افادت صحيفة "اللواء" ان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري سيزور قصر بعبدا اليوم للتباحث مع رئيس الجمهورية ميشال عون في ملف التأليف.
من دون ان يكون عدد الوزراء نقطة خلاف او تنافر، وآلية التسمية، وما يتصل بها، فإن مناخ «التوافق» كما اسفرت عنه المشاورات النيابية غير الملزمة مع الكتل النيابية التي اجراها الرئيس المكلف سعد الحريري، في المجلس النيابي، من شأنه ان يشكل العلامة الفارقة للمشاورات الخاطفة، والتي تجاوزت الشكل الى المضمون من ضمن ثوابت ثلاث:
1 - ان الرئيس الحريري هو مَن سيشكل الوزارة، وهو رئيس كتلة نيابية وازنة، وهو رئيس تيار سياسي وشعبي.
2 - ان الحكومة التي ستشكل ستكون من اخصائيين، يتولون العمل في وزاراتهم، بتقنية وحرفية، من اجل تحقيق اهداف عملية، تصب في وقف الانهيار.
3 - ان برنامج الحكومة هو مندرجات المبادرة الفرنسية، سواء المتعلق منها باصلاح النظام المصرفي، والنقدي، والتدقيق في الحسابات، وقطاع الكهرباء الذي يستنزف 60٪ من الدين العام..
ولعلَّ زيارة الرئيس الحريري الى بعبدا اليوم، تندرج ضمن استثمار الوقت لا هدره، بحيث تأتي الوزارة بأسرع ما يمكن، بعيدا عن التهور او التسرَّع.
وكشفت مصادر نيابية التقت الرئيس الحريري في اطار المشاورات انه ابلغ النائب باسيل استعداده للتعاون مع رئيس الجمهورية في عملية التأليف، فأجابه رئيس تكتل لبنان القوي بأن ما يتفق عليه الرئيس المكلف مع الرئيس ميشال عون يوافق هو عليه من ضمن التعاون الضروري بين الطرفين، وانجاح المبادرة الفرنسية بوقف الانهيار واعادة اعمار بيروت بعد انفجار 4 آب الماضي.
وتنظر مصادر في كتلة لبنان القوي إلى اللقاء «بإيجابية» تحدثت عن مودة شخصية بينهما، واتفاق على التعاون لتنفيذ البرنامج الاصلاحي.
ووصفت مصادر سياسية المشاورات والاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة بانها تسير في طريقها المرسوم وباجواء مؤاتية حتى الساعة، بالرغم من محاولة البعض طرح مطالب بعض الأطراف اعادة تكرار مطالب التوزير والتشبث بوزارات معينة كما كان يحصل في الحكومات السابقة ولكن هذه المرة اختلفت مقاربة هذا الموضوع ولم يعد ممكنا اعتماد آلية التوزير على هذا الاساس ولاسيما بعد التوجه لتشكيل حكومة انقاذ من الاختصاصيين، تتولى تنفيذ المبادرة الفرنسية التي تضم كل اقتراحات الحلول للأزمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان حاليا.
ولاحظت المصادر انه اذا استمرت الاجواء السياسية المؤاتية على هذا المسار ،لا بد وان تتسارع خطى تشكيل الحكومة في الايام القليلة المقبلة وقد تولد في نهاية الاسبوع المقبل بعدما ابدى الاطراف السياسيون استمرار تاييدهم للمبادرة الفرنسية بكل مضامينها.
ولفتت المصادر الى ان التحضيرات لاختيار الوزراء المرتقبين من الاختصاصيين تجري على قدم وساق واصبح هناك شبه تصور لشكل الحكومة الجديدة وقد يتبلور نهائيا بعد استكمال المشاورات مع رئيس الجمهورية والاطراف المعنيين قريبا جدا.
وقالت أن التوجه يقوم على تأليف الحكومة سريعا مؤكدة أن ما يتردد هو أن هناك تفاهما على أن تكون الحكومة الجديدة مؤلفة من ٢٠ وزيرا ومن أبرز الملفات التي ستتولاها تتصل بالإصلاحات وسيدر ومكافحة الفساد والتدقيق الجنائي ومتابعة موضوع ترسيم الحدود البحرية وهي الملفات التي يوليها رئيس الجمهورية أهمية.
وذكرت مصادر نيابية ان الحريري لا يزال يضع نصب عينيه تشكيل حكومة اختصايين لكنه لم يحسم عدد وزرائها. ولو انه يفضل أن تكون مصغرة لتكون بمثابة فريق عمل قوي ومتجانس يبتعد عن الامور السياسية ويتفرع للاصلاحات.
وردا على سؤال حول إمكانية تلبية مطالب القوى السياسية؟ قالت المصادر: الأمر الوحيد الممكن تلبيته برأي الحريري، هو إعطاء حقيبة المالية للطائفة الشيعية، محذرة من تكاثر المطالب لا سيما من الكتل الكبرى اذ ان تعثر تلبيتها يرتب عليه نتائج غير مريحة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :