افتتاحية صحيفة البناء
بلينكن يتحدّث عن عزلة روسيا ويعلن نيّته الاتصال بلافروف… وبوريل لحل وسط للملف النوويّ /
مقترحات «إسرائيليّة» لتفادي المواجهة مع تهديدات المقاومة… وعين هوكشتاين على البلوك 8 /
هبة الفيول الإيرانيّة التي اقترحها نصرالله بين رفع العتب في وزارة الطاقة… ونصيحة جعجع /
بينما سجلت لقاءات الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف مع نظراء دوليين من الصين الى اندونيسيا وعواصم آسيا، وصولاً لأفريقيا، والاتفاقيات الاقتصادية بعشرات مليارات الدولارات خلالها، خرج وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن ليعلن عزمه الاتصال بالوزير لافروف، وهو يواصل معزوفة الحديث عن عزلة روسيا، ليسأله أحد الصحافيين عن كيفية الجمع بين الاتصال بلافروف والحديث عن العزلة؟
القرار الأميركي بالخروج عن سياسة مقاطعة روسيا تحت ضغط الفشل في الرهان على السقوط السريع لروسيا، لم يستطع بلينكن إخفاء علاقته بمصير المرتزقة الأميركيين الذين شاركوا في حرب أوكرانيا، المحتجزين لدى روسيا، رغم محاولة تغليفه باتفاق تصدير الحبوب، والإشارة الى فشل روسيا في الحرب، رغم الاعتراف بحجم ضغط أزمة الطاقة على أوروبا، التي قد تكون سبباً لقرار واشنطن الانفتاح على موسكو، لكسر جدار الجمود وفتح قنوات البدء بالبحث عن مخارج من الحرب، التي تتقدّم خلالها روسيا عسكرياً، بينما انتقل التأزم الاقتصاديّ المصمّم لروسيا إلى الضفة الأوروبيّة التي لا تبدو قادرة على مواجهة تحديات فصل الشتاء، وتحتاج من الآن لبدء التمهيد لنزول غربي عن شجرة التصعيد بوجه روسيا.
على الضفة النوويّة لعلاقة إيران بمفاوضات فيينا كشف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن تقدّمه بمقترح وسط، قال إن التنازلات التي تضمّنها تمّ الحصول عليها بشق الأنفس، وأرسلها الى الجانبين الأميركي والإيراني، آملا أن تكون الأجوبة إيجابية، ما يمهّد للعودة الى فيينا لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، وقد وضعت مصادر متابعة للملف مبادرة بوريل الجديدة في إطار التنسيق الأميركي الأوروبي للعودة الى التفاوض، في ظل انسداد البدائل، والقلق من التقدم الإيراني نووياً نحو نقاط غير مرغوبة من الغرب، خصوصاً ان التصعيد الذي تشهده المنطقة، تحت عنوان النفط والغاز بين المقاومة وكيان الاحتلال، تضع دول الغرب أمام خيارات صعبة منها خسارة فرص الحصول على نفط وغاز البحر المتوسط، والتراجع أمام لبنان بالضغط على كيان الاحتلال، يشكل إخلالاً بالتوازنات لصالح محور المقاومة يخشى ان يؤدي الى مزيد من الخطوات التصعيدية، ويفقد المعركة على المقاومة زخمها مع تحولها الى مصدر تحصيل الحقوق وحل للأزمات، ولذلك يكون من الأفضل أميركياً وغربياً واسرائيلياً تصوير التراجع أمام المقاومة كجزء من كل عنوانه التسويات والحلول التفاوضية. وفي هذا السياق يمكن لحل سريع للملف النووي أن يطغى على التراجع أمام المقاومة في ملف النفط والغاز، كما ان عودة إيران الى سوق النفط والغاز بنتيجة أي اتفاق ينهي العقوبات لا تزال هدفاً أميركياً وأوروبياً في ظل ازمة الطاقة التي تعيشها أوروبا بفعل تداعيات المواجهة مع روسيا في حرب أوكرانيا.
في ملف النفط والغاز كشفت مواقع إسرائيلية عن مبادرات جديدة قدّمتها حكومة كيان الاحتلال للوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، بهدف تسريع التوصل لحل تفاوضي مع لبنان تفادياً لمواجهة صار ثابتاً، وفقاً للمحللين والخبراء في كيان الاحتلال أن المقاومة قد عزمت على مواصلة خطواتها التصعيدية لنيل حقوق لبنان حتى لو أدّى الأمر إلى حرب، لكن مصادر تتابع ملف التفاوض حول الحدود البحرية للبنان حذرت من مقترحات هوكشتاين التي لا تزال تقوم على مقايضة حقل قانا باقتطاع جزء من البلوك 8 لحساب «إسرائيل»، في ظل معلومات عن احتواء البلوك على كميّات ضخمة من الغاز.
وفي التفاعلات حول موقف المقاومة بقي مقترح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بتأمين هبة من الفيول الإيراني لكهرباء لبنان في الواجهة، وبقيت التعاملات الرسمية في وزارة الطاقة رغم طابعها الإيجابي، في دائرة رفع العتب، فلم تبادر الوزارة الى الاتصال بأي من وزراء حزب الله طلباً لفتح قناة اتصال مع الجهة المعنية في إيران لبلورة مسودة اتفاق تقني يمكن عرضه على الحكومة وطلب الاستثناء من العقوبات الأميركية على أساسه، بينما ظهر حجم الإحراج الذي تسبب به العرض لخصوم المقاومة بكلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن دعوة الحكومة لقبول العرض لثقته بأنه لن ينفذ، وكان السيد نصرالله قد قال، إن الذين يشككون بصدقيّة العرض مطالبون لاختبار جدية المقاومة وايران في تنفيذه، قائلا مع أننا صادقون ولا نكذب وهذا تاريخنا، لكن لا نمانع بتطبيق قاعدة الحق الكذاب لباب الدار مع هذا العرض لرؤية النتائج.
وتترقب الأوساط السياسيّة زيارة الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود عاموس هوكشتاين الى بيروت المتوقعة مطلع الأسبوع المقبل، وما سيحمله من مقترحات في جعبته لبناء الموقف الرسمي اللبناني وموقف المقاومة على الشيء مقتضاه. وسط ترجيح مصادر مطلعة على الملف لـ»البناء»، عودة الطرفين اللبناني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات في الناقورة لاستكمال التفاوض قبل منتصف آب المقبل والتوصل الى حلٍ وسطي ليصار الى توقيع الاتفاق قبل موعد بدء استخراج الغاز من حقل «كاريش» في أيلول المقبل.
كما في لبنان، فقد قفز ملف الترسيم الى الواجهة في كيان الاحتلال وتحوّل الى الخبر الرئيسي في إعلامه، نظراً للآمال التي يعلقها كيان العدو على مشروع تصدير الغاز الى اوروبا على الصعيد المالي والاقتصادي الذي يصب في خدمة تعزيز مقومات الحياة لهذا الكيان وحل أزماته المالية والاقتصادية المتراكمة والحد من موجات هجرة المستوطنين الى دول العالم.
وقد حفلت وسائل الاعلام الاسرائيلية بالكثير من التعليقات والتحليلات والمعلومات عن مصير ملف الترسيم وموقف الحكومة الاسرائيلية والتوجهات والخيارات المتوقعة، فضلا عن دعوات بعض الجنرالات الرفيعي المستوى الى أخذ تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة على محمل الجد.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية «كان 11»، بأن «مسؤولين في «إسرائيل» يعتقدون أن الخلاف البحريّ مع لبنان على وشك الانتهاء والتوصل إلى الحل». وأشارت إلى أنه «من المتوقع أن يحمل المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين إلى لبنان الأسبوع المقبل، إطار العمل لاتفاق، والذي سيكون في الواقع بمثابة حل وسط بين مطالب «إسرائيل» ومطالب لبنان»، زاعمة أن «منصة غاز كاريش ستكون مدرجة في أراضي «إسرائيل»، وستقوم الشركة نفسها بالتنقيب في كل من «إسرائيل» ولبنان».
من جهته كشف موقع «والا» بأن «إسرائيل قدمت الثلاثاء الماضي إلى الولايات المتحدة اقتراحاً محدثاً بشأن مفاوضات الحدود البحرية مع لبنان«. ولفت مسؤولان إسرائيليان كبيران مطلعان على الملف، للموقع المذكور، الى أن «الموقف الإسرائيلي نقل إلى البيت الأبيض قبيل وصول المبعوث الأميركي إلى بيروت الأسبوع المقبل».
ويتوقع الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد د. هشام جابر أن يقوم حزب الله بإرسال المزيد من المسيّرات الحربية التي تحمل على متنها قنابل أو صواريخ صغيرة الحجم تلقيها على محيط الباخرة الإسرائيلية، إضافة الى إرسال زوارق حربية أو غواصات لإعاقة أعمال استخراج الغاز، إذا ما أصرّ العدو على الاستخراج قبل تلبية مطالب لبنان، الأمر الذي سيؤدي الى إخلاء الشركات العاملة في المنطقة التي ستتحول الى منطقة عسكرية غير آمنة، وبالتالي ليست منطقة جاذبة للاستثمار الاقتصادي في النفط والغاز. لذلك لا مصلحة لـ»إسرائيل» بذلك ما سيحرمها من استثمار حقول النفط في فلسطين المحتلة التي أنفقت مئات ملايين الدولارات على «مشروع تصدير الغاز الى أوروبا».
ويشير جابر لـ»البناء» الى أن «حزب الله يستطيع تدمير منصة الاستخراج الإسرائيلية بصواريخ أرض بحر». مرجحاً «أن ترضخ «اسرائيل» الى الخيار السلمي. ويؤكد جابر أهمية إظهار السيد نصرالله عناصر القوة في اطلالته الأخيرة وما قبلها، ويلفت الى شرطين لكسب لبنان المعركة التفاوضية وضمان حقوقه في المفاوضات المقبلة: الحق القانوني من مستندات وخرائط. وهذا أعدته قيادة الجيش عبر الوفد العسكري برئاسة العميد بسام ياسين وأعضاء الوفد، والثاني القوة الميدانيّة وهذا ما توفره المقاومة. وينتقد جابر الجهات التي تتهم نصرالله بمصادرة قرار الحرب والسلم، ويشير الى المبدأ العسكري: «أظهر القوة لكي لا تستعملها».
بالتوازي لم يسجل أي موقف رسمي واضح أو خطوة عملية من الحكومة اللبنانية على صعيد العرض الذي قدّمه السيد نصرالله حول استيراد الفيول من إيران مجاناً، على الرغم من إدراك جميع المسؤولين أن أزمة الكهرباء هي «أم الأزمات» وتكاد تقضي على البلد وعلى حياة المواطنين، فيما يتلهى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالصراع مع الموظفين وينازعهم على راتبٍ من هنا ومساعدة من هناك لم يلمسوا منها شيئاً على أرض الواقع «مع تربيحهم جميلة» بأموال غير موجودة، كما يقول وزير الشؤون الاجتماعية، ويتمادى ميقاتي بتجاهل العروض الكهربائية والنفطية خوفاً من الأميركيين والأوروبيين. فيما يكتفي وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال، وليد فياض، بعبارات إنشائية كإعلان انفتاحه وترحيبه بالفيول من أي دولة صديقة، ويقول: «أية هبة تقدّم للبنان يجب طرحها على مجلس الوزراء للموافقة عليها». لكنه لم يُعد طرحاً واضحاً ورسمياً حول هذا الملف لتقديمه الى رئيسي الجمهورية والحكومة لعقد جلسة لمناقشته وإقراره! إذ لفت فياض، في تصريح الى أنه «ليس لديّ أي طرح واضح مكتوب عن الفيول الإيراني، لكن هدفنا هو وجود فيول بأسرع وقت في لبنان».
إلا أن التصريح الهزلي والساخر كان كالعادة لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع حيث كتب على «تويتر»: «أعتقد ان على الحكومة اللبنانية ان توافق على عرض السيد حسن نصرالله باستقدام فيول إيراني مجاناً لتشغيل معامل إنتاج الطاقة في لبنان. أقول هذا ليس إيماناً مني بأن هذا سيحصل، بل لعدم ترك الشعب اللبناني عرضة للأقاويل التي لا ترتكز إلى أي أساس من الصحة. نتذكّر جميعا ما حصل في موضوع المازوت وانتهى الأمر بباخرتين أم ثلاث، ووصلت إلى الناس مدفوعة باستثناء تبرعات قليلة جداً طالت بعض المؤسسات الاجتماعية كالتبرعات التي تقوم بها أي جمعية خيرية».
وردت مصادر في 8 آذار عبر «البناء» على جعجع بالتذكير بأن السيد نصرالله عندما أعلن عن استيراد المازوت الإيراني الى لبنان لم يقل إنه سيحل كل أزمة المحروقات، ولا حتى أزمة المازوت، بل كرر أكثر من مرة أن الهدف تأمين جزء معين من حاجة المواطنين للمازوت وبالتالي معالجة جزء من الأزمة لا كلها، لكونه لا يستطيع ولا يريد الحلول مكان الدولة، بل مساعدتها، وخاصة مساعدة المواطنين على تأمين حاجتهم اليومية من مواد التدفئة في فصل الشتاء القارس، ودعم مراكز ومؤسسات الرعاية والصحية والمياه والجمعيات الخيرية وغيرها من المؤسسات الأساسية لضمان استمراريتها في تأمين الخدمات الأساسية للمواطنين، فضلاً عن أن جعجع يتناسى العقبات السياسية والقانونية الدولية واللوجستية والتقنية لنقل المازوت من ايران الى بيروت عبر العراق وسورية، وكذلك كلفة نقله الباهظة، في ظل العقوبات الأميركية ورفض الحكومة اللبنانية نقله عبر البحر وتفريغه في المرافئ اللبنانية. مذكرة جعجع بأن حزب الله وزع المازوت لكافة شرائح المجتمع اللبناني من دون تمييز ومجاناً للمؤسسات الخيرية وبالليرة اللبنانية وأقل من سعر السوق للأفراد والمصانع وغيرها.
مضيفة: «بالحد الأدنى حاول حزب الله القيام بشيء ما لحل الأزمة واستخدام علاقاته الممتازة مع ايران لمساعدة الشعب اللبناني، لكن ماذا فعل جعحع غير التنظير وإصدار المواقف وتعزيز الانقسام الداخلي السياسي والطائفي وافتعال الفتن والاشكالات والهروب من مسؤولية المشاركة في الحكومات ومن معالجة الأزمات ولم يستخدم «تحالفه» مع الأميركيين كما يدّعي لمساعدة لبنان بكسر الحصار المفروض عليه ولا حتى بالحصول على استثناءات من قانون قيصر لتحرير خط الغاز العربي وحل أزمتي الكهرباء والمحروقات، ولو كان لجعجع مكانة عند الأميركيين لكان أقنعهم بمنح استثناء للبنان باستيراد المازوت والبنزين الايراني عبر المرافئ اللبنانية ولكان جعجع لم يستطع عد البواخر التي ستدخل وقتذاك.
وتابعت المصادر: «فليقنع جعجع حليفه الانتخابي المستجد ميقاتي بقبول الفيول الايراني ويرمي الكرة في ملعب حزب الله وطهران، لكن فات مستشاري جعجع التقنيين أن يلفتوا نظره الى الفارق التقني بين المادتين الأوليتين: إذ يمكن نقل المازوت أو البنزين الى لبنان وتوزيعها على المواطنين والمؤسسات واستخدامها بشكل طبيعي، لكن كيف سيتم توزيع الفيول على الناس؟ ما يستوجب موافقة الحكومة اللبنانية لنقل الفيول الى معامل ومحطات الكهرباء على الاراضي اللبنانية». وختمت المصادر بالقول إن لا دور لجعجع في لبنان سوى تخديم المصالح الخارجية الاميركية والخليجية مقابل خدمات سياسية ومالية من خلال التشويش على أي إنجاز لحزب الله وللمقاومة وتضليل الرأي العام وحرف الحقائق وتزوير الوقائع والمعطيات وإثارة الفتن والتحريض على القتل، ما يفضح تبعيته العمياء للخارج».
في غضون ذلك، لم يسجل الملف الحكومي أي خرق في جدار الأزمة الحكومية والعلاقة بين بعبدا والسراي الحكومي، ما يؤشر الى أن الحكومة دخلت العناية الفائقة حتى نهاية العهد الرئاسي الحالي ولن تنجح محاولات إنعاشها. ويدعو مصدر سياسيّ وفق معلومات «البناء» إلى الأخذ بعين الاعتبار وبحذر التطورات على الصعيدين الدولي والإقليمي وتداعياتها على لبنان، ويتوقف عند ملفين سيشكلان محور الأحداث في العالم والمنطقة وسيرسمان مساراً جديداً للنظام الدولي: الحرب الروسية – الأوكرانية ومترتباتها على أوروبا وعلى أمن الطاقة العالمي في ظل توسّع العمليات الحربية بين روسيا وأوكرانيا وتوتر العلاقات الأميركية – الروسية، بالتوازي مع الملف النووي الايراني وتعثر المفاوضات بين ايران والقوى الغربية وتجميد توقيع الاتفاق النووي، إذ لا ايران مستعجلة لتوقيع الاتفاق قبل نيل مكاسب كبيرة تتعلق باستعادة العائدات النفطية المالية في المصارف الاوروبية واسقاط العقوبات وفتح أسواق أمام صادراتها النفطية، في المقابل القوى الكبرى تناور وتفرض المزيد من الضغوط والعقوبات لفرض تنازلات على ايران. ويحذر المصدر من أن هذه التطورات ستدفع هذه القوى الكبرى للانكفاء عن الاهتمام بالملف اللبناني بسبب انشغالها بأزماتها الداخلية الاقتصادية والسياسية. ويشير الى أن أولياء الشأن في الملف الحكومي فقدوا التواصل حكومياً لمصلحة الانتقال الى الاستحقاق الرئاسي. لكن المصدر شدّد على «أننا لم نصل الى مرحلة البحث الجدي في استحقاق رئاسة الجمهورية ولن نحسم مرشحنا ولو كنا نؤيد مرشحين، لكن من المبكر حسم هذا الملف بانتظار تحديد أول جلسة للمجلس النيابي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية».
وبعد إقرار المجلس النيابي التعديلات على قانون السرية المصرفية الذي كان مطلباً أميركياً ولصندوق النقد الدولي، لفتت السفيرة الاميركية دوروثي شيا الى أن «على لبنان ألا يخسر أي وقت للقيام بإصلاحات لا سيما امام البنك الدولي»، معتبرة ان الإصلاحات ليست فقط لصندوق النقد الدولي انما هي للبنان ايضاً داعية «لإجراء الانتخابات الرئاسية في وقتها ونحن هنا لندعم الواجبات الدستورية».
الى ذلك، يستمر كابوس الازمات الذي يلف رقاب اللبنانيين، فبعدما عاش المواطنون أياماً عجافاً على صعيد فقدان الخبز وانقطاع الكهرباء والمياه، وتكرار مشهد طوابير الذل والتقاتل على أبواب الافران، أعلن وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام عن «دخول 49 ألف طن من القمح إلى البلد نهاية هذا الأسبوع ويجب ألا نرى طوابير بعد ذلك، وسنلاحق من يريد أن يختلق أزمة». وقال تعليقاً على أزمة الطّحين: «ما نراه اليوم هو تداعيات لما حصل الشهر الماضي، ونأمل أن تصل البواخر بشكلٍ أسرع من السابق»، وأكّد أنّ «الأزمة هي نتيجة لما يحصل لأن الطحين سُرق من البلد». وأضاف: هناك خلية أزمة برئاسة وزارة الاقتصاد لتوزيع القمح والطّحين بشكل عادل، وغيّرنا الآليّة السابقة.
وتخوفت مصادر نقابية عبر «البناء» من ارتفاع سعر ربطة الخبز الى 30 ألف ليرة وأكثر إذا ما استمرت الازمة، محذرة من أن كلفة الخبز لعائلة مؤلفة من 5 اشخاص باتت راتباً كاملاً، ما سيفاقم الازمة الاجتماعية الى حد الانفجار في الشارع.
وسجل سعر صفيحة البنزين ارتفاعاً حوالي الـ 14 ألف ليرة لبنانية، بعدم خفض مصرف لبنان نسبة الدعم الى 15 في المئة، وأعلنت المديرية العامة للنفط، في بيان، أن مبلغ الـ14 ألف ليرة الإضافي للصفيحة، نتجت عن اعتماد سعر صيرفة لـ85% من البضاعة واعتماد سعر السوق الموازي لـ15% منها، وذلك بناء لقرار صدر بالأمس (الثلاثاء) من المصرف المركزي الذي كان يعتمد السعر سابقاً على سعر صيرفة لكامل البضاعة».
وأوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس، أن قرار مصرف لبنان اليوم هو «بداية لرفع الدعم عن البنزين، لتحذو هذه المادة حذو الغاز والمازوت وسيصبح سعر البنزين بالدولار كلياً في المستقبل القريب». ولفت البراكس الى أننا «نستوردها بالدولار ويجب أن نبيعها بالدولار، وإذا بقي سعر النفط كما هو عالمياً وبقي سعر دولار السوق السوداء كما هو اليوم، وإن ذهبنا لتسعير البنزين على سعر دولار السوق السوداء، فسوف يزيد سعر صفيحة البنزين بين ال85 الى 90 الف ليرة».
وفيما مدّد مصرف لبنان العمل في التعميم 161 وفق منصة صيرفة استمراراً للسياسة التي يعتمدها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة منذ أشهر للجم سعر صرف الدولار، مقابل تجميد الملاحقات القضائية له ولشقيقه رجا سلامة، واصل الرئيس ميقاتي اجتماعاته مع اللجنة الوزارية لمعالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرفق العام، المتعلقة بمتابعة احتياجات المرفق العام. وعطفاً على الاجتماع الذي حصل بين ميقاتي والمدراء العامين، بدعوة من رئيسة مجلس الخدمة، وبعد المداولة، وبانتظار إقرار الموازنة العامة، قررت اللجنة الآتي: أولاً التأكيد على ما تم إقراره مؤخراً لناحية منح مساعدة مالية إضافية تعادل قيمة راتب كامل وبدل نقل يومي مقداره 95000 ل.ل. يستفيد منها جميع مَن شملهم قرار مجلس الوزراء ذو الصلة، بشرط حضور يومين على الأقل. ثانياً: إعطاء تعويض إنتاج عن كل يوم حضور فعلي الى مركز العمل في الإدارات العامة وتعاونية موظفي الدولة وذلك لشهري آب وايلول، على أن لا يستحق التعويض المذكور إلا بحضور الموظف فعلياً الى مركز عمله ثلاثة ايام على الأقل أسبوعياً خلال الدوام الرسمي».
الا أن رابطة موظفي القطاع العام، أعلنت وبعد التصويت، عن قرارها «مواصلة الإضراب»، وذلك «رفضاً لمقررات اللجنة الوزارية التي كانت أعلنت من السراي الحكومي«.
على صعيد آخر، وعلى مسافة أيام قليلة من ذكرى انفجار مرفأ بيروت في 4 آب المقبل، أعلن وزير العدل في حكومة تصريف الأعمالهنري خوري أنه «استردّ من وزارة المال مرسوم التشكيلات القضائيّة الجزئيّة لرؤساء غرف محكمة التمييز، وذلك من أجل تصحيحه وإعادته معدلاً للتوقيع عليه».
وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد أشار في الجلسة التشريعية أمس الأول، إلى أنه اتفق على تصحيح المرسوم وأن وزير المال سيوقعه فور تصحيحه.
وتفاعلت «همروجة» جلسة مجلس النواب على الصعيدين الداخلي والدولي، وعلى الرغم من نفي الأمانة العامة لمجلس النواب، ما أوردته النائب سينتيا زرازير من مواقف عبر بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وتأكيد النائب قبلان قبلان أن «زرازير لم تكن طرفاً في النقاش الذي حصل وأن من تعرّض لها لم يكن أي من نواب حركة امل»، كان لافتاً دخول منظمة العفو الدولية على الخط، وأشارت في بيان الى أنه «من المعيب أن تتعرّض النائبات في مجلس النواب اللبناني، خصوصًا اللواتي ينتقدن السلطات، للمضايقة من نظرائهنّ الرجال ومن رئيس مجلس النواب نفسه لمجرّد كونهنّ نساءً في برلمان يطغى عليه الرجال». وحملت المنظمة «رئيس المجلس نبيه برّي، المسؤولية لإنهاء هذا التطاول على النساء والكفّ عن تشجيع بيئة معادية للمرأة، واحترام حقوق الإنسان وتطبّيق قانون تجريم التحرّش الصادر في 2020».
****************************
افتتاحية صحيفة النهار
هوكشتاين عائدٌ بعرض… للدولة أم لـ”الحزب”؟
وسط حالة سياسية غير مسبوقة على صعيد تصاعد عوامل الفوضى والتخبط والعجز والقطيعة التي تسود وضع السلطة، رغم تقدم العد العكسي لبدء المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي، سيواجه لبنان في الأيام المقبلة محطة بارزة تتمثل في تحرك الوساطة الأميركية في ملف الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل وسط مؤشرات متنامية حيال جدية كبيرة في دفع الجانب الأميركي للمفاوضات غير المباشرة للتوصل الى تسوية محتملة للترسيم تفتح الباب للطرفين لاستخراج الغاز والنفط. وعلى الجدية الكبيرة، بل والخطورة التي يتسم بها هذا الملف، فان تداعيات الازمة الحكومية والقطيعة المتمادية بين اركان السلطة زادت المخاوف من ان يواجه لبنان الرسمي أي طرح يأتي به الوسيط الأميركي في مفاوضات الترسيم البحري للحدود بين لبنان وإسرائيل آموس #هوكشتاين في زيارته المقبلة لبيروت اخر الاسبوع الجاري، بتخبط وعدم انسجام، علما ان تداعيات الازمة السياسية الداخلية ستشكل مسببا إضافيا للتعقيدات والاخطار التي تحوط هذا الملف. ولفتت أوساط معنية في هذا السياق الى ان تبادل التهديدات والسجالات أخيرا بين مسؤولين إسرائيليين والأمين العام لـ”#حزب الله” السيد حسن نصرالله حول هذا الملف، كشف مجددا خطورة غياب او تغييب صوت وحضور الدولة اللبنانية المؤثر او المعتبر في هذا الملف، الى درجة لم يأبه معها نصرالله في الإعلان جهرا وعلنا ان حزبه يأخذ القرارات اللازمة في ملف الترسيم والحرب والسلم بداعي عدم الثقة بقدرة الدولة على اتخاذ القرار الذي يحمي لبنان. ولفتت أيضا الى انه قبل أيام قليلة من زيارة هوكشتاين التي توصف بانها مفصلية في هذا الملف، وما سيترتب عنها من نتائج، لم يتحرك مشهد اركان السلطة ولم تسجل أي مبادرة اقله لاعطاء الانطباع الحاسم والجدي ان اركان الدولة يحيدون هذا الملف الاستثنائي في خطورته عن حساباتهم الضيقة الدخلية، بل تركوا الساحة تماما، وتفرجوا، ولا يزالون يتفرجون على تصاعد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل و”حزب الله”، وكأن الدولة طرف ثالث بينهما ! والانكى كما تشير الأوساط نفسها الى ان زيارة هوكشتاين ستصادف عشية احياء الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب مع كل ما ستحفل به هذه المناسبة من غضب واعتمال للانفعالات الشعبية حيال مؤامرة تعطيل التحقيق العدلي في ملف الانفجار، كما في ذروة تفجر الازمات الاجتماعية والخدماتية. وهما محطتان ستكشفان واقع انهيار الدولة أولا وأخيرا في وقت لن يكون بعده كلام الا للاستحقاق الرئاسي الذي يتوقع ان ينطلق بقوة بعد الرابع من آب.
واللافت ايضا على صعيد ملف الترسيم، تمثل امس في ما أعلنته في اسرائيل هيئة البث الإسرائيلية “كان 11” بأن “مسؤولين في إسرائيل يعتقدون أن الخلاف البحري مع لبنان على وشك الانتهاء والتوصل إلى الحل “. وأشارت “كان 11” إلى أنه “من المتوقع أن يصل المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين إلى لبنان الأسبوع المقبل، حاملاً معه إطار العمل لاتفاق، والذي سيكون في الواقع بمثابة حل وسط بين مطالب إسرائيل ومطالب لبنان، وستكون منصة غاز كاريش مدرجة في أراضي إسرائيل، وستقوم الشركة نفسها بالتنقيب في كل من إسرائيل ولبنان”.
منظمة العفو
ولم يكن ينقص صورة الدولة الهابطة الا ان توجه “#منظمة العفو الدولية” تقريعا لمجلس النواب ورئيسه على خلفية ما جرى في الجلسة التشريعية اول من امس فغردت المنظمة على حسابها عبر “تويتر”: “من المعيب أن تتعرّض النائبات في مجلس النواب اللبناني، خصوصًا اللواتي ينتقدن السلطات، للمضايقة من نظرائهنّ الرجال ومن رئيس مجلس النواب نفسه لمجرّد كونهنّ نساءً في برلمان يطغى عليه الرجال”.
واضافت في تغريدة ثانية: “على النواب، وتحديدًا، دولة الرئيس نبيه برّي، تحمّل المسؤولية لإنهاء هذا التطاول على النساء والكفّ عن تشجيع بيئة معادية للمرأة”.
وتابعت: “ينبغي أن يحترم مجلس النواب حقوق الإنسان ويطبّق قانون تجريم التحرّش الصادر في 2020” .
شيا والانتخابات
ووسط العد العكسي لزيارة هوكشتاين لم تتطرق السفيرة الاميركية #دوروثي شيا في كلامها المسهب امس في جمعية الصناعيين الى ملف الترسيم واعتبرت أن “على لبنان ألا يخسر اي وقت للقيام بإصلاحات لا سيما امام البنك الدولي”، مشددة على ان “الاصلاحات ليست فقط لصندوق النقد الدولي انما هي للبنان” ايضاً داعية “لاجراء الانتخابات الرئاسية في وقتها ونحن هنا لندعم الواجبات الدستورية”. واضافت: “نحن ندرك ان الوقت مهم جدا بالنسبة الى لبنان، ولا يجب تضييع المزيد من اجل القيام بالإصلاحات”.وابدت “كامل استعداد الجانب الاميركي لتقديم كل الدعم اللازم للبنان” لافتة الى “ان كل ما نحاول العمل عليه هو المساعدة على اعادة البلاد الى سكة التعافي”.
اما المضحك – المبكي على المستوى الرسمي فيتجسد في اللغة الخشبية التي يتبعها المسؤولون في ما يتصل بالإصلاحات في حين يتخبطون في عجزهم عن أي انجاز وتسبح البلاد فوق بحر الازمات . فرئيس الجمهورية ميشال عون عاود التشديد على “اهمية التعاون القائم بين لبنان والبنك الدولي، والمشاريع التي تحققت خلال الاعوام الماضية وتلك التي هي في طور التنفيذ”، لافتاً الى “إلتزام لبنان اجراء الاصلاحات الضرورية لاستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي في اطار خطة التعافي الاقتصادي”. وجاء كلامه خلال استقباله المدير الجديد لمجموعة البنك الدولي في قسم المشرق الذي يضم ايران والعراق والاردن وسوريا ولبنان في الشرق الاوسط إضافة الى منطقة شمال افريقيا، جان كريستوف كاريه ، والمدير الاقليمي السابق ساروج كومارجاه.
حل جديد للموظفين
في موازاة ذلك اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع اللجنة الوزارية لمعالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرفق العام المتعلقة بمتابعة احتياجات المرفق العام. وعطفا على الاجتماع الذي حصل بين رئيس مجلس الوزراء والمدراء العامين، بدعوة من رئيسة مجلس الخدمة، وبعد المداولة، وبانتظار اقرار الموازنة العامة، تقرر التأكيد على ما تم اقراره مؤخرا لناحية منح مساعدة مالية اضافية تعادل قيمة راتب كامل وبدل نقل يومي مقداره 95000 ل. ل يستفيد منها جميع مَن شملهم قرار مجلس الوزراء ذو الصلة ، بشرط حضور يومين على الأقل. واعطاء تعويض انتاج عن كل يوم حضور فعلي الى مركز العمل في الادارات العامة وتعاونية موظفي الدولة وذلك لشهري آب وايلول على أن لا يستحق التعويض المذكور الا بحضور الموظف فعليا الى مركز عمله ثلاثة ايام على الأقل اسبوعيا خلال الدوام الرسمي. وبعدما تردد ان هذه القرارت أدت الى فك اضراب الموظفين سارعت رئيسة رابطة موظفي الإدارة العامة نوال نصر الى نفي فك الاضراب “جملة وتفصيلا” مؤكدة ان الاضراب المفتوح مستمر .
وفي ما يتصل “بالعرض” الذي قدمه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله باستقدام الفيول الإيراني مجانا الى لبنان لفت موقف رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي دعا الحكومة اللبنانية الى الموافقة على عرض نصرالله “ليس إيمانا مني بأن هذا سيحصل، بل لعدم ترك الشعب اللبناني عرضة للأقاويل التي لا ترتكز إلى أي أساس من الصحة. نتذكّر جميعا ما حصل في موضوع المازوت وانتهى الأمر بباخرتين أم ثلاث، ووصلت إلى الناس مدفوعة باستثناء تبرعات قليلة جدا طالت بعض المؤسسات الاجتماعية كالتبرعات التي تقوم بها أي جمعية خيرية”.
وتؤكد مصادر وزارية معنيّة أن لبنان يقبل عموماً بالهبات غير مشروطة إذا كانت مطابقة للمواصفات اللبنانية، لكن سبق للمازوت الايراني الذي تم استيراده من خلال جهات خاصة في مرحلة سابقة أن أتى غير مطابق للمواصفات المطلوبة، بما يعني الحاجة – كما في ما يخصّ النفط العراقي المستورد إلى لبنان – إلى مقايضته مع دولة ثالثة. وفي المحصلة، لا تعتبر المصادر الوزارية هذه المسألة قائمة أو ممكنة باعتبار أن العقوبات مفروضة على النفط الايراني، بما يجعل من الدعوة الى استيراد هبات فيول من ايران مسألة للاستهلاك الاعلامي فحسب.
************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الفيول الإيراني: باسيل يرمي مسؤولية “العتمة” على ميقاتي
عقيقي أمام مجلس القضاء اليوم: “تبرير بلا تدبير”!
استطاعت منظومة 8 آذار الحاكمة اجتراح معايير جديدة لمفهوم الدولة في لبنان، فأصبحت تلك المافيا التي تتربع على رأس هرم إدارات عامة خالية من الموظفين، ترعى انتظام انهيار النظام العام، تنظّم سير المواطنين في الطوابير، تفرض حكم القوي على الضعيف في السوق السوداء، تشرّع أبواب الداخل والمعابر أمام كارتيل النهب والتهريب، تتفنّن في تدجين الناس والقطاعات، تمتهن الإجرام المالي والاجتماعي والحياتي وإزهاق الأرواح في مستنقعات الجوع والعوز ومراكب الموت، تتسبب بأحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ البشري الحديث في مرفأ بيروت، وتضع الأصفاد في يد العدالة لمنع كشف الحقائق وإنصاف الضحايا، وتمعن في قهر أهاليهم وكسر عزيمتهم، سواءً عبر فرملة التحقيق العدلي أو من خلال تنصيب مدعى عليهم في جريمة قتل أبنائهم في “لجنة العدل” النيابية، أو بالإصرار على طمس معالم الجريمة وهدم الاهراءات الشاهدة عليها، وتركها آيلة للسقوط بين ساعة وأخرى مع الاكتفاء بإعطاء إرشادات توجيهية أمس للمواطنين في حال انهيارها بوجوب إقفال نوافذ منازلهم توخياً للوقاية من الإشعاعات السامة المحتمل انتشارها مع الغبار!
وتحت وطأة أجندة تقويض السلطة القضائية نفسها، يبرز اليوم التئام مجلس القضاء الأعلى للوقوف على جملة من المسلكيات الملتبسة في أداء بعض القضاة الموالين للثنائي الحاكم، “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، لا سيما منهم القاضيان فادي عقيقي وغادة عون، مع اتجاه الأنظار بشكل خاص إلى مجريات جلسة الاستماع إلى أقوال مفوض الحكومة بالإنابة لدى المحكمة العسكرية في قضية توقيف النائب البطريركي المطران موسى الحاج ومصادرة هاتفه والمساعدات المالية والدوائية التي كان ينقلها إلى لبنان. غير أنّ مصادر واسعة الاطلاع نقلت لـ”نداء الوطن” عدم وجود حماسة لدى مجلس القضاء “للغوص والغرق في مستنقع أي ملفات قضائية ذات خلفيات سياسية” ولذلك فإنّ أغلب الظن أنّ جلسة الاستماع للقاضي عقيقي ستكون أشبه بـ”خطوة رفع عتب شكلية لاستيضاح الأخير وإعطائه الفرصة لتبرير منطلقاته في منح الإشارة القضائية إلى الأمن العام لتوقيف المطران الحاج ومصادرة مقتنياته، على أن تنتهي الجلسة من دون اتخاذ أي تدبير بحقه”.
وأوضحت المصادر أنّ مجلس القضاء الأعلى ومنذ بداية أزمة توقيف المطران الحاج “تعامل ببرودة مع هذه القضية بشكل أثار استياء الدوائر الكنسية في بكركي بموازاة الامتعاض من تراخي وزير العدل وتنصله من تحمل أي مسؤولية في مقاربة التجاوزات القضائية في الملف لا سيما لناحية تخطي أحكام القانون الفاتيكاني النافذ في لبنان بخصوص صلاحية مساءلة رجال الدين الكنسيين”، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ “معالجة هذه القضية ليست قضائية نظراً للخلفيات السياسية التي عبّر عنها صراحةً البطريرك الماروني بشارة الراعي، ولذلك فإنّ الاتصالات تتكثف في الدوائر المعنية لمعالجة القضية بعيداً من الإعلام، وهي تتمحور بشكل أساس حول مسألة إعادة الأموال والأدوية التي تمت مصادرتها، خصوصاً بعدما تبلّغ القاضي عقيقي بشكل قاطع أنّ المطران الحاج لن يتوجه تحت أي سبب أو ظرف إلى المحكمة العسكرية”.
وكذلك في جلسة الاستماع للقاضية غادة عون والقاضي رجا حاموش في مسألة اقتحام الأولى المصرف المركزي في بيروت الأسبوع الفائت متجاوزة صلاحية الثاني المكانية، توقعت المصادر أن تنتهي الجلسة “كما درجت العادة من دون نتيجة تُذكر في ما يتصل بمسلكية القاضية عون”، معربةً عن قناعتها بأنّ “أي قرار تأديبي حاسم لن يصدر عن السلطة القضائية بهذا الشأن لعدم إتاحة المجال أمام زيادة الشرخ القضائي أكثر في الأسابيع الأخيرة من العهد العوني”.
وفي الغضون، تفاعلت أمس قضية إبداء الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله استعداده لاستقدام الفيول الإيراني مجاناً إلى لبنان لتشغيل معامل الكهرباء شرط موافقة الحكومة اللبنانية المسبقة على ذلك، الأمر الذي دفع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى حثّ الحكومة على “الموافقة على عرض السيد نصرالله لعدم ترك الشعب اللبناني عرضة للأقاويل التي لا ترتكز إلى أي أساس من الصحة”، مذكراً بـ”ما حصل في موضوع المازوت (الإيراني) وانتهى بباخرتين أم ثلاث وصلت إلى الناس مدفوعة باستثناء تبرعات قليلة جداً كالتبرعات التي تقوم بها أي جمعية خيرية”.
ورأت أوساط سياسية “صلة مباشرة بين هذه القضية التي كان أول من أثارها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وبين الكباش الحكومي الدائر بينه وبين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي”، موضحةً أنّ باسيل أراد من وراء هذا الطرح “حشر ميقاتي” ورمي كرة المسؤولية عن إغراق اللبنانيين في “العتمة” إلى ملعب رئيس حكومة تصريف الأعمال، عبر تحميله وزر رفض استقدام الفيول الإيراني المجاني لمعامل الانتاج، لعلم باسيل يقيناً باستحالة منح الحكومة اللبنانية الموافقة الرسمية على هكذا طرح ربطاً بالعقوبات الدولية على إيران والعقبات اللوجستية التي تحول دون تنفيذه.
************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
المواطن يلهث خلف الرغيف.. عون وميقاتي: سجال.. إسرائيل: اقترب اتفاق الترسيم!
لا يُلام المواطن اللبناني إن جاهر بكفره وقرفه من الواقع الفضائحي الذي يعيشه؛ واقع ساقط في حفرة قهر وذلّ لم يشهد تاريخ هذا البلد مثيلاً لهما.
واقع، استُرخِص فيه الوطن، وأُسقط إلى رتبة مزرعة فالتة، وها هو يُحتضر أمام أعين مدّعي الحرص الكاذب عليه، على مذبح صراعاتهم السياسية والاستعراضية، وحساباتهم الحزبية واجنداتهم المتصادمة، واما لبنان فليذهب هو وشعبه إلى الجحيم. واقع، كُسِرت فيه الدولة وهيبتها، وتداعت أسسها وكل مؤسساتها، فباتت فاقدة لمعناها، ولمقومات استمرارها.. دولة يحكمها العدم، اضمحلّ فيها الشعور الوطني والحسّ المسؤول الراعي لشؤونها ولشؤون ناسها، الذين صاروا جميعهم متسوّلين لأبسط مقومات حياتهم ومعيشتهم، ولاهثين بحثاً عن رغيف خبز فلا يجدونه. من حقّ الناس أن يكفروا بدولة كهذه، مقيّدين فيها بأغلال مسؤول غَيّب نفسه وتخلى عن مسؤوليته، وحكم بتخلّيه هذا على شعب بأن تستبيحه اللصوصية والابتزاز، وأن يتنقّل من ذلّ إلى ذلّ أكبر، ومن سوق سوداء إلى سوق أكثر سواداً، ومن لص فاجر محتكر لأساسيات حياة الناس، إلى لصّ أكثر فجورا. وحلقات مسلسل البؤس والاذلال تتوالى على مدار الساعة في السوبر ماركت، ومحطات المحروقات، والصيدليّات، والمستشفيات، والأفران. ناهيك عن عصابات المصارف والسطو على مدّخرات اللبنانيين وودائعهم.. فأيّ دَرك أسفل من هذا الدرك الذي استوطن فيه شعب جيوبه فارغة وبطونه خاوية، وهل ما زال ثمة باب خلاص منه؟ وكيف؟ مع مسؤول لا مسؤول، ومكونات لا ترى أبعد من حساباتها ومصالحها وحدها؟
محطة توتير إضافي هذه الصّورة البشعة، توازيها صورة مثلها، تعكس الوجه الآخر لمعاناة لبنان واللبنانيين، وتَبدّت في المجلس النيابي امس الأول، وظهّرت مكونات سياسية يجمعها الانقسام الحاد وهو أمر يُبقي البلد مقيماً ليس في حلبة تنافس لخدمة مصلحته، بل في حلبة استعراضات وعراضات ومزايدات وصراع مفتوح على كل ما شأنه أن يعمّق الفجوة الداخلية، ويثبت الافتراق الكامل الذي يستحيل معه الالتقاء طوعاً فيما بينها، حتى على أصغر بديهيات البلد وضروراته. ومن هنا، فإن هذه الصورة، وكما تقول مصادر مجلسية لـ«الجمهورية»، يمكن اعتبارها تأسيسية لما سيكون عليه حال الجلسات التي سيعقدها المجلس النيابي مستقبلاً وتحت أي عنوان، سواء تحت عنوان تشريعي او انتخابي او مناقشة الموازنة العامة، او مناقشة عامة لمناقشة سياسة الحكومة. ما يعني انّ أي جلسة عامة مقبلة للمجلس النيابي هي محطة توتير سياسي إضافي لا أكثر ولا أقل. ولفتت المصادر إلى ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال محاولته كبح «المصارعة النيابية» التي شهدتها أولى الجلسات التشريعية امس الأول بأنه يُعوَّل على هذا المجلس لانقاذ البلد، ملمّحاً بذلك الى المسار الاصلاحي الذي سيسلكه مجلس النواب ومقاربة مجموعة كبيرة من الملفات والاساسيات التي تصبّ في معالجة أزمة البلد. وقالت: امام ما شهدناه في الجلسة التشريعية، كيف يمكن عبور مسار الاصلاحات في ظل هذه التناقضات التي يعوم عليها المجلس؟!
ردّ على زرازير وفي السياق المجلسي، ردّ المجلس النيابي على ما أوردته النائب سينتيا زرازير على مواقع التواصل الاجتماعي حول المجلس وتخصيصها بمكتب قذر وعدم تخصص موقف سيارة لها، اضافة الى عثورها على «واق ذكري» في المكتب المذكور، واعتبر في بيان للامانة العامة للمجلس ان ما اوردته النائب زرازير «غير صحيح جملة وتفصيلاً». وجاء في البيان: «انّ الامانة العامة لمجلس النواب في أدائها واداء موظفيها الاداري والقانوني والاخلاقي والمسلكي ليس في قاموسهم التمييز بين ايّ من السادة النواب». اضاف البيان: «انّ الامانة العامة لمجلس النواب تَربأ بنفسها الرد على كل ما ورد في تصريح النائب سينتيا زرازير، وهي تعرف انها وزملاءها منذ اليوم الاول لدخولها المجلس النيابي قد منحت كل ما منح لزملائها النواب من موقف لسيارتها ومكتب خاص. وكل كلام منها خلاف ذلك افتراء ومُجاف للحقيقة.. لذلك تأمل الامانة العامة من النائب زرازير ان تكون بعيدة عن الاثارة والتجييش والشعبوية».
إشادة وفي سياق مرتبط بحصاد الجلسة التشريعية، عكست مصادر اقتصادية على صلة بصندوق النقد الدولي ارتياحاً لما سمّتها اشارة ايجابية تخدم سعي لبنان الى الاتفاق على برنامج تعاون مع صندوق النقد الدولي، والتي تجلّت في خطوة المجلس النيابي اللبناني بإقرار قانون السرية المصرفية كواحدة من الخطوات التي يطلبها صندوق النقد». مشددة على ان هذه الخطوة الايجابية ينبغي أن تستكمل سريعاً بإقرار قانون الكابيتال كونترول، وكذلك اقرار خطة التعافي للحكومة، ويؤمَل ان يحصل ذلك في القريب العاجل لا أن يؤجّل ذلك الى ما بعد الاستحقاقات في لبنان.
شيا: الاصلاحات وكانت السفيرة الاميركية دوروثي شيا التي كانت شاهدة على وقائع ما جرى في الجلسة التشريعية امس الاول، قد قالت امام جمعية الصناعيين أمس: «يجب البدء بإعادة الثقة لدى اللبنانيين في القطاع المالي والاقتصادي، أمّا الامر الثاني المهم فهو تأمين الطاقة لتكون أرخص وأنظف، وتأمين الكهرباء للمدارس والمستشفيات والمصانع. والخطوة الثانية هي العمل على اصلاحات ترضي البنك الدولي». مضيفة «يجب ألا يخسر لبنان أي وقت للقيام بإصلاحات، لا سيما أمام البنك الدولي»، ومشدّدةً على أنّ «الإصلاحات ليست فقط لصندوق النقد، إنما هي للبنان أيضاً». ومن جهة ثانية، دعت شيا إلى «إجراء الانتخابات الرئاسية في وقتها»، وقالت: «نحن هنا لندعم الواجبات الدستورية».
البنك الدولي: دعم لبنان وتزامَن موقف السفيرة الاميركية مع ما أبلغه المدير الجديد لمجموعة البنك الدولي في قسم المشرق جان كريستوف كاريه الى رئيس الجمهورية ميشال عون، لناحية «تأكيد العزم على متابعة التعاون مع المسؤولين اللبنانيين من أجل تحقيق أهداف البنك الدولي في دعم لبنان وتمكينه من تجاوز الظروف الصعبة»، فيما جدّد عون للمسؤول المالي الدولي التأكيد «انّ لبنان ملتزم بإجراء الاصلاحات الضرورية لاستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي في إطار خطة التعافي الاقتصادي».
تراشق بين الرئيسين وفي موازاة ما تقدّم، صورة حكومية شاذة، محكومة من جهة لحكومة مقيّدة دستورياً بأضيَق حدود تصريف الاعمال، ومن جهة ثانية لإرادة تعطيل تأليف حكومة جديدة يتفق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي على حاجة البلد الملحّة اليها، لكنهما لا يتفقان عليها، ويربطان ذلك بما تسمّى معايير واقتناعات. واذا كانت لغة التخاطب المباشر مقطوعة بين عون وميقاتي، الا انهما يبدوان وكأنهما استعاضا عن ذلك بالتخاطب غير المباشر، وكلاهما يُلقيان مسؤولية التعطيل على الآخر. ولعل ما حصل في الساعات الأخيرة ممّا يشبه «السجال الناعم» بينهما على خلفية كلام منقول عن رئيس الجمهورية، وقوله «إنّ الرئيس المكلف نجيب ميقاتي اتصل به قبل سفره وقال انه في إجازة، وأبلغه بأنه سيزوره فور عودته الأمر الذي لم يتم، ولم يحصل حتى الآن اي تواصل»، وقوله ايضاً انّ الرئيس المكلف لم يناقش تشكيلته معه كما تقتضي الاصول والقواعد وضرورات الشراكة».
موقع ميقاتي ولفت في المقابل، ما نشره موقع «لبنان 24» التابع للرئيس ميقاتي، من كلام مباشر موجّه الى الرئيس عون، تَضمّن رواية كاملة عمّا جرى منذ تقديم الرئيس المكلف تشكيلته الى رئيس الجمهورية، وفيها: فخامة الرئيس، لقد زارَك دولة رئيس الحكومة المكلف في اليوم التالي لانتهاء الاستشارات النيابية غير الملزمة في مجلس النواب، وقدّم لفخامتك تشكيلة حكومية مكتملة، وبدأتما النقاش بشأنها في اجتماع ثان اتفقتما بعده على عقد اجتماع ثالث قبل عطلة عيد الاضحى. ووفق المعلومات المؤكّدة من عندكم فخامة الرئيس، فإنّ رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، أي صهرك، أبدى استياءه من تسلّمك التشكيلة الحكومية من الرئيس المكلّف، وعاتَبك لأنه كان يريد تكرار تجارب سابقة حصلت مع رؤساء حكومات مكلّفين، قبل أن ينتقل الى محاولة تفشيل التشكيلة الحكومية، بالايعاز لأحد أفراد حاشيته بتسريبها الى الاعلام مباشرة وعبر احد المراجع الامنية، من دون التنبّه الى ما كنتَ فخامة الرئيس قد وضعته على النسخة المسرّبة من اشارات ورموز ذات دلالات سياسية واضحة. اضافت رواية الموقع: لقد اتصل مكتب دولة الرئيس ميقاتي يوم الثلاثاء من اسبوع عيد الاضحى بمكتب فخامتكم لطلب موعد لعقد اللقاء الثالث، فأتى الرد من المدير العام للمراسم الدكتور نبيل شديد «نعود اليكم بعد قليل»، ولم يأت الرد.. وبعد يومين وقُبَيل سفر رئيس الحكومة لتمضية عطلة العيد مع عائلته اتصل بفخامتك لإعلامك، من باب اللياقة والاصول، بسفره، فهنّأته بالعيد واتفقتما على التواصل بعد عودته. وكانت المفاجأة بعد ايام قليلة بتسريبة عبر احدى الصحف «انّ عون رفض تحديد موعد لميقاتي»، لتستكمل التسريبة بكلام أوضح قاله الوزير السابق وئام وهاب مفاده «انّ عون مُستاء من ميقاتي وبَعَتلو خبر اذا ما عندك شي جديد ما تجي لعندي». وتابعت الرواية، فخامة الرئيس، بعد كل ما سبق، وهو معلوم ومعروف، ولكن لا بأس من التذكير به منعاً لقلب الحقائق، باتَ واضحاً أنّ المبادرة في يد فخامتك، خصوصاً أن البيان التوضيحي الذي صدر سابقا عن مكتبكم، لم يخرج عن سياق كلام فخامتكم اليوم في وضع العقدة عند الرئيس المكلّف. وخلصت الرواية: فخامة الرئيس، قواعد التعاطي واضحة جدا، وكما انّ دولة الرئيس يحرص في كل مناسبة على تأكيد احترام شخصكم الكريم ومقام رئاسة الجمهورية، فإنّ فخامتكم تدركون بالتأكيد اصول التعاطي مع مقام رئاسة مجلس الوزراء وشخص دولة الرئيس.. فخامة الرئيس، دولة الرئيس قام بواجبه، والمبادرة باتت عندكم».
إضراب القطاع العام من جهة ثانية، وفيما استمر إضراب موظّفي القطاع العام، اصدرت اللجنة الوزارية التي انعقدت برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال، ما بَدا أنه حل لإضراب موظفي القطاع العام، تضمّن: – منح مساعدة مالية اضافية تُعادل قيمة راتب كامل وبدل نقل يومي مقداره 95000 ليرة، يستفيد منها جميع مَن شملهم قرار مجلس الوزراء ذي الصلة، بشرط حضور يومين على الأقل. – إعطاء تعويض انتاج عن كل يوم حضور فعلي الى مركز العمل في الادارات العامة وتعاونية موظفي الدولة وذلك لشهري آب وايلول على النحو الآتي: 150000 ليرة لموظفي الفئة الخامسة وما يُماثلهم من المتعاقدين والأجراء ومقدمي الخدمات. 200000 ليرة لموظفي الفئة الرابعة وما يُماثلهم من المتعاقدين 250000 ليرة لموظفي الفئة الثالثة وما يماثلهم من المتعاقدين 300000 ليرة لموظفي الفئة الثانية. 350000 ليرة لموظفي الفئة الأولى. على ألا يستحق التعويض المذكور الا بحضور الموظف فعلياً الى مركز عمله ثلاثة ايام على الأقل اسبوعيا خلال الدوام الرسمي. وكانت رئيسة رابطة موظفي الادارة العامة نوال نصر قد اعلنت انّ اضراب موظفي الإدارة العامة مستمر، والحكومة لم تتعاط مع الملف بجدية».
قائد الجيش من جهة ثانية، التقى قائد الجيش العماد جوزف عون، امس، تلامذة ضباط السنة الثالثة في الكلية الحربية، وألقى كلمة دعاهم فيها إلى البقاء على قدر المسؤوليات الجسيمة التي تنتظرهم في الوحدات والاستعداد الدائم لمضاعفة الجهود حفاظًا على أمن لبنان. وقال: «عليكم أن تتحلّوا بإرادة التحدي والقدرة على التأقلم مع الواقع، وتحويل الحياة العسكرية بصعوباتها ومشقاتها إلى ميدان للفخر والعنفوان وعزة النفس. شعارنا الشرف والتضحية والوفاء، والشهادة في سبيل بلادنا شرفنا الأسمى». وأضاف: «طائفتكم البزة العسكرية، وحزبكم لبنان. ابقوا بمنأى عن الانقسامات الطائفية التي تزرع الخلاف بين أبناء الوطن الواحد، فالطوائف نعمة لكن الطائفية نقمة. لقد رأينا كيف أوصلت الصراعات الطائفية بلدَنا إلى الخراب، وأيقَنَ اللبنانيون أن لا خلاص لهم إلا بالجيش، ووضعوا ثقتهم الكاملة به، الأمر الذي يرفع حجم مسؤولياتنا. المرحلة دقيقة وعصيبة، غير أنّ القيادة تبذل أقصى طاقاتها لتخفيف وطأة الأزمة الاقتصاية عن كاهل العسكريين».
اسرائيل والترسيم على صعيد الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل، برزت امس مزاعم اسرائيلية عن قرب انتهاء هذا الملف. وذكرت «هيئة البث الإسرائيلية» (كان 11) أنّ «مسؤولين في إسرائيل يعتقدون أن الخلاف البحري مع لبنان على وشك الانتهاء والتوصّل إلى الحل». وأشارت إلى أنه «من المتوقع أن يصل المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين إلى لبنان الأسبوع المقبل، حاملاً معه إطار العمل لاتفاق، والذي سيكون في الواقع بمثابة حل وسط بين مطالب إسرائيل ومطالب لبنان، وستكون منصة غاز كاريش مدرجة في أراضي إسرائيل، وستقوم نفس الشركة بالتنقيب في كل من إسرائيل ولبنان».
************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
طوابير اللبنانيين تمتد أمام الأفران للحصول على ربطة خبز
وعود مكررة بالحل… والأزمة مستمرة
تتفاقم أزمة الخبز في لبنان مع ازدياد مشاهد الطوابير أمام الأفران، حيث بات الحصول على ربطة خبز مهمة يومية شاقة بالنسبة إلى اللبنانيين الذين يرزحون تحت أزمات اقتصادية واجتماعية متفاقمة، فيما تبقى الوعود بالحلول على حالها من دون أي خطوات ملموسة على الأرض.
وأمس، عاد ووعد وزير الاقتصاد أمين سلام بأن أزمة الرغيف ستشهد حلا الأسبوع المقبل، وذلك بعد ساعات على إقرار مجلس النواب اللبناني قرضاً من البنك الدولي لاستيراد القمح.
وأعلن سلام عن دخول 49 ألف طن من القمح إلى لبنان نهاية هذا الأسبوع، متوقعا انتهاء الطوابير أمام الأفران، ومتوعدا «بملاحقة من يريد أن يختلق أزمة».
وقال في حديث تلفزيوني تعليقا على الأزمة: «ما نراه اليوم هو تداعيات لما حصل الشهر الماضي، ونتيجة الطحين الذي سرق من البلد»، آملا «أن تصل البواخر بشكلٍ أسرع من السابق»، معلنا أنه تم تغيير آلية توزيع الطحين السابقة، و«عن خلية أزمة برئاسة وزارة الاقتصاد لتوزيع القمح والطحين بشكل عادل».
من جهته، أعلن مدير مكتب الحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد جرجس برباري أن «خلية الأزمة قامت بتوزيع الطحين وفق القدرة الإنتاجية للأفران، كما ألزمت المطاحن التي تمتلك كميات إضافية، بتوزيع مخزونها على المطاحن المقفلة لتتمكن من تلبية الأسواق، الأمر الذي أدى إلى عودة 5 مطاحن إلى العمل، ليصبح إجمالي عدد المطاحن التي تفتح أبوابها 10، لافتا في حديث إذاعي إلى أن «هناك باخرة ثالثة تفرغ اليوم، وخلية الأزمة تقوم بواجباتها وتجد الحلول لتعود الأمور وتنتظم».
وتقنن الأفران الكميات التي توزعها على اللبنانيين والمحلات التجارية، بحيث بات الحصول على ربطة خبز من المهمات المستحيلة بالنسبة إلى رب العائلة، فيما بات البعض يبحث عن أي نوع من المخبوزات لشرائه بدل ربطة الخبز العربي رغم أسعارها التي ارتفعت بشكل غير مسبوق نتيجة جشع التجار الذين يحصلون على الطحين المدعوم للخبز اليومي، ويصنعون منه أنواع الخبز الأخرى والحلويات.
وأمام كل ما يحصل يتبادل كل من وزارة الاقتصاد وأصحاب الأفران الاتهامات حيال المسؤولية عن الأزمة، ويتهم أصحاب المطاحن السلطات المعنية بعدم توفير الكميات اللازمة من الطحين الذي تدعم الحكومة سعره، نتيجة تأخر مصرف لبنان في فتح الاعتمادات المالية وصعوبة الاستيراد، الأمر الذي تنفيه وزارة الاقتصاد. واتهم وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام مراراً بعض الأفران بتخزين الطحين المدعوم أو استخدامه في صناعة منتجات غير مدعومة كالحلويات وسواها، كما تحدث صراحة عن تهريب الطحين والخبز إلى سوريا.
وعلى وقع الأزمة الاقتصادية التي صنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، خسرت العملة المحلية أكثر من تسعين في المائة من قيمتها أمام الدولار. وتضاءلت قدرة المصرف المركزي على دعم استيراد سلع حيوية، بينها القمح والمحروقات والأدوية.
وخلال العامين الماضيين رفعت وزارة الاقتصاد مراراً أسعار أكياس الخبز العربي الذي يرافق وجبات اللبنانيين، وفاقم الغزو الروسي لأوكرانيا منذ فبراير (شباط) الوضع مع صعوبة استيراد القمح، علما بأن لبنان يستورد بين 600 و650 ألف طن من القمح سنوياً، ثمانون في المائة منها من أوكرانيا، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وما فاقم الأزمة هو تعرض قدرة لبنان على تخزين القمح لضربة قاسية بعدما تصدع قسم من إهراءات مرفأ بيروت جراء الانفجار المروع قبل نحو عامين، فيما تحذر السلطات منذ أيام من احتمال انهيار أجزاء منها.
ومع وعود وزير الاقتصاد بالحل القريب، يأمل اللبنانيون والمسؤولون انفراجا للأزمة، بعد إقرار البرلمان يوم أول من أمس اتفاقية قرض مقدم من البنك الدولي بقيمة 150 مليون دولار أميركي لتنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة لتأمين إمدادات القمح.
************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
بعبدا تبحث عن «إنجاز».. والمعالجات المعيشية على «الحكومة المستقيلة»!
المالية تصرف المساعدة الاجتماعية للعسكريين والمتقاعدين اليوم.. وخبز الفقراء بات حلم ليلة صيف!
فتح مجلس النواب الطريق امام اللجنة الوزارية المكلفة معالجة «تداعيات الازمة المالية على سير المرفق العام» من خلال اقرار مشاريع قوانين تسمح بالحصول على الـFresh Dollar، بدل الليرة اللبنانية عبر استيفاء رسوم المطار والمرافئ بالدولار الاميركي، مما يوفر ايرادات تتراوح بين 300 مليون دولار و400 مليون دولار سنوياً، استند اليها وزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف خليل، للدفاع عن ورقته التي اقرت في اجتماع السراي بعد ظهرامس، بعد 24 ساعة من انتهاء الجلسة التشريعية الاولى لمجلس النواب، وأقرت في الاجتماع، وتحولت العطاءات الى مرسوم أعدته وزارة المال، ووقع عليه الوزير خليل، وحوّل الى رئاسة الحكومة للتوقيع، ثم الى رئاسة الجمهورية للتوقيع ايضاً، ونشره في الجريدة الرسمية، ليصبح معمولاً به.
لكن هذا المرسوم لم يفتح الطريق علناً الى انهاء الاضراب والانكباب من اليوم على اعداد جداول رواتب الموظفين والمتقاعدين فضلاً عن المساعدة الاجتماعية التي اصبحت تعادل راتب شهر، وليس راتب نصف شهر.
فقد صوتت رابطة موظفي القطاع العام على مواصلة الاضراب رفضاً لمقررات اللجنة الوزارية التي اعلنت من السراي الحكومي بعد ظهر امس، وهذا ما اكدته رئيسة الرابطة نوال نصر، رداً على تسريب معلومات عن تعليق الاضراب..
كل ذلك، وسط انشغال بعبدا في البحث عن انجاز سواء عبر ترسيم الحدود او المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، فضلاً عن التدقيق الجنائي مع إلقاء المعالجات المعيشية المعقدة، على عاتق «الحكومة المستقيلة»، الذين يجتمعون في السراي الكبير او يتابعون عبر بيانات تصدر عنهم، سواء حضروا الى الوزارات ام لم يحضروا.
في هذه الاثناء، كادت الاتصالات المعنية بملف الحكومة منعدمة، وسط تمسك كل من بعبدا والسراي بموقفيهما بانتظار امر ما، يعيد وصل ما انقطع، في وقت يحظى فيه الوضع في لبنان، عشية الاستحقاق الرئاسي، الذي يفتتح رسمياً في ايلول المقبل، باهتمام عربي ودولي، في ظل معلومات عن ان لبنان سيكون على جدول اللقاء السعودي الفرنسي اليوم في الاليزيه بين الرئيس عمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي يجري محادثات بالغة الاهمية في باريس المحطة الثانية، بعد محادثات في اليونان.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة اللواء أن الازمات في البلد تتراكم من دون معالجات، في الوقت الذي تتكثف فيه المساعي من أجل إنجاز الإصلاحات المطلوبة وابرام الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي.
ولاحظت المصادر أن عددا من الملفات يعالج من خلال بعض الوزراء كما في بعض اللحان بعيدا عن الاجتماعات الكبرى، وفي هذا السياق قالت ان حظوظ تأليف الحكومة باتت معدومة إلا إذا برز معطى معين مع العلم أنه مع وصول الوسبط الأميركي آموس هوكستين، فأن المسؤولين اللبنانيين سينشغلون بهذه الزيارة وما تحمله معها من اجواء يفترض بها أن تصل بملف الترسيم إلى خواتيمه.
ولفتت المصادر إلى أنه مع انتهاء الشهر الحالي، فأن الأنظار تتركز على ملف الاستحقاق الرئاسي والحركة بشأنه ولاسيما من قبل بعض المرشحين للرئاسة مع ترقب التحركات الخارجية وتأثيراتها غلى هذا الأستحقاق وعدد من الملفات المحلية.
وفي اعتقاد مصادر سياسية ان تسارع وتيرة الاجتماعات واللقاءات الوزارية وغيرها في السرايا الحكومي، شكلت البديل عن تشكيل الحكومة الجديدة، من دون اعلان رسمي، بعدما اغلقت الرئاسة الاولى بواسطة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، كل منافذ تشكيل الحكومة العتيدة، تحت شعار عون المعروف «يا حكومة متل ما بده صهر الجنرال، او لعمرها ما تتشكل حكومة».
وقالت ان جميع الوزراء والسياسيين البارزين، اصبحوا على قناعة باستحالة تشكيل الحكومة الجديدة فيما تبقى من نهاية العهد، واصبحت كل الاهتمامات، منصبة على الاستحقاق الرئاسي واسم الشخصية التي ستحظى بالتوافق المحلي والاقليمي والدولي، لكي تستطيع الوصول لمنصب الرئاسة الاولى، خلفا لميشال عون، بالرغم من الضبابية التي تلف الانتخابات الرئاسية والاسماء المطروحة، وخيارات الاطراف المؤثرين بها.
ولكن المصادر السياسية تنقل عن اطراف ومسؤولية بارزين، صعوبة انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال ما تبقى من ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، لاسباب عدة، اولها عدم انضاج طبخة الانتخابات الرئاسية بانتظار التفاهمات الاقليمية والدولية، المنبثقة عن التبدلات السريعة ومصير المصالحة الخليجية الايرانية والملف النووي الايراني، وثانيها اقتناع بعض الرموز الاساسيين، باستحالة انتخاب ايا منهم للرئاسة، لانكفاء القوى الاساسية عن تأييد وصولهم وثالثها، بلورة صورة الشخصية الرئاسية، وكيفية مواءمتها مع مصالح كل الاطراف وتحديدا حزب الله، وكيفية النهوض بالدولة.
وفي اعتقاد المصادر ان أنتهاء عهد عون ومغادرته قصر بعبدا، في الواحد والثلاثين من شهر تشرين الاول المقبل، سيرخي باجواء مؤاتية، ستؤدي في النهاية إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لوجود رغبة محلية وخارجية ضاغطة بذلك، ولانه لامصلحة لاي كان باطالة مرحلة الفراغ ولململة الوضع المتردي على كل المستويات.
أما نيابياً، فطارت جلسة مجلس النواب التشريعية بسبب السجال بين النائبين علي حسن خليل وبولا يعقوبيان، فيما لم يُعرف ما اذا كان رئيس المجلس نبيه بري سيدعو الى جلسة اخرى قريبة لإستكمال مناقشة باقي البنود،
وبعد ما اوردته النائبة سينتيا زرازير حول ما تتعرض له من معاملة في مجلس النواب، أكدت الأمانة العامة للمجلس في بيان، أن ما اوردته النائب سينتيا زرازير من مواقف عبر بعض وسائل الاعلام امس وعبر وسائل التواصل الاجتماعي غير صحيح جملة وتفصيلا.
وقال البيان: ان الامانة العامة لمجلس النواب في ادائها واداء موظفيها الاداري والقانوني والاخلاقي والمسلكي، ليس في قاموسهم التمييز بين أي من النواب .
وأضاف: ان الامانة العامة لمجلس النواب تربأ بنفسها الرد على كل ما ورد في تصريح النائب سينتيا زرازير، وهي تعرف انها وزملاءها منذ اليوم الأول لدخولها المجلس النيابي قد منحت كل ما منح لزملائها النواب من موقف لسيارتها ومكتب خاص وكل كلام منها خلاف ذلك افتراء ومجافٍ للحقيقة.
وأملت الأمانة العامة من النائب زرازير «ان تكون بعيدة عن الاثارة والتجييش والشعبوية».
الإلتزام بالاصلاحات
على الصعيد السياسي، أكد الرئيس ميشال عون على اهمية التعاون القائم بين لبنان والبنك الدولي، والمشاريع التي تحققت خلال الاعوام الماضية وتلك التي هي في طور التنفيذ، مشددا على إلتزام لبنان بإجراء الاصلاحات الضرورية لاستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي في اطار خطة التعافي الاقتصادي.
وقال عون خلال استقباله ، المدير الجديد لمجموعة البنك الدولي في قسم المشرق الذي يضم ايران والعراق والاردن وسوريا ولبنان في الشرق الاوسط إضافة الى منطقة شمال افريقيا، جان كريستوف كاريه، والمدير الاقليمي السابق ساروج كومارجاه.
وقال كومارجاه: بفضل تعاونكم تمكنا من تحقيق تقدم في الكثير من البرامج، لاسيما مؤخراً مشروع شبكة الامان الاجتماعي لمواجهة الحالات الطارئة التي استجدت والذي اعتمدت فيه معايير دولية مميزة مكّنت من توفير الدعم لأكثر من 140 الف عائلة لبنانية.
وابرز كومار جاه اهمية القانون الذي اقره مجلس النواب في جلسته امس المتعلق باتفاقية القرض للاستجابة الى حاجات لبنان من الطحين وقيمته 150 مليون دولار. واشار الى ان البنك الدولي سيعمل مع وزارتي الداخلية والاقتصاد لضمان حسن تنفيذ المشروع، مع التطلع الى الارتقاء بقطاع الزراعة والغذاء الى الاعلى لاسيما وانه يوفر فرص عمل كثيرة.
اما كاريه فأكد عزمه على متابعة التعاون مع المسؤولين اللبنانيين من اجل تحقيق اهداف البنك الدولي في دعم لبنان وتمكينه من تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها والتحديات التي تواجهه…
وزار الوفد الرئيس ميقاتي، وتم خلال اللقاء البحث في مشاريع البنك في لبنان.
ورأت السفيرة الاميركية في بيروت دورثي شيا، خلال لقاء مع جمعية الصناعيين ان بلادها كانت من اول الداعمين لتوقيع لبنان اتفاقية مع صندوق النقد الدولي ليستعيد عافيته، ونحن لا نزال داعمين لكل الاجراءات الاصلاحية التي على الحكومة ان تتخذها من أجل السير بالاتفاق مع صندوق النقد لأننا نعتبر ان في ذلك فرصة للاقتصاد اللبناني.
واعتبرت ان الاتفاق مع صندوق النقد سيكون البداية لاستعادة الثقة بالاقتصاد اللبناني كما في الشأن المالي، وهذا هو الاهم بالنسبة لنا. كذلك لا بد من العمل على استدامة تأمين الطاقة والكهرباء للمستشفيات والمدارس والاعمال والمصانع، وقالت: صحيح انه بدأ العمل على الموضوع الا انه ليس بالامر السهل.
واشارت الى ان هناك اليوم أولويتين للبنك الدولي يعمل عليهما في لبنان مع الدولة، الأولى تأمين القرض من أجل توفير الكهرباء للبنان ونسعى الى إيجاد شركاء لهذا القرض للنهوض بالقطاع مجددا، مؤكدة أنه في حال اعطاء القرض للبنان، ونتمنى ان تتم الموافقة عليه قريبا، ستقوم الخزانة الاميركية بالاطلاع على الملف للبت به، ولا شك ان هذا الملف يحتاج الى الوقت والى المتابعة الحثيثة.
وشددت شيا على أنه يجب ألا يخسر لبنان أي وقت للقيام بإصلاحات لا سيما أمام صندوق النقد الدولي، وقالت: الإصلاحات ليست فقط لصندوق النقد إنما هي بالاصل للبنان.
عودة هوكشتاين
ومن المتوقع ان يعود الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل آموس هوكشتاين الى بيروت مساء الاحد المقبل، لبدأ جولة جديدة من المفاوضات تشمل الرؤساء الثلاثة ونائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، وسط اجواء توحي بإمكانية التوصل الى حل يؤدي الى ترسيم الحدود بين البلدين.
وفي هذا الاطار، ذكرت «هيئة البث الإسرائيلية كان 11» بأن مسؤولين في إسرائيل يعتقدون أن الخلاف البحري مع لبنان على وشك الانتهاء والتوصل إلى الحل. وقالت: أنه من المتوقع أن يصل المبعوث الأميركي أموس هوكشتين إلى لبنان الأسبوع المقبل، حاملاً معه إطار العمل لإتفاق، والذي سيكون في الواقع بمثابة حل وسط بين مطالب إسرائيل ومطالب لبنان، وستكون منصة غاز كاريش مدرجة في أراضي إسرائيل، وستقوم نفس الشركة بالتنقيب في كل من إسرائيل ولبنان.
التقديمات للقطاع العام
وظيفياً، فيما مدد مصرف لبنان العمل في التعميم 161، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع «اللجنة الوزارية لمعالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرفق العام»، المتعلقة بمتابعة احتياجات ادارات الدولة. وعطفا على الاجتماع الذي حصل بين رئيس مجلس الوزراء والمدراء العامين، بدعوة من رئيسة مجلس الخدمة، وبعد المداولة، وبانتظار اقرار الموازنة العامة، تقرر ما يأتي:
أولا: التأكيد على ما تم اقراره مؤخرا لناحية منح مساعدة مالية اضافية تعادل قيمة راتب كامل وبدل نقل يومي مقداره 95000 ل. ل يستفيد منها جميع مَن شملهم قرار مجلس الوزراء ذو الصلة ، بشرط حضور يومين على الأقل.
ثانيا: اعطاء تعويض انتاج عن كل يوم حضور فعلي الى مركز العمل في الادارات العامة وتعاونية موظفي الدولة وذلك لشهري آب وايلول … على أن لا يستحق التعويض المذكور الا بحضور الموظف فعليا الى مركز عمله ثلاثة ايام على الأقل اسبوعيا خلال الدوام الرسمي.
واوضح وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل ان اللجنة الوزارية وافقت على الطرح الذي أعدته وزارة المالية وقدمته الى اللجنة في إجتماع الامس، والذي يقضي بإعطاء بدل إنتاجية مقطوع يومياً للموظفين، العاملين في الإدارة العامة يتراوح بين 150 و350 ألف ليرة يومياً شرط حضور المستفيد ثلاثة أيام أسبوعياً على الأقل وذلك من يوم الاثنين حتى يوم الخميس من كل اسبوع خلال الدوام الرسمي.
٣- الطلب من الرؤساء التسلسليين اتخاذ الاجراءات الادارية والتأديبية، بما فيها الاحالة الى التفتيش المركزي والهيئة العليا للتأديب بحق من يتخلّف من المعنيين المبينين اعلاه عن الحضور دون مسوغ قانوني لمدة يومين على الأقل ، وتطبيق أحكام نظام الموظفين بحق من ينقطع عن الحضور دون مبرر لمدة 15 يوما لجهة اعتباره مستقيلا من الخدمة،والطلب الى التفتيش المركزي متابعة جميع الجهات المعنية في سبيل تطبيق الإجراءات الآنفة الذكر.
٤- الطلب الى المؤسسات العامة والبلديات التقدم من سلطة الوصاية بدراسة عن الاكلاف المالية المترتبة عن تطبيق الآلية المشار اليها أعلاه على المستخدمين والمتعاقدين والاجراء لدى كلّ منها، واقتراح سبل التمويل ليصار الى مناقشة ما تقدّم في الاجتماع المقبل للجنة الاسبوع المقبل.
٥- إقرار اعتماد بقيمة 4 آلاف مليار لتغطية نفقات الاستشفاء والطبابة للقوى العسكرية ووزارة الصحة العامة وتعاونية موظفي الدولة وصناديق التعاضد، اضافة الى تأمين مبلغ 200 مليار ليرة لبنانية كجزء من المستحقات العائدة الى الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي.
٦- اعطاء مساهمة مالية قدرها 50 مليار ليرة لبنانية للجامعة اللبنانية لتسيير أوضاعها وتأمين مصالح الاساتذة والعاملين بكافة مسميّاتهم والطلاب فيها.
٧- تكليف وزارة المالية إعداد دراسة لإعادة النظر في الرواتب والأجور في القطاع العام لجهة إجراء زيادة تدريجية تؤمن مواءمة الدخل مع تغير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتضخم وزيادة غلاء المعيشة.
وليلاً، اعلنت الوحدات المالية في بيروت والمحافظات انه «بعد المداولات التي حصلت بين رؤساء الوحدات في وزارة المالية حول التطورات الجديدة الحاصلة والتي تمثلت بتأمين جزء من مطالب موظفي الادارة العامة، وذلك لمدة شهرين فقط على ان يصدر المرسوم الخاص بتلك التعويضات قريبا. ولمقابلة هذا التطور الايجابي بايجابية، تم الاتفاق أن تعمد مديريتا الصرفيات والخزينة غدا الى دفع المساعدة الاجتماعية للعسكريين والمتقاعدين على ان يتم متابعة مسار المرسوم المتعلق بتعويضات موظفي الادارة العامة وبالتالي يبقى اضراب موظفي وزارة المالية قائما في الوقت الراهن».
وباتت ربطة الخبز كحلم ليلو ضيف
في هذه الاثناء وبينما المسؤولون يتناقشون في جنس الملائكة بلا طائل، ازداد إزدحام المواطنين امام الافران امس نتيجة فقدان الطحين المدعوم لزوم صناعة الخبز،وجرت إشكالات وخلافات بينهم في بعض المناطق استعمل فيها السلاح، فيما فقد مواطن حياته على اوتوستراد حالات بإتجاه جونيه، بينما كان يعبر الطريق بإتجاه فرن لشراء الخبز عندما صدمته سيارة ففارق الحياة، بينما أعلن وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام عن «دخول 49 ألف طن من القمح إلى البلد نهاية هذا الأسبوع». وقال: يجب ألّا نرى طوابير بعد ذلك، وسنلاحق من يريد أن يختلق أزمة.
واضاف حول أزمة الطّحين: ما نراه اليوم هو تداعيات لما حصل الشهر الماضي، ونأمل أن تصل البواخر بشكلٍ أسرع من السابق، وأنّ الأزمة هي نتيجة أن الطحين سُرق من البلد، لكن هناك خلية أزمة برئاسة وزراة الاقتصاد لتوزيع القمح والطّحين بشكل عادل، وغيّرنا الآليّة السابقة.
الاهراءات
على صعيد آخر، تابع الرئيس ميقاتي مع وزير البيئة ناصر ياسين وضع الأهراءات في مرفأ بيروت في ضوء التصدعات المستمرة والحرائق المتكررة التي تحصل فيها. واطلع الرئيس ميقاتي على التقرير الفنّي اليومي لرصد وضع الأهراءات الذي تعده لجنة فنية يرأسها وزير الاقتصاد والتجارة امين سلام، إستنادا إلى أجهزة رصد واستشعار موضوعة في مبنى الأهراءات.
وحسب التقرير، سجّلت تلك الاجهزة زيادة خطر سقوط أجزاء من الجهة الشمالية، إذ رصدت تغييرات في سرعة الانحناء من 2 ملمتر في اليوم إلى 2.5 ملمتر في الساعة لمجموعة الصوامع الشمالية التي باتت في خطر السقوط، فيما تبقى الصوامع الجنوبية ثابتة من دون رصد أي تحركات تهدد سلامتها.
وأوعز الرئيس ميقاتي الى الأجهزة المعنية المراقبة اللصيقة للأهراءات ومنع اقتراب أي من العاملين أو عناصر الدفاع المدني وفوج الإطفاء منها حفاظا على سلامتهم ولعدم تعريض حياتهم للخطر. وطلب من الجيش وهيئة إدارة الكوارث الجهوزية تحسّبا لسقوط أجزاء من المبنى.
وعلى صعيد التحقيق بانفجار المرفأ، وقّع نواب تكتل «الجمهورية القوية» على عريضة للمطالبة مجدّداً بتشكيل لجنة تقصّي حقائق دولية بانفجار 4 آب تساعد التحقيق المحلي وهي منسّقة مع أهالي الضحايا.
وجدد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص خلال مؤتمر صحفي من مجلس النواب يرافقه النائبان غادة أيوب ونزيه متى، دعوة الكتل للتوقيع على العريضة قبل إرسالها إلى مجلس حقوق الإنسان.
2402 اصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة 2402 اصابة جديدة بفايروس كورونا و4 وفيات، خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد التراكمي الى 1164385 اصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
************************************
افتتاحية صحيفة الديار
الموظفون رفضوا «الوعود الورقية»: لا تراجع عن الإضراب… وموقف مُتقدم لجنبلاط رئاسياً
ميقاتي يشترط اتصالاً من عون لزيارة بعبدا والرئيس يرد: أطلب موعداً
مُعادلة نصرالله تطوّق هوكشتاين: الغاز للبنان «حرباً أو سلماً» – رضوان الذيب
من يحرم اللبنانيين من لقمة الخبز كافر ومجرم يستحق الاعدام؟ من يذل اللبنانيين امام الافران ومحطات الوقود مجرم ايضا وحبل المشنقة قليل عليه؟ ما يمارسه السياسيون جريمة بحق الانسانية والشرائع السماوية لكن الله «يمهل ولايهمل» والحساب آت، وسيذكر التاريخ ان الشعب اللبناني جاع وتعرض لكل انواع القهر على ايدي ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي وسعد الحريري وجبران باسيل ووليد جنبلاط وسمير جعجع وسامي الجميل وسليمان فرنجية، وكل المنظومة المهترئة العفنة، التي لا تعرف الا السرقات باسم حقوق لبنان وطوائفه ووجوده وعروبته وغيرها من الشعارات على حساب كل اللبنانيين المصابين «بالعمى» والخنوع و «الشحاذة» على ابواب هذه المرجعية أو تلك، الذين يتحكمون ويمتلكون افران الخبز، ومولدات الكهرباء، وشركات المحروقات، وكنس النفايات وكل الوكالات الحصرية في كل ما يتعلق بحياة الناس، فالطحين المدعوم يذهب للسماسرة وكبار التجار من الازلام والمحاسيب بسعر مليوني ليرة ويباع للافران بـ ٢١ مليون ليرة وعلى «عينك يا تاجر» كما يتولى التهريب «شركة وطنية لبنانية سورية» منظمة تتقاسم الارباح بالتساوي دون استثناء لاحد، واهالي القرى الحدودية يحكون الروايات التي «تشيب شعر الراس» عن كيفية اعمال التهريب. والانكى يبقى، في عملية الاحتيال التي تمارس على موظفي القطاع العام من قبل الحكومة و»الوعود الورقية» بتصحيح رواتبهم، فيما رئيس الحكومة ووزير المالية يدركان انهما لا يستطيعان اعطاء ليرة واحدة لموظفي القطاع العام حتى لشهر او شهرين بعد ان لامس احتياطي مصرف لبنان الخطوط الحمراء، وما يتم اغداقه من وعود مناف للحقيقة، فلا زيادة عملية على رواتب القطاع العام، والدولة على عتبة أعلان افلاسها، والمطلوب من الرئيس ميقاتي مصارحة اللبنانيين بالحقائق لجهة وضع خزينة الدولة واحتياط مصرف لبنان، بدلا من وعود عن اعطائهم انتاجية مقطوعة يوميا لكل الموظفين تتراوح بين ١٥٠ الفا الى ٣٥٠ الفا لليوم الواحد شرط حضور المستفيد ثلاثة ايام اسبوعيا، وهذا ما يخضع الجداول للسرقات المنظمة والولاء السياسي للموظف والوزير، بالاضافة الى راتب اضافي و٩٥ الف ليرة كبدل نقل يومي، على ان يكون هذا الاجراء لمدة شهرين حتى أقرار الموازنة العامة، وقد رفضت نقابة موظفي القطاع العام الوعود الورقية للحكومة وقررت الاستمرار فيالاضراب بعد ان فشلت احزاب السلطة في ضرب الجسم النقابي عبر الضعوط التي مارسوها لرفع الاضراب، وعندئذ تم اللجؤ الى التصويت التي حسم القرار لمصلحة استمرار الاضراب بنسبة ٩٠ في المائة، علما ان لا رواتب لموظفي القطاع العام اوائل اب بسبب اضراب موظفي المالية.
أزمة الحكومة
وفي مثل هذه الطريقة من اللامبالاة يعالج الرئيسان ميشال عون ونجيب ميقاتي الملف الحكومي والتمسك بالمقاطعة و»تكسير الرؤوس» وباتت المعادلة واضحة ولم تتغير، ميقاتي لن يزور بعبدا الا اذا تلقى اتصالا هاتفيا من عون ودعوته الى بعبدا، وهذا هو الممر الاجباري لتجاوز الاهانة التي لحقت بموقع رئاسة الحكومة بعد رفض دوائر القصر الجمهوري تحديد موعد له كان قد طلبه شخصيا، فيما موقف بعبدا لم يتبدل «طلب موعدا» كما تصاعد الخلاف الشخصي بعد «مزحة» ميقاتي «عالعصفورية يابيي» فغاب «سعاة الخير مع قناعة الجميع ببقاء الحكومة الحالية».
ملف النفط
وحسب مصادر عليمة، حكومة ميقاتي باقية، ولبنان امام اشهر استثنائية صعبة وخطرة ومفتوحة على كل الاحتمالات، أولى محطاتها زيارة المندوب الاميركي هوكشتاين لبحث ملف الترسيم البحري اواخر الاسبوع، وحسب المتابعين للملف، فأن هذه الجولة من المفاوضات مختلفة عن سابقاتها كونها محكومة بالمعادلة التي رسمها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «الغاز لاسرائيل مقابل الغاز للبنان» «أستخراج مقابل استخراج» وتحت سقف هذه المعادلة ستجري الاتصالات دون لف ودوران ومراوغات، والكرة في الملعب الاميركي الاسرائيلي، فاذا وافقا على هذه المعادلة النفطية، تبدأ المفاوضات مع الدولة اللبنانية، والا فان الامور قد تتدحرج نحو مواجهة عسكرية ستعطل كل أبار الغاز في فلسطين المحتلة، وقرار حزب الله واضح جدا للاميركي والاسرائيلي، والمطلوب عدم الخطأ في تقدير الحسابات، وعلى هوكشتاين ان يدرك «ما قبل المسيرات ليس كما بعدها، وعهد المسايرات والتنازلات ولى» داخليا وخارجيا، وسيتابع حزب الله ملف مفاوضات الغاز، ولن يقبل أي تنازل من الدولة لا يعطي لبنان كامل حقه في استخراج غازه، والحسم في ايلول.
وفي ظل الوقائع الجديدة، الجميع بانتظار هوكشتاين، والمؤشرات الاولية التي وصلت ايجابية نوعا ما، وحملت تنازلات اميركية اسرائيلية، مقابل ضمانات يريدها هوكشتاين من حزب الله «الغاز للبنان مقابل تعهد الحزب عدم قصف أبار الغاز على طول شاطئ فلسطين المحتلة».
رئاسة الجمهورية
البلاد دخلت بقوة في أجواء الاستحقاق الرئاسي بين ايلول وتشرين الثاني، وحسب معلومات مؤكدة، ان قوى ٨ اذار حسمت موقفها لمصلحة سليمان فرنجية، والاتصالات مفتوحة مع باسيل لاقناعه بدعم فرنجية، لكنها لم تصل الى «الخاتمة السعيدة» ومن هنا تراجع الحديث عن لقاء قريب بين فرنجية وباسيل، فيما حملت مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط رسائل واضحة الى الجميع وموقفا رافضا لوصول الدكتور سمير جعجع لرئاسة الجمهورية وكل من تسميه القوات اللبنانية، ووجه سلسلة من الانتقادات المبطنة «للحكيم»، مغازلا جماعة التيار الوطني في الشوف، كما رفض جنبلاط اسم سليمان فرنجية لكنه عاد وربط الموقف ببرنامج فرنجية الرئاسي، مشددا على ان البرنامج الرئاسي سيكون المقياس لدعم اي مرشح، وفي هذا الاطار قد يكون التوافق على رئيس وسطي على مسافة من الجميع كناجي البستاني او زياد بارود مخرجا للجميع، أو شخصية قادرة على الشروع بورشة اصلاحية شاملة تحمل اعباء التركة الثقيلة على كل المستويات، دون اغفال العوامل الخارجية في حسم اسم الرئيس المقبل، ويبقى المحسوم حتى الان ان اسمي جعجع وباسيل باتا خارج السياق الرئاسي الى بعبدا وهذا يؤشر الى ان البلاد ستنتقل من خلاف الى خلاف أكبر، رافق كل الاستحقاقات الرئاسية منذ الاستقلال حتى الان.
رد ستريدا جعجع على جنبلاط
انتقادات جنبلاط للدكتور جعجع استدعى ردا عنيفا من ستريدا جعجع مذكرة بالتقلبات في المواقف الجنبلاطية وقلقه وخوفه مما هو ات، ليعود الى تموضعه الوسطي والمهادنة وترك قنوات التواصل مع حزب الله، وختمت بالقول: اذا كان الفاجر بيأكل مال التاجر فاعرف جيدا «نحنا ما حدا بياكلنا راسنا».
اتهامات اميركية لمرافق باسيل بتهريب اسلحة الى لبنان
وشغل الاوساط السياسية والشعبية، بيان وزارة العدل الاميركية، وما تضمنه من اتهامات لثلاثة لبنانيين بمحاولة تهريب الاسلحة من كليفلاند الاميركية الى لبنان بينهم جورج عجلتوني مرافق الوزير جبران باسيل كما ذكر بيان وزارة العدل الاميركية، وذكر البيان ايضا، ان احد الاشخاص ويدعى جان يوسف عيسى تم اعتقاله، بينما يسعى مكتب التحقيقات الفيدرالي الى الحصول على معلومات تؤدي الى اعتقال جورج عجلتوني والشخص الثالث نخلة مايك نادر من البترون، ورفض التيار الوطني الحر التعليق على الموضوع مع التأكيد ان جورج عجلتوني ليس مرافقا لباسيل.
************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
العماد جوزيف عون: طائفتنا البزة العسكرية وحزبنا لبنان
التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون قبل ظهر امس تلامذة ضباط السنة الثالثة في الكلية الحربية بحضور قائد الكلية والمدربين، وتوجّه إليهم بكلمة هنّأهم فيها على تخرّجهم في ظروف صعبة ودقيقة، معتبرًا أنّ دخولهم إلى الكلية الحربية كان مشروعَ تحدٍّ لتجنب الفراغ في ظل العراقيل التي منعت التطويع، ومشروعَ تطويرٍ وتجديد وتنويع للقدرات في المؤسسة العسكرية كون الدورة المتخرجة هي أول دورة في تاريخ الجيش تضم ضباطًا ذكورًا وإناثًا بعد ثلاث سنوات من الدراسة. كما لفت إلى أن نجاح المتخرجين جاء نتيجة جدارتهم وكفاءتهم.
ودعاهم إلى البقاء على قدر المسؤوليات الجسيمة التي تنتظرهم في الوحدات والاستعداد الدائم لمضاعفة الجهود حفاظًا على أمن لبنان. وقال: «عليكم أن تتحلوا بإرادة التحدي والقدرة على التأقلم مع الواقع، وتحويل الحياة العسكرية بصعوباتها ومشقاتها إلى ميدان للفخر والعنفوان وعزة النفس. شعارنا الشرف والتضحية والوفاء، والشهادة في سبيل بلادنا شرفنا الأسمى».
وأضاف: «طائفتكم البزة العسكرية، وحزبكم لبنان. ابقوا بمنأى عن الانقسامات الطائفية التي تزرع الخلاف بين أبناء الوطن الواحد، فالطوائف نعمة لكن الطائفية نقمة. لقد رأينا كيف أوصلت الصراعات الطائفية بلدَنا إلى الخراب، وأيقَنَ اللبنانيون أن لا خلاص لهم إلا بالجيش، ووضعوا ثقتهم الكاملة به، الأمر الذي يرفع حجم مسؤولياتنا. المرحلة دقيقة وعصيبة، غير أنّ القيادة تبذل أقصى طاقاتها لتخفيف وطأة الأزمة الاقتصاية عن كاهل العسكريين».
كذلك تطرق العماد عون إلى آفة المخدرات محذّرًا من خطرِها الداهم على الشباب صحيًّا واجتماعيًّا، وأثرِها المدمِّر على العائلات، ومؤكدًا أن محاربة هذه الآفة على رأس أولويات القيادة.
وختم متمنيًا للمتخرجين النجاح والتوفيق في حياتهم العسكرية، ومعربًا عن فخره بهم وثقته بأنهم سيكونون المثالَ في الانضباط والمناقبية، وخيرَ من يحمي الوطن وأهله».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :