افتتاحيات الصحف ليوم الإثنين 13 حزيران 2022

افتتاحيات الصحف ليوم الإثنين 13 حزيران 2022

 

Telegram

 

افتتاحية جريدة البناء


كوخافي يستقبل هوكشتاين بتهديد لبنان بقصف مدمِّر إذا وقعت الحرب… دون التعليق على السفينة / باسيل يكشف عن تفاهم عون وميقاتي وعلاقة العقوبات بملف الغاز… «إسرائيل» عاجزة عن الحرب / فرنجيّة: نحن والمقاومة متفقون على وحدة لبنان وعروبته… وحزب الله لا يحتاج إلى غطاء /


المقاومة لا تحتاج الى غطاء، ليست مجرد كلمات قالها الوزير السابق سليمان فرنجية في ذكرى مجزرة إهدن، بل هي معادلة صارت اليوم عنوان ملف الغاز والنفط، بعدما حولت المصالح والرؤى الأميركية والإسرائيلية القضية من مناقشة خطوط الترسيم، التي تقف فيها المقاومة خلف الدولة، الى قضية وقف الاستخراج من جانب كيان الاحتلال كشرط لأي تفاوض حول الترسيم. وهو أمر يقع في قلب قضية وجود المقاومة ولا يحتاج إلى غطاء او تفويض، فهو كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يشبه قضية تحرير الشريط الحدودي المحتل قبل العام 2000.

بين المقاومة وجيش الاحتلال تدور حرب صامتة حتى الآن، فقد قالت المقاومة كلمتها ورسمت معادلتها، على السفينة أن ترحل فوراً، ومنع الاحتلال من الاستخراج من حقل «بحر عكا» المسمّى بـ «كاريش»، وأمس حاول جيش الاحتلال بلغة التهديد أن يرسم معادلة مقابلة، فتحدث رئيس أركانه أفيف كوخافي عن التهديد بدمار واسع في لبنان إذا نشبت حرب، واضعاً التهديد في سياق تمهيدي لوصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الذي يبدأ اليوم اجتماعاته في بيروت ويلتقي غداً برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بعد أن يبدأ اللقاءات بعشاء على مأدبة يقيمها على شرفه نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب.

التهديد الذي أطلقه كوخافي لتسخين الأجواء والإيحاء بأن هوكشتاين لا يأتي تحت تهديدات المقاومة باستهداف سفينة استخراج الغاز من حقل «بحر عكا»، بل أيضاً تحت وطأة التهديد الإسرائيلي بالدمار، بقي ناقصاً الجواب الذي يمنحه المصداقية. فالسؤال الذي طرحه تهديد المقاومة لا يزال ينتظر، هل ستبقى السفينة أم سترحل، هل ستبدأ الاستخراج أم ستمتنع؟ فإن امتنعت ورحلت لا خطر حرب، ولا مبرّر لكل التهديد الذي يصير لفظياً، والتهرّب من الجواب على السؤال الذي يقرر مصير الحرب، والمرتبط مباشرة بتهديد المقاومة للسفينة وتمسكها بشرط وقف الاستخراج ربما يكون من قبيل إعلان يرفع المعنويات، لكنه يبقي الباب مفتوحاً لهوكشتاين للوصول الى تسوية تقوم على وقف استخراج الغاز من «بحر عكا» بانتظار التوصل الى حل تفاوضي حول خطوط الترسيم.

في الموقف اللبناني الذي ينتظر هوكشتاين قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، إن هناك توافقاً تمّ بين الرئيسين عون وميقاتي على مقاربة موحدة للحوار مع هوكشتاين. وكشف باسيل أن العقوبات الأميركية التي استهدفته كانت في جزء أساسيّ منها بسبب موقفه من ملف التنقيب عن الغاز وتمسكه بالمصالح اللبنانية السيادية في هذا الملف، معلقاً على خطر نشوب حرب بالقول، إن «إسرائيل» ليست في وضع يسمح لها بشن حرب.

الموقف اللبناني كما لخصته مصادر متابعة للملف سينحصر في قضيتي، رحيل السفينة ووقف الاستخراج من حقل «بحر عكا»، والعودة للتفاوض حول الترسيم، بهذا التسلسل، انسحاب السفينة أولاً ثم التفاوض، وإلا ستنتقل المنطقة إلى مجهول خطير، قد تخرج فيه الأمور عن السيطرة.

على الصعيد السياسي أحيـا تيار المردة ذكرى اغتيال الوزير السابق طوني فرنجية، ومجزرة إهدن التي أودت بحياته وحياة زوجته وابنتهما، وتحدّث الوزير السابق سليمان فرنجية في المناسبة مخاطباً القوات اللبنانيـة، التي نفذت المجزرة بتأكيد بقاء المردة على خياراتها برفـض التقسيم، والتمسك بوحدة لبنان وعروبته، واعتبار ذلك مضمون التلاقي مع المقاومة، التي لا تحتاج الى غطاء من أحد، مضيفاً لـ«القوات» ان المردة غفرت ولم تنسَ، وأن محاولة الاغتيال السياسي فشلت كما الاغتيال الجسدي فشل في إسقاط القضيـة، قائلاً، بيننا وبينكم الزمن طويل.

يصل مساء اليوم الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين في زيارة تستمر ليومين، يلتقي خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وسط توجه لإعادة إحياء جولات المفاوضات غير المباشرة بين لبنان و»إسرائيل» حول ترسيم الحدود البحرية. واعلنت الخارجية الأميركية ان الزيارة من أجل مناقشة أزمة الطاقة في البلاد، كذلك بحث إمكانية توصل بيروت و»إسرائيل» إلى قرار بشأن ترسيم حدودهما البحرية.

وذكرت الخارجية الأميركية في بيان لها، أن الولايات المتحدة ترحب بالروح التشاورية والصريحة للطرفين من أجل التوصل إلى قرار نهائي بشأن الحدود، من شأنه أن يؤدي إلى قدر أكبر من الاستقرار والأمن والازدهار لكل من لبنان و»إسرائيل» والمنطقة.

وبحسب المعلومات، فإن الرئيس عون والرئيس بري والرئيس ميقاتي اتفقوا على مقاربة موحدة للملف قبل التفاوض مع هوكشتاين.

واشارت مصادر مطلعة لـ«البناء» الى ان لبنان الرسمي متمسك بحقل قانا كاملاً، وسينقل الرؤساء الى الوسيط الأميركي الموقف اللبناني الموحد ان لبنان لن يقبل بتقاسم حقل قانا وعلى ضوء موقف هوكشتاين يكون البحث في ملف الترسيم وعودة المفاوضات فلبنان لن يقبل أن تشاركه «اسرائيل» في حقوقه وثرواته في هذا الحقل. وتشير المصادر الى أن غياب رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن اجتماع بعبدا مردّه عدم ارتياح الرئيس بري الى ما يجري على خط الترسيم، معتبرة أن بري متمسك باتفاق الاطار وهي الآلية التي يمكن الركون اليها لإنجاز الترسيم.

ولفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى أن وحدها الدولة مسؤولة عن حسم الترسيم ووحدها مؤتمنة على قضايا السيادة والاستقلال وعلى ثروات النفط والغاز. ووحدها الدولة مسؤولة عن إدارة المفاوضاتِ مع الجهات الأجنبية، وتحديد دور الوسطاء، واتخاذ القرارات، وعقد المعاهدات، وتقرير الحرب والسلم. وشدّد على أنه يجب الإسراع في إجراء الاستشارات النيابية لتكليف رئيس حكومة وطني وذي صفة تمثيلية، ولتأليف حكومة كاملة الصلاحيات تشارك في المفاوضات الحدودية، لا يجوز دستوريًا وميثاقيًا تغييب مجلس الوزراء.

وأشار السفير الإيراني لدى بيروت محمد جلال فيروزنيا، إلى أنه «لا بدّ من الإشارة إلى حق لبنان المشروع والعادل في استثمار ثرواته النفطية والغازية في مياهه، والجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة للتعاون مع لبنان في هذا المجال، الذي يشكل بارقة أمل لخروجه من المصاعب الاقتصادية التي يعانيها حالياً».

 وفي ملف الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة، أكدت مصادر مطلعة لـ« البناء» ان الامور لا تزال على حالها في ظل غياب التوافق الأمر الذي ينعكس في عدم تحديد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لموعد الاستشارات بعد. ورأت المصادر أن كل ما يطرح من اسماء هو في إطار الوقت الضائع، معتبرة ان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي هو الأوفر حظاً نظراً الى الواقع الراهن الذي يفترض شخصية كميقاتي لديها علاقات مع المجتمع الدولي فضلاً عن علاقته الجيدة مع الفرنسيين، هذا فضلاً عن أن المرجعيات السنية تدعم عودة ميقاتي كذلك الأمر بالنسبة الى الثنائي الشيعي والحزب الاشتراكي. واعتبرت المصادر أن شروط رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للسير بتكليف ميقاتي لا يمكن لأي رئيس سيكلف لتأليف الحكومة المرتقبة أن يقبل بها، وبالتالي فإن مطالبة باسيل بحقائب الخارجية (له شخصياً) والطاقة والعدل فضلا عن ملفات لها علاقة بالتعيينات الإدارية وإقالة حاكم مصرف لبنان هي وضع العصي في دواليب التأليف ولا يمكن ان يقبل بها أحد. ورجحت المصادر بقاء هذه الحكومة وأن تذهب الى تفعيل عملها خلال فترة تصريف الأعمال بما يقتضيه الدستور في القضايا الوطنية، وان تعقد اجتماعات إذا استدعت الحاجة لذلك.

وكشف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنه: «لن نسمّي ميقاتي لرئاسة الحكومة المقبلة ورأى باسيل ان «على الرئيس عون مسؤولية ان يتشاور مع الناس والنواب ليرشحوا أحداً او يترشحوا لرئاسة الحكومة حتى يجري استشارات نيابية وهناك شخصيات جيدة بين النواب وخارج البرلمان».

وقال: «لا أكون مرشحاً لرئاسة الجمهورية إلا عندما أقول ذلك واختصرت الموضوع بأنها ليست «أكلة طيبة» لأننا اختبرنا بأن الموقع استعمل لإفشال المشروع، ولكن لن نقبل بأن يفقد الموقع ميثاقيته وقوته التمثيلية والمشروع هو الأهم».

ولفت باسيل في إطلالة تلفزيونية امس»، الى أن الشعب اللبناني الذي أعطاني الكتلة الأكبر في البرلمان، والجانب الذي يلينا هو القوات والانتخابات أفرزت بعض القوى ذات التمثيل الهزيل على المستوى المسيحي».

وحول ملف الحدود البحرية، اعتبر أن «الخط 23 رسمه الجيش اللبناني وأجمع لبنان بأكمله عليه ورفع ذلك للأمم المتحدة. وهذا لا يعني أن لبنان لا يمكنه تغيير الخط، ومُنعنا من السير بمراسيم التنقيب عن النفط منذ سنوات وهناك إرادة خارجية تسعى ليبقى لبنان ضعيفاً. ودائماً هناك مجموعة لبنانيين غير مستعدين لإقرار المراسيم».

وشدد على أن «قصة ترسيم الحدود قصة حياة أو موت وسوف نواجه جميعاً وفي حال فشلت المفاوضات، الخط 29 سيكون فوق الطاولة، وعلينا توحيد المعادلة لا غاز من كاريش مقابل لا غاز من قانا».

واكد أنه يكون اليوم حدنا الأدنى الخط 23 وما فوق وما هو اهم ان نبدأ باستخراج النفط والغاز. وهكذا يجب ان يكون الاتفاق، والأهم من رسم الخط هو البدء باستخراج ثرواتنا النفطية والغازية ووقف المنع المفروض علينا، وارسال مرسوم الخط 29 في التوقيت الخطأ هو موقف غير مسؤول وعدم إرساله في التوقيت الصحيح هو تخاذل… والقصة ليست شعارات».

في ذكرى مجزرة إهدن، أوضح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أن «حزب الله لا يحتاج الى غطاء ونحن مع العروبة ووحدة لبنان والعيش المشترك. وكل ما يوحد هذا البلد ونلتقي مع المقاومة على هذا المشروع».

وتطرق في كلمته الى الانتخابات، صحيح أنه قد تحصل هفوة او غلطة في الانتخابات ولكن الأيام والمستقبل امامنا، نحن لم نخسر وكنّا «عكس السير» في الانتخابات والأسهل كان السير مع الموجة، ولكننا سرنا عكس الموجة. وتوجه الى من يحاول «الغاءه»، بحسب تعبيره، بالقول: «نحن وإياكم والزمن طويل وسنواجه بالإيجابية وليس بالسلبية فمشاريعهم وهميّة وطروحاتهم وهمية ونحن نتطلع الى التطور مع القيم والأخلاق والتاريخ».

ويصل الممثل الدائم الجديد لصندوق النقد الدولي في لبنان فريديركو ليما إلى بيروت في الـ21 من حزيران الحالي، وبحسب موقع الصندوق فإن ليما هو اقتصادي عمل على عدد من السياسات في الأسواق الناشئة في الاقتصادات ذات الدخل المنخفض.

وأكد وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حمية في بيان أن «إعادة إعمار مرفأ بيروت عمل إصلاحي لا رجعة عنه وسيتخطى صداه حدود لبنان بأسره».

وأكد أن دولًا وشركات كبرى عدة أبدت استعدادها بالمشاركة، مشيرًا إلى أن استحقاق إعادة إعماره على الأبواب ودوره الفريد والمتميّز قرار مبرم، مرحبًا بكل من يريد الاستثمار من الشرق والغرب، إنما تحت سقف السيادة والمصلحة الوطنية الخالصة.

 

===================================================================================================

 

افتتاحية جريدة الأخبار

المعركة الفاصلة اليوم بين القضاء والحاكم


تتّجه الأنظار اليوم إلى مكتب النائب العام الاستئنافي في بيروت زياد أبو حيدر الذي يُراوغ للتهرّب من تنفيذ أمر رئيسه بالادّعاء على حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة. القانون يُلزم أبو حيدر بالادّعاء وإحالة الملف إلى قاضي التحقيق، إلا أنه يدّعي كذباً عدم اختصاصه

 

يعيش القاضي زياد أبو حيدر رُعباً غير مسبوق. بين يديه ملف الادعاء على حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة لارتكابه جناية اختلاس أموال الشعب، لكنّ القاضي الأرثوذكسي يرى فيه كرة نارٍ يريد إبعادها عنه بأيّ طريقة كي لا تحرقه، فيما تُمارس عليه ضغوط سياسية وطائفية من كلِّ حدبٍ وصوب لحماية سلامة، وليّ نعمة الكثيرين. وهو يخشى حتى القيام بدور «ساعي البريد»، بتنفيذ أمر رئيسه النائب العام التمييزي غسان عويدات الذي طلب منه تحريك دعوى الحق العام أي الادعاء. لذلك، في حال إصرار أبو حيدر على التمرّد على أوامر رئيسه برفض الادعاء، فإنّ عليه الردّ بكتابٍ خطّي سينقلب عليه حتماً لتثبيت واقعة ارتكابه خرقاً للقانون. إذ لا يحق للنائب العام الاستئنافي أن يناقش طلبات المدعي العام التمييزي لكونه ليس مرجعاً للطعن بقرارات رئيسه، كما لا يملك خيار مراقبة قانونية قرارات رئيسه، بل إنّ له فقط حق الطلب من رئيسه إرسال الطلب خطياً، ولا سيما أنّ عويدات لم يسأل أبو حيدر ما إذا كان مختصاً أو لا، بل طلب منه الادعاء تبعاً للسلطة الممنوحة له بحسب المادة ١٣ من أصول المحاكمات الجزائية.

 

==============================================================================================

لا صندوق مشترك، لا تراجع عن الـ 23، لا تنقيب إسرائيلي قبل الاتفاق: موقف لبناني موحّد وراء عون


مع وصول الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة عاموس هوكشتين إلى بيروت، تنطلق الجولة الجديدة من المفاوضات الفعلية مع الولايات المتحدة بشأن معالجة مشكلة ترسيم الحدود البحرية مع العدو. وبحسب ما هو مؤكد على لسان مرجعيات كبيرة معنية، فإنّ آلية التواصل ومقاربة الملف باتت مختلفة تماماً عن المرحلة السابقة. وقد بات واضحاً أن المسار يقوم على الآتي:


أولاً، اتفاق على ترك الإدارة العليا للملف للرئيس ميشال عون، وهناك تفاهم واضح بين قيادتَي أمل وحزب الله على السير خلف الرئيس عون، وهو الموقف نفسه الذي أكده رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وبناءً عليه، تم الاتفاق على إعادة تنظيم العمل، بحيث يكون هناك تشاور مباشر ومفتوح بين عون وميقاتي، وتشاور غير مباشر مع الرئيس نبيه بري وحزب الله من خلال نائب رئيس المجلس إلياس بوصعب والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، على أن يصار في اليومين المقبلين الى إعادة تنظيم العلاقة مع قيادة الجيش، لتحديد دورها التقني، والسعي الى عدم صدور أي مواقف ذات بعد سياسي من قبل ضباط حاليين أو سابقين أو شخصيات قريبة أو محسوبة على قائد الجيش، وخصوصاً أن المواقف التي تُعلن تظهر كأن هناك في الحكم من يريد التفريط بحقوق لبنان.

 

---------------------------------------------------------------------------------------

افتتاحية صحيفة النهار

 

“توحيد” الموقف من الترسيم وأسهم ميقاتي ترتفع

بدت حظوظ إعادة تكليف الرئيس #نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة الأولى بعد الانتخابات النيابية للسنة 2022 والحكومة الأخيرة في عهد الرئيس ميشال عون مرتفعة عشية أسبوع تترقب فيه الأوساط السياسية والديبلوماسية انطلاق مسار التكليف والتاليف الحكوميين علي نحو مواز لاستحقاق المحادثات المفصلية التي سيجريها الوسيط الأميركي في ملف #ترسيم الحدود البحرية بين #لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين اليوم وغدا في بيروت. وعقب أسبوع عاصف من الجدل والضجيج الإعلامي والسياسي المتصل بالمشهد اللبناني المربك حيال ملف الترسيم خصوصا بعد تفرد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله باستباق الموقف الرسمي الذي سيبلغ الى هوكشتاين واطلاقه تهديدات باللجوء الى القوة لاستهداف منصة استخراج الغاز في حقل كاريش، تصاعدت عشية زيارة الوسيط الأميركي مؤشرات من مقار الرئاسات الثلاث تؤكد ان موقفاً موحداً لبنانياً سيبلغ اليه وان التنسيق جار بين المسؤولين في هذا الملف الوطني والاستراتيجي. واما في استحقاق التكليف والتأليف الحكوميين فلم تبرز بعد معطيات ثابتة حيال المسار الذي ستسلكه الأمور، لكن بدا ان تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا لن يبعد كثيرا بعدما تصاعدت الانتقادات والاتهامات للعهد ورئيس تياره جبران باسيل بتعمد تأخير الاستشارات لاهداف تتصل باشتراطات حول تركيبة الحكومة الجديدة وحقائبها. وفيما لم تتبلور بعد أسماء ثابتة مطروحة في التداول لتولي تشكيل الحكومة لوحظ ان اسهم ميقاتي لا تزال متقدمة في بورصة الأسماء المطروحة فيما يرجح تحديد موعد الاستشارات في منتصف الأسبوع الحالي.

 

وبالعودة الى ملف الترسيم اتخذت زيارة هوكشتاين دلالاتها البارزة مع صدور بيان لوزارة الخارجية الأميركية رسميا إن الولايات المتحدة سترسل مبعوثا إلى لبنان لمناقشة أزمة الطاقة في البلاد وتأكيد أمل واشنطن في أن تتمكن بيروت وإسرائيل من التوصل إلى قرار بشأن ترسيم حدودهما البحرية. وأضافت إن آموس هوكشتاين كبير مستشاري وزارة الخارجية لأمن الطاقة سيزور لبنان يومي 13 و14 حزيران. وافاد البيان إن “الادارة ترحب بالروح التشاورية والصريحة للطرفين للتوصل الى قرار نهائي من شأنه أن يؤدي الى قدر أكبر من الاستقرار والأمن والازدهار لكل من لبنان وإسرائيل والمنطقة”.


 وفي سياق الاستعدادات الرسمية للمحادثات مع هوكشتاين اجتمع السبت رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في قصر بعبدا وبحثا مطولا في الموقف اللبناني من الترسيم وتنسيق موقف موحد . وأفادت معلومات انه جرى عرض الخرائط والملفات التي حملها ميقاتي بملف اسود الى بعبدا ووصف الاجتماع بانه كان تقنيا بامتياز ولا تباين بالموقف بين الاطراف اللبنانية ولن يصدر اي موقف او سقف او ورقة رسمية للتفاوض بانتظار ما يحمله الوسيط الأميركي .

وفي المعلومات المتوافرة لـ”النهار” ان الرئيسين عون وميقاتي اتفقا على ابلاغ هوكشتاين ردا ًرئاسياً موحداً ولكن لا يمكن استباق ما سيحمله الوسيط الاميركي الى المسؤولين بمعنى بأنهم لا يحضرون رداً على قاعدة “أبيض او أسود”. ولذلك يتم انتظار الوسيط اذا كان سيأتي بـ “تحسينات” مقارنة بالمرة السابقة مع حرص لبناني رسمي على التوصل الى حل لترسيم الحدود البحرية بين الطرفين. واثيرت مسالة عدم مشاركة رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء بعبدا ولكن الجهات المتابعة والمعنية شددت على ان الرئيسين كانا على تواصل مفتوح مع رئيس المجلس ولا مشكلة في هذا الخصوص. وبدوره اكد الرئيس بري لـ”النهار” انه على “تنسيق كامل” مع الرئيسين عون وميقاتي في هذا الملف وعلى قاعدة ان موضوع الترسيم والرد على هوكشتاين ” يبقى خارج اي فلك للعب او المزايدة من أي جهة كانت”. وأشارت معلومات الى ان عون سيبلغ هوكشتاين بأن ما قدمه في محطته السابقة الى بيروت ” لم يكن كافيا ” فضلاً عن تشديده على حق لبنان في ثروته البحرية وعدم التفريط بها او تقديمها هدايا لاسرائيل مع التزامه بتطبيق قانون البحار وقواعد الترسيم الدولية بين فريقين يدخلان في مساحات متنازع عليها.

تهديد إسرائيلي

وبعد ايام على تهديد نصرالله باستهداف منصة التنقيب عن الغاز واستخراجه هدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي سكان لبنان باحتمال اندلاع حرب مهددا بـ”قصف مدمر وواسع إذا وقعت الحرب مع لبنان” .

وفي إشارة الى “حزب الله” في لبنان، قال كوخافي: “لقد قمنا ببلورة آلاف الأهداف التي سيتم تدميرها في منظومة الصواريخ والقذائف التي يمتلكها العدو”. وأضاف: “كل الأهداف موجودة في خطة هجوم لاستهداف مقرات القيادة والقذائف الصاروخية والراجمات ومزيد من هذه الأهداف”. وتابع : “كل ذلك سيتم ضربه في دولة لبنان”. واردف: “قوة الهجوم ستكون غير مسبوقة وأنصح اللبنانيين بمغادرة المناطق التي سنستهدفها”.


 وفي المواقف الإقليمية من الوضع في لبنان أكدت طهران عبر سفيرها في بيروت محمد جلال فيروزنا “وقوف إيران بكل ما أوتيت من قوة إلى جانب لبنان حكومة وشعباً، واضعة إمكاناتها العلمية والتقنية والعمرانية المتطورة في خدمة أي مشروع حيوي بربوع هذا البلد الشقيق”. وأشار السفير الإيراني إلى “استعداد إيران الدائم في التعاون الثنائي البناء في المجالات الصحية والعلاجية والاستشفائية وفي سائر المجالات الحيوية الأخرى التي تهم لبنان في هذه المرحلة” وقال ان بلاده ” مستعدة لمؤازرة لبنان إلى أقصى الحدود، خصوصا في هذه المرحلة الحساسة بكل ما تحمله من صعوبات وتحديات” .ولفت إلى أنه “لا بد من الإشارة إلى حق لبنان المشروع والعادل في استثمار ثرواته النفطية والغازية في مياهه، والجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة للتعاون مع لبنان في هذا المجال، الذي يشكل بارقة أمل لخروجه من المصاعب الاقتصادية التي يعاني منها”.

مواقف الراعي

اما في المواقف الداخلية فكانت للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مواقف حازمة جديدة اذ اكد في ملف الأزمة الناشئةَ على الحدودِ البحريّةِ بين لبنان وإسرائيل ان “لا مجال للتفريطُ بحقوقِنا تجاهَ إسرائيل أو كُرمى لأي دولة. الحقُّ حقٌّ أمام العدوِّ والصديق. إنَّ الجنوبَ، أرضًا وشعبًا، عزيزٌ على قلبِنا، والثرواتِ المنتظَرةَ هي ثرواتٌ سياديّةٌ وطنيّةُ تَعِدُ بأرباٍح طائلةٍ للدولةِ وللأجيالِ المقبِلة. وجديرٌ بالمسؤولين أن يَعالجوا هذه الأزْمةَ وصولًا إلى الحلِّ لا إلى الحرب، ليتمكّنَ لبنانُ من استخراجِ الغازِ والنَفط في السُرعة القصوى”. وقال “وَحدها الدولةُ مسؤولةٌ عن حسمِ هذا الموضوعِ. ووحدَها مؤتَمنةٌ على قضايا السيادةِ والاستقلالِ، وعلى ثروات النفط والغاز. ووحدَها الدولةُ مسؤولةٌ عن إدارة ِالمفاوضاتِ مع الجهاتِ الأجنبيّة، وتحديدِ دور الوسطاء، واتّخاذِ القراراتِ، وعقدِ المعاهداتِ، وتقريرِ الحربِ والسلم. وعند الضرورة تستطيع إستطلاع مواقفَ الأطرافِ السياسيّةِ اللبنانيّةِ نظرًا لأهميّةِ الموضوعِ ولدقّةِ الظرفِ. ولكن، لا بدّ من أن يكونَ في النهايةِ مرجِعٌ يَحسِمُ الجدلَ القائمَ ويَضمَنَ حقوقَ لبنان. وفي كلّ ذلك ينبغي تحديدُ مهلةٍ زمنيّةٍ للمفاوضات الرامية إلى استخراج ثروتِنا واستثمارِها بأقصى سُرعةٍ. ”

وتناول الشأن الداخلي فقال “يؤسفنا في قلب هذه الإستحقاقات المصيريّة، أن يَبقى هاجسُ بعضِ المسؤولين مكافحةَ أخصامِهم في السياسةِ والإدارةِ والمؤسّساتِ المدنيّة والعسكريّة لتعيينِ بُدَلاءَ عنهم يَدينون لهم بالولاءِ والطاعة. ولم يتحرّروا بعد من شهوة الأحقاد والإنتقام. ويؤسِفُنا أنهم، رغمَ مناشداتِنا المتكرّرَة، لا يزالون يَستخدمون بعضَ القضاةِ ويُعطونَهم توجيهاتٍ مباشرةً لفتحِ مِلفّاتٍ فارغةٍ وإغلاقِ مِلفّاتٍ مليئةٍ بالشوائبِ والاختلاسات. فيا ليتَ هؤلاءِ النافذين وهؤلاءِ القضاةَ يُوظِّفون جهودَهم في دفعِ التحقيقِ في مرفأِ بيروت لتصلَ العدالةُ إلى أهالي الشهداء والمصابين وإلى بيروت الجريحة، وليَتِمَّ البتُّ بمصيرِ الموقوفين منذ سنتين من دونِ محاكمة! يا ليتَهم يلاحقون من يمنعُ إغلاقَ المعابرِ الحدوديّة، ومافياتِ الكهرباءِ والطاقة، وتجّار المخدّرات الّذين يُعكّرون علاقاتِ لبنانَ بدولٍ شقيقةٍ وصديقة!”.

****************************************

 افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

باسيل “يخوّن” ميقاتي ويرسم معادلة “السراي مقابل المركزي”

“الأجندة العونية” للقاء هوكشتاين: “التحريض” على قائد الجيش!


 
 

لا يزال “حزب الله” يواصل مساعيه الحثيثة لتوحيد صفوف السلطة وجمع الرئاسات الثلاث على موقف رسمي موحّد يسمعه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، بعدما تعذر على “الحزب” إكمال عقد اجتماع بعبدا الذي انتهى ثنائياً بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي بسبب رفض الرئيس نبيه بري الانضمام إليهما لاعتراضات مبدئية وجوهرية تتصل بطريقة إدارة عون لهذا الملف. وفي المقابل، تواصل إسرائيل على المقلب النفطي الآخر استعداداتها لاستخراج الغاز من حقل “كاريش” بالتوازي مع رفع جهوزيتها العسكرية لمواجهة مختلف السيناريوات من دون استبعادها فرضية “اندلاع الحرب” كما ألمح رئيس أركانها أمس، مؤكداً أن الحرب المرتقبة ستشهد “قصفاً مدمراً وواسعاً” بغية “تدمير آلاف الأهداف في لبنان من بينها مقرات قيادة ومنظومات صواريخ وراجمات”.


 
 

وبعيداً عن المخاطر العسكرية المحدقة بالجبهة الجنوبية في حال فشل الوساطة الأميركية في نزع فتيل النزاع على “حقول الغاز” في المنطقة المتنازع عليها، ينكب رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل على إدخال “الأجندة العونية” للقاء هوكشتاين في عملية “تصفية حسابات رئاسية” وزواريب جانبية تدخل في باب “النميمة والتحريض ضد قائد الجيش العماد جوزيف عون”، وفق ما نقلت مصادر واسعة الاطلاع لـ”نداء الوطن”، موضحةً أنّ “ارتفاع حدة التصعيد من قبل فريق الرئاسة الأولى و”التيار الوطني” ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ضد رئيس وأعضاء الوفد التقني العسكري الذي كان يتولى عملية التفاوض غير المباشر في الناقورة، عشية زيارة الوسيط الأميركي، ليس منفصلاً عن محاولة تأليب الأميركيين على قيادة المؤسسة العسكرية باعتبارها الطرف المتعنّت والمتمسك بإحداثيات الخط 29 بينما باسيل هو الطرف القادر على ضمان نجاح مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بموجب مقتضيات الوساطة الأميركية”.


 
 

ورجحت المصادر أن يكون “التمريك” على قائد الجيش من ضمن أطباق مأدبة العشاء التي يقيمها بو صعب على شرف هوكشتاين غداً لتعبيد طريقه إلى قصر بعبدا صباح الثلاثاء، لكنها أشارت في المقابل إلى أنّ “المطلعين على أجواء واشنطن يؤكدون أنّ الوسيط الأميركي يدرك تماماً خلفيات المواقف التي ينطلق منها الفريق الرئاسي في مقاربة مفاوضات الترسيم من منظار “إحداثيات” باسيل، كما أنّ هوكشتاين نفسه يعلم جيداً حقيقة الموقف العسكري الذي كان قد سمعه مباشرة من قيادة الجيش والذي يقول بأنّ مهمتها انحصرت بإنجاز الشق التقني من الترسيم بينما القرار النهائي يبقى بيد السلطة السياسية، وهذا الموقف ربما يكرره قائد الجيش (اليوم) خلال تفقده كلية القيادة والأركان لناحية التذكير بأن قرار الترسيم سياسي وليس عسكرياً”.

 

ومساءً حرص باسيل على إضفاء صبغة “الترغيب والترهيب” على إطلالته المتلفزة، فأبدى من ناحية انفتاحه إلى أقصى الحدود على تدوير زوايا الخطوط البحرية لإنجاح مهمة هوكشتاين، وبدا من ناحية ثانية مقتبساً لمضامين خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لجهة وضع مهلة زمنية قصيرة أمام وصول المفاوضات إلى نتائج نهائية حاسمة تفادياً للتصعيد العسكري والسياسي، تحت طائل التلويح بوجوب مغادرة السفينة اليونانية من المياه الإقليمية فوراً ومنعها من استخراج الغاز بالتزامن مع إقدام الحكومة على إقرار مرسوم اعتماد الخط 29 لحدود لبنان الجنوبية البحرية.


 
 

غير أنّ الأخطر في كلام باسيل، جاء على شكل “تخوين” رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من خلال اتهامه بأنه ينصاع لـ”الإرادة الخارجية في حرمان لبنان من ثروته النفطية”، معتبراً أنّ “إسرائيل ومن معها في الداخل لا يقصّرون في فعل كل ما يلزم لمنع اللبنانيين من استخراج النفط والغاز”. ولم يتأخر باسيل في تصويب “نيشان” هجومه على ميقاتي في الملف الحكومي، فأكد أنه يرفض إعادة تكليفه تشكيل الحكومة العتيدة “لعدة أسباب واعتبارات” وفي مقدمها قضية حاكم المصرف المركزي رياض سلامة الذي اعتبر أنّ ميقاتي “لا يحميه بقدر ما يحمي نفسه لأنّ التحقيق الخارجي والداخلي في قضية سلامة سيشمل رؤساء حكومات وسياسيين” ضالعين في “تركيب الطرابيش” والاستفادة من مغانم “الهندسات المالية والأسهم في البنوك”، ليخلص إلى التأكيد على أنّ “ميقاتي لذيذ ومهضوم” لكنه لا يصلح لترؤس الحكومة في المرحلة المقبلة باعتبار أنّ “مصالحه الخارجية أكثر من مصالحه الداخلية فضلاً عن أنه فقد شرعيته الشعبية نتيجة سقوط مرشحيه في الانتخابات النيابية”، متوعداً كل من يراهن على تعويم حكومة تصريف الأعمال لكي تملأ الشغور الرئاسي وتمارس صلاحيات الرئاسة الأولى بأنه لن ينال مراده، ودعا إلى ترقب “مفاجأة” في هذا المجال.

 

وبمعزل عن رسائل باسيل التي سعت إلى رسم معادلة “السراي الحكومي مقابل المصرف المركزي” في مواجهة ميقاتي أو أي مرشح محتمل لترؤس الحكومة، أكدت مصادر مطلعة على أجواء الثنائي الشيعي أنّ موقف “حزب الله” ورئيس مجلس النواب نبيه بري لا يزال يفضل خيار ميقاتي “لتمرير الفترة الأخيرة من ولاية العهد خصوصاً وأنّ الثنائي تجمعه معه علاقة تفهم وتفاهم بالإضافة إلى العلاقة الشخصية الودية التي تجمعه برئيس الجمهورية ميشال عون”.

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

لبنان بين ترسيم بحري نتائجه رمادية… وحكومي يكتنفه الغموض

  محمد شقير

يستعد لبنان الرسمي لمواجهة استحقاقين من الترسيم: الأول حكومي، والآخر بحري يُفترض أن ينطلق اليوم (الاثنين) مع عودة الوسيط الأميركي آموس هولشتاين، إلى بيروت للقاء أركان الدولة، في محاولة للتوسّط بين لبنان وإسرائيل لحل النزاع القائم حول الحدود البحرية في المنطقة الاقتصادية في جنوب لبنان. ويُنتظر أن يتلقى هولشتاين أجوبة من رئيس الجمهورية ميشال عون حول الأفكار التي كان قد حملها معه في زيارته السابقة للبنان، وتعامل معها على أنها تشكّل أرضية صالحة لمعاودة المفاوضات غير المباشرة بين البلدين.

وتأتي زيارة الوسيط الأميركي لبيروت بناءً على إلحاحٍ من الجانب اللبناني، لخفض منسوب التوتر الذي تسببت به إسرائيل من جراء مباشرتها التنقيب عن الغاز والمشتقات النفطية في المنطقة المتنازع عليها بين البلدين، والذي تلازم مع دخول «حزب الله» وللمرة الأولى على خط التفاوض وإنما بتهديد إسرائيل بالرد في حال أنها تمادت في استيلائها على الثروة اللبنانية في البحر، رغم أنه اكتفى سابقاً بوقوفه، كما أعلن أمينه العام حسن نصر الله، خلف الدولة في مفاوضاتها غير المباشرة للإفادة من ثروتها البحرية.

فدخول «حزب الله» على خط المفاوضات غير المباشرة بتكليفه النائب السابق نواف الموسوي، الإمساك بملف ترسيم الحدود البحرية ومتابعته، أثار تساؤلات، حول التوقيت الذي استدعى الإعلان عن تكليفه بالتزامن مع عودة الوسيط الأميركي إلى بيروت بناءً على طلب الدولة اللبنانية تجاوزت الحدود إلى الإقليم. وسارعت جهات دولية إلى التعامل مع التهديدات التي أطلقها نصر الله على أنها تأتي في سياق دفاعه عن سلاحه في وجه الحملات التي تستهدفه، والتي بلغت ذروتها خلال خوض المعارك الانتخابية من خصومه الذين أدرجوها في سياق استرداد السيادة اللبنانية وتحرير الدولة من هيمنة «حزب الله».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن المواقف التي صدرت عن نصر الله حول ترسيم الحدود البحرية، كادت تطغى على تحرّك عدد من سفراء دول الاتحاد الأوروبي وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، باتجاه عدد من القيادات السياسية، خصوصاً أنهم أدرجوها في سياق إصرار الحزب على إيجاد الذرائع للاحتفاظ بسلاحه تحت عنوان الدفاع عن حقوق لبنان البحرية.

وتردّد في هذا المجال أن الوسيط الأميركي لا يحضر إلى بيروت في محاولة للتدخّل لقطع الطريق على إقحام وساطته في دورة جديدة من التصعيد فحسب، وإنما للوقوف على رد لبنان الرسمي حيال الأفكار التي طرحها سابقاً للإبقاء على وساطته تحت السيطرة ما يتيح له تعويم رحلاته المكوكية ما بين بيروت وتل أبيب.

ولفت مصدر سياسي مواكب للتحضيرات التي باشرها عون لتوحيد الموقف اللبناني حيال الأفكار التي طرحها سابقاً الوسيط الأميركي إلى أن الخطوة التالية التي يمكن أن يقوم بها تتوقف على أجوبة الجانب اللبناني، ليكون في مقدوره أن يبني على الشيء مقتضاه للتأكد مما إذا كانت الطريق سالكة أمام تزخيم وساطته وتكثيف لقاءاته المتنقلة ما بين بيروت وتل أبيب بحثاً عن مساحة مشتركة لفض النزاع البحري.

وتوقف المصدر السياسي أمام غياب رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن اللقاء التشاوري الذي اقتصر على رئيسي الجمهورية ميشال عون وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وكشف أن عون أجرى اتصالاً برئيس البرلمان الذي لعب دوراً في تعويم الوساطة الأميركية، وكان وراء معاودة المفاوضات غير المباشرة.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» أن بري اعتذر عن عدم الحضور بعد أن قرر إيكال مهمة قيادة المفاوضات غير المباشرة إلى عون، بذريعة أن الدستور اللبناني يحصر فيه التفاوض وعقد الاتفاقيات والمعاهدات. وقال إن بري كان قد نأى بنفسه عن التدخل في مسألة تحديد الحدود البحرية، تاركاً هذه المهمة إلى الفريق التقني والفني، وبالتالي من غير الجائز تحميله مسؤولية كل ما ترتّب من فوضى رافقت المفاوضات غير المباشرة، وأدت إلى التباين بين الوفد المفاوض ورئيس الجمهورية والفريق السياسي المحسوب عليه.

وأشار المصدر إلى أن الجولات الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة أظهرت حالة من الإرباك بين الوفد المفاوض وبين رئاسة الجمهورية وفريقها السياسي، فيما تمكّن بري من إيجاد الآلية لانطلاق المفاوضات غير المباشرة بوساطة أميركية، وأكد أنه لا يريد أن يستبق ما ستؤول إليه محادثات هولشتاين في بيروت، وإن كانت الأجواء التي سبقت التحضير لها لا تزال رمادية بسبب تعدّد المفاوضين من تحت الطاولة ومن فوقها بدلاً من رسم سقف للتفاوض.

لذلك يبقى الترسيم البحري عالقاً أمام ما ستؤول إليه لقاءات الوسيط الأميركي، فيما يكتنف الغموض الترسيم الحكومي، خصوصاً أن دعوة عون لإجراء الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة لم تُدرج على جدول أعمال اجتماعه بميقاتي، بل خُصّص لتوحيد الموقف اللبناني من الأفكار التي كان هولشتاين قد أودعها لدى الجانب اللبناني، مع أنها أُثيرت عَرَضاً من دون الدخول في التفاصيل.

ولم يتطرق عون إلى تحديد موعد لإجراء الاستشارات المُلزمة، وأن ما يتردّد حتى الساعة حول إمكانية إنجازها في بحر هذا الأسبوع، أي بعد انتهاء محادثات الوسيط الأميركي في بيروت، يأتي في إطار التوقّعات.

وإلى أن يحدّد عون الموعد النهائي لإجراء الاستشارات المُلزمة، فإن الطريق ليست سالكة أمام إنجازها ويمكن أن تقتصر على تسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة من دون أن يبصر تأليفها النور، لأن تأخير إتمامها أتاح لعون ومن خلاله للنائب جبران باسيل استمزاج رأي بعض الكتل النيابية. وعلمت «الشرق الأوسط»، أنه جاء مخالفاً لرغبتها بالاستغناء عن ميقاتي، ليس لأنه يلقى دعماً دولياً فحسب، وإنما لأن أكثرية الكتل النيابية لا تحبّذ اختيار شخص آخر.

ولم يستبعد مصدر نيابي قيام عون بالالتفاف على الاستحقاق المتعلق بتشكيل الحكومة من خلال إنجازه بالشكل، أي بتسمية الرئيس المكلف، تاركاً لباسيل مهمة تعطيل تأليفها، ويعزو السبب إلى أن الضغوط الدولية والمحلية ستمارَس عليه وأنْ لا مجال لاستيعابها إلا بالإفراج عن الاستشارات المُلزمة.

ويؤكد المصدر نفسه أن باسيل يتصرّف كأن عون لا يزال في السنوات الأولى من ولايته الرئاسية التي تسمح له بالتحكم في اللعبة والإمساك بأوراق القوة التي تتيح له أن يقلب المعادلات السياسية وينقلب عليها من دون أن يسلم بملء إرادته بأنه أصبح الحلقة الأضعف في تشكيل الحكومة ويعتمد على عمّه برفضه التوقيع على تشكيلة وزارية لا تأتي على قياس طموحاته.

ويلفت المصدر نفسه إلى أن أحداً لا يستسلم لشروط رئيس جمهورية مع اقتراب انتهاء ولايته الرئاسية، ويقول إنه ما من رئيس للحكومة على استعداد لتعويم باسيل، وبالتالي لا خيار أمامه سوى التفاوض مع من هم في صلب المعادلة السياسية، بدلاً من الذي يستعد لترك سدّة الرئاسة الأولى.

ويستخفّ بكل ما يقال حول إمكانية تعويم حكومة تصريف الأعمال. ويصف الترويج لها بأنه نوع من الهرطقة الدستورية. ويؤكد أن السفيرة الفرنسية آن غريو، تواصل تحرّكها باتجاه القوى السياسية وتحثّهم على الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة وهي على تناغم مع السفيرة الأميركية انطلاقاً من توزيع المهام بين باريس المولجة بالملف الداخلي وواشنطن المكلفة بالوساطة بين لبنان وإسرائيل لتسوية النزاع البحري.

ويرى المصدر النيابي أن الحفاظ على الاستقرار لن يتأمّن بتشكيل حكومة جديدة ما لم تكن مدعومة بالشروط الدولية لإنقاذ لبنان الذي يقف على حافة الانهيار الشامل، ويقول إن الحكومة العتيدة لن تكون امتداداً للحالية، وإنما يجب أن تكون من طراز آخر تراعي صحة التمثيل السياسي ولو بالواسطة ولا تتصرف على أن الساحة السنّية سائبة بعزوف مرجعياتها عن خوض الانتخابات النيابية ويمكن ملء الفراغ بإسناد رئاسة الحكومة إلى «مرشح مغمور» يكون مطواعاً لشروط باسيل.

 

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

“الجمهورية”: هوكشتاين يبدأ اليوم تقنياً وغداً رئاسياً.. وفرنجية: الأيام والمستقبل أمامنا

يدخل لبنان اليوم اسبوعاً يُتوقع ان يكون حافلاً بالأحداث والتطورات السياسية والديبلوماسية التي ستتمحور حول ملفين: الاول المفاوضات لترسيم الحدود البحرية، في ضوء ما ستفضي اليه المحادثات مع الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين الذي يزور بيروت اليوم، على وقع ما يشهده حقل «كاريش» المتنازع عليه بين لبنان واسرائيل. اما الملف الثاني فهو الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة، التي يتريث فيها رئيس الجمهورية، بغية تأمين توافق الحدّ الأدنى على الشخصية التي ستترأس الحكومة الجديدة.

تترقّب الأوساط السياسية والإعلامية والشعبية، الزيارة المرتقبة للوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل عاموس هوكشتاين، على إثر العاصفة التي افتعلتها إسرائيل، من خلال سعيها إلى التنقيب في منطقة متنازع عليها بينها وبين لبنان، والمرتقُّب هذه المرة ان يتخِّذ أبعاداً مختلفة عن زيارته السابقة لثلاثة أسباب أساسية:

 

ـ السبب الأول، لأنّ إسرائيل انتقلت إلى خطوة عملية قبل إنهاء الترسيم بإطاره الرسمي الدولي، الأمر الذي يضرّ بالمصلحة اللبنانية العليا، ولا يمكن السكوت عليه وغض النظر عنه.

 

– السبب الثاني، لمعرفة ما إذا كان الموفد الأميركي سيأتي حاملاً تصوراً عملياً لحلّ إشكالية الترسيم بعيداً من الحلول الصورية التي ما زالت تعوق التقدُّم في هذا الملف.

 

– السبب الثالث، لأنّ هناك إقتناعاً بأنّ هذا الملف وصل إلى نقطة اللاعودة إلى الوراء، ويمكن فعلاً الوصول إلى اتفاق برعاية أميركية. وهذا الإنجاز في حال تحقّق يشكّل أحد المخارج العملية للأزمة المالية التي ما زالت مفتوحة على الأسوأ.

 

وهناك تعويل كبير على زيارة هوكشتاين، وما يمكن ان يخرج منها، وهذا التعويل مردّه أيضاً إلى ثلاثة عوامل أساسية:

 

ـ العامل الأول، سببه انّ الإدارة الأميركية تريد ان تحقِّق إنجازاً بين لبنان وإسرائيل قبل أشهر من الانتخابات النصفية، وفي ظلّ انسداد في أفق التفاوض في الملف النووي، وعدم قدرة واشنطن على تقديم تنازل لطهران في هذا الملف قبل انتخاباتها النصفية.

 

– العامل الثاني، سببه انّ العهد في حاجة ماسة إلى هذه الورقة، قبل أشهر من نهاية ولايته وفي ظلّ انهيار ما بعده انهيار أصاب عهده، وهو يعتبر انّه من خلال إنجاز من هذا النوع سيكون قادراً على جعل الناس تنسى هذا الانهيار وتمنحه فرصة جديدة، ليس من أجل التمديد او التجديد، إنما من أجل ان تكون له الكلمة الفصل في اختيار الرئيس الذي سيخلفه، ويمارس الضغوط على «حزب الله» من أجل ان يسهِّل حصوله على هذا الإنجاز.

 

– العامل الثالث، سببه وصول الجميع إلى اقتناع بأنّ خروج لبنان من الأزمة المالية مستحيل سوى من خلال إما مساعدات خليجية نقدية بمليارات الدولارات، الأمر غير الوارد حالياً، وإما بانطلاق مسار التنقيب عن النفط الذي يشكّل عامل ثقة داخلية أولاً، وخارجية ثانياً، تمكِّنه من ان يستعيد ثقة الجهات المالية الدولية. ولهذا السبب أصبح التنقيب الباب الوحيد مبدئياً الذي يمكن ان يضع لبنان على سكة التعافي.

 

ولا شك في انّ المسار الإصلاحي مهمّ وضروري، ولكن نتائجه بعيدة المدى، وهذا لا يعني إسقاط هذا الشق او تجاهله، إنما التنقيب يشكّل حلاً سريعاً للأزمة التي تتفاقم فصولاً، خصوصاً انّ معظم المؤسسات اتجهت نحو الدولرة، والشعب اللبناني عاجز عن دفع استحقاقاته وحتى تأمين قوته اليومي.

 

هوكشتاين

 

وعلمت «الجمهورية»، انّ هوكشتاين سيصل الى بيروت عصر اليوم بالطرق التي يتنقل فيها الموفدون الاميركيون إلى لبنان، وستكون له مجموعة من اللقاءات التقنية والخاصة غير المعلن عنها، قبل ان يلبّي دعوة نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب إلى عشاء دُعيَ اليه عدد قليل من المسؤولين الذين هم على صلة بملف الترسيم من أمنيين وديبلوماسيين ومستشارين.

 

وينطلق هوكشتاين صباح غد في جولة على رئيس الجمهورية ميشال عون فرئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، على ان تكون له لقاءات أخرى أمنية وتقنية سيُعلن عنها في حينه. وفي المعلومات المتداولة بين المقار الرئاسية، انّ بري توافق على ما انتهى إليه لقاء عون وميقاتي السبت الماضي، بعدما نقل اليه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم اجواء هذا اللقاء الذي انتهى الى إعادة اعتبار لـ»اتفاق الإطار»، وما قال به لجهة التأكيد انّ الخط 23 ما زال هو المطروح في المفاوضات المقبلة مع هوكشتاين.

 

نواب التغيير

 

وإلى ذلك، واستكمالاً للخطوات التي بدأها نواب «قوى التغيير» في اعتصام السبت الماضي في الناقورة، يزور وفد منهم اليوم رئيس الجمهورية، في اطار الجهود المبذولة لتسويق التعديل الخاص بالمرسوم 6433، في اعتبار انّ الخط 29 هو الخط الشرعي والقانوني الوحيد الذي تؤكّده القوانين الدولية. ثم يزور الوفد رئيس مجلس النواب حاملاً الموضوع نفسه ومتقدّماً منه بطلب عقد جلسة تشريعية لإقرار القانون المعجّل المكرّر الذي سبق وأعلن عنه النائب ملحم خلف في مؤتمره الصحافي الاسبوع الماضي، قبل الدعوة الى الاعتصام في الناقورة السبت الماضي، من دون التنازل عن طلب تشكيل لجنة نيابية للتحقيق في كل ما رافق هذه القضية والظروف التي أدّت الى ما هو لبنان فيه اليوم من أمر واقع قد يؤدي الى التفريط بمصالحه وثروته الطبيعية التي يستحقها اللبنانيون.

 

جولات شيا

 

وقبل أيام على وصول هوكشتاين، واصلت سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، يرافقها عدد من مستشاري السفارة، جولاتها، وحطّت نهاية الاسبوع في قصر المختارة، حيث التقت رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، في حضور رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط .

 

وقالت مصادر إطّلعت على أجواء اللقاء لـ«الجمهورية»، انّ شيا شرحت لجنبلاط والمشاركين في اللقاء، الظروف التي رافقت قبول هوكشتاين الدعوة اللبنانية لزيارة لبنان ومقتضيات نجاحها على المستويات التقنية والجغرافية والأمنية، مؤكّدة انّ كل الجهود منصّبة لعدم السماح بأي عمل عسكري يؤدي الى أجواء من التشنج في المنطقة، وهو ما لا تتحمّله لا على مستوى لبنان ولا على مستوى المنطقة.

 

وقال الرئيس السابق لوفد لبنان إلى مفاوضات ترسيم الحدود البحرية العميد بسام ياسين في حوار مع قناة «الجديد» أمس: «حقوق لبنان معروفة «بلا دجل وحكي بلا طعمة»، والخط 29 هو الحق في موضوع الحدود. وكل من يزايد فهو يسيء لحق لبنان، وسقفنا هو الخط 29».

 

واكّد انّ «أكثر ما يزعج العدو الاسرائيلي والوسيط الاميركي هو ان تدرك الشعوب حقيقة المواقف». واعتبر انّ «الهبّة اللبنانية من الرؤساء الثلاثة تمثل اعترافاً منهم بأنّ المنطقة بين الخط 23 والخط 29 هي متنازع عليها». وقال: «من واجبي ان انصح رئيس الجمهورية الذي اعتبره مثل والدي، بأنّه «إذا بدّك الخط 23 ما فيك الّا ما تتكمّش بالخط 29».

 

ورأى انّ «الموقف اللبناني يجب ان يُبنى على قواعد صلبة، وأول طلب من هوكشتاين يجب ان يكون وقف الأعمال في «كاريش» وإبعاد الباخرة عن الحقل» وقال: «السيد حسن نصرالله حقّق بخطابه مفاعيل المرسوم 6433، هو موقف يجب ان يكون داعمًا لموقف الدولة اللبنانية».

 

تهديد اسرائيلي

 

في غضون ذلك، هدّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي «سكان لبنان باحتمالية اندلاع حرب». كذلك هدّد بـ»قصف مدمّر وواسع إذا وقعت الحرب مع لبنان». وأكّد كوخافي «أننا سنعطي تحذيراً مسبقاً لسكان الحدود اللبنانية للمغادرة قبل اندلاع أي حرب».​

 

الإستشارات بعد هوكشتاين

 

وفي هذه الاجواء، يبدو انّ رئيس الجمهورية ما زال يتريث في توجيه الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة إلى ما بعد نهاية زيارة الموفد الاميركي. وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ «الجمهورية»، انّ ربط هذا الاستحقاق الدستوري بمثل هذه التطورات ليس له ما يبرّره على الإطلاق، ومردّ ذلك الى انّ البحث ما زال جارياً حول شكل الحكومة، أتكون من التكنوقراط، لتكون نسخة منقّحة عن الحكومة الحالية التي تصرّف الاعمال، او من السياسيين، وهو ما يوحي بصعوبة الوصول الى الاستحقاق الرئاسي، الامر الذي لم تحسمه المفاوضات الجارية على أكثر من مستوى.

 

المطلوب تقاطعات

 

غير انّ اوساطاً سياسية مطلعة رجّحت ان يربط عون الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة بتحقيق حدّ أدنى من التوافق الضروري على اسم الشخصية التي ستُكلّف تشكيل الحكومة المقبلة. لافتة إلى أنّ عون إذا وجّه الدعوة إلى الاستشارات من دون أي تحضير مسبق كما يطالب البعض، فإنّ النتيجة ستكون انّ كل كتلة نيابية ستلجأ الى العزف المنفرد وتطرح مرشحها الخاص، في ظلّ تشظي المجلس الجديد إلى مجموعة قوى مبعثرة، وبالتالي لن يحظى أي اسم بأكثرية وازنة او لائقة، تسمح له بأن ينطلق بزخم في تشكيل الحكومة.

 

وقالت هذه الاوساط لـ«الجمهورية»، انّ «المطلوب الوصول إلى تقاطعات بين بعض الكتل الأساسية حول هوية الشخصية التي ستناط بها عملية التشكيل، لأنّ حساسية المرحلة لا تتحمّل ان تتحول الاستشارات حقل تجارب».

 

وأوضحت الاوساط «انّ خيار الرئيس نجيب ميقاتي متقدّم على غيره من حيث المبدأ، لكن لم يتمّ إنضاجه بعد، اولاً لأنّ الرجل ليس مستعداً للعودة كيفما اتفق ولديه شروطه، وثانياً لأنّ من سيعود بأصواتهم ليسوا مستعدين للتصويت له مجاناً، ويريدون ان يكون هناك تفاهم على معالم الحكومة المقبلة، وفي طليعة هؤلاء رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي يطالب بحكومة سياسية.

 

«إنقاذ وطن»

 

إلى ذلك، وعلى الطريق الى استشارات التكليف والتأليف، اتفق النائبان اللواء أشرف ريفي وفؤاد مخزومي أمس، على «التعاون على المستوى الوطني»، وأعلنا في بيان، إثر زيارة مخزومي لريفي في منزله بطرابلس، عن «تشكيل نواة كتلة وطنية سيادية نيابية، تحت اسم «إنقاذ وطن»، على أن تليها اتصالات مع القوى السياسية والنيابية، التي تؤمن بالعمل على إنقاذ لبنان من الوصاية الإيرانية، التي كرّست هيمنتها وحمت سلطة الفساد والفاسدين». وشدّدا على « ضرورة توحيد القوى السيادية والتغييرية لجهودها، في كل المحطات المصيرية المقبلة، لإنقاذ لبنان وتحريره من سجن تحالف الوصاية والفساد».

 

مواقف

 

وفي المواقف التي حفلت بها عطلة نهاية الاسبوع، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال ترؤسه في بكركي امس قداس اليوبيل الـ 50 للحركة الرسولية المريمية: «انّ الأزمة الناشئة على الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل فإنّها تعنينا جميعاً، ولا مجال للتفريط بحقوقنا تجاه إسرائيل أو كرمى لأي دولة. الحق حق أمام العدو والصديق. إنّ الجنوب، أرضاً وشعباً، عزيز على قلبنا، والثروات المنتظرة هي ثروات سيادية وطنية تعد بأرباح طائلة للدولة وللأجيال المقبلة. وجدير بالمسؤولين أن يعالجوا هذه الأزمة وصولاً إلى الحل لا إلى الحرب، ليتمكن لبنان من استخراج الغاز والنفط في السرعة القصوى».

 

وأضاف: «وحدها الدولة مسؤولة عن حسم هذا الموضوع. ووحدها مؤتمنة على قضايا السيادة والاستقلال، وعلى ثروات النفط والغاز. ووحدها الدولة مسؤولة عن إدارة المفاوضات مع الجهات الأجنبية، وتحديد دور الوسطاء، واتخاذ القرارات، وعقد المعاهدات، وتقرير الحرب والسلم. وعند الضرورة تستطيع استطلاع مواقف الأطراف السياسيين اللبنانيين، نظراً لأهمية الموضوع ولدقة الظرف. ولكن، لا بدّ من أن يكون في النهاية مرجع يحسم الجدل القائم ويضمن حقوق لبنان. وفي كل ذلك ينبغي تحديد مهلة زمنية للمفاوضات الرامية إلى استخراج ثروتنا واستثمارها بأقصى سرعة. وفي المقابل، حري بالدولة أن لا توظف هذه المفاوضات الحدودية في أي استحقاق داخلي سياسي أو انتخابي، بل في نهضة لبنان الجديد، والاضطلاع بدوره في الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط، كدولة عضو في منتدى الدول المنتجة والمصدّرة للنفط والغاز».

 

واستعجل الراعي «إجراء الاستشارات النيابية لتكليف رئيس حكومة وطني وذي صفة تمثيلية، ولتأليف حكومة كاملة الصلاحيات تشارك في المفاوضات الحدودية» مؤكّداً انّه «لا يجوز دستورياً وميثاقياً تغييب مجلس الوزراء. ولكن يؤسفنا في قلب هذه الاستحقاقات المصيرية، أن يبقى هاجس بعض المسؤولين مكافحة خصومهم في السياسة والإدارة والمؤسسات المدنية والعسكرية لتعيين بدلاء عنهم يدينون لهم بالولاء والطاعة. ولم يتحرّروا بعد من شهوة الأحقاد والانتقام. ويؤسفنا أنّهم، رغم مناشداتنا المتكرّرة، لا يزالون يستخدمون بعض القضاة ويعطونهم توجيهات مباشرة لفتح ملفات فارغة وإغلاق ملفات مليئة بالشوائب والاختلاسات. فيا ليت هؤلاء النافذين وهؤلاء القضاة يوظفون جهودهم في دفع التحقيق في مرفأ بيروت لتصل العدالة إلى أهالي الشهداء والمصابين وإلى بيروت الجريحة، وليتمّ البت بمصير الموقوفين منذ سنتين من دون محاكمة».

 

عوده

 

بدوره، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده دعا خلال قداس الاحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس، المسؤولين الى «اتخاذ القرارات الواضحة والحاسمة في شأن حقوق لبنان واللبنانيين وثرواتهم البحرية والبرية وغيرها». معتبرا أنّ «المزايدات التي نشهدها غير نافعة. الأعمال وحدها نافعة، خصوصاً تلك المرتكزة على حقائق وبراهين علمية. فليحزم المسؤولون أمرهم وليتفقوا على موقف موحّد يواجهون به الأصدقاء والأعداء، ويكون في مصلحة جميع اللبنانيين».

 

«حزب الله»

 

وعلى صعيد موقف «حزب الله»، شدّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن عز الدين خلال لقاء تربوي في صور، على «ضرورة أن يكون هناك تفاهم وطني لحماية الثروات والحقوق والسيادة والاستقلال، وحماية القرار الوطني المستقل، لأننا نستطيع كلبنانيين إذا ما تفاهمنا مع بعضنا البعض أن نحمي البلد ونبني مؤسسات الدولة على أسس سليمة، ونستطيع أيضاً أن نحدّد مجموعة من الأولويات التي تكون خارطة طريق لأجل الخروج من هذه الأزمات الاقتصادية والسياسية والمالية والنقدية التي يعاني منها الوطن». ودعا إلى «الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، لأنّها هي الطريق والممر الإلزامي والإجباري لمعالجة القضايا الاقتصادية والخروج من الأزمات».

 

وقال: «هناك خطة تعافٍ أقرّتها الحكومة، ومن المفترض أن يكون هناك نقاش حولها، لا سيما لجهة ضمان أموال المودعين، فهذا الموضوع بالنسبة لنا هو خط أحمر، وسندافع عنه حتى آخر رمق من أجل الحفاظ على الحقوق وعدم المسّ بها»، مشيراً إلى أنّ «موقفنا كان وما زال قائماً على عدم تحميل المودعين أي خسائر على الإطلاق، لأنّهم غير معنيين بما حصل من انهيارات مالية ونقدية، التي هي نتاج لأداء سياسي من الدولة، وأداء مالي ونقدي من حاكم المصرف المركزي والمصارف مع بعضهم البعض، وبالتالي لا علاقة للمودع بما حصل، وأوصلت إليه نتائج هذه السياسات التي اعتُمدت خلال عقود من الزمن». وقال: «نحن مع تعدّد الخيارات لحل مشكلة لبنان الاقتصادية، ويجب الإسراع في تشكيل الحكومة».

 

 


 

فرنجية

 

من جهة ثانية، رأى رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، أنّ «حزب الله لا يحتاج إلى غطاء»، مؤكّداً تمسّكه بـ«العروبة ووحدة لبنان والعيش المشترك وكل ما يوحّد هذا البلد»، مُعلناً: «نحنُ نلتقي مع المقاومة على هذا المشروع، وسنواجه بالإيجابية، وكل واحد تاريخه مَكتوب على جبينه، ولن ينالوا ما يحلمون به».

 

وكان فرنجية يتحدث خلال قداس إلهي أُقيم أمس في قصر الرئيس الراحل سليمان فرنجية لمناسبة الذكرى السنوية الـ44 لمجزرة إهدن، وتقدّم الحضور فيها وزير الاتصالات جوني القرم ووزير الصناعة جورج بوشيكيان والنائبان ميشال المر وجهاد الصمد والنائب السابق سليم سعادة ولفيف من الفاعليات السياسية.

 

وقال فرنجية: «هذه الذكرى هي التي تُحيي نفسها وتؤكّد الذاكرة، ونحن غَفرنا وتخَطّينا هذه المرحلة ونتطلّع إلى المستقبل، ولكن «ما نسينا».

 

وأضاف: «نحن مع مَن تربّينا معهم وعشنا وواجَهنا معهم، وبالتالي بوجودكم لا خسارة، وصحيح انّه قد تحصل هفوة او غلطة في الانتخابات ولكن الايام والمستقبل امامنا، نحن لم نخسر وكنّا «عكس السير» في الانتخابات والأسهَل كان السير مع الموجة ولكننا سرنا عكس الموجة».

 

وإذ اعتبر أنّه «لا يمكن للبعض إدّعاء تمثيل الشعب، وهم مِمّن كان أهلهم يعطون إحداثيات للفلسطينيين لقصف المنطقة»، أكّد أنّ «من يطرحون أنفسهم في المواجهة سيواجهون طواحين الهواء لأنّ مواجهاتهم وهمية»، وقال: «نخسر مقعداً أو آخر ولكن المستقبل أمامنا فارتاحوا… ولن ينالوا ما يحلمون به ونحن نحبّ وطننا، ولذلك لن نفشل». وتابع: «يقولون: أنتم والعونيون الغطاء المسيحي لسلاح «حزب الله». ونحن نقول: «حزب الله» لا يحتاج الى غطاء، ونحن مع العروبة ووحدة لبنان والعيش المشترك وكل ما يُوحّد هذا البلد ونلتقي مع المقاومة على هذا المشروع».

 

****************************************
افتتاحية صحيفة اللواء

 

أجوبة هوكشتاين اليوم تفتح باب مجلس الوزراء لاعتماد الخط 29

باسيل يُقدِّم أوراق اعتماده للرئاسة.. والمودعون يحاولون اقتحام منزل صفير

 

ما لم تحدث مفاجآت أو معيقات، فالمسؤول الأميركي على ملف الطاقة في الخارجية آموس هوكشتاين، والوسيط المطلوب في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل سيكون في بيروت مساء اليوم: في مهمة ذات طبيعة ثلاثية الابعاد:


 

1 – فمن جهة هو آتٍ لسحب فتيل التصعيد على خلفية الباخرة اليونانية على مقربة من الخط 29، وفي حقل كاريش المتنازع عليه بين لبنان وإسرائيل، وامتداداً للبحث في إمكان استئناف المفاوضات في الناقورة، كبديل للتهديد والوعيد..

2 – ينتظر من لبنان جواباً على ما سبق واثاره من خط التفاوض أو خط التنازع من هوف إلى الـ29 مروراً بـ23.. وسط تباين رئاسي حول هذه المسألة..

3 – بالمقابل لبنان، ينتظر من هوكشتاين إعلان ما لديه حول النزاع الناشئ، وما يمكن القيام به، والخيارات البديلة للتهديدات أو استخراج الطاقة من النقاط المتنازع عليها.

وبات بحكم المؤكد انه في ضوء أجوبة هوكشتاين قد يدعى الحكومة المستقيلة، إلى عقد جلسة خاصة لاعتماد الخط 29 كخط للحدود اللبنانية البحرية وتسجيله في الأمم المتحدة.

 

وأشارت مصادر ديبلوماسية إلى اتصالات عدة، قامت بها سفيرة الولايات المتحدة الأميركية مع كبار المسؤولين اللبنانيين الاسبوع الماضي، لاستيعاب مخاطر وصول سفينة التنقيب اليونانية الى حدود المياه المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، والعمل على منع تفاقم الاوضاع وتطورها نحو الأسوأ، ولكن تصاعد حدة التهديدات، من جانب حزب الله وإسرائيل في الايام الاخيرة، أثار مخاوف جدية من تدهور الاوضاع باتجاه مواجهة عسكرية، في حال تعثرت مهمة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين في التوصل الى اتفاق نهائي بين لبنان وإسرائيل.

واعتبرت المصادر ان نتائج مهمة الوسيط الاميركي في بيروت،هي التي ستحدد مسار الامور بخصوص ملف ترسيم الحدود البحرية باتفاق أو بدون اتفاق، بتصعيد سياسي، أو تهدئة، ووصفت تصاعد التهديدات من حزب الله وإسرائيل، بانها لا تساعد في التهدئة، بل تؤدي إلى تأجيج الاجواء، وزيادة التعقيدات في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، ولاحظت في التهديدات التي اطلقها رئيس الأركان الاسرائيلي بالامس، تطورا سلبيا خطيرا، يؤشر إلى نوايا وتوجهات إسرائيلية مقلقة تجاه لبنان في الايام المقبلة.

واعترف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ان لا موقف موحد من ترسيم الحدود.

وقال: إذا الرئيس نجيب ميقاتي غير موافق على خط الـ29، فعليه ان يزيح.

واشار: توقيع الخط 29 يستخدم كورقة ضغط وتفاوض وتوقيعه يحصل عند الوصول إلى «الخطة»، وعندما نوقع الخط الـ29 يعني هناك مواجهة سياسية إعلامية وقد تكون عسكرية، موضحا ان هناك أخطاء حصلت في ملف النفط، مثل منعنا من السير بالمراسيم عام 2013 والبدء بالاستكشاف والتنقيب اثر خلاف مع الرئيس برّي.

ودعا إلى حل دبلوماسي، وليس مواجهة، لاستخراج الغاز، وتساءل: ماذا يمنع ان تأتي شركة وتستخرج الغاز وتعطينا اياه، ثم تعطي الطرف الآخر (اسرائيل)، مكرراً معادلة: حقل قانا مقابل حقل كاريش..

واعتبر ان الحل الآن، هو البدء باستخراج الغاز والنفط الآن، كاشفاً عن اتفاق بين الرئيسين عون وميقاتي حول جواب واحد يعطى للوسيط الأميركي.

واعتبر ان الرد على بقاء الحفارة في المياه القريبة من كاريش يجب ان يستمر أكثر من أيام، وعلى الحكومة ان تجتمع وتعتمد الخط 29، وتسجله في الأمم المتحدة، معتبرا ان وضع اسرائيل غير مريح، واعجز من ان تشن حرباً على لبنان، وهي بحاجة إلى حقل كاريش.

 

وعشية وصول هوكشتاين، هددت اسرائيل على لسان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي لبنان بقصف مدنه..

ونقلت عنه «العربية» انه إذا وقعت الحرب في لبنان، سنعطي تحذيراً مسبقاً لسكان الحدود اللبنانية للمغادرة قبل اندلاع أي حرب، وان القصف سيكون مدمراً..

وعلى خط الوساطات، كشفت وكالة «مهر» الإيرانية، ان موفدا فرنسيا زار الضاحية الجنوبية، والتقى مسؤولين في حزب الله.

وحسب «مهر» فالموفد الفرنسي تحدث عن السفينة اليونانية التي وصلت قرب الخط 29 المتنازع عليه بين لبنان وإسرائيل بهدف التنقيب عن الغاز.

وقالت الوكالة ان «الفرنسي» أبلغ الحزب ان الباخرة لم تصل إلى خط الـ29.. موضحاً انه لم يقم بمهام وساطة، وسمع كلاماً مؤداها: ان المقاومة لن تسمح لإسرائيل من استخراج الغاز من النفط، وهي قادرة على ذلك..

وفي السياق، بدأ لبنان الرسمي التشاور المكثف حول الموقف الذي سيخرج به بعدما يستمع الى ما يحمله الموفد الذي يلتقي رئيس الجمهورية غدا الثلاثاء، فيما يُرتقب ان يدخل البلد بعد انتهاء زيارته مرحلة الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة، والمفروض ان يدعو اليها الرئيس ميشال عون هذا الاسبوع لتكون ما بين الاربعاء والجمعة حسبما علمت «اللواء».

واعلنت وزارة الخارجية الأميركية رسمياً «إن الولايات المتحدة سترسل مبعوثا إلى لبنان الأسبوع المقبل لمناقشة أزمة الطاقة في البلاد، وتأكيد أمل واشنطن في أن تتمكن بيروت وإسرائيل من التوصل إلى قرار بشأن ترسيم حدودهما البحرية«.

وأضافت في بيان: إن آموس هوكشتاين كبير مستشاري وزارة الخارجية لأمن الطاقة، سيزور لبنان يومي 13 و14 حزيران. وإن الادارة ترحب بالروح التشاورية والصريحة للطرفين للتوصل الى قرار نهائي، من شأنه أن يؤدي الى قدر أكبر من الاستقرار والأمن والازدهار لكل من لبنان وإسرائيل والمنطقة.

ويحل هوكشتاين عند وصوله ضيفاً الى مائدة عشاء يقيمها له نائب رئيس المجلس الياس بو صعب، على ان يباشر لقاءاته الثلاثاء مع الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي كلٌّّ على حدة.

وقد بحث الرئيس عون قبل ظهر السبت، مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. حسب المعلومات الرسمية، «الموقف اللبناني من موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، عشية زيارة الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة السفير اموس هوكشتاين المقررة يوم الأثنين(اليوم) الى بيروت والتي تستمر يومين» .

وحسب المعلومات المتوافرة لـ «اللواء»عن الاجتماع، فهو كان «لتنسيق موقف موحد وقد استمر لأكثر من ساعة، وتم عرض مراحل المفاوضات والخرائط وخطوط الحدود التي حملها ميقاتي بملف اسود الى بعبدا. ووصف الاجتماع بأنه تقني بإمتياز، وان لا تباين بالموقف بين الاطراف اللبنانية، ولكن لن يصدر اي موقف رسمي حول الموقف بانتظار ما يحمله الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين». لكن عُلم ان الموقف الرسمي لن يخرج عن اطار الدعوة الى استئناف المفاوضات غير المباشرة انطلاقاً من الخط 23 وما يُمكن ان يحصل عليه لبنان لاحقاً خلال المفاوضات من حقوق اضافية لا تفريط فيها اذا كانت من حقه.

وسيبقى الموضوع مدار تشاور بين الرئيسين عون وميقاتي وبالتنسيق مع الرئيس نبيه بري، الذي لم يحضر الاجتماع لأنه مقرر اصلاً بين عون وميقاتي بإعتبارهما المعنيين بالعملية التنفيذية بعدما حدد رئيس المجلس الاطار العام للمفاوضات.

وحول عدم مشاركة الرئيس نبيه بري في اجتماع رئيسي الجمهورية والحكومة، قال عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة: أن «الإعلان عن اللقاء لم يصدر بشكل رسمي، ويبقى حضور الرئيس بري موضع تقدير من قبله، مع تمسكه باتفاق الإطار وعدم التنازل عن اي كوب ماء من حقنا. فالأمر واضح والموقف الذي أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تشجيعي وايجابي وبمثابة قوة دعم للمفاوض اللبناني».

وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن لقاء رئيس الجمهورية مع رئيس حكومة تصريف الأعمال السبت الفائت شهد عرضا تاريخيا لمفاوضات ترسيم الحدود والتطورات التي سجلت كما جرى البحث في عرض الوسيط الأميركي والموقف اللبناني الواضح الذي سيحضر في اللقاء مع هوكشتاين. وقالت المصادر أنه تم التواصل مع رئيس مجلس النواب.

ولفتت إلى أن سبب عدم حضور بري هو أنه لم يكن أصلا مدعوا إلى الاجتماع الذي جرى بين رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال وهما معنيان بالتفاوض في هذا الملف وسبق أن حضر بري الاجتماع الذي عقد في آذار الفائت وتم اتخاذ موقف يدعو هوكشتاين إلى معاودة مساعيه التفاوضية وبالتالي فإن الرئيس بري اصبح في جو ما ناقشه عون وميقاتي السبت الفائت ولا أشكال في ذلك.

وأكدت انه سيكون هناك موقف موحد وسيبلغ لهوكشتاين يوم الثلاثاء وهو ينطلق من ثلاثة اعتبارات أولا أن لبنان متمسك بالحصول على حقل قانا كاملا وليس كما كان في عرض هوكشتاين لجهة بقاء ثلث منه في الأرض المتنازع عليها والثلثين في لبنان، وأوضحت أن الموقف واحد لجهة أن حقل قانا كله للبنان. اما الاعتبار الثاني فهو أن الخط ٢٣ هو الخط المعترف به في الأمم المتحدة في العام ٢٠١١ وفي المرحلة الأولى أن لبنان متمسك بالحصول على هذا الخط كاملا لأن عرض هوكشتاين قضى بنيل قطعة من الخط ٢٣ ، ولفتت هنا إلى أن الاعتبار الثالث يقوم على ان التفاوض يكون على اساس التمسك بحق قانا والخط ٢٣ ومن ثم تتم معرفة ماهية المرحلة الثانية وما ستكون عليه ردة الفعل الإسرائيلية . اما بالنسبة إلى باخرة انيرجان باور اليونانية، فإن لبنان يعتبر أن نجاح المفاوضات يقوم على انتفاء وجود أي عامل يؤدي إلى فركشتها أو يؤثر عليها سلبا أو وجود ضغط معنوي وبالتالي فإنه لا بد من إعادة النظر بعمل هذه الباخرة طالما أن التفاوض سائر إلى أن تحل المشكلة عندها تعود الأمور إلى طبيعتها. وهذه النقطة ستبحث مع الوسيط الأميركي لمعرفة الموقف الإسرائيلي وما يملك من معطيات ومدى استعداد إسرائيل للتعاون مع الوسيط الأميركي في ما خص عمل الباخرة انيرجان باور.

وقالت إن هذه النقاط ستبحث مع هوكشتاين على أن الجانب اللبناني سيطلع منه على ما يملك معطيات وأجواء مشددة على التمسك بحقل قانا كاملا.

وقفة في الناقورة

وقد نفذ نواب «قوى التغيير» يوم السبت، ممثلين بالنواب ملحم خلف،حليمة قعقوروفراس بو حمدان، وبمشاركةالحزب الشيوعي وجمعية «حق وعدل» وأعداد من المواطنين، وقفة تضامنية في الناقورة عند اقرب نقطة من الحدود اللبنانية – الفلسطينية المواجهة للعلامات المائية البحرية، وذلك للمطالبة بتعديل المرسوم 6433 وباعتمادالخط 29.

 

وتلا بو حمدان بيان «تكتل نواب قوى التغيير»، ومما جاء فيه: نحن، نواب قوى التغيير، نقف هنا في الناقورة على الحدود اللبنانية- الفلسطينية، لنقول جهارا لكل العالم، إننا متمسكون بحدودنا البحرية الجنوبية وفقا للخط الـ29؛ هذا الخط الشرعي القانوني والمثبت بالمستندات والقوانين الدولية المكرسة للاعراف الدولية وحسن النية، لاسيما احكام المادتين 74 و83 من اتفاقية قانون البحار. نحن، كممثلات وممثلين للشعب اللبناني وللأمة جمعاء، لا نقبل بأي شكل من الأشكال التفريط بثرواتنا البحرية المملوكة من كل المواطنين على حد سواء.

وتوجه الى المسؤولين المعنيين، «من رئيس الجمهورية والحكومة، لنطلب منهم مجدداً وتكراراً، المبادرة فورا الى تعديل المرسوم 2011/6433 وإلحاق ذلك بكل الإجراءات الدولية- التي عددناها في مؤتمرنا الصحافي الإثنين الماضي- الحامية لهذه الحقوق السيادية، مع الإصرار على هؤلاء المسؤولين بمصارحة الناس بأي تفاوض حاصل- اذا كان هناك من تفاوض- وهل هذا التفاوض على الحقوق السيادية، مقبول قبل إتخاذ الموقف الإجرائي المثبت للخط 29؟ وهل إتبع هذا التفاوض الإستراتيجية المنتجة الضامنة للحقوق والمنطلقة من موقع قوة القانون، ومن موقع الندية؟ أو إنه تفاوض منطلق من موقع ضعف، لا يعرفها لبنان ولا يقبل به اللبنانيون؟ السلطة التنفيذية بكل أركانها وكل من تعاقب على مواقعها مسؤولون عن هدر الوقت وعن عدم وصولنا لحقوقنا. وهل نسكت عن ذلك»؟

وعلى خطٍ موازٍ، افادت بعض المعلومات ان وزارة الطاقة بالتعاون مع هيئة قطاع البترول،قد تعمد الى تمديد المهلة المتعلقة بتقديم الشركات العالمية عروضها لدورة التراخيص الجديدة للإستكشاف والتنقيب عن النفط في ما تبقى من بلوكات لبنانية في المنطقة الاقتصادية البحرية.

وذكرت المعلومات، إنه حتى الآن لا عرض من اي شركة مختصة بالتنقيب عن النفط والغاز، مما يؤشر الى ضغوط دولية تمنع شركات التنقيب من القدوم الى المياه اللبنانية والقيام بعملها.

واشارت المعلومات الى ان مهلة تقديم الطلبات للشركات العالمية للتنقيب عن النفط تنتهي في 15 حزيران ويمكن تمديدها تلقائيا حتى نهاية الشهر كمرحلة اولى.

الحاج حسن ودوكان

وفي باريس، إلتقى وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن، منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان، وكان تأكيد «حول دعم فرنسا المستمر للبنان على كافة الأصعدة. وطرح منطلقين يجب تكريسهما في ملف ترسيم الحدود البحرية: «الأول تحديد حقوق لبنان، وثانيا المباشرة بالتنفيذ الفعلي عبر الذهاب الى التطبيق والتواصل مع شركة مستعدة لمباشرة التنقيب جنوباً.

وتحدث الحاج حسن عن «قرار بمنع اللبنانيين من الافادة من ثرواتهم النفطية وبمحاصرة أميركية للبنان، معتبراً ان الحل عبر الاستعانة بشركات روسية لانقاذ الوضع».

موقف روسي وايراني

وفي المواقف السياسية الخارجية من الوضع اللبناني، رأى السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر روداكوف «أنّ السياسة الأنانية والرعناء للولايات المتحدة وتابعيها قد جلبت الكثير من المعاناة الحقيقية لشعوب العديد من البلدان، وإن الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيشها لبنان جزء كبير منها نتاج عوامل وتأثيرات خارجية».

 

وقال روداكوف خلال الحفل الذي أقيم في بيروت، السبت، في مناسبة العيد الوطني لروسيا، بحضور عدد من الشخصيات السياسية اللبنانية والسلك الدبلوماسي: إننا مصممون على مواصلة تقديم كل الدعم الممكن لأصدقائنا اللبنانيين، وتدرس الهيئة الحكومية الروسية اللبنانية للتعاون التجاري والاقتصادي، آفاق تفعيل الشراكة الثنائية ذات المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة في عدة مجالات مهمة، كالطاقة والطب والزراعة والنقل والتعاون الجمركي وتكنولوجيا المعلومات.

كما أكدت طهران «وقوف إيران بكل ما أوتيت من قوة إلى جانب لبنان حكومة وشعباً، واضعة إمكاناتها العلمية والتقنية والعمرانية المتطورة في خدمة أي مشروع حيوي بربوع هذا البلد الشقيق».

وأعلن السفير الإيراني لدى بيروت محمد جلال فيروزنيا، خلال حفل بمناسبة مرور 40 عاما على تأسيس مستشفى “دار الحكمة” في لبنان، استعداد إيران الدائم للتعاون الثنائي البنّاء في المجالات الصحية والعلاجية والاستشفائية وفي سائر المجالات الحيوية الأخرى التي تهم لبنان في هذه المرحلة»

وقال: أن هذا الأمر يستدعي بطبيعة الحال عملاً دؤوباً وجهداً مشتركاً لبلوغ الأهداف المرجوة.

وأضاف فيروزنيا: الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقفت على الدوام إلى جانب لبنان الصديق والشقيق في كافة الظروف داعمة ومؤازرة له، حكومة وشعباً وجيشاً ومقاومة، بكل طاقاتها وإمكاناتها، لأنها لطالما اعتبرت أن الدول والشعوب التي تنتمي لنسيج هذه المنطقة يجب أن تكون على قلب رجل واحد لتكون قادرة على حماية أمنها وأمانها واستقرارها في وجه العدو المشترك الذي يتربص بها ويحاول النيل من ترابها، تمهيداً لفرض إرادته عليها.

واشار «إلى حق لبنان المشروع والعادل في استثمار ثرواته النفطية والغازية في مياهه، وان الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة للتعاون مع لبنان في هذا المجال، الذي يشكل بارقة أمل لخروجه من المصاعب الاقتصادية التي يعانيها حاليا».

على صعيد آخر، أعلن المتحدث الإعلامي باسم صندوق النقد الدولي جيري رايس، عن تعيين ممثل دائم للصندوق في لبنان، حيث يصل فريديركو ليما الممثل الدائم الجديد للصندوق في لبنان إلى بيروت 21 حزيران الحالي، وبحسب موقع الصندوق، فإن ليما هو اقتصادي عمل على عدد من السياسات في الاسواق الناشئة في الاقتصادات ذات الدخل المنخفض.

الاستشارات النيابية

وفيما لم يتبلور بعد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة، ولم تتبلور بشكل نهائي اتجاهات القوى السياسية والكتل السياسية، بسبب الانشغال بزيارة الوسيط هوكشتاين وترقب نتائجها، انصرفت هذه القوى والكتل الى عقد اجتماعات ومشاورات لتحديد الموقف النهائي مع بداية الاسبوع، وفيما يبدو الاتجاه واضحاً لدى بعض الكتل السياسية التقليدية بتسمية الرئيس ميقاتي، اكدت مصادر نواب قوى التغيير لـ «اللواء» انها اجتمعت مساء امس للتشاور وستجتمع اليوم الاثنين لإتخاذ القرار، لكنها تركز على المعايير «بحيث لن تسمي احداً من القوى التقليدية، وان يكون مرشحها من اصحاب الاختصاص والثقة الكافية ومُلمّا بالعمل الاداري والأهم ليس محسوباً على مافيا السلطة».

وجاهر النائب باسيل بأنه لن يسمي الرئيس ميقاتي لرئاسة الحكومة، واتهمه بأنه لا يحمي رياض سلامة، بل يحمي حاله، والدفاع عن المنظومة التي ينتمي إليها، متسائلاً: كيف يرتفع الدولار 10 آلاف ليرة، ثم ينكفئ إلى الوراء، وإذا كان ميقاتي برئاسة الحكومة فليعلن ذلك، وقال انه خسر شرعيته الشعبية، إذ رشح لائحة ولم تنجح في طرابلس.

وطالب النائب باسيل بتعديل دستوري يقضي بانتخاب الرئيس الجمهورية من الشعب مباشرة. مشيرا إلى انه من الممنوع ان يأتي رئيس جمهورية غير قوي، ولا نريد الفراغ الرئاسي وأنا ضد التمديد..

وفي اضطراب في الموقف قال باسيل: لا أكون مرشحا لرئاسة الجمهورية الا عندما اقول ذلك، واختصرت الموضوع بأنها ليست «أكلة طيبة» لأننا اختبرنا الموقع، استعمل لإفشال المشروع، ولكن لن نقبل ان يقفد الموقع ميثاقيته وقوته التمثيلية، والاهم المشروع.

المودعون يدكون مضاجع أصحاب المصارف

وبالانتظار، حدّد المودعون، خط سير جديد لتحركهم، إذ نفذت «صرخة المودعين» و «تحالف يتحدون» تحركاً على الأرض، لمطالبة أصحاب المصارف بإعادة الأموال المودعة لأصحابها.

بدأ التحرك بتجمّع أمام جامع الأمين في وسط بيروت لينطلق بعدها موكب السيارات ويجول في شوارع بيروت، رافعاً لافتات تحمل صوراً لأصحاب المصارف ولحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، كُتب عليها «مطلوب»، وتوقف المحتجّون أمام منزل رئيس جمعية المصارف سليم صفير في محلة سن الفيل، محاولين اقتحام المنزل ومضرمين النار أمام مدخله الرئيسي، وسط وجود محدود لعناصر الجيش وقوى الأمن.

وقال رئيس الجمعية علاء خورشيد: «إنّ السياسيين جميعهم شركاء ومسؤولون أمام عدم محاسبة رياض سلامة حتى الآن، حتى بات المصرف المركزي أشبه بسوبر ماركت، فيما النواب في حفلة تكاذب لا تنتهي ظهرت بشكل واضح في انتخابات اللجان النيابية، حيث اجتمع الكل وكانوا متوافقين وانتخبوا بعضهم البعض رغم تراشق الاتهامات في ما بينهم بالفساد وأمور أخرى، ومنهم النواب الذين يسمون أنفسهم نواب الثورة والتغيير».

اضاف: «المهزلة ما زالت مستمرة حيث يقوم رياض سلامة بصرف الاحتياطي المتبقي على علاوات في معاشات القضاة والنواب والدرك والجيش وموظفي الإدارات العامة، فيما هذا المال هو مال الناس».

المحطات تهدّد بالاقفال

على الصعيد المعيشي اليومي، وبعد الارتفاع المتواصل في اسعار المحروقات، عقد موزعو المحروقات اجتماعاً للبحث في المستجدات على صعيد الاسعار.

اثر الاجتماع، تلا ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا بياناً باسم المجتمعين، عبر فيه «عن قلق الموزعين من الارتفاع الجنوني لاسعار المحروقات بسبب ارتفاع اسعار النفط عالمياً بنسبة كبيرة اضافةً الى ارتفاع سعر الدولار على منصة صيرفة وفي السوق السوداء».

وقال ابو شقرا: بعد ملامسة سعر صفيحة البنزين الـ700000 لم يعد بمقدور المواطن تحمل اعباء هذا الارتفاع، كما ان الموزعين يتكبدون الكثير من الخسائر ولم يتوانوا يوماً عن تأمين المحروقات الى المواطنين. وان عدداً من اصحاب المحطات لم يعد لديهم القدرة على الاستمرار وتأمين اسعار المحروقات سلفاً.

واكد ان «السياسة المتبعة منذ فترة طويلة مع اصحاب المحطات ادت الى افلاسهم، وان الموزعين طلبوا موعداً عاجلاً مع وزير الطاقة وليد فياض للتشاور في اوضاع القطاع في ظل الصعوبات التي يعاني منها الموزعون واصحاب المحطات، الذين يتوجهون الى الافلاس».

وطالب ابو شقرا بأن «يكون هناك وقت محدد لجدول الاسعار لأنهم يتكبدون خسائر كبيرة بسبب تقلب الاسعار».

238 إصابة جديدة

صحياً، سجلت وزارة 238 إصابة جديدة بفارويس كورونا، وحالة وفاة واحدة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1101109 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الديار

عقبات كثيرة تواجه الملف الحكومي… والاستشارات رهينة التأليف قبل التكليف

 هوكشتاين في بيروت «يلعب» على الموقف اللبناني «غير الموحّد»

 فشل ذريع للسلطة… الأسعار ترتفع بشكل كبير والمرتبة الأولى للمولّدات – المحلل الاقتصادي

 

أكثر من 12 مليون ليرة فاتورة المولد عن شهر أيار لاشتراك 5 أمبير في منطقة كسروان في جبل لبنان! أكثر من 12 مليون ليرة تُدّفع نقدًا والحدّ الأدنى للأجور لا يزال على 675 ألف ليرة، وكل الحديث عن المساعدات الاجتماعية التي تقدّمها الدولة للمواطنين هي وهم بحكم أن هذه المساعدات تُدفع في الحسابات المصرفية وبالتالي لا يمكن سحبها بالكامل. ناهيك بتُجّار الأزمات وعلى رأسها السوبرماركات التي تفرض دفع نصف الفاتورة نقدًا أو الدفع بالبطاقة مع عمولة تصل إلى 30%! إنه فشل ذريع للحكومة العاجزة عن القيام بأي إجراءات تخفّف عن كاهل المواطن في قطاع الكهرباء والمواد الغذائية والمحروقات. ولّت فترة الانتخابات التي ترافقت مع ضخّ مال انتخابي لاستمالة الأصوات، وها هو المواطن متروك لأمره يواجه مشقة تأمين عيشة كريمة.

 

الشلّل السياسي الحاصل في البلد بعد مضي شهر تقريبًا على انتهاء الانتخابات النيابية، ولا يوجد حتى الساعة أي دعوة للاستشارات الملزمة، والمعلومات تُشير أن لا دعوة لاستشارات إلا في ظل «وضوح الرؤية». وإذا كانت المعلومات تُشير إلى أن رئيس الجمهورية يتّجه إلى دعوة النواب هذا الأسبوع، إلا أن مصادر سياسية علّقت على الموضوع بالقول ان رئيس الجمهورية لن يقوم بمثل هذه الخطوة، إلا إذا توضّحت أمامه صورة التركيبة الحكومية، وهو ما يعني أن التكليف رهينة التأليف، أضف إلى ذلك زيارة المبعوث الأميركي ​آموس هوكشتاين​ إلى لبنان.

 

مرجع سياسي أكّد لـ «الديار» أن مرور الوقت سيفرض حكماً على رئيس الجمهورية إصدار الدعوة للنواب، وهو ما قد يؤدّي إلى تكليف رئيس حكومة غير قادر على التأليف حتى انتهاء ولاية رئيس الجمهورية. فالانتخابات النيابية التي لم تستطع تشكيل كتلة سنّية وازنة تجعل تكليف رئيس حكومة (ميقاتي الأكثر حظًا) يتم بثلاثين إلى أربعين صوتا، وهو ما سيشكّل سابقة قد تجعل من هذا الرئيس المكلّف غير قادر على التأليف. وبالتالي تسعى الديبلوماسية الفرنسية إلى العمل خصوصاً لدى الطرف المسيحي على جمع تأييد لميقاتي وهو ما لم يتحقّق حتى الساعة. فـ «القوات اللبنانية» ترفض حتى الساعة التصويت لميقاتي، أما «التيار الوطني الحرّ»، فله شروط على رأسها تطيير حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قبل انتهاء عهد الرئيس ميشال عون وأخذ وزارات الطاقة والعدل والخارجية من حصته الحكومية. وتشير مصادر إلى أن النائب جبران باسيل الذي سبق ونعى حكومة الاختصاصيين، يريد شخصيًا تولّي وزارة الخارجية بهدف تخفيف العزلة الدولية الناتجة من العقوبات عليه.

 

فرضت مشكلة التأليف البحث عن صيغة ترضي الجميع، ومن أكثر الصيغ المطروحة عودة الحكومة الحالية بوزرائها مع تبديل وزير الخارجية ووزير الاقتصاد ووزير الطاقة ووزير المال، على أن تكون الوجوه الجديدة سياسية. إلا أن هذا الطرح يواجه عقبتين: الأولى رفض النائب جبران باسيل استبدال وزير الطاقة وليد فياض، والثانية رفض الرئيس نبيه برّي استبدال وزير المال يوسف خليل.

 

في هذا الوقت، تتوقّع مصادر مواكبة استمرار عملية الشلّل السياسي حتى نهاية عهد الرئيس عون، مشيرة إلى تزامن هذه الفترة مع تردٍ في الظروف المعيشية للمواطن اللبناني. فالأسعار ترتفع بشكل كبير كل يوم في ظل سيطرة مافيا تتحكّم بأوصال البلد من المحروقات إلى الكهرباء والمواد الغذائية والأدوية. حتى ان المدارس الخاصة بدأت تُحضّر الأهالي لدفع قسم من القسط بالدولار الأميركي في حين أن جامعات جعلت أقساطها بالكامل بالدولار الأميركي والدفع نقداً!

 

بلد الجنون! هذا ما يمكن وصف لبنان الذي وعلى الرغم من ضخّ أكثر من 90 مليون دولار أميركي في السوق يوميًا من قبل مصرف لبنان، لا يزال دولار السوق السوداء على حاله محقّقًا أرباحًا طائلة لمجموعة من المضاربين والمحتكرين. هذا الوضع بحسب أحد الخبراء الاقتصاديين «يُناسب تشابك المصالح القائم بين التجار وبعض القوى السياسية»، وبالتالي يتوقّع الخبير استمرار الوضع على ما هو عليه في ظل عجز الحكومة عن القيام بأيّ إصلاحات جذرية، على رأسها ضرب الاحتكار والفساد في القطاع التجاري!

 

الكهرباء التي كلّفت خزينة الدولة أكثر من 45 مليار دولار أميركي على مدى أكثر من عشر سنوات، أصبحت شبه معدومة، وهو ما يطرح السؤال عن مصير هذه الأموال التي ذهبت أغلب الظن إلى تجار الفيول واستفادت منها مافيات المولّدات التي تنهش في جيب المواطن. كل هذا في ظلّ عدم معرفة سبب منطقي لرفض وزير الطاقة عرض شركة «سيمينز» الألمانية التي كانت لتؤمّن الكهرباء 24/24 في أقلّ من ثمانية أشهر!

 

أما غذائيًا، فالتجار يسعّرون على دولار يتخطّى الأربعين ألف ليرة من دون أن تحرّك وزارة الاقتصاد ساكنًا، مع العلم أن الذهاب إلى أي من هذه المتاجر كفيل بضبط عشرات المخالفات! السبب يمكن في أحد الاحتمالين: إما عجز وزارة الاقتصاد والتجارة، أو تواطؤ فاضح من قبلها (للذكر لم تتمّ محاسبة أي من المتاجر الكبيرة!). وفي كلتا الحالتين المواطن هو من يدفع الثمن.

 

هذا العجز يأخذ منحى أكبر حين يتعلّق الأمر برغيف الخبز، فوزير الاقتصاد يقول ان هناك كميات كافية من القمح لأكثر من شهر، في حين أن الأفران تقول ان الكميات المتوافرة تكفي لأيام معدودة. فمن نُصدّق؟ الجواب هو في أن الكميات التي يتحدّث عنها وزير الاقتصاد هي كميات غير مدعومة وبالتالي لا نعلم لماذا لا يقوم بتمويل هذه الكمّيات من القرض مع البنك الدولي؟ جوابه سيكون أنه يجب عرض هذا الأمر على المجلس النيابي (وهذا حق) لكن بين مسؤولية فلان ومسؤولية عليتان، المواطن هو الضحية.

 

تتزامن كل هذه التطورات مع ملف الحدود البحرية الجنوبية والذي أظهر فشل (إذا لم نقل تواطؤ) السلطة السياسية. فقد تسارع المسؤولون للطلب من المبعوث الأميركي ​آموس هوكشتاين​ المجيء إلى لبنان للبحث في التطورات على الحدود الجنوبية، خصوصًا مع قيام العدو الإسرائيلي باستقدام باخرة لاستخراج الغاز في شمال الخطّ 29.

 

المشكلة اليوم هي أن الصورة غير واضحة أمام الرأي العام في ما يخص الموقف اللبناني. فهناك عدة نقاط يجب طرحها لمعرفة الحقيقة:

 

أولا : ما هو موقف الرؤساء الثلاثة من الخط 29؟ الواضح من التصريحات للمعنيين أن الموقف موحد، ويعتبرون أن الخط 29 هو خط تفاوض وليس حدود لبنان البحرية الجنوبية.

 

ثانيا : هل من صفقات تترافق وهذا الأمر، مع العلم أن الكل كان يعلم بمجيء الباخرة قبل أشهر من اليوم؟ وسائل الإعلام تحدّثت كثيرًا عن صفقات لتفادي عقوبات أميركية على أصحاب القرار في لبنان، بالإضافة إلى رفع العقوبات عن البعض الآخر. وإذا كان نفي المعنيين أن هذا الأمر غير صحيح، إلا أن وقائع كثيرة تُشير إلى أن هناك شيئا صحيحا في هذا الأمر كما أثبتته زيارة النائب باسيل إلى ألمانيا للقاء الموفد الأميركي ورفض الرئيس عون توقيع مرسوم تعديل المرسوم 6433.

 

ثالثا : أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله كان الأكثر وضوحا وواقعية في ما يخص هذا الملف من خلال دعوته إلى تضامن وطني حول هذا الملف واعتماد موقف موحد أمام هوكشتاين، إلا أن هذا الأمر يبقى بعيد المنال، خصوصا أن هوكشتاين سيزور الكثير من المسؤولين وهو ما يعني الكثير من المواقف!

 

رابعا : معادلة التيار الوطني الحر «لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا» هي معادلة شعبوية، إذ ان التيار لا يملك القدرة على وقف العدو الإسرائيلي عن سرقة غاز لبنان، وحدها المقاومة هي القادرة على هز الكيان الصهيوني. وبالتالي قد يكون هذا التصريح هو تقديم أوراق اعتماد لدعم مطالبه من قبل حزب الله. فالحزب لا يوافق على كل ما يريده باسيل وهو ما يمكن ملاحظته من خلال خطابات النائب باسيل حول تباين مع حزب الله على عدد من الملفات.

 

خامسا : تحليل المواقف لكل طرف من الأطراف، يُظهر غياب المكون السنّي عن موضوع الترسيم والخط 29. وإذا كان الرئيس نجيب ميقاتي قد أعلن في أحد المواقف عن رفضه للإجراءات التي يقوم بها العدو الصهيوني، إلا أن هذا الموقف هو موقف مرتبط بمنصبه كرئيس حكومة وليس كقوة سياسية، خصوصا أن ميقاتي يطمح إلى إعادة تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة.

 

وقبل زيارة هوكشتاين إلى لبنان التي تفصلنا عنها ساعات، اجتمع رئيس الجمهورية ميشال عون برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لبحث الموقف اللبناني من الترسيم وتنسيق موقف موحد بحسب ما ورد. إلا أن هذا الاجتماع شهد غياب شخصية محورية في هذا الملف أي الرئيس نبيه بري. فهل هذا الغياب هو نتيجة تباعد في الآراء والموافق؟ المعنيون بالملف ينفون هذا الأمر، لكن الواضح أن غياب أي بيان رسمي من قبل بعبدا، أو السراي أو عين التينة عن الموقف اللبناني من الخط 29 يحمل في طياته تباينا في المواقف لن نتأخر في اكتشافه.

 

 

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

الراعي: «طفح الكيل » والمسؤولون يتلهّون بالحقائب ويستخدمون بعض القضاة

نرفض عودة لبنان ساحة عسكرية لصالح دولة أجنبية

 

تراس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يوم السبت الماضي قداس اختتام الرياضة الروحية السنوية للاساقفة الموارنة في لبنان وبلدان الانتشار في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي بمشاركة مطارنة الطائفة.

 

واكد في عظته انه يجدر التذكير بأن لبنان نشأ ليكون مثال الوطن السيد الحر الحيادي تجاه محيطه والعالم، ورمز المساواة والشراكة بين جميع مواطنيه على أساس الدستور والميثاق. لقد أردنا لبنان دولة ديموقراطية قوية ومنيعة بمؤسساتها وشعبها وجيشها وقضائها النزيه وعلاقاتها العربية والدولية السليمة. وكادت أن تنجح هذه التجربة لولا تعدد الولاءات والانقسامات التي أدت إلى تدخلات عسكرية في بلادنا من كل صوب. وفيما نجحت الجماعات اللبنانية، وإن متفرقة، في مقاومة المحتلين ودفعهم إلى الانسحاب بين سنوات 1982 و2000 و2005، حري بنا جميعا أن نحافظ على إنجازات التحرير المتلاحقة، فلا نتورط مجددا في مواقف من شأنها أن تعيد لبنان ساحة عسكرية لصالح دول أجنبية».

 

وامس تراس الراعي قداس اليوبيل الـ 50 للحركة الرسولية المريمية، على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي «كابيلا القيامة»ومما قاله في عظته: بالنسبة إلى الأزمة الناشئة على الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل فإنها تعنينا جميعا، ولا مجال للتفريط بحقوقنا تجاه إسرائيل أو كرمى لأي دولة. الحق حق أمام العدو والصديق. إن الجنوب، أرضا وشعبا، عزيز على قلبنا، والثروات المنتظرة هي ثروات سيادية وطنية تعد بأرباح طائلة للدولة وللأجيال المقبلة. وجدير بالمسؤولين أن يعالجوا هذه الأزمة وصولا إلى الحل لا إلى الحرب، ليتمكن لبنان من استخراج الغاز والنفط في السرعة القصوى».

 

وقال: «وحدها الدولة مسؤولة عن حسم هذا الموضوع. ووحدها مؤتمنة على قضايا السيادة والاستقلال، وعلى ثروات النفط والغاز. ووحدها الدولة مسؤولة عن إدارة المفاوضات مع الجهات الأجنبية، وتحديد دور الوسطاء، واتخاذ القرارات، وعقد المعاهدات، وتقرير الحرب والسلم. وعند الضرورة تستطيع استطلاع مواقف الأطراف السياسيين اللبنانيين نظرا لأهمية الموضوع ولدقة الظرف. ولكن، لا بد من أن يكون في النهاية مرجع يحسم الجدل القائم ويضمن حقوق لبنان. وفي كل ذلك ينبغي تحديد مهلة زمنية للمفاوضات الرامية إلى استخراج ثروتنا واستثمارها بأقصى سرعة. وبالمقابل، حري بالدولة ألا توظف هذه المفاوضات الحدودية في أي استحقاق داخلي سياسي أو انتخابي، بل في نهضة لبنان الجديد، والاضطلاع بدوره في الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط كدولة عضو في منتدى الدول المنتجة والمصدرة للنفط والغاز. من أجل كل ذلك، يجب الإسراع في إجراء الاستشارات النيابية لتكليف رئيس حكومة وطني وذي صفة تمثيلية، ولتأليف حكومة كاملة الصلاحيات تشارك في المفاوضات الحدودية. لا يجوز دستوريا وميثاقيا تغييب مجلس الوزراء. ولكن يؤسفنا في قلب هذه الاستحقاقات المصيرية، أن يبقى هاجس بعض المسؤولين مكافحة أخصامهم في السياسة والإدارة والمؤسسات المدنية والعسكرية لتعيين بدلاء عنهم يدينون لهم بالولاء والطاعة. ولم يتحرروا بعد من شهوة الأحقاد والانتقام. ويؤسفنا أنهم، رغم مناشداتنا المتكررة، لا يزالون يستخدمون بعض القضاة ويعطونهم توجيهات مباشرة لفتح ملفات فارغة وإغلاق ملفات مليئة بالشوائب والاختلاسات. فيا ليت هؤلاء النافذين وهؤلاء القضاة يوظفون جهودهم في دفع التحقيق في مرفأ بيروت لتصل العدالة إلى أهالي الشهداء والمصابين وإلى بيروت الجريحة، وليتم البت بمصير الموقوفين منذ سنتين من دون محاكمة!»

 

أضاف: «يا ليتهم يلاحقون من يمنع إغلاق المعابر الحدودية، ومافيات الكهرباء والطاقة، وتجار المخدرات الذين يعكرون علاقات لبنان بدول شقيقة وصديقة! يا ليتهم يحققون مع الذين يصادرون الأدوية ويحتكرون المحروقات ويخبئون المواد الغذائية ويتلاعبون بالاسعار! يا ليتهم يولون اهتمامهم لتعويضات نهاية الخدمة، وهي ذخيرة العمر لأكثر من نصف مليون عائلة لبنانية، حيث انخفضت قيمتها، على حد تقرير مؤسسة محترمة، من نحو 8 مليارات دولار إلى نحو 430 مليون دولار، وهي غير متوفرة!»

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram