يلاحظ أنه، وحتى الآن، لم يتمكن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، من فرض أو تعميم شروطه التي كان قد فرضها في معظم الدوائر الإنتخابية على الشوف، وهذا مع الإشارة إلى أنه، وفي سياق العملية الإنتخابية في هذه الدائرة، حصل توافق منذ أشهر بين كل من رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال إرسلان، ورئيس تيار "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، في ظل إصرار وتشدّد من كليهما بأن يكونا واحداً في الإستحقاق الإنتخابي النيابي المقبل.
وفي هذا الإطار، وبحسب مصادر مواكبة للعملية الإنتخابية الحاصلة في الشوف، ليس هناك من أي قدرة لهذا الطرف وذاك، وتحديداً "التيارالوطني الحر" على أن يحصل على أي طرف درزي، في ظل هذا الإتفاق المتماسك الذي جمع كل من إرسلان ووهاب، ومعهما الوزير السابق ناجي البستاني، على أن يكون الثلاثة صفاً واحداً في العملية الإنتخابية المقبلة، وبالتالي، أن يتفاوض مع الجميع، في حين أن اللافت أن هذا المسار انتقل إلى دوائر أخرى، بمعنى أن "التيار الوطني الحر" بحاجة إلى أصوات في دائرة بعبدا، وحيث لكل من إرسلان ووهاب والبستاني عدد لا يستهان به من الأصوات، الأمر الذي يزيد في حاصل اللائحة التي سيشكّلها "التيار البرتقالي"، وفي سياق متصل، فذلك يضمن في الوقت نفسه، عدم سقوط مرشح حركة "أمل".
وتضيف المصادر نفسها، أن بعض المتابعين لهذا المسار يدركون في أسوأ الحالات، وتحديداً على الصعيدين السنّي والدرزي، أن "التيار الوطني" لن يستطيع من فرض شروطه في بعبدا وعاليه، وبالتالي، هو مجبر بالدخول في لائحة مع كل من وهاب وإرسلان والبستاني، بمعنى أنه ليس لديه القدرة على تأليف لائحة من ضمنها الحليفين الدرزي والسنّي، في حال لم يقبل به إرسلان ووهاب، وفي هذه الحالة، فإن رئيس "الحزب الديمقراطي" الذي جلس مع النائب جبران باسيل في العام 2018 على طاولة واحدة، لن يكون معه على هذه الطاولة من جديد، وفي المحصلة، سيشكّل إلى جانب وهاب والبستاني، إلى المرشّح الدرزي في بيروت كتلة مستقلة.
ويبقى أخيراً، أن هذا التحالف بين القيادات المذكورة، محكوم بالتحالف مع "القوات اللبنانية" أو مع "التيار الوطني الحر"، نظراً إلى حساسية الوضع في الجبل، والإستقرار والتعايش القائم بين مكوّناته، وعلى هذه الخلفية، وعلى الرغم من أن البعض من طائفة الموحّدين الدروز، والأمر عينه من الطائفة السنّية، وإن كانوا على تباين أو خلاف مع "القوات اللبنانية"، فهي موجودة في الجبل ولديها حضورها ودورها، والأمر عينه بالنسبة ل"التيار البرتقالي"، ما يعني أن أي فريق درزي لا يمكنه خوض الإنتخابات النيابية بعيداً عن "القوات" و"التيار"، ربطاً بوضع الجبل واستقراره، الأمر الذي تفهّمه ويدركه جمهور ومحازبي كل من إرسلان ووهاب.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :