افتتاحية جريدة البناء
تصعيد في أوكرانيا… وموسكو ترفع نبرة إدانة الغارات الإسرائيليّة… وأردوغان في الرياض/ قائد الحرس الثوريّ: مستمرّون في دعم الشعب الفلسطينيّ وسنبقى إلى جانبكم لنصر قريب/ قرار أميركيّ سعوديّ لصرف النظر عن تأجيل الانتخابات يُلزم القوات والاشتراكيّ بتعطيل النصاب/
جاء الصاروخ العالي الدقة الذي استهدف مجمعاً للصناعة العسكرية في العاصمة الأوكرانية كييف، خلال زيارة الأمين العام أنطونيو غوتيريس لها، بمثابة إعلان عن أن الوقت للبحث عن تسويات للحرب لم يحِن بعد، وأن اللحظة لا تزال للتصعيد السياسي المتمثل بالاستقطاب الحاد بين واشنطن وموسكو، تحت شعار وضعته واشنطن، بإلحاق هزيمة استراتيجية بموسكو، وشعار آخر وضعته موسكو، بإنهاء زمن الهيمنة الأميركية ومرحلة القطب الواحد في العالم، وتصعيد عسكري تترجمه من جهة الهجمات الروسية على جبهات الشرق في دونباس والشمال في خاركيف والجنوب في مساحة ممتدة من ماريوبول الى أوديسا، ويوازيهما تصعيد اقتصادي تعيش أوروبا تحت إيقاعه مع وضع قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقطع الغاز عن الدول التي ترفض سداد الثمن بالروبل. وبالتوازي أظهرت موسكو موقفاً أكثر وضوحاً وقوة بوجه الغارات الإسرائيلية على سورية، عبر عنه وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في اتصال بوزير الخارجية السورية فيصل المقداد، في سابقة ذات معنى اعتبر خلاله أن هذه الغارات خرق فاضح للقانون الدولي ويجب أن تتوقف، والموقف الروسي تتمة لسلسلة مواقف روسية في اعتبار المواقف الإسرائيلية من الحرب في أوكرانيا وقوفاً على ضفة عدائيّة لروسيا.
إقليمياً استقطبت زيارة الرئيس التركي رجب أردوغان للسعودية وما رافقها من مراسم سعودية، اهتماماً بما يعنيه الانفتاح التركي السعودي بالتوازي مع تقدم التفاوض السعودي الإيراني، الذي بدا أنه يدخل مرحلة جديدة في الجولة الخامسة، لترتسم معالم مشهد إقليمي قائم على إدراك حجم المتغيرات الدولية، وما يفرضه التراجع الأميركي من سعي لشبكة أمان إقليمية تخفض من منسوب التوترات، وتعطي حيزاً أكبر لفرص التسويات.
في قلب هذه المناخات يبقى كيان الاحتلال عاجزاً عن استثمار علاقاته الإقليمية والدولية، وهو محاصر بغضب الشعب الفلسطيني، الذي لا يزال الصانع الأبرز للسياسة وتحولاتها في المنطقة، رغم كل محاولات التطبيع والتضييع، ففلسطين التي تستعد مع المنطقة والعالم لإحياء يوم القدس العالمي، شهدت في غزة أول إحياء نوعيّ للمناسبة، تحدث خلالها قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي، مؤكداً وقوف إيران إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته، ومواصلة دعم المقاومة حتى تحقيق الانتصار القريب، وتأتي رسالة الحرس الثوري في توقيت يتصل بالمفاوضات الإيرانية مع الدول الغربية حول العودة للاتفاق النووي، وتقع قضية رفع الحرس الثوري من لوائح الإرهاب الأميركية في طليعة العناوين التي يدور حولها التفاوض، بحيث تأتي رسالة الحرس حول فلسطين لتؤكد أن إيران لن تغير شيئاً من مواقفها وسياساتها تجاه فلسطين وقوى المقاومة كثمن لرفع الحرس عن لوائح الإرهاب، ولو كانت النتيجة انهيار المفاوضات، وبالمثل تقول إنها ستواجه سياسات التطبيع مع كيان الاحتلال، في لحظة إيجابية لعلاقاتها الخليجية لتقول شيئاً مماثلاً، واليوم يطل الأمين العام لحزب الله في يوم القدس حيث يرسم معادلات محور المقاومة في التعامل مع مستجدّات الصراع مع كيان الاحتلال وإطارها، ونظرة محور المقاومة لدوره في المرحلة المقبلة، بعدما أعلن أن محور المقاومة هو محور القدس، وأن نصراً تاريخياً بات قريباً، وأن زوال الكيان لم يعد حلماً مؤجلاً.
لبنانياً، كانت العيون على ما ستشهده جلسة طرح الثقة بوزير الخارجية عبدالله بوحبيب، بصفتها بالون اختبار لخيار تأجيل الانتخابات من بوابة تعطيل انتخابات الاغتراب بداعي الحاجة لمهل وتعديلات، في ظل اتهامات وجهتها كتلة القوات اللبنانية النيابية لوزير الخارجية بالتلاعب بشروط الانتخاب وإخضاعها للاستنساب السياسي لحساب التيار الوطني الحر، عبر التحكم بتوزيع أقلام الاقتراع، وبمعزل عن السجال الذي دار حول موضوع الطلب شكل تطيير نصاب الجلسة بغياب متعمّد لنواب من كتلتي القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي الحليفين، والمتشاركين تحت المظلة الأميركية السعودية لخوض الانتخابات تحت شعار إضعاف المقاومة وتحجيم حضورها، ليلقي الضوء على ما قرأ فيه معنيون بالمسار الانتخابي إشارة واضحة على قرار اللحظة الأخيرة للأميركيين والسعوديين بصرف النظر عن محاولة لعب ورقة تأجيل الانتخابات.
وعشيّة دخول البلاد في عطلة نهاية الأسبوع وعيد الفطر، بدا المشهد الداخليّ وقد استسلم للانتخابات النيابية، حيث وضعت كافة الأجهزة والمؤسسات في خدمة إجراء هذا الاستحقاق المصيريّ كما تصفه مراجع رئاسيّة وقوى سياسية عدة، ما يفرض تأجيل مختلف الملفات المالية والاقتصادية الى ما بعد 15 أيار.
وفي حين ينهمك النواب والمرشحون بالمهرجانات والجولات الانتخابية والخطابات السياسية الجماهيرية، انعكس ذلك على الجلسة التشريعيّة التي لم يكتمل نصابها بسبب غياب النواب، والمخصصة لطرح الثقة عن وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب المقدم من كتلة القوات اللبنانية على خلفية الشوائب التي ترافق التحضيرات لاقتراع المغتربين.
وبعد نصف ساعة من موعد الجلسة المحدد في قصر الأونيسكو، لم يتأمن النصاب، ما دفع برئيس مجلس النواب نبيه بري الى رفع الجلسة.
وسأل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: “لماذا طرح الثقة بوزير الخارجية طالما القرار صدر عن وزير الداخلية؟”، اضاف: “يُريدون تحميل ما حصل في موضوع اقتراع المُغتربين لـ”التيار” وما حصل في أستراليا هو أن هناك ماكينة حزبية سجّلت الناخبين بطريقة خاطئة”. وأردف باسيل: “ليدفعوا ثمن غبائهم والغباء أضيف الى أسلوبهم الميليشياوي”.
في المقابل انتقد نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان النائب باسيل، مشيرًا الى أنه “هو وزير الخارجية الفعلي وهو عضو فاعل في المنظومة التي أوصلت لبنان الى هنا ويترك ودائعه في الوزارات وخصوصاً باسكال دحروج التي تتولى تنظيم الانتخابات بدلاً من الوزير بو حبيب”.
وأشارت مصادر نيابية لـ”البناء” الى أن حزب القوات كان يهدف جراء طرح الثقة بتحويل الجلسة الى حفلة خطابات شعبوية ومنصة للإطلالة على الرأي العام لتجييش الجمهور للتصويت لصالح القوات تحت العناوين والشعارات المعهودة التي ترفعها القوات في وجه حزب الله والمقاومة والعهد، ومحاولة استغلال الجلسة للتصويب والتحريض على التيار الوطني الحر لتأليب الرأي العام المسيحي عليه”. وتساءلت عن سبب استهداف كتلة القوات للوزراء المحسوبين على العهد والتيار فقط دون غيرهم من الوزراء الآخرين، علماً أن الكثير منهم ارتكبوا أخطاء؟ لكن القوات باءت بالفشل بحسب المصادر، بعدما رفض النواب الحضور الى الجلسة.
وفي كلمة كان ينوي إلقاءها خلال الجلسة فتلاها لاحقاً، رد بوحبيب على ما ورد من النقاط الثلاث في كتاب طرح الثقة، فأشار الى أنه “لم يكن هناك من إمكانية قانونية لتحديد مراكز الاقتراع مسبقاً والسماح للناخب، عند التسجيل، من اختيار المركز الذي يريد الاقتراع فيه، لأنه لا يمكن التكهن بعدد المسجلين مسبقاً واستيفاء شرط الـ200 ناخب لفتح مركز اقتراع قبل انتهاء مهلة التسجيل”.
وأوضح أن “المسافة القصوى بين أبعد مركزين للاقتراع في مدينة سيدني لا تزيد عن 35 دقيقة بالسيارة. وفي أستراليا تحديداً، توجد ثلاث بعثات”. ولفت الى أن “تحديد أقلام الاقتراع يصدر بموجب قرار عن وزارة الداخلية والبلديات بالتنسيق مع وزارة الخارجية والمغتربين. كذلك، يعود الى وزارة الداخلية والبلديات صلاحية نشر لوائح الشطب والقوائم الانتخابية وستعلن عنها قريباً بواسطة رابط الكتروني، لكي يتمكن كل ناخب من معرفة مكان اقتراعه وكيفية توزيعه على قلم الاقتراع. لذلك، لا علاقة لوزارة الخارجية والمغتربين بتسليم قوائم الناخبين لأصحاب العلاقة، الا بتعميم الرابط (Link) فور نشره”.
وقال بوحبيب: “اعتمدت الوزارة آلية مبسطة مقارنة بانتخابات 2018 لتحديد شروط إعطاء تصاريح المندوبين، وهي كما يلي: يمكن للمندوب أن يكون مسجلاً في القوائم الانتخابية في لبنان أو في الخارج، في حين كان يشترط على المندوب في انتخابات العام 2018 أن يكون مسجلاً حصراً في القوائم الانتخابية في الخارج، كشرط لإعطائه التصريح”.
وبحث بوحبيب مع وفد هيئة الإشراف على الانتخابات برئاسة القاضي نديم عبد الملك، في كيفية التعاون لإنجاح عملية الاقتراع للمغتربين اللبنانيين.
وأعلن مكتب وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي انه بات بإمكان الناخبين اللبنانيين، اينما كانوا، الولوج الى هذا البرنامج للاطلاع على مكان واسم مركز الاقتراع الخاص بهم، وذلك على الرابط الآتي: http://www.dgcs.gov.lb/arabic/where-to-vote
في غضون ذلك، تتجه الأنظار الى الخامس عشر من أيار موعد الانتخابات وسط مخاوف ومعلومات متضاربة حول مصير هذا الاستحقاق بين الحصول والتأجيل ونتائجه وطبيعة مرحلة ما بعد الانتخابات.
ووفق مصادر مطلعة على الملف الانتخابيّ فإنه وعلى الرغم من المال الانتخابي الذي ينفقه الأميركيون والسعوديون بكثافة في مختلف الدوائر الانتخابية، لم يستطع حتى الآن من ضمان حجم نيابي لتحالف حزب “القوات اللبنانية” والرئيس فؤاد السنيورة وبعض تجمعات المجتمع المدني لتفادي خسارة هذا الفريق، مشيرة لـ”البناء” إلى أن ما استطاع تحصيله هذا الفريق يتراوح بين 5 و7 في المئة، لكنه بحاجة الى 23 % لتقليل حجم الخسارة، رغم الثقل السياسي والدبلوماسي والمالي الذي وضعه السفير السعودي في لبنان وليد البخاري وكذلك السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا في خدمة تجميع واستجماع أطراف هذا الفريق.
وحتى اللحظة لا يمكن الركون الى تسليم الثنائي الأميركي – السعودي بإجراء الانتخابات في موعدها، بحسب ما تشير أوساط سياسية وأمنية لـ”البناء”، طالما لم يضمن الحجم الذي يريده لفريقه السياسي في لبنان، ولذلك تبقى فرضية تأجيل الانتخابات قائمة حتى قبل الـ24 ساعة من موعد الانتخابات وحتى في يوم الانتخاب نفسه، فقد يعمد هذا الفريق المتضرر من نتائج الانتخابات الى افتعال أحداث أمنية سريعة. ووضعت الأوساط الأحداث الأمنية المتلاحقة في طرابلس وغيرها من المناطق في اطار إعداد البيئة لأي تأجيل محتمل قد تلجأ إليه قوى خارجية للانتخابات.
تتصاعد وتيرة الغضب الشعبي في طرابلس حيال محاولة القوات اللبنانية اختراق الساحة الطرابلسية من منافذ متعددة وعلى أحصنة السنيورة واللواء أشرف ريفي وبعض منظمات المجتمع المدني، وتحويل رئيس القوات سمير جعجع الى قوة مؤثرة في طرابلس، بحسب ما تشير أوساط طرابلسية لـ”البناء” الأمر الذي دفع بالقوى الإسلامية والوطنية والقومية في طرابلس من مختلف التيارات والانتماءات لا سيما تيار الكرامة الى مواجهة هذا المدى القواتي وعدم السماح له بالتغلغل داخل المدينة التي لم تنسَ الجرائم التي ارتكبت بحقها، واستبعدت الأوساط اختراق لوائح القوات والسنيورة – ريفي للوائح المدعومة من تيار الكرامة والقوى الحليفة، مشيرة الى حالة من اليأس والإحباط تصيب القوات من تحقيق إنجاز او فوز في المدينة، وهذا ما يعزز فرضية التفجير الأمني، لافتة الى أن من يتجرأ على افتعال مجزرة الطيونة يقوم بافتعال أي حادث مماثل يهدّد الأمن والاستقرار.
وتشير الأوساط الأمنية المذكورة إلى أن الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية يتخذون التدابير اللازمة الى حين الانتخابات وخلالها، لكن لا يمكن الطمأنينة الى حصول الانتخابات في موعدها أو الى بقاء الاحداث والتوتر ضمن سقف محدد. وتلقي الضوء على محاولات استغلال فاجعة قارب الموت في طرابلس كورقة احتياط من خلال اللعب على وتر الفتنة واتهام الجيش لتأليب أهالي الضحايا عليه للقيام بردات فعل غاضبة ضد عناصره ومراكزه في طرابلس ومناطق أخرى.
ودعا رئيس الجمهوريّة ميشال عون، المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع اليوم السّاعة 2 بعد الظّهر في قصر بعبدا، للبحث في التّحضيرات الأمنيّة للانتخابات النيابية ومواضيع أمنيّة أخرى.
وأكد مصدر قيادي في حركة أمل لـ”البناء” أن الحركة أشد الحريصين لإجراء الانتخابات في موعدها. وهذا ما سبق وأكد عليه رئيس الحركة نبيه بري في مناسبات عدة ورفض أية خطوة تصب في إطار تأجيلها، لكونها استحقاقاً مصيرياً وستُبنى على أساس نتائجه استحقاقات مقبلة، مشدداً على أن الحركة واثقة من الفوز في معظم المقاعد التي ترشح عليها مرشحون حركيون ومن الحلفاء في كتلة التنمية والتحرير في اطار التحالف العريض الذي يجمعها مع حزب الله والقوى الحليفة الأخرى على امتداد الوطن. ودعا المصدر الحركيين الى التصويت بكثافة الى لوائح الأمل والوفاء في كل الدوائر وكذلك الى الحلفاء، لانتخاب مجلس جديد يمثل الشعب ومطالب الناس في كافة الميادين ويؤسس الى انجاز الاستحقاقات الأخرى كتأليف حكومة وانتخاب رئيس للجمهورية ووضع الخطط اللازمة والسريعة للانصراف الى معالجة الأزمات الحياتية واستعادة النهوض الاقتصادي، بالتزامن مع الحفاظ على الثوابت والخيارات السياسية والسيادية التي تحمي المقاومة والوطن واللبنانيين”.
بدورها رأت كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها الدوري أن “الحرص على إجراء الانتخابات النيابيّة لدورة العام 2022، هو واجب جميع اللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وتشكلاتهم السياسية والمدنيّة، وإنّ إثارة التشكيك وافتعال الاستفزازات والمبالغة في تأويل التطورات والحوادث بهدف خلق مناخات توتر هو تصرّف غير مسؤول ومُدان، لأنّه يُسهم في إرباك العمليّة الانتخابيّة وربما يفضي إلى عرقلة إجرائها. لذلك فإننا ندعو الجميع إلى التعاطي بهدوء وكثير من التعقل والتزام القوانين، وعدم الانجرار إلى الانفعال أو إثارة الصخب والفوضى”.
واعتبرت الكتلة، أن “التجاذب بين تحمّل المسؤوليّة والانزلاق خلف المزايدة الشعبويّة، هو أمر يُلحق ضرراً باللبنانيين ومصالحهم وقد يتسبب بهدر فرص لحماية حقوقهم. خصوصاً في ما يتصل بالمودعين وأموالهم. إنّ كتلة الوفاء للمقاومة تلتزم وتؤكد وجوب أن تبقى أموال المودعين مصونة في جميع الظروف والأحوال، وعدم جواز المسّ بها في أية خطّة تضعها الحكومة أو برنامج تعافٍ اقتصادي أو اتفاق تبرمه مع أي جهة، وكذلك في أي إجراء مؤقت أو دائم ذي صلة. وقد أعدّت الكتلة اقتراح قانون معجّل مكرر حمايةً لأموال المودعين من كل أضرار التجاذبات ومحاولات الالتفاف على هذا الحقّ وأصحابه”.
ودعت “إلى متابعة فاجعة المركب وضحاياه في الشمال، بمسؤوليّة وجديّة قانونيّاً وإنسانيّاً وملاحقة التحقيقات وصولاً إلى تحديد واضح للوقائع والمجريات والمترتبات اللازمة على كل من يظهره التحقيق ضالعاً في التسبب بهذه الكارثة”، وأعربت عن تضامنها الكامل مع ذوي الضحايا والمصابين وتتقدّم منهم بأحرّ التعازي والمواساة.
ورأت أنّ “الإدارة الأميركيّة تسعى دائماً لإخضاع الشعوب والدول لمصالحها من أجل تقوية نفوذها وهيمنتها، وهي تمارس دور البلطجي والجلاد ضدّ كل من ينشد التحرر أو يرفض الخضوع لها، ولا تتورع عن استخدام الكذب والتضليل والتنكر للمبادئ والقيم من أجل تسويق مصالحها على حساب الآخرين، وتبرير عدوانيتها ورعايتها للإرهاب”، مضيفةً: “هذا ما نشهده في دعم الاحتلال الصهيوني لفلسطين وفي شراكتها لتحالف العدوان على اليمن، وما شهدناه كذلك في سياساتها ضدّ إيران بعد الثورة وفي رعاية داعش وإرهابها ضدّ العراق وسورية وشعبيهما”.
ويطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم حيث يلقي كلمة بمناسبة يوم القدس العالمي، على أن ينال الشق الإقليمي الفلسطيني – الإسرائيلي مناسبة يوم القدس والعناوين المتعلقة بها، المساحة الأكبر في الخطاب، على أن يركز على استراتيجية محور المقاومة في المواجهة مع العدو الإسرائيلي وحماية القدس والمعادلة الجديدة.. “القدس مقابل الحرب الإقليميّة”.
وسيتوقف السيد نصرالله بحسب معلومات “البناء” عند بعض الملفات الداخلية التي لا تحتمل التأجيل على أن يخصص بعد عيد الفطر اطلالتين للملف الانتخابي والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية في لبنان.
في غضون ذلك، وبعد تعثر خطة التعافي الحكومية مع إرجاء البحث في “الكابيتال كونترول” الى ما بعد الانتخابات، يعقد مجلس الوزراء جلسة له الخميس المقبل في السراي يرجح أن تكون الأخيرة قبل الاستحقاق.
وأمل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال لقائه المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في لبنان، نجاة رشدي “أن تكون الامور ميسرة وننجز الاصلاحات المطلوبة بالتعاون الكامل مع مجلس النواب وكل الهيئات الحكومية والرسمية والخاصة”، مشدداً على “ان هذه الاصلاحات تشكل مطلباً لبنانياً ملحاً ونحن بحاجة اليها، قبل ان تكون مطلباً دولياً”.
ووقع ميقاتي ورشدي اتفاق “إطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة” في لبنان للفترة الممتدة بين ٢٠٢٢ و٢٠٢٥”، وذلك في احتفال أقيم في السراي.
على صعيد آخر، أفادت وسائل إعلام عن إطلاق سراح الطبيب ريشارد خراط من قبل السلطات الإماراتية، ومن المتوقع أن يصل مطار بيروت في الساعات القليلة المقبلة.
وفي اعتداء “إسرائيلي” جديد على لبنان وخرق فاضح للخط الأزرق والقرار 1701، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على خطف راعي الماشية المواطن اللبناني ماهر حمدان من منطقة النقار في مزارع شبعا المحتلة.
واعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في تصريح على وسائل التواصل الاجتماعي، بالاعتداء وزعم أن حمدان اجتاز الخط الأزرق من داخل الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية. كاشفاً أنه “تم تحويل المشتبه فيه لتحقيق قوات الأمن”، وادعى أن “هذا النشاط يأتي في إطار الجهود المستمرة لتأمين الحدود”.
في المقابل دان عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم في تصريح اعتداء العدو، داعياً وزارة الخارجية للتحرك “لوضع حد لهذه الغطرسة واعادة الشاب اللبناني فوراً وما يجري برسم المنظمة الدولية المتمثلة بقوات اليونيفل والتي تتواجد في المنطقة ذاتها التي حصلت فيها والتي يجب ان تواجه هذا الخرق والانتهاك للسيادة الوطنية فمهما حاول العدو من ارهاب اهلنا سيبقى شعبنا اكثر اصراراً على تحرير ارضه واستعادتها من رجس الاحتلال لتعود لأصحابها وضمن السيادة الوطنية”.
------------------------------------------------------------------------
افتتاحية جريدة الأخبار
الرياض تجبر الحريري على الدعوة إلى الاقتراع؟
يسود الظن بأن «الحملة» التي يتعرّض لها فؤاد السنيورة بـ«أمرٍ» من الرئيس سعد الحريري هي ما يُهدد فوز اللائحة المدعومة منه في دائرة «بيروت الثانية» أو في دوائر أخرى. لكن الواقع هو أن قلقاً شديداً ينتاب السنيورة بعد فشله في تشكيل نواة كتلة نيابية ترث تيار «المستقبل»، ينبع من إدراكه بأنه شخصية «غير مرحّب بها» في قسم كبير من الشارع السني، وأن كثُراً ممّن قد يُقاطعون صناديق الاقتراع سيفعلون ذلك رفضاً للسنيورة بمعزل عن التعاطف مع زعيمهم.
ولأن الصوت السنّي القادر على التأثير في مصير المرشحين في دوائر عدّة مستقبلي الغالب، ترجح التقديرات أن لائحة «بيروت تواجه» لن تنال أكثر من حاصل، وأن المرشّح الفائز فيها «على الأغلب لن يكون سنياً». وتؤكد مصادر أن «التقديرات التي يعرفها السنيورة جيداً» هي أن النواب السنّة في بيروت الثانية سيتوزعون على لوائح الأحباش (٢) والجماعة الإسلامية (١) وفؤاد مخزومي (١) واحتمال أن يكون هناك مقعد من نصيب لوائح قوى المعارضة.
----------------------------------------------------
إقطاعية «USAID» في شمال لبنان: «مؤسسة رينيه معوض»: موازنات متضخمة وشفافية غبّ الطلب
«ليه التصويب على مؤسسة رينيه معوض، مع العلم أن مؤسسة رينيه معوض بتشتغل بكل لبنان؟»، تساءل النائب ميشال معوض في ظهور تلفزيوني له أخيراً على شاشة mtv، وأجاب بنفسه: «واضح، لأن مطلوب التصويب علينا... إنه زلمة الأميركان». فما هو نشاط «مؤسسة رينيه معوض»؟ وهل ميشال معوض «زلمة الأميركان»؟
التقرير المفصل لنشاطات «مؤسسة رينيه معوض» للعام 2021 المنشور على موقع الفرع الأميركي للمؤسسة يوحي، من خلال عدد من الخرائط، بالتوزيع العادل للمشاريع في مختلف القطاعات على الجغرافيا اللبنانية. إشكالية هذه الخرائط أنها لا تلحظ عدد المشاريع ولا تلحظ ميزانياتها. في الخريطة المرفقة تم رصد كل المشاريع المعلنة مع ميزانياتها على موقع المؤسسة اللبناني، إضافة إلى تلك المذكورة في المراسلات مع «أصحاب المصلحة»، وبعد ذلك تم تحديد المنطقة المستفيدة، وعندما لم تذكر المنطقة بشكل واضح، أو ذكر أن المشروع معني بلبنان ككل، افترضنا حسن النية، وقسّمنا الميزانية بالتساوي بين المناطق اللبنانية، ومع ذلك بقي الشمال الأكثر حظاً في عدد المشاريع والأكبر حظاً في الميزانية في كل القطاعات.
-----------------------------------------------------
افتتاحية صحيفة النهار
شلل مؤسساتي و”الردح” الانتخابي إلى تصاعد
بصرف النظر عن التفسيرات المختلفة التي أثيرت حول تطيير نصاب الجلسة النيابية التي كانت مخصصة لطرح طلب كتلة “الجمهورية القوية” طرح الثقة بوزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب على خلفية الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لاقتراع المغتربين في دول الانتشار فان الخلاصة غير المفاجئة والتي كانت مرتقبة تؤكد ان مجلس النواب الحالي صار في حكم المشلول قبل 17 يوما من موعد #الانتخابات النيابية . يمكن القول ان افقاد النصاب جنب بعض حلفاء تيار العهد ان يمنحوا وزير الخارجية ثقة متجددة وفي الوقت نفسه حالوا دون منح “القوات اللبنانية ” ما طلبته بحجب الثقة عن الوزير وهز الوضع الحكومي في زمن العد العكسي لكي تصبح الحكومة مستقيلة حكما وفي طور تصريف الاعمال بعد الانتخابات النيابية . كما ان اسقاط جلسة الهيئة العامة بعد اسقاط جلسات اللجان النيابية المشتركة بدا مؤشرا حاسما الى ان المجلس انهى واقعيا ولايته اذ بات من المستبعد عقد أي جلسة جديدة . فهل ذلك يعني ان الجلسة التي طار نصابها امس ستكون الاخيرة في ولاية هذا المجلس قبل انتهاء ولايته في الواحد والعشرين من ايار المقبل بعد اقل من اسبوع على موعد الانتخابات، أو أنه لا يزال هناك إمكانات لانعقاد جلسة للهيئة العامة للمجلس؟
“لا موانع”
مصادر نيابية اكدت ان لا موانع قانونية امام انعقاد المجلس في جلسات عامة اذا ما ارتأى رئيس المجلس وهيئة المكتب ان هناك مشاريع منجزة في اللجان وباتت على طاولة الهيئة العامة، ولكن ليست هذه هي الحال الان علماً ان هناك عددا من المشاريع الملحة التي كان يفترض اقرارها ولكنها لم تنجز في اللجان .وتشير الى انه من الصعب جداً جمع اللجان في جلسات قبل فترة اسبوعين من موعد الانتخابات. وهذا يعني عملياً ان احتمالات انعقاد جلسة عامة قبل الانتخابات باتت ضئيلة للغاية والاحتمال الوحيد الممكن لعقدها هو حصول ضغط دولي لإقرار مشاريع عالقة في سياق ما يشترطه الاتفاق المبدئي المعقود بين الحكومة وصندوق النقد الدولي ضمن الاجراءات المسبقة المتفق عليها والتي التزم لبنان تنفيذها قبل الذهاب الى التوقيع على الاتفاق النهائي الذي يضمن حصول البلد على التمويل المقرر والمبرمج ب3 مليارات دولار على مدى 46 شهراً.
جولة السجال
اما الحصيلة المباشرة لعدم انعقاد الجلسة فكانت في جولة “ردح سجالي ” بين تيار العهد و”القوات اللبنانية ” بما يعد من الظواهر الأكثر بروزا في سياق السجالات السياسية والانتخابية خصوصا على الساحة المسيحية . اذا لم يكتمل اذا النصاب لعقد جلسة مجلس النواب لطرح الثقة ببوحبيب وبعد نصف ساعة من موعدها المحدد رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة. وبادر رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الى افتتاح جولة السجال مع “القوات ” مدافعا عن وزير الخارجية وشاتما “القوات” فسأل : “لماذا طرح الثقة بوزير الخارجية طالما القرار صدر عن وزير الداخلية؟ يُريدون تحميل ما حصل في موضوع اقتراع المُغتربين لـ”التيار” وما حصل في أستراليا هو ان هناك ماكينة حزبية سجّلت الناخبين بطريقة خاطئة”. واردف: “ليدفعوا ثمن غبائهم والغباء أضيف الى أسلوبهم الميليشياوي”.
وسارع النائب جورج عدوان الى الرد فاعتبر ان “باسيل هو وزير الخارجية الفعلي وهو عضو فاعل في المنظومة التي أوصلت لبنان الى هنا ويترك ودائعه في الوزارات وخصوصاً باسكال دحروج التي تتولى تنظيم الانتخابات بدلاً من الوزير بو حبيب”. واضاف: “سنرى تصويت غير المقيمين لمن سيصبّ ولسنا الوحيدين الذين اعترضنا فحركة أمل وحزب الله إعترضا على ألمانيا وتمت تلبية طلبهم”.
وزير الخارجية تلا الكلمة التي كان ينوي القاءها خلال الجلسة،ورد فيها على ما ورد من النقاط الثلاث في كتاب طرح الثقة فتناول الرد على “تشتيت أصوات المنطقة الواحدة والقرية الواحدة والعائلة الواحدة على عدة أقلام اقتراع تبعد عن بعضها مسافات كبيرة، مما يصعب عملية الاقتراع” مبررا بان اختيار المراكز يعتمد على قيود الدول المضيفة كما والتوزيع الجغرافي الذي يسهل على الناخب عملية الاقتراع لقرب المركز من عنوان سكنه الذي دون عند التسجيل. لم يكن هناك من إمكانية قانونية لتحديد مراكز الاقتراع مسبقا والسماح للناخب، عند التسجيل، من اختيار المركز الذي يريد الاقتراع فيه، لأنه لا يمكن التكهن بعدد المسجلين مسبقا. اما بالنسبة للمسافات ما بين مراكز الاقتراع في سيدني، فإن المسافة القصوى بين أبعد مركزين للاقتراع في مدينة سيدني لا تزيد عن 35 دقيقة بالسيارة. وبالنسبة الى “عدم تسليم قوائم الناخبين لأصحاب العلاقة مما يمنعهم من معرفة عدد المندوبين لكل مركز من مراكز الاقتراع”، قال إن تحديد أقلام الاقتراع يصدر بموجب قرار عن وزارة الداخلية والبلديات بالتنسيق مع وزارة الخارجية والمغتربين. كذلك، يعود الى وزارة الداخلية والبلديات صلاحية نشر لوائح الشطب والقوائم الانتخابية وستعلن عنها قريبا . وبالنسبة الى “ابتداع طرق جديدة لاعتماد مندوبي المرشحين في أقلام الاقتراع الاغترابية بشكل يجعل توكيلهم من قبل المرشحين عملا شاقا قال ان “الوزراة اعتمدت انه يمكن للمندوب أن يكون مسجلا في القوائم الانتخابية في لبنان أو في الخارج”. ورد على عدوان قائلا: “كنا سوياً في أيام الحرب وهو الذي كان “ظلاً” في حينها وليس أنا اليوم كما اتّهمني وهو يعلم أنني “بعبّي الكرسي” ولا أحد يملي عليّ ما يجب فعله”.
وعلى صعيد الاستعدادات للانتخابات دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المجلس الأعلى للدفاع الى عقد اجتماع في الثانية بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا للبحث في التحضيرات الأمنية للانتخابات ومواضيع امنية أخرى.
اما على صعيد المشهد الانتخابي فعرض امس حزب الكتائب مشروعه الانتخابي الذي يحمل عنوان “مشروع لبناني” ويتضمّن 178 خطوة “نحو لبنان الجديد”.
واكد ان “المنظومة السياسية قامت ومن خلفها حزب الله وأدواته المؤسساتية الشرعية التي اكتسبها، بهجوم مضاد لضرب كلِّ محاولةٍ لتغيير الأمر الواقع وفكِّ أسر الشعب اللبناني وإزاء هذا الواقع المرير، يرى حزب الكتائب في الانتخابات النيابية المقبلة فرصةً لاستكمال المواجهة من أجل استعادة السيادة ومحاسبة كل من أوصل لبنان إلى القعر ولتطوير النظامين السياسي والاقتصادي وطرح إصلاحات هيكلية أساسية ترسّخ خيار اللبنانيين في الوحدة والمساواة ضمن التنوّع”.
في غضون ذلك أعلن مكتب وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي انه بعد صدور قراري تحديد وتوزيع أقلام الاقتراع للناخبين المقيمين وغير المقيمين على الاراضي اللبنانية للانتخابات النيابية العامة بات بإمكان الناخبين اللبنانيين، اينما كانوا، الولوج الى هذا البرنامج للاطلاع على مكان وإسم مركز الاقتراع الخاص بهم.
الحكومة والأمم المتحدة
على صعيد آخر، وعلى وقع تهاوي خطة التعافي الحكومية مع ارجاء البحث في الكابيتال كونترول الى ما بعد الانتخابات، يعقد مجلس الوزراء جلسة له الخميس المقبل في السرايا يرجح ان تكون الاخيرة قبل الاستحقاق.
ومع ذلك أمل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي”في أن تكون الامور ميسرة وننجز الاصلاحات المطلوبة بالتعاون الكامل مع مجلس النواب وكل الهيئات الحكومية والرسمية والخاصة”، مشددا على “ان هذه الاصلاحات تشكل مطلبا لبنانيا ملحا ونحن بحاجة اليها، قبل ان تكون مطلبا دوليا”. وجاء كلام الرئيس ميقاتي خلال لقائه المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في لبنان، نجاة رشدي حيث وقعا “إطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة” في لبنان للفترة الممتدة بين ٢٠٢٢ و٢٠٢٥”، وذلك في إحتفال اقيم في السرايا.
وفي المناسبة قالت رشدي “صَحيحٌ أنَّ لُبنانَ لا يَزالُ يَتَخَبَّطُ في أزماتٍ لَمْ يَسبِق لها مثيل، وأنَّ الاحتياجات الإنسانية لا تَلبَث تتزايد. ولكن لا يُمكِنُنا الاستمرار في إيجادِ الحلول القصيرة الأمد لإنهاء هذه الاحتياجات الإنسانية، بل نحتاجُ إلى حُلولٍ مُستَدامَة تُعالِجُ الأسباب الجَوْهَريَّة الكامِنَة وراءَ الأَزَمات المُتراكِمَة التّي يَرْزَحُ تَحْتَ وَطأَتِها لُبنان. وهذا يَتَطَلَّبُ نَهْجاً تنموياً إستثنائياً. إِنَّ هذه التنمية تَتَطَلَّبُ قَبْلَ كُلِّ شَيء التزاماً قوياً وحازماً من الأطراف كافة . تَتَطَلَّبُ قِيادَةَ، وإرادَةَ، والتزامَ الحكومة اللّبنانية بِتَنفيذِ الإصلاحات وبِتَبَنّي مُختَلَف مُكوِّنات التنمية في سياساتِها وقراراتِها، بما فيه الخير لِلُبنان وللشَّعب اللبناني”.
******************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
مجلس الدفاع اليوم: “المحاذير” الانتخابية وحماية البابا
باسيل يتحدّى المغتربين: أنا الخارجية… والخارجية أنا”!
من الآن فصاعداً، سيكون اللبنانيون أسرى “السجن الكبير” خلف قضبان منظومة 8 آذار الحاكمة، ممنوعين من السفر بمجرد انتهاء صلاحية جوازاتهم السارية، بعدما رفع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم عن كاهله مسؤولية التفليسة ونأى بنفسه وبمديريته عن وعود السلطة الكاذبة في تأمين التمويل اللازم لإبرام العقود اللازمة مع الشركة الفرنسية المعنية بعملية تجديد المخزون من جوازات السفر اللبنانية، لتلبية احتياجات المواطنين بعدما بدأت الكميات المتوفرة منها بالنفاد، فأعلن أمس وقف العمل بمنصة حجز المواعيد لإنجاز معاملات الجوازات حتى إشعار آخر.
وكما المواطنون في الداخل، كذلك المغتربون في الخارج لم يسلموا من شرّ المنظومة وكيدها، فوقعوا أسرى المكيدة الجهنمية المُحكمة التي حاكتها وزارة الخارجية لتطويق مفاعيل الصوت المغترب وتشتيته في الاستحقاق الانتخابي، عبر تعقيد عملية الاقتراع في عدد من الدول بغية صد “تسونامي” الأصوات المعارضة للعهد وتياره وتحجيم تأثيراتها في ميزان الأكثرية النيابية المقبلة، بعد فشل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في فرض الدائرة 16 على تمثيل المغتربين لحصر تصويتهم ضمن حيز ضيّق لا يتجاوز 6 مقاعد قارية لا تقدم ولا تؤخر في تغيير موازين القوى النيابية.
وبالأمس تقدّم باسيل الصفوف في المجلس ليتحدى المغتربين ويقول لهم بالفم الملآن: “أنا الخارجية… والخارجية أنا”، وفق تعبير مصادر نيابية معارضة، رأت أن رئيس “التيار الوطني” وعلى قاعدة “كاد المريب…” أكد في حديثه أنه “لا يزال الوزير الوصي على إدارة شؤون هذه الوزارة ويقف خلف قرارات الوزير الحالي عبد الله بو حبيب”، رافضاً التجاوب مع سيل الاعتراضات الواردة من أقلام الاغتراب، ومتهماً المعترضين بـ”الغباء”، علماً أن من بينهم مطران أبرشية “سيدة لبنان” في لوس أنجلوس الذي أرسل كتاباً إلى وزير الخارجية طالبه فيه بتصحيح الخلل الحاصل في عملية تحديد أقلام الاقتراع للبنانيين المقيمين في الولايات المتحدة، والتي أكد على أنها تمت “بطريقة عشوائية… إما بسبب عدم الكفاءة أو عمداً بقصد تشتيت قوة الناخبين وحرمانهم من حقهم في الانتخاب”.
وفي ضوء إصرار باسيل وبو حبيب على عدم المبادرة إلى إصلاح الأخطاء الحاصلة في أقلام المغتربين، وتحت تأثير فقدان النصاب القانوني اللازم لانعقاد الهيئة العامة في الأونيسكو، ألغى رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة التي كان مقرراً عقدها للنظر في طرح الثقة بوزير الخارجية، ليبقى الخلل المتعمد في إدارة وزارة الخارجية عملية اقتراع المغتربين على حاله بانتظار أن يلقى مفاعيله السلبية على مستوى إقبال الناخبين على ممارسة حقهم في التصويت.
وتوازياً، دعا رئيس الجمهورية ميشال عون أمس المجلس الأعلى للدفاع إلى الانعقاد عند الثانية من بعد ظهر اليوم للبحث في التحضيرات الأمنية المواكبة للانتخابات النيابية في 15 أيار المقبل، وعلمت “نداء الوطن” أنّ عون كان قد توافق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على دعوة مجلس الدفاع إلى الانعقاد بعد عطلة عيد الفطر مباشرةً الأسبوع المقبل، لكنه عاد فارتأى تعجيل انعقاده إلى اليوم.
وأوضحت مصادر مقربة من دوائر الرئاسة الأولى لـ”نداء الوطن” أن اجتماع اليوم سيكون “مهما لجهة القرارات والتوصيات التي سترفع الى مجلس الوزراء، لا سيما في ضوء التقارير الأمنية التي تشير إلى وجود بعض المحاذير الانتخابية في عدد من المناطق، سواء تلك التي قد تشهد تحركات لها علاقة بالمقاطعة او المشاركة في الانتخابات، أو فِي مناطق ستشهد معارك انتخابية حامية”، مشددةً على أنّ “القرار الرسمي اتخذ بتنفيذ خطة محكمة تمنع حصول أي صدام أو توتر على الأرض خلال إجراء العملية الانتخابية”.
وبحسب المعلومات أيضاً، أنّ اجتماع مجلس الدفاع سيبحث في الإجراءات التي ستتخذ لتأمين سلامة زيارة قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس يومي 12 و 13 حزيران المقبل، إذ يُنتظر وصول بعثة من حاضرة الفاتيكان لحسم البرنامج النهائي للزيارة، خصوصاً وأنه لغاية اللحظة لا تزال هناك مسودتان على الطاولة حيال جدول برنامج زيارة البابا للبنان، وفور الاتفاق على البرنامج النهائي سيتم اعتماد الإجراءات المواكبة ووضع خطة أمنية لتأمين الحماية اللازمة للزيارة.
******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
ضغوط «حزب الله» ترغم مرشحاً شيعياً ثالثاً على الانسحاب من الانتخابات
كان ضمن لائحة «القوات اللبنانية» في دائرة بعلبك ـ الهرمل
تستمر الضغوط على المرشحين الشيعة في دائرة بعلبك الهرمل، (البقاع الثالثة)، حيث يخوض حزب «القوات اللبنانية» المعركة بوجه الثنائي الشيعي، (حزب الله وحركة أمل)، وكان آخرها أمس إعلان المرشح رفعت المصري انسحابه بعدما سبقه إلى الخطوة نفسها مرشحان من الطائفة الشيعية، فيما يؤكد الباقون أنهم ماضون في المواجهة حتى الساعة. وأعلن المصري أمس خلال مؤتمر صحافي عقده في منزله في البقاع، الانسحاب من الترشح للانتخابات النيابية في دائرة بعلبك – الهرمل على لائحة «بناء الدولة»، التي يخوضها حزب «القوات» مع شخصيات سنية وشيعية في المنطقة برئاسة الشيخ عباس الجوهري المعروف بمعارضته للثنائي، وكان قد انسحب منها المرشحان الشيعيان رامز ناصر قمهز وهيمن عباس مشيك. وقال المصري إنه ينسحب من المعركة «بناء على طلب العائلة الكريمة ونزولاً عند رغبتها وقناعاتي بالخروج من هذا التنافس الانتخابي الذي لن يؤدي إلى الغرض الإصلاحي في بلد تتحكم فيه المحاصصات الطائفية والمذهبية، ونحن أبناء عائلة مقاومة أبا عن جد لها إرثها السياسي وتاريخها العريق، الذي تفخر بالسلاح، السلاح الموجه ضد العدوين الصهيوني والتكفيري». وأضاف: «طالما أن العدو الإسرائيلي مستمر بعدوانه وغطرسته على لبنان، نحن ملتحمون مع المقاومة اللبنانية ومعنا الغالبية العظمى من الشعب اللبناني، وبما أنه لا جدوى من هذه الانتخابات والمشاركة فيها، لذا أعلن انسحابي من الترشح للانتخابات النيابية على لائحة (بناء الدولة) التي كنت عضواً فيها، متمنياً لها كل التوفيق». وتقول مصادر في «القوات» معنية بالتحالفات الانتخابية، لـ«الشرق الأوسط» إن انسحاب المصري كما من سبقوه، هو نتيجة الضغوط التي يتعرض لها معارضو «الثنائي الشيعي»، وليست نتيجة مزاجية المرشحين، وتوضح: «لا شك أن كل المرشحين كانوا يدركون تداعيات ترشحهم، وكانوا قد تعرضوا لضغوط من قبل العشائر والمجتمع قبل اتخاذ قرارهم لكنهم تجاوزوها وقرروا الترشح». وتضيف: «لكن يبدو أنه بعدما وصل الأمر إلى مرحلة متقدمة وبدأت المعركة تأخذ منحى أكثر جدية تزايدت الضغوط ووصلت إلى حد الأمن الشخصي والعائلي، وهو ما لن يقدر المرشحون على تحمله». وفيما تلفت المصادر إلى أن هذا الأمر كان متوقعاً منذ اللحظة الأولى عند بدء العمل على تشكيل اللائحة، تؤكد أن «هذه الانسحابات لن تؤثر على معركة (القوات) الواثقة من حصولها على حاصل (مقعد)»، مستبعدة حصول المزيد من الانسحابات، وتقول: «نعتقد أنهم لو كانوا يريدون الخضوع لكانوا انسحبوا إلا إذا حصل ما لم يكن في الحسبان». مع العلم أن «القوات» التي تتمثل في البرلمان اليوم عن هذه الدائرة بالنائب أنطوان حبشي، كانت قد خاضت الانتخابات العام الماضي، مع «تيار المستقبل» والنائب السابق يحيي شمص في لائحة واحدة نجحت في الحصول على نائبين، هما حبشي والنائب عن «المستقبل» بكر الحجيري، لكنها هذا العام وبعد اتخاذ «المستقبل» قرار عدم خوض الانتخابات عقدت تحالفاتها مع شخصيات في المنطقة.
وبانتظار ما قد يحصل في الفترة المقبلة مع بدء العد العكسي للانتخابات، لا تعكس الأجواء لدى رئيس اللائحة الشيخ عباس الجوهري، أن هناك نية بالانسحاب، رغم كل الضغوط التي تعرض ويتعرض لها، وكان آخرها قبل أيام عبر إطلاق النار العشوائي في أحد الأماكن التي كان يعقد فيها لقاء انتخابياً، ما أدى إلى خوف وإرباك وهرب الحاضرين، بحسب ما أظهره مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي. ويؤكد مسؤول الحملة الانتخابية للجوهري، عباس رعد، لـ«الشرق الأوسط» أن «الجوهري ماض في المعركة حتى إنه يسجل تزايداً في صفوف المتضامنين والداعمين له رغم الضغوط التي يتعرض ويتعرضون لها». ويقول رعد: «لا تراجع… سنكمل المعركة مع المرشحين الشيعيين المتبقيين اللذين أيضا، لا يبدو أن هناك بوادر لانسحابهما حتى الساعة والاستعدادات جارية على قدم وساق لخوض المعركة». ويشدد رعد في الوقت عينه على احترام اللوائح الأخرى ويقول: «نحترم الجميع ولا نخوض مواجهة مع أحد إنما ما نقوم به في إطار المنافسة الديمقراطية». ويخوض المعركة في دائرة البقاع الثالثة، التي تبقى نتائجها شبه محسومة لصالح «حزب الله» وحركة «أمل» وحلفائهما، ست لوائح، أبرزها، إضافة إلى الثنائي الشيعي والقوات، لائحة تضم العائلات والعشائر، ولوائح أخرى بعضها غير مكتمل منها محسوبة على مجموعات المعارضة. مع العلم أن لدائرة البقاع الثالثة عشرة مقاعد، تتوزع بين 6 للطائفة الشيعية، واثنين للطائفة السنية، واثنين للطائفة المسيحية.
******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
سقوط الإختبار النيابي الأخير.. ولا باسبورات في انتظار التحويلات
طارَ طرح الثقة بوزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب لعدم اكتمال نصاب الجلسة النيابية التي كانت مخصصة لها، وربما طار معها المجلس النيابي بمعنى انه قد لا يعقد أي جلسات أخرى في الايام القليلة المتبقية من ولايته مع اقتراب موعد الانتخابات في 15 أيار المقبل التي ستنتج مجلساً نيابياً جديداً يتولّى مسؤولياته في 21 من الشهر نفسه حيث تنتهي ولاية المجلس الحالي.
وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد رفع الجلسة التي كانت مقررة في الثانية بعد ظهر امس في قصر الاونيسكو بعد نصف ساعة من موعدها بعدما تبيّن عدم اكتمال النصاب حيث بلغ عدد النواب الحاضرين 53 نائباً، ولم يحدد بري اي موعد لجلسة جديدة.
وبعد رفع الجلسة استغربت اوساط قريبة من مرجع سياسي كيف ان عدداً من نواب “القوات اللبنانية” تغيّبوا عن الجلسة، على رغم ان “القوات” هي التي طلبت طرح الثقة بوزير الخارجية، وبالتالي كان يُفترض ان يحضر نوابها جميعاً.
ونقلت هذه الاوساط لـ”الجمهورية” عن المرجع ملاحظته ان “القوات” تبدو مربكة في سلوكها خلال الفترة الأخيرة، لافتا الى انه تبين انها تتحمل جزءا من المسؤولية عن الخلل الذي تشكو منه في ملف اقتراع المغتربين في الخارج.
وضمن سياق متصل، أبلغت مصادر مطلعة الى “الجمهورية” ان غياب بعض نواب “القوات” يعود إلى تأكدها من أنه في حال اكتمال النصاب فإنّ بوحبيب ومَن يمثّل سيكسب معركة الثقة وسيخرج من الجلسة النيابية مع فريقه السياسي اكثر قوة، خلافاً لما كانت تصبو اليه معراب.
ولفتت المصادر إلى أن “القوات” لم تحضّر جيدا لهذا الاختبار النيابي ولم تستطع تأمين الدعم الكافي من كتل أخرى، فكانت النتيجة انّ السحر انقلب على الساحر وان وزير الخارجية و”التيار الوطني الحر” حصلا على نصر مجاني.
“المنحى الشخصي”
وقال بوحبيب لـ”الجمهورية” انه يأسف “لكَون “القوات اللبنانية” سلكت المنحى الشخصي في مقاربة خلافها معي”. واعتبر انه “كان الأجدى بها بدلاً من ان تطلب طرح الثقة بي ان تلجأ الى المرجع القضائي المختص للنظر في ما تشكو منه، وانا كوزير خارجية ملزم بالانصياع لما يقرره القضاء المعني وطبعاً ليس لما يريده رئيس هذا الحزب او ذاك”.
ولفت بوحبيب الى ان التحضيرات لانتخابات الخارج تتم بالتعاون والتنسيق مع وزارة الداخلية التي تشرف على مجمل العملية الانتخابية، “اما وزارة الخارجية فهي تمثّل الآلية التنفيذية في ما يتعلق بالاقتراع خارج لبنان”. واكد “ان هناك افتعالا او تضخيما لبعض الالتباسات المتصلة بتصويت المغتربين”، مشيرا الى “ان تفسير هذا الأمر يخضع لاحتمالين: إما ان هناك نوعا من الجهل بحقائق الأمور، وإما ان هناك من يمهّد لخسارة يتوقعها في الانتخابات عبر الاستعداد منذ الآن لتحميل مسؤوليتها الى نظرية المؤامرة وصولاً الى الطعن في النتائج”.
وقال بوحبيب: “لقد كنت مستعداً للاجابة عن كل الاسئلة لكن للاسف لم تنعقد الجلسة والغريب ان النواب الذين طرحوا الثقة بي لم تحضر كتلتهم كاملة، فالمعارضة لم يتعدّ عدد نوابها الذين حضروا الى المجلس 15 نائباً من “القوات” و”الاشتراكيين” وانا اتفهّم هذا الامر انّ من مصلحتهم تطيير النصاب لأنه لو انعقدت الجلسة وطرحت الثقة فسأحصل على الاكثرية الساحقة وهذا الامر يُقوّيني بخلاف مرادهم، من هنا اتت مساهمتهم المباشرة في تطيير النصاب”.
واضاف بو حبيب: “لم أشأ الحديث في السياسة لكن الكلام الذي توجّه به النائب جورج عدوان إليّ بالشخصي لم يكن لائقاً فأنا لدي ثلاثة القاب دكتور وسفير ووزير، وقوله “استاذ بوحبيب هو الوزير الظل” افتقد الى الاحترام لهذا لم أسكت”. واكد “ان الانتخابات لن تتأثر بهذه المسرحيات والتي أضيفت اليها بزعمهم ان هناك مشكلات في مراكز الاقتراع في الولايات المتحدة”. وأوضح: “أتحدى ان يرسل احدهم لي حالة تُثبت ان شخصاً سيصوّت في مكان وزوجته في مكان آخر، هذا لم يحدث الا مع ماكينات انتخابية معينة اخطأت في وضع ارقام البريد الخاطئ وهذه مسؤولياتهم، الامر لن يؤثر على عمل السفراء والقناصل وسيكون الجميع كما نعهدهم على مسافة واحدة من الجميع رغم الميول السياسية، ثم انني لست المسؤول عما حصل في سيدني، المسؤولية تعود الى وزارة الداخلية، أنا آلة الانتخابات لكن القرارات تعود للداخلية واتحدى اي طرف ان يقدم لي دليلاً على تجاوزات السفراء والقناصل والبعثات الديبلوماسية لمهامهم الرسمية لقد اخطأوا في وضع الرقم البريدي والخطأ من عندهم ولا نتحمّل نحن المسؤولية”.
“حتى لو بَدّي إشحد”
وعما اذا كان اعلان الامن العام وقف المنصة واصدار الباسبورات اكد بوحبيب “ان كل من يريد المجيء الى لبنان لممارسة حقه الدستوري سيتأمّن له الباسبور الخاص بالانتخابات وهذه الكوتا محجوزة ولا خوف عليها”. واضاف: “الوضع المالي صعب جدا ومن لا يشعر بهذا الامر كارثة إذ انه لم يسبق لدولة أن أوقفت اصدار باسبوراتها لأسباب اقتصادية انما ممكن لأسباب امنية. الديبلوماسيون لم يتقاضوا معاشاتهم منذ ثلاثة اشهر حتى الامس حيث حوّل لهم معاش شهر واحد ومَن تمّ انتدابهم بأمر مهمة لم يتقاضوا بعد اجورهم لكن رغم كل هذا الوضع الصعب لن نسمح بهذا الامر ان يؤثر على اجراء الانتخابات، سنحاول ترتيب كل شيء”. وختم بو حبيب: “حتى لو بدّي إشحد بدّي اعمل انتخابات”.
باسيل
وبعد رفع الجلسة سأل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل: “لماذا طرح الثقة بوزير الخارجية طالما ان القرار صدر عن وزير الداخلية؟ واضاف: “يُريدون تحميل ما حصل في موضوع اقتراع المُغتربين لـ”التيار”، وما حصل في أستراليا هو ان هناك ماكينة حزبية سجّلت الناخبين بطريقة خاطئة”. وأردف: “ليدفعوا ثمن غبائهم والغباء أضيف الى أسلوبهم الميليشياوي”.
عدوان
في المقابل، قال عضو “الجمهورية القوية” النائب جورج عدوان ان “باسيل هو وزير الخارجية الفعلي وهو عضو فاعل في المنظومة التي أوصَلت لبنان الى هنا، وهو الذي يترك ودائعه في الوزارات، وخصوصاً باسكال دحروج، التي تتولى تنظيم الانتخابات بدلاً من الوزير بوحبيب”. واضاف: “سنرى تصويت غير المقيمين لمن سيصبّ ولسنا الوحيدين الذين اعترضنا فحركة “أمل” و”حزب الله” إعترضا على ألمانيا وتمّت تلبية طلبهم”.
مجلس الدفاع للانتخابات
من جهة ثانية وفي إطار التحضيرات الجارية للانتخابات النيابية وعشية عطلة الاعياد الطويلة التي تلاقت فيها عطلتا عيد العمل وعيد الفطر السعيد وستمتد من غد الى الخميس المقبل، علمت “الجمهورية” ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعا أعضاء المجلس الاعلى للدفاع الى جلسة تعقد الثانية بعد ظهر اليوم للبحث في أمن الانتخابات النيابية وفي الترتيبات المتخذة الى هذه الغاية مُضافاً اليها الخطط التي تواكب عيد الفطر والوضع الأمني في البلاد عموماً.
.. ومجلس الوزراء
والى ذلك، دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى جلسة لمجلس الوزراء تعقد الخميس المقبل في السرايا الحكومية، وابرز ما في جدول اعمالها:
– طلب وزارة الصحة العامة الى مصرف لبنان سداد مبلغ /35/ مليون دولار اميركي لزوم شراء ادوية الامراض المستعصية والمزمنة والسرطانية ومستلزمات طبية وحليب ومواد اولية لصناعة الدواء.
ـ اعطاء وزارة المالية سلفة بقيمة /966/ مليار ليرة لبنانية لدفع المستحقات والاشتراكات المتوجبة على لبنان مع الصناديق والمؤسسات العربية والدولية.
وطلب الموافقة على مشروع اتفاقية التعاون الجمركي بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة الجمهورية اللبنانية وتوقيعها.
ـ طلب وزارة الاشغال العامة والنقل الموافقة على مذكرة التفاهم مع وزارة النقل في الجمهورية الفرنسية تتضمن قبول هبة عبارة عن باصات النقل المشترك وتفويض الوزير توقيعها (على سبيل التسوية).
ـ عرض وزارة الخارجية والمغتربين للاتفاقية الموقعة بتاريخ 1/4/2022 بين حكومة الجمهورية اللبنانية وحكومة الولايات المتحدة الاميركية بخصوص المساعدات الامنية والوحدات غير المؤهلة بموجب قانون ليهي، بنسخيتها العربية والانكليزية طالبة استكمال الاجراءات الآيلة الى ابرامها.
ـ عرض وزير الطاقة والمياه طلب اصحاب الحقوق في الرقعتين 4 و9 في المياه البحرية اللبنانية تمديد مدتي الاستكشاف الاولى في الرقعتين 4 و9 مدة 3 سنوات.
ـ عرض وزيري الطاقة والمياه والمالية حول منح تراخيص لبناء محطات لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية.
ـ اقتراح قانون يرمي الى عدم جواز تحديد الاقساط الجامعية والمدرسية بغير العملة الوطنية.
ميقاتي والتنمية المستدامة
من جهة أخرى، وقّع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال لقائه المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في لبنان، نجاة رشدي، “إطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة” في لبنان للفترة الممتدة بين ٢٠٢٢ و٢٠٢٥”، وذلك في إحتفال اقيم في السرايا الحكومية امس. وقال: “إن إطار العمل الاستراتيجي الجديد الذي سيمتد على مدى السنوات الثلاث المقبلة، يهدف إلى تعزيز الحوكمة مع معالجة قضايا التنمية المتعددة الأبعاد الملائمة للتحديات الجديدة التي تواجه لبنان في ضوء الأزمة غير المسبوقة التي يعانيها”. واضاف: “لقد شكلت برامج الطوارئ للأمم المتحدة مرحلة ضرورية لمواجهة التحديات الاساسية بالنظر للأوضاع في لبنان، ولكن دعونا اليوم نفكر معاً ونركز على ما لحظه اطار التعاون الجديد من حلول طويلة المدى لتحقيق التنمية المستدامة”. وشدد على “اننا في أقصى حاجة الى التنمية المستدامة انمائيا وبشريا. وآمل في ان تكون الامور ميسرة ونُنجز الاصلاحات المطلوبة بالتعاون الكامل مع مجلس النواب وكل الهيئات الحكومية والرسمية والخاصة، وهذه الاصلاحات تشكل مطلبا لبنانيا مُلحا ونحن في حاجة اليها، قبل ان تكون مطلبا دوليا”.
“تصرُّف غير مسؤول”
وفي المواقف السياسية امس إعتبرت كتلة “الوفاء للمقاومة” في بيان لها بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد أنّ “الحرص على إجراء الانتخابات النيابية لدورة عام 2022 واجب جميع اللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وتشكلاتهم السياسية والمدنية، وإنّ إثارة التشكيك وافتعال الاستفزازات والمبالغة في تأويل التطورات والحوادث بهدف خَلق مناخات توتّر هو تصرُّف غير مسؤول ومُدان، لأنّه يساهم في إرباك العملية الانتخابية وربما يُفضي الى عرقلة إجرائها”. ودعت الجميع الى “التعاطي بهدوء وكثير من التعقل والتزام القوانين، وعدم الانجرار الى الانفعال أو إثارة الصخب والفوضى”. وشددت على “وجوب أن تبقى أموال المودعين مصانة في كلّ الظروف والحالات، وعدم جواز المَس بها في أي خطة تضعها الحكومة أو برنامج تعافٍ اقتصادي أو اتفاق تُبرمه مع أي جهة، كذلك في أي إجراء موقت أو دائم ذات صلة”، لافتةً الى أنّها “أعدّت اقتراح قانون معجل مكرر حمايةً لأموال المودعين من كلّ أضرار التجاذبات ومحاولات الالتفاف على هذا الحق وأصحابه”.
ودعت الكتلة الحكومة الى “متابعة فاجعة المركب وضحاياه في الشمال، بمسؤولية وجدية قانونياً وإنسانياً، وملاحقة التحقيقات وصولاً الى تحديد واضح للوقائع والمجريات والمترتبات اللازمة على كلّ مَن يُظهره التحقيق ضالعاً في التسبُّب بهذه الكارثة”.
لا جوازات سفر
على صعيد آخر، اتخذت المديرية العامة للأمن العام القرار بوقف إعطاء مواعيد للحصول على جوازات سفر، لأنّ كمية الجوازات بدأت بالنفاد.
وقال المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم “ان اجراء وقف المنصة واصدار الباسبورات أسبابه مالية، وتعود الى عدم تحويل الاموال اللازمة للاستمرار في إصدار جوازات السفر. فقط الحجوزات التي سبق وحددت مواعيد لها على المنصة سيتم اصدار جوازات لها، أما مواعيد اضافية فلن تعطى لأنّ المخزون سينفد في نيسان 2023 ولن يكون هناك امكانية للحجز بعد هذا التاريخ لأننا نكون كمَن يعطي سمكاً بالبحر الى ان تحوّل لنا الاموال وتستوفي الشركة الفرنسية مستحقاتها لإمدادنا بجوازات السفر”. واضاف: “لقد حجزنا خمسة عشر مليون دولار على سعر 1500 ليرة للدوار الواحد لكن مصرف لبنان قرر ان يتم الدفع على سعر المنصة وهذا هو صُلب المشكلة حالياً. لدينا اعتماد اصافي بقيمة 321 مليار ليرة لا يزال عالقاً في وزارة المال وكان لا بد من اتخاذ هذا الاجراء. الامور معقدة والبيان هو بمثابة تحذير للعمل على تحويل الاموال المطلوبة”.
وفي هذا السياق قالت مصادر وزارية لـ”الجمهورية”: “هذا مؤشر خطير جداً ودليل اضافي على تفكك مؤسسات الدولة، وكنّا نأمل أن لا تصل الامور الى المؤسسات الامنية لكن للأسف هناك من يعمل على خلق اسباب اضافية للدفع في اتجاه مزيد من الانهيارات”.
******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
جلسة «القلوب المليانة»: نجا بوحبيب والثقة بين الحلفاء لم تنجُ!
أمن الانتخابات أمام مجلس الدفاع اليوم.. وجلسة وداعية لحكومة ميقاتي في 5 أيار
قضي أمر الحكومة الميقاتية، فاليوم تشارك في اجتماع مجلس الدفاع الأعلى في بعبدا، وأمن الانتخابات على الطاولة، ثم تدخل البلاد، ويدخل معها العباد في عطلة الفطر السعيد وعيد العمال، ولا عودة إلى استئناف الحركة السياسية، إلا يوم الخميس في الخامس من أيار المقبل، حيث دعي مجلس الوزراء إلى جلسة عند الثالثة والنصف من بعد الظهر في السراي الكبير، قد تكون الأخيرة قبل موعد الانتخابات النيابية، وعلى جدول أعمالها 40 بنداً معظمها تتعلق بشؤون مالية وفتح اعتمادات واقتراحات قوانين واتفاقيات دولية كطلب الموافقة (بند 12) على مشروع اتفاقية التعاون الجمركي بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة الجمهورية اللبنانية والتوقيع عليها، وعرض وزارة الخارجية والمغتربين (البند 14) للاتفاقية الموقعة بتاريخ 1/4/2022 بين حكومة الجمهورية اللبنانية وحكومة الولايات المتحدة الأميركية بخصوص المساعدات الامنية والوحدات غير المؤهلة بموجب قانون ليهي، بنسختيها العربية والانكليزية، طالبة استكمال الاجراءات الآيلة إلى إبرامها.
وسط هذه الأجواء، يعقد مجلس الدفاع الأعلى اجتماع عند الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا للبحث في التحضيرات الامنية للانتخابات النيابية، ومواضيع امنية اخرى.
وفي الاطار الانتخابي، كان من المقرر ان تعقد امس جلسة بين هيئة الاشراف على الانتخابات وممثلي البعثة الأوروبية وممثل عن جامعة الدول العربية، إلا أنها لم تعقد، بعد طلب غير مفسر من الجانب اللبناني بتأجيلها.
ووصف مصدر أوروبي هذه الخطوة بأنها مؤشر على احتمال تأجل الانتخابات.
سياسياً، تفاعلت استجابة الرئيس نبيه بري لطلب كتلة القوات اللبنانية، دعوة المجلس لطرح الثقة بوزير الخارجية عبدالله بوحبيب، ردا على ما اعتبرته الكتلة بالإجراءات المجحفة، لعرقلة تصويت اللبنانيين بالخارج، سلبا في اوساط التيار الوطني الحر، التي رأت في تصرف بري تحديد موعد سريع لانعقاد الجلسة، بأنه موجه ضد التيار ضمنيا، ولاعطاء جرعة مقويات للقوات على ابواب الانتخابات النيابية المقبلة من خلالها ولو بشكل غير مباشر، وقالت: ان تحديد موعد سريع لانعقاد المجلس النيابي لطرح الثقة بوزير الخارجية، انما يعبر عن توجه سياسي كيدي ضد التيار الوطني الحر، باعتبار انه كان بامكان بري غض النظر عن هذا الطلب في هذا الظرف بالذات، ووضعه بالدرج، كما هي حال مشاريع القوانين العديدة، التي لا تتماشى مع توجهات رئيس المجلس النيابي وسياساته مع كل الاطراف، لاسيما وان المجلس اصبح في آخر ولايته، وكذلك الحكومة التي تصبح مستقيلة حكما بعد اجراء الانتخابات النيابية، ولم يعد مطروحا، استبدال وزير الخارجية بآخر فيما تبقى من ايام معدودة تفصل عن موعد الانتخابات.
ولم تقتصر ردة فعل التيار الوطني الحر على خطوة بري عند هذا الحد، ردا على تبني طلب كتلة القوات اللبنانية بتحديد جلسة للمجلس النيابي، لطرح الثقة بوزير الخارجية، بل تجاوزته بحملة مركزة لرئيسه النائب جبران باسيل امام زواره، على رئيس المجلس النيابي، لم يترك فيها صغيرة أو كبيرة في العلاقات بين الطرفين، ونظرة التيار المستقبلية بالتعاطي معه.
واعتبر باسيل ان بري منذ البداية شكل رأس حربة لطعن العهد وافشاله منذ بداياته ومايزال مستمرا حتى اليوم، وهو الذي يحضن جميع المعارضين لسياسات الرئيس ميشال عون، من سعد الحريري ووليد جنبلاط وسليمان فرنجية ومن يدور في فلكهم .
واستذكر باسيل امام زواره محطات عدة، اظهر فيها، رئيس المجلس النيابي عرقلته المفضوحة لوصول العماد عون للرئاسة، من امتناعه مع كتلته عن التصويت له بالمجلس النيابي في البداية، وقوله علنا انه لن يجاري العهد في سياساته، ومرورا، بعدم مواكبة مجلس النواب خطط وتحركات رئيس الجمهورية للإصلاح ومكافحة الفساد، ومتهما بري بانه وراء حملات التصعيد السياسي الذي يستهدف رئيس الجمهورية في اكثر من مناسبة.
ولم يكتف رئيس التيار الوطني الحر بالقاء تهمة افشال العهد على بري شخصيا، بل ذهب ابعد من ذلك، الى الحديث عن انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة بقوله، ان بري يحتضن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وهو الذي دعم ترشيحه سابقا مع الحريري واخرين، وهو يروج له الان، مع الداخل والخارج، لقطع الطريق امامي للوصول إلى الرئاسة، مستفيدا، من الحملات الموجهة ضدي.
وأكد باسيل امام هؤلاء الزوار، انه لن يسمح لاحد بتجاوزه، باعتباره رئيس اكبر كتلة نيابية مسيحية بالمجلس، وهذا ما سيتحقق بالانتخابات المقبلة، بالرغم من كل التنبؤات الخيالية للبعض، متوقعا، ان يفوز التيار بما يقارب الستة عشر مقعدا، على أن لا تتجاوز كتلة القوات اثني عشر مقعدا على ابعد تقدير، متوقعا ان يكون حجم كتلته مع الحلفاء ما يقارب الخمسة وعشرين مقعدا.د، ولذلك سيكون المرشح الاول على لائحة المرشحين والاقوى في طائفته، استنادا إلى ان الاقوى تمثيلا هو الذي يتقدم على الاخرين.
وطمأن زواره وقياديّي التيار، بأن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة بعد الانتخابات النيابية، وان كتلة التيار لن تنتخب بري لرئاسة المجلس مرة اخرى، وستعمل على تاليف حكومة جديدة سريعا، ولن تكون برئاسة نجيب ميقاتي، بل حكومة مختلفة تماما، ملمحا الى علاقات جيدة تربطه مع قيادات سنية ومنهم النائب فؤاد مخزومي تحديدا الذي اظهر استعدادا صادقا للتعاون معنا، ويمكن التعاون معهم بالمرحلة المقبلة.
الجلسة الفاقدة للنصاب
نيابياً، لم يتأمن نصاب الجلسة العامة التي دعا اليها الرئيس بري، أو جلسة «القلوب المليانة» بطلب من تكتل الجمهورية القوية للنظر في طرح الثقة بوزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، على خلفية ما اعتبروه عرقلة لعملية انتخاب المغتربين في الخارج، ولم يتجاوز النصاب 53 نائبا، رغم ان كل الكتل النيابية حضرت الى قصر الاونيسكو، وإن بنسب متفاوتة مدوزنة سابقا، بحيث لا تتهم بعرقلة الجلسة، وبالمقابل لا تؤمن النصاب المطلوب، اي الاكثرية المطلقة 65 نائبا، وفي حين شحذت الكتلتين المتنازعتين «الجمهورية القوية» ولبنان القوي» سيوفها منذ الصباح، عند اعلان كل من النائب جبران باسيل والنائب جورج عدوان عن كلمة لهما بعد الجلسة، حضر النائب سمير الجسر منفردا عن كتلة المستقبل ليؤكد عدم وجود قرار رسمي بمقاطعتها، كما شاركت كتلتي «التنمية والتحرير» والوفاء للمقاومة» بعدد مقبول من النواب، الا انه ومع دخول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الجلسة، وبعد نصف ساعة من الانتظار، اوفد الرئيس بري الامين العام عدنان ضاهر ليعلن ما يلي».
«عدد النواب الحاضرين بلغ 53 نائبا، وبسبب عدم اكتمال النصاب ألغى الرئيس نبيه بري الجلسة»، لينتقل بعدها السجال من الداخل الى الخارج بين باسيل وعدوان ومن ثم رد بو حبيب، وصل الى حد استعمال السقوف العالية قبيل الانتخابات وعلى الهواء مباشرة، والسؤال هل ستكون هذه الجلسة هي الاخيرة في ولاية المجلس الحالي.
وتعليقاً، سأل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: لماذا طرح الثقة بوزير الخارجية طالما القرار صدر عن وزير الداخلية؟ اضاف: يُريدون تحميل ما حصل في موضوع اقتراع المُغتربين لـ»التيار» وما حصل في أستراليا هو ان هناك ماكينة حزبية سجّلت الناخبين بطريقة خاطئة. وليدفعوا ثمن غبائهم والغباء أضيف الى أسلوبهم الميليشياوي.
عدوان
في المقابل، اعتبر رئيس لجنة العدل النيابية النائب جورج عدوان، أن «رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، هو وزير الخارجية الفعلي، وهو عضو فاعل في المنظومة التي أوصلت لبنان إلى هنا، ويترك ودائعه في الوزارات وخصوصا مستشارته باسكال دحروج التي تتولى تنظيم الانتخابات بدلا من الوزير عبدالله بو حبيب». وأكد خلال مؤتمر صحفي، «أننا سوف نرى تصويت غير المقيمين لمن سيصبّ، ولسنا الوحيدين الذين اعترضنا فالإشتراكي وحركة أمل وحزب الله إعترضوا على ألمانيا وتمت تلبية طلبهم»، ولفت إلى أن «مطران أبرشية سيدة لبنان – لوس أنجلوس، المطران الياس عبدالله زيدان، ليس قوات، وهو وجه كتابا عبر وزير الخارجية مكتوب فيه أن ذلك يجعلنا نعتقد أن هذا الأمر غير بريئ». وشدد على أن «الإعتراض ليس من فريق واحد بل من الجميع، ولدينا وثائق سننشرها جميعها قريبا».
ورأى عدوان، أن «الثقة بوزير الخارجية لم تطرح لأن جزءاً كبيراً يعرف أن كلامنا هو الحقيقة، وكل اللبنانيين يعانون»، لافتا إلى أنه «ليس المهم التصويت على الثقة في المجلس بل في الإنتخابات».
بو حبيب
وبرغم عدم تأمين النصاب لانعقاد الجلسة ، كانت كلمة للوزير بو حبيب رد فيها على طرح نواب «القوات» فقال فيها :إن السياسة المطبقة في الوزارة تهدف لابعادها والعاملين فيها، قدر الممكن، وبكل صدق وإخلاص عن التجاذبات السياسية الانتخابية، وحصر دورها بعمل تنظيمي تقني. ومن خلال ما تعلمناه كوزارة من دروس الانتخابات السابقة وملاحظات المراقبين الدوليين ومنهم بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات السابقة التي أوصت في تقريرها بالأخذ بعين الاعتبار محل إقامة الناخب، هدفنا الى تسهيل حركة الاقتراع بدل تعقيدها، كما سنبين أدناه، بصورة علنية وبتعليمات خطية ومسبقة للبعثات، تم نشرها وتوزيعها بوضوح ٍ على الجميع من دون إستثناء. وبناء على ما تقدم، أتشرف بتوضيح ما يلي رداً على ما ورد من النقاط الثلاث في كتاب طرح الثقة:
بالنسبة للموضوع الأول الذي بُني عليه طرح الثقة، وهو «تشتيت أصوات المنطقة الواحدة والقرية الواحدة والعائلة الواحدة على عدة أقلام اقتراع تبعد عن بعضها مسافات كبيرة، مما يصعب عملية الاقتراع»: فقد إعتمدت وزارة الخارجية والمغتربين منهجية عملية واضحة ليتمكن كل المغتربين من الادلاء بأصواتهم بحسب التوزيع الجغرافي للناخبين ضمن المدينة الواحدة على اساس الرمز البريدي او عنوان السكن. وتم ابلاغ جميع البعثات الدبلوماسية والقنصلية ، بتحديد المراكز بحسب التوزيع الجغرافي للناخبين بموجب تعميم صادر بتاريخ 10 كانون الثاني ٢٠٢٢ ،اي منذ اكثر من ٣ اشهر.
اضاف بوحبيب: بالنسبة للموضوع الثاني الذي بُني عليه طرح الثقة، وهو «عدم تسليم قوائم الناخبين لأصحاب العلاقة مما يمنعهم من معرفة عدد المندوبين لكل مركز من مراكز الاقتراع»، فإن تحديد أقلام الاقتراع يصدر بموجب قرار عن وزارة الداخلية والبلديات بالتنسيق مع وزارة الخارجية والمغتربين. كذلك، يعود الى وزارة الداخلية والبلديات صلاحية نشر لوائح الشطب والقوائم الانتخابية وستعلن عنها قريباً بواسطة رابط الكتروني، لكي يتمكن كل ناخب من معرفة مكان اقتراعه وكيفية توزيعه على قلم الاقتراع. لذلك، لا علاقة لوزارة الخارجية والمغتربين بتسليم قوائم الناخبين لأصحاب العلاقة، الا بتعميم الرابط(Link) فور نشره.
وتابع: بالنسبة للموضوع الثالث الذي بُني عليه طرح الثقة، وهو «ابتداع طرق جديدة لاعتماد مندوبي المرشحين في أقلام الاقتراع الاغترابية بشكل يجعل توكيلهم من قبل المرشحين عمل شاق ان لم يكن مستحيلاً»: فقد اعتمدت الوزارة آلية مبسطة مقارنة بإنتخابات 2018 لتحديد شروط إعطاء تصاريح المندوبين، وهي كما يلي:
يمكن للمندوب أن يكون مسجلاً في القوائم الانتحابية في لبنان أو في الخارج، في حين كان يشترط على المندوب في إنتخابات العام 2018 أن يكون مسجلاً حصراً في القوائم الانتخابية في الخارج، كشرط لإعطائه التصريح. كذلك، عممنا على البعثات اللبنانية في الخارج الاستمرار في إعطاء التصاريح للمندوبين والتحضير للانتخابات خلال فترة الأعياد والعطل.
كسرالاحتكار
على الصعيد المعيشي وفي سابقة قضائية، أصدر القاضي رالف كركبي بصفته قاضيا للأمور المستعجلة في المتن، قراراً يوصف بأنه الأجرأ، كونه يعطي الصلاحية لأي شركة أو فرد بإستيراد منتجات فقدها السوق اللبناني من دون إمكان التحكم بحصرية توفيرها من قبل الوكيل الحصري. وقد بنى القاضي كركبي قراره على نص الفقرة الأولى من المادة الخامسة من قانون المنافسة رقم 2022/281، وبذلك يكون القرار المذكور قد كسر حاجز الإحتكار والحصرية.
وقد استند القاضي الى قانون المنافسة رقم 281 تاريخ 15/3/2022 المنشور في العدد 12 من الجريدة الرسمية تاريخ 17/3/2022 الذي ينصّ في الفقرة الأولى من مادته الخامسة على ما حرفيّته: «لا يسري بند حصر التمثيل التجاري على الأشخاص الثالثيين ( الشركات أو الأفراد)حتى ولو أعلنه الوكيل بقيده في السجل التجاري، ولكل شخص لبناني طبيعي أو معنوي الحق في استيراد أي منتج من بضاعة لها ممثل حصري في لبنان، سواء كان ذلك لإستعماله الشخصي أو الإتجار به، ما يعني أنه يحق لكل فرد أو مؤسسة إستيراد أي نوع من البضائع والمنتجات، ولو كان لها وكيل حصري في لبنان، الأمر الذي ينهي الإحتكار في التجارة اللبنانية».
115 إصابة جديدة
صحياً، سجلت وزارة الصحة 115 إصابة جديدة بفايروس كورونا، وحالة وفاة واحدة ليرتفع العدد التراكمي الى 1096763 إصابة مثبة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
******************************************
افتتاحية صحيفة الديار
تحذيرات أمنية من مخاطر خروج صراع الحريري – السنيورة عن السيطرة: حرب الغاء؟
«التيار» يكسب بالنقاط حرب «المغتربين» و «تحالف الضرورة» مع بري يهتزّ ولا يقع!
خطرالتوطين «يطلّ برأسه» مجددا باستهداف «الاونروا» وقلق اسرائيلي من «المسيّرات» – ابراهيم ناصرالدين
في طرابلس «الغاضبة» يستمر البحث عن ضحايا «قارب الموت»، وفي باقي المناطق الى الانتخابات درّ، فقد دخلت البلاد عمليا «حمى» الانتخابات النيابية، لا «صوت يعلو على صوت» المناكفات، والمماحكات، ورفع الشعارات «الخنفشارية» فقط لاستقطاب الاصوات في معركة يخوضها كل طرف لاسبابه الحزبية والطائفية الضيقة تمهيدا لاستحقاقات كبرى تفوق الانتخابات اهمية، وفي مقدمها الحكومة المقبلة، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهما استحقاقين تتداخل فيهما العوامل الداخلية والاقليمية والدولية حيث الحراك على اشده في منطقة تشهد «ولادة» تحالفات جديدة. في هذا الوقت تعمل اسرائيل «ليل نهار» على الغاء حق الفلسطينيين بالعودة عبر العمل على الغاء «الانروا»، ما يهدد بتوطين الفلسطينيين في امكان اللجوء ومنها لبنان، وهي تعيش قلقا متزايدا ومتجددا من تطور سلاح الجو لدى حزب الله. في المقابل اشتعلت «حرب المغتربين» بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر بعد الفشل في طرح الثقة بوزير الخارجية عبدالله بوحبيب بعد فقدان النصاب في المجلس النيابي،»وما كتب قد كتب» في عمليات التصويت في الخارج. وفيما يتواصل التصعيد «المضبوط» من رئيس الجمهورية وفريقه السياسي ضد «عين التينة» وسط قلق من انعكاسات سلبية على «تحالف الضرورة» بين الجانبين، يبدو ان «الكباش» الاكثر خطورة في داخل «البيت المستقبلي» بين انصار رئيس الحكومة المعتكف سعد الحريري، والمتمردين على قراره وفي مقدمتهم رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة.
خطر صراع الحريري – السنيورة؟
وفيما دعا رئيس الجمهورية ميشال عون المجلس الاعلى للدفاع للاجتماع اليوم للبحث بالتطورات الامنية في البلاد عشية الانتخابات، حذرت تقارير امنية من ارتفاع حدة الخلاف في «الشارع» السني القابل للانفلات في بيروت، والبقاع، والشمال، اثر ارتفاع منسوب التوتر بين تيار المستقبل ورئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة الذي يدعم لوائح متعددة في المناطق، بات يعتبرها «التيار الازرق» ردا عليه وتخاض الانتخابات في وجهه لكشف ضعف «زعيمه» المعتزل سعد الحريري، لا مواجهة لوائح حزب الله. وهو امر قد ينعكس توترات وصدامات بين مناصري الطرفين حيث باتت القناعة عن تيار المستقبل ان السنيورة يخوض حرب الغاء ضد الحريري» وهذا لن يمر»!
خروج التصعيد عن السيطرة
ووفقا لاوساط نيابية بارزة، ثمة مخاوف جدية مع اقتراب موعد الاستحقاق من استغلال الغضب في طرابلس بعد غرق زورق «الموت»، وما حصل في شوارع بيروت من رفع صور كبيرة للحريري والحملة الممنهجة على المرشحين المحسوبين على السنيورة، تزامنا مع نقمة حزبية خرجت الى العلن «بتغريدة» الامين العام للمستقبل احمد الحريري، وحرب بيانات بين «مخاتير» بيروت بعد مقاطعة معظمهم سحورا اقامه سليم دياب «القائد» الفعلي الميداني لحملة السنيورة، بخروج «التصعيد» عن السيطرة»، في ظل قررا مستقبلي واضح باسقاط لوائح السنيورة اما عبر المقاطعة، او دعم لوائح منافسة، بعدما بدات ملامح «وراثة» التيار تبدو جلية في حراكه، والقلق الاكبر من صدامات كبيرة قد تؤثر على الاستحقاق برمته.
خطر في البقاع!
لكن الاخطر في هذا «الكباش» ما يحصل في البقاع اثر تحوّل بعض المساجد الى منابر للتحريض المتبادل بعدما نجح السنيورة في اقناع قيادات مستقبلية سابقة بالترشح على لوائح تدعمها القوات اللبنانية، خصوصا في دائرة البقاع الاولى حيث الصراع على اشده بين مرشحه بلال الحشيمي ومرشح آخر يدور في فلك النائبة بهية الحريري عمر حلبلب على لائحة النائب ميشال ضاهر. وفيما لم تنفع المناشدات لتدخل من دار الفتوى «المحرجة» في اتخاذ موقف من «صراع» «البيت الواحد»، تزداد المخاوف الامنية من ان يؤدي هذا الاحتقان الى صدامات غير محسوبة في «الشارع»، وهي مخاطر تاخذها بجدية المراجع الامنية التي لم تتوان عن التحذير منها اثر تقارير ميدانية تفيد بوجود احتقان كبير بين «المعسكرين».
لماذا «الغضب» «المستقبلي»؟
اما اسباب ارتفاع نقمة «المستقبليين» على السنيورة، فتختصرها مصادر في «التيار» بالحديث عن اجواء «وراثة» حقيقية يسعى اليها عبر تقديم اوراق اعتماده الى قوى اقليمية ودولية باعتباره «رجل» المرحلة المقبلة القادر على المواجهة، وقد جاءت عودة الاهتمام السعودي بالشأن اللبناني لتزيد من «حنق» جمهور وقيادة «المستقبل» ازاء محاولة السنيورة الايحاء بانه «رجل» المملكة في لبنان، وهو بدل الهجوم على الاخرين يصر على خياراته التي تصنف في خانة «التنمير» على الرئيس الحريري واظهاره ضعيفا عبر تحميله ما يعتبره تسليم البلد الى حزب الله. يضاف الى ذلك اصرار السنيورة على «كسر» هيبة الحريري الشخصية عبر التحالف مع القوات اللبنانية المتهمة «بطعنه» وغدره خلال ازمته في السعودية، والامر هنا يتجاوز السياسية الى ما هو اخطر من ذلك، وباتت القناعة لدى المستقبل ان السنيورة يعد الارضية لزعامة بديلة عن الحريري، وهو الامر الذي لن يمر دون «حساب»، حسب تعبيرهم.
«رسائل» سلبية من العهد ضد بري
في هذا الوقت، لا تزال الرسائل السلبية من قبل رئيس الجمهورية وفريقه السياسي ضمن «الضوابط» المتفق عليها ضمنيا لتقطيع الانتخابات النيابية باقل الاضرار الممكنة مع حركة امل ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لكنها بحسب اوساط نيابية بارزة اهتزت في الساعات القليلة الماضية لكنها لم تقع، وهي تعكس حقيقة وجود «نار تحت الرماد» في هذه العلاقة الملتبسة والتي ستعود الى غليانها بعد الاستحقاق الانتخابي في ثلاثة محطات رئيسية، اولا انتخاب رئيس جديد للمجلس، وتشكيل الحكومة، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وفي هذه الملفات لا توجد اي قواسم مشتركة بين «عين التينة» و «ميرنا الشالوحي» وهو ما يدركه الطرفان، لكنهما التزما نصيحة حزب الله بتاجيل الخلافات الى ما بعد 15 ايار لان المصلحة الاكيدة لكليهما وخصوصا «للتيار» الدخول بكتلة وازنة الى المجلس النيابي الجديد، وبعدها لكل «حادث حديث».
تحذير من «تفلت» الصوت الشيعي
تحذر تلك الاوساط، من المبالغة في محاولة رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل «شد» العصب المسيحي كي لا تنعكس تفلتا «شيعيا» في صناديق الاقتراع، ولهذا وصلت نصائح بهذا الصدد اليهما بضرورة الانتباه الى وجود «شارع» آخر غير ممنون كثيرا لهذا التحالف الفوقي. فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون عاد ليصوّب على بري في معرض حديثه امام زواره عن حماية سياسية يتمتّع بها مَن يتلاعبون بالوضع المالي في البلاد متهما جهات بمحاولة «تأزيم الوضع ومنها من هو في موقع السلطة». فيما يواصل باسيل التصعيد بالسؤال «كيف يمكن أن نحسب أننا أكثرية مع الرئيس بري ونحن على طرفي نقيض في السياسة»؟ مشدداً على أنه «ليس هناك موجب لانتخاب الرئيس بري مجدداً لرئاسة مجلس النواب».
بري «منزعج» ولكن…
ووفقا لتلك الاوساط، يبدي الرئيس بري «انزعاجه» من استخدامه «ورقة» انتخابية في حملة «التيار»، لكنه يتفهم وضع باسيل الصعب انتخابيا، ويدعو له «بالتوفيق»، لكنه في الوقت نفسه «يغمز» في مجالسه من محاولة رئيس «التيار» استغلال اعلان القوات اللبنانية انها لن تعيد انتخاب بري مجددا، ليرفع «ورقة» الميثاقية» في وجهه، وهو يقول امام زواره ان «من يعتقد انه قادر على «ابتزازه» في مسألة الميثاقية في عملية انتخاب رئاسة المجلس النيابي، لا يعرف جيدا نبيه بري، وعليه ان «يخيط بغير هذه المسلة»، السنا «في بلد ديموقراطي ولكل خياراته السياسية والانتخابية في الاستحقاقات الكبرى والصغرى، والكل «سواسية» في هذا الموضوع».
حرب «المغتربين»
وكما كان متوقعا، لم يكتمل اذا النصاب لعقد جلسة مجلس النواب لطرح الثقة بوزير الخارجية عبدالله بوحبيب على خلفية اتهامات نواب القوات اللبنانية بارتكابه اخطاء مقصودة بالتواطؤ مع التيار الوطني الحر خلال التحضيرات لاقتراع المغتربين، وبعد رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة، اشتعلت «حرب» التصريحات بين طرفي «النزاع» على الساحة المسيحية، ويسجل للتيار انه حقق فوزا بالنقاط على «القوات» بعد «فرط «الجلسة»، وفي هذا السياق، سأل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: لماذا طرح الثقة بوزير الخارجية طالما القرار صدر عن وزير الداخلية؟ اضاف: يُريدون تحميل ما حصل في موضوع اقتراع المُغتربين لـ «التيار» وما حصل في أستراليا هو ان هناك ماكينة حزبية سجّلت الناخبين بطريقة خاطئة. واردف باسيل: ليدفعوا ثمن غبائهم والغباء أضيف الى أسلوبهم الميليشياوي. في المقابل، رأى النائب جورج عدوان ان «باسيل هو وزير الخارجية الفعلي وهو عضو فاعل في المنظومة التي أوصلت لبنان الى هنا ويترك ودائعه في الوزارات وخصوصاً باسكال دحروج التي تتولى تنظيم الانتخابات بدلاً من الوزير بو حبيب». اضاف: سنرى تصويت غير المقيمين لمن سيصبّ ولسنا الوحيدين الذين اعترضنا فحركة أمل وحزب الله إعترضا على ألمانيا وتمت تلبية طلبهم.
بوحبيب: لا نوايا مبيتة
وفي رده على عدوان، اكد بوحبيب ان الجميع يعرفون انه هو من كان «ظلا» خلال الحرب، مؤكدا انه كوزير خارجية «يعبي مركزه» وليس تابعا لاحد. وفي كلمة كان ينوي القاءها في خلال الجلسة فند وزير الخارجية الاتهامات الواردة في طلب سحب الثقة عنه، نافيا وجود اي نوايا مبيتة لعرقة تصويت المغتربين.وهو امر حذر منه نواب الحزب التقدمي الاشتراكي الذين اكدوا وجود نوايا مريبة في توزيع اقلام الاقتراع، ولفتوا الى ان مركز الاقتراع في دبي صغير جدا، وعزوا ذلك الى ان غالبية الناخبين هناك معارضون، وقد اكد بوحبيب عدم امكانية تغيير المكان لصعوبات «لوجستية».
البحث مستمر عن «الضحايا»
على صعيد آخر، تستمرعمليات البحث عن ضحايا قارب «الموت» في المياه الاقليمية قبالة طرابلس بمساعدة لوجستية من قوات اليونيفيل، وفيما نشرت صور تظهر الدقائق الاخيرة قبل غرق المركب، حيث عمل عناصر الجيش اللبناني على انقاذ عدد من الركاب، لا يزال الغضب «كامنا» في المدينة التي تغرق في فقر تتحمل مسؤوليته الدولة اللبنانية والقوى السياسية الحاكمة في المدينة، وقد لفتت مصادر شمالية الى وجود سبق إصرار وترصّد لابقاء هذه المدينة في حال من «العوز»، وذكرت بآخر تقرير صادر عن «الاسكوا» الذي اشار بوضوح الى ان الفقر سببه «غياب الإرادة السياسية لتنمية المنطقة بطريقة مستدامة والاكتفاء بالإغاثة وتقديم المساعدات العينية»، لافتة إلى أن 11 في المائة فقط من السكان ينتخبون، بسبب اليأس والإحباط من إمكانية التغيير، مقابل 54 في المائة في منطقة المتن، و47 في المائة في الكورة المجاورة.!
لا جوازات سفر!
وفي خبر يدلّ على مستوى الانهيار الذي وصلت اليه البلاد، اعلنت المديرية العامة للامن العام وقف العمل بمنصة مواعيد جوازات السفر اعتبارا من تاريخ 27/4/2022 حفاظا على صدقية الامن العام امام المواطنين لعدم منحهم مواعيد جديدة دون إمكانية استقبالهم بسبب النقص بالجوازات، وذلك الى حين قيام المعنيين بإجراء اللازم وتأمين الاموال المطلوبة لتنفيذ العقد المبرم مع الشركة مع العلم انه حتى تاريخه لم يتم ايفاء الشركة المتعاقدة قيمة العقد الموقع، مما ادى الى تأجيل تسليم الكمية المطلوبة الى الامن العام، في وقت بدأت الكمية المتوفرة من جوازات السفر بالنفاد. وبناء عليه، اضطرت المديرية العامة للأمن العام الى وقف العمل بالمنصة مع العلم ان كل من لديه موعد على المنصة سيتم منحه جواز سفر وفقا للموعد المعطى له سابقا. ووفقا للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم فان الحجوزات على المنصة تمتد حتى نيسان 2023.
خطر الطائرات «الهجومية»
اقليميا، وفيما يجلس لبنان على «رصيف الانتظار» بينما يعاد خلط الاوراق في العلاقات الاقليمية التي تظهرت بالامس بزيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى السعودية، والاجواء الايجابية القادمة من بغداد حيال نتائج آخر جولات الحوار السعودي – الايراني، دخلت اسرائيل مجددا على خط التحذير من تنامي قدرات حزب الله «الجوية»، من خلال دراسة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، اكد انه لا ينبغي تجاهل التحدّي الجديد الذي تشكله الطائرات بدون طيار التي يملكها حزب الله، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ التحدي الحقيقيّ الذي يُشكّله حزب الله لا يكمن في الطائرات بدون طيّارٍ أو المُسيّرات الصغيرة التي اخترقت المنطقة الشمالية الشهر الماضي، إنّما التحدّي المركزيّ، يكمن في الطائرات الهجوميّة التي يملكها الحزب.
تهديد خطير واسئلة صعبة؟
واقر المعهد في توصياته للحكومة الاسرائيلية بصعوبة اعتراض هذه المُسيرّات بسبب طيرانها على ارتفاعٍ منخفضٍ، وهي تشكل تحد كبير لمنظومة القبب الحديديّة في الشّمال، والفشل في اسقاط طائرة «حسان» مؤخرا لا يزال يطرح الكثير من الأسئلة الصّعبة. وشدد المعهد على أنّه يتحتّم على إسرائيل الاستعداد لمُواجهة التهديد الخطير القادِم من الطائرات المُهاجمة بدون طيّار التي يمتلكها حزب الله وما أسماه التقرير «بالمحور الشيعي» في سوريّة والعراق واليمن، وأيضًا في قطاع غزة حيثُ تقوم إيران بتزويد وتدريب حركة حماس على تشغيل هذه الطائرات، وهي من نفس الطراز الذي استخدمته جماعة الحوثي في اليمن عندما هاجمت منصات شركة (أرامكو) النفطيّة في السعودية، وذلك في شهر أيلول من العام 2019.
ثمن الحرب كبير
وخلصت التوصيات الى التاكيد «إنّه إذا توصلّت إسرائيل لاستنتاجٍ بأنّ قدرات حزب ونواياه تُشكّلان تهديدًا استراتيجيًا كبيرًا لأمنها، واختارت اللجوء للعمل العسكريّ بهدف توجيه ضربةٍ قاتلةٍ وحاسمةٍ لحزب الله بهدف إزالة التهديد، يتحتّم عليها عندئذ أنْ تأخذ بعين الاعتبار الثمن المُرتفِع الذي سيدفعه العمق الإسرائيليّ من ناحية…
الغاء «الاونروا» وخطر التوطين؟
في هذا الوقت، حذرت مرجعيات وقيادات فلسطينية في لبنان من خطورة تصريحات مفوض وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازاريني، حول صعوبة توفير الخدمات للاجئين، وطرحه إمكانية تحويل خدمات الوكالة إلى جهات أخرى. ودعوا الدولة اللبنانية برفض تصريحات لازاريني والعمل الجاد والفاعل من أجل إفشال هذه الطروحات باعتبار أن لبنان يرأس «الأونروا» في دورتها الحالية ويستضيف عددا كبيرا من اللاجئين الفلسطينيين وكان المفوض العام للمنظمة، قال في رسالة وجهها إلى مجتمع اللاجئين الفلسطينيين إن الوكالة تدرس إمكانية تقديم بعض مؤسسات الأمم المتحدة الخدمات نيابة عنها. وبين أن الوكالة تتعرض لحملات منسقة تقوم بها منظمات تهدف إلى نزع الشرعية وسحب تمويلها وتقويض حقوق اللاجئين الفلسطينيين، دون تسمية تلك المنظمات… وحذرت مصادر فلسطينية من خطورة تصريحات لازاريني، لانها تهدف الى «المساس بحق العودة»، فاذا كان الاقتراح سيؤدي من جهة الى تحسين وضع اللاجئين لكنه سيحول قضية اللاجئين الفلسطينيين من سياسية إلى قضية إنسانية، والغاء «الأونروا» تدريجيا من خلال حجب الاموال عنها، وهو امر دعا اليه رئيس حكومة العدو السابق بنيامين نتنياهو سنة 2018 بهدف توطين اللاجئين في أماكن تواجدهم. ومن هنا تحذر تلك المصادر من التعامل بخفة مع هذه الطروحات التي سيدف الشعب الفلسطيني ثمنها كما دول «اللجوء».
******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
مجلس النواب يودّع بإشكال عوني – قواتي
الى قصر الاونيسكو المفترض انه واحة للثقافة والحوار والرقي، انتقل الصراع الانتخابي اليوم متخذا وجها نقيضا من خلال جلسة طرح الثقة بوزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب التي طلبها نواب «الجمهورية القوية» ولم تعقد كما كان متوقعا، علما ان الثقة يفترض طرحها بأركان الدولة كلهم لكثرة ما اقترفوا بحق الوطن والمواطنين وليس حصرا باقتراع المغتربين. ومع ان النصاب لم يتوافر فطارت بعد نصف ساعة على الموعد المضروب لها، الا ان المواقف الهجومية حضرت بقوة لا سيما بين فريقي نواب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. وما اعدّه الوزير ردا على طرح الثقة به ولم يتسن له قوله في الجلسة قاله بعدها مفندا الدوافع والاسباب ومقدما الاعذار.
لا نصاب
لم يكتمل اذا النصاب لعقد جلسة مجلس النواب لطرح الثقة ببوحبيب على خلفية الشوائب التي ترافق التحضيرات لاقتراع المغتربين. وبعد نصف ساعة من موعدها المحدد عند الثانية في الاونيسكو، والتي لم يتم تأمين النصاب خلالها، رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة.
باسيل والغباء
تعليقا، سأل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: لماذا طرح الثقة بوزير الخارجية طالما القرار صدر عن وزير الداخلية؟ اضاف: يُريدون تحميل ما حصل في موضوع اقتراع المُغتربين لـ«التيار» وما حصل في أستراليا هو ان هناك ماكينة حزبية سجّلت الناخبين بطريقة خاطئة. واردف باسيل: ليدفعوا ثمن غبائهم والغباء أضيف الى أسلوبهم الميليشياوي.
عدوان
في المقابل، رأى النائب جورج عدوان ان «باسيل هو وزير الخارجية الفعلي وهو عضو فاعل في المنظومة التي أوصلت لبنان الى هنا ويترك ودائعه في الوزارات خصوصاً باسكال دحروج التي تتولى تنظيم الانتخابات بدلاً من الوزير بو حبيب». اضاف: سنرى تصويت غير المقيمين لمن سيصبّ ولسنا الوحيدين الذين اعترضنا فحركة أمل وحزب الله إعترضا على ألمانيا وتمت تلبية طلبهم.
رد الوزير
وفي كلمة كان ينوي القاءها في خلال الجلسة فتلاها لاحقا، رد بوحبيب على ما ورد من النقاط الثلاث في كتاب طرح الثقة.
هيئة الاشراف
وقبيل الجلسة التي لم تعقد، بحث بوحبيب مع وفد هيئة الاشراف على الانتخابات برئاسة القاضي نديم عبد الملك، في كيفية التعاون لإنجاح عملية الاقتراع للمغتربين اللبنانيين.
اقلام الاقتراع
انتخابيا ايضا، أعلن مكتب وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي انه بعد صدور قراري الوزير بتحديد وتوزيع أقلام الاقتراع للناخبين المقيمين وغير المقيمين على الاراضي اللبنانية للانتخابات النيابية العامة لعام ٢٠٢٢. وبعدما قامت الدائرة المختصة في الوزارة بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي UNDP بوضع برنامج يهدف الى تمكين الناخبات والناخبين من معرفة المراكز التي سينتخبون فيها في لبنان وخارجه على حد سواء. تعلن الوزارة انه بات بإمكان الناخبين اللبنانيين، اينما كانوا، الولوج الى هذا البرنامج للاطلاع على مكان وإسم مركز الاقتراع الخاص بهم وذلك على الرابط الآتي: http://www.dgcs.gov.lb/arabic/where-to-vote
مجلس وزراء
على صعيد آخر، وعلى وقع تهاوي خطة التعافي الحكومية مع ارجاء البحث في الكابيتال كونترول الى ما بعد الانتخابات، يعقد مجلس الوزراء جلسة له الخميس المقبل في السراي يرجح ان تكون الاخيرة قبل الاستحقاق.
ميقاتي يأمل
ورغم انتكاسة الوزارية، أمل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «في أن تكون الامور ميسرة وننجز الاصلاحات المطلوبة بالتعاون الكامل مع مجلس النواب وكل الهيئات الحكومية والرسمية والخاصة»، مشددا على «ان هذه الاصلاحات تشكل مطلبا لبنانيا ملحا ونحن بحاجة اليها، قبل ان تكون مطلبا دوليا». كلام الرئيس ميقاتي جاء خلال لقائه المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في لبنان، نجاة رشدي، حيث وقعا «إطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة» في لبنان للفترة الممتدة بين ٢٠٢٢ و٢٠٢٥»، وذلك في إحتفال اقيم في السراي.
لا جوازات سفر
الى ذلك، ولتتعمق مآسي اللبنانيين حتى الساعين الى مغادرة البلاد، فإن جوازات السفر التي تخولهم الخروج من جهنم لبنان باتت محجوبة عنهم الى حين، ذلك ان المديرية العامة للامن العام اعلنت في بيان ان «دوائر المديرية العامة للأمن العام ومراكزها الاقليمية شهدت اعتبارا من العام 2020 ضغطا كبيرا على طلبات جوازات السفر فاقت عشرات اضعاف الاعوام السابقة، ما أثر على مخزون جوازات السفر لديها. وكانت المديرية، وتداركا هذا الوضع قبل ان يتفاقم، سيما وأن الحصول على جواز سفر هو حق لكل لبناني، اتخذت مطلع العام 2021 الاجراءات الادارية اللازمة وفقا للقوانين والانظمة المرعية لتأمين جوازات سفر جديدة، وتواصل المسؤولون فيها مع ادارات الدولة ومؤسساتها لإبرام العقود المطلوبة والتعجيل بتأمين التمويل اللازم لتحقيق المشروع. ولكن حتى تاريخه لم يتم ايفاء الشركة المتعاقدة قيمة العقد الموقع، ما ادى الى تأجيل تسليم الكمية المطلوبة الى الامن العام، في وقت بدأت الكمية المتوفرة من جوازات السفر بالنفاد. وبناء عليه، اضطرت المديرية العامة للأمن العام الى وقف العمل بمنصة مواعيد جوازات السفر اعتبارا من تاريخ 27-4-2022 حفاظا على صدقية الامن العام امام المواطنين لعدم منحهم مواعيد جديدة دون إمكانية استقبالهم.
الإفراج عن الدكتور ريشار خياط
بعد أكثر من 20 يومًا على توقيف الطّبيب اللّبناني ريشار خراط في دولة الامارات العربية المتحدة، لأسباب لم يُعلن عنها رسميًّا، تم امس إطلاق سراحه ليعود إلى وطنه، بعد اتّصالات وجهود من قِبل العديد من الجهات الرسميّة والطبيّة اللّبنانيّة وفي مقدمها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :