افتتاحية صحيفة البناء
بينغ يحذّر بايدن من اللعب بالنار… وقطر لجولة تفاوض أميركيّة إيرانيّة… وأنقرة للتعاون مع دمشق/
هوكشتاين أول الأسبوع في بيروت… وتسويق الاستثمار المشترك… والحقول بدل الخطوط/
فرنجيّة يبدأ التشاور الرئاسيّ مع الحلفاء عند برّي: نحن فريق واحد… ومع كل ما هو لمصلحة لبنان/
التراجع الأميركيّ يفرض حضوره إلا عند الحكومة اللبنانية وبعض القيادات السياسية لبنان، حيث التراجع أمام المقاومة وتهديداتها يجلب الوسيط الأميركي مهرولاً، بينما البعض يؤدي له فروض الطاعة ويخشى إغضابه، ليس فقط بالبحث الجدي بعرض الفيول الذي قدّمته المقاومة، بل بما يتسرّب عن بعض المواقف حول خطوط التفاوض والكلام التمهيديّ عن كون المفاوضات تبادل تنازلات.
أما عن معالم هذا التراجع الأميركي فالأمس كان حافلاً، انطلاقاً من المحادثة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، في محاولة لامتصاص التوتر الناجم عن الأزمة التي تفاقمت حول تايوان بإعلان رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي عزمها زيارة تايبه، ورغم تأكيد بايدن على التزام واشنطن بمعادلة الصين الواحدة، وعدم تشجيعها لأية خطوة تشجع على التعامل مع تايوان خارج هذا الإطار، سمع من الرئيس الصيني ما أكد مضمون تحذيرات الجيش الصيني من رد عملي ميداني على الزيارة في حال القيام بها، حيث نقل التلفزيون الصيني عن شي جين بينغ قوله لبايدن: إن من يلعب بالنار يحترق.
بالتوازي جاء إعلان قطر عن استعدادها لاستضافة جولة تفاوض جديدة بين طهران وواشنطن حول الاتفاق النوويّ برعاية مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبيّ جوزيب بوريل، ترجمة لما سبق وأعلنه بوريل عن نسخة جديدة من الاتفاق تتضمّن تنازلات قال إن الحصول عليها تمّ بشق النفس، وما تبع كلام بوريل من إشارات توحي بالإيجابية من واشنطن وطهران، حيث يبقى التوجه نحو العودة إلى الاتفاق النووي بالنسبة لواشنطن تعبيراً عن انسداد الطرق أمام البدائل من جهة، وتقدم البرنامج النووي الإيراني بتسارع مقلق لواشنطن من جهة مقابلة، بينما تبدو طهران مرتاحة لوقتها، سواء في تهافت الأسواق النفطية من حولها رغم العقوبات، أو في مكاسبها المحققة نووياً.
مشهد آخر عن التراجع الأميركي قدّمته مواقف وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، بما بدا أنه إشارة إضافية لنتائج قمة طهران والتفاهمات التي شهدتها، حيث أعاد أوغلو توجيه الاتهامات التي سبق أن وجهها الرئيس رجب أردوغان للأميركيين بتحميلهم مسؤولية نمو الإرهاب، ودور الاحتلال الأميركي في رعاية نشوء كانتون كردي على الحدود التركية، ملاقياً ما صدر عن قمة طهران لجهة اعتبار الانسحاب الأميركي من شرق الفرات مهمة راهنة، كما قال وزير الخارجية السورية فيصل المقداد من طهران بعد انتهاء القمة، مضيفاً أن البديل سيكون انطلاق مقاومة شعبية سورية للاحتلال الأميركي، بدا أن طلائعها قد بدأت، والجديد الذي أضافه أوغلو في كلامه هو التلميح لبديل عن العملية العسكرية هو تولي الدولة السورية مسؤولية الأمن في شرق الفرات، وإعلان الاستعداد التركي لدعم هذا التوجّه وتقديم المساعدة إذا اقتضى الأمر، بينما تدعو سورية تركيا للإيفاء بالتزاماتها في الشمال الغربي حيث الدور التركي وازن، ويتحمّل بالتوازي مع الأميركي مسؤولية تقاسم الأراضي السورية ورعاية الإرهاب. وهذا التوليف بين واقعي غرب وشرق الشمال السوري سيكون خلال أيام على جدول أعمال اللقاء الذي سيجمع الرئيس التركي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي.
لبنانياً، مواقف تحتاج الى المزيد من الصلابة مع موعد مفترض لوصول الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين مطلع الأسبوع، حاملاً معه مظاهر الإيجابيّة تحت تأثير السعي لتفادي المواجهة، ولكن، أما “لكن” التي يحملها هوكشتاين فستكون بعد الإعلان عن قبول العرض اللبنانيّ، و”لكن” هنا تضيف، اعتماد الخطوط طريقاً للترسيم يعني ما يحصل عليه لبنان شمال الخط 23 شرقاً يجب أن يقايضه بمساحة موازية جنوب الخط 23، غرباً، أو الذهاب الى بديل، هو الاستثمار المشترك للحقول وتقاسم عائداتها، مع تقديم عروض لشركات أميركيّة تتولى المهمة، وتحويل المنطقة بين خط هوف والخط 29 الى منطقة استثمار مشتركة، والخوف من التراجع والتراخي اللبناني أمام الأميركي دفع بكتلة الوفاء للمقاومة الى التحذير من أي تفريط بالخط المقترح لبنانياً من جهة، ومن التهاون مع محاولة لاستدراج لصيغ مرفوضة، تقوم على التطبيع مع كيان الاحتلال كما هو حال عروض الاستثمار المشترك، ونظرية الحقول بدلاً من الخطوط.
سياسياً، بدأ الوزير السابق سليمان فرنجية زياراته التشاورية حول الاستحقاق الرئاسي من عين التينة بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأعلن بعد اللقاء “نحن فريق واحد” وردّ على سؤال حول موقفه من ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية بقوله، كل ما هو لمصلحة لبنان نحن معه.
يصل الوسيط الأميركي المكلف ملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين آخر الأسبوع الحالي الى بيروت حاملاً معه الجواب الإسرائيلي حول ملف الترسيم، في ظل الحديث عن رغبة اميركية واسرائيلية في الانتهاء من هذا الملف قبل شهر أيلول، الا ان الاشارات الايجابية التي تتناقلها القوى السياسية لا تعني وفق مصدر سياسي مطلع لـ»البناء» ان الأمور في خواتيمها، لا سيما وان الاقتراحات الاسرائيلية الجديدة في ما خص الترسيم لا يمكن للبنان ان يوافق عليها، وبالتالي فإن لعبة المراوحة والمماطلة لا تصب في مصلحة لبنان، مشيرة الى ان الدولة قدمت تنازلات كثيرة عندما ركزت في التفاوض على الخط 23 بلاس، وبالتالي الأمور لم تعد عند الجانب اللبناني وعلى «اسرائيل» عدم ابتداع طروحات جديدة الالتزام بما حمله هوكشتاين من بيروت.
أوضحت كتلة الوفاء للمقاومة، أنه “ليس للعدو الصهيوني أن يملي شروطه على لبنان بأي وجهٍ من الوجوه أو بأي مجالٍ من المجالات، وعلى المعنيين في الدولة أن يُحسنوا الاستفادة من المقاومة وجهوزيتها لتلافي أي استدراج أو إضعاف للموقف اللبناني من ترسيم الحدود البحرية، الذي سيتقرّر في ضوئه مستقبل الوضع المالي والاقتصادي والسياسي للبلاد”.
اما على خط الملفات السياسية، فإن الاستحقاق الرئاسي يتفوّق على تأليف الحكومة العتيدة التي يبدو أنها وتشكيلها وضعا جانباً بموافقة داخلية وخارجية، على اعتبار مصدر مطلع لـ»البناء» ان التسوية الرئاسية قد تحمل معها تسوية حكومية، وأن البلد سينشغل بدءاً من منتصف آب بملف رئيس الجمهورية ترشيحاً، علماً أن الأمور توحي اليوم أن لا وضوح في الرؤية عند القوى السياسية المعارضة ونواب التغيير تجاه ملف رئاسة الجمهورية، مع اعتقاد البعض أن من المبكر بعد فتح هذا الملف فهناك نحو شهر بعد عن تاريخ 1 ايلول ناهيك عن أن المشهد الإقليمي لا يزال ضبابياً ولا يمكن البناء عليه راهناً.
ومن عين التينة قال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية «نحن ورئيس مجلس النواب نبيه بري فريق واحد». وعن رأيه بترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، قال “كل ما هو لمصلحة لبنان نحن معه».
وطمأن وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام أن كل جداول توزيع القمح والطحين أصبحت في متناول أي شخص وبدءاً من الاسبوع المقبل ستصبح على موقع الوزارة. وأوضح “أننا سنلمس انفراجات في أزمة الخبز خلال اليومين المقبلين”.
وأشار نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف إلى أن كان من المفترض أن نتسلّم في شهر حزيران الماضي 27 ألف طن في حين تسلّمنا أقل بـ7 أو 8 آلاف طن، وإذا كان هناك من تهريب خارجي فهو من مسؤولية الدولة، معتبراً أن سبب الأزمة ليس نتيجة استعمال الطحين في غير محله بل بسبب نقص القمح”. وأوضح أنه “إذا رفع الدعم نهائيّاً فسيصبح سعر ربطة الخبز 30 إلى 32 ألف ليرة”، مؤكداً أن “القمح يكفي لفترة 40 يوماً وهناك كمية على الطريق للمطاحن وستدعم من مصرف لبنان”.
وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “أن تحقيق الأمن الغذائيّ للجميع يشكل إحدى الأولويات الرئيسية لدولنا وسائر البلدان العربية، لا سيما في ضوء الأحداث الاخيرة في العالم والتي كشفت فعلياً فجوة عميقة ينبغي التنبه لها وتتعلق بضرورة تعديل سلّم الاولويات والتركيز بشكل أساسي على القطاعات الزراعية والغذائية وتبادل الإنتاج وتكامله، إضافة الى تبسيط إجراءات التصدير والاستيراد وانسياب الاشخاص والخبرات». وشدد خلال رعايته افتتاح اجتماعات وزراء الزراعة في لبنان عباس الحاج حسن، سوريا محمد حسن قطنا، الأردن خالد الحنيفات والعراق محمد كريم الخفاجي في السراي الحكومي على “أن لبنان الذي يعاني من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية يتطلع إلى أشقائه وأصدقائه لكي يقفوا إلى جانبه في محنته، ليستطيع أن يعود إلى لعب دوره المحوريّ داخل أسرته العربية».
وطلبت لجنة المال والموازنة من وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل إعادة النظر بأرقام الموازنة مرّة أخيرة بالإضافة الى المواد المطلوب منها إعادة النظر فيها على ان تقدم لها الايضاحات قبل جلسة لجنة المال الثلثاء المقبل».
وصدرت أمس، المراسيم المتعلقة بمقررات اجتماع اللجنة الوزارية لمعالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرفق العام، التي اجتمعت برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. فوقع رئيس الجمهورية ميشال عون مرسوماً بإعطاء وزارة المالية سلفة خزينة بقيمة 140 مليار ليرة لدفع تعويض إنتاجيّة لموظفي الإدارات العامة والعاملين في تعاونية موظفي الدولة، ومرسوماً بتعديل مقدار تعويض النقل الموقت للعاملين في القطاع العام، ومرسوماً بإعطاء تعويض إنتاجيّة لموظفي الإدارات العامة.
ونوّه وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل في بيان “بقرار رؤساء الوحدات والموظفين في مديرية المالية العامة في وزارة المال، حضورهم الى مكاتبهم في مديريتي الصرفيّات والخزينة لتحضير وإنجاز وتحويل المساعدة الاجتماعية للجيش والقوى الأمنية والمتقاعدين”، مجدداً التأكيد على متابعة جهوده لتحسين أوضاع جميع العاملين في القطاع العام.
ووقّع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل مراسيم ترقيات عائدة لكلّ من وزارتَي “الدفاع الوطني” و”الداخلية والبلديات»، وأحليت الى رئاسة مجلس الوزراء.
وبمناسبة عيد الجيش، أكّد قائد الجيش العماد جوزف عون أنّ “الجيش سيبقى ركيزة بنيان لبنان”، مضيفاً “لن نسمح باهتزاز الأمن ولن نسمح للفتنة أو الفوضى أن تجد لها طريقاً إلى ساحتنا الداخلية، على أمل اجتراح الحلول السياسية الكفيلة بإنقاذ البلاد ومنعها من الانهيار”، وأكد في “أمر اليوم” “التزامنا تجاه القضايا الوطنية أساسي، والتزامنا بالمواقف الرسمية حتمي، وبخاصة ملف ترسيم الحدود البحرية، والتزامنا بالقرارات الدولية وتعزيز التعاون مع قوّة الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان ضرورة قصوى”.
وزارت السفيرة الأميركية دوروثي شيا زورقي الاستجابة السريعة الجديدين لخفر السواحل الأميركي في مرفأ بيروت، وغرّدت السفارة الأميركية في بيروت عبر حسابها على “تويتر”: يُعدّ زورقا الاستجابة السريعة الجديدان لخفر السواحل الأميركي مؤشراً آخر على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والجيش اللبناني وتأتي هذه الزيارة المقررة إلى مرفأ بيروت بعد إتمام التدريبات البحرية السنوية التي أجراها الجيش اللبناني مع القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية على مدى الأسبوعين الماضيين. واضافت “ندرك أن هذه أوقات عصيبة للعسكريين ولعناصر قوى الأمن الداخلي في لبنان. لهذه الغاية، تنوي الولايات المتحدة تطوير برنامج دعم سبل العيش للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لتقديم المساعدة التي تشتد الحاجة إليها. لا يزال هناك عمل يتعين القيام به لتنفيذ البرنامج، ولكن تم إحراز تقدم كبير”. كما أثنت السفارة الأميركية على “دولة قطر لإعلانها الأخير عن دعمها المباشر للجيش اللبناني”.
الى ذلك لم تحضر القاضية غادة عون استدعاء مجلس القضاء الأعلى بعد ظهر امس، وقدمت اعتذارًا عبر إرسالها مذكرة تتضمن كل التوضيحات، في وقت يرتقب أن يمثل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي أمام المجلس في قضية المطران موسى الحاج.
**********************
افتتاحية صحيفة النهار
الأولويات اللبنانية بين ماكرون وبن سلمان
بدأت #بيروت تستعد لاسبوع احياء الذكرى الثانية لانفجار #مرفأ بيروت في الرابع من آب وسط تصاعد المناخات الحارة التي يضفيها تعطيل التحقيق العدلي في جريمة الانفجار واستفحال “الفجور” السياسي الذي أدى الى هذا التعطيل، كما وسط تفاقم الازمات الداخلية في كل الاتجاهات الامر الذي سيجعل من الأسبوع المقبل محطة مشهودة في ترقب التطورات التي ستواكب هذه المناسبة . وفيما يرتفع منسوب الغموض حول الأوضاع الداخلية بفعل القطيعة التي تسود العلاقات بين اركان السلطة، تترقب الأوساط الديبلوماسية بكثير من الشكوك أداء المسؤولين في التعامل مع ما سينقله الوسيط الأميركي في ملف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين #لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين الذي سيصل الى بيروت الاحد ويجول الاثنين على الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي وربما على مسؤولين اخرين في مهمة صار شبه مؤكد انها ستحمل تطورات بارزة ومفصلية في ملف الترسيم .
ويبدو ان الاستحقاقات اللبنانية الأساسية هذه طرحت على طاولة الاهتمامات الفرنسية – السعودية المشتركة امس، اذ افاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان الملف اللبناني كان حاضرا خلال العشاء الذي جمع مساء امس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي يلبي زيارة عمل لفرنسا. وقال مصدر في قصر الاليزيه “انه خلال الزيارة الاخيرة للرئيس ماكرون للسعودية في كانون الثاني الماضي، قرر الطرفان انشاء صندوق مشترك بين باريس والرياض لتقديم مساعدات انسانية للشعب اللبناني. وقد تم وضع اسس عمل الصندوق. وتسعى باريس خلال هذه الزيارة الى تعزيز هذا التعاون بين البلدين داخل الصندوق لتقديم مزيد من المساعدات الصحية والتربوية التي يحتاج اليها الشعب اللبناني”. وأوضح انه سيتم وضع الية عمل مشتركة لتقديم مساعدات انسانية للبنان وتحديدا لقطاعي الصحة والتعليم منعا لانهيار القطاعات الأساسية .
واشار المصدر الى “ان الرئيس ماكرون ذكر خلال لقائه مع ولي العهد السعودي بالمطالب الفرنسية من اجل قيام السلطات اللبنانية بالاصلاحات المرجوة دوليا”. واضاف “ان الرئيس ماكرون اكد انه سيطالب من القوى السياسية اللبنانية باجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد”.
وفي سياق متصل أكد امس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “أن لبنان الذي يعاني من مشاكل سياسية وإقتصادية وإجتماعية يتطلع إلى أشقائه وأصدقائه لكي يقفوا إلى جانبه في محنته، ليستطيع أن يعود إلى لعب دوره المحوري داخل أسرته العربية”. وكان الرئيس ميقاتي يتحدث في خلال رعايته إفتتاح إجتماعات وزراء الزراعة في لبنان وسوريا والاردن والعراق في السرايا.
“امر اليوم”
وظللت الازمة المالية وتداعياتها “امر اليوم” الذي وجهه قائد الجيش العماد جوزف عون امس اذ شدد على أنّ “الجيش سيبقى ركيزة بنيان لبنان”، مضيفاً “لن نسمح باهتزاز الأمن ولن نسمح للفتنة أو الفوضى أن تجد لها طريقاً إلى ساحتنا الداخلية، على أمل اجتراح الحلول السياسية الكفيلة بإنقاذ البلاد ومنعها من الانهيار، كي يستعيد شبابنا ثقتهم بوطننا، وينهضوا به مجدّدًا، فهو يستحقّهم ويحتاج اليهم لأنّهم ثروة لا تُعوّض. فليكن حلم إعادة بناء لبنان، أقوى من حلم الهجرة”. وإذ تحدث عن الأزمة الاقتصادية والمالية التي بدأت منذ حوالى ثلاثة أعوام قال “وحدها المؤسسة العسكرية لا تزال متماسكة وجاهزة لتحمّل كامل مسؤولياتها تجاه وطنها وشعبها بكل عزم وإرادة واقتناع. التضحية في صلب شعارنا، ولقد جعلناها نهج حياتنا الذي لا نَحيد عنه”. كما اكد ان “التزامنا تجاه القضايا الوطنية أساسي، والتزامنا بالمواقف الرسمية حتمي، وبخاصة ملف ترسيم الحدود البحرية، والتزامنا بالقرارات الدولية وتعزيز التعاون مع قوّة الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان ضرورة قصوى”.
من جهتها، زارت السفيرة الأميركية دوروثي شيا زورقي الاستجابة السريعة الجديدين لخفر السواحل الأميركي في مرفأ بيروت، واعتبرت السفارة الأميركية في بيروت ان “زورقي الاستجابة السريعة الجديدين لخفر السواحل الأميركي مؤشر آخر على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والجيش اللبناني وتأتي هذه الزيارة المقررة إلى مرفأ بيروت بعد إتمام التدريبات البحرية السنوية التي أجراها الجيش اللبناني مع القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية على مدى الأسبوعين الماضيين.” وأضافت السفارة “ندرك أن هذه أوقات عصيبة للعسكريين ولعناصر قوى الامن الداخلي في لبنان. لهذه الغاية، تنوي الولايات المتحدة تطوير برنامج دعم سبل العيش للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لتقديم المساعدة التي تشتد الحاجة إليها. لا يزال هناك عمل يتعين القيام به لتنفيذ البرنامج، ولكن تم إحراز تقدم كبير”. كما أثنت السفارة الأميركية على “دولة قطر لإعلانها الأخير عن دعمها المباشر للجيش اللبناني”.
على صعيد الازمات المعيشية واحتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي في شكل شبه تام عن كل المناطق، اقتحمت مجموعة من المُحتجّين وزارة الطاقة والمياه في كورنيش النهر، رفضا لساعات التقنين القاسية، مُطالبين بلقاء الوزير وليد فيّاض. ووقع إشكالٌ بين مُحتجّين وموظفين نتيجة منعهم المتظاهرين من الدخول إلى مبنى الوزارة، فتدخلت القوى الأمنية لمنع تطوّره.
اضراب الموظفين
وعقدت لجنة المال والموازنة جلسة امس برئاسة النائب ابراهيم كنعان في حضور وزير المال يوسف الخليل، لمناقشة التقرير الذي أرسله الأخير حول المنهجية المتبعة في إعداد مشروع موازنة العام 2022 وسعر الصرف. واشار كنعان الى أنّ “عملية رمي المسؤولية بين المجلس النيابي والحكومة “مش شغلتنا” ولكن يوجد حدّ أدنى من الضمير”. اضاف “الناس شبعت حكي وتنظير وكلام غير مسؤول” فقد انهينا عملنا منذ نيسان في ما يتعلق بالموازنة والايضاحات التي وصلتنا من وزارة المال حول معايير واسباب سعر الصرف في الموازنة غير كافية”. وقال “طلبنا من وزارة المال إعادة النظر بأرقام الموازنة مرّة أخيرة بالاضافة الى المواد المطلوب منها اعادة النظر بها على ان تقدم لنا الايضاحات قبل جلسة لجنة المال الثلثاء المقبل”. كما شدد على أننا “نرفض ان يدفع الشعب اللبناني بكل شرائحه ثمن الاجراءات الحكومية ولست مقتنعاً بالعديد من البنود التي تحاول الحكومة تمريرها”. ورأى أنّ “خطة التعافي المطلوبة من الحكومة يجب ان تكون كاملة وشاملة، واعادة هيكلة المصارف بند اساسي فيها”.
في الاثناء، وفي وقت واصل معظم موظفي القطاع العام اضرابهم رغم المساعدات التي اقرت لهم اول من امس، صدرت امس المراسيم المتعلقة بمقررات اجتماع اللجنة الوزارية لمعالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرفق العام، التي اجتمعت برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي .
ونوّه وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل في بيان “بقرار رؤساء الوحدات والموظفين في مديرية المالية العامة في وزارة المال، حضورهم الى مكاتبهم في مديريتي الصرفيات والخزينة لتحضير وانجاز وتحويل المساعدة الاجتماعية للجيش والقوى الأمنية والمتقاعدين” . وعلم ان ثمة عودة لعدد من الموظفين في الإدارات العامة الى العمل الاثنين المقبل في عدد من الوزرات والإدارات .
**********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
السفارة الأوكرانية تفضح “المستور” في بيان بعبدا: شحنة “حبوب مسروقة” في لبنان
“الحربية” تجمع عون وميقاتي: كلّ على سلاحه!
قبل أن يجفّ حبر البيان الرئاسي الذي أعلن عن مناقشة رئيس الجمهورية ميشال عون مع السفير الأوكراني في بيروت إيهور أوستاش “مسألة التعاون في مجال تأمين القمح والحبوب”، كشفت السفارة الأوكرانية في بيروت عن تسهيل السلطات اللبنانية أعمال النهب المنظّمة التي يقوم بها النظام السوري لهذه الحبوب، كاشفةً عن رسو سفينة سورية مشمولة بالعقوبات في مرفأ طرابلس تحمل شحنة شعير وطحين مسروقة من أوكرانيا، وهو الموضوع الأساس الذي ناقشه أوستاش مع عون لكنّ بيان بعبدا آثر التستّر عليه، فجاء الردّ سريعاً من السفارة الأوكرانية بفضح المسألة عبر وكالة “رويترز”، موضحةً أنّ السفير الأوكراني نبّه الرئيس اللبناني إلى أنّ ضلوع لبنان بعمليات الاتّجار بسلع أوكرانية مسروقة من شأنه أن يضرّ العلاقات الثنائية بين كييف وبيروت، لا سيما في ظل محاولات روسيا بيع القمح الأوكراني المسروق لمجموعة من الدول ومن بينها لبنان، علماً بأنّ السفينة لاودسيا الراسية في مرفأ طرابلس والمملوكة من جانب المديرية العامة للموانئ السورية تحمل على متنها كميات من القمح والشعير تمت سرقتها من مخازن أوكرانية استولت عليها القوات الروسية في الآونة الأخيرة.
أما على شريط الأحداث اللبنانية الداخلية، فتتجه الأنظار يوم الاثنين المقبل إلى الكلية الحربية التي ستجمع قسرياً بين عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي في احتفال عيد الجيش، بعد تعذر استئناف لقاءاتهما في قصر بعبدا لاستكمال النقاش في ملف التأليف تحت وطأة الكباش الشكلي المفتعل بين دوائر الرئاستين الأولى والثالثة حول مسألة طلب الموعد من عدمه، تارةً بالتذرع بأنّ ميقاتي لم يتصل لطلب موعد جديد للقاء عون، وتارةً بالتحجج بأنّ الأول سبق وطلب الموعد ولا يزال ينتظر جواب الثاني. و”الحقيقة أنّ الاثنين يتبادلان الأدوار ويتقاسمان المسؤولية في عملية إجهاض فرصة تشكيل حكومة جديدة” وفق تعبير مصدر واسع الاطلاع لـ”نداء الوطن”، معرباً من هذا المنطلق عن قناعته بأنّ لقاء الأول من آب لن يخرج عن إطار “ضرورات المشهد البروتوكولي، وسيبقى كلّ منهما على سلاحه متخندقاً في مواجهة الآخر حتى نهاية العهد”.
ورغم إشارته إلى أنّ اللقاء بين عون وميقاتي الاثنين “قد يساهم في كسر الجليد الرئاسي، ومن شأنه أن يفسح المجال أمام تبادل أطراف الحديث بينهما والاتفاق ربما على موعد جديد لاستئناف لقاءات بعبدا”، غير أنّ المصدر نفسه شدد على أنّ “الأول من آب سيعكس مؤشرات حاسمة حيال ملف تأليف الحكومة، فإما تشهد الأمور تطورات حكومية متسارعة في الوقت الفاصل عن الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتحوّل مجلس النواب إلى هيئة ناخبة، أو يتم طيّ صفحة التأليف نهائياً والتسليم باستمرار حكومة تصريف الأعمال ونهج الموافقات الاستثنائية على القرارات والمراسيم الملحّة لزوم تسيير المرفق العام”.
وعلى الأرجح فإنّ أجواء زيارة الوسيط الأميركي في ملف الترسيم آموس هوكشتاين بيروت بعد غد الأحد واستئناف محادثاته مع المسؤولين الاثنين المقبل سيطغيان على ما عداهما من ملفات حكومية وغير حكومية، سيّما وأنّ التحضيرات والمشاورات الرئاسية والسياسية تكثفت خلال الساعات الأخيرة لتنسيق “الموقف الرسمي الموحّد” حيال ما سيحمله هوكشتاين معه من جواب إسرائيلي على الطرح اللبناني الأخير، في ظل المعلومات التي نقلتها مصادر مواكبة وكشفت من خلالها لـ”نداء الوطن” أنّ ما تسرّب من معطيات حول طبيعة الجواب الإسرائيلي يفيد بأنّ “إسرائيل ترحب باعتماد لبنان إحداثيات الخط 23 لحدوده البحرية الجنوبية لكنها تطرح مقابل القبول بحصوله على حقل قانا كاملاً اعتماد خط متعرّج نزولاً باتجاه هوف، أي أنّ الإسرائيلي يريد مقابل المساحة التي سينالها لبنان من حصوله على حقل قانا أن يحصل على المساحة ذاتها شمال الخط 23 من خلال اعتماد الخط المتعرج الذي يتيح لإسرائيل قضم جزء من البلوك رقم 8 بما يمنحها المساحة اللازمة لتسهيل مد أنبوب تصدير الغاز إلى أوروبا”.
وفي المقابل، كشفت المصادر المواكبة أنّ “الجواب اللبناني على هذا الطرح سيبقى متمسكاً بوجوب العودة إلى المفاوضات غير المباشرة في الناقورة للاتفاق على تفاصيل الخط الحدودي التقنية مع إسرائيل بموجب اتفاق الإطار الذي سبق أن تم التوصل إليه على أن يصار إلى عقد جولات متلاحقة من المفاوضات للوصول إلى الاتفاق النهائي بين الجانبين برعاية الأمم المتحدة”، مشيرةً في هذا السياق إلى أنّ “الاتجاه اللبناني هو نحو التأكيد أمام الوسيط الأميركي على استمرار التعاطي الايجابي في ملف الترسيم مع تسجيل تحفظات يُفترض أن تحسمها المفاوضات غير المباشرة التي يجب أن تكون العودة إليها سريعة بنيّة الوصول إلى حل نهائي، بعيداً عن المناورات التي سبق أن لجأ إليها الجانب الاسرائيلي في المرحلة السابقة حين استغل المفاوضات لتضييع الوقت حتى تمكّن من الانتهاء من عملية الاستكشاف والحفر في حقل كاريش ليصبح حالياً على عتبة الاستخراج”.
**********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنانيون يقتحمون مبنى «الطاقة» احتجاجاً على انقطاع الكهرباء
وزير الاقتصاد وعد بحل لأزمة الخبز خلال يومين
اقتحم محتجون مبنى وزارة الطاقة اللبنانية أمس احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي في مختلف المناطق، مطالبين بلقاء الوزير وليد فياض، وهو لقاء لم يحصل بسبب تضارب في المعلومات حول وجوده في الوزارة من عدم وجوده فيها.
وحاول موظفون في الوزارة منع المحتجين من الدخول إليها، قبل أن تقع مشادات بين الطرفين. وظهر في فيديو تناقله ناشطون لبنانيون أن المحتجين يؤكدون وجود الوزير في مبنى الوزارة، ويطالبون بلقائه، فيما سخر آخرون من مفارقة وجود الكهرباء في الوزارة وانقطاعها عن بقية اللبنانيين.
وتأزم وضع التغذية الكهربائية خلال الأسبوعين الأخيرين، حيث تعاني البلاد من انقطاع شبه تام للتيار الكهربائي في بعض المناطق، ومن ضمنها العاصمة بيروت، ولا تصل التغذية بحدودها القصوى إلى ساعتين، وهو ما دفع الناشطين للاعتراض. وتحدثت معلومات عن وصول باخرة فيول إلى المياه اللبنانية لتشغيل معامل الإنتاج الحرارية، ومن المتوقع أن تفرغ حمولتها اليوم الجمعة.
ويحتاج لبنان إلى نحو 3 آلاف ميغاواط من الكهرباء، لكن تراجع القدرات المالية على شراء الفيول، حصر إنتاجه أخيراً بالمحطات الكهرومائية التي تصل قدرتها الإنتاجية إلى نحو 100 ميغاواط، وبمحطات عاملة على الفيول يزودها بها الاتفاق مع الحكومة العراقية. فقد بدأ لبنان منذ أغسطس (آب) الماضي تنفيذ الاتفاق القاضي بإعطاء لبنان شحنات من النفط الخام، تتم مبادلتها مع شركات أجنبية بنحو 40 ألف طن شهرياً من الفيول المشغل لمحطات الإنتاج.
وفي السياق المعيشي، ومع استمرار أزمة الخبز والطوابير الممتدة أمام الأفران في لبنان، أعلن وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام عن انفراجات يفترض أن تظهر في اليومين المقبلين. وأشار نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف إلى أن «وزارة الاقتصاد وضعت آلية منذ أيام لتوزيع القمح للمطاحن بشكل عادل»، وأكد في حديث إذاعي أن «الخبز مؤمن والطحين موجود وكل الأفران تعمل بشكل طبيعي»، طالباً من المواطنين عدم التهافت، متمنياً أن تنتهي الأزمة في وقت قريب.
وحول مشكلات توزيع الطحين أوضح «كان من المفترض أن نتسلم في شهر يوينو الماضي 27 ألف طن في حين تسلمنا أقل بـ7 أو 8 آلاف طن، وإذا كان هناك من تهريب خارجي فهو من مسؤولية الدولة، معتبرا أن سبب الأزمة ليس نتيجة استعمال الطحين في غير محله بل بسبب نقص القمح»، وأوضح أنه «إذا رفع الدعم نهائياً فسيصبح سعر ربطة الخبز 30 ألفا إلى 32 ألف ليرة»، مؤكداً أن «القمح يكفي لفترة 40 يوما وهناك كمية على الطريق للمطاحن وستدعم من مصرف لبنان».
ويتقاذف كل من أصحاب الأفران والمطاحن ووزارة الاقتصاد مسؤولية الأزمة. وسبق لوزير الاقتصاد أن اتهم بعض الأفران بتخزين الطحين المدعوم او استخدامه في صناعة مخبوزات غير مدعومة كالحلويات وسواها، كما تحدث صراحة عن تهريب الطحين والخبز إلى سوريا.
في المقابل، يتهم أصحاب المطاحن السلطات المعنية بعدم توفير الكميات اللازمة من الطحين المدعوم، نتيجة تأخر مصرف لبنان في فتح الاعتمادات المالية وصعوبة الاستيراد، وهو ما تنفيه وزارة الاقتصاد. ومنذ بدء الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار إلى مستوى غير مسبوق، رفعت وزارة الاقتصاد مراراً أسعار الخبز العربي وفاقم الغزو الروسي لأوكرانيا الوضع مع صعوبة تصدير القمح، وتفاقمت المشكلة مع تعرض قدرة لبنان على تخزين القمح مع تصدع قسم من إهراءات مرفأ بيروت نتيجة انفجار المرفأ قبل عامين.
**********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
هوكشتاين آتٍ «بشيء أقرب للحل».. وفرنجية عند برّي: فريق واحد
ينتظر ان يعود ملف ترسيم الحدود البحرية إلى صدارة الاهتمامات مع وصول الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين بعد غد الأحد إلى بيروت ناقلاً الجواب الاسرائيلي على آخر اقتراحات لبنان حول خطوطه وحقوقه الغازية والنفطية في المنطقة الاقتصادية الخالصة، وفي ضوء هذا الجواب سيتحدّد مسار ومصير هذا الملف الذي يبدو أن معالجته باتت محكومة بالمهلة التي تنتهي في أيلول والتي تحدث عنها الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله في حوار الأربعين المُتلفز قبل إيام. وفيما عبّرت بعض الاوساط المعنية وغير المعنية عن «تفاؤل» حذر، داعية الى انتظار ما سيحمله الوسيط الاميركي، عكفت الدوائر المختصة امس على التحضير لزيارته وبدأت اتصالات بين المراجع المسؤولة لتحديد الخيارات التي يمكن اتخاذها في ضوء ما سيحمله هذا الوسيط الذي لم يعرف ما إذا كان سيزور اسرائيل مجدداً قبل توجّهه إلى لبنان.
وقالت مصادر رفيعة المستوى مطلعة على حركة هوكشتاين لـ»الجمهورية»: «ان ما أبلغته السفيرة الاميركية دوروثي شيا الى الرؤساء الثلاثة هو العامل الاساس في عودة الوسيط الاميركي». وأضافت: «حتى اذا لم يتوصل لبنان خلال وساطة هوكشتاين الى الحل النهائي فلا شك في اننا اصبحنا اقرب الى تقريب وجهات». واعتبرت ان الوسيط الاميركي «آت بشيء زائد اقرب الى الحل، لكن يبقى ان الشيطان يكمن في التفاصيل». واكدت ان «لبنان سيستمع الى هوكشتاين قبل تقرير الخطوة التالية». وبثّت قناة OTV نقلاً عن مصادر قصر بعبدا، قولها «اننا ننتظر سماع ما سيحمله الوسيط الأميركي في عملية الترسيم آموس هوكشتاين، عن موقف إسرائيل». وأوضحت أن «الإنطباع العام هو أن هناك رغبةً في تحريك ملف ترسيم الحدود البحرية والإنتهاء منه قبل أيلول».
تجميد وإهمال الى ذلك يمضي ملف التأليف الحكومي الى مزيد من التجميد، بل الاهمال، على رغم من استمرار الدعوات الداخلية والخارجية الى حسمه توطئة لإنجاز استحقاق الانتخابات الرئاسية الذي ستدخل البلاد في مهلة الستين يوماً لإنجازه مطلع ايلول المقبل. وعلى وقع هذا التجميد والاهمال تتفاقم الازمات التي ترزح تحتها البلاد الى مزيد من التفاقم اقتصادياً ومالياً ونقدياً ومعيشياً وصولاً الى ازمة الرغيف الذي هو ادنى مقومات الحياة، وبات السعي للحصول عليه محفوفاً بخطر الموت جوعاً او بحوادث سير او بتعارك عند ابواب الافران. فيما ازمة الكهرباء تكوي المواطنين اكثر من اكتوائهم بحرارة تموز التي ستمتد الى آب اللهاب، فضلاً عن استنزافها المواطنين في ما تبقّى لديهم من رواتب ومدّخرات حيث انهم ما كانوا يتوقعون يوماً ان ارتفاع سعر ربطة الخبز بهذا الشكل الجنوني سيستنزفهم. علماً ان كل الوعود الاقليمية والدولية بتعجيل استجرار الغاز المصري والكهرباء الاردنية ما تزال وعوداً على ورق. وكان من مضاعفات الازمة الكهربائية امس دخول محتجّين الى مقر وزارة الطاقة احتجاجا على انقطاع الكهرباء.
الاستحقاق الرئاسي في غضون ذلك كان ملف الاستحقاق الرئاسي اساس البحث في لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في عين التينة امس، وسط تشديد رئيس المجلس على ضرورة إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية ضمن المهلة الدستورية. علما ان بري كان قد ابلغ الى الجميع انه يعتزم دعوة مجلس النواب الى انتخاب الرئيس الجديد عندما تبدأ المهلة الدستورية لهذا الانتخاب مطلع ايلول المقبل. وقال فرنجية بعد اللقاء: «نحن والرئيس نبيه بري فريق واحد». وعن رأيه بترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، قال: «كل ما هو لمصلحة لبنان نحن معه». وكان قد شارك في اللقاء الوزير السابق يوسف فنيانوس والمعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل. وافادت معلومات رسمية وزّعت بعد اللقاء الذي دام نحو ساعة انه «جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية» ووفق المعلومات استمرَّ اللقاء حوالى الساعة.
التعقيدات تتوسع ومن جهة ثانية، وفي الوقت الذي جمّدت مختلف المساعي الهادفة الى تشكيل حكومة جديدة فشلت كل المساعي المبذولة لحلحلة بعض العقد الاخرى على المستوى العسكري والقضائي ولم تفلح الاتصالات الجارية في حلحلة ايّ من القضايا المتصلة بترقية الضباط من رتبة عقيد الى رتبة عميد وما دون بقليل، تزامناً مع انسداد الأفق في شأن استكمال تركيبة هيئة محكمة التمييز العليا ما انعكس استمرار الشلل في عمل قاضي التحقيق العدلي في قصية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار المجمّدة منذ الأسبوع الأخير من العام الماضي.
ترقية جزئية للضباط وفي التفاصيل وقّع وزير المال يوسف الخليل المراسيم الخاصة بترقية الضباط من وزارتي الدفاع الوطني والداخلية والبلديات التي شملت في وزارة الدفاع الوطني تلامذة ضباط الى رتبة ملازم، ومن ملازم في الجيش إلى رتبة ملازم أول وللعسكريين برتبة مؤهل أول في الجيش إلى رتبة ملازم. وفي وزارة الداخلية والبلديات وقّع وزير المال مراسيم ترقية تلامذة ضباط في المديرية العامة للأمن العام الى رتبة ملازم، وترقية تلامذة ضباط في قوى الأمن الداخلي الى رتبة ملازم، وترقية العسكريين من رتبة ملازم إلى ملازم أول. وفي الوقت الذي أحيلت فيه مشاريع المراسيم هذه الى الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء لم يوقّع وزير المال الترقيات الخاصة بالرتَب الأعلى في الوزارتين حتى اولئك من رتبة عقيد الى عميد بحجة رفض الترقية التي يستحقها الضباط الكبار من دورة العام 1994 المعروفة بـ»دورة العماد عون».
تعطيل هيئة التمييز وفي وزارة العدل كشفت المراجع القضائية ان رئيس مجلس القضاء الاعلى رفض اعادة النظر بتركيبة هيئة محكمة التمييز العليا بعدما اشترط وزير المال التوقيع الى اقتراحه الذي احاله اليه وزير العدل، واشترط إسقاط اسم من القضاة المسيحيين الخمسة بموجب المناصفة المحترمة بين المسلمين والمسيحيين بحجّة انّ رئيس الهيئة الحكمية رئيس مجلس القضاء الاعلى هو مسيحي وهو ما سيؤدي الى وجود خمسة قضاة مسلمين وستة قضاة مسيحيين وهي عملية غير مسبوقة تمسّ التركيبة الطبيعية للهيئة التي انعكس عدم الوصول الى تشكيلها بالمواصفات القانونية والدستورية الكاملة الى تجميد عمل المحقق العدلي البيطار. وكان وزير العدل قد طلب استرداد المرسوم الذي بقيَ في وزارة المال لفترة طويلة من دون ان يوقعه وزير المال بسبب التفاوت في المناصفة وأحاله مرة اخرى الى رئيس مجلس القضاء الأعلى امس، ولكنه رفض تعديله في اعتباره انه امر قانوني ودستوري يمسّ تاريخ تركيبته منذ إنشاء السلطة القضائية في لبنان ولا داعي لمثل هذه الخطوة غير المسبوقة.
في السرايا الحكومية وهذا الامر كان امس موضع بحث خلال اجتماع ميقاتي في السرايا الحكومية مع وزير العدل هنري خوري ومجلس القضاء الأعلى برئاسة القاضي سهيل عبود. وافادت معلومات رسمية ان «البحث تناول معاناة السلطة القضائية وسبل معالجة وتحسين أوضاع القضاة ليتمكنوا من ممارسة واجباتهم على أكمل وجه، خصوصا على أبواب السنة القضائية الجديدة واعادة تحريك عمل القضاء».
ميقاتي وفي المواقف أمس قال ميقاتي خلال رعايته افتتاح اجتماعات وزراء الزّراعة في لبنان عباس الحاج حسن، سوريا محمد حسن قطنا، الأردن خالد الحنيفات والعراق محمد كريم الخفاجي، في السرايا الحكومية: «كلّنا أمل في أن توفّقوا في إقرار تعاون رباعي مشترك في المجال الزّراعي، وأن يُصار إلى تعميمه على سائر الدول العربية الشّقيقة»، مؤكّدًا أنّ «تحقيق الأمن الغذائي للجميع يشكّل إحدى الأولويّات الرّئيسيّة لدولنا وسائر البلدان العربيّة، لا سيّما في ضوء الأحداث الأخيرة في العالم، التي كشفت فعليًّا فجوةً عميقةً ينبغي التنبّه لها». وقال: «أمام ما يعانيه العالم من أزمات اقتصاديّة وغذائيّة، أصبح لزامًا علينا، كدول عربية متجاورة، حتميّة التّعاون التّكاملي، من حيث الإنتاج والتّسويق، مع ضرورة التّنسيق فيما بيننا في المجالات الزّراعيّة والصّناعيّة، في إطار خطّة متكاملة ومدروسة، من حيث التّوازي العادل بين الإنتاج والإستهلاك، وبين الحاجة والفائض»، مبيّنًا أنّ «أزمة القمح العالميّة قد أظهرت مدى الحاجة إلى الإفادة من كلّ مساحة تمتلكها دولنا، لتأمين مخزون غذائي يؤمّن قدرًا عاليًا من الأمان الاجتماعي». وأشار إلى أنّه «انطلاقًا من إيماننا بأهدافنا المشتركة، نرى أنّه آن الأوان لكي نخرج بموقف عربي واحد وموحّد، يضع حدًّا لخلافاتنا الجانبيّة، ونصبّ جهدنا على قضيّتنا العربيّة الأولى، من خلال دعمنا المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني، وأحقيّته في قيام دولته الموحّدة وعاصمتها القدس». وأكّد ميقاتي أنّ «لبنان الذي يعاني من مشاكل سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة، يتطلّع إلى أشقّائه وأصدقائه لكي يقفوا إلى جانبه في محنته، لكي يستطيع أن يعود إلى لعب دوره المحوري داخل أسرته العربيّة، ويعود قبلة العالم أجمع، كونه نموذجًا يحتذى من حيث تعايش أبنائه، مسلمين ومسيحيّين، في وحدة مميّزة».
الوفاء للمقاومة ودعت كتلة «الوفاء للمقاومة» في اجتماعها امس برئاسة النائب محمد رعد «كل شركائنا في الوطن، من أجل تحمّل مسؤولياتهم الوطنيّة لإنجاز استحقاقي تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة والحرص على تجسيد الإرادة الوطنيّة البعيدة عن الرهانات الخاطئة على أدوار خارجيّة قد يكون هدفها إبقاء الشلل في البلاد، وتعطيل مؤسساتها كافّة واستدراج اللبنانيين للابتزاز على حساب مصالحهم وحقوقهم». وشددت على انه «ليس للعدو الصهيوني أن يُملي شروطه على لبنان بأي وجهٍ من الوجوه أو بأي مجالٍ من المجالات، وعلى المعنيين في الدولة أن يحسنوا الاستفادة من المقاومة وجهوزيتها لتلافي أي استدراج أو إضعاف للموقف اللبناني الذي سيتقرّر في ضوئه مستقبل الوضع المالي والاقتصادي والسياسي للبلاد». وجدّدت «دعوتها إلى كل المكونات والاتجاهات اللبنانية إلى تخفيف منسوب التوتر والخطاب السياسي المُرتجل الذي بات يتجاوز المعايير والأعراف، والعودة إلى اعتماد الأصول واللياقات في التعبير عن الموقف أو الرأي السديد أو الخاطئ». واشارت الى ان «الرأي العام اللبناني صار قادراً على التمييز بين ما يصلح لبلاده وما هو ضارٌّ بمصالحها، ويرغب باستمرار في أن يجد لغة تصالحيّة إيجابيّة دائمة في خطابات المعنيين وأهل السياسة في البلاد».
اضراب القطاع العام في هذه الاثناء صدرت امس المراسيم المتعلقة بمقررات اجتماع اللجنة الوزارية لمعالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرفق العام، التي اجتمعت امس الاول برئاسة ميقاتي. ويفترض ان تمهد هذه الخطوة الى وقف الاضراب المفتوح الذي ينفذه موظفو القطاع العام. ونَوّه وزير المال يوسف الخليل بقرار رؤساء الوحدات والموظفين في مديرية المالية العامة في وزارة المال بحضورهم أمس الى مكاتبهم في مديريتي الصرفيات والخزينة لتحضير وانجاز وتحويل المساعدة الاجتماعية للجيش والقوى الأمنية والمتقاعدين، شاكراً جهودهم وتقديره لحس المسؤولية لديهم، مجدداً التأكيد على متابعة جهوده لتحسين اوضاع جميع العاملين في القطاع العام.
«الصندوق» غير مرتاح وعلى الصعيد الاصلاحي، أبلغت مصادر مطلعة الى «الجمهورية» ان اوساط صندوق النقد الدولي لم تكن مرتاحة كثيرا إلى صيغة قانون رفع السرية المصرفية التي أقرها مجلس النواب في جلسته التشريعية الاخيرة. واشارت هذه المصادر إلى أن اوساط الصندوق تعتبر «ان الصيغة التي جرى اعتمادها أفرغت القانون من جزء اساسي من محتواه، خصوصا لجهة غياب المفعول الرجعي في تطبيق القانون، وتضييق الجرائم المالية التي تخضع الى مفاعيله، وحصر الجهات التي يحق لها طلب رفع السرية المصرفية». ولفتت الاوساط الى «ان هناك على ما يبدو اتجاهاً لدى معظم أطراف السلطة للتملّص من إتمام الاتفاق مع صندوق النقد بسبب انتفاء القدرة على الإيفاء بمتطلباته».
طحين وقمح مسروق من جهة ثانية وفي غمرة ازمة الصحين الضاربة اطنابها في لبنان، وفيما الازدحام على أشدّه امام الافران وما يرافقه من اشكالات امنية، أبلغت السفارة الأوكرانية في لبنان، الى وكالة «رويترز» أن «سفينة سورية تحمل حبوباً مسروقة من أوكرانيا رَست في طرابلس. وأشارت الى أن «السفينة مشمولة بالعقوبات وراسية في ميناء طرابلس اللبناني وتحمل شعيراً وطحيناً أوكرانيّاً مسروقين». وذكرت قناة «TRT عربي» ان السفير الأوكراني لدى لبنان ايهور اوستاش ابلغ رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي التقاه أمس، أن «واردات الحبوب الأوكرانية التي سرقتها روسيا قد تضر بالعلاقات الثنائية». وأكّد وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام أنّ «المديرية العامة للجمارك تتابع مع وزارة الزراعة قضية السفينة السوريّة المشمولة بالعقوبات والراسية في مرفأ طرابلس».
كورونا صحياً، سجلت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي أمس حول مستجدات فيروس كورونا 2378 إصابة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات منذ تفشي الوباء في 2020 الى 1167040. وسجل التقرير ايضا 4 حالات وفاة، ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 10523.
**********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
سباق في شهر الفصل بين الاستقرار أو الانفجار!
لبنان في قمّة ماكرون – بن سلمان ضمن المؤتمر الإقليمي.. وأولوية هوكشتاين استعجال التوقيع
ثلاثة ايام من تموز و31 يوماً من آب، وتدخل البلاد في دائرة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تحت ولاية المادة 73 من الدستور، ومفادها انه «قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بمدة شهر على الاقل، او شهرين على الاكثر يلتئم المجلس بناء على دعوة من رئيسه لانتخاب الرئيس الجديد، وإذا لم يدع المجلس لهذا الغرض فإنه يجتمع حكماً في اليوم العاشر الذي يسبق اجل انتهاء ولاية الرئيس».
هذا يعني، من وجهة نظر اوساط دبلوماسية وسياسية ان خيط الامل، المائل امام لبنان وسط زحمة خطيرة من الاستحقاقات، بعضها اقليمي، دولي، محلي مثل ترسيم الحدود البحرية، والمخاطر المترتبة على فشل مهمة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الذي من المنتظر ان يصل بعد غد الاحد الى بيروت، فضلا عن الاستحقاقات الحياتية والمعيشية التي كادت ان تحوّل اللبنانيين الى مشاريع اشتباكات يومية، طمعاً بربطة خبز، او الحصول على ليترات قليلة من الماء، هذا الامل يتمثل بتجديد السلطات العامة، من الرئاسة الاولى والثالثة، وسائر السلطات الأخرى، سواء النقدية او الفضائية.
والاستحقاق الرئاسي من هذه الوجهة، لا يشغل هذه الاوساط، بل مراكز القرار العالمي والاقليمي.. في لقاء القمة الذي عقد بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان مساء امس.
وقال مصدر رئاسي فرنسي ان اللقاء بحث في وضع الآلية السعودية- الفرنسية لدعم لبنان انسانياً ومعيشياً موضع التنفيذ.
واشارت مصادر سياسية إلى ان كبار المسؤولين والسياسيين، اصبحو عاجزين عن القيام باي تحرك اومبادرة،تساهم في اخراج الوضع السائد والسيئ من جموده المدمر، والارجح انهم سلموا بعدم قدرتهم وتعايشوا مع الوضع الراهن، بكل تداعياته المأساوية، وباتوا ينتظرون المتغيرات الإقليمية والدولية، لعلها تساعد بحلحلة الوضع الداخلي واخراج لبنان من ازمته التي باتت شبه مستعصية.
وكشفت مصادر سياسية ان ابرز ما يتحكم بتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة، ليس الشروط والمطالب التعجيزية التي تراود طموحات رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ،بل هي نوازع الغاء الخصوم المنافسين، والتشفي منهم، ووضع يد التيار على المواقع والوظائف الاساسية بالدولة وقالت: ان جميع عروض المقايضة التي قدمها باسيل، مباشرة أو بالواسطة، قبل تسمية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة، وبعدها ووجهت بالرفض، باعتبارها غير منطقية،وليست قابلة للتنفيذ،لانها استندت الى رغبة جامحة، لوضع اليد على الوظائف والمراكز الوظيفية الاساسية بالدولة في نهاية العهد، وليس بداياته كما هو متبع باستمرار، لان رئيس الجمهورية الجديد، ايا كان، لن يكون مقيدا بالتركيبة الوظيفية الموروثة عن العهد العوني أو التابعة له، بل يتطلب الامر وجود موظفين محررين من اي تبعية حزبية اوسياسية، ليستطيع الاستعانة بهم للنهوض بالدولة، وصولا إلى تعيين موظفين جدد في بعض المواقع المهمة.
واشارت المصادر الى ان فشل وسقوط طموحات رئيس التيار الوطني الحر بالمقايضة، بسبب رفض رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، خلال تشكيل حكومة تصريف الأعمال او طوال ولايتها، وبعدما ايقن باسيل استحالة تنفيذ ما يسعى اليه، حاول مرارا توجيه قاضية العهد غادة عون، استغلال وظيفتها،على غير وجه حق لملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والزج به في السجن، تشفيا، للاقتصاص منه، على امل ان يحقق من ذلك انتصارا وهميا للعهد في نهاية ولايته ويلقي من خلاله مسؤولية الازمة والانهيار المالي والاقتصادي على الحاكم بمفرده،ويجنب العهد العوني سوء الاداء ومسؤولية الكارثة المدمرة التي اغرق لبنان فيها،بممارساته اللادستورية والتعطيلية للسلطة.
ونقلت المصادر عن مقربين لرئيس التيار الوطني الحر، استياءه البالغ في مجالسه الضيقة، من فشل كل محاولات القاضية عون لملاحقة والقاء القبض على الحاكم، محملا رئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة مسؤولية واخرين بالقضاء، تعطيل وعرقلة ملاحقة سلامة، ومتوعدا بأنه لن يتوانى عن القيام بكل مايلزم وحتى اليوم الاخير من عهد عون لوضع سلامة بالسجن.
ومن المتوقع ان تحضر الملفات الضاغطة سواء في ما خص الترسيم أو الاصلاحات أو الحكومة والاستحقاق الرئاسي في كلمة الرئيس ميشال عون، وفي الكلمة الاخيرة لمناسبة عيد الجيش في 1 آب، والذي يقام الاثنين في الفياضية.
ولاحظت مصادر مطعة أن لا شيء يوحي أن المناخ سيتبدل لجهة أن حكومة ستبصر النور في المدى المنظور. ورأت المصادر ان الجميع أصبح في هذا الجو كما ان معظم الأفرقاء باتوا غير متحمسين لهذا الأمر اي تأليف الحكومة وهذا ما عكسته المواقف الصادرة عن مباشرة أو بشكل غير مباشر وبالتالي ليس متوقعا أن يؤدي اللقاء المنتظر بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف في احتفال عيد الجيش الى حلحلة في الملف الحكومي أو احداث خرق ما.
وقالت لـ «اللواء» ان هذه ان ما من أحد يسأل عن هذا الملف بعدما غيب عن اي نقاش او بحث سياسي حتى أن الملفات التي تستدعي معالجة تطرح في اجتماعات متفرقة أو من خلال إصدار موافقات استثنائية، والتواصل الواجب قيامه بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة حيال ذلك بتم عبر المدراء العامين وتلفت إلى ان ما تحدث عنه مرارا الرئيس نجيب ميقاتي عن امكان عقد جلسة لمجلس الوزراء في حال لزم الأمر ليس واضحا بعد لاسيما حكومة تصريف الأعمال تصرف بالمعنى الضيق.
وأوضحت المصادر ان ملف تشكيل الحكومة اصبح في حكم «النسيان». وفي ملف ملف ترسيم الحدود فتحدثت المصادر عن ضخ معلومات كثيرة قبيل زيارة الوسيط الاميركي آموس هوكستين الى بيروت نهاية الاسبوع الجاري الا انه لا يمكن اعتبارها دقيقة قبل الاستماع الى ما يحمله الوسيط الأميركي من أجوبة من الجانب الاسرائيلي، لكن المؤكد ان للبنان ثوابت لا يمكن التنازل عنها. فلبنان لا يمكن أن يوافق على استثمار مشترك مع الاسرائيليين لحقل قانا، وتلفت الى أن ما ورد من معلومات يؤكد ان الجانب الإسرائيلي وافق على مطلب لبنان بالخط 23، الا ان زيارة هوكستين من شأنها أن تعزز هذه المعلومة.
أما بالنسبة الى امكانية وجود شركات تستثمر في حقل قانا وتمنح ما ينتج عنها الى الجانبين اللبناني والاسرائيلي، فذاك غير واضح بعد، كما تقول المصادر.
وعُلم ان هوكستين سيلتقي بشكل منفصل كلا من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس حكومة تصريف الأعمال.
و بقي تشكيل الحكومة في دائرة الشلل مقابل حراك حول استحقاق رئاسة الجمهورية وقضايا اخرى، حيث استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بحضور الوزير السابق يوسف فنيانوس والمعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل، وحرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية، اللقاء الذي استمر زهاء ساعة غادر بعده فرنجية مكتفياً بالقول: «كلو تمام « نحن والرئيس نبيه بري فريق واحد.
وردا على سؤال عن احتمال ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية؟ قال فرنجية: كل شيء لمصلحة لبنان نحن معه.
لكن مصادر سياسية توقفت عند غياب كتلة نيابية سنية موحدة وزانة، تكون لها كلمتها في الاستحقاق الرئاسي بعد تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسية والنيابي وعدم خوضه الانتخابات، فبات النواب السنة مشرذمين وموزعين بين هذه الكتلة وتلك ويتبعون مواقف كتلهم.
لكن المصادر اشارت الى مسعى من مفتي الجمهورية لجمع النواب السنّة حول مواقف موحدة سواء في العمل المجلسي التشريعي والرقابي او في العمل الانمائي المناطقي، عدا في الاستحقاق الرئاسي، وهو يلتقي النواب السنة تباعاً لهذه الغاية.
اربعة وزراء عرب بضيافة لبنان
وفي تطور اقتصادي جديد، استضاف لبنان امس، إجتماعات وزراء الزراعة في لبنان عباس الحاج حسن، سوريا محمد حسن قطنا، الاردن خالد الحنيفات والعراق محمد كريم الخفاجي، برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الحكومية.
حضر الإفتتاح: وزراء الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، الاشغال العامة والنقل علي حمية، الداخلية والبلديات القاضي بسام المولوي، الاقتصاد والتجارة أمين سلام. وعدد من النواب اضاء لجنة الزراعة النيابية وسفراء سوريا والاردن والعراق وحشد من المهتمين والفعاليات الاقتصادية.
وقال الرئيس ميقاتي في الافتتاح: أن تحقيق الأمن الغذائي للجميع يشكل أحد الأولويات الرئيسية لدولنا وسائر البلدان العربية، لا سيما في ضوء الأحداث الاخيرة في العالم والتي كشفت فعليا فجوة عميقة ينبغي التنبه لها، وتتعلق بضرورة تعديل سلّم الاولويات والتركيز بشكل اساسي على القطاعات الزراعية والغذائية وتبادل الانتاج وتكامله، إضافة الى تبسيط اجراءات التصدير والاستيراد وانسياب الاشخاص والخبرات. كما يجب التركيزعلى تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتنمية القطاع الزراعي والصناعات الغذائية وتسويق المنتجات الزراعية من خلال توفير المناخ الاستثماري المناسب.
واضاف: أن لبنان الذي يعاني من مشاكل سياسية وإقتصادية وإجتماعية يتطلع إلى أشقائه وأصدقائه لكي يقفوا إلى جانبه في محنته، ليستطيع أن يعود إلى لعب دوره المحوري داخل أسرته العربية.
وكانت كلمات لوزراء لبنان وسوريا والعراق والاردن، اكدوا فيها ضرورة واهمية التكامل بين الدول الاربع.
هل تنفرج فعلاً؟
على الصعيدالمعيشي، أكد وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال امين سلام أن «لا أحد في وزارة الاقتصاد أو في اي ادارة تابعة لها إلا وهو تحت القانون وانا اول من تقدم باخبارات حول ملف الخبز ورمي الاتهامات جزافاً يرتب تداعيات قضائية».
واضاف «أطمئن أن كل جداول توزيع القمح والطحين أصبحت في متناول اي شخص وبدءاً من الاسبوع المقبل ستصبح على موقع الوزارة. وزارتنا هي الوحيدة الموجودة على الارض مع المواطن». وأوضح «اننا سنلمس انفراجات في أزمة الخبز خلال اليومين المقبلين».
واعلنت وزارة الزراعة في بيان لها، ان كميات القمح التي أصبحت جاهزة للطحن لغاية تاريخ 28/07/2022، وان الكمية الاجمالية 31053 طن تم توزيعها على المطاحن.
من جهته، أشار نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف إلى أن «وزارة الاقتصاد وضعت آلية منذ أيام لتوزيع القمح للمطاحن بشكل عادل». وأكّد في حديث اذاعي أنّ «الخبز مؤمن والطحين موجود وكل الأفران تعمل بشكل طبيعي»، طالباً من المواطنين عدم التهافت، متمنياً أن تنتهي الأزمة.
وأضاف «اليوم ليس وقت الربح، وعملنا هو لتأمين الخبز للمواطن. كان من المفترض أن نستلم في شهر حزيران الماضي 27 ألف طن في حين استلمنا أقل بـ7 أو 8 آلاف طن، وإذا كان هناك من تهريب خارجي فهو من مسؤولية الدولة، معتبرا أن سبب الأزمة ليس نتيجة استعمال الطحين في غير محله بل بسبب نقص القمح». وأوضح أنه «إذا رفع الدعم نهائياً فسيصبح سعر ربطة الخبز 30 إلى 32 ألف ليرة»، مؤكداً أن «القمح يكفي لفترة 40 يوما وهناك كمية على الطريق للمطاحن وستدعم من مصرف لبنان».
وقد جالت دوريات من أمن الدولة على المطاحن والافران ومحال بيع المواد الغذائية. وأشرفت على توزيع الطحين على الأفران.وأكملت جولتها على مستودعات الأفران للتأكد من عدم تخزين الطحين وبيعه في السوق السوداء، وعدم التلاعب بوزن ربطة الخبز.
وفي السياق، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل الظهر السفير الاوكراني في بيروت السد ايهور اوستاش والمستشار في السفارة فاليري هريهوراش. وتم في خلال اللقاء البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، والتعاون في مجال تأمين القمح والحبوب، إضافة الى اخر التطورات المتعلقة بالحرب الأوكرانية الروسية وانعكاساتها على القطاع الغذائي في العالم. وتطرق البحث أيضا الى أوضاع اللبنانيين الذين لا يزالون في أوكرانيا واوضاع أبناء الجالية الأوكرانية في بيروت.
الوضع المالي
على الصعيد المالي، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان في حضور وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، لمناقشة التقرير الذي أرسله الأخير حول المنهجية المتبعة في إعداد مشروع موازنة العام 2022 وسعر الصرف.
وقال كنعان بعد الجلسة: أنّ عملية رمي المسؤولية بين المجلس النيابي والحكومة «مش شغلتنا» ولكن يوجد حدّ أدنى من الضمير. «الناس شبعت حكي» وتنظير وكلام غير مسؤول. فقد انهينا عملنا منذ نيسان في ما يتعلق بالموازنة والايضاحات التي وصلتنا من وزارة المال حول معايير واسباب سعر الصرف في الموازنة غير كافية.
وتابع «طلبنا من وزارة المال إعادة النظر بأرقام الموازنة مرّة أخيرة بالاضافة الى المواد المطلوب منها اعادة النظر بها على ان تقدم لنا الايضاحات قبل جلسة لجنة المال الثلثاء المقبل». كما شدد على أننا «نرفض ان يدفع الشعب اللبناني بكل شرائحه ثمن الاجراءات الحكومية ولست مقتنعاً بالعديد من البنود التي تحاول الحكومة تمريرها».
ورأى أنّ «خطة التعافي المطلوبة من الحكومة يجب ان تكون كاملة وشاملة، واعادة هيكلة المصارف بند اساسي فيها».
في هذه الاثناء، وفي وقت واصل معظم موظفي القطاع العام اضرابهم برغم المساعدات التي اقرت لهم امس الاول، وفيما مدد مصرف لبنان العمل بالتعميم 161 حتى نهاية آب المقبل، نوّه وزير المال في بيان «بقرار رؤساء الوحدات والموظفين في مديرية المالية العامة في وزارة المال، حضورهم الى مكاتبهم في مديريتي الصرفيات والخزينة لتحضير وانجاز وتحويل المساعدة الاجتماعية للجيش والقوى الأمنية والمتقاعدين، شاكراً جهودهم وتقديره لحسّ المسؤولية لديهم، مجدداً التأكيد على متابعة جهوده لتحسين اوضاع جميع العاملين في القطاع العام».
في التحركات، تمكنت القوى الامنية من احتواد اقتحام مجموعة من الناشطين مبنى وزارة الطاقة والمياه
في كورنيش النهر، احتجاجاً على أزمة الكهرباء وساعات التقنين القاسية، مُطالبين بلقاء وزير الطاقة وليد فيّاض.
ووقع إشكالٌ بين مُحتجّين وموظفين في الوزارة، نتيجة منعهم للمتظاهرين من الدخول إلى مبنى الوزارة، فتدخلت القوى الأمنية لمنع تطوّره.
وعلى الأثر، نشر الناشط واصف الحركة عبر صفحته على «فايسبوك» مقطعاً مصوّراً يظهر اقتحام عدد من المتظاهرين مبنى وزارة الطاقة في كورنيش النهر، لافتاً إلى أن إشكالاً صغيراً حصل مع موظفي الوزارة نتيجة منعهم المتظاهرين من الدخول إلى مبنى الوزارة.
وعقب قائلاً: «المواجهة مفتوحة في كلّ مكان مع السّلطة ولا حلّ إلا عبر الإشتباك السلمي معها».
قضائيا، أفيد ان القاضية غادة عون لن تحضر استدعاء مجلس القضاء الأعلى بعد الظهر، وقدمت اعتذارًا عبر إرسالها مذكرة تتضمن كل التوضيحات، في وقت يرتقب ان يمثل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي ايضا امام المجلس في قضية المطران موسى الحاج.
2378 إصابة جديدة
صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 2378 إصابة جديدة بفارويس كورونا، مع 4 وفيات، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1167040 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
**********************************
افتتاحية صحيفة الديار
«إسرائيل» تُروّج لتنازلات في ملف الترسيم «والعين» على «الصفعة» القبرصية
مُعادلة «إما الحقوق وإما الحرب» تمنح نصرالله الشرعية: استعدوا للمواجهة !
«قنبلة» اللاجئين تهديد ديموغرافي… بلبلة في القطاع العام وحل لأزمة الخبز؟ – ابراهيم ناصرالدين
في ظل عجز رسمي غير مفاجئ عن ابتكار الحلول لمختلف الازمات، وعلى أمل بحل الازمة خلال يومين، انتظر اللبنانيون في «ذل» «وخنوع» على ابواب الافران ويشغل بالهم فاتورة المولدات مع اقتراب نهاية الشهر وسط غياب كهرباء الدولة المشغولة قياداتها في لعبة تصفية حسابات ضيقة عبر «المزايدة» على «الفيول» الايراني الموعود. شلل القطاع العام المستمر لأسابيع كشف مفارقة عجيبة في بلاد الارز، لا شيء يعطل الحياة حتى تظن لوهلة ان وجود هؤلاء الموظفين مثل عدمه. «قنبلة» اللجوء السوري عادت الى الواجهة من جديد اثر الصراع على تقاسم «الرغيف» وارقام رسمية تشير الى ان اللبناني سيتحول الى لاجىء في بلاده بعد عشر سنوات لان نسبة الولادات هي واحد مقابل 6. وبتواطؤ من الجميع صارت الحكومة الجديدة في «خبر كان» فيما «المناورات» الرئاسية مستمرة على اكثر من خط حيث يواصل المرشحون «الطبيعيون» «جس النبض»في الداخل والخارج وكل منهم يخشى «حرق اوراقه» مبكرا. اما الانتظار الاهم فيبقى لما سيحمله «الوسيط» الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت نهاية الاسبوع الجاري حول ملف الترسيم. وفيما دعا قائد الجيش العماد جوزاف عون ضباط وعناصر الجيش الى المحافظة على الجهوزية لمواجهة اطماع العدو الإسرائيلي في ثروات لبنان الطبيعية مع تبني قرار الدولة في ملف»الترسيم»، يبقى الترقب سيد الموقف على الجانب اللبناني حيث «العين» على ما يجري من خلاف اسرائيلي مع قبرص «ليبنى على الشيء مقتضاه». اما على الجانب الاسرائيلي فحذر واستنفار، ومع تسريب معلومات عن «تنازلات» مرتقبة، ترتفع الاصوات المطالبة بعدم التقليل من خطورة تهديدات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لان اسهم المواجهة تبدو متقدمة للغاية لاول مرة منذ العام 2006اذا لم تحسن القيادة الاسرائيلية قراءة المشهد «الغازي» المرتبط بالحقوق اللبنانية.
«صفعة» قبرصية!
وفي هذا السياق، تلقت اسرائيل «صفعة» من حيث لم تكن تحتسب حيث اصدرت شركة «شبرون» والحكومة القبرصية بيانا اعلنت فيه التنقيب في حقل أفروديت – يشاي، الذي يقع جزء منه في «المناطق الإسرائيلية». ولفت مصدر اسرائيلي رسمي الى ان عدم التقدم في المفاوضات لا يمنح الحق لقبرص بالتفرد بالتنقيب لإن الأمر يتعلق بعملية أحادية الجانب غير منسقة مع إسرائيل. تجدر الاشارة الى ان معظم الخزان موجود في المياه الإقليمية لقبرص، لكن 10 في المئة من الغاز، موجودة في المياه الإقليمية لإسرائيل. ولم تنجح الدولتان حتى الان في تقسيم هذا الغاز. والخلاف الكبير ما يزال قائما بين الشركات وإسرائيل وقبرص حول تقسيم الأرباح.وحسب التقديرات، يحتوي الحقل على 129 مليار متر مكعب (بي.سي.ام) من الغاز، وهو يعادل الاستهلاك السنوي من الغاز الطبيعي في إسرائيل. والعوائد التي تتوقع إسرائيل الحصول عليها، ستحولها إلى دولة عظمى في الطاقة، لكن لا سبب بأن تمنحها بالمجان.
في اللقاء الذي عقد في نيسان بين وزيرة الطاقة كارين الهرار، ونظيرتها القبرصية نتاشا فيليدس، تم الاتفاق بينهما على تعيين خبير من الخارج، يفحص كمية الغاز الطبيعي في الحقل. لكن منذ ذلك الحين لم يسجل أي تقدم حقيقي.
كيف يستفيد لبنان؟
لكن ما علاقة لبنان بكل ما يجري؟ بحسب صحيفة «هارتس» الاسرائيلية الحساسية فيما يتعلق بالمفاوضات مع قبرص عالية في ضوء التهديدات التي يطلقها حزب الله بشأن حقل «كاريش. وإذا لم تفعل اسرائيل شيئا ازاء الخطوة القبرصية فسيتم تفسير موقفها بانه نقطة ضعف ستمنح لبنان محفزا آخر للتصلب في موقفه. ووفقا لمصدر اسرائيلي مطلع فإن تأثير البيان القبرصي على المفاوضات مع لبنان يرتبط برد إسرائيل. حتى الآن، لم تنشر إسرائيل رداً رسمياً حول الأمر، وهي ترفض الرد بشكل رسمي في وسائل الإعلام. ولكن إذا لم تتوقف العملية القبرصية أو لم يتم التوصل إلى تفاهمات معها قبل البدء في الحفر، فقد تتضرر الاتصالات مع لبنان.
استغلال نقاط الضعف
وفي هذا السياق، علمت «الديار» ان هذا الملف بات تحت انظار المعنيين بالملف الغازي، وثمة ترقب لما سيحصل «ليبنى على الشيء مقتضاه» بحيث يتم الاستفادة من كل ثغرة ممكنة على الجانب الآخر من الحدود. وحتى الان تشير ردود الفعل الاسرائيلية الى وجود حالة من الارباك بسبب الخوف على اي ضرر يرتبط بعملية استخراج الغاز في هذه الفترة الحساسة. وهذه نقطة ضعف يجب استغلالها لبنانيا دون التوقف عند «التهويل» الاميركي.
مخاطر الجبهة الشمالية
وفي هذا السياق نشر معهد السياسة الاستراتيجية في تل ابيب تقريرا حول الميزان الاستراتيجي لإسرائيل في ضوء تطورات الساحة العالمية وتأثيرها على آليات الشرق الأوسط، خلص الى ضرورة بلورة سياسية تأخذ المخاطر والفرص بالحسبان. ومن هذه المخاطر، ما اسمته الدراسة الملف المتفجر على الحدود الشمالية بعدما فشلت رحلة الرئيس الاميركي جو بايدن في تحقيق اختراق في موضوع الخلاف على إنتاج الغاز مع لبنان. ولفتت الى ان تهديد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يطرح معادلة جديدة حول إنتاج الغاز من «كاريش» قبل الاتفاق مع لبنان على خط الحدود البحرية، وهي تشكل مبرراً للحرب.
تهديدات نصرالله جدية
ولفت المعهد الذي يراسه اللواء احتياط عاموس جلعاد الى انه بعد 16 سنة على حرب لبنان الثانية يبدو أن نصر الله يهيئ التربة لمواجهة أخرى مع إسرائيل تحت عنوان «إما الحقوق أو الحرب»، والأزمة الاقتصادية والسياسية الحادة في لبنان توفران الشرعية لقيامه بخطوة عسكرية تجاه إسرائيل من «بوابة» الطاقة. ولان المواجهة المتواصلة بين الولايات المتحدة وروسيا إلى جانب التطورات الإقليمية وعدم الاستقرار السياسي في إسرائيل تضع أمام إسرائيل سلسلة من التحديات على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي، تؤثر على وضعها الاستراتيجي، اوصى المعهد القيادة الاسرائيلية بالعمل على تسوية الخلاف مع لبنان حول الغاز، والامتناع قدر الإمكان عن الاحتكاك العسكري مع حزب الله وايجاد حل من خلال المفاوضات. واذا لم يحصل ذلك فلاول مرة بعد 16 سنة من الهدوء في الساحة الشمالية، يتعين على إسرائيل الاستعداد لسيناريو تصعيد حاد مع حزب الله. بحسب تقديرات المعهد. وفي السياق نفسه، كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية، ان إسرائيل تضغط على الولايات المتحدة من أجل إتمام الاتفاق بين لبنان وإسرائيل قبل شهر أيلول وهم يأخذون بجدية تهديدات نصر الله، ولهذا كثفوا الاستعداد والجاهزية، ولهذا تبذل جهود كبيرة كي لا تتدهور الأمور إلى مواجهة مع حزب الله.
«تنازلات» اسرائيلية؟
في هذا الوقت، كشفت وسائل اعلام اسرائيلية عن محادثات اجراها مستشار الأمن القومي إيال حولاتا ورئيس فريق التفاوض الإسرائيلي أودي أديري، مع هوكشتاين وكبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك بشأن المفاوضات مع لبنان،وقد تم تقديم اجابات اسرائيلية على الاقتراحات اللبنانية وتم تقديم اقتراحات جديدة باتت في عهدة الاميركيين.ووفقا للمعلومات، فان ما حمله الوفد يشير الى تقديم تنازلات في ما يتعلق بمنطقة الخلاف مع لبنان، لكنه حمل رفضا لاي تنازل خارج منطقة النزاع. وقد تم تقديم خطة لما يسميه الاسرائيليون توزيعا عادلا للأرباح المحتملة من أي حقل غاز يتم اكتشافه في المنطقة المتنازع عليها. لكنّ الجديد هو الاستعداد للتنازل عن توزيع الأرباح المحتملة.!
ووفقا لمصادر لبنانية مطلعة يجب الحذر من الطروحات الاسرائيلية، وحتى يصل هوكشتاين لا يمكن التعليق على شيء، لكن في العادة تكون العروض الاولية «مفخخة».!
فرنجية ومصلحة لبنان؟
في هذا الوقت، خرق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية «الجمود» السياسي بزيارة عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. ووفقا للمعلومات كان الاستحقاق الرئاسي «الطبق» الرئيسي خلال اللقاء، وقد لمس فرنجية دعما كاملا من قبل رئيس المجلس في حال ترشح للانتخابات الرئاسية. وبعد اللقاء، قال فرنجية «نحن والرئيس نبيه بري فريق واحد». وعن رأيه بترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، قال «كل ما هو لمصلحة لبنان نحن معه». وفي هذا السياق، دعت مصادر مطلعة الى عدم تحميل هذا التصريح اكثر مما يحتمل من تفسيرات، وهو كان جوابا عاما افتراضيا لا يلزم فرنجية باي موقف من الاستحقاق الرئاسي حيث يبقى هو احد ابرز المرشحين «الطبيعيين».
«قنبلة» اللاجئين
في هذا الوقت، وبعد ساعات على دعوة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان الى اغراق اوروبا بقوارب اللاجئين،وفيما لا توجد اي مؤشرات جدية على ذهاب لبنان بعيدا في مواجهة المجتمع الدولي في هذا الملف وتنفيذ الخطة التي اعلن عنها وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، والتي تقوم على إعادة 15 الف لاجئ شهرياً، كشفت دراسة أعدتها الحكومة اللبنانية عن «قنبلة» موقتة ستنفجر عاجلا او آجلا، ووفقا للارقام، يستهلك اللاجئون يومياً 500 ألف ربطة خبز و5 ملايين غالون ماء، يضاف الى ذلك استهلاك هائل للمواد الغذائية، وشغل الكثير من اماكن العمل في بلد يعاني انهيارا وبطالة. اما قيمة الأموال التي تكبدتها الدولة على النازحين فهي 30 مليار دولار على مدى 11 سنة. ويكشف التقرير أن نسبة الولادات تصل إلى 6 داخل مخيمات اللاجئين السوريين في مقابل ولادة طفل لبناني واحد!. ووفقا لهذه الارقام سيتضاعف عدد اللاجئين البالغ نحو مليون و300الف ستة اضعاف خلال عشر سنوات ما يعني «مجازيا» ان اللبنانيين سيتحولون إلى لاجئين.
أزمة الرغيف نحو الحل؟
معيشيا، وفيما «مافيات» الطحين شغالة دون حسيب او رقيب، وعد وزيرالاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال امين سلام بحلحلة لازمة الخبز خلال ساعات، دون ان ينعكس انفراجا على الارض بعدما توقف عدد من الافران عن البيع فيما شهدت بعضها طوابير طويلة. وتوقع الوزير الذي لا يزال يلتزم الصمت حيال «المافيات»، انفراجات في أزمة الخبز خلال اليومين المقبلين، مؤكدا أن كل جداول توزيع القمح والطحين أصبحت في متناول اي شخص وبدءاً من الاسبوع المقبل ستصبح على موقع الوزارة . وفي رده على الاتهامات قال» لا أحد في وزارة الاقتصاد أو في اي ادارة تابعة لها إلا وهو تحت القانون وانا اول من تقدم باخبارات حول ملف الخبز ورمي الاتهامات جزافاً يرتب تداعيات قضائية».
اسباب الازمة..والانفراج!
بدوره، أشار نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف إلى أن «وزارة الاقتصاد وضعت آلية منذ أيام لتوزيع القمح للمطاحن بشكل عادل». وأكّد ان «الخبز مؤمن والطحين موجود وكل الأفران تعمل بشكل طبيعي»، طالباً من المواطنين عدم التهافت، متمنياً أن تنتهي الأزمة. وقال «كان من المفترض أن نستلم في شهر حزيران الماضي 27 ألف طن في حين استلمنا أقل بـ7 أو 8 آلاف طن، وإذا كان هناك من تهريب خارجي فهو من مسؤولية الدولة، معتبرا أن سبب الأزمة ليس نتيجة استعمال الطحين في غير محله بل بسبب نقص القمح». وأوضح أنه «إذا رفع الدعم نهائياً فسيصبح سعر ربطة الخبز 30 إلى 32 ألف ليرة»، مؤكداً أن «القمح يكفي لفترة 40 يوما وهناك كمية على الطريق للمطاحن وستدعم من مصرف لبنان».
انفراج.. لا انفراج؟
في الاثناء، وفي وقت واصل معظم موظفي القطاع العام اضرابهم رغم المساعدات التي اقرت لهم، قرر رؤساء الوحدات والموظفين في مديرية المالية العامة في وزارة المال، الحضور الى مكاتبهم في مديريتي الصرفيات والخزينة في وزارة المال وجرى تحضير وانجاز وتحويل المساعدة الاجتماعية للجيش والقوى الأمنية والمتقاعدين عن شهري ايار وحزيران، وهي تعادل راتب شهر واحد. وبات بالامكان تقاضيها من المصارف اليوم او الاثنين المقبل. اما غياب المحاسبين لدى الادارات العامة فقد حال دون شمل صرف المساعدات للموظفين المدنيين. وفيما طمأنت مصادر مطلعة، بان لا ازمة رواتب هذا الشهر في القطاع العام بفعل البدء باعداد اللوائح الخاصة بصرفها، تضاربت المعلومات حيال حصول انفراج الاسبوع المقبل اثر الانقسامات داخل الهيئة الادارية لرابطة موظفي القطاع العام، وفيما طالب البعض بضرورة اظهار بعض الايجابية عبر عودة بعض الادارات الى العمل بموازات صدور مرسوم الاجراءات الجديدة، والعودة الى الاضراب لاحقا اذا لم تتحسن الامور، نفت رئيسة النقابة نوال نصر هذا الامر، واكدت على الاستمرار بالاضراب المفتوح لان الاغلبية مقتنعة بان ما تقدم هو دون الحد الادنى من الحقوق وتصرعلى الاضراب الذي سيتم التأكيد عليه في مؤتمر يعقد الاسبوع المقبل.
اضراب في الكهرباء!
وفي السياق نفسه،أعلنت نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان تأييدها والتزامها بالإضراب الذي دعا إليه اتّحاد النقابات العمّاليّة وذلك بعد تجاهل واستثناء العاملين في المؤسّسات العامّة والمصالح المستقلّة من كلّ ما توصّلت إليه اللّجنة الوزاريّة من مقرّرات بخصوص العاملين في القطاع العام. ويُستثنى من الإضراب والاعتصام الذي يستمر حتى يوم الثلثاء، الاستثمار في معامل الإنتاج والمناوبين في محطّات التّحويل الرّئيسيّة. وفي هذا السياق، واحتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي في شكل شبه تام عن المناطق كافة، اقتحمت مجموعة من المُحتجّين وزارة الطاقة والمياه في كورنيش النهر، رفضا لساعات التقنين القاسية، مُطالبين بلقاء الوزير وليد فيّاض. ووقع إشكال بين مُحتجّين وموظفين نتيجة منع المتظاهرين من الدخول إلى مبنى الوزارة، فتدخلت القوى الأمنية لمنع تطوّره.
*********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
دعم أميركي غذائي للجيش وقوى الأمن
لبنان العائم على فوضى مسؤوليه وانعدام مسؤوليتهم وانغماسهم في الفساد، لم يعد احد من ابنائه يجد لقمة خبز يسدّ بها جوعه، ومشاهد طوابير الذّل التي انتقلت من محطات البنزين الى الافران استجداء لرغيف غير متوافر، تؤكد ان لحظة الارتطام الكبير لم تعد بعيدة. فتناسل الازمات لا يجد من يفرمله في ظل غياب اي خطوات او اجراءات او هندسات معيشية تهدئ اوجاع اللبنانيين او تخفف عنهم بعضا من الاثقال التي ما عادوا يستطيعون تحملها ولا استمرار الانتظار على مفترق الاستحقاقات التي لم، والارجح انها لن، تغيّر قيد انملة في مسار حياتهم الانحداري، ما دام المسؤولون عن الدولة يمتهنون سياسة الهروب الى الامام ترقبا لحل ترسيمي هنا ومفاوضات اقليمية هناك ونووية هنالك، ليتبلغوا امر العمليات الواجب تطبيقه.
أزمة الرغيف على حالها ولا علاجات حتى الساعة بل وعود بحلحلة.
تأمين القمح
ليس بعيدا، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر امس السفير الاوكراني في بيروت السد ايهور اوستاش والمستشار في السفارة فاليري هريهوراش. وتم في خلال اللقاء البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، والتعاون في مجال تأمين القمح والحبوب، إضافة الى اخر التطورات المتعلقة بالحرب الأوكرانية الروسية وانعكاساتها على القطاع الغذائي في العالم. وتطرق البحث أيضا الى أوضاع اللبنانيين الذين لا يزالون في أوكرانيا واوضاع أبناء الجالية الأوكرانية في بيروت.
ميقاتي والعرب
من جانبه، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي”أن لبنان الذي يعاني من مشاكل سياسية وإقتصادية وإجتماعية يتطلع إلى أشقائه وأصدقائه لكي يقفوا إلى جانبه في محنته، ليستطيع أن يعود إلى لعب دوره المحوري داخل أسرته العربية”. وكان الرئيس ميقاتي يتحدث في خلال رعايته إفتتاح إجتماعات وزراء الزراعة في لبنان عباس الحاج حسن، سوريا محمد حسن قطنا، الاردن خالد الحنيفات والعراق محمد كريم الخفاجي في السراي.
اقتحام الطاقة
على الخط المعيشي دائما، واحتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي في شكل شبه تام عن المناطق كافة، اقتحمت مجموعة من المُحتجّين وزارة الطاقة والمياه في كورنيش النهر، رفضا لساعات التقنين القاسية، مُطالبين بلقاء الوزير وليد فيّاض. ووقع إشكالٌ بين مُحتجّين وموظفين نتيجة منعهم المتظاهرين من الدخول إلى مبنى الوزارة، فتدخلت القوى الأمنية لمنع تطوّره.
الناس شبعت
اقتصاديا ايضا، وبينما لا حكومة في الافق لتتولى فعليا عملية الانقاذ، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان في حضور وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، لمناقشة التقرير الذي أرسله الأخير حول المنهجية المتبعة في إعداد مشروع موازنة العام 2022 وسعر الصرف. واشار كنعان بعد الجلسة الى أنّ “عملية رمي المسؤولية بين المجلس النيابي والحكومة “مش شغلتنا” ولكن يوجد حدّ أدنى من الضمير”. اضاف “الناس شبعت حكي وتنظير وكلام غير مسؤول” فقد انهينا عملنا منذ نيسان في ما يتعلق بالموازنة والايضاحات التي وصلتنا من وزارة المال حول معايير واسباب سعر الصرف في الموازنة غير كافية”.
خليل يثني
في الاثناء، وفي وقت واصل معظم موظفي القطاع العام اضرابهم رغم المساعدات التي اقرت لهم امس، وفيما مدد مصرف لبنان العمل بالتعميم 161 حتى نهاية آب المقبل، نوّه وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل في بيان “بقرار رؤساء الوحدات والموظفين في مديرية المالية العامة في وزارة المال، حضورهم الى مكاتبهم في مديريتي الصرفيات والخزينة لتحضير وانجاز وتحويل المساعدة الاجتماعية للجيش والقوى الأمنية والمتقاعدين”، شاكراً جهودهم وتقديره لحسّ المسؤولية لديهم، مجدداً التأكيد على متابعة جهوده لتحسين اوضاع جميع العاملين في القطاع العام.
فرنجية
سياسيا، زار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. وبعد اللقاء، قال فرنجية “نحن والرئيس نبيه بري فريق واحد”. وعن رأيه بترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، قال “كل ما هو لمصلحة لبنان نحن معه”.
ترقيات
على الصعيد العسكري، وقّع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل مراسيم ترقيات عائدة لكلّ من وزارتَي “الدفاع الوطني” و”الداخلية والبلديات”، واحيلت الى رئاسة مجلس الوزراء.
أمر اليوم
وبمناسبة عيد الجيش، أكّد قائد الجيش العماد جوزف عون أنّ “الجيش سيبقى ركيزة بنيان لبنان”، مضيفاً “لن نسمح باهتزاز الأمن ولن نسمح للفتنة أو الفوضى أن تجد لها طريقاً إلى ساحتنا الداخلية، على أمل اجتراح الحلول السياسية الكفيلة بإنقاذ البلاد ومنعها من الانهيار، كي يستعيد شبابنا ثقتهم بوطننا، وينهضوا به مجدّدًا، فهو يستحقّهم ويحتاج اليهم لأنّهم ثروة لا تُعوّض. فليكن حلم إعادة بناء لبنان، أقوى من حلم الهجرة”.
اوقات عصيبة
من جهتها، زارت السفيرة الأميركية دوروثي شيا زورقي الاستجابة السريعة الجديدين لخفر السواحل الأميركي في مرفأ بيروت، وغردت السفارة الأميركية في بيروت عبر حسابها على “تويتر”: يعد زورقا الاستجابة السريعة الجديدين لخفر السواحل الأميركي مؤشراً آخر على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والجيش اللبناني وتأتي هذه الزيارة المقررة إلى مرفأ بيروت بعد إتمام التدريبات البحرية السنوية التي أجراها الجيش اللبناني مع القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية على مدى الأسبوعين الماضيين. واضافت “ندرك أن هذه أوقات عصيبة للعسكريين ولعناصر قوى الامن الداخلي في لبنان. لهذه الغاية، تنوي الولايات المتحدة تطوير برنامج دعم سبل العيش للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لتقديم المساعدة التي تشتد الحاجة إليها. لا يزال هناك عمل يتعين القيام به لتنفيذ البرنامج، ولكن تم إحراز تقدم كبير”.
لم تحضر
قضائيا، أفيد ان القاضية غادة عون لن تحضر استدعاء مجلس القضاء الأعلى بعد ظهر امس، وقدمت اعتذارًا عبر إرسالها مذكرة تتضمن كل التوضيحات، في وقت يرتقب ان يمثل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي ايضا امام المجلس في قضية المطران موسى الحاج.
مراسيم بتعويضات لموظفي الادارات العامة
وقع رئيس الجمهورية ميشال عون مرسوماً بإعطاء وزارة المالية سلفة خزينة بقيمة 140 مليار ليرة لدفع تعويض إنتاجية لموظفي الإدارات العامة والعاملين في تعاونية موظفي الدولة، ومرسوماً بتعديل مقدار تعويض النقل الموقت للعاملين في القطاع العام، ومرسوماً بإعطاء تعويض إنتاجية لموظفي الإدارات العامة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :