افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 23 تشرين الأول 2020

افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 23 تشرين الأول 2020

 

Telegram

 

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

سعد الحريري: انقلاب أم تفاهم؟

عاد سعد الحريري إلى الواجهة من دون قناع. لم تكن استقالته استجابة لمطالب انتفاضة 17 تشرين، وليست عودته مطلباً شعبياً. عاد لأنه يعتبر أن رئاسة الوزراء حقّه الطبيعي. وعاد واعداً بأنه هو نفسه، من كان أحد أسباب الانهيار، يحمل مشروعاً للخروج من هذا الانهيار. لم يتضح بعد أيّ طريق سيسلك. هل يستكمل الانقلاب الذي بدأه مصطفى أديب، عبر محاولة فرض أعراف جديدة تتخطّى موازين القوى في مجلس النواب، أم يسعى إلى تفاهمات سياسية لتأليف حكومة اختصاصيين؟ لا يزال التنبّؤ بالأمر صعباً بانتظار متابعة كيفية التعامل مع التيار الوطني الحر. هل تختلف آلية العمل بين التكليف والتأليف، أم يصرّ على إقصائه فيكون له رئيس الجمهورية بالمرصاد؟


دار الدولاب وعاد سعد الحريري مكلّفاً تأليف الحكومة. عندما استقال في أواخر تشرين الأول 2019، بدت خطوته هروباً من تحمّل المسؤولية (وإن ألبسها لبوساً ثورياً). وعندما عاد أوحى أنه جاهز لتحمل المسؤولية. ما الذي تغيّر في هذا العام بالنسبة إليه؟ هل سيتمكن من يدّعي امتلاك مفتاح الخروج من الانهيار أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء؟ عندما استقال كان سعر الدولار 1780 ليرة، وعندما عاد احتفل الناس لأن الدولار تراجع إلى حدود الـ 7000 ليرة. إذا كان هو المنقذ حالياً، فهذا يعني أنه كان كذلك عندما استقال، وكان كذلك يوم رفض العودة، لكنه فضّل المساهمة بتعميق الانهيار، بعدما سبق أن كان واحداً من المؤسسين له.


عندما استقال منذ عام سنحت له الفرصة مجدداً للعودة متسلّحاً بالورقة الإصلاحية التي وافق عليها مجلس الوزراء قبل استقالته. لم يوافق على التكليف حينها بحجة عدم تأييده من قبل الفريقين المسيحيين الأكبر، لكنه عاد ووافق اليوم. يبدو واضحاً إذاً أن القرار كان متخذاً بترك السفينة تواجه الغرق. واليوم، ولما كادت تغرق، يُراد تعويمها. عند الاستقالة قيل إن القرار أو "النصيحة" أتت من جاريد كوشنير، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره. هل العودة اليوم محمية بـ"نصيحة" أخرى، مرتبطة بمفاوضات الترسيم وأجواء تهدئة إقليمية، من اليمن إلى بغداد مروراً بسوريا ولبنان؟ من يعرف الحريري يدرك أن إصراره على الحصول على التكليف ليس وليد بنات أفكاره. من دون إيعاز لا يمكنه المغامرة. والإيعاز لا يمكن أن يكون فرنسياً فقط، وإن أكثَر من التعبير عن الحرص على المبادرة الفرنسية.


اللافت أنه بالرغم من الانقسام السياسي الكبير، إلا أنه تمكّن من الحصول على 65 صوتاً، تمثل عملياً نصف عدد النواب حالياً زائد خمسة. كتلة القومي كانت المفاجأة، كما النائبين جهاد الصمد وعدنان طرابلسي. أيّدوا الحريري، كما فعل النائب جان طالوزيان، مخالفاً موقف كتلة القوات. كتلة الطاشناق لم تتأثر بكل الضغوط لثنيها عن قرارها، فأصرّت على السير بتسمية الحريري. كان للرئيس نبيه بري دور رئيسي في إقناع كتلتَي "القومي" والطاشناق بتسمية الحريري، رغم محاولة السفير السوري، علي عبد الكريم علي، إقناعهما بالعكس. المفارقة أن ما سبق أن أعلنه نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي تحقّق. تمكّن الحريري من الحصول على 22 صوتاً مسيحياً بالتمام والكمال. وهذه تقارب 40 في المئة من عدد النواب المسيحيين الذين شاركوا في الاستشارات.


بالنتيجة، حصل الحريري على تسمية 65 نائباً، فيما لم يسمّ 54 نائباً أحداً. وهؤلاء نصفهم على الأقل لا يعترضون على عودة الحريري إلى السراي، وأبرزهم حزب الله. وبعد أن أبلغ الرئيس ميشال عون الحريري بنتيجة الاستشارات، بحضور بري، خرج الأخير، رافضاً استمرار التشاؤم على خلفية الخلاف الكبير بين الحريري والنائب جبران باسيل. قال إن "الجو تفاؤلي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري". أضاف: "سيكون هناك تقارب بين تيارَي المستقبل والوطني الحر". أما الحريري، فقد خرج ببيان مقتضب وضع فيه الخطوط العريضة لمرحلة التأليف. وتحدّث عن "تشكيل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، مهمتها تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية، التي التزمت الكتل الرئيسية في البرلمان بدعم الحكومة لتطبيقها". كما أبدى عزمه "العمل على وقف الانهيار الذي يتهدد اقتصادنا ومجتمعنا وأمننا، وعلى إعادة إعمار ما دمّره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت"، معلناً أنه سينكبّ على "تشكيل الحكومة بسرعة، لأن الوقت داهم، والفرصة أمام بلدنا الحبيب هي الوحيدة والأخيرة".


لكن هل سيكون بالإمكان تشكيل حكومة بسرعة؟ ما حمله التكليف من عقد يؤكد أن التأليف لن يكون سهلاً. أمامه عقبات كبيرة، أولاها كيفية التعامل مع الحالة العونية في تلك المرحلة، وثانيتها كيفية التوصل إلى اتفاق على برنامج الحكومة.


باسيل كان رأى أن "هذا التكليف مشوب بضعف ونقص تمثيلي يتمثل بهزالة الأرقام وغياب الدعم من المكوّنات المسيحية الكبرى، ومن يحاول التغاضي عنه يحاول إعادتنا إلى الوصاية السورية وهذا لن يحصل".


ما قاله باسيل من بعبدا يرسم خارطة طريق مرحلة التأليف: "التيار مع حكومة إصلاح من اختصاصيين برئيسها ووزرائها وجو المبادرة الفرنسية كذلك، ولذلك فإن تسمية شخص سياسي بامتياز، أدت إلى عدم تسمية التيار لأحد". خلاصة قوله بأن التيار الذي انحنى أمام عاصفة التكليف سيقف في المرصاد في مرحلة التأليف. وهذا استكمال لموقف رئيس الجمهورية، الذي أعاد التذكير، في مؤتمره الصحافي أول من أمس، أن التأليف يمرّ من بعبدا، وإذا كانت الاستشارات ملزمة، فإن توقيعه هو ملزم لمن يودّ تأليف حكومة.


مشاورات التأليف بدأها الحريري أمس. استعاض عن الزيارات لرؤساء الحكومات السابقين باتصالات هاتفية، على أن يُفتح المجلس النيابي اليوم ليجري الرئيس المكلّف الاستشارات مع الكتل النيابية، تمهيداً لبدء التواصل الفعلي لتشكيل الحكومة. هنا لا تزال الأمور ضبابية. أمام الحريري خيار من اثنين، إما يسعى إلى تنفيذ الانقلاب الذي فشل مصطفى أديب في تنفيذه، فيذهب باتجاه المواجهة من الخاصرة الرخوة لفريق 8 آذار، أي التيار الوطني الحر، ومن خلفه رئيس الجمهورية، فيرفض التفاوض معهما أو التنسيق معهما بشأن الأسماء والبرنامج، وإما يسير بتفاهم كامل مع الكتل النيابية الممثلة في المجلس النيابية، تمهيداً لنيل حكومته الثقة، والبدء بالعمل للخروج من الانهيار كما أعلن.


إذا اعتمد المسار الأول فلن يكون مستبعداً أن يكون مصيره كمصير مصطفى أديب، الذي أثبتت الوقائع أن طرحه لحكومة يختار أعضاءها بنفسه ليس قابلاً للحياة، وستكون أمامه عقبتان كفيلتان بتطييره، الأولى عدم توقيع رئيس الجمهورية على أيّ تشكيلة لا يوافق على أسمائها، أو لا تكون له الحصة الأوزن في أسماء المسيحيين فيها، والثانية ثقة المجلس النيابي، التي لن تتمكن حكومة الحريري من الحصول عليها، إذا لم تكن الأكثرية مشاركة فيها بما تراه مناسباً.


مع ذلك، فإن الحريري إذا ذهب في خيار المواجهة، فلن يكون أعزلَ. هو يعتمد على مجموعة من العوامل التي يعتبر أنها تصبّ في مصلحته: رهان على ضغط فرنسي أو أميركي على عون للسير بتشكيلة يقدمها، "قدرته" على خفض سعر صرف الدولار، تمسك الجميع بالمبادرة الفرنسية، العقوبات الأميركية، والفكرة التي ردّدها في قصر بعبدا: أنا الفرصة الأخيرة.


في المقابل، إذا غامر الحريري بالرهان على تلك الخطوات، فإن الفريق الآخر لن يكون مكبّل اليدين، دستورياً وسياسياً. يكفي أن رئيس الجمهورية شريك في التأليف وفي التوقيع، ومن دونه لا شرعية لأي حكومة. ولذلك، فإن مصادر معنية تؤكد أن لا مجال لتكرار تجربة مصطفى أديب. وعندما طرح الحريري نفسه مرشحاً طبيعياً كان يدرك أن لاءات أديب لا يمكن أن تؤسس لإطلاق مسار جدي لتشكيل الحكومة. لذلك كان بديهياً أن يكون الحريري قد تجاوزها عندما طرح ترشيحه. هذا ما حصل بالنسبة إلى الحصة الشيعية التي اتفق على أن يسميها ثنائي حزب الله وأمل، وهذا ما حصل مع وليد جنبلاط الذي وعده بحقيبتين إحداهما وازنة. وحده التيار الوطني الحر تعامل معه الحريري كأنه غير موجود. لكن إذا كان الأمر شخصياً مع جبران باسيل، فهل يمكن أن يبقى كذلك عند اختيار الوزراء المسيحيين؟ مصادر معنية تجزم أن ما يصح على غير التيار يصح على التيار أيضاً. ولذلك، فإنه لا بد أن يكون حاضراً في مفاوضات التأليف بغضّ النظر عن الآلية. ذلك أمر لا يحتمله الحريري على الأرجح، لكن في مطلق الأحوال فإن رئيس الجمهورية سيكون له بالمرصاد. البداية اليوم من مجلس النواب. فهل سينجح بري في جمع الحريري وباسيل، لتكون حكومة الحريري الرابعة نسخة "مزيدة ومنقّحة" عن حكومة حسان دياب؟

 

 

****************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

بدأ مخاض التأليف والحريري مكلفاً يتمسك بتعهداته

يبدأ اليوم الرئيس سعد الحريري مخاضا بالغ المشقة لتأليف حكومة يعلق اللبنانيون والمجتمع الدولي أيضا آمالا مضخمة عليها، نظرا الى المهمات الاستثنائية التي تنتظرها والتي تحمل طابعا انقاذيا مصيريا للبنان الذي يشارف أخطر حلقات وفصول انهياراته ما لم يتم تداركها بما صار متعارفا عليه بحكومة المهمات المحددة وفق التسمية الرسمية للمبادرة الفرنسية. بدا الرئيس الحريري الذي صار منذ ما بعد ظهر امس رئيسا مكلفا لتشكيل حكومته الرابعة مدركا تماما للمصاعب والتحديات الكبيرة التي تنتظره، خصوصا وسط مفارقة رمزية واكبت تكليفه وبدء مرحلته الأصعب نحو تأليف الحكومة، اذ جاء تكليفه قبل أسبوع واحد من مرور سنة كاملة على استقالة حكومته الثالثة في 29 تشرين الأول 2019 عقب انطلاق انتفاضة 17 تشرين الأول. وترجم بيانه المقتضب بعد تكليفه هذا الادراك، علما ان الأجواء التي واكبت زيارتيه البارحة لقصر بعبدا في يوم الاستشارات النيابية الملزمة، وغداة الرسائل النارية التي وجهها رئيس الجمهورية ميشال عون في اتجاهه حصرا الى جانب قوى سياسية أخرى، عبر رسالته اول من امس، كانت تنبئ بالمناخ المشدود الذي جرت فيه الاستشارات وإعلان نتائجها وسط مخاوف سادت بعض الأوساط من مفاجأة خطيرة من نوع “تفويض” أصوات نواب لرئيس الجمهورية وقطع الطريق على تكليف الحريري بهرطقة دستورية مماثلة لتلك التي حصلت إبان عهد الرئيس الأسبق أميل لحود. ولكن ذلك لم يحصل وجرى التكليف بسلاسة والتقطت صور الرؤساء عون ونبيه بري وسعد الحريري في اجتماع التكليف الدستوري بما أرخى أجواء تبريد نسبية استعداد لـ”الجهاد الأكبر” مع انطلاق مخاض التأليف اليوم من خلال الاستشارات النيابية التي سيجريها الرئيس المكلف مع الكتل النيابية والنواب المستقلين في مجلس النواب. المعلومات المؤكدة عن استعدادات الرئيس الحريري لهذا الاستحقاق تفيد انه لم يضع الوقت منذ اعلن قبل أسبوعين في مقابلته التلفزيونية تنكبه لهذه المهمة وإطلاقه حركة المشاورات السياسية والنيابية الواسعة التي تولى بعضها بنفسه والبعض الاوسع الاخر بجولة وفد كتلة المستقبل على رؤساء الكتل والأحزاب الذين شاركوا في اجتماع قصر الصنوبر مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. تبعا لذلك تشير المعلومات الى امتلاك الرئيس الحريري العناوين الرئيسية والأساسية لمسودته الحكومية بما فيها من تصورات لاسماء وزراء مقترحين تنسجم مواصفاتهم مع حكومة الاختصاصيين التي ينوي تأليفها كما تنسجم هذه التصورات في المضمون الإصلاحي الجوهري مع الورقة الاقتصادية التي وزعها وفد المستقبل على القيادات التي قابلها وهي ترتكز الى المبادرة الفرنسية. اما في ما يتصل بمسألة الوقت والزمن المقدر لتأليف الحكومة الجديدة، فيمكن القول ان أي تحديد استباقي سيكون امرا محفوفا بالتسرع وعدم الدقة لان الاختبار الكبير للتأليف لم ينطلق بعد، وسيكون انتظار المرحلة الأولى من “المفاوضات الشاقة” التي سيبدأها الرئيس المكلف فور انتهاء الاستشارات النيابية غير الملزمة عصر اليوم في مبنى المجلس في ساحة النجمة محطة استكشاف أولية للحكم على طبيعة المخاض وما اذا كانت ستبرز إمكانات تسهيل او تعقد فورية.

 

التكليف والحريري

في أي حال برزت المناخات المعقدة شكلا، اقله في يوم استشارات التكليف في قصر بعبدا من خلال الأجواء المشدودة التي طبعت صور بعض الوجوه ولا سيما منها وجه الرئيس الحريري الذي كان متجهما. ولكن رئيس المجلس نبيه بري بادر عقب اجتماع التكليف الى محاولة تبديد المناخ التشاؤمي متحدثا امام الصحافيين عن “جو تفاؤلي خصوصا بين الرئيسين عون والحريري وبوجه أخص بين تياري المستقبل والوطني الحر”.

 

غير ان الرئيس الحريري اظهر في بيانه الأول بعد تكليفه بأكثرية 65 نائبا طبيعة طريقته لمواجهة مرحلة التأليف اذ اتسم البيان باقتضاب وبدلالات حازمة حيال التزاماته في تأليف “حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين مهمتها تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية “. وتوجه الى اللبنانيين “الذين يعانون من الصعوبات الى حد اليأس” مشددا على عزمه “التزام وعدي المقطوع لهم بالعمل على وقف الانهيار الذي يتهدد اقتصادنا ومجتمعنا وأمننا وعلى إعادة اعمار ما دمره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت وسأكب بداية على تشكيل الحكومة بسرعة لان الوقت داهم والفرصة امام بلدنا الحبيب هي الوحيدة والأخيرة”.

 

وواكبت الاستشارات تطورات ومواقف نيابية اكتسبت دلالات وكان ابرزها تصويت نواب كتلة الحزب القومي السوري الاجتماعي لمصلحة الحريري كما كتلة نواب الأرمن. كما برزت مفاجآت أخرى عبر تصويت النواب نهاد المشنوق الذي لم يكن متوقعا لمصلحة تكليف الحريري كما النائب الذي خرج من كتلة اللقاء التشاوري جهاد الصمد والنائب في كتلةنواب القوات اللبنانية جان طالوزيان الذي خالف موقف كتلته. وجاءت الحصيلة الإجمالية للاستشارات بأكثرية 65 صوتا للحريري فيما امتنع 53 نائبا عن تسمية أي مرشح.

 

أصداء دولية

وفي اول موقف دولي من تكليف الحريري حض ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش القوى السياسية على مساعدة الحريري على تشكيل الحكومة الجديدة. وقال في تغريدة له “لا يمكن أي بلد وبالأخص اذا كان في حال سقوط كارثي كلبنان الاستمرار في تسيير اموره الى ما لانهاية في غياب حكومة فعالة وداعمة للإصلاح”. وأضاف ان “القوى السياسية التقليدية أخذت مرة أخرى على عاتقها التحرك قدما بغض النظر عن إخفاقاتها في الماضي. الامر الان يعود الى هذه القوى لمساعدة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري على تشكيل حكومة ذات صلاحيات وفعالة لبدء تنفيذ الإصلاحات المعروفة”. وفي ما بدا إشارة لافتة الى ربط البعض  الملف الحكومي بالانتخابات الأميركية قال كوبيتش “لا تنتظروا المعجزات من الخارج. الإنقاذ يجب ان يبدأ في لبنان وبواسطة لبنان”.

 

اما مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر الذي زار لبنان الأسبوع الماضي فرفض في لقاء صحافي امس التعليق على تكليف الحريري مشددا على التزام الحكومة الجديدة الإصلاح وانهاء الفساد. وقال “ما زلنا نقف مع الشعب اللبناني ومصرون على ضرورة الإصلاح والشفافية والمحاسبة على الجرائم التي تم ارتكابها”. واعتبر انه “أيا تكن الحكومة التي ستتولى الامر في لبنان، فاذا ارادت ان تخرج البلاد من الازمة ينبغي الوفاء بكل هذه المتطلبات للحصول على المساعدات الدولية وإعادة لبنان الى المسار الصحيح”. وشدد على “استمرار بلاده في فرض عقوبات على “حزب الله” وحلفائه  اللبنانيين الذين ينخرطون في الفساد وإساءة استعمال السلطة بغض النظر عن المحادثات الجارية في شأن الحدود البحرية”.

 

********************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

الحريري مكلّفاً بالنصف + 5 ويتعهّد بحكومة اختصاصيين

التأليف: محاصصة “نوعية” أم حفلة ملاكمة؟

 

كما كان متوقعاً، كُلّف سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، بطريقٍ معبدة الى السراي هندسها المحنّك نبيه بري وسهَّلها “حزب الله” شريكه في “الثنائي”.

 

هكذا انتزع الحريري التكليف أمس رغماً عن رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل، محققاً هدف التعادل في مرمى بعبدا بعدما حاولت رسالة عون “الاستثنائية” أول من أمس، وضعه في موقع المتّهم المسؤول عن “التركة الثقيلة” والإتيان به هزيلاً الى حلبة التأليف. وتمكّن الحريري من اجتياز “قطوع” التكليف ببركة الرئيس بري وتوزيع للأدوار قادته أوركسترا “حزب الله”، وصل الى درجة الاستعانة بأصوات نواب مسيحيين في كتلة القومي السوري، أحد رموز نظام بشار الأسد في لبنان على أساس انّ “الضرورات تبيح المحظورات”.

 

وزخرت الاستشارات بمفاجآت تسمية للحريري أبرزها، إضافة الى “القومي”، تأييد النائب نهاد المشنوق، وممثل “الأحباش” عدنان طرابلسي، والنائب جان طالوزيان الذي انفك عن كتلة “الجمهورية القوية”، وجهاد الصمد الذي سمّى الحريري بعدما حسم معاناته “بين العقل والضمير”. وانتهت عند رقم 65 مؤيداً للحريري في مقابل 53 لم يسمّوا أحداً وغائبين.

 

ولعلّ أبرز ما ظهر من يوم الاستشارات القصير تفاؤلٌ عبَّر عنه بري، وتعهدٌ أطلقه الحريري بأنّه سيشكّل “حكومة اختصاصيين غير حزبيين في وقت سريع”، وتحذير من باسيل للرئيس المكلف بعدم تكرار حكومات زمن الوصاية، أي تلك التي اعتمدت على تحالفٍ سني شيعي مع وليد جنبلاط وتهميش للمسيحيين.

 

حسابات الاستشارات انتهت بانتهاء يومها، لتبدأ مرحلة جديدة وتفتح صفحة جديدة بين أهل المنظومة السياسية نفسها، تسمح لهم بتحاصص “نوعيّ” عبر حَمَلة الشهادات المموّهين او المجهولين بعدما كان يؤتى بسقط المتاع. لكن العين الماكرونية ساهرةٌ هذه المرة ولن تسمح مبدئياً بأن يتم توزير الفاسدين والسارقين أو عقد الصفقات ونهب ما تبقى من أموال اللبنانيين، وواشنطن كرّرت على لسان مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر ان لا عودة لـ business as usual في لبنان، وأنّ واجب الحكومة الجديدة التزام محاربة الفساد والاصلاح ومحاسبة مرتكبي الجرائم نزولاً عند طلب الشعب اللبناني، مؤكداً بأن سيف العقوبات سيبقى مصلتاً على “حزب الله” والمتهمين بالفساد، ولا علاقة للأمر بمفاوضات الترسيم البحري.

 

ولا تبدو مهمّة الحريري في تأليف الحكومة سهلة بل قد تتحول الى جولات من الملاكمة، إذ تعترضه عقبات كثيرة أهمها الخلافات والتباينات المتعدّدة مع الرئيس عون والرئيس الظلّ باسيل، خصوصاً أنّ عون لم يمرر عملية التكليف المطالب بها دولياً إلا ليصعّب التأليف على الحريري، كمن يتربّص لخصمه مستدرجاً إياه الى حلبته، فضلاً عن صعوبة تذليل الشروط التي يضعها الثنائي الشيعي وواجب “رد جميل” التكليف، إن لجهة تسمية الوزراء الشيعة أو لجهة التأكيد على عدم اتخاذ أي قرار يتعلق بالملفات الساخنة من دون الحصول على رضى “حزب الله”.

 

ويبدأ الحريري بعد ظهر اليوم استشاراته مع الكتل النيابية منفتحاً على “سير ذاتية” تعرض عليه وتنطبق عليها مواصفات الاختصاصيين “الأبرياء” من ارتكابات من سيقترحهم. وسيخوض، حسب مصادره، معركة التأليف بثقة وواقعية، خصوصاً انه بعدما عقد اتفاقه مع الشيعة وجنبلاط بات مستعداً لاعطاء جائزة ترضية لرئيس الجمهورية، تتمثل بقبول تسميته المسيحيين مع حفظ حصة حليفه ومرشحه للرئاسة سليمان فرنجية. فهل يقبل عون وباسيل بهذا القدر الضئيل من النفوذ في التشكيل أم يخوضان آخر معارك العهد لإثبات الوجود والحجم والحفاظ على آمال التوريث؟

 

 

********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الحريري يعتدل ويستعجل التأليف… والكتـــل تحدّد تصوّرها اليوم

 

نجح الرئيس المكلف سعد الحريري في خوض معركة تكليفه متجاوزاً المطبّات التي وضعت في طريقه وخرج بـ65 صوتاً (الاكثرية النيابية المطلقة)، ولكن هل انّ نجاحه في معركة التكليف سينسحب على التأليف الذي تختلف حساباته فيه عن حسابات التكليف لجهة التوازنات داخل الحكومة والأحجام والحقائب وغيرها الكثير؟ أما الإيجابيات التي ظهرت من خلال المواقف التي أطلقها أكثر من مرجع ومسؤول، فهي طبيعية في مفاصل من هذا النوع، ولكنها لا تتعدى النيّات التي تصطدم بالوقائع المعقدة على الأرض.

 

وأن يبدأ الرئيس المكلّف استشاراته النيابية اليوم في مؤشّر إلى رغبته في تسريع تأليف الحكومة، فهذا لا يعني انّ التأليف سيتحقق سريعاً إلّا في حال تم التوافق والاتفاق على شكل الحكومة التي ما زالت مدار خلاف بين من يريدها تكنوسياسية، وبين من يريدها من اختصاصيين غير حزبيين، وقبل حسم هذا الخلاف لا يمكن الانتقال إلى الطبقة الثانية المتصلة بالأحجام داخل هذه الحكومة والحقائب، هذه الطبقة بالذات التي كان يدور كل الخلاف حولها قبل مرحلة 17 تشرين، ويستغرق تأليف الحكومات أشهراً. فيما نقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسي أميركي كبير قوله: «يجب أن تلتزم حكومة لبنان الجديدة بالإصلاح وإنهاء الفساد».

وستؤكد الكتل النيابية اليوم للحريري رؤيتها لطبيعة الحكومة العتيدة، وتتجه الأنظار في هذا الصدد إلى تكتلي «لبنان القوي» و»الوفاء للمقاومة»، خصوصاً انّ الثنائي الشيعي يتمسّك بتسمية الوزراء وحقيبة وزارة المال، فيما لا يعتبر «التيار الوطني الحر» الرئيس المكلف اختصاصياً، بل يعتبره سياسياً بامتياز، ما يعني أنه سيبدأ البحث معه من توزير سياسيين قبل ان ينتهي بعد أسابيع أو أشهر إلى توزير اختصاصيين على غرار الحكومة المستقيلة ولكن اختيارهم تتولّاه الكتل النيابية لا الرئيس المكلف.

 

فإذا سلّم الحريري بهذه القاعدة تتشكّل الحكومة ويصبح الخلاف حول التفاصيل المتصلة بالتوازنات، وإذا لم يسلِّم فلن تتشكّل وقد يضطر إلى الاعتذار، لأن لا «الحزب» ولا «التيار» في وارد الموافقة على حكومة لا يُمسكان بمفاصلها، وكلام الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله كان شديد الوضوح في إطلالته التي رَدّ فيها على اتهامات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للحزب بأنه ليس في وارد القبول بتغيير قواعد التأليف الحكومي المتّفق عليها منذ العام 2005.

 

ومع انتهاء جولة الاستشارات النيابية غير الملزمة بنتائجها، يبدأ البحث الجدي في التأليف الذي سينتظر بطبيعة الحال نتائج الانتخابات الأميركية التي صارت على الأبواب، لأنّ أحداً ليس في وارد الإقدام على اي خطوة قبل معرفة الاتجاهات التي ستسلكها المنطقة.

 

ولكن مصادر مطلعة قالت لـ«الجمهورية» انّ أجواء إيجابية ومَرنة سترافق عملية التأليف استناداً الى أجواء اللقاءات والاتصالات التي جرت في الايام الأخيرة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري، الذي أبدى الاستعداد للتفاهم مع الجميع في شأن التشكيلة الوزارية وتسمية الوزراء.

 

جو إيجابي

وفي قراءة ليلية لنتائج اليوم الطويل من الاستشارات النيابية الملزمة، قالت مصادر مقرّبة من بعبدا لـ«الجمهورية» انّ ما شهده اللقاء الثلاثي الذي أعقب انتهاء الاستشارات النيابية في قصر بعبدا، والذي ضَم رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة، عكس جواً ايجابياً يمكن ان يكون قد بَدا بعدما تمّ تجاوز الكثير من العقد السابقة.

وقالت هذه المصادر انّ الخطوات الدستورية التي من المفترض ان تبدأ من اليوم، ستشكّل مناسبة لإطلاق مسار جديد في عملية التأليف، وسيشكّل اللقاء الذي سيجمع الحريري مع وفد كتلة «لبنان القوي» برئاسة النائب جبران باسيل محطة تُعيد وَصل ما انقطَع في الفترة الأخيرة بين مكونات الحكومة الجديدة، خصوصاً انّ ما طَرحه بري في اللقاء الثلاثي ووافَقه عون والحريري عليه قد يقود الى فتح صفحة جديدة لا بد منها.

وعلمت «الجمهورية» انّ الحريري عَبّر لرئيس الجمهورية عن نيته التعاون في المرحلة المقبلة، لأنّ ذلك سيكون واجباً على الحكومة من اجل تجاوز الازمة الصعبة والتأسيس لمرحلة الإنقاذ المطلوبة وفق المبادرة الفرنسية والأجواء الدولية الداعمة. وأبلغ الحريري الى عون انّ لديه تصوراً للحكومة المقبلة، وهي ستكون من 20 وزيراً من الاختصاصيين غير الحزبيين توحي بالثقة لدى الداخل والخارج من اجل استعادة الدورة الاقتصادية حركتها الطبيعية.

وقالت المصادر انّ البحث تناول مرحلة التنسيق للاسراع في توليد التشكيلة الحكومية، فالمرحلة المقبلة ستقود الى التفاهم على الحقائب وتسمية الوزراء ولا سيما منهم المسيحيين، إن كان التفاهم على تسمية الوزراء الشيعة مع ثنائي حركة «أمل» و«حزب الله» هو المتوقّع.

وفي هذه الأجواء، كشفت مراجع مطّلعة لـ«الجمهورية» انّ عون شَدّد في الاستشارات النيابية على أهمية ان تتولى الحكومة برامج الاصلاحات المحكي عنها، ولا سيما منها التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان كمدخل طبيعي لوصول هذا التدقيق الى مختلف الوزارات والمؤسسات الرسمية ومكافحة الفساد.

 

توافق

وفي ساعة متأخرة من ليل أمس عكست مصادر واسعة الاطلاع في بيت الوسط لـ»الجمهورية» أجواء بعبدا الإيجابية باللغة والمنطق عينه، وتحدثت عن أنّ ما شهده اللقاء الثلاثي بعد انتهاء الاستشارات كَسرَ الجليد الذي كان قائماً بين عون والحريري على رغم من مجموعة الانتقادات القاسية التي وَجّهها رئيس الجمهورية الى الحريري في رسالته غير التقليدية عشيّة الاستشارات، حيث أكد الحريري انه تجاوَزها الى درجة وكأنها لم تكن في اللقاء.

وقالت هذه المصادر انّ الترجمة العملية للاجواء الإيجابية التي أنتجها لقاء بعبدا ستظهر اليوم بتَرؤس باسيل وفد تكتل لبنان القوي الى استشارات التأليف غير الملزمة التي سيجريها الحريري بعد ظهر اليوم في مجلس النواب، وذلك بعدما كان قد عَبّر عن النية بعدم مشاركته فيها إلّا بوفد مصَغّر من التكتل.

وانتهت المصادر الى التأكيد انّ لقاء اليوم سيشكّل مناسبة للتفاهم على موعد لاجتماع يعقد بين الحريري وباسيل بعد الانتهاء من هذه الاستشارات، بما يفتح أبواب التفاهمات حول التركيبة الحكومية الجديدة.

 

تفاهم مع الجميع

وقد عكسَ الحريري هذه الاجواء في دردشة مع الصحافيين في «بيت الوسط»، عندما سألوه عن الايجابية التي عَبّر عنها إثر تكليفه، فقال: «إنها البداية، واذا كانت مصلحة البلد تتطلّب تفاهماً مع الجميع فمن المفترض تغليب مصلحة البلد».

وعن إمكانية لقائه مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل خلال الاستشارات اليوم، لم يغلق الباب علماً أنه لم يجب عن السؤال.

وكان بري قد قال لدى مغادرته القصر الجمهوري امس انّ «الجَو تفاؤلي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري». واضاف: «سيكون هناك تقارب بين تيارَي «المستقبل» و»التيار الوطني الحر».

واكد الحريري، في البيان الذي تلاه بعد تكليفه تشكيل حكومته الرابعة منذ العام 2009، عزمه على تأليف «حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، مهمتها تطبيق الاصلاحات الاقتصادية والمالية والادارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية، التي التزمت الكتل الرئيسية في البرلمان بدعم الحكومة لتطبيقها». وتوجّه الى اللبنانيين مؤكداً أنه «عازم على التزام وعدي المقطوع لهم، بالعمل على وقف الانهيار الذي يتهدّد اقتصادنا ومجتمعنا وأمننا، وعلى إعادة إعمار ما دمّره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت، وانني سأنكَبّ بداية على تشكيل الحكومة بسرعة، لأنّ الوقت داهم، والفرصة امام بلدنا الحبيب هي الوحيدة والاخيرة».

وقد حاز الحريري بنتيجة الاستشارات على تسمية كلّ من الرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام ونائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، وكتل: «المستقبل»، «التكتّل الوطني»، «اللقاء الديمقراطي»، «الوسط المستقل»، «القومية الإجتماعية»، «نواب الأرمن» و«التنمية والتحرير»، إضافة إلى النواب المستقلّين: إدي دمرجيان، ميشال ضاهر، نهاد المشنوق، جهاد الصمد، جان طالوزيان وعدنان طرابلسي. وامتنع عن تسمية أحد كلّ من الكتل: «الوفاء للمقاومة»، «اللقاء التشاوري»، «الجمهورية القوية»، «لبنان القوي» و«ضمانة الجبل»، إضافة إلى النواب المستقلّين: أسامة سعد، شامل روكز، فؤاد مخزومي وجميل السيّد.

ولأسباب أمنية استعاضَ الحريري عن الزيارات التقليدية لرؤساء الحكومة السابقين بالاتصال هاتفياً بهم، وأفاد المكتب الاعلامي للحريري انّ هؤلاء «تمنّوا له التوفيق في مهامه لتشكيل حكومة لوقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمّره انفجار مرفأ بيروت».

 

وهنّأ مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الحريري بتكليفه،

ودعا القوى السياسية الى تسهيل مهمته «لأنها مسؤولية كبرى وواجب وطني لإنقاذ البلد ممّا يمرّ به من أزمات سياسية واقتصادية ومعيشية وإنمائية».

واعتبر تيار «المستقبل»، في بيان، انه مع تكليف الحريري «فُتِحَت صفحة جديدة عنوانها العمل من أجل الإنقاذ ووقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمّره انفجار مرفأ بيروت». ودعا جمهوره في كل المناطق إلى «مواكبة ما بعد التكليف بهذه الروحية، والتعبير عن ذلك بشكل يراعي ما تعيشه البلاد من ظروف دقيقة، سياسياً واجتماعياً وصحياً، ويلتزم بالقوانين المرعية الإجراء».

 

كوبيتش

واعتبر المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، في تغريدات على «تويتر»، أنّ «القوى السياسية التقليدية أخذت مرة أخرى على عاتقها التحرك قدماً بغَضّ النظر عن إخفاقاتها العديدة في الماضي والشكوك العميقة بشأن المستقبل». وتابع: «الأمر الآن يعود لهذه القوى لمساعدة الحريري على تشكيل حكومة ذات صلاحيات، وفعّالة لبدء تنفيذ الإصلاحات المعروفة».

وقال: «لا يمكن لأي بلد، وبالأخَص إذا كان في حالة سقوط كارثي كلبنان، الاستمرار في تسيير أموره إلى ما لا نهاية في غياب حكومة فعّالة وداعمة للإصلاح». وأضاف: «لا تنتظروا المعجزات من الخارج (…) الإنقاذ يجب أن يبدأ في لبنان».

 

شينكر

في غضون ذلك، أعلن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، بعد ساعات على تكليف الحريري، أنّ بلاده ستواصل فرض العقوبات على «حزب الله» وحلفائه في لبنان، واعتبر أنه يجدر بأيّ مجلس وزراء جديد تنفيذ الإصلاحات الضرورية ومحاربة الفساد.

ولفت شينكر، في إيجاز صحفي أمس، الى أنه «خلال زيارتي الى لبنان، قمت بإدارة الجلسة الإفتتاحية بين الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية لترسيم الحدود، وشكّلت هذه المحادثات خطوة ايجابية»، مشدداً على أنّ «الولايات المتحدة ملتزمة بتسهيل التوصّل الى اتفاق، وسنعمل كوسيط للمفاوضات الجارية»، واضاف: «التقيتُ أيضاً بمسؤولين حكوميين، وركّزنا على أهمية تفعيل الإصلاحات التي تَفي بمتطلبات الشعب، وكرّرنا أنّ العمل في المؤسسات غير مقبول».

وعمّا إذا كان متفائلاً بالوصول الى اتفاق لترسيم الحدود، قال شينكر: «لا أود أن أقول إنني متفائل أو متشائم. أنا سعيد بالجولة الأولى من المحادثات. نأمل أن يتم الوصول الى اتفاق، وأن تكون المشاركة في هذه المحادثات تجري وفقاً لنيات طيبة وجدية»، مذكّراً أنّ «جلسة وحيدة عقدت حتى الآن وهناك الكثير من العمل الشاق في انتظارنا، وهذا يتطلّب رغبة وإرادة باتجاه الوصول الى اتفاق، وجدية ورغبة في الانخراط بمرونة ونوايا طيبة».

وشدد شينكر على «أننا منخرطون في لبنان، ونقف مع الشعب اللبناني ومصرّون على ضرورة أن تَفي كل حكومة في البلد بالشفافية والإصلاح ومكافحة الفساد، وأن يكون هناك محاسبة على الجرائم التي تم ارتكابها»، مضيفاً: «هذه هي الأشياء التي ذكرتها تضعها بلادي كشروط مسبقة لدعمنا وتقديم المساعدة، والفرنسيون طالبوا بالأمور نفسها، ومجموعة الدعم الدولية قالت بوضوح إنه ينبغي الإيفاء بتطلعات الشعب اللبناني».

وعن رأيه بتكليف الحريري تشكيل حكومة جديدة، قال شينكر: «الشعب هو من يقرّر حيال الحكومة. لبنان بحاجة ماسة الى إصلاح اقتصادي. لن أعلّق على الحريري أو على أي سياسي لبناني. الولايات المتحدة لن تعلّق أو تَدلو بدلوها في هذا الأمر. بل قلنا إنّ هناك مبادئ مهمة، مثل الإصلاح والشفافية ومكافة الفساد والمحاسبة. وإذا أرادت أي حكومة

مساعدة لبنان في الخروج من الأزمة والعودة الى مساره والحصول على ثقة دولية، فيجب عليها الوفاء بكل المتطلبات». وأضاف: «رأينا كلنا الأرقام، وهي سيئة وتتصل بمسألة الدين ونسبة اللبنانيين تحت خط الفقر. نحن نلتزم المبادئ وسنتجنب إطلاق الأحكام». وأعلن أنّ «الولايات المتحدة ستستمر في فرض عقوبات ضد «حزب الله» وحلفائه، وسنستمر في السعي لفرضها ضد الذين ينخرطون في الفساد وإساءة استخدام السلطة بغَضّ النظر عن المحادثات الجارية في شأن ترسيم الحدود».

 

استونيا واسرائيل

من جهة ثانية أكد وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، مساء أمس، أنّ قرار حكومة إستونيا بتصنيف «حزب الله» بكل أذرعه «منظمة إرهابية» ومنع عناصره من دخول البلاد هو «رسالة واضحة ضد الإرهاب وأنشطة «حزب الله» التي تهدد السلام العالمي وتقوّض الاستقرار الإقليمي». وقال أشكنازي: «أهنئ الحكومة الإستونية وصديقي وزير الخارجية أورماس رينسالو على اتخاذ هذا القرار الهام»، ودعا الدول الأخرى والاتحاد الأوروبي إلى الضغط على «حزب الله» وحَظر أنشطته.

وكانت حكومة إستونيا قد فرضت أمس عقوبات على «حزب الله» اللبناني، بسبب «أنشطته الإرهابية»، واصفة إيّاها بـ«التهديد الكبير للأمن الدولي ولأمن استونيا».

وأوضح بيان نشره حساب وزارة الخارجية الإستونية على «تويتر»: «بناء على اقتراح من وزير الخارجية، قررت الحكومة فرض عقوبات على «حزب الله» اللبناني بسبب أنشطته الإرهابية».

وأضاف البيان: «يفرض قرار إستونيا حظر دخول البلاد على أعضاء «حزب الله» اللبناني، المُنتمين إلى جناحَيه العسكري والسياسي، وفرض عقوبات على قيادات بعينها من التنظيم من المقرر أن يجري تسميتها خلال الفترة المقبلة». وتابع البيان: «حزب الله» يشكل تهديداً كبيراً للأمن الدولي، وبالتالي لأمن إستونيا». وقال وزير الخارجية الاستوني إنّ «هذه الخطوة تدعم خطوات أخرى من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا ودول أخرى».

 

 

 

**********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

الحريري يعد بتأليف «حكومة اختصاصيين» بسرعة

حصل على 65 صوتاً من دون «حزب الله» وأكبر كتلتين مسيحيتين

 

انتهت الاستشارات النيابية التي أجراها الرئيس اللبناني ميشال عون أمس لتسمية الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة الجديدة، بتكليف الرئيس سعد الحريري بعد حصوله على 65 صوتاً مقابل 53 لم يسموا أحداً من أصل 120 نائباً يتكون منهم البرلمان حالياً.

وشدّد الحريري بعد تكليفه على عزمه «تشكيل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين» تكون مهمتها «تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية التي التزمت الكتل الرئيسية في البرلمان بدعم الحكومة لتطبيقها»، مشيراً إلى أنه «سينكب على تشكيل الحكومة بسرعة لأن الوقت داهم والفرصة أمام لبنان هي الوحيدة والأخيرة». وأكد عزمه «الالتزام بوعده المقطوع لهم بالعمل على وقف الانهيار الذي يتهدد الاقتصاد والمجتمع وأمنه» فضلاً عن إعادة إعمار ما دمره الانفجار في مرفأ بيروت.

ولفت رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد لقائه عون والحريري إلى أنّ «الجو تفاؤلي» بينهما، و«التشكيل سيحصل في وقت أسرع من المتوقع»، و«سيكون هناك تقارب بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر».

واعتبر رئيس «تكتل لبنان القوي» (يضم نواب التيار الوطني الحر) النائب جبران باسيل أنّ موقف التيار بعدم تسمية أحد معروف منذ فترة لأنه «مع حكومة إصلاح من اختصاصيين، مؤكداً أنّه «لا توجد خلفيات شخصية لعدم التسمية».

وشدّد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان على أنّه إذا لم تشكل حكومة مستقلين من أصحاب اختصاص وإذا لم تطبق المداورة، فلن يخرج لبنان من الأزمة. والتجارب الماضية أظهرت أن «الطبقة القابضة على السلطة لم تتعلم شيئاً وهي أمام امتحان كبير»، قائلاً: «سنراقب ككتلة تأليف الحكومة».

وعلى خطّ عدم تسمية الحريري أيضاً، أشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» (تضم نواب «حزب الله») النائب محمد رعد إلى أنّ الكتلة «لم تسمِّ أحداً لرئاسة الحكومة، علّها تسهم بذلك في إبقاء مناخ إيجابي يوسّع سبل التفاهم المطلوب». واعتبر رعد أن «التفاهم الوطني هو الممر الإلزامي لحفظ لبنان وحماية سيادته ومصالحه».

وسمّى نوّاب كتلة «التنمية والتحرير» (تضمّ نواب حركة أمل) الحريري لتشكيل حكومة «تنفذ الورقة الإصلاحية»، ودعت الكتلة إلى «تشكيل حكومة إنقاذ بأسرع وقت يكون في سلّم أولوياتها تنفيذ البنود الإصلاحية الإنقاذية التي تضمنتها المبادرة الفرنسية، خاصة مكافحة الفساد وتنفيذ القوانين التي أصدرها مجلس النواب ولم تُنفَّذ»، في رد غير مباشر على الرئيس عون الذي تحدث أول من أمس عن القوانين التي لم يقرها المجلس.

وسمّت الحريري أيضاً كتلة «اللقاء الديمقراطي» (تضمّ نواب الحزب التقدمي الاشتراكي) وذلك في «محاولة لإنقاذ ما تبقى من البلد»، كما قال النائب تيمور جنبلاط. كما سمت الحريري كتلة نواب تيار «المردة».

وكان رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي أول المشاركين في الاستشارات؛ إذ تمنى على الرئيس عون أن «يكون حكماً كما ينص الدستور، وألا يكون طرفاً بأي شكل من الأشكال».

وفي الإطار نفسه، رأى الرئيس تمام سلام أنّ لبنان اليوم أمام محاولة جديدة في ظل متابعة ورعاية دولية، وخاصة من قِبَل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون» واعتبر سلام أنّ الحريري أمام «تحدٍّ كبير، وهذه قد تكون الفرصة الأخيرة؛ فإما لجم الانهيار، وإما الذهاب إلى الأسوأ».

بدوره، سمى النائب نهاد المشنوق الحريري لتأليف الحكومة الجديدة، متحدثاً عن أسباب عديدة دفعته إلى ذلك منها «تبنيه الكامل والعلني المبادرة الفرنسية الإصلاحية التي هي المبادرة الوحيدة المتاحة لنا الآن».

ودعا المشنوق إلى تأليف «حكومة اختصاصيين يبدأ على أساسها العمل بشكل جدي»، موضحاً أنّ «الخلاف مع الحريري سياسي والاتفاق أيضاً، وأتمنى أن يكون التأليف أقل تعقيداً مما أعتقد».

 

**********************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

الحريري يتقدّم إلى «حكومة المهمة».. وبري على خط «لغم باسيل»

مشاورات التأليف تقنية في ساحة النجمة اليوم.. و3 شروط أميركية للدعم مع عصا العقوبات

 

يبدأ اليوم الرئيس المكلف سعد الحريري اختبار «مكامن» الكتل النيابية، التي سمته، وتلك التي لم تسمه، في تأليف «حكومة مهمة» لستة اشهر، من اختصاصيين، غير حزبيين، وفقا لمندرجات المبادرة الفرنسية، من اجل امرين: وقف الانهيار واعادة اعمار بيروت بعد انفجار 4 آب الماضي.

 

ومن قصر بعبدا، وبعد تسميته، في لقاء جمعه الى الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، ذكر الرئيس الحريري بأن الكتل التزمت في قصر الصنوبر، باللقاء مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في 2 ايلول الماضي بتطبيق المبادرة الانقاذية، وبدعم تأليف حكومة مهمة.

 

واعلن الرئيس الحريري انه عازم على الإلتزام بوعده للبنانيين بالعمل على وقف الانهيار، وبأقصى سرعة، فالوقت داهم، والفرصة المتاحة هي الوحيدة والأخيرة.

 

ولاحظت مصادر مطلعة ان الرئيس الحريري بعدما نجح في فرض تسمية رئيس الحكومة المكلف من دون التنسيق والتشاور المسبق مع النائب جبران باسيل كما كان يحدث في حكومتي العهد الاولى والثانية وما ادى اليه هذا  الخلاف الحاد من جفاء وانقطاع التواصل بينهما، ولدى لقاء الرؤساء الثلاثة لابلاغ الرئيس الحريري بنتائج الاستشارات النيابية الملزمة وعدد النواب الذين ايدوه، تدخل بري لتبريد الاجواء واقترح إعادة التواصل بين الحريري وباسيل لتسهيل وتسريع خطى تشكيل الحكومة الجديدة ومباشرة مهماتها لإنقاذ البلد، على ان يشكل لقاء الحريري بكتلة لبنان القوي برئاسة باسيل في المشاورات غير  الملزمة التي يجريها الرئيس المكلف اليوم بالمجلس النيابي اول خطوة على الطريق، على ان يليها بعد ذلك لقاءات اخرى بين الطرفين في وقت لاحق، لاعادة العلاقات بينهما الى طبيعتها.

 

وقد عبر بري لدى مغادرته بعبدا عن فحوى الوساطة التي قام بها بالاشارة إلى ان تشكيل الحكومة يسير بأسرع ما توقع البعض، ووصف الأجواء بين عون والحريري بالايجابية في حين عبر رئيس الحكومة المكلف في وقت لاحق عن هذه الايجابية، بالقول انه اذا كانت مصلحة البلد تتطلب تفاهم الجميع ، فمن المفيد تقديم هذه المصلحة على ما عداها. وفي هذا الكلام يعكس الحريري ما قاله بري عن الايجابية التي طبعت اللقاء الثلاثي ومدلولاته.

 

اما الاهم بعد ماحصل فهو موضوع تأليف الحكومة ومدى الوقت الذي تستغرقه في ظل المواقف التي رافقت عملية تسمية رئيسها والمسار الذي ستسلكه لاحقا، بينما يلاحظ من كلام رئيس المجلس النيابي عن توجه ملحوظ لتسريع عملية التشكيل واشارة الحريري في كلمته التي ألقاها في بعبدا إلى ضرورة تسريع ولادة الحكومة، حدوث تفاهم بين الرؤساء الثلاثة يقضي بتسريع عملية التشكيل لان اطالة أمد التشكيل وتقطيع الوقت سدى، لن يكون في مصلحة لبنان التي تتطلب سرعة قصوى لكسب الوقت ومباشرةالتفاوض مع المؤسسات والصناديق المالية الدولية فورا واتخاذ الخطوات المطلوبة لحل الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان حاليا.

 

والحكومة التي يعتزم الرئيس الحريري تأليفها وهي الرابعة منذ 2009، سبقتها مشاورات واتصالات، لبنانية ودولية، لا سيما فرنسية وبريطانية، بهدف انتزاع تأييد فعلي لبرنامج الحكومة التي ستؤلف لوقف الانهيار الاقتصادية والنقدي، والمالي، والذي اصاب كل اوجه الحياة في هذا البلد.

 

ولاحظت مصادر سياسية مطلعة ان الطبقة السياسية امام الاختبار الأخير، بعد الفرصة التي منحت لها، لاختبار قدرتها على وقف انهيار البلد، الذي سببت سياساتها ونزاعاتها، وضعه على سكة الازمات القاتلة، الى الدرجة التي يعيشها اللبنانيين.

 

واشارت المصادر الى التغريدة ذات الدلالة، وهي اول موقف دولي من التكليف، التي اعتبر فيها المنسق الخاص للامم المتحدة يان كوبيش، انه لا يمكن الاستمرار بتسييرالامور او انقاذ البلد بدون حكومة فعالة، وداعمة للاصلاح.

 

وخاطب المسؤولين: لا تنتظروا المعجزات من الخارج (في اشارة الى الانتخابات الاميركية) والدول المانحة، فالانقاذ يجب ان يبدأ في لبنان.

 

وضمن مسار السرعة لا التسرع، حددت دوائر المجلس النيابي موعداً للاستشارات النيابية غير الملزمة للرئيس الحريري مع الكتل النيابية بدءاً من الواحدة والربع بعد ظهر اليوم وحتى الخامسة إلا ربعا، فيما إكتفى الرئيس الحريري بالتشاور فوراً هاتفيا مع رؤساء الحكومات السابقين بمن فيهم حسان دياب، «لدواع امنية بدل الجولة التقليدية عليهم وتمنوا له التوفيق»، حسب بيان عن مكتب الحريري، لتبدأ مسيرة تاليف الحكومة التي تراوحت التقديرات بين ان تكون سهلة بدعم من القوى التي سمت الحريري ومتعسرة بسبب مواقف بعض الكتل الاخرى من شكل الحكومة وتوزيع الحقائب فيها عدا عن برنامجها، لا سيما موقف كتلة التيار الوطني الحر التي دعا رئيسها النائب جبران باسيل من بعبدا بعد الاستشارات «الى تشكيل حكومة تكنو- سياسية»، خلافاً لما اعلنه الحريري. وقال: تكليف الحريري هو امر مفهوم ومقبول ميثاقيا ولو فيه خروج عن المبادرة الفرنسية، ويضعنا امام قواعد تأليف ميثاقية في حكومة تكنوسياسية في مهمة ومهلة محددتين. هذه القواعد نتحدث عنها في مرحلة التأليف مع بدء الاستشارات النيابية مع الرئيس المكلف، وننتظر ان يبلغنا بنواياه في معايير التأليف وكيف ستكون محددة وموحدة مع كل الأطراف والمكونات، وعندها نحدد موقفنا من عملية التأليف».

 

الاستشارات الملزمة

 

على مدى ساعات اربع، وفي مشهدية، غير مسبوقة في قصر بعبدا، غيّر من رونقها الرمادي الرئيس نبيه بري، اذ اضفى اجواء ايجابية، تركت صدى طيباً في الشارع البيروتي، انتهت الاستشارات النيابية الملزمة التي بدأت عند التاسعة من صباح امس، وانتهت قرابة الواحدة والنصف بتسمية الرئيس الحريري رئيساً مكلفاً لتأليف حكومة جديدة بـ65 صوتا، خرقته مفاجآت، ابرزها ان الـ53 نائباً، الذين امتنعوا عن التسمية لسبب او لآخر، لم يسموا اي مرشح آخر.. لم تلامس الاصوات سقف السبعين، بعد استقالة 8 نواب، لكنها بالتسميات التي اقدمت عليها كتلة الارمن وكتلة فرنجية والنواب المتمردون على كتلهم مثل: (ميشال ضاهر، وجان طالوزيان)، وحتى النائب اسعد حردان رئيس الكتلة القومية في المجلس النيابي، وجهاد الصمد، فضلا عن عودة النائب نهاد المشنوق الى «سربه» من باب الوفاء، ومغادرة النائب عدنان طرابلسي «سربه التشاوري» من باب الحسابات البيروتية، في الشارع، والانتخابات المقبلة.

 

وبقي النواب جميل السيد، وفؤاد مخزومي، واسامة سعد خارج دائرة «التسميات»، ولكل حساباته، واعتباراته.. فيما سجل غياب كل من النائب ميشال المر (بداعي المرض) والنائب طلال ارسلان، لاسباب لم يفصح عنها.

 

وبمعزل عن الحسابت الرقمية، فالرئيس الحريري، قطع اولى خطوات العودة الى السراي الكبير، بدعم سلامي واسع (24 نائباً سنياً من اصل 27 سمّوه) ونصف النواب الشيعة (كامل اعضاء كتلة التنمية والتحرير) حتى ان حزب الله، الذي اضطرته الاعتبارات السياسية، كعدم ترك حليفه التيار الوطني الحر وحيداً، فضلا عن استمرار ربط النزاع بين حزب الله وتيار «المستقبل» ورئيسه الى التأييد الدرزي شبه الكامل (باستثناء ارسلان) مع تسجيل دعم مسيحي، تخطى المتوقع، بعد انضمام نواب من الاشرفية وزحلة الى تسمية الرئيس الحريري.

 

وظهرت اولى بادرات التنسيق الايجابية، بتراجع سعر صرف الدولار، اذ سجّل سعر صرف الدولار انخفاضاً ملحوظا في السوق السوداء، اذ بلغ مساء امس 7.150 ليرة لبنانية للمبيع و7050 ليرة للشراء.

 

والامر الذي توقف عنده المراقبون ماقاله النائب محمد رعد باسم كتلة الوفاء للمقاومة من ان «التفاهم الوطني هو الممر الإلزامي، لحفظ لبنان وحماية سيادته ومصالحه، ونجاح العملية السياسية، وتحقق مصالح اللبنانيين يتوقفان على هذا التفاهم».

 

وقد حضر الرئيس المكلّف الى قصر بعبدا حيث عقدت خلوة ثلاثية ضمّت الرؤساء عون ونبيه بري والحريري، قال بعدها بري: الجو تفاؤلي بين الرئيسين عون والحريري، والتشكيل سيحصل في وقت اسرع من المتوقع، وسيكون هناك تقارب بين تياري «المستقبل» والتيار الوطني.

 

ومن دون ان اي تردَّد، كرر الرئيس المكلف من قصر بعبدا، بعد دقائق من تكليفه انه يسعى الى «حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين».. ولم ينسَ الاشارة الى انه سينكب «على تشكيل الحكومة بسرعة، والفرصة هي الوحيدة والأخيرة». داعياً الى التفاهم مع الجميع، ما دامت مصلحة البلاد تقتضي ذلك..

 

وخرج التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل من معمعة الاستشارات الملزمة، ويده على سلاحه، كما يقال، فلا توقيع على مراسيم التأليف (في اشارة الى موقف رئيس الجمهورية) ما لم تكن الحكومة ميثاقية.

 

هنا بيت القصيد الخلافي، الذي سيكون على طاولة المتابعة، وإن بدت الاجواء المحيطة تكبر لدرجة تحول دون تعطيل عملية التأليف، كما تعطلت عملية التكليف..

 

ورجح مصدر قريب من تكتل لبنان القوي، مشاركة النائب باسيل مع وفد من التكتل في الاستشارات اليوم في مجلس النواب.

 

الموقف الاميركي

 

ولم يتأخر الموقف الاميركي من التطور السياسي الجديد، الذي قضى بتكليف الرئيس الحريري رسمياً تأليف الحكومة. فسارع مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد شنكر (المكلف من ادارته رعاية مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل) رداً على سؤال صحفي: «نقف مع الشعب اللبناني(…) ولا زلنا نصر على ضرورة أن تنفذ أي حكومة جديدة إصلاحات، وتتبنى الشفافية وتحارب الفساد». وأضاف: «هذا ما قالت الولايات المتحدة تكراراً إنها شروطها للحصول على دعمها».

 

وكلف الرئيس اللبناني ميشال عون الخميس الحريري تشكيل الحكومة الجديدة. ومن المتوقع أن يواجه هذا الأخير مهمة صعبة.

 

الا ان شنكر، فرَّق بين دعم الحكومة الاصلاحية، والمضي بفرض عقوبات ضد حزب الله وحلفائه، والمتورطين بالفساد. وقال: سنواصل العقوبات بغض النظر عن ترسيم الحدود (بين لبنان واسرائيل) وبغض النظر عن تشكيل الحكومة.

 

وفي حديث لمحطة TV5 الفرنسية اعرب رئيس حزب الكتائب سامي الجميل عن اسفه للعودة الى النهج التحاصصي القائم علىتقاسم السلطة، والحصص بين المنظومة السياسية التي اثبتت عجزها عن ادارة البلد.

 

الشارع: تأييد واعتراض

 

على الارض، انقسم الشارع، بين مبتهج من تكليف الرئيس الحريري ومعترض.

 

ففي الطريق الجديدة، احتفل مناصرون على طريقتهم بالحدث، وكذلك في طرابلس، والشمال والبقاع. وعند مدخل صيدا الجنوبي، رفعت يافطة تهنئة لمناسبة التكليف.

 

فيما انطلقت عصراً، مسيرة سيّارة لمناصري تيار «المستقبل»، ابتهاجا بالتكليف، جابت شوارع المدينة، ورفع المشاركون الأعلام اللبنانية وصور الرئيس المكلّف.

 

وكان قد سبق انطلاق المسيرة، تجمع لمناصري «المستقبل» في محلة زاروب النجاصة في محيط وسط المدينة.

 

وفي المقلب الآخر، تجمّع عدد من المحتجين على تكليف الحريري أمس عند جسر جل الديب، مُطلقين شعار «عن حقك دافع»، ومُطالبين بـ«إسقاط المنظومة الحاكمة بأكملها وبشكل نهائي»، وسط انتشار للجيش وقوى الامن الداخلي في المنطقة، في وقت أفادت غرفة التحكم المروري عن قطع السير على تقاطع الصيفي بالاتجاهين.

 

وكذلك قطعت الطريق، ولكن القوى الامنية اعادت فتحها لاحقاً.

 

انتقاد التقصير بتحقيقات المرفأ

 

وانتقدت منظمة هيومن رايتش موتش عدم تمكن السلطات اللبنانية من التوصل الى نتائج مصداقية في التحقيقات المتعلقة بانفجار مرفأ بيروت، على الرغم من شهرين على وقوعه.

 

وعزت العجز الى ما اسمته «التدخلات السياسية التي صاحبها تقصير متجذر في النظام القضائي» جعلت على ما يبدو من المستحيل اجراء تحقيق موثوق، ومحايد»، وطالبت بتحقيق بقيادة الامم المتحدة لتحديد المسؤوليات.

 

67029

 

صحياً، اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 1450 اصابة جديدة بالكورونا و16 حالة وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد التراكمي الى 67029 اصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط الماضي.

 

**********************************

افتتاحية صحيفة الديار

الحريري مكلفاً بارقام نيابية متواضعة .. «ضبابية» دولية ولا تأليف دون «تنازلات»

واشنطن متمسكة بالعقوبات .. الضغوط الفرنسية غير كافية .. وتفاؤل روسي حذر

تحريض على اللواء ابراهيم في واشنطن .. مؤتمر دمشق للاجئين «يربك» لبنان

ابراهيم ناصرالدين

 

دخل رئيس الحكومة سعد الحريري الى السراي الحكومي مكلفا لا مؤلفا،عشية ذكرى سقوطه في الشارع، بنقص ميثاقي مسيحي وضبابية دولية واقليمية حول حدود دعمه، وبعيدا عن تفاؤل رئيس مجلس النواب نبيه بري بتقارب بين التيارين «الازرق» و«البرتقالي»، لم يتبلغ احد في بيروت بعد بمعطيات خارجية وخصوصا اميركية تفيد بحصول تغيير دراماتيكي اتجاه الساحة اللبنانية سمحت بعودة الرئيس سعد الحريري الى الحياة السياسية من خلال تكليفه تشكيل الحكومة العتيدة، وعلى وقع حملة «مشبوهة» ضد المدير العام للامن العام في واشنطن، كررت الادارة الاميركية عبر مساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر لازمة الاصلاح، ومكافحة الفساد، دون ان ينسى التوعد بفرض المزيد من العقوبات على حزب الله وحلفائه في لبنان، في المقابل فان الاجواء في موسكو لا تزال حذرة ازاء امكانية نجاح الرئيس المكلف في التاليف، كما اكدت اوساط دبلوماسية «للديار»، التي اكدت ان الضغوط الفرنسية غير كافية وحدها لتفكيك «الالغام»، بغياب الدعم السعودي – الاميركي، ولذلك فان «مغامرة» الحريري الشخصية للعودة الى الحياة السياسية، محفوفة بمخاطر الفشل، وهو لن ينجح في العودة الى السراي الحكومي، الا عبر تقديم تنازلات جوهرية لفريق رئيس الجمهورية وحزب الله اللذين لن يقبلا بالانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية، ما سيؤدي حكما الى رفض غربي للتعامل معه في مشروعه «الانقاذي» الذي كان مبررا لعودته على راس الحكومة الجديدة، وهذا ما يجعل خياراته ضيقة وشديدة الصعوبة، وستكون الساعات المقبلة حاسمة لبلورة تصور واضح حول المسار الذي ستاخذه عملية التاليف، فاما ان يعود الى التسوية الرئاسية «بشروط» الميثاقية، او يذهب الى الاعتذار، او يحجز في «جيبه» ورقة التكليف لاستنزاف عهد الرئيس ميشال عون الذي يلعب الوقت ضده.

 

 خيارات الحريري؟

 

 

وبعدما انتهت نتائج التكليف المشوبة بضعف تمثيلي، ونقص ميثاقي مسيحي، بعد ساعات على تحميل رئيس الجمهورية ميشال عون النواب مسؤولية تسمية الحريري الذي نال 65صوتا، سجل اطلاق رصاص ابتهاجا في طرابلس وبيروت، وغاب «الشارع» عن الاعتراض على التكليف، لكن اللافت كان انخفاض سعر صرف الدولار في السوق السوداء وترواح بين 7250 و7150 ليرة.تبدأ اليوم رحلة التاليف عبر ممر الاستشارات غير الملزمة في مجلس النواب، وما لم يقدم الرئيس المكلف التنازلات فمن المتوقع أن يواجه نفس الصعوبات التي رافقت مصطفى اديب الذي انتهت تجربته بالفشل، واليوم على الحريري ان يجيب على اسئلة جوهرية اهمها : ماذا يعني بحكومة اختصاصيين غير حزبية وما هي قاعدة توزيع الحقائب طائفيا وسياسيا؟ هل سيقبل بان يكون حزب الله شريكاً علنيا فيها بصورة مباشرة أم بواسطة خبراء محسوبين عليه؟ هل سيصر كرئيس للحكومة على اختيار وتعيين الوزراء كما يريد أم سيكون خاضعاً لإملاءات القوى السياسية وخصوصا التيار الوطني الحر بعدما قدم وعوده «للثنائي الشيعي» والحزب التقدمي الاشتراكي؟

 

 «هوامش» ضيقة

 

وفي هذا السياق، يبدو هامش الحريري ضيقا، وخياراته ليست كثيرة، وهو لا يمكنه الاتكال على الضغوط الفرنسية والاميركية، لفرض تشكيله على حزب الله الذي يصر على معرفة مسبقة ببرنامج عمل الحكومة وتسمية وزرائه بالشراكة مع حركة امل، وسينطلق التفاوض الجدي مع «الثنائي» بعد انتهاء الاستشارات غير الملزمة في ساحة النجمة اليوم، حيث لم تحسم بعد مسالتي تسمية الوزراء الشيعة وجدول الاعمال الاقتصادي للحكومة.. كما لا يمكن للحريري فرض شروطه على العهد وتياره السياسي، وليس امامه الا العودة الى التسويات من خلال التفاوض على الحصة المسيحية مع التيار الوطني الحر المتسلح بتوقيع الرئيس، وغير ذلك يعني اننا سنكون امام مراوحة قاتلة لن تؤدي حكما الى اعتذاره، لان ثمة من يعتقد في «بيت الوسط» ان الحريري بات اليوم «ضيفاً ثقيلا» في بعبدا وبات اكثر قوى سياسيا لانه يملك «مفتاح تعطيل» العهد فيما تبقى من مدة رئاسية حيث يمكن للحريري ان يضع «التكليف» في جيبه ويعطل تكليف اي رئيس آخر بالحكومة، وهو يعتقد ان الوقت لا يعمل لصالح رئيس الجمهورية المستنزف بعامل الوقت.

 

في المقابل، ترى اوساط سياسية معنية بالملف ان التاليف لن يحصل حكما قبل نتائج الانتخابات الاميركية، وبعده سيكون لكل حادث حديث، فاذا نجح ترامب سيكون الحريري اكثر تشددا، واذا فاز بايدن، سنكون امام تسوية حتمية بسقوف واقعية تتناسب مع التوقعات بعودة الادارة الاميركية للجلوس على «الطاولة» مع ايران.

 

 تفاؤل بري والحريري!

 

وفي وقت اشاع رئيس مجلس النواب نبيه بري اجواء تفاؤلية من قصر بعبدا متحدثا عن تقارب بين الرئيسين عون والحريري، وبين «التيارين»،اكدت اوساط سياسية مطلعة ان بري سيفعل تحركه لايجاد قواسم مشتركة بين الطرفين تؤدي الى تسوية حكومية ترضي الطرفين، من جهته رد الرئيس المكلف سعد الحريري عند سؤاله عن ايجابيته امس بالقول إنها البداية واذا كانت مصلحة البلاد تتطلب تفاهما مع الجميع فمن المفترض تغليب مصلحة البلد، وعن امكانية لقاء الحريري مع النائب جيران باسيل خلال الاستشارات النيابية غير الملزمة والتي سيلتقى خلالها رؤساء الكتل النيابية اليوم، اكتفى بالصمت دون ان يجيب على السؤال.. في المقابل، لم يحسم باسيل أمره أيضا، وتجري مساع حثيثة لترتيب هذا اللقاء..

 

وبعيد تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة ولدى مغادرته القصر الجمهوري، ادلى الرئيس المكلف سعد الحريري بتصريح مقتضب، جدد فيه التأكيد ان الحكومة ستكون من اختصاصيين غير حزبيين واعدا بتشكيل الحكومة بسرعة، لأن الوقت داهم، والفرصة امام بلدنا هي الوحيدة والاخيرة. واجرى الحريري اتصالات هاتفية برؤساء الحكومة السابقين سليم الحص، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، تمام سلام وحسّان دياب، وبحسب بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، توافق معهم على الاكتفاء بالتشاور الهاتفي استثنائيا لدواع امنية، وتمنوا له التوفيق في مهامه لتشكيل حكومة لوقف الانهيار واعادة اعمار ما دمّره انفجار مرفأ بيروت.

 

 «سوريالية» الاستشارات!

 

وكانت الاستشارات قد انتهت بمشهد «سوريالي» اختلطت فيه الحسابات داخل الكتل النيابية،وافضت الاستشارات تكليف الرئيس سعد الحريري بـ65 صوتاً نيابياً من أصل 120 نائباً يشكّلون العدد الحالي لأعضاء مجلس النواب بعد استقالة 8 نواب، وإمتنع 53 نائباً عن التسمية وغاب النائبان طلال أرسلان وميشال المر فيما رفض اللقاء التشاوري تسمية الحريري خالف النائب عدنان طرابلسي راي التكتل ووجه عبر كتاب مكتوب تفويض بتسمية الحريري، وكذلك فعل النائب جهاد الصمد الذي كان قد خرج مؤخرا من «التشاوري» ولذلك جرى بداية إحتساب الأصوات على أساس 64، وخالف نواب الحزب السوري القومي الاجتماعي رأي رئيس حزبهم ومنحوا أصواتهم الثلاثة إلى الحريري، كما خرج النائب جان طالوزيان عن «سرب» تكتل الجمهورية القوية، مسميا الحريري، وكان لافتا ايضا حضور النائب نهاد المشنوق وتسميته للحريري في ظل الفراق السياسي والشخصي بينهما، فيما «خرق» النائب ايلي الفرزلي تكتل لبنان القوي، وكذلك فعل تكتل الارمن.

 

 باسيل «والوصاية» السورية؟

 

وفي مؤشر على موقف «التيار» أعلن النائب جبران باسيل من بعبدا ان موقف تكتل «لبنان القوي» هو مع حكومة إصلاح من اختصاصيين برئيسها ووزرائها وبرنامجها. وقال ان هذا الموقف سياسي ولا خلفيات شخصية له وحصل تحوير لموقفنا في الإعلام وكأنه مرتبط بلقاء أو اتصال وهذا الأمر لم نطرحه أبداً، وأضاف لم نتحدث أبداّ عن الميثاقية بالتكليف ومن قام بذلك هو الحريري نفسه عندما رفض أن يُكلف سابقاً من دون دعم الكتل المسيحية الوازنة. وختم بعد تكليف الحريري بتنا أمام حكومة تكنو سياسية وهنا يجب مراعاة الميثاقية، ملاحظاً أن هذا التكليف مشوب بضعف ونقص تمثيلي يتمثل بهزالة الأرقام وغياب الدعم من المكوّنات المسيحية الكبرى، ومن يحاول التغاضي عنه يحاول إعادتنا إلى الوصاية السورية وهذا لن يحصل.. وفي موقف داعم لحليفه «البرتقالي» في مفاوضات التاليف علل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عدم تسمية احد لرئاسة الحكومة بالاسهام في إبقاء مناخ إيجابي يوسّع سبل التفاهم المطلوب.

 

واشنطن مستمرة بالعقوبات

 

في سياق متصل بالموقف الاميركي من التطورات الحكومية اكد دبلوماسي أميركي كبير أنه «يجب أن تلتزم حكومة لبنان الجديدة بالإصلاح وإنهاء الفساد، فيما اعلن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر ان بلاده ستستمر في فرض العقوبات ضد حزب الله وحلفائه كما ضد من ينخرط في الفساد وإساءة إستخدام السلطة. وتابع شينكر: الولايات المتحدة قالت أنه هناك مبادئ مهمة مثل الإصلاح والشفافية ومكافحة الفساد وأيا كانت الحكومة التي ستتولى الأمر في لبنان فإذا أردات أن تخرج البلاد من الأزمة ينبغي الوفاء لكل هذه المتطلبات من أجل الحصول على المساعدات الدولية وإعادة لبنان إلى المسار الصحي..وقال «زرت لبنان مؤخرا وركزت على أهمية الإصلاحات وكررنا التأكيد على فكرة أن العمل كالمعتاد غير مقبول».

 

 

 

 

**********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

 

الحريري رئيساً مكلّفاً تشكيل حكومة وقف الانهيار  

 

دار الاستحقاق الحكومي دورة كاملة وعاد الى بيت الوسط بتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الرابعة له منذ دخوله المعترك السياسي بأكثرية  لم تتخط الـ 65 صوتاً، كانت لافتة فيها التسميات من جانب حزبي القومي والطاشناق، فيما قرر 53 نائبا عدم التسمية  ابرزهم تكتل «لبنان القوي» وتكتل «الجمهورية القوية» وحزب الله، وسُجل غياب نائبين.

 

وفي حين اعلنّ الرئيس الحريري عقب تكليفه انه سيُشكّل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين إلتزاماً بالمبادرة الفرنسية، يبدو ان مهمته لن تكون «سهلة» وستعترضها مطبّات عديدة لعل ابرزها شكل الحكومة وهو ما المح اليه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل من قصر بعبدا عندما دعا الى تشكيل حكومة تكنو-سياسية ما يعني «نسف» حكومة الاختصاصيين والعودة الى مربّع الشروط والحصص والحجز المُسبق للحقائب، ولو ان  الرئيس نبيه بري اعلن «ان تشكيل الحكومة في أسرع مما هو متوقع يُعطي أجواءً تفاؤلية للأمور».

 

شريط الاستشارات: إنطلقت الاستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة صباحاً في قصر بعبدا.

 

ميقاتي: وكان الرئيس نجيب ميقاتي اوّل المشاركين. وقال بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون «انسجاماً مع الموقف الذي اعلنته بعد اعتذار مصطفى اديب باعلاني ترشيح سعد الحريري لتشكيل حكومة جديدة سمّيت اليوم سعد الحريري».

 

الحريري: أما الرئيس سعد الحريري فغادر قصر بعبدا بعد لقائه الرئيس عون دون الادلاء بأي تصريح.

 

سلام: وأعلن الرئيس تمام سلام تسميته الحريري بعد لقائه عون، وقال :»الحريري أمام تحد كبير وهذه قد تكون الفرصة الأخيرة، فإما لجم الانهيار وإما الذهاب إلى الأسوأ.

 

وختم سلام «نادي رؤساء الحكومات السابقين لن يكون إلّا داعما لأي حكومة تريد النهوض بلبنان».

 

الفرزلي: وقال نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي بعد لقائه عون «مرشّحي لرئاسة الحكومة هو الحريري وهكذا أرى صورة لبنان التعايشية على أمل أن يُصار إلى تأليف حكومة تحقق الغاية الرئيسة في عملية إنهاض البلد.

 

كتلة «المستقبل»: وبعد لقاء الرئيس عون، تحدث النائب سمير الجسر باسم كتلة «المستقبل» فقال «نسمّي الحريري لتكليفه بتأليف الحكومة العتيدة».

 

كتلة «الوفاء للمقاومة»: وقال النائب محمد رعد باسم كتلة «الوفاء للمقاومة» «لم نسمِّ أحداً لرئاسة الحكومة علّنا نسهم في ذلك في إبقاء مناخ إيجابي يوسّع سبل التفاهم المطلوب».

 

«التكتل الوطني»: وقال النائب طوني فرنجية باسم «التكتل الوطني» بعد لقاء عون : اليوم سمّينا الرئيس الحريري لتأليف الحكومة المقبلة، ونتمنى له التوفيق، ونتمنى أن تُكلّف الحكومة بعيداً من المناكفات فنحاسبها على إنجازاتها».

 

«اللقاء الديموقراطي»: وبعد لقاء الرئيس عون، تحدث النائب تيمور جنبلاط باسم «اللقاء الديموقراطي» فقال «لمحاولة انقاذ البلد والمبادرة الفرنسية، كتلة اللقاء الديموقراطي تسمي الحريري».

 

كتلة «الوسط المستقل»: وقال النائب جان عبيد باسم «الوسط المستقل» بعد لقاء الرئيس عون «رشّحنا الحريري والاهم في المرحلة المقبلة تحقيق وحدة الموقف لمواجهة الصعاب والعمل في سبيل الوطن».

 

القومي: وقال النائب أسعد حردان: «الإصلاحات ضرورية لكن الامن الاجتماعي ضرورة أكثر، لذلك سمّينا سعد الحريري لتحمُّل المسؤولية».

 

اللقاء التشاوري: وقال النائب الوليد سكرية باسم «اللقاء التشاوري» «نمتنع عن تسمية أحد لرئاسة الحكومة».

 

الجمهورية القوية: وقال  النائب جورج عدوان: باسم تكتل الجمهورية القوية عقب لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا، «نحن اليوم لن نسمّي أحداً».

 

دمرجيان: من جهته، سمى النائب ادي دمرجيان الحريري لرئاسة الحكومة.

 

ضاهر: وقال النائب ميشال ضاهر «سمّيت سعد الحريري لأن هذا الوقت هو وقت للتضامن ونحن بحاجة الى حكومة انقاذية ولا سيما على الصعيد الاقتصادي والمالي».

 

المشنوق: وسمّى النائب نهاد المشنوق الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة الجديدة. وقال «سمّيت الرئيس الحريري لأسباب عدة، منها تبنيه الكامل والعلني المبادرة الفرنسية الاصلاحية التي هي المبادرة الوحيدة المتاحة لنا الآن».

 

ودعا إلى تأليف «حكومة اختصاصيين يبدأ على أساسها العمل بشكل جدّي». وقال «الخلاف مع الحريري سياسي والاتفاق أيضا وأتمنى أن يكون التأليف أقل تعقيداً مما أعتقد».

 

جهاد الصمد: من جهته، قال النائب جهاد الصمد «لأننا لا نملك ترف المناورة ولأن المرحلة تقتضي تجاوز الخلاف السياسي ولأن مهمة اي حكومة هي اعادة الثقة بلبنان الدولة ومع قناعتي الكاملة ان التأليف لن يكون مختلفاً عما بعد الطائف اسمّي سعد الحريري متمنياً له التوفيق.»

 

طالوزيان: اما النائب جان طالوزيان فقال انطلاقا من وجود اجماع على ان يكون لدينا حكومة انقاذ تقوم باصلاحات وتوقف الانهيار الذي نعيشه، ولا يمكن القيام بكل ذلك اذا لم نسم رئيسا للحكومة لذلك سمّيت الحريري اليوم».

 

واشار الى «ان هناك اختلافاً بالرأي مع «القوات» بموضوع تسمية الحريري وهذا لا علاقة له ببقائي أو خروجي من التكتل «وهيدا منحكي فيه بعدين وأنا مش حزبي».

 

لبنان القوي: من جانبه، اعتبر رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل  «ان بعد تكليف الحريري بتنا امام حكومة تكنو سياسية وهنا يجب مراعاة الميثاقية».

 

النواب الارمن: بدوره، اعلن النائب هاغوب بقردونيان باسم كتلة نواب الارمن « امام غياب خيارات اخرى ارتأينا تسمية الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة ونتمنى عليه الانفتاح وتشكيل حكومة انقاذية جامعة ومتعاونة مع الكتل النيابية.

 

التنمية والتحرير: اما كتلة «التنمية والتحرير» فأعلنت تسميتها الحريري لتشكيل حكومة تنفذ الورقة الاصلاحية.

 

ممتنعون: اما النواب أسامة سعد وفؤاد مخزومي وشامل روكز وجميل السيد فلم يسموا احدا.

 

وبذلك، خرج الرئيس الحريري من الاستشارات رئيسا مكلفا بـ65 صوتا، مقابل 53 نائبا لم يسمّوا احدا. واُفيد ان النائب عدنان طرابلسي غاب عن الاستشارات بسبب اصابته بكورونا وارسل كتاباً سمّى فيه الحريري.

 

التكليف رسمياً: وبعدها اعلنت المديرية العامة في رئاسة الجمهورية، في بيان تلاه المدير العام أنطوان شقير، ان الرئيس ميشال عون «بعدما أجرى الاستشارات النيابية الملزمة وبعدما تشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وأطلعه على نتائجها رسميا، استدعى الرئيس سعد الحريري لتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة».

 

خلوة ثلاثية: بعد ذلك، حضر الرئيس المكلّف الى قصر بعبدا حيث عقدت خلوة ثلاثية ضمّت الرؤساء عون وبري والحريري.

 

وعلى الاثر قال بري، «الجو تفاؤلي بين عون والحريري والتشكيل سيحصل في وقت اسرع من المتوقع وسيكون هناك تقارب بين تياري المستقبل والتيار الوطني.

 

الحريري: حكومة اختصاصيين غير حزبيين

 

تنفّذ ورقة المبادرة الفرنسية

 

بعد تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة ولدى مغادرته القصر الجمهوري، اعلن الرئيس المكلّف سعد الحريري في رسالة الى اللبنانيين الذين يعانون الصعوبات الى حد اليأس، «انه عازم على الالتزام بوعدي المقطوع لهم، بالعمل على وقف الانهيار الذي يتهدد اقتصادنا ومجتمعنا وأمننا، وعلى اعادة اعمار ما دمّره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت»، مؤكداً «انه سينكب بداية على تشكيل الحكومة بسرعة، لأن الوقت داهم، والفرصة امام بلدنا الحبيب هي الوحيدة والاخيرة».

 

وقال «اطلعني فخامة رئيس الجمهورية مشكوراً، بحضور دولة رئيس المجلس النيابي، على نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة التي افضت إلى تكليفي تشكيل الحكومة الجديدة».

 

وشكر الزملاء النواب، «خصوصا إلى الذين شرّفوني بتسميتي لتشكيل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، مهمتها تطبيق الاصلاحات الاقتصادية والمالية والادارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية، التي التزمت الكتل الرئيسية في البرلمان بدعم الحكومة لتطبيقها».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram