان، لم تبدأ بالتعامل معه بعد على قاعدة سريان المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي، اذ لا يزال التريث الخارجي يطغى على هذا التعامل الا من باب تشديد معظم الدول على ضرورة إتمام انتخاب رئيس للجمهورية ضمن الموعد الدستوري. واذا كانت فرنسا افصحت في الأيام الأخيرة عن موقفها الرافض بقوة لاحتمال الفراغ الرئاسي في لبنان، فان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي خصص لبنان بفقرة في خطابه السنوي امس امام السفيرات والسفراء الفرنسيين لم يات على ذكر الاستحقاق الرئاسي. وهواعتبر انه يجب تعزيز سيادة لبنان واستقراره، لكنه اشار ان الوضع في البلد هش وهو يعاني من ارتدادات الازمات الاقليمية. وقد زعزع استقراره العديد من الازمات التي توردها كل المشاكل الاقليمية المزعزعة.” واشار انه “يجب تقديم مزيد من المساعدات الانسانية للبنان.”


 

واعرب ماكرون عن امله في التوصل الى اتفاق في شان احياء الاتفاق النووي الإيراني خلال الأيام القليلة المقبلة. واعتبر ان السلام في حوض المتوسط واوروبا غير ممكن سوى من خلال بناء توازنات جديدة في الشرق الادنى والاوسط.” واضاف ” ان الانتشار النووي الايراني “الذي نعمل على ضبطه من خلال سعينا لبناء اتفاق محتمل يسمح بتشجيع الولايات المتحدة لدعم هذا الاطار.” ونوه بان الاتفاق لا يمكنه وحده تحديد الاستقرار وقال “اننا نعلم انه لا يمكنه بناء الاستقرار في المنطقة ولتحقيق ذلك دعمنا جماعيا مؤتمر بغداد قبل سنة، وقد سمح لاول مرة منذ مدة طويلة بمشاركة جميع القوى الاقليمية حول الطاولة بما فيهم ايران والمملكة العربية السعودية في محاولة لايجاد نقاط تقارب وحوار .”

 

الملف الحكومي

اما في المشهد الداخلي وإذ انتفت امس كل التحركات المتصلة بالوضع الحكومي، قالت مصادر متابعة للملف الحكومي ومطلعة على موقف العهد ان اجتماع الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي اول من امس لم يحمل جديدا بالنسبة الى مسألة تشكيل الحكومة، وان المواقف لا تزال على حالها حول الصيغة الحكومية المنتظرة . واشارت الى ان البحث بين الرئيسين عون وميقاتي تطرق الى مواضيع تتعلق بالعمل الحكومي ومصير عدد من المراسيم التي لا تزال مجمدة ما يعرقل عددا من المواضيع المهمة مثل تشكيل هيئة محكمة التمييز وتعيين عمداء كليات الجامعة اللبنانية .

 

واشارت المصادر الى ان مسألة تأليف الحكومة لا تزال تتمحور حول عدد الوزراء في الصيغة الحكومية وان عون كان اقترح على الرئيس المكلف زيادة 6 وزراء على الصيغة التي كان ميقاتي قد قدمها والتي كانت حظيت سابقا بموافقة الرئيس المكلف . وفي هذا الاطار اعتبرت المصادر ان اقتراح عون زيادة 6 وزراء “لم يكن الهدف منه ضمان فريق رئيس الجمهورية الثلث الضامن في الحكومة، وليس ايضا تعطيل عملية التشكيل، بل ان الهدف متعدد الوجوه، واولها قناعة عون بضرورة تأمين حصانة سياسية لحكومة الوزراء التكنوقراط تمكنها من مواجهة الاستحقاقات المرتقبة في الاتي من الايام وابرزها استحقاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية واقرار الاصلاحات في خطة التعافي الاقتصادية وغيرها . اما السبب الثاني فهو ان تجربة الحكومة الحالية وقبلها حكومة الرئيس حسان دياب اللتين ضمتا وزراء تكنوقراط ، لم تكن في رأي عون مشجعة اذ افتقدتا دعم الكتل السياسية الممثلة فيهما ما ادى الى تراجع في الغطاء السياسي الواجب توافره في هذه الحال. حتى ان الكتل السياسية وجهت الكثير من الانتقادات الى عدم قدرة الوزراء التكنوقراط على مقاربة الشق السياسي من العمل الحكومي” . وتشير المصادر، ثالثا، الى “ان غياب هذا الغطاء السياسي كان يؤدي، في كل مرة تطرح فيها على مجلس الوزراء قضايا أساسية ، الى تعليق البحث ، وبالتالي اتخاذ القرار ، حتى يعود الوزراء التكنوقراط الى مرجعياتهم السياسية لسؤالها عن موقفها من القصايا المطروحة. اما في حال تمثلت هذه القيادات من خلال الوزراء الستة فيمكن من وجهة نظر عون اختصار الوقت واتخاذ القرارات فورا من دون اي تأخير للتشاور خارج مجلس الوزراء” .


 

وفي رأي هذه المصادر رابعا، “ان الحكومة العتيدة تحتاج الى تمثيل سياسي مباشر من خلال الوزراء الستة خصوصا في حال وقع الفراغ الرئاسي لتعذر انتخاب رئيس للجمهورية لاي سبب كان ، لان الحكومة ستتولى مجتمعة صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة ، وفي مثل هذه الحال تصبح الحاجة الى تمثيل سياسي في الحكومة ملحّة وضرورية”. وتضيف المصادر نفسها “ان اي تفسيرات تُعطى لموقف عون من المطالبة بستة وزراء دولة سياسيين ، من اي جهة او مرجعية صدرت ، لا تأتلف مع الواقع الذي يفرض مقاربة وطنية مسؤولة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد بعيدا عن الحسابات الشخصية والاعتبارات التي برزت في الاونة الاخيرة ، لان الدعم السياسي للحكومة العتيدة هو حاجة ضرورية الان لان البلاد تمر بفترة دقيقة ومصيرية لا يجوز فيها التساهل او اللامبالاة”.

 

فلتان وتفاقم

في غضون ذلك مضت وجوه مختلفة من الازمات الحياتية والخدماتية نحو مزيد من التعقيدات وكان من ابرزها امس ظاهرة غريبة لم تتدخل فيها الحكومة ورضخت لها وزارة الطاقة وتركت الأمور عرضة لإجراءات غير مسبوقة في تسعير المحروقات من شانها اذا تمادت وتكررت ان تضع البلاد امام اضطرابات واسعة. ذلك ان تسعيرتين جديدتين للمحروقات صدرتا امس في اليوم نفسه لم تفصل بينهما سوى ساعات بزعم ارتفاع سعر الدولار على منصة صيرفة . فبعد تسعيرة صباحية، أصدرت وزارة الطاقة تسعيرة ثانية بعد الظهر تضمنت ارتفاعاً كبيراً بأسعار المحروقات بعدما علت أصوات أصحاب المحطات، وأصبحت على الشكل الآتي:بنزين 95 أوكتان: 601000 ليرة لبنانية بزيادة 17000ليرة لبنانية، بنزين 98 أوكتان: 615000 ليرة لبنانية بزيادة 18000 ومازوت751000 ليرة لبنانية بزيادة 32000، دفعة واحدة.

 

وفي جانب متأزم اخر اعلن رئيس نقابة هيئة موظفي اوجيرو بعد اجتماع طارئ قبل ظهر امس ان الاضراب مستمر الى ان يُتخذ القرار بتحسين أوضاع الموظفين. واذ اجتمع وزير الاتصالات جوني القرم مجددا مع نقابة موظّفي وعمّال “أوجيرو” في الثالثة والنصف بعد الظهر للتباحث في ما يمكن التوصّل إليه من حلول بشأن مطالبهم وحضهم على فك الاضراب لم يفض الاجتماع الى أي اتفاق محدد واتفق فقط على استمرار المفاوضات بين الجانبين وسط استمرار الاضراب.

 

***********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

باسيل يهاجم “الحاقدين”… ومبادرة نواب التغيير “الرئاسية” غداً

هوكشتاين إلى بيروت: لا قبول ولا رفض ولا ترسيم تحت الضغط


 

بينما يواصل المسؤولون الإشراف من فوق على “هرهرة” مؤسسات الدولة وقطاعاتها الحيوية، ويكتفون بالتنظير في سبل إدارة التفليسة والاقتتال على قيادة دفة الانهيار، بلغت جهود “حارة حريك” منعطفاً حاسماً باتجاه ترسيم حدود صلاحيات التأليف بين بعبدا والسراي، فنجحت في “تضييق هوامش الخلاف إلى حدودها الدنيا وحصرها بمسألة تسمية الوزيرين البديلين عن أمين سلام وعصام شرف الدين”، حسبما أكدت مصادر مواكبة للاتصالات الحكومية، مشيرةً إلى أنّ قيادة “حزب الله” ألقت بثقلها لترجيح كفة التأليف “لأنها معنية بتحصين جبهة الحزب الداخلية وتأمين استمرارية السلطة والاستقرار على أرضية الحكم على أبواب جملة استحقاقات مفصلية، داخلية وخارجية، من شأنها أن ترسم الخطوط العريضة لخارطة المرحلة المقبلة في لبنان والمنطقة”.


 

وعلى رأس الاستحقاقات الداخلية، يتصدر الاستحقاق الرئاسي المشهد فارضاً إيقاعه على الاستحقاق الحكومي، تسليماً بقضاء الشغور وقدره المحتوم في سدة الرئاسة الأولى، بما يحتمّ تالياً إعادة تشكيل الحكومة القائمة لتكون كاملة الصلاحيات وقادرة خلال فترة الفراغ الرئاسي على اتخاذ القرارات بالأصالة عن نفسها وبالوكالة عن رئيس الجمهورية، إزاء مجمل الملفات والتحديات الداهمة، وفي طليعتها اتفاقية الترسيم الحدودي البحري مع إٍسرائيل، خصوصاً في ظل التيقّن من أنّ “مهلة أيلول” سقطت والتوقيع على هذه الاتفاقية بات شبه مستحيل في ما تبقى من ولاية العهد العوني.

 

ومن هذا المنطلق يترقب المسؤولون عودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى المنطقة نهاية الأسبوع المقبل وسط معطيات نقلتها أوساط واسعة الاطلاع لـ”نداء الوطن” تفيد بأنه لن يحمل معه “قبولاً نهائياً ولا رفضاً مبدئياً للطرح اللبناني من الجانب الإسرائيلي”، إنما سيكون هناك “تجديد للنوايا الجدية والإيجابية وتصميماً على التوصل إلى اتفاقية ترضي الجانبين اللبناني والإسرائيلي، لكن مع التأكيد في الوقت عينه على أنّ الوساطة الأميركية في الترسيم لن تكون خاضعة لأي ضغط زمني تحت طائل التهديد والتصعيد”.

 

أما في المعلومات الرسمية عن زيارة هوكتشاين، فتؤكد مصادر معنية بالمفاوضات لـ”نداء الوطن” أنّ “لبنان لم يتبلغ بعد أي جديد من الجانب الأميركي ما عدا ما هو معروف لناحية استمرار الأمور على السكة الصحيحة”، مشيرةً إلى أنه “حتى الساعة لا يوجد أي موعد محدد لزيارته بيروت”، من دون أن تستبعد إمكانية وصوله إلى المنطقة الأسبوع المقبل.

 

وعن توقعاتها بالنسبة لمسار المفاوضات ومصير عملية الترسيم، أجابت: “على حدّ علمنا أنّ الطرح اللبناني يلقى قبولاً إسرائيلياً ودعماً أميركياً، لكن لغاية الآن لا توجد ترجمة عملية ملموسة لأجواء التفاؤل التي تّضخ في الإعلام الإسرائيلي”، معربةً عن قناعتها بأنّ “اتفاقية الترسيم حاصلة لا محالة، لكنّ العقبة الأساسية أضحت مرتبطة بعامل التجاذب الإسرائيلي الداخلي على أعتاب الانتخابات التشريعية رفضاً لتحويل هذه الاتفاقية انتصاراً معنوياً لـ”حزب الله” في حال حصول الترسيم تحت ضغط المسيّرات والتهديد بضرب المنشآت النفطية الإسرائيلية”.

 

في الغضون، يستمر الجدل البيزنطي في بلاط السلطة الحاكمة تحت وطأة احتدام السجال الرئاسي، لا سيما مع دخول عين التينة بقوة على خط الهجوم على العهد وتياره، الأمر الذي ينذر بأن تشهد الأيام المقبلة هجمات مرتدة مضادة من قصر بعبدا وميرنا الشالوحي تهدف إلى “هدم السقف فوق رؤوس الجميع مع انتهاء الولاية الدستورية للرئيس ميشال عون”، وفق تقدير أوساط مراقبة لتداعيات المواقف النارية التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر مستهدفاً بشكل مركّز جماعة “ما خلونا”، واضعةً تهويل باسيل أمس بتغيير النظام ضمن هذا الإطار، حين غرّد لمناسبة ذكرى إعلان لبنان الكبير قائلاً: “صار وقت نتفق على نظام جديد (…) الغرقانين بحقدهم ما بريدوا لا رئيس قوي ولا دولة قوية (…) نحنا حاملين مشروع كامل بالسياسة والاقتصاد، بس ما قادرين ننفذه وحدنا. انزعوا الحقد عنكم”.

 

ومع بدء العد العكسي للمهلة الدستورية المتصلة بعملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تتجه الأنظار غداً إلى الموقف الذي سيطلقه تكتل نواب “قوى التغيير” خلال مؤتمر صحافي يُعقد عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً في “بيت بيروت” في السوديكو، للإعلان عن “مبادرة رئاسية إنقاذية” وفق ما جاء في نص الدعوة الصحافية لتغطية وقائع المؤتمر. علماً أنّ قوى وأحزاب المعارضة تأمل أن تأتي مبادرة النواب التغييريين الرئاسية على مستوى أهمية المرحلة المفصلية التي يمرّ بها البلد، ترقباً لإمكانية إيجاد أرضية توافقية بين كتل ونواب المعارضة والتغيير والمستقلين، ترتقي بالاستحقاق الرئاسي ليكون نقطة انطلاق حاسمة باتجاه الإنقاذ المنشود والإصلاح الحقيقي في لبنان.

 

***********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

لبنان يتجه لتعليق عمل عدد من بعثاته الدبلوماسية

وزير الخارجية يقترح إلغاء 12 سفارة وقنصلية

  بولا أسطيح

منذ مطلع عام 2022 لم تتقاض البعثات الدبلوماسية للبنان في الخارج نفقاتها التشغيلية، فيما ينتظر السفراء والعاملون في هذه البعثات تحويل رواتبهم المتراكمة منذ شهر مايو (أيار) الماضي.

ودفع شح الاحتياطات بالعملات الأجنبية لدى مصرف لبنان ووصولها إلى الخطوط الحمر منذ فترة، بحاكم «المركزي» رياض سلامة لاعتماد سياسة تقشف غير مسبوقة انعكست على الكثير من القطاعات وضمنا على أحوال البعثات الدبلوماسية للبنان في الخارج التي يفترض أن تصلها التحويلات بالدولار الأميركي بعكس كل العاملين في القطاع العام داخل لبنان الذين يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية. وتهدد هذه البعثات بإعلان الإضراب أسوة بكثير من القطاعات في لبنان لضمان تحويل رواتبها ومصاريفها.

ويبلغ عدد البعثات الدبلوماسية اللبنانية 89 بعثة موزعة بين 74 سفارة و15 قنصلية، فيما يصل مجموع رواتب الدبلوماسيين سنوياً إلى نحو 30 مليون دولار. وبدأت وزارة الخارجية منذ نحو عامين بتطبيق خطة تقشف قاسية قلصت مصاريف البعثات بشكل كبير.

وأصدرت «الخارجية» في الأسابيع الماضية أكثر من تعميم إلى رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية لإرسال مزيد من الاقتراحات التقشفية وذلك بعد إعادة النظر ببدلات الإيجار خاصة أن نحو 70 في المائة من مقار البعثات مستأجرة، كما إعادة النظر برواتب السفراء والموظفين، ووقف كل المخصصات السنوية للاحتفالات والاستقبالات.

ويرزح لبنان منذ عام 2019 تحت ما صنفه البنك الدولي بأنه واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية والمالية منذ منتصف القرن التاسع عشر. واستهلك «المصرف المركزي» أغلب احتياطاته من العملة الصعبة، مما أدى إلى شح الدولار وخسارة العملة المحلية الكثير من قيمتها.

وترد مصادر وزارة الخارجية أزمة رواتب ونفقات البعثات الأجنبية لكون سعر صرف الدولار الرسمي لا يزال على سعر أساس 1500 ليرة لبنانية فيما قيمته في السوق السوداء تجاوزت الـ34 ألف ليرة، ما يحتم على مصرف لبنان تأمين الفوارق التي تبلغ مليارات الليرات، لافتة إلى أن «التأخير الحاصل بتحويل الرواتب وتغطية التكاليف التشغيلية خلق تململاً في البعثات الدبلوماسية وأدى لرفع الصوت، وهو أمر نتفهمه تماماً». وتشير المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الوزير باشر بتطبيق خطة التقشف ما أدى لزيادة الواردات وعصر النفقات لكن الفجوة المالية لا تزال كبيرة، فرغم تأمين الواردات القنصلية نحو 25 مليون دولار، فإن هناك مبلغ 45 مليون دولار يتوجب تأمينه لسد الفجوة». وتضيف: «الحوار متواصل مع وزارة المال لحل المشكلة الراهنة كما أن هناك اقتراحاً تتم دراسته لتعليق العمل ببعض البعثات غير الأساسية».

وكان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب تحدث العام الماضي عن وجود 12 سفارة وقنصلية يمكن إلغاؤها، بناء على النفقات والواردات والقيمة الدبلوماسية، إلا أنه حتى الساعة لم يُتخذ أي قرار بشأن إلغاء أي منها.

وفي فبراير (شباط) الماضي طلب لبنان من السفارات البحث عن مانحين للمساعدة في تغطية نفقات تشغيلها وذلك من خلال السعي للحصول على تبرعات بشكل أساسي من المغتربين اللبنانيين.

ويشير مصدر مطلع على أحوال البعثات في الخارج إلى أن «آخر راتب وصل إلى الدبلوماسيين في الخارج كان في شهر مايو (أيار) الماضي، لأنهم كانوا يخشون بوقتها أن تتعطل انتخابات المغتربين، لذلك سارعوا لإرسال المستحقات، أما اليوم فالوضع مختلف بالنسبة إليهم وحتى لو سددوا بعض هذه المستحقات بعد أسابيع أو أشهر فالأمور لن تعود لسابق عهدها ولن يتم تسديد الرواتب والنفقات بشكل شهري». ويعتبر المصدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «وزارة الخارجية كما كل الوزارات والإدارات مرآة للوضع في البلد من حيث الهدر والفساد واللامسؤولية والصرف العشوائي الذي كان يحصل منذ عشرات السنوات»، لافتاً إلى أنه «حتى الساعة ورغم السعي لعصر النفقات وتقليصها بنسبة 30 في المائة خلال عامين، فإنه لا يمكن الحديث عن خطة فعلية لمعالجة الوضع إنما عن حلول ترقيعية بدل الانكباب عند تشكيل الحكومة الحالية على إعطاء الأولوية لنفضة كبيرة تقلص المصاريف». ويضيف المصدر: «لا إمكانية لمعالجة جدية لأزمة البعثات من دون إعادة النظر بوجود الكثير منها حيث إن هناك كثيرا من الأمثلة حيث لا حاجة لنا لبعثات، أضف أنه يجب إنهاء عمل نحو 18 ملحقاً اقتصادياً لا مهام فعلية لهم في الأزمة المالية الراهنة التي تعصف بلبنان».

 

***************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

  عون يتمسّك بـ”الستة” وإعلام بعبدا يردّ على برّي

 

غداة اللقاء الخامس بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وفي اليوم الاول من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جمهورية جديد، لم يسجل الى تطور إيجابي لا على مستوى تأليف الحكومة الجديدة ولا على مستوى التحضير لإنجاز الاستحقاق الدستوري، وما صدر من مواقف ومن تسريبات في صددهما صَبّ في خط التشاؤم إزاء مصيرهما، فيما تستمر الازمات في التفاقم والتناسل لتطاول كل قطاعات الدولة والوضع المعيشي المذري الذي يعانيه اللبنانيون في كل نواحي حياتهم اليومية.

وفيما لم يصدر أي مؤشر بعد على ما سيتّخذه رئيس مجلس النواب بيه بري ازاء الاستحقاق الرئاسي في ضوء خريطة الطريقة التي أعلنها في خطاب صور لمناسبة ذكرى تغييب الامام موسى الصدر امس الاول ودعوته الى انتخاب رئيس للبلاد «يجمع ولا يفرّق»، رشح انه ربما لن يتأخر في ممارسة واجباته الدستورية في هذا الاتجاه لعله يتم انجاز هذا الاستحقاق ضمن مهلة الستين يوماً الدستورية المحددة لهذه لغاية، وهو ينتظر تبلور بعض المعطيات غير متوقف عند بعض الآراء الدستورية، معتبراً انّ مجلس النواب سيّد نفسه في انتخاب الرئيس وفي ممارسة دوره التشريعي في اي وقت بحيث لا يعطّل اي من الاستحقاقين الرئاسي والحكومي دور المجلس وتفعيله وتوسيعه بما ينسجم مع طبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد.

 

وبَدا من بعض التسريبات امس انّ اوساط القصر الجمهوري بدأت تحمل على على بري على خلفية معارضته تأليف حكومة تضم ستة وزراء دولة سياسيين، وقد اعلن ذلك علناً في خطاب صور عَدم جَدواها في هذه المرحلة، فيما عون يتمسك بتأليف مثل هذه الحكومة ولم يلق تجاوباً لدى الرئيس المكلف في لقائهما امس الاول الذي تمسّك بالابقاء على حكومته الحالية باستثناء تغيير وزيري الاقتصاد والمهجرين امين سلام وعصام شرف الدين فيها، مكرراً دعوة عون الى تسميتهما مع الاخذ في الاعتبار موافقة نواب عكار في شأن البديل لسلام واختيار اسم درزي لوزارة المهجرين لا يكون على خصومة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

 

طارت الحكومة

وقال مصدر سياسي رفيع لـ«الجمهورية» انّ «الهوة تعمّقت بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وانتقل كل منهما الى ضفة في مسارَين لا ولن يلتقيا الا بمشيئة الله». واضاف: «انّ الحكومة طارت وسقطت كل المحاولات لإمكانية تشكيلها قبل انتهاء العهد، والسبب ان فريق رئيس الجمهورية الذي يقوده باسيل انفصل تماما عن الواقع وتَعدّت شروطه المطالبة بـ٦ وزراء فأصبح يريد حكومة انطلاقة عهد وليس حكومة نهاية عهد، الا اذا كان يعتبر الفراغ الرئاسي هو عهد مكمل سيسمّيه عهد الفراغ ويصدر «طابو» بملكيته».

 

وقال المصدر الرفيع نفسه: «الشباب وضعوا برنامج حكومة مُثقل بالمطالب، وميقاتي ليس في وارد السير بها على الاطلاق، خصوصا انه اصبح محصّناً بسلاحين: الاول، الرأي الدستوري الذي يؤكد ان الحكومة الموجودة مهما كانت صفتها هي التي تتسلّم الحكم. والسلاح الآخر هو ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري من صور من انّ المجلس النيابي هو الوحيد من لديه صلاحية تفسير الدستور». ورأى المصدر «انّ ما بعد الاول من ايلول ليس كما قبله، والاهتمام السياسي سيصبح في مكان آخر».

 

تمسّك بعبدا بالتوسيع

وكانت مصادر قريبة من قصر بعبدا رَدت، عبر «الجمهورية «أمس، بطريقة غير مباشرة على موقف بري المعارض للحكومة السياسية في هذه المرحلة، وقالت: «انّ البحث في تأليف الحكومة لم يتجاوز التفاهم على الصيغة الوزارية وشكلها وتركيبتها ولم يصل الى مرحلة الأسماء الاضافية الجديدة».

 

وكشفت هذه المصادر «أن عون سبق له أن اقترح على الرئيس المكلف توسيع الحكومة بإضافة ستة وزراء جدد الى الصيغة التي تقدم بها في 29 حزيران الماضي وقد حظي بموافقة الرئيس المكلف». وأوضحت «انّ اقتراح عون هذا لم يكن الهدف منه، كما راح البعض بعيداً في تفسيره، ان يضمن حصوله على الثلث المعطّل ولا تعطيل تشكيل الحكومة ايضا، وإنما اراد تحقيق عدة أهداف، ومنها:

 

– ضرورة تأمين حصانة سياسية لحكومة الوزراء التكنوقراط تمكّنها من مواجهة الاستحقاقات المرتقبة في الآتي من الأيام، وأبرزها استحقاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية واقرار الاصلاحات في خطة التعافي الاقتصادية وغيرها.

 

– إنّ تجربة الحكومة الحالية وقبلها حكومة الرئيس حسان دياب اللتين ضَمّتا وزراء تكنوقراط لم تكن مشجعة، إذ افتقدت الحكومتان الى دعم الكتل السياسية الممثلة فيهما ما ادى الى تراجع في الغطاء السياسي الواجب توافره في هذه الحال.

 

– لا يخفى على أحد انّ تجربة الوزراء التكنوقراط تعرضت الى كثير من الانتقادات التي وجّهتها الكتل السياسية، وخصوصا عند مقاربتها للملفات السياسية، وهي تشكل حجما بالغا من العمل الحكومي وليست من القضايا العابرة.

 

– كاد غياب الغطاء السياسي ان يؤدي الى تعليق البحث في الملفات السياسية المهمة وهي قضايا بالغة الدقة والاهمية لا يمكن مقاربتها في ظل وزراء التكنوقراط، الذين عليهم ان يعيشوا حالاً من القلق التي تعوق اتخاذ القرار السياسي الحاسم عند عودتهم في كل مرة الى مرجعياتهم السياسية لسؤالها عن موقفها من القضايا المطروحة.

 

– في حال تمثّلت القوى السياسية مباشرة عبر الوزراء الستة الجدد يمكن تجاوز كثير من العقبات واتخاذ القرارات في وقت قياسي من دون اي تأخير تفرضه طريقة البحث عن أجوبة ومشاورات خارج إطار مجلس الوزراء.

 

واضافت المصادر انه «في حال وقع الفراغ الرئاسي فإنّ الحكومة الجديدة تحتاج الى تمثيل سياسي، خصوصاً ان تعذّر انتخاب رئيس للجمهورية لأي سبب كان، وان الحكومة ستتولى مجتمعة صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة، وفي مثل هذه الحال تصبح الحاجة الى تمثيل سياسي في الحكومة ملحّة وضرورية».

 

وتأسيساً على سلسلة الملاحظات، اشارت المصادر الى «انّ هذه الاسباب كافية ليكون المطلب المتعلّق بتوسيع الحكومة وزيادة الوزراء الستة كممثلين للاطراف السياسيين الموجودين في حكومة ميقاتي، مطلباً مُحقاً ووطنياً بامتياز، خصوصاً ان هذه الحكومة هي الاولى بعد الانتخابات النيابية التي جرت في ايار الماضي، وأفرزت واقعاً سياسياً جديداً لا بد من اخذه في الاعتبار لدى مقاربة ملف تكوين السلطة التنفيذية».

 

واعتبرت المصادر «انّ اي تفسيرات تُعطى لموقف عون من المطالبة بستة وزراء دولة سياسيين، من اي جهة او مرجعية صدرت، لا تأتلف مع الواقع الذي يفرض مقاربة وطنية مسؤولة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد بعيداً عن الحسابات الشخصية والاعتبارات التي برزت في الآونة الاخيرة، لأنّ الدعم السياسي للحكومة العتيدة هو حاجة ضرورية الآن لأنّ البلاد تمر في فترة دقيقة ومصيرية لا يجوز فيها التساهل او اللامبالاة».

 

وعليه، فقد تلاقت مضبطة الدفاع عن اقتراح عون بتوسيع الحكومة في توقيت دقيق أعقبت الأجواء التي نشرتها «الجمهورية» أمس، عندما قالت إنّ الاجتماع الذي جمعَ عون وميقاتي امس الاول لم يحمل جديداً بالنسبة الى مسألة تشكيل الحكومة، وانّ المواقف لا تزال على حالها حول الصيغة الحكومية المنتظرة. كما لفتت الى انّ البحث بين عون وميقاتي تطرّق الى مواضيع تتعلق بالعمل الحكومي ومصير عدد من المراسيم التي لا تزال مجمّدة ما يُعرقل عدداً من المواضيع المهمة، مثل تشكيل هيئة محكمة التمييز وتعيين عمداء كليات الجامعة اللبنانية وترقية الضباط من رتبة عقيد الى عميد، ومسائل اخرى جُمّدت نتيجة مواقف سياسية ومقاربات بعضها كَيدي.

 

الترسيم والتنقيب

وعلى صعيد ترسيم الحدود البحرية ما زال لبنان ينتظر مجيء الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين ناقلاً الجواب الاسرائيلي على الموقف اللبناني الموحّد حول حدوده البحرية وحقوقه الغازية والنفطية بعد تأخّر نحو ثلاثة اسابيع عن موعد عودته بعد اسبوعين من زيارته للبنان في 1 آب الماضي، حسبما قال بري في خطابه امس الاول.

 

وترددت معلومات امس عن انّ هوكشتاين سيزور لبنان في 11 من الشهر الجاري، لكن هذه المعلومات لم يؤكدها اي مصدر معني او ينفيها.

 

وفي السياق ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن «الأميركيين قلقون جداً من إمكانية حصول تدهور بين «إسرائيل» و»حزب الله»، مشيرة إلى أنه «كان يبدو أنّ بايدن لا يتدخل في موضوع ترسيم الحدود بين لبنان و»إسرائيل» لكنّ البيت الأبيض دخل امس الاول بكل قوته إلى موضوع الاتفاق مع لبنان».

 

واشارت هذه الوسائل الإعلامية الإسرائيلية الى أنّ «خطوة القوة التي قام بها «حزب الله» تجاه «إسرائيل» تحقق للبنان إنجازات في المفاوضات حول الحدود البحرية»، وقالت ان «هذه الخطوة هي سابقة خطرة، وعلى «إسرائيل» أخذ زمام المبادرة وعدم السماح لـ»حزب الله» بتغيير قواعد اللعبة».

 

ونشر موقع «عرب 48» أن إسرائيل «تسعى إلى التوصّل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان بأسرع ما يمكن، من خلال المفاوضات الجارية بينهما بوساطة أميركية. وتخطط لبدء استخراج الغاز الطبيعي من حقل «كاريش» في نهاية أيلول الحالي».

 

«توتال» و«إيني»

الى ذلك أبلغَ وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض الى «الجمهورية» انه من الواضح انّ شركتي «توتال» الفرنسية و»إيني» الإيطالية لا يمكنهما مباشرة العمل في البلوكات اللبنانية من دون الحصول على ضمان من الولايات المتحدة وتل أبيب، وذلك خشية على مصالحهما، وهذا ما يفسّر أهمية معادلة: «إمّا استخراج الغاز والنفط على الجانبين وإمّا لا استخراج هنا ولا هناك».

 

وأكد فياض انّ «المطلوب بالنسبة إلينا أكل العنب لا قتل الناطور، ونحن ننتظر حصيلة مهمة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، آملين في أن يحمل الينا العنب».

******************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

«تفخيخ عوني» لمحاولات التأليف لإسقاط مرجعية الطائف

بلبلة بأسعار المحروقات بعد ارتفاع الدولار.. واستمرار إضراب أوجيرو يعزل لبنان عن العالم

 

تبلَّد البلد، على وقع انغماس غير مسبوق للمسؤولين، على اختلاف تسمياتهم بانعدام المسؤولية، لا الوظيفية، ولا الوطنية.. فالجبل لم يتمخض لتاريخه سوى «فأر حكومة»… اي اكتفاء وزراء تصريف الاعمال «بالمخابطة» مع المشكلة المالية والحياتية المتراكمة، والطلب المشترك، بعد ان درجت عدوى الاضرابات، هو الحقوق المالية في الراتب والاستشفاء، والدواء والتعليم ومواجهة وحش الغلاء وغائلته.

وما عدا الحرص الذي تبديه، من حين الى آخر دوائر بعبدا، واوساط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، على ان الرئيسين متفقان بالحاجة الملحة لتأليف حكومة او اعادة تعويم حكومة الـ24 الحالية بثقة متجددة، بدا ان فريق التيار الوطني الحر، يرغب بدفع الموقف الى النهاية، من زاوية الانقلاب على اتفاق الطائف، الذي وصفته محطة الـOTV في نشرتها المسائية بـ «ما سمي وثيقة وفاق» والسير باللامركزية الادارية والمالية الموسعة التي تشكل على نحو او آخر تحررا من وحدة الدولة المركزية..

وفي السياق، صبت دعوة النائب جبران باسيل، في تغريدة له «للإتفاق على نظام جديد لوطن واحد» وذلك لمناسبة مائة وعامين على ولادة لبنان الكبير.

الاولوية، اذا ليست لحكومة تحفظ وحدة الموقف الاجرائي على مستوى السلطة التنفيذية، بل فتح الباب امام تجاذبات وسجالات، واشكالات تعيد عقارب الساعة الى الوراء.

 


وحاولت دوائر بعبدا، ان تطلق «تنظيرة» لم تكن موفقة لاقتراح ادخال 6 وزراء سياسيين على الحكومة المستقيلة بعد تعويمها، ليس «لضمان فريق رئيس الجمهورية الثلث المعطل»، بل الهدف تأمين، وفقا لما نسب الى «مصادر مطلعة» حصانة سياسية لحكومة وصفت بأنها من نوع التكنوقراط.. فهي بحاجة الى دعم الكتل السياسية، وكأن الوزراء التكنوقراط لا مرجعيات سياسية لهم، خاصة اذا حصل الشغور الرئاسي.

بالمقابل، وصفت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة الجديدة اللقاء الاخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، بانه استمرار للقاءات السابقة، ولم ينتج عنه أي اختراق يمهد لتشكيل الحكومة الجديدة، بل على العكس، أكد الاستمرار في الدوران بالحلقة المفرغة ذاتها، وتشبث كل من الرئيسين بمواقفه وطروحاته وقالت : ان رئيس الحكومة المكلف بدأ منفتحا خلال اللقاء واظهر كل استعداد لدفع مسار التشكيل قدما الى الامام، وطرح صيغة مرنة، لم يكشف عنها،لتسريع الخطى لإنجاز التشكيلة الحكومية، الا انها لم تحظ بموافقة عون الذي عرض توجها مغايرا .

واذ تكتمت المصادر على الصيغة التي طرحها ميقاتي، اشارت إلى ان رئيس الجمهورية اظهر تمسكه بتوسعة الحكومة وضرورة ضم ستة وزراء دولة من السياسيين، لتكون مكتملة التمثيل وتستطيع القيام بالمهمات المنوطة في حال لم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المواعيد الدستورية المحدده.وانتهى اللقاء من دون نتائج وكل من الرئيسين عون وميقاتي، متمسك بطرحه.ومع بدء المهلة الدستورية لدعوة المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية قبل 31 ت1 المقبل، كثفت القوى السياسية والنيابية لقاءاتها ومشاوراتها لتحديد الخيارات بدءاً من وضع «المواصفات والمعايير» التي قد لا تنطبق كلها على شخص واحد خاصة مع تعدد هذه المواصفات واختلافها بين طرف وطرف. فيما بقي تشكيل الحكومة يراوح مكانه بين مشاورات واتصالات ورفض وقبول هذه الشروط وتلك، وخاصة بعد كلام الرئيس نبيه بري امس الاول حول رفض زيادة ستة وزراء دولة على التشكيلة الحالية ما يدعم موقف الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في التشكيلة التي اقترحها.

وفي حين لم يصدر اي تعليق على موقف بري من قصر بعبدا، اوضحت مصادر مطلعة على موقف الرئيس عون من توزير ستة وزراء دولة من السياسيين بأنه لتحصين الحكومة الحالية سياسياً بعد اعادة تشكيلها، نظراً للتجارب غير المشجعة لحكومات التكنوقراط وتعرضت لكثير من الانتقادات والتعثر في كل موضوع اساسي كانت تواجهه ما ادى الى تأخير او تعطيل الكثير من القرارات نظراً لعدم وجود مرجعية سياسية مباشرة لهم، ولا سيما في هذا الظرف المفصلي الذي تمر به البلاد والاستحقاقات الوطنية المنتظرة التي تحتاج الى حكومة قوية تواجه ما ينتظر لبنان. وقالت ان الغاية ليست تحصيل الثلث الضامن كما يتردد فهو موجود اصلاً في الحكومة الحالية ولم يتم استخدامه ولا مرة. هذا عدا عن اهمية وجود حكومة قوية تواجه الوضع في حال حصول فراغ في سدة الرئاسة الاولى مهما كان عمر هذا الفراغ، نتيجة الخلاف والتشرذم بين الكتل النيابية وتعدد المواصفات المطروحة للرئيس العتيد والتي من الصعب جمع الاكثرية النيابية حولها. ما يعطي للحكومة دفعاً اضافياً للقيام بالمهمات المطلوب ضمن الحدود الدستورية المتاحة لمواجهة الوضع الناتج عن الفراغ الرئاسي.

اضافت: اما اذا حصل انتخاب للرئيس فسيكون عمر الحكومة الجديدة قصيراً، وتكون البلاد قد تجاوزت قطوعاً خطيراً بحكومة قادرة على اتخاذ القرارات الضرورية بوجود ممثلين للقوى السياسية الاساسية فيها.

استحقاق الرئاسة

على صعيد التحضيرات لمقاربة الاستحقاق الرئاسي، وفيما يعقد نواب قوى التغيير مؤتمراً صحافياً غداً السبت للحديث عن الاستحقاق الرئاسي، انعقد مساء امس الاول، في منزل النائب فؤاد مخزومي، لقاء ضم كلاً من نواب كتلة «حزب الكتائب» نديم الجميل، والياس حنكش، وسليم الصايغ، وزملاء مخزومي في كتلة «تجدد» النيابية النواب ميشال معوض، وأديب عبد المسيح، وأشرف ريفي، فضلاً عن النواب نعمة فرام، وغسان سكاف، وجميل عبود.

وتداول المجتمعون في قضية الاستحقاق الرئاسي «على أنه استحقاق مفصلي، سيرسم مستقبل لبنان للسنوات المقبلة. وفي هذا الإطار تطرق المجتمعون إلى مواصفات الرئيس المقبل والمهام التي تنتظره، وتوافقوا على أهمية إيصال رئيس جمهورية إنقاذي، لا رئيس يشكل امتداداً للنهج الحالي، أو مجرد رئيس يدير الأزمة ويشهد على انهيار البلد ومؤسساته. من هنا، أجمع النواب على أهمية التوصل إلى مقاربة جامعة ومشتركة تتوافق عليها مختلف القوى السيادية والإصلاحية والتغييرية لخوض هذا الاستحقاق وانتشال البلد من أزماته. وأجمع النواب على ضرورة تواصل الاجتماعات بشكل مكثف ودائم، لأهمية وضرورة التنسيق وتعزيز العمل المشترك في ما بينهم في هذه الظروف الصعبة والحاسمة».

ترسيم الحدود ينتظر

على صعيد آخر، ووسط الغموض المحيط بالموضوع وسيل التسريبات الاعلامية الاسرائيلية المتناقضة، كان ملف ترسيم الحدود مدار بحث بين نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في مكتبه في المجلس ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لازارو، يرافقه نائبه جاك كريستوفيدس والوفد المرافق، حيث عرض معهم آخر المستجدات والتطورات الاقليمية خاصة في ملف ترسيم الحدود البحرية. كما تم التطرق الى الصعوبات التي تواجهها «اليونيفيل» على الحدود البرية والخط الازرق.

وأثنى بو صعب على «العمل الذي تقوم به «اليونيفيل» منذ عشرات السنين».

استمرار إضراب أوجيرو

على صعيد الاضرابات، قرر المجلس التنفيذي لنقابة «اوجيرو» ليلا، لاستمرار بالاضراب للوصول الى مطالبة المحققة، مع الاستمرار بالمفاوضات.

وكان وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال المهندس جوني القرم اجتماعاً بعد ظهر امس، دام اكثر من ثلاث ساعات ونصف، مع نقابة هيئة موظفي «اوجيرو» اكد بعده الوزير القرم انه «يقف الى جانب الموظفين، ويشعر بمعاناتهم واحتياجاتهم لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يمرّون بها»، وهو متفائل بالتوصل إلى حل.

واضاف وفق مكتبه الاعلامي: «أتفهّم مطالب النقابة وسأسعى الى العمل لتحقيق مطالبها، ولدي امل كبير اننا سنصل الى نتيجة وفي الوقت نفسه لديّ همّ تسيير القطاع واستمراريته وقد طلبت من النقابة الا تتضرّر مصالح المواطنين من الاضراب وانا متأكد من حسّها الوطني في انها ستلبّي الدعوة».

ورداً على سؤال حول ما اذا كان لرئيس الحكومة اي اقتراحات، قال القرم: «الاقتراحات كانت من قبل النقابة وليست من قبل رئيس الحكومة، وقد تمت مناقشتها امس مع وفد من النقابة وعرضتها اليوم لدولة الرئيس، بحيث هناك نقطة عالقة سنرى مدى قانونيتها لمعالجتها وانا متفائل باننا سنصل الى نتيجة».

وعما أثير حول اجتماعه مع الموظفين أمس قال: كان الاجتماع أمس ودياً جداً، وأتفهّم مشاكل الموظفين وأحاول حلّها بالطرق القانونية المتاحة وفق ما يتوافر لنا من أموال، ولديّ بعض الأفكار سأطرحها عليهم، لإيجاد الحلول المناسبة في أسرع وقت.

وأشار إلى أن «جميع الموظفين يُدركون أن انقطاع العمل في قطاع الاتصالات يُضرّ بهم وبجميع اللبنانيين، فإذا لم يكن هناك إنترنت في منطقة الحمرا مثلاً، فلا إنترنت في مصرف لبنان، وبالتالي لا إمكانية لديهم لتقاضي رواتبهم، لذلك إن الموظفين منا، وكلنا معنيون بهذا الموضوع.

في هذه الاثناء، صدرت تسعيرتان جديدتان للمحروقات امس. وبعد تسعيرة صباحية، أصدرت وزارة الطاقة تسعيرة ثانية بعد الظهر تضمنت ارتفاعاً كبيراً بأسعار المحروقات بعدما علت أصوات أصحاب المحطات، وأصبحت على الشكل الآتي:

بنزين 95 أوكتان: 601000 ليرة لبنانية بزيادة 17000ليرة

– بنزين 98 أوكتان: 615000 ليرة لبنانية بزيادة 18000

– مازوت751000 ليرة لبنانية بزيادة 32000، دفعة واحدة.

ومع استمرار التعتيم الرسمي على اللبنانيين، قطع محتجون طريق دير عمار بالقرب من معمل دير عمار الحراري لإنتاج الطاقة الكهربائية بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء والماء في عكار وطرابلس، وقد ضرب الجيش طوقاً أمنياً كبيراً حول معمل دير عمار تحسباً لأعمال شغب قد يقوم بها البعض، بعد الدعوات التي وجهت على منصات وسائل التواصل الإجتماعي للإعتصام أمام مدخل المعمل مساء، واستقدم الجيش تعزيزات لهذه الغاية .

وجاء هذا الإجراء بعدما شهد مدخل المعمل مساء أمس إشكالات ومصادمات عدة بين عناصر الجيش ومحتجين على انقطاع التيار الكهربائي كليًا في المنية وطرابلس أسفرت عن سقوط 13 جريحا نقلوا إلى مستشفيات المنية وطرابلس لتلقي العلاج.

رواتب القطاع العام

وفي السياق، أعلنت وزارة المالية في بيان لمكتبها الاعلامي أنها «أنهت الإجراءات كافة المتعلقة بالرواتب للعاملين في القطاع العام وأحالتهم الى مصرف لبنان، على أن تحيل صباح اليوم المساعدات الاجتماعية ورواتب المتقاعدين، بالتالي سيصبح بإمكان العاملين والمتقاعدين كافة قبض مخصصاتهم تلك اعتبارا من الـ 48 ساعة المقبلة كل من مصرفه.

وسط هذه الاوضاع المضطربة استمرت تحركات، أهالي شهداء الجيش اللبناني يحاولون الدخول الى مجلس النواب والياس بو صعب يتدخل ويتحدث معهم حول مطالبهم.

394 إصابة جديدة

صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 394 إصابة جديدة بفايروس كورونا، وحالتي وفيات، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1209871 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

 

****************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

توتر وسخونة على خط العهد ورئاسة المجلس… ونواب «التيار» غائبون عن السمع!

مهادنة برتقالية لافتة تجاه بري منعاً لانكسار الجرّة السياسية مع بدء المهلة الدستورية

بعد اللقاء العاصف بين القرم ووفد من «اوجيرو» الإضراب مستمر والاجتماعات مفتوحة – صونيا رزق

 

لا تحتاج جبهة العهد ومعه «التيار الوطني الحر» عادة الى الكثير من الوقت، كي تشتعل مع جبهة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لانّ الخلافات دائماً سائدة، والكيمياء غائبة الى امد بعيد، من دون اي امل في إمكانية وجودها، اذ سرعان ما تتوجّه السهام لـ «تخربط» العلاقة في اي لحظة انسجام سياسية، هذا اذا حصلت، لانها في الاصل كالمثل الشائع «ما تهزو واقف على شوار» خصوصاً بين الرئيس بري ورئيس»التيار» جبران باسيل.

 

آخر التوترات السائدة بين الطرفين، تعود الى عصر الاربعاء الماضي مع كلمة الرئيس بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، التي اشار فيها الى انّ لبنان يمّر في أسوأ مرحلة من تاريخه، ولم يعد جائزاً مقاربة العناوين الداخلية على المستوى الذي يجري، فلبنان ليس بخير، وبعض الارادات الخبيثة تسعى لاسقاط البلد في دوامة الفراغ، موجهاً الانتقاد الى النائب باسيل: «شو يعني ما خلونا؟ ولماذا طلب 6 وزراء دولة لاضافتهم الى الحكومة؟ وهل يوجد وطن في العالم تأتي فيه الكهرباء بنسبة صفر بالمئة»؟ لافتاً الى انّ المسؤولين عن الكهرباء هدروا ثلث الدين العام، والمقصود بهم وزراء «التيار الوطني الحر» وكل الذين تعاقبوا حتى اليوم على وزارة الطاقة.

 

الى ذلك إختلف الوضع هذه المرة، فلا «زعل» ظهر على ملامح «التيار» ولا ردود فعل من نوابه ومسؤوليه، بل صمت مريب ساد الاجواء بين بعبدا وميرنا الشالوحي من جهة، وعين التينة من جهة ثانية.

نواب «التيار» لا يردّون على هواتفهم

 

تعليقاً على ما قاله رئيس المجلس النيابي، ولمعرفة ردة فعل نواب «التيار»، اجرت «الديار» اتصالات بعدد منهم، ليتبيّن بأنّ خطوط معظمهم مقفلة، وبعضهم لم يردّوا على الهاتف، ومَن ردّ إكتفى بعبارة: «نفضّل عدم التعليق»، ووفق معلومات لـ»الديار» فقد تلقى النواب والمسؤولون في «التيار» فور انتهاء كلمة بري توجيهات من القيادة بإلتزام الصمت. وهذا ما برز ليل الاربعاء خلال نشرة الاخبار على محطة otv الناطقة بإسم العهد والتيار، بحيث غابت عنها الردود على الرئيس بري.

علي درويش: الملف الحكومي يتقدّم لكن لم ينته بعد

 

وعلى الخط الحكومي، وبعد خمسة اجتماعات عقدت في بعبدا بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، ظهرت بوادر تفاؤل بإمكانية تشكيل الحكومة في تشرين الاول المقبل، وفي هذا الاطار أجرت «الديار» اتصالاً بالنائب السابق علي درويش المقرّب من الرئيس ميقاتي، فأبدى بعض التفاؤل قائلاً: «المحادثات لم تقفل بعد خمسة اجتماعات، والتشاور قائم لتحديد المسائل العالقة، لذا يمكن القول انها اخذت منحىً ايجابياً لكنها لم تنته، فهنالك تقدّم لكن لا يجب ان نندفع اكثر، ونأمل ان نصل قريباً الى خواتيم إيجابية تؤدي الى اعلان التشكيلة».

 

ورداً على سؤال حول التركيبة الحكومية الانسب في الوضع الراهن، إعتبر درويش بأنّ التركيبة التوافقية بالتأكيد هي الانسب، لانّ لبنان لا يُحكم إلا بهذه الصيغة، والمعطى الافضل هو الإنطلاق بالتشكيلة التي قدمها الرئيس ميقاتي في 29 حزيران الماضي، المقاربة للتشكيلة الحالية الممثلة بأغلبية الافرقاء، مع عرض حلول لبعض النقاط.

ماذا وراء مطلب الست وزراء؟

 

وعلى صعيد متصل، تقول مصادر متابعة للملف الحكومي ان اجتماع الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي امس الأول لم يحمل جديدا بالنسبة الى مسألة تشكيل الحكومة، وان المواقف لا تزال على حالها حول الصيغة الحكومية المنتظرة. واشارت المصادر الى ان البحث بين الرئيسين عون وميقاتي تطرق الى مواضيع تتعلق بالعمل الحكومي ومصير عدد من المراسيم التي لا تزال مجمدة ما يعرقل عددا من المواضيع المهمة مثل تشكيل هيئة محكمة التمييز وتعيين عمداء كليات الجامعة اللبنانية وترقية الضباط من رتبة عقيد الى عميد ومسائل اخرى جُمدت نتيجة مواقف سياسية ومقاربات بعضها كيدي .

 

واشارت المصادر الى ان مسألة تأليف الحكومة لا تزال تتمحور حول عدد الوزراء في الصيغة الحكومية، لا سيما وان الرئيس عون كان اقترح على الرئيس المكلف زيادة ٦ وزراء على الصيغة التي كان الرئيس ميقاتي قد قدمها الى رئيس الجمهورية والتي كانت حظيت سابقا بموافقة الرئيس المكلف. وفي هذا الاطار اكدت المصادر ان اقتراح الرئيس عون زيادة ٦ وزراء لم يكن الهدف منه، كما يروّج البعض، ضمان فريق رئيس الجمهورية الثلث الضامن في الحكومة، وليس ايضا تعطيل عملية التشكيل، بل ان الهدف متعدد الوجوه، واولها قناعة الرئيس عون بضرورة تأمين حصانة سياسية لحكومة الوزراء التكنوقراط تمكنها من مواجهة الاستحقاقات المرتقبة في الاتي من الايام وابرزها استحقاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية واقرار الاصلاحات في خطة التعافي الاقتصادية وغيرها .

 

اما السبب الثاني، تضيف المصادر، فهو ان تجربة الحكومة الحالية وقبلها حكومة الرئيس حسان دياب اللتين ضمتا وزراء تكنوقراط، لم تكن مشجعة اذ افتقدت الحكومتان على دعم الكتل السياسية الممثلة فيهما ما ادى الى تراجع في الغطاء السياسي الواجب توافره في هذه الحال. حتى ان الكتل السياسية وجهت الكثير من الانتقادات الى عدم قدرة الوزراء التكنوقراط على مقاربة الشق السياسي من العمل الحكومي . وتشير المصادر، ثالثا، الى ان غياب هذا الغطاء السياسي كان يؤدي، في كل مرة تطرح فيها على مجلس الوزراء قضايا اساسيا، الى تعليق البحث، وبالتالي اتخاذ القرار، حتى يعود الوزراء التكنوقراط الى مرجعياتهم السياسية لسؤالها عن موقفها من القصايا المطروحة . اما في حال تمثلت هذه القيادات من خلال الوزراء الستة يمكن اذذاك اختصار الوقت واتخاذ القرارات فورا من دون اي تأخير للتشاور خارج مجلس الوزراء.

 

وفي رأي المصادر، رابعا، ان الحكومة العتيدة تحتاج الى تمثيل سياسي مباشر من خلال الوزراء الستة خصوصا في حال وقع الفراغ الرئاسي لتعذر انتخاب رئيس للجمهورية لاي سبب كان، لان الحكومة ستتولى مجتمعة صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة، وفي مثل هذه الحال تصبح الحاجة الى تمثيل سياسي في الحكومة ملحّة وضرورية .

 

واشارت المصادر ان هذه الاسباب كافية ليكون المطلب بتوزير ستة وزراء دولة يمثلون الاطراف السياسيين الموجودين في حكومة ميقاتي، مطلبا محقا ووطنيا بامتياز خصوصا ان هذه الحكومة هي الاولى بعد الانتخابات النيابية التي جرت في ايار الماضي، وافرزت واقعاً سياسياً جديدا لا بد من اخذه في الاعتبار لدى مقاربة ملف تكوين السلطة التنفيذية.

 

وفي تقدير المصادر نفسها ان اي تفسيرات تُعطى لموقف الرئيس عون من المطالبة بستة وزراء دولة سياسيين، من اي جهة او مرجعية صدرت، لا تأتلف مع الواقع الذي يفرض مقاربة وطنية مسؤولة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد بعيدا عن الحسابات الشخصية والاعتبارات التي برزت في الاونة الاخيرة، لان الدعم السياسي للحكومة العتيدة هو حاجة ضرورية الان لان البلاد تمر بفترة دقيقة ومصيرية لا يجوز فيها التساهل او اللامبالاة .

الترسيم ينتظر هوكستين…

 

بعد الموقف الاميركي الذي بدا بمثابة اعطاء زخم جديد لملف الترسيم، للوصول الى حل النزاع بين لبنان و»اسرائيل»، تتركّز الانظار نحو عودة المبعوث الاميركي آموس هوكستين المرتقبة في الاسبوع المقبل، الا اذا أرجأ الزيارة لاسباب ناتجة عن تطورات سلبية. ومن الواضح ان هوكستين سيعود حاملاً معه حصيلة الاتصالات التي اجراها مع المسوؤلين الاسرائيليين، كما مع شركة «توتال» الفرنسية التي تريد ضمانات امنية، وانجاز اتفاق الترسيم قبل الشروع بالمهام التنفيذية في التنقيب والاستثمار.

 

الراعي والرهان على تحرّك الفاتيكان

لإنقاذ لبنان

 

يواصل البطريرك الماروني بشارة الراعي زيارته الى روما، حيث رفع تقريراً مفصّلاً عن لبنان، مع وضعه سلسلة أفكار يراها مناسبة للدخول في حل للازمات اللبنانية المتتالية، وعلى رأسها الحياد والمؤتمر الدولي الخاص بلبنان.

 

وإنطلاقاً من هنا يراهن الراعي على تحرّك الفاتيكان المرتقب، لمساعدة البلد وإنتشاله من الوضع المأساوي، من خلال التعاطي الديبلوماسي مع عواصم القرار كباريس وواشنطن، للمساهمة في الدعم الدولي من مختلف جوانبه، خصوصاً مع إقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي.

هل يزور بوغدانوف بيروت؟

 

وعلى خط الاهتمام الدولي بلبنان، افيد بأنّ الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في بلدان الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، سيقوم بزيارة الى المنطقة، وسيكون لبنان على جدول زياراته من دون ان يحدّد تاريخها بعد، وتأتي ضمن مهمة حثّ المسؤولين اللبنانيين، للإسراع في تشكيل حكومة وإنتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهل الدستورية، منعاً لوصول البلد الى الفراغ.

إضراب «اوجيرو» مستمر

 

مع إستمرار إضراب موظفي الاتصالات، وإنعقاد اجتماع صاخب قبل يومين بين الوزير جوني القرم ووفد من الموظفين، دخلت وساطات عالية المستوى على الخط فأدت الى طلب الرئيس ميقاتي الاجتماع العاجل مع وزير الاتصالات، على اثرها طلب الاخير من نقابة مستخدمي «اوجيرو» الاجتماع به بصورة عاجلة في مبنى الوزارة، لتقديم عرض على الموظفين، الامر الذي ادى الى تجميد البيان الذي كان من المفترض اصداره من قبل النقابة.

 

وعلمت « الديار» مساءً بأنّ الاجتماع لم يثمر اي اتفاق، والامور مرشحة لمزيد من المفاوضات للوصول الى حل يرضي الطرفين، وإضراب الموظفين مستمر، والاجتماعات مفتوحة.

 

من جهته اشار نقيب مستخدمي «اوجيرو» ايلي زيتوني الى الواقع السيىء للموظفين من ناحية الرواتب، رافضا الاتهام بأن «اوجيرو» تقوم بايقاف السنترالات عن العمل، موضحاً انّ اي مواجهة مع عناصر الجيش، كما لوّح وزير الاتصالات لا يمكن ان تتحقق، لانّ اوجيرو تفتح ابوابها لهم.

 

*******************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

لبنان مهدّد بانقطاع الانترنت .. وارتفاع الدولار والمحروقات

 

60 يوما بالتمام هو عدد الايام التي تفصل لبنان واللبنانيين عن الفراغ الرئاسي المتوقع والمرجح، إن لم تحصل معجزة انتخاب رئيس جمهورية يخلف الرئيس ميشال عون ليل 31 تشرين الاول، لحظة مغادرته قصر بعبدا. دستوريا، بات متاحا لرئيس مجلس النواب نبيه بري اعتبارا من امس توجيه دعوة الى النواب لانتخاب رئيس، ليتحول المجلس لحظة انعقاد الجلسة الى هيئة انتخابية لا وظيفة لها سوى الانتخاب. وفي ما يتعاظم حجم القناعة بعدم الاتفاق نتيجة الوقائع والمعطيات المعروفة،وعلى وقع الهجوم اللاذع الذي شنه اول امس رئيس مجلس النواب نبيه بري على العهد وفريقه، تولدت قناعة موازية بعدم تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات تدير السلطة في الفراغ الرئاسي يعززها الفشل المتكرر لاجتماعات بعبدا الرئاسية بفعل المطالب المعروفة والمستجدة والشروط المطروحة على الرئيس نجيب ميقاتي بحسب ما تفيد اوساط السراي.

 

لا جديد

 

ومع دخول البلاد مدار المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، وفي اليوم العالمي للمخفيين قسرا، بقي الجديد السياسي على خطوط الحلحلة مفقودا بدوره، وتركّزت الحركة على محاولة معالجة الازمات المعيشية.

 

في هذا الاطار، اعلن رئيس نقابة هيئة موظفي اوجيرو بعد اجتماع طارئ  قبل ظهر امس ان الاضراب مستمر الى ان يُتخذ القرار بتحسين اوضاعنا. في الاثناء، صدرت تسعيرتان جديدتان للمحروقات امس سجلتا ارتفاعا كبيرا بالاسعار.

 

وفي وقت يحلّق سعر صرف الدولار، أعلنت وزارة المالية في بيان لمكتبها الاعلامي أنها “أنهت الإجراءات كافة المتعلقة بالرواتب للعاملين في القطاع العام وأحالتهم الى مصرف لبنان على أن تحيل صباح غد المساعدات الاجتماعية ورواتب المتقاعدين، بالتالي سيصبح بإمكان العاملين والمتقاعدين كافة قبض مخصصاتهم تلك اعتبارا من الـ48 ساعة المقبلة كل من مصرفه”.

 

ميقاتي – الشامي

 

اقتصاديا وماليا ايضا، وفي حين لا خطة حكومية اصلاحية واضحة بعد، اجتمع الرئيس ميقاتي مع نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي في السراي امس.

 

وليس بعيدا، استقبل سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري في مقر إقامته في اليرزة، رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير مع وفد اقتصادي.

 

ترحيب بالتمديد

 

على صعيد آخر، اعرب الرئيس عون عن ترحيبه بقرار مجلس الامن الدولي التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب(اليونيفيل) سنة إضافية، معتبرا ان هذه الخطوة تؤكد تصميم المجتمع الدولي على المحافظة على الامن والاستقرار على الحدود الجنوبية. واشار الرئيس عون الى ان التنسيق قائم بين الجيش اللبناني و “اليونيفيل” لما فيه حسن تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، لا سيما وقف الاعمال العدائية التي ترتكبها إسرائيل في البر والبحر والجو. وفيما جدد الرئيس عون شكره للدول المشاركة في “اليونيفيل” لاستمرارها في القيام بمهمة حفظ السلام على طول الحدود، شدد على التزام لبنان تطبيق القرارات الدولية محييا ذكرى العسكريين الدوليين الذين سقطوا على ارض الجنوب مقدرا تضحيات رفاقهم.

 

بوصعب ولازارو

 

ودائما على ضفة الحدود الجنوبية، وعشية عودة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت الاسبوع الطالع مبدئيا، استقبل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في مكتبه في المجلس قبل الظهر رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لازارو، يرافقه نائبه السيد جاك كريستوفيدس  والوفد المرافق وعرض معهم للتطورات الاقليمية خاصة في ملف ترسيم الحدود البحرية، بحسب بيان لمكتب بو صعب. كما تم التطرق الى الصعوبات التي تواجهها “اليونيفيل” على  الحدود البرية والخط الازرق. وأثنى بو صعب على “العمل الذي تقوم به “اليونيفيل” منذ عشرات السنيين”.

 

بأجنحة ايرانية

 

في المقابل، أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط “ان رئيس الجمهورية ميشال عون دخل بعبدا بجوانح إيرانية وسلّم البلد وسياسته الخارجية لحزب الله، سائلاً كيف نعود إلى الشرعية العربية والدولية وما زلنا متمسكين بسلاح حزبي مرتبط مباشرة بولاية الفقيه ويتباهى بانه يتقاضى أجراً من إيران وأن سلاحه من إيران. ورداً على كلام رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، قال  إن الشعب اللبناني رد على باسيل في الانتخابات النيابية، ورئيس الجمهورية لا يمكنه البقاء يوماً واحداً في قصر بعبدا بعد 31 تشرين الأول، وعلينا انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت ممكن يمثل الثوابت والقناعات، والتجربة مع التيار لم تكن مشجعة أبداً، وكل ما نريده قيامة لبنان من الانهيار الذي يتخبط فيه.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram