افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاثنين 1 آب 2022

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاثنين 1 آب 2022

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

المقاومة تستقبل هوكشتاين بفيديو مسجّل عن منظار التصويب الصاروخيّ نحو منصات وسفن كاريش نصرالله: هناك فرصة تاريخيّة لإنقاذ البلد والناس وتحتاج مخاطرة محسوبة فتحمّلنا المسؤوليّة

‭}‬ لسنا طرفاً في التفاوض ولم نكلّف أحداً ‭}‬

على ضوء النتائج سنحدّد كيف نتصرّف ‭}‬لا نريد شكر أحد

 

 
  يدخل لبنان شهر آب الذي يشكل المهلة الفاصلة عن مطلع شهر أيلول، موعد بدء ضخ الغاز المفترض من حقول بحر عكا من كيان الاحتلال، وهو موعد نهاية مهلة المقاومة المتاحة للتوصل إلى حل تفاوضيّ، قبل أن تصرف فائض قوتها لمنع أية محاولة لاستخراج الغاز من منصات حقول بحر عكا. ومع أول آب تحرّك المساران، التفاوضي والميداني، على المسار التفاوضيّ، وصل الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين أمس إلى بيروت وسيلتقي اليوم برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حاملاً معه الأجوبة التي تبلغها من حكومة كيان الاحتلال على العرض اللبناني الذي تبلغه هوكشتاين في زيارته الأخيرة بعد تهديدات المقاومة باستهداف المنصات الإسرائيلية في ساحل فلسطين المحتلة ما لم يحصل لبنان على حقوقه بالترسيم والاستخراج، وفقاً لمعادلة، اذا لم يحصل لبنان على النفط والغاز من البحر المتوسط فإن أحداً لن يحصل على النفط والغاز من المتوسط. وحفلت وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية بتحليلات ومقالات وتسريبات تركزت كلها على الحديث عن "مقترحات جديدة وجدية"، تزوّد بها الوسيط الأميركي من قيادة الكيان، بينما تحدّث بعضها عن مضمون المقترحات، مشيراً الى صيغ استثمار مشترك يرفضها لبنان ويعتبرها نوعاً من أنواع التطبيع، ويشير بعضها الآخر الى مقايضة بين حقل قانا واقتطاع أجزاء من البلوك 8 والبلوك 10 من الحقول اللبنانية، بينما أشارت مصادر الرؤساء الثلاثة الى استحالة قبول أي تنازل عن الحد الأدنى الذي تضمنه العرض اللبنانيّ الذي تبلغه هوكشتاين، وقالت مصادر متابعة للملف إن إمكانية تحقيق إجماع حول أي بديل آخر مستحيلة، حتى لو أراد البعض مسايرة الوسيط الأميركيّ بالاستعداد لمناقشة بدائل.
على المسار الميدانيّ، نشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية فيديو مسجّل لصور منصات وسفن استخراج وإنتاج وتخزين وضخ النفط والغاز من بحر عكا، تقول مصادر عسكرية إنه منقول عن شاشة منصّة مخصّصة لإطلاق صواريخ أرض بحر، ومن منظار التصويب، الذي يظهر إحداثيّة كل من الأهداف البحرية الثلاثة التي تمّ تصويرها، وتضيف المصادر أن الكاميرات المستخدمة في التصوير هي كاميرات حراريّة قامت بالتصوير من البر عن مسافة 90 كلم، والرسالة واضحة مع قدوم هوكشتاين، ومضمونها أن عدم نيل لبنان حقوقه يعني الانتقال من التسديد الى الإطلاق، فالصواريخ تبدو جاهزة للإطلاق.
في سياق جامع للمسارين تحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فأكد بالنسبة للمسار التفاوضي أن المقاومة ليست طرفاً في التفاوض ولم تكلف أحداً بأن يفاوض عنها، وهي لا تريد أن تكون طرفاً، ولن تتدخل في تحديد ما يجب أن تقبله الدولة وما لا يجب أن تقبل به، أما بالنسبة للمسار الميداني فالمقاومة تنتظر ما سينتج عن التفاوض وتقرّر الخطوة اللاحقة، مضيفاً أن المقاومة في تحمل المسؤولية انطلقت من حجم الكارثة المقبلة على لبنان واللبنانيين، والموقع المفترض للغاز والنفط كباب أمل وحيد لمواجهة الكارثة، بينما يمنع من نيل حقوقه، وبعدما ثبت لها أن الطريق الوحيد لحصول لبنان على حقوقه هو أن يعرف الذين يمنعون لبنان من حقوقه أن البديل أشدّ خطراً، وهو المواجهة، والمقاومة تملك القدرة على فعل ذلك، فقرّرت تحمل المسؤولية، وهي تعلم أنها تحمل مخاطرة محسوبة لإنقاذ بلدها وناسها، ولذلك لن تبخل بالتضحيات مهما كانت النتائج والتبعات.
أشار الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله الى أن "قيادة حزب الله تناقشت بعد حضور منصة الاستخراج الى شواطئ فلسطين المحتلة، درسنا الخيارات، ورأينا أن هناك خطراً بالانهيار من دون مساعدات، ولا وجود لأفق حل، ولدينا فرصة استخراج الغاز والنفط، وكنا نستطيع أن لا نخوض هذه المغامرة و"دون وجع رأس"، الا أننا وضعنا أنفسنا إما بحل الأمور بإيجابية لصالح لبنان وإما الذهاب الى حرب، واتخذنا هذا القرار".
ولفت السيد نصرالله الى أن "بعض المواقع تشمت بمناطق سكن بيئتنا بأنها ستضرّر إن حصلت أي حرب، على أساس أن النفط والغاز سيكون لمنطقة دون أخرى، لكن انطلقنا من حرقة قلبنا على الناس، ونعتبر أن كرامتهم وأمنهم من أعظم الأعمال العباديّة لله، وهناك فرصة تاريخيّة لإنقاذ البلد والناس ونقلهم من الذل الى أفق واسع كبير، يحتاج الى مخاطرة محسوبة ولنذهب الى المخاطرة، وحاضرون أن نقدّم أرواحنا من أجل وطننا وشعبنا".
وعن سؤال حزب الله "مَن كلّفك بالدفاع عن لبنان؟" قال السيد نصرالله: "حلّ عني، انا الله مكلفني".
وتابع: "كل نيتنا أن نساعد الناس ونعطي الدولة عنصر قوة بالتفاوض، وغداً الصباح رباح، لكن لسنا جانباً بالتفاوض ولم نكلف أحداً وليست مسؤوليتنا بل مسؤولية الدولة بقيادة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ونحن لن نتدخل على الإطلاق بقرار الدولة، بل نحن عنصر قوة لموقف الدولة، وهناك مَن يقول بأن حزب الله يريد "قطف" الأمور الإيجابية بملف الترسيم، لا نريد استغلال الأمر، بل نريد من الدولة أن تستغلّ خيراتها".
على وقع العملية الاستخبارية والمعلوماتية النوعية التي نفذتها المقاومة في عمق المياه الإقليمية في فلسطين المحتلة، وصل الوسيط الأميركي في عملية ترسيم الحدود البحرية، آموس هوكشتاين، الى بيروت في زيارة رسمية الى لبنان تستمرّ لأيام عدة، يجول خلالها على المسؤولين لا سيما المعنيين بملف ترسيم الحدود في إطار استكمال المفاوضات للتوصل الى اتفاق حول ترسيم الحدود بين لبنان والعدو الإسرائيلي.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية أنه "بعد زيارات قام بها إلى باريس وبروكسل وأثينا لمناقشة أمن الطاقة الأوروبي، سيسافر المنسق الرئاسي الخاص والوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية أموس هوكشتاين إلى بيروت في 31 تموز لمناقشة الحلول المستدامة لأزمة الطاقة في لبنان، بما في ذلك التزام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بتسهيل الأمور، والمفاوضات بين لبنان و"إسرائيل" حول الحدود البحرية". واعتبرت الخارجية الأميركية أن "التوصل إلى حل في المفاوضات بين لبنان و"إسرائيل" أمر ضروري وممكن، ولكن لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المفاوضات والديبلوماسية".
 واستهل هوكشتاين جولته بلقاء وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، الذي لفت الى أن "الوسيط الأميركي يحمل طرحاً جديداً إلى المسؤولين اللبنانيين، وقال لي إنّه إيجابيّ ونفى أية شائعات عن التنقيب المشترك بين لبنان و"إسرائيل"". وأشار فياض، الى أن "هناك شرطين يضعهما البنك الدولي على لبنان، هما زيادة التعرفة وبداية الإجراءات لتعيين الهيئة الناظمة"، مضيفاً: "عرّجنا أنا وهوكشتاين على ملف الفيول الإيراني، وقلت له بصراحة أنا مع أن نأتي بالكهرباء للبنانيين ولا يُمكن أن أرفض أي هبة في هذا الموضوع، إذا ما تبيّن أن الطرح رسميّ وجديّ وبات أمامنا على الورق". وكشف فياض، أن "هوكشتاين قال لي إنه سيفاوض مع البنك الدولي بشأن شروط السير بخطة الكهرباء التي نفّذها لبنان، وأرسلت كتاباً إلى مؤسسة كهرباء لبنان أطلب فيه البدء بزيادة التعرفة". لكن معلومات "البناء" رجحت أن تستخدم الولايات المتحدة الفيتو لتعطيل قبول الدولة للهبة الايرانية تحت حجة الوعود بالاستحصال على استثناءات من قانون قيصر الأميركيّ لتشغيل خط الغاز العربي والفيول من الأردن.
كما انتقل الموفد الأميركي برفقة السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا الى السراي الحكومي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على مأدبة عشاء، بحضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم".
كما التقى الوسيط الأميركي قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، بحضور السفيرة الأميركية السيدة دوروثي شيا، وتناول البحث موضوع ترسيم الحدود البحرية، وفق بيان الجيش.
وأطلع هوكشتاين العماد عون على آخر تطورات الملف. من جهة أخرى، جدد قائد الجيش تأكيده التزام المؤسسة العسكرية بأي قرار تتخذه السلطة السياسية في هذا الشأن، آملًا أن تصل المفاوضات إلى النتائج المرجوة لما في ذلك من مصلحة للبنان.
ويلتقي هوكشتاين اليوم رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، في ظل موقف رسمي ورئاسي موحّد محوره التمسك بحقوق لبنان السيادية والخط 23 والعودة إلى المفاوضات في الناقورة. ووفق معلومات "البناء" فإن هوكشتاين سيسلم الرئيس عون اليوم الرد الاسرائيلي على المقترح اللبناني ويستمع الى رأي الرئاسة بشأن الرد الإسرائيلي والمقترحات الأخرى.
وإذ تكشف مصادر مواكبة لملف الترسيم لـ"البناء" أن الموقف اللبناني سيكون موحداً أمام الوسيط الأميركي، تلفت الى أن خط الـ 29 حق للبنان وحدوده الموثقة بالأدلة والخرائط والمدعمة بالقوانين الدولية لا سيما قانون البحار والاتفاقيات المعمول بها دولياً، لكن الاقتراح الرسمي استقر على الخط 23 مع بعض المساحة الاضافية بين الخطين 23 والـ29 من بينها حقل قانا، لكن العقدة وفق المصادر هي في البلوك 8 حيث يمر خط أنبوب الغاز الاسرائيلي الى أوروبا، ما سيخلق مشكلة في حق المرور من هذا البلوك الذي يتمسّك به لبنان.
وقبيل وصول المبعوث الأميركي الى مطار بيروت، نشر الإعلام الحربي التابع لـ"حزب الله" فيديو يظهر إحداثيات منصات استخراج الغاز الإسرائيلية، وبعث برسالة عنوانها: "في المرمى.. اللعب بالوقت غير مفيد".
ويشير خبراء عسكريون لـ"البناء" الى أن "التزامن بين عمليّة المقاومة وزيارة الوسيط الأميركي يؤكد أن المقاومة لن تسمح للعدو الإسرائيلي ولا للأميركيين بالتسويف والمماطلة بإنجاز ملف الترسيم، وكما قال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله إننا محكومون بالوقت قبل موعد انطلاق عملية استخراج الغاز في حقل كاريش ومحيطه". ويرى الخبراء أن "تمكن المقاومة من تصوير كل هذه الإحداثيات عبر رادار، هو رسالة واضحة لجهوزيّة واستعداد المقاومة لكافة الاحتمالات بما فيها الحرب". ويلفتوا إلى أن "قوة المعلوماتيّة والاستطلاع عبر هذا الفيديو الذي يكشف كل منصات الاستخراج ويضعها تحت مرمى نيران المقاومة، يمنح المفاوض اللبناني موقعاً تفاوضياً أقوى وأوراق قوة لاستخدامها في الضغط على العدو لتحصيل الحقوق اللبنانية أي التفاوض تحت الجهوزيّة".
ويُحذر الخبراء من أن انسداد أفق الحل لأزمة الحدود قبل أيلول، سيدحرج الوضع إلى حرب عسكرية، وبالتالي فإن فرضية الحرب قائمة في أية لحظة، لكن الشركات المتعهدة أعمال الاستخراج تمارس ضغوطاً كبيرة على الحكومة الاسرائيلية لاستئناف المفاوضات مع لبنان والتوصل الى اتفاق لترسيم الحدود، نظراً للكلفة الباهظة التي تتكبّدها الشركات والمقدرة بمئات ملايين الدولارات.
وعلق هوكشتاين على فيديو "حزب الله" معتبراً أنّ "هذا لا يفيد المفاوضات لأنه سيؤدي الى تصلب الموقف الاسرائيلي، خصوصًا أن هناك انتخابات مقبلة".
بدوره، تبرأ وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب من عملية حزب الله، وأكد بو حبيب في حديث تلفزيوني أن "فيديو المسيّرات الذي نشره حزب الله عن إحداثيات منصات استخراج الغاز لا يمثل موقف الدولة اللبنانية". موضحاً أنه لا يوجد مشكلة مع المقاومة إلا أن القرار حول الترسيم هو قرار الحكومة اللبنانية.
وتساءلت مصادر نيابية عبر "البناء" مواقف وزير الخارجية التي تتنصل من عمليات المقاومة التي تشكل الدعم الأساسي للمفاوض اللبناني وللموقف الرسمي اللبناني، كاشفة عن ضغوط أميركية على رئيس الحكومة ووزير الخارجية لإصدار بيان يتبرأ من عملية المقاومة نظراً لعمق ارتباط هؤلاء ومصالحهم مع الخارج الأميركي والأوروبي. متسائلة: ما هي أوراق القوة التي يمتلكها لبنان عندما يعود الى طاولة المفاوضات غير المقاومة وسلاحها وتهديدات السيد نصرالله الأخيرة بمنع العدو من استخراج الغاز في كامل شاطئ فلسطين المحتلة قبل أن ترسّم الحدود ويسمح للبنان باستخراج ثروته؟
وخطفت زيارة المبعوث الأميركي الى لبنان، الاهتمام في كيان الاحتلال الذي يترقب نتائج المفاوضات مع المسؤولين اللبنانيين، ولفتت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار، بحسب ما نقلت إذاعة جيش الاحتلال، إلى أنّ "هناك عناصر في لبنان تحاول عرقلة التوصل لاتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية"، مشيرة إلى أن "هناك مصلحة كبيرة للشعب اللبناني تتمثل في التحول من بلد يسوده الخراب الاقتصادي إلى بلد منتج الغاز".
بدوره، أعلن مسؤول إسرائيلي، وفق ما نقلت عنه وكالة "رويترز"، أنّ هوكشتاين، "سيعرض اقتراحًا إسرائيليًا جديدًا بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان"، مشيرًا إلى أنّ "مقترحنا الجديد يسمح للبنان باستخراج الغاز من المنطقة مع الحفاظ على حقوقنا".
في المقابل شدّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، على أن "إصرار الولايات المتحدة الأميركية ومعها بعض دول الخليج والدول المطبعة والخانعة وبعض اللبنانيين قاصري النظر، على جعلنا نتخلّى عن المقاومة، فضلاً عن تآمرهم بالليل والنهار وبمناسبة وبغير مناسبة على المقاومة وسلاحها، يجعلنا نقتنع ونتأكّد أن المقاومة وسلاحها، هما الخيار الأفضل لنا ولبلدنا ولوطننا ولأمتنا". وأكد صفي الدين أنّ "لا رجعة للوراء، وإذا كان هناك من في لبنان أو من في المنطقة يتخيّل أن شعب وجمهور هذه المقاومة، والإمام السيد موسى الصدر، وسيّد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي، وشيخ شهداء المقاومة الشيخ راغب حرب والحاج عماد وكل هؤلاء الشهداء، يمكن أن يتراجع أو أن يعود إلى عقود غابرة، فهؤلاء مخطئون وواهمون، لأننا عرفنا طريقنا، وسنكمل هذا الطريق إلى آخر الأهداف بإذن الله تعالى بالعقل وبالمنطق وبالحجّة".
على صعيد تأليف الحكومة لم تُسجل أية خطوة جديدة، في ظل مراوحة قاتلة. وتشير مصادر مطلعة على الملف لـ"البناء" غياب إرادة تأليف الحكومة من الطرفين المعنيين أي بعبدا والقصر الحكومي لصالح الاهتمام بالاستحقاق الرئاسي، لكن المصادر أملت أن يتمكن لقاء الرؤساء الثلاثة خلال الاحتفال بعيد الجيش اليوم بكسر الجليد بين الرئيسين عون وميقاتي وتنشيط الاتصالات واللقاءات الحكومية.
على جبهة الاستحقاق الرئاسي تفيد أجواء سياسية عن تحرك مبكر لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باتجاه بعض الأطراف المؤثرة في الملف الرئاسي في محاولة للتوصل الى توافق مبدئي على مواصفات رئيس.
وإذ نفت أوساط الحزب الاشتراكي لـ"البناء" حصول أي لقاء بين جنبلاط وحزب الله، لفتت الى أن أي لقاء سيحصل سيعلن عنه ولا مواعيد لأية لقاءات هذه الفترة، مضيفة أن أي كلام في موضوع الرئاسة غير معنيين به وفي دائرة التحاليل والتأويلات إلا ما يقوله جنبلاط شخصياً. لكن مصادر على صلة بالحزبين شددت لـ"البناء" على أن "العلاقة لم تنقطع بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي وقنوات الاتصال مستمرّة ومفتوحة، لكن من المبكر الحديث عن ملف رئاسة الجمهورية بانتظار الكثير من الأحداث والمعطيات والاستحقاقات في لبنان والمنطقة تفرض نفسها على الملف الرئاسي وتوازن القوى الذي يحكمه".
على صعيد آخر، لا تزال قضية المطران موسى الحاج في الواجهة، واعتبر البطريرك الماروني مار بشارة الراعي أن "ما حصل مع المطران موسى الحاج يشكّل امتحانًا لمدى قدرة المسؤولين على وضع حد للتطاول على الكنيسة المارونية، والبعض يشكو تدخل الدين بالدولة، لكن اليوم الدولة تعتدي على طائفة تأسيسيّة، ونحن نؤكّد أننا أول من يحترم القوانين والقضاء ويدافع عنه، ونطالب المسؤولين عن الحادثة بأن يعيدوا جواز سفر المطران الحاج له وأن يؤمّنّوا له العبور من الناقورة كما الذين سبقوه من مطارنة الى أبرشيته من دون أي توقيف أو تفتيش وأن يسلّموا الأمانات للشخصيات والمؤسسات ونطالب بأن يكفوا عن تسمية المواطنين اللبنانيين الموجودين في الأراضي المحتلة بالعملاء".
وأبدى مصدر نيابيّ استغرابه لشروط الراعي القاسية على الدولة والقضاء التي من الصعب تحقيقها وعلى الدفاع عن العملاء، مشدّداً لـ"البناء" على أن "كل من انخرط في جيش العدو وعمل لمصلحته هو عميل وخائن شاء من شاء وأبى من أبى. هذه ثابتة وطنية". وتوقعت مصادر على صلة بالملف لـ"البناء" "التوصل الى تسوية في قضية المطران الحاج على قاعدة لا يموت الذيب ولا يفنى الغنم، تقضي بأن يتعهد المطران بعدم السفر الى فلسطين المحتلة عبر معبر الناقورة الذي سيتم إقفاله، مقابل وقف ملاحقة المطران واستدعائه الى التحقيق أمام المحقق العسكري، أما الأموال والعتاد والأدوية فلن تعاد اليه في الوقت الحاضر قبل التأكد من مصدرها والمستفيدين منها، إذا كانت أموالاً فعلاً لغايات إنسانية أم تعود لأهالي العملاء الفارين الى "اسرائيل"".
وأشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خلال إحياء ليالي عاشوراء الى أن "عميل عميل، والطائفية مرض خبيث وإسرائيل مصدر تهديد وجودي للبنان، والغطاء الأخضر على طول حدود لبنان مع فلسطين مركز قوة لبنان واللعب فيه ممنوع، والمقاومة درع لبنان وكشف ظهرها خيانة".
وقبيل أيام من الذكرى السنوية الثانية على انفجار مرفأ بيروت، شهد المرفأ انهيارات صغيرة للحجارة في محيط الصومعتين التي سقطت من إهراءات مرفأ بيروت، في وقت سابق.
وقامت طوافات الجيش اللبناني بإطفاء الحريق الذي اندلع في إهراءات مرفأ بيروت، بعد سقوط أجزاء من الجهة الشمالية.
وأشار وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، تعليقًا على سقوط جزء من الإهراءات في مرفأ بيروت إلى أنّ "المشكلة ليست فقط في الجزء الشمالي، بل الواضح أن صومعتين من الجزء الجنوبي انفصلتا عن الإهراءات"، مشيرًا إلى "أننا أوقفنا عددًا من الارصفة لأن الامر كان متوقعًا، من أجل السلامة العامة"، موضحاً أن "محطة الحاويات لن تتأثر وحركة مرفأ بيروت"، مشيرًا إلى أنّه "حين اتخذ قرار هدم الإهراءات لم يكن سياسيًا إنما كان مبنيًا على أمور فنية ومن خبراء"، مؤكدًا "أنني أطمئن أنه لن يكون هناك انفجار".
وفي ملف متصل بقضية المرفأ، وضع النائب العام التمييزي في لبنان، القاضي غسان عويدات، يده على ملفّ الباخرة "لوديسيا" الراسية في مرفأ طرابلس، والمحمّلة بشحنة من القمح الأوكراني، وكلّف شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للجمارك، إجراء التحقيقات الأولية بإشرافه المباشر، والتثبّت مما إذا كانت حمولتها مسروقة، كما تدّعي السلطات الأوكرانية أم لا، لاتخاذ المقتضى القانوني بشأنها.
وكشف القاضي عويدات أنه "أمر بالحجز الاحتياطي على الباخرة وحمولتها إلى حين الانتهاء من التحقيق، وجلاء الملابسات المحيطة بها". وأكد في حديث صحافي أن التحقيق حتى الآن "لم يحدد ما إذا كانت حمولة الباخرة مسروقة أم لا".

********************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

هوكشتين يجمع الرؤساء: العرض الحاسم
التفاؤل الحذر يشمل أميركا وإسرائيل وبعض اللبنانيين
 

 
 
"جدية يجب التوقف عندها". هذا ما لخّصه مسؤول بارز اطلع على جولة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين أمس، والتي اختتمت ليلاً بتلبيته دعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى عشاء حرص الأخير على أن يحضره نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب بصفته ممثلاً للرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بصفته ممثلاً لثنائي أمل وحزب الله. وقد نوقش ملف الترسيم خلال اللقاء، وطلب هوكشتين أن يكون اجتماعه غداً في قصر بعبدا مع الرؤساء الثلاثة معاً. وفي هذا الإطار جاءت دعوة الرئيس ميشال عون الرئيسين نبيه بري وميقاتي، ليلاً، إلى لقاء في قصر بعبدا بعد احتفال عيد الجيش، على أن يعقدوا لقاء تشاورياً قبل وصول الوسيط الذي سيعرض الاقتراح الجديد الذي يحمله من إسرائيل.
وعشية الاجتماع، كانت الأجواء مليئة بالعناصر الجديدة، وأبرزها شريط فيديو وزعه الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية تضمن معلومات وصوراً من كاميرا حرارية متطورة لموقع "كاريش" والسفن العاملة حوله بالإضافة إلى معلومات عن السفن نفسها وعن إحداثيات تموضعها بالقرب من الحقل، مع تمرير صور لجزء من أسلحة صواريخ بر - بحر التي سبق للمقاومة أن كشفت عن حيازتها لها. وقد أثار الشريط حفيظة الجانب الإسرائيلي وأشعر هوكشتين بالقلق، فدعا إلى عدم القيام بخطوات تهدد المفاوضات التي تبقى السبيل الوحيد للوصول إلى اتفاق.
وإلى التسريبات المحدودة عن عرض إسرائيلي يقوم على فكرة التنازل للبنان عن كامل حقل قانا، لكن ضمن إطار اتفاق لا ينعكس سلباً على الحملة الانتخابية لفريق الحكومة الحالية في إسرائيل، فإن الوسيط الأميركي بعث إلى لبنان برسائل عبر دول أوروبية قبل وصوله، داعياً المسؤولين اللبنانيين إلى "التصرف بمسؤولية"، وأنه لن يعود مجدداً إذا لم يكن هناك ما يشير إلى استعداد لبنان لاتفاق قبل أيلول المقبل. فيما سمع الأوروبيون والأميركيون كلاماً أكثر وضوحاً حول جدية المقاومة في خيار الذهاب إلى حرب ما لم يتم تحقيق مطالب لبنان، مع الإشارة إلى أن فرنسا أبلغت حزب الله والتيار الوطني الحر والرؤساء الثلاثة بأن شركة "توتال" ستكون جاهزة لبدء العمل عند توقيع الاتفاق، وأنها تفاهمت على ذلك مع الجانب الأميركي.
وكان هوكشتين زار لدى وصوله إلى بيروت اللواء إبراهيم ثم وزير الطاقة وليد فياض فقائد الجيش العماد جوزيف عون قبل أن يلبي مساء دعوة ميقاتي إلى العشاء في السراي الحكومي.
وفيما كررت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الاقتراح الجديد يشتمل على فكرة "تقاسم الأرباح في الحقول المشتركة بعد الاتفاق على شركة تنقيب واحدة"، كان لافتاً نفي هوكشتين الأمر أمام من زارهم في بيروت، وقال: "أحمل معي مقترحاً مختلفاً عن السابق، وآمل بأن يفتح الباب أمام مفاوضات تقود إلى حل قبل نهاية الصيف". وأضاف: "ليس لدينا، نحن أو الإسرائيليين، أي طرح بالمشاركة في أعمال التنقيب أو الاستخراج أو حتى صندوق استثمار مشترك. المقترحات لا تربط البلدين بأي عمل تقني أو مالي من الاستخراج. وليس هناك أي مقترح من قبلنا أو من قبل إسرائيل بتقاسم أي حقل".
من جهته، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته العاشورائية أمس أنّ "قيادة حزب الله تناقشت بعد حضور منصة الاستخراج إلى شواطئ فلسطين المحتلة، درسنا الخيارات، ووضعنا أنفسنا أمام خيارين: إما بحل الأمور بإيجابية لصالح لبنان وإما الذهاب إلى حرب". وأضاف: "كل نيتنا أن نساعد الناس ونعطي الدولة عنصر قوة بالتفاوض. وغداً الصباح رباح. لكننا لسنا جانباً بالتفاوض ولم نكلف أحداً وليست مسؤوليتنا بل مسؤولية الدولة بقيادة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ولن نتدخل على الإطلاق بقرار الدولة، بل نحن عنصر قوة لموقف الدولة".
وفي إسرائيل، أجّل المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر مناقشة ملف ترسيم الحدود إلى ما بعد انتهاء زيارة الوسيط الأميركي إلى لبنان. لكن الأمر جرى نقاشه على مستوى رفيع، وقالت وسائل إعلام العدو نقلاً عن مسؤولين رسميين إن الأمر طرح "خلال الحديث الذي جرى أمس بين وزير الأمن غانتس مع وزير الخارجية الأميركي بلينكن".
لكن الوفد الإسرائيلي المعني بالملف، عقد اجتماعاً عبر تطبيق "زوم" مع هوكشتين وأسمعه ثلاثة عناوين:
الأول، أن الطلبات اللبنانية غير واقعية وغير قابلة للشروع في مفاوضات من أجل اتفاق، وأن إسرائيل جاهزة للعودة إلى مفاوضات الناقورة.
الثاني، أن لدى إسرائيل اقتراحاً جديداً يسمح للبنان باستخراج الغاز والحصول على حقوقه من دون المس بالحقوق الإسرائيلية، وأن على هوكشتين إبلاغ اللبنانيين بأن العرض هو فرصة كبيرة لنقل لبنان من وضع الدولة المنهارة إلى وضع الدولة القادرة على إنتاج الغاز وتحسين أمورها، ولدى لبنان فرصة إذا قبل بالمقترح وعدم ترك الأمور لحزب الله.
الثالث، نقل رسالة تهديد من مسؤولين في المؤسستين الأمنية والعسكرية في إسرائيل بضرورة أن يبادر المسؤولون في لبنان إلى إقناع حزب الله بكبح جماح نفسه، وأن إسرائيل ستتصرف بطريقة مختلفة في حال حصل خرق جديد، والجيش سيرد على الخرق ولن يكتفي فقط باعتراض الطائرات المسيرة.
وبحسب تقارير إسرائيلية تضمنت آراء لخبراء ومسؤولين سابقين في الجيش والأمن، فإن إسرائيل "معنية بالوصول إلى حل سريع، ولكن في إسرائيل من يشك في أن حزب الله سيسمح للحكومة اللبنانية بالعودة إلى مفاوضات الناقورة". وأشارت التقارير إلى أن في إسرائيل مسؤولين يقولون إن "هناك خطوطاً حمراً مثل عدم السماح بالحديث عن المنطقة خارج منطقة الخلاف. ولكن هناك أموراً صغيرة يمكن لإسرائيل أن تعطيها للبنان، فإسرائيل لديها مصلحة كبيرة جداً في إنهاء الصفقة، وهي تفضل أن ينتج لبنان الغاز بنفسه لأنه حينها سيكون أقل ارتباطاً بإيران من ناحية الغاز أو سوق الطاقة. وفي حال لم ينجز ذلك ربما سنرى انفجاراً إقليمياً متجدداً".
وفي السياق نفسه، أوردت القناة 14 العبرية ليل أمس أن "الوفد الأميركي في بيروت متفائل جداً وقد وصف المقترح الإسرائيلي بالإيجابي". ونقلت عن مصادر في تل أبيب أنه "في حال فشل الأميركيون بالتوصل إلى اتفاق قبل أيلول المقبل، فإن إسرائيل ستلجأ إلى تقييم للوضع الأمني وسيصار إلى رفع مستوى التأهب في المنطقة الشمالية".

*****************************

 

 

افتتاحية صحيفة النهار  

الحسم اليوم: تسوية هوكشتاين أم التهديد بالحرب؟

يمكن اختصار المعطيات البارزة التي واكبت وصول الوسيط الأميركي في مفاوضات #ترسيم الحدود البحرية بين #لبنان وإسرائيل #آموس هوكشتاين الى بيروت امس، بانها تعتبر مقدمات لتطور هو الأبرز منذ اكثر من عشرة أعوام، أي ما بين الوسيطين الأميركي السابق فريدريك هوف والحالي هوكشتاين. ومع ان اركان الحكم كانوا وضعوا في أجواء أولية قبيل عودة هوكشتاين حيال “إيجابيات” في الرد الإسرائيلي الذي سينقله على الطرح اللبناني الذي تبلغه في زياره السابقة، فان الامر اكتسب صدقيته امس بعد ساعات قليلة من شروع الوسيط الأميركي في جولته على عدد من المسؤولين تمهيدا للقاءات التي سيجريها اليوم مع كل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، علما ان هذه اللقاءات ستجرى تباعا في ساعات النهار عقب الاحتفال العسكري الذي سيحضره الرؤساء الثلاثة صباحا لمناسبة عيد الجيش. وإذ سادت انطباعات واسعة من دون تفاصيل كافية بعد، عن “مرونة” في الموقف الإسرائيلي سينقلها هوكشتاين الى الرؤساء، من شأنها ان تحيي الاتجاه الى إعادة استئناف مفاوضات الترسيم في الناقورة، بدا لافتا للغاية ان يستبق “حزب الله” وصول هوكشتاين وهذا التطور، الذي يفترض ان يكون مطلعا عليه بدقائقه، باستعراض القوة والتهديد بقصف منصات استخراج الغاز الإسرائيلية، الامر الذي رسم سؤالا عريضا عما اذا كان التطور الإيجابي الحاصل قد اثار قلق “حزب الله” وفزعه من حصول تسوية لا يريدها، ومن خلفه ايران، الامر الذي دفعه الى استباق الامر بعرض سيناريو حربي من شانه ان يحبط التطور الإيجابي في مهده. وما زاد الشكوك في “فزع” الحزب من احتمال حصول تقدم نحو تسوية للترسيم واستخراج الغاز والنفط، الموقف اللافت مجددا الذي اتخذه وزير الخارجية عبدالله بو حبيب من عرض “حزب الله” لفيديو التهديد بقصف المنصات الإسرائيلية، اذ اعلن انه لا يمثل موقف الدولة اللبنانية في تكرار لموقفه سابقا من ارسال “حزب الله” مسيرات فوق حقل كاريش. وهو الامر الذي يضيء على موقف العهد ورئيس الجمهورية شخصيا، المعني الأول بالتفاوض حول ملف الترسيم، وتاليا هل يشكل موقف وزير الخارجية تكريسا لتمايز بين موقفي الدولة و”حزب الله” سيظهر في الساعات المقبلة؟ وماذا سيكون عليه موقف الحزب اذا ظهرت معالم مرونة في موقف العهد وتاليا الرؤساء مما سيتبلغونه اليوم من الوسيط الأميركي؟ هل يمضي في التصعيد بما يؤشر الى خلفية موقف إيراني متصلب ومتخوف من سحب بساط نفوذ طهران او تخفيفه وتحجيمه من هذا الملف؟ ام يبدل مقاربته إيجابا تحت عنوان ان تهديده بالقوة وفّر للبنان بداية تحصيل حقه في توظيف ثروته المائية في المنطقة الاقتصادية الخالصة ؟

 

في انتظار ما ستحمله الساعات المقبلة من تطورات فاصلة في هذا الملف، واكب وصول هوكشتاين الى بيروت اتيا من أثينا ما نقلته “رويترز” عن مسؤول إسرائيلي من أنّ “المبعوث الأميركي في ملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين سيعرض إقتراحاً إسرائيلياً جديداً بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان”. واوضح المسؤول الإسرائيلي أنّ “مقترحنا الجديد يسمح للبنان باستخراج الغاز من المنطقة مع المحافظة على حقوقنا”.

 

في المقابل، كشف موقع “وللا” العبري أنّ المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين أرسلوا رسائل واضحة إلى لبنان عبر الأميركيين، مفادها أنه “إذا لم يقم حزب الله بوقف خطواته التصعيدية، فإن الجيش الإسرائيلي سيردّ على أي خرقٍ أمني جديد، ولن يكتفي بمجرد اعتراض الطائرات من دون طيار”.

 

واعلن المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مساء امس ان ميقاتي تلقى اتصالا من رئيس الجمهورية دعاه خلاله الى عقد اجتماع ثلاثي يضمهما ورئيس مجلس النواب نبيه بري عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في القصر الجمهوري للبحث في الموقف من ملف ترسيم الحدود البحرية.

 

 

جولة هوكشتاين

وبدأ هوكشتاين ترافقه السفيرة الأميركية دوروثي شيا بعد وصوله الى بيروت لقاءاته مع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم، ثم انتقل الى وزارة الطاقة واجتمع بالوزير وليد فياض قرابة ساعة. وأوضح فياض ان هوكشتاين “يحمل طرحاً جديداً إلى المسؤولين اللبنانيين، وقال لي إنّه إيجابي ونفى أي إشاعات عن التنقيب المشترك بين لبنان وإسرائيل”. ولفت إلى أن هوكشتاين أعلمه بأنّه سيفاوض مع البنك الدولي بشأن شروط السير بخطة الكهرباء التي نفذها لبنان”. وأضاف فياض: “الإدارة الأميركية اشترطت حصول لبنان على تمويل البنك الدولي لإعطائه ضمانات بعدم تعرضه لعقوبات قانون قيصر إذا ما استُجرّ الغاز من مصر”، كاشفاً عن وعد هوكشتاين له بالحصول على الضمانات الأميركية لعدم التعرض لعقوبات قانون قيصر نهاية هذا الصيف”. وأردف: “شرطان يضعهما البنك الدولي على لبنان هما زيادة التعرفة وبداية الإجراءات لتعيين الهيئة الناظمة”. وأشار فياض إلى أنّه تطرّق مع هوكشتاين على ملف الفيول الإيراني، موضحاً أنّه قال له “بصراحة أنا مع أن نأتي بالكهرباء للبنانيين ولا يُمكن أن أرفض أي هبة في هذا الموضوع إذا ما تبيّن أن الطرح رسمي وجدي وبات أمامنا على الورق”. وتابع: “هوكشتاين أجابني أن هذا الأمر يحتاج إلى مجلس وزراء”.

 

وكشفت معلومات ان هوكشتاين قال لفياض إن الفيديو الذي نشره “حزب الله” امس عن المسيّرات لا يُفيد ولا يُساعد في المفاوضات لأنّ هناك انتخابات في إسرائيل وهذا سيجعلها أكثر تشدّداً . وبعد الظهر استقبل قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة هوكشتاين والسفيرة الأميركية، وتناول البحث موضوع ترسيم الحدود البحرية، وأطلع هوكشتاين العماد عون على آخر تطورات الملف. وجدد قائد الجيش “تأكيده التزام المؤسسة العسكرية اي قرار تتخذه السلطة السياسية في هذا الشأن، آملاً أن تصل المفاوضات إلى النتائج المرجوة لما في ذلك من مصلحة للبنان”. ومساء اجتمع الوسيط الأميركي والسفيرة شيا مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في دارته .

 
 

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أنّه “بعد زيارات إلى باريس وبروكسل وأثينا لمناقشة أمن الطاقة الأوروبي، يسافر المنسق الرئاسي الخاص للشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار آموس هوكشتاين إلى بيروت في 31 تموز لمناقشة الحلول المستدامة لأزمة الطاقة في لبنان، بما في ذلك التزام إدارة بايدن بتسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية” . واضافت في بيان إنّ “التوصل إلى حل أمر ضروري وممكن، ولكن لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المفاوضات والديبلوماسية”.

 

 

بوحبيب وفيديو “المقاومة”

في المقابل أشار وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب الى ان ابرز لقاءات الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية أموس هوكشتاين ستكون مع الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، و”هناك موقف واحد للمسؤولين اللبنانيين وهو العودة الى المفاوضات في الناقورة، وعون وبري وميقاتي يتفقون على ذلك”.

 

واكد ان “فيديو المسيرات الذي نشره “حزب الله” عن احداثيات منصات استخراج الغاز، لا يمثل موقف الدولة اللبنانية”، لافتاً الى “أن لا مشكلة مع المقاومة، الا ان القرار حول الترسيم هو قرار الحكومة اللبنانية”.

 
 

وكان الإعلام الحربي في “حزب الله” استبق وصول هوكشتاين صباح امس ببث فيديو تحت عنوان “اللعب بالوقت غير مفيد”، وهو فيديو نشره لأول مرة حول العمليات في حقل كاريش المتنازع عليه مع إسرائيل.

 
 

وأظهر الفيديو رصداً حديثاً للسفن الإسرائيلية في كاريش، وذلك تطبيقاً لحديث السيد حسن نصرلله حول أن “أهداف العدو تحت مراقبة المقاومة في حال قرّر العدو استخراج النفط أو المسّ به في الحقل”. وقال الإعلام الحربي للحزب ” بذلك، تكون قد فجّرت “المقاومة الإسلامية” المزيد من المفاجآت بهدف إرباك العدو الإسرائيلي، قبيل وصول هوكشتاين إلى لبنان، حاملاً معه “مقترحاً إسرائيلياً ملغوماً”، حسبما أُعلن في وقت سابق.

 

وربطت وسائل الإعلام الاسرائيلية بث “حزب الله” فيديو لإحداثيات المنصات الإسرائيلية للتنقيب عن الغاز بموعد وصول الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، معتبرة أنه رسالة تحذير واضحة لإسرائيل.

 

 

الحكومة والاستحقاق

وسط هذه الأجواء ترصد الأوساط السياسية مجريات الحركة الداخلية اليوم في مناسبة اجتماع الرؤساء الثلاثة بعد احتفال الجيش بتخريج دورة ضباط جدد، وما اذا كان الاجتماع سينهي القطيعة القائمة بين رئيسي الجمهورية والحكومة ويعيد البحث في ملف تشكيل الحكومة الجديدة. وفي هذا السياق اعلن امس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي امس انه : “لا يمكن أن نسلّم بإغلاقِ مَلفِّ تشكيلِ حكومةٍ جديدة، كأنَّ الحكومةَ مجرّد تفصيل في بُنيانِ نظامِ الدولةِ اللبنانيّة، مع العلمِ أنَّ اتفاقَ الطائف جعلَ مجلسَ الوزراء، إلى جانب رئاسةِ الجمهوريّةِ، الركيزةَ المحوريّةَ ومركزَ السلطةَ التنفيذيّة. فلا قيمةَ للتكليفِ ما لم يَستَتبِعُه التأليف. ونَستغرِبُ أن يكونَ المعنيّون بتأليفِ الحكومة يُسخِّفون هذا الأمر، خلافًا للدستور واتفاق الطائف”. وأشار الى ان “تشكيل حكومةٍ جديدة، علامة ناطقة لاحترامِ النظامِ الديمقراطيّ والتوقّف عن الانقلابِ المستمِرِّ عليه، وضمان اكتمالِ عقدِ المؤسّساتِ الدستوريّة وسيرِ الحوكمةِ والفصلِ بين السلطات، واستمرارِ الشرعيّةِ من خلال حكومة كاملةِ الصلاحيّات في حال تعثّرَ، لا سمح الله، انتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّة. إنّ وجود حكومة شرعيّة يولي الدولة القدرةَ على مفاوضةِ المجتمعَين العربيِّ والدُوَليّ وعلى اتّخاذِ القراراتِ وتوقيعِ المعاهدات .وما نَخشاه هو أنَّ القوى السياسيّة إذا عجزت اليومَ عن تشكيلِ حكومةٍ، تَعجَز بالتالي غدًا عن انتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجُمهوريّة. ويكون السقوطُ العظيم”.

 

************************************

 افتتاحية صحيفة نداء الوطن

الراعي يطالب بتطبيق الـ1701 في رميش… ويحذّر الدولة من “شرّ كبير”

“حزب الله” يضع هوكشتاين “في المرمى”: فلنذهب إلى المخاطرة!

 

على شاكلة الدولة المتحلّلة و”هياكلها” المتآكلة والمتساقطة مع اتساع رقعة الانهيار تحت أرضية المؤسسات، لم تستطع اهراءات المرفأ الصمود أكثر بعدما وقفت شاهدة على إجرام منظومة “النيترات” الحاكمة طوال عامين على انفجار الرابع من آب… ولأنها كذلك، وضعتها السلطة نصب أهدافها، فسعت جاهدةً إلى هدمها عنوةً لطمس معالم الجريمة، ولمّا لم تنجح في تحقيق المراد، وجدت ضالتها في النيران لتقوم بمهمة هدم الصوامع، فتركتها تلتهم هياكلها المتصدعة حتى انهار الجزء الشمالي منها بعد ظهر الأمس إيذاناً ببدء انهيار جزئها الجنوبي خلال الساعات المقبلة.

 

وعلى أطلال الدولة وفوق أنقاضها، يقف “حزب الله” في الصفوف الأمامية ناظراً وناظماً لحياة اللبنانيين ومقرّراً لمصيرهم في الحرب والسلم بلا شريك ولا حسيب، فما يراه مناسباً يجب أن يروه مناسباً تحت طائل تخوين المعترضين واتهامهم بالعمالة، أو اعتبارهم في أحسن الأحوال “بلا كرامة”… وهذا ما ينطبق راهناً على واقع حال الترسيم الحدودي البحري، حيث رفع “حزب الله” منسوب الخطر والتحدي، فدشّن أمس مرحلة “العد العكسي” لاندلاع الحرب مع إسرائيل، مستهلاً إياها بنشر إعلامه الحربي صوراً حرارية التقطتها رادارات صواريخه وتبيّن إحداثيات المنصات العائمة الإسرائيلية وسفن الحفر والإنتاج في حقول النفط والغاز موسومة بعبارة “في المرمى” مع مقتطف صوتي مسجّل لأمين عام “الحزب” السيد حسن نصرالله يقول فيه “اللعب بالوقت غير مفيد”، وهي رسالة تهديدية استهدفت بشكل أساس مهمة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين ووضعتها “في المرمى”، سيما وأنها تزامنت مع وصوله إلى بيروت لاستئناف نقاشاته مع المسؤولين حيال الجواب الإسرائيلي على الطرح اللبناني للترسيم.

 

وإذ يجتمع الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا صباح اليوم على نية البحث في “الموقف الرسمي الموحّد” الذي سيتبلغه هوكتشاين، لم يُخفِ إعلام “حزب الله” وضع الوساطة الأميركية في مرمى رسائله “الدقيقة” فشدد على أنّ التسجيل المصوّر الذي عرضه الإعلام الحربي “يحمل الكثير من الرسائل المباشرة وغير المباشرة للعدو وللمفاوض الأميركي الذي عاد إلى لبنان”، وذلك بالتوازي مع الحرص في الوقت عينه على تظهير دوريات راجلة من عناصر “القمصان السود” بمحاذاة الشريط الحدودي تأكيداً على الجهوزية البرية كما البحرية لخوض غمار الحرب في حال لم يحمل هوكشتاين طرحاً يلقى استحسان قيادة “حزب الله” لقضية الترسيم والاستخراج… و”الصباح رباح” اليوم كما عبّر نصرالله مساءً، في معرض إشارته إلى ترقّب ما سينقله الوسيط الأميركي عن الجانب الإسرائيلي، وأضاف: “تناقشنا في قيادة “حزب الله” ودرسنا الخيارات ووضعنا نفسنا إما في (صورة) حل الأمور بإيجابية لصالح لبنان وإما الذهاب الى حرب، واتخذنا هذا القرار (…) هناك فرصة تاريخية والأمر يحتاج إلى مخاطرة محسوبة، فلنذهب الى المخاطرة”… وتوجه إلى كل من يسأل “حزب الله” عمّن كلفه مهمة الدفاع عن لبنان بالقول: “حلّ عنّي، أنا ألله مكلّفني”.

 

وبالتزامن مع وصول هوكشتاين إلى بيروت حيث استهل لقاءاته بوزير الطاقة وقائد الجيش والمدير العام للأمن العام محذراً من مغبة أن تؤدي الأجواء التصعيدية التي يبثها “حزب الله” إلى ارتدادات سلبية على أرضية المفاوضات، لفت الانتباه البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الأميركية وشددت فيه على استحالة “التوصل إلى حل ضروري وممكن” في قضية الترسيم الحدودي البحري بين لبنان وإٍسرائيل “إلا من خلال المفاوضات والديبلوماسية”، منوهةً في هذا المجال بأن زيارة الوسيط الأميركي الراهنة إلى لبنان “تأتي لمناقشة الحلول المستدامة لأزمة الطاقة في لبنان بما في ذلك التزام إدارة بايدن بتسهيل المفاوضات حول الحدود البحرية”.

 

في الغضون، تفاعلت خلال نهاية الأسبوع قضية التصادم الذي حصل في بلدة رميش الحدودية بين عناصر “حزب الله” وأبناء البلدة، بحيث أهاب البطريرك الماروني بشارة الراعي بالأجهزة الأمنية “القيام بواجبها في حماية أبنائنا وطمأنتهم، فيشعرون أنهم ينتمون إلى دولة تحميهم وتضمن سلامتهم وحرية عملهم في أرضهم، بموجب قرار مجلس الأمن 1701 الذي يمنع أي قوى مسلحة من التواجد في منطقتهم”.

 

كما تطرقّ الراعي في قداس الأحد إلى مستجدات قضية التعرّض للمطران موسى الحاج والتي “تشكل امتحاناً لمدى قدرة المسؤول عن هذه الحادثة على وضع حد للتطاول على الكنيسة المارونية”، فقال: “كان البعض يشكو من تدخل الطوائف بالدولة، فإذا بالدولة تعتدي على طائفة تأسيسية”، ووضع في ضوء ذلك مروحة من المطالب لإنهاء تداعيات هذه القضية، بما يشمل إعادة جواز سفر المطران وهاتفه وتسليمه الأمانات من مال وأدوية، والكف عن تسمية اللبنانيين المتواجدين في فلسطين المحتلة بالعملاء، محذراً في المقابل المسؤولين في حال عدم العمل بموجب هذه المطالب، من أنهم “يتسببون بشر كبير تجاه أبرشيتنا في الأراضي المقدسة”.

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

هوكشتاين في بيروت يحمل طرحاً جديداً لترسيم حدود الغاز

ضمانات واشنطن لاستجرار الطاقة من مصر والأردن معلقة على تمويل البنك الدولي

  نذير رضا

حمل الوسيط الأميركي إلى ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، آموس هوكشتاين، إلى بيروت، الأحد، طرحاً جديداً إلى المسؤولين اللبنانيين، ينظرون إليه على أنه «خطوة إيجابية تساهم في دفع ملف ترسيم الحدود مع إسرائيل قدماً، بما يتيح للبنان التنقيب عن ثرواته البحرية».

ووصل هوكشتاين، وهو المنسق الرئاسي الأميركي الخاص للشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار، إلى بيروت بعد ظهر الأحد قادماً من اليونان، في زيارة يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين؛ حيث يلتقي الاثنين رؤساء الجمهورية ميشال عون، والمجلس النيابي نبيه بري، وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ويطلعهم على المبادرة التي يحملها بشأن ترسيم الحدود البحرية. وفي حال كان العرض إيجابياً، فإنه سيقود إلى استئناف مفاوضات الترسيم غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي في مقر الأمم المتحدة في الناقورة (أقصى جنوب غربي لبنان)، وتحت علمها وبرعايتها، وبساطة وتسهيل أميركيين. وقالت مصادر لبنانية مواكبة للمحادثات إن الأجواء إيجابية، لافتة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الآمال مرتفعة بالتوصل إلى حلّ يعيد الطرفين إلى طاولة المفاوضات غير المباشرة بمعزل عن «التهويل الإعلامي».

واستبقت وزارة الخارجية الأميركية وصوله بالتأكيد على أن زيارة هوكشتاين إلى بيروت تهدف إلى مناقشة الحلول المستدامة لأزمة الطاقة في لبنان، بما في ذلك التزام إدارة بايدن بتسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية. وأضافت، في بيان، أنّ «التوصل إلى حل أمر ضروري وممكن، ولكن لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المفاوضات والدبلوماسية».

وقبل ساعات على وصوله، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن هوكشتاين «سيعرض اقتراحاً إسرائيلياً جديداً يتضمن حلاً يسمح للبنانيين بتطوير احتياطيات الغاز في المنطقة المتنازع عليها مع الحفاظ على الحقوق التجارية لإسرائيل». وقال المسؤول الإسرائيلي، دون الخوض في التفاصيل، إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فسوف يتمكن اللبنانيون من القيام «ببعض التنقيب هناك». وأضاف المسؤول: «العرض الذي نُقل هو اقتراح جاد يمكن أن يحول لبنان من بلد خراب اقتصادي يعاني أزمة طاقة إلى دولة منتجة للغاز الطبيعي، من خلال تمكينه من استخراج هذا المورد».

وبعيد وصوله إلى مطار رفيق الحريري في بيروت، توجه هوكشتاين إلى المديرية العامة للأمن العام، يرافقه وفد أميركي والسفيرة الأميركية؛ حيث التقى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في مكتبه، وتناول البحث تطورات ملف ترسيم الحدود البحرية.

وانتقل هوكشتاين، ترافقه السفيرة الأميركية دوروثي شيا، إلى وزارة الطاقة للقاء وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض؛ حيث استمر اللقاء نحو الساعة من الوقت، وخرج بعد اللقاء معرباً عن سروره لوجوده في لبنان. وأعلن وزير الطاقة في دردشة مع الإعلاميين أنّ هوكشتاين حمل طرحاً جديداً إلى المسؤولين اللبنانيين، وقال له إنّه إيجابي، كما نفى أي شائعات عن التنقيب المشترك بين لبنان وإسرائيل. ولفت إلى أن هوكشتاين أعلمه بأنّه سيفاوض البنك الدولي بشأن شروط السير بخطة الكهرباء التي نفذها لبنان. وإلى جانب ملف ترسيم الحدود، تسهل الإدارة الأميركية استجرار الغاز من مصر لتوليد الكهرباء في محطة عاملة على الغاز في شمال لبنان عبر سوريا، واستجرار الطاقة من الأردن عبر الأراضي السورية.

وأضاف فياض: «الإدارة الأميركية اشترطت حصول لبنان على تمويل البنك الدولي لإعطائه ضمانات بعدم تعرضه لعقوبات قانون قيصر إذا ما استُجرّ الغاز من مصر»، كاشفاً عن وعد هوكشتاين له بالحصول على الضمانات الأميركية لعدم التعرض لعقوبات قانون قيصر نهاية هذا الصيف.

وأردف: «شرطان يضعهما البنك الدولي على لبنان، هما زيادة التعريفة وبداية الإجراءات لتعيين الهيئة الناظمة». وأعلن فياض أنّه أرسل كتاباً إلى مؤسسة كهرباء لبنان طلب فيه البدء بزيادة التعريفة.

ويأتي ذلك في ظل عرض تقدم به أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله لاستيراد الفيول من إيران مجاناً لتشغيل المحطات الحرارية في لبنان. وأشار فياض إلى أنّه تطرّق مع هوكشتاين إلى ملف الفيول الإيراني، موضحاً أنّه قال له: «بصراحة أنا مع أن نأتي بالكهرباء للبنانيين ولا يُمكن أن أرفض أي هبة في هذا الموضوع إذا ما تبيّن أن الطرح رسمي وجدي وبات أمامنا على الورق». وتابع: «هوكشتاين أجابني أن هذا الأمر يحتاج إلى مجلس وزراء».

واستبق «حزب الله» وصول الموفد الأميركي بنشر مقطع فيديو يظهر استعداده لإطلاق الصواريخ باتجاه المنصات وبواخر التنقيب والإنتاج الإسرائيلية في البحر المتوسط. وكشفت معلومات لقناة «أم تي في» التلفزيونية عن أنّ «هوكشتاين قال لفياض إن الفيديو الذي نشره (حزب الله) اليوم عن المسيّرات لا يُفيد ولا يُساعد في المفاوضات لأنّ هناك انتخابات في إسرائيل وهذا سيجعلها أكثر تشدّداً».

 

***************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

لقاء رئاسي ثلاثي مع هوكشتاين اليوم… ونصرالله: على ضوء النتائج سنتصرف

يُنتظر ان تنصّب الاهتمامات والانظار اليوم على اللقاء الرئاسي الثلاثي في القصر الجمهوري، بعد انتهاء الاحتفال بعيد الجيش في الفياضية، والذي يبحث في الموقف من ترسيم الحدود البحرية في ضوء الردّ الاسرائيلي الذي حمله أمس الوسيط الاميركي في ترسيم الحدود عاموس هوكشتاين، حيث يُتوقع انضمامه إلى هذا اللقاء، فيما سيكون ما يحمله في دائرة الرصد والاهتمام، ليبني على الشيء مقتضاه من اليوم حتى مطلع ايلول، حيث تنتهي المهلة المحدّدة للوصول إلى اتفاق على الترسيم من عدمه، كذلك حيث تبدأ المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جمهورية جديد، سواء تمّ تشكيل حكومة جديدة قبل هذه المهلة ام خلالها، خصوصاً انّ اللقاء الرئاسي قد يتطرّق إلى هذا الملف اليوم.

 

فقد اعلن المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال مساء أمس، انّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تلقّى اتصالاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، دعاه خلاله إلى عقد اجتماع ثلاثي يضمّهما ورئيس مجلس النواب نبيه بري عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في القصر الجمهوري، للبحث في الموقف من ملف ترسيم الحدود البحرية.

وعلمت «الجمهورية»، انّ اقتراحاً طُرح على هوكشتاين ليلاً، يقضي بانضمامه إلى اللقاء الرئاسي في بعبدا، طالما انّ موعد لقائه مع رئيس الجمهورية محدّد عند الثانية عشرة ظهراً، وقد رحّب هوكشتاين بالفكرة ، وانّ انضمامه إلى هذا اللقاء لن يكون مفاجئاً.

 

الحكومة وهوكشتاين

وتوقعت المصادر، ان يؤدي هذا اللقاء في جانب منه إلى ترطيب الأجواء وتبادل الملاحظات والعتاب بين عون وميقاتي في حضور بري، قبل ان يتناولوا البحث في المساعي الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة والعقبات التي تعترضها. والأهم، انّ هذا اللقاء سيُعقد قبل جولة هوكشتاين على الرؤساء الثلاثة، وسيشكّل مناسبة لتنسيق الموقف من الطرح الذي يحمله الوسيط الاميركي من الجانب الاسرائيلي، بعد ان تسلّموا تقريراً مفصّلاً حول ما حملته إليهم التقارير التفصيلية التي نقلها إليهم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي التقاه هوكشتاين فور وصوله.

 

عند ميقاتي

وقد تناول هوكشتاين طعام العشاء إلى مائدة ميقاتي مساء امس في حضور نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بوصعب واللواء ابراهيم، وبعد العشاء انتقل هوكشتاين مع بوصعب إلى منزل الاخير في الرابية. ويُنتظر ان يختم هوكشتاين جولته بعد ظهر اليوم بلقاء مع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب.

 

طرح جديد

وكان هوكشتاين وصل إلى بيروت ظهر امس من طريق اثينا، وعلى الفور زار اللواء إبراهيم قبل ان يلتقي وزيرالطاقة وليد فياض الذي «دردش» مع اعلاميين، مؤكّداً أنّ «هوكشتاين يحمل طرحاً جديداً إلى المسؤولين اللبنانيين، وقال لي إنّه إيجابي، ونفى أي شائعات عن التنقيب المشترك بين لبنان وإسرائيل». وأضاف: «هوكشتاين قال لي إنّه سيتفاوض مع البنك الدولي في شأن شروط السير بخطة الكهرباء التي نفّذها لبنان». وأضاف: «شرطان يضعهما البنك الدولي على لبنان هما زيادة التعرفة وبداية الإجراءات لتعيين الهيئة الناظمة». ولفت إلى انّ «الإدارة الأميركية اشترطت حصول لبنان على تمويل البنك الدولي لإعطائه ضمانات بعدم تعرّضه لعقوبات «قانون قيصر» إذا ما استُجرّ الغاز من مصر». وأشار فياض إلى أنّه تطرّق مع هوكشتاين إلى ملف الفيول الإيراني، قائلاً: «بصراحة أنا مع أن نأتي بالكهرباء للبنانيين، ولا يُمكن أن أرفض أي هبة في هذا الموضوع إذا ما تبيّن أنّ الطرح رسمي وجدّي وبات أمامنا على الورق». وتابع: «هوكشتاين أجابني أنّ هذا الأمر يحتاج إلى مجلس وزراء».

 

طرح معدل

وقالت اوساط واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية»، انّ الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين أبلغ إلى بعض من التقاهم امس في بيروت، انّه يحمل طرحاً جديداً في شأن ترسيم الحدود البحرية، يختلف عمّا سبقه، مشيراً إلى انّ «من المفروض ان يضعنا الطرح المعدل على السكة الصحيحة، وان يحقق تقدّماً نحو الحل». وتوقف هوكشتاين عند رسائل «حزب الله» الأخيرة عبر عملية المسيّرات او الفيديو المصور، معتبراً «انّ هذه التصرفات تزيد الاسرائيليين تشبثاً بمواقفهم ولا تساعد في دفع الملف إلى الامام».

 

وتعليقاً على موقف هوكشتاين من رسائل «الحزب»، عُلم انّ وزير الطاقة وليد فياض لفت انتباهه إلى انّ هناك رأيين حيال هذه المسألة في البلد، «والرأي الآخر لديه مقاربة مختلفة».

 

وبالنسبة إلى الفيول الإيراني وأزمة الكهرباء، أوضحت مصادر مطلعة، انّ فياض شرح لهوكشتاين انّه ينتظر منذ سنة المعالجة بلا طائل، «وإذا وصلنا رسمياً اقتراحٌ بمنحنا هبة فيول إيراني فأنا انطلاقاً من موقعي وواجبي حيال الشعب اللبناني سأقبلها، خصوصاً انّ الهبة لا تخضع إلى العقوبات»، فأجابه هوكشتاين بأنّ القرار في هذه المسألة يعود إلى مجلس الوزراء، ما دفع فياض الى ان يؤكّد له أنّ الفيول الإيراني إذا كان مجانياً يفيد الشعب اللبناني في هذا الوضع، «وانا كوزير للطاقة يجب أن اتحمّل مسؤوليتي وأؤدي واجبي تجاهه».

 

وأكّد هوكشتاين لفياض انّه يُفترض قبل نهاية الصيف ان تُعالَج المشكلات التي لا تزال تعترض استجرار الغاز المصري عبر سوريا، مشيراً الى انّه سيسعى مجدداً مع البنك الدولي ليبدي مرونة في تمويل المشروع، «وآمل في أن تساعدنا من جهتك عبر اتخاذ قرارات تتعلق بزيادة التعرفة ومباشرة الإجراءات المتصلة بتشكيل الهيئة الناظمة».

 

دعوة إيرانية

وفي هذا السياق، اعلنت ايران انّها «مستعدة لاستضافة الاخوة اللبنانيين للتباحث في شأن المحروقات التي يحتاجها بلدهم الشقيق».

 

وقال مساعد وزير الخارجية والمدير العام لغرب آسيا وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الايرانية محمد صادق الفضلي عبر «تويتر»، انّ «الجمهورية الاسلامية الايرانية هي احد اكبر مصدّري الطاقة في المنطقة، وقد اعلنت مراراً انّها تقف إلى جانب الشعب اللبناني داعمة. طهران مستعدة لإستضافة الاخوة اللبنانيين للتباحث في شأن المحروقات التي يحتاجها بلدهم الشقيق. نحن لسنا من الذين يتخلّون عن اصدقائهم في الأيام الصعبة».

 

إلى اليرزة

ومن وزارة الطاقة توجّه هوكشتاين الى اليرزة، حيث التقى قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في حضور السفيرة الأميركية. وقال بيان لمديرية التوجيه انّ اللقاء «تناول البحث بموضوع ترسيم الحدود البحرية، وأطلع هوكشتاين العماد عون على آخر تطورات الملف». وكرّر قائد الجيش تأكيده «التزام المؤسسة العسكرية بأي قرار تتخذه السلطة السياسية في هذا الشأن»، آملاً في أن «تصل المفاوضات إلى النتائج المرجوة لما في ذلك من مصلحة للبنان».

 

الخارجية الاميركية

وقبل وصول هوكشتاين امس إلى بيروت بساعات قليلة، أكّدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها امس، أنّه «بعد زيارات إلى باريس وبروكسل وأثينا لمناقشة أمن الطاقة الأوروبي، سيسافر المنسق الرئاسي الخاص للشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار آموس هوكشتاين إلى بيروت اليوم (أمس) لمناقشة الحلول المستدامة لأزمة الطاقة في لبنان، بما في ذلك التزام إدارة الرئيس جو بايدن بتسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية». وأشارت إلى أنّ «التوصل إلى حل أمر ضروري وممكن، ولكن لا يمكن تحقيقه إلّا من خلال المفاوضات والديبلوماسية».

 

موقف إسرائيلي

وفي غضون ذلك، أعلن مسؤول إسرائيلي عبر وكالة «رويترز»، أنّ «المبعوث الأميركي سيعرض اقتراحاً إسرائيلياً جديداً في شأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان». وقال: «مقترحنا الجديد يسمح للبنان باستخراج الغاز من المنطقة، مع الحفاظ على حقوقنا».

 

صور وإحداثيات

وتزامن وصول هوكشتاين مع نشر جهاز «الإعلام الحربي» في «المقاومة الإسلامية فيديو بعنوان»في المرمى» و»اللعب بالوقت غير مفيد»، تضمن مشاهد لمنصّة «كاريش» وإحداثياتها، وذلك في رسالة واضحة إلى اسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية. واستعرض المقطع المصوّر سفينتي الحفر والإنتاج ومنصة عائمة، مع معلومات خاصة بها، سواء لجهة بلد المنشأ أو المميزات أو الإحداثيات الجغرافية، وبعدها عن الشواطئ اللبنانية. كذلك، استعرض الفيديو صواريخ بحرية للمقاومة.

 

وفيما اعتبرت وسائل إعلام اسرائيلية انّ الفيديو «موجّه أولاً إلينا وهذا تجسيد لتهديدات نصرالله»، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب: «فيديو المسيّرات عن إحداثيات منصات استخراج الغاز لا يمثل موقف الدولة اللبنانية». واكّد انّه «لا توجد مشكلة مع المقاومة الّا انّ القرار حول الترسيم هو قرار الحكومة اللبنانية».

 

وأشار الى انّ أبرز لقاءات هوكشتاين ستكون مع الرؤساء الثلاثة «وهناك موقف واحد للمسؤولين اللبنانيين وهو العودة الى المفاوضات في الناقورة، وعون وبري وميقاتي يتفقون على ذلك».

 

نصرالله

في هذه الاثناء، تطرق الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله في المجلس العاشورائي المركزي في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء أمس، الى ملف النفط والغاز في المياه اللبنانية، فقال: «هذا الكنز في البحر. ولدينا هذه الفرصة التاريخية، وقد وضعنا انفسنا في مكان بالحدّ الادنى 50 في المئة للذهاب إلى الحرب و50 في المئة أن لا نذهب إلى الحرب، واليوم بتنا في وضع افضل». واضاف: «كل ما نريده في هذا الملف اننا نساعد بلدنا ونعطي الدولة عناصر قوة في المفاوضات، في الصباح سيكون للوسيط الاميركي لقاءات مع الرؤساء، والآن أعيد، نحن لسنا طرفاً في التفاوض ولم نكلّف احداً بذلك وليست مسؤوليتنا ذلك»، وقال: «على ضوء النتائج سنحدّد كيف نتصرّف في الآونة المقبلة، ولا نريد أي جزاء او شكر من الناس، وما يهمّنا النفط والغاز ونجاة البلد»، وشدّد على انّ «حق الشهداء يصل عندما نصل الى الهدف».

 

الاستحقاق الرئاسي

وعلى جبهة الاستحقاق الرئاسي، قالت أوساط سياسية متابعة لـ«الجمهورية»، انّ هذا الاستحقاق «فرض نفسه أولوية الأولويات في هذه المرحلة الفاصلة عن بداية المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد في مطلع أيلول المقبل. وانّ معظم المواقف والتحركات السياسية أصبحت تندرج في السياق الرئاسي، ولو انّ ظاهرها لا يشي بذلك، حيث انّ القوى المؤثرة تعوِّل على هذا الاستحقاق، إما من أجل إبقاء القديم على قِدَمه، وإما بغية إحداث التغيير في الرئاسة الأولى، بهدف إحداثه في تكليف رئيس حكومة وتأليف حكومة جديدة، تقطع في طريقة تشكيلها مع الحكومات السابقة».

 

وفي الإطار نفسه، قالت مصادر قريبة من المعارضة لـ»الجمهورية»، انّ «الانتخابات الرئاسية تشكّل مدخلاً لإعادة التوازن إلى داخل المؤسسات الدستورية، والذي إفتُقِد في ظل أكثرية نيابية لفريق 8 آذار وأكثرية وزارية ورئيس للجمهورية في ظل رئاسة العماد ميشال عون، ومع خسارة هذا الفريق أكثريته في الانتخابات الأخيرة لم يعد قادراً على التحكُّم بالمسارات الدستورية بالسهولة التي اعتاد عليها، وهذا المعطى لا يجب التعامل معه وكأنّه لم يحصل لمجرّد انّ مكونات المعارضة لم تنجح في توحيد صفوفها، إنما البناء عليه والدفع من أجل وحدة صف على موقف موحّد وتحديداً في الاستحقاق الرئاسي.

 

وأكّدت المصادر نفسها، «انّ التغيير لا يحصل في كبسة زر ولا بواسطة عصا سحرية، إنما من خلال العمل التراكمي والجهد المتواصل والنضال المستمر واعتماد سياسة كل جولة بجولتها من دون تكبير الحجر، والفوز بكل جولة قادر على تحسين شروط المواجهة برمتها. ومن هنا من الخطأ التعامل مع الاستحقاق الرئاسي وكأنّ ما بعده غير ما قبله، سوى في حال نجح فريق 8 آذار في ان يمدِّد لنفسه رئاسياً عن طريق شخصية من لونه السياسي. فيما نجاح مكونات المعارضة في انتخاب الرئيس المؤمن بالسيادة والإصلاح، والذي لا يتأثّر بممارسته بالسلاح وسياسات النفوذ، لا بدّ من ان يقود مسار الدولة إلى التغيير المنشود أقله في ثلاثة جوانب أساسية:

 

– الجانب الأول، يتعلّق بإدارة الدولة لناحية تمسّك رئيس الجمهورية بتطبيق الدستور ورفضه منطق المقايضات والصفقات والمساومات وغض النظر. وان يكون القدوة في القرارات التي يتخذها والتعيينات التي يعتمدها بعيداً من المحسوبيات والزبائنيات، وعلى أساس معياري الكفاية والجدارة. فالدولة على صورة رئيسها، ولا يستطيع الرئيس ان يدين غيره إذا كان يعتمد في ممارسته سياسة الصيف والشتاء على سطح واحد، ويبدّي مصالحه الشخصية ومصالح المحيطين به، فيما يستطيع ان يشكّل العدوى الإيجابية وان يُحرج غيره في تفانيه وشفافيته ورفضه أي شيء لنفسه.

 

– الجانب الثاني، يرتبط بموقفه الصارم لجهة انّ ما للدولة هو للدولة، وهي صاحبة القرار ولها وحدها الكلمة الفصل، ويرفض أي شراكة لأي فريق معها من دون الحاجة إلى الصدام معه، وأن لا يسمح بالخلط بين ما هو شرعي وما هو غير شرعي، لأنّ الانحدار والانهيار الفعليين بدأا عندما سقط «زيح» الفصل بين الدولة والدويلة.

 

– الجانب الثالث، يتصلّ بتمسكه بأفضل العلاقات مع المجتمعين الدولي والعربي وتحديداً الخليجي، وان يرفض استمرار لبنان منصّة لاستهداف هذه الدول إن سياسياً أو أمنياً أو عن طريق تصدير المخدرات، وان يحرص على إدانة أي اعتداء سياسي او غيره ضد هذه الدول التي عليها ان تتفهّم بدورها انّ لبنان الرسمي ملتزم بأفضل العلاقات معها، ولكن ما في اليد حيلة في ظل حالة الأمر الواقع القائمة، والتي تشكّل معالجتها مسؤولية دولية وعربية ولبنانية، اي انّ على هذه الدول ان تميِّز بين لبنان الدولة ولبنان الدويلة».

 

وأضافت المصادر: «يخطئ من يعتبر انّ الفرصة غير متاحة، وان يستسلم للإحباط والأمر الواقع. فالفريق الآخر في أضعف مراحله ولحظاته بسبب فشله وانكشاف مشروعه أمام الرأي العام، بأنّه قاد البلد إلى الانهيار، فيما لا حلّ سوى في دولة المؤسسات، والانتخابات الرئاسية تشكّل مدخلاً فعلياً لإعادة إنتاج سلطة تشبه الناس وتحكم باسم الشعب اللبناني، وتحدّ من تمدُّد الفريق غير الشرعي داخل المؤسسات الشرعية، وتعمل في المقابل على تمدُّد مشروع الدولة على الحدود وداخل المؤسسات، وتنتهج نهجاً إصلاحياً وشفافاً يوقف الهدر والفساد، ويقرّ القوانين الإصلاحية التي تبدأ باستقلالية القضاء ولا تنتهي بقانون التعيينات، وتعطي لكل صاحب حقّ حقه على قاعدة الكفاية لا المحسوبية»..

 

وختمت المصادر: «انّ المعارضة مدعوة إلى وضع كل جهودها لتوحيد صفوفها والفوز في الاستحقاق الرئاسي الذي يأتي مرة كل 6 سنوات، فضلاً عن انّ الفوز في هذا الاستحقاق يدفع في اتجاه ترجمة التغيير الذي اقترعت الناس من أجله في الانتخابات النيابية الأخيرة، فيما تفويت هذه الفرصة يعني تمديداً للأزمة لولاية رئاسية جديدة».

 

في بكركي

من جهة ثانية، وفي خطوة مفاجئة، عاد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي امس من فاريا إلى بكركي، وأرجأ عودته الى الديمان لساعات من اجل عقد بعض اللقاءات السياسية اليوم، وأبرز زواره الرئيس فؤاد السنيورة، بهدف التشاور في كل التطورات الجديدة والاستحقاقات المقبلة ولا سيما منها الاستحقاق الرئاسي، في ضوء المواقف التي أطلقها البطريرك تجاه التحضيرات القريبة للاستحقاقين الرئاسي والحكومي، لجهة تحديده للمواصفات للرئيس العتيد وردّات الفعل التي انتهت إليها هذه المواقف. كما سيكون اللقاء مناسبة لتقييم التطورات في لبنان والمنطقة.

 

مواقف

وكان الراعي قال في عظة الاحد أمس: «لا يمكن أن نسلّم بإغلاق ملف تشكيل حكومة جديدة، كأنّ الحكومة مجرد تفصيل في بنيان نظام الدولة اللبنانية، مع العلم أنّ اتفاق الطائف جعل مجلس الوزراء، إلى جانب رئاسة الجمهورية، الركيزة المحورية ومركز السلطة التنفيذية. فلا قيمة للتكليف ما لم يستتبعه التأليف». واستغرب «أن يكون المعنيون بتأليف الحكومة يسخّفون هذا الأمر، خلافاً للدستور واتفاق الطائف». واعتبر «انّ وجود حكومة شرعية يولي الدولة القدرة على مفاوضة المجتمعين العربي والدولي وعلى اتخاذ القرارات وتوقيع المعاهدات».

 

وتطرّق الراعي إلى حادثة المطران موسى الحاج، فطالب المسؤولين عنها بما يلي: «أن يعيدوا إليه جواز سفره اللبناني وهاتفه، وأن يسلّموه الأمانات من مال وأدوية كان يحملها إسمياً لأشخاص ولمؤسسات، لأنّها أمانة في عنقه، وأن يؤمّن له العبور من الناقورة، ككل الذين سبقوه، إلى أبرشيته ذهاباً وإياباً من دون توقيف أو تفتيش. وأن يكفوا عن تسمية المواطنين اللبنانيين المتواجدين في فلسطين المحتلة «بعملاء».

 

عوده

وقال متروبويت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، خلال قداس في كاتدرائية مار جاورجيوس في بيروت: «بعد مرور سنتين على أحد أضخم التفجيرات العالمية، لا يزال اللبنانيون عموماً، وذوو الضحايا وجميع المتضررين خصوصاً، ينتظرون انتهاء التحقيق وصدور نتائجه. سنتان من الوعود الواهية، ومن القهر والفقر والذلّ والعتمة الشاملة. سنتان من الجدالات العقيمة، آخرها ما شهدناه في الجلسة التشريعية الأولى للمجلس النيابي الجديد، التي كنا نتوقع أن تكون جلسة إقرار مشاريع إصلاحية ضرورية، فإذا بها تقف شاهداً على أنّ المسؤولين في هذا البلد لا يهتمون بالإصلاح، ولا يعرفون التكاتف، لكنهم يمتهنون التناكف». وطالب باسم «جميع أبناء بيروت المنكوبة»، بـ»بذل أقصى الجهود من أجل استكمال التحقيق وإظهار الحقيقة كاملة، وتطبيق القانون على كل من يظهرهم التحقيق على صلة قريبة أو بعيدة بتفجير المرفأ».

 

قبلان

وتحدث المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خلال إحياء ليالي عاشوراء، عن إطار وطني مركزي للقضايا الوطنية فقال، انّ «الإنقاذ فقط بالنفط البحري جنوباً والحل بإذعان تل أبيب أو الحرب، والإحداثيات التي مرّرتها المقاومة اليوم (أمس) دليل حاسم وعلامة مجد لبناني كبير». واضاف ان «تقسيم لبنان ليس ممنوعاً فحسب بل مستحيل، حتى لو أدّى ذلك إلى حرب عالمية. وليس لأحد مصلحة في الفراغين الحكومي والرئاسي، وواشنطن مصلحتها في الفراغ المسرطن، وحسم وضعية لبنان يتوقف على انتخاب رئيس جمهورية وطني وقوي وجامع بعيداً من التوابل السياسية».

 

الإهراءات

وعلى صعيد آخر، سقط جزء متصدّع من إهراءات مرفأ بيروت امس بعدما تكرّر اندلاع النيران فيه، وذلك قبل أيام من إحياء لبنان الذكرى السنوية الثانية للانفجار المروع في 4 آب 2020، وفور الانهيار غطى غبار كثيف أجواء مرفأ بيروت، ليتبين بعد انقشاعه أنّ صومعتين سقطتا حتى الآن.

 

وقد حصل هذا الانهيار في الاهراءات بعد أسبوعين من اندلاع حريق في القسم الشمالي منها، نتج من تخمّر مخزون الحبوب مع ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة.

 

وأصدرت إدارة مرفأ بيروت بياناً نفت فيه توقف المرفأ عن استقبال البواخر «خوفاً من انهيارات اضافية في صوامع القمح، وذلك بعد انهيار جزئي حصل اليوم (أمس) في الجانب الشمالي من الإهراءات». وأكّدت أنّ سير العمل في المرفأ لم ولن يتوقف، وأنّ الإحتياطات والإجراءات متخذة منذ مدة زمنية تحسباً لأي طارئ».

****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

هوكشتاين يكسر «جليد الأزمات» على وقع توتر عند الحدود الجنوبية

عون يتصل بميقاتي واستبعاد الحلحلة الحكومية في الاجتماع الثلاثي.. والرواتب تُسابق نهاية الأسبوع

 

اليوم الاثنين 1 آب، هو يوم مفصلي في تاريخ الازمات اللبنانية المتلازمة، من أزمة تأليف الحكومة الى ازمة الطاقة، وأزمة مرفأ بيروت، الذي شهد تداعيات انهيار اهراءاته على مسافة ايام قليلة على الذكرى الثانية للانفجار الذي هز العاصمة، ولم تنتهِ التأثيرات السلبية للحدث الجلل، الذي يصادف يوم عطلة وحداد وطني الخميس المقبل.

 

فمن جهة، يجمع عيد الجيش اللبناني الـ77 الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي، للبحث في امكانية تأليف حكومة جديدة، قبل نهاية العهد الذي بقي منه ما يزيد قليلا عن 90 يوماً.

ومن جهة ثانية، يبين الخيط الابيض من الخيط الاسود في مسألة مهمة الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين، الذي يبلغ لبنان رسميا اليوم الموقف الاسرائيلي، لينقشع الموقف، بعد ذلك: الذهاب مجددا الى الناقورة لاستكمال مفاوضات الترسيم البحري، احسن ما نروح على مطرح ثاني (التوتر والاشتباك) على حد تعبير الرئيس بري في لقاء مع الاعلاميين السبت الماضي، وذلك على وقع تصعيد بين اسرائيل وحزب الله، اذ تحدثت معلومات بان تل ابيب طلبت من هوكشتاين ابلاغ المسؤولين اللبنانيين انها سترد على اي خطوة جديدة، تعتبر استفزازية يمكن ان يقدم عليها الحزب.

ودعا الرئيس عون الرئيس بري ونجيب ميقاتي لعقد اجتماع ثلاثي في بعبدا عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في بعبدا للبحث في الموقف من ملف ترسيم الحدود البحرية، وسط تكهن بالاستماع مباشرة الى الوسيط الاميركي، خلال الاجتماع.

وتلقى الرئيس ميقاتي اتصالاً هاتفياً من الرئيس عون لهذه الغاية مساء امس.

وافيد أن الهدف من الاجتماع الرئاسي الثلاثي اليوم هو اظهار الموقف الموحد من ملف ترسيم الحدود والتأكيد على ثوابت وطنية لا يمكن التنازل عنها في هذا الملف، وسيتم إبلاغ الوسيط الأميركي به .

اما ملف الحكومة فقد يحضر إنما لا يعني أن معالجته وضعت على السكة.

واستبعدت مصادر سياسية ان يؤدي اللقاء بين الرؤساء الثلاثة عون وبري وميقاتي على هامش الاحتفال بعيد الجيش،الى اعادة احياء عملية تشكيل الحكومة الجديدة من موتها السريري بعد انسداد كل المخارج المطروحة بسبب اصرار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، على اختزال صلاحيات رئيس الجمهورية بنفسه، وحصر عملية التشاور معه شخصيا، وبشروطه خلافا للدستور.

وتوقعت المصادر ان يؤدي اللقاء الذي بادر الى تسهيل انعقاده رئيس المجلس النيابي بعد القطيعة التي حصلت بين عون وميقاتي بسبب سوء التصرف الذي حصل من الرئاسة الاولى مع ميقاتي، الى كسر الجليد، واعادة التواصل من جديد، وتسهيل تمرير الامور الملحة والضرورية، ولكن من المستبعد إعادة انعاش عملية تشكيل الحكومة من جديد، كما يخلو للبعض الحديث عن ذلك، بفعل الخلافات بين الرئاستين، واضاعة الوقت سدى واقتراب موعد حلول موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.

واكد بري في مجال آخر، انه «لن يدعو إلى جلسة انتخاب رئيس جمهورية إلا بعد إنجاز القوانين الإصلاحية المطلوبة من صندوق النقد». مشيرا الى انه «على رئيس الجمهورية أن تكون لديه نكهة مسيحية ونكهة إسلامية، لكن الأهم أن تكون لديه نكهة وطنية».

اما البطريرك الماروني ​بشارة الراعي​ فقال في عظة قداس الاحد: انه لا يمكننا أن نسلم بإغلاق ملف تشكيل حكومة جديدة وكأن الحكومة مجرد تفصيل في بنيان النظام اللبناني، فلا قيمة للتكليف ما لم يستتبعه تأليف.

واستغرب أن «يكون المعنيّون بتأليف الحكومة يسخفون هذا الأمر خلافاً للدستور والطائف، وما نخشاه أنه إذا عجزت القوى السياسية عن التشكيل فستعجز غداً عن انتخاب رئيس للجمهورية».

وعلى الصعيد السياسي ايضاً، علمت «اللواء» ان ما تردد عن لقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، غير صحيح، والصحيح ان جنبلاط كلف مستشاره الوزير الاسبق غازي العريضي الاتصال بقيادة الحزب وابلاغها رغبته بعقد لقاء مع اي مسؤول في الحزب، وانتظر الجواب ليأتيه بالموافقة على ايفاد وفد قيادي للقائه، لكن لم تحدد قيادة الحزب طبيعة الوفد ومستواه ولا موعد الزيارة، بينما اكدت المصادر المتابعة للموضوع ان اللقاء سيحصل خلال هذا الاسبوع وربما خلال يومين.

 

ورجحت المصادر ان يكون الموضوع الرئيسي للقاء هو ملف الانتخابات الرئاسية لتبادل الرأي حول هذا الاستحقاق، اضافة الى مواضيع عامة اخرى سياسية واقتصادية ومعيشية، ومنها ربما موضوع ترسيم الحدود البحرية.

إذاً، مع وصول الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الى بيروت امس وبدء لقاءاته الرسمية، يُفترض ان تنفتح صفحة جديدة بيضاء او سوداء حول المفاوضات في ضوء ما سينقله في لقاءاته الرسمية مع المسؤولين اللبنانيين خلال يومي الزيارة ليُبنى على الموقف قرار استئناف مفاوضات النافورة او استمرار توقفها.لكن مصادر مطلعة على محادثات هوكشتاين قالت للوكالة «المركزية» : ان الاجواء ايجابية والمفاوضات ستستكمل في اجتماعات الناقورة.

وقد استبقت وزارة الخارجية الأميركية زيارة الوسيط الاميركي الى بيروت ببيان قالت فيه: أنّه بعد زيارات إلى باريس وبروكسل وأثينا لمناقشة أمن الطاقة الأوروبي، سيسافر المنسق الرئاسي الخاص للشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار آموس هوكشتاين إلى بيروت في 31 تموز لمناقشة الحلول المستدامة لأزمة الطاقة في لبنان، بما في ذلك التزام إدارة بايدن بتسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية.

واضافت: أنّ التوصل إلى حل أمر ضروري وممكن، ولكن لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المفاوضات والدبلوماسية.

لكن الإعلام الحربي في «حزب الله» استبق الزيارة بساعات فأعلن صباح امس، وبصوت الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله، أن «اللعب بالوقت غير مفيد»، وذلك عبر فيديو نشره لأول مرة حول العمليات في حقل كاريش المتنازع عليه مع كيان العدو الإسرائيلي.

وقد أظهر الفيديو «رصداً حديثاً لسفن العدو الإسرائيلي في كاريش، وذلك تطبيقاً لحديث نصرلله حول أن «أهداف العدو تحت مراقبة المقاومة في حال قرّر العدو استخراج النفط أو المسّ به في الحقل».

ويُظهر الفيديو إحداثيات منصة إستخراج الغاز والنفط من حقل كاريش وسفينتي الحفر و الاستخراج الراسية قربه، اضافة الى عرض منصة صاروخ كبير الحجم، وقال انها (الاهداف) تبعد 90 كيلومتراً عن الشاطيء اللبناني، ليخلص الى القول: انها في المرمى.

وعلمت «اللواء» من مصادر الحزب ان الفيديو التقطته طائرة مّسيّرة عن بعد، وانها رسالة الى هوكشتاين واسرائيل لتأكيد جدّية الحزب في منع العدو من استغلال نفطه وغازه ما لم يُسمح للبنان بأستغلال ثرواته البحرية ايضاً بعد الحصول على كامل حقوقه في المفاوضات.

وبعد الظهر، نُظّمت مسيرة لشبان يرتدون «القمصان السود» على الحدود مع فلسطين المحتلة وعلى مرأى من دورية للعدو الاسرائيلي.

ونقل عن مسؤول إسرائيلي بأنّ هوكشتاين سيعرض إقتراحاً إسرائيلياً جديداً بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.وقال: أنّ مقترحنا الجديد يسمح للبنان باستخراج الغاز من المنطقة مع الحفاظ على حقوقنا.

وفي تحرك هوكشتاين انه توجه من مطار بيروت إلى المديرية العامة للامن العام حيث التقى بـ اللواء عباس ابراهيم. ثم انتقل ترافقه السفيرة الأميركية دوروثي شيا الى وزارة الطاقة للقاء الوزير وليد فياض.

وغادر الوزارة من دون الإدلاء بأي موقف، لكن الوزير فياض قال: ان هوكشتاين يحمل طرحاً جديداً إلى المسؤولين اللبنانين، وقال لي انه إيجابي. ونفي أي شائعات عن التنقيب المشترك بين لبنان وإسرائيل.

 

واوضح فياض: هوكشتاين قال لي إنه سيفاوض البنك الدولي بشأن شروط السير بخطة الكهرباء التي نفذها لبنان، وهناك شرطان يضعهما البنك الدولي على لبنان، هما زيادة التعرفة وبداية الإجراءات لتعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء.وقد ارسلت كتاباً إلى مؤسسة كهرباء لبنان طلبت فيه البدء بزيادة التعرفة.

واضاف: الإدارة الأميركية اشترطت حصول لبنان على تمويل البنك الدولي، لإعطائه ضمانات بعدم تعرضه لعقوبات «قانون قيصر» إذا ما استُجرّ الغاز من مصر.وقد وعدني هوكشتاين بالحصول على الضمانات الأميركية لعدم التعرض لعقوبات «قانون قيصر» في نهاية هذا الصيف.

وكشف فياض: عرّجنا أنا وهوكستتين على ملف الفيول الإيراني، وقلت له بصراحة أنا مع أن نأتي بالكهرباء للبنانيين، ولا يُمكن أن أرفض أي هبة في هذا الموضوع إذا ما تبيّن أن الطرح رسمي وجدي وبات أمامنا على الورق، فأجابني أن هذا الأمر يحتاج إلى مجلس وزراء.

وأشارت معلومات الـ mtv إلى ان هوكشتاين قال لفياض: إن الفيديو الذي نشره «حزب الله» امس عن منصة حقل كاريش لا يُفيد ولا يُساعد في المفاوضات، لأنّ هناك انتخابات في إسرائيل وهذا سيجعلها أكثر تشدّداً.

وافيد ان هوكشتاين وفياض وصلا على نفس الطائرة من اثينا، فيما تناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر وزير الطاقة وهو يشاهد الفيديو الذي عرضهُ الإعلام الحربي في «حزب الله»، امس لمنصات الغاز العائمة في حقل كاريش.

وزار هوكشتاين وشيا لاحقاً قائد الجيش العماد جوزاف عون وتناول البحث موضوع ترسيم الحدود البحرية، وحسبالمعلوات الرسمية، «أطلع هوكشتاين العماد عون على آخر تطورات الملف. فجدد قائد الجيش تأكيده التزام المؤسسة العسكرية بأي قرار تتخذه السلطة السياسية في هذا الشأن، آملاً أن تصل المفاوضات إلى النتائج المرجوة لما في ذلك من مصلحة للبنان».

ومساء التقى الوسيط الاميركي نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب هوكشتاين في دارته في الرابية في حضور شيا.كما اقام الرئيس ميقاتي مادبة عشاء على شرف هوكشتاين في السرايا الحكومية بحضور بو صعب واللواء ابراهيم وشخصيات.

وسيلتقي الوسيط الاميركي اليوم الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب.

وكان الرئيس نبيه بري قد قال يوم السبت في لقاء مع الاعلاميين حول المفاوضات: لبنان يُريد حقل قانا كاملاً، «يا كلّو يا بلاه».

وعن عودة هوكشتاين اجاب «بكرا بتاخدوا الجواب الشافي وانشالله الذهاب الى الناقورة احسن ما نروح على مطرح تاني».

واوضح وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب امس، ان ابرز لقاءات الوسيط الأميركي ستكون مع الرئيس الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي، وهناك موقف واحد للمسؤولين اللبنانيين، وهو العودة الى المفاوضات في الناقورة، وعون وبري وميقاتي يتفقون على ذلك.

وفي السياق، أعلن وزير الشؤون الخارجيّة الإيرانيّة ومدیر عام غرب آسیا وشمال إفریقیا ​محمد صادق فضلي​، أنّ «​الجمهورية الإسلامية الإيرانية​ هي أحد أكبر مصدّري الطّاقة في المنطقة، وقد أعلنَت مراراً أنّها تقف إلى جانب ​الشعب اللبناني​ داعمةً.

 

وقال عبر مواقع التّواصل الاجتماعي: أنّ ​طهران​ مستعدّة لاستضافة الاخوة اللّبنانيّين، للتباحث بشأن ​المحروقات​ الّتي يحتاجها بلدهم الشّقيق، أنّنا لسنا من الّذين يتخلّون عن أصدقائهم في الأيّام الصّعبة.

وكرر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله موقف حزب الله: نحن لسنا طرفاً بالتفاوض، ننتظر ما سيتم التوصل اليه» واكد «ما يهمنا النفط والغاز، وليس آخر».

وفي خضم فوضى الاقاويل والمعلومات غير المستندة الى وقائع، نقل زوار رئيس الجمهورية ميشال عون ان اخر العروضات «الاميركية-الاسرائيلية» التي تبلغتها بعبدا هو باستخراج المنصة العائمة ذاتها الموجودة قرب حقل كاريش للنفط اللبناني والفلسطيني المحتل وان هذا جزءا من الطرح الذي يحمله هوكشتاين في زيارته ، ويروج هؤلاء بان عون ابلغهم بموافقة رئيسي الحكومة ومجلس النواب والاهم موافقة حزب الله على هذا العرض.

ولكن يبدو ان لحزب الله كلام اخر، فاوساط مقربة من الحزب ابلغت «اللواء» باستحالة قبول حزب الله بعرض من هذا النوع ومن غير المعقول او المنطقي ان يكون الحل عبر هذه الالية ، مشككة بان يكون الرئيس عون قد قال هذا الكلام ، وفي اسوا الاحوال فان الرواية قد تكون منقولة عنه بشكل خاطىء.

اضراب القطاع العام

وسط ذلك، استمر الجدال بين وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال هكتور حجار ومسؤولي رابطة موظفي القطاع العام، وسط تحويل المساعدة الاجتماعية الى العسكريين والمتقاعدين، على ان يتم انجاز الرواتب للموظفين المدنيين والعسكريين عن شهر تموز الفائت، في الايام المقبلة، وسط توقعات غير ثابتة بإمكان قبض الرواتب قبل نهاية هذا الاسبوع، مع الاشارة الى عطلة في المصارف الخميس المقبل، بعد المذكرة الادارية بالاقفال الرسمي.

صوامع الاهراءات

وعشية الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت، وقبل 4 أيام، انهار جزء من صوامع المرفأ، وتصاعدت سحابة من الغبار، وسط تأكيد وزير الاشغال العامة في حكومة تصريف الاعمال ان الاهراءات كلها ستنهار الواحدة تلو الأخرى.

واعلنت ادارة مرفأ بيروت مساء امس، ان العمل داخل المرفأ لن ولم يتوقف، رغم حادثة انهيار جزء من الاهراءات، وأثارت الى ان الاحتياطات والاجراءات متخذة منذ عدة زمنية تحسباً لاي طارئ.

ولاحقاً، وصلت طوافة تابعة للجيش اللبناني الى محيط مرفأ بيرو، ورشت الماء على صوامع اهراءات القمح للحد من انتشار الغبار عقب انهيار جزء بعد ظهر امس.

وافاد مصدر ميداني ان صومعتين جديدة مع الصوامع معرضة للانهيار.

الأفران: الطوابير اختفت

على صعيد معالجة ازمة الخبز، أجرت خلية الأزمة في اللجنة الوزارية المعنية بإدارة توزيع القمح والطحين، بتوجيهات من وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، مسحاً ميدانياً في كل المناطق اللبنانية، فتبيّن أن أزمة الخبز انتهت بنسبة 90%، والطوابير اختفت.

ووجه سلام شكراً خاصاً إلى كل الأجهزة الأمنية المعنية التي تعمل 24 ساعة ساهرة على الرقابة والتوزيع العادل والمحاسبة، وقال: «وضعت الآلية الجديدة حدّاً لتجار الازمات، وقد ضبط أصحاب عدد من الافران والمطاحن المخالفة لقرارات وزارة الاقتصاد، وهم قيد التحقيق في القضاء المختص».

 

وطلبت وزارة الاقتصاد من القضاء «التشدّد في العقوبة لكل مخالف، لأن السجن هو الحل ليتعظ كل من تسول له نفسه المتاجرة بلقمة اللبنانيين».

2312 إصابة جديدة

صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 2312 إصابة جديدة بفايروس كورونا، مع 4 وفيات، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1173871 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

هوكشتاين في لبنان على وقع مُعادلة جديدة فرضتها المقاومة

 المشهد الحزين: انهيار «صومعتين» على بعد أيام من الذكرى الثانية لإنفجار المرفأ

بيلوسي تبدأ جولة آسيوية في ظل إستنفار عسكري صيني ــ أميركي.. فهل تزور تايوان؟

 

وصل الوسيط الأميركي بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عاموس هوكشتاين إلى بيروت أمس البارحة في زيارة تستمر يومين للقاء المسؤولين اللبنانيين حول ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع العدو الإسرائيلي. وكانت السفيرة الأميركية في إستقباله في المطار وتوجّه من بعدها مباشرة إلى مقر الأمن العام للقاء اللواء عباس إبراهيم. ومن ثم توجّه إلى وزارة الطاقة حيث إلتقى الوزير وليد فياض.

 

وقبيل وصول هوكشتاين إلى بيروت، صرّح مسؤول إسرائيلي لوكالة رويترز أن «المبعوث الأميركي سيعرض إقتراحًا إسرائيليًا جديدًا بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان»، مُضيفًا «مقترحنا الجديد يسمح للبنان باستخراج الغاز من المنطقة، مع الحفاظ على حقوقنا».

 

بعض المحلّلين السياسيين قالوا إن هذه المرحلة من المفاوضات هي الأخطر خصوصًا أنها تأتي على أبواب انتخابات رئاسية وفي ظلّ مجموعة أزمات داخلية مثل أزمة المطران موسى الحاج، وحادثة رميش وأزمة السفينة لوديسيا التي تحمل قمحّ عليه خلاف روسي – أوكراني والتي ترسي في مرفأ طرابلس.

 

الطرح الذي يحمله هوكشتاين بحسب التقديرات يدور حول الخطّ 23 وإمكانية تعديله (متعرّج بدل أن يكون مُستقيم) بما يضمن المصالح الإسرائيلية ويوافق عليه لبنان. وتقول المعلومات أن هوكشتاين يحمل طرحًا ينصّ على المحافظة على الخط 23 بصيغته الحالية (أي أن إسرائيل تحتفظ بحقّها في حقل قانا) على أن تسمح للدولة اللبنانية ببدء التنقيب على الغاز في هذا الحقل ويؤجّل موضوع البت بالحدود إلى موعدٍ أخر. هذه الصيغة التي من المستبعد أن يقبلها لبنان الرسمي – إلا إذا مورست عليه ضغوطات هائلة – يُلاقيها موقف المقاومة التي لن ترضى بأقل من حقل قانا. وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن الفيديو الذي بثّه الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان، هو رسالة إستباقية تستهدف هوكشتاين كما الداخل اللبناني ومفادها أن المقاومة لن ترضى بأقلّ من حق لبنان. وبحسب قناة الميادين، فإن المشاهد الموجودة في الفيديو والتي أظهرت الأهداف البحرية في منطقة كريش مع إحداثياتها، إلتقطت من كاميرا حرارية متقدمة تخص سلاحًا صاروخيًا وهو ما يعني أن هناك سيطرة استخبارية كاملة على المساحة البحرية التي يعمل فيها الاحتلال الإسرائيلي مع إطلاع واسع ودقيق على عدد القطع البحرية وإحداثياتها وهوياتها وعدد العاملين عليها وأكثر. وأضافت القناة الى أن التشويش الذي ظهر على الصورة في الفيديو كان مقصوداً حول محيط الشاشة.

 

الإحتمال الثاني في طروحات هوكشتاين هو أن يقترح خطّ 23 مُتعرّج يحترم معادلة كريش مُقابل قانا وهو ما لن يتمّ طرحه إلا بعد رفض السلطات اللبنانية للعرض الأول للموفد الأميركي.

 

وتقول بعض المصادر المطلعة أن المخاوف الكبيرة تأتي من «خنوع» الطبقة السياسية اللبنانية أمام الضغوطات الأميركية وخصوصًا أن المفاوضين في لبنان يهابون العقوبات الأميركية وبالتالي يأتي دور المقاومة لدعم الموقف اللبناني وتقويته أمام فريق مفاوض يُحاول إزاحة الكأس عن رأسه!

تنصّل رسمي؟

 

إلى هذا، رأى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب أنه «لا يوجد مشكلة مع المقاومة إلا أن القرار حول الترسيم هو قرار الحكومة اللبنانية». وإعتبر بو حبيب في مقابلة تلفزيونية أن الفيديو الذي بثّه إعلام المقاومة عن إحداثيات منصات استخراج الغاز «لا يمثل موقف لبنان». وهو ما رأى فيه البعض تنصّلا رسميا خوفًا من ردّة الفعل الأميركية.

 

بغض النظر عما هي حقيقة الأمر، هذا الفيديو يدعم موقف الدولة اللبنانية في المفاوضات ويُعطيه زخمًا كبيرًا في الحفاظ على حقوق لبنان. وإذا كان بعض المفاوضين اللبنانيين ينبطحون تحت ثقل التهديدات من عقوبات عليهم، إلا أن موقف المقاومة يُمثّل تقوية لموقف هؤلاء بدون أن يتحمّلوا عبء ردّة الفعل الأميركية.

 

ونقل فياض عن هوكشتاين قوله «إن الفيديو الذي نشره حزب الله اليوم عن المسيّرات لا يُفيد ولا يُساعد في المفاوضات «.

إنحلال مؤسسات الدولة

 

المواطن اللبناني الذي يعيش على وتيرة المعلومات المتوافرة في الإعلام عن مفاوضات ترسيم الحدود علّها تكون خيرًا عليه، يعيش الأمرّين مع فلتان كبير في الأسعار أقلّ ما يُقال عنه أنه «سرقة للشعب». فسعر «كعكة الكنافة» في أحد المحال وصل إلى 80 ألف ليرة لبنانية! نعم 80 ألف ليرة لبنانية وهي التي كان ثمنها قبل الأزمة 5000 ليرة لبنانية. تسأل عن سبب الارتفاع الجنوني هذا، يقولون إنه يعود إلى ثمن الزبدة المستخدمة والتي يتمّ إستيرادها من إيطاليا خصيصًا. لكن ما الذي يؤكّد أن هذه الزبدة هي فعلًا مستوردة خصوصًا أن الفساد المستشري أوصل التجار إلى أبشع الممارسات مثل تهريب الخبز والطحين والمحروقات والغش في البضائع وتاريخ صلاحياتها… وكل ذلك في ظل غياب كامل للأجهزة الرقابية التي يُتحفنا وزير الاقتصاد والتجارة يوميًا بأنه سيعاقب ويسجن المخالفين من دون أي نتيجة!

 

ربطة الخبز تُباع بـ 30 ألف ليرة تحت أعين الدولة في سوق سوداء مُنتشرة على كامل الأراضي اللبنانية ولا حسيب ولا رقيب. المطاحن والأفران شركاء بالكامل في عملية السوق السوداء للطحين الذي يؤمّن دولاراته مصرف لبنان!

 

هذا السقوط المدوّي لأجهزة الرقابة في لبنان، يواكبه سقوط لكل مؤسسات الدولة مع إستمرار الإضراب العام لموظفي الدولة الذين يتوقّعون الأسوأ مع حديث عن وصول دولار السوق السوداء إلى 60 ألف ليرة لبنانية بعد إقرار المساعدات للموظّفين.

الدولار الجمّركي

 

إلى هذا، عاد الحديث عن الدولار الجمركي والذي من المتوقّع أن يتم إصدار مرسوم جوّال به في الساعات أو الأيام القادمة. وإذا كانت المعطيات عن سعر الدولار الجمركي لا تزال في خانة التقديرات والتخمينات، إلا أن البعض يتحدّث عن أن الحكومة ستعتمد مبدأ الزيادة التدريجية حيث سيتّم رفعه إلى 6000 ليرة في المرحلة الأولى، ليُعاد بعدها رفعه إلى 8000 و12000 وفي النهاية إلى سعر منصة صيرفة.

 

هذا الأمر وفي ظل غياب إصلاحات جوهرية وقانون الكابيتال كونترول، سيؤدّي إلى زيادة التهريب إلى لبنان حيث ستنشطّ مافيات إدخال السلع والبضائع إلى لبنان من دون أن يكون هناك مرور عبر الجمارك وبالتالي فإن المداخيل المتوقّعة من رفع سعر الدولار الجمركي، لن تكون على الموعد.

 

أضف إلى ذلك التضخّم الكبير الذي سيشهده لبنان وفقدان الليرة من قيمتها نظرًا إلى أن التعامل بالكاش سيدفع مصرف لبنان إلى طبع العملة لتلبية حاجة السوق من العملة النقدية التي أصبحت إلزامية لدى التجّار.

الباخرة لوديسيا

 

السفينة السورية لوديسا والتي تحمل على متنها 5000 طن من الشعير و5000 طن من القمح، وضعت لبنان في أزمة ديبلوماسية وقانونية. فالسفارة الأوكرانية في لبنان أبلغت السلطات اللبنانية أن السفينة مُشتبه بها أنها تحمل شحنة مسروقة من مخازن أوكرانية.

 

في الواقع، وصول هذه السفينة إلى طرابلس يضع لبنان في مأزق قانوني مع الولايات المتحدة الأميركية من نأحية أنها خاضعة للعقوبات الأميركية منذ العام 2015، وفي مأزق قانوني بحكم أن القانون الدولي يفرض عدم قبول بضائع مسروقة (لم يثبت هذا الأمر حتى الساعة). كذلك، أصبح لبنان في مأزق ديبلوماسي مع أوكرانيا التي تُعتبر المصدّر الأول للقمح إلى لبنان (50% من إجمالي إستيراد القمح) وبالتالي وفي ظل فرضية توتّر العلاقات بين لبنان وأوكرانيا سيكون هناك مُشكلة قمح أسوأ مما هي عليه الأن.

الانهيار…في المرفأ

 

على صعيدٍ آخر، وفي المأساة المستمرة منذ عامين حتى يومنا هذا، انهارت صومعتين من الجزء الشمالي لإهراءات مرفأ بيروت على بعد 4 أيام من الذكرى الثانية لإنفجار مرفأ بيروت، في مشهد يعد مزيج من الألم والحزن لأهالي ضحايا الانفجار واللبنانيين، حيث يشكل هذا المعلم الشاهد الوحيد على السلطة الفاشلة والمجرمة التي تعد المسؤولة الأولى عن هذه الجريمة، في حين تسعى السلطة بكل ما أوتيت من قوة لعرقلة التحقيق وطمس الحقيقة ضاربة بعرض الحائط مبدأ العدالة والمحاسبة والاقتصاص من المقصرين والمجرمين.

 

وبالعودة الى الخبر، انهار جزء متصدع من صوامع الحبوب بمرفأ بيروت أمس الأحد بعد تكرر اندلاع النيران فيها.

 

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية فقد غطى غبار كثيف أجواء مرفأ بيروت فور انهيار الجزء المتصدع.

 

ويأتي ذلك بعد أسبوعين من اندلاع حريق في القسم الشمالي من الصوامع نتج -وفق السلطات وخبراء- عن تخمر مخزون الحبوب مع ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة.

 

وحذرت السلطات المعنية قبل أيام من أن الجزء الشمالي المتصدّع جراء الانفجار معرّض لـ»خطر السقوط». وتحولت الصوامع إلى رمز لانفجار مرفأ بيروت، الذي تسبب في الرابع من آب 2020 بمقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح.

 

وقد امتصت الصوامع -البالغ ارتفاعها 48 مترا وكانت تتسع لـ120 ألف طن من الحبوب- القسمَ الأكبر من عصف الانفجار المدمّر؛ وقد حمت بذلك الشطر الغربي من العاصمة من دمار مماثل لما لحق بشطرها الشرقي، وفق خبراء.

 

ووفق وزارة البيئة، لا تزال الصوامع الجنوبية ثابتة من دون رصد أي حركة تهدد سلامتها.

جبهة صينية – أميركية؟

 

على صعيد دولي، بدأت رئيسة مجــلس الــنواب الأمــيركي نانسي بيلوسي أمس البارحة زيارة لكل من سنغافورة ومــاليزيا وكوريا الجنوبية واليابان. هذه الزيــارة وتّرت الــعلاقات الأميركية – الصينية حول ملف يُعتبر من الخطوط الحمر بالنسبة للصين – أي الملف التايواني، حيث من المتوقّع أن تقوم بيلوسي بزيارة لجزيرة تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي وتدّعي الصين سيادتها على هذه الجزيرة.

 

وما يوتّر الأجواء أكثر هو المواضيع التي تنوي بيلوسي بحثها خلال جولتها على رأس وفد من الكونغرس الأميركي، إذ ستبحث بيلوسي في هذه الدول ملف الأمن والشراكة الاقتصادية والحكم الديمقراطي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

 

وعلى الرغم من أن المسؤولين الأميركيين يقومون بزيارات منتظمة للجزيرة إلا أن الصين ترى في زيارة بيلوسي (المحتملة) للجزيرة إستفزازًا عبّر عنه الرئيس الصيني شي جينبينغ لنظيره الأميركي جو بايدن خلال المكالمة التليفونية الأخيرة والتي قال فيها جينبينغ أن «الذين يلعبون بالنار يحرقون أنفسهم في نهاية المطاف». هذا الإستفزاز أخذ أبعادًا إضافية عبر مواكبة بيلوسي في زيارتها حاملة طائرات أميركية بالإضافة إلى مقاتلات رافقت طائرة بيلوسي. هذا الأمر دفع الصين إلى تنظيم تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في البحر الفاصل بين الجزيرة والصين. وإذا كانت هذه المناورات محدودة جغرافياً من ناحية إقتصارها على المنطقة المواجهة للسواحل الصينية، إلا أن التهديدات الصينية بلغت مستويات مرتفعة لم تبلغها خلال أربعة عقود من الخلافات مع الولايات المتحدة الأميركية حيث حذر متحدّث بإسم القوات الجوية الصينية أن الصين «ستحافظ بحزم على السيادة الوطنية وسلامة أراضيها»، مُضيفًا «سلاح الجو الصيني لديه الإرادة الراسخة والثقة الكاملة والقدرة الكافية للدفاع عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي».

 

الولايات المتحدة الأميركية من جهتها حاولت التخفيف من حدّة التوتر مع الصين حيث أعرب وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن عن «أمله في أن يتمكن كل من الصين والولايات المتحدة الأميركية من إدارة خلافهما بشأن تايوان بحكمة». مُضيفًا «لدينا خلافات عدّة في شأن تايوان، لكن خلال أكثر من أربعين عاماً، تمكّنّا من إدارة هذه الخلافات، وفعلنا ذلك بطريقة حافظنا عبرها على السلام والاستقرار، وسمحت لشعب تايوان بالازدهار».

 

وبالتالي، من المتوقّع أن تشهد الأيام القادمة حماوة على صعيد جبهة تايوان بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة وبين الصين من جهة أخرى. وإذا كانت المواجهة العسكرية مُستبعدة (أو أقلّه محدودة) نظرًا إلى المخاطر من إنزلاق نحو مواجهة مفتوحة، إلا أن هذه الأزمة ستنعكس حكمًا فوضى في المجال الإقتصادي وهو ما لن نتأخر في رؤيته في الأيام والأشهر القادمة.

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

سباق بين مهمة هوكشتاين وتصعيد حزب الله

 

استباقا بساعات لزيارة الوسيط الأميركي في ترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين الى لبنان، عرض الاعلام الحربي لحزب الله فيديو نشر فيه مشاهد وإحداثيات لمنصات استخراج الغاز في اسرائيل.

 

ونشر الاعلام الحربي لحزب الله الفيديو الذي قال أنه صور أمس السبت في 30 تموز تحت عنوان «في المرمى… اللعب بالوقت غير مفيد».

 

كما نشر الحزب عددا من العناصر الذين يرتدون ثياباً سوداء على الحدود .

 

فهل هذه الرسالة الحربية برسم الوساطة الاميركية ام انها تتزامن مع عودة الحديث الايراني عن العودة الى طاولة مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي الايراني.

 

السلطة سارعت للتبرؤ من هذه الرسالة فأعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب الى ان ابرز لقاءات الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية أموس هوكشتاين ستكون مع الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وهناك موقف واحد للمسؤولين اللبنانيين وهو العودة الى المفاوضات في الناقورة، والرؤساء متفقون على ذلك.

 

واكد بو حبيب  بان «فيديو المسيرات الذي نشره حزب الله عن احداثيات منصات استخراج الغاز لا يمثل موقف الدولة اللبنانية». واكد بانه لا توجد مشكلة مع المقاومة الا ان القرار حول الترسيم هو قرار الحكومة اللبنانية.

 

وكان هوكشتاين قد وصل إلى بيروت ظهر امس، آتيا من طريق اثينا، للقاء المسؤولين ومتابعة المفاوضات معهم بشأن هذا الملف حيث ستكون له سلسلة لقاءات يجريها في لبنان اليوم.

 

في السياق، افادت «رويترز» نقلاً عن مسؤول إسرائيلي بأنّ «المبعوث الأميركي في ملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين سيعرض إقتراحاً إسرائيلياً جديداً بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان».

 

واوضح المسؤول الإسرائيلي أنّ «مقترحنا الجديد يسمح للبنان باستخراج الغاز من المنطقة مع الحفاظ على حقوقنا».

 

واستقبلته في المطار السفيرة الأميركية دوروثي شيا وعدد من اركان السفارة.

 

الامن العام والطاقة

 

ومن المطار، توجه هوكشتاين الى المديرية العامة للأمن العام يرافقه وفد أميركي والسفيرة الاميركية، حيث التقى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في مكتبه، وتناول البحث تطورات ملف ترسيم الحدود البحرية.

 

وانتقل هوكشتاين ترافقه السفيرة الأميركية، دوروثي شيا الى وزارة الطاقة للقاء وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض.، حيث استمر اللقاء قرابة الساعة من الوقت، وخرج بعد اللقاء معرباً عن سروره لوجوده في لبنان.

 

لكن وزير الطاقة أعلن في دردشة مع الإعلاميين أنّ هوكشتاين حمل طرحاً جديداً إلى المسؤولين اللبنانيين وقال له إنّه إيجابي كما نفى أي شائعات عن التنقيب المشترك بين لبنان وإسرائيل».

 

ولفت إلى أن هوكشتاين أعلمه بأنّه سيفاوض مع البنك الدولي بشأن شروط السير بخطة الكهرباء التي نفذها لبنان».

 

وأضاف فياض: «الإدارة الأميركية اشترطت حصول لبنان على تمويل البنك الدولي لإعطائه ضمانات بعدم تعرضه لعقوبات قانون قيصر إذا ما استُجرّ الغاز من مصر»، كاشفاً عن وعد هوكشتاين له بالحصول على الضمانات الأميركية لعدم التعرض لعقوبات قانون قيصر نهاية هذا الصيف».

 

وأردف: «شرطان يضعهما البنك الدولي على لبنان هما زيادة التعرفة وبداية الإجراءات لتعيين الهيئة الناظمة».

 

وأعلن فياض أنّه أرسل كتاباً إلى مؤسسة كهرباء لبنان طلب فيه البدء بزيادة التعرفة.

 

وكشفت المعلومات أنّ «هوكشتاين قال لفياض إن الفيديو الذي نشره «حزب الله» امس عن المسيّرات لا يُفيد ولا يُساعد في المفاوضات لأنّ هناك انتخابات في إسرائيل وهذا سيجعلها أكثر تشدّداً».

 

قائد الجيش

 

وزار هوكشتاين والوفد المرافق  قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه في اليرزة،  وأطلعه  على آخر تطورات الملف. من جهة أخرى، جدد قائد الجيش تأكيده التزام المؤسسة العسكرية بأي قرار تتخذه السلطة السياسية في هذا الشأن، آملاً أن تصل المفاوضات إلى النتائج المرجوة لما في ذلك من مصلحة للبنان.

 

نريد قانا كاملا

 

وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري اعلن موقفا حاسما من موضوع ترسيم الحدود البحرية، فشدد على أن «لبنان يُريد حقل قانا كاملاً «يا كلّو يا بلاه.» وقال عن عودة الوسيط اموس هوكشتاين «بكرا بتاخدوا الجواب الشافي وانشالله الذهاب الى الناقورة احسن ما نروح على مطرح تاني».

 

وعندما سئل هل تقصد الذهاب الى الحرب، فاجاب: انا لم اقل ذلك .

 

عيد الجيش

 

ويحيي لبنان اليوم عيد  الجيش فيقام احتفال عسكري في المدرسة الحربية في الفياضية لتخريج دفعة جديدة من الضباط،  وهذا سيضع أركان الحكم أمام «تنسيق اضطراري» سيوفّر الفرصة الشكلية المتاحة له حضور الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي الاحتفال العسكري التقليدي بما يفترض أن يستتبعه لقاء ثلاثي بين عون وبري وميقاتي أو ثنائي بين عون وميقاتي مع ترجيح الفرضية الثلاثية. وإذا حصل اللقاء وفق المتوقع، فإنّه سيكسر شكلاً على الاقل القطيعة القائمة بين بعبدا والسراي منذ ثلاثة أسابيع بما شكّل مؤشّراً إلى استبعاد أي احتمال جدي بعد لتحريك ملف تشكيل الحكومة الجديدة وطي صفحة هذا الاستحقاق واقعياً.

 

وإذ لم يُعرَف بعد ما اذا كانت «خلوة الرؤساء» المرتقبة قد تعقد في بعبدا أم على هامش الاحتفال العسكري، فإنّ ثمة أوساطاً تعتقد أنّ الدخول العلني للرئيس  بري أمس على خط التمني بعقد لقاء ثلاثي أو ثنائي إنّما يمهّد لاجتماع سيكون مضمونه مزودجاً، إذ يتناول الانسداد الذي اصطدم به الاستحقاق الحكومي وما إذا كان ممكناً بعد إعادة تحريك الجهود لتاليف حكومة رغم محدودية هذا الاحتمال، وسيتناول من جهة أخرى معالم الموقف اللبناني ما سينقله الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى المسؤولين اللبنانيين عن الجواب الإسرائيلي على الطرح الذي قدمه لبنان إلى هوكشتاين في الزيارة الأخيرة التي قام بها لبيروت قبل أسابيع عدة. وبدا في هذا السياق، وفق الأوساط نفسها، أنّ المعطيات المتوافرة لدى المسؤولين لا سيما لدى فريق العهد تشير الى توقعات إيجابية سبق للوزير  بو حبيب،كما تحدّث عنها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب. ولذا يملي الوضع تنسيقاً كان مقطوعاً بين المسؤولين للتحسب لكل الاحتمالات الجدية التي ترتبها زيارة هوكشتاين. 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram