افتتاحيات الصحف ليوم الثلاثاء 14 حزيران 2022

افتتاحيات الصحف ليوم الثلاثاء 14 حزيران 2022

 

Telegram

 

افتتاحية جريدة البناء


جوائز الترضية الكهربائيّة الأميركيّة قيد الاختبار لبنانياً لكنها لن تنفع لتمرير الاستخراج «الإسرائيليّ» / هوكشتاين اليوم أمام معادلة: غاز «بحر صور» مقابل غاز «بحر عكا»… أو تنفجر المنطقة / سيناريو أوروبيّ بإعلان «إسرائيليّ» منح التفاوض مهلة شهرين لتعطيل اشتعال حرب إقليميّة /


مع وصول المستشار الأول لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الطاقة الوسيط التفاوضيّ في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان آموس هوكشتاين، يدخل لبنان والمنطقة مرحلة شديدة الحساسية، فمعهد واشنطن واكب زيارة هوكشتاين بدراسة لمدير سياسات الطاقة لديه هو سايمون هندرسون الذي استعرض وجوه أزمة الترسيم في الحدود البحرية لدول المنطقة وصولاً لتركيا واليونان ومصر وقبرص، ولمقاربة عوامل الوقت والأمن والنزاعات التاريخية ليقول «تشكل وجهات النظر المتباينة بشدّة بين «إسرائيل» ولبنان بشأن الحدود البحرية تحدياً كبيراً للدبلوماسية الأميركية، التي شجعت ضمنياً تطوير قطاع النفط والغاز البحري في شرق البحر المتوسط، مع بعض النجاح في السنوات الأخيرة. وقد يكون التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع أو في المدى القريب بعيد المنال – حيث لا تريد «إسرائيل» التنازل حتى عن المُلكية الجزئية لحقول الغاز المكتشفة أو تأخير دخولها إلى الإنتاج بسبب العرقلة اللبنانية المتصورة. لكن المواجهة، التي قد تكون مصحوبة بتهديدات «حزب الله» باستخدام القوة، قد تردع مستثمرين آخرين عن الالتزام بمشاريع قبالة الساحل الإسرائيلي – والتي قد تكون جزءاً من الدافع الذي يحفز بيروت. وبالتالي، لن تكون المهمة التي تنتظر الوسطاء الأميركيين سهلة».

بالمقابل وصل وفد أوروبي رفيع الى فلسطين المحتلة لبحث فرص الحصول على عقود في قطاع الغاز توفر بدائل سريعة للغاز الروسي، والوفد الذي يضم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، سيلتقي رئيس حكومة كيان الاحتلال نفتالي بينيت اليوم بالتزامن مع اللقاءات التي سيجريها الوسيط الأميركي هوكشتاين مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي سيبلغه الموقف اللبناني الذي توافق عليه عون مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

وفيما توقعت وكالة الصحافة الفرنسية نتائج غير عملية لزيارة الوفد الأوروبي لكيان الاحتلال، وتوقع معهد واشنطن مخاطر تنتظر وساطة هوكشتاين بين بيروت وتل أبيب، قالت مصادر متابعة للملف، إن هوكشتاين حمل معه جوائز ترضية للبنان عرضها خلال لقاءاته أمس، وعنوانها العودة لمعزوفة الإغراء الأميركي بضمان الحصول على الغاز من مصر والكهرباء من الأردن عبر سورية، دون خطر تعرّض لبنان والأردن ومصر لمخاطر العقوبات الأميركية المفروضة على سورية، وتسهيل  الحصول على تمويل البنك الدولي للمشروع، وهو وعد مستمرّ منذ سنة. وتقول المصادر المواكبة للملف إن لبنان لن يبتلع الطعم نفسه عدة مرات، وهو يرحّب بالتنفيذ العملي للوعود الأميركية السابقة لكنه لا يقايض بين ذلك، وبين الموضوع المحوري لمباحثاته مع الوسيط الأميركي، ومحورها بات أبعد من معادلة الترسيم مع قدوم سفينة الاستخراج أنرجين باور، حيث الأمر واضح للمسؤولين اللبنانيين، الاستخراج او تجميد مصر الغاز والنفط في كل من حقول بحر صور وبحر عكا، قبل الدخول على خط التفاوض على الترسيم، دون الاستخفاف بحقيقة ان المنطقة تواجه خطر انفجار حرب إقليمية إذا تم تجاهل هذه المعادلة. فالدولة التي فاوضت خلال سنوات للوصول الى اتفاق إطار بالشراكة مع واشنطن، وفاوضت لاحقا لسنتين في ظل الوساطة الأميركية الرسمية بصورة غير مباشرة مع الوفد الإسرائيلي، لم تحصد سوى الخداع الذي يظهره القرار ببدء الاستخراج من حقول بحر عكا بينما المثل ممنوع من حقول بحر صور، وها هي المقاومة تدخل على الخط، وعلى الأميركي والإسرائيلي التعامل مع تهديداتها بجدية.

مقابل خطر الانفجار ثمة سيناريو واحد تداولته مصادر أوروبية هو أن تنجح واشنطن والوفد الأوروبي الزائر لتل أبيب بإيجاد مخرج يحفظ ماء وجه كيان الاحتلال، بمنح مهلة شهرين للتوصل الى حل تفاوضي يتوقف خلالها مشروع الاستخراج من الحقول المتقابلة والمتنازع عليها، على أن يسعى الوسيط الأميركي لطرح مبادرات توفر فرصاً أفضل للتوصل إلى حل تفاوضي خلالها، آخذا بعين الاعتبار عامل الوقت والأمن اللذين لم يعودا يعملان لصالح «إسرائيل»، في ظل الحاجة الأوروبية المحلة والإغراءات التي تقدمها السوق لحكومة الاحتلال بما يستدعي السرعة مع الحفاظ على استقرار الوضع الأمني في ظل جدية تهديدات المقاومة.

خطفت زيارة الموفد الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي عاموس هوكشتاين الى بيروت الأضواء المحلية، حيث يجول اليوم على المسؤولين اللبنانيين للبحث بالتطورات الأخيرة على صعيد ملف ترسيم الحدود البحرية والعمل للتوصل الى حل للنزاع بين لبنان و»اسرائيل»، في ضوء تبلور موقف لبناني موحّد اتفق الرؤساء الثلاثة على إبلاغه لهوكشتاين خلال اللقاء به اليوم.

واستهل المبعوث الأميركي جولته بلقاء المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في مكتبه بحضور السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وتناول البحث تطورات ملف ترسيم الحدود البحرية. ولفت إبراهيم في حديث لقناة «المنار» الى أن «اللقاء مع هوكشتاين كان جيّدا، وأبلغته أنه سيسمع موقف لبنان الموحّد حيال ملف ترسيم الحدود البحرية من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون».

وأوضحت مصادر مطلعة لـ»البناء» أن الهدف من لقاءات هوكشتاين هي جس نبض موقف الدولية اللبنانية من ملف الترسيم والباخرة الاسرائيلية وتهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لباخرة استخراج الغاز الاسرائيلية في كاريش، كما أنها زيارة تمهيدية وتحضيرية للقاء بين الوسيط الأميركي والرئيس عون لإبلاغه الموقف اللبناني الرسمي الذي سيؤكد على الحقوق اللبناني كاملة ورفض استخراج الغاز من المنطقة المتنازع عليها قبل التوصل الى حل يرضي الطرفين ويرسم الحدود بشكل واضح من خلال المفاوضات غير المباشرة».

والتقى الموفد الأميركي وزير الطاقة والمياه وليد فياض، وتم البحث في سبل تفعيل خط الغاز العربي الى لبنان.

وذكرت وسائل إعلام أن «هوكشتاين أكد تأييد بلاده لحصول لبنان على الغاز من مصر والكهرباء من الأردن، وأصرّ على أن يوقع لبنان مع مصر، وسيتم خلال هذا الأسبوع وفي أبعد تقدير يوم الأحد المقبل». وشدّد هوكشتاين أنه «في حال التوقيع على الاتفاق فسيعمل على تحضير وإنجاز رسالة الضمانات التي تعفي الجانب المصري من قانون قيصر، وستضغط الولايات المتحدة على البنك الدولي لتأمين التمويل ليشتري لبنان الغاز»، ووعد هوكشتاين وزير الطاقة خلال زيارته «بالتدخل مع الجانب العراقي لتجديد العقد مع لبنان».

ولفت فياض بعد اللقاء الى «أننا تناقشنا مع الوسيط الأميركي حول توقيع اتفاقيات استجرار الكهرباء إلى لبنان من الأردن ومصر، ونحن خلف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والدولة كلها لديها موقف واضح وهذا يقوّي لبنان».

وأضاف: «في ما خصّ موضوع ترسيم الحدود البحرية أكدت للوسيط الأميركي على أن الموقف الوطني الموحّد هو ما يتوافق عليه الرؤساء الثلاثة ولبنان يسعى للحفاظ على حقوقه».

وتساءلت مصادر سياسية لـ»البناء» هل يقوم الوسيط الأميركي بمحاولة جديدة لخداع لبنان بجرعات مخدر عبر إلهائه بتفعيل خط الغاز العربي وتأمين كهرباء ونفط مقابل غض النظر عن ما تقوم به «اسرائيل» من اعمال تحضيرية لبدء استخراج الغاز من كاريش؟ محذرة من أن الهدف من زيارة هوكشتاين هو احتواء ردة الفعل اللبنانية على استقدام باخرة الاستخراج الى تخوم الخط 29 وإغراء الدولة اللبنانية ببعض النفط والكهرباء عبر إعادة تفعيل خط الغاز الذي تحول الى وعد لم ينفذ من أكثر من عام لأسباب سياسية واضحة.

وبرز موقف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بقوله إن «الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع لبنان وإسرائيل للمساعدة في حل الخلاف بشأن حقل كاريش البحري».

ووصل هوكشتاين الى بيروت على وقع التهديدات الاسرائيلية برد عسكري على لبنان إزاء أية هجمات ضد أهداف في كيان الاحتلال، ووضعت مصادر عسكرية وسياسية هذه التهديدات في إطار الحرب النفسية الاعلامية ولتحقيق توازن مع تهديدات السيد نصرالله الأخيرة بمنع «اسرائيل» من استخراج الغاز من حقل كاريش، مشيرة لـ»البناء» الى «أن التهديدات موجهة ايضاً الى الجبهة الداخلية الاسرائيلية لضخ جرعة معنويات للمستوطنين بعد تهديدات السيد نصرالله العالية السقف»، وتساءلت: هل تستطيع «إسرائيل» شنّ حرب على لبنان في ظل تنامي وتعاظم قدرات المقاومة خلال العقد الماضي؟ وهل تستطيع شن حرب من دون ضوء أخضر أميركي؟ وهل الأميركي في وضع يسمح له بتغطية حرب اسرائيلية قد تمتد الى المنطقة، في ظل أزمة الطاقة العالمية وارتفاع أسعار النفط العالمية إثر الحرب الروسية – الاوكرانية؟

ورجحت المصادر أن يكون هدف زيارة هوكشتاين الى بيروت لاحتواء الموقف اللبناني والحؤول دون تدحرج الأمور نحو الحرب العسكرية والسعي لإعادة الطرفين الى التفاوض للتوصل الى حل سلمي.

وتوقعت المصادر أن تتراجع «اسرائيل» عن استخراج الغاز في كاريش بعد التهديدات التي اطلقها السيد نصرالله المعززة بموقف لبناني موحد سيتبلغه الوسيط الاميركي اليوم ويتضمن تمسك لبنان بالخط 23 ورفض العمل في المنطقة المتنازع عليها قبل التوصل الى حل، والتمسك بحقل قانا كاملاً ورفض اقتراح الاستثمار المشترك للحقول أو اقتراح آخر لا يحمي الحقوق اللبنانية». وشددت المصادر على أن «بعد كلام السيد نصرالله وموقف الدولة لم تعد «اسرائيل» قادرة على الاستمرار بمشروعها باستخراج الغاز من البلوكات المحاذية للخط 29 خشية استفزاز لبنان والدخول بحرب عسكرية ستؤدي الى تدمير باخرة انرجين والمنصة التي تعمل عليها».

وفي سياق ذلك، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن «إنتاج إسرائيل للغاز لن يكون سهلاً في ظل نزاعها الحدودي البحري مع لبنان، حيث ما زال الطرفان في حالة حرب رسمياً».

وأكد قائد الجيش العماد جوزاف عون، خلال زيارته كليّة فؤاد شهاب للقيادة والأركان الى أن «الجيش أنهى مهمّته التّقنيّة، ويقف خلف السّلطة السّياسيّة في أيّ قرار تتّخذه». وقال: «لسنا معنيّين بأيّة تعليقات أو تحليلات أو مواقف سواء أكانت سياسيّة أم إعلاميّة. الموقف الرّسمي يصدر عن قيادة الجيش حصرًا، وأيّ رأي آخر لا يعبّر عن موقف الجيش».

وقبيل وصول الوسيط الاميركي الى بيروت، تكثفت الاتصالات بين المسؤولين والمقار الرئاسية للتوصل الى موقف موحد من ملف الترسيم.

واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في عين التينة وجرى عرض للأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية، واستمر اللقاء نصف ساعة غادر بعده ميقاتي من دون الإدلاء بتصريح.

وأبلغ رئيس الجمهورية المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا خلال استقبالها في بعبدا، «أن الجانب اللبناني سيبلغ الوسيط الاميركي بالموقف اللبناني الموحد حيال الطروحات المقترحة لاستئناف هذه المفاوضات والتي تحفظ حقوق لبنان». من جانبها اشارت فرونتسكا الى «أن الامم المتحدة مستعدة للمساهمة في كل ما من شأنه تحريك المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية»، منوهة بحكمة الرئيس عون و»دوره في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان».

وشدّد المكتب السياسي لـ»حركة أمل»، على «أهمية وحدة الموقف، والمطالبة باستئناف المفاوضات غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة على قاعدة التمسك بحق لبنان الكامل في مياهه وفق القوانين الدولية، وعدم التخلي عن أية مساحة مهما كانت، ومن جهة أخرى دعوة الشركات الملتزمة التنقيب للمباشرة بعملها في البلوك رقم 9 على الحدود الجنوبية، وعدم إهدار مزيد من الوقت في حين أن العدو الإسرائيلي يعمل للتعدي على حقوق لبنان في مياهه وغازه ونفطه».

وأعرب نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم خلال لقائه أعضاء «هيئة علماء بيروت» في مركزهم في الضاحية الجنوبية عن «ارتياح الحزب لإنجاز الانتخابات النيابية ونتائجها، والتي ستنقل لبنان إلى مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي المبني على التمثيل الشعبي الذي عبَّر عنه الناس بعد المخاض الصعب الذي أحاط بلبنان خلال السنتين الأخيرتين، لنكون أمام تحدي النهوض بلبنان مسؤولية أولى وأساسية على عاتق نواب المجلس النيابي المنتخبين». وشدّد، بحسب بيان للعلاقات الاعلامية في حزب الله، على أننا «أمام استحقاق ملح وضروري هو تكليف رئيس الحكومة وتشكيلها، ندعو إلى إنجازه بأسرع وقت، وبتعاون بنَّاء بين جميع القوى والشخصيات الممثلة في المجلس النيابي».

ولفت قاسم الى أن «الحكومة هي المعبر الوحيد والحصري للانطلاق إلى معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية، وأول مهامها أن تضع خطة التعافي والإنقاذ في مسارها العملي والتنفيذي، وتوفير كل شروط نجاحها، ونتمنى أن تسود عقلية حكومة الوطن وليس حكومة تتقاسم المكتسبات».

وفي ذكرى مجزرة إهدن المروّعة التي ذهب ضحيتها النائب والوزير طوني سليمان فرنجية وزوجته وطفلتهما وعدد كبير من أنصاره، رأى حزب الله في بيان أن هذه الجريمة «تمثل أبشع تمثيل الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان خلال الحقبة الماضية»، معتبراً أن «المجرمين أرادوا ضرب بيت وطني عريق ارتبط مصيره بوحدة لبنان وعروبته الحقيقية الأصيلة، وتهيئة الساحة اللبنانية بما يخدم العدو الاسرائيلي ومشاريعه العدوانية».

وأضاف: «إن حزب الله إذ يجدّد عزاءه لمعالي الوزير سليمان فرنجية المؤتمن على الخط السياسي الوطني والعروبي لهذه العائلة الكريمة ولهذا التيار والمؤمن بالمقاومة في وجه العدو الصهيوني وأطماعه في بلدنا، يؤكد أن هذه الجريمة البشعة لن يطالها النسيان وستبقى حية في ضمير المظلومين واللبنانيين عامة، ويشدّد على معاقبة الجناة المعروفين الذين لن يطالهم عفو في السياسة أو تهاون في القانون».

على الصعيد القضائيّ، قرر النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد أبو حيدر التنحي عن النظر في الادعاء على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. ما يدعو للتساؤل عن سبب تنحّي ابو حيدر وعلاقة الضغوط السياسية التي يتعرض لها القضاء لعرقلة البت بملفات الفساد والملاحقات المالية ضد حاكم مصرف لبنان وشقيقه رجا سلامة. وربطت مصادر «البناء» بين تنحي ابو حيدر، وبين كف يد القاضية غادة عون عبر سحب ملف سلامة من يدها تارة وإحالتها الى المجلس التأديبي والتفتيش تارة أخرى وذلك لتمييع الملف وتضييع الوقت حتى نهاية العهد الرئاسي الحالي.


--------------------------------------------------------------------------------------

افتتاحية جريدة الأخبار

 

سلامة يخيّر اللبنانيين: كهرباء أم بنزين؟


أعدّ وزير الطاقة وليد فياض «مقترح خطّة طوارئ وطنية لقطاع الكهرباء» لاستباق العتمة الشاملة واتضاح مسألة استيراد الغاز من مصر واستجرار الكهرباء من الأردن، ما يتيح زيادة عدد ساعات التغذية بالتيار الكهربائي إلى ما بين 8 ساعات و10 ساعات من خلال تمويل واردات الفيول الأويل بالدولار من مصرف لبنان وفق سعر «صيرفة»، إلا أن ذلك يتطلّب في المقابل زيادة تعرفة الكهرباء ودعم الأسر الأشدّ فقراً

في أيلول المقبل، تنتهي مدّة الاتفاقية الموقّعة بين لبنان والعراق، والتي حصلت بموجبها الدولة اللبنانية على مليون طن من النفط العراقي. ما يعني عملياً، العودة إلى العتمة الشاملة بسبب رفض مصرف لبنان تمويل استيراد الفيول اللازم لتشغيل المعامل. كانت ذريعة مصرف لبنان يومها، أنه لن يبدّد سيولته بالدولار على الفيول أويل، إلا إذا طلبت الحكومة الاستقراض منه. وهذا ما يتيح له، محاسبياً، تسجيل هذه الدولارات باعتبارها أصولاً في ميزانيته لا خسائر بالعملة الأجنبية، لأن عقد الاستقراض يلزم الدولة بردّ هذه الدولارات. ولأسباب عدّة مرتبطة بتواطؤ قوى السلطة مع حاكم مصرف لبنان، تسوّل لبنان من العراق كمية من الفيول أويل مقابل تسديد قيمتها بليرات توضع في حساب في مصرف لبنان، على أن تستعملها الحكومة العراقية في لبنان. كان الأمر بمثابة «مكرمة» عراقية شارفت مفاعيلها على الانتهاء. لكن ما تغيّر اليوم هو أن مصرف لبنان قرّر أن يوقف دعم البنزين «في أسرع وقت ممكن» وأن يستعمل هذه الدولارات لتمويل الفيول أويل اللازم لتشغيل معامل الكهرباء. سلامة يقود الدفّة كيفما أراد، وهو يخيّرنا اليوم بين كهرباء لمدّة 10 ساعات، أو بنزين شبه مدعوم (بنسبة 15%).


----------------------------------------------------------------------------------------

لبنان لأميركا: قانا مقابل كاريش


مرجعيّة التفاوض الوحيدة في ملف الترسيم هي للرئيس ميشال عون. هذا كان أول ملامح الموقف اللبناني الموحّد الذي لمسه الوسيط الأميركي العائد إلى لبنان عاموس هوكشتين، بعد وصوله إلى بيروت أمس، ولقائه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ووزير الطاقة وليد فياض، قبل أن ينهي نهاره بلقاء مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب. من كلّ من التقاهم، سمع هوكشتين موقفاً واحداً: الجواب على اقتراح الخط المتعرّج الذي قدّمه إلى لبنان في زيارته الأخيرة في شباط الماضي سيسمعه من رئيس الجمهورية اليوم، وهو يعبّر عن موقف الرؤساء الثلاثة، وأنه سيسمع من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي أن موقف عون هو موقفهما.

في لقاء بعبدا اليوم، يبدو موقف لبنان التفاوضي أكثر قوة مما كان سابقاً، مع الإجماع اللبناني، ومع تحرّر رئيس الجمهورية من حفلة المزايدات والضغوط بعد «التغطية» التي أمّنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله للموقف الرسمي الخميس الماضي. فيما يبدو أن الوسيط الأميركي جاء مستمعاً، من دون أن يحمل أجوبة على الطرح اللبناني. ووسط تكتّم على ما سيبلغه عون لهوكشتين، يبدو أن الحديث يدور حول الخط ٢٣ من دون تعرّجات، مع تحصين حق لبنان في «حقل قانا».


========================================================================================


افتتاحية صحيفة النهار

 

لبنان وهوكشتاين: الخط 23 وحقل قانا والتفاوض

بات في حكم المؤكد ان جولة المحادثات التي بدأها امس الوسيط الأميركي في المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية غير المباشرة ل#ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين والتي يستكملها اليوم مع الرؤساء الثلاثة تتسم بطابع حاسم ودقيق بل وربما تكون على قدر من الخطورة في حال ذهبت في اتجاهات سلبية وسط المناخات المحمومة التي عكستها جولة تبادل التهديدات في الأيام الأخيرة بين إسرائيل و”حزب الله”. ذلك انه فيما ينتظر المسؤولون اللبنانيون سماع رؤية كبير المستشارين لشؤون الطاقة في إدارة الرئيس جو بايدن الذي حضر الى لبنان بناء على دعوة رسمية عاجلة من الحكم حيال تطورات ملف الترسيم وإمكانات استئناف مفاوضات الترسيم من حيث انتهت فان هوكشتاين اخذ علما عقب وصوله امس ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيبلغ اليه اليوم موقفا رسميا موحدا من ملف الترسيم وربما أيضا من طرح سبق للوسيط الأميركي ان قدمه الى المسؤولين في اخر زيارة قام بها لبيروت ولم يسمع جوابا عليه بعد . وأفادت المعطيات المتوافرة ان الموقف اللبناني الموحد الذي سيتبلغه الوسيط الأميركي يتمثل بتمسك لبنان بالخط 23 وليس 29 الذي اعتبر خطا تفاوضيا وباعتبار حقل قانا خطا احمر غير قابل للتفاوض وان لبنان يرغب في استئناف مفاوضات الترسيم وتسهيلها من جميع الأطراف توصلا الى حل يضمن مصالحه وحقوقه في ثرواته الطبيعية . وواكبت الأمم المتحدة وصول هوكشتاين الذي التقى في السفارة الأميركية المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا فاعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أنّ “الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع لبنان وإسرائيل للمساعدة في حل الخلاف بشأن حقل كاريش البحري” واضاف أنّ “الأمم المتحدة تشجع إسرائيل ولبنان على حل أي خلافات عبر الحوار والمفاوضات”.

 

وإذ بدا من الصعوبة اطلاق التقديرات الاستباقية حول نتائج مهمة هوكشتاين في بيروت وسط التعقيدات التي تغلف موقفي لبنان وإسرائيل من مسائل الترسيم والتنقيب عن الغاز والنفط وتصاعد التوتر على خلفية بدء سفينة التنقيب اليونانية العمل في حقل كاريش فان مؤشرا إيجابيا لاح مع طلائع وصول الوسيط الأميركي لجهة ما ابداه من استعدادات لإزالة العقبات التي لا تزال تحول دون استجرار الغاز من مصر والأردن الى لبنان بما عكس مؤشرات مهمة حيال وجود قرار أميركي باستدراك الواقع الخطير الذي يعاني منه لبنان والذي عبرت عنه واشنطن أخيرا بتحذير من انهيار قطاع الطاقة في لبنان.


 أولى لقاءات هوكشتاين ترافقه السفيرة الأميركية دوروثي شيا بعد وصوله عصرا الى بيروت كانت مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبرهيم في مكتبه وقد تناول البحث تطورات ملف ترسيم الحدود البحرية .وقال ابرهيم لقناة “المنار” ان “اللقاء مع هوكشتاين كان جيدا وابلغته انه سيسمع موقف لبنان الموحد من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “. ثم التقى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض لمدة ساعة . واستقبل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب هوكشتاين ليلا في حضور شيا وبحثوا في تطورات ملف ترسيم الحدود البحرية واكد بو صعب على الأثر “أن الموقف اللبناني حيال هذا الملف موحّد وأجواء اللقاء كانت إيجابية وأن الوسيط الأميركي أبدى الرغبة في المساعدة”.

مواقف من الترسيم

وسبق وصول هوكشتاين الى بيروت تكثيف للاتصالات بين اهل الحكم لتوحيد المقاربات من ملف ترسيم الحدود البحرية علما ان جانبا من هذه الحركة تناول أيضا استحقاق تشكيل الحكومة الجديدة . وفي هذا السياق،التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في عين التينة. وفي حين اكدت مصادر ان الزيارة تأتي في اطار التشاور الدوري بينهما كل اسبوعين أفادت عين التينة انه “جرى عرض للاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية”.

 

وكان الرئيس عون ابلغ المنسقة الخاصة للأمم المتحدة جوانا فرونتسكا “أن الجانب اللبناني سيبلغ الوسيط الاميركي الى المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية السيد آموس هوكشتاين بالموقف اللبناني الموحد حيال الطروحات المقترحة لاستئناف هذه المفاوضات والتي تحفظ حقوق لبنان”.


 وجال وفد من النواب “التغييريين” امس على الرؤساء الثلاثة بهدف “متابعة ملف المفاوضات لترسيم الحدود البحرية لتثبيت موقف النواب التغييريين، وتأكيد ضرورة تمسّك السلطة التنفيذية بالخط 29 عبر تعديل المرسوم 6433”. ولفت عون امام الوفد الى ان “لبنان متمسك بعودة المفاوضات غير المباشرة مع “اسرائيل” والتي توقفت على اثر رفض العدو اعتبار الخط 29 خطاً تفاوضياً”. وشدد على ان “الجانب اللبناني رفض الخط الاسرائيلي رقم 1 و”خط هوف” ومن غير الوارد التنازل عن حقوق لبنان في استثمار ثروته النفطية والغازية”. وقال “نرفض تهديدات العدو الاسرائيلي الذي يتصرف خلافاً للقوانين وللقرارات الدولية”. ونفى وجود أي ارتباط بين المفاوضات حول ترسيم الحدود بمسألة استجرار الغاز والكهرباء من مصر والاردن، او المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.


 ولفت في هذا السياق موقف جديد لقائد الجيش العماد جوزف عون خلال زيارته امس لكلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان حيث التقى ضباط دورة الأركان السادسة والثلاثين الذين سيتخّرجون الخميس المقبل. وقال في المناسبة :”إنّ المعارف التي اكتسبتموها في الكلية ستساهم في تطوير معارفكم، وكيفية مقاربتكم للاستحقاقات وتعاطيكم معها، بخاصة تلك التي تتداخل فيها عوامل أخرى لا سيّما منها السياسية، علماً أننا لا نتدخل في الشؤون السياسية إطلاقاً، إنما يجب فهم الواقع السياسي وتحليله تمهيداً لاتخاذ القرار كملف ترسيم الحدود البحرية على سبيل المثال والذي كثرت التحليلات والتعليقات المتعلّقة به”. وتابع:” أعلن الجيش موقفه صراحةً بانتهاء مهمته التقنية، وأنه يقف خلف السلطة السياسية في أيّ قرار تتّخذه. لسنا معنيين بأي تعليقات أو تحليلات أو مواقف سواء أكانت سياسية أم إعلامية، الموقف الرسمي يصدر عن قيادة الجيش حصراً وأيّ رأي آخر لا يعبّر عن موقف الجيش”.

 

التكليف… اسيراً!

على الصعيد الحكومي بدا المشهد على حاله من “التحجير” على الاستشارات النيابية الملزمة وعدم تحديد موعدها بعد في ما يفاقم الشكوك المتصاعدة في نيات الحكم من جراء هذه المماطلة علما ان الحديث التلفزيوني الأخير لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي اعلن رفض التيار لاعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي والشروط الخاصة بالحصول على حقائب وزارية رسخ الاقتناع بان العهد يحتجز التكليف ويرهنه لانجاز صفقة التاليف أولاً.

 

ومع ذلك فان عون ابلغ امس الى فرونتسيكا “ان المسار الدستوري في لبنان سوف يستمر بعد الانتخابات النيابية، من خلال اجراء استشارات نيابية تفضي الى تكليف شخصية لتشكيل الحكومة الجديدة”، معربا عن امله في ” ان يتحقق ذلك، في اسرع وقت نظرا للاستحقاقات التي تنتظر الحكومة العتيدة”. وتمنت فرونتكسا “ان تشكل الحكومة الجديدة في اسرع وقت ممكن نظرا للمهمات المطلوبة منها راهنا”.

 

اما على الصعيد السياسي فبرزت خطوة تتصل بالتنسيق بين القوى المعارضة في الاستحقاق الحكومي من خلال لقاء رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب، النائبين وائل ابو فاعور واكرم شهيب موفدين من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في حضور النائب زياد الحواط. واعلن جعجع “اننا إتّفقنا على مقاربة واحدة مع الحزب التقدمي الاشتراكي لتأليف الحكومة” مشددا انه “على المعارضة توحيد جهودها لوقف خطط السلطة”. واشار الى ان تأخير تشكيل الحكومة ليس بسبب زيارة الوسيط اموس هوكشتاين لبيروت أو تأليف اللجان “إنّما السبب هو أنّ البعض يُحاول وضع يده على الحكومة للإستفادة من التعيينات قبل نهاية العهد وتثبيت مواقعه”. وإذ اعلن جعجع “اننا سنترك اسم رئيس الحكومة لاجتماع تكتل الجمهورية القوية” شدد تكرارا ان “باب النجاة الوحيد لخلاص البلد هو تنسيق المواقف بين كل اطياف المعارضة بدءاً من النواب الجدد مرورا بالمستقلين وصولا الى الكتائب والاشتراكي والقوات واي حديث آخر هو مجرد “كلام بكلام”.

********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

الاستشارات: عون “يماطل” وميقاتي “مش مستعجل”

الوساطة الأميركية: “الفرصة الأخيرة”!

 

مع وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، انتهى عملياً مفعول رسائل “الترغيب والترهيب” التي عامت على سطح التصريحات والمواقف الإعلامية منذ لحظة مناشدته زيارة لبنان “على وجه السرعة” للبحث في مسألة وصول السفينة اليونانية لاستخراج الغاز من حقل “كاريش”، ليبدأ الغوص تالياً في خطوط الترسيم البحري انطلاقاً مما سيبديه الجانب اللبناني الرسمي أمامه من مرونة في مقاربة ملف المفاوضات الحدودية على أساس معادلة: “أعطونا قانا وخذوا كاريش”.

وعشية جولة محادثاته الرئاسية المكوكية، بين قصر بعبدا وعين التينة والسراي الكبير، استهل هوكشتاين عملية “التنقيب” في مستجدات الموقف اللبناني الرسمي من خلال سلسلة لقاءات استكشافية استهلها من المديرية العامة للأمن العام حيث اجتمع مع اللواء عباس ابراهيم، مروراً بوزارة الطاقة حيث ناقش ملف استجرار الكهرباء إلى لبنان من الأردن ومصر عبر الأراضي السورية، وصولاً مساءً إلى الرابية حيث أولم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب على شرف الضيف الأميركي لإضفاء طابع الود والمودّة على أجواء الزيارة تمهيداً لإنجاح المساعي الهادفة إلى استئناف مفاوضات الترسيم مع إسرائيل انطلاقاً من إحداثيات الخط 23.


 وإذ نقلت مصادر مطلعة على أجواء مأدبة عشاء بو صعب أنّها شهدت “نقاشات إيجابية ومثمرة باتجاه تأكيد الرغبة المتبادلة في تفعيل الوساطة الأميركية لإنجاز ملف الترسيم البحري في جنوب لبنان”، نبّهت أوساط ديبلوماسية مواكبة لهذا الملف إلى ضرورة أن يغتنم المسؤولون اللبنانيون الفرصة السانحة راهناً بوصفها “الفرصة الأخيرة لإنجاح الوساطة الأميركية ونزع فتيل أي مواجهة محتملة على الجبهة الحدودية مع إسرائيل”، موضحةً أنّ “المعنيين على ضفتي الحدود يؤكدون رغبتهم بتجنب الصدام، لكن تبقى العبرة بترجمة النوايا غير الصدامية للحؤول دون أي انزلاقة غير محسوبة العواقب والتداعيات ليس فقط على لبنان وإسرائيل إنما على المنطقة برمتها”.

 

ورأت الأوساط نفسها أنّ “الإدارة الأميركية راغبة فعلاً بمساعدة لبنان على ترسيم حدوده البحرية مع إسرائيل لكنها لن تقبل بأن تخضع وساطتها لعملية استنزاف مستمرة في الوقت والجهد، خصوصاً وأنّ مبعوثها الخاص لهذه المهمة سبق أن قدّم طرحاً مكتوباً للجانب اللبناني حول تصوّره لحل النزاع الحدودي البحري مع الجانب الإسرائيلي لكن الأمور بقيت تراوح مكانها دون تلقيه أي موقف لبناني موحد إزاء هذا الطرح، إلى أن أعادت الإجراءات الإسرائيلية الميدانية عند حقل “كاريش” تحريك المياه الراكدة في ملف المفاوضات ما استدعى استعجال المسؤولين اللبنانيين المساعدة الأميركية لاستئناف عملية التفاوض”، مشددةً على أنّ “المرحلة الراهنة لم تعد تحتمل مزيداً من المراوحة والضبابية في المواقف لأنّ عامل الوقت أصبح ضاغطاً خصوصاً وأنه لم يعد يفصل إسرائيل عن البدء بعملية استخراج الغاز سوى أسابيع قليلة، بينما لبنان لا يزال في بداية رحلة طويلة من التنقيب والاستكشاف قبل الوصول إلى مرحلة الاستخراج”.

 

وكان رئيس الجمهورية ميشال عون قد أكد أمام زواره أمس عزم لبنان على إعادة إحياء المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل لترسيم الحدود البحرية الجنوبية عبر الوساطة الأميركية، لافتاً إلى أنّه “سيتم إبلاغ السفير هوكشتاين بموقف لبناني موحد حيال الطروحات المقترحة لاستئناف المفاوضات بما يحفظ حقوق لبنان في ثروته الغازية والنفطية”. لكنه ومقابل الإشارة إلى أنّ توقف هذه المفاوضات أتى “بعد رفض العدو الاسرائيلي الاقتراح اللبناني باعتبار الخط 29 خطاً تفاوضياً ورفض الجانب اللبناني للخط الاسرائيلي رقم 1 وخط هوف” الأميركي، رمى عون كرة المسؤولية في عدم اعتماد لبنان رسمياً إحداثيات الخط 29 لترسيم الحدود البحرية في ملعب مجلس الوزراء الذي لم يقرّ “الموافقة على اعتماد هذا الخط لإحالته إلى مجلس النواب وفقاً للأصول”.

 

حكومياً، وبمعزل عن تأكيداته المتكررة أمام الموفدين الدوليين والبعثات الدبلوماسية بأنّ مسار الاستحقاقات الدستورية سيُستكمل بعد إنجاز الانتخابات النيابية من خلال الاستشارات النيابية الملزمة لتشكيل الحكومة الجديدة، لا يزال رئيس الجمهورية “يماطل” في الدعوة إلى إجراء هذه الاستشارات وفق تعبير مصادر نيابية “تارةَ بحجة استكمال انتخابات رئاسة ومكتب ولجان المجلس النيابي، وتارةً بحجة انتظار تشكيل الكتل والتكتلات النيابية، واليوم بذريعة الانشغال بزيارة الوسيط الأميركي لترسيم الحدود، بينما الغاية الحقيقية من وراء هذه المماطلة اختزلها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل خلال مقابلته المتلفزة الأخيرة بالإفصاح صراحةً عن مطلب اتضاح الشخصية التي سيصار إلى تكليفها تشكيل الحكومة سلفاً قبل توجيه عون الدعوة للاستشارات”.


 
 

وفي هذا السياق، لفتت المصادر إلى أنّ “باسيل يعود كما درجت العادة عند الاستحقاقات الحكومية إلى تسخير الصلاحيات الرئاسية لصالح تحسين شروطه التفاوضية في عمليتي التكليف والتأليف، وهذه المرة يسعى لقطع الطريق أمام إعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة العتيدة لا سيما وأنه يدرك أنّ الأكثرية النيابية مؤمنة لتكليف ميقاتي، ويسعى بالتالي للاستفادة من الفترة الزمنية الفاصلة عن الدعوة المرتقبة للاستشارات الأسبوع المقبل لتحصيل مكاسب معينة في البازار الحكومي”، لكنّ المصادر أكدت في المقابل أنّ ميقاتي “مش مستعجل” ولا يبدو في وارد “الخضوع لأي ابتزاز ولا إلى تقديم أي تنازلات أو تعهدات مسبقة لاستعجال تكليفه”.

********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

«القوات اللبنانية» و«الاشتراكي» لمقاربة موحدة لتكليف رئيس للحكومة

(تقرير اخباري)

بولا أسطيح

تواصل قوى المعارضة في لبنان وما يُعرف بالقوى «السيادية» اجتماعاتها ومشاوراتها المكثفة للتوصل إلى مواقف وخطوات مشتركة لخوض الاستحقاقات المقبلة وأبرزها استحقاق تكليف رئيس جديد للحكومة المفترض أن يحصل خلال هذا الأسبوع في حال دعا رئيس الجمهورية ميشال عون الكتل النيابية للاستشارات الملزمة في قصر بعبدا.

ويطمح حزب «القوات» لاستعادة تجربة انتخابات نائب رئيس للمجلس النيابي (نبيه بري) حيث صبت معظم أصوات هذه القوى لصالح مرشح واحد بوجه مرشح «الثنائي الشيعي» و«التيار الوطني الحر». ولا يبدو أن هذين الطرفين متفقان حتى الساعة على اسم شخصية واحدة لرئاسة الحكومة. ففيما يدعم «الثنائي» رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة، أعلن رئيس «التيار» جبران باسيل أنه لن يصوت له في الاستشارات المقبلة.

وفي إطار المساعي لتوحيد موقف المعارضة و«القوى السيادية»، عقد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اجتماعاً مع النائبين وائل أبو فاعور وأكرم شهيب الموفدين من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في حضور النائب زياد الحواط. وأعلن جعجع بعد اللقاء التوصل إلى «مقاربة واحدة لمواجهة عملية التكليف»، مشددا على أن «باب النجاة الوحيد لخلاص البلد هو تنسيق المواقف بين كل أطياف المعارضة بدءاً من النواب الجدد مرورا بالمستقلين وصولا إلى «الكتائب» و«الاشتراكي» و«القوات»، وأي حديث آخر هو مجرد «كلام بكلام». وأشار جعجع إلى أن «الإعلان عن اسم الرئيس المكلف لن يكون إلا في اللحظات الأخيرة، باعتبار أن وضع البلد دقيق جدا ويحتاج إلى معالجات فعلية، ومن يمكنه تعطيل التشكيل هو من يبدأ اسمه بحرف الـ(ج) (بإشارة إلى النائب جبران باسيل) ويحاول التوصل إلى تشكيل حكومة ينال منها المكاسب في السنوات الست المقبلة».

من جهته، قال النائب زياد حواط لـ«الشرق الأوسط»: تم التفاهم مع «الاشتراكي» على «الإسراع بالدعوة للاستشارات وتشكيل حكومة ثقة وإنقاذ»، مؤكدا «التوصل إلى موقف موحد ومقاربة موحدة للملف الحكومي كما لملفات أخرى». وأضاف حواط «اتفقنا على الآلية لا على الأسماء، وسنستمر بالاتصالات والمشاورات لجمع أكبر عدد ممكن من النواب للخروج بموقف واضح من المسائل المصيرية الأساسية خاصة أننا مقبلون بعد التكليف على تشكيل حكومة وانتخابات رئاسية وغيرها من الاستحقاقات، لذلك نحن أمام مسؤولية كبيرة أمام ضميرنا، كما أمام الرأي العام الذي انتخب أكثرية يجب أن تتفق مكوناتها لمواكبة المرحلة».

وبخلاف ما تداوله البعض عن توجه «الاشتراكي» للتصويت لميقاتي، نفت مصادره هذا الأمر، لافتة إلى أنه «لا يوجد قرار نهائي بخصوص مرشح (الاشتراكي) والاتصالات جارية».

وذكر النائب عن الحزب «التقدمي الاشتراكي» الدكتور بلال عبد الله لـ«الشرق الأوسط» أن «جنبلاط سبق ودعا لمحاولة التوافق على خطوات مشتركة بين مختلف قوى المعارضة لمواجهة الاستحقاقات المقبلة الاجتماعية الاقتصادية والسياسية ومن ضمنها تسمية رئيس الحكومة وتسمية رئيس جديد للجمهورية»، موضحا أنه «بالوقت الحاضر هناك تشاور مع كل القوى المعنية لبلورة قواسم مشتركة في مواجهة هذه الاستحقاقات ولن نوفر جهدا في هذا السياق». وقال عبد الله: «لا يجب المبالغة بقرارنا بانتخابات رئاسة مجلس النواب باعتبار أنه لم يكن هناك إلا مرشح واحد، وفي ظل النظام الطائفي الحالي يجب إعطاء الأولوية لعمل المؤسسات الدستورية بأقصى زخم في ظل انهيار الوضع».

ولا يبدو حزب «الكتائب اللبنانية» بعيدا عن هذا الجو، إذ يؤكد النائب عن الحزب إلياس حنكش «وجود مواصفات محددة متفق عليها للرئيس الواجب تكليفه تشكيل الحكومة وأن الحسم بموضوع الأسماء، بحيث نسعى لاختيار مرشح يتم الاتفاق عليه مع كل القوى السيادية الأخرى برسالة أمل للشعب اللبناني وللمجتمع الدولي»، مستجهنا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عدم الدعوة بعد للاستشارات النيابية «وكأننا نعيش في سويسرا».

بالمقابل، لا تبدو القوى التغييرية أقله حتى الساعة على نفس الموجة مع القوى السابق ذكرها. ويكشف النائب في تكتل النواب «التغييريين» مارك ضو عن توجه لإعلانهم عن «مبادرة تشمل كل الاستحقاقات الأخرى باعتبار أننا على موعد مع مهام سياسية أساسية خلال ٥ أشهر تشمل إلى جانب الاستحقاقات السياسية، إصلاحات للتعافي الاقتصادي وإدارة الأزمة»، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المبادرة عبارة عن برنامج ومهام يفترض أن يلتزم بها المرشح لرئاسة الحكومة وسنطلق نداء لباقي الكتل النيابية لملاقاتنا من خلال هذه المبادرة». مضيفا «هناك قائمة محدودة بأسماء مرشحينا لرئاسة الحكومة، وهم بالتأكيد ليسوا نوابا منا لأننا مع مبدأ فصل النيابة عن الوزارة ونريد تثبيته».

 

********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

“الجمهورية”: لبنان يُبلغ هوكشتاين التمسّك بالحقوق والحدود.. ومشاورات تستعجل الاستشارات

على هدير التهديدات، وصل الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين. وفي موازاة هذا الملف المُلتهِب، تحبس المنطقة انفاسها، ترقّباً لما ستؤول اليه حركة الوسيط الاميركي. وما اذا كانت الأمور ستنحى إلى مزيد من التأزيم والتسخين، او انّ في جعبة الوسيط الاميركي ما يمكن أن يقود الوضع في الاتجاه المعاكس، ويصبّ الماء على الحريق وإطفاء النار قبل اشتعالها؟

كل المراقبين في الداخل والخارج يُجمعون على انّ التطوّرات البحرية التي تصاعدت مع استقدام اسرائيل لسفينة الحفر اليونانيّة الى المنطقة البحرية المتنازَع عليها مع لبنان، فرضت مشهدا جديدا يتّسِم بخطورة كبرى تهدّد المنطقة بأسرها. وثمّة مخاوف جدية يعبر عنها ديبلوماسيون غربيون وامميون، من انزلاق الوضع الى مواجهة عسكرية يصعب مسبقاً التكهّن بتداعياتها التي قد لا تكون محصورة في تلك الرقعة، بل قد تكون امتداداتها وارتداداتها اوسع واشمل واكبر من ان تُحتوى.

 

روية وحكمة!

 

هذه المخاوف عزّزتها التهديدات التي سبقت ورافقت مجيء الوسيط الاميركي الى بيروت، وترافقت وفق معلومات موثوقة لـ”الجمهورية” مع رسائل ديبلوماسية غربية إلى كبار المسؤولين اللبنانيّين، تعكس بشكل لا لبس فيه انها تأخذ التهديدات المتبادلة بين اسرائيل و”حزب الله” على محمل الجد، وتشدد في الوقت نفسه على وجوب ان يقارب لبنان تطورات ملف الترسيم التي استجدّت بكثير من الروية والحكمة.

 

وقالت مصادر ديبلوماسيّة غربيّة لـ”الجمهورية”: إنّ اي توتر مهما كان حجمه لن يؤدي الا الى زعزعة استقرار المنطقة وأمنها، وبالتالي لن يكون في مصلحة احد. ومن هنا، فإنّ زيارة هوكشتاين الى المنطقة في ظل هذا الوضع، نعتقد انها تشكّل عامل اطمئنان، وكابحاً لأيّ توتر محتمل، فالاميركيون راغبون في بلوغ ايجابيات في الملف العالق بين لبنان واسرائيل، وما يزالون يعتقدون انّ في الامكان التوصّل الى اتفاق بينهما، وحضور هوكشتاين يعكس هذا التوجّه، وهذا يحتّم تجاوب كل الاطراف مع المسعى الأميركي لبلوغ اتفاق في مصلحة الطرفين اللبناني والاسرائيلي، خصوصاً ان الاتفاق إن حصل من شأنه أن يَرتدّ بالفائدة على لبنان واسرائيل”.

 

ورداً على سؤال عما يؤكد رغبة واشنطن في عدم انزلاق الامور في المنطقة الى مواجهة، اكتفت المصادر الديبلوماسية بالقول: إنّ الحرب التي تشنّها روسيا على اوكرانيا فرضت ارباكا واضحا ووقائع دراماتيكية على مستوى العالم، فلننظر كيف سيكون عليه الحال في حال نشبت مواجهة جديدة في المنطقة، فهذا قد يضع المنطقة امام احتمالات حرب اقليمية بتداعيات عالمية اضافية وآثار تدميرية في كل المنطقة”.

 

تهويل

 

وفي السياق ذاته، واذا كانت التهديدات الاسرائيلية بشن حرب تدميريّة على لبنان، قد أقلقت بعض الداخل اللبناني، فإنّ مصادر رسمية لبنانية أدرَجتها في سياق التهويل على لبنان ومحاولة التأثير على الموقف اللبناني، والتشويش على زيارة هوكشتاين. واكثر من ذلك، فإنّ المطلعين على “أجواء “حزب الله” يعتبرون أنّ هذه التهديدات، وخصوصاً تلك التي وردت على لسان رئيس الاركان الاسرائيلي، ليست موجّهة الى لبنان بقدر ما هي موجّهة الى الداخل الاسرائيلي كعامل تطمين، في ظل ما تعكسه وسائل الاعلام الاسرائيلية من إرباك كبير يسوده، اضافة الى الصدى الذي أحدثته التهديدات الاخيرة التي اطلقها الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في المجتمع الاسرائيلي”.

 

الغاز حاجة مشتركة

 

يتقاطَع ذلك، مع ما يكشفه معنيون بملف الترسيم حول مضامين بعض التقارير الغربية التي تستبعد فرضية المواجهة، وتؤكد على “انّ حاجة اسرائيل إلى الغاز في البحر تكاد تُعادل او تفوق حاجة لبنان اليه، وإنّ الطرفين لا يحبذان ان يسود التوتر المنطقة الغازيّة. يضاف الى ذلك ان كل العالم كان في حاجة الى النفط والغاز الروسي، وجاءت الحرب في اوكرانيا لتشحّ من هذا الغاز ما انعكسَ نتائج واعباء شديدة السلبية على اقتصاديات الدول، بدءا من اوروبا وصولاً الى العالم. ومع استمرار هذه الحرب تصبح الحاجة اكبر للغاز، الذي يبدو ان لا وجود بديل منه سوى الغاز الموجود في البحر اللبناني والاسرائيلي، ما يعني ان هذا الغاز اصبح حاجة عالمية، وبالتالي هو يحظى بحماية عالمية لن تسمح في اي حال من الاحوال بنشوب حرب او مواجهة حوله”.

 

موقف قوي

 

في هذا السياق سألت “الجمهورية” مسؤولا كبيرا عما اذا كانت زيارة هوكشتاين ستجعل الأفق البحري مفتوحاً على حلول، فأجاب: كل ذلك رهن بأمرَين:

 

الأول، نزاهة الوسيط الاميركي وحياديته، وصدق التوجّه نحو اتفاق على الترسيم يؤكّد حقّ لبنان الكامل بحدوده وحقوقه.

 

الثاني، قوة الموقف اللبناني. والحسم النهائي لموقف واحد وثابت يحدّد بصراحة ووضوح نقطة الحدود اللبنانية النهائية وأين هو خط الحدود النهائي وأين هو خط التفاوض.

 

ولفت المسؤول الكبير الى “انّ نقطة الخلل الاساسية التي يعانيها الموقف اللبناني هي حال الارباك السائدة والضياع بين الخطين 23 و29، فهذان لا يخدمان ابدا الموقف اللبناني، بل يعززان المنطق الاسرائيلي ويتيحان له التسلل للسطو على حقوق لبنان، من هنا لا بد من حسم نهائي لنقطة الحدود، فعند الاساسيات تنتفي الثانويات. وهذا يوجِب الخروج من دائرة التلهّي السياسي بالخلافات والمناكدات، والتعامل مع ملف مرتبط بمستقبل ومصير وطن وشعب، بمسؤولية وعلميّة تؤكد الحق اللبناني بحدوده البحرية الخالصة وثرواته فيها، ذلك انّ استمرارنا في هذا التخبّط سيجعلنا نخسر حقوقنا ونحن نتفرّج عليها”.

 

وصول هوكشتاين

 

وكان الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين قد وصل الى بيروت امس، وأجرى محادثات مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في حضور السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، كما التقى وزير الطاقة والمياه وليد فياض في حضور شيا ايضاً. واعلن وزير الطاقة بعد اللقاء انه اكّد للوسيط الاميركي “على انّ الموقف الوطني الموحّد هو ما يتوافق عليه الرؤساء الثلاثة، وان لبنان يسعى للحفاظ على حقوقه”.

 

واضاف: “نحن خلف رئيس الجمهورية والدولة كلها لديها موقف واضح بشأن ترسيم الحدود، وهذا يقوّي لبنان بشكل كبير”.

 

ومساء، استقبل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، هوكشتاين في دارته في الرابية، بصحبة السفيرة الاميركية دوروثي شيا والوفد المرافق، وذلك عشيّة الاجتماعات الرسمية التي يستهلّها اليوم الوسيط الاميركي من قصر بعبدا والتي ستعقبها لقاءات مع رئيس مجلس النواب ورئيس حكومة تصريف الاعمال.

 

وتناول البحث تطورات ملف ترسيم الحدود البحرية، حيث أكد بو صعب أنّ الموقف اللبناني حيال هذا الملف موحّد، وسيبلغه رئيس الجمهورية إلى الوسيط هوكشتاين خلال استقباله له غداً في قصر بعبدا، لافتاً إلى أن أجواء اللقاء كانت إيجابية وأن هوكشتاين أبدى الرغبة في المساعدة.

 

وقد استبقى بوصعب هوكشتاين والسفيرة شيا والوفد المرافق الى مأدبة عشاء.

 

مساعدة دولية

 

واللافت في هذا السياق ما عبّرت عنه المنسّقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جوانا فونتيسكا، من انّ الامم المتحدة مستعدة للمساهمة في كل ما من شأنه تحريك المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية”.

 

عون

 

وكان ملف ترسيم الحدود محل بحث بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووفد نواب التغيير، الذي زار ايضاً للغاية نفسها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال، للتشديد على تمسّك لبنان بالخط 29 وتوقيع المرسوم 6433.

 

واكد عون امام الوفد انه “من غير الوارد التنازل عن حقوق لبنان في استثمار ثروته الغازية والنفطية”. ولفت الى “انّ المحادثات التي سَتتمّ مع الوسيط الاميركي في المفاوصات آموس هوكشتاين ستتناول موقف لبنان المتمسّك بعودة المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل التي كانت قد توقفت على أثر رفض العدو الاسرائيلي الاقتراح اللبناني باعتبار الخط 29 خطاً تفاوضياً وبعد رفض الجانب اللبناني للخط الاسرائيلي رقم 1 و”خط هوف”.

 

وامل عون “ان تحقّق المحادثات مع هوكشتاين تحريكاً للمفاوضات، متحدثاً عن الضغوط التي يواجهها لبنان لمنعه من استثمار ثروته النفطية والغازية”.

 

وإذ اشار الى حصول ضغوط دولية للتوقف عن الحفر في البلوك رقم 4، اكد “رفض لبنان للتهديدات الاسرائيلية”، لافتاً الى “أن العدو الاسرائيلي يتصرّف خلافاً للقوانين وللقرارات الدولية، مستغلاً سكوت المجتمع الدولي عن انتهاكاته لقرارات مجلس الامن”. ونافياً في الوقت نفسه “وجود اي ارتباط بين المفاوضات حول ترسيم الحدود بمسألة استجرار الغاز والكهرباء من مصر والاردن، او المفاوضات مع صندوق النقد الدولي”.

 

قائد الجيش

 

الى ذلك، تناولَ قائد الجيش العماد جوزف عون موضوع ترسيم الحدود البحرية خلال زيارته امس كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، حيث قال “انّ الجيش أعلن موقفه صراحةً بانتهاء مهمته التقنية بملف ترسيم الحدود البحرية”، مؤكداً أنه “يقف خلف السلطة السياسية في أيّ قرار تتّخذه”. وقال: “لسنا معنيين بأي تعليقات أو تحليلات أو مواقف سواء أكانت سياسية أم إعلامية، الموقف الرسمي يصدر عن قيادة الجيش حصراً وأيّ رأي آخر لا يعبّر عن موقف الجيش”.

 

“أمل”: البلوك رقم 9

 

بدورها تناولت حركة “أمل” ملف الترسيم في بيان مكتبها السياسي امس، حيث شددت “على أهمية وحدة الموقف، والمطالبة باستئناف المفاوضات غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة على قاعدة التمسّك بحق لبنان الكامل في مياهه وفق القوانين الدولية، وعدم التخلي عن أي مساحة مهما كانت، ومن جهة أخرى دعوة الشركات الملتزمة للتنقيب للمباشرة بعملها في البلوك رقم 9 على الحدود الجنوبية، وعدم إهدار مزيد من الوقت في حين أن العدو الإسرائيلي يعمل للتعدي على حقوق لبنان في مياهه وغازه ونفطه”.

 

وفي سياق آخر، أعربت “أمل” عن الارتياح “لإنجاز المجلس النيابي تشكيل هيئة مكتبه ولجانه، ودعت الى المباشرة في دراسة مشاريع القوانين المرتبطة بالإصلاحات المطلوبة داخلياً ومن المجتمع الدولي، وإنجاز الموازنة للسنة الجارية. كما دعت إلى الإسراع في الإستشارات النيابية لتشكيل حكومة جديدة قوية وقادرة على متابعة ومعالجة الملفات الاقتصادية والمالية الضاغطة على عموم اللبنانيين، والتي تفرض الإستفادة القصوى من الوقت المتبقّي حتى استحقاق انتخابات الرئاسة”.

 

الاستشارات: مشاورات

 

سياسياً، لم يطرأ جديد حيال موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الحكومة الجديدة، حيث بقي هذا الامر في عهدة رئيس الجمهورية، التي تردّدت معلومات عن مبادرته الى تحديد موعد الاستشارات خلال الساعات الثماني والاربعين المقبلة، اي بعد انتهاء زيارة الوسيط الاميركي الى بيروت.

 

وفيما لم يصدر اي تأكيد رسمي من قبل القصر الجمهوري حول إجراء الاستشارات قبل نهاية الاسبوع الجاري، شهدت الساعات الماضية حركة مشاورات مكثفة على اكثر من خط، كان ابرزها اللقاء بين الرئيسين بري وميقاتي في عين التينة. وتناول فيه البحث المستجدات الاخيرة.

 

من سيكلّف؟

 

وعلمت “الجمهورية” انّ الاولوية في المشاورات الجارية قبل تحديد موعد الاستشارات الملزمة، هي محاولة تحديد اسم الشخصية التي سيتم تكليفها تشكيل الحكومة الجديدة. وكذلك رسم معالم الحكومة الجديدة شكلاً ومضموناً وأحجاماً وحقائب.

 

وقالت مصادر موثوقة لـ”الجمهورية” انه على الرغم من تصدّر اسم الرئيس نجيب ميقاتي نادي المرشحين لتشكيل الحكومة، الا انه لا شيء محسوماً حتى الآن.

 

واذ اشارت مصادر حكومية الى استياء لدى اوساط الرئيس ميقاتي من الموقف الاخير لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي اعلن فيه رفض تسمية ميقاتي، اكدت مصادر سياسية مسؤولة لـ”الجمهورية” انّ لكل طرف رأيه، وموقف باسيل يجب اعتباره موقفا طبيعيا وحقه في أن يعبّر عنه بالشكل الذي يريده، الا انّ ذلك لا يعني ان موقفه سيوجّه الاستشارات في الاتجاه الذي يريده، فهو عبّر عن موقف تياره، وهذا يلزمه وله الحرية في ان يسمّي من يشاء لرئاسة الحكومة الجديدة، وفي المقابل لدى القوى السياسية والنيابية مواقف اخرى قد تلتقي معه او تكون مغايرة له، وبالتالي الحكم النهائي تصدره مواقف النواب يوم الاستشارات.

 

ورداً على سؤال عمّن سيكلّف يوم الاستشارات، قالت المصادر: كما توحي الاجواء السياسية فثمة من يسعى الى طرح اسماء جديدة لتشكيل الحكومة، ولكن في المقابل ثمة شريحة واسعة من النواب ترجّح إعادة تسمية الرئيس ميقاتي.

 

ورداً على سؤال آخر، لم تجد المصادر المسؤولة “اي مبرّر مُقنع لتأجيل اجراء الاستشارات الملزمة”، معربة عن اعتقادها انّ الامر قد لا يكون مرتبطاً فقط بحسم اسم رئيس الحكومة بل مرتبط بالحكومة نفسها، وتشكيلتها وحصص بعض الاطراف، وبعض هذه الاطراف يبدو انه يسعى للظفر بحصة وازنة في الحكومة الجديدة، وخصوصاً فريق رئيس الجمهورية فيها، لا سيما انّ هذه الحكومة قد تُعمّر لفترة اضافية بعد نهاية عهد الرئيس ميشال عون آخر تشرين الاول المقبل، في حال تعذّر اجراء الانتخابات الرئاسية في مواعيدها الدستورية، وتحديداً خلال الستين يوماً السابقة لنهاية الولاية والتي تبدأ اعتباراً من أول ايلول المقبل.

 

 

 


القوات والاشتراكي

 

وفي سياق متصل، اعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بعد لقائه في معراب امس النائبين اكرم شهيب ووائل ابو فاعور، الاتفاق مع “الحزب التقدمي الاشتراكي” على “مقاربة واحدة لعملية التكليف”، مشيراً الى انّ “باب النجاة الوحيد هو التنسيق بين أطياف المعارضة”، لافتاً الى ان سبب التأخير في الاستشارات النيابية هو أنّ “البعض يحاول ان يضع يده على الحكومة او ان يكون له اليد الطولى فيها من اجل تعزيز موقعه قبل نهاية العهد، بغية إصدار التعيينات والتشكيلات التي يريدها ليتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات والزبائنية.

 

وحول الاسم المطروح في الاسشارات المُلزمة اشار جعجع الى انّ “الاعلان عن الاسم لن يكون الّا في اللحظات الاخيرة باعتبار انّ وضع البلد دقيق جداً ويحتاج الى معالجات فعلية، ومن يمكنه تعطيل التشكيل هو من يبدأ اسمه بحرف الـ”ج” ويحاول التوصّل الى تشكيل حكومة ينال منها المكاسب في السنوات الست المقبلة”.

 

 

 

********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

مهمة هوكشتاين للمساعدة تبدأ من «قيصر» ووحدة الموقف التفاوضي!

إضراب الإدارات يُفاقم الشلل والمالية تؤكد جاهزية الرواتب.. وملاحقة سلامة تُتعب القضاء

 

يمضي الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين، اياماً عدّة في بيروت، بدأها أمس فور وصوله، بلقاءين، أحدهما مع وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، وثانيهما مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، مع الأوّل جرى بحث توقيع اتفاقيات استجرار الكهرباء إلى لبنان من الأردن ومصر، حسب وزير الطاقة اللبناني، الذي أجرى محادثات مطولة مع المسؤولين في القاهرة وعمان، معلناً غير مرّة ان الكرة في الملعب الأميركي الذي يتمسك بعقوبات قانون قيصر في ما خص التعامل مع سوريا.

وحسب المعلومات التي رشحت بحث الوسيط الأميركي مع الثاني في ملف ترسيم الحدود البحرية، مع العلم ان اللواء إبراهيم يتابع موضوع التغذية العراقية للبنان بالفيول لزوم مؤسسة كهرباء لبنان، فضلاً عن ملفات أمنية بحثت في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأميركية.

ومساءً زار هوكشتاين دارة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في الرابية، برفقة السفيرة شيا والوفد المرافق.


وأقام أبو صعب مأدبة عشاء على شرف الضيف الأميركي، تناولت ما كان بدأه في اللقاءين مع فياض وابراهيم، في ما خص ترسيم الحدود.

وفي السياق، أكّد بو صعب ان هوكشتاين سيتبلغ موقفاً لبنانياً موحداً حول الترسيم وضع سقفه الرئيس عون في الاجتماع مع «النواب التغييريين» خلال استقباله للوسيط الأميركي في بعبدا اليوم، ولمس بو صعب رغبة لدى هوكشتاين بالمساعدة.

واليوم يتبلغ هوكشتاين من الرئيس ميشال عون الموقف الرسمي الموحّد، وهو سيلتقي أيضاً الرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي، اللذين التقيا أمس، واتفقا على وحدة الموقف التفاوضي اللبناني من مسألة الترسيم..

وقبيل وصول الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت، تكثفت الاتصالات بين اهل الحكم لتوحيد الرؤى والمقاربات من ملف ترسيم الحدود البحرية وسجّلت جملة مواقف من القضية. حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. واستمر اللقاء زهاء نصف ساعة غادر بعده الرئيس ميقاتي من دون الادلاء بتصريح. و افاد مكتب عين التينة الاعلامي ان «جرى عرض للاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية».

من جانبه، أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا خلال استقباله لها امس، «أن الجانب اللبناني سيبلغ الوسيط الاميركي هوكشتاين بالموقف اللبناني الموحد حيال الطروحات المقترحة لاستئناف هذه المفاوضات والتي تحفظ حقوق لبنان».

من جانبها اشارت فرونتسكا الى «أن الامم المتحدة مستعدة للمساهمة في كل ما من شأنه تحريك المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية»، منوهة بحكمة الرئيس عون و«دوره في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان».

نواب التغيير والخط 29

وجال امس وفد من نواب قوى التغيير ضم: ملحم خلف وابراهيم منيمنة ورامي فنج ومارك ضو ووضاح الصادق وياسين ياسين ونجاة عون، على الرؤساء عون وبري وميقاتي، «لمتابعة ملف المفاوضات لترسيم الحدود البحرية ولتثبيت موقف النواب التغييريين، وتأكيد ضرورة تمسّك السلطة التنفيذية بالخط 29 عبر تعديل المرسوم 6433»، حسبما جاء في بيان لهم. واكد النواب ضرورة مواصلة السعي والعمل للحفاظ على الثروات والاسراع بالمفاوضات.

ووضع رئيس الجمهورية النواب في اطار المفاوضات التي ستحدث. وأشار إلى أنّ «لبنان سيبلغ هوكشتاين بالموقف اللبناني الموحّد حيال الطروحات المقترحة لإستئناف المفاوضات غير المباشرة والتي تحفظ حقوق لبنان».

وشدّد عون على أنّ «لبنان متمسك بعودة المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل والتي توقفت على اثر رفض العدو اعتبار الخط 29 خطاً تفاوضياً».

وقال: الجانب اللبناني رفض الخط الاسرائيلي رقم 1 و»خط هوف»، ومن غير الوارد التنازل عن حقوق لبنان في استثمار ثروته النفطية والغازية».

واكد ان «إسرائيل» تخرق الاتفاقيات والمفاوضات الدولية، كما وأشار الى ان لبنان يتعرض لضغوطات كثيرة آخرها التهديدات الاسرائيلية بالأمس. ورفض عون «تهديدات العدو الاسرائيلي الذي يتصرف خلافاً للقوانين وللقرارات الدولية».

وأضاف عون خلال لقائه وفد النواب التغييريين: ان على الحكومة ان ترسل المرسوم وتوافق عليه موضحاً انه لم يوقع هو على مرسوم 6433 لأن مجلس الوزراء لم يوافق عليه.

وأكّد أنّ «رئيس الجمهورية يقود المفاوضات، وبعد الوصول الى اتفاق فإن على مجلس الوزراء الموافقة عليه وإحالته الى مجلس النواب وفقاً للاصول، وهو أمر لم يحصل بعد بالنسبة الى الخط 29».

وعرض عون للوفد النيابي ملابسات التوقف عن الحفر في الحقل رقم 4، متحدثاً عن تبريرات غير مقنعة قدمتها الشركة المنقبّة، لافتاً إلى حصول ضغوط دولية عليها للتوقف عن متابعتها الحفر.

رداً على سؤال من الوفد النيابي، نفى وجود أي ارتباط بين المفاوضات حول ترسيم الحدود بمسألة استجرار الغاز والكهرباء من مصر والاردن، او المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

أمّا النائب ملحم خلف، فقال للرئيس عون: «لتثبيت الخط 29 ولا تترددوا في المضي قدماً في تعديل المرسوم 6433/ 2011 وإبلاغه الى المراجع الدولية».

وطالب النواب الرئيس عون بالضغط على مجلس الوزراء ليوافق على المرسوم 6433 حتى لو اضطر الامر لعقد جلسة خاصة للحكومة.

وبعد اللقاء مع بري تحدث النائب مارك ضو بإسم النواب، وقال: حضرنا كوفد يمثل النواب الـ 13 لنتناقش مع الرئيس بري بقضية الخط 29 وحقوق لبنان في المنطقة الخالصة الاقتصادية التي يتم التداول فيها، خاصة بوصول المفاوض الاميركي بهذا الملف. ونحن نتابع هذا الملف وحق لبنان التمسك بالخط 29، نجد ان السلطة التنفيذية لا تقوم باتخاذ الخطوات التي هي مطالبة بها للدفاع عن مصلحة اللبنانيين جميعا بالثروات الموجودة في البحر وما دون البحر في ما يتعلق بالنفط والغاز وغيرها.

وعن موقف الرئيسين عون وبري من مسألة الخط 29، أجاب ضو: الرئيس بري اعتمد على اتفاق الاطار الذي لم يحدد خطوطاً وتحدث عن مسألة الترسيم بشكل اساسي. والرئيس عون يقول ان مرسوم التعديل وصل اليه مشروطاً بموافقة مجلس الوزراء ومجلس الوزراء لم يوافق، وهو رفض ان يوقع موافقة استثنائية على موضوع بهذه الاهمية. وسنعرف الجواب في اللقاء مع رئيس مجلس الوزراء، الذي كان رئيسا للحكومة عام 2011 يومها، وكانت عند تلك الحكومة الاحداثيات واليوم بعد مضي سنة على وجوده رئيسا لمجلس الوزراء لم يدعُ الى جلسة لتعديل هذا المرسوم، وباجتماعنا (مع ميقاتي) من المفترض ان نأخذ جواباً شافياً كي نشارك الرأي العام اللبناني والشعب اللبناني بمن هو المقصر في موضوع المرسوم، من أجل ان نضمن حقنا ونفاوض انطلاقا من هذا الحق حسب قانون البحار بالخط 29.

وفعلاً، بعد اللقاء مع ميقاتي عصراً، تحدث النائب منيمنة بإسم الوفد فقال: كان هناك نقاش شفاف مع الرؤساء الثلاثة، ونحن شددنا في هذه اللقاءات على الشفافية مع الرأي العام اللبناني في الإضاءة على كيفية حصول المفاوضات والبحث في حقوق لبنان. ومن هذا المنطلق نشدد ككتلة نواب تغييريين على أهمية ان يكون لبنان متمسكا بحقوقه الى اخر درجة وخصوصا بموضوع الخط ٢٩ الذي يعتبر خطا تقنيا وذا مستندات قانونية وليس الذهاب إلى أي خط أخر ليس له أي سند قانوني.

اضاف: نحن طبعا بإنتظار الموفد الأميركي الذي ستكون لديه نقاشات مع الرؤساء الثلاثة، واتفقنا ان نستكمل معهم البحث وان يبلغوننا بنتائج هذه المباحثات وبمجرياتها وكيف ستؤثر على حقوقنا في هذا المجال.

سئل: هل طرحتم على الرئيس ميقاتي ما قاله الرئيس عون حول موضوع تعديل المرسوم بأن السلطة التنفيذية لم تتفق في ما بينها وبالتالي هو لم يوقع، وما كان رد الرئيس ميقاتي؟

اجاب: الرئيس ميقاتي أوضح أن تعديل المرسوم يجب أن يكون بشكل نهائي، ولهذا كانوا ينتظرون أن تصل المفاوضات الى مرحلة متقدمة لتعديل المرسوم مرة واحدة.

وحول جلسة المساءلة التي طرحها الوفد في عين التينة؟ اجاب: نحن أخبرنا الرئيس ميقاتي بأننا سنبادر بهذا الموضوع، وسندعو بعد الإطلاع على رأي الموفد الأميركي. ودور مجلس النواب بالنسبة الينا اساسي في الرقابة والشفافية واطلاع الرأي العام عما يحدث، واذا وجدنا أن الإتجاه هو للتنازل عن بعض حقوقنا، فسنذهب للاستجواب ولاستعمال كافة الوسائل في مجلس النواب.

الجيش: المهمة تقنية

وفي السياق أيضاً، قال قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون ان الجيش لا يتدخل في السياسة «إنما يجب فهم الواقع السياسي، وتحليله تمهيداً لاتخاذ القرار كملف ترسيم الحدود البحرية»، مضيفاً: «أعلن الجيش موقفه صراحة بانتهاء مهمته التقنية، وانه يقف خلف السلطة السياسية في أي قرار تتخذه».

وفي نيويورك، أكّد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أنّ «الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع لبنان وإسرائيل للمساعدة في حل الخلاف بشأن حقل كاريش البحر»، وقال: أنّ الأمم المتحدة تشجع إسرائيل ولبنان على حل أي خلافات عبر الحوار والمفاوضات.

تشكيل الحكومة

على الصعيد الحكومي، قال الرئيس عون لفرونتسكا: ان المسار الدستوري في لبنان سوف يستمر بعد الانتخابات النيابية، من خلال اجراء استشارات نيابية تفضي الى تكليف شخصية لتشكيل الحكومة الجديدة. معربا عن امله في «ان يتحقق ذلك، في اسرع وقت ممكن نظرا للاستحقاقات التي تنتظر الحكومة العتيدة.

وفي سياق مواقف الكتل النيابية، التقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، النائبين وائل ابو فاعور واكرم شهيب موفدين من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في حضور النائب زياد الحواط. وقال جعجع بعد اللقاء: إتّفقنا على مقاربة واحدة مع الاشتراكي لتأليف الحكومة، وعلى المعارضة توحيد جهودها لوقف خطط السلطة.

واشار الى ان تأخير تشكيل الحكومة ليس بسبب زيارة الوسيط اموس هوكستين أو تأليف اللجان، إنّما السبب هو أنّ البعض يُحاول وضع يده على الحكومة للإستفادة من التعيينات قبل نهاية العهد وتثبيت مواقعه.

وختم جعجع: هناك باب نجاة وحيد أمامنا هو أن تنسّق المعارضة مع بعضها البعض، وسنترك اسم رئيس الحكومة لاجتماع تكتل «الجمهورية القوية».

إضراب القطاع العام

حياتياً، تفاعل موضوع إضراب موظفي القطاع العام المفتوح، الأمر الذي حدا الرئيس ميقاتي المتابعة فأجرى اتّصالاً بوزير المال، يوسف خليل، جرى خلاله «البحث في ملف الأجور والمخصّصات المستحقة للموظفين وضرورة دفعها في المواعيد المستحقة لها من دون أي تأخير، كما اجتمع مع وزير العمل مصطفى بيرم للهدف عينه.

وقال ميقاتي إنّ «حق الموظفين مقدّس والحكومة تتفهّم صرختهم وتسعى قدر الإمكان لتوفير مستلزمات الصمود في هذه المرحلة الصعبة»، مشدّداً «على ضرورة استمرار عمل إدارات الدولة والمؤسسات العامة وإنتاجيتها لتسيير شؤون الموظفين وتأمين الإيرادات التي تحتاج إليها الدولة».

من جهته، رأى بيرم أنّ «الإضراب المفتوح، مع أحقيته، سيخلق إرباكاً وسيؤثر على الواردات وعلى حركة الإدارة»، وقال بأنّ «خليل أكّد لميقاتي أن الرواتب ثابتة وهناك بعض الإرباكات والتأخير الذي يطاول الجداول بسبب قلة عدد الموظفين»، معلناً أنّه سيدعو الرابطة إلى التواصل والاجتماع في وزارة العمل للاتفاق على خريطة طريق «للوصول إلى بعض الحلول الأساسية التي لا يمكن السكوت عنها»، مؤكّداً أنّه «لا بدّ من إعطاء القطاع شيئاً من الحقوق لاستمرار الإدارة اللبنانية».

ومالياً أيضاً، رفع مصرف لبنان سعر صيرفة للدولار الواحد، بحيث أصبحت 24700 ليرة لبنانية للدولار الواحد، وبلغ حجم التداول على منصة صيرفة أمس 55 مليون دولار أميركي.

المبارزة القضائية

قضائياً، الملفت في المبارزة القضائية على جبهة ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، تمثل بطلب قدمه القاضي زياد أبي حيدر بالتنحي عن القضية، ورفعت القضية إلى الرئيس الأوّل حبيب رزق الله، الذي سيعين غرفة استئنافية للبت بالطلب، رفضاً أو قبولاً، فإذا قبلته يرفع القرار إلى القاضي رزق لاجراء المقتضى القانوني.

138 إصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة 138 إصابة جديدة بفايروس كورونا، ليرتفع العدد التراكمي للاصابات إلى 1101247 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020. كما سجل حالة وفاة واحدة، مما رفع العدد التراكمي للوفايات إلى 10446 حالة وفاة.

 

********************************************

افتتاحية صحيفة الديار

مُهمّة هوكشتاين «تبريد» الأجواء… لبنان يتمسّك بالخط 23… و«إسرائيل» تستعدّ «للأسوأ»

 قلق جدّي من ارتفاع حدّة التوتر الإقليمي… وقائد الجيش «يتبرأ» من سجالات الترسيم

القطاع العام «مشلول» والقضاء «مُربك»…«كباش» باسيل ــ ميقاتي يُعقد الملف الحكومي – ابراهيم ناصرالدين

 

شلل في القطاع العام، مظهر جديد من مظاهر تحلّل الدولة، مع دخول الاضراب المفتوح حيز التنفيذ امس، تحليق متواصل في اسعار المحروقات مع اقتراب صفيحة البنزين من ال700الف ليرة، ولا «كوابح» يمكن ان تحد من حرق اموال اللبنانيين. في المقابل يستمر غياب اي تحرك جدي لتشكيل الحكومة العتيدة، فيما ينزلق القضاء اكثر فاكثر داخل «النفق» المظلم مع تنحي النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد ابو حيدر عن النظر في الادعاء على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة… في هذا الوقت الانظار تتجه جنوبا بعد عودة «الوسيط» الأميركي آموس هوكشتاين، إلى بيروت بالامس، ويبقى السؤال هل وصل «التخبط» اللبناني في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية الى نهايته؟ الاجابة عن هذا السؤال ستحملها الساعات القليلة المقبلة، واذا كانت أجوبة رئيس الجمهورية ميشال عون حول العرض الاميركي الاخير باتت جاهزة، يبقى السؤال لماذا لم تحصر اللقاءات مع «الوسيط» الاميركي بشخصه؟ وما الحكمة من زياراته المكوكية الى المقرات الرسمية اليوم؟  فيما السؤال الاهم يبقى اسباب غياب الوفد التقني العسكري اللبناني عن المحادثات في بعبدا اليوم؟

«ترتيب المسرح»

 

وفي الانتظار، تم ترتيب «المسرح» الداخلي كي يظهر الموقف اللبناني موحدا هذه المرة، فبعد ساعات من الاتصالات التنسيقية بين المقرات الرسمية، التي اثمرت تفاهما على «قيادة» رئيس الجمهورية لملف التفاوض على قاعدة التنازل عمليا عن الخط 29 مقابل التمسك بالخط23 دون خطوط متعرجة، كأرضية صالحة لمعاودة المفاوضات غير المباشرة، واعتبار اتفاق «الاطار» منطلقا اساسيا للعملية التفاوض، توجت التفاهمات بموقف واضح وصريح وعلني من قائد الجيش العماد جوزاف عون، اعلن فيه الوقوف وراء القيادة السياسية في اي قرار تتخذه، ومع حصره دور الجيش في الجانب التقني، «تبرأ» على نحو غير ملتبس من السجال الذي يقوده رئيس الوفد المفاوض السابق العميد المتقاعد بسام ياسين، مع فريق رئيس الجمهورية.

الجميع تحت «الضغط» 

 

ووفقا لمصادر ديبلوماسية، لا تشبه زيارة الموفد الاميركي هذه المرة زيارته السابقة، فالجميع تحت ضغط امكانية تحول النزاع «الغازي» الى مواجهة غير محدودة في المنطقة، خصوصا ان المؤشرات مقلقة للغاية في ظل تصعيد ميداني «اسرائيلي» تجاوز اكثر من «خط احمر»، سواء بقصف وتعطيل مطار دمشق الدولي، او باستمرار العمليات الامنية داخل ايران، وذلك على وقع وصول التفاوض حول الملف النووي الايراني الى «عنق الزجاجة». ولا تنفي تلك المصادر وجود حالة من التوتر والقلق لدى الجانب الاميركي عكسته السفيرة الاميركية دوروثي شيا خلال الساعات القليلة الماضية خلال جولاتها المكوكية على عدد من الشخصيات اللبنانية، اثر التدخل المباشر لحزب الله بالملف واعلان السيد حسن نصرالله وضع امكانياته العسكرية في «خدمة» الجانب اللبناني المفاوض، وهو ما يراه الاميركيين تطورا دراماتيكيا بنقل عملية التفاوض من مكان الى آخر.

قلق اميركي

 

ووفقا للمعلومات، لو لم يسارع لبنان الرسمي الى دعوة هوكشتاين الى بيروت، لكانت واشنطن قد اخذت المبادرة في استئناف مساعيها، في ظل قلق شديد من خروج الامور عن «السيطرة» ولهذا سيسعى الموفد الاميركي لتبريد الاجواء اولا. وقد جاءت التهديدات العسكرية «الاسرائيلية» اول من امس بتدمير لبنان، لاعادة التوازن «الردعي» بعد خطاب السيد نصرالله، وهي تهديدات على «الورق» لا ترتقي الى مصاف الجدية، كون «اسرائيل» غير معنية بحرب ستؤدي حتما الى وقف استثمارها الغازي، بينما ليس لدى لبنان ما يخسره بعد. ولكن التصعيد «الاسرائيلي» كان ضروريا، وسيستخدمه هوكشتاين «ورقة» على «الطاولة» لممارسة ضغط معنوي على الجانب اللبناني بغية التوصل الى تفاهمات سريعة في ظل رغبة الاميركيين في ايجاد بديل غازي عن روسيا لمد اوروبا بالطاقة.

وعود هوكشتاين ؟!

 

اولى لقاءات هوكشتاين كانت مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وبحضور سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وقد تناول البحث تطورات ملف ترسيم الحدود البحرية من كافة جوانبه التقنية، وكذلك مخاطر عدم الوصول الى تفاهمات عاجلة حوله، وقد ابلغه اللواء ابراهيم انه سيسمع اليوم موقفا موحدا من المسؤولين اللبنانيين. وبعد لقائه هوكشتاين، اكد وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، ان الجميع يقف خلف فخامة الرئيس في ملف الترسيم، والدولة كلها لديها موقف واضح وهذا يقوي لبنان.

 

وقد تصدرت المحادثات بين هوكشتاين ووزير الطاقة، ملف استجرار الغاز والكهرباء من الاردن ومصر، وفي تكرار للمواقف الاميركية المتناقضة مع الواقع، «زعم» الموفد الاميركي مجددا ان بلاده تدعم اتمام هذه الصفقة، وهو اصر على الوزير ضرورة التوقيع مع مصر على الاتفاق، وتعهد بانه بعد ذلك سيتولى شخصيا العمل على الحصول على الضمانات الخطية المطلوبة لتجنيب الجانبين الاردني والمصري عقوبات «قيصر»، ووفقا للوزير فياض، فان الاتفاق سيوقع يوم الاحد المقبل، واعلن ان هوكشتاين التزم بانه سيضغط على البنك الدولي لتسريع الافراح عن القرض، وسيتم التوقيع مع مصر قبل يوم الاحد. ووفقا للمعلومات سيتدخل ايضا مع العراق لتجديد العقد في مسالة الفيول الذي ينتهي في ايلول المقبل.! ومساء امس اقام نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب حفل عشاء لهوكشتاين وقد سبق العشاء لقاء اتسم «بالايجابية» حيث ابدى الموفد الاميركي رغبة بالمساعدة.

  موقف حاسم للجيش

 

وقبيل ساعات من زيارة الوسيط الأميركيّ، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، رئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التينة، في جلسة استمرّت لأكثر من ساعة، غادر بعدها من دون الإدلاء بتصريح، ووفقا للمعلومات ابلغ بري ميقاتي انه يترك ملف التفاوض للرئيس عون، وهو يجدد قناعته بضرورة اعتماد اتفاق الإطار كـ»نقطة ارتكاز»، لحصول لبنان على كامل حقوقه. ووفقا لمصادر معنية بالملف، جرى تواصل مع قيادة الجيش لوقف السجالات «غير المفيدة» في هذا التوقيت الحساس، من قبل ضباط حاليين أو سابقين أو شخصيات قريبة أو محسوبة على قائد الجيش، خصوصاً أن المواقف التي تُعلن تظهر كأن هناك في الحكم من يريد التفريط بحقوق لبنان، وقد اثمرت هذه الاتصالات خروجا من قبل العماد جوزاف عون عن صمته بالامس، وردا على تحميل قيادة الجيش، ولا سيما العميد بسام ياسين الذي كان يتولى رئاسة الوفد التقني المفاوض مسؤولية خلق الخط 29 والمزايدة على السلطة السياسية، أعلن قائد الجيش امام ضباط دورة الأركان السادسة والثلاثين الذين سيتخّرجون الخميس المقبل،  أن الجيش انهى مهمته التقنية، والآن هو دور السلطة السياسية، ولا نعرف ما الذي ستتخذه، والجيش يقف خلف السلطة السياسية في أي قرار تتخذه، وقال: لسنا معنيين بأي تعليقات أو تحليلات أو مواقف سواء أكانت سياسية أم إعلامية، الموقف الرسمي يصدر عن قيادة الجيش حصراً وأي رأي آخر لا يعبّر عن موقف الجيش…

التخلي عمليا عن الخط 29؟

 

ووفقا لاوساط مطلعة، سيبلغ الجانب اللبناني هوكشتاين ان ثمة مخاطر كبيرة باندلاع نزاع عسكري في المنطقة اذا حاولت «اسرائيل» استخراج الغاز في المنطقة المتنازع عليها قبل حصول الاتفاق، مع تجديد رفض الاقتراح الاميركي بتكليف شركة أميركية أو من جنسية أخرى أعمال التنقيب في المناطق المتنازع عليها، لان فكرة الصندوق الاستثماري المشترك تعني عمليا تطبيعا للعلاقات، وهو امر لن يقدم عليه لبنان مهما كانت الظروف. وسيبلّغ الرئيس عون هوكشتاين ان الخط 29 هو خط تفاوضي، وهو تريث في تحويله الى وثيقة رسمية كي لا يفشل عملية التفاوض، وهذا سيعني عمليا ان العرض اللبناني الذي سيكون على «الطاولة» اليوم، سيتضمن «دفن» ال29 مقابل الاقرار «الاسرائيلي»- الاميركي بالخط 23 واسقاط «الخط المتعرج» لتصبح المعادلة كامل حقل قانا للبنان، مقابل الاقرار بان حقل «كاريش» بكامله هو «لاسرائيل». واذا ما جرى تثبيت هذه المعادلة، يمكن القول ان «فتيل التوتر» بات خلف الجميع، ودون ذلك ستكون المنطقة، وليست الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، قابلة للاشتعال، خصوصا ان الرئيس سيكون مجبرا في نهاية المطاف على توقيع المرسوم بعد اعادة «احيائه» حكوميا.

 

وكان رئيس الجمهورية ميشال عون اكد خلال لقاء وفدٌ من نواب «التغيير» زاره في إطار جولة لهم على الرؤساء الثلاثة بهدف تأكيد ضرورة تمسّك السلطة التنفيذية بالخط 29 عبر تعديل المرسوم 6433، أنّه من غير الوارد التنازل عن حقوق لبنان في استثمار ثروته النفطية والغازية، كما أعلن تمسُّك لبنان بعودة المفاوضات غير المباشرة والّتي توقّفت على أثر رفض العدو اعتبار الخط 29 خطاً تفاوضياً، وأوضح أنّ «الجانب اللبناني رفض الخط الإسرائيلي رقم 1 وخط هوف».

«اسرائيل» تستعد «للاسوأ»!

 

ووفقا لاوساط معنية بالملف، ليس من مصلحة احد الاعلان عن فشل المفاوضات، لكن اذا لم تلتزم «اسرائيل» بوقف التنقيب قبل انتهاء المحادثات، فعندها يصبح القلق من انتقال التهديد المتبادل، من الكلام الى الافعال مشروعا، وفي هذا السياق، كشفت هيئة الاذاعة «الاسرائيلية» أن «الجيش الإسرائيلي» يستعد «للاسوأ»، وهو لا يستبعد تنفيذ حزب الله هجوما على حقل «كاريش»، ولفتت الى ان البحرية «الاسرائيلية» عززت تواجدها لتأمين المنصة، وستنشر في الساعات المقبلة غواصات في المنطقة، وكذلك نسخة بحرية من منظومة الدفاع الصاروخي «القبة الحديدية».

  1500صاروخ يومياً!

 

ومع تصاعد التوتر البحري اعادت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية التذكير بترسانة حزب الله الصاروخية واشارت الى ان الدوائر الامنية تخشى من تحويل مائة ألف صاروخ، وصلته من إيران، لصواريخ دقيقةٍ قد تُغيِّر قواعد اللعبة والاشتباك على الجبهة الشمالية. ولفتت الصحيفة الى ان منظومة الصواريخ تعزز مخاطر الدمار الواسع في الجبهة الداخلية في حال اندلاع مواجهة، وشددت على أنّ التقديرات تشير إلى أنّه عشية حرب لبنان الثانية، كان بحوزة حزب الله 15 ألف صاروخ وأطلق نحو 4000 منها باتجاه «إسرائيل»، بالمقابل فإن لدى الحزب اليوم أكثر من 100000 صاروخ، وبحسب التقديرات الامنية «الاسرائيلية» انه في حال نشوب أي حرب مع حزب الله، فإنه من المتوقع أنْ يطلق نحو 1500 صاروخ يوميًا على الجبهة الداخلية «الإسرائيلية»، ما قد يؤدي الى سقوط 300 قتيل بصفوف المستوطنين والجنود!

  الصواريخ الاكثر خطورة؟

 

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنيّةٍ رفيعة المستوى في «تل أبيب»، تأكيدها أنّ حزب الله يمتلك ايضا صواريخ «فجر» المطورة إيرانيًا، يبلغ مداه 43 كلم ويحمل رأسًا متفجرًا وزنه 45 كيلوغرام، هذا فضلاً عن صاروخ «فجر 5» الأكثر تطورًا، والذي يصل مداه إلى 75 كلم وله رأس متفجر يبلغ 90 كلغ. واضافة الى صواريخ «رائد 2″ ورائد 3» هنالك أيضًا في الترسانة النسخة الإيرانية من الصاروخ الروسي «فروغ7» ولديه القدرة على التصويب في عمق إسرائيل. لكن الاخطر يبقى نسخة من صواريخ»زلزال» المطورة، ويبلغ مدى الصاروخ «زلزال1» 125-160 كلم ويحمل رأسًا متفجرًا بوزن 600 كلغ، و»زلزال 2» يعتبر أكثر تقدمًا حيث يبلغ مداه 210 كلم وله رأس حربي مماثل وزنه 600 كلغ.

 

وبحسب «معاريف»، فإنّ ترسانة حزب الله الصاروخية تشتمل كذلك على صاروخ «فتح -110»، وهو صاروخ باليستي إيراني قصير المدى، يبلغ مداه250-300 كلم ، وهو سلاح بعيد المدى وله رأس حربي يصل وزنه إلى 500 كلغ، وهو موجه بنظام تحديد المواقع العالمي «جي بي اس».

  لا جديد حكومياً 

 

حكوميا، لا يبدو الاستعجال على اجندة احد لاطلاق عجلة الاستشارات النيابية، فرئيس الجمهورية ميشال عون يتريث لحل مشكلة التأليف قبل التكليف، ولا يشعر حتى اليوم وجود ضغط سياسي يجبره على تسريع خطواته، خصوصا مع غياب الكتلة السنية الوازنة القادرة على خلق اجواء ضغط في البلاد. الثابت حتى الآن، بحسب مصادر سياسية بارزة  ان الاستشارات مرجأة الى ما بعد انتهاء المحادثات مع «الوسيط» الاميركي، لكن المعضلة تبقى في محاولة فريق الرئيس الحصول على «ضمانات» مسبقة من اي مرشح لرئاسة الحكومة، وهو امر ازداد تعقيدا اثر الانتقادات العلنية العالية السقف من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ضد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي شن بدوره هجوما اعلاميا غير مسبوق على باسيل من خلال مواقع الكترونية محسوبة عليه.

ميقاتي: باسيل في موقف ضعيف!

 

واذا كانت «ابواب» التفاهمات غير موصدة، الا ان ميقاتي لا يتفاعل حتى الآن مع اي مطالب «برتقالية»، ويرى نفسه غير معنيا بتقديم اي التزامات لاحد، لانه يرفض سياسة «الابتزاز» العلنية التي يقودها باسيل. ولهذا فان دعوة الرئيس عون لإجراء الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة لم تدرج على جدول أعمال اجتماعه الاخير بميقاتي، ولم يتطرق الرجلان الى الملف من قريب او بعيد، وبحسب اجواء ميقاتي فهو يعتبر باسيل في موقف «ضعيف» في ظل افول العهد، ولا يستطيع فرض شروطه، اما «لعبة» الوقت فهي ليست في صالحه، واذا اراد ان يستمر في «المماطلة» سيصل الى اليوم الذي سيجد نفسه من دون «انياب» بعد خروج الرئيس عون من بعبدا. ولهذا «الكرة» في «ملعبه» والطريق الى الحكومة معروف عبر «التسوية» المنطقية والمعقولة، وليس عبر محاولة فرض اجندات غير واقعية…

 

********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

وصل هوكشتاين … وبدأت الخلافات  

 

هي مسألة ساعات يقضيها الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود اموس هوكشتاين الذي حط في بيروت عصر امس، من شأنها ان تكشف النقاب عن الضبابية التي تغلف القضية برمتها، وقد مهدت لها الادارة الاميركية ببيانها الشهير منذ يومين، لجهة امكان التوصل الى اتفاق ينهي النزاع بين الدولتين. غير ان النزاع اللبناني الداخلي في ملف التكليف لا يجد من يبعث فيه الامل بالحل ما دام ثمة افرقاء يتعاطون معه على قاعدة الملكية الخاصة وتطويب بعض الحقائب باسمهم او التعامل على قاعدة التناحر والاشتباك والكيدية السياسية وتوجيه الاتهامات لمنظومة تكاد تشبه حكاية «راجح» في مسرحية الاخوين الرحباني، بحيث يخاف منها الجميع ويتهمها بكل ما يحصل للبلاد ، وهو بريء منها.

 

وحتى مساء غد الاربعاء مع انهاء هوكشتاين جولة محادثاته اللبنانية ، تبقى المشاورات في موعد الاستشارات النيابية مجمدة، ما دام لا توافق بعد على هوية المفترض تكليفه التشكيل، كون المطلوب رسم خريطة طريقه والكشف عنها للجهات الآمرة الناهية في البلاد والموافقة عليها قبل الاستشارات، والا.

 

اتصالات ولقاءات

 

وقبيل وصول الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت، تكثفت الاتصالات بين اهل الحكم لتوحيد الرؤى والمقاربات من ملف ترسيم الحدود البحرية وسجّلت جملة مواقف من القضية.

 

في السياق، برز استقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. استمر اللقاء زهاء نصف ساعة غادر بعده الرئيس ميقاتي من دون الادلاء بتصريح. وفي وقت اكدت مصادر ان الزيارة تأتي في اطار التشاور الدوري كل اسبوعين ولا بحث في ملف محدد، افاد مكتب عين التينة الاعلامي ان «جرى عرض للاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية».

 

موقف موحّد

 

من جانبه، أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا خلال استقبالها امس في قصر بعبدا، «أن الجانب اللبناني سيبلغ الوسيط الاميركي الى المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية السيد آموس هوكشتاين بالموقف اللبناني الموحد حيال الطروحات المقترحة لاستئناف هذه المفاوضات والتي تحفظ حقوق لبنان». من جانبها اشارت فرونتسكا الى «أن الامم المتحدة مستعدة للمساهمة في كل ما من شأنه تحريك المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية»، منوهة بحكمة الرئيس عون و»دوره في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان».

 

لا تنازل عن الحقوق

 

الى ذلك، جال وفد من النواب التغييريين، على الرؤساء الثلاثة. وتهدف الجولة  بحسب بيان للنواب الى «متابعة ملف المفاوضات لترسيم الحدود البحرية لتثبيت موقف النواب التغييريين، وتأكيد ضرورة تمسّك السلطة التنفيذية بالخط 29 عبر تعديل  المرسوم 6433». ولفت عون امام الوفد الى ان «لبنان متمسك بعودة المفاوضات غير المباشرة مع «اسرائيل» والتي توقفت على اثر رفض العدو اعتبار الخط 29 خطاً تفاوضياً». وشدد على ان «الجانب اللبناني رفض الخط الاسرائيلي رقم 1 و»خط هوف» ومن غير الوارد التنازل عن حقوق لبنان في استثمار ثروته النفطية والغازية». وتابع عون «نرفض تهديدات العدو الاسرائيلي الذي يتصرف خلافاً للقوانين وللقرارات الدولية». ورداً على سؤال من الوفد النيابي، نفى وجود أي ارتباط بين المفاوضات حول ترسيم الحدود بمسألة استجرار الغاز والكهرباء من مصر والاردن، او المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

 

في وزارة الطاقة

 

واستقبل وزير الطاقة والمياه وليد فياض في السادسة مساء امس الوسيط هوكشتاين ترافقه السفيرة الأميركية دوروثي شيّا في مكتبه في الوزارة. كما زار هوكشتاين المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم.

 

الجيش والتحليلات

 

في الغضون، زار قائد الجيش العماد جوزاف عون كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان وقال في المناسبة « لا نتدخل في الشؤون السياسية إطلاقاً، إنما يجب فهم الواقع السياسي وتحليله تمهيداً لاتخاذ القرار كملف ترسيم الحدود البحرية على سبيل المثال والذي كثرت التحليلات والتعليقات المتعلّقة به». وتابع:» أعلن الجيش موقفه صراحةً بانتهاء مهمته التقنية، وأنه يقف خلف السلطة السياسية في أيّ قرار تتّخذه. لسنا معنيين بأي تعليقات أو تحليلات أو مواقف سواء أكانت سياسية أم إعلامية، الموقف الرسمي يصدر عن قيادة الجيش حصراً وأيّ رأي آخر لا يعبّر عن موقف الجيش».

 

المسار سيستمر

 

على الصعيد الحكومي، وبينما تبدو الدعوة الى الاستشارات مرجأة الى ما بعد انتهاء المحادثات مع هوكشتاين، قال الرئيس عون لفرونتسكا «ان المسار الدستوري  في لبنان سوف يستمر بعد الانتخابات النيابية، من خلال اجراء استشارات نيابية تفضي الى تكليف شخصية لتشكيل الحكومة الجديدة»، معربا عن امله في « ان يتحقق ذلك، في اسرع وقت ممكن نظرا للاستحقاقات التي تنتظر الحكومة العتيدة». واشار رئيس الجمهورية الى «ان الانتخابات النيابية شهدت ممارسات تخالف القوانين لعل اهمها تجاوز بعض المرشحين السقوف المالية المحددة إضافة الى حصول عمليات شراء اصوات في عدد من الدوائر، فضلا عن تدخلات خارجية في السياسة والمال والاعلام». وأكد «ان المراقبين المحليين الدوليين والاوروبيين والعرب الذين تابعوا مسار العملية الانتخابية، وثقوا هذه الممارسات وستكون حاضرة في التقارير التي سيرفعونها الى الجهات التي يمثلونها والمراجع القضائية المختصة». وتمنت فرونتكسا «ان تشكل الحكومة الجديدة في اسرع وقت ممكن  نظرا للمهمات المطلوبة منها راهنا».

 

ابو حيدر يتنحى

 

على الصعيد القضائي – المالي، افيد ان «النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد ابو حيدر قرر التنحي عن النظر في الادعاء على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram