افتتاحيات الصحف ليوم الخميس 2 حزيران 2022

افتتاحيات الصحف ليوم الخميس 2 حزيران 2022

 

Telegram

 

افتتاحية جريدة البناء


كشفت مصادر فلسطينية لـ «البناء» عن بعض التفاصيل التي رافقت اليوم الطويل لمسيرة الأعلام الصهيونيّة، فقالت إن الرسائل المصرية التي وصلت لقيادة قوى المقاومة في غزة تضمنت أجوبة على الأسئلة التي طرحتها قوى المقاومة حول مصير التعهدات التي كفلها المصريون بعد معركة سيف القدس العام الماضي، وقالت إن المخابرات المصرية نقلت قلقاً أميركياً من خطورة انفجار كبير يخرج عن السيطرة في المنطقة، سواء في ظل تصعيد ايراني – إسرائيلي أو تركي – سوري، ما يشكل سبباً كافياً لإقناع واشنطن بضرورة سحب فتيل التفجير الذي تشكله المواجهات المتصاعدة في فلسطين، تحت عناوين القدس والأسرى وفك الحصار عن غزة، التي كانت موضوع التعهّدات في وقف النار بعد معركة سيف القدس، ولم يتم تنفيذ أي منها. وتضيف المصادر أن قوى المقاومة التي تجاوبت مع المسعى المصريّ ضمن ضوابط رئيسية أبرزها عدم وصول مسيرة الأعلام الى باحات المسجد الأقصى، حدّدت مهلة لبدء تطبيق التعهدات، وأنها أبلغت المصريين بأنها لن تردّد ببدء المعركة هذه المرة تحت عنوان عمليّة أسر جديدة لفتح ملف الأسرى، أو تسيير سفن من ميناء غزة وإليه وتحدّي جيش الاحتلال محاولة وقفها.

لبنانياً، بدأت المشاورات التمهيديّة لبلورة صورة تموضع الكتل النيابية الكبرى حول الخيارات الحكومية، حيث يبدو ترشيح الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، موضع توافق بين طرفي ثنائي حركة أمل وحزب الله، وأبرز حلفائهما في قوى 8 آذار، بينما لا يمانع رئيس الجمهورية إعادة التسمية وفقاً لما أوحت به الدعوة غير الرسمية المسرّبة لتعويم الحكومة الحالية، بينما يتمهل التيار الوطني الحر بدراسة الموقف تحت عنوان الدعوة لحكومة سياسية، فيما تعارض القوات وحلفاؤها الـ 38 الذين ظهروا ككتلة موحدة في انتخاب أمين سر هيئة مكتب مجلس النواب، خيار ميقاتي وتبدو أقرب لخيار الدعوة لتسمية السفير السابق نواف سلام وحشد أوسع تحالف نيابي لصالحه بضم كتلة اللقاء الديمقراطي، ونواب التغيير الذين تتحرّك على خط توحيدهم وراء ترشيح سلام جهات داخلية وخارجية، لكن موقف النائب السابق وليد جنبلاط الذي تحدّث في تغريدة له عن هزيمة الغالبية الجديدة، محذراً من أن 8 آذار لا ترحم، يبدو بدعوته هذه ممهداً لتسمية ميقاتي عبر التحذير من تكرار ترشيح غسان سكاف والفشل مجدداً مع نواف سلام، أما عن الحكومة وإمكانية تفادي هدر الوقت على مناكفات التأليف، بين حكومة سياسية وتكنوقراط، والتسميات والمحاصصات، قالت مصادر نيابية إن لا وجود لشيء اسمه تعويم حكومة مستقيلة، لكن لا شيء يمنع إعادة تعيين الوزير في حكومة مستقيلة وزيراً في حكومة جديدة، واذا توافقت القوى الرئيسية على أن عمر الحكومة القصير والحاجة لتسريع ورشة التشريعات الإصلاحية وملف الكهرباء، يستدعيان إعادة تسمية الوزراء في الحكومة المستقيلة وزراء في الحكومة الجديدة، فإن لا شيء يمنع ان تصدر مراسيم الحكومة الجديدة بالأسماء القديمة ذاتها وحقائبها، خلال أيام بعد التكليف.

على الصعيد المالي، قالت مصادر حقوقية إن خيبة الأمل من نواب التغيير، بعد أدائهم الاستعراضيّ والعبثيّ في الأيام الأولى لتولي المسؤولية، ربما تعوّضه الحركة الناضجة التي تدور في كواليس نقابات المهن الحرة، في مواجهة المصارف، تحت عنوان الودائع وحقوق المودعين وصناديق التقاعد والتعاضد المهنية، وإن نقابة المحامين التي تقود الجانب القانوني من التحرّك، قد اعدّت عدة سيناريوهات للمواجهة القانونية، رست في نهايتها على خيار رفع دعوى مدنيّة تنتهي بطلب تعيين مشرف قضائي كمدير مؤقت لكل مصرف من المصارف موضوع الشكوى، ما يتيح الاطلاع على كل خبايا وخفايا اللعبة التي ضاعت فيها أموال المودعين، والتحويلات التي تمّت بصورة غير شرعية الى الخارج، وآليات استعادتها، وأرباح المصارف وممتلكاتها وسيولتها في الخارج وأملاكها وأملاك أصحابها ومدرائها في لبنان، ونسبة ما تغطيه من الودائع، ووضع خطة تسييل تتيح برمجة زمنية لإعادة الحقوق المنهوبة. وقالت المصادر إن هذه العملية ستشكل ثورة قانونية تغيّر شكل النظام المصرفيّ وتتيح إعادة تأسيس هذا النظام على قواعد جديدة تنطلق من تخديم حاجات الاقتصاد، بدلاً من وظيفة السمسار المقامر طلباً للربح السريع مهما ارتفعت نسب المخاطرة.

أجرى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان اتصالاً برئيس تيار الكرامة فيصل كرامي، في ذكرى اغتيال الرئيس رشيد كرامي، أكد خلاله أنّ الرئيس الرشيد، كان رجل دولة بامتياز، وجسّد خلال مسيرته القيم الوطنيّة، دفاعاً عن ثوابت وحدة لبنان وهويته وسيادته. وأشار حردان إلى أنّ ذكرى الرئيس الرشيد ستظلّ حية، وحرارة دمه كفيلة بإسقاط كلّ محاولات تبييض صفحة الذين اغتالوه.

كما اتصل حردان برئيس مجلس النواب نبيه بري، مهنئاً بانتخابه لولاية جديدة، وبالنائب الياس بوصعب، وهنّأه بانتخابه نائباً للرئيس.

وفي الذكرى نفسها، رأى رئيس ​تيار الكرامة​ ​فيصل كرامي​، أن «​طرابلس​ لم تكن يوماً مقراً للعملاء، ولن تكون ممراً لهؤلاء ولو كانوا برتبة نواب». ولفت كرامي، الى أن «معركتنا ستبقى لاسترجاع حقوق الناس»، مشيراً الى «أنني تعرضت في الانتخابات الى عمليات اغتيال معنوي، ولفقوا الحكايات والوقائع وكان واضحاً أن الاستهداف يطالني شخصياً».

وأكد كرامي أن «الحملات ضدي ما زالت مستمرة كل يوم، ومؤسسات كرامي وجدت لخدمة كل الناس»، وشدّد كرامي على «أنني سأظل أنا وآبائي وأجدادي ثابتاً في عروبتي ومؤمناً أن ما أخذ بالقوة سيُرد بالقوة، وسأظل منادياً للحوار لتنظيم الخلاف بين اللبنانيين».

وبعدما طويت معركة استحقاق انتخاب رئيس للمجلس النيابي ونائبه وهيئة مكتب المجلس، واكتمل عقد «المطبخ التشريعي» للمجلس الجديد، انصرفت القوى السياسية الى «استراحة محارب» للاستعداد لمعارك جديدة، وتتجه الأنظار الى الاستحقاق الحكومي في ظل تحضير رئاسة الجمهورية لإطلاق الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس لتشكيل الحكومة الجديدة وسط غموض يخيّم على المشهد الحكومي في أعقاب الأحجام والتوازنات التي أفرزتها جلسة الانتخاب أمس الأول.

وبانتظار جلسة مجلس النواب المقبلة لانتخاب رؤساء وأعضاء اللجان النيابية وإرسال رئاسة المجلس لائحة بأسماء الكتل النيابية الى رئاسة الجمهورية ليتمّ وضع جدول الاستشارات، بقيت وقائع الجلسة النيابية والفائزين فيها والأرقام التي نالوها، في دائرة القراءة السياسية والتحليل من جهات سياسية عدة داخلية وخارجية، لا سيما انكشاف الحجم الحقيقي للكتل والقوى النيابية كـ»القوات اللبنانية» و»الكتائب» والمجتمع المدنيّ، وسقوط الأكثريات المزيفة التي تباهوا بها خلال إعلان نتائج الانتخابات، ما سيعكس هذه التوازنات على الاستحقاقات المقبلة لا سيما في الحكومة ورئاسة الجمهورية.

ولفتت أوساط سياسية مطلعة لـ«البناء» الى أن «فوز تحالف ثنائي أمل وحزب الله وحلفاء المقاومة والتيار الوطني الحر بثلاثة استحقاقات متتالية في الجلسة نفسها – رئاسة المجلس ونائبه وأمين السر، يعد انتصاراً سياسياً لفريق المقاومة ونكسة إضافية لفريق القوات اللبنانية والكتائب وقوى التغيير، ومنح هذه القوى حجمها الحقيقي، وقد بدت متشرذمة ومشتتة في أول تجربة ميدانيّة لها في المجلس النيابي ما يجعل دورها فقط للتشويش على بعض القوى السياسية في المجلس والمشاغبة والاستعراض وقنبلة صوتية ومطية تستخدمها كتل نيابية حزبية كالقوات لخدمة مصالحها».

 كما أشرت نتائج الجلسة وفق الأوساط الى دور رئيس مجلس النواب نبيه بري الهام والمحوري في المرحلة المقبلة أكان في ادارة الجلسات والعمل التشريعي أو في تأليف الحكومة وضبط إيقاع الوضع السياسي الداخلي تحت عناوين الاستقرار والتعاون للنهوض الاقتصادي بالبلد كما أكد خلال كلمته في المجلس عقب انتخابه، ما يجعل الرئيس برّي محور أي أكثرية نيابية قد تتألف في أي استحقاق أكان بين الثنائي أمل وحزب الله مع التيار الوطني الحر أو الثنائي مع رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط».

إلا أن بعض القوى لم يرق لها المشهد النيابي الجديد في الجلسة الأولى، فعمدت الى رفع سقف خطابها السياسي بالتحذير من أكثرية توالي إيران وسورية، علماً أن هذه القوى سارعت للتهليل والاحتفال والاحتفاء بنتائج الانتخابات النيابية، ما يدعو للتساؤل: كيف تكون أكثرية المجلس موالية لإيران وسورية وهذه القوى تدعي فوزها بالأكثرية في الانتخابات؟ وهل تدخلت إيران وسورية في العملية الانتخابية؟ مقابل التدخل الفاضح والواضح للسفارة الأميركية في لبنان وللسفير السعودي وليد البخاري.

واعترف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بـ»هزيمة الأغلبية الجديدة في المجلس النيابي في انتخاب نائب رئيس نتيجة سوء التنسيق، وقد يكون من الأفضل صياغة برنامج مشترك يتجاوز التناقضات الثانوية من أجل مواجهة جبهة 8 آذار السورية الإيرانية التي للتذكير ستنتقم لهزيمتها في الانتخابات بكل الوسائل ولن ترحم أحد».

وردّ عضو تكتل «لبنان القوي» النائب ​سيزار أبي خليل​، تعليقًا على جنبلاط​ بالقول: «فليفسر لنا جنبلاط بانتخابات ​رئاسة مجلس النواب​ كيف كان مصطفًا مع امل و​حزب الله​، وبعد 10 دقائق اصطف مع الآخرين ضد التصويت لنائب رئيس المجلس ​إلياس بو صعب​، فهل بدّل بغضون 10 دقائق من ممانع لغير ممانع؟».

وأطلق رئيس حزب «القوات اللبنانية» ​سمير جعجع​ سلسلة تهديدات ضد قوى أخرى، وقال في مقابلة مع «رويترز​«: «ما ينبسطوا كتير حزب الله»، مضيفاً أن «الانقسامات في البرلمان ستؤدي إلى مواجهة كبيرة بين حزب الله وحلفائه من جهة و​حزب القوات اللبنانية​ من جهة أخرى». مشدداً على أن «القوات سترفض أي شخص متحالف مع ​حزب الله​ لمنصب رئيس الوزراء وسيلتزم بمقاطعته للحكومة إذا تشكلت حكومة توافقية جديدة»، وأضاف: «إذا حكومة مثل العادة مع الكل أكيد ما منوافق وما منشارك».

وعزت مصادر نيابية تصعيد جعجع الكلامي الى انكشاف أوراقه النيابية والسياسية مبكراً في أول جلسة نيابية، وبالتالي تعطيل دوره في الاستحقاقات المقبلة، ما سيقتصر عمله على محاولة تعطيل الاستحقاقات الدستورية، وافتعال المواجهات والحروب الكلامية والتحريض على الفتن الطائفية وتهديد السلم الداخلي على غرار ما حصل في الطيونة.

وبعد هزيمة «القوات» في «ساحة النجمة» عمدت الى نقل المعركة الى الجامعات من خلال الاعتداء بالضرب على طلاب التيار الوطني الحر في كلية الحقوق والعلوم السياسية – في الجامعة اللبنانية في جل الديب على خلفية نزع مناصري «التيار» بعض لافتات «القوات» ورفع لافتة تطالب بالتدقيق الجنائي.

الى ذلك، دعا الرئيس بري المجلس النيابي الى جلسة لانتخاب أعضاء اللجان المشتركة، الثلاثاء المقبل عملًا بأحكام المادة 19 من النظام الداخلي.

وفي ما يصرّ التيار الوطني الحر على حصول اتفاق مع الرئيس بري في جلسة الانتخاب، جزمت مصادر التيار لـ«البناء» الى أن «نواب التكتل لم يمنحوا بري أصواتهم رغم أن كتلة التنمية والتحرير أعطوا جميع أصواتهم لأبو صعب، ما يدل على أن التفاهم بين الأخير والرئيس بري منفصل عن العلاقة بين التيار وعين التينة، وبالتالي لا يشمل تصويت التيار لبري»، وأوضحت المصادر أن «التيار ربح معركة نائب الرئيس لكنه لم يخضها، لأنه انسجم مع موافقه المبدئية بأنه ليس جزءاً من أية أكثرية نيابية، وسيتعامل مع الاستحقاقات المقبلة على القطعة ووفق المصلحة الوطنية».

وفي سياق ذلك، أشار نائب رئيس ​مجلس النواب​ النائب ​إلياس بو صعب​، إلى أنه «لو من أعطوا رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ أعطوني (الأصوات)، لكان يجب أن آخذ نسبة أعلى من التصويت، ورقم 65 لي ولبري المتشابه لا يدل على أي اتفاق قطعًا. وهذه الأمور من نسج خيال المحرضين». وكشف أنّ «هناك شخصين قد قلبا المعادلة لكي أفوز، وأنا كنت أتوقع حصول 64 صوتًا».

إلا أن معلومات «البناء» كشفت بأن «الرئيس بري نال فقط 4 أصوات من تكتل لبنان القويّ، هم نواب الطاشناق الثلاثة والنائب محمد يحيي».

على صعيد آخر، وبعد ارتفاعه السريع فور انتهاء الجلسة النيابية، عاد سعر صرف الدولار للانخفاض الى ما دون الثلاثين ألف ليرة في السوق السوداء، وذلك نتيجة تفعيل العمل بالتعميم 161 الصادر عن مصرف لبنان، وأصدر حاكم ​مصرف لبنان​ ​رياض سلامة​ أمس إعلاماً الى ​المصارف​ حمل الرقم 949، طلب فيه «التقيد بأحكام القرار المتعلق بالإجراءات الاستثنائية للسحوبات النقدية وعدم استيفاء أية عمولات او نفقات من اي نوع». وذلك بعد ورود شكاوى عدة من المواطنين على المصارف بسوء تنظيم عملية السحوبات وعدم تلبية طلباتهم من قبل بعض المصارف.

وأكد البنك الدولي، في تقرير حول مراجعة الأداء والدروس المستفادة لإطار الشراكة الاستراتيجية مع لبنان، أنّ لبنان «أضاع وقتاً ثميناً دون القيام بما يلزم، لإخراج البلاد من التدهور الاقتصادي الحادّ».

ولفت المدير الإقليمي لدائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جاه، إلى أنّ «استمرار التأخير المتعمّد في معالجة أسباب الأزمة، ينطوي على تهديد ليس على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، وإنما أيضاً على خطر إخفاق منهجيّ لمؤسسات الدولة، وتعريض السلم الاجتماعي الهشّ لمزيد من الضغوط»، معتبرًا أن المعوقات الرئيسية للتنمية في لبنان لا تزال قائمة، وهي «استيلاء النخبة على السلطة تحت ستار الطائفية، والتعرّض للصراع والعنف».

على صعيد أمني، أعلنت ​قيادة الجيش​، أنه «بتاريخ 1/6/2022 وأثناء قيام دورية من ​مديرية المخابرات​ بملاحقة ​سيارة​ يستقلها (ع.ز.) و(ح.ج.) و(ع.ج.) وهم متورطون بقتل الرقيب الشهيد عباس قيس قبل أيام». ولفتت في بيان الى أنه «لدى وصول السيارة إلى حاجز حربتا أقدم من بداخلها على إطلاق النار باتجاه العسكريين الذين ردوا بالمثل ما أدى إلى مقتلهم. وقد ضبط داخل السيارة اسلحة فردية وكمية من ​المخدرات، وسلمت المضبوطات وبوشر التحقيق بإشراف ​القضاء​ المختص».


==========================================================================================


افتتاحية جريدة الأخبار

نيقوسيا تنفي والعدو يقرّ بهدف المناورات العسكرية: لبنان يحتج على استضافة قبرص أنشطة معادية


للمرة الأولى منذ زمن بعيد، تبادر جهات رسمية في لبنان الى التواصل مع دولة اجنبية للاستفسار عن تعاون مع العدو الاسرائيلي في مجال التدريبات العسكرية التي تستهدف النيل من سيادة لبنان. وبينما كانت جبهة «السياديين» صامتة ومنشغلة في لملمة آثار الجلسة النيابية امس، كانت وزارة الخارجية تعلن عن استدعاء الوزير عبدالله بو حبيب أمس سفير قبرص في لبنان بانايوتيس كيرياكو مطالباً إياه بتوضيحات حول مشاركة بلاده في مناورة «مركبات النار» الاسرائيلية لتحسين جاهزية جيش العدو وكفاءته في المهمات العملياتية في تضاريس مشابهة للتضاريس اللبنانية.


وكانت قوات الاحتلال اعلنت الاحد، انها نفذت مناورة اضافية ضمن مناورة «مركبات النار» في قبرص، واطلق عليها «ما وراء الافق». واعلن في تل ابيب عن زيارة قام بها رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي الى نيقوسيا حيث التقى نظيره القبرصي اللواء ديموقريطوس زرفاكيس. ورافق كوخافي الملحق العسكري الاسرائيلي في اليونان وقبرص المقدم يوسي بينتو، ورئيس الدائرة في العلاقات الخارجية لقبرص العقيد جيل دولوف. وقالت وسائل اعلام العدو ان الجانبين ناقشا «التحديات الأمنية المشتركة بين البلدين في منطقة الشرق الأوسط وفرص توسيع التعاون بين الجيشين».


------------------------------------------------------------------------


البخاري إلى الرياض: نقاهة أم استدعاء؟


غادر السفير السعودي وليد البخاري بيروت، نهاية الأسبوع الماضي، إلى الرياض في زيارة لـ«أخذ قسط من الراحة» بعد انتهاء الانتخابات النيابية، بحسب ما نقلت عنه مصادر مطلعة. لكن معلومات توافرت لـ «الأخبار» أشارت إلى أن «زيارة النقاهة» تأتي بناء على استدعاء من الرياض لـ«التشاور»، وأن السلطات السعودية تدرس احتمال تعيين سفير جديد في العاصمة اللبنانية ربطاً بنتائج الانتخابات النيابية الأخيرة التي لم تأت على قدر آمال المملكة

في آذار الماضي، عاد وليد البخاري إلى لبنان بعد أكثر من عام على الغياب إثر الأزمة التي افتعلتها الرياض مع بيروت على خلفية تصريحات لوزير الإعلام السابق جورج قرداحي حول الحرب السعودية على اليمن. بدا جلياً، يومها، أن عودة البخاري مرتبطة بالانتخابات النيابية حصراً، ولا تتعلق بانفراج في العلاقات اللبنانية - السعودية. وهو ما اتضح من نشاطه المكثف لاحقاً. منذ عودته، وحتى الانتخابات، تصرف البخاري كـ «مندوب سام»، خارقاً كل الأعراف والأصول الديبلوماسية. استدعى إلى دارته رؤساء سابقين وسياسيين وقادة أجهزة أمنية ورجال دين ورؤساء الجامعات اللبنانية وشيوخ عشائر وصحافيين وكتبة تقارير، وقام بجولات انتخابية في المناطق، وتدخل في تركيب لوائح وفي سحب مرشحين من لوائح وإدخال آخرين في أخرى... وغرّد، هو المعروف بهوسه بـ«السوشيال ميديا»، حول كل تفصيل يتعلق بالداخل اللبناني، محرضاً على المقاومة وموجهاً إهانات شخصية لقادة وسياسيين لبنانيين.

 

--------------------------------------------------------------------------

افتتاحية صحيفة النهار

 

الاستحقاق الحكومي على وقع الصدمة البرلمانية

وسط أجواء شديدة الضبابية زادتها غموضاً وارباكاً الانتكاسة التي منيت بها تكتلات الأكثرية النيابية الجديدة في استحقاق انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه وهيئة مكتب المجلس، اتجهت بوصلة الأولويات الدستورية عقب الاستحقاق البرلماني الى الاستحقاق الحكومي تكليفا وتاليفا، وهو الاستحقاق الأكثر تأثيرا على مجريات الأوضاع الداخلية في ظل الازمات الاخذة في التفاقم. والواقع انه على رغم الكثير من التجارب السابقة التي غالبا ما كانت فيها عملية التكليف والتأليف تشهد مراوحة متعمدة، او نتيجة ظروف عدم بلورة الشخصية التي يتم التوافق على تكليفها تأليف الحكومة، فان البلد يبدو امام تجربة جديدة تثير الكثير من الحذر والقلق والتساؤلات والشكوك في ظل المتغيرات الكبيرة التي طرأت على الخريطة النيابية والسياسية عقب #الانتخابات النيابية، ولا سيما منها على صعيد الساحة السنية التي ستستقطب الاهتمامات بقوة في مجال البحث الذي بدأ عن الشخصية التي يمكن ان تسمى لتشكيل الحكومة الجديدة. وبالاستناد الى المعطيات القائمة غداة انتخابات الهيكلية الرئاسية لمجلس النواب، فان أي اتجاه واضح للملف الحكومي لم يتبلور بعد، ويبدو انه سيكون من الصعوبة بمكان مقاربة الاتجاهات والخيارات التي ستعتمدها الكتل النيابية والقوى السياسية حيال تسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة العتيدة قبل الأسبوع المقبل. وعلى صعوبة التكهن باي اتجاهات وسط هذا الغموض، بدا لافتا ان معظم تكتلات الأكثرية الجديدة ركزت في تقويماتها غداة الصورة السلبية التي تركتها النكسة التي منيت بها الاكثرية في انتخابات رئيس المجلس ونائبه وهيئة مكتبه على ان مجريات هذه التجربة لا تعني انها ستتكرر في الاستحقاقات المقبلة علما ان بضعة أصوات فقط حالت دون تحقيق الأكثرية التوازن المطلوب في انتخاب نائب رئيس المجلس بما يعني ان باب التنسيق الواسع بين قوى الأكثرية حقق خطوة أساسية بارزة وسيجري الانطلاق منها لتحصين الموقف في الاستحقاق الحكومي وما يليه. وتعكس الانطباعات الأولية حيال اسم الرئيس المكلف احتمال ان تتجه القوى التي صوتت للرئيس #نبيه بري ونائبه وهيئة مكتب المجلس الى إعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بالأكثرية إياها التي انتخبت بري، فيما لم يعرف بعد أي اتجاه للقوى الأخرى علما ان ثمة أسماء عدة بدأت تطرح للترشيح.

 

وقد برز في هذا الاطار الموقف الأول الذي اعلنه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من أن “القوّات” سترفض كل شخص متحالف مع “حزب الله” لمنصب رئيس الوزراء وستلتزم مقاطعة الحكومة إذا تشكلت حكومة توافقية جديدة. وقال:”إذا حكومة مثل العادة مع الكل أكيد ما منوافق وما منشارك”.

وفي مقابلة مع “رويترز”، قال جعجع “ما ينبسطوا كتير “حزب الله”، مضيفاً أن الانقسامات في البرلمان ستؤدي إلى “مواجهة كبيرة” بين “حزب الله” وحلفائه من جهة وحزب “القوات اللبنانية” من جهة أخرى.

 

وعن التعاون مع نواب المجتمع المدني، قال جعجع: “نحن كلنا سوا بحاجة لبعضنا لكي نقدر على القيام بعملية التغيير والانقاذ المطلوبة”.

ورفض جعجع الإفصاح عما إذا كان حزب “القوات اللبنانية” سيدعم فترة ولاية جديدة لرئيس الوزراء الحالي والمرشح الأوفر حظا نجيب ميقاتي أو أن حزبه سيدعم اسماً مختلفاً. أما بالنسبة للإنتخابات رئاسة الجمهوريّة، فأكّد جعجع أن حزبه ضد أي مرشح رئاسي يدعمه “حزب الله” هذه المرة.

وأفادت معلومات امس ان رئاسة الجمهورية تنتظر تبلغ خريطة توزيع الكتل النيابية من دوائر مجلس النواب التي لم تنجزها بعد من اجل تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الشخصية التي ستكلف تشكيل الحكومة، ولذا لم يوجّه رئيس الجمهورية ميشال عون الدعوة بعد الى الاستشارات.

 

باريس والوضع اللبناني

في غضون ذلك نقلت مراسلة “النهار” رندة تقي الدين امس عن مصادر فرنسية رفيعة في باريس قولها ان الاخبار التي نشرت في لبنان عن احتمال زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان عارية من الصحة. وأضافت ان #فرنسا مستمرة في التعبئة من اجل دفع المسؤولين في لبنان الى القيام بالاصلاحات الملحة. وكانت باريس رحبت باجراء الانتخابات في موعدها ولكنها اسفت لاحداث ومخالفات لاحظتها لجنة الاتحاد الاوروبي لمراقبة مجريات هذه الانتخابات وطالبت بكشف الحقيقة حول ما حصل. واضافت المصادر ان نتائج هذه الانتخابات ولو انها جرت في ظروف من الضيق، عبرت عن تطلعات عميقة من الشعب اللبناني الى التغيير بحيث ان “حزب الله” وحلفاءه خسروا اغلبيتهم حتى لو ان الاحزاب التقليدية بقيت، ولكن هناك قوى انبثقت عن ثورة تشرين الأول 2019 تمكنت من الدخول الى البرلمان . وترى هذه الاوساط ان الاولوية الآن هي لتعيين رئيس للحكومة دون تأخيروتشكيل حكومة جديدة. كما ترى انه في هذا الوقت على السلطات الموكلة تصريف الاعمال ان تستمر في تحمل مسؤوليتها بالنسبة لتنفيذ الاصلاحات على اساس الاتفاق الاطار الذي تم توقيعه مع صندوق النقد الدولي، وتشير الى ان هذا الاتفاق هو خطوة اولى نحو برنامج أساسي لصندوق النقد لنهوض البلد وسط استمرار ازمته الخطيرة حيث وصل الدولار الى 37000 ليرة مع ارتفاع مستمر لاسعار البنزين والمواد الغذائية وتوقف معمل دير عمار. وشددت على ان تبني الحكومة اللبنانية خطة انقاذ في 20 ايار كان عملا ايجابيا. وفي غياب الاصلاحات لن يكون هناك برنامج لصندوق النقد الدولي الذي يمثل الشرط لعودة الثقة والدعم البنيوي للبنان، وهذا يمر عبر عمل جدي من البرلمان وتشكيل حكومة جديدة بسرعة وتعبئة جميع المسؤولين اللبنانيين. واكدت الاوساط ان فرنسا مستمرة في دعم لبنان على طريق الاصلاحات وللنهوض وستبقى الى جانب الشعب اللبناني.

أصداء “الهزيمة”

وغداة الجلسة الانتخابية لمجلس النواب تواصلت ترددات خسارة قوى الاكثرية في انتخابات الرئاسة الثانية وسط دعوات الى رص الصف. في هذا الاطار، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط “بعد هزيمة الامس للأغلبية الجديدة في المجلس النيابي في انتخاب نائب رئيس نتيجة سوء التنسيق قد يكون من الأفضل صياغة برنامج مشترك يتجاوز التناقضات الثانوية من اجل مواجهة جبهة 8 آذار السورية الإيرانية التي للتذكير ستنتقم لهزيمتها في الانتخابات بكل الوسائل ولن ترحم احد”.

 

وأكد عضو كتلة الكتائب النائب سليم الصايغ “أن التجربة الأولى للنواب أثبتت أن هناك سوء تنسيق بينهم، في وقت توجد كتل نيابية متفقة مع بعضها، وانتخاب بري لم يكن ليحصل لولا دعم التيار الوطني الحر المباشر فالمطلوب كان الا يخسر وألا يربح بأصوات كبيرة.”

 
بدوره، رأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك أنه “إذا توحدت المعارضة المتنوعة تصبح أكثرية، وإذا تفرقت تحولت إلى جزء من المنظومة أو إلى مطايا أو أحصنة طروادة يعتليها حزب الله”.

 

اما النائب غسان سكاف الذي لم يحالفه الحظ في مواجهة الياس بو صعب فقال “ان “الخربطة” في انتخاب نائب رئيس المجلس أتت في الدورة الثانية، ونحن نعرف بأن بو صعب حصل على 65 صوتاً ولكن البوانتاج كان يدل على أنه قد ينال 58 صوتاً وهناك 7 أصوات أتت من التغييريين أو المستقلين وهم من أعطوا الفوز له”.

وفي سياق الاصداء الديبلوماسية ايضا التقى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي “هنأت لبنان على انجازه العملية الانتخابية بشكل عام واقتراع المغتربين في الخارج، وكذلك على الجو الديموقراطي الذي ساد جلسة مجلس النواب يوم اول من امس” . وتم البحث في المرحلة المقبلة لجهة تشكيل الحكومة الجديدة والإصلاحات المطلوبة والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

حادث وخشونة

وسط هذه المناخات حصل اشكال في الجامعة اللبنانية كلية الحقوق والعلوم السياسية- الفرع الثاني في جل الديب بين الجيش وطلاب من “القوات اللبنانية” اثار ردود فعل ساخطة بسبب استعمال الجيش الخشونة المفرطة لدى معالجته الامر وتوقيف عدد من طلاب “القوات”، كما طاولت الممارسات العنيفة مسؤولين في الجامعة. وحصل الاشكال على خلفية نزع مناصري “التيار الوطني الحر” صورة كبيرة امام الجامعة مرخصة من البلدية للرئيس الشهيد بشير الجميل، ورفع لافتة مكانها تطالب بالتدقيق الجنائي من دون اخذ اذن رسمي، ما ادى الى تلاسن بين مؤيدي “القوات” و”التيار” قام بعدها عناصر الجيش بالاعتداء بالضرب والعصي على طلاب “القوات” كما أظهرت ذلك فيديوات مصورة للحادث. ومنع مدير الكلية الجيش من توقيف طلاب “القوات” الموجودين داخل حرم الجامعة.

واثار الحادث أصداء فاعتبر النائب نديم الجميل أن “أسوأ ما يمكن أن يحدث في لبنان هو أن يفقد الجيش هيبته واحترامه في هذه المنطقة الوحيدة الذي ما زال يفرض فيها قوته.” وقال: “نحترم الجيش وندعمه ونقدر جهوده لكن الإفراط باستعمال العنف الذي أصبح ممنهجا في وجه شبابنا زاد عن حده . لا تحولوا الجيش الى فرقة إنضباط عند التيار”.

 

وقال النائب الياس حنكش ان “الإعتداء على مدير ودكاترة وطلاب الجامعة اللبنانية كلية الحقوق في جل الديب مرفوض ومدان والعنف الذي إستعمل ضد طلاب أوادم غير مقبول. نطلب من قيادة الجيش اللبناني فتح تحقيق في الموضوع ومحاسبة العناصر المخالفة. ستبقى هذه الجامعة سيادية وطنية”.

****************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

دول الخليج للبنان: تعاوَنْ مع المنظمات الدولية ونفّذ الإصلاحات

“حزب الله” ينقل “بارودة الـ65” إلى الكتف الحكومي: ميقاتي أولاً


 

بين جلسة الثلاثاء الأولى وجلسة الثلاثاء الثانية، أسبوع مخصص لمراجعة الحسابات واستخلاص العبر من “الدرس” الانتخابي الذي حتّم على الأكثرية العددية في مجلس النواب إتقان “لعبة الأرقام” أكثر في مواجهة الاستحقاقات المقبلة، بعدما أجاد “حزب الله” إدارة الجولة الأولى على ساحة المعركة، متسلحاً بأكثرية متحركة من 65 صوتاً مكّنته من إعادة بسط سطوته على المجلس، برئاسته ونيابة رئاسته وهيئة مكتبه، لتتجه الأنظار تالياً إلى مجريات الجولة الثانية من المعركة على حلبة انتخابات رؤساء اللجان وأعضائها ومقرريها الثلاثاء المقبل، بحيث تتكثف الاتصالات والمشاورات بين مختلف الكتل والنواب، وسط ترقب لما ستخرج به اجتماعات النواب التغييريين من ترشيحات خاصة برئاسات وعضويات اللجان.

 

ومن انتخابات ساحة النجمة إلى استشارات قصر بعبدا، يتحضر “حزب الله” لنقل “بارودة الـ65” صوتاً إلى الكتف الحكومي لقطع الطريق أمام احتمال وصول أي مرشح للأحزاب والقوى السيادية والتغييرية إلى سدة الرئاسة الثالثة، وكشفت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية بين الحلفاء على ضفة قوى 8 آذار أنّ “الرئيسين ميشال عون ونبيه بري اتفقا خلال اجتماعهما في قصر بعبدا (أمس الأول) على عدم تأخير رئيس الجمهورية الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة”، مشيرةً إلى أنّ “الترشيحات لا تزال محل أخذ وردّ بين “حزب الله” و”التيار الوطني” للتوصل إلى تسمية مشتركة للشخصية المنوي تكليفها تشكيل الحكومة وخوض الاستحقاق الحكومي بـ”بلوك” موّحد أسوة بما حصل في الاستحقاق النيابي”.

 

وإذ لفتت إلى أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “لا يزال يحلّ في المرتبة الأولى” على قائمة ترشيحات “حزب الله” وحلفائه، قياساً على تجربتهم “المريحة” معه في الحكومة الأخيرة، فإنّ المصادر أشارت إلى أنّ ما يعيق إعادة تسميته هو “دفتر الشروط الذي يريد رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل فرضه عليه لإعادة تكليفه، بينما ميقاتي لا يبدي أي استعداد للتنازل والرضوخ لشروط باسيل، ومن هذه الزاوية أتت “رسائله المضادة” عبر تصريحات إعلامية متكررة تؤكد أنه لا يرغب بإعادة تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة”.

 

وعن موعد توجيه عون الدعوة لإجراء الاستشارات، أوضحت المصادر أنه “بمجرد اكتمال عملية تشكيل الكتل النيابية وإرسال الأمانة العامة لمجلس النواب إلى دوائر الرئاسة الأولى النسخة النهائية لتسميات التكتلات والكتل وأعضائها وتحديد أسماء النواب المستقلين غير المنضوين ضمن أي كتلة أو تكتل، من المفترض أن يصار الأسبوع المقبل إلى تحديد موعد الاستشارات، على أن يستفيد “حزب الله” من الفترة الفاصلة عن الموعد المرتقب لمحاولة “تدوير الزوايا” مع باسيل بغية تأمين إعادة تكليف ميقاتي “وتأجيل مسألة البحث في مقتضيات التأليف إلى المرحلة اللاحقة”.

 

أما على جبهة معراب، فجزم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أمس رفضه تكليف “أي شخص متحالف مع “حزب الله” لمنصب رئاسة الحكومة”، وقال لوكالة “رويترز”: “إذا حكومة مثل العادة مع الكل أكيد ما منوافق وما منشارك”، مفضلاً في الوقت عينه التريث في تحديد الموقف إزاء احتمال إعادة تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال، وأضاف في معرض التشديد على ضرورة التعاون مع النواب التغييريين حيال الاستحقاقات المقبلة: “كلنا سوا بحاجة لبعضنا لنقدر نقوم بعملية التغيير والإنقاذ المطلوبة”.

 

وتزامناً، جدد مجلس التعاون الخليجي أمس الإعراب عن “التضامن الثابت مع الشعب اللبناني لتحقيق كل ما من شأنه أن يحفظ للبنان أمنه واستقراره”، مُرحّباً بنجاح العملية الانتخابية في لبنان، ومتطلعاً “لقيام أعضاء مجلس النواب المنتخب وكل القوى السياسية في لبنان بالعمل على تحقيق تطلعات الشعب اللبناني في الاستقرار والتقدم والازدهار”.

 

ولتحقيق هذه الغاية، ذكّرت دول الخليج لبنان بوجوب “التعاون البناء مع المنظمات الدولية وتنفيذ الإصلاحات اللازمة ومكافحة الفساد وسوء الإدارة، وضمان ألا يكون منطلقاً لأي أعمال إرهابية أو حاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار لبنان والمنطقة، وألا يكون مصدراً لتهريب المخدرات”.

 

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

معارضون في البرلمان اللبناني يخشون عودة الأكثرية لـ«الثنائي الشيعي» و«العونيين»

القوى السيادية تتخوف من الانعكاسات على تشكيل الحكومة وانتخابات الرئاسة

  يوسف دياب

عبرت القوى السيادية في البرلمان اللبناني عن خوفها من «صفقة جديدة» بين «الثنائي الشيعي» حركة «أمل» و«حزب الله»، وبين «التيار الوطني الحر»، تمهد لتحالف سياسي جديد ينسحب على استحقاقي تشكيل الحكومة العتيدة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في الخريف المقبل ويعيد ذلك إلى السلطة، بخلاف النتائج التي أفرزتها نتائج الانتخابات النيابية التي أجريت في 15 مايو (أيار) الماضي.

وينبع هذا الخوف من مشهد انتخاب رئيس المجلس الجديد ونائبه الذي حصل أول من أمس، وأفضى إلى فوز نبيه بري برئاسة البرلمان لولاية سابعة، مقابل انتخاب عضو كتلة «لبنان القوي» (التيار الوطني الحر) النائب إلياس بوصعب نائباً له وعضو الكتلة نفسها آلان عون أميناً للسر.

ويعتقد معارضون أن نيل بري 65 صوتاً نيابياً، مقابل حصول بوصعب وآلان عون على نفس عدد الأصوات، يثبت أن الأرقام المتساوية بدقة، أتت نتيجة اتفاق مسبق التزم به الطرفان، رغم نفي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل التصويت لصالح بري، وتأكيده أن كتلته صوتت بورقة بيضاء في انتخاب رئيس المجلس النيابي. وبرر رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب كميل شمعون هذا الاتفاق بـ«خوف التحالف الثلاثي من وصول قوة نيابية كبيرة وفاعلة للمجلس النيابي»، لكنه اعتبر أن هذه القوة «فشلت في أول امتحان لها، عندما بدت غير متماسكة وفشلت في انتخاب أحد نوابها نائباً لرئيس مجلس النواب». وقال شمعون لـ«الشرق الأوسط»: «الشعب الذي أعطانا ثقته، يريد منا أفعالاً ومنهجية واضحة لتحقيق مصالحه وليس مصالح السياسيين». ودعا قوى التغيير إلى «مد اليد إلى نواب المعارضة من الأحزاب السيادية، والتنسيق الكامل في كل الاستحقاقات المقبلة، لا أن نبقى مجرد كتل كل منها لها أولوياتها». وتمنى على النواب التغييريين «الخروج من الشعارات والمبادئ التي ترفض التعاطي مع الأحزاب، والإقلاع عن شعار (كلن يعني كلن)، لأنه لا يبني مشروعاً سيادياً، بل يستفيد منه الطرف الآخر لتكريس سطوته».

ونجح «حزب الله» قبل محطة الانتخابات النيابية وبعدها، بوأد الصراع بين حليفيه حركة «أمل» و«التيار الوطني الحر»، وتخطي خلافاتهما المصلحية، وهذا ما شدد عليه عضو كتلة «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب فادي كرم، الذي أعلن أنه «لا يساوره الشك للحظة بوجود اتفاق بين الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر في انتخابات المجلس التي حصلت أمس (الأول)، حصدوا بنتيجته المراكز الأساسية». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا الفريق «لا يمكن أن يحمي نفسه إلا بالمواقع التي كسبها وبتكريس وجوده في السلطة وبتسلطه على اللبنانيين»، معتبراً أن هؤلاء «يجمعهم الخوف من القوانين ومن دولة المؤسسات ومحاسبة الشعب، وهذا الاتفاق يراد منه إنقاذ بعضهم البعض».

وأخفقت كتلتا المعارضة المتمثلة بـ«القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب» في إيصال النائب المستقل غسان سكاف (نال 61 صوتاً مقابل بوصعب الذي فاز بـ65 صوتا) لموقع نائب رئيس مجلس النواب، بسبب تصويت ثلاثة نواب بورقة بيضاء وصوت آخر ملغى، ووجه النائب كرم اللوم إلى النواب التغييريين، معتبراً أن «الثنائي الشيعي والتيار العوني لم يكونوا ليحصدوا هذه المواقع لولا أداء زملاء لنا في الكتلة التغييرية، وهذا خطأ يسجل عليهم وكان بالإمكان تداركه وفوز النائب غسان سكاف، بما يعيد التوازن داخل المجلس ويمنع (حزب الله) من وضع اليد على جميع المراكز».

وفيما يتريث رئيس الجمهورية ميشال عون بدعوة النواب لإجراء استشارات نيابية ملزمة لتكليف شخصية سنية لتشكيل الحكومة الجديدة، بانتظار استكمال الاتصالات، توقع مراقبون أن يطول مخاض تشكيل الحكومة، في ظل غياب أكثرية نيابية واضحة، وإصرار «حزب الله» وحلفائه على امتلاك قرار تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية، وتخوف النائب فادي كرم من محاولة محور الممانعة «الانقلاب على إرادة الناس والعودة مجدداً لحصد الأكثرية عبر التلويح بطعون تطال مقاعد مسيحية لقلب الأكثرية المسيحية لصالح التيار الوطني الحر». ولم يستبعد «ممارسة هؤلاء ضغوطاً على المجلس الدستوري لإبطال نيابة بعض النواب، لكننا سنواجههم ونفضح ألاعيبهم». وحذر عضو كتلة «الجمهورية القوية» من العودة إلى «اعتماد نفس المنطق في تشكيل الحكومة العتيدة وانتخاب رئيس الجمهورية». وقال كرم إن «إدارتهم السابقة أوصلت البلد إلى جهنم، وإذا جددوا وجودهم في الحكومة المقبلة وأصروا على انتخاب رئيس من صفوفهم، فسيأخذونا إلى أسوأ أنواع جهنم».

 

****************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

  بعد انتخابات المجلس: مآخذ وإرباكات.. والخاسر يستعد للتعويض في اللجان

خضعَ المشهد الداخلي في الساعات الأربع والعشرين الماضية لارتدادات نتائج جلسة انتخابات رئيس المجلس النيابي ونائبه واعضاء هيئة مكتب المجلس، وانهمكت الاوساط السياسية على اختلافها في قراءة هذه النتائج وتداعياتها على مجمل الصورة السياسية.

وفي الوقت الذي بَدا فيه انّ هذه النتائج، رجّحت كفّة فريق على آخر، إن لناحية عدم تمكن المكونات المسمّاة تغييرية او سيادية، من تجميع الاكثرية المطلوبة لتحقيق هدفها بمنع انتخاب الرئيس نبيه بري لولاية مجلسية سابعة، أو لناحية قطع الطريق على التيار الوطني الحر ومنع فوز مرشحه النائب الياس بو صعب من الفوز بمنصب نائب رئيس مجلس النواب. فإنّ «المشهد التغييري» عكسَ إرباكاً، وقراءات نقدية لما سُمّي «سوء ادارة» هذا الفريق لمعركته، ما أتاح المجال لفوز ما يسمونه «فريق 8 آذار» وحلفاؤه بكلّ مقاعد هيئة مكتب مجلس النواب. وبالتالي ابقاء «قيادة المجلس الحالي»، هي نفسها التي كانت على رأس المجلس النيابي السابق.

 

مآخذ وانتقادات

ولوحِظ في الساعات الأخيرة انّ الضفة التغييريّة والسياديّة بَدت مُحبطة من خسارة معركتها الأهم، التي حشدت لها منذ لحظة صدور نتائج الانتخابات النيابية. وقد شهدت بالأمس تبادلاً لمآخذ بين أطرافها وانتقادات علنية لسوء التنسيق فيما بينها، وكذلك للأنانية التي حكمت أداء بعض الكتل والنواب، إضافة إلى ما سمّاها تغييريون بصورة علنيّة، السَذاجة التي أبداها بعض النوّاب الجدد أمام معركة كبرى، كلّ ذلك إضافة الى أسباب اخرى، تسبب في إرباكٍ خَلخَل هذه الجبهة وأظهَرها مشتتة غير قادرة على الاجتماع على كلمة وموقف واحد.

 

ولعلّ الموقف الانتقادي لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قد لخّص المشهد التغييري، وكذلك تداعيات ما حصل في جلسة الثلاثاء، حيث اعتبر، في تغريدة لافتة في مضمونها، انه «بعد هزيمة الامس للأغلبية الجديدة في المجلس النيابي في انتخاب نائب رئيس نتيجة سوء التنسيق قد يكون من الأفضل صياغة برنامج مشترك يتجاوز التناقضات الثانوية من اجل مواجهة «جبهة 8 آذار» السورية – الإيرانية التي للتذكير ستنتقم لهزيمتها في الانتخابات بكلّ الوسائل ولن ترحم احداً».

 

وبرز في هذا السياق، ما قاله النائب غسان السكاف الذي لم يحالفه الحظ في مواجهة بو صعب للفوز بمنصب نائب رئيس مجلس النواب، بأنّ «الخربطة في انتخاب نائب رئيس المجلس أتت في الدورة الثانية، ونحن نعرف أنّ بو صعب حصل على 65 صوتاً ولكن الـ«Pointage» كان يدلّ على أنه قد ينال 58 صوتاً وهناك 7 أصوات أتت من التغييريين أو المستقلين وهم مَن أعطوا الفوز له».

 

وفي السياق نفسه اندرجَ موقف كتلة «الجمهورية القوية»، حيث أمِلَت النائب غادة ايوب «أن يشكّل ما حصل بالامس حافزاً لتلافي تكراره في الاستحقاقات المقبلة، مع التأكيد على استحالة الخروج من الازمة الوطنية والمالية الّا من خلال وحدة موقف ووحدة صف واستراتيجية سيادية تغييرية تتناسَب مع خطورة المرحلة ودقّتها». فيما اعتبر النائب غياث يزبك أنه «إذا توحّدت المعارضة المتنوعة تصبح أكثرية، وإذا تفرّقت تحوّلت إلى جزء من المنظومة أو إلى مطايا أو أحصنة طروادة يَعتليها «حزب الله». وأضاف عبر «تويتر»: «يتعيّن عليها تصحيح المسار لمواجهة الاستحقاقين التاريخيين: الحكومة المقبلة ورئاسة الجمهورية».

 

تهشيم الفوز

على انّ اللافت في موازاة المآخذ والانتقادات، كانت مواظبة بعض التغييريين على محاولة تهشيم الفوز الذي حققه الفريق الآخر، وعلى وجه الخصوص فوز الرئيس بري ونائبه، ونَعتِه بالهَزيل. إلّا أنّ الصورة مختلفة تماماً لدى «الفريق المنتصر» في جلسة الثلاثاء، حيث اكّدت مصادر مسؤولة في هذا الفريق لـ«الجمهورية»: انّ ما جرى في جلسة انتخاب مكتب المجلس عكسَ النتائج الحقيقية للانتخابات النيابية، بعيداً عن كل التنظيرات السابقة التي تحدثت عن انقلاب أحدثته هذه الانتخابات، وفرضت في المجلس النيابي اكثريات واقليات جديدة.

 

أكثرية «دوارة»

الا انّ مصادر مجلسية اكدت لـ«الجمهورية» انه من الخطأ القول انّ الانتخابات النيابية فرضت اكثرية معيّنة في المجلس النيابي تدور في فلك واحد وتلتقي على موقف واحد حول كل الملفات والقضايا، كما من الخطأ اعتبار انّ جلسة انتخاب رئيس المجلس ونائبه وسائر اعضاء هيئة مكتب مجلس النواب قد رَسّمت حدود الاكثريات والاقليات في المجلس، بل انّ الصورة الحقيقية للمجلس هي انه مؤلف من مجموعة أقليات، تتأتّى من خلال تَلاقيها مع بعضها البعض ما يمكن ان تسمّى «اكثرية دوّارة» تبعاً للظروف، ووفقاً لتلاقي بعض الكتل الكبرى مع بعضها البعض حول بعض الملفات وكذلك الاساسيات المشتركة فيما بينها.

 

واعتبرت المصادر انّ الفوز في انتخابات رئاسة المجلس بفارق صوت واحد او بنسبة عالية من الاصوات نتيجته واحدة: فوز كامل. وبالتالي، فإنّ محاولة بعض الكتل تهشيم نتائج الجلسة الانتخابية، والحديث عن فوز الرئيس بري ونائبه بأكثرية هزيلة، ليست سوى تعبير عن موقف سياسي لا يقدّم ولا يؤخّر حيال هذه النتائج، كما لا يغطي على خسارة فريق في عملية انتخابية. وبالتالي، لا يغيّر في واقع الحال شيئاً، فما حصل قد حصل، والفوز تحقّق للرئيس بري وكذلك لمرشّح التيار الوطني الحر وانتهى الامر.

 

معركة اللجان

ومع انتهاء انتخابات «القيادة المجلسية» امس الاول، تتجه الانظار الى الاستحقاق المجلسي الثاني المحدّد في الجلسة الانتخابية التي حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري الثلاثاء المقبل، والمتمثّل بانتخاب اعضاء اللجان النيابية الدائمة وتحديد رؤسائها ومقرّريها.

 

وعلى ما تؤشّر الأجواء السابقة لجلسة انتخاب اللجان، فإنّ أجواء الكتل النيابيّة تَشي بما يشبه «الحشود المتبادلة» بين الكتل والتوجهات النيابية، او بمعنى أدق بين التناقضات النيابية، وأن مجلس النواب على موعد الثلاثاء المقبل مع حلبة منافسة حامية الوطيس بين هذه التناقضات للفوز بالقدر الاكبر من اللجان.

 

وبحسب المعلومات المتداولة فإنّ الكتل المسمّاة تغييرية وسيادية، ستسعى الى جعل انتخابات اللجان «ام المعارك» تَتحيّن من خلالها فرصة لإثبات وجودها وللتعويض عن الخسارة التي مُنيت بها في جلسة انتخاب رئيس المجلس ونائبه واعضاء هيئة مكتب المجلس.

 

ووفق هذه المعلومات فإنّ مشاورات مكثفة انطلقت بين هذه الكتل والنواب التغييريين والسياديين، في سبيل تنسيق المواقف، وخوض هذا الاستحقاق بالقدر الأعلى من التنسيق، مع التشديد على التركيز على اللجان الاساسية في المجلس وخصوصاً لجنة المال والموازنة ولجنة الادارة والعدل ولجنة الشؤون الخارجية. ويتزامَن ذلك مع حديث عن مشاورات تجري على الخط المقابل بين كتل نيابية كبرى ومع الحلفاء من النواب المستقلين، لترجمة الفوز الذي تحقق في جلسة الثلاثاء، فوزاً مماثلاً على صعيد اللجان النيابية.

 

وبحسب معلومات «الجمهورية» فإنه في الوقت الذي تسعى فيه الادارة المجلسية الى اعداد لائحة توافقية فيما بين الكتل والنواب المستقلين، حول تركيبة اللجان النيابية، على غرار ما كان معتمداً في المجالس النيابية السابقة، علم انّ النواب الجدد وخصوصاً رافعو لواء السيادة والتغيير، يرفضون هذا المنحى، ويصرّون على كسر التقليد المتّبع بإعداد لائحة لجان توافقية، والإحتكام الى صندوقة الاقتراع في انتخاب اللجان.

 

يُشار في هذا السياق الى انّ انتخابات اللجان، في حال قرّ الرّأي على إجرائها بالاقتراع السري على ما جرى في انتخابات هيئة مكتب المجلس، قد تستغرق وقتا طويلا ما قد يتطلّب عقد أكثر من جلسة، لانهاء عملية الاقتراع ومن ثم الفرز واحتساب الفائزين بالعضوية.

 

الاستشارات الملزمة

الى ذلك، وبعد انجاز المشهد الأول من مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية، والذي تمثّل بانتخاب رئيس واعضاء هيئة مكتب مجلس النواب، ينتقل لبنان تلقائيا الى المشهد الثاني المتمثّل بالاستحقاق الحكومي بجولتَيه: اولاً، الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية لتسمية الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة. وثانياً، معمعة التأليف، بدءًا من الاستشارات النيابية غير الملزمة التي سيجريها الرئيس المكلف بعد تكليفه رسمياً لتأليف الحكومة.

 

واذا كان تحديد موعد الاستشارات الملزمة في يد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فإنّ مصادر سياسية واسعة الاطلاع اكدت لـ«الجمهورية» انّ هذا الموعد على النار، ولم يتأخر سوى ايام قليلة. مع الاشارة هنا الى انّ دوائر القصر الجمهوري اشارت الى انها في انتظار ان تتلقّى لائحة رسمية بكيفية توزّع الكتل والنواب في المجلس الجديد، ليُصار الى تحديد المواعيد على اساسها.

 

ولفتت المصادر نفسها الى انّ الايام القليلة الفاصلة عن تحديد موعد الاستشارات الملزمة، هي فرصة طبيعية للنواب يُتاح فيها لهم المجال لكي يحددوا خياراتهم فيما يتعلق بالشخصية التي سيسمّونها في الاستشارات ويرونها مناسبة لرئاسة الحكومة في هذه المرحلة.

 

وتبعاً لذلك، فإنّ مصادر موثوقة كشفت لـ«الجمهورية» ان موعد الاستشارات الملزمة مُستبعد هذا الاسبوع، على الرغم من المطالبات التي تصدر من اكثر من جهة نيابية بالتعجيل فيها، بل انّ الموعد الاكثر ترجيحاً هو منتصف الاسبوع المقبل اي بعد جلسة انتخاب اعضاء اللجان النيابية في مجلس النواب.

 

ومَردّ هذا الترجيح، كما تضيف المصادر، هو، الى جانب اعطاء فرصة للنواب لتحديد خياراتهم، مُصادفة وجود استحقاقين في آن واحد امام النواب: الاول استشارات التكليف في القصر الجمهوري، والثاني استشارات التشكيل التي سيجريها الرئيس المكلف في مجلس النواب والتي قد تستغرق يوماً او يومين. ولذلك، وحتى لا تتزاحم المواعيد وتتداخل ببعضها البعض يبدو انّه من الأفضل إنجاز انتخاب اللجان اولاً، ليتفرّغ بعد ذلك النواب للاستشارات الملزمة وللاستشارات غير الملزمة.

 

على انّ اللافت للانتباه عشية الاستشارات الملزمة هو انه ليس في نادي المرشحين لرئاسة الحكومة اسم محسوم لرئاسة الحكومة. وان كانت مصادر سياسية، وتبعاً للنتائج التي انتهت اليها جلسة انتخاب رئيس واعضاء هيئة مكتب مجلس النواب اعادت الى الواجهة اسم الرئيس نجيب ميقاتي كمرشّح هو الأوفر حظاً لتشكيل الحكومة الجديدة، باعتبار انّ الاكثرية التي فرضت نفسها في انتخابات هيئة مكتب المجلس تُحبّذ اعادة تكليف ميقاتي. هذا في وقت تتداوَل الاطراف النيابية الاخرى فيما بينها مجموعة أسماء «هويتها تغييرية وسيادية»، لتسمية واحد منها في الاستشارات الملزمة، وحتى الآن لا اتفاق على اسم موحّد.

 

هل سيتم التأليف؟

بمعزل عن الاسم الذي سيرسو عليه التكليف في الاستشارات الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية، فإنّ تشكيل الحكومة في الحالات العادية يتطلب بعض الوقت وعلى الاقل من شهر الى شهرين، ولكن في حالة لبنان الراهنة، فإن العقدة الاساس متمثّلة باقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي الذي يفترض ان يحصل معه انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية في فترة الستين يوماً السّابقة لانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، اي بعد خمسة اشهر، والممتدة من اول ايلول وحتى آخر تشرين الأول. وأيّ حكومة سيتم تشكيلها في هذه الفترة، ولو تَم ذلك بشكل طبيعي جداً من دون عراقيل او مطبات، لن يزيد عمرها عن خمسة اشهر، حيث ستشكّل حكومة جديدة بعد انتخاب رئيس الجمهورية.

 

إلتزام الدستور

وفي وقت بدأت فيه بعض الاوساط السياسية الترويج بأنه في ظل جَو التناقضات القائم بين المكونات السياسية والنيابية، فإن الحل الأسلم هو تمرير فترة الخمسة اشهر بالحد الادنى من التوتر والتشنجات السياسية، وبالتالي الابقاء على حكومة تصريف الاعمال الى حين انتخاب رئيس الجمهورية، الّا انّ هذا الأمر يَلقى معارضة شديدة على اكثر من مستوى سواء على مستوى النواب الجدد، او على مستويات مسؤولة.


 

 

 

 

وفي هذا الاطار أبلغ مرجع سياسي مسؤول الى الجمهورية قوله: انّ اي طرح يرمي الى تمديد فترة تصريف الاعمال، هو طرح غير بريء يُراد منه اضافة مواد اشتعال اضافية على الحريق الداخلي المتفاقِم سياسياً واجتماعياً واقتصادياً ومالياً. يجب ان ننظر الى حالنا أين أصبحنا، فهو لم يعُد يحتمل ترف تضييع الوقت، هناك نص دستوري ينبغي التقيّد به والعمل بموجبه لناحية تشكيل الحكومة، فلبنان في حاجة الى حكومة تُقدم على مبادرات وخطوات إنقاذية حتى ولو كان عمرها يوم واحد، وتبعاً لذلك لا مفرّ من الالتزام بالدستور واتّباع الآليّات التي يحددها.

 

مخرج مُستفزّ

الى ذلك، علمت «الجمهورية» انّ جهات سياسية مشارِكة في حكومة تصريف الاعمال الحالية، أبلغت الى مراجع مسؤولة مخرجاً عنوانه «الاستفادة من الوقت»، ويفيد بأن يُصار الى اعادة تسمية الرئيس ميقاتي لتشكيل الحكومة، على ان يَلي ذلك مبادرة ميقاتي سريعاً الى وَضع لائحة لحكومته الجديدة من وزراء حكومة تصريف الاعمال جميعهم، وتصدر مراسيم تشكيلها بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، والثقة بها مضمونة بأكثر من تزيد عن الـ65 نائباً موزعة على نواب ثُنائي حركة «امل» و«حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، الحزب التقدمي الاشتراكي، وتيار المردة وسائر حلفاء الحكومة الحالية.

 

واذا كان هذا المخرج ممكناً في رأي مصادر سياسية، الا انّ نقطة الخلل فيه انه يشكل نقطة استفزاز سياسية لبعض الاطراف، من شأنها ان تزيد من حدة التوتر السياسي في البلد، فضلاً عن ان السؤال الذي ينبغي ان تتم الاجابة عليه قبل طرح هذا المخرج: هل يمكن ان يسير الرئيس ميقاتي وكذلك وليد جنبلاط بهذا الخيار؟

 

إضراب

من جهة ثانية، مَعيشياً، يتزايد الضغط يومياً مع الارتفاع المتواصل في اسعار السلع الحياتية للمواطنين، بالتوازي مع التلاعب المريب بسعر الدولار وفلتان الأسواق السوداء، فيما تَتزايد الاعباء ومؤشرات الشح في الدواء والقمح والارتفاع المتوالي في اسعار المحروقات. وفي هذا السياق، أعلنت اتحادات ونقابات قطاع النقل البرّي عن «يوم استثنائي يعبّر فيه السائقون عن غضبهم ووجَعهم الخميس في ٢٣ حزيران ٢٠٢٢، على أن يُعلَن عن آليات الإضراب والتحرّك والتصعيد في مؤتمر صحافي يُعقَد الاثنين في ٢٠ حزيران ٢٠٢٢ في مقرّ الاتحاد العمالي العام».

 

****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

استعراضات قوّة في الشارع.. قبل موعد الاستشارات الملزمة نهاية الأسبوع!

تجاذبات الدولار بين التعقيد والتهديد.. وعين برّي على اللجان الثلاثاء

 

إذا كانت أولى إشكالات ما بعد انتخابات رئيس المجلس ونائبه والمطبخ التشريعي ظهرت في مشاهد عنيفة بين عناصر طلابية من «القوات اللبنانية» وأخرى طلابية من التيار الوطني الحر، على خلفية شعارات وصور على جدران كلية الحقوق – الفرع الثاني.

وحسب المصادر العونية، فإن السبب رفع طلاب التيار الوطني الحر يافطة تطالب بالتدقيق الجنائي، فرفع طلاب «القوات» صورة لسمير جعجع فوقها، فحدث الاشكال الذي فضه الجيش اللبناني.

وتم احتواء الاشكال «التويتري» بين حركة «أمل» والنائب الشيعي «المشاكس» اللواء جميل السيّد بعد العراضة السيّارة، بالاعلام والهتافات امام محيط منزله في بئر حسن، وسارع الرئيس نبيه برّي في احتوائها، فعزف السيّد عن عقد مؤتمر صحافي، كان مقرراً اليوم لفتح النار على ما حصل، بعد كلام من عيار ثقيل قذف به الرئيس برّي وفريقه، مع تدخل حزب الله للسيطرة على الخلاف السيراني – الارضي، إذا كان كل ذلك تحت السيطرة، فالانظار تتجه إلى ما يمكن وصفه بـ«توعدات» حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بحق المصارف التي لا تلتزم بمقتضيات التعميم الأساسي رقم 161 والذي يقضي «بعدم التأخر في تلبية طلبات العملاء موضع القرار المذكور، وتنفيذها بالكامل من دون تلقي أي عمولات أو نفقات أو اقتطاع نسب منها أو تحويلها إلى البطاقات المصرفية لاستعمالها»، تحت طائلة «اتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية المناسبة بحقها».

بالتزامن، تتجمع نقابات المهن الحرة والجمعيات العاملة في المجالات الاجتماعية والصحية والتعليمية المجانية عند العاشرة من صباح اليوم امام المصرف المركزي، في إطار اعتصام واضراب تحذيري، للمطالبة بالضغط على المصارف لقبض المستحقات الخاصة باموال التبرعات.

وجاء هذا الموقف بعد اجتماع عقده الاتحاد الوطني لشؤون الإعاقة والمجلس الوطني للخدمة الاجتماعية، في خطوة قبل التوقف النهائي عن العمل.

وليلاً، أفاد بيان مصرف لبنان انه يقف الى جانب الجمعيات الخيرية ومطالبها المحقة. وقد سبق ووافق على منح ٤٠٪ من مستحقات الجمعيات الخيرية والتي تم تحويلها عن العام ٢٠٢١ وبشكل نقدي. وتم نهار الاثنين ابلاغ وزارة الشؤون الاجتماعية بذلك. بالتالي يمكن لاي جمعية وارد اسمها في الجدول التي زودتنا به وزارة الشؤون الاجتماعية الحصول على جزء من مستحقاتها نقدا من حساباتها لدى المصارف.

وفي غضون ذلك، لفتت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» إلى أنه على الأرجح ستتم الدعوة للأستشارات النيابية الملزمة الأسبوع المقبل، أفساحا في المجال امام سلسلة اتصالات تأخذ بالأعتبار دراسة الكتل لقرارها بشأن تسمية الشخصية المكلفة.

وأوضحت المصادر أن المواقف التي تصدر توحي بأنه اما تصريف الأعمال سيطول أو أن التكليف سيتم بعدد ضئيل من الأصوات وفي حال تم فمن يضمن التأليف السريع.

وأكدت المصادر أن الجهد من قبل حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة امل سينصب على استثمار ما خرج عن جلسة الثلاثاء الماضي من اجل الاستحقاق الحكومي ومن هنا تبدأ المشاورات مع عدد من النواب المستقلين لترتيب الموقف، في حين لم تبرز معطيات عن توجهات الكتل الأخرى، في حين أن الدكتور جعجع أكد أنه ضد أي مرشح يدعمه حزب الله وهذا ما سيكون عليه موقف كتلته. وينتظر أن تعقد اجتماعات للكتل سواء بهدف مناقشة جلسة انتخاب اللجان أو بلورة موقف من تسمية شخصية تكلف رئاسة الحكومة.

وتترقب مصادر سياسية نتائج الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية ميشال عون بدءا من مطلع الاسبوع المقبل كما هو متوقع، لتسمية رئيس جديد للحكومة، فيما مايزال اسم الشخصية التي ستحوز اكبر عدد من الاصوات، ليتم تكليفه تشكيل الحكومة العتيدة،وان كان اسم الرئيس نجيب ميقاتي يتقدم عل الاخرين في الوقت الحاضر، باعتباره لايشكل استفزازا لاي طرف سياسي، ويحظى بتاييد مبدئي، من قبل الرئيس نبيه بري،واطراف آخرين، وهناك ملفات باشرتها حكومته، وتتطلب متابعة، مثل موضوع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لبلوغ غايتها النهائية بتوقيع لبنان الاتفاق المطلوب مع الصندوق، لكي يتم بموجبه، تقديم المساعدات المطلوبة للبنان، للمباشرة بحل الازمة المالية والاقتصادية الضاغطة .

ولكن لا يمكن استباق الاستشارات الملزمة، والجزم بمن ترسو عليه التسمية، بانتظار نتائج المشاورات والاتصالات الجارية ضمن كل كتلة وتجمع سياسي، أكان كبيرا أو صغيرا، لمعرفة من سيتم اختياره بنهاية الامر ،في حين بدأت تتسرب معلومات مفادها،ان قوى التغيير لن تؤيد ميقاتي لتولي رئاسة الحكومة الجديدة، وانها تدرس خيار من اثنين، اما تسمية رئيس الحكومة خاصتها، ولن يكون من ضمن المجموعة الحاكمة، أو الامتناع عن التسمية كليا.

يضاف الى ذلك، ما تردد من معلومات،تشير الى ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ابلغ مقربين منه،بانه لن يسمي ميقاتي لرئاسة الحكومة، لانه لم يتعاون معه طيلة توليه رئاسة الحكومة، فيما هو يتطلع لتسمية رئيس جديد للحكومة، يسهل التعاطي معه ويتجاوب في المطالب التي يتطلع باسيل لتحقيقها ،بالتعيينات أو الكهرباء وغيرها، وكون الحكومة المرتقبة هي اخر حكومات العهد العوني، لن يكون ممكنا التساهل بتسمية رئيسها او المشاركة بتركيبتها حتى الصميم .ما يعني ان هناك مرشحا آخر محسوب على باسيل شخصيا، وما يحكى عن شبه الإجماع بتسمية ميقاتي لم يعد قائما،وبالتالي لن تكون الصورة واضحة،قبل اعلان الكتل والاحزاب لمرشحها للرئاسة.

إزاء الواقع السياسي الحالي والتمعن بالمواقف الاولية للاطراف، يخرج المرء بانطباع اولي مفاده،ان هناك صعوبة كبيرة بتشكيل الحكومة العتيدة، والارجح ان الامور ذاهبه باتجاه التعطيل من قبل باسيل كعادته،مع حزب الله، فيما نواب التغيير وحلفائهم، لن يكونوا مطواعين، كما يتوقع الوسط السياسي.

وقال مصدر مطلع ان ما جرى في الشارع من توتر بين حزبيين، أو حركة التظاهر والابتهاج في الشارع الآخر، إنما تندرج في إطار استدراج عروض حول المرحلة المقبلة، من زاوية المواجهة التي ستندلع عاجلاً أم آجلاً بين فريق حزب الله ونواب المعارضة المسيحية والمجتمع المدني.

وأوضح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع انه سيرفض أي شخص متحالف مع حزب الله لمنصب رئيس الوزراء، وسيلتزم بمقاطعة الحكومة إذا شكلت حكومة توافقية.

وقال: ما ينبسطوا كتير (حزب الله) والانقسامات في البرلمان ستؤدي إلى مواجهة كبيرة بين حزب الله وحلفائه من جهة وحزب القوات اللبنانية من جهة أخرى.

ووصف مصدر معني ما حصل في الشارع بمثابة استعراض قوة بشأن المواجهات المقبلة.

وإذا كانت عين الرئيس نبيه برّي على انتخابات رؤساء وأعضاء اللجان النيابية الثلاثاء المقبل، في الجلسة التي دعا إليها، فإن مصادر نيابية مقربة، ترى ان التوافق هو اقصر الطرق، لإعادة الوحدة المجلسية، من زاوية تثبيت رؤساء اللجان، كالادارة والعدل للنائب عدوان، والمال والموازنة للنائب إبراهيم عازار، والخارجية لنائب يختاره الرئيس برّي، خلفاً للنائب السابق ياسين جابر.

وكذلك الحال بالنسبة للاتصالات، على ان يكون لنواب التغيير حصة في اللجان ومقرريها، في ضوء مشاورات لم تتضح نتائجها بعد، وهي ذات صلة بما نجم عن الجلسة السابقة الثلاثاء الماضي لانتخاب برّي والمطبخ التشريعي.

وعليه، انصرفت الكتل النيابية امس الى تقييم اجواء ونتائج خسارة «قوى التغيير والمستقلين» انتخابات هيئة مكتب المجلس وعدم حصولها على اي منصب لا نيابة الرئيس ولا عضوية هيئة مكتب المجلس، لتتفرغ لاحقاً الاسبوع المقبل الى معركة اللجان النيابية التي ترغب ان تكون مشاركة فيها لا سيما اللجان المهمة كلجنة المال والموازنة ولجنة الادارة والعدل، لكن اثبتت جلسة الثلاثاء ان لا اكثرية ثابتة في المجلس بل اكثريات متحركة حسب المصالح والاهواء السياسية. فيما تردد ان رئاسة الجمهورية تنتظر تزويدها بتوزيع الكتل النيابية بصورة نهائية من دوائر المجلس النيابي التي لم تنجزها بعد، ليوجّه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بناء لذلك دعوات الى الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس الحكومة الجديد.

وعليه يُفترض ان تنصرف الكتل والقوى السياسية الاسبوع المقبل، الى البحث في خياراتها لتكليف رئيس للحكومة، لتبدأ المرحلة الأكثر دقة وخطورة في مشاورات تشكيل الحكومة، التي يفترض المنطق الّا تكون حولها مشاحنات نظرا لعمرها القصير، إلّا إذا كان هناك من نوايا سياسية مبيتة تستبطن اتجاهات تطويل عمر حكومة تصريف الاعمال الى حين موعد الاستحقاق الرئاسي نهاية تشرين الاول المقبل.

وذكرت مصادرالمعلومات لـ «اللواء» ان الرئيس عون سيدعو الى الاستشارات النيابية الملزمة في اقرب فرصة، لكن بإنتظار انتهاء المجلس من كامل ورشته بإنتخاب اللجان النيابية في جلسة الثلاثاء المقبل. وقد باشر الرئيس اتصالات مع بعض القوى لجس النبض حول تكليف رئيس للحكومة الجديدة ولم تتضح بعد اي توجهات بهذا الخصوص.

وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اول المعلّقين على خسارة قوى التغيير، إذ قال «تويتر»: بعد هزيمة الامس للأغلبية الجديدة في المجلس النيابي في انتخاب نائب رئيس نتيجة سوء التنسيق قد يكون من الأفضل صياغة برنامج مشترك يتجاوز التناقضات الثانوية من اجل مواجهة جبهة 8 آذار السورية الإيرانية التي للتذكير ستنتقم لهزيمتها في الانتخابات بكل الوسائل ولن ترحم أحداً.

وقال النائب غسان سكاف الذي لم يحالفه الحظ في مواجهة نائب رئيس المجلس الياس بو صعب: ان «الخربطة» في انتخاب نائب رئيس المجلس أتت في الدورة الثانية، ونحن نعرف بأن بو صعب حصل على 65 صوتاً ولكن الـ Pointag كان يدل على أنه قد ينال 58 صوتاً وهناك 7 أصوات أتت من التغييريين أو المستقلين وهم من أعطوا الفوز له.

كذلك قالت عضو تكتل الجمهورية القوية النائبة غادة أيوب عبر حسابها على «تويتر» : يستحيل الخروج من الأزمة الوطنية والمالية، إلا من خلال وحدة موقف ووحدة صفّ حول استراتيجية سيادية وتغييرية تتناسب مع خطورة المرحلة ودقّتها، وكل الأمل أن يشكل ما حصل بالأمس حافزا لتلافي تكراره في الاستحقاقات القادمة.

وقال نائب حزب الكتائب سليم الصايغ : أن التجربة الأولى للنواب أثبتت أن هناك سوء تنسيق بين قوى التغيير، في وقت توجد كتل نيابية متفقة مع بعضها، وانتخاب بري لم يكن ليحصل لولا دعم التيار الوطني الحر المباشر فالمطلوب كان ألّا يخسر وألا يربح بأصوات كبيرة.

أضاف: هناك بعض النواب محسوبون على التغييريين لديهم علاقة مباشرة مع الياس بو صعب، ما يدل على أن هناك حسابات شخصية تتغلب على الحسابات السياسية.

وعن النتائج،قال الصايغ: انه لا يمكن بعد اليوم الحديث عن أغلبية ساحقة وصلبة ولا يمكن الحديث عن أقلية مغلوب على أمرها.

ورأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك أنه «إذا توحدت المعارضة المتنوعة تصبح أكثرية، وإذا تفرقت تحولت إلى جزء من المنظومة أو إلى مطايا أو أحصنة طروادة يعتليها حزب الله».

وأضاف عبر «تويتر»: يتعين عليها تصحيح المسار لمواجهة الاستحقاقين التاريخيين: الحكومة المقبلة ورئاسة الجمهورية، مشيراً الى أن «في حال أحسنت أو أخطأت، التاريخ سيكتب عنها في الحالين. الابتعاد عن الغوغائية والديماغوجية والشعبوية هو الدواء.

وفي جديد الوضع النيابي المتوتر على اثر تعرّض محازبين لمنزله، كتب النائب جميل السيّد عبر حسابه على «تويتر»، تغريدة جديدة، قال فيها: بناء للتوضيحات التي بلغتني من الرئيس نبيه بري وإدانته لمحاولة التعرّض لمنزلي امس (الاول) من قبل عناصر حركيّة غير منضبطة، وتلبيةً لتمنّيه بإحتواء الوضع الناتج عنها، فيرجى أخذ العلم من قبل وسائل الإعلام بأنني قد صرفت النظر عن عقد المؤتمر الصحفي الذي دعوت اليه غداً (اليوم) في المجلس النيابي.

متابعة دبلوماسية

وفي متابعة لنتائج الانتخابات وجلسة الثلاثاء، استقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب امس، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي «هنأت لبنان على انجازه العملية الانتخابية بشكل عام واقتراع المغتربين في الخارج، وكذلك على الجو الديمقراطي الذي ساد جلسة مجلس النواب يوم امس» . وتم البحث في زيارة بوحبيب الى واشنطن ونيويورك وبروكسل، وفي المرحلة المقبلة لجهة تشكيل الحكومة الجديدة والإصلاحات المطلوبة والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي وكذلك أزمة النزوح السوري.

كما استقبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، سفيرة فرنسا آن غريو، وبحث معها في الأوضاع السياسية والنتائج التي أفرزتها الإنتخابات النيابية، «ولا سيما لجهة التكتلات النيابية وتوزّعها وعدم وجود أكثرية نيابية مرجّحة، حيث ان التيار ولو فاز بأكبر كتلة وتكتل نيابيين ولو فاز بانتخابات الادارة المجلسية الّا انه ليس جزءاً من اي اكثرية او اقلية». كما جرى التأكيد «على أهمية الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات وعلى تنفيذ الإصلاحات الإقتصادية والمالية اللازمة والتي من شأنها وضع لبنان على سكة الخلاص».

على خطّ «الإِشكال»

إلى ذلك، دخل نوّاب «القوات» بازار الإشكال، حيث زار كل من رازي الحاج وغادة أيوب، مكان وقوع الاشكال في الجامعة اللبنانية، واجتمعا مع مدير الجامعة أمين لبس لاتخاذ التدابير القانونية اللازمة.

{ في السياق، غرد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غياث يزبك عبر حسابه على «تويتر: «هل نحن في زمن النظام الأمني اللبناني – السوري؟! سؤال ينبع من الاعتداء المزدوج على طلاب القوات اللبنانية في حرم الحقوق جل الديب حيث انتهكت الحرمات والحقوق. التيار يعتدي والعسكر يغطي. يا جيش ليش؟».

{ كذلك، غرّدت الوزيرة السابقة مي شدياق: «هيدي ثقافة التيار الإلغائية. كبار أو صغار ثقافة واحدة، همها تشويه صورة لبنان السيد الحر المستقل. يعجز الإنسان عن وصف أفعالهم المنافية لكل مبدأ. بشير رح يبقى حي فينا. وانتو سقطّوا عجهنم والتاريخ لن يرحم عملاء سوريا وحزب الله. ولو شو ما عملتوا سمير جعجع انتصر وهوبراتكم لن تخفي فشلكم».

{ بدوره، غرد النائب نديم الجميل معتبراً أن «أسوأ ما يمكن أن يحدث في لبنان هو أن يفقد الجيش هيبته واحترامه في هذه المنطقة الوحيدة الذي ما زال يفرض فيها قوته»، وقال: «نحترم الجيش وندعمه ونقدر جهوده لكن الإفراط باستعمال العنف الذي أصبح ممنهجاً بوجه شبابنا زاد عن حده.. ما تحولوا الجيش لفرقة إنضباط عند التيار!».

{ النائب الياس حنكش قال: «الإعتداء على مدير ودكاترة وطلاب الجامعة اللبنانية كلية الحقوق بجل الديب مرفوض ومدان والعنف اللي إستعمل عطلاب أوادم مش مقبول. منطلب من قيادة الجيش اللبناني فتح تحقيق بالموضوع ومحاسبة العناصر المخالفة. رح تبقى هيدي الجامعة سيادية وطنية!».

103 إصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة 103 اصابات بفايروس كورونا، وحالة وفاة واحدة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1099368 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الديار

فرنسا مع تعويم حكومة ميقاتي وواشنطن والرياض لـ «حكومة الغلبة» والفراغ طويل

 مليونا مغترب الى لبنان هذا الصيف… ولا رواتب للموظفين بعد شهرين؟

 حزب الله: يدنا ممدودة للحوار مع الجميع… مستقلون وتغييريون عارضوا «توجيهات البخاري» – رضوان الذيب

 

المنطقة على صفيح ساخن، مفتوح على كل الاحتمالات وعلى كل الجبهات خلال الشهرين القادمين بالتزامن مع وصول الرئيس الاميركي بايدن الى «اسرائيل» والسعودية والعديد من العواصم العربية أواخر حزيران، ويحاول العدو الاسرائيلي رسم معادلات جديدة لبايدن قبل وصوله وتحديدا في القدس، وبدورهم جهز الفلسطينيون أنفسهم للرد على كل السيناريوات الاسرائيلية وخوض مواجهات طويلة ولديهم كل اوراق القوة، ووضعوا في حساباتهم امكانية تدحرج الامور الى مواجهات شاملة، وعرضوا في مسيراتهم الاخيرة في غزة أسلحة متطورة من صواريخ «سام ٧» و»شاليكا» الروسية المضادة للطيران، لكن البارز ما أعلنه القيادي الكبير في حركة حماس محمد السنوار عن وجود غرفة عمليات مشتركة من ضباط حماس وحزب الله والحرس الثوري الايراني، وهذه الغرفة قادت عملية «سيف القدس» وستقود أي مواجهة جديدة، كما جاءت عملية الموساد الاسرائيلي باغتيال العقيد في الحرس الثوري الايراني حسن صياد خدايي لترفع من سقف التوترات، وقد اتهمت ايران الموساد بارتكاب الجريمة مؤكدة على حتمية الرد وهذا ما دفع الحكومة الاسرائيلية الى اعلان الاستنفار الشامل في معظم سفاراتها في العالم، وشمل الاستنفار مواقع الجيش الاسرائيلي على حدود لبنان وفي الجولان.

 

هذه التطورات الخطيرة مضافا اليها تعثر الاتفاق النووي والمراوحة في الاتصالات الايرانية السعودية والعملية التركية بعمق 30كيلومترا في الاراضي السورية، تؤشر الى رياح ساخنة تتجمع في سماء المنطقة ومفتوحة على كل الاحتمالات ولن يسلم منها لبنان وخسائره سترتفع اذا لم يتم انجاز الاستحقاقات الدستورية ومعالجة الازمة المالية وتوقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

 

وفي ظل هذه التوترات، استبعد مسؤول أمني عربي أمام زواره اللبنانيين حصول أي مبادرات عربية أو دولية تجاه لبنان في الوقت الحاضر، مؤكدا اقتصار المساعدات العربية على «هبات» للجمعيات الاهلية بشكل مباشر، جازما ان حالة الفراغ والشلل واللادولة قد تمتد لأكثر من سنتين كون التسوية الدولية الاقليمية التي انتجت الطائف وبعده الدوحة مستبعدة كليا جراء الانقسامات الحادة مضافا الى ذلك استحالة التفاهمات الاميركية السعودية الايرانية السورية بشأن لبنان، جازما ان لبنان ليس في حسابات احد من دول القرار، وفرنسا لا تملك تفويضا اميركيا في صياغة الحل، والاوضاع ستبقى «هبة باردة وهبة ساخنة» لكن الانهيار لن يكون شاملا، داعيا الى دعم الجيش اللبناني بكافة الوسائل كي يكون قادرا على تنفيذ مهامه، مستبعدا العودة لخطوط التماس، مع تأكيده ان المساعدات لن تكون الا حبوب «اسبرين» و»مسكنات» للحؤول دون تدفق موجات الهجرة السورية الى القارة الاوروبية جازما ان حكومة تصريف الاعمال برئاسة ميقاتي ستدير المرحلة الانتقالية وسيتم التوافق على بعض الصلاحيات لتوقيع العقود مع صندوق النقد الدولي، معربا عن أسفه للتخلي العربي عن لبنان. مؤكدا ان طريق الحل تبدأ من التوافق الدولي والاقليمي على الترسيم البحري واستثمار الغاز وهذا لن يحصل حاليا مع الصراعات الكبرى على طرق الغاز في العالم، مستبعدا التوافق على اسم رئيس جديد للبلاد، وأكد ان الدول الخليجية ستؤمن الالاف من فرص العمل للشباب اللبناني مهما كانت الظروف السياسية ومستوى الانقسامات الداخلية.

اشكال طالبي بين التيار والقوات اللبنانية

 

قفز الى واجهة الاحداث أمس، الاشكال الطالبي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في كلية الحقوق – فرع العلوم السياسية – الفرع الثاني في جل الديب على خلفية نزع صور بشير الجميل وسمير جعجع من قبل طلاب التيار الوطني مقابل كتابة شعارات ضد الرئيس عون من طلاب القوات، وأدى الاشكال الى سقوط بعض الجرحى اصاباتهم طفيفة، وانتقل التوتر الى بعض الاحياء المحيطة في المنطقة مما دفع الجيش الى التدخل السريع وحسم الاشكال وتوقيف بعض الطلاب، وتدخل مدير كلية العلوم السياسية الدكتور وديع ابي خليل ومدير كلية الحقوق الدكتور امين لبس مع الجيش لاطلاق سراحهم، كما جرت اتصالات بين نواب المنطقة لتهدئة الاجواء مع تعهد الطرفين على عدم اللجوء الى التوترات في الجامعة عند اي خلاف قد يطرأ في المستقبل.

مليونا مغترب الى لبنان بعد 30 حزيران

 

وفي ظل الظروف المعقدة، تبقى بارقة الامل الوحيدة من بوابة الاغتراب اللبناني، مع المعلومات عن صيف واعد وحجوزات وصلت الى مليوني مغترب واكثر سيقضون اجازاتهم في بلدهم، وان الطائرات القادمة الى مطار رفيق الحريري بعد 30 حزيران محجوزة طوال شهر تموز وحتى منتصف أب، ومن المتوقع دخول أكثر من 20 الف مغترب في اليوم الواحد يشكلون أكبر رافد للاقتصاد اللبناني وسيؤمنون الالاف من فرص العمل، وحركة اقتصادية ناشطة رغم فقدان أدنى مقومات الحياة وانقطاع الكهرباء والمياه، وهذا يفرض على وزارة الطاقة اخذ بعض الاجراءات لتحسين التغذية بالكهرباء وخفض الاسعار لو بالحد الادنى.

لا رواتب للموظفين بعد شهرين

 

ولذلك تدعو مصادر متابعة الى ملاقاة حركة المغتربين عبر تسريع انجاز الاستحقاق الحكومي بأقل الخسائر، والحد من انهيار الليرة الحتمي اذا لم يتم اتخاذ اجراءات مالية سريعة في ظل حاجة الدولة الى أكثر من مليار دولار شهريا «فريش» لتغطية نفقات فروقات الادوية والقمح والمحروقات والامراض المزمنة وتأمين رواتب موظفي القطاع العام وكل ما تحتاجه الدولة، ولا يمكن الاستمرار في عملية التمويل بعد شهرين، وهذا ما سيؤدي الى عدم حصول موظفي القطاع العام على رواتبهم، علما ان دفع الرواتب سيتأخر هذا الشهر لاكثر من اسبوع في العديد من القطاعات، وسيدفع لكل قطاع على حدة بسبب عدم توفر الاعتمادات، وتستعد معظم القطاعات الرسمية والنقل العام والمعلمين الى تنفيذ اضرابات اذا لم تدفع الدولة ما وعدت به الموظفين من رفع بدلات النقل الى 64 الف ليرة وغيرها من الحوافز، حتى البطاقة التمويلية متعثرة وظهرت التدخلات في عمليات الاحصاء وقبول الطلبات مما حرم مئات العائلات المستحقة منها لصالح عائلات تحظى في حمايات سياسية؟

الاستشارات النيابية اوائل الاسبوع

 

من المتوقع بعد انتخاب الرئيس نبيه بري لولاية سابعة في رئاسة المجلس النيابي، ان يدعو رئيس الجمهورية الى استشارات نيابية ملزمة لاختيار شخصية سنية تتولى رئاسة الحكومة، وحسب المعلومات لمقربين من بعبدا، ان الاستشارات النيابية ستحدد أوائل الاسبوع لاختيار الرئيس المكلف على عكس ما سرب عن تأخيرها من قبل بعبدا بانتظار التوافقات، وعلم ان بعبدا تنتظر وصول لائحة توزيع الكتل والنواب المستقلين من المجلس النيابي لتحديد المواعيد، واذا وصلت اللائحة اليوم او غدا الى بعبدا فأن موعد الاستشارات قد يكون الاثنين، ويبقى الأوفر حظا لترؤس الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي، وان كان تأليفها يبدو مستحيلا خلال الفترة الانتقالية، ومن هنا وجه السفير الفرنسي في لبنان نصائح الى القوى السياسية دعاهم فيها الى التوافق على تعويم حكومة ميقاتي حتى انجاز الاستحقاق الرئاسي، في حين ترفض القوات اللبنانية هذا الطرح وتسعى لتشكيل حكومة أكثرية برئاسة نواف سلام مدعومة من الحزب الاشتراكي والتغيريين والمستقلين، وهذا الطرح يصر عليه السفيران السعودي والاميركي المتمسكان بأبعاد حزب الله عن أي حكومة جديدة وخوض المواجهة المفتوحة معه وتبني «حكومة الغلبة». وحسب المعلومات فان الحزب الاشتراكي يحاذر تبني هذا الطرح حتى الان، بالمقابل اعلن مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف خلال حفل تكريمي للاعلاميين دعت اليه جبهة العمل الاسلامي تمسك حزب الله بسياسة اليد الممدودة الى الجميع وفتح قنوات الحوار مع كل القوى السياسية لانقاذ البلد، مشددا على التمسك بالحوار وتحديدا بعد كل ما جرى في المجلس النيابي من نتائج لصالح اعادة انتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس والياس ابو صعب لنيابة الرئيس، وما جرى يؤكد ان البلد لا يحكم بمنطق الاكثرية او الأقلية بل بالمنطق الوطني الجامع، داعيا الجميع الى تحمل مسؤولياتهم وعدم تضييع هذه الفرصة الانقاذية في الخلافات والسجالات.

 

هذا الطرح الحواري من حزب الله لانقاذ البلد يرفضه السفير السعودي البخاري حسب المعلومات، وقال في جلسة خاصة: «كنت بحاجة فقط لاسبوعين لأقلب الطاولة كليا والحصول على الاكثرية الراجحة» لكن ما جرى في جلسة المجلس النيابي حسب مصادر متابعة يدحض كلام البخاري وكل تدخلاته وتوجيهاته ورسائله بالعشرات على «الواتساب» للنواب التغييريين والمستقلين و14 اذار خلال الجلسة النياببة بالتصويت لغسان سكاف لكنها لم تؤد الى اية نتيجة، حتى ان العديد من النواب المستقلين في كسروان وزحلة صوتوا للياس ابو صعب، ورفضوا توجيهات البخاري رغم تلقيهم الرسائل الالكترونية منه بالتوحد خلف سكاف، وبالتالي فان ما حصل في الجلسة يخالف كل الكلام عن انتصارات لـ ١٤ اذار وخسارة حزب الله وحلفائه للأكثرية وتبني تلك المعادلة، فيما النتائج كشفت عن وجود كتلتين متوازيتين تحتاجان «لبيضة القبان» حتى تأمين الحسم، وهذا الدور يريد جنبلاط ان يلعبه مجددا.

 

وتشير المعلومات، ان الاسماء لتولي الحكومة الجديدة ليست محصورة بميقاتي ونواف سلام، وهناك» جس نبض» يطال اسم مصطفى أديب بالاضافة الى سمير الخطيب، فيما عبد الرحمن البزري حظه معدوم حتى الان.

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

هدوء قبل عاصفة التكليف والتأليف  

 

اما وقد طوي الاستحقاق البرلماني الاول بعد الانتخابات النيابية واكتمل عقد المطبخ التشريعي لمجلس النواب الجديد، رئيسا ونائب رئيس وهيئة مكتب، وغداة النكسة التي منيت بها الاكثرية الجديدة خلاله، فإن الانظارتوجّهت الى ثاني الاستحقاقات المتمثل بالتكليف والتأليف الحكوميين. وما اذا كان نواب الاكثرية هذه الذين انبروا امس الى تحليل اسباب الخسارة والدعوة الى مراجعة مواقفهم سيعتبرون مما جرى ليوحدوا الكلمة والصف في الملف الحكومي ام تتلاشى اكثريتهم في بحر الانانيات لمصلحة رابح وحيد هو حزب الله.

 

وفي انتظار تبليغ رئاسة الجمهورية بخريطة توزيع الكتل النيابية من دوائر المجلس النيابي التي لم تنجزها بعد، لم يوجّه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس اي دعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس الحكومة الجديد.

 

لبرنامج مشترك

 

في الاثناء، بقيت أصداء خسارة القوى المعارضة للمنظومة في انتخابات الرئاسة الثانية تتردد وسط دعوات الى رص الصف. في هذا الاطار، اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر «تويتر»، أن بعد هزيمة الامس للأغلبية الجديدة في المجلس النيابي في انتخاب نائب رئيس نتيجة سوء التنسيق قد يكون من الأفضل صياغة برنامج مشترك يتجاوز التناقضات الثانوية من اجل مواجهة جبهة 8 آذار السورية الإيرانية التي للتذكير ستنتقم لهزيمتها في الانتخابات بكل الوسائل ولن ترحم احد.

 

حسابات شخصية

 

من جانبه، أكد عضو كتلة الكتائب النائب سليم الصايغ أن التاريخ أثبت أن الوظائف الأخرى في مكتب المجلس النيابي هي وظائف معنوية أكثر مما هي سياسية فعلية، إذ بوجود بري في المجلس لا يوجد دور آخر لأحد. وتابع في حديث اذاعي أن التجربة الأولى للنواب أثبتت أن هناك سوء تنسيق بينهم، في وقت  توجد كتل نيابية متفقة مع بعضها، وانتخاب بري لم يكن ليحصل لولا دعم التيار الوطني الحر المباشر فالمطلوب كان الا يخسر وألا يربح بأصوات كبيرة. أضاف «هناك بعض النواب محسوبون على التغييريين لديهم علاقة مباشرة مع الياس بو صعب، ما يدل على أن هناك حسابات شخصية تتغلب على الحسابات السياسية.وعن النتائج، أشار الى انه لا يمكن بعد اليوم الحديث عن أغلبية ساحقة وصلبة ولا يمكن الحديث عن أقلية مغلوب على أمرها.

 

سكاف

 

اما النائب غسان سكاف الذي لم يحالفه الحظ في مواجهة بو صعب فقال لـmtv: «   ان «الخربطة» في انتخاب نائب رئيس المجلس أتت في الدورة الثانية، ونحن نعرف بأن بو صعب حصل على 65 صوتاً ولكن الـPointage كان يدل على أنه قد ينال 58 صوتاً وهناك 7 أصوات أتت من التغييريين أو المستقلين وهم من أعطوا الفوز له.

 

بري – ابراهيم

 

وسط هذه الاجواء، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في عين التينة.

 

وليس بعيدا، استقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي هنأت لبنان على انجازه  العملية الانتخابية بشكل عام واقتراع المغتربين في الخارج، وكذلك على الجو الديموقراطي الذي ساد جلسة مجلس النواب اول امس. وتم البحث في زيارة بوحبيب الى واشنطن ونيويورك وبروكسل، وفي  المرحلة المقبلة لجهة تشكيل الحكومة الجديدة والإصلاحات المطلوبة والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي وكذلك أزمة النزوح السوري.

 

باسيل وغريو

 

الى ذلك، استقبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، سفيرة فرنسا آن غريو، وبحث معها في الأوضاع السياسية والنتائج التي أفرزتها الإنتخابات النيابية، لا سيما لجهة التكتلات النيابية وتوزّعها وعن عدم وجود أكثرية نيابية مرجّحة حيث ان التيار ولو فاز بأكبر كتلة وتكتل نيابيين ولو فاز بانتخابات الادارة المجلسية الّا انه ليس جزءًا من اي اكثرية او اقلية. كما جرى التأكيد على أهمية الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات وعلى تنفيذ الإصلاحات الإقتصادية والمالية اللازمة والتي من شأنها وضع لبنان على سكة الخلاص.

 

اتحاد النقل

 

وفي انتظار الحكومة الجديدة، الوضع المعيشي السيئ يراوح. انطلاقا من هنا، أعلنت اتحادات ونقابات قطاع النقل البرّي عن «يوم استثنائي يعبّر فيه السائقون عن غضبهم ووجعهم الخميس في ٢٣ حزيران ٢٠٢٢، على أن يُعلَن عن آليات الإضراب والتحرّك والتصعيد في مؤتمر صحافي يُعقَد الاثنين في ٢٠ حزيران ٢٠٢٢ في مقرّ الاتحاد العمالي العام».

 

إشكال

 

الى ذلك، وقع اشكال في الجامعة اللبنانية كلية الحقوق والعلوم السياسية- الفرع الثاني في جل الديب بين الجيش وبعض طلاب القوات اللبنانية، على خلفية نزع مناصري التيار الوطني الحر صورة كبيرة امام الجامعة مرخصة من قبل البلدية للرئيس الشهيد بشير الجميل، ورفع يافطة تطالب بالتدقيق الجنائي من دون اخذ اذن رسمي، ما ادى الى تلاسن بين مؤيدي القوات من جهة والتيار من جهة ثانية، قام بعدها عناصر الجيش بالاعتداء بالضرب والعصي على طلاب القوات، بحسب روايات الطلاب. ومنع مدير كلية العلوم السياسية الدكتور رودريغ ابي خليل الذي تعرض للاهانة مع مدير كلية الحقوق والعلوم السياسية الدكتور امين لبس الجيش من توقيف طلاب القوات الموجودين داخل حرم الجامعة.

 

وبعيدا من الاشكال وتفاصيله، سألت اوساط سياسية معارضة عبر «المركزية» عن كيفية السماح للتيار الوطني الحر بإزالة صورة لرئيس جمهورية لبنان، فيما صور رئيس جمهورية ايران حليف حليفه حزب الله تملأ طريق المطار مرحبة بالزوار القادمين الى لبنان، والضاحية الجنوبية حيث ترفع الصور للخامنئي والخميني ومن لف لفيفهما. فهل يسمح التيار يوما ما بإزالة صورة للرئيس عون لتعلق مكانها يافطة؟ ودعت الى وقف مسار الاستفزاز الذي لا يتقن التيار غيره في تعاطيه مع الآخرين.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram