افتتاحية صحيفة البناء
كيان الاحتلال تحت صدمة الخرائط اللبنانيّة… وحديث عن عضلات مفتولة للوفد العسكريّ
الاثنين مسودّة تشكيلة حكوميّة تضمّ أغلب الحقائب... ولقاء مرتقَب اليوم لعون والحريري/ نصرالله: نؤيد تحريم النَيْل من المقدّسات وإدانة الإرهاب... وندعو لتسهيل ولادة الحكومة
خلال يومين لم تتوقف الحملة التي تقودها قنوات التلفزة وكبار المعلقين في كيان الاحتلال على قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، والحديث عن صدمة في الأوساط المعنيّة بملف ترسيم الحدود من الخرائط التي حملها الوفد العسكري اللبناني، ويلتقي المعلقون ايهود يعاري في القناة 12 والعنوان الذي وضعته القناة 24، لبنان يطالب بالعودة لحدود 1923، كما يلتقي مع المعلق شمعون آران في قناة مكان على اعتبار الموقف اللبناني القوي قطع الطريق على التفاوض على تقاسم مساحة الـ 860 كلم مربع التي جاء الوفد “الإسرائيلي للمفاوضة حول تقاسمها، بطرح تصوّر للمناطق الاقتصادية يمنح لبنان مساحة إضافية بـ1200 كلم مربع، ومع ما قاله الباحث مردخاي كيدار عن مأزق قانوني للوفد “الإسرائيلي” المفاوض في رفض حدود 1923، والدعوة لوضع ردود تقنية من نوع استحالة فصل الحقول النفطية في قاع البحار بحدود خطيّة مرسومة.
الإجماع على توصيف الوفد العسكري اللبناني ومن ورائه قائد الجيش بالخصم الصعب والعنيد جسّده يعاري بقوله، “بدلاً من أن يظهر الوفد اللبناني متواضعاً وضعيفاً بعد كل الأزمات التي عصفت وتعصف بلبنان”، بحسب قول يعاري، إلا أن هذا الوفد وخصوصاً الممثل العسكري يظهر في المفاوضات مسنود الظهر ومفتول العضلات وقد جاء بمطالب جديدة مفاجئة”.
الملف التفاوضي وما أثير حوله من غبار سياسي وإعلامي، كان مقرراً أن يتناوله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته أمس، وقد أرجأ موقفه لإطلالة قريبة لاحقة، مركّزاً على الأزمة التي تعصف بعلاقة العالم الإسلامي بأوروبا من بوابة الرسوم المسيئة للرسول، وملف الإرهاب في أوروبا، مؤكداً إدانة الأعمال الإرهابيّة التي تستهدف أوروبا، رافضاً مصطلحات الإرهاب الإسلامي والفاشية الإسلامية، داعياً الرئيس الفرنسي للخروج من اللغة المزدوجة في التعامل مع الإرهاب ومع حرية التعبير، حيث يمنع نوع من حرية التعبير باسم معاداة السامية، ويباح التطاول على رمز مقدّس لمئات الملايين من المسلمين باسم هذه الحرية، وحيث بالتوازي يتم الحديث عن حرب على الجماعات الإرهابية في أوروبا واستعداد دائم للعمل مع هذه الجماعات الإرهابية ودعمها خارج أوروبا لخدمة السياسات الاستعمارية كحال الحرب على سورية، داعياً لحوار عقلاني وتعاون عملي لمنع تجذر ثقافة الكراهية والعنف.
في الشأن الحكومي أكد السيد نصرالله استعداد حزب الله لتسهيل مهمة تشكيل الحكومة، ناقلاً إيجابيات مقبولة ترافق المسار الحكومي، بينما بات شبه مؤكد بعد لقاء أول أمس بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، أن التأليف لن يُبصر النور قبل الأسبوع المقبل، كما أكدت مصادر مواكبة للملف الحكومي، وقالت المصادر إن النقاش عاد للبحث بعدد الوزراء بين 18 و20 لحل العقدة الدرزية، وأن فكرة المداورة نفسها التي تم التفاهم على اعتمادها بمعزل عن وزارة المال عادت مناقشتها مجدداً، مع ترجيح السير بحكومة الـ 20 وتولي رئيس الجمهورية البتّ باعتماد الوزراء المسيحيين بعد اقتراحات الرئيس المكلف المنطلقة من محاكاة لمطالب الكتل ومراعاة معايير الاختصاصيين، وحقه بتسمية وزير مسيحي، مقابل تسمية رئيس الجمهورية لوزير مسلم هو الوزير الدرزي الثاني، وترك أمر تثبيت الوزراء المسلمين لرئيس الحكومة، والاكتفاء بتوزيع متوازن متفق عليه للحقائب على الطوائف من دون تحويل المداورة الى عقدة إضافية لعرقلة التشكيل.
نصرالله: فرنسا تتحمّل المسؤولية
اعتبر الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أنه لا يجوز للسلطات الفرنسية أو غيرها أن تحمّل مسؤولية جريمة ارتكبها شخص محدد لدين هذا الشخص أو لأتباع هذا الدين، معبراً في الوقت نفسه عن الإدانة الشديدة لحادثة مدينة نيس الفرنسية التي يرفضها الإسلام أيضاً، ودعا السلطات الفرنسية لعدم السماح باستمرار هذا العدوان وهذا الانتهاك وهذه السخرية.
وخلال كلمة متلفزة في ذكرى ولادة رسول الله محمد وحفيده الإمام الصادق وأسبوع الوحدة الإسلامية، أشار السيد نصرالله إلى الفكر التكفيري الإرهابي الذي تبنّى القتل لمجرد الاختلاف الفكري في منطقتنا حمته الدول الغربية، داعياً الغرب أن يبحث أولاً عن مسؤوليته بشأن الجماعات التكفيرية.
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية والحكومات الأوروبية دعمت وموّلت الجماعات التكفيرية في سورية والعراق، مؤكداً أن لا علاقة للرسول والأمة الإسلامية بجرائم الجماعات التكفيرية، كما رأى أنه ينبغي على الأميركيين والأوروبيين أن يعيدوا النظر بسلوكهم باستخدام الارهابيين كأدوات في المشاريع السياسية والحروب.
ولفت إلى أن استخدام هذا النوع كأدوات يجب أن يتوقف، وإلاّ «سوف تشاركون في دفع أثمان هذه الأخطاء»، لافتاً إلى أن الأزمة بدأت عندما نشرت المجلة الفرنسية المشؤومة الرسوم المسيئة للرسول. كما أشار إلى أن السلطات الفرنسية بدل معالجتها الموضوع دخلت في حرب من هذا النوع وعاندت بالإكمال بالرسوم الساخرة.
اعتبر أن حرية التعبير في فرنسا وأوروبا ليست مطلقة بل مقيدة باعتبارات أمنية وسياسية، مضيفاً «عندما يمسّ أي شيء بإسرائيل تقف حرية التعبير في فرنسا والأمثلة كثيرة»، وسأل «لماذا تقف حرية التعبير عند معاداة السامية؟ وتوجّه للسلطات الفرنسية بالقول «يجب أن تفكروا بمعالجة هذا الخطأ الكبير الذي تمّ ارتكابه ويجب أن تعودوا الى الأساس وهذا ليس خضوعاً للإرهاب»، مضيفاً «لا تسمحوا باستمرار هذا العدوان وهذا الانتهاك وهذه السخرية»، وتابع قائلاً «الإساءة لكرامات أنبيائنا أمر لا يقبل به أي مسلم في العالم».
وكان محيط السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر في بيروت شهد، تظاهرات ووقفات احتجاجية على الرسوم المسيئة للنبي في فرنسا. وحضر المئات من طرابلس وبيروت وصيدا وتجمعوا في محيط السفارة الفرنسيّة بعد صلاة الجمعة، حيث ندّدوا بالدولة الفرنسية والسلطات الفرنسية المتساهلة مع المسّ بالرسول، وأعلنوا أن مَن يتضامن مع باريس لا يمثّلهم. وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة، وتخلل التظاهرة تضارب واشتباكات بين المحتجين والقوى الامنية التي تعرّضت لإطلاق الحجارة من المحتجين، قبل أن تتمكن القوى الامنية من احتواء التظاهرة واعادة الأمور الى طبيعتها.
وفيما أعلن السيد نصرالله عن إطلالة له في الحادي عشر من الشهر المقبل بذكرى يوم شهيد حزب الله، للحديث عن موضوعات إضافية، تطرق إلى الشأن الحكومي بشكل مقتضب مشيراً الى أنه «لا يمكن الاستمرار في حكومة تصريف الأعمال»، قائلاً «معطياتنا تقول إن أجواء تأليف الحكومة جيدة ومقبولة»، مؤكداً أننا «سنتعاون وسنسهل تأليف الحكومة»، معتبراً أن «الوقت الآن ليس للمناكفات في الداخل اللبناني».
النقاش مستمرّ حول توزيع الحقائب
ولم تصل مشاورات ربع الساعة الأخير بين الرئيس ميشال عون وسعد الحريري والكتل النيابية الى خواتيم نهائية، فالتفاوض مستمر للتوصل الى توزيع بعض الحقائب بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف إلى جانب بروز عقدة مستجدّة للتمثيل الدرزي.
وبحسب المعلومات فإن إعلان الحكومة اقترب وبات مسألة أيام معدودة، مشيرة الى أن توزيع الحقائب قد حُسم وتنتظر توزيعها على المذاهب تمهيداً لإسقاط الأسماء. ولفتت المعلومات الى أن الحقائب السيادية ستوزع وفقاً للآتي: الدفاع والداخلية من حصة رئيس الجمهورية، الخارجية للحريري، أما حقيبة المال فحُسمت لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، فيما يجري النقاش على الحقائب الأساسية كالاتصالات والأشغال والطاقة. فيما لم يزر الحريري بعبدا كما كان متوقعاً أمس، فيما لفتت المعلومات الى أن الحريري زار بعبدا والتقى عون أمس بعيداً عن الإعلام وتداولا بمسألة توزيع الحقائب.
وأشارت مصادر عين التينة لـ»البناء» الى أن «الأجواء الإيجابية مازالت على حالها حتى الساعة وإذا ارتفعت وتيرة اتصالات الرئيس المكلف مع الكتل النيابية، فسيضع تصوراً للحكومة شكلاً ومضموناً خلال مهلة نهاية الاسبوع ولا تتعدّى الأسبوع الأول من الشهر المقبل»، لافتة الى أن «حركة مشاورات واتصالات سريعة لا بدّ منها لتذليل بعض العقبات وتدوير الزوايا سواء في العدد الذي يبدو أصبح عشرينياً والآن النقاش يدور حول المداورة وكيفية توزيع الحقائب على الطوائف والكتل النيابية».
العقدة الدرزية المستجدة
إلا أن العقدة الدرزية المستجدة قد تؤخر ولادة الحكومة، بحسب المعلومات في ظل اتهام الحزب الديمقراطي والوزير السابق وئام هاب لرئيس الاشتراكي وليد جنبلاط بنصب مكيدة من خلال إقناع الرئيس الحريري بصيغة الـ 18 وزيراً التي تحصر التمثيل الدرزي بجنبلاط.
وأكدت أوساط الحزب الديموقراطي لـ»البناء» أن النائب طلال أرسلان والحزب الديموقراطي والقيادات الدرزية الوطنية متمسكون بحصول الطائفة الدرزية على مقعدين وحقيبتين إسوة بالطوائف الأخرى ولا يجوز اختصار التمثيل الدرزي بحقيبة واحدة ما ينتقص من تمثيل الطائفة الدرزية ودورها التأسيسي للبنان»، مذكرة بأنه منذ الطائف حتى الآن تمثل الطائفة الدرزية بوزيرين أو ثلاثة ولا يجوز اختصار التمثيل بحزب واحد ما سيؤدي الى تكريس الاحادية التي سقطت منذ وقت طويل وفي كل الطوائف». متسائلة: لماذا يجري توزيع الحقائب على جميع الأحزاب داخل الطوائف إلا بين أحزاب الطائفة الدرزية؟ لا سيما أن هناك تمثيلاً شعبياً وسياسياً ووطنياً وازناً في الواقع الدرزي خارج عن جنبلاط». ولفتت مصادر الديموقراطي الى أن التمثيل لا يُقاس بالعددية ولا بتسمية رئيس الحكومة من عدمه، مشيرة الى أن التيار الوطني الحر لم يسمِ الحريري في الاستشارات فهل يجوز إقصاؤه عن التمثيل الحكومي؟». وأكدت الأوساط أن «حلفاءنا يدعمون موقفنا وحقنا في التمثيل كما أن رئيس الجمهورية متفهم لمطلبنا ويسعى لحكومة عشرينية ولأوسع تمثيل شعبي».
في المقابل أبدت مصادر الحزب الاشتراكي استغرابها لاتهام الديموقراطي بمكائد وكمائن فيما ليس وليد جنبلاط من يشكل الحكومة بل الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية، ولفتت لـ»البناء» الى أن العقدة ليست عندنا بل عند الآخرين الذين يطلقون الشعارات والاتهامات»، مضيفة أن الاتهام بأننا أقنعنا الحريري بصيغة الـ 18 وزيراً غير صحيح، فالحريري نفسه كان متمسكاً بصيغة الـ 14 وزيراً ولم نعرف بعد الصيغة الحكومية الأخيرة لنبني على الشيء مقتضاه».
ولفت عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبد الله الى ضرورة وضع معايير واحدة للوزراء الذين يجب أن يكونوا إصلاحيين، مشدداً على أن هذا الأمر يجب أن يكون فوق المحاصصة. وقال عبد الله: «لسنا على اطلاع على تفاصيل التأليف لكن إن كان هناك في محيط الرئيس ميشال عون مَن يحاول ابتزاز جنبلاط والاشتراكي فنحن بغنى عن هذه المسألة». وأمل ان يُسحب ما يقال عن شرخ درزي – درزي من التداول والتسريبات الإعلاميّة التي صدرت نعرف مصدرها ومن وراءها».
عطالله: حصة التيار لم تحسم
على صعيد التيار الوطني الحر، أكّد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب جورج عطالله على الجو الايجابي في الملف الحكومي قائلاً: «منذ اليوم الاول قلنا إن هذه الحكومة ستحصل منا على كل تسهيل ولسنا متمسكين بأي شيء». واوضح أن «حصة التيار لم يتمّ حسمها حتى الآن، وكل التسريبات لا يُعوّل عليها، الأمور الأكيدة هي في إطار التفاهم بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف».
وواصلت الأجواء الحكومية الإيجابية السائدة تأثيرها على أسواق الصرف، حيث سجل سعر صرف الدولار مساء أمس تراجعاً في السوق السوداء بشكل طفيف جداً، إذ سجّل 6750 ليرة لبنانية للشراء مقابل 6820 ليرة للمبيع.
عون والسفيرة الأميركية
الى ذلك، تابع رئيس الجمهورية مسار المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والتي تتواصل في مقر قيادة «اليونيفل» في الناقورة وذلك خلال لقائه في قصر بعبدا سفيرة الولايات المحتدة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، حيث عرض معها العلاقات اللبنانية – الأميركية وسبل تطويرها، إضافة الى الاوضاع العامة والتطورات الاخيرة. كما استقبل عون المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش واطلع منه على تفاصيل جولتي مفاوضات الترسيم اللتين عقدتا يومي الاربعاء والخميس الفائتين في الناقورة، والأجواء الإيجابية التي تسود المفاوضات على الرغم من وجود وجهات نظر مختلفة هي موضع التفاوض الذي سيستأنف الشهر المقبل.
وأكدت السفارة الأميركية في بيان أنه «بناء على التقدم المحرز خلال اجتماع 14 تشرين الأول الحالي، اجتمع ممثلون عن الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية يومي 28 و29 منه بوساطة من الولايات المتحدة وباستضافة مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش. تأمل الولايات المتحدة ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان أن تفضي هذه المفاوضات إلى الحل الذي طال انتظاره. وقد أعرب الطرفان عن التزامهما متابعة المفاوضات الشهر المقبل».
لجنة متابعة كورونا
على صعيد آخر، عقدت لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا اجتماعاً في السراي الحكومي وأصدرت توصيات بالطلب من نقابة أصحاب المستشفيات الخاصة تخصيص 10 في المئة من الاسرة العادية و20 في المئة من أسرة العناية الفائقة لمرضى كورونا. وفي حال التخلف عن ذلك، أعلنت اللجنة أنه سيُصار إلى تطبيق التدابير التالية: الطلب من وزارة الداخلية والبلديات منع التجوّل بين الساعة التاسعة مساءً والخامسة فجراً على كافة الاراضي اللبنانية. منع الحفلات الخاصة والعامة والمناسبات الاجتماعية على أنواعها في المطاعم والصالات. تفعيل خطة الإقفال «heat map” في المناطق لتضم بيروت وضواحيها وفقاً لمعايير إقفال الشوارع والأحياء.
******************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
سنة خامسة عونية : تفاقم الانهيارات ورهان حكومي
يكتسب مسار تأليف الحكومة الجديدة في هذا اليوم تحديدا بعدا رمزيا ومعنويا وسياسيا استثنائيا من زاويتين متزامنتين ، الأولى تتصل بمصادفة اليوم 31 تشرين الأول الذكرى الرابعة لانتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، والثانية تتعلق بترددات الاحداث الخطيرة التي شهدتها فرنسا في الساعات ال48 الأخيرة على لبنان . ذلك انه اذا كانت مصادفة الذكرى الرابعة لانتخاب الرئيس عون اثارت التساؤلات البديهية قبل أيام حول احتمال ان ولادة الحكومة في هذا اليوم بالذات او بعد أيام قليلة على ابعد تقدير فان مسار تأليف الحكومة تلقى جرعة مؤثرات قوية إضافية لا يستهان بدقتها وربما بخطورتها من خلال الارتدادات الأمنية والدينية والمعنوية التي تسللت الى ساحته عقب المجزرة البربرية التي ارتكبت في مدينة نيس الفرنسية قبل يومين والتي أعقبتها تحركات مناهضة لفرنسا عكست تصاعد الصراع الفرنسي التركي وتمددت امس الى لبنان من خلال تظاهرة الإسلاميين الى قصر الصنوبر . ومع ان بلدانا أخرى شهدت ترددات مماثلة لهذه التطورات الخطيرة فان المخاوف اللبنانية حيال المشهد المتوتر الذي برز مع “تنظيم” عمليات نقل إسلاميين من طرابلس الى بيروت لاثارة تحركات ضد فرنسا لم تقف عند شبهة التورط التركي فقط بل تمددت الى الخشية من محاولات لإجهاض المبادرة الفرنسية في لبنان في لحظة انشغال فرنسا على جبهاتها المتعددة في مواجهة الإرهاب الدموي الديني المتطرف . وفي ظل هذه المخاوف من عامل طارئ وخطير يجد لبنان نفسه معنيا به اكثر من سواه من الدول نظرا الى فرادة العلاقة التي تربط واقعه المأسوي بالمبادرة الفرنسية كرافعة خارجية أساسية له بدا بديهيا أيضا اشتداد التساؤلات عن الحجم الواقعي لفرصة انجاز التشكيلة الحكومية في هذا اليوم تزامنا مع ذكرى طي السنة الرابعة من ولاية الرئيس عون . والحال ان هذا الاحتمال بدا غير مؤكد ليلا نظرا الى تواتر معلومات عن عدم اكتمال تعبيد الطريق امام توزيع الحقائب والحصص الطائفية والسياسية كافة بعد بما يفترض مزيدا من الإنضاج ما لم تحصل مفاجأة في الساعات المقبلة تجعل العهد ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يرفعان النخب المشارك لإطفاء الشمعة الرابعة من العهد وولادة الحكومة الحريرية الرابعة سواء بسواء . وواضح تماما في هذا السياق ان سيد العهد الذي لم يبادر الى مخاطبة الرأي العام اللبناني في مناسبة الذكرى الرابعة لانتخابه ولا قام باي اطلالة إعلامية ربما يستشعر حاجته الماسة والملحة الى انجاز الحكومة العتيدة كافضل وسيلة لحرف الأنظار عن الحصيلة الكارثية التي تفجرت خلال السنتين الأخيرتين من عهده من خلال الانهيارات الاقتصادية والمالية والاجتماعية ومن ثم انفجار مرفأ بيروت مع مجمل الإخفاقات والتراجعات المخيفة التي توالى حصولها ووضعت البلاد في أسوأ واقع عرفه عهد من قبل بل لم يشهده لبنان في تاريخه . واذا كانت السنة الحالية المشارفة على الشهرين الأخيرين منها أذاقت اللبنانيين مر الانهيارات التي بدات معالمها السنة الماضية مع علقم كورونا فان ذلك يضاعف الانشداد القلق الى طبيعة التركيبة الحكومية التي يفترض انها ستكون في مستوى الإنقاذ الموعود والذي من شأنه فرملة الانزلاق السريع والبالغ الخطورة للبلاد نحو الانهيار الكبير الشامل كما يمكن ان يشكل “تعويمة” نسبية للعهد مع بداية سنته الخامسة كما يأمل بصمت ومن دون اعتراف بذلك علنا انصار العهد .
تعقيدات التأليف
مع ذلك لم تتضح حتى مساء امس إمكانات الرهان على انضاج نهائي للتركيبة الحكومية في الساعات المقبلة خصوصا ان الستار المتشدد من الكتمان والتزام عدم تسريب أي معلومات من بيت الوسط وقصر بعبدا ظل على حاله . ولكن ما استرعى انتباه الأوساط المعنية والمطلعة على مجريات الأمور بروز ما يمكن ان يشكل عقدة درزية في مواجهة مساعي الرئيس المكلف لانجاز توزيع الحقائب والمقاعد الوزارية بالتوافق مع رئيس الجمهورية . ومع ان الرئيسين عون والحريري باشرا بحسب هذه الأوساط تداول بعض الأسماء المقترحة بما يعني امكان انجاز توافقهما على التوزيع الطائفي للحصص والحقائب فان معلومات توافرت ل”النهار” تفيد بان حركة القصر مع النائب طلال أرسلان ووئام وهاب يبدو انها افتعلت عقدة المقعد الدرزي الثاني باعتبار ان الحصة الدرزية كانت مقررة بالكامل لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فاذا بالعقدة تفتعل في الساعات الأخيرة . كما أفادت معلومات ان الولادة لا تبدو مسهلة بعد لان عقدا قيل انها حلت تبين انها لا تزال عالقة بما فيها حجم الحكومة وحقائب أساسية كالطاقة لم تبت الجهة التي تتولاها .
اما ما استرعى الانتباه في رصد المواقف الخارجية من الاستحقاق الحكومي فتمثل في ما أوردته صحيفة “المدينة” السعودية امس من ان الرياض تريد سعد الحريري رئيسا للحكومة اللبنانية المقبلة من دون الغوص في تفاصيل التشكيل والأحجام السياسية فيها . وقالت انه “ليس مهما ان كانت الحكومة المقبلة مصغرة او متجاوزة للعشرين وزيرا المهم هو ان يتكاتف الجميع مع الحريري لاجتياز النفق الذي أدى بلبنان الى ما هو عليه الآن من تمزق وضائقة اقتصادية “.
نصرالله
ومساء امس ألقى الأمين العام ل”حزب الله “ السيد حسن نصرالله كلمة لمناسبة عيد المولد النبوي تطرق خلالها الى قضايا الساعة ولا سيما منها الاستحقاق الحكومي والهجوم الإرهابي في نيس . ووصف نصرالله “الأجواء الحكومية بانها معقولة وإيجابية والوقت ليس للمشاحنات بل للتعاون والانفتاح “ .وقال :”نأمل ان يتمكن الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية والكتل من تشكيل حكومة جديدة في اقرب وقت فلا يمكن الاستمرار بحكومة تصريف الاعمال ومعطياتنا ان الأمور جيدة ومعقولة ولا نريد ان نبالغ بالإيجابية “. واكد “اننا سنتعاون ونسهل عملية التشكيل بقدر ما يمكن “. ودان نصرالله جريمة نيس بشدة “التي يرفضها الإسلام ولا يجوز ان يحسبها احد على الإسلام “ وقال لا يجوز للسلطات الفرنسية او أي احد اخر ان يحمل الإسلام مسؤولية هذه الجريمة ودعا السلطات الفرنسية الى البحث عن معالجة الخطأ الكبير الذي تم ارتكابه” قائلا”هذه المعركة التي تصرون على الذهاب بها خاسرة بالنسبة اليكم فأين هي مصالح فرنسا اذا ارادت ان تستمر في هذا المسار ؟ اسحبوا الذرائع وعالجوا أساس المشكلة من جذورها “.
**************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
تقارير فرنسية: “حزب الله” وراء تظاهرة قصر الصنوبر
جشع المحاصصة يضعضع اندفاعة “التأليف”
ساعات فاصلة تمرّ بها عملية تشكيل حكومة المحاصصة المتجددة، والنقاش بلغ “عقارب التفاصيل” حيث عادةً ما يستحكم تزاحم التباينات والتوجهات بالتوقيت المحلي لولادة الحكومة. الواضح أنّ ركائز الإيجابيات التي سادت عقب التكليف اهتزت لكنها لم تقع، واندفاعة التأليف تضعضعت تحت وطأة جملة من المؤشرات، بدءاً من بيان “التأني” الرئاسي، مروراً بتسريبات وتصريحات ضاغطة على الرئيس المكلف سعد الحريري تضع أحصنة “الشروط والحصص” أمام عربة التأليف، وصولاً إلى فتور بالغ الدلالة في مقاربة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله للملف الحكومي، خصوصاً وأنه أتى فتوراً مقروناً بالدعوة إلى وجوب عدم “المبالغة في الإيجابية” والاكتفاء بإبداء “الأمل” والتمنيات بالتوفيق للرئيس المكلف بأن ينجح مع رئيس الجمهورية في تشكيل حكومته في “أقرب وقت”.
وتحت وطأة “النقزة” من تعقيدات طائفية ومذهبية وتحاصصية آخذة بالتلبّد في الجو الحكومي، لا يزال تقصي أخبار التأليف يتأرجح بين “القمحة والشعيرة” في ظل التأرجح المستمر بين الرغبة في تصغير عديد الحكومة وبين الشهيات المفتوحة على توسعة قالبها ليتسع لأكبر قدر ممكن من جوائز الترضية الوزارية لكتل الأكثرية الفاسدة التي تعد نفسها بمزيد من الهدر والتنفيعات. غير أنّ المتفائلين بوصول الجهود المكوكية على خط بيت الوسط – قصر بعبدا إلى خواتيمها المرجوة، يحاذرون التركيز على النصف الفارغ من الكأس، ويؤثرون التعويل على حاجة جميع الفرقاء إلى وجود حكومة جديدة تحاكي متطلبات المرحلة والتطلعات الدولية عموماً لوقف الانهيار في البلد.
وفي هذا السياق، لا تنفي أوساط مواكبة وجود بعض “التنتيعات” من هنا أو هناك لكنها لم تبلغ بعد مستوى المعضلات التي يمكن أن تقوض عملية التأليف، مؤكدةً أنّ الأمور ما زالت “تحت السيطرة” ومن الآن حتى مطلع الأسبوع يفترض أن تتضح الصورة وتتبلور آفاق المساعي الحثيثة التي يقودها الرئيس المكلف بالتنسيق والتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون. أما على مستوى العقدة الدرزية التي طفت على سطح المشهد الحكومي، فأكدت الأوساط “حقّ أي فريق بتحديد موقفه إزاء التأليف كما كان له الحق في تحديد موقفه من التكليف، لكن حسم الخارطة الوزارية يحتاج إلى ترسيم دقيق لمعالم الحكومة ومعاييرها، وهذا ما يجري بعيداً عن تأثيرات التسريبات الإعلامية والخبريات المتناقلة في الصالونات السياسية”.
وفي مقابل الفتور الذي صبغ كلام الأمين العام لـ”حزب الله” حكومياً، مواقف بالغة الحماوة غلفت رسائله للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد، فحمّل السلطات الفرنسية “المسؤولية الأولى” عن اعتداءات الإرهابيين، وتوجه إلى باريس بعبارات توبيخية على أدائها تجاه العالم الإسلامي بالقول: أوقفوا هذه “المسخرة” أين مصالحكم في المنطقة من هذا التوجه المعادي للمسلمين؟.
تزامناً، وفي إطار الأولوية التي توليها فرنسا للمشهد اللبناني، نقلت أوساط إعلامية في باريس أنّ مسؤولين فرنسيين واكبوا أمس التحرك الميداني المناهض لفرنسا في بيروت، وطلبوا تقارير تفصيلية عن أعداد وانتماءات المتظاهرين الذين تجمهروا على مقربة من قصر الصنوبر واستخدموا أساليب عنفية في تحركهم الاحتجاجي ضد فرنسا. وبحسب خلاصة ما توصلت إليه هذه التقارير فإنّ “تنظيم التظاهرة التي انطلقت من طرابلس وتولاها “حزب التحرير” كان وراءه “حزب الله” عبر حلفائه في عاصمة الشمال”، وذلك في إطار ما فُهم على أنه بمثابة “رسالة مشفّرة أراد الحزب إيصالها إلى باريس لتأكيد قدرته على تجييش ساحات وبيئات غير شيعية ضد السياسة الفرنسية”.
**************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
48 ساعة حاسمة للتأليف.. ومخاوف من “كورونا” وفلتان السلاح
يُسجّل لتكليف الرئيس سعد الحريري هذه المرّة، أنّه الأول في تاريخ حالات التكليف المشابهة له، الذي يترافق بعد أقل من ثلاثة أيام على إتمامه، مع إشاعة مناخات إيجابية توحي بأنّ ولادة الحكومة مسألة أيّام قليلة. وما زالت هذه المناخات هي المسيطرة على المشهد الحكومي، مع ارتفاع ملحوظ في منسوبها، بدا أنّه يؤشّر الى بلوغ طبّاخي الحكومة مرحلة العدّ التنازلي لولادتها، ضمن سقف زمني لا يتعدّى 48 ساعة على الأكثر.
وإذا كان الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري، ومن خلال لقاءاتهما التي توالت في الأيام الأخيرة، يحرصان على إشاعة هذه المناخات الايجابية بحديثهما عن تقدّم تارة وعن تفاهم تارة أخرى، إلاّ أنّهما، وبحسب الأجواء المحيطة بهما، لا يفرطان لا في التفاؤل ولا في التشاؤم، ويتجنّبان الدخول في لعبة المواعيد، التي تحدّدها «شلّة المبصّرين» في فنجان الرئيسين، بل أنّهما ماضيان في نقاش تفصيلي حول كل ما يتصل بالهيكل الحكومي، تاركين لولادة الحكومة أن تخبّر عن نفسها بنفسها حينما تنضج ظروفها، وأما متى ستنضج هذه الظروف، فالعلم عند الرئيسين عون والحريري وحدهما!
حيرة .. واستعجال
تبعاً لهذه المناخات، فإنّه لم يسبق للمواطن اللبناني أن وقع في حيرة كما هو حاله في هذه الأيام، في كيفية مقاربة «ايجابيات» لا يعرف نوعها أو حجمها أو مدى واقعيتها وجديّتها، وبعيداً من تشويش المبصِّرين، هو مضطرٌ لأنْ يصدّقها كونها صادرة عن الرئيسين الشريكين في تأليف الحكومة، اللذين باتا في نظر المواطن اللبناني ملزمين بترجمة سريعة لها، وخصوصاً بعدما أشعراه بأنّهما يقاربان ملف التأليف بجديّة وتعاون لم يُعهدا في مراحل تأليف الحكومات السابقة.
لا يُبالغ المواطن اللبناني في استعجاله هذا، لأنّه الوحيد المكتوي بنار أزمة، وُعد بأنّ مطافئ حريقها ستوفرها الحكومة الجديدة وبرنامجها الإصلاحي والإنقاذي. ولا يخطئ المواطن أبداً إن جاهر بأعلى صوته، بأنّ لا عذر للرئيسين في مزيد من التأخير، وفي عقد لقاءات تلو لقاءات، تُغلَّف بالحديث عن تقدّم وتفاهم، فيما هي قد تكون في جوهرها غارقة في تفاصيل شكلية، تراوح عند الأحجام والحصص والحقائب و«الثلث المعطل» ومحاولات إبعاد لهذا الخصم، ومحاولة إرضاء لهذا القريب او ذاك الحليف او الصديق!
عدّادات الشؤم
المواطن اللبناني في ترقّب حذر لمسار تأليف الحكومة، تتجاذبه من جهة رغبة جامحة في أن يرى تلك «الإيجابيات» المحكي عنها، وقد جرى تقريشها بنقلة حكومية نوعية، ومن هنا لسان حاله يقول، إنّ الرئيسين ليسا امام سقف زمني مفتوح لتحقيق هذه النقلة، ومن جهة ثانية خوف كبير من أن يُصدم بأنّ هذه الإيجابيّات ما هي إلاّ أبر مخدرة، وغيوم حاجبة لـ«جبل حكومي وهمي»!
جوهر استعجال المواطن هو حلمه بحكومة تنتشله من بين عدّادات الشؤم، التي تمرّك ارقاماً موجعة في مختلف المجالات:
– أرقام الإصابات بفيروس «كورونا» التي اصبحت قياسية وتقترب من 100 الف اصابة، وبدأت تطرق باب الـ2000 إصابة يومياً، ولم يعد مجديًا معه أي كلام، لا عن تقصير سلطة فاقدة كل حواس المسؤولية، ولا عن اهمال مواطن مجرم بعدم تقيّده بالإجراءات الوقائية البديهية، بحق نفسه واهله ومجتمعه. ولعلّ هذا الخطر، يحفّز فريق التأليف على التسريع بحكومة قرارات جريئة، لمكافحة هذا الوباء الذي يهدّد ارواح كل اللبنانيين بالدمار الشامل.
وقد لفت في هذا الاطار، ما قاله وزير الصحة حمد حسن لجهة الإقفال التام، وكذلك ما أكّد عليه رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي، حول ما وصفه «الإقفال العام ضروري»، الّا انّه اشار الى انّ «هذا الاقفال لن يأتي بالنتيجة المطلوبة، من دون تطبيق الإجراءات والتزام كامل وشامل من الجهات والقطاعات كافة».
وكشف عراجي، أنّ «لقاح كورونا لن يصل الى لبنان قبل منتصف عام 2021، وذلك بعد التأكّد من انّه آمن وفعّال بالدرجة الأولى».
ونبّه الى أنّ «الوضع الصحي حرج ويتطلب مزيداً من الجهود من المستشفيات الخاصة، خصوصاً على أبواب الشتاء، في ظلّ التخوف من موجة جديدة لكورونا»، مشدّدًا على «وجوب زيادة عدد الأسرّة بأسرع وقت، وفتح أقسام لمرضى كورونا في جميع المستشفيات الحكومية والخاصة من دون استثناء».
– أرقام السرقات وعمليّات السطو على المنازل والمحال التجارية والدوائيّة، والنشل والتشليح على اختلافها، والتي بلغت حداً قياسياً في مختلف المناطق. والتي بدأت تشيع جوًّا من الذعر والقلق الشديد لدى المواطنين الآمنين.
– أرقام سرقات السيارات التي تزايدت بشكل كبير في أكثر من مكان.
– أرقام جرائم القتل التي ارتفعت معدلاتُها بشكلٍ مخيف. وصارت كمسلسل يومي يتنقل بين منطقة واخرى.
– أرقام الاعتداءات، والافتراءات، والخوّات، التي بلغت مستويات شديدة الخطورة جراء فوضى السلاح المتفلّت.
– أرقام الأموال المسلوبة يوميًّا من المواطنين، التي ذابت بالكامل في سوق الدولار السوداء، أو جراء ارتفاع اسعار السلع الغذائية والاستهلاكية الاساسية بشكل جنوني، على مرأى ومسمع السلطة القائمة التي تكتفي بالتفرّج، من دون ان تُقدم على قرار تستر فيه عجزها وتراخيها الوقح امام هذه الجريمة.
– أرقام الفقراء التي لم تعدْ مراكز الإحصاء قادرة على احصائها، فخط الفقر صار نعمة، امام الحال الذي انحدر اليه الناس، إذ أنّ بعض تلك المراكز، تقدّم صورة اكثر من سوداوية واكثر كارثيّة، وتشير الى أنّ نسبة الذين أصبحوا تحت خط الفقر المدقع بدأوا يقتربون من نسبة الـ70% من الشعب اللبناني.
– أرقام العجز في المالية العامة التي بلغت حداً خيالياً، باتت معه كل خيارات معالجته غير متاحة او بمعنى ادق منعدمة.
– أرقام الخسائر المالية في مختلف القطاعات، والإفلاسات المتتالية لآلاف المؤسسات، وما نتج منها من جيش للمسرّحين والعاطلين من العمل.
-أرقام المهاجرين التي تسجّل ارتفاعاً رهيباً، للقاصدين بلاد الله الواسعة، بحثاً عن الرزق ومورد العيش، بعدما انعدمت السبل امامهم في بلدهم.
– أرقام ايام الانتظار التي تُهدر منذ الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت في الرابع من آب، من دون ان تصدر نتائج التحقيق بما تسبّب به، ومن دون ان توفي السلطة بالوعود المتتالية بالتعويض على آلاف المواطنين الذين حلّت بهم هذه الكارثة.
التأليف عالق بالأرقام!
يُضاف الى ما تقدّم، أنّ مسار التأليف، ووفق ما يرشح حوله من معلومات، لا يزال بدوره عالقاً ايضاً في دوّامة الرصد وإحصاء الأعداد والارقام؛
– عدد اللقاءات بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف حول ملف التأليف، التي تتمّ بوتيرة يومية ومن دون تحديد سقف زمني لها. والتي تكتفي فقط بضخّ ايجابيات ولكن من دون تظهير حجمها وماهيتها. وثمة تشكيك بأنّها لو كانت هذه الايجابيات جديّة فعلاً لكانت اقترنت بما يترجمها. (اللافت في هذا السياق، مبادرة «تكتل لبنان القوي» الى تقديم اقتراح تعديل دستوري يرمي الى تحديد الفترة الزمنية لدعوة رئيس الجمهورية للإستشارات النيابية بشهر واحد، كما تحديد مهلة شهر للرئيس المكلّف لتشكيل الحكومة).
– عدد وزراء الحكومة والجدل القائم حول حكومة من 18 وزيراً، او حكومة من 20 وزيراً. والمناخ العام ما زال يغلّب حكومة الـ«18» على حكومة الـ«20». فما هو مؤكّد حتى الآن، هو أنّه لم يتمّ الحسم بشكل نهائي، لأي من الصيغتين. بل ما زال هذا الأمر نقطة تجاذب بين إصرار من الرئيس المكلّف على حكومة الـ«18»، ورغبة رئيس الجمهورية بحكومة الـ«20»، لتمثيل الفريق الدرزي الارسلاني في هذه الحكومة، وعدم اقتصار هذا التمثيل فقط على الفريق الجنبلاطي.
– حجم الحصص الوزاريّة لكلّ طرف، فحكومة الـ«18» تتوزّع فيها الحقائب ( 4 سنّة، 4 شيعة، و1 درزي، في مقابل 4 موارنة، 2 روم ارثوذكس، 1 كاثوليك، 1 ارمني، 1 اقليات). والثلث المعطل زائداً واحداً في هذه الحكومة هو 7 وزراء. ويبدو جلياً أنّ الرئيس المكلّف يسعى الى التفكيك المسبق لعبوة «الثلث المعطّل» وعدم جعلها عاملاً مهدّداً لحكومته وسيفاً مصلتاً فوق رأسها عند أي محطة. خصوصاً وانّ بعض المعلومات تشير الى وجود توجّه لدى رئيس الجمهورية وفريقه السياسي، لبلوغ هذا الثلث، عبر الظفر بالنسبة الاعلى من التمثيل المسيحي في الحكومة، مضافاً اليه التمثيل الدرزي والارمني. فحتى الآن لم تظهر أيّ مؤشرات توحي بأنّ هذه العبوة قد أُزيلت من طريق التأليف.
– عدد الوزارات التي يفترض أن تشملها المداورة. كان القصد منها لحظة طرحها هو إجراء خلطة سياسية للوزارات، وعلى نحو يُعاد فيه توزيعها بمبادلات بين القوى السياسيّة. ولكن لحظة التطبيق، بدا أنّ هذه المداورة هي النقطة الأصعب في مسار التأليف، اذ تبيّن انّ وزارة المالية ليست وحدها المستثناة منها، بل أنّ ثمة وزارات اخرى هي في حكم المستثناة وغير القابلة للتخلّي عنها. الأمر الذي قزّم طرح المداورة من عنوان عريض وشامل، الى عنوان جزئي ومحدود، حوّلها من مبادلات للحقائب بين القوى السياسية الى مبادلات بين طوائف الوزراء، ولكن من ضمن الفريق الذي كان يتولاها في الحكومات السابقة.
فعلى سبيل المثال، وفق ما يجري التداول به في موازاة مشاورات التأليف، فإنّ رئيس الجمهورية يريد الاحتفاظ بوزارات اساسية، كالدفاع والعدل والاقتصاد. اضافة الى ابقاء وزارة الطاقة في يد «التيار الوطني الحر»، والرئيس المكلّف يريد الاحتفاظ بوزارة الاتصالات، على ان يقترح لهذه الوزارات وزراء من طوائف مختلفة غير طوائف الوزراء الذين يتولونها حالياً، كأن يُسمّي رئيس الجمهورية مثلاً وزيرًا مارونياً لوزارة الدفاع بدل الوزير الارثوذكسي الذي سمّاه في الحكومة السابقة، ووزيراً ارمنياً لوزارة الطاقة بدل الوزير الماروني، ووزيراً كاثوليكياً للعدل بدل الوزير الماروني وهكذا.. والأمر نفسه ينسحب على سائر القوى السياسية.
الصحة والاشغال
واذا كانت المعلومات المسرّبة من مسار التأليف عن حسم شبه نهائي للوزارات السيادية (المالية للشيعة، الخارجية للسنّة، الداخلية والدفاع لرئيس الجمهورية والتيار)، فإنّ النقاش حول سائر الحقائب، وخصوصاً تلك التي تٌعتبر اساسية، لم يصل بعد الى خواتيم حاسمة. فحصة تيار المردة، لم تُحسم بعد ما اذا كانت وزيراً واحداً او اثنين. اضافة الى حقيبة الاشغال التي يتولاها حالياً، والتي لا يمانع المردة في مبادلتها بما يعادلها. كما لم تُحسم بعد هويّة الحقيبة التي ستُسند الى وزير يسمّيه جنبلاط، بين أن تكون وزارة الصحة التي يريدها، او وزارة التربية، وكذلك الامر بالنسبة الى وزارة الصحة التي يبدو انّ هناك توجّهاً لانتزاعها من «حزب الله». لكن لدى الحزب تساؤلات: هل نحن فشلنا في وزارة الصحة لتُنتزع منا؟ ثم أي وزارة بديلة لها وتوازيها ستُعرض علينا؟ هنا تكشف مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، بأنّ وزارة الاشغال قد عُرضت من قِبل الرئيس المكلّف على «حزب الله» بأن يسمّي وزيرها، ولكن الحزب، وعلى أهميّة وزارة الاشغال، لم يبدِ حماسة لهذه الفكرة.
اللافت هنا، ما كشفه مواكبون لمسار التأليف لـ«الجمهورية»، بأنّ عرض الأشغال على «حزب الله» فيه شيء من المجازفة، فهذه الوزارة على صلة بالمرافئ وتحديداً مرفأ بيروت الذي يتطلّب إعادة اعمار، وأيضاً بمطار بيروت، وكذلك بأعمال البنى والإنشاء على المستوى العام، وبالتالي اسنادها الى وزير يسمّيه «حزب الله» قد لا يكون فقط محل تحفّظ داخلي، بل محل اعتراض خارجي، وخصوصاً من قِبل الدول الكبرى، التي إن كانت في وارد تقديم اي مساعدة وخصوصاً لإعادة اعمار المرفأ، فستحجم عن ذلك. والمثال وزارة الصحة التي يتولاها وزير سمّاه «حزب الله»، حيث تقاطعها الولايات المتحدة الاميركية بشكل كامل، اضافة الى أنّ المجتمع الدولي بشكل عام يتعاطى معها بما يشبه المقاطعة ايضاً.
قبل 3 تشرين
على أنّ الحسم النهائي لتأليف الحكومة، وكما تؤكّد مصادر مواكبة له لـ«الجمهورية»، يفترض جولة مشاورات سياسية مكثفة وسريعة، يجريها الرئيس المكلّف بالتوازي مع مشاوراته مع رئيس الجمهورية، على أن تشمل رئيس مجلس النواب نبيه بري و«حزب الله» وتيار المردة والحزب التقدمي الاشتراكي، وذلك بهدف حسم توزيع الحقائب الوزارية، بما قد يمهّد للحسم النهائي لهذا التوزيع بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف. على أن يصار بعدها الى اعلان ولادة الحكومة ضمن مهلة لا تتجاوز مطلع الاسبوع المقبل.
نصائح
على أنّ مشاورات حسم توزيع الحقائب هذه، تتزامن مع نصائح تبديها مراجع سياسية للرئيس المكلّف، بقطف الحكومة قبل يوم الثلثاء 3 تشرين الثاني، الذي يصادف يوم اجراء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية.
وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ هذه النصائح يؤكّد عليها رئيس سابق للحكومة، وتنطلق من خلفيّة انّ كل الاحتمالات واردة بعد الانتخابات الاميركية، حيث يُخشى إن لم تتشكّل الحكومة قبل 3 تشرين الثاني من ظهور مستجدات قد تُدخل ملف التأليف مجدّداً في متاهة الانتظار الى امد غير محدّد، كما قد تتحرّك شهوات ورغبات لدى بعض الاطراف، تعيد خلط اوراق التأليف وبالتالي تؤخّر ولادة الحكومة.
الموقف الاميركي
الّا انّ مصادر سياسية معروفة بإطلاعها على الموقف الاميركي، تؤكّد لـ«الجمهورية»، ان لا رابط من الاساس بين الانتخابات الرئاسية الاميركية وتأليف الحكومة اللبنانية، لا من قريب ولا من بعيد. فالأكيد انّ لبنان ليس موجوداً حالياً ضمن الأجندة الاميركية، الّا ضمن الحدود المعمول فيها منذ امد طويل، وتحت العناوين الاميركية العريضة التي يعبّر عنها المسؤولون الاميركيون بين حين وآخر، وتتناول موضوع الحكومة دون الخوض في تفاصيلها، اضافة الى موضوع العقوبات على «حزب الله» وحلفائه، وهي سياسة معتمدة لدى كل الادارات الاميركية، سواء أكانت جمهورية او ديموقراطية، يُضاف اليها العنصر الاساس الذي استجد، والمتعلّق بمفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل.
ولفتت المصادر، الى انّ ما يُحكى عن رابط بين الانتخابات الرئاسية الاميركية وبين الملف الحكومي اللبناني، هو رابط وهمي غير موجود، اخترعه بعض اللبنانيين الذين اعتادوا على تكبير الحجر، وبالتالي فإنّه مع بقاء الادارة الاميركية الحالية او تغيّرها، فإنّ الموقف الاميركي من لبنان هو هو، مع حكومة جديدة تنفّذ برنامج اصلاحات تعبّر عن تطلعات الشعب اللبناني، ولا يتحكّم بها «حزب الله».
أين المبادرة الفرنسية؟
على أنّ السؤال الاساس الذي فرض نفسه في الآونة الأخيرة: اين المبادرة الفرنسية؟ وهل ستتأثر في ظلّ التطورات الأمنية المتسارعة التي تشهدها فرنسا والمواجهات التي تحصل مع من تسمّيهم باريس بـ«الإسلامويين المتطرّفين»؟
في قراءة سياسية للتطورات الاخيرة في فرنسا، تبرز فرضية انّ هذه التطورات قد ترخي بتداعياتها على المبادرة الفرنسيّة الإنقاذية للبنان، وتخفّف من وهجها والاندفاعة في اتجاهها. فضلاً عن انّها قد لا تبقى في موقع الاولوية الفرنسية، خصوصاً وانّ الوضع في فرنسا كما هو واضح يميل الى مزيد من الاضطراب والى مزيد من العلاقات المتدهورة مع دول اسلامية، مع الاشارة في هذا السياق الى انّ السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر، التي شكّلت نقطة جامعة للقادة اللبنانيين، كانت بالأمس مستهدفة بتظاهرات اسلامية متشدّدة اعتراضاً على حملة باريس على «الاسلامويين». وبالتالي صار العمل بالمبادرة الفرنسية محفوف بالإحراج للجانب اللبناني، بالنظر الى الاصوات التي ترتفع من قِبل جهات لبنانية معيّنة ضد فرنسا.
إلّا أنّ مصادر سياسيّة موثوقة معنية بالمبادرة الفرنسية، تخالف هذه القراءة، وتعتبرها مبالغاً فيها وتلبّي ما يبغيه المتضررون من هذه المبادرة، الذين يريدون نسفها من الأساس.
وتكشف المصادر، بأنّه على الرغم من الأحداث في فرنسا، فإنّ المبادرة الفرنسية قائمة، وهو ما أكّد عليه الجانب الفرنسي مجدّداً، بأنّ الالتزام بها نهائي، وأنّ باريس لن تتخلّى عن لبنان، ولا رابط على الاطلاق بين ما يجري في فرنسا وبين هذه المبادرة، وبالتالي لا تغيير في السياسة الفرنسية الخارجية، وخصوصاً تجاه لبنان، الذي تتحضّر باريس لعقد مؤتمر الدعم الخاص به خلال تشرين الثاني، وتأمل ان تشارك فيه الحكومة اللبنانية الجديدة، التي ما زالت باريس تحث على تشكيلها في اقرب وقت ممكن.
السعودية
الى ذلك، أشارت صحيفة «المدينة» السعودية، إلى أنّه «لیس مهماً إن كانت الحكومة اللبنانیة المقبلة، التي جرت الموافقة على سعد الحریري لترؤسها، مصغّرة أو متجاوزة للعشرین وزیراً، المهم هو أن یتكاتف الجمیع مع الحریري لاجتیاز النفق الذي أدّى بلبنان إلى ما هو علیه الآن من تمزق وضائقة اقتصادیة».
ولفتت إلى أننا «لمسنا بوادر إیجابیة هذه المرة، خصوصاً وأنّ كلاً من الرئیس اللبناني ميشال عون ورئیس مجلس النواب نبیه بري، توصلا إلى قناعة بأنّ الوقت قد حان من أجل التوافق الوطني ووضع الكتف على الكتف للخروج من الأزمة، رغم التحدّیات التي ستواجه الحریري، والتي تتعلق بكیف ستكون آلیة التوافق على تعییین الوزراء».
وفي حين اعتبرت أنّ المرحلة تتطلب وجود الحريري ولا غيره على رأس الحكومة المقبلة، بالنظر إلى تمتعه بعلاقات دولية واسعة وثقة لدى المؤسسات الدولية والدول ذات الثقل الاقتصادي، وعلى رأس أولئك روسيا والولايات المتحدة، أشارت الى اننا كلنا امل في ان يتخطّى الحريري معضلة صعوبة تشكيل الحكومة، ويتعاون معه الذين لم يسمّوه، ليجتاز لبنان مرحلة الخطر».
نصرالله
وأطلّ أمس الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، متمنّياً «ان يتمكن الرئيس المكلّف سعد الحريري بالتعاون مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من تشكيل حكومة بأسرع وقت»، مؤكّداً «انّ الامور ايجابية ومعقولة».
وقال نصرالله، في كلمة له لمناسبة عيد المولد النبوي: «من جهتنا سنتعاون وسنسهّل بقدر ما نستطيع، وهناك الكثير مما يُنقل في بعض وسائل الاعلام غير صحيح». واضاف: «الوقت الآن ليس للتناقضات بل للتعاون والانفتاح ما أمكن للوصول الى تشكيل حكومة».
وعن ارتفاع عداد اصابات كورونا، قال نصر الله: «وصلنا الى اعتاب الالفي اصابة يومياً، وكل المستشفيات تصرخ، وأعداد الوفيات ترتفع يوماً بعد يوم، وتساهل بعض الناس بمسألة كورونا غير شرعي وحرام، وهذه مسؤولية انسانية ترتبط بالجميع، سواء بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة والتعقيم»، ورأى أنّ «التعايش ممكن ولكن من خلال الالتزام بالضوابط وإلاّ فإننا سنذهب الى واقع خطير جداً».
وإذ دان نصرالله حادثة نيس بشدة، أكّد أنّ «هذه الحادثة يرفضها الاسلام، ولا يجوز ان يحسبها احد على الاسلام الذي يحرّم قتل او ايذاء الابرياء، وكل حادثة مشابهة او تأتي دائماً بالنسبة الينا كمسلمين هي مرفوضة ومدانة في اي مكان وقعت واياً كان المستهدف».
الترسيم
من جهة ثانية، أكّدت السفارة الأميركية في بيان امس، أنّه «بناءً على التقدّم المحرز خلال اجتماع 14 تشرين الأول الحالي، اجتمع ممثلون عن الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية يومي 28 و29 منه بوساطة من الولايات المتحدة وباستضافة مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش». اضاف البيان: «تأمل الولايات المتحدة ومكتب المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، أن تفضي هذه المفاوضات إلى الحل الذي طال انتظاره. وقد أعرب الطرفان عن التزامهما متابعة المفاوضات الشهر المقبل».
**************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
عون يتهم «المتاريس» بمحاصرته بعد 4 سنوات في الرئاسة
«العقدة الدرزية» تعرقل جهود تشكيل الحكومة اللبنانية
تمر اليوم أربع سنوات على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. ولا شك أن هذه السنوات لم تكن بمستوى تطلعات اللبنانيين. فـ«الرئيس القوي» بحسب الوصف الذي يردده مؤيدو عون، لم يتمكن من تحقيق وعود «التغيير والإصلاح»، وهو يرد ذلك إلى «رفع المتضررين المتاريس في وجهه». وبعدما كان عون يعول على التسوية الرئاسية مع الرئيس سعد الحريري التي أسهمت بوصوله إلى الرئاسة، وعلى «تفاهم معراب» مع «القوات اللبنانية»، ما يتيح له تحقيق مشاريعه «الإصلاحية»، سقط «التفاهم» سريعاً قبل أن تلحقه التسوية باستقالة الحريري في العام الماضي.
في هذا الجو ورغم بث أجواء التفاؤل بقرب إعلان الحكومة، بدأت تظهر عقد قديمة جديدة وآخرها يتصل بالتمثيل الدرزي الذي من شأنه أن يحسم عدد الوزراء، بين 18 و20 وزيراً.
وأكد النائب في «الحزب التقدمي الاشتراكي» بلال عبد الله لـ«الشرق الأوسط» أن رئيس الحزب وليد جنبلاط كان طلب من الحريري احترام البيئة الدرزية بنوعية الوزارة التي ستخصص لها ووعده الأخير بأن يسمي «الاشتراكي» الوزراء الدروز، على غرار الأفرقاء الآخرين. وقال عبد الله: «إذا كانت الحكومة من 20 وزيراً ستكون الحصة الدرزية وزيرين للاشتراكي، وإذا أصرّوا على عكس ذلك، فليكن وزير درزي وآخر مسيحي للاشتراكي، وليمنحوا هم طلال أرسلان وزيراً من حصتهم». وأضاف عبد الله أن هناك في محيط الرئيس ميشال عون «من يحاول ابتزاز جنبلاط والاشتراكي».
**************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الحكومة عالقة في «الفجوة الضيقة».. وباسيل يقحم التعديلات بالتأليف!
جولة من مفاوضات الترسيم «المثمرة» في 11ت2.. ولجنة كورونا تمنع التجول ليلاً
بعد انقضاء اسبوع او يزيد على تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف حكومة، تراوحت تقييمات ما آلت اليه المساعي السريعة التي بذلها الرئيس المكلف تجاه تأليف وزارة جديدة، قادرة على التقاط الفرص المحلية والاقليمية والدولية التي سنحت من اجل تحقيق امرين: وقف الانهيار على المستويات كافة، واعادة اعمار ما دمره انفجار 4 آب الماضي في مرفأ بيروت ومحيطه.
الرئيس الحريري على صمته، والثنائي الشيعي، الذي وضع وزارة المال، في جيب رئيس المجلس، يحاول المساعدة، وفقا للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على تدوير الزوايا، وانهاء الوضع الشائك، المتمثل باستمرار تصدي حكومة تصريف الاعمال لاخطر ما يواجهه البلد في تاريخه الحديث، او اقله في العقود الثلاثة الماضية.
واذا كانت الطوائف الكبيرة والصغيرة، تعيد التموضع، لئلا تطلع من «المولد بلا حمص» كما يقال، فإن فريق بعبدا، ولاسيما التيار الوطني الحر، يتحرك لاستعادة ما يطمح اليه من «دور دستوري»، عبر اقحام تعديل الدستور في ما خصَّ بمهل التأليف في معمعة المعركة الجارية لانتاج «حكومة مهمة»، مما يعقد الموقف، ويضيف عرقلة جديدة الى العقبات المنظورة والمستترة، التي حالت حتى الآن دون اصدار مراسيم التأليف، على الرغم من «ضخ كمية» من الايجابيات والتفاهمات، بعد كل لقاء رئاسي يجمع الرئيسين ميشال عون والحريري.
وقالت مصادر مطلعة، استناداً الى اجواء قريبة من الرئيسين عون والحريري ان «هوة التباينات تضيق» لكن لا شيء محدداً.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن لا معلومات دقيقة عن تراجع في ملف تأليف الحكومة كما أن ما من تقدم مشيرة إلى أنه يمكن القول أن هناك مواصلة للمساعي الجارية في هذا الملف.
ولفتت المصادر إلى أن ثمة تفاصيل تحتاج إلى بعض المعالجة لكن ذلك لا يعني أن طريق التأليف متعثرة وفهم أن اتصالات متسارعة حصلت من أجل تسهيل ولادة الحكومة في الأيام المقبلة.
وقالت المصادر إن هناك احتمالا في أن يعقد لقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في أي وقت، وذكرت بأن عملية التأليف تخضع للتنسيق بينهما وفق ما هو منصوص عنه في الدستور لناحية تشكيل الحكومة.
وأفادت أن التوزيع الحاصل في ما خص الحقائب الأساسية قد لا يشهد تبدلا بعدما وزعت على الكتل وإن الاتصالات تدور حول الحقائب الخدماتية وتوزيعها بشكل لا يؤدي إلى إشكال.
الوضع الحكومي
مع انتهاء السنة الرابعة اليوم من ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، لا تزال الاتصالات حول تشكيل الحكومة تدور وسط تكتم شديد للغاية، حتى ان اوساط الرئيس الحريري قالت لـ«اللواء» انه ابلغ المحيطين به ان لا شيء لديه يقوله اكثر من البيان الذي صدرقبل يومين عن مكتبه الاعلامي، فيما تلوذ بعبدا ايضاً بالصمت المطبق، ما يترك الباب مشرّعاً امام التحليلات والاستنتاجات لا التسريبات الدقيقة من مصادرموثوق بها.
لكن هناك إجماعاً في تسريبات «المصادر» يفيدعن عدم التوافق بعد على حجم الحكومة 18 او 20 وزيرا، ولا حول توزيع كل الحقائب على الكتل والطوائف، فكيف بالحري يجري الحديث عن أسماء ثابتة للتوزير. إضافة الى معلومات عن رغبة اكثرية القوى السياسية بتوسيع الحكومة لتضم 20 وزيرا يمثلون كل القوى السياسية.
ومع ذلك تشير معلومات «اللواء» الى ان حقيبتي الدفاع والداخلية محسومتان من حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسيقترح التيار الوطني الحر اسماء لإختيار واحد منها للداخلية. وحقيبة الخارجية محسومة للرئيس الحريري، اما حقيبة المال فكانت قد حسمت سلفاً لحركة امل. وبقيت قضية المداورة عالقة في حقائب الاقتصاد والخدمات اي الاشغال والصحة والتربية والطاقة والاتصالات، وحقيبة العدل، ولم يُحسم شيء نهائي بالنسبة لحصص باقي القوى السياسية، هذا عدا عن بقاء التمثيل الدرزي قيد البحث.
وقد غرّد عضو تكتل لبنان القوي الوزير الاسبق غسان عطا الله على حسابه على «تويتر» قائلا: «الاسبوع المقبل سيكون حاسماً حكوميّاً والحديث بالعمق بدأ».
وحسب المعلومات فإن حزب الله والتيار الوطني الحر يتمسكان بـ«20 وزيراً» لضمان الثلث المعطل فيها، ولو بصورة غير مباشرة.
وتحدثت معلومات عن طرح كارول عياط وزيرة للطاقة، وهي موظفة رفيعة في احد المصارف، يدعمها رجل الاعمال علاء خواجه، الذي يتواصل بين كل من الرئيس الحريري والنائب باسيل.
واعرب السيد نصر الله عن امله في ان يتمكن الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية من تشكيل حكومة بأسرع وقت، كاشفاً ان «معطياتنا ان الاجواء معقولة» مشيرا الي انه لا يمكن الاستمرار بحكومة تصريف الاعمال.
وقال نصر الله، من جهتنا سنتعاون، وسنسهل، وسنساعد على تشكيل الحكومة.
اقتراح قانون بتعديل دستوري
وعقد أعضاء تكتل لبنان القوي النواب جورج عطا الله، ادي معلوف وسليم عون، مؤتمرا صحافيا مشتركا في مجلس النواب، أعلنوا فيه التقدم باقتراح قانون باسم تكتل «لبنان القوي»، يرمي الى تعديل المادتين 53 (الفقرة 3 ) و 64 (الفقرة 2 ) من الدستور.
وأعلن عطا الله «أننا «تقدمنا بإسم تكتل لبنان القوي باقتراح قانون لتعديل دستوري، يقضي بتحديد الفترة الزمنية لدعوة رئيس الجمهورية إلى الاستشارات النيابية بشهر واحد، وتحديد مهلة شهر واحد للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، ما يعفينا من الجدل السياسي العقيم الحاصل والكلام عن تعد على الصلاحيات ومخالفة الدستور، كل ذلك من دون وجود أي مهلة تضبط إيقاع هذا الاستحقاق السياسي الدستوري، خصوصا اننا عند الانتهاء من عملية التكليف ندخل في نفق التأليف، والذي يطول غالبا لدرجة ان حكومة تصريف الاعمال تبقى في حال تصريف الاعمال اكثر من الوقت الذي عملت فيه كحكومة اصيلة».
المفاوضات في 11 ت2
وعلى صعيد مفاوضات ترسيم الحدود، تستأنف الجولة الجديدة في 11ت2 المقبل، بعد ان كانت الجولة الثالثة عقدت في الناقورة بين الوفدين اللبناني والاسرائيلي.
ودخل الوفدان غرفة الاجتماعات كل على حدة، وحمل الوفد اللبناني خرائط ووثائق دامغة تظهر نقاط الخلاف وتعدي إسرائيلي على الحق اللبناني بضم جزء من البلوك 9. وهذا مخالف لقانون البحار، وضم الوفد اللبناني المفاوض نائب رئيس الأركان للعمليات العميد الركن بسام ياسين رئيساً، العقيد البحري مازن بصبوص، والخبير في نزاعات الحدود بين الدول الدكتور نجيب مسيحي، وعضو هيئة إدارة قطاع البترول وسام شباط، فيما يترأس المفاوضات أحد مساعدي المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش في حضور الوسيط الأميركي السفير جان ديروشر.
واكدت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها «التزام رئيس وأعضاء الفريق المفاوض التام والكلّي بتعليماتها لجهة عدم التصريح أو تسريب أية معلومات حول جلسات التفاوض، وتدعو وسائل الإعلام إلى وعي دقة الأمر وعدم نشر أية معلومات ونسبها إلى رئيس وأعضاء الفريق، والمعلومات الرسمية المتعلقة بجلسات التفاوض تصدر حصراً عنها وتُعمم عبر موقعها الإلكتروني وصفحاتها الرسمية كما يتمّ توزيعها على وسائل الإعلام».
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنه تم الاتفاق على استئناف مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل الشهر المقبل. وذكرت الخارجية الأميركية أن الوفدين اللبناني والإسرائيلي أجريا محادثات بناءة بوساطة أميركية حول ترسيم الحدود.
كذلك صدر بيان مشترك بين الإدارة الأميركية والأمم المتحدة جاء فيه «بناءً على التقدم المحرز في اجتماع 14 تشرين الأول،عقد ممثلو حكومتي إسرائيل ولبنان في 28 و29 تشرين الأوّل، محادثات مثمرة بوساطة الولايات المتحدة، واستضافها مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لشؤون لبنان (UNSCOL)».
تحرك احتجاجي
وتنظر اوساط مراقبة الى تحرك مجموعات باتجاه السفارة الفرنسية، يضع اكثر من علامة استفهام حول التأشيرات والانعكاسات على المبادرة الفرنسية.
ودعا الى هذه التحركات امس وكان عصبها «حزب التحرير- ولاية لبنان»، في محيط قصر الصنوبر، احتجاجا على الرسوم المسيئة للنبي في فرنسا. وأتى المئات من طرابلس وبيروت وصيدا وتجمعوا في محيط السفارة الفرنسية بعد صلاة الجمعة، حيث نددوا بالدولة الفرنسية والسلطات الفرنسية المتساهلة مع المس بالرسول، معلنين ان من يتضامن مع باريس لا يمثّلهم. كل ذلك وسط اجراءات امنية مشددة، تسببت بزحمة سير خانقة في العاصمة ومداخلها قبل ظهر امس.
81117
صحياً، اعلنت وزارة الصحة عن اصابة 1715 شخصاً بكورونا، مع تسجيل 15 حالة وفاة، ليرتفع العدد التراكمي الى 81117 اصابة مثبتة منذ 21 شباط 2020.
واصدرت لجنة متابعة تدابير كورونا التي اجتماعت بالسراي الكبير، سلسلة توصيات ابرزها حظر التجول من التاسعة ليلا الى الخامسة صباحا، وتفعيل خطة الاقفال Heat Map في المناطق لتضم بيروت وضواحيها وفقا لمعايير اقفال الشوارع والاحياء والمجمعات.
ووسط اشتداد هجمة كورونا، يستمر الكباش على حدته بين المستشفيات الخاصة ووزارة الصحة، في ظل ازمة ادوية بين تهريب وتزوير.
**************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
طبخة تشكيل الحكومة على نار هادئة
يقفل قصر بعبدا اليوم الباب على سنوات اربع من عمر عهد رئاسي يكاد يكون الاكثر قساوة في تاريخ لبنان والاشدّ ايلاما لسيده الرئيس ميشال عون كما لسائر اللبنانيين. عهد بُنيت عليه احلام كثيرة فتحولت كوابيس وعُلقت عليه آمال لنقلِ لبنان الى مرحلة ازدهار وتألق، واذ به لا يحمل الا الانهيارات والكوارث، حتى ان الدهر تآمر عليه فانفجرت في وجهه كل انواع المصائب اجتماعيا وصحيا واقتصاديا وامنيا. عوض البحبوحة التي منّ بها المواطنون النفس مع الرئيس الاقوى في بيئته، يقبع هؤلاء في حال من الفقر اضطرت بعضهم الى ركوب عبّارات الموت هربا من جحيم الجوع والعوز والذل، وبدل اصلاح الاعوجاجات في الدولة وتغيير نهج الفساد والمحاصصات على حساب الشعب، ابرمت صفقات اوصلت البلاد الى الحضيض واستفحلت عمليات التهريب للمواد الاساسية فحُرم منها اللبنانيون لمصلحة انظمة حليفة لقوى سياسية معينة.
رئيس الجمهورية لن يوجه كلمة للمناسبة ولا خطابا ولن يطل على اللبنانيين، فقد قال الكثير في الاونة الاخيرة وأطل اكثر من مرة. بعض غلاة التفاؤل رجحوا ان يقدم عوض الاطلالة هدية، هي حكومة انقاذ برئاسة الرئيس سعد الحريري. لكن الضمانات ليست قوية والمعطيات غير اكيدة.
عقد كثيرة
فعلى ضفة تشكيل الحكومة العتيدة، شحّ قوي في المعلومات. لكن الاكيد ان الاتصالات مستمرة بقوة خلف الكواليس لمحاولة انضاج الطبخة الوزارية في خلال ايام قليلة، والاكيد ايضا ان عقدا كثيرة تتعلق بحجم الحكومة وبتوزيع حصصها وحقائبها لم يحلّ بعد، علما ان الرئيس المكلف سعد الحريري يفترض ان يزور قصر بعبدا مجددا في الساعات القليلة المقبلة.
مواقف الكتل
في الموازاة، تساعد مواقف النواب في تكوين صورة عن مسار التأليف. وفي السياق، أمل عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب بلال عبد الله أن تكون هناك معايير واحدة للوزراء الذين يجب أن يكونوا اصلاحيين، مشددا على أن هذا الأمر يجب أن يكون فوق المحاصصة. وقال عبد الله :»لسنا على اطلاع على تفاصيل التأليف لكن ان كان هناك في محيط الرئيس ميشال عون من يحاول ابتزاز جنبلاط والاشتراكي فنحن بغنى عن هذه المسألة». وأمل ان يُسحب ما يقال عن شرخ درزي- درزي من التداول والتسريبات الاعلامية التي صدرت نعرف مصدرها ومن وراءها.
هاشم
بدوره، أكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم أن الاجواء مازالت ايجابية بالملف الحكومي. وتابع: «المشاورات والاتصالات قد تستدعي أياما اضافية لكن ذلك لا يعني ربط الموضوع بالانتخابات الرئاسية الاميركية». وأوضح «هناك بحث للوصول الى المداورة وموضوع وزارة المال بات مسلما به من قبل كل الفرقاء ولم يُحسم موضوع اي حقيبة من الحقائب الاساسية الخدماتية بانتظار الاتفاق على توزيعها».
عطاالله
الى ذلك، أكّد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب جورج عطاالله على الجو الايجابي في الملف الحكومي قائلاً: «حصة التيار لم يتم حسمها حتى الآن، وكل التسريبات لا يُعوّل عليها، الأمور الأكيدة هي في إطار التفاهم بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف».
اقتراح التكليف والتأليف
ليس بعيدا، وطبقا لما اعلن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في خطابه في ذكرى 13 تشرين، قدم تكتل لبنان القوي اقتراح قانون لتعديل الدستور، بشكل يلزم رئيس الجمهورية بالدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة في مهلة أقصاها شهر من تاريخ استقالة الحكومة أو اعتبارها مستقيلة، والرئيس المكلف تأليف الحكومة في مهلة أقصاها شهر من تاريخ تسميته لتأدية هذه المهمة.
الترسيم
في الغضون، بقيت جلستا التفاوض الثانية والثالثة لترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل واللتان عقدتا الاربعاء والخميس في الناقورة، محط اهتمام رسمي محلي وخارجي. وفي السياق، تابع رئيس الجمهورية مسار المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والتي تتواصل في مقر قيادة « اليونيفل» في الناقورة ويشارك فيها ممثل عن الولايات المتحدة الاميركية بصفة وسيط مسهل للتفاوض، وذلك خلال لقائه في قصر بعبدا سفيرة الولايات المحتدة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، حيث عرض معها العلاقات اللبنانية – الاميركية وسبل تطويرها‘ إضافة الى الاوضاع العامة والتطورات الاخيرة. وللغاية نفسها، استقبل الرئيس عون المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش واطلع منه على تفاصيل جولتي مفاوضات الترسيم اللتين عقدتا يومي الاربعاء والخميس الفائتين في الناقورة، والاجواء الايجابية التي تسود المفاوضات على الرغم من وجود وجهات نظر مختلفة هي موضع التفاوض الذي سيستأنف الشهر المقبل.
السفارة الاميركية
وكانت السفارة الأميركية أكدت في بيان أن «بناء على التقدم المحرز خلال اجتماع 14 تشرين الأول الحالي، اجتمع ممثلون عن الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية يومي 28 و29 منه بوساطة من الولايات المتحدة وباستضافة مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش. تأمل الولايات المتحدة ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان أن تفضي هذه المفاوضات إلى الحل الذي طال انتظاره. وقد أعرب الطرفان عن التزامهما متابعة المفاوضات الشهر المقبل».
كورونا
صحيا، وفي وقت يسجل كورونا ارقاما قياسية مخيفة، وفي حين رفع نقيب المستشفيات سليمان هارون الصوت مطالبا وزير الصحة بالتدخل لان «المستشفيات الخاصة تتعرض لضغوطات مالية ومعنوية وعلى مصرف لبنان والمصارف والمستوردين حل المشكلة بينهم»، دق وزير الصحة حمد حسن ناقوس الخطر قائلا: «إننا في بداية الطريق ومقبلون على موجة ثانية من تفشي الوباء وليس من أسرة عناية متاحة، وعلى نظامنا الصحي بقطاعيه العام والخاص من دون استثناء الإستعداد بجدية لمضاعفة عدد الأسرة وتأمين الخدمة اللازمة لمجتمعنا ومواطنينا».
**************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
التنافس على اشده على الوزارات الخدماتية: هل الاولوية لانقاذ لبنان من ازمته ام للانتخابات النيابية؟
هل تدخلت تركيا في تحريك الشارع السني ضد فرنسا ام انها مظاهرات عفوية طبيعية؟
نور نعمة
المبادرة الفرنسية قائمة وهي موجودة ولكن دينامية هذه المبادرة علقت مع اعتذار السفير مصطفى اديب لانه من الواضح ان الادارة الفرنسية لم تعد تتدخل بالحيوية المطلوبة اليوم مع الرئيس المكلف سعد الحريري. ذلك ان فرنسا حاليا تستند على الكتل السياسية من اجل تأليف حكومة وفي حال كانت الحكومة المرتقبة ضمن المواصفات المطلوبة ونجحت في وضع خارطة طريق اصلاحية عندها تكون المبادرة الفرنسية هي الغطاء والجسر للحصول على المساعدات. ولكن بانتظار ذلك، لا تبدو الامور ميسرة حتى اللحظة في مسار تأليف الحكومة حيث بات كل طرف سياسي في لبنان يفسر المبادرة الفرنسية على قياسه. وعليه، كيف يمكن لهذه الحكومة المرتقبة ان تنهض بلبنان وتطبق الاصلاحات وهي تتألف وفقا للمعايير ذاتها التي تشكلت بها كل الحكومات السابقة؟
بداية ، لا يزال توزيع الحقائب الوزارية يشكل عقدة اساسية في مسار التأليف رغم اتفاق الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري على مبدأ المداورة انما التنافس السياسي السلبي بين الافرقاء السياسيين خاصة على الوزارات الخدماتية يرخي بظلاله على عملية تشكيل الحكومة. والانكى من ذلك ان كل الاطراف السياسية تقول انها تعمل بحسن نية من اجل انقاذ لبنان من ازمته في حين يظهر العكس على ارض الواقع حيث ان النيات الحسنة غير كافية لتشكيل حكومة فكما يقول المثل: طريق جهنم معبدة بالنوايا الحسنة. فهل سيكون للبنان حكومة قريبا ام سيستمر الصراع على النفوذ في وقت لبنان يغرق والشعب يجوع والهجرة في اعلى نسبتها؟
في هذا المجال، قالت اوساط مطلعة للديار ان وزارتي الداخلية والدفاع حسمتا لرئيس الجمهورية علما ان وزارة العدل يطالب بها رئيس الجمهورية ليكون مشرفا على الاوضاع الامنية في البلاد اما وزارة الخارجية فستكون من ضمن حصة الحريري الذي اقترح على السفير مصطفى اديب توليها الا ان الاخير اعتذر عن ذلك. وتحت شعار مبدأ المداورة، تقول اوساط بارزة في 8 اذار ان حزب الله اقترح الحصول على وزارة الاتصالات او التربية او الاشغال بما ان وزارة الصحة قد تعطى لفريق اخر.
بدوره، يطالب تيار المردة بوزراة الطاقة او الداخلية بما ان وزارة الاشغال لن تكون له هذه المرة في وقت لا يزال التيار الوطني الحر يريد وزارة الطاقة انما على الارجح ستكون وزارة الطاقة من حصة الحريري. وتؤكد اوساط بارزة في 8 اذار ان النقاش الجاري بين علاء الخواجة وجبران باسيل وسعد الحريري هو لاختيار اسم يمثل الحريري ولا يضع باسيل فيتو عليه ويتردد ان سيدة لها حظوظ كبيرة لتولي وزارة الطاقة.
وفي سياق متصل، كشفت المصادر البارزة في 8 اذار ان وزارة الاتصالات تشكل عقبة امام الاسراع في ولادة الحكومة حيث ان المردة والوطني الحر والمستقبل يسعون للحصول عليها وحتى هذا التاريخ لم يتم الاتفاق بعد بينهما.
وحول وزارة الصحة واعلان الحزب التقدمي الاشتراكي رغبته بتوليها عبر اخصائي وهو وليد عمار المدير العام السابق لـ«الصحة» ، قالت مصادر مقربة من التقدمي الاشتراكي انه لم يتم طرح اعطاؤنا هذه الحقيبة حتى الان حيث ان الرئيس المكلف سعد الحريري يميل الى ضم هذه الحقيبة الوزارية الى حصته نظرا لاهميتها الكبرى في المرحلة الحالية والمستقبلية. وفي هذا الاطار، لفتت مصادر مطلعة للديار بأن الحريري سيعرض وزارة التربية على الوزير وليد جنبلاط مقابل ان تكون الصحة للمستقبل.
وايضا، كشفت مصادر وزارية ان الحريري وعد النائب اسعد حردان باعطائه حقيبة وزارية بعد ان سماه في الاستشارات النيابية الملزمة واقترح حردان ان تمثل نقيبة المحامين السابقة امل حداد في الوزارة التي قد تعطى له. ويشار الى ان المحامية امل حداد هي وكيلة الوزير اسعد حردان في الدعوى التي اقامها ضد الحزب السوري القومي الاجتماعي.
وهنا تساءلت هذه المصادر انه في حال اعطي حردان حقيبة مسيحية فهل سيطالب الوطني الحر بتثميل وزير من الطائفة السنية والشيعية لحقيبة وزارية في المقابل؟
انطلاقا من المعطيات المذكورة، تظهر ان هذه النقاشات التي تحصل بين الاطراف السياسية تعيق تأليف الحكومة غير انها ليست مستعصية. اضف الى ذلك، السجال الحاصل مؤخرا حول تشكيل حكومة بعشرين وزيرا وبين حكومة بثمانية عشر ينم عن خلاف درزي توسع ليصبح مسألة تباين كبير بين الرئيس عون والرئيس الحريري. بمعنى اخر، يتمسك الرئيس عون بحكومة العشرين وزيرا لتمثيل طلال ارسلان بينما يريد الحريري حكومة ب18 وزيرا لحصر التمثيل الدرزي باختصاصي مقرب من الحزب التقدمي الاشتراكي واعطائه حقيبتين. وفي هذا السياق، تقول اوساط مطلعة بارزة ان الوزير وليد جنبلاط اعرب عن انزعاجه لهذه المقاربة ذلك انه يعتبر ان رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يقفان بوجهه عبر تحريض ارسلان ووئام وهاب الذي اعلن الاخير انه لن يقبل بوزير واحد فقط للطائفة الدرزية. ويشار الى انه اول من امس زار رئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب قصر بعبدا للمطالبة بوزير قريب منهم وقد تبنى الرئيس عون وجهة نظرهم انما الحريري رفض ذلك.
وعلى هذا الاساس ، من الطبيعي ان يرجئ الرئيس الحريري زيارته لقصر بعبدا امس بما ان عقبات اساسية لم يتم تذليلها بعد وبالتالي لن يأتي الحريري الى بعبدا وليس في يده صيغة حكومية متفق عليها.
مظاهرات «حزب التحرير» تندد بتصريحات ماكرون
وبموازاة ذلك، تحرّكت مجموعات من الاسلاميين على الارض امس، عصبُها «حزب التحرير- ولاية لبنان»، في محيط قصر الصنوبر، احتجاجا على الرسوم المسيئة للنبي في فرنسا. وأتى المئات من طرابلس وبيروت وصيدا وتجمعوا في محيط السفارة الفرنسية بعد صلاة الجمعة، حيث نددوا بالدولة الفرنسية والسلطات الفرنسية المتساهلة مع المس بالرسول تحت سقف حرية التعبير ، معلنين ان من يتضامن مع باريس لا يمثّلهم. وقد اعربت هذه المجموعة عن غضبها بعدم تراجع الرئيس الفرنسي عن كلامه تجاه الاسلام وعن عدم اعتذاره من المسلمين لدعم رسوم تسيء لديانتهم.
وقد تطورت الاحتجاجات الى صدامات بين بعض المتظاهرين والقوى الأمنية أمام مقر السفير الفرنسي في بيروت حيث اطلقت قوات الامن قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين من امام السفارة الفرنسية لضبط الامن وعدم ترك الامور تتفاقم وتنحدر الى ما لا يحمد عقباه.
وتعليقاً على هذه التظاهرة، قالت اوساط متابعة لـ«الديار» ان الامر لا يعدو كونه ردة فعل على الاساءة للنبي محمد بما يمثل من رمزية وقدسية عند المسلمين وبالتالي لا ابعاد سياسية او امنية من وراء هذا التحرك باستثناء بعض المشاغبين الذين رشقوا القوى الامنية بالحجارة وتم توقيف بعضهم والتحقيقات جارية لمعرفة من دفع بهم الى التظاهرة.
في المقابل، قالت اوساط سياسية للديار ان التحركات التي حصلت امس في الشارع الاسلامي المنددة بالرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد في فرنسا والتي وجهت تظاهراتها باتجاه السفارة الفرنسية تنم عن مؤشر خطير ليس لجهة التعبير عن حرية رأي والتظاهر طالما لا تخرج الاخيرة عن اطارها ولكن المعلوم وفق اكثر من تقاطع معلومات ان هذه التحركات حصلت بايعاز تركي واضح المعالم في ظل صراع نفوذ على الارض اللبنانية. وتابعت هذه الاوساط ان انقرة ارادت في هذه اللحظة بالذات ان تقول لباريس انها اذا كانت تعتقد ان لها دورا بارزا في لبنان من خلال مبادرتها فان تركيا قادرة على اخراج فرنسا من لبنان من خلال المظاهرات المعادية وتقليب الراي العام السني ضدها. ولكن في الحقيقة، هذه التظاهرات لا تعكس المزاج السني تجاه فرنسا حيث ابرز القيادات السنية اللبنانية على توافق تام مع فرنسا ومؤيدة للمبادرة الفرنسية وخاصة علاقة آل الحريري مع فرنسا تاريخية سواء الاب ام الابن.
وكشفت هذه الاوساط السياسية للديار بان هذه التظاهرات هي عرض قوة تركي في البيئة السنية لتقول ايضا للشخصيات السنية في لبنان في الفلك الخليجي وللدول الخليجية بان تركيا باتت اقوى من هذه الدول وكان الاستعراض في الشارع لتظهر انقرة نفوذها في لبنان.
القوات اللبنانية: نحن على تنسيق دائم مع بكركي خاصة في الامور الوطنية
من جهتها، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار انها ستعلن موقفها الاخير من الحكومة بعد تشكيلها انطلاقا من كونها تتعاطى بجدية مع المعطيات الجدية وخاصة ان التشكيل يحصل بتكتم. وبالتالي تابعت المصادر القواتية بان حزب القوات لن يحكم مسبقا على تشكيل الحكومة علما ان التسريبات غير مطمئنة وتدل على ان المحاصصة هي القاعدة التي يستند عليها في تأليف الحكومة المقبلة.
وحول القوانين التي قدمها تكتل لبنان القوي حول تعديل مهلة رئيس الجمهورية للاستشارات الالزامية وكذلك مهلة الرئيس المكلف في تأليف حكومة، اوضحت المصادر القواتية انه يجب درسها اولا ومن ثم ابداء الرأي فيها واتخاذ الموقف المناسب نظرا لدقة هذه المسألة والتساءل لماذا لم تقر هذه التعديلات في اتفاق الطائف وكيف ستقاربها كل الاطراف السياسية.
اما عن نداء بكركي لجمع القوى المسيحية والتباحث في ما بينها حيث وقتها اعلنت القوات اللبنانية ان هذه الدعوة «قيد الدرس» ، اكدت المصادر ان القوات على تواصل دائم مع غبطة البطريرك الراعي وعلى تنسيق معه في كل الشؤون الوطنية ولكن عندما فاتحنا البطريرك الراعي بالأمر قالت القوات بكل صراحة تامة لغبطته ان المرحلة الحالية لا تستدعي لقاءات طائفية سواء كانت من لقاءات مسيحية ام اسلامية. واضافت المصادر ان القوات صارحت غبطته ان المرحلة تطلب معالجة وطنية للازمة المالية عبر تشكيل حكومة بمهمة محددة وبشكل محدد لانقاذ لبنان من ازمته بما ان البلد يشهد ازمة مالية خطيرة وليس مشكلة مسيحية-اسلامية او مسيحية-درزية او سنية-شيعية او اي خلاف طائفي.
جعجع: انا الاقوى مسيحيا… وجنبلاط يحبذ رئيس على غرار فؤاد شهاب
على صعيد اخر ، قالت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى ان رئيس حزب القوات اللبنانية في عشاء عند النائب نعمة طعمة تكلم بكل صراحة انه الاقوى اليوم بين الاحزاب المسيحية وبالتالي المعادلة تقضي بأن يكون رئيس الجمهورية المقبل. هذا الكلام لجعجع نزل كالصاعقة على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي في قرارة نفسه لا يقبل بمجيء مسيحي قوي من جبل لبنان على غرار جعجع نظرا ان التجربة التاريخية اكدت ل آل جنبلاط ان سياسة الرؤساء على غرار كميل شمعون وسليمان فرنجية واميل لحود اججت الحساسية في الجبل بين الدروز والمسيحيين. في الوقت ذاته، علم التاريخ آل جنبلاط ان الرؤساء المسيحيين على غرار الرئيس فؤاد شهاب والياس سركيس وميشال سليمان الذين يحرصون على التوازنات الدقيقة في لبنان وادارة التنوع الطائفي دون استثناء هم افضل الرؤساء للبنان وتحديدا للجبل.
صحيح انه من المبكر التكلم عن معركة رئاسة الجمهورية بما ان الرئيس عون لديه سنتان بعد من عهده انما كثيرون بدأوا يتساءلون ما هي المواصفات التي سيتسم بها رئيس الجمهورية المقبل والتي لا تخيف الاخرين؟
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :