تواجه جهود تشكيل لائحة «المتمردين» في دائرة الشمال الثانية (طرابلس والمنية والضنية) على قرار تيّار المستقبل عدم خوض الانتخابات، عقبات تؤخر إعلانها. وتعزو مصادر مطلعة الأمر إلى اعتراض النائب السّابق مصطفى علوش على أي تعاون انتخابي مع الرئيس نجيب ميقاتي أو الوزير السابق أشرف ريفي، كما يرغب الراعي الرئيسي للائحة الرئيس فؤاد السنيورة، فيما لا يحبّذ النّائب السّابق أحمد فتفت أيضاً أي تحالف مع ريفي. كذلك أكّدت المصادر أنّ جهوداً واتصالات يجريها مقرّبون من الرئيس سعد الحريري بعيداً من الأضواء مع علوش، لإقناعه بالعدول عن الترشّح للانتخابات، وهو أمر إذا ما حصل سيفرغ اللائحة من قوتها ويخلط كثيراً من الأوراق، خصوصاً أن علوش يعدّ الأبرز بين المرشحين فيها والأكثر حضوراً شعبياً. علماً أن مصادر ذكرت سابقاً لـ«الأخبار» أن علوش تلقّى عرضاً من الحريري بأن تعمل ماكينة المستقبل الانتخابية في خدمة حملته شرط الابتعاد عن السنيورة الذي يحاول الحريري قطع الطريق على حراكه لوراثة الحريرية السياسية.
إلى ذلك، قال مقربون من ميقاتي حول أسباب عزوفه عن الترشّح إنّه «لا يريد الذهاب إلى اصطفاف سياسي حادّ في المرحلة المقبلة، وهو كان اتخذ قرار العزوف منذ زمن لكنّه تأخّر في إعلانه لإعطاء فرص لجهود بعض الوساطات والدعوات لتعديل موقفه، وعدم رفضها مسبقاً، قبل أن يجد أخيراً أنّ الأجواء والمعطيات التي دفعته إلى اتخاذ قراره لم تتغيّر».
لكنّ مصادر سياسية مطلعة تؤكد أنّ أسباباً أخرى دفعت ميقاتي إلى عدم خوض الانتخابات، وحتى عدم التصريح علناً بدعم مرشحين مقرّبين منه، أبرزها أنّه «يريد تجنّب أي التزامات مالية وأي ابتزاز مالي وسياسي يعرف أنّه سيتعرض له من مرشحين ولوائح، خصوصاً بعدما أصبح المرشّح الأبرز على السّاحة السنّية والمتمول الأوّل فيها». أضف إلى ذلك، أنّ ميقاتي «يُدرك جيداً أنّ شعبيته تراجعت كثيراً عما كانت عليه في الانتخابات السّابقة، وأنّ من الصعب جداً حصوله على أصوات تفضيلية توازي ما ناله في انتخابات 2018 (21300 صوت)، خصوصاً بعدما أوقف الكثير من خدماته وتقديماته، وبسبب غيابه عن طرابلس التي لم يزرها إلا نادراً منذ تأليفه الحكومة في أيلول الماضي». وكان لافتاً، في هذا السياق، أن أي رد فعل شعبي لم يُسجّل في طرابلس على قراره الانسحاب.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :