افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 16 تشرين الأول 2020

افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 16 تشرين الأول 2020

 

Telegram

 

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

مساعٍ فرنسيّة للوساطة بين عون والحريري لإعادة المسار الحكوميّ إلى السكة ترميم العلاقة بين المستقبل والتيار الوطنيّ الحر يعقد التفاهمات بانتظار الخميس

 

 جاءت صدمة تأجيل الاستشارات النيابية لتسمية رئيس مكلّف بتشكيل حكومة جديدة لتصيب الوسط السياسي والنيابي بالجمود. فالمرشح الوحيد للتسمية الرئيس السابق سعد الحريري بعدما نفى نيّته سحب ترشيحه لتولي رئاسة الحكومة وأكد مواصلة مبادرته، أكدت أوساطه عدم نيته القيام بأي اتصالات ومساعٍ سياسية لتذليل العقبات التي عبّر عنها قرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتأجيل الاستشارات، بينما تحدثت المصادر الرئاسية عن ثغرة افتراضية في التسمية لو تركت الاستشارات في موعدها، تطال غياب تمثيل نيابي مسيحي من جبل لبنان يشارك بالتسمية، مبررة التأجيل بفتح الباب لسدّ هذه الثغرة وتأمين تغطية نيابية أوسع مناطقياً وطائفياً في التسمية والمعيار الطائفي والمناطقي، وفقاً للمصادر متساويان بنظر الدستور في الحديث عن تكوين المجلس النيابي، والإشارات إلى التمثيل العادل للمناطق والطوائف، وقالت مصادر متابعة للملف الحكومي إن هذا العذر يبدو أقرب تعبير ممكن من موقع الرئاسة عن الأسباب الفعلية للتأجيل، لأن المقصود هنا هو فريقان يتقاسمان تمثيل مسيحيي جبل لبنان، واحد منهما هو القوات اللبنانية، لا يبدو أن بمستطاع الرئيس المساهمة في تذليل رفضه لتسمية الرئيس المفترض تكليفه، وهو الرئيس الحريري، وفريق ثانٍ هو التيار الوطني الحر وهو الفريق الذي يمكن لرئيس الجمهورية المساهمة في تجسير الهوّة بينه وبين الرئيس الحريري، وربما سعي رئيس الجمهورية عبر التأجيل وفقاً للمصادر لمطالبة الرئيس الحريريّ ببذل مزيد من الجهود والمساعي للتلاقي معه.


المناخات السلبيّة على طرفي العلاقة، أي رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر من جهة، والرئيس سعد الحريري من جهة مقابلة، ليست مخفيّة ويبدو استمرارها مصدراً لأزمة تأليف إذا لم يترتب عليه خربطة حسابات التكليف في الأيام الفاصلة عن الخميس المقبل، ووفق المصادر المتابعة فإن الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون دخل مباشرة على خط تجسير العلاقة بين الرئيسين عون والحريري، والتمهيد لنوع من المصالحة بين الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، حيث المشكلة الأكبر، فالحريري لا يبدو بالحسم ذاته تجاه رفض التجسير، حيث يفتح الباب لترتيب العلاقة مع رئيس الجمهورية، ومن ضمنها التسليم بالشراكة مع الرئيس في تأليف الحكومة وتوزيع الحقائب وتسمية الوزراء، المسيحيون منهم خصوصاً، بينما لا يبدو الحريري إيجابياً تجاه دعوات التعامل مع باسيل بالطريقة التي عامل بها النائب السابق وليد جنبلاط، وفتح معه باب التفاهم، والفصل بين حساباته كرئيس لتيار المستقبل وصفته كمرشح لرئاسة الحكومة.


المصادر المتابعة توقعت استمرار الجمود خلال عطلة الأسبوع، وبدء تحرّك المناخات نحو كسر الجمود مطلع الأسبوع المقبل، وقالت المصادر إن اتصالاً من الرئيس ماكرون برئيس المجلس النيابي نبيه بري متوقع خلال العطلة لدعوته الى لعب دور في تدوير الزوايا بين عون والحريري، رغم امتعاض بري من قرار تأجيل الاستشارات وتفضيله لو تركت التسمية تتم، على أن يواكبها مسعى للتفاهم يفرضه موقع رئيس الجمهورية في تأليف الحكومة دستورياً، ولا يستدعي فرضه تأجيل الاستشارات وتعطيل التسمية.


قرار عون خلط الأوراق
شكل قرار رئيس الجمهورية ميشال عون إرجاء الاستشارات النيابية الملزمة إلى الخميس المقبل مفاجأة لم تكن بالحسبان، فأعادت خلط الأوراق الحكومية وخلقت عقدة أساسية أمام تكليف الرئيس سعد الحريري وعكست موقف التيار الوطني الحر الرافض لتكليف الحريري من دون تفاهم مسبق معه، ما فتح الباب مجدداً على الاحتمالات كافة ما يستوجب من الحريري بحسب مصادر سياسية جولة مشاورات جديدة وتحديداً مع التيار الوطني الحر للتوصل إلى تفاهم على تكليفه. رغم أن مصادر مطّلعة لـ "البناء" ترجّح عدم لجوء الحريري إلى الاعتذار عن التكليف وأن تنجح الاتصالات التي ستستأنف خلال الأيام القليلة المقبلة في تذليل العقدة "العونيّة الباسيليّة" لتسهيل مهمة الحريري لأسباب عدة داخلية متمثلة بوجود توجه سياسي نيابي واسع لتسمية الحريري وخارجية، كما تقول المصادر، توفر مناخ دولي إقليمي مؤاتٍ لإنتاج تسوية محلية انطلاقاً من المبادرة الفرنسية وعدم ممانعة أميركية.


باسيل: لن نغيّر موقفنا
وفيما عُلم أن رئيس كتلة حزب الطاشناق النائب أغوب بقرادونيان هو مَن اتصل برئيس الجمهورية طالباً تأجيل الاستشارات لمزيد من الوقت، لم تُرصد أي لقاءات أو اتصالات على الصعيد الحكومي بعد قرار الرئيس عون تأجيل الاستشارات، ورغم أن رئيس الجمهورية بحسب مصادر نيابية لـ"البناء" يملك صلاحيّة تحديد موعد الاستشارات وشريك في استحقاق التأليف لكن تأجيل الاستشارات لا يدخل في نطاق صلاحياته بل يخضع لإرادة الكتل النيابية وكانت الاستشارات تؤجل عادة بعد تمنٍّ من رئيس المجلس النيابي، لذلك كان الأجدى برئيس الجمهورية الإبقاء على موعد الاستشارات وترك الأمر للكتل النيابية لتحديد مواقفها وفق الأصول الدستورية والديموقراطية ويمكنه التدخل بعملية التأليف التي تدخل في نطاق صلاحياته الدستورية وكان يمكن لتكتل لبنان القوي أن يمتنع عن تسمية الحريري، علماً أن مصادر التيار الوطني الحر تنفي لـ"البناء" علاقتها بقرار عون تأجيل الاستشارات وتستند إلى كلام رئيس التيار النائب جبران باسيل الذي غرّد بالقول: "لكل مَن يتفلسف ويتكهّن ويراهن، مع احترامنا لقرار تأجيل الاستشارات النيابية فإنّ هذا لن يغيّر في موقفنا". لكن مصادر مقربة من التيار توضح لـ"البناء" أن "الحريري لم يتعامل مع رئيس التيار جبران باسيل كأكبر كتلة نيابية في المجلس النيابي أسوة بالكتل الأخرى وموافقة التيار على تسمية الحريري يتطلب تفاهماً على المرحلة المقبلة كي لا ينتزع الحريري ورقة التكليف ويضعه في جيبه ويبقى يؤلف الى ما شاء الله ولذلك طرحنا اقتراح قانون لتحديد مهلة التأليف".


بعبدا: التأجيل لتسهيل التأليف
وفي سياق ذلك، أكدّت مصادر مطّلعة على أجواء بعبدا لقناة الـ"OTV"، أنّ قرار تأجيل الاستشارات النيابية إلى الخميس المقبل "لم يكن للتبرير بل لتحديد موعد جديد للاستشارات ولذلك لم يكن هناك شروحات". وشددت على أن "لا وجود لأي سبب شخصي يتحكم بمواقف رئيس الجمهورية، لكن هناك مواضيع يجب أن تدرس قبل التكليف كي لا نكون أمام تكليف دون تأليف وتأليف دون ثقة". واستغربت المصادر "بعض ردود الفعل التي صدرت قبل أن تعرف الأسباب الحقيقية للتأجيل ولم ترتكز على معطيات واقعية". ولفتت إلى أن أيّ "رئيس كتلة سواء كان من الكتل الكبيرة الوازنة أو الكتل الصغيرة له الحق أن يبدي رأيه لكن هذا الرأي منفصل عن اختصاص الرئيس ومسؤولياته". ورأت المصادر أنه "كان الأجدر بالذين اعترضوا أن يحلّلوا الوضع السياسي لكانوا عرفوا أسباب التأجيل لأسبوع والمعطيات التي توافرت للرئيس عون دفعته إلى تأجيل الاستشارات لتوفير مناخات إيجابية للتأليف كي لا يتمّ أسر البلاد بين حكومة تصرّف أعمالاً ورئيس مكلّف لا يؤلّف". وأشارت إلى أن "الرئيس عون حريص على توفير أكبر عدد ممكن من التأييد النيابي للشخصية التي ستكلّف تشكيل الحكومة نظراً لأهمية ودقة المهمات المطلوبة منها والتي تتطلب توافقاً وطنياً عريضاً وليس تشرذماً". وأوضحت في هذا الإطار أنّ الرئيس عون "أراد أن يعطي فرصة إضافية للاتفاق مع الرئيس المكلّف لإنقاذ المبادرة الفرنسية انطلاقاً من دعمه لها وتنفيذها إلى أكبر عدد ممكن من المؤيدين، خصوصاً أن هناك تعثّراً في المواقف حيال هذه المبادرة".


بيت الوسط: لا اعتذار
وبعد قرار الرئيس عون بات الحريري بحلّ من أمره بحسب أجواء بيت الوسط التي أشارت إلى أن الهدوء يلفّ دارة الحريري وليست هناك بوادر لأي أزمة نجمت عن تأجيل الاستشارات النيابية والتوتر انعكس على مَن اتخذ قرار التأجيل". وأضافت المصادر أن ليس هناك أي لقاءات سياسية في بيت الوسط وترقب لما سيقوم به الفريق الذي طالب بتأجيل الاستشارات". ولفتت مصادر "البناء" إلى أن الحريري ليس بوارد حتى الآن القيام بجهود واتصالات باتجاه ميرنا الشالوحي أو بعبدا، وهو يعتبر أنه قام بواجبه وفق القواعد الدستوريّة وهو متمسّك بالمبادرة الفرنسيّة والكرة في ملعب الآخرين وهو لن يعتذر عن متابعة مهمته". وكان مستشار الحريري الإعلامي حسين الوجه حسم الجدل الذي دار حول اعتذار الحريري بعد قرار عون، مؤكداً أن رئيس المستقبل لن يعتذر ومتمسّك بالمبادرة الفرنسية وبواجباته حتى النهاية.


امتعاض عين التينة
أما عين التينة فاعتصمت بالصمت وأصابها الذهول وعبرت عن الامتعاض من قرار الرئاسة الأولى واكتفت بموقفها الرافض لتأجيل الاستشارات، لكن زوار عين التينة لفتوا لـ"البناء" إلى أن "أسباب التأجيل بالنسبة لرئيس المجلس النيابي نبيه بري غير مبرّرة ولو الأسباب صحيحة لكانت أكثر من كتلة نيابية تمنّت على رئيس الجمهورية التأجيل، وهذا لم يحصل لأن معظم الكتل كانت حسمت مواقفها وتتجه للمشاركة في الاستشارات ومقتنعة بضرورة الاستعجال بتكليف رئيس لتشكيل الحكومة نظراً لتفاقم الأوضاع الاقتصادية والمالية".


وعلمت "البناء" أن شبه تفاهم حصل بين الحريري من جهة وبين حزب الله والرئيس بري من جهة ثانية حول المرحلة المقبلة مع ترك بعض التفاصيل المتعلقة بالحكومة إلى مرحلة التأليف، كما علمت أن كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة كانتا تتّجهان لتسمية الحريري لو حصلت الاستشارات.


مفاوضات الترسيم
على صعيد آخر، تستمرّ بعض الجهات السياسية والإعلامية التابعة للفريق السعودي في لبنان بالترويج بأن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية هي خطوة تصبّ في عملية التطبيع مع العدو الإسرائيلي، علماً أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو وعدداً من المسؤولين الإسرائيليين أكدوا عكس ذلك وتحدثوا عن أن مفاوضات الترسيم لا تعني التطبيع الذي يستحيل حصوله في ظل وجود قوة حزب الله وحضوره في لبنان، مؤكدين بأن التفاوض سقفه ترسيم الحدود بما يتيح للفريقين استثمار الثروات البحرية.
وأوضح الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور هشام جابر لـ"البناء" أن "المفاوضات التي تحصل في الناقورة مع العدو الإسرائيلي ليست خطوة للتطبيع"، مذكراً بأن اللقاءات غير المباشرة التي تعقدها اللجنة الثلاثيّة في الناقورة (الجيش اللبناني وممثل العدو الاسرائيلي والامم المتحدة) تُعقد منذ زمن طويل موضحاً أن "المفاوضات تتم على الحدود البحرية بهدف تحديد المنطقة الاقتصادية للبنان لتمكينه من الاستفادة من ثروته النفطية والغازية أما في البر فالمفاوضات تتم على تثبيت الحدود وليس ترسيمها لأنها مرسمة"، وأشاد جابر بأداء الوفد اللبناني المفاوض برئاسة العميد الركن بسام ياسين وبالتزامه الدقيق بتعليمات رئيس الجمهورية وقيادة الجيش اللبناني وأوضح جابر أن "الخبيرين المعتمَدين ضمن الوفد يتبعان لقيادة الجيش ولا يحولان الوفد الى سياسيّ ولا المفاوضات الى مفاوضات سياسيّة أو ديبلوماسية، مشدداً على أن الاعتراف بـ"إسرائيل" يحصل عندما تكون المفاوضات سياسية دبلوماسية اقتصادية قانونية دولية"، مؤكداً بأن "لبنان لا يعترف بـ"إسرائيل"". وأوضح أن "بيان أمل وحزب الله يمثل ثوابت وطنية سياسية مبدئية تتعلق بالصراع مع العدو لكنها لن تؤثر على معنويات الوفد اللبناني ولا على أدائه، بل بالعكس تشكل دعماً تفاوضياً للوفد وتنبيهاً للفخاخ التي يمكن أن تحصل خلال المفاوضات".


وزار مساعد وزير الخارجيّة الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، عين التينة حيث التقى الرئيس بري.


وبحسب مصادر "المنار" فإن المفاوضات الحدودية ستكون بمعدل جولة أسبوعيّة على الاقل، مضيفة أن تقييم ديفيد شينكر للجولة الاولى كان إيجابياً.


ولفتت مصادر في الخارجية الروسية لـ"الميادين" الى أن "المفاوضات الاسرائيلية - اللبنانية حول ترسيم الحدود البحرية خطوة في الاتجاه الصحيح".


لقاء سلامة والمصارف
وفي موازاة التعقيد الحكومي، تداهم الملفات الاقتصادية والمالية كافة القوى السياسية والمواطنين، وسط ترقب لتوجه مصرف لبنان رفع الدعم عن السلع الأساسية في مقابل اعتراض شعبيّ عارم لهذه الخطوة، ما دفع بمصرف لبنان والمعنيين بالشأن المالي الاقتصادي لعقد اجتماعات للبحث بإجراءات ماليّة نقدية بديلة للحفاظ على الاحتياط النقدي في مصرف لبنان.


وعقد وفد من مجلس إدارة جمعية المصارف برئاسة سليم صفير اجتماعاً أمس، مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تمّت خلاله مناقشة الإجراءات الأخيرة المتّخذة لوضع سقوف لسحوبات المصارف النقدية بالليرة من المصرف المركزي. وأكد المجتمعون في بيان أن "هذا النوع من التدابير هو بطبيعته إجراء موقّت تفرضه أوضاع استثنائية وتلجأ اليه المصارف المركزية في العالم لمكافحة التضخم والارتفاع المفرط في أسعار السلع والخدمات، من دون التقصير في تلبية مجمل حاجات السوق المحلي الى السيولة". ولفت الى "تأمين ما يحتاجه السوق اللبناني وزبائن المصارف من السيولة، من دون أن تكون هذه الأخيرة محصورة بالسيولة النقدية".

 

 

********************************************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

الحريري لن يتراجع

 

 

 انقضى اليوم الأول بعد تأجيل موعد الاستشارات النيابية، من دون أيّ جديد. سعد الحريري مصرّ على المضي حتى النهاية في ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة. كما يبدو مصراً على عدم التواصل مع جبران باسيل. إذا لم تؤجل الاستشارات مرة جديدة، فإنها ستشهد تسمية سعد الحريري من قبل الأغلبية، بصرف النظر عن موقف التيار الوطني الحر


بعد ليلة عاصفة سبقت تأجيل الاستشارات النيابية، لم يشهد يوم أمس أي حراك فعلي على خط التكليف. وبخلاف ما تردّد، فإن كل المؤشرات تؤكد أن سعد الحريري لن يتراجع عن ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة. مصادر بيت الوسط تشير إلى أنه مستمر في "اللعبة الديمقراطية"، وهو بصفته مرشحاً طبيعياً لرئاسة الحكومة، سيحتكم إلى نتيجة الاستشارات النيابية. وإذا حصل على الأكثرية، فسيسعى إلى تشكيل حكومة تلتزم المبادرة الفرنسية في شقَّيها: الإصلاحي، الذي سيكون بمثابة البيان الوزاري، والسياسي الذي ينص على تشكيل حكومة من غير الحزبيين، في مهمة محددة تنتهي خلال ستة أشهر.


يدرك الحريري أن العقبة الوحيدة في طريقه حالياً هي عقبة جبران باسيل. رئيس تكتل لبنان القوي لم يمرر مسألة تخطيه من جولة المشاورات التي قام بها. حتى وليد جنبلاط الذي هاجم الحريري بقوة، تلقّى اتصالاً منه. لذلك، فإن الأسبوع المقبل سيحمل معه سؤالاً واحداً: هل سيبادر الحريري تجاه باسيل أم لا؟ المعطيات الراهنة تشير إلى أنه لن يتراجع. لكن ثمّة من يؤكد أن الخلاف الشخصي بينه وبين باسيل لا يبرر تعمّد إهمال رئيس أكبر كتلة نيابية في البرلمان. أما مصادر بيت الوسط، فتحسم الموقف: التأجيل لن يغيّر شيئاً بالنسبة إلى الحريري، فالمشكلة ليست عنده، بل عند الكتل التي أشار بيان رئاسة الجمهورية إلى أنها طلبت التأجيل.


وللسبب نفسه، فإن باسيل لم يربط موقفه بأي خطوة من الحريري. ونُقل عن مصادر التيار أن موقفه لن يتغير بعد تأجيل الاستشارات لأسبوع، وهو لن يسمي الحريري. أكثر من ذلك ثمة من يؤكد أن التيار سيعلن عدم مشاركته في الحكومة عندها.


إذا وصلت الأمور إلى هذه الطريق المغلقة، هل تتحمّل رئاسة الجمهورية تأجيلاً إضافياً للاستشارات؟ عملياً، فإن أسباب التأجيل الأول قد تصلح لتأجيل ثان، لكن في المقابل ثمة من يؤكد أن الخطوة مستبعدة، أولاً لأنه تبيّن أن لا اعتراضات على تكليف الحريري سوى من قبل التيار الوطني الحر (إلى جانب طلال ارسلان) لأن أي تأجيل لن يكون مبرّراً بالنظر إلى حجم الضغوط التي يتعرّض لها البلد، اقتصادياً ومالياً واجتماعياً. عندها سيتم النظر إلى التأجيل بوصفه تعطيلاً للاستشارات وللمبادرة الفرنسية.


بحسب المعلومات، فإن الحريري لن يتعامل مع التكليف، في حال حصل عليه، بمنطق الأقلية والأكثرية والمناطقية والميثاقية. المطلوب بالنسبة إليه الحصول على العدد الأكبر من التسميات، ليتم تكليفه تشكيل الحكومة. أما مسألة عدم تسميته من قبل الكتلتين المسيحيتين الأكبر، فإنه لن يكون لها تأثير في حساباته. يوجد 22 نائباً من خارج التيار الوطني الحر والقوات، وبالنسبة إليه، رئيس الجمهورية هو الممثل الأول للمسيحيين، ولا يمكن تجاهل حقيقة أنه الرئيس الفعلي للتيار الوطني الحر.


كل ما سبق يشير إلى أن مشكلة التكليف حالياً محصورة بين الحريري وباسيل، لكن ألم يكن حزب الله موافقاً على التأجيل؟ مصادر مطلعة تؤكد أن الثنائي الشيعي مقتنع أن الحريري هو الخيار الأول لرئاسة الحكومة، وليس صحيحاً أنه كان يؤيد تأجيل الاستشارات. المصادر تدعو إلى التدقيق في بيان الرئاسة الثانية (رفض تأجيل الاستشارات)، للتأكد من أن حزب الله وأمل يؤيّدان الحريري. مع ذلك، فإنه لم يصدر أي موقف من الحزب بشأن التسمية، لكن الأكيد أن نواب حزب الله كانوا يستعدون للمشاركة في الاستشارات. هم بشكل أدقّ لا يمانعون ترؤسه الحكومة لكن من دون أن يعني ذلك أن يحملوا رايته. ببساطة ما طلبوه عند تكليف مصطفى أديب يطلبونه من الحريري. وبحسب المعلومات، فإنه تم الاتفاق على أن يسمي الثنائي الشيعي الوزراء الشيعة (أو أن يقدموا أكثر من اسم يختار الرئيس المكلف واحداً منها)، إضافة إلى حصولهم على وزارة المالية. ذلك يقود إلى أن حزب الله، وأنه لا يزال يؤكد على متانة التحالف مع عون، إلا أنه في الشقّ الحكومي، سبق أن تم تجاوز مبدأ التوافق. ولذلك، لم يفسد رفض باسيل حصول الشيعة على حقيبة المالية للودّ قضية بين الطرفين. وكذلك فإن الاختلاف على تسمية رئيس الحكومة، سيكون محطة أخرى على طريق التباينات، والتي كان آخرها الخلاف بشأن شكل الوفد المفاوض على ترسيم الحدود.

*******************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

اليكم أيها “الحكام” السيناريو الكارثي حتى الخميس

 

من البارحة الى الخميس المقبل الموعد المرحل للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الشخصية التي ستكلف تشكيل الحكومة الجديدة ايهما سيسبق الآخر : عداد الكوارث والأزمات والانهيارات والمشكلات المتناسلة على مدار الساعات وليس الأيام فقط، ام عداد احتساب المكاسب والنقاط السياسية والساقطة والتافهة والموغلة في كشف أسوأ صورة انزلق اليها لبنان منذ ان صار دولة وجمهورية ونظاما ودستورا ؟

 

لا يمكن عشية الذكرى الأولى لاندلاع احدى ابرز حركات الانتفاضات الاجتماعية العابرة للطوائف والمناطق والطبقات والفئات، منادية منذ 17 تشرين الأول 2019 وحتى الساعة والى “ما بعد بعد” حسابات الطبقة السياسية برمتها، بتغيير جذري للطبقة الفاسدة الا التوقف عند عداد الكوارث، وتجاهل، بل وإسقاط كل محاولات الإلهاء السياسية التي يراد لها احتقار مآسي اللبنانيين كمثل ما حصل قبل 48 ساعة في ارجاء استحقاق التكليف الذي أياً تكن المبررات لارجائه، فهي لا تكتسب أي صدقية امام حاجة لبنان واللبنانيين لاي ثانية يمكن ان تشكل سانحة لفرصة انقاذية. لذا من حق اللبنانيين الرازحين تحت وطأة هذا القدر المؤلم، وكذلك اللبنانيين الذين لا تزال انتفاضة 17 تشرين الأول تشكل لهم النبراس البديل من عهد وسلطة وطبقة سياسية بلغ لبنان في ظل إدارتهم ما لم يبلغه في تاريخه من انهيارات ان نقدم باسمهم للسلطة عينات من سيناريو الكوارث الصاعدة يوميا بين موعد مرجأ وموعد موعود للاستشارات في أسبوع واحد. في عداد يوميات اللبنانيين مأثرة جديدة من مآثر “السلبطة” على أموالهم وودائعهم في المصارف، ستتجلى يوميا بتناقص احتيالي للسقوف المالية بالليرة كأنه لم تكفهم الضربة القاضية على ودائعهم وحجزها وتبديدها وفقدان جنى الاعمار من جراء الإجراءات الظالمة. وفي سيناريو يوميات اللبنانيين حتى الخميس وما بعده الى ما شاء القدر، تصاعد مرعب في الإصابات بوباء كورونا المنتشر افقيا وعموديا في مختلف المحافظات والأقضية والبلدات والقرى اللبنانية، وكان آخر ارقام الرعب القياسية التي سجلها أمس 1550  حالة إصابة فيما سجلت حالتا وفاة. وبمواكبة هذا الانتشار الوبائي المخيف تتصاعد روايات الحزن والخوف والقلق عن مصابين لم تعد مستشفيات لبنان قادرة على استقبالهم واستيعابهم ومعالجتهم حتى ان هناك الكثير مما يروى عن وفاة مصابين ليسوا في حالات حرجة وتتدهور أحوالهم حتى الوفاة بفعل انتظار أسرة تضمهم. ولعلكم لم تسمعوا بعد عن فقدان الأدوية للأمراض المزمنة وامراض القلب والضغط وسائر المشتقات بفضل مافيات المتاجرة بحياة الانسان.  في سيناريو الأيام السبعة بين موعدين عودة ارتفاع متجددة في أسعار الدولار “السوقي”  بعدما كان انخفض بشكل ملحوظ على وقع التوقعات الإيجابية التي تحدثت عن تشكيل حكومة اختصاصيين انقاذية. انها عينات فقط لن نزيد عليها ما يمكن ان تسجله عدادات الهجرة وإقفال مؤسسات وتسريح عمال وموظفين فقط لانارة بصيرة من يتمهلون في حسابات السياسة وكل ذلك عشية ذكرى انتفاضة 17 تشرين.

 

جمود الإرجاء

بالعودة الى المشهد السياسي ضربت البلاد امس عاصفة جفاف سياسي غداة قرار ارجاء الاستشارات النيابية الى الخميس المقبل، وبدت المحركات السياسية كأنها أخمدت دفعة واحدة في انتظار بلورة الخطوة التالية لجهة إعادة تصويب مسار التكليف الذي كان قد حسم بشكل واضح لمصلحة الرئيس سعد الحريري لو أجريت الاستشارات في موعدها. ويبدو ان جزءا أساسيا من الواقع السياسي الحكومي قد شغل اللقاءات التي يجريها مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر الموجود في بيروت منذ أيام بعدما رأس وفد بلاده الى الجولة الافتتاحية لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في الناقورة . ومع ان شينكر اختار الابتعاد عن الاعلام في زيارته الراهنة، فان جولته على المسؤولين والسياسين تكتسب دلالات. وعلم انه يركز على استعجال تأليف حكومة تلتزم الإصلاحات بالكامل من دون ان يعطي أي معالم محددة لمصلحة أي شخص. وهو التقى امس الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وسيزور اليوم قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون . كما يتوقع ان يلتقي الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

 

بعبدا تبرر

وعممت امس مطالعة دفاعية وتبريرية لقرار ارجاء الاستشارات على لسان مصادر مطلعة على موقف الرئيس عون أفادت بان قرار التأجيل لم يكن للتبرير بل لتحديد موعد جديد للاستشارات ولذلك لم يكن هناك شروحات وان لا وجود لأي سبب شخصي يتحكم بمواقف الرئيس عون لكن هناك مواضيع يجب ان تدرس قبل التكليف كي لا نكون امام تكليف دون تأليف وتأليف دون ثقة.

 

وقالت المصادر المطلعة على اجواء بعبدا ان  “اي رئيس كتلة سواء كان من الكتل الكبيرة الوازنة او الكتل الصغيرة له الحق ان يبدي رأيه لكن هذا الرأي منفصل عن اختصاص الرئيس ومسؤولياته مع الاشارة الى ان الرئيس عون تلقى اتصالات من رؤساء كتل تمنّوا عليه تأجيل الاستشارات وكان الاجدر بالذين اعترضوا ان يحللوا الوضع السياسي ليعرفوا اسباب التأجيل لأسبوع لأن تحليل هذا الوضع يوفر معطيات هي التي دفعت الرئيس عون الى تأجيل الاستشارات لتوفير مناخات ايجابية للتأليف كي لا يتمّ أسر البلاد بين حكومة تصرّف اعمالاً ورئيساً مكلّفاً لا يؤلّف”.

 

وأضافت ان “الرئيس عون حريص على توفير اكبر قدر ممكن من التأييد النيابي للشخصية التي ستكلف تشكيل الحكومة نظراً لأهمية ودقة المهمات المطلوبة من الحكومة في المرحلة المقبلة والتي تتطلب توافقاً وطنياً عريضاً وليس تشرذماً، مع الاشارة الى الحرص على تسمية الرئيس المكلّف باجماع وطني ومناطقي مع إشارة المصادر هنا الى منطقة جبل لبنان موحية بانها كأنها خارج هذا الاجماع . واعتبرت ان الرئيس عون “أراد من خلال قراره ان يعطي فرصة اضافية للاتفاق مع الرئيس المكلّف لانقاذ المبادرة الفرنسية انطلاقاً من دعم رئيس الجمهورية لهذه المبادرة والتي يحتاج تنفيذها الى اكبر عدد ممكن من المؤيدين خصوصا انه كان هناك تعثّر في المواقف حيال هذه المبادرة والتأجيل يمكن ان يعالج هذه المسألة

 

وحرص الرئيس عون من خلال هذه الخطوة على تأمين اجواء تسهّل عملية التأليف لاحقاً وبالتالي تأمين حصول الحكومة العتيدة على الثقة المرجوة لأن امام هذه الحكومة برنامجا للاصلاحات يجب ان يتم التوافق حوله وحول آلية تنفيذه حتى تكون خطة الحكومة وبرنامجها واضحين في هذا الاطار”.

 

وقالت ان الاسبوع الفاصل عن موعد الاستشارات سيتخلله مشاورات “وكل غاية الرئيس عون توفير المناخات الايجابية لتشكيل الحكومة وكل ما قيل غير ذلك لا اساس له من الصحة.”. ولفتت الى ان النائب جبران باسيل رئيس كتلة نيابية وهي الاكبر لكنه كأي كتلة اخرى لا يحق له ان يملي شيئا على رئيس الجمهورية. وشددت على ان “لا  فيتو على الرئيس سعد الحريري ورئيس الجمهورية يلتزم بنتيجة الاستشارات”.

 

*********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

ابراهيم في واشنطن: رسالة سورية وأخرى حدودية

باسيل يريد العودة من “الطاقة”!

 

لا يبدو الرئيس سعد الحريري في وارد سحب ترشيحه وتقديم “شيك على بياض” لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل. فهو إذ أزعجه قرار تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة في ساعاته الأولى، غير أنّه سرعان ما تلقى نصائح “بالتروي وعدم التراجع” حسبما نقلت مصادر مواكبة، على اعتبار أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون “سيجد صعوبة بالغة في إرجاء الاستحقاق مجدداً بعد انقضاء فترة الأسبوع، وبالتالي لا داعي لسحب الحريري ترشيحه خصوصاً بعدما حاز على أكثرية أصوات مرتفعة ومتنوعة نيابياً”.

 

المعضلة الأساس، اختصرتها المصادر بمركزية السؤال الذي وجهه عون للحريري حين قال له: “ما بدك تشوف جبران؟”، وهنا بيت القصيد في تأجيل موعد الاستشارات، لا سيما في ضوء ما تناقلته معلومات موثوقة عن عزم رئيس “التيار الوطني” جبران باسيل الطلب من الحريري أن تعود وزارة “الطاقة” من حصة التيار أسوةً بعودة وزارة المالية للثنائي الشيعي.

 

وعلى هذا الأساس، أتى تأجيل رئيس الجمهورية موعد الاستشارات لإتاحة المجال أمام عقد لقاء بين الحريري وباسيل للتوصل إلى اتفاق وزاري يرضي الثاني قبل تكليف الأول، وحينها سيعتبر عون أنّ “الميثاقية المسيحية والمناطقية” التي تذرع بها للتأجيل عادت فتأمنت من خلال إرضاء باسيل. ولفتت المصادر إلى أنّ وساطات دخلت على الخط لإقناع الحريري بلقاء باسيل غير أنه لا يزال مصراً على أنّ تشكيلة حكومته يجب أن تكون من الاختصاصيين المستقلين بعيداً عن المحاصصات السياسية والحزبية.

 

وتوازياً، كشفت المصادر أنّ عون “غمز من قناة حزب الله” في تبرير قراره تأجيل الاستشارات فألمح في اتصالاته إلى وجود “كتل غير مسيحية” أيضاً تطلب مزيداً من الإيضاحات والمشاورات قبل تكليف الحريري، مشيرةً في هذا السياق إلى معطيات تفيد بأنّ الحزب لم يكن معارضاً تأجيل الاستشارات بينما رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان من أشد المتحمسين لإجرائها في موعدها دون تأجيل وأبدى استعداده لمساعدة حكومة الحريري على مستوى المواكبة التشريعية السريعة لقراراتها.

 

على صعيد منفصل، استرعت الانتباه زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى الولايات المتحدة وسط تساؤلات عما ستختزنه من رسائل مباشرة وغير مباشرة على مستوى لبنان والمنطقة. وفي هذا الإطار، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ”نداء الوطن” أنّ ابراهيم على المستوى الإقليمي سيحمل معه رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد إلى واشنطن تتعلق بملف الإفراج عن الصحافي الأميركي أوستن تايس.

 

أما على المستوى اللبناني، فلفتت المصادر إلى أنه سيكون هناك تأكيد من جانب ابراهيم على ضمان الاستقرار على الحدود الجنوبية، خصوصاً بعد البدء بمفاوضات الترسيم مع إسرائيل، معتبرةً أنّ ذلك سيكون بمثابة “رسالة غير مباشرة” للأميركيين تؤكد استمرار “حزب الله” بتغطية مسار المفاوضات رغم اللغط الذي حصل حول مسألة أعضاء الوفد اللبناني المفاوض، مع إشارتها في الوقت عينه إلى أنّ الحزب عندما أخذ علماً من المدير العام للأمن العام بالزيارة الأمنية الأميركية التي سيقوم بها “لم يبدِ رفضاً ولا حماسةً لها” إنما فوّضه القيام بما يراه “مناسباً ومفيداً” في محادثاته مع الأميركيين.

 

*********************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

 

 3 إيضاحات لتأجيل الإستشارات.. والحريري لن يلتقي أحداً قبل الخميس

لا مؤشرات تدل الى انّ تأجيل الاستشارات لفترة أسبوع سيؤدي إلى تغيير المعطيات وانقلابها، لأن لا مرشح لرئاسة الحكومة حتى الآن غير الرئيس سعد الحريري، ولا نيّة لدى الأكثرية بتأليف حكومة من لون واحد، ولا رغبة لدى الحريري بالاعتذار عن المهمة التي أرادها لنفسه، وبالتالي التكليف الذي لم يتحقق أمس سينتزعه الحريري الخميس المقبل في 22 الجاري.

وقد أحدثَ تأجيل الاستشارات الملزمة، التي كانت مقررة أمس، ضجة سياسية واسعة، ولم يُعرف من هي الجهة او الجهات التي طلبت هذا التأجيل بسبب إصرار الرئاسة الأولى على إبقاء الأجوبة ضمن العموميات، الأمر الذي فاقَم البلبلة خصوصاً انّ “حزب الله” التزمَ الصمت.

لكنّ الواضح انّ هذا التأجيل يرتبط بالدرجة الأولى بحسابات العهد مع الحريري، كما استياء باسيل من تجاهله على رغم إدراك رئيس “المستقبل” موقعية رئيس التيار ودوره ضمن تركيبة العهد. وبالتالي، أراد من بداية الطريق ان يوجّه إليه رسالة مفادها انّ معادلة سعد ـ جبران، التي حكمت وتَحكّمت بحكومتي الحريري الأولى والثانية في عهد عون، ستنسحب على الحكومة الثالثة، وإلّا لن تبصر حكومته العتيدة النور والتي تستدعي التنسيق، كما في السابق، في الشاردة والواردة.

وقد استوعَب الحريري الصدمة والتقط الرسالة، فلم يصعِّد ولم يعتذر عن مواصلة المهمة كما اعتقد البعض او تمنّى، بل استوعَب التأجيل وامتَصّه، فيما فتحت خطوط التواصل مع “بيت الوسط” من أكثر من جهة بُغية القفز فوق الإشكالية المتعمدة، وهذا ما حصل في ظل محاولات ستُبذَل لعقد لقاء بين الحريري وباسيل. فيما كان لافتاً مساء أمس قول القيادي في تيار “المستقبل” مصطفى علوش في حديث مُتلفز “انّ الرئيس الحريري لن يعتذر وسيلتزم الصمت طوال هذا الأسبوع، ولن يبادر إلى الاتصال بأيّ طرف سياسي”.

ردّت مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية، أمس، على مجمل المواقف التي انتقدت قراره تأجيل استشارات التكليف الى الخميس المقبل، فأكّدت أنّ هناك 3 أمور يجب توضيحها: الأوّل، أنّ قرار التأجيل لم يكن للتبرير بل كان لتحديد موعد. والثاني، أنّه لا يتحكّم بموقف الرئيس أي سبب شخصي، ولكن هناك مواضيع يجب أن تُدرس قبل التكليف لكي لا نكون أمام تكليف بلا تأليف وتأليف بلا ثقة. أمّا الأمر الثالث، الذي أوضحَته المصادر، فهو أنّ أي رئيس كتلة نيابية، سواء كان من الكتل الكبيرة الوازنة أو الكتل الصغيرة، له الحق في ان يُبدي رأيه، لكنّ هذا الرأي منفصل عن اختصاص الرئيس ومسؤولياته، مع الإشارة الى انّ الرئيس تلقّى سلسلة اتصالات من عدد من رؤساء الكتل تَمنّوا عليه تأجيل الإستشارات.

 

واستغربت المصادر صدور بعض ردود الفعل على التأجيل قبل معرفة الأسباب الحقيقية التي فرضته، وقالت: “كان الأجدر بالذين اعترضوا ان يحللوا الوضع السياسي لمعرفة اسباب التأجيل، لأنّ تحليل هذا الوضع يكشف المعطيات التي دفعت الرئيس الى هذا التأجيل لتوفير مناخات إيجابية للتأليف، لكي لا يتم أَسْر البلاد بين حكومة تُصَرّف أعمالاً ورئيس مكلف لا يؤلّف”.

 

وأكّدت المصادر نفسها “أنّ رئيس الجمهورية حريص على توفير اكبر عدد من التأييد النيابي للرئيس الذي سيكلف التأليف، نظراً لأهمية ودقة المهمات المطلوبة من الحكومة في المرحلة المقبلة، والتي تتطلب توافقاً وطنياً عريضاً وليس تشرذماً. مع الإشارة الى أنّه من الأفضل أن يسمّى الرئيس المكلف بإجماع مناطقي”. ولفتت إلى “أنّ الرئيس أراد من خلال قراره ان يعطي فرصة إضافية للإتفاق مع الرئيس المكلف لإنقاذ المبادرة الفرنسية، إنطلاقاً من دعم رئيس الجمهورية لهذه المبادرة، والتي يحتاج تنفيذها الى اكبر عدد ممكن من المؤيّدين، خصوصاً بعد التعثر في المواقف حيالها، وانّ التأجيل يمكن أن يعالج هذه المسألة”.

 

وشدّدت المصادر على أنّ عون “حرصَ، من خلال هذه الخطوة، على تأمين أجواء تسهّل لاحقاً عملية التأليف. وبالتالي، تأمين حصول الحكومة العتيدة على الثقة المرجوّة لأنّ أمامها برنامجاً للإصلاحات يجب أن يتم التوافق حوله وحول آلية تنفيذه حتى تكون خطة الحكومة واضحة في هذا الإطار”.

 

وأوضحت هذه المصادر “أنّ الخلاف ليس على المبادرة الفرنسية وما تحتويه من نقاط الصلاحية، بل على طريقة تنفيذ هذه المبادرة، الأمر الذي يفرض مناخات إيجابية للعمل”.

 

صمت الحريري

الى ذلك ساد في “بيت الوسط” أمس صمت لافت، ولم يسجّل للحريري اي خطوة علنية، في وقت تردّدت أوساطه في الحديث عن الخطوة اللاحقة التي يمكن ان يتخذها. ولفتت الى عدم زيارته عون عقب انتهاء جولة وفد كتلة “المستقبل” على رؤساء الكتل النيابية، وقالت لـ”الجمهورية” انه وقبل أن تنتهي الجولة فوجِىء بالحديث الذي تَنامى إليه من اكثر من مصدر عن نيّة رئيس الجمهورية تأجيل الاستشارات، الأمر الذي دفعه الى الاتصال به مُستَفسراً عن دوافعه الى هذا التأجيل التي تتناقَض مع ما كانت قد أكّدته مصادره قبل ساعات قليلة في اعتبار انها ما زالت في موعدها!!

 

وقالت الاوساط نفسها انّ التبرير الذي قدمته مصادر بعبدا لم يقنع الحريري بأي شكل من الأشكال. وسألت عبر “الجمهورية”: “منذ متى يُحكى عن ميثاقية التمثيل المناطقي النيابي في تسمية رئيس الحكومة ِليُقال انّ نواب جبل لبنان، مثلاً، قالوا انهم لن يسمّوا الحريري لتستقيم الامور وتُشَكِّل سبباً للتأجيل؟”. واشارت الى “انّ الثقة لم ترتبط يوماً بالتكليف بل عند التأليف، وإلا كيف مَضوا في تسمية الرئيس حسان دياب لتشكيل الحكومة في ظل رفض أكثرية النواب السنة ورغم غضب الشارع السني ولم يقل انّ نواب بيروت مثلاً لم يسمّوا دياب، أليست بيروت من ضمن الميثاقية للتمثيل النيابي المناطقي كما قالت مصادر بعبدا أمس؟”.

 

وردّت اوساط الحريري التأجيل الى “نيّة معروفة وإن لم تُعلن، فهناك من استدرجَ رئيس الجمهورية بحُكم الصلات العائلية الى تأجيل الاستشارات، أيّاً كان الثمن الذي سيدفعه البلد، وهل ان الامور باتت رهناً باتصال لم يُجره الحريري او زيارة لم يقم بها؟”.

 

وانتهت اوساط الحريري الى التأكيد انّ اتصاله برئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط “كان ضرورياً لِطَي الازمة التي نشأت في أثناء إطلالة الرئيس الحريري التلفزيونية ،وما رَدّ به جنبلاط في اطلالته المماثلة قبل ايام قليلة ،وقد أدّى نتائجه الايجابية”.

 

رواية أخرى

وفي رواية أخرى، علمت “الجمهورية” انّ الحريري لم يكن موافقاً ابداً على تأجيل هذه الاستشارات، لا بل اختلفَ مع رئيس الجمهورية على تأجيلها. وانه غير صحيح ما تمّ إعلانه من ان ّبعض الكتل النيابية طلبت التأجيل، لأن لا احد من هذه الكتل طلبَ ذلك، حتى “حزب الله” الذي حاول “التيار الوطني الحر” توريطه في أنه ضمناً كان يريد هذا التأجيل، فالحزب لم يطلبه ولم يتدخل وكان قد أكد مشاركته في هذه الاستشارات، وكأقصى حد كان يمكن ان لا يسمّي أحداً كالعادة، علماً أنّ الـ pointage الأوّلي، الذي وضعه الحريري قبل موعد الاستشارات، أظهَر انه يحصل على 55 صوتاً.

 

وقالت مصادر متابعة للاتصالات خلال الـ 48 ساعة الماضية التي سبقت موعد الاستشارات قبل تأجيلها، انّ الحريري كان لديه حسابات تختلف عن الحسابات السابقة، حيث رأى انّ التكليف لم يكن المحطة الكبرى إنما التأليف. وعليه، فإنّ رفضه السابق بعدم قبول التكليف اذا كان هناك من قوى سياسية او طائفة تقاطع الاستشارات، فاختلف هذا الامر هذه المرة في اعتبار ان البلد في مأزق وانّ التكليف لا يحتاج لا لميثاقية ولا لغيرها من الحسابات التي كان يتوقّف عندها في السابق”.

 

وكشفت هذه المصادر “انّ الحريري مستاء جداً مما حصل، لا بل “زعلان”، لكنه لم يتخذ موقفاً في ما اذا كان سينسحب من هذا الترشيح ام لا”. وهنا رجّحت المصادر “ان يمضي الحريري في ترشيحه”. لكنها حذّرت من مدة الاسبوع التي اعتبرتها “عامل وقت سيئ”، كون هذه المدة الطويلة يمكن ان تدخلها عوامل ومتغيرات، إذ إنه لو تأجّلت الاستشارات لمدة يومين او ثلاثة لكان الموضوع اقل صعوبة.

 

الموقف الاميركي

في غضون ذلك، أبلغت مصادر مطلعة الى “الجمهورية” انّ ملف تشكيل الحكومة ليس بعيداً من الأميركيين، على قاعدة انّ اي دعم مالي للحكومة المقبلة يحتاج إلى موافقة واشنطن وحلفائها وصندوق النقد الدولي. وبالتالي، فإنّ اي تركيبة حكومية يجب أن تحظى برضى أميركي اذا أرادت استقطاب المساعدات، وهذا ما يبدو أنّ بعض المعنيين الأساسيين بالتكليف والتأليف يأخذونه في الحسبان، علماً انّ بقاء مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر في بيروت لأيام عدة يؤشر الى انّ مهمته تتجاوز حدود المشاركة في إطلاق مفاوضات الترسيم الى مواكبة تفاعلات الملف الحكومي.

 

وتتوقف المصادر عند دلالات تَمسّك رئاسة الجمهورية بإدراج مدنيين ضمن الوفد اللبناني الى مفاوضات الترسيم، على رغم من اعتراض “حزب الله” وحركة “امل”، مشيرة الى “انّ رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر” ربما يعتبران في حساباتهما انّ الثنائي الشيعي بالَغَ في التفسيرات التي أعطاها للاستعانة بمدنيين، بينما الواقعية السياسية تبرر، في رأي الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل، موقفهما من تركيبة الوفد، خصوصاً اذا كانت إحدى نتائجه المساهمة في تحييد باسيل عن لائحة العقوبات الأميركية وحماية مستقبله السياسي، وكذلك الامر بالنسبة إلى بعض القريبين من رئيس الجمهورية”.

 

ما يحمله شينكر

الى ذلك، وفي إطار جولاته المكوكية على المسؤولين اللبنانيين، يزور شينكر عند التاسعة إلّا ربعاً صباح اليوم رئيس الجمهورية ترافقه السفيرة دوروتي شيا، وذلك للتشاور معه في مجمل التطورات اللبنانية وفي المنطقة، وكذلك في انطباعاته حول الجلسة الاولى لمفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل التي انعقدت الاربعاء الماضي في الناقورة.

 

وكشفت مصادر دبلوماسية لـ”الجمهورية” انّ شينكر، في جولته على القيادات اللبنانية التي اختار منها عدداً قليلاً هذه المرة، “حريص على تعميم رسالة القيادة الاميركية التي أبدت ارتياحها الى الاجواء الإيجابية التي عبّر عنها الجانبان اللبناني والاسرائيلي في الإجتماع الاول الخاص بترسيم الحدود البحرية في هذه المرحلة. وكذلك من اجل تجديد الضمانات بما تعهّدت به بلاده ليكون طرفاً مساعداً في هذه المفاوضات واستعدادها للتدخل اذا طلب الطرفان رأيها او تسوية ما في اي اشكال محتمل”.

 

وفيما قيل انّ شينكر اراد من لقاءاته تعريف المسؤولين اللبنانيين الى ممثل بلاده الجديد الذي سيواكب المفاوضات اللبنانية ـ الاسرائيلية السفير جون ديروشر، لوحِظ انّ الاخير لم يرافقه في جولاته امس، ولن يكون في عداد الوفد الذي سيرافقه الى قصر بعبدا اليوم.

 

وفسّرت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” هذه الخطوة بوجود قرار ببقاء ديروشر بعيداً من الاجواء السياسية اللبنانية، وحَصر مهماته بالمفاوضات، فهو سبق له ان شاركَ في خطوات مماثلة في اكثر من مهمة سابقة.

 

وكان شينكر قد زار أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري، واستمر اللقاء زهاء الساعة، غادر بعده من دون الإدلاء بتصريح. ثم زار رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط الذي استبقاه الى مائدة الغداء.

وعلمت “الجمهورية” انّ شينكر نقلَ الى الذين التقاهم ارتياح بلاده الى انطلاق مفاوضات ترسيم الحدود التي اذا استمرت بالوتيرة نفسها التي سادت الجولة الاولى منها ستؤدي الى تحقيق مصلحة الجانبين، وشدد على ان الولايات المتحدة “ستكون وسيطاً نزيهاً لإنجاح هذه المفاوضات”

 

نتنياهو

وعلى صعيد الموقف الاسرائيلي، رأى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ان “محادثات ترسيم الحدود البحرية قد تُحدِث تصدّعاً في سيطرة “حزب الله” على لبنان”، مشدداً على “اننا سنواصل مواجهة “حزب الله”.

 

وأكد ان “لا سلام مع لبنان ما دام “حزب الله” مسيطراً عليه”، معلناً انّ “دولاً إسلامية وعربية عدة تطلب التقرب منا بسبب قوتنا في مجالات عدة، منها الأمن الإلكتروني، ونحن توصّلنا للسلام مع الإمارات من منطلق قوة، والاتفاق معها لا يتضمن بنوداً سرية”. من جهة أخرى، لفت إلى انّ “الفلسطينين رفضوا خططاً عدة للسلام، ولو انتظرنا إزالة الفيتو الفلسطيني لما توصّلنا لسلام مع العالم العربي”.

 

كورونا

من جهة ثانية أعلنت وزارة الصحة العامّة، في تقريرها اليومي أمس، “تسجيل 1550 إصابة جديدة بفيروس كورونا (1471 من المقيمين و79 من الوافدين)، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 58645”. ولفتت إلى تسجيل “حالتي وفاة خلال الـ 24 ساعة المُنصرمة”.

*********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

خصوم عون يتهمونه بتعويم باسيل

الرئيس اللبناني أبلغ نظيره الفرنسي أنه يريد تأييداً مسيحياً أوسع للحريري

بيروت: محمد شقير

فاجأ رئيس الجمهورية ميشال عون الوسط السياسي بقرار تأجيل الاستشارات النيابية المُلزمة التي كانت مقررة أمس لتسمية الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة الجديدة بعد أن رجحت كفّة زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بتولّي رئاسة الحكومة، رغم أن عون تذرّع بأن بعض الكتل النيابية طلبت منه التأجيل بسبب بروز صعوبات يجب العمل على حلها.

والمفاجأة جاءت من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي أبلغ عون أنه لا يوافق على تأجيل الاستشارات ولو ليوم واحد ولحق به الرئيس الحريري بذريعة أن لا مبرر لهذا التأجيل، خصوصاً أن ترحيل الاستشارات جاء – كما قال رئيس حكومة سابق فضل عدم الكشف عن اسمه – استجابة لطلب رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ولا علاقة لحزب «القوات اللبنانية» بهذا الطلب.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الرئيس عون اتصل بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مبررا التأجيل بأنه سعي للحصول على تأييد مسيحي أوسع للرئيس الحريري، لكن اتصال عون لم يؤد إلى تبديد الانزعاج الفرنسي من تأجيل الاستشارات، خصوصا أن المضي في عملية التأليف بدءا بالتكليف سيكون النقطة الأساسية لاختبار مدى استعداد الأطراف لتأييد المبادرة الفرنسية، خصوصا أنها التزمت بذلك أمام ماكرون خلال اللقاء الموسع الذي عقد معه في بيروت.

وفي هذا السياق علمت «الشرق الأوسط» أن الحريري الذي يتقاطع موقفه مع الرئيس نبيه بري لن يخضع للضغوط والابتزاز، وسيستمر في ترشحه دون الدخول في سجال مع أحد، وبالتالي فإن صمته سيبقى سيد الموقف بعد أن قرر أن يكون في موقع الرافض لما يدور.

واعتبرت مصادر نيابية بارزة أن تذرع عون في معرض تبريره تأجيل الاستشارات بالحصول على تأييد مسيحي أوسع للحريري يقصد به جبران باسيل لأن حزب «القوات» حسم موقفه بضرورة تأليف حكومة اختصاصيين من رئيسها إلى أعضائها.

وقالت مصادر نيابية بارزة لـ«الشرق الأوسط» إنه لا مبرر لقرار تأجيل الاستشارات، خصوصا أنه يأتي استجابة للفريق السياسي التابع لعون بدلاً من أن يأتي من كتل نيابية متعددة أو من رئيس الحكومة الذي يحظى بأكثرية نيابية لتسميته في الاستشارات، خصوصاً أن باسيل، كما قال، باقٍ على موقفه، وأكدت مصادر سياسية أنه من غير الجائز إخضاع البرلمان لمشيئة شخص واحد، وأن التذرُّع بعدم تأمين الميثاقية في تسمية الحريري ليس في محله بعد أن قرر عون القفز فوقها بتكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بتشكيل الحكومة.

وقالت المصادر السياسية إن فرنسا منزعجة إلى أقصى الحدود من الخطوة غير المدروسة التي سيترتب عليها إقحام البلد في دورة جديدة من الاشتباكات السياسية بدلاً من الإسراع بتوفير الشروط لولادة الحكومة الجديدة، ليس لتعويم المبادرة التي أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون فحسب وإنما لمنع لبنان من الزوال بعد أن بلغ الانهيار على كافة المستويات ذروته.

ونقلت عن جهات دولية قولها إن الانزعاج الفرنسي لم يعد خافياً على أحد، وقالت إن باريس تدخّلت لدى الحريري ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ونجحت في تبريد الأجواء بينهما، وهذا ما دفع الأخير إلى تسمية الحريري لتشكيل الحكومة، وسألت ما إذا كان لمعاودة التواصل بينهما بإشراف فرنسي قد أسقط رهان باسيل ومن خلال عون على أن عدم تسمية رئيس «التقدمي» لزعيم «المستقبل» سيعزّز الاعتقاد بأن الأخير سيعتذر عن تكليفه بذريعة أن من يؤيّدونه ينتمون إلى «قوى 8 آذار»؟

ومع أن المصادر السياسية ترفض أن تستبق الموقف الأميركي من تأجيل الاستشارات، فهي في المقابل تتوقف أمام الحملة التي شنّها باسيل على العقوبات الأميركية. وتسأل ما إذا كانت لدوافعه علاقة باستبعاده من جدول اللقاءات التي عقدها مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر مع القيادات اللبنانية على غرار ما فعله ديفيد هيل في زيارته الأخيرة لبيروت، خصوصا أن واشنطن مع بدء مفاوضات ترسيم الحدود تحرص على التهدئة وعدم خلق المتاعب في الساحة اللبنانية.

وفي هذا السياق، قال رئيس الحكومة السابق لـ«الشرق الأوسط» إن عون بتأجيله الاستشارات يواجه حالياً حالة من الاصطفاف السياسي لم تكن قائمة من قبل وبات لديه مشكلة مع بري تُضاف إلى أزمته مع «الثنائي الشيعي» على خلفية الخلاف على تشكيل الوفد اللبناني إلى مفاوضات الناقورة، وأكد أن عون عزّز الاعتقاد السائد بأنه يترك لباسيل مهمة الحل والربط، ويحيل إليه كل من يبحث معه في الشأن الداخلي وهذا ما طلبه أخيراً من الحريري عندما التقاه. ولفت إلى أن عون بموقفه أساء للمبادرة الفرنسية وانكشف أمام الرئيس ماكرون، وقال إن تأجيله للاستشارات يدحض كل ما كان أُشيع عن توصّل الحريري مع باسيل إلى اتفاق من تحت الطاولة، وأكد أن رئيس الجمهورية شكل بموقفه رافعة للاعتقاد السائد لدى معظم رؤساء الحكومات والقوى السياسية بأن هناك صعوبة في التعاون معه ما دام أن باسيل يتصرف وكأن الأمر له من دون أن يبادر عون إلى وضع حد لهيمنته على القرار السياسي.

 

 

*********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

نكسة ما بين الخميسين: مَن يؤلف حكومة المبادرة؟

الحريري يتشاور مع بري ولن يتصل بباسيل.. وأزمة سيولة بالليرة بعد الدولار

 

على مرمى ساعات قليلة، من احياء مجموعات «الحراك المدني» وغيره المنقسمة على نفسها، انتفاضة 17 ت1 (2019) بحثاً عن أُطر عمل جديدة، وربما اشكال متعددة لعمليات الاحتجاج، التي لم تسفر عن وقف الانهيارات، بل زادت حدة على وقع تأزم الوضع العام، والانتقال من تآكل الى تآكل، لدرجة وصلت الى وضع قيود مقلقة على سحب الليرة اللبنانية من المصارف، سواء أكانت على شكل ودائع متهالكة، ام رواتب تبخرت قدرتها الشرائية، وتمضي دوائر قصر بعبدا في اعطاء التبريرات او التفسيرات، التي اقل ما يقال فيها، انها باتت على درجة من الملل، والاستخفاف بعقول اللبنانيين وتجاربهم المريرة، على مدى السنوات القليلة الماضية، لتأجيل الاستشارات النيابية اسبوعاً، ينقضي منه اليوم يوم جديد، من دون حصول اي تبدُّل او تغيّر في «ميكانيزما» التقارب او «الزيادة العددية» أو الميثاقية، لعدد الذين سيسمون الرئيس سعد الحريري لتشكيل حكومة جديدة، جدول اعمالها، اقتصادي، مالي، اعماري، ووفقاً لخارطة الطريق الفرنسية ،التي بدلت اسلوب العمل على وضعها، بشق النفس، موضع التنفيذ.

 

ومما لا شك فيه، أن ما حصل بين الخميس 15 ت1 والخميس 22 ت1 هو عبارة عن انتكاسة تطرح اكثر من هاجس وخوف، من العجز عن حسم الوضع لجهة التكليف والتأليف، من زاوية تأكيد فريق رئيس الجمهورية على الحاجة الى تفاهمات على مواضيع متصلة من التأليف الى التكليف الى الثقة، مروراً بشكل الحكومة او عددها، او من يسمي الوزراء فيها.

 

وسط هذه الانتكاسة، وهمروجة المواقف، وحده النائب في كتلة نواب الارمن هاغوب تيرزيان أقر بطلب تأجيل الاستشارات وقال: «الأكيد أن كتلة من 3 نواب لن تؤجل التكليف، ولكن طلبنا من رئاسة الجمهورية هذا الأمر بهدف تسهيل التأليف».

 

مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية أسهبت بشرح اسباب تاجيل الاستشارات، وقالت: أنّ هناك 3 أمور يجب توضيحها: الأمر الأوّل أنّ قرار التأجيل لم يكن للتبرير بل كان لتحديد موعد. والثاني أنّه لا يتحكم بموقف الرئيس اي سبب شخصي، ولكن هناك مواضيع يجب أن تُدرس قبل التكليف كي لا نكون أمام تكليف من دون تأليف وتأليف من دون ثقة.

 

اضافت المصادر: الأمر الثالث هو أنّ أي رئيس كتلة سواء كان من الكتلة الكبيرة الوازنة أو الكتل الصغيرة له الحق ان يبدي رأيه، لكن هذا الرأي منفصل عن إختصاص الرئيس ومسؤولياته، مع الإشارة الى ان الرئيس تلقى سلسلة اتصالات من عدد من رؤساء الكتل تمنوا عليه تأجيل الإستشارات.

 

واستغربت المصادر أن بعض ردود الفعل صدرت قبل أن تعرف الأسباب الحقيقية للتأجيل ولم ترتكز على معطيات واقعية. وقالت: كان الأجدر بالذين اعترضوا ان يحللوا الوضع السياسي لمعرفة اسباب التأجيل، لأن تحليل هذا الوضع يوفر معطيات هي التي دفعت الرئيس الى التأجيل لتوفير متاهات إيجابية للتأليف كي لا يتم أسر البلاد بين حكومة تصرف أعمال ورئيس مكلف لا يؤلف».

 

وأكّدت «أنّ الرئيس عون حريص على توفير اكبر عدد من التأييد النيابي للرئيس الذي سيكلف التشكيل نظراً لأهمية ودقة المهمات المطلوبة من الحكومة في المرحلة المقبلة، والتي تتطلب توافقاً وطنياً عريضاً وليس تشرذماً مع الإشارة الى أنه من الأفضل أن يسمى الرئيس المكلف من قبل إجماع مناطقي».

 

ولفتت المصادر الانتباه «إلى أنّ الرئيس أراد من خلال قراره ان يعطي فرصة إضافية للإتفاق مع الرئيس المكلف لإنقاذ المبادرة الفرنسية، إنطلاقاً من دعم رئيس الجمهورية لهذه المبادرة والتي يحتاج تنفيذها الى اكبر عدد ممكن من المؤيدين خصوصاً بعد التعثر في المواقف حيال هذه المبادرة والتأجيل يمكن أن يعالج هذه المسألة».

 

وأوضحت هذه المصادر أنّ الخلاف ليس على المبادرة الفرنسية وما تحتويه من نقاط الصلاحية بل على طريقة تنفيذ هذه المبادرة الأمر الذي يفرض مناخات إيجابية للعمل.

 

وتتساءل المصادر العونية، كيف يمكن لرئيس حكومة ايا يكن ان ينجح، اذا كلف بأكثرية ضئيلة، وميثاقية منسية؟ ثم كيف يمكن لاي حكومة يشكلها ان تحظى بغطاء ميثاقي؟

 

واعتبرت مصادر سياسية ان قرار رئيس الجمهورية ميشال عون بتأجيل موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة، اعاق انطلاق هذه العملية في اتجاه تسمية الرئيس سعدالحريري لهذه المهمة بعدما ابدت كتل ونواب وازنة تأييدها لترؤسه حكومة جديدة تتولى مهمة انقاذ لبنان على اساس المبادرة الفرنسية بكل مضامينها وبنودها.

 

وقالت ان مبررات تأجيل الاستشارات كما اعلنت من قبل فريق الرئاسة الاولى، هزلية ومضحكة وغير مقنعة، بل تاتي استجابة للرغبات والتوجهات الخاصة لصهر رئيس الجمهورية النائب جبران باسيل على حساب مصلحة مهمة انقاذ لبنان العليا.

 

وإذ اشارت المصادر الى انه من الصعوبة بمكان تحديد ما تؤول الامور اليه خلال أسبوع من التأجيل، لاحظت ان من اهم نتائج جولة الإتصالات والمشاورات التي انطلقت إثر اعلان الرئيس سعد الحريري انه المرشح الطبيعي لرئاسة الحكومة الجديدة، تأييد اكثرية نيابية مقبولة لترؤس حكومة انقاذ استنادا للمبادرة الفرنسية وهذا القبول والتاييد للمبادرة المذكورة اظهر بوضوح انها ماتزال مستمرة وصالحة لحل الازمة على اساسها.

 

وهذا التأييد أحرج بوضوح النائب باسيل الذي تدخل لتأجيل اتمام إجراء الاستشارات النيابية الملزمة لمدة اسبوع بالرغم من الحاجة الملحة لتسريع الخطى لتشكيل الحكومة الجديدة لوقف التدهور الحاصل في كل القطاعات بالبلد.

 

واستبعدت المصادر حدوث متغيرات جذرية بمواقف الكتل النيابية خلال الايام المقبلة وتحديدا حتى يوم الخميس المقبل، اشارت الى اتصالات بعيدة من الاضواء تمت بين مسؤولين فرنسيين يتولون متابعة تنفيذ المبادرة الفرنسية اول بأول وعدد من المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، ابدى هؤلاء استياءهم البالغ من تأجيل مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة، معتبرين هذا الاجراء بأنه يعقد المباشرة بتنفيذ المبادرة الفرنسية ولا يسهل تنفيذها، وهو لا يصب في مصلحة لبنان واللبنانيين ويؤخر المباشرة في حل الأزمة المتعددة الاوجه التي يواجهها لبنان حاليا.

 

واذ اشارت إلى إتصالات متسارعة جرت ليل أمس الاول بين الرئيسين نبيه بري والحريري لاستيعاب تداعيات التأجيل غير المبررة بكل المقاييس والامتناع عن الرد على ما حصل سلبا او ايجابا لقطع الطريق على أهداف الذين كانوا وراء خطوة التأجيل وابقاء زخم التحرك السياسي قائما، اشارت المصادر إلى حركة مشاورات ستتواصل خلال مدة التأجيل للالتزام بإجراء الاستشارات النيابية الملزمة في موعدها وانطلاق عملية تشكيل الحكومة الجديدة بالرغم من كل الاعتراضات من البعض، والقيام بكل مايمكن القيام به لقطع الطريق على اي عراقيل او عقبات، محلية او خارجية محتملة لاعاقة وتأخير تشكيل الحكومة العتيدة.

 

وحسب هذه المصادر فإن اصرار رئيس الجمهورية على منح مهلة اضافية للاتفاق مع الرئيس المكلف على انقاذ المبادرة الفرنسية تبرز الحاجة الى هذه الفرصة وسط معلومات تفيد ان تنفيذها يحتاج الى اكبر عدد من المؤيدين خصوصا ان تعثرا في المواقف حيالها برز وبالتالي التأجيل يعالج ذلك.

 

واليوم يتسلم ايضا اوراق إعتماد سفراء كندا وروسيا والنمسا.

 

وكان تم اتصال بين الرئيسين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري قبيل تأجيل الاستشارات، وان الاتصالات قائمة بين الرئيس نبيه بري والحريري. ونقلت المعلومات عن مصادر الرئيس الحريري انه «لن يسحب ترشيحه لرئاسة الحكومة، وكل ما تردد في شأن تحديده مواعيد لذلك غير صحيح، وانه متمسك بتنفيذ المبادرة الفرنسية».

 

وذكرت المصادر «ان التأجيل كان بهدف التعطيل ومعروفة الجهة التي تعطل التكليف والتأليف، لكن لا بد من خطوات إنقاذية عبر المبادرة الفرنسية التي لا بديل لها في الوقت الحاضر».

 

وكشفب القيادي في «المستقبل» مصطفى علوش ان الرئيس الحريري لن يتواصل مع احد هذا الاسبوع، في اشارة الى اتصال مع النائب جبران باسيل، الذي وصفه علوش بأنه «شخصية هزيلة»، الذي يخطب وكأنه «قائد عسكري».

 

على ان اللافت، هو ان «الثنائي الشيعي» ليس علىموجة واحدة من تأجيل الاستشارات، ففي الوقت الذي اعترض الرئيس نبيه بري فيه بقوة على تأجيل المشاورات، ابدى حزب الله تفهماً للخطوة، ولم يرَ فيها نيات تعطيل او اعتبارات شخصية.

 

ومع تراجع الاتصالات العلنية المتعلقة بتشكيل الحكومة ملأ معاون وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر الوقت بجولة على المسؤولين، فزار امس، رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وغادر من دون تصريح، وانتقل الى دارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جبنلاط، ترافقه السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، الذي أولم على شرفهما.

 

تقييد السحوبات بالليرة

 

مالياً، ناقش وفد جمعية المصارف برئاسة سليم صفير مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الاجراءات الاخيرة المتخذة لوضع سقوف لسحوبات المصارف النقدية بالليرة من المصرف المركزي.

 

وعلم ان النقاش انطلق من ان الاجراءات المتخذة تهدف إلى  ضبط حركة السوق، وتحفيز المواطنين وزبائن المصارف على استخدام بطاقات الائتمان والشيكات والتحاويل المصرفية، وتأمين الحاجات للزبائن من دون ان تكون محصورة بالسيولة النقدية.

 

وحسب بيان صادر عن الاجتماع، فإن هذا النوع من التدابير هو بطبيعة اجراء مؤقت تفرضه اوضاع استثنائية، وتلجأ اليه المصارف المركزية في العالم لمكافحة التضخم والارتفاع المفرط في ارتفاع الاسعار والخدمات.

 

الأرض المحروقة

 

وعشية مرور عام على احتجاجات 17 ت1 كتبت «الفانيشال تايمز» ان امراء حرب حولوا لبنان الىارض محروقة.

 

وأصبح لبنان الآن حسب كاتب المقال في مرحلة ما بعد الحافة. فالاقتصاد انهار قبل زمن من ظهور مرض كوفيد-19، والحكومة مفلسة وفشلت في تسديد الديون، وكثير من المودعين خسروا تقريبا مدخراتهم في نظام بنكي مغلق عليهم لحوالى عام تقريبا.

 

وقالت الصحيفة إن المصرفيين والسياسيين المشاركين لهم في بنوكهم أصبحوا أثرياء جدا بسبب الفوائد العالية التي وصلت نسبتها إلى خانتين دفعها لهم البنك المركزي على مدى الخمس سنوات الماضية.

 

وأحجمت الطبقة السياسية هذا العام عن صفقة إنقاذ من صندوق النقد الدولي، واشترطت ليس فقط إصلاحات بل تدقيقا قضائيا [في الحسابات] كان سيكشف مخالفات نظامية، بينما انتشر الفقر والجوع، وتقدر الأمم المتحدة أن نصف الشعب يعيشون تحت خط الفقر.

 

وأضافت الصحيفة أن «القمع الانتقائي، ثم الوباء أخرج المتظاهرين من الشارع، في نظام خاضع في نهاية المطاف لسيطرة حزب الله، والتي تعمل كدولة فوق الدولة. حزب الله متحالف مع أمل، المليشيا السابقة التي تحولت إلى حركة جماهيرية شيعية، ومع أكبر حزب مسيحي يتولى قيادته، الجنرال السابق ميشال عون، الذي يشغل كرسي الرئاسة. فهي تتمتع بقبضة قوية على قوات الأمن والجيش، وتسيطر على الأغلبية في البرلمان ولها حق نقض فعال على التعيينات الوزارية».

 

إطلاق الكتلة الثورية

 

ميدانياً، أطلق عدد من الناشطين بعد ظهر أمس، من ساحة الشهداء، «الكتلة الثورية»، معلنين عن أنّها «جسم سياسي جديد من رحم ثورة 17 تشرين بهدف حمل مشاعل جديدة لمحاربة مزاريب الفساد والمحاسبة، بدءا من مجلس النواب وقانون انتخابي عادل ونظام رعاية اجتماعية ولامركزية ادارية موسعة ونظام تربوي حديث».

 

وتلا الناشط حسين السبلاوي نص الوثيقة السياسية «للكتلة الثورية» التي تسعى الى «بناء الدولة القوية التي تمتلك حصرية القوة والقرار عبر العمل على تطبيق قانون انتخابي عادل، قضاء مستقل ونزيه، لامركزية ادارية موسعة، نظام رعاية اجتماعية متقدم، نظام تربوي حديث يعتمد على التكنولوجيا، قانون احوال شخصية مدني اختياري وتطوير البنية البيئية».

 

وبعد إطلاق «الكتلة الثورية» وإضاءة المشاعل، انطلقت مسيرة باتجاه مجلس النواب، رفع خلالها المشاركون الأعلام اللبنانية ولافتات تطالب بمحاسبة الفاسدين، وسط تعزيزات أمنية للجيش وقوى الأمن الداخلي ومكافحة الشغب.

 

58645

 

صحياً، سجل ارتفاع ملحوظ في اصابات كورونا امس، اذ ان وزارة الصحة سجلت في تقريرها اليومي اصابة 1550 حالة جديدة، وتسجيل حالتي وفاة، وارتفع العدد الى 58645 اصابة مثبتة مخبرياً.

 

 

*********************************

افتتاحية صحيفة الديار

«عض اصابع» بين «ميرنا الشالوحي» «وبيت الوسط»: محركات التشكيل معطلة

«استياء» فرنسي من بعبدا.. واسرائيل تكشف عن «ثمن»مساعدة لبنان اقتصاديا

واشنطن تواصل الضغط على «التيارالوطني»: المطلوب «طلاق» مع حزب الله

ابراهيم ناصرالدين

وحده عداد «كورونا» يواصل التقدم القياسي في لبنان مع تسجيل 1550 إصابة جديدة، وحالتي وفاة،وفيما تضاعفت الضغوط على اللبنانيين بفعل تعميم مصرف لبنان الجديد بتحديد سقف سحوباتهم المالية بالليرة اللبنانية، في ظل تفلت الاسعار، وتسيد مافيات الدواء، والمحروقات، والمواد الغذائية،غاب جميع «الساسة» عن «السمع» امس ،فالاتصالات السياسية لاعادة تحريك ملف تشكيل الحكومة «مجمدة»، وفيما نجح «الثنائي الشيعي» من «غسل يديه» من اتهامات التعطيل» التي طالته بعد سقوط تجربة مصطفى اديب، حاولت رئاسة الجمهورية تبرير تأجيل الاستشارات النيابية، بعدما باتت بعبدا المتهم الاول في اضاعة فرصة الخروج من المأزق الراهن، وبعدما «نام» الرئيس سعد الحريري على «حرير» الوعود الفرنسية، والاتفاقات الجانبية، وآخرها حصل بضغط فرنسي على النائب السابق وليد جنبلاط، لتجاوز الاعتراضات السعودية، اكتشف ان العودة الى السراي الحكومي ،دونها عقبات، واستفاق مجددا على «كابوس» جبران باسيل الذي حاول تجاوزه، فاصطدم «بفيتو» رئاسي واضح رسم من خلاله عون «خارطة طريق» من «بيت الوسط» الى رئاسة الحكومة، لا تكليف دون الوقوف على «خاطر» الكتل المسيحية،ولا مجال لتجاوز الميثاقية الحقيقية..

 

وفيما دخلت البلاد مرحلة «عض الاصابع» بين «بيت الوسط» وبعبدا «وميرنا الشالوحي» وكل طرف يراهن على حصول تنازلات من الطرف الاخر،بفعل الضغوط الدولية عموما، والفرنسية خصوصا،فيما تدور الشكوك حول امكانية تشكيل حكومة قبل الانتخابات الاميركية في 3 تشرين الثاني.. ومع عودة الامور الى «نقطة الصفر» حكوميا،كان لافتا غياب هذا الملف عن جولة مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد شينكر المهتم بترسيم الحدود البحرية، وسط علامات استفهام حول تأجيل زيارته الى القصر الجمهوري الى اليوم،ومساع لوضع الوزير جبران باسيل على جدول اعماله، في ظل معلومات عن استمرار الضغوط الاميركية لاستجرار مواقف اكثر تشددا من بعبدا «وميرنا الشالوحي» ضد حزب الله الذي يقف برأي رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو عائقا امام عقد اتفاق «سلام» مع لبنان، فيما كشف المعهد القومي الاسرائيلي عن رهانات اسرائيلية على دور اميركي- فرنسي -خليجي للضغط على لبنان اقتصاديا ومقايضة المساعدات باضعاف حزب الله..

 

 «استياء» فرنسي

 

وفيما، حرصت بعبدا على تبرير اسباب التأجيل، برز استياء فرنسي واضح من الرئيس ميشال عون «المتهم» باسقاط الفرصة الثانية لنجاح المبادرة الفرنسية، وذلك وفقا لمسؤول فرنسي في الخارجية ابدى «سخط» بلاده مما حصل، وقد ترجم ذلك بعدم تواصل اي من المسؤولين الفرنسيين مع الرئاسة الاولى حتى الان، في تعبير واضح عن «البرودة» في التعامل مع القصر الجمهوري الذي حاول عبر الوزير سليم جريصاتي شرح الموقف عبر القنوات المعتادة لكن دون جدوى، حيث غاب الفرنسيون عن «السمع»، ما اضطر بعبدا الى تسريب معلومات عبر مصادر «مجهولة» لتبرير ما حصل، مع العلم ان التدخل الفرنسي قد نجح يوم الاثنين في تليين موقف النائب السابق وليد جنبلاط، الذي تراجع عن مواقفه الحادة اتجاه الحريري، بعدما وعده الفرنسيون بتسهيل الامور لدى السعوديين، فجاءت المفاجأة من بعبدا التي لم تنسق تأجيل الاستشارات مع باريس.

 

 اين تمر الطريق الى «السراي»؟

 

وكان عون وقبل تأجيل الاستشارات إتصل بالحريري وابلغه قراره تاجيل الاستشارات بعد إمتناع كتلتا «الجمهورية القوية» «ولبنان القوي» عن تسميته،ووفقا لمصادر مطلعة رد الحريري بالتساؤل كيف مشيتم بحكومة حسان دياب من دون السنّة، لكن الرئيس لم يوضح موقفه،واصر على موقفه دون ان يبالي ايضا، باعتراض رئيس المجلس النيابي نبيه بري على التأجيل… وفي هذا السياق، تشير اوساط التيار الوطني الحر الى ان ما حصل امر طبيعي، ومتوقع، فهل ثمة من يعتقد ان الرئيس عون سيمنح توقيعه على «بياض» للحريري لتشكيل حكومة في نهاية عهده دون الاتفاق معه ومع تياره السياسي على كل القضايا المرتبطة بها؟ وهل من المنطقي ان يتواصل الحريري شخصيا مع كافة الكتل السياسية لنيل رضاها والتفاهم معها على حصصها الحكومية ويستثني الفريق السياسي الاقوى مسيحيا؟ وهنا تشير تلك الاوساط الى ان الوفد النيابي «الازرق» كان «لذر الرماد» في »العيون» للقول ان الحريري ينسق مع الجميع، مع العلم ان ما حمله الى القيادات السياسية مجرد طروحات عامة للاصلاح وردت في المبادرة الفرنسية، فيما كانت الاتصالات الجدية تدور في «الكواليس» ويديرها الحريري بنفسه..فهل كان المطلوب السكوت عن هذه العملية الاقصائية، وتمرير «الطبخة» تحت وطأة الضغوط الخارجية؟ ووفقا لتلك الاوساط، «الرسالة» الرئاسية واضحة، لا يمكن تجاوز مكون وازن في البلد، وعلى الحريري ان يدرك ان «الطريق» الى السراي الحكومي لا تمر في بعبدا فقط، وانما في «ميرنا الشالوحي»، ودون حصول تفاهمات مسبقة لن تكون «الطريق معبدة» امامه،حتى لو حاول احياء التحالف «الرباعي» بنسخة جديدة.

 

 الحريري لن يتراجع؟

 

في المقابل، لا يبدو ان الرئيس الحريري مستعجل على «احراق فرصته»، وهو يعمل على استثمار موجة الاستياء العارمة داخليا وخارجيا اتجاه رئيس الجمهورية المتهم بعرقلة تشكيل الحكومة، ولهذا تشير اوساط «بيت الوسط» الى انه اذا كان الهدف من تأجيل الاستشارات الضغط عليه ليتخذ موقفاً تصعيدياً ويعتذر عن عدم التأليف كما حصل مع مصطفى أديب، فهذا لن يحصل، والحريري مستمر في مبادرته، حتى الان، بعدما كشفت كل «الاقنعة»، وهو متمسك بالمبادرة الفرنسية لأنها الفرصة الوحيدة للانقاذ، ومن يريد عرقلتها عليه تحمل المسؤولية،فلا تنازلات، ولا عودة الى الماضي في العلاقة مع «التيار الوطني الحر، وهو لا يضع على جدول اعماله لقاء باسيل، والتأجيل لن يغيّر في الامر شيئا، والاستمرار بالتعطيل، سينعكس سلبا على البلاد وعلى المعطلين..ووفقا للمعلومات، فان الحريري لا يزال متمسكا برفض تشكيل حكومة تكنو-سياسية، ويرفض ان يفرض عليه احد تسمية الوزراء.

 

 «تبريرات» بعبدا!

 

وقد سربت من بعبدا،تصريحات لمصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية اكدت ان الرئيس كان حريصا على ان لا يحصل تكليف دون التأليف، واكدت ان هناك 3 أمور يجب توضيحها: الأمر الأوّل أنّ قرار التأجيل لم يكن للتبرير بل كان لتحديد موعد. والثاني أنّه لا يتحكّم بموقف الرئيس أي سبب شخصي ولكن هناك مواضيع يجب أن تُدرَس قبل التكليف كي لا نكون أمام تكليف من دون تأليف وتأليف بدون ثقة.أما الأمر الثالث، فهو أنّ أي رئيس كتلة سواء كان من الكتلة الكبيرة الوازنة أو الكتل الصغيرة له الحق ان يبدي رأيه، لكن هذا الرأي منفصل عن إختصاص الرئيس ومسؤولياته مع الإشارة الى ان الرئيس تلقّى سلسلة اتصالات من عدد من رؤساء الكتل تمنوا عليه تأجيل الإستشارات.وهو امر لم تقر به الا كتلة النواب الارمن!

 

وقد استغربت مصادر بعبدا صدور بعض ردود الفعل قبل أن تعرف الأسباب الحقيقية للتأجيل، وقالت الأجدر كان بالذين اعترضوا أن يحلّلوا الوضع السياسي لمعرفة أسباب التأجيل لأن تحليل هذا الوضع يوفّر معطيات هي التي دفعت الرئيس إلى التأجيل لتوفير مناخات إيجابية للتأليف كي لا يتم أسر البلاد بين حكومة تصرف أعمال ورئيس مكلف لا يؤلف ، مشيرة الى أنّ الرئيس عون حريص على توفير أكبر عدد من التأييد النيابي للرئيس الذي سيكلّف التشكيل نظراً لأهمية ودقّة المهمات المطلوبة من الحكومة في المرحلة المقبلة والتي تتطلب توافقاً وطنياً عريضاً وليس تشرذماً مع الإشارة الى أنه من الأفضل أن يسمى الرئيس المكلف من قبل إجماع مناطقي!

 

وأضافت الرئيس أراد من خلال قراره أن يعطي فرصة إضافية للإتفاق مع الرئيس المكلف لإنقاذ المبادرة الفرنسية إنطلاقاً من دعم رئيس الجمهورية لهذه المبادرة، والتي يحتاج تنفيذها إلى أكبر عدد ممكن من المؤيدين خصوصاً بعد التعثر في المواقف حيال هذه المبادرة والتأجيل يمكن أن يعالج هذه المسألة.وخلصت تلك الاوساط الى القول» ان باسيل رئيس كتلة برلمانية كبيرة لكنه لا يمكنه ان يملي اي شيء على الرئيس!

 

 عون «والتيار» تحت الضغط !

 

في غضون ذلك، زار مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر الذي شارك في الجولة الأولى من المفاوضات على ترسيم الحدود، رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جبنلاط الذي أولم على شرفه في كليمنصو،وجرى نقاش في الأوضاع وفي مجريات التفاوض ودور الولايات المتحدة كوسيط مسهّل في عملية الترسيم،ووفقا لاوساط سياسية بارزة، ترك عدم بدء الدبلوماسي الاميركي جولته من القصر الجمهوري في بعبدا علامات استفهام لدى الرئاسة الاولى التي تنتظر زيارته اليوم، فيما يبقى استبعاد رئيس التيـار الوطني الحر عن اجندته مصدر قلق جدي لدى «ميرنا الشالوحي» حيث ثمة محاولات جدية يبذلها اصدقاء مشتركون لتـرتيب لقاء بين الرجلين لتبديد الكثير من التــساؤلات لدى باسيل حيال البرودة الاميركية اتجاهه، وبحسب تلك المصادر، لا يزال الاميركيون يضعون الرئاسة الاولى ومعــها رئيس التيار الوطني الحر تحت الضغط لاستدراجهما الى مزيد من التنازلات في ملف العلاقة مع حزب الله، فوفقا لزوار السفارة الاميركية في بيروت بدأ العاملون على الملف اللبناني في واشنطن يلمسون نجــاحا مبدئيا، ولكنه غير كاف، في ايجاد «شرخ» في العلاقة بين حزب الله «والتيار»، وثمة ترقب لمسار هذه العلاقة «المترنحة» على وقع تنامي الخلافات التي تظهرت في ملف الترسيم، والموقف من «اسرائيل»، والحكومة، ووفقا لمسؤول اميركي ترغب الادارة في حصول «طـلاق» بين الجانبين، ولا يكفي التباين في المواقف، خـصوصا انه لم يلمسوا في واشنطن حتى الان، ان الوزير باســيل راغـب في الذهاب بعيدا في ذلك،وهم قرأوا على نحـو سلبي كلامه قبل يومين عندما تحـدى العـقوبات مـعلنا عدم اكتراثه بها، ولا تملك السفارة في عوكر جوابا حول احتمال تغيير شينكر لجدول اعماله، وهو لن يلتقي باسيل الا بعد الحصول على ضوء اخضر من الخارجية، وهو ما كان متعذرا حتى مساء الامس، بانتظار اي جديد في الساعات القليلة المقبلة.

 

رهانات اسرائيلية لاضعاف حزب الله؟

 

وفيما وصفت الخارجية الروسية موقف حزب الله من ملف «الترسيم» «بالمسؤول»، اقر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو انه «لا سلام» مع لبنان طالما ان حــزب الله «يسيطر» على الدولة اللبنانية، وطالب نتانياهو في كلمة امام الكنيست الحكومة اللبنانية بمواصلة الاتــصالات لإنهاء قضية الحدود البحرية،وقال «بدأنا اتصالات مع لبنان للتفاوض حول الحدود المائــية لما له من دلالة اقتصادية.. أدعو حكومة لبنان إلى مواصـــلة هذه الاتصالات لإنهاء قضية الحدود المائية وربما في المستقبل يأتي يوم ليشكّل ذلك قاعدة نحو سلام حقيقي،وأضاف سنواصل مواجهة حزب الله، ومحادثات ترسيم الحدود قد تحدث تصدّعاً في سيطرة حزب الله على لبنان..

 

ويعكس كلام نتانياهو نتائج خلاصات معهد أبحاث الأمن القومي الاسرائيلي، الذي اشار الى ان احتمال حصــول تغيير استراتيجي للأفضل في العـلاقات مع لبنان ضئيل، لان حزب الله ما يزال يحافظ على مكانته ونفوذه، بالتحالف مع التيار الوطني الحر، بقيادة الرئيــس اللبناني ميشال عون.وكشف المعهد ان ما سيـمهد الطريق أمام مسار التقارب بين لبنان وإسرائيل، هو التفاهم مع فرنسا والولايات المتحدة، لوضع اللــبنانيين امام «معادلة»، المساعدة المالية والاقتصادية مقابل إيجاد حل للملفات الخلافية مع إسرائيل، وهذه المساعدة مشروطة بخطوات لاحتواء نفوذ حزب الله في لبنان.

 

وتكشف التوصيات عن دور أساسي للدول الخليجية، الحليفة لـ«إسرائيل«، حيث يفترض ان تعرض مساعدة لبنان للخروج من أزمته الاقتصادية مقابل تغيير تدريجي في السياسة اللبنانية تجاه اسرائيل،وكذلك العلاقة مع حزب الله. وهذا يتطلب ايضا بحسب المعهد ضرورة تفعيل التواصل الاسرائيلي مع جهات لبنانية فاعلة غير حكومية لتعزيز مجالات التعاون مع الداخل اللبناني.

 

 

*********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

عون يرجىء الإستشارات كرمى لعيون «الصهر» والرئيس الفرنسي وبري مستاءان  

 

في بلد الصفقات والانهيارات والشخصانيات وتقديم المصالح الذاتية والحسابات الفئوية على مصلحة الوطن والشعب دون ادنى اعتبار للمصير الاسود الوشيك الذي دخل لبنان في نفقه، لم تعد مفاجئة خطوات المسؤولين الاعتباطية ولا استهتارهم بالاستحقاقات الدستورية ولا حتى تفويت آخر فرص الانقاذ تباعا، من دون ان يرف لهم جفن. حتى اللقمة التي تكاد تصل الى فم اللبنانيين يسحبونها منه لمصلحة انانياتهم. ما يدور على المسرح السياسي اللبناني لا يقبله عقل ولا يستوعبه منطق.

 

الى النقطة الصفر

 

ففيما كان من المتوقع ان يخرج الرئيس سعد الحريري من الاستشارات النيابية في قصر بعبدا امس، رئيسا مكلفا تشكيل الحكومة، توقف كل شيء وعادت الامور الى النقطة الصفر مع اعلان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساء امس ارجاء الاستشارات اسبوعا.

 

باسيل او الحزب؟

 

وفي وقت تردد ان التأجيل أتى نزولا عند رغبة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الغاضب من عودة الحريري الى السراي من دون الاجتماع به، وبينما افيد ايضا ان حزب الله كان يريد الارجاء لانه لم يكن مرتاحا الى مفاوضاته مع «بيت الوسط» الذي لم يشرح له لا حصته من الحكومة ولا الوزارات التي سينالها الحزب ولا موقفه النهائي من تسميته للوزراء الشيعة… عمّمت بعبدا متسترة بستار «المصادر» معلومات توضح فيها خلفيات قرار التأجيل. فأكّدت أنّ هناك 3 أمور يجب توضيحها: الأمر الأوّل أنّ قرار التأجيل لم يكن للتبرير بل كان لتحديد موعد. والثاني أنّه لا يتحكم بموقف الرئيس اي سبب شخصي ولكن هناك مواضيع يجب أن تدرس قبل التكليف كي لا نكون أمام تكليف من دون تأليف وتأليف بدون ثقة. أما الأمر الثالث، الذي أوضحته المصادر، فهو أنّ أي رئيس كتلة سواء كان من الكتلة الكبيرة الوازنة أو الكتل الصغيرة له الحق ان يبدي رأيه لكن هذا الرأي منفصل عن إختصاص الرئيس ومسؤولياته، مع الإشارة الى ان الرئيس تلقى سلسلة اتصالات من عدد من رؤساء الكتل تمنوا عليه تأجيل الإستشارات.

 

واستغربت المصادر أن بعض ردود الفعل صدرت قبل أن تعرف الأسباب الحقيقية للتأجيل ولم ترتكز على معطيات واقعية. وقالت:  «الأجدر كان بالذين اعترضوا ان يحللوا الوضع السياسي لمعرفة اسباب التأجيل لأن تحليل هذا الوضع يوفر معطيات هي التي دفعت الرئيس الى التأجيل لتوفير متاهات إيجابية للتأليف كي لا يتم أسر البلاد بين حكومة تصرف أعمال ورئيس مكلف لا يؤلف».

 

مخالفة الدستور

 

هذه المطالعة المطولة اكدت المؤكد وهو ان رئاسة الجمهورية تحتكر موعد الاستشارات لنفسها وتخالف روح الدستور لجهة تسهيل عمل المؤسسات الدستورية. وتؤكد ايضا الاصرار على خرق الدستور لجهة المطالبة بتشكيل الحكومة قبل التكليف. وما الكلام السياسي الذي نقله «دكتيلو» القصر سوى دليل آخر على ان رئاسة الجمهورية ترهن الاستشارات وتشكيل الحكومة في خدمة جهة سياسية هي التيار الوطني الحر، فقط لا غير.

 

التأجيل لن يغيّر

 

في المقابل، لم يعلق بيت الوسط على خطوة عون، وقد تردد ان اتصالا تم بين الرئيسين،  كما ان الاتصالات غير مقطوعة بين بيت الوسط وعين التينة وستتكثف من أجل الوصول الى حلحلة لكل العقد التي برزت وانجاح المبادرة الفرنسية. وقد غرد المستشار الإعلامي للرئيس سعد الحريري حسين الوجه عبر «تويتر» كاتبا «المبادرة الفرنسية كانت وما زالت الفرصة الوحيدة والاخيرة لوقف الانهيار واعادة اعمار بيروت. التأجيل لن يغير الامر والتعطيل لم يكن يوما حلا للبنان واللبنانيين».

 

الحريري مستمر

 

واوضحت اوساط بيت الوسط ان مجمل ما اشيع عن اتجاه الرئيس الحريري الى سحب ترشيحه لرئاسة الحكومة غير صحيح، فالامور تتعدى الشخصي الى مصلحة وطنية عليا تقتضي انقاذ لبنان من الانهيار عبر المبادرة الفرنسية. ولفت الى ان ما تردد عن ان الحريري قال انه لن يستمر بطرحه يوما واحدا اذا تأجلت الاستشارات هو كلام غير دقيق اختلقته وسيلة اعلامية وتم تعميمه على انه حقيقة في حين انه لا يمت الى الواقع بصلة.

 

باسيل يعطّل؟

 

في الموازاة، أكّد القيادي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش أن قرار تأجيل الإستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة جديد لا مُبرّر له، وأن رئيس الجمهورية بهذه الخطوة تخلّى عن مسؤولياته في هذه الظروف الصعبة. وأضاف علوش في حديث اذاعي « جبران باسيل يرفض ويُعطّل عودة الحريري لرئاسة الحكومة»، مشيراً إلى أن التوقيت لا يحتمل مناكفات سياسية، وأن حزب الله لم يُعلن أي شيء حتى الآن.

 

شينكر يجول

 

على صعيد آخر، كانت جولة لمساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر على المسؤولين، علما انه لم يلتق ايا منهم خلال زيارته الاخيرة لبنان منذ اسابيع. وغداة زيارته بكركي، زار امس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة. وبعدما غادر من دون تصريح، انتقل شينكر الى دارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي أولم على شرفه.

 

ماكرون وبري مستاءان من تأجيل الاستشارات

 

علمت «الشرق» من مصادر ديبلوماسية ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عبر عن استيائه الشديد من خطوة رئيس الجمهورية تأجيل الاستشارات النيابية.

 

كما علمت ان رئيس مجلس النواب نبيه بري اعرب ايضا عن استيائه لهذا القرار، واكد رفضه مبررات التأجيل.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram