افتتاحيات الصحف ليوم السبت 24 تشرين الأول 2020

افتتاحيات الصحف ليوم السبت 24 تشرين الأول 2020

 

Telegram

 

 

افتتاحية صخيفة البناء:

 

الحريري يبدأ مع باسيل تمهيداً لحوار بعبدا… وحردان لتسريع حكومة الأمن الاجتماعيّ

برّي على خط الوساطة... ورعد لحكومة غير مصغّرة بتفاهم جامع/ ترجيح حكومة 20 من اختصاصيّين بترشيح الكتل وتوافق الرئيسين

 

كسر الجليد بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بعدما تحقق الحريري تمرير حكومة اختصاصيين برئاسته وضمان تكليفه قبل اللقاء مع باسيل، ما يعني تثبيت سقوط معادلة الحريري وباسيل معاً داخل الحكومة أو خارجها، كما يعني عدم ربط التكليف بالحصول على موافقة باسيل كما كان طلب الحريري سابقاً، ليتم التفاوض من مواقع جديدة، لا تحتمل أن يذهب الحريري أبعد منها؛ فهو في النهاية يريد تشكيل حكومته والذهاب بها الى المجلس النيابي، واذا كان بمستطاعه الرهان على نيل الثقة من دون التيار الوطني الحر، ولو بنسبة أصوات ضئيلة، فإنه لن يستطيع تشكيل الحكومة من دون توقيع رئيس الجمهورية.

على خلفية هذا التوازن قاربت المصادر المتابعة للملف الحكومي الحوار الدافئ الذي شهده اللقاء بين الحريري وباسيل، من دون أن ينسى الحريري تمرير رسالته المعبرة بأن التفاهم سيكون مع رئيس الجمهورية وتأييد باسيل لذلك.

المصادر أكدت أن مسعى الوساطة بين الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون، وكذلك بين الحريري وباسيل، يتولاه رئيس مجلس النواب نبيه بري على قاعدة فتح الطريق لحفظ التوازنات الطائفية والنيابية والسياسية في خلفية التأليف من دون التخلّي عن شعار حكومة اختصاصيين. فيما كان الموقف الذي عبر عنه رئيس الكتلة القومية النائب أسعد حردان، يدعو لتسريع ولادة الحكومة، والتزامها بأولوية الأمن الاجتماعي.

حول شكل الحكومة تحدّث رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد داعياً الرئيس المكلّف لاعتماد صيغة حقيبة لكل وزير بما يعني حكومة بين 22 و24 وزيراً تتمثل فيها الكتل النيابية بتفاهم جامع.

السيناريو المتوقّع وفقاً للمصادر يتحدّث أصحابه عن زيارة مرتقبة اليوم للرئيس الحريري الى قصر بعبدا، يتمّ خلالها تثبيت عدد الوزراء المرجّح عند عشرين وزيراً، ورسم خريطة لتوزيع الحقائب على الطوائف، واحتساب حصة رئيس الجمهورية والحقائب التي سيتولاها الوزراء الذين سيقوم بتسميتهم، على ان يواصل الحريري مباحثاته مع الكتل للحصول على لوائح ترشيح يختار منها بالتشاور مع رئيس الجمهورية.

المصادر قالت إنه بمستطاع الرئيس الحريري إذا لم يكن راغباً تلقائياً بتأجيل الاستحقاق المرتبط بولادة الحكومة لما بعد الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة، أن ينتهي من التأليف منتصف الأسبوع المقبل لتبصر النور الخميس أو الجمعة المقبلين.

 

لقاء الحريري – باسيل

وانسحبت إيجابيات التكليف على الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها الرئيس المكلف سعد الحريري في ساحة النجمة، مع حضور رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل شخصياً إلى البرلمان على رأس التكتل ومواقفه التي اتّسمت بالليونة ووعود التسهيل، فيما قابله الحريري بضمانة بأنه لن يتعامل بكيديّة وباستهداف الآخرين بل بروح تعاون لتأليف حكومة جديدة تنقذ لبنان.

وكشفت مصادر مشاركة في لقاء الحريري – باسيل لـ”البناء” أن “اللقاء كان إيجابياً وجيداً بعكس ما توقع البعض، وتخلله بعض المزاح والوعود والضمانات المتبادلة.

وقدّم باسيل، بحسب المصادر، وعوداً للرئيس المكلف بأن التكتل سيكون مسهلاً لتأليف الحكومة وسيتعامل بإيجابية، لكن رئيس التيار الوطني الحر طالب الرئيس المكلف باعتماد معايير موحّدة للتأليف بشكل لا يشعر أي طرف بأنه مستهدَف، فيما أكد الحريري لباسيل ووفد التكتل بأن هدفه من العودة إلى رئاسة الحكومة خلال الأشهر الستة المقبلة العمل لإنقاذ البلد وليس بعقلية كيدية أو استهداف أي طرف. وأكد الحريري للكتل النيابية أنه سيعمل 24 ساعة لمعالجة الأزمات وإنجاز الإصلاحات بالتعاون مع المجلس النيابي.

حكومة تكنوسياسيّة عشرينيّة

وأكدت مصادر متابعة للملف الحكومي لـ”البناء” أن الرئيس المكلف بات يملك تصوراً أولياً للحكومة وسيطلع عليه رئيس الجمهورية خلال الساعات المقبلة، وكذلك على حصيلة مشاوراته في مجلس النواب، كاشفة أن الاتجاه الأغلب هو لحكومة تكنوسياسيّة عشرينية من اختصاصيين من أصحاب الكفاءة والخبرة تسميهم الكتل النيابية بالاتفاق مع الرئيس المكلف، وهذا ما يسعى إليه الرئيس نبيه بري كحل وسطيٍّ بين صيغة الحريري من جهة وطرح رئيس الجمهورية والتيار الحر وحزب الله ومعظم الكتل النيابية من جهة ثانية، مضيفة أن الحريري وبعد استشارات اليوم بات شبه مقتنع من أن صيغته تشكيل حكومة اختصاصيين مصغرة لا محل لها في أرض الواقع، لافتة إلى أن اللقاء بين الرئيسين بري وميشال عون والرئيس المكلف في بعبدا أشار إلى هذا الأمر. فالرئيس عون قال للحريري ما سبق وقاله للسفير مصطفى أديب بأن يتشاور مع الكتل النيابية، كما نصح الرئيس بري الحريري بحكومة تكنوسياسيّة تمثل معظم الكتل النيابية في البرلمان لضمان نيلها الثقة وكذلك فعل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة بنصيحة الحريريّ بعدم الذهاب إلى حكومة مصغّرة.

ورجّحت المعلومات أن يزور الرئيس المكلف قصر بعبدا اليوم، وهو يملك تصوّراً لحكومة مصغرة، ولكنّه قد يُضطرّ الى رفع عددها الى 20 وزيراً وليس أكثر.

الحريري: سأنجز كل إصلاح

وتحدّث الحريري عقب انتهاء الاستشارات عن إيجابية اللقاءات التي عقدها مع الكتل النيابية، مشيراً إلى أنها الخطوة الأولى، “حيث قمت بالاستشارات مع معظم الكتل، وسألتقي فخامة الرئيس بأسرع وقت ممكن، لكي أتناقش وأتشاور معه بما حصل، كما سأتشاور توصلاً إلى تشكيل الحكومة”.

وأشار الى ضرورة الإسراع بتأليف حكومة اختصاصيين، “لكي نقوم بالعمل السريع بحسب الورقة الإصلاحية الفرنسية، والتي هي بالفعل إصلاحات كان يفترض بنا القيام بها منذ زمن، لكننا سنقوم بها اليوم. ولسوء الحظ، فإن كل هذا التأخير أوصلنا إلى هنا”.

وأضاف: “علينا أن نقوم بواجبنا على صعيد الإصلاحات التي توافقنا عليها في قصر الصنوبر، والطريقة الوحيدة لذلك هي الإسراع بتشكيل حكومة تستطيع أن تعمل على إنجاز كل هذه الإصلاحات وعلى برنامج صندوق النقد الدولي. ومن هذا المنطلق نكون قد أوصلنا البلد إلى وقف الانهيار ونعمل في الوقت نفسه على إعادة إعمار بيروت”.

درغام: ننتظر الحريري

في المقابل أكد عضو تكتل لبنان القوي النائب أسعد ضرغام لـ”البناء” أننا مستعدّون ومنفتحون للتعاون مع الرئيس المكلف لتسهيل تأليف الحكومة استناداً إلى وحدة المعايير، لكن لم نبحث بتفاصيل الحكومة لجهة شكلها والحقائب. وهذا أمر متروك للرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية، مشيراً إلى أن التكتل لم يطلب شيئاً من الرئيس المكلف.

وعن تمسّك الحريري بتأليف حكومة اختصاصيين فيما يرفض ذلك التيار الوطني الحر، لاعتبار أن الحريري هو السياسي الأول وليس اختصاصياً، أوضح ضرغام أننا سننتظر ما سيعرضه الرئيس المكلف خلال المشاورات ووفق أي أسس ومعايير سيختار الوزراء الاختصاصيين وهل ستنطبق على كل الأطراف؟

المشهد ضبابيّ

وتخالف مصادر سياسية الأجواء التفاؤلية السائدة مشيرة لـ”البناء” إلى أن العبرة في مفاوضات الكواليس وفي التنفيذ، مضيفة أن المشهد لا يزال ضبابياً رغم بعض المؤشرات الإيجابية التي تلوح في المنطقة، مشيرة إلى قرار العقوبات الأخير، وتساءلت: هل سيغير الحريري أداءه وسياسته باتجاه أكثر استقلالية وتحرراً أم سيبقى في فلك الضغوط والشروط الأميركية – السعودية؟ وهل سيتعامل بجدية مع المشروع الإصلاحي الذي يحتاجه لبنان للنهوض بالاقتصاد؟ موضحة أن المطلوب مشروع إصلاحيّ جديّ وليس مستورداً من الخارج عبر الأداة التنفيذيّة للسياسات الأميركية الدولية أي صندوق النقد الدولي، بل إن المشروع الحقيقيّ هو ما يتلاءم والواقع الاقتصادي المالي الاجتماعي اللبناني.

خواجه: لالتقاط الفرصة الخارجيّة

وبحسب مصادر مطلعة على موقف عين التينة فإن الرئيس بري لعب دوراً أساسياً في ترطيب الأجواء بين عون وباسيل من جهة والحريري، من جهة أخرى مهّد للقاء رئيسي التيارين البرتقالي والأزرق في استشارات اليوم على أن يستمرّ رئيس المجلس في لعب هذا الدور حتى تأليف الحكومة.

ولفت عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجه لـ”البناء” إلى أن “لقاءات الأمس في مجلس النواب بروتوكوليّة لم تدخل في تفاصيل الحكومة وتمّ الحديث في العناوين العريضة كضرورة الإسراع بتأليف حكومة منتجة وفاعلة في ظل الظروف الصعبة”. وأكد أن “موقفنا من تسمية الحريري ليس جديداً فمنذ استقالته في تشرين من العام الماضي ونحن ندعو ونحث الحريري على تأليف حكومة نظراً لقوته التمثيلية والثقة الخارجيّة به، فكيف الآن وهو المرشح الوحيد وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان”.

وأكد خواجة أن “العوامل الخارجية مساعدة لتأليف حكومة وعلى الجميع التقاط الفرصة ووضع الخلافات الشخصية جانباً وتذليل العقد الداخلية والاتفاق على حكومة لإنقاذ البلد من أزماته”، وحذر خواجة من أن الوضع لم يعد يحتمل أي تأخير في ظل تفاقم الأزمات في مختلف القطاعات المالية والاقتصادية والصحية والمعيشية، ودعا إلى تعاون الجميع لتشكيل حكومة فاعلة منتجة من أصحاب الاختصاصات والكفاءة وهؤلاء موجودون بكثرة في المجتمع اللبناني”، مشيراً إلى ضرورة وجود حكومة لمواجهة كل هذه التحديات لا سيما خطر وباء كورونا مع التحذيرات عن موجات جديدة ونفاد مخزون الادوية وانهيار النظام الصحي وأزمة الودائع والقطاع المصرفي الذي أصبح خارج الخدمة وفقد وظائفه وتحوّل إلى مركز للصيارفة”.

وقائع الاستشارات

وكانت الاستشارات غير المُلزمة انطلقت بعد ظهر أمس، الذي جال على المجلس متفقداً إياه بعيد تفجير الرابع من آب مطلعاً على أعمال الترميم والتصليحات التي شملت داخل المجلس وخارجه.

وكان لافتاً ترؤس باسيل وفد تكتل “لبنان القوي” للقاء الرئيس المكلّف وهو اللقاء المباشر الأول بينهما منذ استقالة الحريري العام الماضي، بعدما كانت المعلومات رجّحت الا يكون باسيل في عداد الوفد بسبب تأزّم العلاقة بينه وبين الحريري.

ولفت باسيل بعد اللقاء الى أننا “لم نطرح أيّ مطلب أو شرط سوى معايير واحدة ومحدّدة للجميع، لأنّ ذلك يسرّع ويسهّل تشكيل الحكومة ونطالب بأن تكون تكنو – سياسيّة بمعنى أن تكون ذات دعم سياسي، والأهم أن يكون الوزراء ذوي اختصاص وخبرة وننتظر ما سيقرره الرئيس عون والحريري كي نقرر كيف سيتعاطى مع التأليف مع الاستعداد للتسهيل”.

نصيحة رعد للحريري

من جهته، كشف رعد “أننا قطعنا مسافة من التوافق على صعيد دور الحكومة، وأكدنا على أولويات تتعلق بالمرحلة خصوصاً بعد ارتفاع أعداد الإصابات بكورونا، في الوقت الذي ينبغي أن نعزّز القطاع الصحي”.

أضاف: “تحدّثنا في أمور إصلاحية تتصل بالإدارة والقضاء واجهزة الرقابة وبتصحيح الوضع المالي والمصرفي وكل هذه الأمور مندرجة في المبادرة التي ألزمنا انفسنا بالموافقة على 90 بالمئة منها”، مشيراً الى انه “في الشق المتعلق ببنية الحكومة أكدنا ضرورة التوجه للتفاهم مع كل الكتل في البلد لتحصين الحكومة وحماية دورها وبهدف السرعة في تنفيذ مقرراتها ولتوفير جو من الثقة العامة”. وأكد رعد أن “الامر الذي نصحنا به هو اعتماد منهجية ان يكون لكل وزير حقيبة واحدة كي يكون قادراً على حل المشاكل، وبأن لا يذهب الى الحكومة المصغرة على أن يكون حجمها بين 22 او 24 وزيراً، وقد أبدينا استعدادنا للتعاون”.

حردان

كما التقى الرئيس المكلف “الكتلة القومية الاجتماعية” التي تحدّث باسمها النائب أسعد حردان، فقال: “بالتداول مع دولة الرئيس خصوصاً في إطار الاستشارات غير الملزمة يصبح هناك تداول لرؤيته للمرحلة وكيف ينظر الى المستقبل. نحن لدينا وجهة نظر قدّمناها لدولة الرئيس حول موضوعين أساسيين هما: الإصلاحات وهو الشعار المرفوع، والأمن الاجتماعي الذي يهم كل مواطن في كل بيت. لذلك تكلّمنا في كل المواضيع: الكهرباء، والمياه والمحروقات، وأبدى دولة الرئيس وجهة نظره لمعالجة هذه الأمور على المديين المتوسط والطويل”، أضاف: “طالبنا بحكومة في أقصى سرعة لتشكل مرجعية، إذ إنها السلطة الإجرائية، ونعلّق آمالاً على هذا الموضوع. وتمنينا أن يشكل حكومته بأقصى سرعة”.

انخفاض سعر الدولار

وانعكست الأجواء السياسيّة والحكوميّة الإيجابية على سعر الصرف، فواصل سعر صرف الدولار انخفاضه التدريجي، وتراوح أمس في السوق السوداء بين 6800 ليرة لبنانية للشراء و6900 للمبيع.

دعوة بومبيو للعالم

في غضون ذلك، وبعد إعلان وزارة الخزانة الأميركية أمس الأول، فرض سلسلة من العقوبات على حزب الله وإيران. وتحديداً على قياديين اثنين في الحزب هما نبيل قاووق وحسن البغدادي. دعا وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في ذكرى مقتل جنود أميركيين في بيروت، دعا العالم لتصنيف حزب الله منظمة إرهابية.

وتربط مصادر مطلعة لـ”البناء” بين العقوبات على قاووق والبغدادي وعملية حكومة جديدة في لبنان، مشيرة إلى أن العقوبات وحديث بومبيو رسالة تذكير المعنيين بتشكيل الحكومة بموقف أميركا الرافض لوجود حزب الله بشكل مباشر أو غير مباشر في الحكومة، مضيفة أن واشنطن تسعى في كل حدث وطني وعند تضافر الجهود اللبنانية ضمنها حزب الله، إلى توجيه رسالة إما للتذكير أو التأثير. معتبرة أن أميركا تحاول قدر الإمكان اختراق المبادرة الفرنسية والتأثير على الحريري لتقليص حجم تمثيل حزب الله وحليفه التيار الوطني في الحكومة، لكن من دون أن تنسف التسوية وبالتالي دفع الحريري الى الاعتذار.

أزمة مستشفيات

على صعيد آخر، وبعد أزمة الدواء لاحت بوادر أزمة حادة في قطاع المستشفيات بسبب تعاميم مصرف لبنان التي فرضت على المستوردين تسديد ثمن المستلزمات والأدوية نقداً. وقد أصدر المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت والمركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية – مستشفى رزق ومستشفى القديس جاورجيوس الجامعي ومستشفى سيدة المعونات الجامعي ومستشفى أوتيل ديو الجامعي ومستشفى جبل لبنان الجامعي بياناً أعلنوا فيه الاعتذار “عن استقبال المرضى وعدم قدرتها على متابعة توفير الخدمات الطبية العلاجية والجراحية خلال الفترة المقبلة، لا سيما في ظل النقص المستمرّ في مخزونها من المستلزمات والأدوية وفي ظل عدم توفر العديد من المستلزمات الجراحية والأدوية التي تطلب عادة لكل حالة بمفردها”.

وسرعان ما أعلن مصرف لبنان في بيان ان “الاوراق النقدية مؤمنة وستقوم المصارف المعنية بتأمينها للمستشفيات لتسديد كلفة المستلزمات الطبية المطلوبة”، مشيراً الى أن “هذا القرار تمّ الاتفاق عليه بين جمعية المصارف ومصرف لبنان، فكل الحاجات مؤمنة ولا ضرورة لأي تردّد في تقديم كل الخدمات الطبية التي يحتاجها اللبنانيون”.

بدورها أعلنت جمعية مصارف لبنان في بيان أن “المصارف على استعداد لتوفير السيولة النقدية بالليرة اللبنانية للمستشفيات مقابل الشيكات والبطاقات، وهي تتمنّى على جميع المستشفيات الاستمرار في تأدية خدماتها كافة لجميع المواطنين”.

 

 

***************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

“انفتاح”على رؤوس الأصابع والحريري يستعجل التأليف

 

اذا كان لحصيلة يوم الاستشارات النيابية غير الملزمة التي اجراها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري، امس في مجلس النواب، ان ترسم المعالم الأولية لمسار انطلاق عملية تأليف الحكومة، فيمكن القول انها بالتصريحات والشكليات على الأقل، اتسمت ببدايات حذرة لتبديل المناخ المشدود، وهو ما أظهره معظم المعنيين، كما معظم الكتل النيابية، في الحرص على تبديد الأجواء التشاؤمية الضاغطة في البلاد. واذا كانت التصريحات والشكليات والصور الباسمة لا تكفي حتما للتكهن بمسار مسهل في تأليف الحكومة، فان ذلك لا يحجب في المقابل الأثر الإيجابي الذي اعقب تكليف الحريري والرهانات المعقودة على تأليف سريع لحكومة اختصاصيين ذات صفة انقاذية بدليل التراجع الملحوظ المطرد في سعر صرف الدولار في السوق السوداء الذي سجل قفزة تراجعية بارزة امس الى ما دون سقف الـ 7 الاف ليرة وراوح ما بين 6800  و6900  ليرة . ولعل العامل اللافت الذي برز بعد 24 ساعة فقط من تكليف الحريري وإنجاز الاستشارات النيابية للتأليف امس في مجلس النواب، تمثل في عزم الحريري على استعجال الزخم الذي ينبغي ان يرافق تكليفه بحيث يبدو وفق المعلومات التي توافرت لـ”النهار ” ان الرئيس المكلف سيسرع خطوات التأليف بمنحى مخالف لكل تجارب التأليف السابقة بما يعكس انه قد يكون انجز وضع تصوره لمسودة حكومة الاختصاصيين التي عاود التشديد امس على عزمه تشكيلها. ولم يكن ادل على اعتزام الحريري عدم التأخير في تأليف الحكومة من إعلانه مساء عقب انتهاء الاستشارات في ساحة النجمة انه سيزور قريبا رئيس الجمهورية ميشال عون للتشاور في نتائج الاستشارات التي اجراها.  اما العامل الاخر الذي اكتسب دلالات مهمة فبرز في تشدد الحريري في تكرار تعهداته المتصلة بالتزام الإصلاحات الواردة في المبادرة الفرنسية بحذافيرها. وهو وإذ وصف لقاءاته بالكتل والنواب بانها “كانت إيجابية” وجرى خلالها التركيز على الإصلاحات دعا الى “التعامل مع هذه الفرصة بإيجابية بحيث نضع خلافاتنا جانبا”. وشدد مجددا على انه سيشكل حكومة اختصاصيين “تقوم بالعمل وفق الورقة الإصلاحية الفرنسية”. وبعدما استعرض الوضع الاقتصادي المتدهور في جميع القطاعات تعهد الا يحيد عن أي اصلاح مذكور في الورقة الفرنسية قائلا “وعدي لكم لن ازيح عن الإصلاحات الواردة في الورقة الفرنسية”.

 

 مسار سريع

عمليا ستنطلق في الساعات  المقبلة المشاورات التي سيشرع فيها الحريري وسط معطيات تشير الى ان إنجازه للتركيبة الحكومية التي اعد تصورها سيكون سريعا الى حد توقع قيام الحريري اليوم السبت بزيارته الأولى بعد الاستشارات النيابية التي اجراها أمس للرئيس عون والشروع في تداول الأفكار والتصورات التي كونها الحريري حيال الحكومة الجديدة. وإذ يبدو واضحا ان الحريري يعتمد دينامية سريعة واستثنائية لتشكيل الحكومة ستبدأ مسألة اختبار النيات تطرح على المحك مع اثارة الاستحقاق المتصل بنقطتين أساسيتين يبدو انهما طرحتا امس في عدد من اللقاءات التي اجراها الحريري مع الكتل: موضوع حجم الحكومة التي يميل الحريري الى ان تكون مصغرة وربما من 14 وزيرا فيما يرجح ان يلقى ذلك معارضة رئيس الجمهورية الذي يفضّل تركيبة من 24 وزيرا على غرار حليفه “حزب الله “وأخرين. وموضوع تسمية الوزراء وكيف ستكون آلية التوافق على تعيينهم وتوزيع الحقائب بين الرئيس المكلف والكتل النيابية في وقت يتمسك الحريري بتركيبة اختصاصيين.

هذا الاستحقاق سينطلق عمليا في الساعات المقبلة. وقد سلطت الأضواء امس على اللقاء الأول منذ استقالة الحريري قبل عام الذي جمعه ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل على رأس وفد “تكتل لبنان القوي” والذي وصفته الأوساط القريبة من باسيل بانه كان وديا، فيما وصفه باسيل نفسه علنا بانه تناول حديثا “منفتحا ومسؤولا ما يؤكد الا مشكلة شخصية ابدا”. وقال “نحن إيجابيون الى اقصى الحدود وهمنا تشكيل الحكومة بأسرع وقت”، لافتا الى ان “لا شروط لدينا سوى معايير واحدة للجميع ونطالب بان تكون الحكومة تكنوسياسية وننتظر ما سيقرره الرئيس عون والرئيس الحريري”. وإذ برز شبه اجماع نيابي على المطالبة بتسريع تشكيل الحكومة شددت “كتلة الوفاء للمقاومة” على “ضرورة التفاهم مع كل الكتل لسرعة تنفيذ القرارات” ونصحت بان يكون لكل وزير حقيبة “والا نذهب الى حكومة مصغرة بل ان تكون من حوالي 24 وزيرا”.  وفي المقابل حضت كتلة “اللقاء الديموقراطي” على تشكيل حكومة اختصاصيين داعية “البعض الى عدم عرقلة تأليف الحكومة”. اما كتلة “الجمهورية القوية” فأعلنت انها لا تطلب شيئا وشددت على حكومة مستقلين اختصاصيين ونبهت الى محاذير متاهة توزيع الحقائب على الافرقاء السياسيين .

************************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

خطّة فرنسية بديلة للدعم تحسّباً لعرقلة “النقد الدولي”

توافُق على “حكومة اختصاصيين” وباسيل وحده: “تكنو – سياسية”

 

“المراسم البروتوكولية” لعملية التكليف انتهت فعادت القوى السياسية إلى جبهاتها بعد الاستشارات غير الملزمة، منتظرة “على كوع التأليف” خطوة الحريري المقبلة لتشكيل حكومته بزيارةٍ يقوم بها إلى قصر بعبدا اليوم لوضع رئيس الجمهورية في أجواء الاستشارات ومناقشة شكل الحكومة وحجمها، بعدما حصل شبه اجماعٍ من القوى الأساسية على حكومة “اختصاصيين من غير الحزبيين”، وهذه الوصفة وفق رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد “باتت وراءنا”، و”أمامنا” الآن أن نناقش دور الحكومة وعدد الوزراء.

 

ويعني التوافق على حكومة “اختصاصيين” سقوط سعي النائب جبران باسيل للعودة إلى الكرسي الوزاري من بوابة “أنا والحريري جوا… أنا والحريري برا”، فدعا الى دعم الحكومة سياسياً معلّقاً بعد لقائه الأول بالحريري بأنّ “الحكومة انتقلت اليوم الى جبهة لتكون حكومة سياسيين، ونحن نطالب بأن تكون تكنو – سياسية، بمعنى ان يكون لها الدعم السياسي”، فيما لم تغب مؤشّرات المحاصصة عن خطابه عبر مطالبته باعتماد “معايير واضحة وموحّدة لكلّ الاطراف والمكونات”.

 

الأجواء الايجابية التي سادت الاستشارات ترجمها الحريري في كلمته مشيراً إلى ضرورة “القيام بالإصلاحات في أسرع وقت ممكن، مضيفاً: “هناك انهيار في البلد، واللبنانيون باتوا في موقع آخر، وعلينا التعامل مع هذه الفرصة بوضع خلافاتنا السياسية جانباً واعتماد الإيجابية في السلوك لاستعادة الثقة بين المواطن والدولة وبين الدولة والمجتمع الدولي”.

 

وعلمت “نداء الوطن” ان الحريري يعوّل على خطة فرنسية بديلة تحسّباً لأي تعقيدات داخلية تواجهها حكومته المقبلة يسبّبها شركاؤه، وفي مقدّمهم “حزب الله”، لناحية رفض الأخير التعاون مع صندوق النقد الدولي لإخراج البلد اقتصادياً من عنق الزجاجة، أو تجنباً لأي تعقيدات خارجية وتحديداً أميركية كطرح “ترسيم الحدود” كشرطٍ أو ثمنٍ أساسي يدفعه لبنان للحصول على المساعدات أو التفاوض مع صندوق النقد. وتقضي الخطة البديلة هذه بتأمين فرنسا ملياري دولار لحكومة الحريري كجزءٍ من مساعدات “سيدر” تُدرج تحت خانة “المساعدة على إعادة إعمار بيروت ومنع انهيار لبنان اقتصادياً” مقابل تطبيق حدّ أدنى من الاصلاحات كالكهرباء مثلاً.

 

وكرّر مصدر فرنسي رفيع لـ”نداء الوطن” التزام فرنسا بمبادرتها الانقاذية شرط تشكيل حكومة تأخذ على عاتقها تطبيق الاصلاحات فوراً. وشدّد المصدر على وجوب تمتّع وزراء الحكومة المقبلة بالنزاهة والكفاءة. ومن المتوقع عقد مؤتمر early recovery في باريس الشهر المقبل لإعادة اعمار لبنان وتأمين المساعدات الانسانية له.

 

وباكراً بدا ان الدعم الأميركي لعودة الحريري لإدارة دفة الحكومة ليس مطلقاً. وفسّرت مصادر دبلوماسية غربية العقوبات المتلاحقة بحقّ عناصر من “حزب الله” ورصد أموال إضافية لمن يدلي بمعلومات عنهم، بأنّها في توقيتها رسالة صارخة الى الحريري بعدم إشراك “حزب الله” مباشرةً أو مواربةً في حكومته تحت ستار “الاختصاصيين”.

 

 

************************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

لقاء قريب بين عون والحريري.. و”المسودة” خلال ايام

 

مع انتهاء الاستشارات النيابية غير الملزمة التي اجراها الرئيس المكلّف سعد الحريري في المجلس النيابي أمس، يدخل تأليف الحكومة مرحلة السباق بين التسهيل والتعطيل. هذا السباق، سيضع القوى السياسية على اختلافها امام لحظة الاختيار لواحد من الأمرين، اللذين لكلّ منهما ارتداداته على مجمل الوضع الداخلي.

نظرياً، تُظهر المواقف المعلنة من غير اتجاه سياسي، انّ تأليف الحكومة يحتل صفة الإستعجال لديها، للدخول في أسرع وقت ممكن في مرحلة الإستثمار الحقيقي للفرصة المتاحة عبر المبادرة الفرنسية، والشروع في تنفيذ مندرجاتها الإصلاحية والإنقاذية.

التجارب لا تشجّع

إلاّ أنّ التجارب اللبنانيّة وبشهادة الداخل والخارج في آن معاً، لا تشجّع، بل تشهد على أنّ السمة السياسية العامة، كانت فقدان الصدقيّة، وأنّ كل ما كان يُقال قلّما كان يقترن بما يترجمه من خطوات واجراءات علاجية جدّية، بل كان يضيع في سوق المزايدات، وخلف متاريس المكايدات والتناقضات وتضارب المصالح السياسية التي حكمت لبنان على مدى سنوات طويلة، واوصلته الى ازمته المستعصية.

 

اسئلة؟

واذا كان تكليف الرئيس سعد الحريري قد تجاوز حقل الألغام السياسية التي زُرعت في طريقه، فإنّ الندوب والتفسّخات والتهشّمات التي خلّفها في الجسم السياسي، تُطرح امام فريق التأليف وكلّ المكونات السياسية: كيف سيتمّ تجاوزها، وكيف لتأليف الحكومة أن يعبر من خلالها؟ وهل ثمة من الاطراف السياسية من سيسعى الى ابقائها على تورّمها، بما يشكّل عامل تعطيل للتأليف؟ وهل ستبرز إرادة مشتركة لتنفيسها بما يشكّل عامل تسهيل لهذا التأليف فتولد الحكومة في القريب العاجل؟

 

تدوير زوايا

القراءات السياسية لمرحلة ما بعد التكليف، تتقاطع عند اعتبار أنّ الوضع المضطرب سياسياً كما هو سائد حالياً، لا يبشّر استمراره بالذهاب الى تأليف سلس للحكومة، رغم الحاجة الماسة اليها.

وتعطي هذه القراءات لكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، الدور الاساس في فكفكة الالغام السياسيّة. وهذا يتطلب جهداً مضاعفاً ونوعيًّا من كليهما لتدوير زوايا التناقضات السياسية وتنفيس احتقاناتها وتضييق الفجوات بين بعض الأطراف، وذلك حتى لا تتورّم أكثر وتسدّ معبر تأليف حكومة، يُراد لها أن تقوم على أرض صلبة وبالحدّ الأعلى من التحصين والتفاهم الداخلي.

 

الوضع قابل للتبريد

إلاّ انّ هذا الوضع وعلى صعوبته، وكما يؤكّد مرجع سياسي لـ”الجمهورية”، ليس عصياً على امكان تبريده، فمرحلة ما قبل التكليف كانت مرحلة انفعالات، ولكل طرف اسبابه، أما ما بعد إتمام التكليف، فصرنا أمام لحظة الحقيقة وأمر واقع جديد، صار الجميع محكومين بالتعاطي معه، خارج اطار انفعالات ما قبل التكليف.

وقال المرجع: “لنكن صريحين، كل الاطراف محشورون، وهوامش المناورات صارت في اضيق حدودها لدى كل الاطراف من دون استثناء اي منها، خصوصا أنّ هذه الاطراف لا يملك أيّ منها مفتاحاً للحل، وبالتالي مهما ارتفعت الاصوات والاعتراضات ومهما علت النبرات، ستصطدم بحقيقة أنّ أحداً لا يستطيع أن يهرب من الفرصة الإنقاذية التي توفّرها المبادرة الفرنسية، والكلّ مدركون أنّ لا مصلحة في تأخير ولادة الحكومة، وأنّ اللبنانيين متعلقون بهذه الفرصة، وضياعها معناه انتقال لبنان الى وضع كارثي، فهل هذا هو المطلوب”.

ويلفت المرجع المذكور الى ما يصفها بـ”بارقة أمل” تلوح في أجواء الرئيسين عون والحريري، “فكلاهما متمسّكان بتلك الفرصة، واجواؤهما تعكس رغبة مشتركة في التعاون الى أبعد الحدود، وصولاً الى الاتفاق على صيغة حكومية تعبّر عن تطلعات اللبنانيين بالإنقاذ والإصلاح”.

 

رغبة في التعاون

وبحسب معلومات “الجمهورية”، فإنّ هذا التعاون بين عون والحريري جرى التأكيد عليه في “اللقاء الثلاثي” الذي عُقد بعد استشارات التكليف في القصر الجمهوري بين الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري. والذي وصفت اجواؤه بالمريحة جدًا.

وتشير المعلومات، الى انّ رئيس المجلس، سمع من الرئيسين عون والحريري “كلاماً دافئاً جداً من كليهما تجاه بعضهما البعض، واظهرا الرغبة الجدّية بالتعاون بينهما، وهذا ما شجّعه على أن يدلي بتصريح مقتضب بهذا المعنى على باب القصر الجمهوري”.

وبحسب المعلومات، فإنّ الاولويّة لدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، هو ان تُشكّل الحكومة الجديدة في وقت قياسي، وهو في هذا الاتجاه سيشكّل في المقابل عاملاً مساعداً الى اقصى الحدود للولادة الحكومية السريعة، وفي الوقت نفسه عاملاً مساعداً على تبريد الاجواء المتوترة على خط الرئيس سعد الحريري والنائب جبران باسيل ومن خلفهما تيار “المستقبل” و”التيار الوطني الحر”. فهذا التبريد إن حصل، من شأنه ان يشكّل قوة دفع الى مزيد من الايجابية وبالتالي الى مزيد من الاستقرار المطلوب في الزمن الحكومي الجديد.

هذا الجو، وكما تقول مصادر معنية بالملف الحكومي لـ”الجمهورية”، “يمكن البناء عليه لإنجاز الحكومة في اقرب وقت ممكن خلافاً للاجواء السابقة لتكليف الحريري، والتي أوحت بأنّ معركة التأليف ستكون حامية الوطيس بين عون وفريقه من جهة، وبين الحريري وفريقه من جهة ثانية”.

 

حكومة 14

وعلمت “الجمهورية”، انّ تفاهماً شبه نهائي أمكن التوصل إليه بين الجهات المعنيّة بالتأليف، على تشكيل حكومة مصغّرة من 14 وزيراً. مع الاشارة الى مطالبات نيابية بحكومة اكثر تمثيلاً، ويبرز هنا ما اكّدت عليه “كتلة الوفاء للمقاومة” للرئيس الحريري، بضرورة الذهاب الى حكومة من 24 وزيراً لكل وزير حقيبة فيها.

واكّدت المعلومات انّ التفاهم محسوم بين طرفي التأليف، اي عون والحريري لتأليف الحكومة وفق منطوق الدستور بالتعاون والتشاور بينهما. ولا خلاف على الاطلاق على مواصفاتها التي سبق وحدّدها الحريري بحكومة اختصاصيين من غير الحزبيين.

 

كيف سيتمّ الاختيار؟

وبحسب المعلومات، فإنّ “التفاهم على حكومة الاختصاصيين اللاسياسية، لا يعني أن تُشكّل الحكومة كيفما كان، بل هو يضع فريق التأليف أمام تحدّي الاختيار السليم لوزراء هذه الحكومة. اذ أنّ المطلوب هو حسن الاختيار، ذلك انّ سوء الاختيار ستكون نتيجته الحتمية الفشل والتداعيات السلبية التي لا يحتملها الوضع اللبناني”.

وعلى ما تقول مصادر المعلومات، فإنّ “المطلوب ليس اختيار وزراء من حَمَلة الشهادات فقط، اذ لا يعني ان من يحمل شهادة يكون بالضرورة ناجحاً، وتتوفر فيه مواصفات القيادة والادارة الحكيمة المطلوبة في هذه المرحلة الدقيقة. بل المطلوب الى جانب تلك الشهادات، وحتى لا نقع بمثل ما وقعت به الحكومة السابقة، هو اختيار شخصيات على مستوى عالٍ من الخبرة العمليّة، تشكّل رسالة ايجابية الى الداخل اللبناني، كما الى المجتمع الدولي، وتؤكّد المضي نحو تشكيل حكومة توحي بالثقة، من اهل الخبرة والاختصاص، بما يخلق مناخاً ايجابياً مريحاً على مستوى الداخل، وتفتح الباب لتدفق المساعدات الخارجية واعادة استثمار المال في لبنان على كل المستويات”.

وعلمت “الجمهورية”، أنّ التفاهم بات شبه محسوم، على ان يتمّ اختيار الاصلح والذي تتوفر فيه المواصفات المطلوبة، واهمها الخبرة الاقتصادية والمالية للتوزير في الحكومة الجديدة، لأنّ المتطلبات والتحدّيات كبيرة جداً.

 

لا خلاف على التسمية

كما علمت “الجمهوريّة”، انّه ومن باب التعجيل في تشكيل الحكومة وعدم وضع اي مطبات من اي نوع امام هذه الولادة، فقد تمّ تجاوز مسألة تسمية الوزراء، حيث اكّدت مصادر موثوقة لـ”الجمهورية”، أنّ هذه المسألة لم تعد تشكّل عقدة لدى الحريري او لدى اطراف اخرى، وخصوصاً بالنسبة الى الوزراء الشيعة في الحكومة، التي كانت العائق الاساس امام تأليف حكومة مصطفى اديب.

ولفتت المصادر، الى انّه حيال تسمية الوزراء الشيعة في حكومة الحريري، فإنّ الاجواء المحيطة بها، تؤكّد انّها لن تكون سبباً لاشكالية او لتجاذب حولها. واكّدت في هذا السياق، “انّه لن يكون هناك ايّ مشكل على الاطلاق في ما خصّ تسمية الوزراء، سواء اتت هذه التسمية من قِبل الرئيس الحريري أو من قِبل حركة “امل” و”حزب الله”، ذلك أنّ المطلوب فقط هو اختيار الاصلح وغير الحزبي بمعزل عمن يقترح الاسم”.

 

متى الحكومة؟

الى ذلك، وعلى الرغم من اجماع الاطراف السياسية والمعنية بملف التأليف على ولادة سريعة للحكومة، فليس في الإمكان تحديد سقف زمني لهذه الولادة، لأنّ التجارب اللبنانية السابقة اكّدت انّ المناخ الايجابي إن كان سائداً بالكامل، فلا يُبنى عليه، لأنّ الشياطين كانت تظهر في التفاصيل في آخر لحظة، فتعيد الامور الى نقطة الصفر. ولكن إنْ اكملت “الايجابية” ورغبة التعاون المتبادلة على خطي الرئاستين الاولى والثالثة بالشكل الذي هي عليه حالياً، فيمكن افتراض انّ الحكومة ستكون في غرفة الولادة في القريب العاجل.

 

عون

فرئيس الجمهورية، وعلى ما يؤكّد قريبون منه لـ”الجمهورية”، يدرك انّ لبنان لا يملك ترف الوقت وتضييع المزيد منه، وهو اكّد انفتاحه على كل ايجابية، وسيكون عاملاً مسهّلاً لتأليف حكومة معبّرة عمّا يطمح اليه اللبنانيون. تشرع فوراً في الخطوات الانقاذية التي تستدعيها الازمة المتفاقمة على كل المستويات.

 

الحريري

اما الرئيس الحريري، فيؤكّد المقرّبون منه لـ”الجمهورية” على الآتي:

– مصمّم على تأليف الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية.

لن يترك مجالاً لأي محاولة تعطيلية.

– انّ المرونة التي سيعتمدها في مرحلة تأليف الحكومة، ستكون المفتاح الذي من شأنه ان يحلّ اي عقدة يمكن ان تبرز في الطريق.

– انّه يسعى الى حكومة معبّرة عن واقع البلد، وتحت سقف المهمة الانقاذية التي حدّدتها المندرجات الاصلاحية للمبادرة الفرنسية، وبالتالي هو لن يقفل الباب امام احد، لذلك يريد لهذه الحكومة أن تكون محصّنة بالنسبة الأعلى من الثقة بها من المكونات السياسية وبالتأكيد النيابية، وهذا ما يشكّل لها حافزاً وقوة دفع في اتجاه انجاز مهمتها بالنجاح الاكيد.

– يعتبر انّه لا بدّ من انجاح هذه الفرصة، لأنّ فشلها يعني السقوط الكامل، وانهيار كل امل بالإنقاذ الذي ينشده كل اللبنانيين.

– لا يريد الحريري ان يربط ولادة حكومته بأيّ مواعيد او استحقاقات خارجية، فهذا الاستحقاق لبناني، ولبنان لا يحتمل تضييع اي دقيقة تأخير.

– لن يتأخر الحريري في وضع مسودّة للحكومة في وقت ليس بعيداً، والارجحية لحكومة مصغّرة. (ربما خلال الاسبوع المقبل، بعد زيارة قد يقوم بها الى القصر الجمهوري مطلع الاسبوع المقبل للتداول مع رئيس الجمهورية في القواعد والمعايير التي ستُعتمد في عملية التأليف).

 

استشارات

وكان الحريري قد اجرى استشاراته النيابية غير الملزمة‘ في لقاءات متتالية مع الكتل النيابية في مبنى المجلس النيابي في ساحة النجمة، كان البارز فيها اللقاء المباشر بين الحريري والنائب جبران باسيل، الذي حضر مشاركاً في الاستشارات مع الرئيس المكلّف، على رأس “تكتل لبنان القوي”، حيث اكّد “انّ لا خلاف شخصياً على الاطلاق مع الحريري”، مطالباً بحكومة تكنوسياسية، معلناً “اننا ايجابيون الى اقصى الحدود”، لافتاً الى “وجوب ان تكون هناك معايير محدّدة وموحّدة لكل الاطراف والمكونات، لأنّ اعتمادها يسهّل تشكيل الحكومة”.

وقد وصف اللقاء مع الحريري بأنّه ايجابي، وافيد بأنّ الحريري اكّد على أهمية الإصلاحات وتنفيذ ما ورد في المبادرة الفرنسية، معتبراً أنّها ستشكّل مع صندوق النقد الدولي نقطة أساسية في إستعادة الثقة الدولية.

كما افيد بأنّ الحريري توجّه الى باسيل خلال اللقاء قائلا: “كما تعاونا في السابق يمكننا ان نتعاون في المستقبل لإعادة النهوض بلبنان”.

بدوره، رحّب النائب باسيل بحديث الحريري عن الإصلاحات، مشدّداً على أهمية إعتماد معايير موحّدة في تأليف الحكومة.

وبعد انتهاء الاستشارات، قال الرئيس الحريري: “اللقاءات كانت كلها ايجابية، وكان التركيز على الاصلاحات”. مشيراً الى انّ الحكومة ستكون حكومة اختصاصيين من اجل العمل سريعاً بحسب الورقة الفرنسية”.

واكّد على وجوب ان نتعامل مع هذه الفرصة عبر وضع خلافاتنا السياسية جانباً. وقال: “علينا ان نكون ايجابيين لنستعيد الثقة بين المواطن والدولة وبين الدولة والمجتمع الدولي”.

ولفت الحريري الى انّه سيلتقي رئيس الجمهورية في اسرع وقت ممكن للتشاور في شأن تشكيل الحكومة.

 

ضرورات وتحدّيات

واذا كانت الآراء النيابية التي أُبديت في استشارات الرئيس المكلّف، لم تخرج عن المألوف، ولا سيما لناحية التمثيل في الحكومة، كما لم تخرج عن سياق التأكيد على حكومة سريعة تتصدّى للأزمة، الّا أنّها اقترنت في مكان آخر مع مجموعة ملاحظات، تتقاطع مع ما هو وارد في البرنامج الاصلاحي المحدّد في المبادرة الفرنسية، اكّد عليها خبراء اقتصاديون تحت عنوان الضرورات والتحدّيات التي يُفترض أن تشكّل برنامج عمل الحكومة الجديدة:

 

اولاً، ضرورة التوافق الداخلي بين المكونات السياسية على تشكيل الحكومة ضمن مهلة قياسية، والشرط الاساس الّا تكون هذه الحكومة صيغة مستنسخة عن النهج السابق. فتشكيل الحكومة بحدّ ذاته، يساهم بشيء من الإنفراج الداخلي حتى قبل ان تشرع الحكومة بتنفيذ برنامجها.

 

ثانياً، وضع مقاربة اكثر جدية وصرامة حول كيفية التعامل مع تفشي فيروس “كورونا”، لأنّ هذا الأمر ترك آثاراً كارثية على ما تبقى من نشاط اقتصادي.

 

ثالثاً، البدء فوراً بإصلاحات عميقة وليس اصلاحات شكلية وسطحية تلامس القشور ولا تمس الجوهر. على ان تطال بالدرجة الاولى القضاء وتأكيد استقلاليته، واستعجال تعيين الهيئات الناظمة للكهرباء والاتصالات والطيران المدني، وعدم تسييس التعيينات الذي يشكل مقتلا لها، ويندرج في هذا السياق الاصلاحي وضع القوانين المعطلة موضع التنفيذ الفوري، والتي تزيد عن 54 قانوناً، وخصوصاً انّ جانباً اساسياً منها مرتبط بالعملية الاصلاحية.

 

رابعاً، وضع خطة اقتصادية متكاملة، تحاكي ما يعانيه لبنان بصورة دقيقة وليس نظرياً، تُشعر اللبنانيين والمجتمع الدولي بأنّ هناك جهداً جدّياً لإصلاح الخلل في نظامنا الإقتصادي. وهذا يؤدي حتماً الى اعادة انعاش وتشجيع الاستثمار في لبنان وحماية صناعته المحلية.

 

خامساً، طمأنة المودعين جدّياً على ودائعهم، والشروع فوراً بإعادة تنظيم وهيكلة القطاع المصرفي، بدءًا من مصرف لبنان الى المصارف الخاصة، بعد الانهيار الذي اصاب القطاعين المالي والنقدي، وبعدما سقطت مقولة أنّ المصارف كانت تشكّل للمواطن اللبناني برّ الأمان لقرشه الابيض ليومه الاسود، فإذا بها تظهر على أنّها اكثر سواداً من اليوم الاسود.

 

سادساً، اعتماد سياسة صارمة لضبط المعابر ومنع التهريب، ووقف الهدر، ورادعة للمتلاعبين بالاسعار، ومافيا التلاعب بالدولار المتحكمة بالسوق السوداء.

 

سابعاً، استعداد الحكومة الجديدة للذهاب الى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، محصّنة من جهة بإجراءات اصلاحية لطالما نادى بها الصندوق والمجتمع الدولي، واكّد انّ حصول لبنان على اي تمويل امر صعب جداً ما لم تنجز الحكومة الإصلاحات المطلوبة والشروع بخطوات وإجراءات مالية ومصرفية، ومن جهة ثانية بتوافق داخلي على صندوق النقد الدولي وبرؤية واحدة وارقام دقيقة وواضحة، وليس على شاكلة فضيحة الاختلاف حول ارقام الخسائر التي سادت مع الحكومة السابقة. فذهاب الوفد اللبناني محصّناً الى المفاوضات مع صندوق النقد، يوفّر على لبنان ما قد يفرضه الصندوق من مطالب وضغوط.

 

استونيا والحزب

من جهة ثانية، فرضت حكومة إستونيا عقوبات على “حزب الله” بسبب ما سمّتها “أنشطته الإرهابية”، واصفةً إيّاها بالتهديد الكبير للأمن الدولي ولأمن استونيا.

وبحسب الخارجية الإستونية، فإنّ “القرار حظّر دخول البلاد على أعضاء “حزب الله”، المُنتمين إلى جناحَيه العسكري والسياسي.

وقال وزير الخارجية الاستوني: “هذه الخطوة تدعم خطوات أخرى من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا وليتوانيا ودول أخرى، خلصت إلى أنّ “حزب الله” يستخدم وسائل إرهابية ويشكّل تهديدًا لأمن العديد من الدول”.

 

عقوبات

يأتي ذلك بالتزامن مع عقوبات على “حزب الله”، الذي تصنّفه واشنطن منظمة ارهابية، فرضتها الادارة الاميركية عشية احياء الولايات المتحدة الاميركية الذكرى السابعة والثلاثين للهجوم على مشاة البحرية الأميركية في بيروت في 23 تشرين الأول 1983، وشملت عضوي المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق والشيخ حسن بغدادي.

 

بومبيو

وفي كلمة له في ذكرى التفجير، أعلن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو أنّ “في 23 تشرين الأول 1983، نفّذ “حزب الله” تفجيرًا انتحاريًا استهدف ثكنة مشاة البحرية الأميركية في بيروت، ما أدّى إلى مقتل 241 جنديًا أميركيًا تمّ إرسالهم في مهمة حفظ سلام”.

 

وقال: “كان الجنود الذين خسروا حياتهم في ذلك اليوم أبطالًا حقيقيين، بعيدًا عن وطنهم في أرض مضطربة، يسعون إلى حماية الأبرياء. وكما هو مكتوب على النصب التذكاري لسفارة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت والنصب التذكاري لبيروت في قاعدة مشاة البحرية كامب ليجون في نورث كارولينا، “لقد جاؤوا بسلام”.

 

اضاف: “لن ننسى أبدا تضحياتهم. هذا الهجوم، والهجمات الأخرى الكثيرة التي تلته في كل أنحاء العالم، يوضح التزام “حزب الله” بالعنف وإراقة الدماء ويُظهر عدم اكتراثه المستمر لأرواح الأشخاص الذين يدّعي حمايتهم. لقد كشفت هذه الأعمال الإرهابية قناع إيران، راعية “حزب الله”، كدولة خارجة عن القانون مستعدة لمتابعة مصالحها الخبيثة بأي ثمن. في هذا اليوم المهيب، نكرّم تضحيات هؤلاء الأميركيين الشجعان، ونجدّد التزامنا بمنع “حزب الله” وداعمه إيران من إراقة المزيد من دماء الأبرياء في لبنان أو في أي مكان في العالم”.

 

وأشار بومبيو، الى أنّ “الولايات المتحدة ستستمر في استهداف وتعطيل وتفكيك شبكات تمويل “حزب الله” وعملياته، وستستمر في اتخاذ الإجراءات المتاحة لتجفيف أموال هذا الكيان الإرهابي والدعم الذي يحصل عليه”.

 

وقال: “نحن ممتنون للدول في كل أنحاء العالم، التي وضعت أو عملت على حظر أنشطة “حزب الله” كمنظمة إرهابية. بالعمل معًا، يمكننا ضمان أنّ المأساة التي حلّت بالمارينز والبحارة والجنود الشجعان قبل 37 عامًا لن تتكرّر أبدا”.

 

وأعلنت ​وزارة الخارجية الأميركية​ عبر حساب “Rewards for Justice” عن “تقديم مكافأة قد تصل إلى 5 ملايين ​دولار​، لمن يقدّم معلومات عن فؤاد شكر، من أبرز أعضاء “​حزب الله​” الذين شاركوا في ​تفجير​ ثكنات مشاة البحرية الأميركية في ​بيروت​ سنة 1983. كما قدّمت مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار، لمن يقدّم معلومات عن محمد البزال، وهو داعم لـ”حزب الله” اللبناني، عن طريق مجموعته “تلاقي” وشركات وهمية مختلفة، ما يجعله مصدراً مالياً مهماً لأنشطة الحزب الإرهابية”.

 

كما أعلنت عن “عرض مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي الى تعطيل شبكات “حزب الله” المالية، وعلي قصير أحد أهم الشخصيات بتلك الشبكات”.

 

 

 

************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

الحريري يؤكد عزمه تشكيل حكومة اختصاصيين والتزامه المبادرة الفرنسية

الكتل النيابية ستسمي وزراء غير سياسيين

 

أكد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، أنه سيعمل على تشكيل حكومة اختصاصيين، داعياً الجميع إلى وضع الخلافات جانباً، وواعداً بتنفيذ الإصلاحات الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية.

 

وقال الحريري في ختام استشارات التأليف مع الكتل النيابية، أمس: «سنشكّل حكومة اختصاصيين تقوم بالعمل حسب الورقة الإصلاحية الفرنسية التي تتضمن إصلاحات كان يجب أن نقوم بها منذ وقت طويل»، مشيراً إلى أن «هناك انهياراً في البلد وعلينا التعامل مع هذه الفرصة بوضع الاختلاف جانباً وأن نكون إيجابيين حتى نستعيد الثقة، إنْ كان بين المواطن والدولة أو بين الدولة والمجتمع الدولي».

 

وأكد: «الطريق الوحيد هو الإسراع في تشكيل حكومة تعمل على هذه الإصلاحات وعلى برنامج صندوق النقد، عندها نكون قد أوصلنا البلد إلى وقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت». وشدد على أنه لن يحيد «عن أي إصلاح مذكور في الورقة الفرنسية، ويجب أن نحدد الأهداف ونعمل لتحقيقها».

 

ووصفت مصادر عدة لقاءاته مع الكتل بالإيجابية، وكان الأبرز اللقاء الذي جمع الحريري مع رئيس كتلة التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بعد مرحلة من الخصومة السياسية شهدت حملات واتهامات متبادلة بين الطرفين.

 

ولم تختلف المواقف السياسية للكتل عما أعلنته يوم تسمية الحريري، لا سيما لجهة المطالبة بالإسراع بتشكيل الحكومة التي سبق أن أكد الرئيس المكلف أنه سيعمل على تأليفها من اختصاصيين غير حزبيين. وقالت مصادر نيابية شاركت في اللقاء لـ«الشرق الأوسط» إنه بات من المسلّم به من كل الأفرقاء أن الحكومة ستكون من اختصاصيين تقوم الكتل النيابية التي لها الكلمة في منحها الثقة في البرلمان، بتسميتهم على ألا يكونوا من الحزبيين أو من الأسماء الاستفزازية، بعدما بات الجميع مقتنعاً بأن مجلس الوزراء الذي يفتقر للخلفية السياسية سيقع بالكثير من المطبات ويواجه العقبات.

 

وأكدت المصادر أن الحريري بدا متفائلاً بإمكانية نجاحه في تشكيل الحكومة في وقت سريع، وأكد أنه منفتح على النقاش والحواء مع الجميع، وسيعمل على تأليف حكومة ذات مهمات واضحة لإنقاذ لبنان انطلاقاً من المبادرة الفرنسية.

 

وكان الحريري قد بدأ يوم لقاءاته بالاجتماع مع رئيس البرلمان نبيه بري، ثم رئيسي الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وتمام سلام، ونائب رئيس البرلمان إيلي الفرزلي، لتتوالى بعدها لقاءاته مع الكتل والنواب المستقلين.

 

وطالبت كتلة التنمية والتحرير (يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري) التي تحدث باسمها النائب أنور الخليل، بتشكيل حكومة من الاختصاصيين، وقال بعد لقاء الرئيس المكلف: «ركّزنا على ضرورة تشكيل حكومة اختصاصيين والبدء بالإصلاحات»، مشدداً على ضرورة أن يحظى ملف الكهرباء بكثير من الاهتمام في الإصلاحات».

 

وفيما أكدت مصادر مطّلعة على أجواء اللقاء بين الحريري وباسيل أنه كان تأكيداً من الطرفين على الاستعداد للتعاون، وضع رئيس «الوطني الحر» لقاءه مع الرئيس المكلف في خانة الواجب الدستوري وطالب بحكومة تكنوسياسية. وقال: «كان حديثنا مسؤولاً وصريحاً ومنفتحاً، وهذا يؤكد أنْ لا مشكلة شخصية». وأكد: «نحن إيجابيون إلى أقصى الحدود، وهمّنا تشكيل حكومة تستطيع ‏تنفيذ البرنامج الإصلاحي في المبادرة الفرنسية». وأضاف: «لم نطرح أي طلب أو أي شرط سوى أن تكون هناك معايير موحدة لكل المكونات، أما اعتماد مكاييل ومعايير غير موحدة فهذا يؤدي إلى العرقلة». وطالب بـ«أن تكون الحكومة تكنوسياسية، بمعنى أن تكون ذات دعم سياسي، والأهم أن يكون الوزراء ذوي اختصاص وخبرة».

 

وطالبت كتلة «الحزب التقدمي الاشتراكي» برئاسة النائب تيمور جنبلاط، بتشكيل الحكومة «في أسرع وقت وألا يعرقل البعض التشكيل وأن تكون حكومة اختصاصيين وفقاً للمبادرة الفرنسية».

 

ودعت «كتلة اللقاء التشاوري» (نواب سنة مقربون من «حزب الله») التي رفضت تسمية الحريري في الاستشارات، إلى تشكيل «حكومة قادرة على المواجهة وحاصلة على أكبر دعم سياسي وشعبي».

 

وكتلة «حزب القوات» التي لم تسمِّ الحريري موقفها لجهة ضرورة تشكيل حكومة من اختصاصيين غير سياسيين. وقال باسمها النائب جورج عدوان: «لا نريد شيئاً إطلاقاً ولا مطالب ولا شروط، وما ‏طلبناه من الحريري يتعلق بهموم اللبنانيين ومشكلات الناس والقضايا ‏التي يجب حلها».

 

************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

مظلة رئاسية تسرّع التأليف.. وإجماع على الإختصاصيين وإصلاحات المبادرة

تجاوز ملابسات التكليف في لقاء الحريري – باسيل.. وكرة التسهيل في بعبدا

 

من دون ان يكون عدد الوزراء نقطة خلاف او تنافر، وآلية التسمية، وما يتصل بها، فإن مناخ «التوافق» كما اسفرت عنه المشاورات النيابية غير الملزمة مع الكتل النيابية التي اجراها الرئيس المكلف سعد الحريري، في المجلس النيابي، من شأنه ان يشكل العلامة الفارقة للمشاورات الخاطفة، والتي تجاوزت الشكل الى المضمون من ضمن ثوابت ثلاث:

 

1 – ان الرئيس الحريري هو مَن سيشكل الوزارة، وهو رئيس كتلة نيابية وازنة، وهو رئيس تيار سياسي وشعبي.

 

2 – ان الحكومة التي ستشكل ستكون من اخصائيين، يتولون العمل في وزاراتهم، بتقنية وحرفية، من اجل تحقيق اهداف عملية، تصب في وقف الانهيار.

 

3 – ان برنامج الحكومة هو مندرجات المبادرة الفرنسية، سواء المتعلق منها باصلاح النظام المصرفي، والنقدي، والتدقيق في الحسابات، وقطاع الكهرباء الذي يستنزف 60٪ من الدين العام..

 

ولعلَّ زيارة الرئيس الحريري الى بعبدا اليوم، تندرج ضمن استثمار الوقت لا هدره، بحيث تأتي الوزارة بأسرع ما يمكن، بعيدا عن التهور او التسرَّع.

 

وكشفت مصادر نيابية التقت الرئيس الحريري في اطار المشاورات انه ابلغ النائب باسيل استعداده للتعاون مع رئيس الجمهورية في عملية التأليف، فأجابه رئيس تكتل لبنان القوي بأن ما يتفق عليه الرئيس المكلف مع الرئيس ميشال عون يوافق هو عليه من ضمن التعاون الضروري بين الطرفين، وانجاح المبادرة الفرنسية بوقف الانهيار واعادة اعمار بيروت بعد انفجار 4 آب الماضي.

 

وتنظر مصادر في كتلة لبنان القوي إلى اللقاء «بإيجابية» تحدثت عن مودة شخصية بينهما، واتفاق على التعاون لتنفيذ البرنامج الاصلاحي.

 

ووصفت مصادر سياسية المشاورات والاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة بانها تسير في طريقها المرسوم وباجواء مؤاتية حتى الساعة، بالرغم من محاولة البعض طرح مطالب بعض الأطراف اعادة تكرار مطالب التوزير والتشبث بوزارات معينة كما كان يحصل في الحكومات السابقة ولكن هذه المرة اختلفت مقاربة هذا الموضوع ولم يعد ممكنا اعتماد آلية التوزير على هذا الاساس ولاسيما بعد التوجه لتشكيل حكومة انقاذ من الاختصاصيين، تتولى تنفيذ المبادرة الفرنسية التي تضم كل اقتراحات الحلول للازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان حاليا . ولاحظت المصادر انه اذا استمرت الاجواء السياسية المؤاتية على هذا المسار ،لا بد وان تتسارع خطى تشكيل الحكومة في الايام القليلة المقبلة وقد تولد في نهاية الاسبوع المقبل بعدما ابدى الاطراف السياسيون استمرار تاييدهم للمبادرة الفرنسية بكل مضامينها. ولفتت المصادر الى ان التحضيرات لاختيار الوزراء المرتقبين من الاختصاصيين تجري على قدم وساق واصبح هناك شبه تصور لشكل الحكومة الجديدة وقد يتبلور نهائيا بعد استكمال المشاورات مع رئيس الجمهورية والاطراف المعنيين قريبا جدا.

 

وقالت أن التوجه يقوم على تأليف الحكومة سريعا مؤكدة أن ما يتردد هو أن هناك تفاهما على أن تكون الحكومة الجديدة مؤلفة من ٢٠ وزيرا ومن أبرز الملفات التي ستتولاها تتصل بالإصلاحات وسيدر ومكافحة الفساد والتدقيق الجنائي ومتابعة موضوع ترسيم الحدود البحرية وهي الملفات التي يوليها رئيس الجمهورية أهمية.

 

وذكرت مصادر نيابية ان الحريري لا يزال يضع نصب عينيه تشكيل حكومة اختصايين لكنه لم يحسم عدد وزرائها. ولو انه يفضل أن تكون مصغرة لتكون بمثابة فريق عمل قوي ومتجانس يبتعد عن الامور السياسية ويتفرع للاصلاحات.

 

وردا على سؤال حول إمكانية تلبية مطالب القوى السياسية؟ قالت المصادر: الأمر الوحيد الممكن تلبيته برأي الحريري، هو إعطاء حقيبة المالية للطائفة الشيعية، محذرة من تكاثر المطالب لا سيما من الكتل الكبرى اذ ان تعثر تلبيتها يرتب عليه نتائج غير مريحة.

 

حكومة اخصائيين

 

وقال الرئيس الحريري بعد انتهاء الاستشارات: اليوم الحديث عن الوضع الاقتصادي «حدث ولا حرج»، متحدثاً عن حكومة اخصائيين، للقيام بعمل سريع، داعيا الى وضع هدف، والسير بالخطة الى النهاية، على ان تذهب الى تطبيق المبادرة الفرنسية، مشددا على عدم الابتعاد عن اي نقطة في مبادرة الاصلاح الفرنسية.

 

بدأت المشاورات بلقاء افتتاحي ودي بين الرئيس نبيه بري والرئيس الحريري، وكانت المفاجأة حضور النائب باسيل لترؤس وفد تكتل لبنان القوي الى ساحة النجمة، بعد تسريبات عن مقاطعته ليخرج بعد ذلك مؤكدا ان لا شيء شخصياً، ولكن نريد معياراً واحداً وحكومة تكنوسياسية، واذ شدد نائب الرئيس ايلي الفرزلي « ان المطلوب حكومة اخصائيين مستقلة، هي خلاصة حوار بين دولة الرئيس والسادة النواب والكتل النيابية، تقوم على مبدأ أساسي نص عليه الدستور، وهو التضامن الوزاري الذي يشكل فريق عمل حقيقي، نعم يحكم البلد وينفذ الاصلاحات المطلوبة في الستة اشهر القادمة، سجل مرونة من كتلة الوفاء للمقاومة على لسان النائب محمد رعد الذي قال «قطعنا مسافة من التوافق مع الحريري حول الحكومة وبرنامجها موجها ما اسماه بالنصيحة بعدم الذهاب الى حكومة مصغرة، اما «تكتل الجمهورية القوية» فترك الباب مواربا لجهة امكانية اعطاء الثقة لحكومة الحريري بالقول سننتظر ونرى ونراقب ونعطي فرصة.

 

ولا شك، وفقا لخبراء سياسيين في تشكيل الحكومات، ان مشاورات التأليف تبدأ خلال اللقاء بين الرئيسين عون والحريري، في اشارة الى انطلاق تفاهم اوسع مع الكتل لتأليف الحكومة، بعدما باتت كل معطيات انطلاق المعالجة جاهزة، سواء على صعيد الملفات او فريق رئيس الحكومة او المؤسسات المالية الدولية.

 

وبالعودة الى انقلاب الاجواء، تحدثت مصادر قيادية في ٨ آذار عن «ضمانات مسبقة اعطيت للرئيس مقابل تسهيل مهمة تكليف الحريري وعدم تاجيل الاستشارات مرة اخرى».

 

في التفاصيل، فان الحريري وفي مرحلة استشارات ما قبل التكليف ، كان قد اعلن بنفسه عن اعطاء وزارة المالية للثنائي الشيعي وعن ضمان حصة جنبلاط في الحكومة، في موازاة اتفاق شبيه غير معلن مع الثنائي يقضي بأن يسمي الاخير كل وزرائه في الحكومة.

 

على ان هذا الاتفاق لم يكن يتيما، ثمة اتفاق اخر ابرمه الحريري مع الوسطاء في الاسبوع الفاصل بين التاجيل الاول ويوم التكليف قوامه سريان الاتفاقية التي تمت مع الثنائي وجنبلاط على عون والتيار الحر، اي ان الحريري التزم امام الوسطاء وتحت ضغط مباشر من الفرنسيين بترك خيار تسمية الوزراء المسيحيين في الحكومة للرئيس عون وباسيل.

 

في الموازاة، تواصلت فرنسا مع عون مباشرة وعبر اكثر من جهة داخلية لاقناعه باجراء الاستشارات في موعدها رغم صعوبة الموقف عليه، مبدية تفهما كاملا لموقفه بالتاجيل اول مرة، مع تقديم ما يشبه الوعد والالتزام بانه سوف يعوض عليه خلال مرحلة التاليف وفي التشكيلة الحكومية.

 

هنا، تجزم المصادر القيادية ان تكليف الحريري لم يكن ليمر لو لم يتم الاتفاق مسبقا على هذا التفصيل الاساسي في تشكيل الحكومة، مؤكدة، ان باقي التفاصيل المتعلقة بالوزارات ومسالة المداورة سوف يتم حلها بالتراضي، لا سيما وان فريق عون والتيار الحر كان من ابرز المطالبين بالمداورة ولا مانع على سبيل المثال ان تكون الداخلية هذه المرة من حصته.

 

تمويل المستشفيات

 

ونجحت الاتصالات في معالجة تمويل المستشفيات لتأمين المعدات اللازمة لمعالجة المرضى والمصابين، بعد اجراءات عدم تأمين السيولة، حتى بالليرة،

 

واكدت جمعية المصارف انها على استعداد لتوفير السيولة النقدية بالليرة اللبنانية للمستشفيات مقابل الشيكات والبطاقات، وهي تتمنى على جميع المستشفيات الاستمرار في تأدية خدماتها كافة لجميع المواطنين.

 

واعلن مصرف لبنان انه بما «يتعلق بالمستلزمات الطبية التي تحتاجها المستشفيات تنفيذا للتعميم 573، والذي ينص على تسديد كلفة المستلزمات الطبية هي بالأوراق النقدية بالليرة اللبنانية، ان هذه الاوراق النقدية مؤمنة، وستقوم المصارف المعنية بتأمينها للمستشفيات لتسديد كلفة المستلزمات الطبية المطلوبة.

 

أوروبياً، وتحت شعار «محاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة»، يزور وفد من نواب الاتحاد الاوروبي لبنان، بداية شهر تشرين الثاني المقبل، ويضم عشرين برلمانيا، من بينهم أكثر من عشرة نواب من مختلف الدول الاوروبية، وخصوصا فرنسا، وذلك بهدف دراسة ميدانية عن الفساد في لبنان لاضافتها الى ملفات التحقيق.

 

وكان الاتحاد الأوروبي، الذي أقر وقف أي مساعدات مالية الى لبنان حتى إجراء الإصلاحات وملاحقة الفساد، منح لبنان مساعدات، من ضمنها معمل فرز النفايات في طرابلس، الذي يحقق فيه مجلس النواب الاوروبي في بروكسل واهمية الزيارة انها تأتي في ظل المخاوف من عودة النفايات الى الشارع.

 

العقوبات

 

واستأثرت العقوبات الاميركية التي فرضت على قياديين في حزب الله هما نبيل قاووق وحسن البغدادي. وأشار وزير الخزانة الأميركي «ستيفن منوتشين» إلى أن القياديين بحزب الله، اللذين شملتهما العقوبات مسؤولان عن تنفيذ أجندة إرهابية تهدد مصالح الولايات المتحدة وشركاءها في جميع أنحاء العالم.وشدد منوتشين على ضرورة الاستمرار في تحميل حزب الله المسؤولية عن أفعاله الخبيثة. وقال وزير الخارجية الأميركي «مايك بومبيو»، إن حزب الله لا يزال يشكل تهديداً ضد الولايات المتحدة وحلفاء واشنطن . وأضاف بومبيو، في تغريدات عبر «تويتر»، أن واشنطن فرضت الخميس عقوبات على قياديين اثنين بحزب الله، مطالبا دول العالم بحماية نفسها منه وتقييد نشاطاته.

 

ورفض مستشار ​وزير الخارجية​ الأميركي ​براين هوك​، التعليق على وضع ​السودان​ لـ»​حزب الله​« على قائمة ​الإرهاب​، قائلا: «هذه محادثات سرية. السودان أثناء الفترة الماضية وفي ​الحكومة​ التي أسقطها الشعب ​السوداني​ قدم دعما للحزب. والآن دولا مثل ​ألمانيا​ بدأت بإدراج «حزب الله» على قائمة الإرهاب وهناك حكومات أخرى، خاصة مع الظروف الصعبة التي يمر بها ​لبنان​ بسبب الدمار الاقتصادي الذي سببه الحزب، ستقوم بتصنيف «حزب الله» كمنظمة إرهابية».

 

واعتبر هوك، في حديث لقناة «​سكاي نيوز​« أن»أي دولة فيها تدخل ونفوذ ​إيراني كما في لبنان ستكون دولة فاشلة. بينما الدول التي تصد إيران مثل ​الخليج​ نرى رفاهية وتسامح»، مشددا على أن «الشعوب في المنطقة تريد أن تحظى بالرفاهية ولكن حزب الله لا يريد ذلك».

 

68479

 

صحياً، اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 1534 اصابة جديدة بالكورونا و7 حالات وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع عدد الاصابات الى 68479 منذ 21 شباط الماضي.

 

************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

مناخ تفاؤلي يُغلف استشارات التأليف واجواء اميركية ايجابية  

تصور جاهز للحكومة وتفاهم على الإصلاحات والدولار يتراجع

 

بسحر ساحر وبين ليلة وضحاها انقلب المناخ التشاؤمي السلبي المخيم على البلاد والملف الحكومي الى تفاؤلي لا بل مغرق في التفاؤل. من كان حتى الامس القريب ينعي ويشكي ويبكي، يطل اليوم مبتسما متجاوبا متفائلا بغد افضل حتما. كلمة السر التي بلغت القوى السياسية، ترغيبية ام ترهيبية لا فرق، تبدو فعلت فعلها، حتى سعر الليرة مقابل الدولار «لطشته» موجة الايجابيات العارمة، فانخفض سعر الدولار في السوق السوداء، للمرّة الأولى منذ فترة طويلة، الى ما دون السبعة آلاف ليرة، وتراوح بعد الظهر بين 6800 للمبيع و6900 للشراء، على امل ان تتكلل الجهود بالتأليف السريع الذي توحي المعطيات بأن كاسحة الغام تمهد له لتصدر مراسيم التشكيل بأقرب من المتوقع.

 

المواقف الصادرة من الكتل في اعقاب الاستشارات النيابية في المجلس الذي فتح ابوابه للمرة الاولى بعد انفجار 4 آب، تصب كلها في هذا الاتجاه، الا ان التجارب اللبنانية غير المشجعة وتقلبات المناخ تبقي الحذر واجباً لـ»يصير الفول بالمكيول».

 

الايجابية تتعزز

 

سريعا غداة تكليفه تأليف الحكومة الجديدة، اجرى الرئيس المكلف سعد الحريري الاستشارات النيابية غير الملزمة في ساحة النجمة، واستهلها بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تفقد مبنى المجلس لاول مرة بعد انفجار المرفأ  وقد تعززت خلال الاستشارات المناخات الايجابية التي سادت عملية التكليف ، مع حضور رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل شخصيا الى البرلمان على رأس التكتل. وقد تحدث بليونة فقال بعد اللقاء « قمنا بواجبنا الدستوري بتلبية الدعوة للإستشارات وكان حديثنا منفتحاً ومسؤولاً ما يؤكد أنّ لا مشكلة شخصيّة أبداً ونحن إيجابيّون إلى أقصى الحدود وهمّنا تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن.

 

الجسر

 

عن اجواء اللقاء، اوضح عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر  «ان لقاء الحريري-باسيل كان جيداً»، مشدداً على ضرورة «تعاون الجميع من اجل انقاذ لبنان، لان المرحلة الخطيرة والصعبة التي نمرّ بها لا تحتمل «ترف» الخلافات».  ولفت الى «ان الرئيس الحريري سيتعامل مع معظم الكتل النيابية بمساواةٍ وسيعتمد معايير موحّدة في التشكيل، لان المهم البلد الذي لم يعد يحتمل مزيداً من التأخير والتباطؤ في عمل المؤسسات»،  مثنياً على إدارك معظم القوى السياسية لخطورة الوضع، وهذا امر يعوّل عليه. وكشف «ان الرئيس المكلّف وبعد الانتهاء من الاستشارات  سيزور قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون ووضعه في نتائج لقاءاته مع الكتل النيابية».

 

تصور الحريري

 

وفي حين أكدت المعلومات المتوافرة ان «الحريري يملك تصوّرا معيّنا للحكومة أنجزه بصيغة مصغرة من إختصاصيين»، سجّل موقف متقدم لنائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، بعد اجتماعه بالحريري، كونه يعكس غالبا موقف الرئيس بري. فقد طالب الفرزلي من ساحة النجمة  بـ»حكومة اختصاصيين مستقلين من كنف التفاهم الإيجابي بين الحريري والنواب، ويكون مجلس النواب الساحة التي يصار فيها الى دراسة القوانين ويصار الى إصدارها من أجل إعادة اعمار البلد».

 

الاصلاحات

 

وبدا ان ثمة تفاهما على السير بالاصلاحات وبورقة قصر الصنوبر، يبقى ان تؤكده محادثات التأليف التي ستحصل بين الحريري والكتل. فكتلة التحرير والتنمية تحدث باسمها النائب أنور الخليل بعد لقائها الحريري، فأعلن «اننا ركزنا على ضرورة تشكيل حكومة اختصاصيين والبدء بالاصلاحات»، مشيرا الى «ان ملف الكهرباء اصبح يستحوذ على 72% ‏من مجموع الدين العام وهو احد الملفات التي يجب أن تحظى بكثير من الاهتمام في الاصلاحات». وشدد على «تنفيذ الملفات العالقة وعددها 55 وقسم منها لايزال في ادراج الحكومة».

 

ايجابيات ابراهيم

 

وفي السياق الايجابي ايضا، وفي اعقاب عودته الى بيروت لاستكمال فترة الحجر الالزامي جراء اصابته بفيروس كورونا في الولايات المتحدة الاميركية، وصفت اوساط قريبة من مدير عام الامن العام اللواء عباس لـ»المركزية»  اجواء الزيارة  بالممتازة وتحديدا في ما يتصل بالوضع في لبنان على المستويات كافة، ونقلت عنه ارتياحه البالغ لما افضت اليه لقاءاته، مشيرة الى ان مفاعيلها ستتظهر سريعا على الساحة المحلية.

 

بريطانيا

 

وسط هذه الاجواء، استمر الدفع الدولي الضاغط باتجاه تسريع التأليف. فبعد مواقف الامم المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية، غرّد سفير المملكة المتحدة في لبنان كريس رامبلينغ عبر حسابه على «تويتر» اليوم قائلا: «بعد تكليف ‏رئيس الوزراء الجديد المكلف سعد الحريري أمس، لبنان بحاجة ماسة وعاجلة إلى حكومة جديدة ‏فعالة لإحداث تغيير سريع وحاسم للشعب اللبناني».

 

وفد اوروبي

 

وليس بعيدا، وتحت شعار «محاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة»، يزور وفد من نواب الاتحاد الاوروبي لبنان، بداية شهر تشرين الثاني المقبل، ويضم عشرين برلمانيا، من بينهم أكثر من عشرة نواب من مختلف الدول الاوروبية، وخصوصا فرنسا، وذلك بهدف دراسة ميدانية عن الفساد في لبنان لاضافتها الى ملفات التحقيق.  وتشمل زيارته مواقع ممولة من الاتحاد الاوروبي، على أن يلتقي مسؤولين وفاعليات روحية.  وكان الاتحاد الأوروبي، الذي أقر وقف أي مساعدات مالية الى لبنان حتى إجراء الإصلاحات وملاحقة الفساد، منح لبنان مساعدات، من ضمنها معمل فرز النفايات في طرابلس، الذي يحقق فيه مجلس النواب الاوروبي في بروكسل.

 

عقوبات جديدة

 

وفي مقابل المرونة الاميركية حكوميا والتي عكسها موقف مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد شنكر امس، وفحواه «لا نكترث لمن هو رئيس الحكومة ولا لمن تضمّ، همّنا ان تقوم بالاصلاحات وبمحاربة الفساد، فاذا أحسنت، ستسلك المساعدات طريقها الى بيروت»، تشدد اضافي في اتجاه حزب الله. فقد أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض سلسلة من العقوبات على حزب الله اللبناني وإيران.وفرضت  واشنطن عقوبات على قياديين اثنين في حزب الله ، هما نبيل قاووق وحسن البغدادي.

 

************************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

واشنطن تمضي بخطة العقوبات لمحاصرة حزب الله… والمقاومة تزيد من طاقاتها وجهوزيتها

الحريري سينجح في مهمته الصعبة لفهمه واقع الكتل النيابية والتركيز على كامل المبادرة الفرنسية للإصلاح

الدولار انخفض بأسبوعين «ألفي ليرة» وتوقع استمرار هبوطه الى «5 آلاف ليرة» عند اعلان تشكيل الحكومة

 

المحلل السياسي

 

لا يمضي يوم في العاصمة الأميركية واشنطن من خلال وجود مسؤولين من الإدارة الأميركية برئاسة الرئيس دونالد ترامب الا وهنالك عقوبات على شخصيات من حزب الله أو على تعاون معه، وكذلك تهديدات مستمرة. بمزيد من العقوبات حتى محاصرة حزب الله الى أقصى الحدود، مثلما حصل مع ايران وذلك لتجفيف موارد الحزب المالية والحاق الصدمات المعنويّة ضده.

 

ومثال على ذلك، كلام وموقف وكيل الوزير الخارجية الأميركي شينكر أثناء ندوته الصحافية أمس الأول عندما قال: «أن تشكيل الحكومة اللبنانية لن يثني واشنطن عن متابعة عقوباتها على حزب الله ولو كان مشاركاً في الحكومة الجديدة». والدليل على ذلك أن وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات على الشيخ نبيل القاووق الذي هو عضو في المجلس المركزي الذي ينتخب أعلى سلطة في حزب الله أي مجلس الشورى، والسيد حسن البغدادي وهو أحد القادة في حزب الله، وذلك بإقفال حساباتهم ونشاطاتهم المصرفية وغيرها، وتعميم أسمائهم على الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة وهما مسؤولان هامان في حزب الله.

 

كما أن شينكر أثناء زيارته لبعض المسؤولين ورؤساء الأحزاب، أبلغهم أن هنالك خارطة طريق لدى وزارتيّ الخارجية الأميركية ووزارة الخزانة بالتعاون مع وكالات الاستخبارات المركزية الأميركية التي تقوم بتزويد الوزارتين بالمعلومات لفرض عقوبات مستمرة على حزب الله لانه يشكل تهديداً لمصالح الولايات المتحدة وخصوصاً صفقة القرن التي تظهر بخطة أبراهام للتطبيع بين دول عربية و«إسرائيل» حيث أن حزب الله يشكل المعارضة القوية في لبنان والعالم العربي ودول العالم لتحريك قوى ضد الولايات المتحدة في التطبيع بين دول عربية والكيان الصهيوني، ولذلك فإن الإدارة الأميركية مستمرة بخطتها ضد حزب الله الذي تعتبره من أكبر التهديدات لسياسة الولايات المتحدة ومصالحها في العالم.

 

أما وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو فقد قال «أن حزب الله يعتبر خطراً على المصالح الأميركية في العالم».

 

أمس في ذكرى مهاجمة مركز المارينز قرب مطار بيروت، جدد بومبيو دعوته دول العالم كلها الى اعتبار حزب الله ارهابياً وسيكون للولايات المتحدة موقف من الدول التي لا تماشيها في اعتبار ذلك. أما الرئيس ترامب فقد أعلن أن السودان وإسرائيل وافقتا على تطبيع العلاقات بينهما والاعتراف ببعضهما البعض وإقامة سفارات وحصول تعاون اقتصادي سياسي وأمني بينهما وهكذا تكون السودان ثالث دولة عربية تسير بخطة صفقة القرن وبالتحديد خطة أبراهام، بعد أن قامت الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بالتطبيع الكامل مع «إسرائيل».

 

واعلان الرئيس ترامب أن السودان وافق على تطبيع علاقاته مع «اسرائيل» يأتي مقابل قرار أميركي برفع السودان من لائحة الدول الداعمة للإرهاب.

 

المقاومة ترفع طاقاتها وجهوزيتها في وجه الخطة الأميركية

 

حزب الله أو المقاومة على علم بالخطة الأميركية وهي ترصد حركة الدول العربية التي قامت بالتطبيع منذ فترة وتعرف اسم هذه الدول كما أن حزب الله والمقاومة وهما واحد يملكان من المعلومات عن خطة الإدارة الأميركية من خلال مصادر مفتوحة مثل وسائل الاعلام الأميركية والتلفزة الأميركية كذلك من خلال رصد وسائل الاعلام لدى العدو الإسرائيلي ولذلك فهي غير متفاجئة من الخطة الأميركية.

 

ومنذ أشهر والمقاومة تزيد من طاقاتها وجهوزيتها وحزب الله يرصد الخطة الأميركية الصهيونية ضده وهو وضع خطة مضادة سياسية إعلامية وخارطة طريق لمواجهة صفقة القرن وخطة أبراهام وعبر الوسائل الإعلامية لحزب الله. فإن كشف الكثير من خطط التطبيع قبل حصولها واذا كانت الولايات المتحدة في خارطة طريقها تريد حرب مجتمع مدني لا عسكري ضد حزب الله وجمهوره في لبنان وعزله عن الحكومة فانها فشلت في حكومة مصطفى أديب من تنفيذ ذلك من خلال إصرار حزب الله على تسمية ممثليه في الحكومة والتركيز على وزارة المالية كي لا تكون العقوبات المالية على حزب الله بيد شخصية في وزارة المال تقوم بتسيير وتسهيل العقوبات الأميركية بل على العكس أن تكون وزارة المالية لها حصانتها في عدم تسهيل العقوبات ضمن القوانين اللبنانية، هذا غير النطاق المصرفي الذي ينفذ العقوبات الأميركية تلقائياً نظراّ لارتباط المصارف اللبنانية بحركة الدولار والتعاون مع المصارف الأميركية من خلال حركة الدولار.

 

كما أن المقاومة زادت من جهوزيتها العسكرية والموضوع سريّ للغاية فلا احد يعرف الترسانة العسكرية لدى المقاومة باستثناء ما كشفه السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله وقائد المقاومة بأن الحزب بات يمتلك الأسلحة الدقيقة أي التي تصيب أهدافها بدقّة لا تزيد عن عشرات الأمتار للأهداف الصهيونية في فلسطين المحتلة وهذا ما يجعل إسرائيل تعيش في حالة الرعب والخوف والردع في حال قيامها بأي عدوان على لبنان.

 

كما أن حزب الله نسج من خلال حركته السياسية في لبنان علاقات سياسية مع أحزاب جعلته ضمن الأكثرية النيابية وعمل على منع أي فتنة سنية شيعية لأن هذا ما تهدف اليه الولايات المتحدة بالتنسيق مع السعودية رغم أن المملكة العربية السعودية ابتعدت عن العمل المباشر على الساحة اللبنانية وباتت تركيا تلعب هذا الدور من خلال دعم الجماعات الإسلامية وتقوية نفوذها في صفوف الطائفة السنية في لبنان ومحاولة إطلاق حزب الاخوان المسلمين مجدداً في لبنان.

 

الحريري سينجح بتأليف الحكومة لفهمه الكتل النيابية والتركيز على المبادرة الفرنسية

 

انتهت الاستشارات غير الملزمة بين الرئيس سعد الحريري والكتل النيابية يوم أمس واتسمت الاستشارات اجمالاً بجو ايجابي لكن ظهر انقسام بين مواقف الكتل أبرزها موقف حزب القوات اللبنانية الذي لم يسمّ الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة والذي ركز نائب رئيس حزب القوات النائب جورج عدوان على أن المطلوب حكومة اختصاصيين غير حزبيين ومستقلين كلياً، فيما ظهر تقارب شخصي غير عميق بين الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل رئيس تكتل التيار الوطني الحر وركز الوزير باسيل في تصريحه أن المطلوب حكومة تكنو- سياسية كما أصر على مضمون المبادرة الفرنسية كاملة.

 

اما بقية الكتل فقد ظهرت مواقفها متشابهة مع النواب المستقلين وكلهم طالبوا بالإسراع بتأليف الحكومة لكن من المعروف جداً أن الحكومة لن تتشكل قبل 10 أو 15 تشرين الثاني أي بعد الانتخابات الأميركية وظهور تداعياتها ومفاعيلها.

 

الرئيس الحريري سينجح لأن فكره السياسي مثل فكر والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان يتقن أن يكون جسراً بين الكتل المتنافرة والمطالبة بحصصها وكان يصل الى تأليف الحكومات على مدى سنوات وسنوات واستطاع تنفيذ المشاريع في لبنان رغم أن الحكومات كانت تضم معارضين له لكنه نجح بالخطة العمرانية في لبنان.

 

الرئيس الحريري سينجح لأنه وضع شعار مصلحة البلد اي مصلحة لبنان قبل أي مصلحة وأنه إذا كان الأمر يتطلب مراعاة بعض الكتل من أجل المصلحة العامة فسيقوم بذلك وسينجح الرئيس الحريري لأنه يعرف تماماً انه يمثل الفرصة الأخيرة على مستوى تأليف الحكومات رغم أن الأمل يبقى أن هنالك فرصاً إنما غير فاعلة اذا فشل الرئيس الحريري.

 

ويبدو أن الرئيس الحريري بتصريحه أنه سيجتمع سريعاً مع الرئيس ميشال عون للتشاور بشأن الحكومة، اشارة تختلف كلياً عن تجربة السفير مصطفى اديب الذي لم يطلع الرئيس عون على أي صيغة أو أسماء أو حقائب وكيفية توزيعها.

 

فإن تركيز الرئيس الحريري على كامل بنود المبادرة الفرنسية للإصلاح يجعل بين يديه ورقة هامة للنجاح لأن معظم الكتل النيابية التي اجتمعت في قصر الصنوبر وافقت على المبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان عندما طرحها الرئيس ماكرون.

 

 الدولار الى هبوط

 

بعد الإعلان عن الاستشارات النيابية تم تأجيلها ثم حصولها انخفض الدولار فهبط من سعر 8900 ليرة لكل دولار الى سعر 6800 ليرة لكل دولار مساء امس الجمعة أي بفارق 2000 ليرة هبوطاً ويبدو أن تجار الدولار الذين حققوا ثروات مع ارتفاع الدولار في السوق السوداء قرروا الاستفادة وتحقيق ثروات من خلال بيع الدولار والتمسك بالليرة اللبنانية وهذا ما سيجعل سعر الدولار في السوق السوداء يهبط الى 5000 ليرة وربما أكثر بقليل اذا تشكلت الحكومة ونالت الثقة. وفيما المصارف اللبنانية تريد المحافظة على سعر الدولار بأربعة آلاف ليرة فإن هبوط الدولار ليس في يد القطاع المصرفي لأن سعر الدولار سياسي أكثر من نقدي ومع بدء التفاوض مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي واجراء الاصلاحات خلال 6 أشهر وتلقي لبنان 12 ملياراً من مؤتمر سيدر 1 وربما 15 ملياراً من صندوق النقد الدولي و3 مليارات من البنك الدولي فقد يكون معقولاً أن يعود الدولار الى ما كان عليه وهو 1515 ليرة لكل دولار أميركي.

 

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram