كانت منتظرة عودة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إلى بيروت، وقد طال انتظارها. وسارع الرجل إلى إطلاق حركته في اتجاه الأفرقاء جميعاً، للتداول في قراره على صعيد الانتخابات النيابية. هو الملف الذي ينشغل به الجميع، وكثر يربطون مواقفهم بما يقرره رئيس المستقبل.
ظروف العودة
قبل عودته إلى لبنان أجرى الحريري جملة اتصالات عربية ودولية، فرنسية تحديداً. فيما كانت تحليلات كثيرة متداولة في تيار المستقبل حول مصير الانتخابات، وسط استبعاد مطلق لترشح الحريري. لكن هؤلاء كانوا ينتظرون قراره، وما إذا كان سيرشح أشخاصاً باسم تياره، أم يترك حرية الخيار لهم، فيترشحون بلا استخدام اسم المستقبل.
بالتأكيد أن من الطبيعي وجود سعد الحريري في بيروت. في كل مرة يعود فيها إلى لبنان بعد غياب، يتحول هو إلى العنوان والحدث. حالياً لا يزال كذلك، في انتظار ما يعلنه في شأن الانتخابات النيابية. عاد في ظل التركيز على الانتخابات، وفي وقت اتخاذ قرارات المصرف المركزي حيزاً متقدماً جداً بالنسبة إلى اللبنانيين، وما ينتظرونه من تطورات ترتبط بوضعهم المالي والمعيشي.
ولا شك في أن جمهور المستقبل هو أكثر المعنيين بعودة الحريري. جمهور طال انتظاره لزعيمه، إذ لا يمكن لهذا الجمهور، وكذلك حلفاؤه وخصومه، أن يحددوا مواقفهم السياسية والانتخابية من دونه. ولا يمكن فصل عودة الحريري عن التطورات التي شهدها البلد منذ قرار الثنائي الشيعي العودة إلى جلسات الحكومة، والحديث عن إعادة ترتيب المعادلات. وهنا يعلم الحريري أنه لا يمكنه البقاء منكفئاً.
ماذا ينتظر الحريري؟
بعد ثورة 17 تشرين، انقسمت الطبقة السياسية إلى مجموعتين أساسيتين: الأولى تعتبر نفسها مجموعة الطائف، وتضم تيار المستقبل، حركة أمل، تيار المردة، والحزب التقدمي الاشتراكي. والمجموعة الثانية هي قوى ما بعد الطائف: حزب الله، والتيار العوني.
وحزب الله يحاول باستمرار أن يعمل على الجمع بين المجموعتين. وفي حال انسحاب الحريري تفتقد مجموعة الطائف حليفاً أساسياً ومكوناً رئيسياً. والتداعيات الأسوأ تكون في حال عدم توافر البديل عن الحريري، وعن مشاركته شخصياً في صنع البديل. فالاختلال في التوازن يتكرس أكثر ويشتد. وهذه مسائل يبحثها الحريري مع الأفرقاء، على وقع انتظار لبنان مرحلة جديدة على الصعيد الإقليمي، وتنعكس داخلياً.
خطوة الحريري هدفها إعادة تثبيت حضوره، بغض النظر عن تفاصيل قراره في شأن الانتخابات. وتزامناً مع عودته على مسافة أشهر من موعد الانتخابات النيابية، برزت استطلاعات رأي في البيئة السنّية تفيد أن لدى الحريري بين 35 و40 في المئة من المؤيدين، على مستوى الانتخابات. تتراوح هذه النسب بين البقاع والشمال.
الزعامة السنية
أما ميقاتي فحالة طرابلسية صرفة، ولديه حوالى 20 بالمئة فيها، بينما الحريري لديه حوالى 19 بالمئة في طرابلس، ليحل ثالثاً المجتمع المدني الذي لديه حوالى 17 في المئة. وما تبقى من أفرقاء هم تحت العشرة في المئة، ويتوزعون بين 6 بالمئة، و3 بالمئة، وواحد بالمئة.
لكن على صعيد الزعامة السنّية، الحريري يحل أولاً، فيما يحلّ الرئيس فؤاد السنيورة ثانياً. وفي حال لم يترشح الحريري، فإن السنيورة يتقدم في خيارات المستطلعين. أما الشخصيات المناطقية فكل منهم في منطقته. في لقاءاته التي عقدها الحريري مع الرئيس نجيب ميقاتي والمفتي عبد اللطيف دريان، بحث في مآلات الوضع السنّي، والإستحقاق الإنتخابي، حاول طرح فكرة البحث باحتمالات ما لم يترشح، وقال إنه يأتي ليبحث مختلف الأفكار. تلمّح بعض المصادر إلى أن الحريري حسم أمره بعدم الترشح شخصياً للانتخابات، فيما سيعقد في الساعات المقبلة لقاءات واجتماعات مع مسؤولي تيار المستقبل للبحث في ما إذا كان سيعلن عن البديل أو سيرشح شخصيات بإسم تيار المستقبل أم لا.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :