"حرب" المتن و"كواليسه": هل يخسر التيار مقاعده؟

 

Telegram

 

إستبق حزب "القوّات اللبنانية" كافّة القوى المسيحيّة حيثُ حسمَ خيارته الإنتخابية في دائرة جبل لبنان الثانية - المتن، وإختارَ أنْ تكون المعركة الإنتخابية هناك "كاثوليكية" بإمتياز عبر ترشيحه الوزير السابق ملحم رياشي عن "المقعد الكاثوليكي" الوحيد في المتن إضافةً إلى ترشيح الخبير الاقتصادي رازي الحاج عن "المقعد الماروني".

حاصل القوات


ومن الواضح أنْ تصب الأصوات "القواتيّة" لصالح رياشي إذ أنّ "القوّات" على يقين أنّها تستطيع مُنفردة تأمين حاصل إنتخابي واحد مع كسر ربما يمكنها من الفوز بمقعد ثاني، وهي وفق هذه الإستراتيجية تُصعب للغاية من مهمة المرشّحين "الكاثوليك" الطامحين لدخول "الندوة البرلمانية" وعلى رأسهم نائب "التيار الوطني الحر" إدي معلوف، إلّا في حال قرّر " التيار" الدخول في " فخ" القوّات من بوّابة المتن.

وعن إمكانيّة تحالف "القوّات" مع رجل الأعمال سركيس سركيس (ماروني) الذي يملك حيثية وازنة، فلا تَزال المُفاوضات جاريّة بين الطرفَين بالرغم صعوبة التوصل إلى إتفاق كَوْن ذلك يُنهي حظوظ المرشح "القوّاتي" الثاني رازي الحاج، وهذا ما يُدركه سركيس الذي لم يَقطع خطوط التواصل مع بقيّة الأطراف في المتن لاسيّما مع تحالف المرّ والطاشناق كما لا يزال قرار سركيس بالعُزوف عن الترشّح ضمن سلة الخيارات.

الكتائب والمقعدان

وفي مُقابل "القوّات" يقفُ "حزب الكتائب" الذي يبدو مُطمئناً على وضعه في هذه الدائرة بأنّه سيعود إلى "الندوة البرلمانيّة" بمقعديْن على الأقل أحدهما لرئيسه سامي الجميّل، فيما لم يَحسم "الحزب" رسمياً إسم المُرشح الآخر للمقعد الثاني، ولكن من المتوقع ان يتم اختيار النائب المُستقيل إلياس حنكش. وما يزيد من رصيد "حزب الكتائب" في هذه الدائرة تحالفه مع المجتمع المدني الذي يُؤيد التحالف مع القوى المعارضة حيث تم اختيار المنسقة العامّة لحزب "تقدم" الخبيرة في شؤون الطاقة لوري هايتيان لتكون على اللائحة.

"قوى التغيير"

ويبدو من "المزاج العام" في المتن كما تُبيِّن الإحصاءات أنّ حظوظ القوى التغييرية ضئيلة، حتى أنّ أكثر الإحصاءات تفاؤلاً تُعطيه بالكاد 0.7 حاصل لأسباب عدّة مُضافاً إليها عدم تمكن المجموعات التغييرية من فرز أسماء بارزة تملك القدرة على استقطاب الناخبين بسبب الخلاف المُستحكم بين مكوناتها لناحية خوض المعركة بالتحالف مع القوى المعارضة أو إقتصارها فقط على القوى التغييرية.

"تراجع" التيار

وبالنسبة إلى "التيار الوطني الحر" الذي حصد في الإنتخابات الماضية 50% من المقاعد فحصل على 4 مع حليفه "الطاشناق" في مواجهة 3 لوائح أخرى، هو مُهدّد اليوم وفق الإستطلاعات بخسارة أحد المقاعد، وقد حاول إستدراك هذه الخسارة بالحديث مع ميشال الياس المر الذي إلتقاه رئيس التيار جبران باسيل مَرّتين إلّا أنّ المفاوضات لم تفضِ إلى شيئ ملموس، ويَركن التيار إلى رصيد المرّ من الإرث الشعبي لجدّه المر ورعاية جده الآخر الرئيس أميل لحود وآل لحود عموماً. كما سعى "التيار" للتحالف مع "الطشناق" وهو كان الحليف الدائم منذ الـ 2005 لكن "الطاشناق"، ولحسابات انتخابية بحتة، اختار بوابة المرّ المتنية هذه المرّة، ويجري الحديث عن إمكانية إنضمام "الحزب القومي" لهذا التحالف لتنخفض حواصل التيار مقارنة مع انتخابات 2018 الى النصف.

استهداف "التيار" ... وكنعان

ولتكتمل حلقة استهداف "التيار" وعلى خلفيّة الخوْف من خسارة أحد المقاعد في هذه الدائرة، تغذي أطراف داخلية بعضها مقرّب من باسيل والبعض الأخر منشق عن "التيار"، حرب خفيّة داخل أروقته حول من يفوز بالمقعدَيْن وأي إستراتيجية يُمكن للتيار أنْ يعتمدها هناك بعد أنْ حجزت "القوات" المقعد "الكاثوليكي"، مما قد يُخرج النائب معلوف من المعادلة خاصة انه الأضعف بين المرشحين الحزبيين الثلاثة هو والنائبين إبراهيم كنعان والياس بو صعب، علماً ان معلوف قد نال 21% من الاصوات الحزبية في المرحلة الأولى من الانتخابات التمهيدية مقابل 27% لمنسق القضاء الأسبق هشام كنج.

ووفق هذه الخلفية أشعلت جهات معروفة من الداخل والخارج حرباً خفيّة على بعض المُرشحين، تُرجمت بموجة من "الفبركات" الاعلامية التي استهدفت بشكل أساسي النائب إبراهيم كنعان، لإحراجه أمام القاعدة العونية وتشتيت أصوات "التيار" ما يؤدي عملياً الى خدمة معارضيه في هذه الدائرة.

ولا تتوّقف "الحرب" على كنعان على هذه الخلفية وحدها بل تذهب في إتهامه بمسايرة رئيس مجلس النواب نبيه برّي رغم خوضه "أشرس" المعارك البرلمانية من الابراء المستحيل الى المياومين إلى التوظيف الانتخابي الى مليارات الكهرباء في مواجهة الأخير وتيار المستقبل والقوات، فكان رأس حربة التيار حيناً وجسراً للتواصل حيناً آخر عندما يُطلَب منه ذلك.

خسارة مدوية

"حرب" اليوم تذكّر بما حصل مع انتخابات 2018، حيث جرى الترويج لمقولة "طالع طالع" لسحب الاصوات من كنعان ومنحها للمعلوف.

وتشير الاحصاءات هذه المرة الى أنه، وفي ظل تراجع "التيار" في المتن أسوة بسائر المناطق، فإن استهداف نقطة القوة فيه من الداخل دون توفر امكانية النجاح بالنظر الى تسجيل المغتربين الذي سجّل رقما" قياسيا" في المتن، قد يتسبب بخسارته التي لن تقتصر على مقعد واحد بل اكثر بسبب تشتت الأصوات وامتناع البعض الأخر عن التصويت، وهو ما يقدّم انتصاراً غير مسبوقاً لاستراتيجية "القوات اللبنانية" في هذه الدائرة.

وتجدرُ الإشارة إلى أنّه في دائرة جبل لبنان الثانية (المتن) بلغ عدد الناخبين 183740 ناخب، اقترع منهم 92446 شخص عام 2018، حصتها من المقاعد النيابية 8 مقاعد (4 للموارنة، 2 روم ارثوذكس، 1 روم كاتوليك، 1 أرمن ارثوذكس) وتنافست فيها خمس لوائح: كلنا وطني (لم تنل أي حال)، المتن قلب لبنان (القوات اللبنانية) نالت مقعداً واحداً، المتن القوي (التيار الوطني الحر متحالف مع الطاشناق) نالت 4 مقاعد، نبض المتن (الكتائب) نالت مقعدَين، الوفاء المتنية (ترأسها الرئيس ميشال المر) نالت مقعداً واحداً.

فحاز تحالف "التيار" في هذه الإنتخابات 50% من المقاعد بـ 38.3% من الأصوات، وإستفادت من الكسور لائحتا المتن القوي و نبض المتن ففازت الأولى بـ 4 مقاعد بـ 3.4 حاصل والثانية بـ 2 مقاعد بـ 1.7 حاصل. وفازت كل من اللائحتَين الأضعف بمقعد واحد بـ 1.2 حاصل (لائحتي الوفاء المتنية والمتن قلب لبنان).

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram