افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 23 آب 2022

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 23 آب 2022

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

السيد نصرالله يُعيد مزارع شبعا إلى الواجهة في أربعينيّة حزب الله والمقاومة وذكرى النصر: ‬ سنزيد قدرات المقاومة ‭}‬ باقون مع سورية وإيران وفلسطين
سنواجه التطبيع ونفخر بشربل وناديا
‬متمسّكون بالحلف مع أمل والتفاهم مع التيار ‭‬ننتظر مجريات الترسيم
لم ولن ننجرّ للحرب الأهليّة

 

 

تحدث الأمين العام لحزب الله في ختام احتفالات حزب الله والمقاومة الإسلامية لإحياء أربعين عاماً على ولادة الحزب والمقاومة، وبمناسبة الاحتفال بذكرى النصر في حرب تموز 2006، وذكرى التحرير الثاني الذي أنهى التهديد التكفيري الإرهابي في جرود البقاع. وقدّم السيد نصرالله في كلمته سيرة مختصرة لمواقف الحزب والمقاومة في المحطات البارزة خلال الأربعين عاماً، محددا الثوابت التي ستبقى تحكم مسيرة الحزب والمقاومة، فقال إن الالتزام بزيادة قدرات المقاومة ورفع جاهزيتها يشكل محوراً رئيسياً في المرحلة المقبلة، لتثبيت ميزان الردع، ورفع مستوى حضور المقاومة كقوة دفاع وحماية، معيداً ملف مزارع شبعا الى الواجهة سائلاً الذين يقولون إنهم مدافعون عن السيادة ومتمسكون بها ولا يرون المقاومة طريقاً الى إظهار خطتهم لتحرير ما تبقى من الأراضي اللبنانية المحتلة، معلناً أن المقاومة ستعيد النظر بطريقة مقاربتها لهذا الملف، مع تأكيد انفتاحها على كل دعوة للحوار حول استراتيجية وطنية للدفاع عن لبنان، مطالباً باستراتيجية وطنية لتحرير مزارع شبعا وسائر الأراضي المحتلة.
أضاف السيد نصرالله تأكيد ثوابت حزب الله والمقاومة في التمسك بالعلاقة مع إيران كعمق استراتيجي، والوقوف مع سورية كقاعدة وظهير وسند للمقاومة، والالتزام بفلسطين قضية وبوصلة، فاتحاً الباب للترقب بما يخص مستقبل ملف الترسيم، ليبنى على الشيء مقتضاه، مضيفاً أن المقاومة واجهت وتواجه التطبيع، وهي تفخر وتدعو كل اللبنانيين للفخر بشربل بو ضاهر وناديا فواز، اللذين قدّما أمثولة في الوطنية والشجاعة.
عن الشأن الداخلي قال نصرالله إن التمسك بالحلف مع حركة أمل هو مصلحة وطنية وحاجة للمقاومة، وإن التفاهم مع التيار الوطني الحر هو إنجاز لن يتم التفريط به، وان حزب الله والمقاومة حققا هذه النجاحات لأنهما نجحا بفهم الواقع اللبناني وتعقيداته، ومن خلال هذا الفهم تشكلت للمقاومة بيئة واسعة على مساحة لبنان، وإن القدرة على الصبر والتحمل وعدم الانجرار الى الفتن والحروب الأهلية كان من ثوابت الحزب والمقاومة، وأحد عناصر صناعة الانتصارات.
وأكد السيد نصر الله، أن "التهديدات الإسرائيلية بخصوص الترسيم لا قيمة لها فقرارنا وتوجّهنا واضح وننتظر الأيام المقبلة لنبني على الشيء مقتضاه".
وخلال كلمة له في مهرجان أقامه حزب الله بمناسبة اختتام فعاليات "الأربعون ربيعاً"، لفت نصرالله الى أنّ "المقاومة ذاهبة باتجاه تطوير البنية والمقدرات العسكرية لمواكبة التطورات على مستوى الأسلحة والتكنولوجيا". مشدداً على أن "معادلة الجيش والشعب والمقاومة باتت معادلة ثابتة سواء أدرجت في البيان الوزاري أم لم تدرج، والعمل على تحرير بقية الأرض اللبنانية المحتلة مسؤولية وطنية، ومن مسؤولياتنا في المرحلة المقبلة تثبيت معادلات الردع لحماية لبنان أرضاً وشعباً وثروات، والمطلوب العمل على تحرير بقية الأرض اللبنانية المحـتلة".
وأكد أن "قضية فلسطين جزء من دين وثقافة وشرف وعرض هذه الأمة، ولا مكان فيها للتخلي ولا للحياد أو التراجع"، لافتاً إلى أن "الأصل في استراتيجيتنا تجاه القضية الفلسطينية هو الرهان على ثورة الشعب الفلسطيني ورفض التوطين والتطبيع". وقال إن "رهاننا على الشباب من أمثال شربل أبو ضاهر وناديا فواز اللذين رفضا اللعب مع الإسرائيلي".
وشدّد على أن "سورية هي أساس في محور المقاومة وجبهة الصمود ورفض الاستسلام للشروط الإسرائيلية"، وقال إنه "يوماً بعد يوم نزداد قناعة بصحة خيارنا وقرارنا بالذهاب إلى سورية"، وقال: "إذا تعرضت سورية لأي موجة جديدة مشابهة فلن نتردد في الحضور في ميادين المواجهة".
وشدّد السيد نصر الله أننا "سنبقى جزءاً من محور المقاومة ونراهن عليه كمحور للقوة القادرة على مواجهة مشاريع الهيمنة والدفاع عن المقدسات"، لافتاً إلى أن "إيران هي القوة الإقليمية الكبرى التي يستند إليها جميع المقـاومين والمظلومين في المنطقة". كما كشف أن حزب الله ساهم ضمن إمكاناته بمحاربة تنظيم داعـش في العراق، وقال إنه "إذا تعرّض العراق لذلك مرة جديدة وطلب منا كما في السنوات الماضية لن نتردد في أن يذهب قادتنا وإخواننا ليقاتلوا جنباً إلى جنب مع إخواننا هناك".
وأكد أن حزب الله "لن ينجرّ ولن يذهب إلى حرب أهلية أو فتنة مذهبية"، مذكراً بكمين الطيونة، الذي استشهد فيه عدد من المواطنين اللبنانيين في إثر إطلاق قنّاصين النار من على أسطح المباني، التي تحصَّنوا فيها، على محتجّين سِلميين عُزّل في منطقة الطيونة. واعتبر أن "هناك قضايا تحتاج إلى معالجة مثل قضية الطيونة لارتباطها بالسلم الأهلي".
وأشار نصر الله الى "مواصلة الحضور في الحكومات مستقبلاً للدفاع عن مصالح الناس ولأجل ما تبلور لدينا من رؤية سياسية للوضع الداخلي، وبرنامجنا الأساسي في المرحلة المقبلة هو التعاون مع مختلف القوى السياسية من أجل بناء دولة عادلة وقادرة، ونؤمن بقوة بمبدأ الشراكة بين المكوّنات اللبنانية بعيداً من الاستئثار". وقال: "نتطلع إلى دولة سيدة حقيقية لا تخضع لسفارة أميركية أو لأي سفارة أخرى أو هيمنة خارجية"، مشيراً إلى أن "مستوى تدخل السفارة الأميركية في تفاصيل في الوزارات اللبنانية يبدو أكثر من أي وقت مضى، ويتمّ الخضوع لها في ملفات عديدة".
وقبيل خطاب السيد نصرالله، كشف المكتب الاعلامي لنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، في بيان، عن "اتصال مطوّل حصل بعد ظهر اليوم، (أمس) بين الوسيط الأميركي المكلف بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و"اسرائيل" آموس هوكشتاين ونائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بو صعب، جرى خلاله استعراض لمسار المفاوضات، حيث أطلع هوكشتاين بو صعب على ما توصل إليه آخر الاتصالات التي أجراها مع المسؤولين الاسرائيليين والتي كان آخرها منذ أيام قليلة، مؤكداً له أنه سيتابع تواصله مع المسؤولين الاسرائيليين خلال الأيام المقبلة، كما أنه سيعاود التواصل معه خلال أسبوع لاستيضاح بعض النقاط تمهيداً لوضع تصوره خطياً لما ناقشه في لبنان خلال زيارته الأخيرة".
ولفت البيان إلى أن "الاتصال المطول تطرق أيضاً، لما يتم تناوله في بعض وسائل الإعلام الاسرائيلية والدولية ومن ثم ينقله بعض وسائل الاعلام اللبنانية، ولا سيما أن عدداً من وسائل الإعلام هذه، كان قد بث منذ نحو أسبوعين أجواء سلبية في ما يتعلق بتطورات ملف ترسيم الحدود البحرية، ثم انتقل خلال اليومين الماضيين إلى بث أخبار إيجابية وصلت إلى حد تحديد موعد لتوقيع اتفاقية بهذا الشأن. وفي هذا الإطار، جرى التأكيد، خلال الاتصال، أن كل هذه الاخبار هي من باب التكهنات وغير مبنية على أية معطيات أو مواقف رسمية". وجدد بو صعب وفق البيان التأكيد على موقف لبنان، لافتاً إلى عامل الوقت الضاغط، ومشدداً في هذا السياق، على ضرورة العمل ضمن المهل المقبولة لما فيه مصلحة التفاوض".
وخلص البيان إلى أنه "علينا ألا نبالغ بالإيجابية كما بالسلبية لكون اتصالاته لم تنته بعد، ولا سيما أن لبنان يفاوض من موقع قوة محصن بوحدة الموقف الرسمي، ولا سيما أن بو صعب وضع كلا من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وكذلك الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بجو الاتصال المطول مع هوكشتاين".
وفي سياق ذلك نقلت وكالة الأنباء التركية "الأناضول"، عن مصدر سياسي لبناني رفيع، في تعليق على ما أورده إعلام العدو حول اتفاق مرتقب لترسيم الحدود أن "لبنان لم يتبلغ بأي موقف بخصوص هذا الموضوع حتى الآن".
وإذ لم يستبعد خبراء عسكريون ومحللون سياسيون خيار الحرب العسكرية إن سدت أبواب التفاوض والحلول السلمية، أفادت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، أن "حزب الله قد يخاطر بالحرب مع "إسرائيل" قبل اختتام المحادثات الحدودية البحرية"، ولفتت إلى أنه "بينما يركز المجتمع الدولي على المفاوضات مع إيران بشأن اتفاقية نووية جديدة، تتصاعد التوترات على طول الحدود الشمالية لـ"إسرائيل"".
وكان وزير حرب العدو بيني غانتس زعم بأنه "ستكون هناك منصة من طرفنا ومنصة في الطرف اللبناني". وتابع: "آمل ألا نضطر إلى الدخول في حرب مع لبنان لأن ذلك سيشكل مأساة للدولة اللبنانية ومواطنيها".
وردَّ وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال وسام المرتضى على تصريحات وزير حرب العدو، محذراً من أن "أي محاولة منكم للتعرض بأي شكل من الأشكال لثروتنا ستجر، لا مأساة واحدة بل مآسي وويلات، عليكم وعلى كيانكم المغتصب الخالي من القيم الإنسانية والذي لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة المقاومة والقوة".
في غضون ذلك، تتجه الأنظار الى الزيارة المرتقبة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون لاستكمال النقاش حول التشكيلة الحكومية المطروحة ومناقشة المقترحات التي كانت محل نقاش في اللقاء الأخير بين الرئيسين عون وميقاتي. وعلمت "البناء" أن ميقاتي سيقوم بمحاولة أخيرة باتجاه بعبدا ويلتقي عون خلال اليومين المقبلين لاستكمال البحث في بعض التفاصيل التي تُعيق التأليف لا سيما تغيير بعض الوزراء في حكومة تصريف الأعمال (عصام شرف الدين وأمين سلام ووليد فياض)، وذلك بعدما أبدى الرئيس عون إيجابية واستعداداً للنقاش وتدوير الزوايا، إلا أن المناخ الإيجابي انقلب الى السلبية بعدما رفض عون تدخل بعض المرجعيات السياسية بتسمية هؤلاء الوزراء، ومطالبته بإدخال ستة وزراء جدد لتحصين الحصة المسيحية في الحكومة لسد الفراغ الذي سيخلقه الفراغ الرئاسي في حال تعذر انتخاب الرئيس، لكن ذلك قوبل برفض تام من الرئيس المكلف.
وفي أعقاب بيانات السجال الساخنة بين ميقاتي والنائب جبران باسيل، يكشف ميقاتي تفاصيل لقائه الأخير مع رئيس الجمهورية وفق ما نقلت عنه وسائل اعلام. وقال ميقاتي: "ولدى لقاء الشوق الأخير كان عون مرناً ومنفتحاً على تعديل التشكيلة ولم يمانع في تسمية وزير يمثل عكار، وخلال الاجتماع مع رئيس الجمهورية تم طرح الأسماء المنوي تغييرها وبينها الوزيران وليد فياض وأمين سلام ووعد في حينه بأنه سيعطي رده بعد 24 ساعة لكنه سأل، من سيسمي الوزراء الخاضعين للتعديل؟". وأضاف ميقاتي: "تفاجأت في اليوم التالي من الاجتماع مع رئيس الجمهورية، بإيفاد المدير العام للرئاسة أنطوان شقير حاملاً رسالة مفادها، مش ماشي الحال".
ولفت النائب السابق علي درويش لـ"البناء" الى أن الأجواء ليست سلبية وليست إيجابية، والتشاور والتفاوض مستمر بين الرئيسين حتى تذليل العقد، وفي الساعات المقبلة يحضر ميقاتي لمبادرة أو تحرك ما باتجاه بعبدا لاستكمال الحوار وسيعرض موقفه من مقترحات رئيس الجمهورية والأمور غير مقفلة ومن غير المستبعد التوصل الى حل خلال الأسبوع المقبل، لكن الأمور مرهونة بمفاوضات الساعات الأخيرة وستظهر نتائجها قريباً، مشدداً على أن ميقاتي سيرفض أي طروحات أو مقترحات خارجة عن الأصول الدستورية وتتجاوز صلاحياته في تأليف الحكومة.
وأشارت أوساط نيابيّة مقرّبة من السعودية لـ"البناء" الى أن لا مبادرة سعودية قريبة لحل الأزمة اللبنانية، لافتة الى أن "السعودية كررت أكثر من مرة أن على لبنان معالجة مشاكله بنفسه ولن تتدخل بشؤونه الداخلية ولن تُملي عليه قرارات أو سياسات معينة، بل تدعم ما يتفق عليه اللبنانيون ومستعدة للمساعدة". ورأت الأوساط أن "لا حلول ومخارج للأزمات المتفاقمة على كل صعيد في ظل هذه المعمعة التي تشهدها البلاد"، وحذر من أن "لبنان سيدخل في أزمة دستورية وميثاقية إذا لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية أو تأليف حكومة جديدة خلال الشهرين المقبلين". ودعت الى "انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن يمتلك رؤية وخطة أو مشروع لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والمالية ويعيد لبنان الى الحضن العربي والالتزام بالقرارات الدولية".
على صعيد الأزمات الاقتصادية والحياتية تراجع الحديث عن رفع الدولار الجمركي الى 20 ألف ليرة نظراً للتداعيات السلبية المحتملة على الأسواق، ورفض أكثر من فريق سياسي لا سيما ثنائي حركة أمل وحزب الله وكذلك رفض رئيس الجمهورية توقيع المرسوم، ما دفع بميقاتي للتراجع عن هذا الخيار.
وأعلنت الهيئات الاقتصادية رفضها لرفع الدولار الجمركي الى 20 ألف ليرة، داعية لرفعه الى سعر يتراوح ما بين 8000 و10000 ليرة كحدّ أقصى، وذلك بعد زيارة وفد من الهيئات لميقاتي في السراي الحكومي أمس. وأعلن الوزير السابق محمد شقير بعد الاجتماع أن "ميقاتي أوضح أن الموضوع يلزمه اقتراح قانون من مجلس النواب وعلى مجلس النواب أن يتخذ قراراً في شأنه، وهذا ما سيحصل، وأتمنى على النواب الكرام اتخاذ هذا القرار في أسرع وقت ممكن".
وفيما سجلت أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً قبل إقرار الدولار الجمركي، أعلن نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي أن "ارتفاع أسعار البضائع الذي يترافق مع ارتفاع سعر الصرف هو حماية للرساميل وليس ربحاً".
ويبدو أن البلاد على أبواب أزمة بنزين، مع عودة طوابير السيارات أمام محطات الوقود الى الواجهة، وتوقعات بارتفاع سعر صفيحة البنزين بعد رفع الدعم التدريجيّ عنه وفق ما تقول جهات نفطية لـ"البناء". وارتفع سعر صفيحة البنزين بنوعيه 95 و98 اوكتان 16000 ليرة لبنانية، كذلك ارتفع سعر صفيحة المازوت والغاز 7000 ليرة. وفي وقت شهدت مناطق عدة ازمة بنزين. وأشارت معلومات الى أن مصرف لبنان ووزارة الطاقة أبلغا أمس الشركات المستوردة للنفط تقليل نسبة الدعم على المحروقات بداية الأسبوع لتصبح على الشكل الآتي: 45% عبر منصة صيرفة و55% على سعر السوق السوداء بعدما كانت 70% على صيرفة و30% على سعر السوق السوداء. في المقابل، أبلغت الشركات المستوردة للنفط أن "مادة البنزين لن تسلّم اليوم (أمس) الى المحطات، والسبب عدم وضوح آلية احتساب النسبة التي سيتم تسعير البضاعة على اساسها بين دولار صيرفة والسوق الموازية من قبل مصرف لبنان".
الى ذلك، عاد البطل اللبناني الملاكم الرافض للتطبيع، شربل أبو ضاهر، إلى لبنان باستقبال حافل، وقد حاز على ميدالية الشرف والكرامة بعدم منازلة خصمه الاسرائيلي رفضاً للاعتراف بالكيان الغاصب ضمن بطولة العالم للفنون القتاليّة التي أقيمت في الإمارات.
ولفت والد أبو ضاهر في تصريح، الى أن "التعامل مع الاحتلال خيانة وطنية"، وقال: "نحن مسيحيون لكننا مع النهج المقاوم". وشدّد على أن ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة هي خشبة خلاص لبنان، ووحدها التي تحمي الوطن، ولن نسمح لأحد بأن يزايد علينا بهذا الموضوع".
كما انسحبت أمس بطلة لبنان للشطرنج ناديا قاسم فواز وهي من منطقة شحيم في إقليم الخروب، من الجولة الرابعة لمهرجان أبو ظبي الدولي المفتوح لرفضها مواجهة اللاعب الإسرائيلي إيليا غروزمان.

****************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

عون يخيّر ميقاتي: تأليف أو سحب التكليف!
حرب اجتهادات دستورية في حالة الفراغ الرئاسي: عون قد يشكّل حكومة أو يسحب التكليف من ميقاتي

 

في ظل الانقسام السياسي الحاد حول الاستحقاقات الدستورية الداهمة، يبدو أن البلاد مقبلة على مواجهة من نوع مختلف تدور حول التفسيرات والاجتهادات والتجاوزات الدستورية. ذلك أن الأمر لا يرتبط فقط بمعركة الصلاحيات، بل بكيفية إدارة البلاد في حالة الشغور الرئاسي، خصوصاً أن الجميع يتصرف على أساس أن الانتخابات الرئاسية قد لا تحصل في موعدها، ما يجعل النقاش حول من يدير البلاد في المرحلة الانتقالية هو العنوان الرئيسي.
عملياً، العودة إلى إثارة ملف تشكيل الحكومة من جديد تتصل أساساً بالمخاوف من انقسام كبير حول الأولويات، لا سيما أن الرئيس ميشال عون ومعه التيار الوطني الحر وآخرون، يتهمون الفريق المقابل الذي يتألف علناً من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالعمل على فرض أمر واقع عنوانه منح حكومة تصريف الأعمال صلاحيات دستورية تتيح لها قيادة البلاد. وبحسب المصادر، فإن هذا الفريق يستعين عملياً بقوى خارجية، إذ تظهر الاتصالات التي تقوم بها عواصم خارجية، من السعودية وفرنسا والاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، أن كل هؤلاء يركزون على الملف الرئاسي، ويبحثون في مواصفات أو أسماء المرشحين المفترضين للرئاسة، ويتجاهلون تماماً الحديث عن ضرورة قيام حكومة كاملة المواصفات الآن.

ويتابع المعنيون أن القوى الداخلية الرافضة لتشكيل حكومة متوازنة تستفيد من هذا المناخ الخارجي. لكنها تشير إلى أن هذا الأمر قد يتسبب بمواجهات غير محسوبة بدقة. إذ تسود الأوساط المسيحية عموماً، وفي بكركي أيضاً، كما قوى وشخصيات، أجواء أنه لا ينبغي السكوت عن قضم الصلاحيات العامة من خلال منح حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئيس الجمهورية، وأن القبول بهذا الموقف سيتسبّب بتوجيه ضربة جديدة إلى اتفاق الطائف وبمشكلة جديدة بين اللبنانيين.

وفي هذا السياق، يبدو أن الجميع يناقش الخطوات المفترض العمل عليها منذ الآن لمنع الوقوع في المحظور. وتلفت المصادر إلى أن الرئيسين بري وميقاتي فاتحا مسؤولين ووزراء بأن لديهما فتاوى دستورية تؤكد إمكان منح حكومة تصريف الأعمال قوة العمل كحكومة كاملة المواصفات في حالة الشغور الرئاسي. لكن بري وميقاتي سمعا من زوارهما أن لعبة الفتاوى والاجتهادات الدستورية لا تنحصر في ملعب واحد. وأن تجاوز الدستور سيدفع الآخرين إلى البحث في خطوات مشابهة. وتردد، بقوة، أن هناك قوى وازنة في الوسط المسيحي تدعو من الآن إلى وضع خيار أساسي مفاده بقاء الرئيس عون في منصبه إلى حين قيام حكومة كاملة المواصفات أو انتخاب رئيس جديد.

مصادر قريبة من القصر الجمهوري أكدت أن الرئيس عون غير معني بالبقاء في بعبدا بعد انتهاء ولايته، وهو أبلغ كل المعنيين بأن هذا خياره. لكن المصادر قالت إن الخيارات البديلة قد تكون مفتوحة أمام أمور أخرى غير فكرة البقاء في القصر.، مشيرة إلى أن النقاش يدور حول خيارات بديلة. وأضافت أنه في حال قرّر الفريق الآخر مخالفة الدستور من خلال منح حكومة تصريف الأعمال صفة القادرة على القيام بمقام رئيس الجمهورية، فإن الرئيس عون قادر على أمرين، الأول هو إسقاط التكليف الذي حصل عليه ميقاتي ودعوة المجلس النيابي إلى استشارات جديدة يتم بموجبها اختيار رئيس آخر للحكومة يمكنه تأليفها سريعاً. والثاني هو البحث في طريقة تتيح لرئيس الجمهورية تشكيل حكومة بديلة تتولى إدارة البلاد في حالة الشغور الرئاسي.
ومع أن المصادر نفسها تقر بأن هذه الخطوات "قد تكون محل تشكيك في دستوريتها من قبل أطراف أخرى، إلا أنه لا يمكن السكوت عن مخالفة دستورية فاضحة يقوم بها الطرف الآخر". وقالت المصادر إن "الحل الواقعي المتاح في كل لحظة، هو لجوء الرئيس المكلف إلى فتح نقاش واقعي ومثمر مع رئيس الجمهورية لتشكيل حكومة جديدة خلال الأيام المتبقية قبل أول أيلول المقبل".

*******************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

لبنان يبرّد حرب التهديدات بين “الحزب” وإسرائيل  

 

لعل ابرز ما بينته التطورات المتصلة بملف #ترسيم الحدود البحرية بين #لبنان وإسرائيل في الساعات الأخيرة هو ان تصعيد تبادل التهديدات بين إسرائيل و”#حزب الله” دفع بلبنان الرسمي الى المبادرة لدفع الوساطة الأميركية قدما واستعجالها سعيا الى تبريد النبرة “العسكرية” المسلطة على هذا الملف واحتواء التصعيد في انتظار ثمار التفاوض الديبلوماسي . هذه الابعاد برزت في توقيت لافت لبيان أصدره نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب قبيل ساعات قليلة من كلمة القاها ليلا الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله وكانت المؤشرات تدل الى انها ستحمل موقفا تهديديا جديدا لإسرائيل في حين كان سبقه وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بتهديدات مقابلة . هذا المناخ الساخن دفع بملف الترسيم الى واجهة التطورات وطغى على مجمل أولويات المشهد الداخلي الذي يتخبط بعشوائية


تصاعدية في كل الملفات بدءا من الاستحقاق الحكومي المعطل وانتهاء بكل الملفات المالية والاقتصادية والاجتماعية الملحة .

 

وفي خطوة اكتسبت دلالات بارزة اصدر المكتب الاعلامي لنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب مساء امس بيانا، كشف فيه “ان اتصالا مطولا حصل بعد ظهر امس بين الوسيط الاميركي المكلف بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل اموس #هوكشتاين وبو صعب جرى خلاله عرض لمسار المفاوضات، حيث أطلع هوكشتاين بو صعب على ما توصلت إليه آخر الاتصالات التي اجراها مع المسؤولين الاسرائيليين والتي كان اخرها منذ ايام قليلة، مؤكدا له انه سيتابع تواصله مع المسؤولين الاسرائيليين خلال الايام المقبلة، كما انه سيعاود التواصل معه خلال اسبوع لاستيضاح بعض النقاط تمهيدا لوضع تصوره خطيا لما ناقشه في لبنان خلال زيارته الأخيرة. وقد تطرق الاتصال المطول ايضا، الى ما يتم تناوله في بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية والدولية ومن ثم ينقله بعض وسائل الاعلام اللبنانية، ولا سيما ان عددا من وسائل الاعلام هذه، كان قد بث منذ نحو اسبوعين اجواء سلبية في ما يتعلق بتطورات ملف ترسيم الحدود البحرية ثم انتقل خلال اليومين الماضيين الى بث اخبار ايجابية وصلت الى حد تحديد موعد لتوقيع اتفاقية بهذا الشأن. وفي هذا الاطار، جرى التأكيد، خلال الاتصال، ان كل هذه الاخبار هي من باب التكهنات وغير مبنية على اية معطيات او مواقف رسمية. من جهته، جدد بو صعب تأكيد موقف لبنان، لافتا الى عامل الوقت الضاغط ومشددا في هذا السياق على ضرورة العمل ضمن المهل المقبولة لما فيه مصلحة التفاوض. وختم البيان انه “علينا ان لا نبالغ بالايجابية كما بالسلبية كون اتصالاته لم تنتهِ بعد ولا سيما ان لبنان يفاوض من موقع قوة محصن بوحدة الموقف الرسمي ولاسيما ان بو صعب وضع كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وكذلك الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بجو الاتصال المطول مع هوكشتاين”.


 

والقى نصرالله كلمة في مناسبة اختتام الاحتفالات بذكرى تأسيس الحزب اعلن فيها استعداد الحزب الدائم لمناقشة أي استراتيجية دفاعية وطنية والاتفاق عليها كما دعا الى عودة امنة للنازحين الى سوريا وإعادة العلاقات مع دمشق لمصلحة لبنان . وفي ملف الغاز والنفط قال “كلنا ننتظر والإسرائيلي يتحدث كثيرا هذه الأيام ومن انتظر عشر سنوات ينتظر بعض الأيام فلننتظر الرد الإسرائيلي وليس لدينا ما نضيفه”.


 

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس حذر، امس “حزب الله” من أن “أي هجوم على حقل الغاز البحري الحدودي كاريش قد يؤدي إلى حرب”، حسبما افادت “وكالة الصحافة الفرنسية”. وقال إن عمليات استخراج الغاز ستبدأ “عندما يكون (الحقل) جاهزا للإنتاج”، زاعما أن حقل كاريش يقع ضمن المياه الإقليمية لبلاده.

 

وصرح لإذاعة “103 إف إم” بأن “دولة إسرائيل على استعداد لحماية مقدراتها والتوصل إلى اتفاق مع الحكومة اللبنانية بوساطة أميركية في شأن حقل صيدون” وهو حقل غاز آخر يعرف في لبنان باسم “حقل قانا”. وأضاف: “أعتقد أنه سيكون هناك حقلان للغاز في المستقبل: واحد من جانبنا والآخر من جانبهم”. وأمل “ألا نضطر إلى خوض جولة أخرى من المواجهات قبل ذلك الوقت”.


 

وعن احتمال نشوب حرب في حال شن “حزب الله” هجوما على حقل غاز كاريش رد غانتس: “نعم قد يؤدي ذلك إلى رد فعل”. وأكد أن ذلك قد يؤدي إلى “قتال لأيام وإلى حملة عسكرية، نحن أقوياء ومستعدون لهذا السيناريو، لكننا لا نريد ذلك”.

 

 

الملف الحكومي

اما في المشهد الداخلي فان أي تطور بارز لم يسجل مع مطلع الأسبوع لا على صعيد ملف تاليف الحكومة ولا على صعيد معالجة تداعيات ملف #الدولار الجمركي الذي يبدو ان مصيره لن يكون افضل من مصير التعقيدات التي اصابت الملفات المالية الأخرى كالموازنة والمشاريع الإصلاحية . وعلى وقع السجال الأخير الحاد بين رئاسة الحكومة ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الذي اعتبر بمثابة أعادة خفض لأسهم تشكيل الحكومة الجديدة لم يُسجل اي مؤشر لاي لقاء جديد بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي كما كان تردد سابقا .

 

وقد شدد الرئيس ميقاتي امس في حديث تلفزيوني على “أن عدو السلطة هو الفراغ”.وكشف تفاصيل عن لقائه الاخير مع رئيس الجمهورية وقال: “لدى لقاء الشوق الاخير كان مرنا ومنفتحا على تعديل التشكيلة ولم يمانع في تسمية وزير يمثل عكار”. وتابع :”خلال الاجتماع مع رئيس الجمهورية تم طرح الاسماء المنوي تغييرها وبينهم الوزير وليد فياض والوزير امين سلام ووعد في حينه بأنه سيعطي رده بعد 24 ساعة لكنه سأل “من سيسمي الوزراء الخاضعين للتعديل؟” .وأضاف ميقاتي:” تفاجأت في اليوم التالي من الاجتماع مع رئيس الجمهورية بايفاد المدير العام للرئاسة أنطوان شقير حاملاً رسالة مفادها “مش ماشي الحال”.

 

 

الدولار الجمركي

وفي سياق التحركات المتصلة بموضوع الدولار الجمركي اجتمع ميقاتي امس في السرايا مع وفد من الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير الذي اعلن ان موقف الهيئات من موضوع الدولار الجمركي “لم يتغيّر كما كنا أعلنا قبل ثمانية أشهر، فنحن طالبنا بأن يكون الدولار الجمركي وفق سعر يتراوح ما بين 8000 و10000 ليرة كحدّ أقصى. وكررنا موقفنا خلال الاجتماع وأبدينا ملاحظات بشأن بعض الامور ومنها موضوع السيارات حيث يجب الأخذ في الاعتبار ضرورة عدم التساوي في سعر الدولار الجمركي بين السيارات كافة”. وقال ان “من غير المقبول ان ترمي الحكومة الموضوع على مجلس النواب وأن يرميه المجلس بدوره على الحكومة. إنها جريمة أن يبقى الدولار الجمركي على سعر 1500 ليرة للدولار الواحد، لاننا نرى ان كل مؤسسات الدولة معطلة ولا يمكن للدولة ان تستمر على هذا السعر، ولا يمكن أيضاً ألا تستطيع تأمين رواتب موظفي القطاع العام”. ونقل عن ميقاتي أن الموضوع يلزمه اقتراح قانون من مجلس النواب وعلى مجلس النواب أن يتخذ قراراً في شأنه، وهذا ما سيحصل، وتمنى على النواب “اتخاذ هذا القرار في أسرع وقت، إذ يجب ألا ننسى موظفي القطاع العام الذين يعانون الظلم، بل يُفترض تسوية أوضاعهم، ومن الإجرام أن يبقى وضعهم على حاله”.

 

وفي هذا السياق نفى نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي “كل الأحاديث عن أرباح هائلة يحصل عليها التجار كحجة لرفع الدولار الجمركي”، مشيراً الى ان “ارتفاع أسعار البضائع الذي يترافق مع ارتفاع سعر الصرف هو حماية للرساميل وليس ربحاً”. وإذ اعتبر بحصلي ان “المواطن اللبناني لم يعد يستهلك الكماليات”، شدّد على “وجوب اعفاء البضائع الأساسية التي تدفع الكثير من الجمارك من الكأس المرة” محذراً من “كارثة في الأسعار في حال ارتفاع الدولار الجمركي ودولار السوق السوداء معاً”.


 

وفي الشأن المالي ،الاقتصادي تمنى نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي أن “يقرّ قانون الـ”كابيتال كونترول” في أقرب وقت ممكن، خصوصاً أنه من الإجراءات المطلوبة للوصول الى اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي”، معتبراً أنه “كلما أسرعنا في تطبيق هذا القانون، أسرعنا في رفع القيود والضوابط الاستثنائية، خصوصاً إذا ترافق ذلك مع حزمة الإصلاحات الأخرى التي من شأنها أن تضع لبنان على سكة التعافي”.

 

الى ذلك، وعلى صعيد معيشي آخر، وبدعوة من مجلس القضاء الأعلى، تنعقد في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، جمعية عمومية للقضاة في قصر عدل بيروت، وذلك لمناقشة ما آل اليه موضوع الإضراب شبه الكامل عن العمل الذي أعلن عنه عدد كبير من القضاة من مختلف الرتب والدرجات مطلع الأسبوع الفائت.

 

*****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

“فرملة” الدولار الجمركي: لا مفرّ من “الطباعة”

بوصعب أخفق في “استنطاق” هوكشتاين… ونصرالله ينتظر “كم يوم بعد”!

 

تحت ضغط لعبة “شدّ الحبال” على حلبة الترسيم البحري مع إسرائيل، والخشية من انزلاق الحرب النفسية إلى حرب عسكرية ضارية ستشكل حال وقوعها “مأساةً للدولة اللبنانية ومواطنيها” كما توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي أمس في معرض تطرقه إلى احتمال أن “يجرّ “حزب الله” إسرائيل إلى صراع مسلّح”، تولى نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب مهمة “استنطاق” الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين قبيل إطلالة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مساء أمس، لكنه وخلال الاتصال المطوّل مع هوكشتاين، أخفق بو صعب في مهمته ولم يتمكّن من أن يحصل “لا على حق ولا على باطل” ولا أن يأتي بالجواب الشافي لـ”حزب الله” عدا عن تكرار تأكيد الوسيط الأميركي متابعة عملية التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين، على أن “يعاود التواصل معه خلال أسبوع لاستيضاح بعض النقاط تمهيداً لوضع تصورّه خطياً” حيال الجواب الإسرائيلي على الطرح اللبناني الرسمي.


 

وأمام استمرار الضبابية في أفق الترسيم، أطل نصرالله عبر شاشة الاحتفالية التي أقامها “حزب الله” في ذكرى مرور 40 عاماً على تأسيسه، والتي استُهلّت بعرض مسرحي توثيقي يحاكي عمليات “الحزب” العسكرية والحروب التي خاضها في الجنوب وسوريا، مروراً بحرب تموز من العام 2006 انطلاقاً من لحظة اختطاف الجنود الإسرائيليين واستهداف البارجة الإسرائيلية “ساعر 5″، ليرسم خارطة أهداف “حزب الله” في المرحلة المقبلة “التي تحدد مصيرنا جميعاً”، وفي مقدمها ما يخص “الاستحقاق الداهم خلال الأيام القليلة المقبلة” والمتصل بملف الترسيم البحري مع إٍسرائيل، لكنه آثر التريث في تحديد “إحداثيات” المرحلة بين التصعيد والتبريد على الجبهة الجنوبية… على أساس أنّ من انتظر “عشرات السنين” يستطيع أن ينتظر “كم يوم بعد”.


 

أما في العناوين العريضة لتوجّهات “حزب الله” على مستوى الساحة الداخلية، فحسم نصرالله ديمومة معادلة “الجيش والشعب والمقاومة” في الدفاع عن لبنان، بغض النظر عن ذكرها في البيان الوزاري من عدمه باعتبارها أصبحت “معادلة ثابتة”، مجدداً التشديد على أنّ “الحزب” عازم على “تطوير بنيته ومقدراته العسكرية ومواكبة أحدث التقنيات والتكنولوجيا الخاصة بالتسلح”، وأكد في الوقت عينه الاتجاه نحو “إعادة النظر” في مقاربة التعاطي مع ملف الأراضي اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا وكفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر، معرباً في هذا السياق عن التصميم على تحريرها في المرحلة المقبلة وعدم الاكتفاء بالعمليات التذكيرية التي شنها “حزب الله” في المرحلة السابقة، ليجدد القول رداً على انتقاد عبارته “ألله مكلفني” الدفاع عن لبنان في إحدى إطلالاته الأخيرة: “نعم ألله مكلفنا”.

 

في الغضون، تتواصل مآسي اللبنانيين وتتوالى مصائبهم المعيشية والاقتصادية والمالية تحت وطأة تفلّت سعر صرف الدولار من عقاله في السوق السوداء، بينما السلطة تستمر في التخبط في مربع السياسات الترقيعية ولا تزال عاجزة عن انتهاج أي خطوة إصلاحية تكبح جماح كرة الانهيار المتدحرجة في مختلف الاتجاهات على الساحة الوطنية، لتواصل في المقابل الاعتماد على أجندة قضم حقوق المواطنين وقصم ظهورهم بأعباء ضرائبية جديدة، واضعةً نصب أهدافها الراهنة مسألة رفع الدولار الجمركي لتعزيز قدرتها على الصمود والبقاء في سدة الحكم.

 

لكن وتحت وطأة موجة الاعتراضات العارمة على تسعيرة الـ20 ألف ليرة المقترحة من قبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أكدت مصادر واسعة الاطلاع “فرملة موضوع زيادة الدولار الجمركي راهناً بانتظار إيجاد تسعيرة تسووية جديدة بين الرؤساء الثلاثة بما يتيح إعطاء الثنائي الشيعي الضوء الأخضر لوزير المالية ليضمّ “التوقيع الثالث” إلى توقيعي رئيسي الجمهورية والحكومة على المرسوم”، مرجحةً في هذا الإطار العودة إلى سعر 12 ألف ليرة للتعرفة الجمركية الجديدة التي كانت “نداء الوطن” قد تفردت بالكشف عنها مطلع آب الجاري.

 

غير أنّ المصادر نفسها، شددت على أنه “بالاستناد إلى المعايير الحسابية العلمية البحتة، قياساً على الالتزامات المالية المرتقبة على الدولة في المرحلة المقبلة، لا سيما في ما يتصل بالزيادات الموعودة لتحسين رواتب موظفي القطاع العام، فإنّ أي تسعيرة جمركية تحت سقف الـ20 ألف ليرة لن يكون بمقدورها تأمين الموازنة بين إيرادات الدولة والمستحقات المترتبة عليها”، مشددةً في ضوء ذلك على أنه “لا مفرّ أمام السلطة سوى اللجوء إلى عملية طباعة الليرة لإنقاذ نفسها والإيفاء بالتزاماتها منعاً للانهيار الشامل في المؤسسات الرسمية، علماً أنّ هذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى تعاظم التضخم إلى مستويات قياسية سرعان ما ستؤدي إلى امتصاص أي زيادة في رواتب الموظفين العامين”.

 

*****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

إسرائيل تحذّر من حرب وجيشها يحشد على الحدود مع لبنان

غانتس يهدد برد قاسٍ إذا هاجم «حزب الله» منصات حقول الغاز في البحر المتوسط

 

في الوقت الذي هدد فيه وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، الاثنين، بالرد القاسي ضد لبنان، في حال هاجم «حزب الله» منصات حقول الغاز في البحر المتوسط، شوهدت حشود للقوات الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى على الحدود الشمالية، تحسباً لأي تطور.

وقال مسؤول عسكري رفيع إن الجيش الإسرائيلي: «يأخذ بجدية حراك حسن نصر الله (زعيم حزب الله اللبناني) وتصريحاته التي تشير إلى احتمال أن يقوم باستفزاز إسرائيل مرة أخرى على أمل الحصول على أي تنازلات إسرائيلية قبل توقيع الاتفاق حول الحدود البحرية مع لبنان».

وكانت مصادر في تل أبيب قد أشارت إلى تقدم ملموس في المفاوضات الجارية بوساطة أميركية حول ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان. وتحدثت عن إمكانية تنازل إسرائيل عن مقطع داخل البحر، مقابل تنازل لبناني عن منطقة أكثر قرباً من الشاطئ. ومساء الأحد، قالت القناة «12» الإسرائيلية إن «مسؤولي الأمن الإسرائيليين يخشون أن يسعى نصر الله لاستفزاز إسرائيل مرة أخرى على أمل الحصول على أي تنازلات إسرائيلية قبل توقيع الاتفاق»، مشيرة إلى أن «الطرفين على وشك التوقيع على اتفاق».

ومع أن مصادر في بيروت نفت هذه الأنباء وقالت إنها لا تعلم عن تنازلات متبادلة كهذه، فقد سئل غانتس إن كان يعرف بموضوع التنازلات وإن كان يستشف حراكاً لدى «حزب الله» للتخريب على مثل هذا الاتفاق من خلال افتعال صدام عسكري وربما قصف إحدى آبار الغاز الإسرائيلية، فأجاب، خلال حديث مع إذاعة 103 FM، في تل أبيب: «أنا أؤمن بأنه ستكون هناك لاحقاً منصتان، واحدة في جانبنا وأخرى في جانبهم. وأؤمن بأن حزب الله غير معني باتفاق لترسيم الحدود بين الجانبين. ولكن، إذا حاول تنفيذ تهديد نصر الله بأنه لن يمكن إسرائيل من استخراج الغاز في حال عدم التوصل لاتفاق ترسيم الحدود البحرية، فإن مهاجمة منصة إسرائيلية قد يؤدي إلى يوم قتال يمكن أن يتطور إلى عدة أيام قتالية، وهذا قد يقود إلى حرب. وستحدث مأساة لدولة لبنان ومواطنيها».

من جهته، حذر الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، عاموس يادلين، من أن «حزب الله أصبح واثقاً جداً من استفزازاته، ويخاطر بشكل مبالغ فيه لإشعال صراع آخر مع إسرائيل، على غرار الصراع الذي سبق الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006».

ومعروف أن لبنان وإسرائيل يتنازعان على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومتراً مربعا، وفق خرائط مودعة من الطرفين لدى الأمم المتحدة. وتتوسط الولايات المتحدة في المفاوضات غير المباشرة لتسوية النزاع وترسيم الحدود البحرية بينهما، منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) من سنة 2020، برعاية الأمم المتحدة، وقد عقدت حتى الآن 5 جولات من التفاوض كان آخرها في مايو (أيار) 2021. وتم استئناف المفاوضات بقيادة المبعوث الأميركي الخاص، عاموس هوكشتاين، في الشهرين الماضيين.

وفي بيروت، أصدر المكتب الإعلامي لنائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب بياناً كشف فيه أن اتصالاً مطولاً حصل بعد ظهر أمس بين بو صعب والوسيط الأميركي هوكشتاين جرى خلاله استعراض لمسار المفاوضات، حيث تحدث الوسيط الأميركي عن الاتصالات التي أجراها مع المسؤولين الإسرائيليين وآخرها قبل أيام، مؤكداً أنه سيتابع تواصله مع الإسرائيليين في الأيام المقبلة وسيعاود التواصل معه (بو صعب) خلال أسبوع لاستيضاح بعض النقاط تمهيداً لوضع تصوره خطياً لما ناقشه في لبنان خلال زيارته الأخيرة.

من جهته، جدد بو صعب التأكيد على موقف لبنان، مشدداً على ضرورة العمل «ضمن المهل المقبولة لما فيه مصلحة التفاوض». وختم بيان بو صعب بأن «علينا أن لا نبالغ بالإيجابية كما بالسلبية كون الاتصالات لم تنته بعد».

 

*****************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

اللقاء الرابع: حكومة أو لا حكومة.. القنبلة الإجتماعية تشتعل.. وإسرائيل تُهدّد

الجو العام السابق للقاء الرابع بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، يشوبه شيء من الإيجابية الشكلية في الملف الحكومي، حيث لا مؤشرات جدّية عن اختراق يفتح الباب أمام صدور مراسيم الحكومة، قبل بدء سريان مهلة الستين يوماً لانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية بين اول ايلول وآخر تشرين الاول المقبلين.

وبحسب ما هو سائد في أجواء المعنيين بهذا الملف، فإنّ لقاء الرئيسين عون وميقاتي الذي قد يُعقد اليوم الثلثاء، هو لقاء حاسم على صعيد توجيه الدفة الحكومية، إن في اتجاه التأليف او في اتجاه العودة إلى مربع الفشل واستمرار الوضع الشاذ في ظلّ حكومة تصريف اعمال، إلى ما بعد انتهاء ولاية عون، مع ما قد يستتبع ذلك من التباسات، وإرباك في ادارة دولة بلا رئيس جمهورية ولا حكومة بصلاحيات كاملة. في الوقت الذي يبدو البلد بشكل عام مهدّداً بانفجار القنبلة الاجتماعية، جراء الفلتان الجديد لسعر الدولار والقفزات اليومية التي بدأ يسجّلها، ومعه فلتان اسعار كل أساسيات حياة اللبنانيين.

محاولة ملء الفراغ على أنّ هذه الإيجابية، حتى ولو كانت شكلية، فإنّها لا تبدو من النوع القابل لأن يتطور إلى ايجابية فعلية، مع الصراع السياسي المحتدم بين رئيس الحكومة و»التيار الوطني الحر»، وهو الامر الذي يثير اكثر من علامة استفهام عن سرّ هذا التصعيد المتبادل في هذه المرحلة، وخصوصاً عشية اي حراك او لقاء بين عون وميقاتي أو محاولة لتأليف الحكومة؟ ومن هو المستفيد من هذا التصعيد؟ وما هو الهدف الكامن خلف هذا التصعيد؟ واللافت للإنتباه في هذا السياق، انّه في مقابل الحراك الأخير الذي أنعش اللقاءات بين عون وميقاتي، وأشاع على الخط الحكومي حديثاً متجدداً عن طروحات جديدة لاستيلاد الحكومة، فإنّ سائر المكونات السياسية تتجنّب الجزم بوجود جدّية يُبنى عليها لبعث الدخان الأبيض من المدخنة الحكومية، إيذاناً بولادة وشيكة للحكومة، بل انّها متموضعة جميعها في موقع الترقّب لما سيؤول البحث بين عون وميقاتي، ربطاً بالطروحات الجديدة، والتي حُصرت أخيراً في طرح الإبقاء على الحكومة الحالية بشكلها الراهن، مع تعديل ثنائي بتغيير وزيرَي الإقتصاد والمهجرين. والذي أُضيف اليه طرح متجدّد من قِبل رئيس الجمهورية برفع الحكومة من 24 وزيراً إلى 30 وزيراً عبر تطعيمها بستة وزراء دولة سياسيين. ومنطلق تطعيم الحكومة بوزراء سياسيين، كما تقول لـ»الجمهورية» مصادر مؤيّدة لهذا الطرح، هو شدّ عصب الحكومة ومدّ جسمها التكنوقراطي بشيء من القوة السياسية التي تمكّنها من التصدّي لمرحلة ما بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية في حال تعذّر انتخاب خلف له خلال المهلة الدستورية بين ايلول وتشرين الاول. وقالت مصادر موثوقة لـ»الجمهورية»: «انّ الغاية الأساس من تحريك التأليف في هذه المرحلة، وبعد فترة من التراخي والتعطيل المتعمّد والغرق في الشروط والمعايير، هي محاولة ملء مسبق للفراغ الرئاسي قبل حصوله اعتباراً من1تشرين الثاني المقبل، وخصوصاً انّ ثمة قناعة راسخة في أذهان الجميع بأنّ الفراغ الرئاسي واقع لا محالة، حيث انّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية في ظلّ خريطة سياسية ونيابية مبعثرة أمر صعب، إن لم يكن شديد الاستحالة». وأكّدت المصادر، أنّ لقاء عون وميقاتي المنتظر هو لقاء حاسم، حيث لا أحد يملك وقتاً ليضيّعه. وبالتالي أمام عون وميقاتي مهلة أسبوع لا أكثر، إما أن يتفقا على التأليف، فتبصر الحكومة النور قبل نهاية الشهر الجاري، وإما أن يفترقا ويعود كل منهما إلى متراسه. وعشية هذا اللقاء يمكن القول انّ كل الإحتمالات واردة. كما ينبغي لفت الإنتباه إلى انّه ليس في الإمكان الحديث عن ايجابيات، فكل كلام من هذا النوع ليس في مكانه على الاطلاق حتى يثبت العكس، ولاسيما انّ ملف التأليف لا يزال يدور في مدار السلبيات، وعلى نتائج اللقاء الرابع بين عون وميقاتي ستتبدّى حتماً الغلبة اما للسلبيات او للايجابيات. ولكلا الامرين ارتداداته على الواقع الداخلي.

إختزال الخلافات ولفت في هذا السياق موقف حركة «أمل» التي دعت في بيان لمكتبها السياسي «إلى ضرورة اختزال كل الخلافات الضيّقة والحسابات الخاصة وحالة رفع منسوب التوتر عبر البيانات والتسريبات عالية النبرة، في لحظة اقتراب المهلة الدستوريه لانتخاب رئيس للجمهورية، التي تستدعي الانخراط الجدّي في حوار مسؤول يؤمّن تحقيق الاستحقاق الدستوري، وهذا لا يعفي المعنيين من الإقلاع عن لعبة استنزاف الوقت من أجل عدم تشكيل حكومة عتيدة، فالحركة ترى أنّه على الرغم من الوقت الضيّق إلّا أنّه بحال خلصت النياّت يمكن إنجاز هذا الاستحقاق». ووصفت حركة «أمل» المشهد السياسي الداخلي اللبناني بـ»الملتهب اقتصادياً ومالياً وسياسياً»، معتبرة انّ اللبنانيين بحاجة لرسم خارطة إنقاذ للوطن مما يتخبّط به على الصعد كلها، خصوصاً حالة الفلتان المالي والاقتصادي والارتفاع الجنوني غير المسبوق لسعر صرف الدولار الأميركي مع ما يعنيه هذا الارتفاع من تفاقم الأزمة الاقتصادية والضغط الهائل على حياة الناس، مما يستوجب العمل الفوري لكل الوزارات المعنية للجم هذه الظاهرة المتفلتة من عقالها، في ظلّ الصمت المريب والمخيف للحكومة المستقيلة من أدوارها والعاجزة عن ابتداع الحلول ومعالجة الخلل، كذلك أجهزة الدولة الرقابية، ليصل إلى حدّ التواطؤ والتآمر على حياة اللبنانيين جميعهم». وأكّدت من جهة ثانية «انّ لبنان الموحّد في موقفه من موضوع الترسيم، يشكّل حصناً منيعاً يحمي ثروات لبنان ويمنع سرقتها أو التسلل إلى محاولة تمييع أو تطبيع مبطنة بعناوين وتسريبات إسرائيلية معروفة الأهداف والغايات لإثارة البلبلة، والتي لن تؤثر على الموقف اللبناني».

القنبلة الإجتماعية وسط هذه الأجواء، تتصاعد الأعباء على اللبنانيين مع كل بزوغ فجر، فالدولار يواصل جنونه، والمحروقات عادت اسعارها إلى التحليق، وعادت معها طوابير السيارات امام محطات المحروقات في كل المناطق اللبنانية، مع إشاعة اجواء عن رفع الدعم بصورة كاملة عن هذه المواد.. والمواد الغذائية تلحقها مع الضاغط الجديد المتمثل بالدولار الجمركي وسيفه المصلت على رقاب اللبنانيين في ذروة فاقتهم المعيشية. وفي الوقت الذي جُمّد فيه البحث في الموازنة العامة، بعدما اصطدمت بالدولار الجمركي واقتراح رفع سقفه إلى 20 الف ليرة، واحاطته محاولة هروب حكومية ونيابية من تسعيره، او تغطية هذا التسعير على 20 الفاً، برزت دعوة ملحّة وعاجلة من نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي إلى اقرار مشروع «الكابيتال كونترول»، من أجل حماية ما تبقّى من الاحتياطيات بالعملة الأجنبية، وباعتبار هذا الامر من الإجراءات المطلوبة للوصول الى اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي»، معتبراً أنّه «كلما أسرعنا في تطبيق هذا القانون، أسرعنا في رفع القيود والضوابط الاستثنائية، خصوصاً إذا ترافق ذلك مع حزمة الإصلاحات الأخرى التي من شأنها أن تضع لبنان على سكة التعافي».

«الهيئات» وميقاتي وفي هذا السياق، عُقد لقاء وصف بالمهم، بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووفد من الهيئات الاقتصادية. وذكرت مصادر المجتمعين لـ»الجمهورية»، انّ اللقاء كان صريحاً جداً، عُرضت فيه كل التفاصيل المرتبطة بالدولار الجمركي والحاجة إلى رفعه لتتمكن الدولة من الاستمرار، على الاقل لتأمين رواتب الموظفين، ذلك انّ استمرار الوضع على ما هو عليه بدولار على 1500 ليرة سيزيد من الكارثة المالية ويذهب بها إلى اعماق اضافية. وإذ اشارت المصادر إلى انّ الرئيس ميقاتي شدّد على الحاجة إلى رفع الدولار الجمركي بما يمكن الحكومة من تلبية متطلبات البلد، ولكن دون ان يلزم نفسه برقم معين، جاء موقف الهيئات ليؤكّد على حل اعتبرته الأسلم لهذه المرحلة، والاقل عبئاً على المواطن اللبناني، ويقول برفع الدولار الجمركي، ولكن الى نحو نصف النسبة المقترحة للدولار الجمركي، اي 10 آلاف ليرة على الاكثر، وليس 20 الف ليرة، حيث من شأنها ان ترتب آثاراً اجتماعية خطيرة جداً. وقال رئيس الهيئات الوزير السابق محمد شقير بعد اللقاء: «موقفنا من موضوع الدولار الجمركي لم يتغيّر كما كنا أعلنا قبل 8 أشهر، فنحن طالبنا بأن يكون الدولار الجمركي وفق سعر يتراوح ما بين 8000 و10000 ليرة كحدّ أقصى. وكرّرنا موقفنا خلال الاجتماع، وأبدينا ملاحظات بشأن بعض الامور ومنها موضوع السيارات، حيث يجب الأخذ في الاعتبار ضرورة عدم التساوي في سعر الدولار الجمركي بين السيارات كافة». وقال رداً على سؤال انّ «من غير المقبول ان ترمي الحكومة الموضوع على مجلس النواب وأن يرميه المجلس بدوره على الحكومة. إنّها جريمة أن يبقى الدولار الجمركي على سعر 1500 ليرة للدولار الواحد، لاننا نرى انّ كل مؤسسات الدولة معطّلة، ولا يمكن للدولة ان تستمر على هذا السعر، ولا يمكن أيضاً ألّا تستطيع تأمين رواتب موظفي القطاع العام». واعلن انّ ميقاتي أوضح أنّ الموضوع يلزمه اقتراح قانون من مجلس النواب وعلى مجلس النواب أن يتخذ قراراً في شأنه، وهذا ما سيحصل. وأتمنى على النواب الكرام اتخاذ هذا القرار في أسرع وقت ممكن، إذ يجب ألّا ننسى موظفي القطاع العام الذين يعانون الظلم، بل يُفترض تسوية أوضاعهم، ومن الإجرام أن يبقى وضعهم على حاله.

الوضع القضائي وعلى صعيد إضراب القضاة، علمت الجمهورية أن وزير العدل هنري الخوري الذي يتابع ملف الإعتكاف القضائي، قد أجرى اجتماعات عديدة مع القضاة في هذا الخصوص، ودعا رؤساء الهيئات الثلاثة؛ العدلية والإدارية والمالية الى اجتماع يعقد نهار الخميس المقبل في مكتبه في وزارة العدل، وذلك لتدارس آخر المستجدات وانعكاساتها على الساحة القضائية، واتخاذ الخطوات اللازمة لتمكين القضاء من الحصول على حقوقه، وعلى عودة العجلة القضائية الى العمل .

بو صعب وهوكشتاين من جهة ثانية، وفي جديد ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، أصدر المكتب الإعلامي لنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أمس، بياناً كشف فيه أن «اتصالاً مطولاً حصل بعد ظهر أمس بين الوسيط الأميركي المكلف بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل أموس هوكشتاين ونائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بو صعب جرى خلاله استعراض لمسار المفاوضات، حيث أطلع هوكشتان بو صعب على ما توصلت اليه آخر الإتصالات التي أجراها مع المسؤولين الإسرائيليين والتي كان آخرها منذ أيام قليلة، مؤكداً له أنه سيتابع تواصله مع المسؤولين الإسرائيليين خلال الأيام المقبلة، كما أنه سيعاود التواصل معه خلال أسبوع لاستيضاح بعض النقاط تمهيداً لوضع تصوره خطياً لما ناقشه في لبنان خلال زيارته الأخيرة. وقد تطرق الإتصال المطول أيضاً لما يتم تناوله في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية ومن ثم ينقله بعض وسائل الإعلام اللبنانية، ولاسيما أن عدداً من وسائل الإعلام هذه؛ كان قد بث منذ نحو أسبوعين أجواء سلبية في ما يتعلق بتطورات ملف ترسيم الحدود البحرية ثم انتقل خلال اليومين الماضيين الى بث أخبار إيجابية وصلت الى حد تحديد موعد لتوقيع اتفاقية بهذا الشأن. وفي هذا الإطار، جرى التأكيد خلال الإتصال، أن كل هذه الأخبار هي من باب التكهنات وغير مبنية على أي معطيات أو مواقف رسمية. من جهته، جدد أبو صعب التأكيد على موقف لبنان، لافتاً الى عامل الوقت الضاغط، ومشدداً في هذا السياق على ضرورة العمل ضمن المهل المقبولة لما فيه مصلحة التفاوض. وختم بيان بو صعب بأنه « علينا أن لا نبالغ بالإيجابية كما بالسلبية كون اتصالاته لم تنته بعد»، ولاسيما أن لبنان يفاوض من موقع قوة ومحصن بوحدة الموقف الرسمي، ولاسيما أن بوصعب وضع كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وكذلك الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بجو الإتصال المطوّل مع هوكشتاين».

تهديدات إسرائيلية وفي موازاة التخبّط الداخلي بالإرباكات والضغوطات على كل المستويات، لوحظ في الساعات الاخيرة ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية. وجديدها ما اطلقه وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غايتس، الذي حذّر «حزب الله» من أنّ «أي هجوم على حقل الغاز البحري الحدودي كاريش قد يؤدي إلى حرب». وقال إنّ عمليات استخراج الغاز ستبدأ «عندما يكون (الحقل) جاهزاً للإنتاج»، زاعماً أنّ حقل كاريش يقع ضمن المياه الإقليمية لبلاده. وأبلغ إذاعة «103 إف إم» قوله: «إنّ دولة إسرائيل على استعداد لحماية مقدراتها والتوصل إلى اتفاق مع الحكومة اللبنانية بوساطة أميركية في شأن حقل صيدون» وهو حقل غاز آخر يُعرف في لبنان باسم «حقل قانا». وأضاف: «أعتقد أنّه سيكون هناك حقلان للغاز في المستقبل: واحد من جانبنا والآخر من جانبهم.. وآمل ألّا نضطر إلى خوض جولة أخرى من المواجهات قبل ذلك الوقت، لأنّها ستكون مأساة للدولة اللبنانية ومواطنيها «. وعن احتمال نشوب حرب في حال شنّ «حزب الله» هجوماً على حقل غاز كاريش ردّ غانتس: «نعم قد يؤدي ذلك إلى رد فعل». وقال: «إنّ ذلك قد يؤدي إلى «قتال لأيام وإلى حملة عسكرية، نحن أقوياء ومستعدون لهذا السيناريو، لكننا لا نريد ذلك». وأفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أنّ «حزب الله» يشير إلى أنّه قد يخاطر بالحرب مع إسرائيل قبل اختتام المحادثات الحدودية البحرية». وأضافت: «بينما يركّز المجتمع الدولي على المفاوضات مع إيران بشأن اتفاقية نووية جديدة، تتصاعد التوترات على طول الحدود الشمالية لإسرائيل». وفي هذا السياق، أفادت القناة «12» أنّ جيش الاحتلال في حالة استنفار وتأهّب قصوى على الحدود الشمالية، خشية أن يسعى السيد حسن نصر الله لـ «استفزاز إسرائيل» مرة أخرى، بحسب تعبيرها، وتنفيذ ما أسمته «عملًا عدائيًا»، قبيل التوقيع على اتفاق الحدود البحرية بين «إسرائيل» ولبنان. وكشفت «القناة» أنّ «توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل قد يكون الأسبوع المقبل». وذكرت أنّ اتفاق ترسيم الحدود سيتضمن تنازلًا إسرائيليًا عن مقطع داخل البحر، مقابل تنازل لبناني عن منطقة أكثر قربًا من الساحل. وبحسب القناة، فإنّ المعنيين في المؤسسة الأمنية يخشون من حصول أي استفزاز، وهناك جهوزية عالية جدًا في الأراضي المحتلة، وستستمر في الأيام المقبلة وهي في ذروتها. بدوره، حذّر رئيس شعبة الاستخبارات السابق، اللواء احتياط عاموس يادلين، من أنّ «حزب الله» أصبح واثقًا جدًا من استفزازاته». مضيفًا أنّه «يخاطر بالمبالغة وإثارة صراع مع اسرائيل» على غرار الصراع الذي سبق الحرب الأخيرة بين «إسرائيل» و»حزب الله» عام 2006. وأضاف يادلين أنّه يجب على حكومة «إسرائيل» بذل الجهود لتفادي التصعيد، لكن في الوقت نفسه عليها أن تكون مستعدة لحصوله. وبحسب يادلين، فإنّ «الجهود الآن يجب أن تتضمن ليس فقط رسائل سياسية وإجراءات جهوزية، بل أيضًا سلوكًا صحيحًا في المفاوضات على الحدود البحرية وحقول الغاز، وهذا سيثبت أنّ «إسرائيل» لا تخضع لإملاءات الإرهاب، لكن قبل كل شيء يجب الاستعداد لمعركة بحجم كامل».

ردّ لبناني وفي رد على كلام وزير الدفاع الإسرائيلي، قال وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى: «المأساة حلت يوم زرعتم نبتًا غريباً في أرضنا المقدسة ورحتم تستبيحون حقوقنا في برنا وبحرنا وفضائنا. أما اليوم فقد آن لكم أن تعرفوا أننا قوم نقارع المآسي ونغلبها، وأن ما بيننا ليس مسألة منصة مقابل منصة فالحق والباطل لا يوضعان في كف واحدة، وإن أي محاولة منكم للتعرّض بأي شكل من الأشكال لثروتنا ستجر، لا مأساة واحدة بل مآسي وويلات، عليكم وعلى كيانكم المغتصب الخالي من القيم الإنسانية، والذي لا يفهم إلّا لغة واحدة هي لغة المقاومة والقوة.

 

 

********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

ميقاتي يكشف مأزق التأليف: عون يرفض التعديل وصلاحيات الرئيس لحكومتي!

بعبدا تستعجل هوكشتاين ونصر الله مستعد لبحث الاستراتيجية الدفاعية.. ومجلس القضاء يُراجع إضراب القضاة اليوم

تواجه الضغوطات التي اطلقت نهاية الاسبوع الماضي بقوة ضغوطات مضادة من فريق بعبدا، للإبتزاز من جهة، وطلب اثمان مرتفعة مقابل تسهيل صدور مراسيم جديدة لحكومة بإمكانها ان تملأ الفراغ الرئاسي دون اي لغط او نقاش دستوري او غير دستوري، إذ عاد الفريق الرئاسي الى نغمة «الميثاقية والمعايير»، غامزاً من قناة تعذُّر القبول بأن ترث حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، التي هي في مرحلة تصريف الاعمال «صلاحيات الرئيس» على حدّ تعبيره، من زاوية أن الفراغ هو عدّو السلطة..

وفي موقف هو الأول من نوعه، خرج الرئيس المكلف عن صمته، وكشف بعضاً مما دار في اللقاء الاخير في بعبدا مع الرئيس ميشال عون.

وقال: «خلال آخر اجتماعٍ مع رئيس الجمهورية، كان الأخير مرناً ومُنفتحاً على تعديل التشكيلة الحكوميّة التي قدمتها إليه ولم يُمانع تسمية وزيرٍ يمثل عكار».

وأضاف ميقاتي في حديثٍ لقناة «الجديد»: «خلال الاجتماع مع رئيس الجمهورية تمّ طرح الأسماء المَنوي تغييرها وبينهم الوزيران وليد فياض وأمين سلام، وقد وعدَ حينها أنه سيُعطي ردّه بعد 24 ساعة، لكنه سأل: «من سيسمي الوزراء الخاضعين للتعديل؟».

وأضاف الرئيس المُكلّف في حديثه: «تفاجأت في اليوم التالي من الاجتماع مع رئيس الجمهورية بايفاد المدير العام للرئاسة أنطوان شقير حاملاً رسالة مفادها: مش ماشي الحال».

ومع ذلك رأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه على الرغم مما قاله الرئيس ميقاتي لجهة أن الرئيس عون اوفد الدكتور شقير ليؤكد له أنه مش ماشي الحال، فأن خطوط التواصل قائمة ولفتت إلى أن ما جرى من رد ورد مضاد بين الرئيس ميقاتي والنائب باسيل فرمل الأتصالات أمس لكن المساعي بشأن الحكومة ستتواصل.

وأشارت إلى أن الدعوة لانتخاب رئيس الجمهورية تبدأ في أول أيلول لكنها غير ملزمة وفي امكان مجلس النواب الاجتماع قبل شهرين لكن قد لا يوجه رئيس المجلس النيابي الدعوة وهي تصبح إلزامية في الأيام العشرة الأخيرة قبل انتهاء الولاية الدستورية ويصبح المجلس منعقدا حتما من دون الدعوة، وبالتالي لا يزال الوقت متاحا للأخذ والرد في الملف الحكومي وبالتالي فأن الأفق غير مقفل.

اتصال أبو صعب بالوسيط الأميركي

في غمرة هذا الوضع المتثاقل، بادر نائب رئيس مجلس النواب الياس أبو صعب الى اجراء اتصال، وصف «بالمطوّل والمثمر» مع الوسيط الاميركي في موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين الموجود في اليونان في رحلة استجمام..

تطرق البحث حسب ابو صعب، الى ان الوقت بات ضاغطاً، ولا بد من التحرك «ضمن المهل المقبولة لما فيه مصلحة التفاوض».

وحسب أبو صعب: «علينا ان لا نبالغ بالإيجابية كما بالسلبية كون اتصالاته لم تنتهِ بعد… وهو أطلع الرؤساء الثلاثة على حصيلة ما جرى بينه وبين الوسيط الأميركي».

وفهم أن هوكشتاين اكد لأبو صعب ان الاخبار التي تحدثت عن ايجابيات هي من «باب التكهنات وغير مبنية على أية معطيات او مواقف رسمية».

بالتوازي، نقلت امس، وكالة أنباء «الأناضول» عن مصدرٍ سياسي لبناني رفيع المستوى قوله، إنّ «بيروت لم تتبلغ أي موقفٍ بشأن اتفاق مُرتقب لترسيم الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي».

بالمقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حكومة العدو الإسرائيلي «أرسلت تحذيراً للبنان ولحزب الله، لكن جرى التشديد على أنها لا تريد تصعيداً. لكنها رأت أن إسرائيل وحزب الله غير معنيين بمواجهة عسكرية، كلٌّ لأسبابه الداخلية. في النهاية، إسرائيل يمكنها تأجيل موعد استخراج الغاز الطبيعي من حقل كاريش البحري لعدة أشهر، حتى بعد انتخابات الكنيست والدفع نحو خفض التوتر».

ونقلت وسائل الإعلام نفسها عن مصادر أوروبية «أن الولايات المتحدة تريد أن تتوصل إسرائيل ولبنان إلى اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بعد الانتخابات الرئاسية في لبنان». وقالت: ان الوضع في لبنان حساس، لبنان لديه حكومة انتقالية، ومن المفترض إجراء الانتخابات الرئاسية في تشرين الأول، لبنان لا يمكنه تحمّل أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل.

لكن ذلك لم يمنع إعلام العدو من نقل كلام عن مسؤولين أمنيين وعسكريين جاء فيه: أن إسرائيل تأخذ على محمل الجد التهديدات المتكررة من حزب الله، وأن الجيش الإسرائيلي مستعد في الشمال لحماية منشأة غاز كاريش بكل الوسائل، وأيضاً لاحتمال معركة لعدة أيام إذا هاجم حزب الله منشآت غاز إسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط.

وذكرت القناة 12 العبرية أنه «خشية قيام حزب الله بتنفيذ هجوم قبل توقيع اتفاق حول الحدود البحرية مع لبنان، فإنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تُبقي حالة التأهب مستمرة.

وفي هذا السياق التهديدي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس امس: أعتقد أنه في المستقبل ستكون هناك منصة من طرفنا ومنصة في الطرف اللبناني.

 


وتابع: آمل ألا نضطر إلى الدخول في حرب مع لبنان لأن ذلك سيشكل مأساة للدولة اللبنانية ومواطنيها.

وفي هذا الإطار، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان من انجازات حرب تموز ان تكون المقاومة قوة في موضوع ترسيم الحدود البحرية.

معلناً استعداده لمناقشة اي استراتيجية دفاعية، كاشفاً عن انتظار ما سيستجد على صعيد ترسيم الحدود البحرية، ورفض الردّ على التهديدات الاسرائيلية، وقرارنا واضح ليبنى الشيء على مقتضاه.

الدولار الجمركي تقاذف الكرة

مالياً، وفي غمرة ذهاب مصرف لبنان الى رفع الدعم نهائياً عن المحروقات عبر معادلة 55٪ دولار على سعر «صيرفة» و45٪ توفره الشركات المستوردة من السوق السوداء، على السعر المعمول به، بقي موضوع الدولار الجمركي في الواجهة، بين داعٍ لاعتماده لتوفير الاموال اللازمة لتغطية الرواتب للموظفين والمتقاعدين في القطاع العام أولاً، ثم تحسينها لاحقاً، وداع للتريُث، مع عدم الاتفاق على آلية التشريع على هذا الصعيد..

وكشفت التداولات التي جرت بين الرئيس ميقاتي، في السراي الحكومي، والهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير عن تخبط وتقاذف كرة بين المعنيين على مستويين:

الاول: سعر الدولار الجمركي في حد أدنى او اقصى، ومرحلة هذا التسعير، اذ لا يجوز ان يبقى الدولار على 1500 ليرة لبنانية ولا ان يرتفع الى 20٫000 ليرة دفعة واحدة.

والثاني: التشريع لمن، للحكومة مجتمعاً ام لمجلس النواب، عبر إقتراح قانون من عشرة نواب، بناءً على نصيحة مجلس شورى الدولة.

وكشف شقير أن الوفد فهم من الرئيس ميقاتي: «ان هذا الموضوع يتطلب اقراره في المجلس النيابي لاستصدار قانون، ولكن نتمنى ان يبدأ الدولار الجمركي بمبلغ ما بين 8 الى 10 الاف كحد أقصى».

سئل: لجنة المال التي تتابع الموضوع تعتبر أن الملف هو من صلاحية الحكومة؟

أجاب: «من غير المقبول ان ترمي الحكومة الموضوع على مجلس النواب وأن يرميه المجلس بدوره على الحكومة. إنها جريمة أن يبقى الدولار الجمركي على سعر 1500 ليرة للدولار الواحد، لاننا نرى ان كل مؤسسات الدولة معطلة ولا يمكن للدولة ان تستمر على هذا السعر ولا يمكن أيضا ان لا تستطيع تأمين رواتب موظفي القطاع العام».

الشامي: اين الكابيتال كونترول؟

من جهة اخرى، اصدر نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور سعادة الشامي بيانا مطولاً امس، شرح فيه اهمية وتفاصيل بعض مواد مشروع قانون الكابيتال كونترول وقال فيه: هناك حاجة إلى قانون الكابيتال كونترول من أجل حماية ما تبقى من الاحتياطيات بالعملة الأجنبية ولتحسين وضع ميزان المدفوعات الذي عانى وما يزال يعاني، ولو بوتيرة أخف، من عجوزات كبيرة. إن وجود قيود على التحاويل سيخفض الاستيراد وبالتالي سيقلّ الضغط على سعر الصرف وخاصة إذا ترافق ذلك مع سياسات مُكملة ومن ضمنها سياسات مالية ونقدية مناسبة وسعر صرف موحد ومتحرك يعكس حالة السوق. يجب علينا أن ندرك أن البلد لم يعد بإمكانه أن يتحمل نفقات الاستيراد الكبيرة التي تميز بها لبنان على مدى العقود المنصرمة. نعم نحن في عصر مختلف ويجب الاعتراف بذلك.

اضاف: وفي هذا الإطار هناك دور محوري لهذه القيود في ظل الأزمة الراهنة، إذ إن تقييد عمليات الاستيراد، إلا ضمن استثناءات ضيقة نسبياً، ستكبح الطلب على الاستيراد. تشمل هذه الاستثناءات، على سبيل المثال لا الحصر، استيراد المواد الغذائية والأدوية والنفط والمواد الضرورية لعمليات التصدير. وكذلك هناك بعض الاستثناءات على عمليات القطع الأجنبي كمصاريف الاستشفاء والدراسة في الخارج.

اضاف: إن مشروع القانون المقدم من الحكومة يتماشى مع المعايير الدولية ويشمل الأسس التي اعتمدت في الكثير من البلدان التي فرضت قيوداً على التحاويل المصرفية. والنقاش الدائر حول هذا المشروع هو نقاش مفيد وذلك للأخذ بعين الاعتبار ملاحظات مختلف القطاعات والنقابات والاختصاصيين في هذا المجال. بالطبع يجب على مشروع القانون هذا أن ينسجم مع القوانين الأخرى المرعية الإجراء وأن يراعي خصوصيات البلد ولكن دون التعرض للأهداف الأساسية التي من أجلها اقترح هذا القانون. إن إقرار هذا القانون يحصن ويكمل السياسات المالية والنقدية التي يجب اعتمادها للخروج من الأزمة الحالية.

وختم قائلاً: نتمنى أن يقر القانون في أقرب وقت ممكن وخاصة انه من الإجراءات المطلوبة للوصول الى اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي. وكلما أسرعنا في تطبيق هذا القانون، كلما أسرعنا في رفع القيود والضوابط الاستثنائية وخاصة إذا ترافق ذلك مع حزمة الإصلاحات الأخرى التي من شأنها أن تضع لبنان على سكة التعافي.

المعارضة: تواصل بلا جدوى لتاريخه

سياسياً، تُجري القوى السياسية التي تصنف نفسها في معارضة للنهج القائم لدى السلطة، اتصالات ولقاءات بهدف توحيد الموقف حول الاستحقاقات المقبلة لا سيما الرئاسي منها، وتمثل القوات اللبنانية عصب ومحور هذه الحركة.

واوضحت مصادر مسؤولة في حزب القوات اللبنانية لـ«اللواء» ان التواصل قائم ومستمر مع كل مكونات المعارضة وبطرق مختلفة، سواء داخل البرلمان أو خارجه او في لقاءات مباشرة لبعض الشخصيات مع الدكتور سمير جعجع. وقالت: لكن حتى اللحظة لم تثمر هذه الاتصالات واللقاءات عن نتيجة نهائية، إلّا ان الاساس والاهم ان التواصل انطلق والدينامية انطلقت.

واضافت: ان التواصل يشمل حزب الكتائب والنواب اشرف ريفي ونعمت فرام وميشال معوض وشخصيات مستقلة اخرى والنواب الجدد بشكل منفرد.

ورأت المصادر: «صحيح انه لا نتيجة حتى الان، لكن فريق 8 آذار ايضاً لا شيء عنده». وقالت: اهمية ما يحصل من جهتنا ان المشاورات بدأت ولا بد من ان تصل الى خواتيم محددة.

وختمت: لذلك لا بد من نتظار بلورة نتائج الاتصالات واللقاءات، لكن ما يحصل حتى اليوم هو جيد بنظرنا.

ومن جهة اخرى، ذكرت معلومات من مصادر نواب قوى التغيير وبعض المستقلين وحزبي القوات اللبنانية والكتائب وحلفائهم، ان تطيير نصاب جلسة انتخاب رئيس للجمهورية قد يكون الورقة القوية بيدهم لفرض المرشح الذي يريدون، وانه يتم التداول في اللجوء الى هذه الفكرة في حال لم يتوافق هؤلاء النواب على مرشح من قبلهم للرئاسة، او في حال توافقت القوى الاخرى المناهضة لهم في الاتفاق على مرشح يدور في سياستها.

الغذاء والمحروقات

وعلى الصعيد الغذائي، نفى نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي «كل الأحاديث عن أرباح هائلة يحصل عليها التجار كحجة لرفع الدولار الجمركي، مشيراً الى ان ارتفاع أسعار البضائع الذي يترافق مع ارتفاع سعر الصرف هو حماية للرساميل وليس ربحاً».

واعتبر بحصلي ان «المواطن اللبناني لم يعد يستهلك الكماليات»، ودعا الى «وجوب اعفاء البضائع الأساسية التي تدفع الكثير من الجمارك من الكأس المرة» بحسب وصفه، محذراً من «كارثة في الأسعار في حال ارتفاع الدولار الجمركي ودولار السوق السوداء معاً».

وعن اجتماع الهيئات الاقتصادية، كشف بحصلي انه تناول البحث في رقم الـ 20 ألفاً، لأن الارتفاع كبير جداً، بالإضافة الى لوائح المواد التي ستُعفى.

ورداً على سؤال عن اعتماد التسعير بالدولار، قال: ان جدلاً يدور في هذا الإطار، لا سيما أن قانون حماية المستهلك يفرض الدفع بالليرة.

وبعد اصدار جدول اسعار المحروقات، ارتفع سعر صفيحة البنزين بنوعيه 95 و98 اوكتان 16000 ليرة لبنانية، كذلك ارتفع سعر صفيحة المازوت والغاز 7000 ليرة.

وأصبحت الاسعار في جدول المحروقات على الشكل الآتي:

البنزين 95 أوكتان: 591000 (+16000)

البنزين 98 أوكتان: 604000 (+16000)

المازوت: 697000 (+7000)

الغاز: 335000 (+7000)

وفي المقابل، ابلغت الشركات المستوردة للنفط ان «مادة البنزين سلمت الى المحطات بعد صدور التسعيرة الجديدة المرتفعة».

جمعية عمومية للقضاة

وعلى صعيد التحركات والاحتجاجات، يمضي عمال ومستخدمو مياه بيروت وجبل لبنان في التحرك من اجل رفع رواتبهم وتأمين الخدمات الصحية والاجتماعية لهم ولعائلاتهم.

والملف المعيشي، يحضر في اجتماع مجلس القضاء الاعلى في جمعية عمومية تنعقد الساعة 11 قبل ظهر اليوم في قصر العدل، لمناقشة ما آل اليه الاضراب شبه الكامل عن العمل، بعد إعلان 360 قاضياً من اصل 550 الاعتكاف وعدم البت بالدعاوى، وهم من مختلف الرتب والدرجات..

980 اصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة 980 اصابة بفايروس كورونا و4 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي الى 1204727 اصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 202.

 

 

********************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

٣ أشهر حُبلى بالتوترات والمواقف الناريّة الرئاسيّة… فهل تصل الى العصيان المدني؟

ميقاتي: لا أحد يُساعدني ماذا أفعل؟ مُعارضوه يردّون: هل الإصلاح بإقصاء وزيرين؟

مافيات الأدوية المزمنة تتحكّم بالتوزيعات وبيعه مّقابل أموال خياليّة

 

لبنان لم يعد دولة، بعد ان اصبح محكوما من عصابة لا تعرف الا الحرام، وممارسة الموبقات، واذلال الناس وتهجيرهم الى بلاد الله الواسعة. فلم يَراللبنانيون يوما أبيض مع هذه الطغمة المتحكمة بلعبة الدولار وادارة مافيات القمح والدواء، وامتلاك شركات التلزيم الكبرى والوكالات الحصرية، والسيطرة على قطاع النفط وسط أكبر عملية نهب منظمة للمحروقات، وتحديدا المازوت والفيول الذي يباع قسم منه عبر سحبه في انابيب موجودة داخل معامل دير عمار والذوق والزهرانى الى صهاريج التجار المركونة في باحات المعامل الخارجية، وبيعه باسعار خيالية في الاسواق السوداء، بالاضافة الى عدم افراغ السفن كامل حمولتها، وعلى «عينك يا تاجر»، وهذا ما يردده الموظفون، ويعرفه كبار القوم الذين يتقاسمون الارباح بالتساوي، وتنفجر الخلافات بينهم عندما يقع الخلل في توزيع الارباح وعدم تنظيم السرقات.

 

هذه الازمة «الكارثية» مستمرة، والاشهر القادمة حبلى بالانهيارات والتوترات والمفاجآت، ومحورها «كرسي بعبدا» ومَن يحظى بلقب «الفخامة»، بعد ان بات هذا الموقع حلم كل القيادات والفاعليات المارونية، لكنه لن يرى النور الا بتسوية خارجية كبرى رافقت وصول كل الرؤساء منذ الاستقلال، ومستبعدة حاليا.

 

وفي المعلومات، ان البلاد دخلت مرحلة المراوحة «لامعلّق ولامطلق»، والرئيس المكلف نجيب ميقاتي تحدث امام المكتب السياسي ل «تيار العزم» عن خطورة الاوضاع والخلافات و»المصايب» في كل ادارات الدولة، كاشفا «انه لا يلقى المساعدة من أحد، والحكومة متروكة»، سائلا «ماذا استطيع ان افعل في مثل هذه الاوضاع الداخلية والحصار الخارجي وقانون قيصر، فلم اوفر جهدا من اجل بقاء عجلة الدولة ومؤسساتها، اعمل بكل طاقاتي واتعرض لحملات ظالمة»، مكررا القول «ماذا أستطيع ان افعل في ظل حكومة تصريف الاعمال واوضاع المؤسسات»، مشيرا الى ان «العلاقة مع حزب الله جيدة، ولم تكن يوماً في هذا المستوى كما هي الآن، لكن لا أحد يساعدني، والجميع يحمّل الحكومة الازمات ويرمي الملفات في وجهها»، جازما بأنه «ليس امامنا الا صندوق النقد الدولي، ورغم كل الظروف والحملات لن اتراجع من اجل خدمة الشعب اللبناني».

تشكيل الحكومة

 

ووصف مقربون من ميقاتي أجواء اللقاء الاخير في بعبدا بانه كان وديا، سادته المجاملات وابدى الرئيس عون المرونة في درس التعديل الحكومي، لكن دخول الوزير جبران باسيل على الخط اطاح بكل الايجابيات، وجعل التعديل الحكومي يعود الى نقطة الصفر، فيما ينفي مقربون من بعبدا هذه التسريبات، ويوافقون ميقاتي على ودية اللقاء، لكن الرئيس عون لم يبد اية اشارات بشأن التعديلات المقترحة من ميقاتي قبل درسها. وتسأل مصادر معارضة لنهج ميقاتي «هل مشكلة البلد باتت محصورة باقصاء الوزيرين عصام شرف الدين وامين سلام؟ ولماذا تراجع ميقاتي عن أبعاد وزير الطاقة وليد فياض رغم انها «مشكلة المشاكل»؟ وهل الهدف ارضاء الرئيس عون ومغازلة باسيل؟ مع التمسك بابعاد «الحلقة الاضعف» وزير المهجرين الارسلاني واستبداله بوليد عساف الجنبلاطي لخلق اشكال بين التيار وطلال ارسلان، بينما مشكلة امين سلام انه تجرأ على اعلان ترشحه لرئاسة الحكومة.

 

وتسأل المصادر ميقاتي «هل مطلبك خال من الكيدية»؟ هل الاصلاح والانقاذ يتمان في هذه الطريقة من تعطيل البلد؟ مع التأكيد ان التعديل المقترح لن يمر في بعبدا ولا عند جبران باسيل وغيره من القوى المحسوبة على ٨ اذار، وتؤكد المصادر ان فشل ميقاتي في ادارة الفراغ سيقطع عليه الطريق لتولي رئاسة الحكومة الاولى في العهد الجديد.

رئاسة الجمهورية

 

«لا صوت يعلو فوق صوت الاستحقاق الرئاسي» التي بات محور كل اللقاءات، في ظل تباينات شاسعة بين القوى السياسية وخلافات «كسر عظم» قد تنعكس على الارض في تشرين، مترافقة مع معلومات عن تحضيرات من «القوات» و»الكتائب» و١٤ آذار و»التغيريين» لتنفيذ سلسلة من الخطوات الرافضة لوصول رئيس غير «سيادي» او من رائحة ٨ آذار وحزب الله او «كيفما كان»، وسينفذون سلسلة اجراءات على الارض لتعطيل هذا المسار عبر الاضرابات والتظاهرات وقطع الطرقات، وصولا الى العصيان المدني مصحوبا بحملات أعلامية محلية وخارجية وتحريك المغتربات، وهذا ما سيؤدي الى توترات داخلية ستكون على درجة من السخونة في الساحة المسيحية، والاجهزة الامنية على بيّنة من هذه الاجواء، وتملك المعلومات الكافية عن التحضيرات، وهذا ما سيفتح البلاد على مرحلة من الفراغ الطويل قد يمتد لسنوات في ظل الانشغالات الدولية والعربية عن لبنان.

 

هذا السيناريو قد يرفع أسهم العماد جوزيف عون حرصا على السلم الاهلي، لكنه سيصطدم حتما بمعارضي وصول قائد الجيش الى بعبدا ولديهم القدرة على التعطيل، وبالتالي فتح ابواب الانتظار حتى انضاج طبخة تفتح طريق بعبدا امام رئيس مقبول من الجميع، وهذا هو الشغل الشاغل لرئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط حاليا، لكن الخشية عند العديد من القيادات، ان لا يمر الاستحقاق الا بتسوية تفرض فرضا كما حصل بعد الطائف والدوحة، وحتى العام ١٩٧٦ والمجيء بالياس سركيس آخر. فمن هنا، فأن المراوحة هي سمة المرحلة القادمة مع تجميد كل الملفات، وعدم اعطاء عهد الرئيس عون أي انجاز داخلي وخارجي، وهذا ينطبق على حكومة تصريف الاعمال ومعالجة الملفات على « القطعة» والانتظار.

الادوية المدعومة

 

والسؤال الى وزير الصحة والمعنيين عن وعودهم بمعالجة ملف الادوية المزمنة كالسرطان والقلب والضغط وغسل الكلى وغيرها. فمن يتصدى لعذابات الناس ودموعهم امام الكرنتينا والمراكز المعتمدة لتوزيع هذه الادوية من قبل الدولة، مع أمتداد الطوابير الى مئات الامتار، والانتظار لساعات وايام تحت أشعة الشمس الحارقة، ليواجهون بعدها بعبارة «خلص الدواء وعليك الانتظار حتى يفتح مصرف لبنان الاعتمادات الجديدة».

 

والانكى انه يتم ارشاد المرضى الى صيدليات معينة ومستوصفات حكومية ومستشفيات تملك هذه الادوية وتباع للمرضى بأسعار خيالية، ويكتشفون انها ادوية مدعومة جاءت الى حساب الدولة، كما ان العديد من المغتربين كشفوا عن ادوية مدعومة مصدرها لبنان تباع في صيدليات الدول المقيمين فيها، واللافت في الكرنتينا والمراكز المعتمدة ان الادوية محصورة بلوائح يقدمها مندوبون عن الاحزاب الفاعلة ويتولون توزيعها على المحسوبين والانصار، دون أي تحرك من الاجهزة المعنية، لان الارباح تصل شهريا بانتظام الى الجميع في بلد مباح للمافيات السياسة على اختلاف انواعها.

 

كما ان السياسات الحكومية غير المدروسة، حسب خبراء الاقتصاد، عن رفع الدولار الجمركي جعلت التجار الصغار والمواطنين يزحفون الى التعاونيات ومستودعات التخزين لشراء حاجياتهم مما ضاعف الاسعار، مقابل احتكارات من النافذين ادت الى غلاء جنوني وارتفاع الدولار «اللي ضرب ضرب من الكبار»، وسادت حالة من الفوضى، بينما كان المطلوب من الحكومة، حسب الخبراء، دراسة الخطوة واعتماد سلم متحرك، وهذا يتطلب ادارة جيدة غير موجودة، مما سيؤدي الى فوضى عارمة في التطبيق ستطال كل اللبنانيين ومعيشتهم، علما ان بعض الخبراء الاقتصاديين يجزمون ان رفع الدولار الجمركي هو احد شروط صندوق النقد الدولي، ويؤكدون استحالة تنفيذ الوعود الحكومية والحوافز الاجتماعية للموظفين دون تطبيق رفع الدولار الجمركي المحق، ويقترح بعض الخبراء رفعه بشكل تدريجي من ٨ آلاف الى ٢٠ الفا في مدة سنتين، علما ان الثنائي الشيعي طلب من وزير المالية عدم السير بالاقتراح كي لا تنفجر الازمة في وجهه، وبالتالي ستبقى الامور معلقة كسائر الملفات حتى العهد الجديد.

 

*******************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

عون رفض تشكيلة ميقاتي والتأليف في مهب الريح

 

بلبلة ما بعدها بلبلة تطبع ملفات وازمات واستحقاقات لبنان. بلبلة في الاستحقاق الرئاسي في غياب التوافق داخل البيت الواحد المعارض والموالي على هوية رئيس. بلبلة في تشكيل الحكومة بين من يدفع بقوة لتشكيلها تجنبا لإشكالية دستورية ومن يفرض شروطه لتشكيلها “ومن بعدي الطوفان”. بلبلة في تسعير دولار جمركي يبشر اللبنانيين بكوارث تضاف الى الكارثة العظمى التي يقبعون في ظلها. بلبلة في قطاع المحروقات لم يحدّها تجاوز سعر صفيحة البنزين قيمة الحدّ الادنى للأجور، وارتفاعها خلال اقل من عامين من 25 الف ليرة الى ما يفوق الـ600 الف، اذ يحضر ويختفي في المحطات تبعا لارتفاع سعر الدولار المحلق واسعار النفط عالميا وقيمة الدعم من مصرف لبنان.

 

باختصار، انها جمهورية مجنونة، لم يعد فيها من يسير على هدي الدولة وقوانينها وانظمتها وكل يغني على ليلاه. ففيما الجهد يتواصل والاتصالات على قدم وساق من اجل تشكيل حكومة تقطع طريق اشكال دستوري في الافق في ما لو لم يتم الاتفاق على انتخاب رئيس للبلاد، تتجدد موجة السجالات بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والتيار الوطني الحر مبشرة بتأزم اضافي وبانعدام سبل التوافق على التأليف.

 

ميقاتي يكشف

 

فعلى وقع السجال بين السراي وميرنا الشالوحي الذي أعاد خفض أسهم تشكيل الحكومة، أعلن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي امس، أنَّ “عدو السلطة هو الفراغ”.

وأضاف في حديثٍ تلفزيوني, أنَّ “رئيس الجمهورية ولدى “لقاء الشوق “ الأخير كان مرنًا ومنفتحًا على تعديل التشكيلة ولم يمانع في تسمية وزير يمثل عكار”.

وتابع “خلال الاجتماع مع رئيس الجمهورية تم طرح الاسماء المنوي تغييرها وبينهم الوزيران وليد فياض وأمين سلام ووعد في حينه بأنه سيعطي رده بعد 24 ساعة لكنه سأل “من سيسمي الوزراء الخاضعين للتعديل؟”.

 

وأشار ميقاتي إلى أنه، “تفاجأت في اليوم التالي من الاجتماع مع رئيس الجمهورية بايفاد المدير العام للرئاسة أنطوان شقير حاملاً رسالة مفادها “مش ماشي الحال”.

 

لقاء الهيئات

 

استقبل ميقاتي امس وفداً من الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير الذي صرّح بعد اللقاء: موقفنا من موضوع الدولار الجمركي لم يتغيّر كما كنا أعلنا قبل  ثمانية أشهر، فنحن طالبنا بأن يكون الدولار الجمركي وفق  سعر يتراوح ما بين 8000 و10000 ليرة كحدّ أقصى.

 

مأساة للبنان

 

ترسيميا، كرر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امس تحذيراته وتهديداته باستهداف منصات الغاز الاسرائيلية ، وجاء الرد من وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الذي حذر “حزب الله” من أن “أي هجوم على حقل الغاز البحري الحدودي كاريش قد يؤدي إلى حرب”. وقال إن عمليات استخراج الغاز ستبدأ “عندما يكون (الحقل) جاهزا للإنتاج”، زاعما أن حقل كاريش يقع ضمن المياه الإقليمية لبلاده.

وأضاف: “أعتقد أنه سيكون هناك حقلان للغاز في المستقبل: واحد من جانبنا والآخر من جانبهم”.

وأمل “ألا نضطر إلى خوض جولة أخرى من المواجهات قبل ذلك الوقت”.

وعن احتمال نشوب حرب في حال شن “حزب الله” هجوما على حقل غاز كاريش رد غانتس: “نعم قد يؤدي ذلك إلى رد فعل”.

وأكد أن ذلك قد يؤدي إلى “قتال لأيام وإلى حملة عسكرية، نحن أقوياء ومستعدون لهذا السيناريو، لكننا لا نريد ذلك”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram