ما خلا أزمة الرغيف المفتعلة، التي أعادت المواطنين الذين يئنون من ضغط الأزمة المعيشية، على خلفية تأخر مصرف لبنان بفتح الاعتمادات اللازمة لدعم القمح تلبية لحاجة السوق، ولاستمرار تأمين الرغيف!
وعلى أمل ان تنفرج الأزمة اليوم، وفقاً لتوقعات وزير الاقتصاد أمين سلام، بدا التنغيض على حياة المواطن موضة يومية، عبر تفريخ الأزمات أو على أقل اعتبار الحؤول دون التقدم خطوات باتجاه الاستقرار..
وتأتي هذه التطورات في وقت كانت الأنظار مشدودة ولا تزال إلى مفاعيل العودة العربية، عبر سفراء دول الخليج إلى بيروت، بعد موقف احتجاجي على إساءات تعرّضت لها المملكة العربية السعودية، ودول أخرى، لجأت إلى «إجراء دبلوماسي للتعبير عن موقف كان مسيئاً للمملكة ودول مجلس التعاون».
أمّا حكومياً، فلم يتبلغ الوزراء حتى الآن بأي موعد لجلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع على ان تتضح الصورة اليوم. وفهم من مصادر سياسية مطلعة أن الحدث المتمثل بعودة السفيرين السعودي والكويتي هو الأبرز وجولة البخاري على القيادات وأقامته حفل الأفطار. وقالت المصادر إن هناك حاجة إلى الاستفادة من هذه العودة التي تحمل في طياتها دعما للبلد.
وقالت المصادر إن العمل جار من أجل البدء بوضع الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي على السكة الصحيحة من خلال ملف الإصلاحات.
إلى ذلك، يعقد لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء من أجل بحث ملفات عالقة وأبرزها مسألة التشكيلات الديببلوماسية التي يبدو أنها عالقة. كما أن هناك ميلا إلى إصدار دفعة من تعيينات عدد من مجالس الإدارات.
وكشفت حركة سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري في اليوم الثاني لعودته إلى بيروت عن أجواء مؤاتية لاطلاق مشاريع مشتركة مع فرنسا لتقديم الدعم الإنساني والاستقرار في لبنان.
وقال السفير بخاري، في كلمة له في الإفطار الذي دعا إليه رؤساء جمهورية سابقين ورئيس الحكومة ورؤساء حكومات سابقين وحضره، ممثّل الرئيس نبيه برّي وزير الزراعة عباس الحاج حسن، ان «هناك لجنة تحضيرية مشتركة لتنفيذ المشاريع لأن لبنان والشعب اللبناني يستحقان لأن الوضع صعب جداً في هذه المرحلة».
إذاً، ملأت عودة السفيرين السعودي والكويتي وعمّا قريب القطري الى بيروت، الساحة السياسية المشغولة فقط بالحملات الانتخابية والخطابات السياسية العالية السقف، فيما المواطن مازال يعيش ايام رمضان المبارك بتقشف كبير نتيجة الاسعار غير المحتملة وغير المبررة للمواد الغذائية والخضار واللحوم والدجاج، وسط استمرار التحذيرات من فقدان الخبز نتيجة عدم توافر القمح بكميات كافية وربما فقدانه بعد فترة ما لم يفتح المصرف المركزي الاعتمادات اللازمة له، برغم اعلان الرئيس نبيه بري يوم السبت عن حلحلة للازمة.
وفي هذا السياق المعيشي، ترأس الرئيس نجيب ميقاتي إجتماعاً للجنة الوزارية المكلّفة معالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرفق العام، وتم خلال الإجتماع الإتفاق على سلسلة إقتراحات ستُعرض على مجلس الوزراء الذي يجتمع الخميس وقد تعقد الجلسة في القصر الجمهوري لدرسها وإقرارها. لكن حتى مساء امس لم يكن قد تم توزيع جدول الاعمال على الوزراء.
كما اجتمع ميقاتي مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، وجرى البحث في اوضاع وزراة الخارجية وانتخابات المغتربين التي تنتظر صرف الاعتمادات اللازمة لإجرائها.
وقال بوحبيب: ان ولا خلاف بيننا والتشكيلات الدبلومسية ستصدر قريباً. كما حان وقت الدفع لمصاريف الانتخابات ولا أموال بعد ولو حصلت التشكيلات اليوم لن يلتحق المعينون بسفاراتهم قبل حزيران المقبل.
كما دعا الرئيس نبيه بري اللجان النيابية الى جلسة مشتركة ظهر الاربعاء المقبل للبحث في جدول الأعمال الذي تصدر بنوده مشروع القانون الوارد في المرسوم الرقم 9014 الرامي إلى وضع ضوابط إستثنائية وموقتة على التحاويل المصرفيه والسحوبات النقدية (الكابيتال كونترول).
جولة البخاري
استهلّ السفير البخاري جولته على القيادات الروحية، من دار الفتوى حيث استقبله المفتي الشيخ عبداللطيف دريان، الذي «أبدى ارتياحه واللبنانيين لعودة الدبلوماسية الخليجية الى لبنان وفي مقدمتها سفيرا المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، وأكد ان العودة تبشر بالخير القادم على لبنان برغم كل الظروف التي يمر بها، وبمستقبل واعد للبنانيين الذين يعيشون في أزمات صعبة للغاية. وقال: بعد كل أزمة انفراج بإذن الله وعليه الاتكال. وشدد على أهمية المحافظة والحرص على العلاقة المميزة مع دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.
ورد السفير البخاري بتحية محبة وتعاون، وقال: نتوسم خيرا للبنان وللبنانيين. وقدم لدريان 30 الف مصحف بتصرف دار الفتوى عبارة عن هبة مقدمة من الملك سلمان بن عبد العزيز لتوزيعها على المساجد ومراكز حفظ القرآن الكريم في لبنان ومن يريد من اللبنانيين.
ثم زار البخاري المجلس الاسلامي الشيعي حيث استقبله نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب، وكانت مناسبة تم خلالها التداول في تطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وتمنى الخطيب «أن تشكل عودة السفير بخاري مع أشقائه الى لبنان بداية مسار جديد في توطيد العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين».
وانتقل البخاري الى دار الطائفة الدرزية حيث استقبله شيخ العقل سامي ابي المنى، وكان اللقاء مناسبة لعرض التطورات السياسية في لبنان والمنطقة وفق ما وزعت السفارة السعودية في بيروت.
واعلنت مشيخة العقل أن «الشيخ أبي المنى أمل أن يسعى المسؤولون في لبنان من اجل التفاهم الدائم على كل ما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين، باعتبار ما يجمع بلدينا من ثقافة وحضارة وإرث تاريخي جعل من انتمائنا للعروبة خيارا ثابتا ماضيا وحاضرا وأي اعتبارات اخرى لن تبدل من تلك الهوية مستقبلا. واننا ككل الشعوب التي تتوق الى السلام الدائم والاستقرار العام وتنبذ كل اشكال النزاعات ولغة الحروب والعنف حفاظا على التراث المشترك في العالمين العربي والاسلامي».
واختتم البخاري جولته على رؤساء الطوائف الروحية بزيارة إلى بكركي حيث استقبله البطريرك الماروني بشارة الراعي، وغادر السفير من دون تصريح. وعاد الى دارته حيث أقام افطارا على شرف الرئيس نجيب ميقاتي ورؤساء الجمهورية والحكومة السابقين وعدد من السياسيين.
ولوحظ حضور وزير الزراعة عباس الحاج حسن ممثلا رئيس المجلس النيابي، والرئيسين امين الجميل وميشال سليمان وتمام سلام وفؤادالسنيورة، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سميرجعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل للإفطار، بينما لم يحضر رئيسا تيار المردة سليمان فرنجية والتيار الوطني الحر جبران باسيل، ربما لعدم توجيه الدعوة اليهما، كما شاركت في الافطار سفيرة الولايات المتحدة دورثي شيا، والفرنسية آن غاريو، والسفير البريطاني بان كولارد ومبعوثتة الامم المتحدة يوانا فرنتيسكا.
وألقى السفير بخاري كلمة اكد فيها: «ان الممكلة العربية السعودية لطالما أكدت اهتمامها وحرصها على استقرار لبنان وانتمائه الوطني، وانطلاقا من هذه الرؤية كانت عودتنا إلى لبنان.واوضح انه لم يكن هناك قطع للعلاقات مع لبنان، إنما إجراء دبلوماسي للتعبير عن موقف كان مسيئاً للمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي.
وقال: مرتكزات السعودية لا تسمح لها بالتدخل في الأمور السيادية ونحترم الإجراءات والاستحقاقات النيابية والرئاسية ونتمنى على الجميع خوضها وفق الكفاءة. ويهم المملكة الاهتمام باللبنانيين والانسان في لبنان.
واكد ان المملكة لا تتدخل في الشؤون الداخلية إنما العودة أتت وفق مشاريع مشتركة وسنتحدث عن مشاريع مشتركة بين فرنسا والسعودية لتقديم الدعم الإنساني والاستقرار في لبنان.
وقال: ستكون هناك لجنة تحضيرية مشتركة لتنفيذ المشاريع لأن لبنان والشعب اللبناني يستحقان لأن الوضع صعب جداً في هذه المرحلة.
خلوة ميقاتي – بخاري
وسبقت الافطار خلوة بين الرئيس نجيب ميقاتي والسفير بخاري، قال بعدها رئيس الحكومة: سمعت من سعادته حرص المملكة، ملكا وولي عهد وقيادة، على دعم لبنان، وأن تكون دائما إلى جانب لبنان. لم نتحدث عن الغيمة التي مرت في المرحلة السابقة، لان العلاقات تمر أحيانا بمطبات، ونحن لا نريد أن نذكرها، بل ذكرنا سوية العلاقة التاريخية والمستقبلية بين المملكة ولبنان.
أضاف: تحدث سعادته عن الشراكة الفرنسية - السعودية في ما يتعلق بدعم ستة قطاعات في لبنان، وقال إن عودته في هذا الشهر الفضيل هي عنوان لمزيد من التعاضد مع الشعب اللبناني. وأكد لي سعادة السفير حرص خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين الكبير على لبنان ووحدته ومساعدته، والنظر الى ما يريده لبنان. نأمل باذن الله أن تكون صفحة جديدة نحو تنمية العلاقات وتطويرها بين البلدين.
وردا على سؤال، قال ميقاتي: لم أشعر يوما بأن المملكة العربية السعودية أغلقت أبوابها أمامي وأمام أي لبناني، فنحن نعلم تماما أن اللبنانيين الموجودين في المملكة العربية السعودية محاطون بكل رعاية واهتمام من قبل القيادة، وأنا بإذن الله سأقوم بزيارة للمملكة العربية السعودية قريبا جدا، وإذا أردتم معرفة التاريخ خلال شهر رمضان المبارك.
وعن الضمانات التي قدمها لبنان إلى المملكة العربية السعودية، قال: نحن نتحدث عن علاقات بين دولتين، والبيان الذي أصدرته عن حرص لبنان على العلاقات والثوابت اللبنانية في ما يتعلق بأفضل العلاقات مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي هي الاساس كدولة، فالعلاقة بين الدولتين ستكون بإذن الله مبنية على هذه الأسس. إني حريص على العلاقات وتمتينها أكثر فأكثر.
واضاف: لقد أكدت في بياني الثوابت، وأننا ملتزمون كل ما يحمي سيادة لبنان، وفي الوقت ذاته ألا يكون لبنان منصة أو مصدر ازعاج لأي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، فهذا هو الأساس».
وفي المعلومات ان ليس على أجندة السفير بخاري القيام بأي زيارة لشخصيات سياسية او رؤساء أحزاب..
أسرار الشامي
الى ذلك أعلن نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي في تصريح للـmtv حول مرحلة ما بعد الإتفاق المبدئي مع صندوق النقد الولي، بان «الحكومة ستقر خطة التعافي قبل الانتخابات وسنرسل كل مشاريع القوانين المطلوبة من صندوق النقد إلى مجلس النواب وقد يُقر الكابيتال كونترول وموازنة 2022 في المجلس قبل الانتخابات، أما مشروع اعادة هيكلة المصارف فقد يؤجل قليلاً لأنه سيستغرق بعض الوقت.
وكشف الشامي ان «الدولة ستتحمل جزءاً من الخسائر ضمن سقف وقيود محددة بالاضافة الى مصرف لبنان والمصارف، وسنحمي ٨٥-٩٠ بالمئة من المودعين الصغار، وأحد الطروحات بالنسبة للمودعين الكبار هو الـbail in الذي لا يعني خسارة الودائع. كما يشمل البحث ليلرة جزء منها وايجاد صندوق سيادي للتعويض على الناس في المستقبل.
واشار الى ان «الخسائر مقدرة بنحو 73 مليار دولار، لكن هذا الرقم قد يتغير بعد التدقيق في المصارف، وستقوم مؤسسة دولية يختارها مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف بتقييم 14 مصرفاً لبنانياً يشكلون 83 في المئة من القطاع المصرفي للتوصل الى أرقام دقيقة.
واكد الشامي ان «الوضع سيزداد سوءاً في حال عدم تطبيق البرنامج التصحيحي بعد الانتخابات النيابية، وكلفة الانتظار باهظة جداً والصندوق طلب تعديل قانون رفع السرية المصرفية لمكافحة الفساد والتهرب الضريبي والوصول الى أسماء اصحاب الحسابات المعنية كما سيسهل عملية اعادة هيكلة المصارف».
واوضح الشامي ان «صندوق النقد يميل الى تحميل المصارف أكثر من المودعين لجهة النسبة المئوية وتقديرنا بالنسبة لسعر الصرف تحريره وتوحيده على ان يحدد السوق سعر الصرف ضمن ضوابط وهوامش».
نصر الله يتهم السفارة
سياسياً، وفي شأن انتخابي اتهم الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله السفارة الأميركية والفريق الآخر بالسعي إلى تعطيل العملية الانتخابية، آملاً من القضاة والمعلمين والهيئات الدبلوماسية عدم تعطيل الانتخابات داعياً الدولة إلى الاستجابة لمطالب هؤلاء..
وقال نصر الله في إطلالة له أمس «اننا بدأنا نسمع نغمة جديدة منقولة عن أجواء السفارات وبعض القوى السياسية تقضي بأن فريقنا سيحافظ على الغالبية النيابية، وربما الثلثين كما ورد على لسان أحدهم»، مؤكدا أن «الحصول على الثلثين ليس هدف فريقنا السياسي، كما أن رؤيتنا حول اي تغيير يجب أن يحصل عليه تفاهم وطني ولا يحصل بالاستقواء بأغلبية أو بالشارع». ورأى أن «هذا الكلام إنما هو من باب شد العصب الانتخابي لدى الفريق الآخر».
ولفت الى «تشتت لوائح الفريق الآخر، ومنهم ما يعرف بالمجتمع الوطني»، متوقفا عند «الهمس القائل بتمديد المجلس الحالي ربما من باب تقوية الفريق الآخر».
بهاء الحريري لدعم القوى التغييرية
وأعلن الشيخ بهاء الدين اننا سنقدم الدعم للقوى التغييرية، مؤكداً بأن منظومة الحزب الذي أعطى من خلالها الفرصة للفساد ان يعم في البلد، تحت غطاء حزب الله الذي هو السبب الأساسي.
وعن سبب عدم دخول حركة «سوا للبنان» المعترك الانتخابي والاكتفاء بدعم القوى التغييّرية، قال الحريري: «كما علمنـــا الوالد رحمه الله نحن لا نؤمن بالإلغاء الذي لم يكن موجودا في حياته، لذلك نحن سنسـتــند فـــي المناطـــق على القـــوى التغييريـــة الاساسية الموجودة والمؤثرة في مناطقها بقوة والتي نتشارك معها بذات القيّم والنهج والتفكير والمؤمنة بمسيرة الشهيد رفيق الحريري ونحن لدينا كل الحرص علـــى الالتزام بها واستكمالها».
131 إصابة
سجلت الصحة العامة 131 إصابة جديدة بفايروس كورونا، ليرتفع العدد التراكمي إلى الإصابات منذ انتشار الوفاء إلى 1094803 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :