افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 1 ايلول 2022

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 1 ايلول 2022

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

بايدن يبحث مع لبيد ترسيم الحدود والنوويّ… وغارات «إسرائيليّة» على حلب… والعواودة إلى الحريّة
بري: ‭}‬ لا وقت مفتوح للتفاوض ‭}‬ تجب عودة الشركات للعمل أو استبدالها ‭}‬ سندافع عن حقوقنا
‭}‬ مواصفات رئاسيّة أولها العداء لـ«إسرائيل» ‭}‬ رئيس يجمع يعني استبعاد «المرشحين الطبيعيّين»

 

رغم التعقيدات التي لا تزال تعترض طريق الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، لا تزال الرسائل المتبادلة بين واشنطن وبروكسل وطهران، وقد أضيفت إليها موسكو مع زيارة وزير الخارجية الإيرانية أمير عبد اللهيان إلى موسكو ولقائه بوزير خارجيتها سيرغي لافروف، تؤكد أن الفجوات تضيق بين الطرفين الأميركي والإيراني، وأن الطريق الى الاتفاق سالك، وبينما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن تواصل هاتفياً مع رئيس حكومة الاحتلال يائير لبيد حول مفاوضات الملف النووي الإيراني والمفاوضات بين لبنان وحكومة الاحتلال حول ترسيم الحدود، تحدثت مصادر البيت الأبيض لعدد من وسائل الإعلام عن أهمية التوصل إلى الاتفاق مع إيران من جهة، وإنهاء النزاع على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وكيان الاحتلال، مشيرة الى تقدم جاد في المسارين.

كيان الاحتلال الذي يشعر بصعوبة ابتلاع كل هذه التطورات السلبية في مكانته، ويبحث عن مخارج للتأقلم مع هذه المتغيرات، اضطر للتراجع في قضية الأسير المضرب عن الطعام خليل العواودة مجبراً على فتح الطريق أمامه نحو الحرية بعد ستة شهور من الإضراب عن الطعام، بينما واصل التصعيد في غاراته على سورية، مستهدفاً مطار حلب بصواريخ من جهة البحر أسقطت الدفاعات الجويّة بعضها وأوقع بعضها الآخر أضراراً مادية، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السورية، بينما توقعت مصادر تتابع مسار الغارات على سورية، تطبيق القاعدة التي رسمها مسؤول أميركيّ عسكريّ للنيويورك تايمز ونشرت مضمونها البناء قبل أيام، وتقوم على توقع ردود من المقاومة على القوات الأميركيّة كلما نفذت «إسرائيل» غارات جديدة.

لبنانياً، كان الحدث جنوبياً مع الحشود الضخمة التي لاقت رئيس مجلس النواب نبيه بري في مدينة صور في ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر، بصورة أعادت تظهير زعامة برّي الشعبية، ومنحت كلمته موقع قوة.

أهم ما قاله برّي بتناول ملفي المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية، والاستحقاق الرئاسي، حيث أكد في ملف الترسيم أن الكرة في الملعب الأميركي، وأن وقت التفاوض ليس مفتوحاً، وأن لبنان الذي لا يريد الحرب سيدافع بكل إمكاناته إذا تعرّضت حقوقه وثرواته، سائلاً عن سبب عدم بدء التنقيب في الحقول غير المتنازع عليها ما لم يكن الهدف هو التسويف والمماطلة، ومجيباً أنه إذا تلكأت الشركات المعنية بذلك يجب على الحكومة استبدالها.

عن الاستحقاق الرئاسيّ افتتح بري المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية بتأكيد دوره ومكانته في الاستحقاق، حيث لا اجتهادات دستورية خارج حصرية تفسير الدستور في مجلس النواب، ولا حصرية مسيحية في اختيار الرئيس بداعي الحيثية، فالحيثية الإسلامية للرئيس مطلوبة أيضاً، واللعبة الدستورية مفتوحة، غامزاً من نظرية المرشحين الطبيعيين، داعياً لرئيس إيمانه راسخ بأن «إسرائيل» تهديد وجودي للبنان، ويجمع ولا يفرّق، بصورة تضع المرشحين المسيحيين اللذين يمثلان الكتلتين المسيحيتين الكبيرتين، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، خارج السباق، فاتحاً الباب للتشاور بحثاً عن أوسع توافق ممكن لإنتاج رئيس، وليس لإدارة الفراغ.

وكشف الرئيس بري أن «آخر ما توصلت اليه اللجنة المكلفة متابعة الجريمة أنها تمّت على أيدي النظام الليبي وان الإمام ورفيقيه لم يغادروا الى أي جهات أخرى». مؤكداً أن «قضية تحرير الإمام ورفيقيه هي بالنسبة لحركة امل قضية سيادية. وهذا لا يعفي الحكومة اللبنانية بما تعاهدت به ولا يعفي الجامعة العربية بالضغط على الدولة الليبية لمعرفة الحقائق».

وفي ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية جدّد بري التأكيد على أن كل متر مكعب من الغاز والنفط والحدود البحرية مغتصبة ومحتلة لأنها حدود مع أهلنا الفلسطينيين بانتظار جواب الوسيط الأميركي.

واضاف: «ما حدا يراهن على خلاف بين حركة امل وحزب الله، لا تغرّنكم وسائل التواصل الاجتماعي فهؤلاء أشداء على الأعداء رحماء بينهم، والمفاوضات غير المباشرة مستعدون لها لكن ليس إلى أجل غير مسمّى، وسندافع عن حدودنا وأرضنا وغازنا ونفطنا بكل ما نملك من قدرات كما دافعنا بالبر».

وانتقد بري أداء الوسيط الأميركي، وقال: «ها هي المفاوضات غير المباشرة نحن مستعدون لها.. عاموس هوكشتاين قال سيغيب أسبوعين واليوم بات له شهر. أين الجواب؟».

وأشار برّي الى أن «لبنان ليس بخير بكل صراحة وشفافية، وأنه يمرّ بأسوأ مرحلة في تاريخه والبعض يقاربها بأسوأ عقلية كيداً ونكداً». وتساءل: «هل يوجد في العالم بلد بتغذية «صفر كهرباء» وتكون الحجة «ما خلّونا؟، وهل يعقل أن يحرم لبنان من الغاز المصري والأردني لعدم تشكيل هيئة ناظمة في وزارة الطاقة وهي التي استنزفت ثلث مالية الدولة وتكون الحجة «انو غيرو القانون بدل ما يطبّقوه؟».

وقال بري: «ليس مسموحاً العبث بالدستور او التمرد عليه تلبية لمطامح هذا او ذاك من المرشحين، وليس مشروعاً الاستسلام لبعض الإرادات الخبيثة التي تسعى لإسقاط البلد في دوامة الفراغ، وعلى عاتق المجلس النيابي الحالي مهمة إنقاذ لبنان وأدعو النواب أن يكونوا صوتاً لإنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواقيتها». واضاف: «سنقترع للشخصية التي تجمع ولا تقسم وللشخصية التي توحد ولا تفرق وللشخصية المؤمنة بالثوابت القومية والوطنية وتعتقد اعتقاداً راسخاً أن «اسرائيل» تمثل تهديداً لوجود لبنان، وما حدا يزايد على حدا بالسيادة».

وجدّد الالتزام بأن «قضية فلسطين هي في قلب الحركة وعقلها وسنبقى إلى جانب الشعب الفلسطيني، ورفض أي شكل من أشكال التوطين أو الوطن البديل». كما جدد «رفض تحويل لبنان وسماء لبنان إلى منطلق للاعتداء على سورية»، مؤكداً «انحيازنا ودعمنا لسورية قيادة وجيشاً وشعباً»، داعياً «المستوى الرسمي في لبنان للانفتاح والحوار الطبيعيّ والجغرافيّ الذي تمثله سورية».

وفي الأحداث الأخيرة في العراق، قال بري: «نقدّر للعراق وقوفه إلى جانب لبنان في كل المراحل، ونناشد السيد مقتدى الصدر للعودة عن اعتزاله وتلبية دعوة الكاظمي للحوار، فالحوار وحده الحل»، معتبراً أن «العراق باستقراره وقوته وعروبته يشتد ساعد الأمة، والعراق هو البوصلة لتصحيح العلاقة بين دول الجوار، وعودة العلاقة بين الجمهورية الإسلامية في إيران والسعودية».

وأمل بري «أن تثمر المفاوضات النووية لنتائج تكرّس حق إيران في استخدام الطاقة النووية وفق الاتفاق الأخير، وإنجاز اتفاق جديد يعزز الثقة لدى الدول الجارة بما يحفظ حقوق شعوب المنطقة».

وعشية حلول موعد بدء العدو الإسرائيلي استخراج الغاز من كاريش بدءاً من اليوم، عاد ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية الى الواجهة، من بوابة دخول البيت الابيض مباشرة على خط المفاوضات والاتصالات في ضوء تناقض في المعلومات والمعطيات حول قرب توقيع الاتفاق من عدمه.

إذ أعلن «ان حلّ النزاع الحدودي بين لبنان و»إسرائيل» أولوية لإدارة الرئيس جو بايدن والتوصل لاتفاق ترسيم الحدود محتمل، ونحاول تضييق الخلاف بين «إسرائيل» ولبنان حول ترسيم الحدود، موجهاً التحية لروح التشاور للمفاوضين اللبنانيين والإسرائيليين حول الحدود».

وفي السياق نفسه، أعلن مسؤول في البيت الأبيض، أنّ المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين سيزور لبنان و»إسرائيل» الأسبوع المقبل»، بحسب ما أفاد موقع «أكسيوس» الأميركي.

كما نقل «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنّ «عملية صياغة اتفاق بشأن النزاع البحري مع لبنان لم تبدأ حتى الآن».

وأفادت وسائل إعلام محلية أن «الوسيط الأميركي​ التقى رئيس مجلس إدارة شركة ​توتال​ في العاصمة الفرنسية ​باريس​، وتم البحث في التزامات الشركة في ​لبنان​ لا سيما في المنطقة المتنازع عليها بين لبنان و»إسرائيل​«». ولفتت الى أن «اللقاء الذي جمع الوسيط بالشركة ليس اللقاء الأول، فهناك فريق تقني قدم مساعدة تقنية لهوكشتاين سابقاً ليتبين أنه من فريق توتال». وتابعت: «هوكشتاين تحدث مع شركة شيفرون الأميركية التي تملك المسح البحري وإمكانية وجود خزان مشترك بين 3 بلوكات، والأميركيون يفضلون أن تتولى مهمة ​التنقيب​ شركة يونانية بسبب قدرتها على ربط الإنتاج بالمنصة العائمة في ​كاريش​».

في المقابل، كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية أن محادثات الترسيم بوساطة ​الولايات المتحدة​ أحرزت تقدمًاً في ما يتعلق بتقسيم ​الغاز​ بين لبنان والاحتلال. معلنةً أنه «يتم وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق».

وأوضحت أن المفاوضات لم تستقر على خط حدودي بحري نهائي بعد، لكنها «قريبة بما يكفي للبدء في التوصل إلى ترتيب لتقسيم حقول الغاز التي قد ينتهي بها الأمر إلى عبور هذا الخط أو الحصول على تعويض مالي». ولفتت الى أنه «من المؤشرات الأخرى التي يعتقد أن المحادثات في أسابيعها الأخيرة وتسير في مسار إيجابي أن ​تل أبيب​ نقلت حقيبة المحادثات اللبنانية من وزارة الطاقة إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ​يائير لابيد​«.

في المقابل أكّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفي الدين، في حديث لإذاعة النور، «أننّا ذاهبون لأن نصل إلى حقوقنا، وإن شاء الله سنصل إلى تحصيل حقوق لبنان، من خلال المسارات المتاحة بين أيدينا وأحدها استخدام القدرة والقوة الموجودة بين يدينا».

وشدّد صفي الدين، على أنّه «باعتمادنا على معادلة الجيش والشعب والمقاومة، يمكن أن نصل إلى حقوقنا ولا يجب أن نبث اليأس.. والعدو يراوغ ولا يمكن أن نثق بكلامه والأميركي يراوغ ولا يمكن أن نثق بكلامه ونحن ننتظر الوقائع».

ورأى أنّ «أحد أهم أسباب الأزمة في لبنان، هو وجود النفط والغاز في بحره، وكان العدو يظن أن اللبنانيين ملتهون بالأزمة الاقتصادية لديهم وعندما أتى موعد القطاف لدى العدو لم يستطع».

في غضون ذلك، زار الرئيس المكلف نجيب ميقاتي قصر بعبدا بشكل مفاجئ، والتقى رئيس الجمهورية ميشال عون، وقال لدى دخوله ممازحاً الإعلاميين: «الرئيس بري بالجنوب ما فينا نطلع مراسيم اليوم».

وأشارت أوساط مطلعة على اللقاء لـ»البناء» الى أن ميقاتي قدّم بعض التعديلات على اقتراحه للرئيس عون حول العقد القائمة وتقليص مساحة التباعد بينهما، لكنها تحتاج الى مزيد من الدرس»، وتم التداول بآلية تسمية وزيري الاقتصاد والمهجرين وببعض الأسماء الوسطية، لافتة الى أن «نقاط الخلاف لازالت على حالها ولم تحلّ، وبالتالي الأمور تراوح مكانها». 

وتواصل مسلسل السجالات والحملات والاتهامات المتبادلة على خط بعبدا – القصر الحكومي وما بينهما رسائل الوعيد والتهديد التي يطلقها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ضد ميقاتي والخصوم السياسيين والتي تتمحور حول رفض التيار تسلم حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئيس الجمهورية في فترة الفراغ الرئاسي.

وإذ كشفت أوساط نيابية في التيار لـ»البناء» أن قيادة التيار تُخبئ مفاجآت سياسية ودستورية ستظهر تباعاً وتدريجياً لإنهاء الحالة الشاذة المتمثلة بأسر الرئيس المكلف للتكليف في جيبه واستغلال وضعية حكومته الدستورية للتفرد بالقرارات الحكومية وإدارة الدولة الآن وفي مرحلة الفراغ بعيداً عن المسؤولية الدستورية والسياسية والمساءلة النيابية»، اتهم عضو ​تكتل لبنان القوي​ النائب ​غسان عطالله​، في تصريح تلفزيوني، ميقاتي​ «بمحاولة تكرار تضييع الوقت باعتقاده أنه قد يلقى بعض الفتاوى الدستورية بالحكم بغياب رئيس للجمهورية اللبنانية». وتوجّه عطالله لميقاتي بالقول: «لا تلعب بالنار لأن استغلال فراغ ​رئاسة الجمهورية​ قد يؤدي الى الفوضى».

وتتواصل الاجتماعات بين عدد من نواب المعارضة في ساحة النجمة، ومع رؤساء أحزاب وكتل نيابية لا سيما الكتائب والقوات اللبنانية، في محاولة للتوافق على مرشح موحّد لرئاسة الجمهورية. وعلمت «البناء» من مصادر المشاركين أن «المشاورات لم تفض الى أي اتفاق على مرشح بسبب الخلاف حول مواصفات الرئيس والتوجّهات السياسية للمرحلة المقبلة، فضلاً عن غياب المرشحين الرسميين إضافة الى ارتباط بعض القوى المشاركة بقوى خارجية إقليمية ودولية، ما يصعب التوافق»، مشيرة الى أن «لا أحد يملك الأكثرية النيابية وبالمقابل الجميع يملك قوة التعطيل وإفقاد النصاب، وهذا التعادل التعطيلي سيصعب انتخاب الرئيس ويؤدي الى وقوع الفراغ».

على صعيد آخر، وبعد انهيار قطاعات الكهرباء والمحروقات والصحة والتربية والتعليم والاستشفاء، انضم قطاع الاتصالات الى اللائحة، مع إعلان موظفي هيئة ​أوجيرو​ الإضراب احتجاجاً على تردي أوضاعهم المعيشية وتلكؤ الحكومة بتلبية مطالبهم. ما أدى الى توقف خدمات الانترنت أمس، في عدد من المناطق اللبنانية لا سيما في الجنوب وبيروت، وبحسب المعلومات يعقد أعضاء نقابة موظفي أوجيرو اجتماعات مفتوحة للبحث بطروحات وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال ​جوني القرم​ لحل الازمة ليبنى على الشيء مقتضاه».

ورأس ميقاتي اجتماعاً لـ»اللجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرفق العام». بعد الاجتماع قال وزير الاشغال علي حمية «موضوع الاجتماع اليوم يتعلق برواتب القطاع العام لأن اللجنة الوزارية اتخذت سابقاً قراراً بزيادة الرواتب لمدة شهرين، وبطبيعة الحال فإن الرئيس ميقاتي وبعملية استباقية منه قبل نهاية شهر أيلول، سيدعو الى اجتماعات مكثفة لرسم خريطة لنهاية العام من حيث كيفية تأمين الإيرادات، وان وزارة المالية ستشرح في الاجتماع الذي دعا اليه الرئيس ميقاتي يوم الاثنين المقبل، تفاصيل رفد الخزينة العامة بالإيرادات، وستفصل ما هي الايرادات في الخزينة العامة، وعلى أساسها تقرّ المنهجية والتصور الجديد حتى نهاية العام 2022».

وفي موضوع حوادث السير على طريق المصنع، كشف حمية أنه «اتخذ سلسلة إجراءات منها الكشف على تلك الطريق، وسيتبعه كشف على طرقات أخرى، وهذا الموضوع سأسير به الى النهاية، ولم ولن أغطي أحدًا، وليأخذ التحقيق مجراه».

الى ذلك، وقّع رئيس الجمهورية، المرسوم الرقم 10016 القاضي بإعادة القانون المتعلق بالسرية المصرفية الى مجلس النواب لإعادة النظر فيه. وأوضح عون، أنه «من أسباب طلب إعادة النظر، ان ظروف الأزمة الاقتصادية والمالية التي يمر بها لبنان تقضي، لتأمين نجاح التعافي بالرجوع بتاريخ بدء تطبيق احكام القانون موضوع طلب اعادة النظر لفترة تغطي على الأقل المدى الزمني المسبب للأزمة».

***************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

ميقاتي سيؤلّف... لكن ليس سريعاً!

بقيت زيارة الرئيس نجيب ميقاتي لقصر بعبدا أمس في سياق «التشاور». لكن أهميتها أنها أتت بعد «حرب البيانات» بين فريقي الرئيسين، وهذا في حد ذاته «مؤشر جيد» بحسب أوساط مطلعة، أشارت إلى أن «نية التأليف موجودة... من دون أن يعني ذلك أن التأليف قريب». وبحسب المصادر، فإن الجميع بات متهيباً الوصول إلى فراغ رئاسي يبدو شبه مؤكد بحكومة غير مكتملة، في ظل الفتاوى الدستورية المتضاربة وغب الطلب، ما ينذر بأزمة دستورية قد تقود إلى فوضى في الشارع، في ظل انهيار اقتصادي.

وفيما أشار رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين إلى أن «ما يظهر من الأطراف السياسية أن هناك جدية في الوصول إلى حكومة»، داعياً إلى «تذليل العقبات وأن تطغى سياسة التنازلات من أجل الوطن ومصلحة الناس»، ربطت المصادر «ليونة» رئيس الحكومة «بالجو المسيحي العام الرافض ضد أن تتولى حكومة تصريف الأعمال إدارة البلد في ظل الفراغ وأن ترِث صلاحيات رئيس الجمهورية». وأضافت أن «ميقاتي هاله أن أحداً من الأفرقاء المسيحيين لم يقف معه، حتى من خصوم عون، وأنه حينَ زار البطريرك الماروني بشارة الراعي قبل فترة، أكد له ضرورة تأليف حكومة بأي ثمن»، كما أن الرئيس فؤاد السنيورة «فشِل في انتزاع غطاء مسيحي لموقف ميقاتي حتى لا يظهر بأن معركة عون هي مع السنة فزاد الضغط على رئيس الحكومة الذي يجِد نفسه في موقع لا يُحسد عليه». وإلى ذلك، هناك موقف حزب الله الذي ورد على لسان الأمين العام السيد حسن نصرالله، في خطاباته الأخيرة، بالمطالبة بـ «حكومة مكتملة».
وعليه، فإن رئيس تيار «العزم» عازم على التأليف، ولكن «ليس سريعاً، ولكن على الأرجح في وقت ما من هذا الشهر». فهو يعتقد بأن الوقت لا يزال متاحاً لمزيد من المماطلة خلال الشهرين المتبقيين من ولاية رئيس الجمهورية، ويمكن أن يؤلف الحكومة بعد انتظار لمزيد من استنزاف العهد، خصوصاً أن تأليفه حكومة جديدة قد يلزمه اتخاذ قرارات وإجراءات في مواجهة الأزمة لا يريد اتخاذها، وعليه من الأفضل الانتظار قبل تأليف حكومة سرعان ما ستتحول إلى حكومة تصريف أعمال تقيه شرّ اتخاذ أي قرار. والحكومة العتيدة، على أية حال، لن تكون سوى الحالية مع تغيير طفيف في اسم أو اسمين. وعليه توقعت المصادر أن «تتسع رقعة المشاورات في الساعات المُقبلة، رغم استمرار وجود عقبات لا يستهان بها، بسبب غياب الثقة التامة بين فريقي الصراع».


وعلمت «الأخبار» أن ميقاتي «يبدو أكثر استعداداً لتقديم تنازلات لعون، إذ لا يُمانع أن يسمي رئيس الجمهورية الوزيرين البديليْن عن وزير الاقتصاد ووزير المهجرين كونهما من حصته، لكنه لا يزال متمسكاً بفكرة أن يكون أحدهما من الشمال للحصول على دعم نواب عكار السنة، فضلاً عن نيل رضى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لضمان أن تنال الحكومة الجديدة ثقة مجلس النواب». بينما تميل مصادر نيابية إلى اتهام ميقاتي بأنه «غير مضمون والتجارب السابقة أكدت أنه لا يريد التأليف»، مستبعدة «الجو الإيجابي الذي سمعنا بمثله أكثر من مرة قبل أن يتبيّن أنه غير جدي».


إلى ذلك، شن الرئيس نبيه بري، في كلمته في مدينة صور أمس في ذكرى تغييب الإمام الصدر، هجوماً على التيار الوطني الحر من دون أن يسميه، معتبراً أن «لبنان يمر بأسوأ وأخطر مرحلة عرفها في تاريخه، تتم مقاربتها بأسوأ عقلية كيداً وحقداً ونبشاً للقبور وانفصالاً عن الواقع». وسأل: «هل يوجد في العالم بلد بتغذية صفر كهرباء وتكون الحجة ما خلونا؟ وهل يعقل أن يحرم لبنان من الغاز المصري والأردني لعدم تشكيل هيئة ناظمة في وزارة الطاقة وهي التي استنزفت ثلث مالية الدولة؟».


 وفي ملف رئاسة الجمهورية، شدّد بري على أنه «ليس مسموحاً العبث بالدستور أو التمرد عليه تلبية لمطامح هذا أو ذاك من المرشحين، وليس مشروعاً الاستسلام لبعض الإرادات الخبيثة التي تسعى لإسقاط البلد في دوامة الفراغ، وعلى عاتق المجلس النيابي الحالي مهمة إنقاذ لبنان وأدعو النواب أن يكونوا صوتاً لإنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواقيتها، ونحن سنقترع للشخصية التي تجمع ولا تقسم وللشخصية التي توحد ولا تفرق وللشخصية المؤمنة بالثوابت القومية والوطنية وتعتقد اعتقاداً راسخاً أن إسرائيل تمثل تهديداً لوجود لبنان، ولا يزايدن أحد علينا بالسيادة».

**************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

الترسيم “أولويّة أميركيّة”… وبرّي لرئيس “يوحّد”

 

اذا كانت الأنظار ستتجه من اليوم الى المسار الدستوري الذي سيتخذه الاستحقاق الرئاسي انطلاقا من ترقب توقيت توجيه رئيس #مجلس النواب #نبيه بري الدعوة الأولى الى المجلس للانعقاد وانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، فان المواقف التي اطلقها بري، كرئيس للسلطة التشريعية او زعيم لحركة “امل” امس من صور في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر اتسمت بدلالات مهمة وبارزة في جملة اتجاهات وخصوصا في موضوع الاستحقاق الرئاسي. ويمكن القول ان بري بدا لاذعا حيال العهد الذي لم ينتخب سيده قبل ستة أعوام الا شهرين تماما اذ صوب عليه بمسمى “سلطة ما خلونا ” كما لم يوفر “التيار الوطني الحر” حاملا عليه بشدة في ملف الكهرباء كما كان له موقف منتقد بحدة لمطالبة العهد بتعيين ستة وزراء دولة في الحكومة الجديدة . كما اتخذ بري جانب الحزم في التصدي للاجتهادات المتلاعبة بالدستور عند أبواب نهاية العهد واتخذ موقفا حاسما من ضرورة الاحتكام الى الدستور والطائف . وذهب بري “الزعيم” الى المسار التوافقي في الخيار الرئاسي مؤثرا الانتخاب لشخصية تجمع ولا تقسم وتوحد ولا تفرق ومطلقا دعوة متجددة لاجتماع نيابي يحمي الاستحقاقات في مواعيدها.

ولعل المفارقة اللافتة التي واكبت خطاب بري كما واكبت بداية المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد على رغم عدم وجود ارتباط مباشر اقله بين الاستحقاقين، والذي تطرق أيضا الى ملف ترسيم الحدود تمثلت في دخول البيت الابيض مباشرة على خط المواقف الايجابية المتصلة بترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، اذ اعلن مسؤول في البيت الأبيض انه “في حين أن المنسق الرئاسي الخاص آموس هوكشتاين لم يزر لبنان أو إسرائيل في الأسابيع الأخيرة ، إلا أنه يواصل مشاركته القوية لإنهاء مناقشات الحدود البحرية. ونواصل تضييق الفجوات بين الطرفين ونعتقد أن التسوية الدائمة ممكنة. نرحب بالروح التشاورية لكلا الطرفين للتوصل إلى حل”.


 

وأضاف “ان الديبلوماسية المكوكية هي ببساطة أحد مكونات العمل الدقيق الذي يقوم به الفريق الأميركي لحل هذا النزاع ، ويتواصل هوكشتاين يوميًا مع المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين – بما في ذلك نائب رئيس البرلمان اللبناني إلياس بو صعب”.


 

وقال : “يعتبر حل النزاع حول الحدود البحرية أولوية رئيسية لإدارة بايدن. نعتقد اعتقادا راسخا أن أي صفقة لديها القدرة على تعزيز الاستقرار الدائم والازدهار الاقتصادي لكلا البلدين”. وذكر ان السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا هي أيضا على تواصل مع رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء ومستشاريهما .

 

واكتسب الإعلان الأميركي دلالات مهمة اذ بدا بمثابة اطلالة مشجعة على الواقع اللبناني عموما وانما من بوابة إيلاء ملف الترسيم الذي تتولى واشنطن الوساطة فيه من خلال المستشار الاستراتيجي لشؤون الطاقة آيموس هوكشتاين أولوية . وثمة من رأى ان هذا التطور يعكس ضمنا احتواء استباقيا منعا لاي اتجاه تصعيدي بين إسرائيل و”حزب الله” عند بدايات أيلول .


 

تزامن صدور بيان البيت البيت مع تصويت مجلس الامن الدولي امس على التمديد سنة إضافية لقوة “اليونيفيل ” في جنوب لبنان الامر الذي نوه به رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقال: “انها خطوة مشكورة ومن شأنها تعزيز الاستقرار الذي ينعم به جنوب لبنان بفضل التعاون الوثيق بين الجيش واليونيفيل. ونحن من جهتنا نشدد على اتخاذ كل الاجراءات التي من شأنها دعم مهمة اليونيفيل مجددين التزام لبنان الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة”.

 

محاولة جديدة في بعبدا

وقبل اقل من ساعة ونصف الساعة من موعد القاء بري خطابه في مهرجان حاشد في صور جرت محاولة جديدة لاخراج مأزق تاليف الحكومة الجديدة من دوامة الانسداد ولكن من دون نتائج إيجابية . اذ التقى رئيس الجمهورية #ميشال عون، بعد الظهر في قصر بعبدا رئيس حكومة تصريف الأعمال الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وتركز البحث على موضوع تأليف الحكومة. ولدى دخول ميقاتي إلى مكتب عون مازح الصحافيين قائلا: “الرئيس نبيه بري في الجنوب اليوم، ما فينا نطلع المراسيم”. ولكن ميقاتي ما لبث ان غادر قصر بعبدا، من دون الإدلاء بتصريح. وأشارت معلومات الى أن لقاء بعبدا بين الرئيسين عون وميقاتي تخلله عرض للإتصالات من دون التوصل إلى تقارب في وجهات النظر . ومع ذلك لوحظ ان مدة اللقاء كانت أطول من اللقاءات السابقة بين عون وميقاتي في وقت تتصاعد التكهنات حول تقدم الجهود نحو التوافق على صيغة تعويم الحكومة الحالية.

 

خطاب برّي

اما بري فتطرق في خطابه الى ملف الترسيم البحري، وقال: “سبق أن أكدنا أننا بالمبدأ نعتبر أن كل متر مكعب من النفط والغاز مغتصباً ومحتلاً، لأنها حدود مع أهلنا الفلسطينيين. وفي انتظار ما يحمله الموفد الاميركي، سيادتنا وشرفنا سندافع عنهما بكل ما نملك …ونحن مستعدون للمفاوضات غير المباشرة لكن ليس إلى أجل غير مسمى. آموس هوكشتاين طلب مهلة أسبوعين للحصول على رد على الاقتراح اللبناني، وها هي المدة أصبحت شهراً من دون رد. الكرة الآن في الملعب الأميركي ولسنا هواة حرب، لكن إذا ما هددت سيادتنا قسندافع عن حقوقنا التي تمثل شرفنا”.

 

واعتبر بري “أن لبنان يمر بأسوأ مرحلة عرفها في تاريخه وأخطرها، والبعض يقاربها بأسوأ عقلية كيدا ونكدا وانفصالا عن الواقع”.


 

وتناول ملف الكهرباء حيث “التغذية “صفر كهرباء”، سائلاً: “هذه السلطة المختبئة خلف حجة “ما خلونا”: هل يعقل أن يحرم لبنان الغاز المصري والأردني لعدم تشكيل هيئة ناظمة في وزارة الطاقة، وهي التي استنزفت ثلث مالية الدولة وتكون الحجة “انو غيرو القانون بدل ما يطبقوه؟”.

 

وفي الشأن المتصل بالاستحقاق الرئاسي اعتبر رئيس المجلس “ان ما هو ليس مشروعاً على أن يعمد البعض على تصوير الأمر لدى اللبنانيين بأن نهاية الفترة الدستورية لأي سلطة هي نهاية للبنان ووضعه على شفير خطر وجودي في حين أن الطبيعي هو أن تكون الإستحقاقات محطة أمل للبنان يعكس من خلالها الجميع الحيوية السياسية لإعادة إنتاج سلطاته وتطويرها بما يتلاءم مع التحديات ، وان ما ليس مشروعاً على الإطلاق الإستسلام لبعض الإرادات الخبيثة التي تعمل بجهد حثيث ومضنٍ لإسقاط البلد ومؤسساته في دوامة الفراغ.”


 

وأشار الى “أننا دخلنا اليوم الأول من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. أشجع على عقد لقاء عام يؤدي إلى اتفاق على الاستحقاقات المقبلة”.وقال ان “العبث بالدستور والتمرد عليه تلبية لمطامح مرشحين غير مسموح، والاستسلام للإرادات الخبيثة التي تسعى الى إسقاط البلد في الفراغ ليس مشروعا. الطائف أو الدستور، وجد ليطبق وهو أقصر الطرق التي تجنب الوطن والمواطن المخاطر”.

 

واعلن ” من موقعنا كسياديين “وما حدا يزايد علينا بالسيادة ويصنف الناس بين سيادي وليس سيادي” وكلبنانيين منذ كنا وكان لبنان سنقترع للشخصية المؤمنة بوحدة لبنان وعروبته التي يجتمع عندها كل اللبنانيين. سنقترع للشخصية التي تجمع ولا تطرح ولا تقسم وللشخصية التي توحد ولا تفرق. وللشخصية التي بقدر ما تحتاج الى حيثية مسيحية هي أيضاً تحتاج الى حيثية إسلامية وقبل هذه وتلك الحيثية الوطنية. سنقترع للشخصية المؤمنة بالثوابث الوطنية والقومية القادرة على مجابهة التحدي لا أن تكون هي التحدي لإرادة اللبنانيين. سنقترع ونعمل من أجل انتخاب شخصية تعتقد اعتقاداً راسخاً أن إسرائيل الرابضة على حدود وطننا في الجنوب ككيان وكمشروع عدواني تمثل تهديداً وجودياً للبنان وهي النقيض لدوره ورسالته في المنطقة” .


 

وفي سياق ذكرى تغييب الامام الصدر برز موقفان لافتان امس . اذ إستذكر الرئيس عون الإمام موسى الصدر، وقال عبر “تويتر” إنه “لا يزال حاضراً بيننا بفكره وبإيمانه بلبنان وطن العيش المشترك، وبسعيه من أجل وحدة العائلة اللبنانية” وأضاف “فيما يفتقد اللبنانيون هذه القامة الوطنية والروحية في هذه الظروف الصعبة، تبقى مواقفه مصدر إلهام للعمل من أجل خلاص لبنان وشعبه”.

 

من جانبه، غرد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عبر تويتر كاتبا “أحد أهداف تغييب الإمام موسى الصدر هو تغييب الشيعية اللبنانية الكيانية التي تشاركت مع الجماعات الأخرى بتأسيس الميثاقية اللبنانية”. واضاف “في هذه الذكرى الأليمة لتغييبه الـ44 نفتقد إلى دوره في إعادة الاعتبار للجمهورية اللبنانية والدولة اللبنانية ومعنى لبنان”.

 

**********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

بري “يدكّ” العهد وتياره… وهوكشتاين إلى لبنان وإسرائيل الأسبوع المقبل

عناد باسيل “لن يطول”: لا مفرّ من “التأليف الشرعي”!

 

انتهى لقاء بعبدا الخامس كما بدأ، وخرج الرئيس المكلف كما دخل “بخفّي حنين” ليعود إلى السراي بوجه عبوس ونظرات متجهمة ووجهات نظر متباعدة مع رئيس الجمهورية، بعدما تبيّن على مدى نصف ساعة من المباحثات استمرار نزعة التعطيل طاغية على الأجواء العونية، فخاب أمل الرئيس نجيب ميقاتي بإمكانية إعادة تدوير زوايا التعديل الوزاري مع الرئيس ميشال عون. وكشف مصدر مطلع على مجريات اللقاء أنّه اقتصر على “استعراض نتائج الاتصالات التي جرت منذ اللقاء الرابع مع مختلف القوى المعنية بالملف الحكومي، لكنّ طيف جبران باسيل بدا حاضراً بقوة في خلفية إصرار الرئيس ميشال عون على شروطه السابقة فلم يُبد أي مرونة حيال تمسّك الرئيس ميقاتي بتمثيل عكار في التشكيلة الوزارية وتحديداً “الكتلة النيابية الشمالية” التي سمّته لترؤس الحكومة، ومطالبته بضرورة اختيار وزير درزي بديل عن الوزير عصام شرف الدين لا يستفز “الحزب التقدمي الاشتراكي” بغية رفع الحاصل النيابي في عملية نيل التشكيلة الجديدة الثقة البرلمانية”.

 

وفي ضوء ذلك، بقيت الطروحات الرئاسية المتقابلة على حالها “بانتظار ما ستحمله الاتصالات خلال الأيام المقبلة لتذليل العقبات أمام إعادة تعويم الحكومة الحالية بعد إجراء بعض التعديلات الوزارية على تركيبتها”، وفق ما نقل المصدر، مؤكداً أنّ “حزب الله” مصمم على التأليف و”عناد باسيل لن يطول” لأنه في نهاية المطاف سيدرك أنّ قرار “التأليف جدّي ولا مفر أمامه من الموافقة على تحويل حكومة تصريف الأعمال إلى حكومة شرعية كاملة الصلاحيات لتمكينها من إدارة البلاد في مرحلة الشغور الرئاسي”.

 

وكان عون قد جدد أمس أمام ميقاتي “تمسكه بتسمية وزيري الاقتصاد والمهجرين باعتبارهما من حصته أو تسمية وزير مسيحي مع إضافة ستة وزراء دولة إلى تشكيلة الـ24 الحالية”، الأمر الذي دفع الرئيس المكلف إلى إعادة تأكيد موقفه الرافض لتوسعة الحكومة “لأنّها ستفتح شهية الاستيزار والحصص وتزيد عقد التأليف، فخلص اللقاء إلى تأكيد استمرار التباعد في المواقف الرئاسية وعدم الاتفاق على موعد اللقاء السادس بانتظار حصول أي اختراق جديد يتيح إنضاج الطبخة الحكومية”.

 

وتزامناً، قرر رئيس الجمهورية أن يفتح جبهة نزاع جديدة في آخر أيام عهده، من خلال ردّ قانون السرية المصرفية الى مجلس النواب لإعادة النظر به، وسارعت دوائر بعبدا إلى تعميم أجواء إعلامية عبر مصادرها بغية تبرير الخطوة العونية، فعللت رد القانون بأنه يندرج ضمن محاولة “تحصينه وتطويره ليكون مطابقاً أكثر مع المعايير الدولية والممارسات المالية الجديدة”، وأضافت: “الرئيس عون يرى أنه من ضمن التعافي المالي يجب ان يعطى الحق للجنة الرقابة على المصارف ومصرف لبنان والضمان الاجتماعي بطلب رفع السرية المصرفية، كذلك يجب أن لا يكون رفع السرية لأسباب جرمية أو جزائية أو للتهرب الضريبي فقط، بل أيضاً لاسباب إدارية مع التشديد على اعتماد الرجعية في الخضوع للقانون للذين عملوا في القطاع العام”.

 

وفي المقابل، برز أمس كلام عالي السقف لرئيس المجلس النيابي نبيه بري دكّ فيه جبهة العهد وتياره بحضور ممثل عن كل من رئيسي الجمهورية و”التيار الوطني الحر” إضافة إلى نائب رئيس المجلس الياس بو صعب في مهرجان “حركة أمل” لمناسبة ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه في مدينة صور.

 

فمن ملف الكهرباء حيث باتت “التغذية من التيار صفراً” صوّب بري سهامه بالمباشر على فريق “ما خلّونا”، مذكراً بمسؤولية “التيار الوطني” من دون أن يسميه عن تعطيل تشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء واستنزاف “أكثر من ثلث مالية الدولة والدين العام”، ولفت الانتباه إلى أنّ عدم تشكيل الهيئة كان السبب الرئيس في حرمان اللبنانيين من استجرار “الغاز من مصر والكهرباء من الأردن… والنفط “من هون ومن هون”، علماً أنّ الهيئة الناظمة هي “شرط من شروط البنك الدولي وشرط من شروط الغرب”.

 

وفي إشارة واضحة إلى باسيل، شدد بري على وجوب عدم “الاستسلام لبعض الإرادات الخبيثة التي تعمل بجهد حثيث ومضنٍ لإسقاط البلد ومؤسساته في دوامة الفراغ”، وسأل في ما يتصل بمطالبة رئيس الجمهورية بإضافة 6 وزراء دولة سياسيين إلى التشكيلة الحكومية: “هول شو هنّي؟ خلينا نرجع لحكومة الرئيس تمام سلام بـ24 وزيراً، حينها خلال سنتين صار كل وزير رئيساً للجمهورية وبدن يرجعونا لهيديك الأيام مش مكفينا اللي نحنا فيه؟”.

 

ومع بداية اليوم الأول للمهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، شدد رئيس المجلس على أنه “ليس مشروعاً على الإطلاق أن يعمد البعض الى تصوير الأمر لدى اللبنانيين بأن نهاية الفترة الدستورية لأي سلطة هي نهاية للبنان”، رافضاً في مقابل ما يتردد عن سيناريوات وفتاوى دستورية في نهاية ولاية العهد العوني “العبث بالدستور أو التمرّد عليه أو البحث عن اجتهادات غب الطلب تتواءم مع هذا الطرف أو ذاك وتلبي مطامح أو مطامع هذا أو ذاك”، وأضاف: “نذّكر من يحاول أن يتشاطر ويتذاكى بإعادة عجلة الزمن إلى الوراء إلى ما قبل الطائف بأن لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية والمجلس النيابي هو المؤسسة الأم التي تمثل الشعب وهو الوحيد المناط به تفسير الدستور وما تضمنه من أحكام لناحية مبدأ تداول السلطة، ومسؤولية المجلس ورئيسه أيضاً فرض التقيد باحترام المهل المحددة لإنتخاب رئيس للجمهورية والعمل لإنجاز هذا الإستحقاق”.

 

أما في مستجدات ملف ترسيم الحدود، فاسترعى الانتباه مساءً ما نقله موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي عن مسؤول في البيت الأبيض لناحية تأكيده أنّ المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكتشاين يعتزم زيارة لبنان وإسرائيل الأسبوع المقبل، وذلك بالتزامن مع تشديد البيت الأبيض أمس على أنّ “حلّ النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل أولوية لإدارة الرئيس الاميركي جو بايدن”، مضيفاً: “التوصل لاتفاق ترسيم الحدود ممكن، ونحاول تضييق الخلاف بين إسرائيل ولبنان”.

 

 

********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

“الجمهورية”: هوّة التأليف واسعة.. ومخاوف من “عاصفة الفراغ”.. بري: الانقاذ مسؤولية جماعية

 

مع بدء مهلة الستين يوماً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، اعتباراً من اليوم وحتى آخر تشرين الاول المقبل، يصبح الاستحقاق الرئاسي تلقائيّاً المادة الوحيدة على جدول الشهرين المقبلين. والأمر الطبيعي والبديهي ان تكون الاولوية ضمن هذه المهلة لانتخاب رئيس، يغادر بعدها الرئيس ميشال عون القصر الجمهوري في 31 تشرين الاول، مسلّماً الامانة الرئاسية لخلفه. ولكن في الوضع غير الطبيعي الذي يشهده لبنان، وفي ظل الغيوم السياسية والانقسامية الداكنة التي تغطي هذا الاستحقاق، فإن انتخاب رئيس جديد رهن بمعجزة.

تبعاً لذلك، فإنّ المسار الرئاسي يتجّه حتماً الى شغور في سدّة الرئاسة الاولى، والى أجل غير مسمّى. والبديهي امام الفراغ المنتظر، أن تُثار – في أجواء بلد تائه، أو بمعنى أدق، مضيّع عمداً في دوامة سلبيات لا نهاية لها – علامات استفهام قلقة حيال مرحلة ما بعد 31 تشرين الاول، ولا سيما في موازاة سيل المزايدات المطعّمة باجتهادات متضاربة حول كيفية إدارة مرحلة الفراغ، وصلاحية حكومة تصريف الإعمال في تولّي صلاحيات رئيس الجمهورية.

 

وكذلك في موازاة الإحتمالات التي تنهمر من غير اتجاه سياسي وتثير شكوكاً ومخاوف ممّا ينتظر لبنان اعتبارا من 1 تشرين الثاني المقبل، وكذلك ما قبله في شهر ايلول الجاري ربطاً بتطوّرات ملف ترسيم الحدود البحرية والتهديدات المتبادلة بين «حزب الله» واسرائيل.

 

عاصفة الفراغ

المناخ السائد في لبنان في ظل الاهتراء الشامل لكل قطاعاته ومؤسساته، والشلل الحكومي القائم، وتعثر الاستحقاق الرئاسي، تسري فيه مقولة تتحرّك بقوة في مختلف الاوساط، بأن شهري ايلول وتشرين الأول يسبقان عاصفة الفراغ الرئاسي، التي تتخوف مصادر سياسية مسؤولة، عبر «الجمهورية»، من جنوح بعض الاطراف الى ارتكاب خطايا سياسية ودستورية، ومحاولة إدخال لبنان في أتون معركة سياسية تفتح الباب على الكثير من التعقيدات على مستوى ادارة الدولة في تلك المرحلة، وربما على منزلقات خطيرة ماليا واقتصاديا، والاخطر من كل ذلك فتح الباب واسعا امام هواء عاصف يهدّد بنية النظام»، لافتة الانتباه الى «أنّ نُذر ذلك تبدّت في المعارك التي تفتح سلفاً حول الصلاحيات ومَن يرث الرئيس ميشال عون بعد انتهاء ولايته».

 

لقاء تذكيري

واذا كان بدء سريان مهلة الستين يوما قد تزامن مع الاستعصاء المستمر في ملف تأليف الحكومة، وعجز الرئيسين الشريكين في هذا الاستحقاق ميشال عون ونجيب ميقاتي عن التفاهم على قواسم مشتركة تنزل الحكومة عن شجرة الشروط المانعة لتأليفها، فإنّ اللافت امس، كان اللقاء الجديد بين عون وميقاتي في القصر الجمهوري، في ما بَدا أنّه لقاء تذكيري بأن لا تقدّم في مسار التأليف، وان الحكومة ما زالت متمَوضعة في مربّع الفشل، واختلاف النظرة بين الشريكين حول شكل الحكومة ومضمونها.

 

ونتيجة هذا اللقاء ظَهّرها الرئيس المكلف في «مزحة» مع الاعلاميين في القصر الجمهوري بقوله: «الرئيس نبيه بري في الجنوب، ما فينا نطَلّع مراسيم اليوم». ومن ثم غادر القصر من دون الادلاء بأي تصريح، فيما قالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان اللقاء القصير بين الرئيسين عون وميقاتي، تناول ملف التأليف بصورة عامة، وخلاصة النقاش انّ الهوة ما زالت قائمة، ما يعني ان الحكومة ما زالت مربوطة بعقد التباينات الجوهرية بين عون وميقاتي حول شكلها وحجمها، وكذلك حول الاقتراحات المطروحة بتغيير بعض الوزراء.

 

واشارت المصادر الى انّ جو اللقاء كان عاديا، وانتهى كما بدأ، أي كلا الرئيسين على مواقفهما. ولم تؤكد المصادر، رداً على سؤال، ما اذا الرئيسان قد اتفقا على لقاء جديد بينهما، الا انها لفتت الانتباه في الوقت ذاته الى هذا الأمر مع بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، لن يطول الوقت ليصبح بنداً ثانياً، او بالاحرى بنداً ثانوياً يفتقد الى اي جدية».

 

بدورها، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» ان عون وميقاتي أجريا قراءة شاملة لنتائج الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة وما هو مطروح من صيَغ غير مقبولة ليس على مستوى الرفض المتبادل بينهما، وأن هناك اطرافا اخرى تعارض ما هو مطروح، خصوصاً الصيغة المتعلقة بالوزراء الستة المطلوب اضافتهم الى الحكومة. وذلك بعدما كانت موضوع تشاور بين بري وميقاتي وفي مواقع أخرى.

 

وقالت المصادر لـ«الجمهورية» انّ الدقائق العشرين اتّسعَت للتشاور في العديد من العناوين والقضايا العالقة، والتي تحتاج الى متابعة، خصوصاً تلك التي تحتاج الى مراسيم للبَت بها ومنها القوانين الاصلاحية، الموازنة العامة للعام 2022، ومواضيع كان من المفروض ان تعالج ولم تعالج بغية انهائها قبل نهاية العهد.

 

حكومة سياسية

وقالت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» إن الرئيس عون أعاد طرح تشكيل حكومة سياسية تواكب المرحلة، إلّا أن ميقاتي رفض الطرح متمسكاً بالتشكيلة التي قدّمها.

 

بري: موج البحر

في هذه الأجواء برزت امس المواقف التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه في الخطاب الذي ألقاه في مهرجان حاشد أقامته حركة امل في «ساحة القسم» في صور، في الذكرى الرابعة والاربعين لتغييب الإمام موسى الصدر. حيث اعتبر، بالنسبة الى ما خصّ الاوضاع الداخلية سياسيا واقتصاديا ومعيشيا، أن «لبنان ليس بخير، ويمر بأسوأ وأخطر مرحلة عرفها في تاريخه وأن هذه المخاطر والتحديات يتم مقاربتها بأسوأ عقلية كيداً وحقداً ونبشاً للقبور وانفصالاً عن الواقع، بالله عليكم هل يوجد في العالم تغذية «صفر كهرباء» وتكون الحجة «ما خلّونا»؟ وهل يعقل أن يُحرم لبنان من الغاز المصري والأردني لعدم تشكيل هيئة ناظمة في وزارة الطاقة وهي التي استنزفت ثلث مالية الدولة وتكون الحجة «إنّو غَيّرو القانون بدل ما يطبّقوه؟».

 

وتناول بري ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، وكان اللافت أنه لم يُشر الى الجلسة الانتخابية لرئيس الجمهورية، وموعد دعوته اليها، وقال: مهلة التسين يوماً لانتخاب رئيس تبدأ غداً (اليوم)، موضحاً أننا «دخلنا اليوم الأول من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وليس مسموحاً العبث بالدستور او التمرد عليه تلبية لمطامح هذا او ذاك من المرشحين، وليس مشروعا الاستسلام لبعض الارادات الخبيثة التي تسعى لإسقاط البلد في دوامة الفراغ».

 

واكد أنّ على عاتق المجلس النيابي الحالي مهمة إنقاذ لبنان، ودعا النواب إلى أن يكونوا صوتاً لإنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواقيتها. وقال: نحن سنتقترع للشخصية التي تجمع ولا تقسّم وللشخصية التي توحّد ولا تفرّق وللشخصية المؤمنة بالثوابت القومية والوطنية وتعتقد اعتقادا راسخا انّ اسرائيل تمثّل تهديداً لوجود لبنان، ولا يزايدنّ أحد علينا بالسيادة».

 

واكد على العلاقة بين حركة امل و«حزب الله»، وقال: «لا احد يراهن على خلاف بينهما»… أمّا بالنسبة الى قضية الامام الصدر، فقال: «بالرغم من جمود التحقيق في السنوات الـ3 الماضية لأسباب عدة، نؤكد أن آخر ما توصّلت اليه اللجنة المكلفة بمتابعة هذه الجريمة بالدليل القاطع أنّ الجريمة بكل فصولها التآمرية والإجرامية تمّت ونفّذت على أيدي النظام الليبي وأجهزة إستخباراته، وأن الإمام ورفيقيه لم يغادروا الى إيطاليا أو أية دولة أخرى، والتحقيقات لم تدل بأية معلومات بأنّ الإمام ورفيقيه ليسوا أحياء، وهم قبل سقوط النظام الليبي كان يتم نقلهم بين السجون الليبية، وبالقدر الذي كنّا نحمّل فيه الطاغية القذافي ومعاونيه المسؤولية الكاملة، نعدّ الجريمة استهدافاً للبنان بما مَثّله ولا يزال الإمام من قيمة روحية. وعليه، وبنفس القدر، إنّ عدم تعاون السلطات الليبية الحالية هو تواطؤ وإمعان بارتكاب هذه الجريمة، وبالتالي المجرم واحد حتى بعد ما يسمّى الثورة».

 

اما في ملف ترسيم الحدود البحرية، فقال بري: «بعيداً عن الاستعراضات علينا وتوزيع شهادات «ونحنا عم نوزّع شهادات»، نؤكد أننا في المبدأ والإستراتيجيا نعتبر أن كل متر مكعب من الغاز والنفط والأرض مغتصبة ومحتلة لأنها مع حدود مع فلسطين المحتلة وتحت سيطرة الإحتلال، وبانتظار جواب المفاوض الأميركي آموس هوكشتاين نؤكد أن حدودنا وسيادتنا كشرفنا لا نفاوض عليها وسندافع عنها بكل ما نملك من قدرات، والكرة الآن في الملعب الأميركي، نحن لسنا هواة حرب لكن إذا ما هدّدت سيادتنا سندافع عن هذه الحقوق والحدود».

 

وتابع بري: «قال هوكشتاين إنه سيغيب أسبوعين ومضى على هذا الوعد شهر، أين الجواب؟ ثم إذا كان هناك اعتبارات إسرائيلية، ماذا يمنع توتال وغيرها من الحفر بالمناطق غير المتنازع عليها لدينا؟ ماذا ينفع غير التسويف لكي تُؤكل حقوقنا؟».

 

الترسيم

وعلى صعيد مستجدات الترسيم، ففيما أطلّ شهر ايلول، الذي سبقته مخاوف من تصعيد محتمل ربطاً بإعلان اسرائيل البدء باستخراج الغاز من حقل «كاريش»، ومع الترويج المتتابع من قبل بعض القنوات للتهديدات الاسرائيلية، يسود الغموض ملف ترسيم الحدود البحرية في كل مفاصله، وكذلك لا موعد محدداً لزيارة جديدة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين.

 

على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، ما قاله أمس مسؤول في البيت الابيض الأميركي: إنّه وفي حين لم يَقم المنسق الرئاسي الخاص آموس هوكشتاين بزيارة لبنان و«إسرائيل» في الاسابيع الماضية، إلا أنه يستمر في جهوده الحثيثة للوصول الى اتفاق في النقاشات حول ترسيم الحدود البحرية.

 

وأضاف: إننا مستمرون في تضييق الثغرات بين كل الافرقاء، ونعتقد ان تسوية مُستدامة ممكنة ونرحّب بالروح الاستشارية لدى الطرفين للتوصّل الى حل.

 

وتابع: الديبلوماسية المكوكية هي ببساطة إحدى عناصر العمل الصارم التي ينتهجها الفريق الاميركي لمعالجة هذا النزاع، وهوكشتاين يتواصل بشكل يومي مع المسؤولين الاسرائليين واللبنانيين، بمَن فيهم نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب.

 

ولفت المسؤول إلى أنّ حل النزاع حول الحدود البحرية هو أولوية لإدارة الرئيس بايدن، مؤكداً أنهم يؤمنون إيماناً راسخاً بأنّ الاتفاق سيوفّر استقرارا مستداما وازدهارا اقتصاديا للبلدين.

 

ُّيشار في هذا السياق الى ان الاعلام الاسرائيلي ما زال مستمرا في بث اجواء تفاؤلية حول ملف ترسيم الحدود، وآخر ما نشر في هذا المجال «انّ ثمة مؤشراً على أن المفاوضات بلغت مراحلها النهائية، يتمثّل في أن إسرائيل نقلت ملف ترسيم الحدود مع لبنان من مكتب وزير الطاقة إلى رئيس الوزراء».

 

وبحسب الاعلام الاسرائيلي، فإنّ نقاط المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة تحوّلت للتركيز على التعويضات، وكمية الغاز، لدى كل طرف على الحدود البحرية. واذا كان لبنان واسرائيل لم يتوصّلا بعد إلى اتفاق نهائي، إلا أنه يعتقد أن هناك «تقارباً كافياً» بين المواقف من أجل بدء العمل على اتفاق، قد ينجم عنه إما تقسيم حقول الغاز التي قد تتقاطع على خط الحدود البحرية، أو الحصول على تعويضات مالية».

 

ووفق ما نُشر ايضاً، فإنه من المتوقع أن يتوجّه آموس هوكشتاين إلى فرنسا خلال الأسابيع المقبلة للقاء قادة شركة «توتال إينرجيز»، التي تملك حقوق التنقيب في مياه لبنان الإقليمية. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن قناة «12» العبرية، مؤخراً أن لبنان واسرائيل سيؤسّسان حقولهما الخاصة بمسافة فاصلة تبلغ 5 كلم. وأشارت القناة إلى أن الحواجز الفاصلة من شأنها ردع أي تهديد قد يشكّله «حزب الله» على الحقول الإسرائيلية.

 

عون يرد السرية

 

في سياق داخلي، وقّع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المرسوم الرقم 10016، القاضي بإعادة القانون المتعلق بالسرية المصرفية الى مجلس النواب لإعادة النظر فيه. وأوضح الرئيس عون أنه «من أسباب طلب اعادة النظر، انّ ظروف الأزمة الاقتصادية والمالية التي يمرّ بها لبنان تقضي، لتأمين نجاح التعافي، بالرجوع بتاريخ بدء تطبيق احكام القانون موضوع طلب اعادة النظر لفترة تغطّي على الأقل المدى الزمني المسبب للأزمة».

 

واوضحت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان الرئيس عون طلب اعادة النظر بقانون السرية المصرفية للتأكيد على دعمه لهذا القانون من جهة، الأمر الذي يفرض تحصينه وتطويره ليكون مطابقا اكثر مع المعايير الدولية والممارسات المالية الجديدة من جهة اخرى. واضافت المصادر ان الرئيس عون يرى أنه من ضمن التعافي المالي، يجب ان يُعطى الحق للجنة الرقابة على المصارف ومصرف لبنان والضمان الاجتماعي، بطلب رفع السرية المصرفية. كذلك فإنّ رفع السرية لا يجب ان يكون لأسباب جرمية او جزائية او للتهرب الضريبي فقط، بل ايضا لأسباب ادارية. كما شدّد الرئيس عون على اعتماد الرجعية في الخضوع للقانون للذين عملوا في القطاع العام.

 

واشارت المصادر الى انه، ومن ضمن التعافي المالي، حَثّ الرئيس عون مجلس النواب على تعديل القانون اضافة الى ضرورة إقرار الموازنة وقانون اعادة هيكلة المصارف وقانون الكابيتال كونترول.

 

*********************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

بري يدعو لانتخاب رئيس للبنان «لا يشكل تحدياً لأحد»

قال إن الكرة «في الملعب الأميركي» حول ترسيم الحدود مع إسرائيل

 

أكد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، «أننا مستعدون للمفاوضات غير المباشرة» مع إسرائيل بوساطة أميركية لترسيم الحدود البحرية، «لكن ليس إلى أجل غير مسمى»، مشدداً على أن الكرة الآن في ملعب الوسيط الأميركي «الذي قال قبل شهر إنه سيغيب أسبوعين، ولم يعد حتى الآن». وتحدث عن المواصفات التي يريد توفرها في رئيس الجمهورية المقبل، وقال: «سنقترع للشخصية التي تؤمن بعروبة لبنان، والتي تجمع وتوحد ولا تفرق، والتي تمتلك حيثية وطنية، ولا تكون هي التحدي»، وأضاف: «سنقترع للشخصية التي تؤمن بأن إسرائيل تمثل التهديد الأول للبنان».

وأضاف بري أنه يشجع على «عقد لقاء عام يؤدي إلى اتفاق على الاستحقاقات المقبلة»؛ في إشارة إلى انتخابات رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة.

وفي احتفال شعبي حاشد نظمته «حركة أمل» في الذكرى الـ44 لاختفاء مؤسسها الإمام موسى الصدر أثناء زيارة إلى ليبيا في عام 1978، قال رئيسها: «بانتظار ما يحمله الموفد الأميركي (لترسيم الحدود البحرية؛ آموس هوكستاين)، سيادتنا وشرفنا سندافع عنهما بكل ما نملك». ولوّح بالقوة، قائلاً: «سندافع عن حدودنا وأرضنا وغازنا ونفطنا بكل ما نملك من قدرات كما دافعنا في البر».

وقال بري إن الوسيط الأميركي «لم يعد إلى بيروت منذ شهر مع أنه أبلغني أنه سيغيب أسبوعين»، متسائلاً: «أين الجواب؟». وأضاف: «لا أحد يُراهن على انتظارنا، فنحن لن ننتظر إلى ما لا نهاية. مستعدون للمفاوضات غير المباشرة، لكن ليس إلى أجل غير مسمى».

وتطرق بري إلى الملف الداخلي، حيث وجه انتقادات غير مباشرة إلى «التيار الوطني الحر»، بحضور وزير الطاقة وليد فياض، خصوصاً لجهة انقطاع الكهرباء وعدم تعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء منذ سنوات، وقال إن هذا الملف المطلوب من دول غربية ومن البنك الدولي، لم ينفذ؛ «ما أدى إلى حرمان لبنان من الغاز المصري (لتشغيل) محطات الكهرباء، واستجرار الكهرباء من الأردن». وقال إن لبنان «يمر بأسوأ وأخطر مرحلة عرفها في تاريخه، والبعض يقاربها بأسوأ عقلية كيداً ونكداً».

وعن انتخابات الرئاسة، قال بري: «دخلنا في اليوم الأول من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية. ليس مشروعاً الاستسلام لبعض الارادات الخبيثة التي تسعى لإسقاط البلد في دوامة الفراغ». وشدد على أنه «على عاتق المجلس النيابي الحالي مهمة إنقاذ لبنان»، وتابع: «علينا أن نكون جميعاً الـ128 نائباً لإنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواقيتها وكافة القوانين الإصلاحية التي تطمئن الناس». وحول مواصفات الرئيس، قال بري: «سنقترع للشخصية التي تؤمن بعروبة لبنان، والتي تجمع وتوحد ولا تفرق، والتي تمتلك حيثية وطنية؛ لا لشخصية تكون هي التحدي».

وجدد اتهام نظام العقيد الليبي المخلوع الراحل معمر القذافي بالمسؤولية عن اختطاف الإمام موسى الصدر، وقال: «جريمة الاختطاف تمت ونُفذت على أيدي النظام الليبي، والإمام ورفيقاه لم يغادروا ليبيا». وعدّ أن «عدم تعاون السلطات الليبية تواطؤ، والمجرم واحد؛ حتى لو ارتدى لبوس ما يسمى (ثورة)».

 

*****************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

برّي يكسر حاجز مجاملة العهد: مقاربة المخاطر بأسوأ عقلية عرفها لبنان

البيت الأبيض مهتم بالتوصل إلى الترسيم البحري… والتعويم أفضل المخارج للمأزق الحكومي

 

ليس من قبيل التكهن او تحميل الامور ما لا تحتمل ان الرئيس نبيه بري كان الحاضر الثالث بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، وهما يراجعان ما عُرِف بالاتصالات الآيلة لتأليف حكومة جديدة، وذلك من خلال اشارة الرئيس المكلف، وهو يمازح الصحفيين قبل انعقاد اللقاء الذي دام «نصف ساعة» بقوله: الرئيس بري في الجنوب ما فينا نطلع المراسيم اليوم.

حضور الرئيس بري تمثل باللاءات التي اطلقها من صور، في الذكرى الـ44 لتغييب الإمام موسى الصدر، والتي ساق بعضها على سبيل الاستهجان او الاستغراب، على مسمع من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، الذي دعا الى اعادة تعويم الحكومة الحالية، وشكلت دعماً قوياً للرئيس ميقاتي في اصراره على حكومة من 24 وزيراً، مع ادخال تعديل، يبقى لرئيس الجمهورية الصلاحية في تسمية الوزيرين او اكثر المرشحين للتغيير.

وأشارت مصادر سياسية ان كلمة الرئيس بري، حددت مواصفات عامة لشخصية رئيس الجمهورية المقبل، تحمل في طياتها، الشخصيات الوطنية الجامعة، واستبعاد الشخصيات الخلافية اوالاستفزازية لأي طرف انتمت، ما يعني استبعاد الشخصيات الحزبية المتطرفة التي تطرح نفسها من منطلق تمثيلي وطائفي مثل النائب جبران باسيل او سمير جعجع وامثالهما ، فيما شن رئيس المجلس هجوما لاذعا على رئيس الجمهورية ووريثه السياسي النائب جبران باسيل من جميع النواحي، بما يشبه جردة حساب مع العهد اولها، التأكيد ان عهد عون انتهى، ونص الدستور واضح بمن يتسلم السلطة في حال الشغور الرئاسي،اذا لم تفلح الجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة، بمعزل عن الاجتهادات السياسية والدستورية المعلبة غب الطلب، ومشددا ان لاجدوى من كل التهويل بافتعال المشاكل والفوضى، والعودة الى ما قبل الطائف مستحيلة ،ومؤكدا على مرجعية المجلس النيابي بتفسير الدستور. والاهم كان موقف بري حاسما بنسف طرح عون وباسيل بتوسيع الحكومة وضم ست] وزراء دولة اليها، مع تأييد طرح رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة حكومة من٢٤وزيرا أو تعويم الحكومة الحالية.

واضافت المصادر ان بري لم يكتف بالرد بشكل غير مباشر على موقف عون وتهديدات باسيل بافتعال المشاكل اذا لم تلب شروطهما بتوسيع الوزارة، بل سدد سهامه مباشرة على باسيل من مشكلة الكهرباء و تحميلهما مسؤولية تدمير القطاع بالكامل وهدر الاموال العامة وزيادة عجز الخزينة وحرمان المواطنين من الطاقة، مستهزئا،بالحجج والذرائع المساقة لدى التيار الوطني الحر.

وتعتقد المصادر بأن بري لم يوصد الابواب نهائيا، امام تشكيل الحكومة الجديدة، برغم حدة التصعيد بمواقفه ضد العهد عموما والتيار الوطني، واحتمال حصول ردود ضده، ولكنه اظهر صعوبة بتشكيل الحكومة العتيدة، ما حتمت عليه التأكيد بأن المجلس النيابي هو المرجعية لتفسير الدستور.

ومع أن اللقاء لم يخرج بأي جديد استناداً الى ما تسّرب، الا ان اوساط مراقبة لم تستبعد ان يسلك ملف التأليف طريقه المرتقب، في اي لحظة، من زاوية ان المؤشر الايجابي هو استمرار الاتصالات.

ولفتت مصادر مطلعة إلى أن ما من طرح جديد حضر على بساط البحث والطروحات لا تزال هي نفسها أن لجهة تعديل حقيبتين على تشكيلة ال ٢٤ أو توسيع الحكومة لتصبح ثلاثينية.

وأفادت أن ملف تأليف الحكومة لم يدخل بعد حيز التنفيذ وإن الرئيسين عون وميقاتي عرضا لأتصالات التأليف.

وأكد مصدر مسؤول لـ«اللواء» ان من ابرز المخارج الممكنة للمأزق الحكومي هو تعويم الحكومة المستقيلة بثقة جديدة من المجلس النيابي.

على ان الحدث كان في كلمة الرئيس بري في المناسبة والتي خلت من المجاملة او وقوف على خاطر العهد.

قال بري صراحة: «لبنان يمر بأسوأ وأخطر مرحلة عرفها في تاريخه، وأن المخاطر والتحديات يتم مقاربتها من قبل البعض بأسوأ وأخطر عقلية عرفتها الحياة السياسية اللبنانية في كل حقائبها كيداً ونكداً وحقداً ونبشاً للقبور وانفصالاً عن الواقع..

ومضى بري في كسر حاجز الصمت تجاه اداء عهد الرئيس عون وتساءل: هل من احد في هذه السلطة المختبئة خلف الشعارات «ما خلونا» ان تجيب على سؤال ما هي المبررات لعدم تشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء، التي حرمتنا من الغاز من مصر والكهرباء من الاردن، وهي شرط من شروط البنك الدولي، والغرب، ولعلها ذريعة، ولكن لماذا لم ينفذ القانون الصادر منذ عشرات السنين.

ومضى متسائلاً: هل يوجد في العالم بلد فيه تغذية «صفر كهرباء».

واعلن الرئيس بري أننا «دخلنا في اليوم الأول من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ومستعدون للتعاون من أجل تشكيل حكومة، لكنه تساءل: «شو هي هيدي 6 وزراء دولة»، وقد شاهدنا حكومة تمام سلام وفيها كل وزير رئيس جمهورية».

اضاف: ونحن على مدخل اليوم الأول لبدء المهلة الدستورية لإنتخاب رئيس الجمهورية نذكر من يحاول أن يعيد لبنان إلى ما قبل الطائف ،أن المجلس النيابي هو الوحيد المناط به تفسير الدستور وهو الوحيد المسؤول عن العمل على هذا الإستحقاق». ونحن «كسياديين» سنقترع للشخصية التي تجمع وتوحد ولا تفرق وتعتقد اعتقاداً راسخاً أن اسرائيل تمثل تهديداً وجودياً للبنان .

أما في ملف ترسيم الحدود البحرية فقال: نؤكد على أن الكرة الآن في الملعب الأميركي ونحنا لسنا هواة حرب لكننا سنكون في موقع المدافع عن هذه الحدود.

وعن قضية الإمام موسى الصدر قال: بالرغم من الجمود الذي اعترى قضية الإمام الصدر في السنوات الثلاث، نؤكد على أن آخر ما توصلت إليه اللجنة المكلفة متابعة القضية أنه ثمة ما يمكن تأكيده بأن الإمام ورفيقيه كانوا لا زالوا أحياء إلى قبل سقوط النظام الليبي، وجريمة الإختطاف بكل فصولها تمّت ونُفّذت على أيدي النظام الليبي البائد وأجهزة استخباراته.

البيت الابيض والترسيم

وفي جديد ترسيم الحدود البحرية، اعلن البيت الأبيض ان الادارة الاميركية «تسعى لتقريب وجهات النظر بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود». وقال في بيان: ان هناك إمكانية لتسوية مرضية حول ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل. وترسيم الحدود أولوية لإدارة (الرئيس الاميركي جو) بايدن.

واضاف: نحيي روح التشاور للمفاوضين اللبنانيين والإسرائيليين حول الحدود والاتفاق بين إسرائيل ولبنان سيؤمن الاستقرار الأمني والنهوض الاقتصادي للبلدين.

نواب المعارضة

على صعيد سياسي آخر، عقد في مجلس النواب اجتماع لعدد من نواب المعارضة «المستقلين والتغييرين» لإستكمال البحث في الاستحقاقات حضره النواب: رئيس الكتائب سامي الجميّل وسليم الصايغ، الياس حنكش، نديم الجميّل، نعمة افرام، ميشال معوض، غسان سكاف، أديب عبد المسيح، جميل عبود، وضاح صادق، أشرف ريفي، فؤاد مخزومي ومارك ضو.

وعلمت «اللواء» ان البحث تناول موضوعي مشروعي قانوني الكابيتال كونترول والموازنة العامة، لجهة كيفية التعاطي معهما وما سيكون مصيرهما، وهل ستعقد جلسة تشريعية اخرى للمضي في إقرارهما بعد وصول القرار حول تحديد سعر الصرف والدولار الجمركي.

كما تطرق البحث بشكل عام الى كيفية مقاربة الاستحقاق الرئاسي بموقف واحد، لذلك تقرر زيادة التواصل والتنسيق بين نواب الجهتين وكل نواب المعارضة لتحقيق اناجية في العمل البرلماني.

كما يعقد تكتل نواب قوى التغيير مؤتمراً صحافياً، في الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر السبت المقبل 3 أيلول، في «بيت بيروت» تقاطع السوديكو، للإعلان عن مبادرته الرئاسية الإنقاذية.

في وقت سجل اجتماع جديد لعدد من نواب المعارضة في ساحة النجمة.

هل يزور بوغدانوف لبنان؟

وفي تطور جديد، أفادت بعض المعلومات ان الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في بلدان الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف سيقوم بزيارة الى المنطقة العربية، وسيكون لبنان من ضمن برنامج الزيارة لكن لم يُحدد موعد الزياة.

وتشير المعلومات الى أن بوغدانوف سيلتقي مختلف القوى السياسية اللبنانية، والهدف الأساسي «حثّ اللبنانيين على انتخاب رئيس جمهورية ضمن المهل الدستورية وتشكيل حكومة في أسرع وقت، خوفاً من الوصول إلى الفراغ ما يهدّد الاستقرار في لبنان ويؤدي إلى تعميق الأزمة الاقتصادية فيه، لأن ذلك لا يؤثر على الوضع الداخلي اللبناني حصراً بل على المنطقة أيضاً».

لكن علمت «اللواء» من مصادرمتابعة للجو الروسي ان جولة بوغدانوف كانت فكرة مطروحة للبحث في موسكو لكن لم يتقرر شيء رسمي نهائي بشأنها بعد.

رفد الخزينة؟

في الجانب المعيشي، ترأس ميقاتي اجتماعا لـ«اللجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرفق العام». بعد الاجتماع قال وزير الاشغال علي حمية: موضوع الاجتماع يتعلق برواتب القطاع العام لأن اللجنة الوزارية اتخذت سابقا قرارا بزيادة الرواتب لمدة شهرين، وبطبيعة الحال فإن الرئيس ميقاتي وبعملية استباقية منه قبل نهاية شهر أيلول، سيدعو الى اجتماعات مكثفة لرسم خارطة لنهاية العام من حيث كيفية تأمين الإيرادات، وان وزارة المالية ستشرح في الاجتماع الذي دعا اليه الرئيس ميقاتي يوم الاثنين المقبل، تفاصيل رفد الخزينة العامة بالايرادات، وستفصل ما هي الايرادات في الخزينة العامة، وعلى أساسها تقر المنهجية والتصور الجديد حتى نهاية العام 2022، فلا دولة بلا موظفين للقطاع العام، وبالتالي الوضع القائم الأن في الادارات العامة ليس بخير، والهاجس الأساسي هو أن نؤمن مدخولا كريما لموظفي القطاع العام لاستمرارية عمل الدولة.

من جهة ثانية، نوّه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بقرار مجلس الامن الدولي التمديد لمهمة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان»اليونيفيل» لمدة سنة.

وقال: انها خطوة مشكورة ومن شأنها تعزيز الاستقرار الذي ينعم به جنوب لبنان بفضل التعاون الوثيق بين الجيش واليونيفيل. ونحن من جهتنا نشدد على انخاذ كل الاجراءات التي من شأنها دعم مهمة اليونيفيل مجددين التزام لبنان الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة.

وفي مجال آخر، أعاد الرئيس عون الى محلس النواب القانون المتعلق بتعديل بعض مواد قانون السرية المصرفية ضمن المهلة القانونية، الرئيس ليس ضد القانون لكن اعتبر انه ضمن عملية التعافي المالي يجب ان تكون للجنة الرقابة على المصارف ومصرف لبنان والضمان الاجتماعي الحق في رفع السرية المصرفية الا يكون رفع السرية المصرفية لاسباب جرمية أو جزائية او تهرب ضرائبي بل ايضا لاسباب ادارية رجعية في تطبيق القانون لا سيما الذين عملوا في القطاع العام في تلك السنوات.

الهدف من اعادة القانون تحصينه وتطويره بحيث يكون اكثر تطابقا مع المعايير الدولية والممارسات العالمية الجديدة، وحث عون مجلس النواب على تعديل القانون ضمن النقاط الواردة اضافة الى اقرار الموازنة وقانون اعادة هيكلة المصارف والكابيتال كونترول التي تعتبر من اسس خطة التعافي المالي.

شلل في خدمات الانترنت

إنعكس إضراب موظفي هيئة «أوجيرو»، شللاً في الخدمات والخطوط، بمختلف المناطق اللبنانية، أبرزها طاول جنوباً رقم الطوارئ التابع للصليب الأحمر اللبناني، وعدداً من المنظمات الاجتماعية والإنسانية والمستشفيات التي توقفت خطوطها وهواتفها الأرضية عن العمل.

منذ الصباح الباكر، توقفت خدمة الانترنت في مناطق لبنانية كثيرة، وبينها العاصمة بيروت، مما أثر في إنتاج شركات كثيرة، بينها مراكز معنية بالتطبيقات الرقمية ومؤسسات سياحية.

وشكا الكثير من اللبنانيين الأعطال التي طاولت قطاع الاتصالات، خصوصاً مشتركي «تاتش» في الجبل، فيما تحدث آخرون في الجنوب وبيروت والجبل عن انقطاع خدمة الانترنت، قبل أن يستعيدوا الإرسال ظهراً.

وشهدت منطقة صيدا، أمس، انقطاعاً شبه تام في شبكة الاتصالات الخلوية لشركتي «ألفا» و«تاتش» ولخدمات الإنترنت التابعة لهما، وبعيد الساعة الثانية من بعد الظهر عادت الشبكة إلى فعاليتها.

وبالتزامن، استكمل موظفو وعمال «أوجيرو» إضرابهم عن العمل لليوم الثاني على التوالي للمطالبة بتحسين ظروف عملهم وزيادة رواتبهم، إلا أنّ الإضراب تزامن مع انقطاع مادة المازوت من المولدات التابعة للمؤسسة في صيدا ما أدّى إلى تعطّل الشبكات وتوقّف الاتصالات الأرضية.

وقد أثّر التوقّف في سير عمل المعامل الكهرومائية التابعة للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني في جون وبسري، إذ تعتمد إدارتها في التواصل مع مؤسسة كهرباء لبنان على الهواتف الأرضية من هاتف وتلفاكس لتنسيق عمليات الإنتاج والتوزيع. وفي حين أنّ سنترال صيدا المركزي في «أوجيرو» غير متصل بشبكة الخدمات لكهرباء الدولة، قامت المصلحة بتزويد السنترال بخط كهرباء من معاملها لتسيير المرفق العام.

410 اصابة

صحياً، سجلت 410 اصابات جديدة بفايروس كورونا و3 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي الى 1209478 اصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

******************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

مئات الالاف احيوا ذكرى الـ 44 لتغييب الامام الصدر ولبوا نداء الرئيس بري وحركة امل في صور

 بري: سندافع عن حدودنا وارضنا وغازنا ونفطنا بكل ما نملك من قدرات كما دافعنا في البر

 بري ينتقد «التيار»: «ما خلونا» ولماذا 6 وزراء دولة ولماذا لا تؤلف الهيئة الناظمة للكهرباء وهم هدروا ثلث الدين العام

 

غصت صور بكل شاطئها الكبير وساحاتها وطرقها اضافة الى ساحة القسم الكبرى بمئات الالاف من مناصري حركة امل وجمهور امل وجمهور من اللبنانيين حيث لبوا نداء الرئيس نبيه بري لاحياء ذكرى الـ 44 لتغييب الامام موسى الصدر، وقد القى الرئيس بري كلمة فيها الكثير من المعاني حيث اوضح انه لا مساومات في قضية تغييب الامام الصدر، بل طلب الحقيقة وطلب من الجامعة العربية التدخل لاحياء مذكرة التفاهم بين لبنان وليبيا والضغط على السلطة الليبية كي توضح حقيقة تغييب الامام موسى الصدر ورفاقه في ليبيا.

 

خطاب الرئيس بري كله معان ومعروف ان الرئيس بري لغته الادبية عالية وهو شاعر واديب. قد جاءت كلمته سياسية وطنية بأدب عال واوضح كل الامور.

 

واللافت في احياء ذكرى الامام الصدر الجمهور الكبير الذي اجتمع ويمكن وصفه بأنه اكبر تجمع بشري وانساني منذ الاجتماعات الشعبية الكبرى التي حصلت بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري من قبل 8 اذار و14 اذار في ساحة الشهداء في بيروت.

 

واثبت الرئيس بري انه زعيم كبير له جمهور بمئات الالاف اجتمعوا كلهم في مدينة صور التي غصت بهم، وقال في خطابه لن نتنازل عن سيادتنا ونحن سياديون حقيقيون ونحن نوزع شهادات في هذا المجال.

 

ولقد انتظرنا هوكشتاين اسبوعين كما وعد الموفد الاميركي لكنه اليوم مضى شهر ولم يأت هوكشتاين ليسلم الجواب الاسرائيلي عبر مفاوضات غير مباشرة بين لبنان والكيان الصهيوني حيث قال الرئيس نبيه بري ان الحدود التي ترسم بين لبنان انما ترسم بين ارض لبنان والارض المغتصبة وهي فلسطين المحتلة. ونحن نفاوض اخواننا الفلسطينيين من الشعب والسلطة وقال لن نسكت ابدا وسندافع عن حدودنا وارضنا والغاز والنفط بكل ما نملك من قدرات كما دافعنا في البر ويعني ذلك ان ما اعلنه حزب الله من لجوء لاستعمال القوة يدعمه الرئيس بري وقد يشارك فيه.

 

وطبعا القتال سيكون على عاتق حزب الله وقال من يفكر في المشاكل بين حزب الله وحركة امل هو واهم والثنائي الشيعي الوطني واحد وسنبقى سويا حزب الله وحركة امل.

 

ثم انتقد التيار الوطني الحر الذي يرأسه الوزير جبران باسيل عندما قال شو يعني» ما خلونا»؟ ولماذا طلب 6 وزراء دولة لاضافتهم الى الحكومة؟ وهل يوجد وطن في العالم تأتي فيه الكهرباء بنسبة صفر بالمئة؟ وقال ان المسؤولين عن الكهرباء هدروا ثلث الدين العام. والمقصود بهم التيار الوطني الحر والوزراء الذين تعاقبوا حتى اليوم على وزارة الطاقة. ثم تحدث عن الدستور وقال ان المجلس النيابي هو الوحيد الذي يفسر الدستور ودعا الـ 128 نائبا لتحمل مسؤولياتهم ودعا الى تأليف حكومة وفق الدستور واحترام المهل القانونية لانتخاب رئيس الجمهورية وطالب برئيس للدولة ينفتح على الجميع ويتحاور مع الجميع ولا يقسم بل يكون رمزا للوفاق الوطني وغمز من قناة جعجع عندما تحدث عن المرشحين الطبيعيين لان رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور جعجع هو الوحيد الذي قال انه مرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية ومن وقتها بدأ الغمز من المرشح الطبيعي لرئاسة الجمهورية.

 

******************************

افتتاحية صحيفة الشرق

بري: ليس مسموحاً العبث بالدستور أو التمرد عليه   

 

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري  في كلمة ألقاها في احتفال أقامته حركة «أمل» في الذكرى الـ44 لتغييب الإمام موسى الصدر في ساحة القسم في مدينة صور، بحضور ممثلين عن رئيسي الجمهورية والحكومة وحشد من الوزراء والنواب والشخصيات «اننا دخلنا في اليوم الأول من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية»، مشجعا على «عقد لقاء عام يؤدي إلى اتفاق على الاستحقاقات المقبلة».

 

وأعلن اننا «سنتقترع للشخصية التي تجمع ولا تقسم وللشخصية التي توحد ولا تفرق وللشخصية المؤمنة بالثوابت القومية والوطنية وتعتقد اعتقادا راسخا ان اسرائيل تمثل تهديداً لوجود لبنان».

 

أضاف: «نذكر من يحاول أن يعيد لبنان إلى ما قبل الطائف أن المجلس النيابي هو الوحيد المناط به تفسير الدستور وهو الوحيد المسؤول عن العمل على هذا الإستحقاق».

 

وتوجه الى المغامرين بالبلاد من دون أن يسميهم والاستحقاقات الحكومية والرئاسية فيها، حذّر بري هؤلاء بالقول: «يمر لبنان بأسوأ وأخطر مرحلة عرفها في تاريخه والبعض يقاربها بأسوأ عقلية كيداً ونكداً».

 

وقال:مستعدون لبذل الجهود والمساعدة في تشكيل الحكومة ولكننا نرفض اضافة ٦ وزراء دولة، لتضبح الحكومة ثلاثينية، ولنذكر تجربة حكومة الرئيس تمام سلام والتي صار كل وزير فيها بمثابة رئيس للجمهورية في مرحلة الشغور الرئاسي.

 

وفي ملف ترسيم الحدود، قال بري: «سبق وأكدنا أننا بالمبدأ نعتبر أن كل متر مكعب من النفط والغاز مغتصبة ومحتلة، لأنها حدود مع أهلنا الفلسطينيين وبانتظار ما يحمله الموفد الاميركي، سيادتنا وشرفنا سندافع عنها بكل ما نملك. سندافع عن حدودنا وأرضنا وغازنا ونفطنا بكل ما نملك من قدرات كما دافعنا بالبر. ونحن مستعدون للمفاوضات غير المباشرة لكن ليس إلى أجل غير مسمى».

 

ولفت الرئيس بري الى «ان  آموس هوكشتاين طلب مهلة أسبوعين للحصول على رد على الاقتراح اللبناني وها هي المدة قد أصبحت شهراً من دون رد»، وقال: «الكرة الآن في الملعب الأميركي ولسنا هواة حرب لكن إذا ما هددت سيادتنا سندافع عن حقوقنا التي تمثل شرفنا».

 

وقال: «لا يراهننّ أحد على خلاف بين حركة «أمل» وحزب الله».

 

وتطرق الى ملف الكهرباء  فقال: «التغذية «صفر كهرباء» بحجة «ما خلونا» ونحرم من الغاز لعدم تشكيل هيئة ناظمة بالطاقة بحجة «انو غيرو القانون بدل ما يطبقوه».

 

وأكد ان «الطائف أو الدستور وجد ليطبق وهو أقصر الطرق التي تجنب الوطن والمواطن المخاطر»، مشددا على ان «حقوق المودعين مقدسة مقدسة مقدسة».

 

وجدد اتهامه النظام الليبي بارتكاب «جريمة الاختطاف وهي تمت ونفّذت على أيدي النظام الليبي والامام ورفيقيه لم يغادروا ليبيا»، معتبرا ان «عدم تعاون السلطات الليبية تواطؤ، والمجرم واحد حتى لو ارتدى لبوس ما يسمى ثورة». وقال: «للقاصي والداني نقول أن قضية تحرير الإمام ورفيقيه هي بالنسبة لحركة «أمل» قضية سيادية، وهذا لا يعفي الحكومة اللبنانية بما تعهدت به ولا يعفي الجامعة العربية بالضغط على الدولة الليبية لمعرفة الحقائق».

 

وجدد بري «التزامنا بأن قضية فلسطين هي في قلب الحركة وعقلها وسنبقى إلى جانب الشعب الفلسطيني. وسنبقى إلى جانب فلسطين وأهلها ونرفض أي شكل من أشكال التوطين أو الوطن البديل».

 

وأعلن «رفضه تحويل لبنان وسماء لبنان إلى منطلق للاعتداء على سوريا، ونؤكد انحيازنا ودعمنا لسوريا قيادة وجيشاً وشعباً وعليه ندعو المستوى الرسمي في لبنان للانفتاح والحوار الطبيعي والجغرافي الذي تمثله سوريا».

 

وأكد «دعمنا لسوريا في مواجهتها للإرهاب ومحاولات وضع اليد على خيراتها وأراضيها»، مقدرا «للعراق وقوفه إلى جانب لبنان في كل المراحل، ونناشد السيد مقتدى الصدر العودة عن اعتزاله وتلبية دعوة الكاظمي للحوار، فالحوار وحده الحل». وقال: «العراق باستقراره وقوته وعروبته يشتد ساعد الأمة، والعراق هو البوصلة لتصحيح العلاقة بين دول الجوار، وعودة العلاقة بين الجمهورية الإسلامية في إيران والمملكة العربية السعودية».

 

وختم بري: «نتطلع أن تثمر المفاوضات النووية لنتائج تكرس حق إيران في استخدام الطاقة النووية وفق الاتفاق الأخير، وإنجاز اتفاق جديد يعزز الثقة لدى الدول الجارة بما يحفظ حقوق شعوب المنطقة».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram