افتتاحيات الصحف ليوم الإثنين 30 أيار 2022

افتتاحيات الصحف ليوم الإثنين 30 أيار 2022

 

Telegram

 

افتتاحية جريدة البناء


الاحتلال يتفادى التحرّش بالأقصى التزاماً بتهديدات المقاومة… وبينيت ينظم المسيرة بوجه نتنياهو / بري يتجاوز عتبة الـ 66 صوتاً… وبوصعب يتقدّم نحو نائب الرئيس… وأكثرية القوات تتبخّر / أسئلة لنواب التغيير حول سبب الصمت على حاكم المصرف بعد فضيحة سعر الصرف /

 

مر يوم مسيرة الأعلام الصهيونية في القدس بين النقاط، وانتهى دون بلوغ مخاطر المواجهة التي لوّحت بها قوى المقاومة في غزة، بعدما نجحت الوساطات التي حفزتها حركة أميركية دبلوماسية مكثفة، نجحت بتجنيد مصر وقطر لبلورة ورقة إطار لمسيرة الأعلام بما لا يصطدم بالخطوط الحمراء التي وضعتها قوى المقاومة في غزة، في ظل التزام محور المقاومة في المنطقة بدعم المقاومة في غزة في أية مواجهة مقبلة.

الخطوط الحمراء للمقاومة في غزة تركزت حول المسجد الأقصى في ضوء التهديدات التي أطلقها حاخامات الكيانات المتطرفة بنية التعرض لقدسيته بدخول قاعات مساجده، والتهديد بالتعرض بالأذى لقبة الصخرة، بالإضافة الى إعلان قوى المقاومة أنها ستراقب مسار المسيرة وسلوك قوات الشرطة والمشاركين ونسبة الاعتداءات على بيوت المقدسيين والعنف بحقهم. وقالت مصادر فلسطينية إن غرفة عمليات المقاومة خلال نهار أمس، كانت على درجات التأهب والترقب والتشاور، حيث جرت مراجعة الوسطيين المصري والقطري في ضوء مظاهر الحضور الصباحي للمستوطنين الى باحات المسجد الأقصى بقيادة النائب المتطرف في الكنيست ايتمار بن غيفير، واعتبارها انتهاكاً لورقة الإطار، وجاء الرد ان حكومة نفتالي بينيت ستضبط التحركات خلال مسيرة الأعلام الرسمية التي تنطلق بعد الظهر، وما جرى صباحا يندرج ضمن ما كانت تسمح به الحكومة قبل الاتفاق على إطار مسيرة الأعلام، مع التعهد بوقف هذه التدفقات للمستوطنين الى باحات المسجد الأقصى. وخلال أحداث المسيرة كانت بعض المصادمات والاعتقالات فتم التحرك على خط الوسطاء مجدداً للتهديد بسقوط الإطار، وكان الجواب أن الإصابات بين المستوطنين ليست اقل من إصابات الشباب الفلسطيني. وكانت تظاهرات الأعلام الفلسطينية في شارع صلاح الدين في القدس مؤشراً على توازن الحضور بين الفلسطينيين والمستوطنين، فانتظرت قوى المقاومة حتى الحدث الختامي للمسيرة وابلغت المصريين والقطريين بأن أية محاولة للاقتراب من المسجد الأقصى وباحاته ستعني تساقط الصواريخ، وكان للمقاومة ما طلبت. وتقول المصادر في تقييمها الإجمالي إن بينيت خاض معركته بوجه بنيامين نتنياهو تحت سقف الالتزام بالخطوط الحمراء للمقاومة.

لبنانياً، تحسم غداً معركة تشكيل هيئات مجلس النواب انطلاقا من الرئاسة التي بات محسوماً ما هو أكثر من مجرد الفوز الحتمي لرئيس السن نبيه بري بولاية جديدة لرئاسة المجلس. فالمصادر النيابية المتابعة للاتصالات حول اتجاهات التصويت تؤكد أن الرئيس بري قد تجاوز عتبة الـ66 صوتاً وربما يحصد ما فوق الـ70 صوتاً لرئاسة المجلس. وقالت المصادر إن المعركة الفعلية هي حول نائب رئيس المجلس حيث يلفت الانتباه غياب ترشيح الطرفين الرئيسيين اللذين تحدثا عن تغيير جذري في هوية المجلس النيابي، وقدّمت لهما انتخابات نائب رئيس المجلس فرصة تظهير حضورهما والإمساك بمفصل هام في الحياة المجلسية هو منصب نائب الرئيس، والطرفان هما القوات اللبنانية ونواب التغيير والمجتمع المدني، فقد أكدت مصادر نيابية ان القوات اللبنانية لن ترشح النائب غسان حاصباني، وقد تتشارك مع المردة في التصويت للنائب سجيع عطية، تهربا من اختبار قوتها النيابية بعدما تبخر الحديث عن الأكثرية الذي أطلقه رئيس القوات سمير جعجع، وصارت الأكثرية الوهمية اثبت من نظرية الاكثرية، بينما انتقل التنافس الى مرشحين، واحد يمثل التيار الوطني الحر الذي يفترض انه تلقى هزيمة في الانتخابات، لكنه مرشح بارز للفوز بمنصب نائب الرئيس، ينافسه مرشح مستقل هو النائب سجيع عطية، يعلن أنه سيمنح تصويته للرئيس بري في رئاسة مجلس النواب.

في الشأن المالي والنيابي، لفت انتباه المتابعين للوضع المالي بعد فضيحة تراقص سعر الصرف بين حدين يفصل بينهما 35% خلال أيام، وفي ظل الدور المحوري لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة في التحكم بسعر الصرف، أن نواب التغيير غابوا كلياً عن السمع في التعليق على الموضوع.

تتجه الأنظار الى يوم غد الثلاثاء حيث تتظهّر التكتلات السياسية التي من شأنها أن تحدد او ترسم مآل الأمور في الاستحقاقات المقبلة المتصلة باستحقاقي رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية. ويوم الثلاثاء سوف يفوز الرئيس نبيه بري برئاسة المجلس النيابي وإن كان عدد الاصوات التي سيحصل عليها سوف يتراجع عما كانت عليه في الانتخابات الست الماضية. إلا أن المشهد ليس واضحاً تجاه نائب رئيس المجلس النيابي رغم ان التيار الوطني الحر قد رشّح النائب الياس بوصعب لموقع نائب الرئيس، وقد زار بوصعب بري في عين التينة لمدة ساعة من الوقت واطلعه على ترشحه لمنصب نائب رئيس مجلس النواب، قبل يومين من انعقاد جلسة الانتخاب وغادر من دون تصريح.

وفيما تشير أوساط تكتل لبنان القوي الى ان التيار الوطني الحر لا يزال على موقفه، لجهة التصويت بورقة بيضاء لرئاسة المجلس، اشارت مصادر سياسية الى ان رئيس التيار الوطني الحر سيجد نفسه امام ضرورة ترك حرية الاختيار لنوابه خاصة أن عدداً من نواب التيار الوطني الحر كان قد ابلغ باسيل انه يتجه الى التصويت لبري. ومن المرجح وفق المصادر ان يذهب كل من النواب الياس بوصعب، ابراهيم كنعان، فريد البستاني، ألان عون، سيمون ابي رميا، وسليم عون وأسعد درغام للتصويت لبري، علماً ان نواب حزب الطاشناق سوف يصوتون للرئيس بري كذلك الأمر بالنسبة الى النائب محمد يحيي. وتقول المصادر نفسها إن تصويت نواب حركة امل لنائب الرئيس سيأخد بعين الاعتبار تصويت التيار الوطني الحر لرئيس المجلس.

واليوم يلتقي بوصعب النواب طوني فرنجية، فريد الخازن وويليام طوق، وسوف يتابع اتصالاته مع الكتل، حتّى تلك التي لن تصوّت له، كما قال.

ولفت بوصعب الى ان التيار الوطني الحر لن يصوت لبري لرئاسة المجلس الا انه سيترك لأعضاء التكتل حرية الاختيار، وأكد ان بري حتّى لم يسألني إن كنت بالشخصي سأصوّت له.. وتحدثنا في إصلاحات متعلّقة بالمجلس النيابي وتشاركنا بالأفكار ولم نتحدّث بأي شيء آخر ولم نأت على ذكر الوزارة ولا الحكومة، وكلّ ما يقوله البعض عن مقايضات عار من الصحة.

وذكر بوصعب بانه «لم يحصل أي طلب لزيارة حزب الله، وعندما زرت الرئيس بري أدركت أن الكتلتين ستكونان متوافقتين؛ وهذا لا يعني أن حزب الله لن يصوت لي».

وفيما تعلن كتلة التحرير والتنمية موقفها اليوم عقب اجتماعها، تشير المعلومات الى ان موقف الحركة والحزب سيكون موحدا تجاه انتخابات الرئيس ونائبه. هذا ويزور النائب سجيع عطية الرئيس نبيه بري اليوم مع كتلة «إنماء عكار». وبحسب المعلومات فإن عطية لا يزال مرشحاً لموقع نائب رئيس المجلس ويتوقع أن يحصل على اصوات نواب حزب القوات والمردة. كما أعلن النائب المستقل الدكتور غسان السكاف من جهته ترشحه لمنصب نائب رئيس المجلس النيابي.

وتمنى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، خلال غداء تكريمي على شرفه في زحلة، أن «يتحمل الجميع المسؤولية لجبه التحديات المقبلة بسلام وليكن التعاون والحوار شعار المرحلة التي سنخوضها مما ينعكس إيجاباً على الوضعين المعيشي والأمني». وأضاف: «التوافق السياسي في العناوين المفصلية كفيل باستمرار لبنان واستقراره وسنعمل على توفير بيئة سليمة لان لا خيار سوى الدولة ومؤسستها».

 وعلى وقع تأرجح سعر صرف الدولار صعوداً وهبوطاً بشكل سريع، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة رعد: «لا احد في علوم الاقتصاد فهم كيف ارتفع سعر الدولار وكيف انخفض، المسألة مسألة لعب بأعصاب الناس ومسألة جشع عند بعض اثرياء الحرب وإهمال وتربص لدى بعض المسؤولين بعضهم ببعض، فلا يكاد مسؤول يستخدم صلاحياته الا اذا تواطأ مع مسؤول اخر حرضه على ذلك وحماه وغطاه، واقول لكم وانتم تعانون ضيق العيش وازمة اقتصادية خانقة: انتهت رحلة التضييق وخاب ظن الأميركي وكل من راهن على نجاح سياساتهم في هذا البلد».

وتوجه رعد الى النواب الجدد بالقول: «اذا كنتم ما زلتم تتذكرون شعاراتكم من اجل محاربة الفساد، فهذه يدنا ممدودة لكم، فتعالوا نتعاون، دلونا فقط على برنامجكم لمحاربة الفساد ونحن نمد ايدينا للجميع. ونحذر من المس بالسيادة الوطنية ومن ان تستعملوا من اجل الطعن بالمقاومة».

الى ذلك عقد الحزب السوري القومي الاجتماعي خلوة مشتركة للسلطتين التشريعية والتنفيذية في دار سعاده الثقافية الاجتماعية ـ ضهور الشوير.

الخلوة التي استمرت ليومين متتالين افتتحت، صباح السبت، بحضور رئيس الحزب الأمين أسعد حردان، رئيس المجلس الأعلى الأمين سمير رفعت، نائب رئيس الحزب الأمين وائل الحسنية، رئيسي الحزب السابقين الأمينين حنا الناشف وفارس سعد.

عرضت الخلوة في يومها الأول الوضع السياسي العام، على الصعيد القومي، وناقشت عناوين ومواضيع أساسية والتحدّيات بدءاً بما يتهدّد المسألة الفلسطينية من خطر التصفية، في ظلّ التصعيد العدواني الصهيوني وفتح بعض الأنظمة العربية قنوات اتصال مع هذا العدو وإقامة العلاقات معه.

كما تطرّقت الخلوة إلى الخطر الذي يمثله الاحتلالان الأميركي والتركي على وحدة الأراضي السورية من خلال الاستمرار في دعم الإرهاب وإقامة ما يُسمّى المناطق الآمنة التي تندرج في سياق مشروع التقسيم والتفتيت.

وناقشت الخلوة تفاقم الأزمات الاقتصادية في معظم كيانات الأمة وأرجعتها إلى عوامل سياسية وضغوط تمارسها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها ضدّ الدول والشعوب التي تعارض أجنداتها وترفض مشيئتها.

كما عرضت الوضع السياسي في العراق وما يتعرّض له من إرهاب، وأشادت بإقرار مجلس النواب العراقي قانون تجريم التطبيع مع العدو الصهيوني.

كما ناقشت الخلوة الأوضاع السياسية في لبنان والتحديات والضغوط التي تواجهه وخطورة واقعه الطائفي والمذهبي الذي يعزز الانقسامات الداخلية وموضوع الانتخابات النيابية.

وخصّصت الخلوة يومها الثاني لمناقشة شؤون إدارية، وتمّ تشكيل لجنة لصياغة المقترحات وتضمينها للورقة السياسية التي ستقرّها مؤسسات الحزب وتعلن للقوميين الاجتماعيين والرأي العام.

في الشأن الأمني تمكنت القوى الامنية وفي عملية نوعية من إحباط محاولة تهريب 18,3 كيلوغراما من حبوب الكبتاغون الى دولة الكويت، عبر مطار رفيق الحريري الدولي.

ولفت وزير الداخلية بسام مولوي الى انه وخلال التحقيقات الأولية تبيّن أن الموقوف السعودي الجنسية هو مقيمٌ في الكويت وبحوزته أوراق أمنية كويتية.

وعلى ضوء ذلك، تواصل مولوي مع الجهات الكويتية المختصة في إطار التنسيق ومواصلة التحقيقات اللازمة، الامر الذي ينفي ما يتداوله البعض بأن الموقوف هو رجل أمن سعودي.

واكد الوزير مولوي أن العمل مستمرّ لحماية مجتمعاتنا العربية من كل أنواع الاذى، مع التشديد على أن لبنان لن يكون ممراً او منصة لتصدير الشر او للتهريب.

وجرى توقيف ثلاثة أشخاص في منطقة أدونيس من جنسيات عربية وهم فتاة من الجنسية الأردنية وفتاة وشقيقها من الجنسية العراقية على خلفية الاشتباه بهم في قضية توقيف السعودي وضبط 18.3 كيلوغراما من حبوب الكبتاغون بحوزته في المطار.

كما كشفت المعلومات أن الموقوف السعودي وفي التحقيق معه، أنكر معرفته بوجود حبوب الكبتاغون في حقيبته.


==============================================================================


افتتاحية جريدة الأخبار


جلسة انتخاب بري: ملامح حلحلة مع العونيين؟


قبل 48 ساعة على الجلسة الأولى لبرلمان 2022 لانتخاب رئيس للمجلس ونائبه وأعضاء هيئة مكتب المجلس، بدا أن «تسوية» ما يجري التحضير لها لرفع عدد الأصوات التي يرجّح أن ينالها المرشح الوحيد لرئاسة المجلس الرئيس نبيه بري إلى أكثر من 65 صوتاً. إذ أعاد حزب الله تشغيل ماكيناته لتقريب وجهات النظر بين حلفائه. مصادر مطلعة على الاتصالات المتسارعة قبل موعد الجلسة قالت لـ«الأخبار» إن «الأمور مش مسكرة حتى الآن تماماً» مع التيار الوطني الحر في شأن التعاطي مع ترشيح الرئيس بري، خصوصاً أن التيار «لمس من ثنائي أمل - حزب الله جواً إيجابياً تجاه ترشيح النائب الياس بو صعب لمنصب نائب رئيس المجلس. وإذ نفت أن يكون «أي ديل قد ركب بعد»، أكّدت أن «هناك جواً إيجابياً إلى حد ما. هناك أخد وعطا، والاتفاقات في مثل هذه الأمور تتم في اللحظات الأخيرة، خصوصاً أن ما من مرشح آخر غير بري، والجميع يدرك أن ليس من مصلحة أحد أخذ الأمور إلى مواقف حادة»، مشيرة إلى أن «مساعي حزب الله لا تزال متواصلة للتوصل إلى اتفاق لا غالب ولا مغلوب».


========================================================================


النتائج الرسمية للانتخابات: أقلام ناقصة وأخطاء في احتساب الأصوات


الشكاوى من إدارة وزارة الداخلية والبلديات للانتخابات النيابية الأخيرة كانت محدودة قياساً بالوضع العام في البلاد، ووزير الداخلية بسام مولوي برر «الأخطاء العابرة التي شابت العرس الديموقراطي» بـ«ضيق الوقت والإمكانيات المحدودة». لكن من يقدم الإجابة العلمية حول فقدان أقلام كاملة واجتزاء نتائج أقلام أخرى؟


قد يظن البعض بأن خسارة بعض المرشحين بفارق أصوات قليلة جزء من آلية الانتخاب المعتمدة في كل أنظمة العالم. أما في انتخابات لبنان للعام 2022، فلم يعد الحديث عن تزوير في النتائج مجرد اتهامات يسوقها مرشحون خاسرون. إذ أنه وفق قانون الانتخاب النسبي الحالي، فإن عدداً قليلاً من الأصوات كفيل بأن يغير النتيجة بناء على احتساب الكسر. وعليه، فإن عدم احتساب مئات الأصوات كما اتضح، قد يفرض إعادة الفرز وتغيير النتائج.
في إطار تحليله للنتائج المفصلة التي نشرتها الوزارة حول نسب الاقتراع في الأقلام واحتساب الأصوات، تبين للباحث الانتخابي كمال فغالي بأن هناك «أخطاء مشبوهة». وهو أكد لـ«الأخبار» أن «التفاصيل المنشورة عن احتساب نتائج الانتخابات ونتائج أصوات المرشحين، جاءت غير متطابقة مع نتائج فرز لجان القيد بحسب الأقلام».


=============================================================================

افتتاحية صحيفة النهار

صفقة 8 آذار: التحدي الأول للأكثرية الجديدة

إذا كان الأسبوع الجديد يشكل من اليوم اختباراً هو بمثابة أولوية للمواطنين لجهة رصد التراجعات الإضافية المنتظرة في سعر الدولار وما يستتبعه من تراجعات على جدول أسعارالمحروقات وسائر السلع الأخرى، فان الاستحقاق الذي يجذب اهتمام القوى السياسية قاطبة يتمثل في أولى جلسات مجلس النواب المنتخب غدا الثلثاء المخصصة لانتخاب رئيس المجلس ونائبه وهيئة مكتب المجلس. وعشية هذا الاستحقاق الأول عقب الانتخابات النيابية برزت أهميته المضاعفة أولا باعتباره الاستحقاق الذي سيفتتح سلسلة متعاقبة من الاستحقاقات الدستورية البرلمانية والحكومية والرئاسية التي لا تفصل بينها سوى مهل قصيرة، وثانيا لان جلسة الغد ستشكل الترسيم الأول لتوزيع القوى الجديدة والقديمة في المجلس وخصوصا لجهة بلورة الخط البياني بين أكثرية جديدة تضم كتلا ونوابا تغييريين وسياديين في مواجهة اقلية قديمة تضم قوى 8 اذار. ولكن المفارقة اللافتة التي برزت مع انطلاق العد العكسي الأخير لحسم الكتل مواقفها من إعادة انتخاب الرئيس نبيه بري رئيسا للمجلس للمرة السابعة، وبت الاختيارات الحاسمة حول انتخاب نائب للرئيس، تمثلت في ان الأقلية الحالية والأكثرية السابقة أي قوى 8 اذار اتجهت بوضوح في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة نحو ابرام صفقة جديدة بين مكوناتها على رغم التنافر الكبير بين الرئيس بري و”#التيار الوطني الحر”، وهي صفقة يبدو واضحا ان “#حزب الله” عاد ولعب دورا محوريا فيها بحيث يتوقع ان تتظهر في الساعات المقبلة معالمها التفصيلية بحيث يوفر “التيار الوطني الحر” الأكثرية المطلوبة التي تحفظ ماء وجه الميثاقية أيضا لاعادة انتخاب بري ربما في الدورة الثانية ان تعذر ذلك في الأولى، فيما تصوت “كتلة التنمية والتحرير” اسوة بكتلة “حزب الله” ونواب اخرين من مقلب 8 اذار للنائب الياس بو صعب لمنصب نيابة رئاسة المجلس.

 

معالم هذه الصفقة التي تصاعدت في الساعات الأخيرة وعقب زيارة بو صعب السبت لعين التينة ستشكل واقعا التحدي البارز الأول لكتل ونواب الأكثرية الجديدة سواء كانوا من معسكر السياديين وقوى 14 اذار سابقا او من نواب انتفاضة 17 تشرين بحيث سيتعين عليهم مواجهة كتل الأقلية المتماسكة في صفقتها في مقابل خطر تفكك كتل الأكثرية الجديدة بما يفسح للاقلية ان تحتل منصب رئيس المجلس ونائبه مجددا بما يجوف دلالات التغيير في الانتخابات النيابية من اول الطريق.


 
 

وفي معلومات “النهار” ان الصفقة ابرمت بين كتلتي بري و”التيار الوطني الحر” لانتخاب بري رئيسا للمجلس والنائب بو صعب نائبا للرئيس ضمن اتفاق على جملة أمور تصل الى تشكيلة الحكومة الجديدة .


 
 

ذلك ان زيارة بو صعب الى عين التينة واجتماعه مع بري رافقتها ايحاءات واضحة حيال الاتجاه الى صفقة في جلسة الغد. ولكن المعلومات الدقيقة اكدت ان اتصالات مفتوحة أجريت ولم تنقطع حتى قبل تبني التيار ترشيح بو صعب، وان باسيل كان على تواصل مع نائب عكار سجيع عطية المرشح بدوره لنيابة رئاسة المجلس وبمواكبة من نائب رئيس الحكومة سابقا عصام فارس، برز على اثرها توجه النواب العونيين الى التصويت لبري، ولا سيما الذين كانوا على لوائح انتخابية مشتركة مع الحركة و “حزب الله ” على ان يقوم الثنائي الشيعي بانتخاب بو صعب.

 

الكتل المعارضة

في المقابل، تأكد أن الكتل المحسوبة على الأحزاب السيادية والقوى التغييرية لن تذهب باتجاه اختيار أيّ من المرشحَيْن المعلَنين حتى اللحظة الياس بو صعب وسجيع عطية. وسيكون لها قرار مغاير في هذا الإطار، بما يؤكد فرص بروز إسم اخر من السياديين والتغييريين في حال النجاح بالتوصل إلى خيار توافقي بينهم في الساعات المقبلة. وتشير معطيات “النهار” إلى أن اجتماعاً مطوّلاً عقد أمس بين النواب التغييرييين البالغ عددهم 13، للبحث في مقاربة انتخاب نائب رئيس البرلمان وأعضاء هيئة المكتب. وانطلق الاجتماع من فكرة وضع خطة هادفة إلى المشاركة الدينامية في الاستحقاق المرتقب من خلال البحث في بدائل فعّالة. ويريد النواب التغييريون رسم عنوان معركتهم النيابية على امتداد السنوات المقبلة ولن يختاروا إسماً لنيابة الرئاسة إلا مع التأكد من وصوله. ويتأكد وفق المعلومات أنّ أصواتهم ستشكل حالة اعتراضية مقابلة على وصول عطية أو بو صعب. ومن جهته، يسعى حزب “القوات اللبنانية” للتوصل إلى مقاربة متكاملة تجمع النواب السياديين والتغييريين باعتبارها مسؤولية مهمّة لناحية التعامل مع الاستحقاقات الدستورية. وتتريث “القوات” في طرح أسماء أو دعمها، بانتظار بلورة جهوزية التعاون والتناغم والانفتاح بين القوى التي تتواصل معها وتواكب استحقاق الثلثاء من خلال عمل تشاوريّ دؤوب . وبدا لافتا في هذا السياق موقف عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص الذي قال امس: “منذ صباح اليوم التالي للانتخابات وحتى اليوم، ثبت ان المشهد كالاتي:

 

١- اقلية متراصة (حزب الله، امل، التيار) يقودها الحزب، على الرغم من الضوضاء التي يحدثها التيار للايحاء بعكس ذلك.

 ٢- مقابل أكثرية غير متراصة، وان كان من المبكر الحديث عن تفككها. إذا بقي المشهد كذلك، قد تحكم الاقلية، بفعل توحدها، اكثرية المجلس بفعل تبعثرها. بعد حقبة الديموقراطية التوافقية مع ما رافقها من اشكاليات، قد ندخل في حقبة جديدة هي “الديموقراطية المقلوبة” لا زلنا نبتدع أساليب جديدة في الحكم، والنتيجة واحدة: لا دولة ولا مؤسسات. على أمل التصحيح والصحوة”.

 

وتؤكّد المعلومات أنّ كتلة “اللقاء الديموقراطي” التي يرجح ان تصوت لبري لن تصوّت في استحقاق نيابة رئاسة المجلس لأيّ من بو صعب أو عطية، وفق تأكيد مصادرها لـ”النهار”، انطلاقاً من أن الخيار السياسي للحزب التقدمي الاشتراكي في مكان مختلف تماماً وتلتمس محاولة للسير بتسوية على صعيد إسم النائب بو صعب، لكن كتلة “اللقاء الديموقراطي” لن تؤيّدها.

وقد برز عامل جديد مساء امس من شأنه ان يؤدي الى توسيع الخيارات البديلة القائمة في معركة انتخاب نائب رئيس المجلس اذ اعلن النائب الدكتور غسان سكاف ترشحه لمنصب نائب رئيس المجلس مقترنا ببرنامج “مبادئ” لهذا الترشح من ابرزها “التصدي السريع لمسلسل الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي من داخل المؤسسات الرسمية، احترام إرادة التغيير التي عبر عنها اللبنانيون في الانتخابات الأخيرة ، تطبيق النظام الداخلي للمجلس النيابي حرفيا والتعهد بعدم إقفال المجلس تحت أي ظرف كان وإعتماد التصويت الالكتروني ، تثبيت مرجعية الدولة اللبنانية ممثلة بمؤسساتها الدستورية وأجهزتها الأمنية لاسيما في كل ما يتعلق بشؤون السياسة الدفاعية اللبنانية”.

 

مرسوم تجنيس!

وسط هذه الأجواء وفي انتظار انعكاسات الاستحقاق البرلماني غدا على تحريك الملف الحكومي، اثارت تقارير صحافية عن الاعداد الدؤوب لاصدار مرسوم تجنيس يشمل سوريين مقتدرين مع نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، بدايات ردود فعل ينتظر ان تكبر تباعا حيال ما يمكن ان يشكل فضيحة كبيرة خصوصا ان الجهات الرسمية المعنية بهذا الملف لم تنف هذا الاتجاه رسميا بما رسم علامات الشكوك حول موقف هذه الجهات. وفي هذا السياق اعلن عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل أبو فاعور انه بحسب معلوماته ” فان ثمة حديثا عن حوالي 3 آلاف شخص (يشملهم المرسوم) وعن مبالغ مالية هائلة لاناس لا يستوفون شروط الجنسية اللبنانية، وبهدف سياسي واهداف طائفية”.

**************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

“تكليف بلا تأليف”: ميقاتي رئيساً “مكلّفاً” تصريف الأعمال؟

سكاف مرشحاً “سيادياً”… و”الكرة في ملعب” التغييريّين!


 

على ضفة السلطة باتت الصورة واضحة على “قوس” المجلس النيابي بالتكافل والتكامل بين مرشحَيّ “الثنائي الشيعي” و”التيار الوطني الحر”، نبيه بري رئيساً وإلى يمينه الياس بو صعب نائباً للرئيس، بموجب صفقة مقايضة أبرمها “حزب الله” مع رئيس “التيار” جبران باسيل وتقضي بتبادل بعض الأصوات تحت طاولة “الاقتراع السرّي” لضمان رفع الحاصل الانتخابي لرئيس المجلس عبر تجيير باسيل نحو 8 أصوات من كتلته لصالح بري، وذلك بالتوازي مع ضخ أجواء إعلامية للتمويه على هذه المقايضة ومحاولة “دق الأسافين” بين نواب الأكثرية النيابية الجديدة من خلال اتهام بعضهم بالتصويت سراً لبري، وهو ما بدأ بالفعل التمهيد له عبر تعمّد بعض كوادر “التيار الوطني” إشاعة معلومات تُسوّق لفكرة أنّ رئيس المجلس سيحصد نحو 70 صوتاً من دون أصوات “التيار”، بالتزامن مع تسريب خبر يروّج لإبلاغ باسيل وفيق صفا قراره النهائي بعدم التصويت لبري.


 أما على الضفة المقابلة، فلا تزال الصورة متأرجحة على حبل خيارات “النواب التغييريين” بانتظار أن يخرجوا بقرار موحّد يتيح تظهير خارطة الأكثرية الجديدة في المجلس الجديد، لا سيما وأنّ كتلة “القوات اللبنانية” واضحة “وحاسمة في خياراتها” إزاء جلسة الغد، وفق ما نقلت مصادر قواتية، مؤكدةً عدم ترشيح النائب غسان حاصباني لموقع نيابة الرئاسة الثانية والاستعداد لدعم أي نائب يتبنى تكتل “التغييريين” ترشيحه لهذا الموقع إذا كان يتمتع بالمواصفات السيادية والتغييرية المطلوبة، بما يشمل “تعهده بتغيير النهج الذي كان سائداً في إدارة المجلس النيابي وأن يكون موقفه واضحاً حيال ضرورة حصر السلاح بيد الدولة”.

وفي ضوء ذلك، أصبحت تالياً “الكرة في ملعب” النواب التغييريين للخروج بموقف داعم لترشيح شخصية تتمتع بهذه المواصفات، وتعزيز فرصة إحداث تقاطعات نيابية بين مختلف نواب وكتل الأكثرية لضمان إيصاله إلى موقع نائب رئيس المجلس، خصوصاً بعدما لاحت في الأفق أمس إمكانية التقاط هذه الفرصة من خلال إعلان النائب غسان سكاف ترشيحه رسمياً للموقع انطلاقاً من جملة “ثوابت ومبادئ ومسلّمات” تخوّله خوض المواجهة جدياً مع مرشح “التيار الوطني” و”حزب الله” وقوى 8 آذار الياس بوصعب، بوصفه مرشحاً “سيادياً” عبّر بمنتهى الصراحة ومن دون أي مواربة في بيان ترشّحه عن عزمه على “احترام إرادة التغيير، وتطبيق النظام الداخلي للمجلس حرفياً، والتعهد بعدم إقفال المجلس تحت أي ظرف، واعتماد التصويت الالكتروني، وتثبيت مرجعية الدولة ممثلة بمؤسساتها الدستورية وأجهزتها الأمنية لا سيما في كل ما يتعلق بشؤون السياسة الدفاعية اللبنانية، واعتماد سياسة خارجية موحّدة تصدر عن مجلس الوزراء وفقاً للدستور”.

 

وبانتظار ما ستحمله الجلسة غداً، بدأت الأنظار تتجه إلى ما بعد الاستحقاق النيابي، نحو الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد تشكيل الحكومة، وسط تضارب المعلومات حول توجهات رئيس الجمهورية ميشال عون، بين نية تأجيل الدعوة للاستشارات ريثما تتبلور صورة المشاورات السياسية حيال عملية “التأليف قبل التكليف”، وبين التزام إجراء الاستشارات دون إبطاء وفرض معادلة “تكليف بلا تأليف” كما تنقل مصادر سياسية مواكبة لخيارات العهد وتياره، موضحةً أنّ الخيار الأخير هو الأكثر ترجيحاً لكونه “يتيح لرئيس الجمهورية التنصل أمام المجتمع الدولي من مسؤولية تعطيل الاستحقاق الحكومي، عبر تظهير التزامه توجيه الدعوة الدستورية لاستشارات التكليف، والتذرع بعدها بانعدام التوافق السياسي لتبرير عدم التأليف”.

وفي هذا السياق، تواترت معطيات حول تفضيل العهد وحلفائه الإبقاء على خيار الرئيس نجيب ميقاتي في سدة الرئاسة الثالثة، عبر إعادة تسميته رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة إلى جانب صفته رئيساً لحكومة تصريف الأعمال، على أن يتكفل رئيس “التيار الوطني” بفرض شروط تعجيزية على ميقاتي تمنع ولادة حكومته الجديدة، بانتظار إبرام تسويات داخلية وخارجية تضع الاستحقاقين الحكومي والرئاسي في سلة واحدة، حتى ولو اقتضى الأمر إدخال البلد في شغور رئاسي ينقل صلاحيات الرئاسة الأولى إلى حكومة تصريف الأعمال، باعتبار أنّ فريق “التيار الوطني” و”الثنائي الشيعي” يتمتع فيها بكتلة وزارية وازنة تشمل الإمساك بحقائبها الأساسية والسيادية، وهو ما لن يكون سهلاً على هذا الفريق المحافظة عليه في حال تشكيل حكومة جديدة في ظل الظروف الراهنة بعد تبدّل خارطة الأكثرية النيابية.

 

 

**************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

لبنان يترقب اليوم مسار «كبح» انهيار الليرة

دقة الظروف تضع حاكم «المركزي» ومسيرته المهنية على المحك

  علي زين الدين

يدخل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة منفردا اليوم قاعة الامتحان النقدي التي بادر إلى اختيار توقيتها وآلياتها في نهاية الأسبوع الماضي، ساعياً إلى استعادة دور السلطة النقدية في كبح الانهيار القياسي للعملة الوطنية، ومعززا بالأثر النفسي الفوري الناتج عن هبوط سعر الدولار إلى مستوى الـ27 ألف ليرة بعدما لامس الـ40 ألفاً في السوق السوداء، بمجرد إعلانه عن نيته بالتدخل لإعادة تهدئة عمليات القطع.

وستمثل نتيجة الامتحان، وفقاً لمسؤولين كبار في القطاع المالي ولديهم مروحة علاقات سياسية ناشطة تواصلت معهم «الشرق الأوسط»، «محطة فاصلة في مسيرة الحاكم الذي يشرف بعد شهرين بالتمام على بدء السنة الأخيرة من ولايته الممددة 4 مرات متتالية وتباعا منذ العام 1993»، ومحطة مماثلة في «رصيده المهني الشخصي»، بينما هو يواجه أساسا ومنذ فترة غير قصيرة دعوات لإقالته من قبل جهات معروفة في الحكم ومساءلات قضائية في الداخل والخارج. وقال المسؤولون عينهم إن «مردود النجاح بإنهاء الفوضى النقدية سيشمل المواطنين والاقتصاد وإدارة المؤسسات والدولية، فيما سيحمل وحده كامل نتائج الفشل وتداعياته».

وجذبت هذه المعادلة بالفعل اهتمامات استثنائية تتعدى النطاق المحلي، ربطا بتنوع جنسيات المودعين والمستثمرين في لبنان. وتترقب الأوساط نتائج الجولة الأولى التي ستجري على مدار ثلاثة أيام متتالية، لتأمين الدولار للأسواق، فضلا عن مجرياتها وحصيلتها في عكس اتجاه المبادلات النقدية من التفلت السعري إلى التحكم من قبل السلطة النقدية.

وستُنفذ الإجراءات عبر ردهات فروع البنوك التجارية كافة التي أنيطت بها مهام تلقي طلبات استبدال السيولة النقدية بالليرة بسيولة مقابلة بالدولار النقدي (بنكنوت) وفقا للسعر المعتمد على منصة «صيرفة» البالغ في آخر يوم عمل سابق 24.6 ألف ليرة لكل دولار.

وبحسب إشعارات بريدية ورسائل صوتية تم تعميمها في عطلة نهاية الأسبوع واطلعت «الشرق الأوسط» على نماذج منها، فقد أبلغت الإدارات العامة للبنوك مديري الفروع بوجوب التهيؤ الوظيفي واللوجيستي بغية الالتزام بمندرجات تعميم البنك المركزي الذي يطلب من المصارف «أن تبقي على فروعها وصناديقها مفتوحة يومياً حتى الساعة السادسة مساءً ابتداء من يوم الاثنين ولثلاثة أيام متتالية»، وذلك لتلبية طلبات المواطنين من شراء الدولارات على سعر منصة «صيرفة» لمن يسلم الليرات اللبنانية، كما دفع رواتب الموظفين في القطاع العام بالدولار أيضاً على سعر المنصة. كذلك تلقى أغلب الزبائن إشعارات على هواتفهم تعلمهم بتمديد ساعات الدوام حتى المساء في البنوك.

وزاد من عوامل الإثارة في متابعة العمليات النقدية والمفاعيل التي ستنجم عن استعادة آليات التدخل المباشر والقوي للبنك المركزي في إدارة المبادلات النقدية وتسعير العملات، بروز إشارات حذرة للغاية في الاستجابة المكتملة من قبل صانعي القرار في أسواق المبادلات غير النظامية. حيث رصدت «الشرق الأوسط» تعمد العديد من الصرافين المتجولين إلى اعتماد أسعار مرتفعة نسبيا للدولار عاودت الصعود بالدولار إلى نحو 28 ألفا، وإنما تكشف من خلال اتصالات مباشرة أن أغلبهم يحجم عن شراء الدولار بالسعر المعلن ويعرض آخرون استبدال كميات قليلة من خلال سعر يقل نحو ألف ليرة عن الأسعار المعروفة في تطبيقات الهاتف.

وريثما تتضح العلامات الأولية لجدوى التدخل الموعود من قبل البنك المركزي في منظومة تسعير الدولار خلال المبادلات التي سيبدأ تنفيذها اليوم، انشغلت الأوساط المصرفية والمالية كما شركات الصيرفة بالبحث في خلفية التحرك المفاجئ للحاكم مساء آخر يوم عمل من الأسبوع الماضي، وما يستبطنه من غطاء سياسي من قبل أركان السلطتين التنفيذية والتشريعية (الحكومة ومجلس النواب)، كذلك سبل تأمين السيولة الكافية لتنفيذ عمليات استبدال الليرة بواسطة الدولار النقدي، ومهما بلغت كمياتها وفقاً للتعميم.

وبرز في هذا السياق، دفاع وزير المالية يوسف خليل عن منصة «صيرفة»، معتبراً في حديث تلفزيوني أن الوزارة «قامت بالشراكة مع المؤسسات الدولية المالية بمختلف تقنياتها بمحاكاة لسعر الصرف، وجميعها تطابقت مع سعر الصرف المحدد من منصة صيرفة إلى حد كبير». وبالتالي، فإن انفلات سعر صرف الدولار بهذا الشكل «هو أمر غير طبيعي، مما يزيد من فرضية إقدام البعض على خلق هذه الفجوة»، ذلك أن «شح توافر الليرة وتوافر الدولار بشكل متزايد يفترض أن يؤدي إلى نتائج عكسية، أي انخفاض سعر صرف الدولار».

وأشار إلى أن «عمليات الصرف في السوق السوداء لم يتجاوز حجمها مؤخراً خمسة ملايين دولار يومياً، فيما يتعدى حجم التداول على منصة صيرفة عشرات ملايين الدولارات يومياً». حتى أن «التطورات العالمية في زيادة أسعار السلع الأساسية عالمياً، وعدم حصول أي تبدل في ميزان المدفوعات والميزان التجاري في لبنان، لا يبرر»، وفقا لوزير المال، «هذا الفرق في سعر الصرف على منصة صيرفة والسوق السوداء». ورجح أن تكون وراء ارتفاع سعر الدولار «أسباب سياسية وتجارية أو لخلق حالة هلع في الأسواق».

وفي بعد متصل لا يقل أهمية، أعربت مصادر مصرفية لـ«الشرق الأوسط» عن خشيتها من تحويل المبادرة لضبط المبادلات النقدية وكبح انهيار سعر صرف الليرة، إلى «مغامرة غير مأمونة النتائج تستنزف كميات كبيرة من مخزون احتياطي العملات الصعبة المتبقي لدى البنك المركزي» بعد تقلصاته الحادة والمتوالية منذ انفجار الأزمتين المالية والنقدية في خريف العام 2019 بما يتعدى 22 مليار دولار وهبوطه أخيرا دون مستوى 10 مليارات دولار التي تقل عن إجمالي الاحتياطات الإلزامية على الودائع المصرفية والمقدرة بما يتخطى 13 مليار دولار.

وارتفع منسوب التوجس من تبديد المزيد من مبالغ الاحتياطيات، بعد الرد الصاعق الذي أبلغه سلامة إلى جمعية المصارف المطالبة بعدم المس بهذا المخزون، وهو يمثل حقوقاً حصرية لمودعيها، مبيناً، في كتاب رسمي، أنه تم فرض موجب التوظيفات الإلزامية بالعملات الأجنبية على المصارف من خلال صلاحيته المتصلة بتحديد حجم تسليفات المصارف وشروطها، مشيراً إلى أن القانون لا يفرض عليه تغطية هذه الأموال بأي شكل من الأشكال، سواء كانت هذه الأموال احتياطيات أو ودائع أو توظيفات إلزامية.

وأشار سلامة في رده إلى أنه من صلاحياته «التحكم في استعمال هذه الأموال من خلال تطبيق المادة 70 من قانون النقد والتسليف التي توجب على مصرف لبنان الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وعلى سلامة أوضاع النظام المصرفي بهدف تأمين نمو اقتصادي واجتماعي دائم».

 

 

**************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

  برّي رئيساً للمجلس.. ومعركة نائبه تفرز الأحجام والكتل

يُنتظر ان تحسم الاتصالات في الساعات المقبلة مصير الجلسة الاولى للمجلس النيابي الجديد المقرّرة غداً لانتخاب رئيسه ونائبه وهيئة مكتبه، والمحسوم فيها حتى الآن انّ الرئيس نبيه بري سيُعاد انتخابه لولاية جديدة بلا منازع، فيما تتركّز الاتصالات على حسم من سيتولّى منصب نائب الرئيس وأعضاء هيئة مكتب المجلس، وهي منطلقة في مختلف الاتجاهات والكتل النيابية. وتحدثت اوساط معنية، عن عملية خلط اوراق جارية في موضوع نائب الرئيس، لأنّ المعركة الانتخابية حوله ستفرز فعلياً الأحجام والكتل في المجلس الجديد. إذ انّ هناك مجموعة من الأسماء المطروحة، ولم يرسُ أي منها على برّ بعد.

 

كل ذلك يجري على وقع تفاقم الأزمة المعيشية، وتتركّز الانظار على ما سيكون عليه الوضع المالي والمعيشي اليوم، مع بدء مصرف لبنان تطبيق مضمون قرار المصرف ببيع الدولار لمن يرغب من اللبنانيين حسب سعر منصة صيرفة، والذي أدّى صدوره الى تراجع سعر الدولار بدءاً من بعد ظهر الجمعة الماضي اكثر من 10ة آلاف ليرة ليرسو على 27 الف ليرة تقريباً.

قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«الجمهورية» نقلاً عن أوساط ديبلوماسية غربية، انّها تابعت باهتمام شديد وارتياح كبير إتمام الانتخابات النيابية في لبنان والنتيجة التي آلت إليها، وانّها تترقّب المسار الذي ستسلكه الأمور في محطتي انتخاب رئيس مجلس النواب ونائب الرئيس وهيئة مكتب المجلس، ومحطة التكليف والتأليف الحكوميين، وهي تحضّ جميع الأطراف على تسريع المسار الدستوري النيابي والحكومي، لأنّ الوضع المالي في لبنان لا يتحمّل التأجيل والتسويف والفراغ.

 

وكشفت هذه المصادر نقلاً عن الأوساط الديبلوماسية نفسها، انّ مصدر ارتياحها الى نتيجة الانتخابات مردّه إلى انّ ما أفرزته وضع حداً للاصطفاف الحاد الذي كان قائماً بين فريقين منقسمين لم تفلح كل المساعي الداخلية والخارجية في توحيدهما حول مساحة ومصلحة مشتركة، وانّ عدم انتزاع اي فريق للأكثرية النيابية مع وجود كتل مستقلة وشخصيات غير تابعة لأي فريق ومحور، يمنع اي فريق من ان يحكم منفرداً، ويجعل كل فريق في حاجة إلى التعاون مع قوى أخرى، ما يؤدي إلى كسر حلقة التقاتل التي كانت سائدة، ويؤشر إلى وجود فرصة في ظل التعددية التي طبعت المجلس النيابي الجديد».

 

وأضافت المصادر: «كلمة السرّ التي تردِّدها العواصم المهتمة بالشأن اللبناني أمام كل مسؤول وزائر لبناني هي الاستقرار وفقط الاستقرار، وانّ البند الوحيد على أجندتها حالياً هو استمرار الاستقرار في لبنان والدفع أكثر فأكثر في اتجاه تثبيته وترسيخه، وترى انّ هناك فرصة، من الخطيئة على المسؤولين تفويتها، خصوصاً بعد انتخابات حصلت بسلاسة وأجواء من الديموقراطية. وتشدِّد على ضرورة استكمال المسار الانتخابي بتشكيل حكومة بلا تأخير، لكي تواصل مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، وان يعدّ مجلس النواب العدّة لانتخاب رئيس للجمهورية بعيداً من كل منطق الفراغ والتفريغ.

 

وكشفت المصادر نفسها، انّه في حال سلكت الأمور في لبنان مسارها المؤسساتي الطبيعي، فسيبقى المجتمع الدولي في موقعه المراقب والمشجِّع على انتظام العمل المؤسساتي والدستوري. ولكن في حال دخل لبنان مجدداً في دوامة الخلافات والانقسامات والفراغ، فإنّ التدخُّل سيتحّول ضرورة وأمراً واقعاً، بسبب الحرص الدولي على الاستقرار وتلافي الفوضى، خصوصاً انّ الوضع اللبناني الانهياري لا يتحمّل مزيداً من الفراغ الحكومي والرئاسي لاحقاً، بل يستدعي التكليف السريع والتأليف الأسرع وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في مطلع المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي.

 

وختمت المصادر بالتأكيد «انّ لبنان ليس متروكاً لأمره وقدره، إنما العين الدولية ساهرة على أوضاعه أكثر من بعض المسؤولين فيه. ولن تسمح بإدخال لبنان في الفوضى التي سيكون لها تداعيات على مستوى المنطقة، فيما كل الساعة الإقليمية مجمّدة حالياً، ومن مصلحة اللبنانيين تجميد ساعتهم على وضع مستقر لا متفجّر، لأنّه في حال انفجرت أوضاعهم، لا سمح الله، فإنّ المجتمع الدولي المنشغل في أوضاعه وأزماته لن يتمكن من مساعدتهم».

 

اكتمال التحضيرات

 

وفي هذه الاجواء، تتجّه الأنظار الى جلسة الغد الاولى للمجلس النيابي الجديد، الذي دعاه رئيس السن الرئيس نبيه بري الى انتخاب رئيس للمجلس ونائبه وأميني السر والمفوضين. والى سلسلة التدابير الأمنية التي اتُخذت في ساحة النجمة ومحيطها، كما التدابير الإدارية منها، حيث قال مكتب الإعلام في مجلس النواب إنّه سيصار الى تنظيم جولة للاعلاميين بعد ظهر اليوم، للاطلاع على التحضيرات المنجزة. وبالإضافة الى غرفة الصحافة في مبنى المجلس، سيتمّ مؤقتاً وضع قاعة المكتبة العامة الملاصقة للباحة الخارجية لمبنى المجلس بتصرف الزملاء والزميلات، لإجراء مقابلات صحافية، وذلك افساحاً في المجال لكافة الوسائل الإعلامية بتغطية وقائع الجلسة.

 

خلف الكواليس

 

وعشية الاستحقاق، تواصلت اللقاءات والاجتماعات بعيداً من الأضواء، في مرحلة توقّعت فيها مصادر نيابية عليمة، ان يُصار الى الإعلان عن اتفاق مساء اليوم، يؤدي الى تراجع بعض الاطراف الأساسية عن مواقفهم، توصلاً الى تفاهم يحسم نتائج الانتخابات قبل فتح صناديق الاقتراع عند الحادية عشرة قبل ظهر غد، إحداها لانتخاب الرئيس وثانٍ لنائبه وثالث لأميني السر ورابع للمفوضين الثلاثة.

 

مقاربة براغماتية

 

وأبلغت اوساط واسعة الاطلاع الى «الجمهورية»، انّ «الأجواء ايجابية» بين بري ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، عشية جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه، مشيرة الى انّه يبدو انّ هناك تفاهماً معقولاً قد تمّ بينهما على طريقة التعامل مع جلسة الغد.

 

واعتبرت الاوساط، انّ كلاً من بري وباسيل «قرّرا ان يقاربا علاقتهما بواقعية، بعيداً من السقوف المرتفعة. وهذه المقاربة البراغماتية يجب أن تُترجم خلال جلسة الثلثاء، عبر مرونة متبادلة ينبغي أن تفضي الى انتخاب بري لرئاسة المجلس والياس بوصعب لموقع نائب الرئيس، اذا لم يستجد ما ينسف هذه المعادلة.

 

اجتماعات

 

وبعيداً من هذه التوقعات، تتكثف الاجتماعات اليوم على مستوى الكتل النيابية، والى الاجتماع المقرّر لكتلة «التنمية والتحرير» برئاسة بري عصر اليوم، وتناقش الكتل الاخرى، التي أعلنت عن اجتماعات استثنائية لها، الموقف النهائي من جلسة الغد، ومنها: كتلة «الوفاء للمقاومة» و«القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» و«الكتائب اللبنانية» و«اللقاء الديمقراطي» و«إنماء عكار» و«إنقاذ وطن» و«نواب التغيير» الـ 13 الذين يواظبون على اجتماعات يومية لتكوين تكتل يجمعهم.

 

وعلم انّ «اللقاء الديمقراطي» الذي سيجتمع اليوم برئاسة النائب تيمور جنبلاط يتجّه الى انتخاب بري وقد لا ينتخب بوصعب. كذلك علم انّ كتلة «الانماء لعكار» التي تضمّ النواب وليد البعريني ومحمد سليمان وسجيع عطية وأحمد رستم ستصوت لبرّي.

 

مواقف

 

وفي المواقف السياسية التي حفلت بها عطلة نهاية الاسبوع، لاحظ متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده خلال القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، انّ كثيرين «يريدون أن يغمضوا أعين المواطنين عمّا يجري من ويلات تزيد الهوة الجهنمية عمقاً. يريدون إصابة الشعب بالعمى عمّا فيه مصلحته، عبر إلهائه عن الجوهر بمواضيع هامشية. فالمحروقات أصبحت تلهب جيوب المواطنين، والكهرباء أعمت ظلمتها عيون الطلاب الذين يستعدون للامتحانات المدرسية والرسمية. الأدوية لا تزال مفقودة، وبورصة الرغيف تنذر بثورة جياع. المياه ندر وصولها إلى المنازل على أبواب حرّ الصيف، أما سعر صرف عملتنا ففي الحضيض. كل هذا يحدث، والشعب يتلهّى بمن فاز أو من نال حزبه الأكثرية. ماذا يجدي عدد الأصوات وعدد النواب ورئاسة مجلس أو لجنة إذا ربحت الأحزاب وخسر لبنان، أو إذا ربحت هذه الكتلة أو تلك وخسرنا لبنان وأبناءه؟» وقال: «الأكثرية هي من الجياع، والمرضى، والمنكوبين… هؤلاء من يمثلهم؟ من يطالب بحقوقهم في بلد لا همّ لمسؤوليه سوى المصلحة والمناصب؟».

 

وسأل «هل من عين ترى الظلم المحيق بأبناء الله في هذا البلد؟ أم أصاب العمى عيون المسؤولين، إذ هم لا يبصرون ما لا مصلحة لهم فيه؟ وقال: «خطوة مباركة شهدناها في إزالة بعض الحواجز الفاصلة بين الشعب ومبنى ممثلي الشعب، علها تُستتبع بإسقاط جميع الحواجز، وبشكل خاص الحواجز التي تفصل المسؤولين عن شعبهم. المسؤول الحقيقي لا يقبع بعيداً من شعبه لأنّ واجبه الأول سماع صوت الشعب والاهتمام بشؤونه، فكيف إذا كان الشعب يعاني ما يعانيه اللبنانيون؟». وأضاف: «أملنا أن يضطلع المجلس النيابي الجديد بمسؤولياته في أسرع وقت، ويقوم بواجبه على أكمل وجه، ليعيد للبنان صورته الديمقراطية الناصعة، التي تحمل الأمل لأبنائه».

 

«حزب الله»

 

ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله خلال احتفال شعبي نظمه «حزب الله» في بلدة عيناثا، لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، انّ «هناك مسؤوليات على كل نائب فاز في الانتخابات النيابية، تبدأ من الاستحقاق الأساسي الذي يكمن في تسمية رئيس للحكومة ومن ثم تشكيل حكومة. نريد أن تُشكّل الحكومة بأسرع وقت، لأنّها هي التي تدير البلد بصفتها السلطة التنفيذية، ومسؤولية النواب والكتل أن يحسنوا الاختيار».

 

وشدّد عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق خلال احتفال تأبيني في بلدة شيحين الجنوبية، على أنّ «من المسلّمات والبديهيات الوطنية أنّ البلد لا يُحكم إلّا بالتوافق لا بالأكثرية، وأنّ التوازنات الداخلية الوطنية هي أكثر تعقيداً من أن يعمل أي طرف على إقصاء أو تهميش أو إلغاء أحد، وأنّ إنقاذ البلد يعني التوافق الوطني والتعاون من أجل مساعدة بعضنا البعض».

 

ورأى أنّ «الإصرار على التحريض ورفض التوافق هو جريمة إنسانية وأخلاقية ووطنية»، مشيراً إلى أنّ «حزب الله» بعد الانتخابات النيابية، «مدّ اليد لجميع المخلصين في الوطن، وهناك نواب جدد نجحوا في الانتخابات وليسوا مرتبطين بالسفارات، وقد وضعنا يدنا بأيديهم على قاعدة التوافق والتعاون لإنقاذ البلد، وسنكمل بعد انتخابات رئاسة المجلس للإسراع بتشكيل حكومة تضمن أولوية العمل على إنقاذ البلد وتخفيف معاناة اللبنانيين».

 

«اللقاء الديمقراطي»

 

ورأى عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور، أنّ «المطلوب من هذه الانتخابات التي جرت ان ينتج منها حكومة وطنية ورئيس وطني، فالحكم المتوازن هو حكومة متوازنة ورئيس متوازن، حكم راشد ملتزم بالإنقاذ، اي حكومة انقاذية ورئيس انقاذي، بعيداً من النزاع السياسي الذي جرّبناه عندما غلّب الحاكم مصالحه الشخصية على اي اعتبار آخر، فرأينا الى أي منزلق وصلنا».

 

وقال خلال زيارة الى أزهر البقاع: «يجب تغليب منطق الدولة على حساب الدويلة، وقبول اللبنانيين جميعاً بأن يحظوا بشروط الدولة العادلة التي أساسها المواطنة والمساواة، ونحن لا نريد ان نقهر او نهزم احداً، بل نريد أن نخضع جميعاً كلبنانيين لشروط الدولة العادلة وعلى المستوى الاقتصادي والاجتماعي والانمائي. وسنبقى نسعى مع كل القوى السياسية والنواب وجميع المعنيين، إلى التمييز بين الانقسام السياسي وبين الشراكة الاجتماعية واللبنانية، لأجل هذه المنطقة ولأجل هذا الوطن».

 

قبلان

 

ودعا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان امس، الى «تلاقي القوى السياسية على مشتركات وطنية (…) تؤسس سريعاً لحكومة وفاق وطني، وهذا يحتاج إلى غطاء سياسي عابر للقوى، لتأمين شروط سلطة قوية وأجهزة حكومية تستطيع السيطرة على الأسواق ودكاكين الدولار والطحين والرغيف وقطاع الدواء والنفط والأساسيات، وإلّا فنحن أمام كارثة وجودية تخدم الدول، لكنها تطحن لبنان، وحفظ الله لبنان وشعبه من الآتي».

 

عون

 

قضائياً، بعد إحالتها إلى المجلس التأديبي لمُخالفتها موجب التحفّظ، غرّدت المدعية العامة لجبل لبنان القاضية غادة عون عبر «تويتر» أمس، متوجّهة الى رئيس هيئة التفتيش. فقالت: «كما وعدتك يا رئيس التفتيش ومن وراءه في القضاء، وهو معروف، انّ الجردة ستطول: يا عمي ما استحيتوا لمّا جهاز أمني عطّل اشارة قاضي بإحضار مشتبه فيه في سرقة العصر، ملاحق في 5 دول دون ان تحرّكوا ساكناً». وتابعت: «لانّه مطلوب منكم حماية هذا الشخص. ومطلوب ملاحقة القاضي الوحيد الذي تجرأ على فتح ملفات».

 

وقالت في تغريدة ثانية: «يا شعبي المسكين والمقهور والمسلوب، ما تقبلوا يضلّ متحكّم فيكم هكذا قضاء». واضافت: «لا، الموضوع مش مجادلات بين قضاة على التواصل الاجتماعي، الموضوع الدفاع عن أهم حق من حقوق الإنسان سُلب من هذا الشعب وهو الحق بالعدالة».

 

 

**************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

أسبوع الاختبارات: طوابير الدولار اليوم واصطفافات المجلس الجديد غداً!

معركة نائب الرئيس على «المنخار».. وتحويلات الدولار 6.6 مليارات عام 2021

يختبر الساعون إلى الدولار الأميركي سواء أكانوا تجاراً أو موظفين عاملين أو متقاعدين، فضلاً عن المواطنين الذين لديهم حسابات في المصارف العاملة، القدرة على وضع تعميم حاكم مصرف لبنان يوم الجمعة الماضي بشأن فتح ابواب المصارف لمدة ثلاثة ايام، بدءا من اليوم، ولغاية السادسة مساء لسحب ما هو مسموح به من العملة الخضراء، في محاولة للسيطرة على هستيريا الارتفاع غير المبرر والخطير للدولار في اول ثلاثاء تلا انتهاء العملية الانتخابية، تركت تأثيرات خطيرة على اسعار الغذاء والدواء والمحروقات، وأتت على ما تبقى من القدرة الشرائية لليرة اللبنانية، بالتزامن مع تقرير نشره البنك الدولي امس ان لبنان يأتي في المرتبة الثالثة لجهة قيمة التحويلات التي بلغت 6.6 مليارات دولار في العام 2021، والتي تأتيه من الخارج.

وغداً يختبر مجلس النواب بالقدامى من اعضائه والجدد القدرة على التعايش والتعامل ازاء الملفات الخطيرة والبسيطة على حد سواء، في ضوء ما يترتب من نتائج لجهة عدد الاصوات، ومفاجآت الكتل المصوتة لبري بالورقة السوداء او ضده بالورقة البيضاء، وهل سيكون النائب الياس بوصعب، نائباً له في السنوات الاربع المقبلة، ضمن شراكة تعايش قيصرية بين الرئيس بري والنائب جبران باسيل.

واعتبرت مصادر سياسية ان مسألة انتخاب الرئيس نبيه بري لدورة جديدة، اصبحت محسومة بحصوله على ما يزيد عن 65 صوتا،بمعزل عن تأييد نواب التيار الوطني الحر، فيما طرح ترشيح النائب الياس ابو صعب تساؤلات ،عن كيفية تعاطي كتلة التنمية والتحرير مع هذا الترشيح، في حال بقي رئيس كتلة التيار الوطني النائب جبران باسيل، رافضا التصويت لبري حتى النهاية.

وتعتبر المصادر ان ترشيح ابو صعب، الذي تسبب ببلبلة داخل كتلة التيار،بين مؤيد ومعارض له وخصوصا من باسيل نفسه، حصل بعد اتصالات ومشاورات عديدة ،وبعد بروز مؤشرات عن امكانية تاييد بري وكتلته للنائب سجيع عطية الذي سيحظى بتاييد عدد كاف من النواب لفوزه، وذلك لقطع الطريق عليه واعطاء زخم لفوز ابو صعب بهذا المنصب.

وتشير المصادر إلى ان زيارة أبو صعب لبري في عين التينة اوجدت ارضية لتفاهم ما لم يكشف النقاب عنه، باعتبار ان العلاقة بين الرجلين كانت ودية، ولم تتأثر بتردي العلاقة بين رئيس المجلس والنائب جبران باسيل، ما يجعل امكانية تاييد نواب كتلة التنمية والتحرير او بعضهم لـ بوصعب ممكنة، اذا بادر بعض نواب كتلة التيار الوطني الحر، او معظمهم لانتخاب بري، وهذا مرجح في حال توصلت الاتصالات والمساعي المبذولة الى تفاهم بين الطرفين اللدودين حول هذا الموضوع، وقالت: «انه لا بد من انتظار المواقف النهائية لجميع الكتل والنواب لمعرفة لمصلحة اي مرشح لنيابة الرئيس، سيكون التصويت، لاسيما بعدما اصبح عدد المرشحين لهذا المنصب،أربعة وهم:الياس ابو صعب، ملحم خلف،سجيع عطية وغسان سكاف،بينما يترقب الجميع لمعرفة عما اذا كانت كتلة القوات اللبنانية سترشح غسان حاصباني لهذا الموقع ام لا.

واعتبرت المصادر ان ترشيح ابو صعب لمنصب نائب رئيس المجلس يتطلب تأمين تصويت العدد اللازم من النواب لانجاحه، في مقابل اي مرشح آخر يواجهه،وهذا يتطلب، ليس تاييد نواب التيار وحليفه حزب الله فقط،بل نواب كتلة التنمية والتحرير واخرين ،وقد يكون ذلك غير متوفر، في حال حاز اي مرشح آخر يزاحمه على هذا المنصب على تاييد نواب يزيد عددهم عن نواب تحالف التيار والحزب وبري.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة اللواء أن نيابة رئاسة المجلس دخلت في صلب المعركة الحقيقية في ظل وجود أسماء مرشحة لها ايجابياتها وسلبياتها. وتقول ان النائب الياس بو صعب سيلقى اعتراض نواب القوات والاشتراكي والتغيريين. وكانت قد قامت اتصالات مؤخرا بهدف العمل على مرشح وسطي لنيابة رئاسة المجلس وهو النائب سجيع عطية ، لكن نواب البقاع يطرحون النائب غسان سكاف انطلاقا من أن موقع نيابة رئاسة المجلس كان تشغرها شخصيات نيابية من البقاع أمثال كميل دحروج وميشال معلولي وايلي الفرزلي وإن الخرق الوحيد الذي حصل كان مع النائب فريد مكاري من الكورة. وأوضحت المصادر أنه ربما تكون المنافسة على المنخار كما يقال إلا إذا قامت تسوية في الربع الساعة الأخير.

الاختبار النيابي غداً

 

وتتالت طوال اليوم المواقف من اعادة انتخاب الرئيس بري رئيساً للمجلس لولاية سابعة، حيث تجتمع الكتل لتحديد المواقف والاعلان عنها، بعدما انضم النائب البقاعي غسان سكاف الى المرشحين لنائب رئيس المجلس.

وكشف النقاب عن ان تكتل الجمهورية القوية سيحدد مساء اليوم موقفه عبر تقنية زوم.

واعتبر بوصعب انه من الطبيعي ان يزور بري كمرشح لنائب رئيس المجلس النيابي، وهو على تواصل معه، وبالرغم من الاختلافات بالسياسة فان هناك الكثير من الاحترام.

ونفى الرئيس بري، في بيان لمكتبه، ان يكون ورد على لسانه كلام في ما يتعلق بانتخابات رئاسة المجلس، فهو لم يصدر عنه اي كلام، لا سيما ما اورته محطة MTV.

وتوقع النائب جميل السيد ان يحصل الرئيس بري على عدد من الاصوات تتراوح بين 65 و67 نائباً لمصلحته، وهو سيفوز من الدورة الاولى، كاشفاً انه ربما لا يصوت له، لأنه غير راض عن الأداء في المرحلة الماضية، لجهة المحاسبة والمراقبة، وتساءل عما اذا كان الرئيس بري سيتغير، ويتصرف كشخص آخر، ودعا النواب الجدد إلى التزام لجان التحقيق البرلمانية لإعادة الاموال المنهوبة، وتقدر بـ35 مليار دولار.

وما زال البحث جارياً بين بعض مكونات المجلس النيابي لتقرير كيفية التعاطي مع استحقاقات انتخاب رئيس ونائب رئيس وهيئة مكتب ومن ثم اللجان النيابية، ذلك ان ترشيح النائبين الياس بو صعب وسجعان عطية، علناً وبصورة رسمية وللمرة الاولى لمنصب نائب الرئيس، وزيارة كل منهما لـ «رئيس السن» نبيه بري، قد خَلَطَ الاوراق وسيدفع الكتل النيابية الى درس خياراتها بدقة لتحديد النائب الذي ستعطيه اصواتها، لا سيما وان هناك كُتَلاً وزانة تقف خلف بو صعب وعطية، ولكن ثمّة من يُفكّر بخيار آخر بعيداً عن الاصطفافات التقليدية التي يمثلها النائبان، وبما يُكرّس الصورة الجديدة عن المجلس الجديد الذي دخلته مجموعة كبيرة من النواب المستقلين والمعارضين للنهج السابق.

وإذا لم يترشح نائب ثالث من هذه الجهة او تلك لا سيما من القوات اللبنانية لمنصب نائب الرئيس وفضّلت العمل ضمن عضوية هيئة المكتب، فإن الخيار سيبقى محصوراً بين التصويت لبو صعب أوعطية أو الورقة البيضاء.

وعلمت «اللواء» ان مجموعة «قوى التغيير» اجتمعت مساء امس الاحد وعندها اجتماع آخر اليوم الاثنين، للبحث في الخيارات الممكنة، مع توجه لديها لعدم ترشيح احد من اعضائها لمنصب نائب الرئيس، لا سيما بوجود مرشح مستقل هو سجيع عطية، الذي يتولى الاتصالات مع الاطراف، وكذلك يقوم النائب المستقبل غسان سكاف بإتصالاته.

كما علمت «اللواء» ان النواب المنفردين امثال طوني فرنجية وفريد الخازن وويليام طوق سيعقدون اجتمعات منفصلة اليوم لتقرير الموقف، علما انهم كانوا على تواصل لتنسيق المواقف. وتعقُد كتلة اللقاء الديمقراطي إجتماعاً اليوم الإثنين لإتّخاذ موقف بشأن إنتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه. وترددت معلومات أنّ الكتلة تتجّه إلى إنتخاب نبيه بري رئيساً للمجلس، إلا أنّها لَن تُعطي أصواتها للنائب بو صعب والارجح ان تعطيه لعطية.

يبقى المهم في إنجازاستحقاق الغد تكوين كمية اصوات كافية للمرشحين لنيابة الرئاسة وسط انقسام لكتل بين مؤيد لعطية واخرى لـ بو صعب، ولمرشحي عضوية هيئة المكتب التي لن تكون سهلة ايضاً اذا انقسمت الكتل والمجموعات بين اكثرمن اتجاه لترشيح نواب من كل كلتة او مجموعة، وهو ما سيُعطي لجلسة الغد دينامة جديدة بسبب صعوبة حصول توافقات كافية او إجماع على انتخاب اعضاء هيئة المكتب، ما يعني الذهاب نحو التصويت وليفُزْ من يَفُزْ، فتكتمل عناصر «لعبة التغيير» المطلوبة في تركيبة المجلس وادائه.

 

وقد زار بو صعب عين التينة السبت، حيث اجتمع الى الرئيس بري واطلعه على ترشحه لمنصب نائب رئيس مجلس النواب، قبل يومين من انعقاد جلسة الانتخاب وغادر من دون تصريح. اما عطيّة الذي سبقه الى مقر الرئاسة الثانية منذ يومين حاملا لبري اصوات نواب عكار، فصوب سهامه نحو التيار مؤكدا لـ «المركزية»، « أن فوزي كنائب عن المنطقة أثار حساسية لدى البعض ومنهم رئيس البلدية الحالي الذي ينتمي للتيار، وهذا ما يفسر إثارة ملف الدعوى القديمة (عمرها عشر سنوات) في هذا التوقيت بالذات، لكنهم أخطأوا في العنوان». وقال عطية انه سيلتقي اليوم ايضاً الرئيس نبيه بري مع كتلة انماء عكار.


وفي السياق، غرّد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى عبر «تويتر» قائلاً: إنتخاب الرئيس بري بعد غد يمثل إحترامًا لإرادة أكثرية اللبنانيين من كل المناطق، واستجابة لدواعي المصلحة الوطنيّة لما يختزن من خبرة برلمانية واسعة وقدرة على اجتراح الحلول في أحلك الأزمات، ولدوره الجامع بين الأطياف.

الدولار والمحروقات والخبز

ماليا، واصل سعر صرف الدولار تراجعه منذ صدور بيان حاكم مصرف لبنان أمس الاول، وبلغ سعره في السوق السوداء امس 27500 ليرة، وسط توقعات بمزيد من الانخفاض. وكنتيجة حتمية، استقرّ سعر البنزين 95 و98 أوكتان، فيما تراجع سعر المازوت 122 ألف ليرة لبنانية، وسعر الغاز 73 ألف ليرة. كما أكد نقيب الأفران علي إبراهيم «أننا «سنشهد بدءاً من الإثنين تراجعاً في سعر ربطة الخبز تماشياً مع انخفاض سعر الدولار».

من جهة ثانية، وقع وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال الدكتور وليد فياض السبت، جدولا استثنائيا لأسعار المشتقات النفطية الذي يشمل مادتي الغاز والديزل، برغم أنه يوم عطلة رسمية، بعد الانخفاض الكبير لسعر صرف الدولار الاميركي خلال الساعات القليلة الماضية، «بهدف إعادة التوازن الى السوق النفطي المحلي، والأهم حفاظا منه على مصالح المواطنين الذين يئنون تحت وطأة إرتفاع الأسعار قياسا لسعر صرف الدولار».علما ان الجدول لا يشمل سعر البنزين كون سعر هذه المادة يتعلق مباشرة بسعر صيرفة الذي لم يتأثر بنفس تقلبات سعر صرف الدولار والذي سيصدر عن مصرف لبنان نهار الاثنين.

تحذير للتجار

في الشأن المعيشي، طالب وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام جميع تجار المواد الغذائية بكل أصنافها وأصحاب السوبرماركت الالتزام التام ببيع المواد الغذائية وكل السلع وفق التسعير المحدث لسعر الصرف، محذّراً من عدم الالتزام أو التلاعب بقصد احتكار المواد الغذائية والسلع بأصنافها كافة بغية تحقيق أرباح غير مشروعة. وشدد على أن مديرية حماية المستهلك، وكل أجهزة الرقابة في الوزارة وبالتنسيق والمواكبة من الاجهزة الامنية ستطلق دورياتها للتفتيش والمراقبة، وستتخذ كل الاجراءات الردعية والعقابية المشددة للغاية بحق كل من تسّوله نفسه التلاعب بالأمن الغذائي للبنانيين.

من جهتها، رأت جمعية المستهلك أن «تشكيل المجلس الوطني للأسعار، عودة الى القرون الوسطى». وقالت في بيان: «برافو». قررت السلطة إخراج أرنب قديم من قبعتها، جاهز منذ العام 1974 للضحك على الناس. شكلت مجلساً للأسعار؟ ماذا سيفعل؟ هل سيراقب التجار؟ أي تجار؟ هل سيفتح منصة جديدة للدولار أم سيخترع سعرا جديدا للدولار الجمركي أم سيثبت الأسعار؟ ربما ستستورد الدولة نفسها السلع الاساسية مثلاً؟»

 

 

وصدر بيان عن نقابة المستشفيات في لبنان جاء فيه: «بالرغم من جميع المطالبات التي قامت وتقوم بها نقابة المستشفيات في لبنان لحمل المصارف على تمكين المستشفيات من استعمال حساباتها لديها لتسديد ثمن المواد الطبية وغير الطبية، ورواتب موظفيها، فإن الأمور بقيت على حالها والمصارف تحتجز عملياً الأموال في هذه الحسابات، مما يخنق المستشفيات ويشلّ عملها.إن جميع التحويلات التي تقوم بها الجهات الضامنة تبقى من دون اي فائدة للمستشفيات اذ لا يمكنها استخدامها.

اضافت: إن نقابة المستشفيات تهيب برئيس الحكومة، وكل من وزير العمل بصفته وزير الوصاية على الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، ووزير الداخلية كونه مسؤولاً عن طبابة قوى الأمن الداخلي وسائر القوى الأمنية بالتدخّل سريعاً لدى مصرف لبنان وجمعية المصارف لحلّ هذه المشكلة وتفادي الوصول الى المحظور، اي إما إقفال المستشفيات او الطلب من المرضى تسديد كامل قيمة فواتيرهم نقداً، وهما امران لا نرغب بهما ولكن قد نصل اليهما قسراً».

الادوية

وعلى صعيد آخر، شرح وزير الصحة فراس ابيض سبب النقص الحاد في الادوية، واعلن ان بعضها بدأ بالوصول الى لبنان، وسيستمر تباعا، وهذا ما سيؤدي الى انفراج في هذا الملف، على الاقل في الاشهر المقبلة.

وقال: أن هذا لا ينفي الحاجة الى حلول متوسطة وطويلة الامد، مشيرا الى أن المساعدات القادمة الى لبنان قليلا ما تتضمن ادوية سرطان، ولا تتضمن اياً من الادوية الحديثة الباهظة الثمن، والتي هي اساس النقص حاليا.

وشرح أن ادوية السرطان مدعومة بالكامل، وتوزع لمرضى الوزارة مجانا، وتغطيها الجهات الضامنة الاخرى».

حلول كهربائية

في مجال آخر، أكّد وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، أنه «يتم البحث عن حلول لزيادة ساعات التغذية بالتيار مع زيادة على التعرفة تريح المواطن من عبء المولدات». وقال: «الخطة الف هي الغاز الاردني، والخطة باء هي عبر الفيول التقليدي…وأعمل على موضوع تعرفة المحروقات في ظل انخفاض الدولار، للتخفيف عن المواطن.

83 إصابة جديدة

صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 83 إصابة بفايروس كورونا، وحالتا وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1099148 حالة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

العودة الآمنة  إلى الحياة

وسط الموسيقى الصاخبة وآلاف المواطنين الذين كانوا يتسوّقون ويسيرون فرحاً من لبنانيين وعرب وأجانب، أكدت الجميزة للجميع أنَّ بيروت كانت وستبقى مدينة الحياة والفرح وجمع شمل كل أبناء الوطن، وكل من يعيش فيها، مع وجود أكثر من 400 «ستاند» من أشغال يدوية ومأكولات بلدية ومشروبات، بالإضافة الى الصابون والأشغال اليدوية كالرسوم على الخشب، الحلّي والشموع، القبعات الجميلة على أنواعها، الأيقونات ولوحات الرسم، وألعاب الصغار، إضافة إلى بيع القصص والكتب، والأشياء القديمة والعطورات، ومساهمة «كاراج سوق» في حوالى 26 «ستاند»، تحت شعار «التنمية المستدامة لتمكين المرأة والطلاب وذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير فرص عمل لهم من خلال البيع».

 

 

**************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

بري يسهّل … وسلامة يضبط الدولار  

 

على ارض الـ28 الفا ونيف هبط دولار الـ38 ومعه قلوب اللبنانيين الدائرين في فلك جمهورية الهستيريا والفلتان. لكنّ الاسعار التي واكبت حركة اقلاع الدولار بسرعة جنونية لم تهبط، ليس فقط نتيجة الجشع والطمع المتحكم بمعظم التجّار من المستفيدين من الفقير المعدم، بل ايضا لغياب عنصر الامان والقلق على دولار الغد المتحكمة به زمرة الفاسدين المتواطئين على لقمة عيش بات تحصيلها يدنو من مرتبة المعجزة.

 

ووسط الانهيار الذي تحذر من نتائجه كل القطاعات، يستعد نوّاب الامة لاستحقاق الغد، حيث يجري حفل «تنصيب» رئيس المجلس النيابي «الضابط الكل» نبيه بري ونائبه الذي بات محصورا بين واحد من نائبين سجيع عطية المغضوب عليه «عونيا» والمحرّكة ضده دعوى قضائية رد عليها بالامس والياس بوصعب الذي رشحه في ربع الساعة الاخير التيار الوطني الحر، بعد مفاوضات ماراتونية بين رئيسه النائب جبران باسيل و وفيق صفا افضت على ما يبدو الى اتفاق.

 

المرشحان

 

لمدة ساعة استقر بو صعب في عين التينة اول امس السبت، حيث اجتمع الى الرئيس بري واطلعه على ترشحه لمنصب نائب رئيس مجلس النواب، قبل يومين من انعقاد جلسة الانتخاب وغادر من دون تصريح.

 

اما عطيّة الذي سبقه الى مقر الرئاسة الثانية منذ يومين حاملا لبري اصوات نواب عكار، فصوب سهامه نحو التيار مؤكدا، «أن فوزي كنائب عن المنطقة أثار حساسية لدى البعض ومنهم رئيس البلدية الحالي الذي ينتمي للتيار وهذا ما يفسر إثارة ملف الدعوى في هذا التوقيت بالذات، لكنهم أخطأوا في العنوان».

 

الحل بالتوافق

 

وفي غياب الحركة السياسية مفسحة المجال للهموم المعيشية والاقتصادية، تمنى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، خلال غداء تكريمي على شرفه في زحلة، أن «يتحمل الجميع المسؤولية لجبه التحديات المقبلة بسلام وليكن التعاون والحوار شعار المرحلة التي سنخوضها ما ينعكس ايجابا على الوضعين المعيشي والأمني». وأضاف: «التوافق السياسي في العناوين المفصلية كفيل باستمرار لبنان واستقراره وسنعمل على توفير بيئة سليمة لان لا خيار سوى الدولة ومؤسستها».

 

باسيل ينفي

 

الى ذلك، نفى المكتب الإعلامي لباسيل المعلومات في شأن طلبه «إدراج بندين في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء يتعلقان بتغيير حاكم مصرف لبنان وقائد الجيش»، مؤكدا أن «هذه الأخبار كاذبة ولا أساس لها من الصحة».

 

الدولار والاسعار

 

ماليا، واصل سعر صرف الدولار تراجعه منذ صدور بيان حاكم مصرف لبنان يوم الجمعة وبلغ في السوق السوداء  27500 ليرة، وسط توقعات بمزيد من الانخفاض. وكنتيجة حتمية، استقرّ سعر البنزين 95 و98 أوكتان، فيما تراجع سعر المازوت 122 ألف ليرة لبنانية، وسعر الغاز 73 ألف ليرة. كما أكد نقيب الأفران علي إبراهيم «أننا «سنشهد بدءاً من الإثنين تراجعاً في سعر ربطة الخبز تماشياً مع انخفاض سعر الدولار».

 

تحذير للتجار

 

وليس بعيدا، طالب وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام جميع تجار المواد الغذائية بكل أصنافها وأصحاب السوبرماركت الالتزام التام ببيع المواد الغذائية وكل السلع وفق التسعير المحدث لسعر الصرف، محذّراً من عدم الالتزام أو التلاعب بقصد احتكار المواد الغذائية والسلع بأصنافها كافة بغية تحقيق أرباح غير مشروعة. وشدد على أن مديرية حماية المستهلك، وكل أجهزة الرقابة في الوزارة وبالتنسيق والمواكبة من الاجهزة الامنية ستطلق دورياتها للتفتيش والمراقبة، وستتخذ كل الاجراءات الردعية والعقابية المشددة للغاية بحق كل من تسّوله نفسه التلاعب بالأمن الغذائي للبنانيين.

 

«أرنب» السلطة

 

من جهتها، رأت جمعية المستهلك أن «تشكيل المجلس الوطني للأسعار، عودة الى القرون الوسطى». وقالت في بيان: «برافو. قررت السلطة إخراج أرنب قديم من قبعتها، جاهز منذ العام 1974 للضحك على الناس. شكلت مجلساً للأسعار؟ ماذا سيفعل؟ هل سيراقب التجار؟ أي تجار؟ هل سيفتح منصة جديدة للدولار أم سيخترع سعرا جديدا للدولار الجمركي أم سيثبت الأسعار؟ ربما ستستورد الدولة نفسها السلع الاساسية مثلاً؟».

 

نداء عاجل

 

وعلى خط الازمات ايضا، صدر بيان عاجل عن نقابة المستشفيات في لبنان جاء فيه: «بالرغم من جميع المطالبات التي قامت وتقوم بها نقابة المستشفيات في لبنان لحمل المصارف على تمكين المستشفيات من استعمال حساباتها لديها لسداد ثمن المواد الطبية وغير الطبية، ورواتب موظفيها، فإن الأمور بقيت على حالها والمصارف تحتجز عملياً الأموال في هذه الحسابات، ما يخنق المستشفيات ويشلّ عملها.إن جميع التحويلات التي تقوم بها الجهات الضامنة تبقى دون اي فائدة للمستشفيات اذ لايمكنها استخدامها. إن نقابة المستشفيات تهيب برئيس الحكومة، وكل من وزير العمل بصفته وزير الوصاية على الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، ووزير الداخلية كونه مسؤولاً عن طبابة قوى الأمن الداخلي وسائر القوى الأمنية بالتدخّل سريعاً لدى مصرف لبنان وجمعية المصارف لحلّ هذه المشكلة وتفادي الوصول الى المحظور، اي إما إقفال المستشفيات او الطلب من المرضى تسديد كامل قيمة فواتيرهم نقداً، وهما امران لا نرغب بهما ولكن قد نصل اليهما قسراً».

 

عملية الراعي

 

في مجال آخر، صدر عن المكتب الاعلامي للصرح البطريركي الماروني في بكركي ما يلي: «خضع غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مطلع الاسبوع الجاري الى عملية استبدال صمام للقلب من دون جراحة، في مستشفى «اوتيل ديو»، اجراها له بنجاح مشكورا البروفسور جورج بدوي بمرافقة طبيب غبطته الخاص الدكتور الياس صفير. ان غبطته الذي امتثل الى التعافي يتوجه بالشكر العميق الى ادارة مستشفى اوتيل ديو والى الجسم الطبي والتمريضي والى الراهبات والموظفين والى كل من اطمأن عنه سائلا الله ان يكافىء الجميع بالصحة والعافية».

 

 

**************************************

افتتاحية صحيفة الديار

«اسرائيل» فشلت في إعلان سيادتها على القدس رغم تظاهرات يهوديّة غير مسبوقة واجتياح ساحات الأقصى

مئات الشبّان الفلسطينيين والفلسطينيّات حملوا الأعلام وقاوموا في القدس رغم القمع الوحشي ضدّهم

أين هي دول التطبيع مع العدو الإسرائيلي من استباحاته الأقصى المبارك والقدس الشريف؟ – شارل ايوب

 

فشل العدو الاسرائيلي في اعلان سيادته على مدينة القدس المحتلة، رغم تظاهرات يهودية غير مسبوقة، حيث اجتاح ساحات الاقصى الشريف اكثر من 2000 متظاهر يهودي تلمودي للصلاة، وقد حشدت «اسرائيل» 3 كتائب من جيش الحدود واكثر من 1000 شرطي. الا ان فلسطين لن تكون إلا لاهلها، والقدس لن تكون للتلموديين والمتعصّبين اليهود.

 

في السنة الماضية تظاهر 40 ألف يهودي، ومنعهم يومها رئيس وزراء العدو نتانياهو من اجتياز باب العمود على مداخل بوابة مسجد الاقصى المبارك. اما هذه السنة، فتم تقدير المتظاهرين بـ 43 ألف متظاهر يهودي تلمودي من حملة الاعلام.

 

مخطط العدو الاسرائيلي منذ 1967 احتلال كامل القدس، وكانت اول تظاهرة عام 1968، ومن يومها يعمل العدو الاسرائيلي على تهويد القدس وجعلها لليهود بنسبة 80 في المئة وللفلسطينيين بنسبة 20%، لكن هذا المخطط لن ينجح كما اراده العدو الاسرائيلي، وكل ما حصل، ان عدد الاسرائيليين الذين اقامتهم اسرائيل واسكنتهم في القدس والمستعمرات حول القدس هو 61%، في حين بقي عدد الفلسطينيين 39%، مع العلم ان عدد اليهود ارتفع في فترة من الفترات الى 69 %، لكن الهجرة اليهودية من منطقة القدس الشريف الى تل ابيب والمدن حولها، جعل الرقم يهبط الى 61% يهود و 39% فلسطينيين مقدسيين. ومع ان العدو الاسرائيلي هدم 5 آلاف منزل لمواطنين فلسطينيين في القدس وحول القدس، ورغم ذلك لم ينجح مخططه.

 

اليوم كان الموعد مع تظاهرات من اليهود التلموديين الذين حملوا الاعلام، واكثريتهم من المتدينين المتشددين بيهوديتهم، حتى ان منظمة شاس حملت اعلامها ونزلت مع المتظاهرين، وهي منظمة قتلت الكثير من الفلسطينيين.

 

ورغم التظاهرات غير المسبوقة، التي فاقت 50 الف متظاهر بحسب وسائل اعلام اجنبية، فان مئات الفلسطينيين والفلسطينيات والاطفال والفتيان دون سن الـ 15 نزلوا الى شوارع صالح الدين والرشيد والسلطان سليمان في قلب القدس، واحرقوا دواليب، وقطعوا الطرقات، ورشقوا الشرطة والمتظاهرين اليهود بالحجارة، ولم يهابوا قمع الشرطة وكتائب جيش الحدود، واظهروا بسالة ومقاومة وشجاعة في وجه الاحتلال.

 

الا ان كتائب حرس الحدود والشرطة قامت بقمعهم بوحشية بالغة، واستعملت العنف المفرط ضد الفتيات وضد المقاومات والفتيان الذين هم تحت سن الـ 14 عاما، وضربتهم ضربا مبرحا، واوقفت الفتيات والنسوة، فيما تم الافراج عن الفتيان الذين هم تحت سن الـ 14 لكن بعد ضربهم ضربا مبرحا وبوحشية.

 

تجمّع اليهود التلموديين على باب العمود، واراد المستوطن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيت، ان يظهر ان القدس هي عاصمة اسرائيل الابدية، ولكن القدس لا يمكن تقسيمها لا اليوم ولا غدا… والى الابد.

 

وبالتزامن، كان طائرات اسرائيلية تحلّق على علو منخفض فوق غزة، كما ان تدابير عسكرية اتخذتها قيادة جيش العدو الاسرائيلي مع لبنان، حيث عززت القبة الحديدية تخوفا من قصف صاروخ يأتي من لبنان على مواقعه وعلى المستعمرات.

 

حدة الاشتباكات بين التلموديين والفلسطينيين بدأت عند الخامسة من بعد الظهر قبل بدء مسيرة حملة الاعلام، والقيادة الاسرائيلية تفاجأت بمقاومة الفلسطينيين، عندها اعطى رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بينت ضوءا اخضر لليهود اليمنيين المتعصبين باستكمال المسيرة. فقد اراد بينت ان يعطي انطباعا ان حكومته قوية وانها متعصبة دينيا، كي يحافظ على وضعه السياسي المهتز في رئاسة الحكومة.

 

اما على مدى الضفة الغربية، فقد نشر الفلسطينيون اعلام فلسطين على سطوح منازلهم وعلى الطرقات، وجرت اشتباكات في نابلس ورام الله والخليل وجنين، وفي سائر المدن، حتى انه تم رفع العلم الفلسطيني على سطوح بيوت الفلسطينيين الذين يسكنون في فلسطين المحتلة منذ عام 1942 وحتى يومنا هذا.

 

حرب قومية ودينية بكل معنى الكلمة

 

وبعد تدنيس اكثر من 2000 مستوطن اسرائيلي لساحات المسجد الاقصى المبارك، فان الحرب الدينية اصبحت واضحة بين اليهود والمسلمين، وبين اليهود الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين ايضا، لكن الاكثرية الساحقة هي المسلمين الفلسطينيين لانهم الاكثرية، ولم يعد في فلسطين المحتلة من المسيحيين الا اقلية .

 

والسؤال المطروح، ماذا عن القرارات الدولية رقم 42 ورقم 838، وخاصة رقم 838؟ ماذا عن دول التطبيع الذي قالت انها تطبع على قاعدة اقامة دولتين، دولة يهودية اسرائيلية ودولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وعدد من المستوطنات الجديدة في الضفة الغربية؟ وهذا ما لم تحترمه اسرائيل ابدا، بل تقوم كل يوم بتهجير منطقة فلسطينية تختارها لاقامة مستعمرة يهودية، بدلا من القرى الفلسطينية التي عمرها مئات السنين.

 

ماذا تقول الدول التي قامت بالتطبيع مع اسرائيل؟ باستثناء الاردن الذي اصدر بيان احتجاج على الصلاة من قبل ألفين يهودي في ساحات مسجد الاقصى المبارك، والتي اعلنت في بيانها ان الاردن هي المسؤولة عن الاوقاف الدينية المسيحية والاسلامية في القدس الشرقية.

 

اما دول التطبيع من الخليج ومصر وبقية الدول العربية التي قامت بالتطبيع مع العدو الاسرائيلي تحت الطاولة، فانها ترى مخططا عدوانيا اسرائيليا يقضي باستباحة كامل فلسطين وتهويد القدس نهائيا، بعدما اعترفت الولايات المتحدة وعدة دول، بان القدس عاصمة اسرائيلية في زمن الرئيس الاميركي السيىء الذكر دونالد ترامب ضمن مشروع ابراهام.

 

المطلوب مؤتمر عربي اسثتنائي يبحث قضية فلسطين.

 

فلسطين هي الدولة الاولى لكافة الشعب العربي، فاين هي الجامعة العربية؟ واين هم رؤساء العرب لا يجتمعون؟ هم في خلافات في ما بينهم، بينما العدو الاسرائيلي يغتصب فلسطين واراضيها، خاصة في الضفة الغربية والقدس قطعة وراء قطعة.

شارل ايوب

شريط الاحداث

 

اقتحم ألفا مستوطن صباح أمس باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبيل «مسيرة الأعلام» المقررة في القدس المحتلة، في المقابل، دعت هيئات فلسطينية المقدسيين للاحتشاد في باب العامود والبلدة القديمة لمواجهة المسيرة.

 

مسيرة الأعلام «الإسرائيلية» وصلت مدخل باب العامود، واتجهت صوب البلدة القديمة في القدس المحتلة، وسط استنفار كبير لقوات الاحتلال، وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعليقا على المسيرة «إنه لا يمكن لأي قوة غاشمة أن تغير عروبة وفلسطينية القدس».

 

وكان صباحا، رفع مستوطنون الأعلام «الإسرائيلية» داخل المسجد الأقصى ومحيطه، وأدوا رقصات علنية في باحاته، وسجدوا للمرة الأولى بشكل جماعي وفي وقت واحد داخل الحرم القدسي، من دون أي تدخل من شرطة الاحتلال.

 

وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باغلاق المسجد القبلي، وحاصرت المعتكفين داخله لتأمين اقتحامات المستوطنين، واعتلت أسطح المسجد القبلي ومنعت دخول الشبان الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى منذ صلاة المغرب السبت. كما منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحافيين والمصورين الفلسطينيين من دخول الأقصى وهددتهم بالاعتقال.

 

وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت فجرا باحات الأقصى، من جهة المصلى القبلي تمهيدا لاقتحامه من قبل المستوطنين. كما أغلقت قوات الاحتلال المصلى القبلي بالسلاسل الحديدية وحاصرت المصلين داخله.

 

وأفادت مصادر في دائرة الأوقاف الإسلامية، بأن مستوطنين رشوا غاز الفلفل على المصلين بالقرب من باب الحديد، وقد رفع مستوطنون أسلحة نارية في وجه مصورين يغطون اقتحامهم لباحات المسجد الأقصى.

 

في المقابل، قام الفلسطينيون الذين نجحوا في دخول المسجد منذ أمس الاول، بالتكبير وأداء صلاة الضحى في ساحات المسجد للتشويش على اقتحام المستوطنين.

 

بدوره، قال مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني إن ما يجري في الأقصى من اقتحامات واعتداءات من قبل قوات الاحتلال وعدد من المستوطنين المتطرفين «لن يغير من إسلامية المسجد الأقصى». وحذر من أن رسالة الاحتلال هي أنه يريد نقل المعركة إلى داخل المسجد الأقصى.

الهلال الأحمر الفلسطيني

 

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني «إن طواقمه تعاملت منذ الصباح مع عشرات الإصابات بالرصاص المطاطي والضرب خلال اعتداء شرطة الاحتلال والمستوطنين على الفلسطينيين في البلدة القديمة وفي محيطها بالقدس المحتلة». وأضاف «أن طواقمه تعاملت مع أكثر من 140 إصابة في الضفة الغربية، بينها 18 بالرصاص الحي».

 

من جهته، أفاد «نادي الأسير الفلسطيني»، بتسجيل 56 عملية اعتقال مؤكدة في القدس ومناطق أخرى بالضفة الغربية.

الاحتلال

 

وأعلنت شرطة الاحتلال حالة الطوارئ القصوى، ونشرت آلاف الجنود لتأمين اقتحامات المستوطنين ومسيرة الأعلام، كما قامت بشن حملة اعتقالات استباقية طالت عشرات الشبان الفلسطينيين، وأصدرت قرارات بإبعاد مئات الشبان المقدسيين عن المسجد الأقصى.

 

كما شارك عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير في المسيرة، وكان أيضا في مقدمة مقتحمي باحات الأقصى في فترة ما قبل الظهر، وأطلق تصريحات وصف فيها عمليات الاقتحام وتحضيرات المستوطنين لما تسمى «مسيرة الأعلام» بأنها «يوم سعيد للقدس».

الفلسطيني هو صاحب الحق والتاريخ والمكان

 

وتعليقا على المسيرة،  قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، «إن مسيرة المستوطنين واعتداءاتهم أمر مدان وستترتب عليه تبعات خطيرة، مطالبا المجتمع الدولي وجميع المنظمات الحقوقية بالتدخل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية».

 

وقال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية «حماس» حازم قاسم «إن مدينة القدس كانت وستبقى فلسطينية عربية»، مؤكدا «أنه لا يمكن لقوة غاشمة أو مستوطن غريب عابر أن يغير هذه الحقيقة الخالدة». أضاف «أن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق والتاريخ والمكان، وسيواصل دفاعه عن حقه حتى طرد المستوطن الصهيوني، وسيحمي هوية هذه المدينة المقدسة في معركة مفتوحة ومتواصلة مع الاحتلال الصهيوني».

القدس ستبقى العاصمة الأبدية لفلسطين

 

من جهتها، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية «أن التصريحات الإسرائيلية لن تعطي الاحتلال الشرعية للسيطرة على مدينة القدس، وأن القدس الشرقية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية ستبقى العاصمة الأبدية لفلسطين». كما أكدت في بيان لها «أن القدس بمقدساتها ليست للبيع، وأن السلام لن يكون بأي ثمن».

 

بدورها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وأداء صلوات تلمودية بحماية الشرطة. وحمّلت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الاقتحامات ونتائجها وتداعياتها على المنطقة، وطالب البيان المجتمع الدولي والإدارة الأميركية بالخروج عن صمتهما وتحمل مسؤولياتهما تجاه القدس.

 

كما أدانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين سماح الاحتلال للمستوطنين بتنظيم مسيرات استفزازية وأداء طقوس تلمودية في المسجد الأقصى المبارك.

 

وقالت اللجنة في بيان لها «إن حكومة الاحتلال تقود المنطقة إلى تصعيد خطير، مخالفة بذلك كل القوانين والمواثيق الدولية»، مشيرة «إلى أن حكومة الاحتلال المتطرفة تسعى إلى فرض تطهير عرقي بحق أبناء الشعب الفلسطيني وتهويد المدينة المقدسة».

قطر: لتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لردع الاحتلال الإسرائيلي

 

هذا، وأدانت دول عربية اقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى، وحذرت من مغبة الاستمرار في الانتهاكات الخطيرة بحق الأقصى.

 

ففي قطر، أدانت وزارة الخارجية اقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وقيامهم بأداء صلوات تلمودية في باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال. واعتبرت أن ذلك يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وامتدادا لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى والدفع بالتقسيم الزماني للمسجد، واستفزازا لمشاعر المسلمين في العالم.

 

وحذرت من أن استمرار الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية بحق المسجد الأقصى يكشف بوضوح رغبة الاحتلال في توجيه الصراع إلى حرب دينية.وشددت على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لردع الاحتلال الإسرائيلي.

الاردن حذرت من تفاقم الأوضاع

 

كما أدان الأردن السماح لمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية الشرطة الإسرائيلية. وحذرت وزارة الخارجية الأردنية من تفاقم الأوضاع في ضوء السماح بالمسيرة الاستفزازية والتصعيدية في القدس المحتلة. وأكدت أن اقتحامات المتطرفين وتصرفاتهم الاستفزازية، تُعدّ انتهاكًا للوضع التاريخي والقانوني القائم، وللقانون الدولي. كما شددت على أن الحرم القُدسي الشريف بكامل مساحته هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأنّ إدارة الأوقاف الأردنية هي الجهة القانونية المختصة حصرا بإدارة شؤون الحرم.

 

مصر: لوقف الممارسات التي تستهدف الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس

 

من جهته، شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، على ضرورة وقف أي إجراءات أو ممارسات تستهدف الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها، وكذلك تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.

 

وحذر شكري لدى لقائه جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح من تأثير ذلك على استقرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. واعتبر مواصلة التوسع في النشاط الاستيطاني ومصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين تقويضا لفرص التوصل إلى حل الدولتين وأفق إقامة سلام شامل وعادل في المنطقة.

 

كما شدد على موقف بلاده الراسخ من دعم القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأهمية إحياء مسار المفاوضات وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

الأمم المتحدة تدعو لتجنب العنف

 

ومن جهتها، دعت الأمم المتحدة، الفلسطينيين والإسرائيليين إلى ضبط النفس واتخاذ قرارات حكيمة لتجنب العنف.وعبّر منسق الأمم المتحدة الخاص المعني بعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، عن قلقه للغاية بشأن ما وصفه بـ»دوامة العنف المتصاعدة التي أودت بحياة الكثير من الفلسطينيين والإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram