حمل خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخير رسائل متعددة في الإتجاهين الداخلي والخارجي، فقد نبّه المعنيين في الدولة اللبنانية الى ضرورة الإسراع في ترسيم الحدود البحرية المشتركة مع فلسطين المحتلة قبل حلول أيلول المقبل، لافتًا إلى أن الفرصة الذهبية المتاحة لحسم مسألة استخراج الغاز والنفط هي الآن، أي خلال شهرين، محذرًا أن بعدهما ستكون الكلفة أعلى.
وجدد تأكيده وقوف المقاومة خلف الدولة، في "عملية الترسيم"، أي إنّها هي التي تفاوض وليس المقاومة، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي.
وتوجه نصرالله الى الشعب اللبناني بالقول: "أيها الشعب اللبناني، لقد وصلنا إلى نهاية الخط، ونحن لا ننتظر إجماعًا... ولن نتخلى عن الدولة".
ولكن الموقف الأبرز والأكثر وقعًا الذي ورد في الخطاب المذكور، هي الرسالة التي وجهها قائد المقاومة للأميركيين قيبل أن تبدأ زيارة الرئيس الأميركي جو بادين الى المنطقة بأيامٍ قليلةٍ، الذي يهدف من خلالها تحقيق هدفيّن أساسيين، هما: حث دول الخليج على إستكمال التطبيع مع العدو الإسرائيلي، والسعي الى إنشاء حلفٍ سياسيٍ وعسكريٍ في المنطقة في وجه إيران، بحسب تأكيد مرجع في العلاقات الدولية. ناهيك بإستمرار الضغط الأميركي على المملكة السعودية لزيادة إنتاج النفط في ضوء أزمة النفط العالمية، جراء الحرب في أوكرانيا، ووقف تصدير الغاز الروسي الى أوروبا. ولاريب أن رسالة نصرالله الى الأميركي الذي يسعى الى تأمين البديل عن الغاز الروسي لأوروبا، جاءت شديدة الوضوح في هذا الصدد، عندما توجه الأمين العام لحزب الله لواشنطن بالقول: ""إذا وصلت الأمور إلى نقطة سلبية، فلن نقف فقط في وجه كاريش... سجلوا هذه المعادلة، سنذهب إلى كاريش وما بعد بعد كاريش"، كاشفاً عن أنّ حزب الله يتابع كل ما هو موجود على الشواطئ المقابلة للسواحل اللبنانية ويملك كل الإحداثيات. وهنا تكشف مصادر واسعة الإطلاع على حيثيات مفاوضات "الترسيم"، أن الأميركيين أوفدوا وسيطًا فرنسيًا الى حزب الله قبل خطاب أمينه العام، في محاولة منهم لاستكشاف موقفه من جهة، كذلك ليؤكدوا عبر الوسيط الفرنسي أن واشنطن متمسكة بالمفاوضات من أجل الوصول الى "خاتمة سعيدة" في مسألة "الترسيم" من جهةٍ أخرى، ودائمًا بحسب معلومات المصادر. وتكشف أيضًا أن الوسيط الفرنسي أمل في العمل على تجنب التصعيد، معتبرًا أن الحرب ستدمر المنطقة برمتها، تختم المصادر.
وسط هذه الأجواء، أصدرت السفارة الإيرانية في بيروت في الساعات القليلة الفائتة، بيانًا أكدت فيه إنعقاد لقاءين مع السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو وبين السفير الإيراني في لبنان. وذكر البيان أن في اللقاء الاول زارت السفيرة غريو السفير الإیراني بطلب منها في مقر السفارة الایرانیة، في حين أتى اللقاء الثاني كرد زيارة في السفارة الفرنسية، من دون أن يذكر البيان أي تفاصيل إضافية. وقد تكون أهداف اللقاءين أو أحدهما تصب في تعزيز الوساطة الفرنسية المذكوة أنفًا.
ووسط هذه الأجواء والمواقف، يعتبر مرجع في فريق الثامن من آذار، أن هذه المرحلة الراهنة هي مرحلة رصد، على حد تعبيره. ويؤكد أن في حال تجرأ الكيان الإسرائيلي على إستخراج الغاز من المناطق المتنازع عليها مع لبنان، فمن المحسوم أن حزب الله سيمنعه عن ذلك بالقوة، وهنا ستدخل المنطقة في حربٍ نعرف كيف تبدأ، ولا نعرف كيف تنتهي، بحسب تأكيد أحد القادة في اليمن، يختم المرجع.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :