افتتاحية جريدة البناء
السيد نصرالله يطل الساعة 8:35 مذكراً الإسرائيليّين بمعادلة «انظروا إليها إنها في البحر تحترق»/ وزراء الاحتلال يجتمعون عشيّة كلمة السيد نصرالله: لا نريد الاستثمار في مناطق متنازع عليها/ الرؤساء عون وبرّي وميقاتي يجتمعون السبت في بعبدا: الخط 23 هو الحد الأدنى/
تأتي إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في توقيت مدروس هو الساعة 8:35، وهو توقيت له مغزى تذكيريّ بعبارة “انظروا إليها إنها في البحر تحترق”، وهي العبارة التي أطلقها السيد نصرالله في مثل هذه الساعة وتلك الدقائق لإطلالته اليوم، عندما دعا اللبنانيين والعرب والعالم إلى مشاهدة البارجة الاسرائيلية ساعر في البحر تحترق بعدما إصابتها المقاومة بصاروخ غير متوقع. ورمزية التذكير تربط بما يمكن أن تصل إليه الأمور إذا اندلعت مواجهة كان عنوانها منصات الغاز الإسرائيلية داخل المناطق المتنازع عليها مع لبنان، وما يمكن أن يكون مصيرها، وفقاً لمعادلة انظروا إليها إنها في البحر تحترق”.
مجرد الإعلان عن الإطلالة ورمزية الساعة 8:35 كان كافياً لاجتماع وزراء الطاقة والحرب والخارجية في كيان الاحتلال، وإصدار بيان يؤكد حرص حكومة الاحتلال على المسار التفاوضي ودعوتها لبنان لتسريع العودة الى المفاوضات، والتأكيد أن سفينة الاستخراج لم تدخل المناطق المتنازع عليها، أي أنها لم تتجاوز الخط 29، في اعتراف إسرائيلي صريح باعتبار تجاوزه شمالاً دخول الى المناطق المتنازع عليها مع لبنان، وإضافة رسالة تطمين بأن حكومة الكيان لا تنوي الاستثمار في المناطق المتنازع عليها.
في النقاش الداخلي اللبناني تقول المعلومات إن يوم السبت سيشهد اجتماعاً لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لبلورة موقف لبناني موحّد قبل وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، على قاعدة التوافق على رفض مقترحه الأخير الذي تضمن اقتطاعاً من مساحة لبنان الاقتصادية التي يتضمنها الخط 23، وقالت مصادر مواكبة لملف ترسيم الحدود البحرية والمفاوضات حولها إن الاتجاه هو لتثبيت اعتبار الخط 23 بالمساحة التي يضمنها للبنان هو الحد الأدنى المقبول لبنانياً كحصيلة للتفاوض، وانه في حال عدم الوصول الى هذه النتيجة، فإن التوافق سيكون على توقيع مرسوم تعديل إحداثيات المنطقة الاقتصادية واعتماد الخط 29 بدلاً من الخط 23 والذهاب الى ربط نزاع حول الحدود البحرية على أساس الخط 29، سواء لدى الأمم المتحدة أو في مخاطبة الشركات العالمية المعنية، وصولاً لفتح الباب لما يمكن أن ينجم عن ذلك من إطلاق يد المقاومة في الدفاع عن حقوق لبنان، التي يصبح الخط 29 إطاراً لها ويصير الاستثمار الاسرائيلي ضمنها اعتداء على حقوق لبنان.
المصادر المتابعة أكدت أن الرؤساء متفقون على عدم التفريط بنقطة مما يضمنه الخط 23، وهم يجمعون بالقدر ذاته على الرغبة بإنجاح المسار التفاوضي، وتفادي المواجهة، لكن اذا أقفلت أبواب الحل التفاوضي فلن يكون مقبولاً ان تتنعم “اسرائيل” باستخراج ثروات النفط والغاز ولبنان محاصر، ترفض الشركات العالمية التعاون معه، وتشترط إنهاء الترسيم أولاً، ثم يجري إجباره لقبول صيغة تفاوضية مذلة لا تمنحه الا الفتات.
من جهتها دعت مصادر مطلعة على المسار التفاوضي إلى تبني الدعوة لاعتماد شمال الخط 23 لترسيم حدود المنطقة اللبنانية الخالصة وجنوب الخط 29 لترسيم المنطقة الفلسطينية الخالصة وإبقاء ما بين الخطين بمثابة منطقة حرام لا يمكن الاستثمار فيها إلا بالتقابل كمثال حقل قانا مقابل حقل كاريش.
تكثّفت الاتصالات والمشاورات بين المقار الرئاسية والمسؤولين المعنيين بملف ترسيم الحدود قبيل وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت السبت المقبل، في ظل المعلومات عن اجتماع رئاسيّ مقبل يجمع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للبحث في ملف وتحديد الموقف الرسمي والرد على مقترح هوكشتاين.
وأعلن ميقاتي خلال مؤتمر صحافي من المطار أمس، أنه سيعقد قبل نهاية الأسبوع اجتماعاً مع رئيس الجمهورية لبحث الخطوات الواجب اتخاذها في ما يخصّ ترسيم الحدود البحرية مع “إسرائيل”، وناشد الجميع “وقف السجالات في هذا الموضوع”. وعكس موقف ميقاتي استمرار التخبط والتباين بالموقف الرسمي وعدم الاتفاق على أية نقطة أو خط لعودة لبنان للتفاوض وماذا اذا كان خط 29 الخط التفاوضي أو حدودي، بقوله: “الخط ٢٩ هو أصلاً خط تفاوضي وأنا شخصياً لست على استعداد للقيام بأي عمل ارتجالي يعرّض لبنان للمخاطر. هذا الموضوع يحل بدبلوماسية عالية وبروية، والمسألة قيد الحل سلمياً”.
وأشارت مصادر مواكبة للملف لـ”البناء” أن “الموقف اللبنانيّ سيتضح خلال الأيام القليلة المقبلة بعد معرفة ما يحمله الوسيط الأميركي في جعبته من مقترحات جديدة للحل وموقفه من دخول الباخرة الإسرائيلية وما اذا كان سيطلب من “إسرائيل” التراجع ووقف التحضيرات القائمة على قدم وساق لاستخراج الغاز في المنطقة المتنازع عليها”.
لكن “إسرائيل” وفق المصادر دفعت بالباخرة الى تخوم الخط 29 للضغط على لبنان لتحريك الملف والبدء بعملية ترسيم الحدود البحرية وفق المصلحة الإسرائيلية، وبالتالي لا تريد الحرب، فيما الوسيط الأميركي يأتي الى لبنان بالتنسيق مع “إسرائيل” لانتزاع التنازلات من الدولة اللبنانية ولإقناعها بمقترحه السابق بالاستثمار تحت الماء للحقول المشتركة بين لبنان وفلسطين المحتلة، وبالتالي جرّ لبنان للتطبيع النفطي ـ الاقتصادي”.
وعلمت “البناء” في هذا السياق أن “هوكشتاين اشترط على المسؤولين اللبنانيين عدم مفاتحته بالخط 29 كشرط لزيارته لبنان”.
إلا أن نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب اعتبر أن “موقف لبنان قويّ ونفاوض من موقع قويّ وموحّد”. وأوضح في حديث تلفزيوني الى أن “هناك ملاحظات على طرح المفاوض الأميركي هوكشتاين ولبنان متمسك بها ولا تنازل عن أي حق لبناني”.
وأضاف: “أجزم أن هوكشتاين لم يطلب رداً خطياً لا بل فضّل عدم تقديم ردّ خطي في حال عدم قبول لبنان بطرحه إفساحاً في المجال أمام التفاوض قبل الخروج بموقف حاسم”.
وكشف بوصعب أن “الفريق التقني برئاسة الضابط الذي أعدّ الدراسة طرح أمام الرؤساء الثلاثة خطاً مختلفاً عن الخط ٢٩ وبعض المسؤولين السابقين عن الملف تحدّثوا بشيء أمام المفاوض الاميركي وبشيء آخر في الإعلام”، وقال: “انصح من لم يعد في موقعه التوقف عن الكلام، خصوصاً انه يدرك ماذا فعل وماذا قال وماذا طلب وما يجبرنا نطلع نحكيها”. وتابع: “من يزايد اليوم في موضوع توقيع المرسوم ٦٤٣٣ استند الى تقرير فنّي أعده المعنيون في الجيش اللبناني لكن وجهة نظر هؤلاء هي ان الخط ٢٩ ليس الا خطاً تفاوضياً، وبالتالي توقيع المرسوم من دون ان يكون السير بالخط ٢٩ موقفاً نهائياً من قبل التقنيين والسياسيين سيأخذ البلد الى مكان آخر ولا مصلحة لأحد في خيار الحرب، بل مصلحتنا إنجاز الترسيم وهو ما لا يريده العدو”.
واستقبل الرئيس عون وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الذي أطلعه على الاتصالات الجارية في اطار معالجة قضية التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسال قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها”. وأوضح بو حبيب ان “الاتصالات الديبلوماسية جارية لمعالجة الوضع الذي نشأ في المنطقة الجنوبية الحدودية في انتظار مجيء الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية السفير اموس هوكشتاين الى لبنان”.
كما بحث بوحبيب مع سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان دوروثي شيا في موضوع ترسيم الحدود البحرية وأزمة الغذاء العالمي وتم التطرّق الى اللقاءات التي كان عقدها بو حبيب في بروكسل وواشنطن ونيويورك ومسألة النزوح السوري وتداعياته على لبنان، كما تمّ البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين.
ويعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم موقف الحزب من تطورات الملف، خلال إطلالة عبر قناة “المنار”، وبحسب معلومات “البناء” فإن نصرالله سيوضح ملف الترسيم بأدق التفاصيل ومن كافة جوانبه، وسيعلن الموقف في نهاية الكلمة، وسيردّ على حفلة المزايدات والاتهامات التي تأخذ عليه عدم اتخاذ خطوات عملية ضد العدوان الإسرائيلي، كما يتطرق الى موقف الدولة ويرد على التهديدات الإسرائيلية”. ولفتت المعلومات الى أن “حزب الله لن ينتظر الدولة إذا بدأت إسرائيل باستخراج وسيتخذ خطوات ميدانية لمنعها”. وفي السياق كشفت مصادر مطلعة لـ”البناء” أن “حزب الله شكل فريقاً من التقنيين لدراسة الواقع الميدانيّ وتقديم تقرير لقيادة المقاومة، وإن أظهر أن “إسرائيل” بدأت بالاستخراج فسيبنى على الشيء مقتضاه”.
في المقابل أعلن وزير الدفاع “الإسرائيلي” أن “منصة كاريش للغاز تقع في المناطق الإسرائيلية وليس في المنطقة التي يتم التفاوض عليها بين “إسرائيل” ولبنان.
وأوضح مصدر مطلع ومعني بالملف لـ”البناء” أن المسؤولين الإسرائيليين يلعبون على الكلام وعلى الخطوط بأن الباخرة بعيدة عن منطقة النزاع، لكنه يقصدون الخط بين 1 و23 المعترف به في الأمم المتحدة، وبالتالي لا يقصدون الخط 29 الذين لا يعترفون به مطلقاً”، لذلك على الدولة اللبنانية توقيع مرسوم 6433 وإيداعه لدى الأمم المتحدة وبعدها نثبت حقنا في حدودنا وحقوقنا ضمن الخط 29 التي تتحول رسمياً ودولياً الى منطقة متنازع عليها وبالتالي نثبت أن باخرة التنقيب الإسرائيلية تخرق هذه المنطقة”.
وحذر المصدر من أن “الإسرائيلي يشغل الدولة اللبنانية بمسألة الاتجاه الذي تمركزت به الباخرة جنوب الخط 29 أو شماله وذلك لحرف الأنظار عن جوهر وحقيقة الاعتداء الإسرائيلي”، ولفتت الى أنه “ليس المهم دخول الباخرة المنطقة المتنازع عليها من عدمه، بل المهم عملية “شفط” النفط والغاز الذي سيبدأ بعد تركيز المنصة ومدّ القواطع الى قعر البحر في حقل كاريش المشترك، إن لم يتخذ لبنان الخطوات السريعة لتدارك الموقف وتثبيت حقه وحماية ثرواته. كما حذّر المصدر من أن “إسرائيل” ستصبح جاهزة لاستخراج أول سنتم مربع من الغاز خلال مدة شهرين الى ثلاثة أشهر إن لم يستطع لبنان ردعها”.
وشدد المصدر على ضرورة أن يسارع لبنان الى توقيع المرسوم وإرساله الى الأمم المتحدة ثم توجيه إنذار للشركة الراسية على مقربة من الخط 29 بأنها ستنقب في المنطقة المتنازع عنها وإذا لم تلتزم وتعود أدراجها يصار الى تهديدها بالقوة العسكرية.
ودعا المصدر الدولة الى بلورة الموقف الرسمي الموحد بشكل سريع لاستباق زيارة هوكشتاين الى لبنان خلال أيام، وذلك لفرض أمر واقع وذلك لدفع الوسيط الأميركي لثني “إسرائيل” عن عدوانها ودعوة كافة الأطراف الى المفاوضات للبحث عن حل للنزاع وبعدها يعود لبنان الى طاولة التفاوض من منطلق قوة لا موقع ضعف. وقال: “أفهم التأخير بتوقيع المرسوم حرصاً على الوساطة الأميركية وعلى مسار التفاوض وعدم وجود خطر داهم، لكن لا نفهم التريث والتمهل بموضوع المرسوم بعدما أعلنت “إسرائيل” دخول الباخرة للبدء باستخراج الغاز”.
وربطت أوساط سياسية بين الحصار الأميركي – الخليجي على لبنان وبين ملف ترسيم الحدود، مشيرة لـ”البناء” الى أن “الأميركيين جمدوا عملية استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن الى لبنان للضغط على الحكومة اللبنانية للتنازل بملف ترسيم الحدود لصالح إسرائيل”.
وفي سياق ذلك، دعا وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال، وليد فياض، المجتمع الدولي إلى “التدخل لإنصاف لبنان في أحقيته باستخراج النفط والغاز من مياهه الاقليمية في البحر الابيض المتوسط”، مؤكداً أنّ “الموافقة النهائية من الإدارة الأميركية على مشروع جرّ الكهرباء من الأردن إلى لبنان عبر سورية، لم تصدر بعد، وأن هناك تأخيراً عن التوقعات بالرد منذ نحو 3 أشهر”.
وقال فياض على هامش مؤتمر إقليمي للحوار حول الطاقة بين منطقة الشرق الأوسط وأوروبا يقام في الأردن بدعم ألماني: “إنّ هناك حاجة لإنهاء الموافقات على جر الكهرباء إلى لبنان من الأردن عبر سورية قبل أشهر الصيف المقبلة، وإن لبنان في الوقت ذاته لا بد أن يبحث عن بدائل أخرى لتزويده بالطاقة”.
على صعيد آخر، تم تأجيل جلسة استجواب مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون أمام المجلس التأديبي الى 6 تموز المقبل، بعد أن تقدمت بطلب استمهال لتعيين محامٍ. وقالت عون عند وصولها الى قصر العدل للمثول أمام المجلس التأديبي: “أنا ملفي نظيف ولأني وقفت ضد المنظومة الفاسدة عم بتحارب”.
************************************
افتتاحية جريدة الأخبار
إسرائيل تستبق كلام نصر الله: لن نستخرج الغاز من المنطقة المتنازع عليها
في خطوة لافتة وخارج سياقات المقاربة الإسرائيلية للنزاع الغازي مع لبنان، أعلنت حكومة العدو، أمس، أنها لن تستخرج الغاز من المنطقة المتنازع عليها مع الجانب اللبناني. الخطوة التي يراد لها أن توقف السجالات والاتهامات والتهديدات، فُسّرت كخطوة استباقية لكلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم، وعشية عودة الوسيط الأميركي في ملف الترسيم عاموس هوكشتين نهاية الأسبوع.
اللافت في الإعلان الرسمي الإسرائيلي أنه جاء في بيان مشترك صدر عن وزير الأمن بني غانتس ووزير الخارجية يائير لابيد ووزيرة الطاقة كارين الهرار، وخصص «لرد الشبهات»، كما ورد في التعليقات العبرية، ولتوضيح «حقيقة النشاط» في حقل «كاريش»، مع التشديد على أن لا نية لدى تل أبيب لخرق المنطقة المتنازع عليها مع لبنان أو التنقيب عن الغاز فيها، ناهيك عن الاستخراج.
وفقاً للتعليقات والتسريبات في الإعلام العبري أمس، فإن أحد أسباب هذا البيان «الشاذ»، الذي شارك فيه الوزراء الثلاثة، هو التهديدات التي بدأت تصدر عن مسؤولين في حزب الله على خلفية وصول المنصة اليونانية بالقرب من حقل «كاريش»، وتموضعها في جواره. وقد حرص البيان على التشديد على أن المنصة تتموضع في الجزء الإسرائيلي من الحدود وفي منطقة خارج أي تنازع بحري مع لبنان، على بعد عدة كيلومترات من «كاريش» وإلى الجنوب منه. مع ذلك، أكد البيان أن إسرائيل تنظر إلى هذا الحقل بوصفه ذخراً استراتيجياً وهي مستعدة لحمايته تماماً كاستعدادها لحماية بنيتها التحتية الاستراتيجية. لكن، إلى جانب هذا التأكيد، دعا
ردّ على اقتراح هوكشتين لا يغلق باب التفاوض
بعيداً من «حفلة المزايدات» المحيطة بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، ومحاولات «التعليم» على المقاومة وصولاً إلى اتهامها بالتغاضي عن «التنازل» عن السيادة على المنطقة المتنازع عليها، يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم للحديث في هذا الملف، والتأكيد على الموقف المعلن بأن المقاومة جاهزة للدفاع عن السيادة اللبنانية متى ما
*********************************
افتتاحية صحيفة النهار
الاستحقاق الحكومي مغيّب وتحذير أميركي من الانهيار
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة قطعا، ان تواجه السلطة الرسمية بكل أركانها وقواها تراكم أولويات مستحقة ومتداخلة ومتشابكة في توقيت بالغ الحساسية والدقة، ولكن التجربة هذه المرة تكتسب خطورة بالغة لجهة رسم السيناريو الأشد اثارة للمخاوف. ذلك ان #لبنان الخارج لتوه من الانتخابات النيابية يواجه شبكة استحقاقات متزامنة من “العيار الثقيل” بل الاثقل داخليا وإقليميا بدءا من مقاربة استحقاق تشكيل الحكومة الجديدة مرورا باستحقاق مقاربة ملف #ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وصولا الى احتواء التداعيات المتدحرجة للانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي عند مشارف بدء العد العكسي للاستحقاق الأكبر المتمثل في انتخابات #رئاسة الجمهورية في نهاية تشرين الأول المقبل. ومع ان ملف الحدود البحرية والتنقيب عن الغاز ظل متصدرا واجهة التطورات والمشهد الداخلي في الأيام الأخيرة، فان تحوله الى مبارزة بالمزايدات لم يحجب طلائع تصاعد المواقف المشككة في نيات واتجاهات العهد المتريث في الاقدام على انجاز استحقاق اجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية بتأليف الحكومة الجديدة، علما ان أي معطيات جدية لم تتوافر بعد في شأن تحديد موعد قريب لاجراء الاستشارات، وتتسرب في المقابل ذرائع وحجج للتريث تكشف ان العمل جار خلف الكواليس لاستباق التكليف بوضع الأسس الكبرى للحكومة العتيدة وفرضها على الرئيس المكلف سواء رسى الخيار مجددا على الرئيس نجيب ميقاتي او سواه. وقد حذرت أوساط نيابية معارضة في هذا السياق من ان البلاد ستقبل على ازمة خطيرة ان مضت رئاسة الجمهورية في تجاهل ان مجلسا نيابيا جديدا قد انتخب، وان المكون السني أيضا لن يبقى يتفرج على شل موقعه الدستوري والتلاعب بصلاحياته من خلال المضي في تجميد الاستشارات أولا، ومن ثم العودة الى اللعبة الخطيرة التي طالما اعتدها الطاقم السياسي باستباق التكليف بصفقة التاليف ومحاصصاته. وقالت ان جلسة انجاز انتخاب اللجان ستعقد عصر الجمعة بما يقفل الحجج الشكلية الواهية امام العهد لتأخير الاستحقاق الحكومي ومن بعدها سيفتح باب الضغوط المعارضة على الغارب، على العهد من اجل استعجال تحديد موعد الاستشارات وترك الأصول الدستورية والبرلمانية تأخذ مجراها خصوصا ان البلاد تحتاج الى حكومة كاملة الصلاحيات في اسرع وقت وقادرة على الاستنفار 24 ساعة في اليوم مدى الأشهر القليلة المقبلة قبل نهاية ولاية العهد الحالي نظرا الى خطورة التحديات التي ستواجهها داخليا وخارجيا في هذه المرحلة .
في انتظار الوسيط
اما في ما يتصل بتطورات ملف ترسيم الحدود والتنقيب عن الغاز، فبات واضحا ان كثرة التعويل على تحرك طلبه ويترقبه لبنان الرسمي من الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين، كادت ترمي الكرة سلفا في ملعب لبنان نفسه وسط تصاعد الشكوك في قدرة اركان السلطة على مقاربة وساطة هوكشتاين، وتاليا إسرائيل كما المجتمع الدولي، بموقف موحد من جهة واحتواء موجات المزايدات السياسية والإعلامية من هذا الملف من جهة ثانية. وإذ تترقب الأوساط الداخلية الموقف الذي سيعلنه اليوم الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله من التطورات الأخيرة في هذا الملف، بدا لافتا ان نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي يضطلع أيضا بدورالمستشار لدى الرئيس ميشال عون في ملف التنسيق مع الجانب الأميركي، اكد ان زيارة هوكشتاين الاحد او الاثنين مؤكدة. وخرج بو صعب عن تحفظه في هذا الملف مدافعا عن موقف عون، واعلن ان ” من يزايد اليوم في موضوع توقيع المرسوم 6433 استند الى تقرير فني اعده المعنيون في الجيش اللبناني. لكن وجهة نظر هؤلاء هي ان الخط 29 ليس الا خطا تفاوضيا وبالتالي توقيع المرسوم من دون ان يكون السير بالخط 29 موقفا نهائيا من قبل التقنيين والسياسيين سياخذ البلاد الى مكان اخر ولا مصلحة لاحد في خيار الحرب، بل مصلحتنا انجاز الترسيم وهو ما لا يريده العدو”. واعلن بو صعب انه “يجزم بان هوكشتاين لم يطلب ردا خطيا على طرحه بل فضل عدم تقديم رد خطي في حال عدم قبول لبنان بطرحه إفساحا في المجال امام التفاوض قبل الخروج بموقف حاسم”. ولفت في كلامه كشفه ان “بعض المسؤولين السابقين عن الملف تحدثوا بشيء امام المفاوض الأميركي وبشيء اخر امام الاعلام وانصح من لم يعد في موقعه بالتوقف عن الكلام خصوصا انه يدرك ماذا فعل وماذا قال وماذا طلب وما يجبرنا نطلع نحكيها”.
في المقابل أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أن “سفينة التنقيب عن الغاز تقع في أراضينا ولن تستخرج الغاز من المنطقة المتنازع عليها مع لبنان”. وقال: منصة “كاريش” للغاز تقع في المناطق الإسرائيلية وليس في المنطقة التي يتم التفاوض عليها بين إسرائيل ولبنان. ودعا غانتس لبنان إلى الإسراع في المفاوضات بشأن الحدود البحرية، مشيراً الى أن “إسرائيل على استعداد لحماية أصولها الاستراتيجية والدفاع عن بنيتها التحتية”.
وبدوره قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد ان “حقل “كاريش” للغاز هو أحد أصولنا الاستراتيجية ومصممون على الاستفادة من المنطقة الاقتصادية الخالصة لإسرائيل”.
تحركات ومواقف
وعرض الرئيس عون امس مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الاتصالات الجارية في اطار معالجة قضية التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة انتاج الغاز الطبيعي المسال “انرجي باور”. وأوضح بو حبيب ان “الاتصالات الديبلوماسية جارية لمعالجة الوضع الذي نشأ في المنطقة الجنوبية الحدودية في انتظار مجيء الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية السفير اموس هوكشتاين الى لبنان”. كما بحث بوحبيب مع السفيرة الاميركية دوروثي شيا موضوع ترسيم الحدود البحرية .
بدوره اعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال جولته في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت للاطلاع على التحضيرات الجارية “استعداداً لبدء موسم سياحي واعد في لبنان” أنه سيعقد قبل نهاية الاسبوع اجتماعاً مع رئيس الجمهورية لبحث الخطوات الواجب اتخاذها في ما يخصّ ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وناشد الجميع “وقف السجالات في هذا الموضوع، فالخط ٢٩ هو اصلا خط تفاوضي وانا شخصيا لست على استعداد للقيام بأي عمل ارتجالي يعرّض لبنان للمخاطر. هذا الموضوع يحل بديبلوماسية عالية وبروية… والمسألة قيد الحل سلمياً”.
على شفير الانهيار!
وفي مفارقة أخرى تتصل بملف ازمة الطاقة في لبنان أعلنت امس مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، بربارة ليف أنّ “قطاع الطاقة في لبنان أصبح على شفير الانهيار”. واشارت ليف الى ان “الولايات المتحدة لم تتخذ، حتى الآن، أي قرار برفع العقوبات، أو أي استثناءات تتعلق بالعقوبات على سوريا، بشأن نقل الغاز المصري إلى لبنان، “لأن هذه الدول لم توقع أي عقود بعد”.
وقالت ليف، في جلسة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، خصصت لمناقشة سياسة إدارة بايدن تجاه سوريا إن “هناك عملية جارية الآن لإنهاء هذه العقود بين الحكومات”، مضيفة أن واشنطن ستنظر في تفاصيل هذه العقود وتقرر بشأنها في حينها”. ونفت تقديم أي ضمانات بشأن رفع العقوبات، لكنها أشارت إلى أن ما تم الإلتزام به هو إجراء محادثات بشأن هذه المسألة.
وأكدت ليف “أن الهدف من هذا المشروع مساعدة الشعب اللبناني في المقام الأول”.
وقالت: “لبنان يعاني منذ سنوات وهو الآن من دون شك على شفير انهيار الدولة والمجتمع، ونحاول عبر إجراءات عدة وضع حد لهذا الاحتمال لأن انعكاس ذلك على اللبنانيين شيء، لكن الانعكاس على المنطقة بشكل أوسع سيكون أكبر، على إسرائيل والأردن ودول أخرى”. وأضافت: “لذا نعمل على إجراءات عدة منها خيار نقل الغاز المصري عبر الأردن من خلال أنبوب يمر عبر سوريا، الذي طرحته حكومتا القاهرة وعمان”، مشيرة إلى أن الشعب اللبناني لديه ساعتان فقط من الكهرباء يوميا حاليا. وكشفت أن “العاهل الأردني هو أكثر الأشخاص القلقين بين شركائنا حيال احتمال الانهيار في لبنان، ويريد أن يقوم بكل شيء ممكن لتخفيف هذا الاحتمال”. كما أكدت على أنه “لن يكون هناك تحويل لأموال نقدية من أي نوع للحكومة السورية”.
ورداً على سؤال أخر للسناتور كروز حول ما إذا كان الجيش اللبناني، الذي تقدم له الولايات المتحدة مساعدات بمليارات الدولارات، يحاول وقف مواكب الأسلحة لـ”حزب الله” في لبنان وعدد هذه العمليات في حال حصولها، قالت ليف التي استلمت منصبها الأسبوع الماضي: “أريد أن أطلع على التفاصيل وآتي إليك بجواب”. لكنها استطردت قائلة “إن القوات المسلحة اللبنانية على شفير أن تصبح المؤسسة الوطنية الوحيدة التي لديها القدرة على الحفاظ على الأمن وتخفيف بعض انعكاسات انهيار لبنان . وهي المؤسسة الوحيدة على مستوى البلاد التي يثق بها الشعب اللبناني وهي تعاني في تنفيذ مسؤولياتها وآخر شيء نريد أن نراه هو انهيار القوات المسلحة اللبنانية
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
واشنطن تخشى “انهيار الدولة”… والراعي يجدّد الدعوة لانتخابات رئاسية مبكّرة
“ضياع” رسمي بانتظار هوكشتاين ونصرالله يحدّد “البوصلة” اليوم!
من سخرية الأقدار أن تبدي إسرائيل حرصها على حقوق اللبنانيين النفطية فتحوّل قضية الترسيم إلى مادة “تنغيم” وضرب على وتر الاقتصاد اللبناني المنهار لحث المسؤولين اللبنانيين على الاستعجال في المفاوضات الحدودية والاستفادة من “مصادر الطاقة”، بينما على المقلب الآخر لا تزال السلطة اللبنانية في حالة “ضياع” بين الخطوط البحرية، لا تملك تصورا واضحاً أو موقفاً واحداً على طاولة المفاوضات خارج إطار اللف والدوران في حلقات مفرغة من مناورات التنقيب عن المغانم السياسية والشخصية في حقول الثروة الوطنية.
ومشهد “الضياع” الرسمي هذا، من المرتقب أن يكسر رتابته اليوم الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي سيعمد في إطلالته المتلفزة مساءً إلى إعادة تعويم مركب السلطة وتحديد “البوصلة” أمامها عشية الزيارة المرتقبة للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، حيث أكدت مصادر مطلعة على أجواء اللقاء الذي عقده وزير الخارجية عبد الله بو حبيب مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا أمس أنها أكدت عزم هوكشتاين التجاوب مع المناشدات اللبنانية الرسمية للقدوم إلى لبنان، من دون غوصها في تفاصيل مهمته على اعتبار أنّ “التفاصيل تُبحث معه”.
على الأثر، سارع بو حبيب إلى قصر بعبدا لوضع رئيس الجمهورية ميشال عون في أجواء “معطيات” السفيرة الأميركية ومروحة الاتصالات الديبلوماسية الجارية لمعالجة قضية بدء إسرائيل بعمليات استخراج الغاز من المنطقة المتنازع عليها. وأوضحت مصادر الرئاسة الأولى لـ”نداء الوطن” أنّ الوسيط الأميركي ينتظر “موقفاً موحداً” من لبنان يتيح استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، نافيةً في المقابل ما يتردد عن اشتراط هوكشتاين تلقيه “جواباً خطياً” على الطرح الذي حمله خلال زيارته الأخيرة، وفضّلت عدم استباق الأحداث قبل عودته “فلا شيء محسوماً بعد… بدنا نسمعلو وبدو يسمعلنا”.
وأمس، كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي واضحاً في إبداء عدم حماسته لدعوة مجلس الوزراء للانعقاد في جلسة مخصصة لبحث مستجدات ملف ترسيم الحدود البحرية، مؤكداً إبقاء الموضوع ضمن إطار التنسيق الثنائي بينه وبين رئيس الجمهورية “لبحث الخطوات الواجب اتخاذها”. وإذ لم يُخفِ ميقاتي التطابق في المواقف مع عون لناحية اعتباره أنّ الخط 29 ليس سوى مجرد “خط تفاوضي”، شدد من هذا المنطلق على أنه ليس مستعداً “للقيام بأي عمل ارتجالي يعرّض لبنان للمخاطر”، وعلى وجوب حل الموضوع الحدودي “بدبلوماسية عالية ورويّة”.
تزامناً، برز تحذير مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، بربارة ليف أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ من أنّ “لبنان الآن هو على شفير انهيار الدولة والمجتمع”، مبدية في المقابل حرص واشنطن على تجنّب هذا الانهيار لأن انعكاس ذلك لن يقتصر على اللبنانيين بل سيشمل دول المنطقة “بشكل أوسع وأكبر”. وكشفت في هذا الإطار أنّ “العاهل الأردني هو أكثر الأشخاص القلقين بين شركائنا حيال احتمال الانهيار في لبنان ويريد أن يقوم بكل شيء ممكن لتخفيف هذا الاحتمال”، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ بلادها لم تتخذ أي قرار بعد حيال منح الاستثناءات المتصلة بالعقوبات على سوريا لاستجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية إلى لبنان “لأنّ هذه الدول لم توقّع أي عقود بعد” بهذا الخصوص.
ورداً على سؤال حول مدى فعالية المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، شددت ليف على أنّ “القوات المسلحة اللبنانية على شفير أن تصبح المؤسسة الوطنية الوحيدة التي لديها القدرة على الحفاظ على الأمن وتخفيف بعض انعكاسات انهيار لبنان (…) وآخر شيء نريد أن نراه هو انهيارها أيضاً”.
أما في جديد مناشدات البطريرك الماروني بشارة الراعي للمسؤولين بغية المسارعة في وضع حد للانهيار والشروع في إنقاذ البلد وأبنائه، فجدد أمس الدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي ضمن مهلة الشهرين التي ينص عليها الدستور، لكي “يتمكن الرئيس الجديد من قيادة سفينة الوطن بحكمة ودراية إلى ميناء الأمان”، آملاً في الوقت عينه أن يصار إلى “تشكيل حكومة جديدة في أسرع ما يمكن لتتمكن من القيام بواجباتها كسلطة إجرائية”.
************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
ميقاتي يمهد لتعويم حكومته… والاستشارات النيابية الأسبوع المقبل
مصادر وزارية: التكليف قد يحصل إنما الصعوبات في التأليف
كارولين عاكوم
بانتظار تحديد الرئيس اللبناني ميشال عون موعد الاستشارات النيابية لتكليف رئيس للحكومة، والتي يتوقع أن يدعو إليها في الأسبوع المقبل، برز موقف لافت لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يمهد لتعويم حكومته في ضوء شبه اتفاق أن تشكيل الحكومة الجديدة لن يكون سهلاً ولو تم تكليف رئيس لها.
وقال ميقاتي ردا على سؤال حول احتمال توليه رئاسة الحكومة في المرحلة المقبلة: «أكرر القول بأنني لا أضع شروطا على أحد، ولكن المطلوب أن يكون هناك التزام من الجميع، وبخاصة من قبل مجلس النواب الكريم، بإقرار الخطوات الإصلاحية المطلوبة والتي باشرنا بها. الخطة التي وضعت مع صندوق النقد الدولي ديناميكية وقابلة للتغيير والنقاش والتعديل. نحن عملنا ما نراه مناسبا ومستعدون للنقاش مع أي طرف بهدف إنقاذ البلد».
وعن إمكانية عقد جلسة لمجلس الوزراء لبحث ملف ترسيم الحدود البحرية، قال ميقاتي: «نحن في حكومة تصريف الأعمال، ولكن أمام أمور أساسية فإنني لن أتقاعس أبدا في دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد عند الضرورة، وقبل نهاية الأسبوع سأعقد اجتماعا مع رئيس الجمهورية لبحث الخطوات الواجب اتخاذها».
وبات من شبه المؤكد أن الرئيس عون سيحدد موعد الاستشارات النيابية بين بداية ومنتصف الأسبوع المقبل، بحسب ما قالت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط»، فيما يكاد يجمع الأفرقاء على أن إعادة تكليف ميقاتي هي الخيار المرجح حتى الساعة وإن كانت هناك محاولات من بعض الأطراف للدفع باتجاه أسماء أخرى.
وعلقت مصادر وزارية على كلام ميقاتي لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «ليس سرا أن عملية التكليف قد تتم إنما المهمة الأصعب تبقى في عملية التأليف بحيث إن إمكانية إرضاء الكتل النيابية المختلفة أساسا حول صيغة وشكل الحكومة المقبلة أمر صعب في هذه المرحلة خاصة مع ارتباط تأليف الحكومة باستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل». وتلفت المصادر في الوقت عينه إلى أنه «إذا حضر الوسيط الأميركي إلى بيروت يحمل شروطا إسرائيلية فعندها لن يكون أمام حكومة تصريف الأعمال إلا الاجتماع لاتخاذ القرارات المناسبة لا سيما أن القضية وطنية مصيرية، وهذا ما يغطيه الدستور ولا يتعارض مع حدود عمل تصريف الأعمال». مع العلم أنه إذا تم تكليف أي شخصية لتشكيل الحكومة فإن حكومة ميقاتي الحالية ستبقى في مرحلة تصريف الأعمال إلى حين تأليف حكومة جديدة ونيلها ثقة مجلس النواب.
وتستمر المطالبات في لبنان بالإسراع في تأليف الحكومة، وهذا الأمر كان حاضرا في اللقاء الذي جمع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السفيرة يوانا فرونتسكا حيث جدد الجميل وفق مكتبه الإعلامي التأكيد على «ضرورة تشكيل حكومة دون إبطاء تشرع فورا في وضع الخطط اللازمة للجم الانهيار المتسارع والاستنزاف المستمر لقدرات لبنان»، وأبدى تخوفه من «أن يؤدي غياب السلطة التنفيذية في هذا الظرف الخطير وفي ظل تفاقم الأزمات على أنواعها، إلى فوضى عارمة تقضي على أمل لبنان بالنهوض».
من جهته دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة جديدة في أسرع ما يمكن لتتمكن من القيام بواجباتها. كما دعا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى الإسراع في الاتفاق على حكومة وفاق وطني والاندفاع بقوة لانتخاب رئيس جمهورية في الفترة الدستورية المحددة. وقال: «المطلوب إنقاذ البلد عبر إنقاذ الناس وسط كارثة وطنية استشفائية نفطية معيشية نقدية وأسواق فلتانة وتجار مُتَغولة ومدارس مهووسة بالنهب وعصابات مصارف ومافيات جريمة ورغيف مدعوم يعاني ألف دهليز، ما يوجب على القوى السياسية الإسراع في الاتفاق على حكومة وفاق وطني والاندفاع بقوة لانتخاب رئيس جمهورية في الفترة الدستورية المحددة».
***********************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
لبنان يستبق «الوسيط»: متمسكون بالحدود والحقوق .. التكليف يقترب والعقدة بالتأليف
ليست المرة الاولى التي يجد فيها لبنان نفسه في مأزق ووضع لا يُحسد عليه؛ اسرائيل تهدّد ثرواته النفطية والغازية، فيما الداخل اللبناني غارق في انقسامات وتباينات ومزايدات سياسية، وضياع حول نقطة حدوده البحرية الخالصة، أكانت عند الخط 23 او الخط 29.
هذا الامر، وبلا أدنى شك، يُضعف موقف لبنان ويضيّع عليه حقوقه وثرواته من النفط والغاز المعوّل عليها كفرصة أخيرة ولا بديل منها، لإعادة انتشال لبنان من أزمته الخانقة، ويقدّم بالتالي فرصة ثمينة للعدو الاسرائيلي في ان يتسلّل من خلف هذا التخبّط والإرباك، لممارسة أقصى الضغوط على لبنان، ومحاولة فرض أمر واقع جديد يمكّنه من السطو على مساحات واسعة من المياه اللبنانية، والاستحواذ على ثروة لبنان من النفط والغاز.
مسار لا يبشّر
مسار الأمور في هذا الملف، وكما تؤكّد مصادر مسؤولة معنية بملف الترسيم البحري لـ”الجمهورية” لا يبشّر، وخصوصاً انّ ما استجد مع استقدام اسرائيل لسفينة الحفر، يمثل تهديداً حقيقياً وجدّياً هذه المرّة، لسرقة ثروة لبنان من النفط والغاز في البحر جنوباً.
وإذا كان لبنان ينتظر حضور الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت لبحث العودة الى طاولة مفاوضات الترسيم بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي برعاية الامم المتحدة وحضور الوسيط الاميركي، ومنع اسرائيل، من بدء الحفر في مناطق يعتبرها لبنان مناطق متنازع عليها، الّا انّ المصادر المسؤولة، وعلى رغم ما تردّد بأنّ هوكشتاين سيكون في بيروت في غضون ايام قليلة (الاحد كموعد مبدئي)، ليست واثقة حتى الآن من زيارته، وخصوصاً انّ لبنان لم يتلق بعد أي تأكيد رسمي أميركي لحضور هوكشتاين.
وكان هذا الامر محل بحث في اللقاء الذي عُقد امس، بين وزير الخارجية عبدالله بوحبيب والسفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا. فيما تحدثت بعض المعلومات عن حركة ديبلوماسية غربية وأممية تجاه المسؤولين في لبنان، تشدّد على جميع الأطراف “ضبط النفس وعدم الإقدام على ايّ خطوات من شأنها أن تعرّض الأمن والاستقرار في المنطقة للخطر”.
وفي السياق نفسه، كشفت مصادر موثوقة لـ”الجمهورية”، انّ “المسؤولين اللبنانيين تبلّغوا من جهات أممية عن رسائل دولية أُبلغت في الساعات الاخيرة إلى الجانب الاسرائيلي لاحتواء احتمالات التصعيد”.
كل الاحتمالات واردة
وبالتوازي مع ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية تجاه لبنان، أكّدت مصادر رسمية لـ”الجمهورية”، انّ لبنان صاحب حق، ولن يتخلّى عن هذا الحق، وكما انّه لا يقبل بأن يتخلّى عن سنتيمتر واحد من حدوده البرية، فهو لن يتخلّى عن سنتيمتر واحد من حدوده البحرية.
ولفتت المصادر، الى انّ “الاميركيين والاسرائيليين يعرفون حدود المنطقة المتنازع عليها، وبالتالي هذا لا يعطي الحق للاسرائيليين في العمل واستخراج النفط او الغاز من هذه المنطقة، كما لا يحق للاميركيين ان يغطّوا العمليات الاسرائيلية ضمن المنطقة المتنازع عليها. حيث تشكّل هذه العمليات تعدّياً على السيادة اللبنانية وعلى حقوق لبنان في ثروته البحرية من النفظ والغاز، وبالتالي فإنّ لبنان، وطالما انّ الحدود البحرية الجنوبية لم تُرسّم بعد بشكل نهائي، سيُعتبر أي عمل تقوم به اسرائيل داخل المناطق المتنازع عليها، بمثابة اعتداء على سيادته وحقوقه. وهذا ما جرى تأكيده مجدّداً لمن يعنيهم الأمر.
واكّدت معلومات “الجمهورية” في هذا السياق، “انّ كلاماً لبنانياً صريحاً أُبلغ إلى الجهات الدولية الصديقة، وإلى المعنيين بملف الترسيم مفاده، انّ لبنان يعطي أهمية قصوى لكل سنتيمتر من حدوده البحرية، واسرائيل باستغلالها المنطقة المتنازع عليها، انما تقوم باعتداء، ولبنان في موقع المُعتدى عليه، ولن يقف ساكتاً على حقه وانتهاك سيادته، ولن يتراخى في الدفاع عن حدوده وحقوقه، ما يعني بالتالي انّ كل الاحتمالات واردة”.
الخطأ قاتل
وأبلغ مرجع مسؤول إلى “الجمهورية”، انّ “أمام لبنان فرصة للبدء بعمليات التنقيب بمعزل عن ملف الترسيم والمناطق المتنازع عليها مع العدو الاسرائيلي. فلبنان في أزمة خانقة، والبحر يكتنز فرصة خلاص له، ومن جهة ثانية هناك حق لبنان لا يمكن القبول بأن يُهدر ويُلحق الضرر الكبير بمصلحة لبنان وشعبه، من غير المسموح ان يخضع لبنان للإغراءات والتهديدات، ومن هنا نداؤنا إلى السياسيين اخراج الملف البحري من بازار المزايدات السياسية، ونداؤنا إلى المسؤولين الثبات على موقف موحّد بعيداً من أي حسابات او مغريات، والتعاطي بحكمة ووطنية مع هذا الملف الحساس، وتجنّب الوقوع في الخطأ في التقدير او في الحسابات، لأنّ الخطأ في هذا الملف قاتل كونه متعلقاً بمصير وحقوق بلد وشعب”.
ميقاتي
إلى ذلك، اكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، انّه سيعقد قبل نهاية الاسبوع اجتماعاً مع رئيس الجمهورية لبحث الخطوات الواجب اتخاذها في ما يخصّ ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.
ودعا ميقاتي الجميع الى “وقف السجالات في هذا الموضوع، فالخط 29 هو اصلاً خط تفاوضي، وانا شخصياً لست على استعداد للقيام بأي عمل ارتجالي يعرّض لبنان للمخاطر. هذا الموضوع يُحلّ بديبلوماسية عالية وبروية… والمسألة قيد الحل سلمياً”.
وفي السياق، التقى رئيس الجمهورية وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي أطلعه على الاتصالات الجارية في إطار معالجة قضية التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة انتاج الغاز الطبيعي المسال ENERGEAN POWER قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها. وقال بوحبيب، انّ “الاتصالات الديبلوماسية جارية لمعالجة الوضع الذي نشأ في المنطقة الجنوبية الحدودية في انتظار مجيء الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية السفير اموس هوكشتاين إلى لبنان”.
الموقف الاسرائيلي
وفي موازاة ذلك، اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس، أنّ “سفينة التنقيب عن الغاز تقع في أراضينا ولن تستخرج الغاز من المنطقة المتنازع عليها مع لبنان”.
وقال: “منصة “كاريش” للغاز تقع في المناطق الإسرائيلية وليس في المنطقة التي يتمّ التفاوض عليها بين إسرائيل ولبنان”.
ودعا غانتس لبنان إلى الإسراع في المفاوضات بشأن الحدود البحرية، مشيراً الى أنّ “إسرائيل على استعداد لحماية أصولها الاستراتيجية والدفاع عن بنيتها التحتية”.
الى الاستحقاقات
سياسياً، بات في الإمكان القول انّ الانتخابات النيابية بالصخب الذي سبقها وتلاها، قد أصبحت خلف المشهد، وتشكّل المجلس النيابي الجديد برئيسه ونائبه وهيئة مكتبه ولجانه الدائمة (التي ستُستكمل غداً الجمعة)، بالشكل الذي رسّم حدود كل التوجّهات النيابية، وفرزها بأحجامها الحقيقية، ما بات يفرض ان تسدل الستارة على كل العراضات، وينزل الجميع عن اشجارهم والتسليم بالواقع المجلسي الجديد، والانصراف الى ملاقاة ما هو آتٍ على لبنان، بالحدّ الأعلى من الواقعية والموضوعية والمسؤولية، في مقاربة الاستحقاقات والتحدّيات الداهمة.
ومع اكتمال البنية المجلسية، يبقى الاستحقاق الحكومي على مرمى أيام قليلة، وفق ما توحي الأجواء السياسية المحيطة به، والكرة في هذا السياق ما زالت في الملعب الرئاسي للإفراج عن موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس حكومة ما بعد الانتخابات، بما يلبي المطالبات المتتالية محلياً وخارجياً لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالتعجيل في إطلاق الاستشارات، وكذلك تلبي ضرورات البلد التي تحتّم بدورها وضع الملف الحكومي على نار التأليف السريع لحكومة بمهام إنقاذية محدّدة، تضع لبنان على سكة الخروج من أزمته الخانقة مالياً واقتصادياً ومعيشياً.
لا إلزام
وإلى حين يبادر رئيس الجمهورية الى تحديد موعد الاستشارات، يبقى الداخل ساحة مفتوحة للتجاذب السياسي واختلاق سيناريوهات واقعية وخيالية، تنثر المزيد من الغبار في أجواء الاستحقاق الحكومي، بما يصعّب تحديد الوجهة التي سيسلكها، إن في اتجاه الإبقاء على واقع تصريف الاعمال كما هو عليه الحال في هذه الايام، او في اتجاه تأليف حكومة، علماً انّ السؤال الطافي على سطح المشهد الداخلي راهناً، يبحث عن أي حكومة ستولد مع الخريطة السياسية والنيابية الجديدة التي فرضتها الانتخابات؟
وإذا كان التعجيل بحسم الملف الحكومي هو المطلب الذي تلتقي حوله كلّ المكونات السياسية، الّا انّ ذلك، كما تقول مصادر سياسية لـ”الجمهورية”، “لا يتسم بصفة الإلزام لرئيس الجمهورية بتحديد موعد الاستشارات، ذلك انّ هذا الامر مرتبط بصلاحيات رئيس الجمهورية الذي له ان يحدّد الموعد في الوقت الذي يراه، وهذا أمر عائد له حصراً، والمادة 53 من الدستور تمنحه هذه الصلاحية، ولا تقيّده بمهلة محدّدة تلزمه بتحديد موعد استشارات التكليف “فوراً” بعد استقالة الحكومة، او اعتبارها مستقيلة مع انتخاب مجلس نيابي جديد، كما هو حال حكومة تصريف الاعمال الحالية”.
الّا انّ المصادر نفسها لا ترى ما يحول دون مبادرة رئيس الجمهورية الى تحديد موعد الاستشارات، بل انّها ترى ما يوجب ذلك فوراً، بالنظر الى حاجة لبنان الى تشكيل حكومة سريعاً، وخصوصاً انّها تنتظرها مهام اكثر من ملحّة، في مرحلة هي الأصعب في تاريخ لبنان. وهذا ما ينبغي أن يُرى بالمنظار الرئاسي وليس أي أمر آخر، وخصوصاً انّ رئيس الجمهورية نفسه كرّر أكثر من مرّة انّ لبنان لم يعد يحتمل ترف تضييع الوقت.
لعبة الأسماء
وإذا كان ثمة من يهمس في الغرف السياسية المغلقة بأنّ تأخير الاستشارات مردّه الى أمرين، الاول محاولة تسويق شخصيات محدّدة لرئاسة الحكومة، والثاني محاولة الضمان المسبقة لبعض الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة، فإنّ مصادر سياسية واسعة الاطلاع اكّدت لـ”الجمهورية”، انّ رئيس الجمهورية ملزم في نهاية المطاف بأن يدعو الى الاستشارات الملزمة إن لم يكن غداً فبعده، وحبل التريث في هذا المجال ليس طويلاً، حيث انّ حدوده لا تتعدى بضعة ايام.
ولفتت المصادر، الى انّ الايام الاخيرة شهدت حركة اتصالات ومشاورات غير معلنة على اكثر من صعيد، تمحور فيها البحث حول الشخصية التي سيتمّ تكليفها تشكيل الحكومة وكذلك حول شكل الحكومة الجديدة.
وأشارت المصادر، الى انّ العقدة الأساس أمام الاستشارات هي “لعبة الاسماء”، حيث نادي الاسماء المرشحة لتكليفها في الاستشارات الملزمة يضمّ مجموعة من الاسماء التقليدية التي يتمّ التداول فيها عند كل استحقاق حكومي، ويبقى المتصدّر فيها اسم الرئيس نجيب ميقاتي، إلى جانب بعض الاسماء الجديدة التي تمّ طرحها في الآونة الاخيرة من قِبل بعض المراجع الرسمية، الّا انّ ذلك لم يلق تجاوباً من سائر الأطراف.
“إنتخابات التكليف”
ووفق الأجواء السائدة، فإنّ مع الواقع السياسي والنيابي الجديد وتبعثر الأكثريات والأقليات، ليس في الإمكان التكهن مسبقاً في من سيرسو عليه التكليف في الاستشارات الملزمة، ذلك انّ الاستشارات هذه المرة مختلفة جذرياً عن مثيلاتها السابقة، حيث لا اسم محسوماً سلفاً، على ما كان يحصل في السابق، وبالتالي فإنّ الاستشارات الملزمة قد تشهد طرحاً لأكثر من اسم لترؤس الحكومة، فالرئيس ميقاتي يحظى بدعم بعض الكتل النيابية، فيما انّ كتلاً نيابية اخرى لم تحسم بعد خياراتها، كما انّ كتلاً اخرى تعارض تسمية شخصيات سبق ان “جُرّبت”، ما يعني انّها ستطرح اسماء اخرى، وهذا ما اكّدته مصادر نيابية في قوى التغيير.
الحكومة هي الأهم
على انّ العقدة الأساس لا تكمن في من سيُكّلف تشكيل الحكومة، بل انّها تكمن في شكل الحكومة الجديدة وتشكيلتها، هل هي حكومة وحدة وطنية؟، وهل هي حكومة سياسية صافية؟، وهل هي حكومة سياسية مطعّمة بخبراء واختصاصيين؟ وهل هي حكومة تكنوقراط؟
وعلى ما هو مؤكّد، فإنّ كل هذه الحكومات لا تلقى إجماعاً حولها، وخصوصاً انّ اطرافاً سياسية اعلنت سلفاً عدم مشاركتها في الحكومة الجديدة مثل “القوات اللبنانية” و”الكتائب” و”نواب التغيير”. ما يعني انّ هذا الرفض يشكّل دعوة غير مباشرة لتشكيل حكومة من طرف واحد، أي حكومة من ذات المكونات التي تشاركت في حكومات سابقة.
وفيما انتقدت مصادر سياسية ما سمّته تكبير المشكل حول حكومة لا يزيد عمرها عن 5 اشهر، اكّدت مصادر اخرى لـ”الجمهورية”، انّ الحكومة المنوي تشكيلها قد تكون من بين الاطول عمراً، حيث انّها نفسها قد تكون حكومة ما بعد عهد الرئيس ميشال عون، فيما لا شيء يضمن حتى الآن تمرير الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي إن انتهت ولاية عون في 31 تشرين الاول المقبل دون التمكن من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فستناط صلاحيات رئيس الجمهورية بمجلس الوزراء أي بهذه الحكومة. ومن هنا فإنّ أولوية “المشكّلين” الآن هي تشكيل حكومة تكون قادرة على ان تحكم ليس فقط خلال ما تبقّى من عهد عون بل بعده.
واعتبرت المصادر، انّ الاعلان المسبق لبعض القوى عن عدم المشاركة في الحكومة الجديدة هو أمر غير مفهوم وغير مبرّر، وقالت: “انّ هذا الامر يعطي اشارة واضحة بأنّ ثمة من هو مصرّ على البقاء خلف متاريس الاشتباك. ووسط هذا الجو، فإنّ لبنان قد يكون مقبلاً على مرحلة من الاشتباك السياسي التي لن يتأتى منها سوى توسيع هوة الانقسام وتعميق الأزمة اكثر”.
الراعي
إلى ذلك، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي خلال افتتاح الرياضة الروحية لسينودوس أساقفة الكنيسة المارونية في بكركي: “كوننا نجتمع على ارض لبنان الحبيب، فإننا نصلّي من اجل استقراره وخروجه من أزماته السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية والأمنية. فنرجو تشكيل حكومة جديدة بأسرع ما يمكن لتتمكن من القيام بواجباتها كسلطة إجرائية. كما نرجو ان يتمّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية في غضون الشهرين السابقين لانتهاء ولاية فخامة الرئيس الحالي، بموجب الدستور. فيتمكن الرئيس الجديد من قيادة سفينة الوطن بحكمة ودراية، وسط الأمواج الهائجة والرياح العاتية، إلى ميناء الأمان”.
*************************
افتتاحية صحيفة اللواء
«حكومة كاريش»: سحب ملف التفاوض البحري من عون!
الخارجية الأميركية تسفّه رواية فياض: ننتظر توقيع عقود الكهرباء والغاز ولا التزامات مسبقة
خفت «التلاطم الكلامي» حول الإدارة غير الموفقة لملف التفاوض حول ترسيم الحدود، واتجهت الأنظار إلى إلغاء التبعات على الفريق الذي اصرَّ على إدارة التفاوض، في سياق تبريرات دستورية ومرجعية، أي على التيار الوطني الحر، وبعبدا، التي لا تقطع شعرة من دون أخذ موافقة رئيس التيار النائب جبران باسيل..
وإذا كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لم ير حرجاً في كسر عرف تصريف الأعمال، و«دعوة مجلس الوزراء للاجتماع عند الضرورة» واصفاً هذه النقطة على جدول أعمال اللقاء القريب مع الرئيس ميشال عون، داعياً، في مناسبة سياحية إلى «وقف السجالات في ما خص الترسيم البحري»، مؤكداً ان الخط 29 هو اصلاً خط تفاوضي، رافضاً أي «عمل ارتجالي يعرض لبنان للمخاطر»، فإن الخيار الدبلوماسي تقدَّم إلى الواجهة، مع العودة السريعة للسفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا (وفقاً لما سبق وأشارت «اللواء» اليه) واجتماعها على الفور مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله أبو حبيب.. قبل ان يعلن الجانب الإسرائيلي على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي بني غيتس ان منصة «كاريش» للغاز تقع في المناطق الإسرائيلية وليس في المنطقة التي يتم التفاوض عليها بين لبنان وإسرائيل.
وأعلن وزراء الطاقة والخارجية والأمن في إسرائيل انه لن يضخ الغاز من المنطقة المتنازع عليها، وانه يرسو على بعد كليومترات عدّة جنوب المنطقة المتنازع عليها، وتجري المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة..
على ان الجديد عشية إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله مساء اليوم، للتحدث عن عدد من النقاط، من بينها ملف ترسيم الحدود، والتهديدات الإسرائيلية، هو دخول حزب الله على خط مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة بعد الاعلان رسميا عن تعيين مسؤول لادارة هذا الملف يعني «بدء التفاوض الجدي لتحصيل حقوق لبنان النفطية، وان اي حل نهائي لهذا الملف سيمر عبر الحزب مباشرة»، مع تحفظ القيادي على الاجابة حول امكانية تفاوض حزب الله واميركا بشكل مباشر حول ملف الترسيم، حسب قيادي مقرب من مركز القرار في الحزب.
واعتبر القيادي ان اعلان الحزب دخوله رسميا على خط ترسيم الحدود سيستدرج الوساطات الدولية للحل، لا سيما ان واشنطن بعثت رسائل في اكثر من اتجاه عن رغبتها بالتهدئة وايجاد حل نهائي لهذا الملف، وهنا تحديدا، كشفت مصادر دبلوماسية عن ان واشنطن طلبت سابقا عبر الفرنسيين وغيرهم الجلوس مع حزب الله للتفاهم حول الملف النفطي وترسيم الحدود البحرية».
وفي معرض الاجابة عن نظرية حقل «قانا» مقابل حقل «كاريش»، قال القيادي ان مسالة ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة لا تتعلق بخطوط او بابار لا سيما وان هذه المسالة معقدة جدا وهناك بين «كل بير وبير بير تاني كما يقال بالعامية»، انما تحصيل حصة لبنان وحقه كاملا في نفطه وغازه.
وهنا عرج القيادي على مسالة عدم توقيع رئيس الجمهورية على تعديل المرسوم ٦٤٣٣ بالقول ان عون كان قد اكد في اكثر من مناسبة وفي لقاءات خاصة ان الخط ٢٩ هو خط للتفاوض فقط، «ومعه حق» لان هذا الخط لا يمكن ان يحسم بشكل كامل لاي طرف، بل يمكن ان نبدأ من حصتنا في الخط الثابت ٢٣ وصولا الى الخط ٢٩ والحصول على حقوقنا ما بين الخطين وضمنهما.
لكن مصادر دبلوماسية لاحظت ان الأولوية لدى «حزب الله» بات الشأن النفطي نظراً للحسابات الإقليمية والدولية المتعلقة به، بما في ذلك منع إسرائيل من توريد الغاز إلى أوروبا على خلفية الأزمة مع روسيا، الأمر الذي يقضي حكماً، وفقاً للمصادر الدبلوماسية عينها سحب ملف التفاوض البحري من يد بعبدا، واعتبار ان تأليف حكومة جديدة، يمر حكماً «بحقل كاريش» للغاز والنفط، باعتبار المرحلة تشهد تسخيناً وتفاوضاً حول عدد من النقاط الساخنة بينها الوضع «البارد» في لبنان، وعدم دفعه إلى السخونة.
وفي السياق، تبلغت مصادر ديبلوماسية ان الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين سيصل الى بيروت، عصر الأحد المقبل، ويلتقي الاثنين كبار المسؤولين، ويناقش معهم موضوع الجواب اللبناني على المقترحات التي حملها هوكشتاين الى لبنان في شهر شباط الماضي، بخصوص ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، واسباب عدم رد لبنان على هذه المقترحات حتى اليوم.
وكشفت المصادر عن رسالة طمأنة إسرائيلية، نقلتها بالامس، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان الى عدد من المسؤولين والسياسيين، أكد فيها الجانب الاسرائيلي بأنه ليست هناك نوايا تصعيدية من وراء استقدام سفينة استخراج الغاز اليونانية الى المياه الاقليمية، مشددا على انها لن تقترب من الخط ٢٧ المختلف عليه مع لبنان.
وتضمنت الرسالة الإسرائيلية رغبة الجانب الاسرائيلي في التوصل الى اتفاق مع لبنان بخصوص الترسيم بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية والامم المتحدة، لكي يتمكن البلدان، من المباشرة باستخراج الموارد النفطية والغاز باجواء مؤاتية وهادئة، واعتبرت ان اي محاولة تهديد لتوتير الاجواء في المنطقة، من اي كان ستواجه برد فعل قوي من جانب إسرائيل.
وعلمت «اللواء» ان الوسيط هوكشتاين سيتناول طعام العشاء إلى مأدبة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب.
واستمرت الاتصالات والمشاورات الرسمية لمتابعة قضية التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة انتاج الغاز الطبيعي المسال «انيرجين باور» بطلب من الكيان الاسرائيلي قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها. وكانت هذه القضية موضع متابعة بين رئيسي الجمهورية والحكومة، ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب مع السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا، التي حسب معلومات «اللواء» سألت عن الموقف اللبناني الرسمي من الموضوع وهو الموقف الذي عبر عنه الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي خلال اجتماعهم في شباط الماضي قبيل الزيارة الاخيرة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين.
وحسب المعلومات، فإن موضوع الترسيم غير معنية به وزارة الخارجية بل الرؤساء الثلاثة الذين يملكون القرار، وهي تتبلغ كما الرؤساء الثلاثة الموقف الاميركي مباشرة من السفيرة الاميركية، التي تقاطعت المعلومات حول انها نقلت موقفاً مفاده ان الادارة الاميركية تعترف بالتفاوض حول المساحة اللبنانية بين الخط واحد والخط 23 وغير معنية بالخط 29، وهي مستعدة لإستئناف التفاوض في الناقورة انطلاقاً من هذا المبدأ.
وعلى هذا، لا يتوقع ان يحمل الوسيط الاميركي هوكشتاين اي موقف مغاير لموقف ادارته خلال زيارته الى بيروت المرتقبة مساء الاحد او نهار الاثنين المقبلين.
وقد أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في موضوع ترسيم الحدود البحرية، «أنه لن يتقاعس بدعوة مجلس الوزراء عند الضرورة». وقال: سأجتمع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نهاية هذا الاسبوع من أجل معرفة الخطوات الواجب اتخاذها، وأنا غير مستعد أن أعرّض لبنان لاي مخاطر والموضوع يُحل بدبلوماسية عالية.
وشدد ميقاتي على أن «الخط 29 هو خط تفاوضي ولن أقوم بأي عمل ارتجالي قد يعرّض ديبلوماسيّة لبنان للخطر».
وبحث وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بوحبيب مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، في موضوع ترسيم الحدود البحرية وأزمة الغذاء العالمي. وتم التطرّق الى اللقاءات التي كان قد عقدها الوزير بو حبيب في بروكسل وواشنطن ونيويورك، ومسألة النزوح السوري وتداعياته على لبنان، كما تم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وزارت شيا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الذي كرر موقف «الكتائب» «بضرورة ان تتحمل الدولة مسؤوليتها كاملة بالنسبة لحقوق لبنان البحرية، ووضع حد لكل لغط يدور حولها، وعدم التردد في الذهاب الى مفاوضات منتجة تحافظ على ثروة لبنان وتحفظ سيادته وكامل حدوده».
وزار بو حبيب رئيس الجمهورية واطلعه على الاتصالات الجارية في اطار معالجة قضية التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة انتاج الغاز الطبيعي المسال «انيرجين باور» قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها.
وأوضح الوزير بو حبيب ان «الاتصالات الديبلوماسية جارية لمعالجة الوضع الذي نشأ في المنطقة الجنوبية الحدودية في انتظار مجيء الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية السفير اموس هوكشتاين الى لبنان».
وفي السياق اللبناني، دعا وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال، وليد فياض، المجتمع الدولي إلى «التدخل لإنصاف لبنان في أحقيته باستخراج النفط والغاز من مياهه الاقليمية في البحر الابيض المتوسط».
واشار من جهة اخرى الى أنّ «الموافقة النهائية من الإدارة الأميركية على مشروع جرّ الكهرباء من الأردن إلى لبنان عبر سوريا، لم تصدر بعد، وأن هناك تأخيراً عن التوقعات بالرد منذ نحو 3 أشهر».
وقال فياض على هامش مؤتمر إقليمي للحوار حول الطاقة بين منطقة الشرق الأوسط وأوروبا يقام في الاردن بدعم ألماني، إنّ هناك حاجة لإنهاء الموافقات على جر الكهرباء إلى لبنان من الأردن عبر سوريا قبل أشهر الصيف المقبلة، وأن لبنان في الوقت ذاته لابد أن يبحث عن بدائل أخرى لتزويده بالطاقة.
من جهته، كرر وزير الدفاع في الكيان الإسرائيلي بيني غانتس، «أن سفينة التنقيب عن الغاز تقع في أراضينا ولن تستخرج الغاز من المنطقة المتنازع عليها مع لبنان». وقال: منصة «كاريش» للغاز تقع في المناطق الإسرائيلية وليس في المنطقة التي يتم التفاوض عليها بين إسرائيل ولبنان.
ودعا غانتس لبنان «إلى الإسراع في المفاوضات بشأن الحدود البحرية، مشيراً الى أن إسرائيل على استعداد لحماية أصولها الاستراتيجية والدفاع عن بنيتها التحتية».
وعلى صعيد جنوبي آخر، إدّعى جيش الاحتلال الإسرائيلي امس، أنّه «اكتشف موقعاً استطلاعياً أمامياً جديداً لـ حزب الله على الحدود الجنوبية، يعمل تحت غطاء جمعية أخضر بلا حدود التي تعمل في مجال البيئة».
ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر «تويتر»، صوراً قال: انها توثق نشطاء حزب الله في الموقع بما يشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن 1701.
وقال أدرعي: نكشف النقاب عن موقع استطلاع جديد أقامه حزب الله بهدف جمع الاستخبارات على الحدود تحت غطاء جمعية أخضر بلا حدود. في موقع الاستطلاع هذا، يعمل نشطاء حزب الله بغطاء على أنهم نشطاء الجمعية حيث تم توثيقهم ويتم كشف صورهم.
واضاف: كما كشفنا سابقًا فإن جمعية أخضر بلا حدود، تدعي العمل في مجال البيئة والحفاظ على الغابات في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، لكنها عملياً تشكل غطاءً لنشاطات حزب الله لا سيما من ناحية إقامة مواقع استطلاع بالقرب من الحدود الأمر الذي يعد انتهاكًا لقرار مجلس الأمن رقم 1701.
جلسة الجمعة
الى ذلك، يعود مجلس النواب الى الانعقاد بعد ظهر يوم الجمعة المقبل لاستكمال انتخاب اعضاء لجنتي الصحة العامة والتربية والتعليم العالي اضافة الى انتخاب رؤساء ومقرري اللجان النيابية الـ 16، التي لم تحصل فيها «قوى التغيير» على ما تطالب به وفازت قوى الاحزاب التقليدية بأغلبية عضوية اللجان ورئاستها، فبقي الحال على ما هو عليه في لجان «المال والموازنة» و»الادارة والعدل» والاشغال العامة والطاقة، والاقتصاد الوطني، نتيجة الاصرار على التصويت بدل التوافق، الذي استلحقته قوى التغيير في لجان أخرى غير اساسية كالبيئة وحقوق الانسان والمرأة والطفل، بعد مفاوضات على هامش جلسة امس الاول ادت في نهاية المطاف الى تزكية.
الكهرباء والغاز
وعلى صعيد آخر، قال وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض ان لبنان ينتظر موافقة الإدارة الأميركية وتمويل البنك الدولي، لتنفيذ اتفاقيات تزويد لبنان بالكهرباء من الأردن عبر سوريا، والغاز من مصر، عبر الأردن وسوريا.
وأشار فياض في حديث لقناة المملكة الأردنية على هامش مشاركته في مؤتمر حول الطاقة في البحر الميت: اننا ننتظر التمويل من البنك الدولي، ونحن بانتظار الموافقة الأميركية على عدم وجود تداعيات سلبية من قانون قيصر على هذه الاتفاقيات.
الرد الأميركي
لكن، مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، بربارة ليف اعلنت أنّ «قطاع الطاقة في لبنان أصبح على شفير الانهيار».
واشارت ليف الى ان «الولايات المتحدة لم تتخذ، حتى الآن، أي قرار برفع العقوبات، أو أي استثناءات تتعلق بالعقوبات على سوريا، بشأن نقل الغاز المصري إلى لبنان، «لأنه لم توقع هذه الدول أي عقود بعد».
وقالت ليف، في جلسة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، خصصت لمناقشة سياسة إدارة بايدن تجاه سوريا، أمس، إن «هناك عملية جارية الآن لإنهاء هذه العقود بين الحكومات»، مضيفة أن واشنطن ستنظر في تفاصيل هذه العقود وتقرر بشأنها في حينها».
ونفت تقديم أي ضمانات بشأن رفع العقوبات، لكنها أشارت إلى أن ما تم الإلتزام به هو إجراء محادثات بشأن هذه المسألة.
وأكدت ليف أن الهدف من هذا المشروع مساعدة الشعب اللبناني في المقام الأول.
وقالت: «لبنان يعاني منذ سنوات وهو الآن من دون شك على شفير انهيار الدولة والمجتمع، ونحاول عبر إجراءات عدة وضع حد لهذا الاحتمال لأن انعكاس ذلك على اللبنانيين سيّئ، لكن الانعكاس على المنطقة بشكل أوسع سيكون أكبر، على إسرائيل والأردن ودول أخرى».
وأضافت: «لذا نعمل على عدة إجراءات، منها خيار نقل الغاز المصري عبر الأردن من خلال أنبوب يمر عبر سوريا، الذي طرحته حكومتا القاهرة وعمان»، مشيرة إلى أن الشعب اللبناني لديه ساعتان فقط من الكهرباء يوميا حاليا.
وكشفت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى أن «العاهل الأردني هو أكثر الأشخاص القلقين بين شركائنا حيال احتمال الانهيار في لبنان، ويريد أن يقوم بكل شيء ممكن لتخفيف هذا الاحتمال».
كما أكدت على أنه «لن يكون هناك تحويل لأموال نقدية من أي نوع للحكومة السورية».
ورداً على سؤال أخر للسناتور كروز حول ما إذا كان الجيش اللبناني، الذي تقدم له الولايات المتحدة مساعدات بمليارات الدولارات، يحاول وقف مواكب الأسلحة لحزب الله في لبنان وعدد هذه العمليات في حال حصولها، قالت مساعدة وزير الخارجية بربارة ليف التي استلمت منصبها الأسبوع الماضي: «أريد أن أطلع على التفاصيل وآتي إليك بجواب».
لكنها استطردت قائلة «إن القوات المسلحة اللبنانية على شفير أن تصبح المؤسسة الوطنية الوحيدة التي لديها القدرة على الحفاظ على الأمن وتخفيف بعض انعكاسات انهيار لبنان. وهي المؤسسة الوحيدة على مستوى البلاد التي يثق بها الشعب اللبناني وهي تعاني في تنفيذ مسؤولياتها وآخر شيء نريد أن نراه هو انهيار القوات المسلحة اللبنانية أيضاً».
عون امام مجلس التأديب
وفي خطوة، تثير المتابعة والاهتمام، لما ستؤول إليه المواجهة على جبهة القضاء، بعد سلسلة مواقف وإجراءات مثلت النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون امام المجلس التأديبي، على خلفية الإحالة من رئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركات سعد، في قصر العدل، وذلك امام مقر المجلس التأديبي القاضي جمال الحجار، ولم تدم جلسة الاستماع سوى ربع ساعة، بعدما طلبت القاضية الاستمهال لتوكيل محام.
فتم تأجيل جلسة استجواب مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون أمام المجلس التأديبي الى 6 تموز المقبل، بعد ان تقدمت بطلب استمهال لتعيين محامٍ. وقالت عون عند وصولها الى قصر العدل للمثول أمام المجلس التأديبي «أنا ملفي نظيف ولاني وقفت ضد المنظومة الفاسدة عم بتحارب».
وتجمع أنصار عون من قدامى التيار الوطني الحر للتضامن، فيما وصفت O.T.V مثول عون بأنه «نخر للعدالة» فيما الفاسدون يسرحون ويمرحون، وتحال القاضية الوحيدة التي تجرأت عليهم.
معيشيا، وفيما مزيد من الارتفاع مرتقب على اسعار المحروقات،أصدرت «نقابة عمال ومستخدمي شركات المحروقات في لبنان»، بيانا، قالت فيه: «لما كان النقيب وليد ديب، قد طالب وزير الطاقة والمياه وليد فياض والمدير العام للنفط بضرورة الالتزام في وقت ثابت ومحدد لاصدار جدول أسعار المحروقات، وذلك قبل الساعة التاسعة من يومي الثلثاء والجمعة، وفي حال التأخير، وتأجيله الى يوم آخر وعدم اصداره في أوقات متفاوتة ومختلفة لما في ذلك من تأثير سلبي على حركة الاسواق والتسبب بفوضى عارمة والحاق الضرر بالقطاع، بالاضافة الى عدم إصداره في أيام العطل الرسمية وفي حال حدوث ذلك ستضطر النقابة غير آسفة الى الطعن بالجدول فورا».
وفي سياق معيشي آخر، اعتبر وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام أن «كلّ مَن يُعلن عن أزمة خبز اليوم يضرّ بالصّالح العام ويخلق حالة بلبلة بلا طعمة في السوق وليس كلّ شخص يصدر تصريحاً يُعتبر مصدراً موثوقاً». وأضاف: المخزون يكفي لأكثر من 20 يوماً ومن لديه مشكلة بمخزونه تكون المشكلة لديه وأنا حريص على تأمين القمح والتسعيرة التي ترحم المواطن وسعينا للحصول على تمويل من البنك الدولي. وتابع عبر ام تي في «هناك 20 ألف طن مدعوم وموجود والمطاحن والأفران تستخدمه وإضافة إلى ذلك فتحت اعتمادات لـ 4 بواخر هذا الأسبوع أي أنّه لدينا أكثر من 35 ألف طن ولا داعي للهلع».
195 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة ارتفاعاً جديداً في اصابات فايروس كورونا، إذ سجلت 195 إصابة جديدة مع حالة وفاة واحدة، ليرتفع العدد التراكمي للاصابات إلى 1100202 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
*************************
افتتاحية صحيفة الديار
القطاع العام الى الاضراب وجنون الاسعار يتفاقم والمعلمون: لا مراقبة للامتحانات
ماذا تنتظر الحكومة للبدء بالتنقيب عن النفط في الحقول غير المتنازع عليها؟
توافق رسمي على ابلاغ الموفد الاميركي الالتزام بالخط ٢٣ مستقيما في المفاوضات – رضوان الذيب
بانتظار وصول الموفد الاميركي هوكشتاين الاحد او الاثنين الى بيروت لمتابعة ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الاسرائيلي، تتكثف الاتصالات في بيروت للوصول الى موقف رسمي موحد رغم الاجواء المتوترة والتشكيك في امكانية قيام لبنان بارسال رسالة الى الامم المتحدة تعترف بحدوده المائية في الظروف الحاضرة. هنا تطرح اسئلة عميقة وجدية ومستغربة عن الاسباب التي تمنع لبنان حتى الان من التنقيب عن النفط في حقوله غير المتنازع عليها؟ و ما هي الاسباب الحقيقية وراء عدم قيام الحكومة بالزام الشركات التنقيب عن نفطه في هذه الحقول، وعلى الحكومة اللبنانية ان تجيب عن هذا السؤال المركزي، كونه الطريق الوحيد لخلاص الشعب اللبناني من كل أزماته بعيدا عن المزايدات ومعارك استحقاقات ٢٠٢٢ الرئاسية.
ويؤكد المتابعون للملف، أن التأخير في استخراج الغاز، تقف خلفه واشنطن وهوكشتاين شخصيا الذي مارس الضغوط على الشركات ومنعها من المباشرة باستخراج الغاز قبل بدء العدو الاسرائيلي بسحب غازه، والدليل ان شركة توتال طلبت تأجيل التنقيب في البلوك ٩ لمدة ثلاث سنوات وحصلت عليه في جلسة مجلس الوزراء بتاريخ ٢٠٢٢/٥/٥. كما لم تتقدم اي شركة جديدة لديها قدرة الحفر في المياه العميقة للتنقيب في المياه اللبنانية خلال دورة التراخيص الثانية التي تنتهي في ١٥ حزيران، وتفيد معلومات وزارة الطاقة انه لا يوجد اي شركة راغبة بذلك.
ويضيف المطلعون على الملف، ان الطريقة الوحيدة لبدء التنقيب في البلوكات الجنوبية وغيرها لن تتحقق الا من خلال منع الاسرائيلي من بدء الانتاج من حقل كاريش، وكان من المفترض على لبنان التحرك دوليا لمنع سفينة الانتاح FPSO من الوصول الى حقل كاريش وبدء انتاج الغاز قبل اواخر الشهر الحالي لمصلحة شركات الكهرباء لدى العدو، لكن لبنان لم يتحرك رغم التحذيرات التي اطلقها العميد بسام ياسين وكشف عنها منذ شهر واكثر عن انطلاق الباخرة من ميناء سنغافورة الى المياه الاقليمية للعدو الاسرائيلي ومنها الى المناطق النفطية المتنازع عليها، وعلى بعض المسؤولين اللبنانيين ان يدركوا انه باستطاعة العدو البدء بسحب الغاز خلال ايام من كاريش بواسطة الانابيب وطرق عديدة، بعد ان حاولوا التخفيف من وطأة القرار الاسرائيلي والايحاء بأن الباخرة لم تدخل المناطق المتنازع عليها وما زالت بعيدة ثلاثة أميال عن جنوب الخط ٢٩.
وحسب المطلعين على الملف، ان الشركات العالمية تخاف من العمل في المياه اللبنانية بسبب وجود رسالة اسرائيلية ارسلت الى الامم المتحدة بتاريخ ٢٠٢١/١٢/٢٣ تحذر الشركات من العمل لمصلحة لبنان في البلوكات الجنوبية بعد ان فتح لبنان دورة التراخيص الثانية.
ويؤكد المطلعون على الملف، ان الحل الوحيد في منع الاسرائيلي من استخراج الغاز يكمن في الاستناد الى رسالة لبنان التي ارسلت الى الامم المتحدة بتاريخ ٢٠٢٢/١/٢٨ ردا على الرسالة الاسرائيلية، والرسالة اللبنانية تعتبر ان كامل المنطقة التي تضم حقل كاريش هي منطقة متنازع عليها.
وتجدر الاشارة، ان ايران ليس لديها شركات قادرة على التنقيب في المياه العميقة، وهي تنتظر رفع العقوبات عنها لتتعاقد مع شركة توتال للتنقيب عن الغاز في احد اكبر الحقول لديها.
و يتبين حسب المتابعين للملف وبكل صراحة، أن الخلافات والتباينات بين المسؤولين اللبنانيين لا سيما بين المستشارين في القصور والوفد اللبناني المفاوض حول موضوع الخط 29 والخط 23، ولكل طرف منهم فريق يؤيده ويقدّم له الأدلة والخرائط الفنية اللازمة، هي السبب الحقيقي في عدم حسم الأمور في الوقت الحاضر، وهذا ما عبر عنه ميقاتي بالقول: «الخط ٢٩ هو أصلا خط تفاوضي، وانا شخصيا لست على استعداد للقيام بأي عمل ارتجالي يعرض لبنان للمخاطر، هذا الموضوع يحل بدبلوماسية عالية وبروية»، مشيرا الى عقد اجتماع مع عون لاعلان موقف موحد من مفاوضات الترسيم، ملمحا الى أمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء اذا دعت الحاجة. وعلم ان الرئيس بري قد ينضم الى الاجتماع بين عون وميقاتي، وعلم ايضا ان لبنان سيبلغ رسميا الموفد الاميركي التزامه بالخط ٢٣ مستقيما والخط ٢٩ هو خط تفاوضي كما اعلن ميقاتي؟ وحسب المتابعين لهذا الملف، لن يتجرأ أي مسؤول في الدولة اللبنانية حاليا على توقيع المرسوم ٦٤٣٣ وارساله إلى الأمم المتحدة، وبالتالي فإن الخلاف السياسي المحلي هو العائق الحقيقي والفعلي في عدم تبلور موقف وطني جامع حول الحدود، وهذا الامر يجب حله سريعا من المسؤولين قبل وصول الموفد الاميركي الذي ما زال متمسكا بطرحه لجهة قيام شركة واحدة باستخراج الغاز من المناطق المتنازع عليها وتوزيع الارباح والحصص بين الشركة المنتجة ولبنان والعدو الاسرائيلي، وهذا ما يفتح الطريق الى التطبيع المالي بين لبنان واسرائيل، وهذا الطرح يتمسك به الموفدون الاميركيون منذ ٢٠١٥، وبالتالي فان الوسيط الاميركي هو وسيط غير نزيه، وقد استغل الفترة الماضية باطالة أمد المفاوضات لاعطاء العدو الوقت الكافي ليستكمل تجهيز البنى التحتية لحقل كاريش، ومن ثم توقيع العقود واستقدام المنصة لاستخراج النفط، وبالتالي فان الوسيط الاميركي ليس فقط منحازا وانما متواطئ ومتآمر لاعطاء العدو كل الوقت الذي يحتاج اليه لأنهاء استعداداته، كما ان الموفد الاميركي متمسك بأن حدود لبنان النفطية هي الخط ٢٣ «وتعرجاته»، رافضا اي تعديلات عليه، وهذا ما دفع بعض المتابعين الى وصف مهمة هوكشتاين بالمستحيلة، كونه لا يحمل جديدا واقصى ما سيعلنه استئناف مفاوضات الترسيم في الناقورة، وبالتالي ماذا تنتظر الحكومة اللبنانية من هوكشتاين الملتزم وجهة النظر الاسرائيلية؟ وهذا الانحياز الاميركي لاسرائيل كشف عنه وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض من الاردن بالقول: «ان الموافقة النهائية من الادارة الاميركية على مشروع جر الكهرباء من الاردن الى لبنان عبر سوريا لم تصدر بعد، وان هناك تأخرا عن التوقعات بالرد منذ ٣ أشهر» ودعا فياض « المجتمع الدولي الى التدخل لإنصاف لبنان في أحقيته باستخراج النفط والغاز من مياهه الاقليمية في البحر المتوسط».
وفي موازاة الموقف اللبناني المنقسم وغير الموحد، كان لافتا البيان الاسرائيلي المشترك من وزراء الدفاع والخارجية والطاقة في حكومة العدو بشأن مفاوضات الترسيم، وصدر البيان لأهميته باللغات العبرية والعربية والانكليزية وأعلن مواقف حاسمة حملت تأكيدا أن سفينة التنقيب عن الغاز في كاريش تقع ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة لاسرائيل، ولن نستخرج الغاز من المناطق المتنازع عليها مع لبنان، والتأكيد ايضا على الدفاع عن اصول اسرائيل الاستراتيجية، وان حقل كاريش هو احد أصولنا الاستراتيجية ومصممون على الاستفادة من المنطقة الاقتصادية الخالصة لاسرائيل، وان منصة كاريش لن تضخ الغاز من المنطقة المتنازع عليها، وقد وصفت الصحف الاسرائيلية البيان بانه بيان استسلام امام تهديدات المقاومة ورسالة ايجابية للبنان قبل خطاب امين عام حزب الله اليوم.
كلمة لنصرالله اليوم
وفي المقابل، فان كل الانظار متجهة الى ما سيعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في هذا الملف مساء اليوم، وفي المعلومات ان المسؤولين اللبنانيين تبلغوا موقف المقاومة الصريح والواضح بالوقوف خلف الدولة في موضوع الترسيم، لأن المقاومة لن تكون، لا جزءا من الترسيم ولا من مفاوضات الترسيم، وعندما تقرر الدولة أين حدودها يصبح واجبا على كل اللبنانيين بمن فيهم المقاومة الدفاع عن ثرواتهم ووجودهم .
كما يخشى المطلعون على الملف، ان يكون التوقيت الاسرائيلي باثارته حاليا امرا مشبوها فيه، والهدف منه توتير الاجواء لضرب موسم الاصطياف ومنع لبنان من التقاط أنفاسه، بعد المعلومات عن وصول مليون و ٢٠٠ الف مغترب لبناني و٨٠٠ الف سائح من العراق ومصر وتونس والخليج والدول الاوروبية يشكلون أكبر رافد للاقتصاد اللبناني في هذه الظروف الخانقة.
القطاع العام يستعد
لاعلان الاضراب المفتوح
بالمقابل، يتحضر القطاع العام لاعلان الاضراب المفتوح مجددا وشل الدولة حسب ما سرب من اجتماعات الهيئة العامة لموظفي القطاع العام بعد تنصل الحكومة من كل الوعود التي قطعتها بالنسبة للحوافز المالية وبدلات النقل والـ ٩٠ دولارا للمعلمين، كما ان الشلل العام يعم كل مؤسسات الدولة مع تجاوز غياب الموظفين الـ ٨٠ ٪ بالاضافة الى فقدان القرطاسية وكل مستلزمات العمل الاداري وانقطاع الكهرباء وعدم توافر المازوت للمولدات الكهربائية وتعطل المكيفات، وهذا ما جعل ادارات الدولة مشلولة كليا. كما يستعد قطاع النقل البري لاعلان الاضراب بعد ٢٠ حزيران، فيما هدد المعلمون بمقاطعة المراقبة في الامتحانات الرسمية والامتناع عن تصحيح المسابقات، كما تلوح في الافق ازمة طحين جديدة وارتفاع سعر ربطة الخبز الى ٥٠ الفا، في حين ان كمية الطحين تكفي لأسبوعين فقط، فيما المطلوب مضاعفة كمية الاستيراد لتلبية حاجة السوق مع وصول اكثر من مليوني مغترب و سائح بعد ٣٠ حزيران، كما ان سعر صفيحة البنزين سيرتفع اسبوعيا مع توقعات ان يتجاوز سعرها الـ ٨٠٠ الف ليرة منتصف حزيران. هذا بالاضافة الى ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية، فيما سقط اقتراح وزير الطاقة وليد فياض رفع ساعات التغذية في الكهرباء الى ١٠ ساعات يوميا مقابل رفع اسعار الفاتورة الكهربائية نتيجة عدم التوافق عليه.
استشارات التكليف وعودة ميقاتي
وبالنسبة لاستشارات التكليف لاختيار رئيس للحكومة، فمن المتوقع حسب المقربين من قصر بعبدا ان يدعو عون الى الاستشارات النياببة الملزمة منتصف الاسبوع المقبل بعد الانتهاء من المحادثات مع الموفد الاميركي هوكشتاين، وبات شبه محسوم عودة الرئيس نجيب ميقاتي في ظل عدم رغبة نواف سلام ترؤس حكومة انتقالية لمدة ٣ أشهر واستحالة تشكيلها في المدة القصيرة نتيجة الخلافات العميقة بين الكتل، وهذا ما يعبد الطريق امام ميقاتي لتكليفه تشكيل الحكومة، واذا عجز لا يتغير شيء، لأنه في الوقت نفسه يمارس دوره كرئيس لحكومة تصريف الاعمال ومتابعة المفاوضات التي بدأها مع صندوق النقد الدولي، وضرورة التوصل الى اتفاقات سريعة كون العجز سيرتفع خلال الشهرين المقبلين مع استحالة تأمين التغطية المالية بالدولار الاميركي للمحروقات والطحين والامراض المزمنة ودفع رواتب القطاع العام، وهذه الفاتورة باتت مكلفة جدا ولا قدرة لمصرف لبنان على تحملها لأكثر من شهرين، ولا حل الا بتوقيع العقود مع صندوق النقد الدولي واعطاء حكومة تصريف الاعمال بعض الصلاحيات قبل الدخول في المجهول .
ويكشف المطلعون على الملفات، ان الخلافات ستبلغ ذروتها بين الاطراف المارونية وستشمل كل القوى السياسية، بعد ان فتحت معركة رئاسة الجمهورية وتمارسها القوى المارونية بعنوان «يا قاتل يا مقتول»، فموعد انتخاب رئيس الجمهورية يبدأ في ١ أيلول وينتهي اواخر تشرين الاول، فيما ولاية عون تنتهي في ٢٢ تشرين الثاني، مع أحتمال جدي في عدم انجاز هذا الاستحقاق لاستحالة تأمين النصاب لجلسة الانتخاب التي تحتاج الى الاكثرية الراجحة ٨٤ نائبا، وهذا ما يدخل البلاد في فراغ قد يمتد لاكثر من سنتين في ظل استحالة انتخاب رئيس للجمهورية قبل التسوية الاميركية – الفرنسية السعودية – السورية كما حصل عام ١٩٩٢، والتسوية مستبعدة في الظروف الحالية.
مدير المخابرات القطرية في بيروت
كشفت معلومات عن زيارة قام بها مدير المخابرات القطرية الى بيروت منذ اسبوعين بقيت بعيدة عن الاضواء وغلفت بطابع من السرية المطلقة، وقد التقى عددا من المسؤولين واستطلع مواقفهم من الملفات المحلية والاقليمية.
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
السلطة الفاشلة بانتظار هوكشتاين .. ونصرالله !
في الوقت الضائع بين طلب لبنان الرسمي من الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الحضور الى بيروت لانقاذ نفط وغاز لبنان وبين موعد تلبيته الدعوة المتوقع نهاية الاسبوع او مطلع المقبل، يملأ المسؤولون فراغ تقصيرهم وعجزهم عن ادارة الملف بمواقف واتصالات وتحركات لا تسمن ولا تغني عن جوع. وحدها كلمة «مرشد الجمهورية» اليوم السيد حسن نصرالله، قد تكشف عن الاتجاه الذي ستسلكه القضية بعدما كلف نائبه السابق الخبير في النفط والغاز نواف الموسوي مع فريق واسع من المستشارين التعقب والرصد وتحديد اللازم ليبنى في ضوئه المقتضى، في حين تبقى جهود الوفد العسكري الرسمي الذي فاوض على مدى اشهر في الناقورة من دون جدوى ما دامت السلطة العائمة على بحر الفوضى والصفقات، لا تقيم اعتبارا للخلاصة التي وثقّها بالادلة في حق لبنان حتى الخط 29.
ملف الترسيم
وفي انتظار موقف الامين العام لحزب الله ، وعشية وصول الموفد الاميركي بعد ظهر الاحد على الارجح، كانت القضية مدار بحث في بعبدا امس.
فقد استقبل الرئيس عون وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الذي اطلعه على الاتصالات الجارية في اطار معالجة قضية التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة انتاج الغاز الطبيعي المسال ENERGEAN POWER قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها». وأوضح الوزير بو حبيب ان «الاتصالات الديبلوماسية جارية لمعالجة الوضع الذي نشأ في المنطقة الجنوبية الحدودية في انتظار مجيء الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية السفير اموس هوكشتاين الى لبنان».
بوحبيب وشيا
وفي حين اعلن وزير الدفاع الإسرائيلي ان منصة «كاريش» للغاز تقع في المناطق الإسرائيلية وليس في المنطقة التي يتم التفاوض عليها بين إسرائيل ولبنان، بحث بوحبيب مع سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان دوروثي شيا في موضوع ترسيم الحدود البحرية وأزمة الغذاء العالمي وتم التطرّق الى اللقاءات التي كان عقدها الوزير بو حبيب في بروكسل وواشنطن ونيويورك ومسألة النزوح السوري وتداعياته على لبنان، كما تم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين. وعلمت «المركزية» ان شيا زارت قصر بسترس فور عودتها الى بيروت من الخارج.
ميقاتي والخط 29
بدوره، اغتنم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جولته امس في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت «للاطلاع على التحضيرات الجارية استعداداً لبدء موسم سياحي واعد في لبنان»، ليُعلن أنه سيعقد قبل نهاية الاسبوع اجتماعاً مع رئيس الجمهورية لبحث الخطوات الواجب اتخاذها في ما يخصّ ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وناشد الجميع «وقف السجالات في هذا الموضوع، فالخط ٢٩ هو اصلا خط تفاوضي وانا شخصيا لست على استعداد للقيام بأي عمل ارتجالي يعرّض لبنان للمخاطر. هذا الموضوع يحل بديبلوماسية عالية وبروية… والمسألة قيد الحل سلمياً».
جرّ الكهرباء
وليس بعيدا، دعا وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال، وليد فياض، المجتمع الدولي إلى «التدخل لإنصاف لبنان في أحقيته باستخراج النفط والغاز من مياهه الاقليمية في البحر الابيض المتوسط»، مؤكداً أنّ «الموافقة النهائية من الإدارة الأميركية على مشروع جرّ الكهرباء من الأردن إلى لبنان عبر سوريا، لم تصدر بعد، وأن هناك تأخيراً عن التوقعات بالرد منذ نحو 3 أشهر».وقال فياض على هامش مؤتمر إقليمي للحوار حول الطاقة بين منطقة الشرق الأوسط وأوروبا يقام في الاردن بدعم ألماني، إنّ هناك حاجة لإنهاء الموافقات على جر الكهرباء إلى لبنان من الأردن عبر سوريا قبل أشهر الصيف المقبلة، وأن لبنان في الوقت ذاته لابد أن يبحث عن بدائل أخرى لتزويده بالطاقة.
لحكومة سريعا
سياسيا، لا دعوة بعد الى الاستشارات النيابية لتكليف رئيس للحكومة ولا جديد في هذا الصدد هذا الاسبوع . ليس بعيدا، وفي افتتاح الرياضة الروحية لسينودوس اساقفة الكنيسة المارونية في بكركي، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي» كوننا نجتمع على ارض لبنان الحبيب فاننا نصلّي من اجل استقراره وخروجه من ازماته السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية والامنية. فنرجو تشكيل حكومة جديدة بأسرع ما يمكن لتتمكن من القيام بواجباتها كسلطة اجرائية. كما نرجو ان يتمّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية في غضون الشهرين السابقين لانتهاء ولاية فخامة الرئيس الحالي، بموجب الدستور. فيتمكن الرئيس الجديد من قيادة سفينة الوطن بحكمة ودراية، وسط الامواج الهائجة والرياح العاتية الى ميناء الامان».
فرونتسكا والاصلاحات
في الاثناء، عرض ميقاتي مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي زارت ايضا النائب ميشال معوّض، الاوضاع، والاصلاحات المهمة المطلوب من البرلمان والحكومة القيام بها. ولفتت فرونتسكا إلى أن زيارتها هي لتقويم التطورات بعد الانتخابات النيابية.
غريو في معراب
الى ذلك، التقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في المقر العام للحزب في معراب، سفيرة فرنسا لدى لبنان آن غريو يرافقها المستشار السياسي في السفارة جان هيلبرون. وبحث المجتمعون في التطورات والاستحقاقات السياسيّة المستقبلية والأوضاع الإقتصاديّة في البلاد.
ميزان العدالة
على صعيد آخر، حيا رئيس الجمهورية شهداء القضاء اللبناني في يوم ذكراهم في الثامن من حزيران من كل عام الذي كان اعلنه يوما لشهداء القضاء في العام 2018 خلال افتتاحه السنة القضائية. واعتبر ان الثقة بالقضاء لا يجوز ان تهتز لاي سبب كان، وهذا يفرض بقاء الجسم القضائي بعيدا عن السياسة.
محاكمة عون
ليس بعيدا، تم تأجيل جلسة استجواب مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون أمام المجلس التأديبي الى 6 تموز المقبل، بعدما تقدمت بطلب استمهال لتعيين محامي. وقالت عون عند وصولها الى قصر العدل للمثول أمام المجلس التأديبي «أنا ملفي نظيف ولاني وقفت ضد المنظومة الفاسدة عم بتحارب».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :