افتتاحيات الصحف ليوم الأربعاء 15 حزيران 2022

افتتاحيات الصحف ليوم الأربعاء 15 حزيران 2022

 

Telegram

 

افتتاحية جريدة البناء


موقف أميركيّ مفاجئ حول العودة للاتفاق النوويّ مع إيران… والرياض لحوار مباشر مع الأنصار / هوكشتاين تسلّم وديعة لبنانيّة شفهيّة حول الترسيم… والأولويّة لوقف الاستخراج / ارتباك «إسرائيليّ» بين مخاطر التراجع والتصعيد… وضع حكوميّ هشّ وتداعيات إقليمية /


الأكيد أن موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وفق معادلة، على السفينة الرحيل فوراً وعلى «إسرائيل» أن توقف الاستخراج من بحر عكا، هو المستجدّ الوحيد الذي أطلق ديناميكيات جديدة في معادلات النفط والغاز والتفاوض حول الترسيم الحدودي للبنان والوساطة الأميركيّة، ومن خلالها حول قوة كيان الاحتلال ومزاعم قدرته على شن حرب والانتصار فيها، وما سيترتب على الاختبار النفطي لهذه المزاعم من تداعيات في الإقليم، خصوصاً على التصعيد الإسرائيلي بوجه إيران الذي يوحي بالقدرة على شنّ حرب، لدعوة الأميركيّ لتجميد مساره النووي نحو توقيع العودة للاتفاق. هذا هو الاستنتاج الذي صاغه مصدر دبلوماسيّ متابع للموقف المفاجئ الذي صدر عن الخارجية الأميركية حول الاستعداد للعودة المتبادلة مع إيران للالتزام بالاتفاق النووي، والإشارة الى ان إيران ستمتلك مقدرات إنتاج قنبلة نووية في غضون اسابيع، حيث يربط المصدر بين ما سمعه في بيروت، الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين الذي يشغل منصب كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الطاقة، من مؤشرات قوة تستند الى معادلة السيد نصرالله، وما يصل تباعاً الى واشنطن من معلومات ومعطيات حول الارتباك الإسرائيلي الناجم عن هشاشة الوضع الحكومي بعد فقدان الأغلبية في الكنيست واستعداد بنيامين نتنياهو للدفع باتجاه انتخابات مبكرة، في ظل مخاوف إسرائيلية من أن يكون التراجع في ملف استخراج النفط والغاز القشة التي تقصم ظهر البعير

ويستغلّها نتنياهو للهجوم الحاسم على حكومة نفتالي بينيت، بينما يمكن للتعنت أن يفرض على جيش الاحتلال منازلة ترسم معادلات جديدة في المنطقة ليست في صالح الكيان، في ضوء المعادلات الحقيقية للقوة، بعيداً عن الخطابات الإعلامية الهادفة لشد العصب ورفع المعنويات.

بالتوازي ستتم مراقبة ما سيترتب على الكلام الأميركي المفاجئ من جهة، وبدء المحادثات السعودية المباشرة مع أنصار الله، كمؤشرات لتغليب لغة الانخراط مع محور المقاومة على حساب لغة التصعيد التي يدعو إليها قادة الكيان، بتعميم مزاعم التفوق والقدرة على خوض حرب وتحقيق نصر حاسم فيها، كما ستتم متابعة ما سيقوم به الوسيط الأميركيّ في حواراته مع قادة الكيان في ضوء ما سمعه في بيروت، سواء لجهة الوديعة الشفهيّة حول الخط 23 مضافاً إليه حقل قانا أو لجهة أولوية وقف الاستخراج من بحر عكا حتى نهاية المفاوضات، وهوكشتاين لم يخف أنه بلور بعض الأفكار لكنه قرر تشاركها مع قادة الكيان قبل أن يعرضها على لبنان. ويبقى السؤال هل يلتزم قادة الكيان بوقف الاستخراج حتى نهاية التفاوض، ما يعني ان يقبلوا المفاوضات وهم تحت ضغط عامل الوقت، فيما الأوروبيون مستعجلون لبدء ضخ الغاز الى شواطئهم قبل نهاية العام، بينما لبنان سيكون في وضعيّة التفوق بالعمل مع الوقت، الذي قال هوكشتاين إن الوقت لصالحه من حيث لا يدري عندما قال إن على لبنان أن يقارن ما سيحصل عليه بما لديه الآن وهو صفر، لكنه لم ينتبه أن من لديه صفر يلعب الوقت معه.

خلال الأيام المقبلة سيكون المؤشر بعودة هوكشتاين، الذي لم تنفع جوائز الترضية التي حملها للبنان في ملف الكهرباء ذات صدقيّة، لكونها تتكرر للمرة الثالثة دون نتائج عملية، كما أنها غير قابلة للمقايضة بملف الغاز والنفط، ولو أنها قد تشكل اشارات إيجابية اذا صدقت الوعود. إذا عاد هوكشتاين فهذا يعني ان قادة الكيان يخشون المواجهة من جهة، ولا يريدون قطع التفاوض من جهة مقابلة سعياً لحل، وفي حال كان الموقف الإسرائيلي متشبثاً بالاستخراج من جهة وبالخطوط المجحفة بحق لبنان من جهة موازية، والأرجح ان هوكشتاين يفضل السفر إلى واشنطن وعدم العودة، وإرسال الرسائل التي تقول إنه يدرس الوضع ويحضر أفكاراً خلاقة لتدوير الزوايا في قضية شديدة التعقيد، محاولاً دفع لبنان للاسترخاء لمنح الوقت لحكومة الكيان.

وملأت جولة المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة آموس هوكشتاين على المقار الرئاسية والمسؤولين اللبنانيين، الفراغ السياسيّ الذي سيطر على المشهد الداخلي بعد انتهاء مرحلة الانتخابات النيابية وتكوين الطاقم التشريعي للمجلس النيابي، في ظل تريث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالدعوة للاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس لتشكيل الحكومة الجديدة. إلا أن المعلومات الأولية لجولة هوكشتاين، تؤكد أنه لم يقدم أي مقترحات جديدة للحل واكتفى بالاستماع الى المعنيين بالملف وإبداء التجاوب والاستعداد للسعي لحل النزاع، فضلاً عن تمسّك لبنان بموقف واحد أبلغه رئيس الجمهورية للمبعوث الأميركي يؤكد حقوق لبنان بالخط 23 وحقل قانا كاملاً، مع التلويح بوقف المفاوضات إن لم توقف «اسرائيل» الأعمال التحضيرية لاستخراج الغاز من «كاريش»، ولم يتم التطرق الى الخط 29 بشكل مباشر.

واستهلّ هوكشتاين نشاطه من اليرزة حيث التقى قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي جدّد له موقف المؤسسة العسكرية الداعم لأي قرار تتّخذه السلطة السياسية في هذا الشأن، ومع أي خط تعتمده لما في ذلك من مصلحة للبنان، قبل أن ينتقل الى قصر بعبدا حيث استقبله رئيس الجمهورية.

وخلال اللقاء الذي حضرته السفيرة الاميركية دوروثي شيا، وعن الجانب اللبناني نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، شدد عون على «حقوق لبنان السيادية في المياه والثروات الطبيعية»، وقدّم لهوكشتاين رداً على المقترح الأميركي الذي سبق للوسيط الأميركي أن قدّمه قبل أشهر، على أن ينقل هوكشتاين الموقف اللبناني الى الجانب الاسرائيلي خلال الأيام القليلة المقبلة.

وتمنّى عون على هوكشتاين «العودة سريعاً الى لبنان ومعه الجواب من الجانب الاسرائيلي». وشكر هوكشتاين عون على الجواب اللبناني واعداً بـ»عرضه على الجانب الإسرائيلي في إطار الوساطة التي يقوم بها في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية».

ثم انتقل هوكشتاين إلى السراي الحكومي، حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وخلال الاجتماع تبلّغ الموفد الأميركي الموقف اللبناني الموحّد من مسألة ترسيم الحدود والحرص على استمرار الوساطة الأميركية. كما تمّ تأكيد أن مصلحة لبنان العليا تقتضي بدء عملية التنقيب عن النفط من دون التخلّي عن حق لبنان بثرواته كافة.

كما زار الوسيط الأميركي عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال بعد اللقاء: «إن اتفاق الإطار يبقى الأساس والآليّة الأصلح في التفاوض غير المباشر». واضاف: «ما تبلغه الوسيط الأميركي من رئيس الجمهورية في موضوع الحدود البحرية وحقوق لبنان باستثمار ثرواته النفطيّة هو متفق عليه من كافة اللبنانيين».

كما استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب الوسيط الاميركي، الذي غادر من دون الإدلاء بتصريح.

ونُقِل عن الوسيط الأميركي قوله إن لبنان يعاني من ظروف اقتصادية صعبة وما يعرض عليه يجب أن يقبله لإنقاذ اقتصاده.

ولفتت مصادر مطلعة على ملف الترسيم لـ«البناء» الى أن «زيارة هوكشتاين تختلف عن سابقاتها بتطور داهم وخطير تمثل باستقدام باخرة انرجين باور الى حقل كاريش للاستعداد لاستخراج الغاز، ما دفع بالمعنيين بترسيم الحدود للتواصل المكثف للتوصل الى الحد الأدنى من الاتفاق واستدعوا هوكشتاين للبحث في الملف والتحذير من خطورة هذه الخطوة التي قد تهدد الاستقرار».

وأشارت أوساط بعبدا لـ«البناء» الى أن «التفاوض حق دستوري لرئيس الجمهورية ويقوم بما يراه مناسباً للمصلحة الوطنية بعيداً عن المصالح الخاصة والمزايدات السياسية، وقام عون بجولة استشارات لا سيما مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والمختصين بالملف، وجرى اتصال مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والمفاوضات مستمرة مع الوسيط الأميركي لاستئناف المفاوضات».

ولفتت الأوساط الى أن «الوسيط الأميركي يدرك أن الطرح الأخير الذي قدمه للحل لم يرضِ الجانب اللبناني لكونه يؤدي الى خسارة 1430 كلم مربعاً»، موضحة أن «الخط 29 تم الحديث عنه عندما تثبت الخط 23 منذ عشر سنوات وأكثر، وبالتالي يجب أن يُسأل من كان يتولى المفاوضات آنذاك، ويمكننا القول إن الخط 29 يفرض نفسه على الطاولة».

وكشف مصدر مطلع على الاجتماعات التي عقدها هوكشتاين لـ«البناء» الى أن «الوسيط الأميركي لم يطرح أية مقترحات جديدة بل استمع للآراء وشروحات المسؤولين اللبنانيين». ولفت الى أن «رئيس الجمهورية أكد للوسيط الأميركي تمسك لبنان بحقل قانا بالكامل أي بلوك رقم 9 وجزء من الحقل رقم 8»، مشيراً الى أن «لبنان تمسك بالخط 23 واستمرار المفاوضات للتوصل الى حقه بعد الخط 23»، داعياً الى النظر للملف من الناحية التقنية والاقتصادية ما يؤمن مداخيل مالية للبنان في ظل الأزمة المالية وتزيد الحاجة للغاز مع أزمة الطاقة في اوروبا والعالم بعد الازمة الروسية – الاوكرانية».

وشدد على أن أهم ما «ناله لبنان بعد جولة الوسيط الاميركي هو تكريس معادلة لا غاز من كاريش مقابل لا غاز من قانا، والتمسك بالخط 23 وحقل قانا، والتهديد بوقف المفاوضات إن لم توقف «اسرائيل» أعمالها في الخط 29 ما يعني تأكيداً لبنانياً على أن المنطقة الواقعة ضمن هذا الخط متنازع عليها». ورأى المصدر أن «اسرائيل لا تستطيع بدء عملية الاستخراج في منطقة النزاع خشية الموقف اللبناني والتهديدات العسكرية لحزب الله، ما يجمّد كل أعمال الاستخراج لأسباب متعلقة بالمنطقة»، محذّراً من أن «الصراع في العالم يتمحور حول مادتين حيويتين للاقتصاد العالمي: الغاز والنفط وأنابيبها والمياه، وهذا أحد أهم أسباب الحرب على سورية والضغط والعقوبات على لبنان».

وقال هوكشتاين في حوار على قناة «الحرة» حول ما لمسه من المسؤولين اللبنانيين: «الخبر السار هو أنّني وجدت إجماعًا أكبر، وإعدادًا جدّيًا للزيارة، وقد قدّموا بعض الأفكار التي تشكل أسس مواصلة المفاوضات والتقدم بها».

ولفت الى أن «الخيار الحقيقي لمستقبل لبنان، وهو الهم الأساس للرؤساء والقادة الآخرين الذين التقيت بهم، هو إيجاد حل للأزمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان والتي ترتبط بشكل وثيق بملف النفط، وحل النزاع البحري يشكل خطوة أساسية وهامة من أجل إيجاد حل للأزمة الاقتصادية، وللانطلاق بمسار الانتعاش والنمو، وما جرى كان محاولة جدية تقضي بالنظر إلى الخيارات المتاحة للمضي قدمًا، من غير أن تغفل عن بالنا فكرة أن علينا أن نقدم تنازلات والتفكير بشكل بناء».

وعما إذا كان قد قدم اقتراحات أو نقاطاً جديدة، نفى هوكشتاين ذلك، موضحاً أنه جاء إلى لبنان للاستماع إلى ردود الفعل حول الاقتراحات والنقاط التي أثارها من قبل».

وأضاف: «لأننا في مرحلة حساسة نحاول فيها أن نردم الهوة بين الجانبين كي نتمكن من التوصل إلى اتفاق بينهما، أعتقد أن هذا بالغ الأهمية بالنسبة للبنان بقدر ما أعتقد بصراحة أنه بالغ الأهمية لإسرائيل، لذلك، قبل أن أفصح عن هذه الأفكار، سأتشاركها مع الجانب الآخر، ونكمل المسار من هناك».

ورأى هوكشتاين أن الردّ اللبناني «يدفع بالمفاوضات إلى الأمام، وعليه سأتشارك هذه الأفكار مع «اسرائيل» وما أن أحصل على رد واقتراح من الجانب الإسرائيلي، سأبلغه إلى الحكومة في لبنان».

ولدى سؤاله عما إذا ناقش لبنان معه الخط 29، اعتبر هوكشتاين أن «أمتن الملفات الذي يفترض بالجانب اللبناني إعداده هو ما قد ينجح، والحل الناجح يقضي بالإقلاع عن التفكير هل أملك أفضل قضيّة قانونية، هل أنا في أفضل موقع لي»..

وأضاف: «يقضي النظر إلى نوع التسوية التي يمكن التوصل إليها، ويوافق عليها الإسرائيليون من غير أن يشعروا أن في ذلك ما يتعارض مع مصالحهم، وذلك مع الحفاظ على أهم جزء من مصالح لبنان».

وعلى وقع جولة الوسيط الأميركي خرق الطيران الحربي «الاسرائيلي» جدار الصوت فوق مناطق الجنوب، كان لافتاً تصريح رئيس وزراء الاحتلال «الإسرائيلي» نفتالي بينيت الذي يحمل استفزازات للبنان وحضاً لعودته الى المفاوضات من موقع الضعف، بقوله: «أتطلع إلى اليوم الذي سيقرّر فيه لبنان أنه جاهز للاستفادة من الغاز الطبيعي الكامن في مياهه الإقليمية».

ولفت، إلى أنّه «من المؤسف أن القيادة اللبنانية منشغلة في خلافات داخلية وخارجية بدلاً من استخراج الغاز لصالح مواطنيها. أنصح الحكومة اللبنانية بتحسين الاقتصاد وببناء مستقبل أفضل للشعب اللبناني».


===================================================================================


افتتاحية جريدة الأخبار


رئيس مجلس القضاء يقترح طرد القاضية غادة عون لـ«عدم الأهليّة»


تُزعج القاضية غادة عون كثيرين. لا تُشبه «سيّدة بعبدا» أحداً من القضاة في «رومانسيتها» و«أحلامها» بلبنان أكثر عدالة، أقلّه في طريقتها بالتعبير عن ذلك. متطرفة في قناعاتها، ولا تستسيغ أصحاب المال والنفوذ، وتمقت المصرفيين الذين تحمّلهم مسؤولية سرقة أموال اللبنانيين... تكره رياض سلامة الذي غطّى نهب شعب بأكمله بمقدار كُرهها للقضاة المستزلمين لدى السياسيين، وهو ما يستفزّ هؤلاء ويفضح تخاذلهم ويثير نقمتهم... إلى حد التشكيك في أهليتها.


ولأن استدعاء عون إلى التفتيش القضائي وإحالتها إلى مجلس تأديب القضاة لم يأتيا بنتيجة ولم يخفّفا من اندفاعها، خرج رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، خلال اجتماع المجلس قبل أيام، بـ«نغمة» جديدة تشكّك في أهليّة القاضية عون لتولّي منصبها. عبود، «راعي الانقسام الطائفي في العدلية» بعد انفجار المرفأ، والطامح بالوصول إلى سدة الرئاسة، والذي يعيش القضاة في ظلّه أسوأ أيامهم، اقترح طرد القاضية عون من السلك القضائي إلى جانب القاضي شادي قردوحي لانقلابهما على الصورة المكرّسة عن «القاضي الصامت» وفق «موجب التحفّظ»، حتى ولو كان الصمت تخاذلاً. لذلك، لا يمكن مثلاً أن يهضم «ديناصورات» القضاء منشوراً لـ«القاضي الثائر شادي قردوحي» ينتقد فيه «بعض السلطات العليا المعيّنين من السلطة السياسية تبعاً لمعايير مناطقية وحزبية وتبعية مباشرة وغير مباشرة» ممّن مشروعهم «حماية أهل السلطة والمصارف وحاكم مصرف لبنان وقمع كل قاض حر».


===================================================================================


خطّ جديد بين الـ 23 والـ 29 إذا لم يوافق العدوّ على ملاحظات لبنان | هوكشتين سمع جواباً واحداً: قانا كاملاً


عملياً، سمع الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة عاموس هوكشتين، بعد طول انتظار، الجواب اللبناني على اقتراحه الذي قدّمه في شباط الماضي بالخط الحدودي 23 معدّلاً. الجواب «تضمّن ملاحظات عقلانية وتعدّ بمثابة طرح بديل. والآن، نحن من ينتظر الجواب الإسرائيلي لنبني على الشيء مقتضاه» بحسب ما قالت مصادر مطّلعة على لقاءات هوكشتين في بيروت أمس، لافتة إلى أن توافق الرؤساء الثلاثة على الموقف «زاده قوة موقف قائد الجيش العماد جوزف عون بالوقوف وراء قرار السلطة السياسية»، علماً بأن القائد عمّم على كل العسكريين، في الخدمة والمتقاعدين، عدم تناول ملف الترسيم إعلامياً.

 

ولم يكن عابراً، أمس، تزامن زيارة هوكشتين مع تحليق الطيران المُعادي على علوّ منخفض فوق قرى الجنوب وخرقه جدار الصوت. ومهما تكن دوافع العدو من وراء هذا «الاستعراض»، تبقى رغبة «تل أبيب» في تكريس «الهدنة» على الحدود وتحصينها بالتفاوض هي الطاغية، وخصوصاً أن العدو يحتاج إلى التفرّغ لمواكبة المشروع النفطي - الغازي الذي يُهندسه مع الأوروبيين. وفي هذا السياق، كان لافتاً استفسار هوكشتين عن كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الخميس الماضي ومدى جديّة الحزب واستعداده لتنفيذ تهديداته، وفق ما نقلت مصادر بارزة مطّلعة على أجواء الاجتماعات.

 

==========================================================================


افتتاحية صحيفة النهار

 

هل فتح لبنان باب التسوية للترسيم البحري؟

 

على وقع ارتفاع دراماتيكي إضافي في سعر #الدولار دفع به الى سقف الـ 30 الف ليرة، وارتفاعات موازية اشد ايلاما في أسعار المحروقات دفعت بصفيحة البنزين الى سقف الـ700 الف ليرة ، شقت معالم حذرة لما وصف بـ”الانباء السارة” طريقها عبر نتائج الجولة التي قام بها الوسيط الأميركي في مفاوضات الترسيم البحري غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل آموس #هوكشتاين. ولعل الانطباعات المريحة لهوكشتاين نفسه عن خلاصات جولته، بدت لافتة للاضاءة على ما وصفته مصادر واكبت محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين ولا سيما منهم رئيس الجمهورية ميشال عون بانه “تطور نوعي” من شأنه فتح باب الاحتمالات الجدية في اتجاه تحريك المفاوضات حول تسوية للترسيم البحري، إن توصل الاميركيون الى اقناع إسرائيل بالتعامل بمرونة مع الاقتراح “الموحد “الذي قدمه امس الجانب اللبناني. ذلك ان هوكشتاين، وان لم يفصح عن مضمون الرد اللبناني على اقتراحاته السابقة وعن مضمون الاقتراح الذي تبلغه من الرئيس عون، لم يسقط الفرصة ليعلن بوضوح ان “الخبر السار يتمثل باجماع اكبر” حول رد لبناني يدفع المفاوضات الى الامام وان “الحكومة اللبنانية قامت بخطوة قوية جدا الى الأمام اليوم”. ولعل أهمية الانطباعات التي تركتها جولة هوكشتاين والقليل مما اعلنه مساء عبر محطة “الحرة” تكمن في تعامله الإيجابي مع الموقف اللبناني، الامر الذي يؤشر الى امكان ممارسة الولايات المتحدة دورا فعالا في السعي الى تسوية للترسيم تنزع فتيل التوتر، وتحتوي النزاع وتوفر للبنان الحقوق في الاندفاع الى التنقيب عن الغاز والنفط بما يضعه عند ضفة أخرى اقتصاديا وماليا في عز انهياره الخطير. وطبقا لما كانت “النهار” أوردته امس عن عناصر الرد اللبناني الذي يتمسك بالخط 23 ويعتبر حقل قانا كاملا خطا احمر ويطالب بالمفاوضات، افاد مسؤول مواكب للاجتماعات التي عقدها هوكشتاين في بيروت وكالة “فرانس برس”: “اننا طرحنا زيادة المساحة البحرية من 860 كيلومتراً مربعاً إلى حوالي 1200 كيلومتراً مربعاً”. وتشمل هذه المساحة حقل قانا الذي يمرّ به الخط 23، بينما تستثني حقل كاريش. وتابع: “نحن بالأساس نريد حقل قانا كاملاً، وهذا يؤدّي إلى تعديل الخط 23”. ويقع حقل قانا في منطقة يتقاطع فيها الخط 23 مع الخط واحد، وهو الخط الذي أودعته إسرائيل الأمم المتحدة، ويمتدّ بعض الشيء أبعد من الخط 23.

 

ماذا جرى في الجولة؟

وتحدّثت معلومات “النهار” عن أنّ هوكشتاين وعد المسؤولين اللبنانيين بنقل ردّهم الموحّد حيال الترسيم، والذي تلقّاه من الرئيس عون، على أن يعود بجواب إلى بيروت خلال أسبوع سواء حضر شخصياً أو عن طريق السفيرة الأميركية.

 

وذكرت أنّ الجانب اللبنانيّ طلب من هوكشتاين معاودة المفاوضات في الناقورة، وأيدّ هذا الطرح، ووعد بحضور الجلسة الأولى.

 

واشارت المعلومات إلى أن الرئيس عون أبلغ الوسيط الاميركي الملاحظات حول الطرح الذي قدمه في شباط الماضي، شارحًا ان هذا الطرح لم يعطِ لبنان حقل قانا كاملا وطالب بأن يكون حقل قانا تحت السيطرة اللبنانية، وأن يبقى الخط 23 كما هو عليه، وشدد على المزيد من الحقوق والمساحات وفقا للقانون الدولي وقانون البحار، ولم يتم ابلاغ هوكشتاين بطريقة كتابية الى ان ترسو الامور على اتفاق او تفاهم في الترسيم. وأكد عون الحقوق السيادية للبنان بالمياه والثروات الطبيعية، وقدم الرد اللبناني على المقترح الأميركي شفهيا. وشكر هوكشتاين عون على الرد ولفت إلى أنه سينقله للجانب الآخر، وطلب عون جوابا سريعا فوعده برد سريع.

 
وفي اجتماعه مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ذكر رسميا انه تبلّغ الموقف اللبناني الموحد من مسألة #ترسيم الحدود والحرص على استمرار الوساطة الاميركية. كما تم التأكيد ان مصلحة لبنان العليا تقتضي البدء بعملية التنقيب عن النفط من دون التخلي عن حق لبنان بثرواته كافة.

اما الرئيس نبيه بري فابلغ الموفد الاميركي “أن ما تبلغه من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في موضوع الحدود البحرية وحقوق لبنان بإستثمار ثرواته النفطية متفق عليه من اللبنانيين كافة”. وأشار الى “ان إتفاق الإطار يبقى الأساس والآلية الأصلح في التفاوض غير المباشر إستنادا الى النصوص الواردة فيه والتي تدعو الى إستمرار اللقاءات وصولا الى النتائج المرجوة والتي تفضي الى ترسيم الحدود من دون المساس في حق لبنان بالحفر” وشدد على انه في “موازاة حرص لبنان على إستخراج ثرواته هو ايضا يحرص على الحفاظ على الإستقرار”.

 

“الخبر السار”

وعكس هوكشتاين في مقابلة مع قناة “الحرة” انطباعات إيجابية عن زيارته إلى بيروت التي قال انها تأتي في سياق جولة جديدة يستمع فيها إلى الحكومة اللبنانية. وقال”كنت هنا قبل بضعة أشهر وقدمت في حينها بعض الاقتراحات حول ما يفترض أن تكون عليه المفاوضات كما قدمت هذه الاقتراحات إلى الجانب الآخر أيضًا، واليوم جئت للاستماع للمسؤولين في الحكومة اللبنانية والإصغاء لوجهات نظرهم وتلقي أفكارهم حول المسارات المحتملة للدفع قدمًا.” وأشار إلى أن “الخبر السار هو أنّني وجدت إجماعًا أكبر حول الرسالة، وإعدادًا جدّيًا للزيارة، وقد قدّموا بعض الأفكار التي تشكل أسس مواصلة المفاوضات والتقدم بها.”

وأضاف : “أعتقد أن ما سمعته أيضًا كان فهمًا واضحًا، مفاده أن الخيار الحقيقي لمستقبل لبنان، وهو الهم الأساس للرؤساء والقادة الآخرين الذين التقيت بهم، هو إيجاد حل للأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان والتي ترتبط بشكل وثيق بملف النفط، وحل النزاع البحري يشكل خطوة أساسية وهامة من أجل إيجاد حل للأزمة الاقتصادية، وللانطلاق بمسار الانتعاش والنمو، لذا أعتقد أن ما جرى كان محاولة جدية تقضي بالنظر إلى الخيارات المتاحة للمضي قدمًا، من غير أن تغفل عن بالنا فكرة أن علينا أن نقدم تنازلات والتفكير بشكل بناء.”

 

وحول الردود والأفكار التي تلقاها من الجانب اللبناني، فضل عدم الكشف عنها حالياً “لأننا في مرحلة حساسة نحاول فيها أن نردم الهوة بين الجانبين كي نتمكن من التوصل إلى اتفاق بينهما، أعتقد أن هذا بالغ الأهمية بالنسبة للبنان بقدر ما أعتقد بصراحة أنه بالغ الأهمية لإسرائيل، لذلك، قبل أن أفصح عن هذه الأفكار، سأتشاركها مع الجانب الآخر، ونكمل المسار من هناك”.

ورأى أن الرد اللبناني “يدفع المفاوضات إلى الأمام، وعليه سأتشارك هذه الأفكار مع اسرائيل وما إن أحصل على رد واقتراح من الجانب الإسرائيلي، سأبلغه إلى الحكومة في لبنان”.

 

وعن موقفه من الفكرة التي طرحها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، لناحية فرض مبدأ “كاريش مقابل قانا”، قال هوكشتاين: “أعتقد أن كثيرين كونوا أفكارًا حول ما يفترض أن تكون عليه المفاوضات. أعتقد أن الحكومة اللبنانية قد قامت بخطوة قوية جدًا إلى الأمام اليوم، عبر طرح مقاربة موحدة، والتفكير مليًا، لا أعتقد أن الأمر حكر على الشعارات، بل يقضي بالنظر إلى نوع التسوية التي يمكن التوصل إليها، ويوافق عليها الإسرائيليون من غير أن يشعروا أن في ذلك ما يتعارض مع مصالحهم، وذلك مع الحفاظ على أهم جزء من مصالح لبنان. لذلك لا يتناول الأمر صيغة أو أخرى بل ما يمكن أن يكون ناجحًا، وأعتقد أن هنا تكمن الصعوبة في الموضوع. أعرف أن الأمر صعب لأن الناس يحبون “الشعارات”، ولا شك في أن الأمور أكثر تعقيدًا من ذلك”.

وسط هذه الأجواء لم تغب الأولويات السياسية عن المشهد الداخلي خصوصا لجهة ترقب نهاية فترة المماطلة حيال الاستحقاق الحكومي . وقد أفادت معطيات متقاطعة لدى عدد من الكتل النيابية بان رئاسة الجمهورية ستحدد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف يوم الاثنين المقبل. ولكن ذلك لم يقترن باي تطورات واضحة حول ترجيح أسماء معينة فيما يبقى اسم الرئيس ميقاتي متصدرا لائحة المرشحين للتكليف .

 

******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

هوكشتاين يسخر من “شعارات” باسيل… و”لجنة ثلاثية” للمتابعة

لبنان رسم “خطّه الشفهي”: “التنازل الخطّي” عند الترسيم!

 

من شرفته المطلة على “منظر رائع للاستيقاظ من مقر السفارة الاميركية في بيروت”، بدأ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين نهاره بتغريدة تفاؤلية “صبّح” فيها على العاصمة اللبنانية وأرفقها بصورة لبحر “متلألئ” بدا راكداً وراقداً على ثروة جوفية تنتظر من يستكشفها ويسبر آبارها النفطية والغازية. ومن هذه “الرسالة المصوّرة” استهل جولته المكوكية على المسؤولين بـ”رسالة مشفرة” أخرى تمثلت بحرصه على أن تكون “اليرزة” إحدى محطاته الأولى تأكيداً على مكانة الجيش ومتانة علاقته الاستراتيجية بالإدارة الأميركية بعيداً عن محاولات “التشويش” و”التحريض” على موقف المؤسسة العسكرية من قضية الترسيم الحدودي.

 

أما رحلة مشاوراته الرئاسية، فبدأها الوسيط الأميركي من قصر بعبدا حيث استمع من رئيس الجمهورية ميشال عون إلى “موقف لبنان الموّحد” حيال المقترح الذي كان قد حمله معه خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، مع التمني عليه “العودة سريعاً إلى لبنان بالجواب الإسرائيلي”. وأوضحت مصادر “نداء الوطن” في هذا السياق أنّ الموقف اللبناني رسم “خطاً شفهياً” للحدود البحرية الجنوبية أبدى فيه عون الاستعداد للتنازل عن حدود الخط 29 إلى حدود الخط 23 بما يمنح إسرائيل كامل حقل “كاريش” مقابل استحصال لبنان على كامل حقل “قانا”، على أن تكون ترجمة هذا التنازل “خطياً” عند نهاية المفاوضات، فيصار عندها إلى تكريسه رسمياً على “خرائط الترسيم” المتفق عليها مع إسرائيل.


 ونقلت المصادر أنّ الموقف اللبناني الرسمي الذي تبلغه الوسيط الأميركي من الرؤساء الثلاثة “طالب بإدخال تعديل على الخط المقترح من قبله سابقاً والذي كان يعتمد الخط 23 لحدود لبنان البحرية الجنوبية بشكل يقتطع جزءاً من حقل قانا للإسرائيليين، بحيث يشمل التعديل الإبقاء على هذا الخط الأميركي المقترح للترسيم لكن مع إبقاء “قانا” كاملاً ضمن الحدود اللبنانية”، كاشفةً في الوقت عينه أنّ “الجانب اللبناني طالب الوسيط الأميركي بإلزام إسرائيل تجميد أي نشاط استثماري أو استكشافي في المنطقة المتنازع عليها مع لبنان إلى حين إبرام الاتفاق النهائي على الترسيم، مع دعوته أيضاً إلى الدفع باتجاه العودة سريعاً إلى المفاوضات غير المباشرة لتحقيق هذا الهدف، فضلاً عن طلب المساعدة الأميركية بالمباشرة في عملية استكشاف البلوكات اللبنانية نظراً لكون الشركات المعنيّة التي تم تلزيمها هذه العملية لا تزال تتذرع بعدم وجود مناخ آمن يتيح البدء بأعمالها قبل انجاز الترسيم البحري بصورة نهائية”.

 

وإذ تم التشديد أمامه على أنّ “لبنان ينتظر جواباً سريعاً على المقترح الجديد”، أشارت المصادر إلى أنّ “الوسيط الأميركي وعد في المقابل بنقل المقترح اللبناني إلى إسرائيل الأسبوع المقبل” تمهيداً لعودته بأسرع وقت ممكن إلى بيروت حاملاً الجواب الإسرائيلي، كاشفةً في هذا الإطار عن “الاتفاق على تشكيل لجنة ثلاثية من الجانب اللبناني تتولى آلية المتابعة مع هوكشتاين لاستعجال مهمته في تلقي الرد الإسرائيلي وهي تتألف من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ومدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير”.

 

ولاحقاً استمع هوكشتاين أيضاً إلى الموقف اللبناني “المتفق عليه” في كل من عين التينة والسراي الحكومي، مع إبداء رئيس المجلس النيابي نبيه بري حرصه على التذكير بأنّ “اتفاق الإطار” الذي سبق أن رعى إبرامه “يبقى هو الأساس والآلية الأصلح في التفاوض غير المباشر استناداً إلى النصوص الواردة فيه والتي تدعو الى استمرار اللقاءات وصولاً الى النتائج المرجوة”.

 

وفي نهاية جولته، أطل الوسيط الأميركي في مقابلة خاصة مع قناة “الحرّة” نوّه فيها بما وجده من “إجماع لبناني حول الرسالة” التي سمعها من الرؤساء، كما أشاد بـ”الإعداد الجيّد” للزيارة. وإذ لفتت الابتسامة التهكمية التي سخر فيها من شعار “قانا مقابل كاريش” الذي طرحه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، أكد هوكشتاين رداً على سؤال بهذا الخصوص أنّ “الأمر ليس حكراً على الشعارات بل يجب النظر إلى نوع التسوية التي يمكن التوصل إليها”، واعتبر أنّ ما قدمه المسؤولون اللبنانيون من “أفكار” تشكل “أسس مواصلة المفاوضات والتقدم بها” في إشارة إلى أنّ الأمور يجب أن تكون قابلة لمزيد من التفاوض والمرونة والنقاش.

 

ومن هذا المنطلق، نصح الوسيط الأميركي الجانب اللبناني بعدم مقاربة الحلول من زاوية التفكير بما يملكه من أفضلية في الموقع والقانون، قائلاً: “أمتن الملفات التي يفترض بلبنان إعدادها هو ما قد ينجح، والحل الناجح يقتضي الإقلاع عن التفكير هل أملك أفضل قضيّة قانونية وهل أنا في أفضل موقع لي (…) ثمة طرفان على الجانبين وبدل التركيز على ما هو حق لي مقابل ما يراه الطرف الآخر حقاً له، يجب أن يكون التفكير قائمًا على الطاقة والأفكار الخلاقة التي يمكننا كلّنا أن نتفق عليها، فقد لا أحصل (في نهاية المفاوضات) على كل ما أردته لكنني حصلت على ما هو أكثر بكثير مما لدي الآن، وفي حالة لبنان الراهنة: لا شيء”.

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

لقاءات «إيجابية» للوسيط الأميركي في بيروت لحل النزاع الحدودي مع إسرائيل

هوكشتاين سينقل الجواب اللبناني إلى تل أبيب… وتوقعات باستئناف المفاوضات

  نذير رضا

أبلغ المسؤولون اللبنانيون، أمس، الوسيط الأميركي لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، آموس هوكشتاين، موقفاً لبنانياً موحداً يؤكد التمسك بكامل حقوقه من المساحة المائية والاستثمارية، ورفع الضغوط عن الشركات الأجنبية للتنقيب في الرقع البحرية اللبنانية، وتمسكه بالوساطة الأميركية واستعداده لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل.

وفيما تلقى لبنان إشارات بأن تل أبيب تتمسك بمواصلة العمل في حقل كاريش، متذرعة بموقع وقوف السفينة «إنرجين»، أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري، الوسيط هوكشتاين، بأن أعمال الإنتاج الإسرائيلية في موقع قريب من المنطقة المتنازع عليها «تمثل اعتداء».

وأعادت زيارة هوكشتاين إلى بيروت أمس، تحريك ملف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل التي توقفت في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفعّلت الحراك الدبلوماسي، في مسعى للتوصل إلى حل لنزاع تصاعد أخيراً، مع وصول سفينة الإنتاج «إنرجين» إلى حقل كاريش الإسرائيلي، ما رفع من منسوب التهديدات بتوتر أمني وعسكري على حدود لبنان الجنوبية.

وأجمعت مصادر لبنانية على أن اللقاءات كانت «إيجابية»، وقالت مصادر مواكبة للزيارة لـ«الشرق الأوسط» إن هناك «إمكانية كبيرة للتوصل إلى اتفاق يثمر استئنافاً للمفاوضات غير المباشرة بوساطة وتسهيل أميركيين وتحت علم الأمم المتحدة وفي مركزها في الناقورة» في جنوب لبنان. وعلمت «الشرق الأوسط» أن الرد اللبناني لم يكن مكتوباً، بل شفهياً، وأنه على ضوء الجواب الإسرائيلي على المقترح اللبناني الذي قدّمه عون شفهياً، تُقرر مسألة المفاوضات غير المباشرة.

وأشارت المصادر إلى أنه لدى التطرق إلى مسألة شروع إسرائيل بالإنتاج في منطقة متنازع عليها، قال هوكشتاين إن السفينة «تقف على مسافة بعيدة عن المنطقة المتنازع عليها بنحو ميلين ونصف الميل»، وأشار إلى أن معلوماته تفيد بأن السفينة ستبقى في هذه المنطقة.

ونقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن مسؤول لبناني واكب اجتماعات هوكشتاين في بيروت أن العرض الجديد الذي قدمه الجانب اللبناني لم يتطرق إلى حقل كاريش للغاز الذي اعتبرت بيروت في وقت سابق أن أجزاء منه تقع في منطقة متنازع عليها. وتقول إسرائيل إن حقل كاريش يقع في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها، وأعلنت أنها ستبدأ استخراج الغاز منه.

ودعت السلطات اللبنانية مطلع الأسبوع الماضي هوكشتاين للمجيء إلى بيروت للبحث في استكمال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وذلك غداة وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش الذي ستبدأ إسرائيل باستخراج الغاز منه.

وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومتراً مربعاً تُعرف حدودها بالخط 23، بناء على خريطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة. لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت إلى تقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعاً إضافية تشمل أجزاء من حقل «كاريش» وتُعرف بالخط 29.

وقال المسؤول اللبناني: «طرحنا زيادة المساحة البحرية من 860 كيلومتراً مربعاً إلى نحو 1200»، بما يشمل حقل قانا الذي يمر به الخط 23، لكنها لا تتضمن حقل كاريش. وتابع: «نحن بالأساس نريد حقل قانا كاملاً، وهذا يؤدي إلى تعديل الخط 23»، مضيفاً: «نريد أولاً أن نضمن حقل قانا والخط 23 الذي ترفضه إسرائيل والباقي يأتي لاحقاً». ويقع حقل قانا في منطقة يتقاطع فيها الخط 23 مع الخط واحد، وهو الخط الذي أودعته إسرائيل الأمم المتحدة، ويمتد أبعد من الخط 23.

ووصل هوكشتاين إلى بيروت بناء على دعوة من الحكومة اللبنانية بعد اعتراضها على وصول سفينة تديرها شركة «إنرجين» ومقرها لندن إلى حقل غاز قبالة الساحل في 5 يونيو (حزيران) لتطوير حقل غاز يعرف باسم كاريش. وتلقى هوكشتاين مطالب من بعض المسؤولين اللبنانيين بالحصول على كامل المنطقة المتنازع عليها الواقعة شمال الخط 23، والبالغة مساحتها 860 كيلومتراً، إضافة إلى «حقل قانا» للإنتاج الملاصق للرقعة البحرية اللبنانية رقم 9 التي لم تبدأ أعمال الاستكشاف فيها حتى الآن، رغم أنها ملزمة منذ أكثر من 3 سنوات.

واستهل هوكشتاين جولته أمس، ترافقه السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، بلقاء الرئيس اللبناني ميشال عون، دام 40 دقيقة، شدد خلاله عون على «حقوق لبنان السيادية في المياه والثروات الطبيعية»، وقدّم للوسيط الأميركي رداً على المقترح الأميركي الذي سبق له أن قدمّه قبل أشهر، على أن ينقل هوكشتاين الموقف اللبناني إلى الجانب الإسرائيلي خلال الأيام القليلة المقبلة. وأفادت الرئاسة اللبنانية بأن عون «تمنى على هوكشتاين العودة سريعاً إلى لبنان ومعه الجواب من الجانب الإسرائيلي». وشكر هوكشتاين الرئيس عون على الجواب اللبناني، واعداً بـ«عرضه على الجانب الإسرائيلي في إطار الوساطة التي يقوم بها في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية».

وقالت مصادر مواكبة للقاء في القصر الجمهوري، إن الرئيس عون عرض مراحل الاتصالات لترسيم الحدود الجنوبية، وتطرق إلى المقترح الذي قدمه هوكشتاين في الزيارة السابقة، وأبلغه بأن لبنان متمسك بكامل حقوقه السيادية في المساحة المائية والثروة الطبيعية فيها، وقدم له رداً على المقترح وشمل ملاحظات لبنان على المقترح الأميركي، وطلب منه الاستمرار بوساطته لمعالجة موضوع الحدود البحرية. في المقابل، قال هوكشتاين إنه سينقل الجواب إلى الجانب الإسرائيلي، وتمنى عون أن تكون الإجابة سريعة من قبل تل أبيب. وقال عون إن الطلب بالإسراع في الحصول على إجابة يعود إلى التطورات المتسارعة في المنطقة، وخصوصاً في الجنوب. وقالت المصادر إن الوسيط الأميركي لم يتطرق إلى التهديدات التي أطلقها أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله في لقائه مع الرئيس عون.

اللقاء الأطول في جولة هوكشتاين كان مع رئيس البرلمان نبيه بري حيث امتدت الجلسة إلى ساعة و10 دقائق. وأكد خلاله بري للموفد الأميركي أن ما تبلغه من رئيس الجمهورية في موضوع الحدود البحرية وحقوق لبنان باستثمار ثرواته النفطية هو متفق عليه من اللبنانيين كافة. وأشار بري، في بيان بعد اللقاء، إلى أن «النقاش تمحور في الشكل المتعلق بالجوهر، الذي هو موضوع ترسيم الحدود البحرية، ولا سيما أن اتفاق الإطار يبقى الأساس والآلية الأصلح في التفاوض غير المباشر استناداً إلى النصوص الواردة فيه، التي تدعو إلى استمرارية اللقاءات، وصولاً إلى النتائج المرجوة». وأوضح بري أن النتائج يجب أن «تفضي إلى ترسيم الحدود دون المساس بحق لبنان بالحفر، ولا سيما أن البلوك رقم (9) سبق أن لُزم»، وهو رقعة بحرية على الحدود الجنوبية ولم يبدأ به الحفر حتى الآن. وشدد بري على أن «ما يجري الآن هو مخالف للاتفاق من جهة ويحرم لبنان من حقوقه، في وقت يسمح لتل أبيب بالاستخراج والاعتداء، ما يعرّض السلام في المنطقة ويفاقم من خطورة الأوضاع».

وشدد الرئيس بري على أنه «بموازاة حرص لبنان على استخراج ثرواته، هو أيضاً يحرص على الحفاظ على الاستقرار».

وخلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، تبلغ الموفد الأميركي الموقف اللبناني الموّحد من مسألة ترسيم الحدود والحرص على استمرار الوساطة الأميركية. كما تم التأكيد أن مصلحة لبنان العليا تقتضي البدء بعملية التنقيب عن النفط من دون التخلي عن حق لبنان بثرواته كافة.

من جهته، جدّد قائد الجيش العماد جوزيف عون خلال لقائه هوكشتاين، موقف المؤسسة العسكرية الداعم لأي قرار تتّخذه السلطة السياسية في هذا الشأن، ومع أي خط تعتمده لما في ذلك من مصلحة للبنان. كما التقى هوكشتاين وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، وكان له لقاء آخر مع مجموعة من النواب المنتخبين الذين يمثلون المجتمع المدني.

 

******************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

لبنان بين الخطين 23 و29 .. وهوكشتاين غادر والكرة في ملعبه

خطفت الاضواء أمس محادثات الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل عاموس هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين التي تمخّض عنها موقف لبناني موحد يقوم على معادلة «لا نفط هنا ولا نفط هناك وترسيم الحدود أولوية»، ويشدّد على حق لبنان في الخط 23 وما فوق بمساحة تتراوح بين 300 و400 كلم2، ما يخلق خطاً جديداً بين الخطين 23 و29، على حد قول مصدر رفيع المستوى لـ»الجمهورية»، مؤكداً انّ الكرة باتت في ملعب الوسيط الاميركي الذي غادر لبنان مساء امس من دون أن تعرف وجهته اذا كانت اسرائيل او واشنطن او اي عاصمة إقليمية.

وكانت محادثات هوكشتاين قد تلاحقت وقائعها امس بين القصر الجموري وقصر رئاسة مجلس النواب والسرايا الحكومية ووزارة خارجية السفارة الفرنسية.
وقال مصدر رفيع مطّلع على اجواء المحادثات مع هوكشتاين لـ«الجمهورية» ان الرؤساء الثلاثة كانوا قد اتفقوا في الاجتماع الثنائي بين عون وميقاتي ومع الرئيس نبيه بري عبر اللواء عباس ابراهيم على تحديد سقف التفاوض وفق ركائز لا يمكن المساومة عليها بناء على تقرير اللجنة الفنية التقنية برئاسة المقدّم عفيف غيث، الذي قدّم تحليلاً لطرح هوكشتاين مع نتيجة الدراسة التي قام بها مكتب الهيدروغرافيا التابع للجيش، والذي يؤكد حق لبنان في الخط ٢٣ وما فوق بمساحة تتراوح بين ٣٠٠ و٤٠٠ كلم2 تجعل حقل قانا كاملاً ضمن نطاقها ما يعني ولادة خط جديد بين الخطين ٢٣ و٢٩ يرتكز على تقسيم الحقول والبلوكات بحيث لا يكون هناك ما هو مشترك فيها مع العدو».
واضاف المصدر: «صحيح انّ لبنان كان مُنهمكاً بالانتخابات ومتخبّطاً بأزمته لكنه طلب من هوكشتاين الذي قدّم عرضاً خلال الزيارة التي قام بها في 8 شباط الماضي، العودة الى مناقشة الامر ولم يُقل له لا اننا «نقبل» أو «لا نقبل» ولو كنّا أجبناه حينها خطياً لأصبحنا ملزمين بهذه الاجابة وبالخطوط التي سنذكرها وهذا كان جزءا من التكتيك التفاوضي، وارتأينا ان نترك بيننا وبينه خط التفاوض مفتوحاً قبل تقديم إجابة خطية، يعني اننا لم نتأخر في الجواب، اعترضنا على الطرح وطلبنا منه العودة الى مناقشة الامر».
وكشف المصدر ايضاً «انّ الوسيط الأميركي سبق أن أبلغ الى الرؤساء الثلاثة انّ في إمكانه الضغط على إسرائيل لتأجيل وصول الباخرة الى حقل كاريش الى ما بعد الانتخابات، ولبنان الرسمي كان يعلم انّ إسرائيل ستبدأ باستخراج النفط في هذا الوقت وفق العقد الذي ابرمته مع الشركة اليونانية منذ ٢٠١٩».
وختم المصدر «انّ الكرة الان هي في ملعب الوسيط الأميركي الذي يتوجّب عليه حل هذا الامر مع الجانب الاسرائيلي، والّا فإن كل الخيارات مفتوحة أمامنا». وأكد «أنّ هناك شبه تكامل في الموقف الذي يرتكز على معادلة واضحة: لا نفط هنا، لا نفط هناك والترسيم أولوية».

 

رواية أُخرى
في رواية اخرى انّ هوكشتاين تلقّى عرضا واحدا في مجموعة اجتماعاته مع المسؤولين الرسميين ومفاده ان لبنان وبعد البحث في الخط المتعرج المطروح من جانبه في زيارته الاخيرة الى لبنان، والذي عدّل في الخط 23 المعترف به من الجانب اللبناني والمسجل لدى الأمم المتحدة، لديه مجموعة من الملاحظات التي يمكن التوقّف عندها ومنها:
– انّ الخط المقترح بطريقة متعرّجة من جانبه تجاوز حق لبنان بالحوض الموجود بقسم كبير منه في البلوك الرقم 9 المعروف بحوض قانا يجب ان يشمل الحوض بكامله بما فيه الجزء الشمالي من البلوك الرقم 72 الإسرائيلي، ويجب ان يعود الحوض كاملا الى المنطقة الاقتصادية الخالصة اللبنانية وان توسّعت «الفسحة المتعرجة» جنوباً يمكن ان تستوعب الحوض كاملاً.
– الابقاء على الخط 23 كما كان سابقاً من نقطة التعرّج المقترحة في الشكل الجديد من الجانب اللبناني في الحوض الرقم 8 في شكل مستقيم وكما رسمه لبنان من قبل، وهو ما يضمن كامل البلوك.
وقالت مصادر معنية لـ«الجمهورية» انه، وبعد الإشارة الى هاتين النقطتين التي أجمعَ المسؤولون اللبنانيون عليهما، طُرِحت الخريطة الخاصة بالاقتراح اللبناني في لقاء بعبدا. وبعدما توقّف الجميع امامها بعد شرح تفاصيلها سلّمت منها نسخة الى هوكشتاين وهي تعطي لبنان مساحة إضافية رفعت حصته من خط هوف الذي اعطاه 860 كلم2 الى 1200 كلم2.
وفي المعلومات التي تسرّبت فور نهاية جولة هوكشتاين على المسؤولين أنه حرص على ان يكون مستمعاً بعدما عبّر عن ارتياحه الى كَون الموقف اللبناني باتَ موحداً، وهو ما لم يشهد عليه في الزيارات الخمسة السابقة التي قام بها الى لبنان. كما لفت في لقاءاته من بعبدا الى عين التينة والسرايا الحكومية انه لا يحمل جديداً وأن ما طرحه سابقاً ما زال قائماً.
ولفت هوكشتاين في اكثر من اجتماع الى انه كان وما زال وسيطاً بموافقة الجانبين اللبناني والإسرائيلي، وهو سيستأنف مهمته وسيقوم بما تُمليه عليه مهمة الوسيط المسهل وسيَنقل الملاحظات اللبنانية الى الجانب الاسرائيلي آملاً أن ينال جواباً عليها في مهلة اقصاها اسبوعين، وسيعود بها الى لبنان.
ومن جملة الملاحظات التي تحدث عنها هوكشتاين إشارته إلى انّ الدراسات الجيولوجية وعمليات الحفر أثبتت وجود الكميات الكبيرة من الغاز والنفط في حقل «كاريش»، ولكن كل هذه الامور لا تنطبق على وضع حوض قانا «وما عليكم سوى التنبّه الى هذه الملاحظات المهمة والتثبّت ممّا هو متوافِر فيه».
وشدّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال المحادثات مع هوكشتاين على «حقوق لبنان السيادية في المياه والثروات الطبيعية»، وقدّم له رداً على المقترح الاميركي الذي سبق للوسيط الاميركي ان قدمّه قبل اشهر، على ان ينقل هوكشتاين الموقف اللبناني الى الجانب الاسرائيلي خلال الايام القليلة المقبلة. وتمنّى عون عليه «العودة سريعاً الى لبنان ومعه الجواب من الجانب الاسرائيلي». وفي المقابل شكره هوكشتاين على الجواب اللبناني واعداً بـ»عرضه على الجانب الاسرائيلي في إطار الوساطة التي يقوم بها في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية».
امّا رئيس مجلس النواب نبيه برّي فأكد لهوكشتاين أنّ «اتفاق الإطار يبقى الأساس والآليّة الأصلح في التفاوض غير المباشر استناداً إلى النصوص الواردة فيه، والتي تدعو لاستمرارية اللقاءات وصولاً إلى النتائج المرجوّة والتي تُفضي إلى ترسيم الحدود من دون المَساس بحقّ لبنان في الحفر، خصوصاً في البلوك الرقم 9 الذي سبق ولزّم»، مضيفًا أنّ «ما يجري الآن هو مخالف للاتفاق من جهة ويحرم لبنان من حقوقه في وقت يُسمح للكيان الاسرائيلي بالاستخراج والاعتداء، الأمر الذي يعرّض السلام في المنطقة ويُفاقم من خطورة الاوضاع». واكد بري لهوكشتاين أنّ «ما تبلّغه من رئيس الجمهورية ميشال عون في موضوع الحدود البحرية وحقوق لبنان في استثمار ثرواته النفطية هو متّفق عليه من كافة اللبنانيين». وشدد على انه «في موازاة حرص لبنان على استخراج ثرواته هو ايضاً يحرص على الحفاظ على الاستقرار».
اما رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي فأبلغَ الى الموفد الاميركي الموقف اللبناني الموحّد من مسألة ترسيم الحدود والحرص على استمرار الوساطة الاميركية. وتم التأكيد على انّ مصلحة لبنان العليا تقتضي البدء بعملية التنقيب عن النفط من دون التخلي عن حق لبنان بثرواته كافة.
في حين وصف وزير الخارجية عبدالله بوحبيب اجواء لقائه مع هوكشتاين بـ«الإيجابية»، مؤكداً «اهمية الوصول الى اتفاق في موضوع الترسيم وهذا ما لمسه لدى الاميركيين».

 

هوكشتاين
الى ذلك أكد هوكشتاين، في حوار خاص مع قناة «الحرة» الاميركية ستبثّه اليوم، أن زيارته إلى بيروت تأتي في سياق جولة جديدة يستمع فيها إلى الحكومة اللبنانية. وقال: «كنت هنا قبل بضعة أشهر وقدّمت في حينها بعض الاقتراحات بشأن ما يفترض أن تكون عليه المفاوضات كما قدّمت هذه الاقتراحات إلى الجانب الآخر أيضًا، واليوم جئت للاستماع للمسؤولين في الحكومة اللبنانية والإصغاء لوجهات نظرهم وتَلقّي أفكارهم حول المسارات المحتملة للدفع قدمًا».
وعمّا لمسه وسمعه من الجانب اللبناني في زيارته، أشار هوكشتاين إلى أنّ «الخبر السار هو أنّني وجدتُ إجماعًا أكبر حول الرسالة، وإعدادًا جدّيًا للزيارة، وقد قدّموا بعض الأفكار التي تشكل أسس مواصلة المفاوضات والتقدم بها». واضاف: «أعتقد أنّ ما سمعته أيضًا كان فهمًا واضحًا، مفاده أنّ الخيار الحقيقي لمستقبل لبنان، وهو الهَم الأساس للرؤساء والقادة الآخرين الذين التقيتُ بهم، هو إيجاد حل للأزمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان والتي ترتبط بشكل وثيق بملف النفط، وحل النزاع البحري يشكّل خطوة أساسية ومهمة من أجل إيجاد حل للأزمة الاقتصادية، وللانطلاق في مسار الانتعاش والنمو. لذا، أعتقد أنّ ما جرى كان محاولة جدية تقضي بالنظر إلى الخيارات المتاحة للمضي قدمًا، من غير أن تغفل عن بالنا فكرة أن علينا أن نقدّم تنازلات والتفكير في شكل بنّاء».
ولدى سؤاله إذا كان قد قدّم اقتراحات أو نقاط جديدة، نفى هوكشتاين ذلك، موضحاً أنه جاء إلى لبنان للاستماع إلى ردود الفعل حول الاقتراحات والنقاط التي أثارها من قبل.
وفي شأن الردود والأفكار التي تلقّاها من الجانب اللبناني، فضّل هوكشتاين عدم الكشف عنها حالياً، قائلاً: «لأننا في مرحلة حسّاسة نحاول فيها أن نَردم الهوة بين الجانبين لكي نتمكن من التوصّل إلى اتفاق بينهما، أعتقد أنّ هذا بالغ الأهمية بالنسبة الى لبنان بقدر ما أعتقد بصراحة أنه بالغ الأهمية لإسرائيل. لذلك، قبل أن أفصح عن هذه الأفكار، سأتشاركها مع الجانب الآخر، ونكمل المسار من هناك». ورأى أن الرد اللبناني «يدفع بالمفاوضات إلى الأمام، وعليه سأتشارَك هذه الأفكار مع إسرائيل وما أن أحصل على رد واقتراح من الجانب الإسرائيلي، سأبلغه إلى الحكومة في لبنان».
ولدى سؤاله إذا ناقش لبنان معه الخط 29، خصوصا أن فريق الجيش اللبناني الفني واللوجستي أفاد أنه يعدّ ملفًا متينًا فيما يخصّ هذا الخط؟ اعتبر هوكشتاين أن «أمتن الملفات الذي يفترض بالجانب اللبناني إعداده هو ما قد ينجح، والحل الناجح يقضي بالإقلاع عن التفكير هل أملك أفضل قضيّة قانونية، هل أنا في أفضل موقع لي..». وقال: «ثمة طرفان هنا وعلى الجانبين بدل التركيز على ما هو حق لي مقابل الطرف الآخر الذي يرى ما هو حق له، يجب أن يكون التفكير قائمًا على الطاقة التي يفترض بذلها في التفكير، ما هي الأفكار الخلاقة التي يمكننا كلّنا أن نتفق عليها. قد لا أحصل على كل ما أردته، لكنني حصلت على ما هو أكثر بكثير ممّا لديّ الآن، وفي حالة لبنان، هو لا شيء».
وعن موقفه من الفكرة التي طرحها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، لجهة فرض مبدأ «كاريش مقابل قانا»، قال هوكشتاين: «أعتقد أنّ كثيرين كَوّنوا أفكارًا حول ما يفترض أن تكون عليه المفاوضات. أعتقد أن الحكومة اللبنانية قد قامت بخطوة قوية جدًا إلى الأمام اليوم، عبر طرح مقاربة موحدة، والتفكير مليًا، لا أعتقد أنّ الأمر حِكر على الشعارات، بل يقضي بالنظر إلى نوع التسوية التي يمكن التوصل إليها، ويوافق عليها الإسرائيليون من غير أن يشعروا أنّ في ذلك ما يتعارَض مع مصالحهم، وذلك مع الحفاظ على أهم جزء من مصالح لبنان».
وختم هوكشتاين: «لذلك لا يتناول الأمر صيغة أو أخرى بل ما يمكن أن يكون ناجحًا، وأعتقد أنه هنا تكمن الصعوبة في الموضوع. أعرف أن الأمر صعب لأن الناس يحبون «الشعارات»، ولا شك في أن الأمور أكثر تعقيداً من ذلك».

 

الجهود الاميركية ـ الفرنسية
واللافت انّ هوكشتاين زار السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو لمناقشة الجهود الأميركية والفرنسية لدعم لبنان. وغرّدت غريو عبر «تويتر»، كاتبة: «حوار مستفيض بشأن الحدود البحرية مع الموفد الأميركي آموس هوكستين». وأضافت: «من المهم بالنسبة إلى مستقبل لبنان واستقرار المنطقة أن يتمّ التوصّل إلى حلّ ديبلوماسيّ لهذا النزاع، عبر التفاوض»، مؤكدة «أن فرنسا لن تألو جهداً في هذا السبيل».

 

«نصيحة» اسرائيلية
في غضون ذلك أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أنّه يتطلّع إلى اليوم الذي سيقرر فيه لبنان أنه «جاهز للاستفادة من الغاز الطبيعي الكامن في مياهه الاقليمية». وقال: «من المؤسف أن القيادة اللبنانية منشغلة في خلافات داخلية وخارجية بدلاً من استخراج الغاز لمصلحة مواطنيها»، مضيفًا: «أنصح الحكومة اللبنانية بتحسين الاقتصاد وببناء مستقبل أفضل للشعب اللبناني».

فياض لـ«الجمهورية»
وقال وزير الطاقة وليد فياض لـ«الجمهورية» انّ هناك تقدماً نحو إتمام اتفاقية استجرار الغاز من مصر عبر سوريا. واوضح انه بحث في هذا الملف مع هوكشتاين «الذي أبدى كل الاستعداد للتعاون والمساعدة من أجل انجاز المراحل المتبقية».
وكشف فياض ان اللمسات الأخيرة توضَع على المسودة النهائية لهذه الاتفاقية، «ومن المتوقع ان يُعقد قريباً اجتماع في بيروت يضمّ ممثلين عن وزارتي الطاقة في مصر وسوريا لتوقيعها».
واشار الى ان هوكشتاين أكد له أنه سيساعد في الاتجاهات الآتية: العمل مع البنك الدولي للتسهيل والاسراع في بدء تمويل المشروع من دون إضافة شروط إضافية، تحييد هذا المشروع عن عقوبات قانون قيصر، والتدخّل لدى العراقيين لتمديد عقد توريد الفيول الى لبنان والذي ينتهي في أيلول المقبل.
وشدد فياض على انه من الضروري البدء قريباً باستجرار الغاز من مصر ونقله عبر سوريا الى لبنان «حتى تتحسّن منظومتنا الكهربائية ونصبح قادرين على زيادة الانتاج وتزامناً رفع التعرفة لتحقيق الاستدامة المالية»، كاشفاً انّ هوكشتاين وافَقه الرأي وأبلغَ اليه انه «متحمّس لانجاز اتفاقية استجرار الغاز في أسرع وقت ممكن، واذا أمكَن خلال الشهرين المقبلين، وانه سيسعى الى المساهمة في تذليل العقبات التي تعترضها».
واوضح فياض انّ هوكشتاين أبدى أيضاً اهتماماً بمتابعة اتفاقية استجرار الكهرباء من الاردن بعد الانتهاء من اتفاقية الغاز. ونقل عنه انه سمع من الملك الأردني عبدالله الثاني، «كما سمعنا نحن»، حرصاً على تنفيذها في أسرع وقت ممكن بعد تأمين التمويل الضروري لها.

 

لا موعد للاستشارات
من جهة ثانية وعلى صعيد استشارات التكليف الملزمة التي ينتظر ان يدعو رئيس الجمهورية اليها لتسمية من سيكلّفه تأليف الحكومة الجديدة، كشفت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ معظم المواعيد التي أعطيت لهذه الاستشارات حتى اليوم ليست دقيقة وأن اي قرار نهائي لم يتّخذ بعد، وانّ الحديث عن مرحلة ما بعد زيارة هوكشتاين لم يكن دقيقا، فالاتصالات الجارية لاستكشاف مرحلة التأليف قبل التكليف لم تنته بعد الى اعتماد ايّ موعد مقترح.

 

 

******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

هوكشتاين إلى إسرائيل.. وتقاطع مصالح حول بدء الاستخراج من الحقول السيادية

إرجاء الدعوة الى الاستشارات الملزمة.. ولعبة التجار ترفع سعر الدولار والمحروقات مجدداً

 

ما هو متفق عليه، أو قيد التفاهم، أو الإعلان عنه، أو ما رشح، بعيداً عن طوق السرية والتكتم ان المحادثات الرئاسية، من بعبدا إلى السراي الكبير مروراً بعين التينة مع الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين، رست على الآتي:

 

1- ان الوسيط الأميركي سمع إقتراحاً معدلاً شفهياً حول التمسك بحقل قانا كاملاً والخط 23 المستقيم.

2- ان هذا الاقتراح المعدّل يعكس وحدة الموقف اللبناني الرسمي، وبالتالي لا تباين ولا اختلاف بين كبار المسؤولين اللبنانيين حول الملف، وان الموقف الذي أبلغه الرئيس ميشال عون هو نفسه موقف الرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي.

3- قاعدة الموقف اللبناني الموحّد التمسك بالحقوق السيادية.

4- المعلومات تستبعد ان يكون الخط 29 جرى البحث فيه، من زاوية ان من مصلحة جميع الأطراف الحصول على الثروة النفطية، من دون أي تأخير.

5- باخرة أنيرجيان باور اليونانية لن تقترب من المنطقة المتنازع عليها، وهي في مكانها الذي وصلت إليه.

وأشارت مصادر مطلعة لـ«اللواء» إلى أن الإقتراح اللبناني الذي تبلغه هوكشتاين في لقائه رئيس الجمهورية يقوم على التمسك بحقل قانا كاملا والخط الـ٢٣ المستقيم، مؤكدة أن هناك وحدة في الموقف اللبناني الرسمي وقد تبلغه هوكشتاين من المسؤولين الذين التقاهم. وأوضحت أن الرئيس عون قدم الاقتراح المعدل شفهيا وهو مبني على التمسك بالحقوق السيادية.

وأوضحت أن الوسيط الأميركي استمع إلى الاقتراح وأكد أنه سينقله إلى الجانب الإسرائيلي وهنا دعاه عون إلى الإسراع في الحصول على الجواب والعودة مجددا إلى لبنان. وتوقعت أن ينقل هوكشتاين المقترح إلى المسؤولين الإسرائيليين في الأسبوع المقبل. وقالت انه على ضوء الجواب الذي ينقله يحدد لبنان الخطوة المقبلة.

وأشارت هذه المصادر الى انه لم يبحث في الخط ٢٩، لافتة إلى أن الجانب الإسرائيلي يرفضه. ورأت أن من مصلحة الجميع الحصول على الثروة النفطية من دون أي تأخير.

إلى ذلك، افيد أن باخرة انيرجان باور اليونانية ستبقى مكانها ولن تقترب من المنطقة المتنازع عنها. وكانت المصادر أشارت إلى أن معظم الذين شاركوا في اجتماع بعبدا من الجانب اللبناني شاركوا في الاجتماع مع الرئيس ميقاتي.

واعتبرت مصادر سياسية ان اتفاق المسؤولين اللبنانيين على اعطاء الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، ردا لبنانيا موحدا، بخصوص ما طرحه من افكار سابقا، حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بانه مؤشر مهم في التعاطي مع هذا الملف الحساس في هذا الظرف الصعب، ولكن كان من الافضل لو تم ترتيب لقاء واحد يجمع كل المسؤولين مع الوسيط الاميركي، بدل تعدد اللقاءات، مع كل مسؤول على حدة، والاستماع إلى موقف ووجهة نظر، كل مسؤول لوحده، لان هذا التصرف يعطي انطباعا شكليا، بوجود وجهات نظر متعددة من هذه المشكلة، وهذا لن يكون في مصلحة الموقف اللبناني.

ولاحظت المصادر في المقابلة التلفزيونية التي اجراها هوكشتاين عن خلاصة زيارته للبنان، ثلاثة مواقف اساسية، اولها ارتياحه للاجماع اللبناني على الرسالة التي قدمها في زيارته السابقة الى لبنان والإعداد الجيد لها، ومشيدا بالمقاربة الموحدة التي قدمتها الحكومة اللبنانية في هذاالخصوص، معربا عن اعتقاده بانها ستدفع المفاوضات قدما الى الامام، وثانيا اشارته الواضحة الى ضرورة تقديم تنازلات من قبل لبنان وإسرائيل، لردم الهوة بينهما والتوصل الى الاتفاق الذي يتيح المباشرة بعمليات التنقيب واستخراج النفط والغاز وثالثا، لافتا الى ان هذا التطور سيؤدي الى مساعدة لبنان لحل الازمة المالية والاقتصادية التي يعاني منها، واعتباره طرح رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل حول كيفية حل الخلاف مع إسرائيل، بمثابة شعارات، لا تساعد على حل الأزمة القائمة، وان كانت هو ما يحب الناس سماعه.

 

إذاً، سمع الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية أموس هوكشتاين من المسؤولين اللبنانيين امس، موقفاً موحداً مفاده تمسك لبنان بحقل قانا كاملاً «بإعتباره خطاً أحمرَ غير قابل للتفاوض، والانطلاق في التفاوض من الخط الحدودي البحري 23، وعدم التفريط بالحقوق اللبنانية في باقي المناطق»، وهو ما سيبلغه هوكشتاين الاسبوع المقبل الى الكيان الاسرائيلي ويعود بالرد الى لبنان بشكل سريع. وترددت معلومات مفادها ان الرد الاسرائيلي قد يستدعي عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء لتقرير الموقف واتخاذ القرار بغطاء من معظم القوى السياسية.

وعلمت «اللواء» ان لبنان رفض اقتراح هوكشتاين بترسيم الحدود وفق خط متعرج يأكل من حصة لبنان في مياهه، والذي تقدم به خلال زيارته الماضية في شهر شباط المنصرم. ووصفت مصادر تابعت حركة الموفد الاميركي لقاءاته بأنها إتسمت بالايجابية عموماً، وتركت ارتياحاً لدى كل الاطراف، وان الوقت الآن هو ألأنسب والظروف مؤاتية لإقفال ملف ترسيم الحدود عبر التفاوض، وقالت: ان الموقف الموحد الذي ابلغه لبنان للموفد الاميركي كان امراً إيجابياً، «ويكفى 11 عاماً من التأخير والتعطيل وإجترار المواقف السياسية الشعبوية».

فقد التقى هوكشتاين الرئيس عون بحضور سفيرة أميركا في لبنان دوروثي شيا. وغادر قصر بعبدا دون الإدلاء بأي تصريح، بعد لقاء مع الرئيس عون دام نحو ٤٠ دقيقة.

شارك في اللقاء كل من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، المكلف من قبل عون متابعة ملف المفاوضات، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، ومستشار الرئيس عون سليم جريصاتي، وكبار الموظفين في بعبدا.

وابلغ الجانب اللبناني الوسيط الاميركي الملاحظات على الطرح المقدم من قبله في شباط الماضي، شارحاً ان الطرح لم يعطِ حقل قانا كاملا الى لبنان. وطالب بأن يكون حقل قانا كاملا تحت السيطرة اللبنانية، وأن يبقى الخط 23 كما هو عليه، وشدد على المزيد من الحقوق والمساحات وفقا للقانون الدولي وقانون البحار، ولم يتم ابلاغ هوكشتاين بطريقة كتابية الى حين ان ترسو الامور على اتفاق او تفاهم في الترسيم.

وأكد الرئيس عون على الحقوق السيادية للبنان بالمياه والثروات الطبيعية، وقدم الرد اللبناني على المقترح الأميركي شفهيا وشكر هوكشتاين الرئيس على الرد وابلغه أنه سينقله «للجانب الآخر» (الكيان الاسرائيلي)، وطلب عون جوابا سريعاً فوعده برد سريع.

وسيتوجّه هوكشتاين الى كيان العدو الاسبوع المقبل ثم يعود لاحقًا الى لبنان.وفي ضوء الجواب الاسرائيلي على المقترح اللبناني الذي قدمه عون شفهيا، تُقرر مسألة المفاوضات غير المباشرة.

 

 

وإجتمع هوكشتاين مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وشارك في اللقاء بو صعب واللواء عباس ابراهيم، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، السفيرة شيا، ومستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي.

وحسب المعلومات الرسمية عن الاجتماع، «تبلّغ الموفد الاميركي الموقف اللبناني الموّحد من مسألة ترسيم الحدود والحرص على استمرار الوساطة الاميركية. كما تم التأكيد ان مصلحة لبنان العليا تقتضي البدء عملية التنقيب عن النفط من دون التخلي عن حق لبنان بثرواته كافة».

 

ومن السرايا انتقل هوكشتاين الى وزارة الخارجية والمغتربين حيث إلتقى الوزير عبدالله بو حبيب.ومنها الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور شيا. استمر اللقاء قرابة الساعة وعشر دقائق، أكد في خلاله الرئيس بري للموفد الاميركي «أن ما تبلغه من رئيس الجمهورية في موضوع الحدود البحرية وحقوق لبنان بإستثمار ثرواته النفطية هو متفق عليه من اللبنانيين كافة».

وذكرت المعلومات ان النقاش مع بري تمحور «حول ان إتفاق الإطار يبقى الأساس والآلية الأصلح في التفاوض غير المباشر إستنادا الى النصوص الواردة فيه، والتي تدعو الى إستمرارية اللقاءات وصولاً الى النتائج المرجوة والتي تُفضي الى ترسيم الحدود من دون المساس في حق لبنان بالحفر، لاسيما أن البلوك رقم 9 سبق ولُزّم، وما يجري الآن هو مخالف للإتفاق من جهة، ويحرم لبنان من حقوقه في وقت يسمح للكيان الاسرائيلي بالاستخراج والاعتداء، الأمر الذي يُعرّض السلام في المنطقة ويفاقم من خطورة الأوضاع».

وشدد الرئيس بري على انه في «موازاة حرص لبنان على إستخراج ثرواته، هو ايضا يحرص على الحفاظ على الإستقرار».

واكتفى الموفد الاميركي بالقول رداً على سؤال في عين التينة: أتمنى ان أنجح في مهمتي.

وأُفيد ان هوكشتاين زار ايضا السفيرة الفرنسية آن غريو بحضور السفيرة شيا، «لمناقشة الجهود الأميركيّة والفرنسية لدعم لبنان»، وفق ما أعلنت السفارة الأميركيّة.

وأشارت غريو إلى إجراء «حوار مستفيض بشأن الحدود البحرية، مؤكّدة أنّه من المهمّ بالنسبة إلى مستقبل لبنان واستقرار المنطقة أن يتمّ التوصّل إلى حلّ ديبلوماسيّ لهذا النزاع، عبر التفاوض».


وكان هوكشتاين قد استهل نهاره بزيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، بحضور شيا، وتناول البحث موضوع ترسيم الحدود البحرية.

وجدّد العماد عون موقف المؤسسة العسكرية «الداعم لأي قرار تتّخذه السلطة السياسية في هذا الشأن، ومع اي خط تعتمده لما في ذلك من مصلحة للبنان».

وزار العماد جوزاف عون عصرأ الرئيس برّي، «حيث تم عرض للاوضاع العامة لاسيما الأمنية منها».

كما التقى الوسيط الاميركي عصراً وفداً من نواب قوى التغيير واستمع الى موقفهم بالنسبة لترسيم الحدود.

وكان هوكشتاين قد التقى مساء امس الاول، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي قالت امس عبر «تويتر»: أجريت مناقشة ملهمة هذا المساء مع كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة. الأمم المتحدة تلتزم بدعم ترسيم متفق عليه ومتبادل المنفعة للحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

ماذا قال هوكشتاين؟

وقال هوكشتاين في مقابلة خاصة عبر قناة «الحرة»حول ما لمسه وسمعه من الجانب اللبناني في زيارته: الخبر السار هو أنّني وجدت إجماعًا أكبر حول الرسالة، وإعدادًا جدّيًا للزيارة، وقد قدّموا بعض الأفكار التي تشكل أسس مواصلة المفاوضات والتقدم بها.

اضاف: أعتقد أن ما سمعته أيضاً كان فهماً واضحاً، مفاده أن الخيار الحقيقي لمستقبل لبنان، وهو الهم الأساس للرؤساء والقادة الآخرين الذين التقيت بهم، هو إيجاد حل للأزمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان والتي ترتبط بشكل وثيق بملف النفط، وحل النزاع البحري يشكل خطوة أساسية وهامة من أجل إيجاد حل للأزمة الاقتصادية، وللانطلاق بمسار الانتعاش والنمو، لذا أعتقد أن ما جرى كان محاولة جدية تقضي بالنظر إلى الخيارات المتاحة للمضي قدماً، من غير أن تغفل عن بالنا فكرة أن علينا أن نقدم تنازلات والتفكير بشكل بناء.

 

وفضّل هوكشتاين عدم الكشف عن حالياً عن الردود والأفكار التي تلقاها من الجانب اللبناني، «لأننا في مرحلة حساسة نحاول فيها أن نردم الهوة بين الجانبين كي نتمكن من التوصل إلى اتفاق بينهما»، وقال: أعتقد أن هذا بالغ الأهمية بالنسبة للبنان بقدر ما أعتقد بصراحة أنه بالغ الأهمية لإسرائيل، لذلك، قبل أن أفصح عن هذه الأفكار، سأتشاركها مع الجانب الآخر، ونكمل المسار من هناك

ونفى ان يكون قد قدم اقتراحات أو نقاط جديدة، موضحاً أنه جاء إلى لبنان للاستماع إلى ردود الفعل حول الاقتراحات والنقاط التي أثارها من قبل. ورأى أن الرد اللبناني «يدفع بالمفاوضات إلى الأمام، وعليه سأتشارك هذه الأفكار مع اسرائيل وما إن أحصل على رد واقتراح من الجانب الإسرائيلي، سأبلغه إلى الحكومة في لبنان».

وسُئل ما إذا ناقش لبنان معه الخط 29، لاسيما وأن فريق الجيش اللبناني الفني واللوجستي أفاد أنه يعد ملفاً متيناً في ما يخص الخط 29؟ فقال: أن أمتن الملفات الذي يفترض بالجانب اللبناني إعداده هو ما قد ينجح، والحل الناجح يقضي بالإقلاع عن التفكير هل أملك أفضل قضيّة قانونية، هل أنا في أفضل موقع لي، هل أريد أن أكون أنا المُحِق لأنه أحياناً عندما تكون أن المحق لا تستطيع أن تثبت ذلك.

وعن موقفه من الفكرة التي طرحها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لناحية فرض مبدأ «كاريش مقابل قانا»، قال هوكشتان: أعتقد أن كثيرين كوّنوا أفكاراً حول ما يفترض أن تكون عليه المفاوضات. أعتقد أن الحكومة اللبنانية قد قامت بخطوة قوية جداً إلى الأمام اليوم، عبر طرح مقاربة موحدة، والتفكير ملياً، لا أعتقد أن الأمر حكر على الشعارات، بل يقضي بالنظر إلى نوع التسوية التي يمكن التوصل إليها، ويوافق عليها الإسرائيليون من غير أن يشعروا أن في ذلك ما يتعارض مع مصالحهم، وذلك مع الحفاظ على أهم جزء من مصالح لبنان .

وقال: لذلك لا يتناول الأمر صيغة أو أخرى بل ما يمكن أن يكون ناجحاً، وأعتقد أن هنا تكمن الصعوبة في الموضوع. أعرف أن الأمر صعب لأن الناس يحبون الشعارات، ولا شك في أن الأمور أكثر تعقيداً من ذلك.

وماذا عند اسرائيل؟

ومن جانب العدو الاسرائيلي، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن طائرات الهليكوبتر التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية، التي تديرها البحرية، انطلقت ليل أمس، ولأول مرة، للقيام بدورية ومهمة أمنية في ​حقل كاريش​، كجزء من عملية النظام الدفاعي لتشغيل الحفارة التي وصلت الأسبوع الماضي إلى نقطة الحفر.

بالتوازي، تخطى 20 جندياً اسرائيلياً السياج التقني قرب موقع «العباد» شرق بلدة حولا، وأجروا مسحاً في الحرج المحاذي للخط الأزرق من دون خرقه بحماية دبابة ميركافا تمركزت على ساتر الموقع.

فرنسا والحزب

على صعيد دبلوماسي وسياسي آخر، علمت «اللواء» ان السفيرة الفرنسية آن غريو التقت الاسبوع الماضي عدداً من مسؤولي «حزب الله» في حارة حريك بالضاحية الجنوبية، ومن بينهم مسؤول العلاقات الدولية في الحزب عمار الموسوي. وان البحث تناول القضايا اللبنانية العامة المثارة، لا سيما مضي لبنان في الخطوات الضرورية لعملية الاصلاحات البنيوية، وجرى تقييم للإنتخابات النيابية التي جرت مؤخراً ونتائجها وانعكاسها على الوضع. ونقلت غريو حرصاً فرنسياً واهتماماً بضرورة وسرعة تشكيل الحكومة لكن من دون اي تدخل لدعم شخصية معينة. لكن البحث لم يتناول زيارة الموفد الاميركي هوكشتاين ولا ترسيم الحدودلا من قريب ولا من بعيد».واكدت غريو استمرار الدعم الفرنسي للبنان.

 

واشارت المعلومات الى ان التواصل قائم دوماً بين فرنسا والحزب، وان السفيرة غريو على تنسيق مع الجانب الاميركي في هذه المواضيع وفي مجمل العلاقة مع الحزب.

القناعي: لا تعتلوا همّ

من جهة ثانية، استقبل الرئيس عون امس، سفير الكويت عبد العال سليمان القناعي في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامه في لبنان التي دامت 15 عاماً، ومنحه وسام الارز الوطني من رتبة ضابط أكبر. وشكر السفير القناعي للرئيس عون تكريمه، متمنياً للبنان مستقبلاً افضل ونهاية للمعاناة التي يعيشها اللبنانيون.

وشدد الرئيس عون على «عمق العلاقات الاخوية التي تربط بين لبنان ودولة الكويت، مقدّراً وقوف المسؤولين الكويتيين دائماً الى جانب لبنان لا سيما في الظروف الصعبة التي مرّ فيها الشعب اللبناني».

وجدد التأكيد أن «لبنان يسعى الى افضل العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي ويتمنى لها دوام الامن والاستقرار والتقدم».

ورداً على سؤال، أكد السفيرالقناعي انه سيتم تعيين سفير جديد للكويت في لبنان فور اكتمال التشكيلات الدبلوماسية التي يجريها وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور ناصر محمد الصباح.

وشدد من جهة ثانية على رغبة الكثير من الكويتيين بالمجيء الى لبنان للاصطياف وقال: «لا تعتلوا الهمّ». فأنا لم اجد مكانًا لإبني على الطائرة ليأتي الى لبنان لقضاء اسبوع. وقد أُبلِغْتُ من قبل طيران الشرق الاوسط والخطوط الجوية الكويتية بأنه ستضاف بدءاً من الشهر المقبل المزيد من الرحلات الى لبنان لكثرة الطلب عليها من السياح. ونفى وجود اي حظر على مجيء الكويتيين الى لبنان.

تأخير الاستشارات الملزمة

على الجبهة الحكومية لاحظت مصادر واسعة الاطلاع على المساعي الجارية من وراء الكواليس لتحديد جداول مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة ان الكرة باتت جدياً في ملعب بعبدا، بعد انتهاء جملة انتظارات آخرها، كانت الأجوبة التي سلمت للوسيط الأميركي في مجال ترسيم الحدود.

وقالت: ها قد مرَّ ما يقرب من الشهر على اعتبار الحكومة مستقيلة بعد اجراء الانتخابات، ولم تتخذ بعبدا الموقف المناسب لتحديد المواعيد.

وليلاً، تردّد ان البحث بعد انتهاء اللقاءات مع هوكشتاين ان يصدر قصر بعبدا بياناً بشأن دعوة رئيس الجمهورية إلى الاستشارات النيابية الملزمة، لكن الأمر ارجئ ولكن ليس لوقت طويل.

الطلب عليه يرفع سعر الصرف

وسط ذلك، ارتفع الطلب على شراء الدولار، لا سيما من قبل التجار في السوق السوداء، بعد بروز صعوبات في الحصول على المال الكافي من المصارف، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعر صرف الدولار إلى سقف الـ30 الفاً قبل ان يعاود التراجع إلى سقف الـ29 الفاً.

وأدى تحليق الدولار مجدداً إلى رفع أسعار المحروقات التي وصف ارتفاعها بالجنوني.

فقد ارتفع أمس، سعر صفيحة البنزين 95 و98 أوكتان 12000 ليرة، والمازوت 25000 ليرة، فيما انخفض سعر قارورة الغاز 5000 ليرة، وبالتالي أصبحت الأسعار كالآتي:

البنزين 95 أوكتان 686000 ليرة.

 

البنزين 98 أوكتان 697000 ليرة.

المازوت 708000 ليرة.

الغاز 353000 ليرة.

وفي إطار مالي أيضاً، بحث الرئيس ميقاتي مع رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر إضراب القطاع العام، الذي أشار إلى الحاجة لرفع بدل النقل إلى 150 ألف ليرة لبنانية وكذلك رفع الحد الأقصى للمنح المدرسية إلى 6 ملايين، بانتظار إقرار الموازنة، لمعرفة وضعية الرواتب.

261 إصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة 261 إصابة جديدة بفايروس كورونا، ليرتفع العدد التراكمي للاصابات منذ بدء انتشار الوباء في 21 شباط 2020 إلى 1101508 إصابات مثبتة مخبرياً.

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الديار
 

لبنان ينجح بوحدة موقفه الرسمي وبـ «زنود» المقاومة في استعادة زمام المبادرة بملف الترسي

م عون غير مستعجل على الاستشارات.. المعارضة ترفع الصوت و«التغييريّون» يطبخون «على السكت»

الدولار يحلّق مجدّداً… والمحروقات تلامس أرقاماً خياليّة – بولا مراد

 

بعد الكثير من التجارب المريرة في المرحلة الماضية لجهة انقسام الموقف اللبناني في التعامل مع قضايا استراتيجية ومصيرية، أبرزها التفاوض مع صندوق النقد الدولي وتوزيع الخسائر، نجح لبنان بوحدة موقفه هذه المرة من ملف ترسيم الحدود، والذي تبلغه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في استعادة زمام المبادرة وتحريك الوساطة التي جمّدت كليا منذ أشهر، ما كان ليُبقي لبنان تحت حصار خارجي يمنعه من استخراج ثرواته البحرية حتى من المناطق غير المتنازع عليها، في وقت تستنفر كل دول المنطقة لمد أوروبا بالغاز البديل عن الغاز الروسي.

  ارتياح أميركي يسرّع المفاوضات

 

وفضّل المسؤولون اللبنانيون ابقاء التفاصيل التقنية التي أبلغها الرئيس عون لهوكشتاين في اطار رده على المقترح الاميركي السابق قيد الكتمان. اذ أعلن المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية، ان  الرئيس شدد على حقوق لبنان السيادية في المياه والثروات الطبيعية، وقدم لهوكشتاين رداً على المقترح الاميركي الذي سبق للوسيط الاميركي ان قدمّه قبل اشهر، على ان ينقل الأخير الموقف اللبناني الى «اسرائيل» خلال الايام القليلة المقبلة. وقد تمنى عون على هوكشتاين العودة سريعاً ومعه الجواب من «اسرائيل».

 

وقالت مصادر قريبة من الرئيس عون لـ «الديار» إنه عرض على الوسيط الاميركي المراحل التي قطعتها عملية الاتصالات لترسيم الحدود، وأكد له تمسك لبنان بحقوقه السيادية، وقدم له ردا وطنيا موحدا على المقترح الاميركي طالبا منه تجديد وساطته. واشارت المصادر الى ان هوكشتاين قال للرئيس عون انه «سيعرض الجواب اللبناني على الجانب الاسرائيلي ليعود ليبلغ لبنان به». واضافت المصادر: «كما تمنى الرئيس عون ان يكون تحرك هوكشتاين سريعا لمواكبة التطورات المتسارعة في المنطقة وبخاصة جنوبا، باشارة الى السفينة اليونانية التي اوشكت بدء التنقيب من حقل كاريش». واوضحت المصادر التي وصفت أجواء اللقاء بالودية والايجابية، ان هوكشتاين أكد لرئيس الجمهورية انه «سيقوم بأقصى جهده لمساعدة لبنان بهذا الملف وغيره من الملفات».

 

وأكدت المصادر أن ما سمعه الوسيط الاميركي في بعبدا سمعه في عين التينة وفي السراي الحكومي، وهو اصلا ما كان ينتظره الاميركيون والمجتمع الدولي لجهة وحدة الموقف اللبناني في التعامل مع هذه القضية.

 

من جهتها، قالت مصادر سياسية مواكبة عن كثب للملف أن «عنصرين يعيدان لبنان أقوى الى طاولة المفاوضات غير المباشرة، الا وهما وحدة الموقف اللبناني، أضف الى ذلك «زنود» المقاومة، فلولا وجود حزب الله لكان «الاسرائيليون» انتهوا منذ أشهر من التنقيب في «كاريش»، ووضعوا يدهم على قانا وعلى ما هو أبعد منه». وأضافت المصادر لـ «الديار»: «تراجع لبنان الرسمي عن الخط 29 وتمسكه بالخط 23 ترك ارتياحا لدى الوسيط الاميركي الذي كان ليبلغ لبنان صراحة بتوقف وساطته في حال العكس»، مرجحة تزخيم المفاوضات غير المباشرة سواء في الناقورة او من خلال زيارات مكوكية لهوكشتاين بين بيروت و»تل ابيب»، لأن كل القوى المعنية بالملف مستعجلة على الانتهاء منه لضمان عملية التنقيب والاستخراج بأمان، في وقت ان أوروبا بأمسّ الحاجة لغاز المنطقة، من دون ان ننسى ان لبنان بأمسّ الحاجة للعائدات المالية الطائلة من هذا الغاز».

 

وفي مقابلة مع قناة «الحرة» مساء، قال هوكشتاين ان الرد اللبناني «يدفع بالمفاوضات إلى الأمام»، وأشار الى ان: «الخبر السار هو أنّني وجدت إجماعًا أكبر حول الرسالة، وإعدادًا جدّيًا للزيارة، وقد قدّموا بعض الأفكار التي تشكل أسس مواصلة المفاوضات والتقدم بها».

   مبادرة لـ «التغييريين».. وعون غير مستعجل

 

في هذا الوقت، وبينما كان من المنتظر ان يدعو رئيس الجمهورية للاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس للحكومة الجديدة بعد مغادرة هوكشتاين بيروت والتفرغ مجددا لهذا الملف، استبعدت مصادر معنية ان تحصل الدعوة هذا الاسبوع «وبخاصة ان قضية ترسيم الحدود لا تزال تحظى باهتمام لبناني بالغ، وقد تستلزم متابعتها يومين اضافيين». وقالت المصادر لـ «الديار»: «اصلا لا يبدو الرئيس عون مستعجلا للخطوة رغبة منه بالتوصل الى تفاهمات مسبقة، فلا يكون التكليف من دون جدوى ويؤدي الى أشهر طويلة من تصريف الأعمال».

 

لكن الرئيس عون لن يستطيع الصمود طويلا امام الضغوط التي تمارسها المعارضة والتي ستزيد وطأتها في الايام القليلة المقبلة مع انتهاء زيارة هوكشتاين. وبحسب المعلومات، لا تزال هذه القوى تتعاطى بنوع من البرودة مع الملف، لأنها لم تتمكن اصلا من حسم أسماء مرشحيها. وتشير مصادر مطلعة الى أن «ما يُعرف بالقوى السيادية وقوى المعارضة لم تنجح حتى الساعة في التوافق على اسم واحد تخوض به الاستحقاق المقبل»، لافتة في حديث لـ «الديار» الى ان «القوات و»الاشتراكي» اتفقا على كيفية مقاربة الملف، و»الكتائب» قد يلاقيهما في منتصف الطريق، لكن بالمقابل فان النواب «التغييريين» لا يزالون يصرون على ان يكونوا هم من يقترحون الحلول والاسماء فتلاقيهم باقي القوى». وعُلم ان اي تواصل لم يحصل مع هؤلاء النواب من قبل باقي القوى، علما انهم اصلا بصدد الاعلان عن مبادرة تقارب كل الاستحقاقات المقبلة، فاما تسير بها باقي القوى ويكون التلاقي معها على عناوين وبرنامج محدد، او ترفضها ويسلك كل فريق طريقه.

  الدولار يحلّق … والبنزين نار

 

وكما كان متوقعا، عاد سعر الصرف ليحلق بعد تخطيه مجددا عتبة الـ 30 الف ليرة، بغياب اي اجراءات جدية طويلة المدى لحل أزمة سعر الصرف، والاتكال على اجراءات وتدابير ينفرد فيها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وبالتوازي بلغت أسعار المحروقات يوم أمس أرقاما خيالية مع ملامسة سعر صفيحة البنزين عتبة الـ 700 ألف ليرة.

 

وقال مصدر مسؤول لـ «الديار» ان هذه الاوضاع تشكل عامل قلق رئيسيا، فاذا كان التعويل على حوالى 4 مليار دولار قد يُدخلها قطاع السياحة الى البلد خلال موسم الصيف، فالواجب تأمين استمرارية اللبنانيين القاطنين في البلد الذين لم يعد القسم الاكبر منهم قادرا على تأمين تكلفة التنقل الى عمله.

 

وبمسعى لانهاء الاضراب الذي أعلنه موظفو القطاع العام، والذي يهدد بشل كامل البلد، أعلن رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر يوم أمس، انه اقترح على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «دفع مبلغ 150 ألف ليرة كبدل نقل يومي، وأن تدفع المنح الاجتماعية والمبالغ المقطوعة، وهي بالحدّ الأدنى 2000000 ليرة لبنانية، وستة ملايين ليرة كحدّ اقصى في الشهر، وهذا يعني أساس راتب لكل موظف كما هو وارد في الموازنة التي لم تقر حتى الآن، والبدء بتطبيق هذه المنح المقطوعة فورا على القطاع العام، ودفع بدل النقل الذي أقرّ بمرسوم للعسكريين، لأنهم خط الدفاع الأول عن الناس في هذه المرحلة».

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

هوكشتاين رحّب بتبنّي لبنان الخط 23  

 

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية أموس هوكشتاين بحضور السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا.

وشارك في اللقاء كل من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، المكلف من قبل عون، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، ومستشار الرئيس عون سليم جريصاتي، وكبار الموظفين في بعبدا.

ثم غادر هوكشتاين قصر بعبدا دون الإدلاء بأي تصريح، بعد لقاء مع الرئيس عون دام نحو ٤٠ دقيقة.

واشارت الـ ال. بي. سي. إلى أن الجانب اللبناني أبلغ الوسيط الاميركي الملاحظات في الطرح المقدم من قبله في شباط الماضي، شارحًا ان الطرح لم يعطِ حقل قانا كاملا الى لبنان.

وطالب بأن يكون حقل قانا كاملا تحت السيطرة اللبنانية، وأن يبقى الخط 23 كما هو عليه، وشدد على المزيد من الحقوق والمساحات وفقا للقانون الدولي وقانون البحار، ولم يتم ابلاغ هوكشتاين بطريقة كتابية الى ان ترسو الامور على اتفاق او تفاهم في الترسيم.

وأكد الرئيس عون على الحقوق السيادية للبنان بالمياه والثروات الطبيعية، وقدم الرد اللبناني على المقترح الأميركي شفهيا وشكر هوكشتاين الرئيس على الرد ولفت إلى أنه سينقله للجانب الآخر، وطلب عون جوابا سريعا فوعده برد سريع، بحسب المعلومات.

وعلى ضوء الجواب الاسرائيلي على المقترح اللبناني الذي قدمه عون شفهيا، تُقرر مسألة المفاوضات غير المباشرة.

السراي: بعدها انتقل هوكشتاين الى السراي الحكومي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

وشارك في اللقاء نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير،سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا، ومستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي.

وفي خلال الاجتماع تبلّغ الموفد الاميركي الموقف اللبناني الموحد من مسألة ترسيم الحدود والحرص على استمرار الوساطة الاميركية.

كما تم التأكيد ان مصلحة لبنان العليا تقتضي البدء بعملية التنقيب عن النفط من دون التخلي عن حق لبنان بثرواته كافة.

قصر بسترس: لاحقا، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب الوسيط الاميركي، الذي غادر من دون الادلاء بتصريح.

عين التينة: واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري هوكشتاين في عين التينة في حضور شيا. استمر اللقاء قرابة الساعة وعشر دقائق، أكد في خلاله الرئيس بري للموفد الاميركي «أن ما تبلغه من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في موضوع الحدود البحرية وحقوق لبنان بإستثمار ثرواته النفطية هو متفق عليه من اللبنانيين كافة».

وأشار رئيس المجلس الى «ان النقاش تمحور في الشكل المتعلق بالجوهر والذي هو موضوع ترسيم الحدود البحرية لا سيما ان إتفاق الإطار يبقى الأساس والآلية الأصلح في التفاوض غير المباشر إستنادا الى النصوص الواردة فيه والتي تدعو الى إستمرارية اللقاءات وصولا الى النتائج المرجوة والتي تفضي الى ترسيم الحدود من دون المساس في حق لبنان بالحفر لا سيما أن البلوك رقم (9) الذي سبق ولزم وما يجري الآن هو مخالف للإتفاق من جهة ويحرم لبنان من حقوقه في وقت يسمح للكيان الاسرائيلي بالاستخراج والاعتداء الأمر الذي يعرض السلام في المنطقة ويفاقم من خطورة الأوضاع».

وشدد الرئيس بري على انه في «موازاة حرص لبنان على إستخراج ثرواته هو ايضا يحرص على الحفاظ على الإستقرار».

غريو: وافيد ان هوكستاين زار ايضا السفيرة الفرنسية آن غريو بحضور السفيرة الأميركيّة دوروثي شيا، لمناقشة الجهود الأميركيّة والفرنسية لدعم لبنان، وفق ما أعلنت السفارة الأميركيّة.

وأشارت غريو إلى إجراء «حوار مستفيض بشأن الحدود البحرية»، مؤكّدة أنّه «من المهمّ بالنسبة إلى مستقبل لبنان واستقرار المنطقة أن يتمّ التوصّل إلى حلّ ديبلوماسيّ لهذا النزاع، عبر التفاوض».

اليرزة: كما استقبل قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة، هوكشتاين بحضور شيا، وتناول البحث موضوع ترسيم الحدود البحرية.

وجدّد العماد عون موقف المؤسسة العسكرية الداعم لأي قرار تتّخذه السلطة السياسية في هذا الشأن، ومع اي خط تعتمده لما في ذلك من مصلحة للبنان.

 

الوسيط الأميركي: الحكومة قامت بخطوة قوية جدًا إلى الأمام بطرح مقاربة موحّدة

 

أكد المبعوث الأميركي الخاص للطاقة الدولية آموس هوكستاين أن زيارته إلى بيروت تأتي في سياق جولة جديدة يستمع فيها إلى الحكومة اللبنانية.

وقال هوكستاين في مقابلة خاصة عبر قناة «الحرة»: «كنت هنا قبل بضعة أشهر وقدمت في حينها بعض الاقتراحات حول ما يفترض أن تكون عليه المفاوضات كما قدمت هذه الاقتراحات إلى الجانب الآخر أيضًا، واليوم جئت للاستماع للمسؤولين في الحكومة اللبنانية والإصغاء لوجهات نظرهم وتلقي أفكارهم حول المسارات المحتملة للدفع قدمًا».

وحول ما لمسه وسمعه من الجانب اللبناني في زيارته، أشار هوكستاين إلى أن «الخبر السار هو أنّني وجدت إجماعًا أكبر حول الرسالة، وإعدادًا جدّيًا للزيارة، وقد قدّموا بعض الأفكار التي تشكل أسس مواصلة المفاوضات والتقدم بها».

كم قال: «أعتقد أن ما سمعته أيضًا كان فهمًا واضحًا، مفاده أن الخيار الحقيقي لمستقبل لبنان، وهو الهم الأساس للرؤساء والقادة الآخرين الذين التقيت بهم، هو إيجاد حل للأزمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان والتي ترتبط بشكل وثيق بملف النفط، وحل النزاع البحري يشكل خطوة أساسية وهامة من أجل إيجاد حل للأزمة الاقتصادية، وللانطلاق بمسار الانتعاش والنمو، لذا أعتقد أن ما جرى كان محاولة جدية تقضي بالنظر إلى الخيارات المتاحة للمضي قدمًا، من غير أن تغفل عن بالنا فكرة أن علينا أن نقدم تنازلات والتفكير بشكل بناء».

وعما إذا كان قد قدم اقتراحات أو نقاطا جديدة، نفى هوكستاين ذلك، موضحاً أنه جاء إلى لبنان للاستماع إلى ردود الفعل حول الاقتراحات والنقاط التي أثارها من قبل.

وحول الردود والأفكار التي تلقاها من الجانب اللبناني، فضل هوكستاين عدم الكشف عنها حالياً «لأننا في مرحلة حساسة نحاول فيها أن نردم الهوة بين الجانبين كي نتمكن من التوصل إلى اتفاق بينهما، أعتقد أن هذا بالغ الأهمية بالنسبة للبنان بقدر ما أعتقد بصراحة أنه بالغ الأهمية لإسرائيل، لذلك، قبل أن أفصح عن هذه الأفكار، سأتشاركها مع الجانب الآخر، ونكمل المسار من هناك».

ورأى هوكستاين أن الرد اللبناني «يدفع بالمفاوضات إلى الأمام، وعليه سأتشارك هذه الأفكار مع اسرائيل وما إن أحصل على رد واقتراح من الجانب الإسرائيلي، سأبلغه إلى الحكومة في لبنان».

ولدى سؤاله عما إذا ناقش لبنان معه الخط 29، لاسيما وأن فريق الجيش اللبناني الفني واللوجستي أفاد أنه يعد ملفًا متينًا في ما يخص الخط 29، معتبراً أن «أمتن الملفات الذي يفترض بالجانب اللبناني إعداده هو ما قد ينجح، والحل الناجح يقضي بالإقلاع عن التفكير هل أملك أفضل قضيّة قانونية، هل أنا في أفضل موقع لي، هل أريد أن أكون أنا المحق لأن أحيانًا عندما تكونين أنت المحقة، لا تستطيعن أن تثبتي ذلك».

وتابع: «ثمة طرفان هنا وعلى الجانبين بدل التركيز على ما هو حق لي مقابل الطرف الآخر الذي يرى ما هو حق له، يجب أن يكون التفكير قائمًا على الطاقة التي يفترض بذلها في التفكير، ما هي الأفكار الخلاقة التي يمكننا كلّنا أن نتفق عليها. قد لا أحصل على كل ما أردته، لكنني حصلت على ما هو أكثر بكثير مما لدي الآن، وفي حالة لبنان، هو لا شيء».

 

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram