تحولت إنتخابات اللجان النيابية أمس إلى جولة خاسرة للمرة الثالثة على التوالي، لقوى التغيير والمستقلين الجدد، الذين لم يفلحوا لا في توحيد صفوفهم، ولا في تحقيق الحد الأدنى من التنسيق في ما بينهم، إستعدادا لمواجهة أحزاب السلطة في إنتخابات اللجان.
الجولة الخاسرة الأولى كانت في فشل إيصال مرشح التغيير النائب غسان السكاف إلى منصب نائب رئيس المجلس بفارق ثلاثة أصوات لمصلحة منافسه مرشح تحالف حزب الله والتيار الوطني النائب إلياس بوصعب، رغم أن هذا التحالف فقد الأكثرية في المجلس الجديد، ولم تتمكن أحزاب المعارضة من التفاهم مع القوى التغييرية والمستقلين للإمساك بناصية الأكثرية الجديدة، التي مازالت مبعثرة في مجاهل الكتل النيابية الصغيرة.
الجولة الخاسرة الثانية لقوى التغيير كشفتها العملية الماراتونية لإنتخاب أعضاء اللجان النيابية، التي تعتبر بمثابة المطبخ الأساس للقوانين الصادرة عن مجلس النواب، حيث لم يتمكن معظم المرشحين المستقلين والتغييريين من إختراق مواقع نواب السلطة، ولم يستطيعوا الوصول إلى عضوية اللجان المهمة.
أما الجولة الخاسرة الثالثة فكانت بالأمس، حيث أحكم نواب أحزاب السلطة قبضتهم على رئاسات اللجان، وتحول نواب التغيير والمستقلين إلى ما يشبه شهود زور في طبخات القرارات والقوانين التي ستصدر عن المجلس الجديد، رغم دقة المرحلة الراهنة، وتقعيدات جولات الإنقاذ والإصلاح المنتظرة.
ومما يزيد الطين بلة، أن خسائر الشباب تتوالى جلسة بعد أخرى، دون أن يبادر أي طرف منهم إلى محاولة جمع الشمل، أو على الأقل البحث عن بعض النقاط المشتركة، وتقريب وجهات النظر حول الموضوعات والملفات المطروحة، ولو من باب إثبات الوجود، إذا لم يكن بالإمكان عرقلة هجمات أحزاب السلطة الفاسدة. مشاعر الخيبة والمرارة بدأت تتسلل إلى صفوف الناخبين الذين تحمسوا للتصويت للتغيير، وللتغيير أولا وأخيرا، بغض النظر عن الأسماء والأشخاص التي تضمنتها لوائح الشباب.
هل يصحو الشباب من سكرة الفوز بالانتخابات ويتواضعون قليلا في تعاملهم مع بعضهم بعضاً أولاً ؟
نسخ الرابط :