يلتقط «المستقبل» أنفاسه ويعيد حساباته ويرتب أوراقه للتعامل مع المرحلة المقبلة وخاصة مع اول استحقاق انتخابي نيابي بعد اعلان الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي وعزوفه عن الترشيح مع تياره الذي كان يشغل أغلب مواقع السُنّة النيابية والوزارية في الدولة، ويشكل قوة للحلفاء في بعض المناطق بحيث يصعب الفوز من دونه.
وتؤكد أوساط صيداوية بارزة لـ»نداء الوطن» ان غياب التيار الازرق عن المشهد الانتخابي سيعيد خلط الاوراق والتحالفات، ويفتح الباب على مصراعيه امام شهية كثر للترشح مع غياب النائبة بهية الحريري طوعاً بعدما شكلت مع آل سعدـ من النائب السابق مصطفى الى النائب الحالي اسامة، ثنائية نيابية في المعادلة الصيداوية باستثناء دورة انتخابية واحدة، حل فيها الرئيس فؤاد السنيورة نائباً من العام 2009 حتى 2018.
في القراءة الاولية ثمة مؤشرات لافتة أولها: خلافاً للعادة في كل حدث سياسي كبير، لم تعلق أي من القوى الصيداوية وتحديداً النائب سعد والدكتور عبد الرحمن البزري والمسؤول السياسي للجماعة الاسلامية الدكتور بسام حمود، سلباً او ايجاباً على قرار الحريري، رغم ما اثاره من ضجة كبرى في لبنان من شماله الى جنوبه وفي القلب منه العاصمة بيروت.
ثانيها: ان غياب «العمة» بهية الحريري طوعاً عن المشهد الانتخابي، الذي كانت احدى صانعيه ولازمت احد المقعدين تحت قبة البرلمان منذ اول انتخابات بعد اتفاق الطائف في العام 1992 وحتى اليوم، اي ست دورات متتالية، واذا كان ثابتاً ان قرارها سيؤثر في العملية الانتخابية والحاصل الانتخابي والصوت التفضيلي ويعيد خلط الاوراق برمتها، الا انه من المبكر القول هل سيمتد الاستنكاف الطوعي الى ترك حرية الخيار للانصار والمؤيدين، او سيكون بالمقاطعة الجماعية، او بدعم مرشح من خارج الانتماء الحزبي (التيار) ويكون في الوقت نفسه محسوباً سياسياً عليه وأمثال هؤلاء كثر في صيدا، مقابل اتجاه لدى النائب سعد بعدم التحالف مع اي من القوى السياسية الممثلة في السلطة اليوم، بينما الدكتور عبد الرحمن البزري يتأنى باتخاذ قراره وهو الذي لعب دوراً مميزاً ليس في المدينة وحسب وانما على امتداد الساحة اللبنانية في التصدي لـ»كورونا»، بينما لم يتخذ رجل الاعمال مرعي أبو مرعي الذي أطلق «تجمّع 11 آذار» كتيار وسطي في عز الانقسام بين 8 آذار و14 آذار قراره، وهو الذي رشّح في الانتخابات السابقة إبن شقيقته سمير البزري، لكسر الروتين التقليدي بالترشيحات.
ثالثها: دخول تطورين في العملية الانتخابية: الاول حراك ثورة 17 تشرين ترشيحاً ومشاركة رغم الخلافات الضمنية في توحيد الرؤية، وقد اعلن الناشط إسماعيل حفوضة (صيدا) الذي ولد من رحم «التنظيم الشعبي الناصري» ترشحه بالتحالف مع العميد المُتقاعد جوزيف الأسمر (جزين)، معتبراً أن تنحي الحريري «إنما هو بداية لإنهيار الهيكل الذي أسس على الطائفية»، والثاني رجل الأعمال بهاء الدين الحريري الذي افتتح مكتب «سوا للبنان» في المدينة (26 تشرين الثاني 2021) لم يتضح موقفه بعد من بعد الانتخابات في المدينة تحديداً».
«الجماعة الاسلامية»واعتبر المسؤول السياسي لـ»الجماعة الاسلامية» في الجنوب الدكتور بسام حمود في حديث لـ»نداء الوطن» ان قرار الحريري «وضع المسلمين السُنّة في لبنان أمام تحدّيات جديدة في المرحلة المقبلة لناحية المحافظة على الدور والحضور للمكون السني في لبنان، خاصة وأنّ الرئيس الحريري كان وتيّاره يستأثر ويشغل أغلب مواقع السُنّة النيابية والوزارية في الدولة، وهذا دون شك ستكون له انعكاسات على واقع الطائفة والوطن بشكل عام.. ولكن المبالغة المقصودة في تصوير ان البديل سيكون التطرّف هو اساءة للطائفة السنية وتضليل متعمد للمواطن اللبناني، وامام هذا التطور والتحديات لا بد من العمل السريع لإيجاد أوسع إطار تشاوري يجمع المسلمين السُنّة في لبنان».
وقال: «مع احترامنا لخيارات الرئيس الحريري، الا اننا نعتبر ان مقاطعة الانتخابات في هذه الاوقات الحرجة التي يحاول البعض بها اعادة صياغة وتعديل شكل ومضمون النظام السياسي في لبنان سيترك آثاراً سلبيةً على دور وحضور وتأثير السنة في لبنان، لذلك فالجماعة ليست مع مقاطعة الانتخابات وستشارك ترشيحاً واقتراعاً في كل الساحة اللبنانية التي تتواجد فيها، وتدرس كل الخيارات التي تخدم هذا التوجه وترفض تكرار تجربة 1992 عند المسيحيين».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :