افتتاحيات الصحف ليوم الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

افتتاحيات الصحف ليوم الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

 

Telegram

 

 

افتتاحية صحيفة البناء :

 

 

حزب الله وأمل يُبلغان رئيس الجمهوريّة ‏تحفّظهما على مشاركة مدنيّين في الوفد ‏المفاوض مناخات إيجابيّة لصالح تسمية ‏الحريري وانفتاحه على حلحلة العقد… ‏وباسيل يرفع السقف تجاذبات وغموض يُحيطان بملفَّيْ الحكومة والمفاوضات عشية استحقاقات اليوم ‏والغد

 

 

 اليوم‎ ‎موعد‎ ‎بدء‎ ‎الجلسة‎ ‎الأولى‎ ‎لانطلاق‎ ‎المفاوضات‎ ‎غير‎ ‎المباشرة‎ ‎الخاصة‎ ‎بترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎برعاية‎ ‎أمميّة‎ ‎ووساطة‎ ‎أميركيّة،‎ ‎وكل‎ ‎شيء‎ ‎جاهز‎ ‎لانطلاقها‎ ‎بما‎ ‎في‎ ‎ذلك‎ ‎وصول‎ ‎معاون‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الأميركية‎ ‎ديفيد‎ ‎شينكر‎ ‎الى‎ ‎بيروت‎ ‎للمشاركة‎ ‎في‎ ‎افتتاح‎ ‎المفاوضات،‎ ‎باستثناء‎ ‎وحدة‎ ‎الموقف‎ ‎الداخلي‎ ‎حول‎ ‎تفاصيل‎ ‎المشاركة‎ ‎اللبنانية،‎ ‎وغداً‎ ‎موعد‎ ‎الاستشارات‎ ‎النيابية‎ ‎لتسمية‎ ‎رئيس‎ ‎مكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎الجديدة،‎ ‎وكل‎ ‎شيء‎ ‎يشير‎ ‎إلى‎ ‎ترجيح‎ ‎كفة‎ ‎تسمية‎ ‎الرئيس‎ ‎السابق‎ ‎للحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎باستثناء‎ ‎ظهور‎ ‎مستجدّ‎ ‎للعقدة‎ ‎الأصليّة‎ ‎التي‎ ‎لم‎ ‎ينجح‎ ‎الحريري‎ ‎بحلحلتها،‎ ‎وهي‎ ‎علاقته‎ ‎بالتيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎ورئيسه‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎.‎
مصادر‎ ‎متابعة‎ ‎لملف‎ ‎التفاوض‎ ‎تؤكد‎ ‎أن‎ ‎قيادة‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎وحركة‎ ‎أمل‎ ‎أبلغت‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎تحفظها‎ ‎على‎ ‎مشاركة‎ ‎مدنيين‎ ‎في‎ ‎الوفد‎ ‎المفاوض‎ ‎وتمسكها‎ ‎باعتماد‎ ‎صيغة‎ ‎التفاوض‎ ‎المشابهة‎ ‎للجنة‎ ‎تفاهم‎ ‎نيسان‎ ‎عام‎ 96 ‎والقائمة‎ ‎وفقاً‎ ‎لاتفاق‎ ‎الإطار‎ ‎الذي‎ ‎أعلنه‎ ‎رئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎على‎ ‎اعتماد‎ ‎وفد‎ ‎عسكريّ‎ ‎صرف،‎ ‎فيما‎ ‎نقلت‎ ‎المصادر‎ ‎عن‎ ‎تمسك‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎بتركيبة‎ ‎الوفد‎ ‎المكوّن‎ ‎مناصفة‎ ‎من‎ ‎شخصيتين‎ ‎مدنيتين‎ ‎وشخصيتين‎ ‎عسكريتين‎ ‎ورئاسة‎ ‎عسكري،‎ ‎مع‎ ‎إيضاح‎ ‎أن‎ ‎المدنيين‎ ‎يشاركان‎ ‎بصفتهما‎ ‎متعاقدين‎ ‎مع‎ ‎الجيش‎ ‎وليس‎ ‎كمدنيين،‎ ‎ويقوم‎ ‎تمسك‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎وحركة‎ ‎أمل‎ ‎بالصيغة‎ ‎العسكرية‎ ‎التفاوضية‎ ‎على‎ ‎اعتباره‎ ‎كجزء‎ ‎من‎ ‎كل،‎ ‎فمناخ‎ ‎التفاوض‎ ‎جزء‎ ‎منه‎ ‎والشكل‎ ‎بعض‎ ‎المضمون،‎ ‎ولبنان‎ ‎معني‎ ‎بعدم‎ ‎تقديم‎ ‎أي‎ ‎إشارات‎ ‎تُسهم‎ ‎بفتح‎ ‎الشهية‎ ‎الأميركية‎ ‎الإسرائيلية‎ ‎على‎ ‎طلب‎ ‎المزيد‎ ‎وممارسة‎ ‎المزيد‎ ‎من‎ ‎الضغوط‎ ‎بهدف‎ ‎نيل‎ ‎هذا‎ ‎المزيد‎ ‎من‎ ‎الطلبات‎. ‎والمطلوب‎ ‎وفقاً‎ ‎للثنائي‎ ‎هو‎ ‎التشدد‎ ‎في‎ ‎التحفظ‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎التفاصيل‎ ‎بما‎ ‎فيها‎ ‎عدم‎ ‎الوقوف‎ ‎وراء‎ ‎المادة‎ 52 ‎من‎ ‎الدستور‎ ‎كمرجعية‎ ‎لإشراف‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية،‎ ‎وهو‎ ‎أمر‎ ‎ليس‎ ‎موضع‎ ‎منازعة‎ ‎مع‎ ‎أحد،‎ ‎وثمة‎ ‎إجماع‎ ‎على‎ ‎دور‎ ‎الرئاسة‎ ‎كسقف‎ ‎لوفد‎ ‎التفاوض،‎ ‎لكن‎ ‎الأفضل‎ ‎عدم‎ ‎الإيحاء‎ ‎بأن‎ ‎الهدف‎ ‎هو‎ ‎الوصول‎ ‎إلى‎ ‎معاهدة‎ ‎دولية‎ ‎مع‎ ‎العدو،‎ ‎بل‎ ‎إنجاز‎ ‎ترسيم‎ ‎تقني‎ ‎عسكري‎ ‎يتولاه‎ ‎الجيش‎ ‎أسوة‎ ‎بما‎ ‎جرى‎ ‎على‎ ‎النقاط‎ ‎المرسمة‎ ‎والمتفق‎ ‎عليها‎ ‎في‎ ‎الحدود‎ ‎البرية‎ ‎وبالطريقة‎ ‎ذاتها،‎ ‎ويمكن‎ ‎للرئيس‎ ‎بموجب‎ ‎المادة‎ 49 ‎أن‎ ‎يتصرف‎ ‎كقائد‎ ‎أعلى‎ ‎للقوات‎ ‎المسلحة،‎ ‎وبمارس‎ ‎مرجعية‎ ‎أحادية‎ ‎تزيل‎ ‎كل‎ ‎إلتباس‎ ‎حول‎ ‎تداخل‎ ‎الصلاحيات‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎وما‎ ‎تمت‎ ‎إثارته‎ ‎حول‎ ‎هذا‎ ‎الموضوع،‎ ‎وحتى‎ ‎منتصف‎ ‎الليل‎ ‎كان‎ ‎موقف‎ ‎الفريق‎ ‎الرئاسي‎ ‎في‎ ‎بعبدا‎ ‎على‎ ‎حاله،‎ ‎فيما‎ ‎تنتظر‎ ‎قيادة‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎وحركة‎ ‎أمل‎ ‎حتى‎ ‎صباح‎ ‎اليوم،‎ ‎لرؤية‎ ‎ما‎ ‎إذا‎ ‎كان‎ ‎ثمّة‎ ‎توزيع‎ ‎لمهام‎ ‎الوفد‎ ‎يشكل‎ ‎مخرجاً‎ ‎بحيث‎ ‎يقيم‎ ‎نصف‎ ‎الوفد‎ ‎غير‎ ‎العسكري‎ ‎في‎ ‎بعبدا‎ ‎او‎ ‎قيادة‎ ‎الجيش‎ ‎اثناء‎ ‎جلسات‎ ‎التفاوض‎ ‎ويُحصر‎ ‎الحضور‎ ‎في‎ ‎الناقورة‎ ‎بالوفد‎ ‎العسكري،‎ ‎وتوقعت‎ ‎المصادر‎ ‎إذا‎ ‎بقي‎ ‎الوضع‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎كان‎ ‎عليه‎ ‎صدور‎ ‎موقف‎ ‎علنيّ‎ ‎من‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎وحركة‎ ‎أمل‎ ‎يُظهر‎ ‎التحفظات‎ ‎ويحذّر‎ ‎من‎ ‎تداعياتها،‎ ‎وحول‎ ‎ما‎ ‎إذا‎ ‎كان‎ ‎ذلك‎ ‎يؤذي‎ ‎قدرة‎ ‎لبنان‎ ‎التفاوضية،‎ ‎ويضعف‎ ‎قدرة‎ ‎الوفد‎ ‎التفاوضي‎ ‎على‎ ‎مواجهة‎ ‎الضغوط،‎ ‎قالت‎ ‎المصادر،‎ ‎ربما‎ ‎يكون‎ ‎للموقف‎ ‎المتحفظ‎ ‎دور‎ ‎عكسيّ،‎ ‎فيعلم‎ ‎الأميركي‎ ‎والإسرائيلي‎ ‎أن‎ ‎الوفد‎ ‎المفاوض‎ ‎لا‎ ‎يملك‎ ‎تفويضاً‎ ‎مفتوحاً‎ ‎وأنه‎ ‎تحت‎ ‎المجهر،‎ ‎وأن‎ ‎كل‎ ‎ما‎ ‎يقوم‎ ‎به‎ ‎ويصدر‎ ‎عنه‎ ‎تحت‎ ‎التدقيق،‎ ‎فيعوض‎ ‎ذلك‎ ‎خطأ‎ ‎التساهل‎ ‎في‎ ‎تكوين‎ ‎الوفد‎.‎


في‎ ‎الملف‎ ‎الحكوميّ‎ ‎وضع‎ ‎مشابه،‎ ‎كما‎ ‎تقول‎ ‎المصادر‎ ‎المواكبة‎ ‎للاتصالات‎ ‎التي‎ ‎يجريها‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎والوفد‎ ‎المكلف‎ ‎من‎ ‎قبله‎ ‎بإكمال‎ ‎الاتصالات‎ ‎مع‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية،‎ ‎والذي‎ ‎يلتقي‎ ‎اليوم‎ ‎كتلة‎ ‎الوفاء‎ ‎للمقاومة‎ ‎وتكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي،‎ ‎حيث‎ ‎اختصرت‎ ‎المصادر‎ ‎المشهد‎ ‎بالقول،‎ ‎إن‎ ‎ترجيح‎ ‎فوز‎ ‎الحريري‎ ‎بتسميته‎ ‎رئيسا‎ ‎مكلفا‎ ‎هو‎ ‎العنوان،‎ ‎خصوصاً‎ ‎مع‎ ‎ما‎ ‎تبلغته‎ ‎المراجع‎ ‎المعنية‎ ‎بمرونة‎ ‎حريرية‎ ‎في‎ ‎التعامل‎ ‎مع‎ ‎العقد‎ ‎العالقة،‎ ‎فيما‎ ‎يخص‎ ‎شكل‎ ‎الحكومة‎ ‎وتوازناتها‎ ‎وتمثيل‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎فيها،‎ ‎وهو‎ ‎ما‎ ‎بدأت‎ ‎مفاعيله‎ ‎مع‎ ‎حلحلة‎ ‎في‎ ‎عقدة‎ ‎تمثيل‎ ‎النائب‎ ‎السابق‎ ‎وليد‎ ‎جنبلاط،‎ ‎وأشارت‎ ‎المصادر‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎كلام‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎وسقفه‎ ‎العالي‎ ‎في‎ ‎مخاطبة‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري،‎ ‎متوقع‎ ‎في‎ ‎ضوء‎ ‎التفاوض‎ ‎الجاري‎ ‎حول‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي،‎ ‎متوقعة‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎اليوم‎ ‎حاسماً‎ ‎على‎ ‎صعيد‎ ‎توضيح‎ ‎الصورة‎ ‎الحكومية،‎ ‎مع‎ ‎استبعاد‎ ‎تأجيل‎ ‎الاستشارات‎ ‎النيابية‎ ‎من‎ ‎موعد‎ ‎الغد‎.‎


وفيما‎ ‎تنطلق‎ ‎اليوم‎ ‎الجولة‎ ‎الأولى‎ ‎من‎ ‎مفاوضات‎ ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎بين‎ ‎لبنان‎ ‎والعدو‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎في‎ ‎الناقورة،‎ ‎بدأ‎ ‎وفد‎ ‎كتلة‎ ‎المستقبل‎ ‎جولته‎ ‎على‎ ‎الأحزاب‎ ‎والكتل‎ ‎النيابية‎ ‎للإطلاع‎ ‎منها‎ ‎على‎ ‎موقفها‎ ‎من‎ ‎عمليّة‎ ‎التكليف‎ ‎والتأليف‎ ‎عموماً‎ ‎وبنود‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎عشية‎ ‎الاستشارات‎ ‎النيابية‎ ‎المحتمل‎ ‎تأجيلها‎ ‎بحسب‎ ‎مصادر‎ ‎متابعة‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎عدم‎ ‎التوصل‎ ‎الى‎ ‎اتفاق‎ ‎على‎ ‎مبادرة‎ ‎الحريري‎ ‎لتكليفه‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎.‎


واستهلّ‎ ‎الوفد‎ ‎جولته‎ ‎من‎ ‎بنشعي‎ ‎وضمّ‎ ‎رئيسة‎ ‎كتلة‎ ‎المستقبل‎ ‎النيابية‎ ‎بهيّة‎ ‎الحريري‎ ‎والنائبين‎ ‎سمير‎ ‎الجسر‎ ‎وهادي‎ ‎حبيش،‎ ‎والتقى‎ ‎على‎ ‎مدى‎ ‎ساعة‎ ‎رئيس‎ ‎تيار‎ ‎المردة‎ ‎سليمان‎ ‎فرنجية‎ ‎بحضور‎ ‎النائبين‎ ‎فريد‎ ‎هيكل‎ ‎الخازن‎ ‎وطوني‎ ‎فرنجية‎.‎

‎وبعد‎ ‎اللقاء،‎ ‎أعلن‎ ‎فرنجية‎ "‎أننا‎ ‎سنسمّي‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎الاستشارات‎ ‎النيابية‎"‎،‎ ‎متمنياً‎ ‎ان‎ "‎يتم‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎بانسيابية‎". ‎واكد‎ ‎انه‎ "‎يدعم‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎كما‎ ‎صدرت‎ ‎في‎ ‎لقاء‎ ‎قصر‎ ‎الصنوبر،‎ ‎وأنه‎ ‎في‎ ‎الأساس‎ ‎رشح‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎امام‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎ايمانويل‎ ‎ماكرون‎".‎


ثم‎ ‎التقى‎ ‎الوفد‎ ‎رئيس‎ ‎حزب‎ ‎الطاشناق‎ ‎أغوب‎ ‎بقرادونيان‎ ‎ورئيس‎ ‎حزب‎ ‎القوات‎ ‎اللبنانية‎ ‎سمير‎ ‎جعجع‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يزور‎ ‎قيادة‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎في‎ ‎ميرنا‎ ‎الشالوحي‎ ‎ولم‎ ‎يعرف‎ ‎ما‎ ‎اذا‎ ‎كان‎ ‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎سيحضر‎ ‎اللقاء‎ ‎أم‎ ‎لا‎. ‎كما‎ ‎سيلتقي‎ ‎الوفد‎ ‎رئيس‎ ‎كتلة‎ ‎الوفاء‎ ‎للمقاومة‎ ‎في‎ ‎حارة‎ ‎حريك‎.‎


وذكرت‎ ‎المعلومات‎ ‎أنّ‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎لن‎ ‎يعقد‎ ‎المزيد‎ ‎من‎ ‎اللقاءات‎ ‎السياسيّة،‎ ‎بعد‎ ‎لقائه‎ ‎الرئيسين‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎ونبيه‎ ‎بري،‎ ‎وأنه‎ ‎سيكتفي‎ ‎باللقاءات‎ ‎التي‎ ‎سيجريها‎ ‎وفد‎ ‎كتلة‎ ‎المستقبل‎ ‎النيابيّة‎ ‎وهو‎ ‎ليس‎ ‎الآن‎ ‎في‎ ‎وارد‎ ‎لقاء‎ ‎باسيل‎. ‎كما‎ ‎أفادت‎ ‎المعلومات‎ ‎أنّ‎ ‎الحريري‎ ‎لن‎ ‎يقبل‎ ‎بتأجيل‎ ‎الاستشارات‎ ‎لما‎ ‎بعد‎ ‎الخميس‎ ‎ولن‎ ‎يعطي‎ ‎فرصة‎ ‎لحصول‎ ‎ذلك‎ ‎لأن‎ ‎خريطة‎ ‎الطريق‎ ‎التي‎ ‎وضعها‎ ‎واضحة‎.‎


وبحسب‎ ‎ما‎ ‎تقول‎ ‎أوساط‎ ‎سياسية‎ ‎لـ‎"‎البناء‎"‎،‎ ‎فإنّ‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎لم‎ ‎يحسم‎ ‎موقفه‎ ‎بعد‎ ‎لجهة‎ ‎تكليف‎ ‎الحريري‎ ‎مشيرة‎ ‎إلى‎ "‎أنه‎ ‎بانتظار‎ ‎أن‎ ‎يجيب‎ ‎الحريري‎ ‎على‎ ‎بعض‎ ‎الالتزامات‎ ‎والاستيضاحات‎ ‎التي‎ ‎طلبها‎ ‎التيار‎ ‎لجهة‎ ‎شكل‎ ‎الحكومة‎ ‎والوزراء‎ ‎وبرنامج‎ ‎عمل‎ ‎الحكومة،‎ ‎وفي‎ ‎حال‎ ‎لم‎ ‎تنجح‎ ‎المفاوضات‎ ‎مع‎ ‎الحريري،‎ ‎فلن‎ ‎تسمّي‎ ‎كتلة‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎رئيس‎ ‎المستقبل،‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎أن‎ ‎طرح‎ ‎الحريري‎ ‎غير‎ ‎واقعي‎ ‎لجهة‎ ‎حكومة‎ ‎الاختصاصيين‎ ‎ومستقلة‎ ‎عن‎ ‎الأحزاب‎ ‎السياسية‎ ‎ما‎ ‎يخالف‎ ‎مضمون‎ ‎وروح‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎".‎


وفي‎ ‎حال‎ ‎لم‎ ‎يصوّت‎ ‎التيار‎ ‎للحريري‎ ‎فإنه‎ ‎سيواجه‎ ‎الميثاقية‎ ‎المسيحية،‎ ‎خصوصاً‎ ‎أنّ‎ ‎كتلة‎ ‎القوات‎ ‎لن‎ ‎تسمّي‎ ‎الحريري‎ ‎بحسب‎ ‎ما‎ ‎رجّحت‎ ‎المعلومات،‎ ‎فيما‎ ‎تشير‎ ‎معلومات‎ ‎اخرى‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎كتلة‎ ‎نواب‎ ‎فرنجية‎ ‎والنواب‎ ‎المسيحيين‎ ‎المستقلين‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎يؤمنوا‎ ‎الميثاقية‎ ‎المسيحية‎ ‎في‎ ‎استحقاق‎ ‎التكليف‎.‎


وتكشف‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎إلى‎ ‎أنّ‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎لم‎ ‎يعد‎ ‎الحريري‎ ‎بالموافقة‎ ‎على‎ ‎طرحه‎ ‎بل‎ ‎طلب‎ ‎منه،‎ ‎كما‎ ‎طلب‎ ‎من‎ ‎السفير‎ ‎مصطفى‎ ‎أديب‎ ‎وأي‎ ‎مرشح‎ ‎آخر‎ ‎بأن‎ ‎يتواصل‎ ‎مع‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎والعودة‎ ‎إليه‎ ‎بحصيلة‎ ‎المشاورات‎.‎


باسيل
وسجل‎ ‎النائب‎ ‎باسيل‎ ‎سلسلة‎ ‎مواقف‎ ‎في‎ ‎كلمة‎ ‎له‎ ‎أمس‎ ‎أشّرت‎ ‎إلى‎ ‎رفض‎ ‎التيار‎ ‎لمبادرة‎ ‎الحريري‎ ‎بتأليف‎ ‎حكومة‎ ‎اختصاصيين‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎مشاركة‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎بما‎ ‎يكرر‎ ‎تجربة‎ ‎وشروط‎ ‎مصطفى‎ ‎اديب،‎ ‎وقال‎ ‎باسيل‎: ‎‎"‎ليس‎ ‎على‎ ‎علمنا‎ ‎ان‎ ‎الرئيس‎ ‎ماكرون‎ ‎عيّن‎ ‎مفوضاً‎ ‎سامياً‎ ‎ليكون‎ Prefet ‎أو‎ ‎مشرفاً‎ ‎عاماً‎ ‎على‎ ‎مبادرته‎ ‎ليقوم‎ ‎بفحص‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎ومدى‎ ‎التزامها‎ ‎بالمبادرة‎". ‎ورأى‎ ‎أن‎ "‎مَن‎ ‎يريد‎ ‎أن‎ ‎يرأس‎ ‎حكومة‎ ‎اختصاصيين‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎هو‎ ‎الاختصاصي‎ ‎الأوّل،‎ ‎او‎ "‎يزيح‎ ‎لاختصاصي‎"‎،‎ ‎ومن‎ ‎يريد‎ ‎ترؤس‎ ‎حكومة‎ ‎سياسيين،‎ ‎فحقّه‎ ‎ان‎ ‎يفكّر‎ ‎اذا‎ ‎كان‎ ‎هو‎ ‎السياسي‎ ‎الأوّل،‎ ‎ومَن‎ ‎يحبّ‎ ‎ان‎ ‎يخلط‎ ‎بين‎ ‎الاثنين،‎ "‎بدو‎ ‎يعرف‎ ‎يعمل‎ ‎الخلطة،‎ ‎بس‎ ‎بلا‎ ‎تذاكي‎ ‎وعراضات‎ ‎إعلاميّة‎". ‎وتابع‎: "‎باختصار‎: ‎‎"‎لا‎ ‎يمكننا‎ ‎أن‎ ‎نقبل‎ ‎بشخص‎ ‎يستمر‎ ‎بالقول‎ ‎إن‎ ‎بعد‎ 30 ‎سنة‎ ‎نريد‎ ‎المحافظة‎ ‎على‎ ‎السياسة‎ ‎نفسها‎ ‎ونفس‎ ‎الأشخاص‎ ‎ويتوقّع‎ ‎نتائج‎ ‎مختلفة‎ ‎عن‎ ‎سرقة‎ ‎أموالنا‎ ‎وودائعنا‎ ‎وسحبها‎ ‎وخطفها‎ ‎للخارج‎". ‎وأشار‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎بحسب‎ ‎القول‎ ‎الشهير‎ "‎الغبي‎ ‎هو‎ ‎يلّي‎ ‎بيعمل‎ ‎نفس‎ ‎الشي‎ ‎مرتين‎ ‎وبنفس‎ ‎الأسلوب‎ ‎وبيتوقّع‎ ‎نتائج‎ ‎مختلفة‎".‎


أما‎ ‎اللقاء‎ ‎بين‎ ‎الحريري‎ ‎ورئيس‎ ‎المجلس‎ ‎النيابي‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎فكان‎ ‎إيجابياً‎ ‎بحسب‎ ‎المعلومات،‎ ‎ومن‎ ‎الحلول‎ ‎المطروحة‎ ‎هو‎ ‎أن‎ ‎يسمّي‎ ‎الرئيس‎ ‎برّي‎ ‎شخصية‎ ‎لوزارة‎ ‎المالية‎ ‎يوافق‎ ‎عليها‎ ‎الحريري‎.‎
أما‎ ‎حزب‎ ‎الله،‎ ‎فلديه‎ ‎أسئلة‎ ‎سيوجّهها‎ ‎للحريري‎ ‎تتعلّق‎ ‎بالوضع‎ ‎السياسي‎ ‎والسياسة‎ ‎الخارجية‎ ‎والملف‎ ‎الاقتصادي‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎ما‎ ‎يرتبط‎ ‎بشروط‎ ‎صندوق‎ ‎النقد‎ ‎الدولي‎.‎


ومن‎ ‎المتوقع‎ ‎أن‎ ‎يزور‎ ‎وفد‎ ‎كتلة‎ ‎المستقبل‎ ‎مقر‎ ‎كتلة‎ ‎الوفاء‎ ‎للمقاومة‎ ‎ظهر‎ ‎اليوم‎ ‎للقاء‎ ‎رئيس‎ ‎الكتلة‎ ‎النائب‎ ‎محمد‎ ‎رعد‎.‎
من‎ ‎جهتها‎ ‎أعلنت‎ ‎مصادر‎ ‎حزب‎ "‎القوات‎ ‎اللبنانية‎" ‎أن‎ ‎ليس‎ ‎هناك‎ ‎أيّ‎ ‎توجّه‎ ‎لتسمية‎ ‎الرئيس‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎فليس‎ ‎هناك‎ ‎أي‎ ‎تغيير‎ ‎يؤدي‎ ‎إلى‎ ‎تبديل‎ ‎موقف‎ ‎القوات‎.‎


وأشارت‎ ‎مصادر‎ "‎القوات‎" ‎الى‎ ‎أن‎ "‎قرار‎ ‎المشاركة‎ ‎في‎ ‎الاستشارات‎ ‎لم‎ ‎يُتخذ‎ ‎بعد‎ ‎وسيكون‎ ‎هناك‎ ‎اجتماع‎ ‎في‎ ‎معراب‎ ‎اليوم‎ ‎لاتخاذ‎ ‎الموقف‎ ‎المناسب‎".‎


اما‎ ‎الحزب‎ ‎الاشتراكي‎ ‎فلم‎ ‎يحدد‎ ‎موقفه‎ ‎النهائي‎ ‎لكن‎ ‎بحسب‎ ‎المعلومات‎ ‎فقد‎ ‎حصل‎ ‎تواصل‎ ‎بين‎ ‎المستقبل‎ ‎والاشتراكي‎ ‎لترتيب‎ ‎الاجواء‎ ‎بينهما‎ ‎للتوصل‎ ‎الى‎ ‎تفاهم‎ ‎يؤدي‎ ‎الى‎ ‎ترشيح‎ ‎كتلة‎ ‎اللقاء‎ ‎الديمقراطي‎ ‎للحريري‎ ‎لكن‎ ‎حتى‎ ‎ليل‎ ‎امس‎ ‎لم‎ ‎يتم‎ ‎التوصل‎ ‎الى‎ ‎تفاهم‎ ‎بحسب‎ ‎معلومات‎ ‎‎"‎البناء‎". ‎وأوضح‎ ‎عضو‎ ‎اللقاء‎ ‎الديمقراطي‎ ‎النائب‎ ‎بلال‎ ‎عبدالله‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎أنّ‎ ‎مقابلة‎ ‎جنبلاط‎ ‎الأخيرة‎ ‎كانت‎ ‎جردة‎ ‎حساب‎ ‎مع‎ ‎مختلف‎ ‎الأطراف‎ ‎لا‎ ‎سيّما‎ ‎الحريري‎ ‎الذي‎ ‎وجّه‎ ‎سهام‎ ‎كلامه‎ ‎لجنبلاط‎ ‎في‎ ‎مقابلته‎ ‎الأخيرة،‎ ‎ولفت‎ ‎عبدالله‎ ‎إلى‎ ‎أنّ‎ ‎الكتلة‎ ‎تقوم‎ ‎بمشاورات‎ ‎لتحديد‎ ‎موقفها‎ ‎النهائي‎ ‎غداً‎ ‎من‎ ‎استحقاق‎ ‎الاستشارات‎ ‎وكل‎ ‎الاحتمالات‎ ‎واردة،‎ ‎مبدياً‎ ‎استغرابه‎ ‎كيفية‎ ‎طرح‎ ‎الحريري‎ ‎لحكومة‎ ‎اختصاص‎ ‎وهو‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎سابق‎ ‎ورئيس‎ ‎تيار‎ ‎سياسي‎. ‎كما‎ ‎يؤكد‎ ‎أنّ‎ ‎الاشتراكي‎ ‎لن‎ ‎يستقبل‎ ‎وفد‎ ‎المستقبل‎ ‎كرسالة‎ ‎اعتراض‎ ‎على‎ ‎سلوك‎ ‎الحريري‎ ‎تجاه‎ ‎المختارة؛‎ ‎ويسال‎ ‎عبدالله‎ ‎لماذا‎ ‎يحتكر‎ ‎الحريري‎ ‎الحصة‎ ‎الوزارية‎ ‎السنية؟‎ ‎ومن‎ ‎قال‎ ‎إنّ‎ ‎تمثيل‎ ‎جنبلاط‎ ‎محصور‎ ‎فقط‎ ‎بالدروز؟


مفاوضات‎ ‎الترسيم
على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر‎ ‎تتجه‎ ‎الأنظار‎ ‎الى‎ ‎الناقورة‎ ‎اليوم‎ ‎حيث‎ ‎تنطلق‎ ‎أولى‎ ‎جولات‎ ‎التفاوض‎ ‎بين‎ ‎لبنان‎ ‎والعدو‎ ‎الاسرائيلي‎ ‎حول‎ ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎البحرية،‎ ‎برعاية‎ ‎الامم‎ ‎المتحدة‎ ‎في‎ ‎الناقورة،‎ ‎وحضور‎ ‎نائب‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الأميركية‎ ‎دافيد‎ ‎شينكر،‎ ‎ومعه‎ ‎السفير‎ ‎الذي‎ ‎سيكلف‎ ‎متابعة‎ ‎الملف‎ ‎جون‎ ‎ديروشر‎.‎


وعقد‎ ‎عون‎ ‎سلسلة‎ ‎لقاءات‎ ‎تحضيراً‎ ‎لجولة‎ ‎المفاوضات،‎ ‎فرأس‎ ‎اجتماعًا‎ ‎ضم‎ ‎نائبة‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎وزيرة‎ ‎الدفاع‎ ‎زينة‎ ‎عكر‎ ‎وقائد‎ ‎الجيش‎ ‎العماد‎ ‎جوزف‎ ‎عون‎ ‎وأعضاء‎ ‎فريق‎ ‎التفاوض‎: ‎رئيس‎ ‎الوفد‎ ‎العميد‎ ‎الركن‎ ‎الطيار‎ ‎بسام‎ ‎ياسين،‎ ‎الأعضاء‎: ‎العقيد‎ ‎الركن‎ ‎البحري‎ ‎مازن‎ ‎بصبوص،‎ ‎عضو‎ ‎ادارة‎ ‎قطاع‎ ‎البترول‎ ‎المهندس‎ ‎وسام‎ ‎شباط،‎ ‎الخبير‎ ‎الدكتور‎ ‎نجيب‎ ‎مسيحي‎.‎


وخلال‎ ‎الاجتماع،‎ ‎أعطى‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎توجيهاته‎ ‎الى‎ ‎اعضاء‎ ‎الوفد‎ ‎المفاوض‎ ‎مشددًا‎ ‎على‎ ‎ان‎ ‎هذه‎ ‎المفاوضات‎ ‎تقنية‎ ‎ومحددة‎ ‎بترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎البحرية،‎ ‎وان‎ ‎البحث‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎ينحصر‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎المسألة‎ ‎تحديدًا،‎ ‎لافتًا‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎جلسات‎ ‎التفاوض‎ ‎ترعاها‎ ‎وتستضيفها‎ ‎الامم‎ ‎المتحدة،‎ ‎وأن‎ ‎وجود‎ ‎الجانب‎ ‎الأميركي‎ ‎في‎ ‎الاجتماعات‎ ‎هو‎ ‎كوسيط‎ ‎مسهّل‎ ‎لعملية‎ ‎التفاوض‎. ‎وأوصى‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎أعضاء‎ ‎الفريق‎ ‎بالتمسك‎ ‎بالحقوق‎ ‎اللبنانية‎ ‎المعترف‎ ‎بها‎ ‎دوليًا‎ ‎والدفاع‎ ‎عنها،‎ ‎متمنيًا‎ ‎لهم‎ ‎التوفيق‎ ‎في‎ ‎مهمتهم‎.‎


ويلفت‎ ‎الخبير‎ ‎العسكري‎ ‎والقانوني‎ ‎العميد‎ ‎أمين‎ ‎حطيط‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎الى‎ ‎أنّ‎ "‎الوفد‎ ‎الذي‎ ‎شكّله‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎لم‎ ‎يخرج‎ ‎عن‎ ‎الإطار‎ ‎العسكري‎ ‎والتقني‎ ‎بل‎ ‎هو‎ ‎تقني‎ ‎عسكري‎ ‎بحت‎"‎،‎ ‎مشيراً‎ ‎إلى‎ ‎أنّ‎ "‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎جدّد‎ ‎التأكيد‎ ‎على‎ ‎السقف‎ ‎السياسي‎ ‎للمفاوضات‎ ‎بأنّها‎ ‎مفاوضات‎ ‎غير‎ ‎مباشرة‎ ‎ومحدّدة‎ ‎بمهمة‎ ‎معينة‎ ‎وبموضوع‎ ‎معين‎ ‎حدودي‎ ‎حيث‎ ‎يكون‎ ‎الوفد‎ ‎اللبناني‎ ‎تقنياً‎ ‎وعسكرياً‎ ‎فقط‎". ‎ويوضح‎ ‎الدكتور‎ ‎حطيط‎ ‎أنّ‎ ‎الخبير‎ ‎النفطي‎ ‎في‎ ‎عداد‎ ‎الوفد‎ ‎هو‎ ‎عضو‎ ‎في‎ ‎هيئة‎ ‎إدارة‎ ‎النفط‎ ‎وهو‎ ‎خبير‎ ‎مدني‎ ‎لكنّه‎ ‎موظف‎ ‎متعاقد‎ ‎مع‎ ‎الجيش‎ ‎وبالتالي‎ ‎لا‎ ‎يمس‎ ‎بمستوى‎ ‎تمثيل‎ ‎الوفد‎"‎،‎ ‎مؤكداً‎ ‎أنّ‎ ‎الوفد‎ ‎يصبح‎ ‎سياسياً‎ ‎في‎ ‎ثلاث‎ ‎حالات‎: ‎إذا‎ ‎ضم‎ ‎وزيراً‎ ‎أو‎ ‎شخصية‎ ‎برتبة‎ ‎وزير‎- ‎سفير‎ ‎أو‎ ‎شخصية‎ ‎برتبة‎ ‎سفير‎-‎‎ ‎أو‎ ‎شخصية‎ ‎تمثل‎ ‎السلطة‎ ‎السياسية‎. ‎وفي‎ ‎الوفد‎ ‎اللبناني‎ ‎لا‎ ‎تنطبق‎ ‎الحالات‎ ‎الثلاث‎.‎
ويؤكد‎ ‎حطيط‎ ‎أنّ‎ ‎رئيس‎ ‎الوفد‎ ‎هو‎ ‎المعني‎ ‎بالتحدث‎ ‎باسم‎ ‎الدولة‎ ‎فقط،‎ ‎أما‎ ‎الأعضاء‎ ‎الخبراء‎ ‎الآخرين‎ ‎فغير‎ ‎مخوّلين‎ ‎بالحديث‎ ‎إلا‎ ‎بتكليف‎ ‎من‎ ‎رئيس‎ ‎الوفد‎". ‎ويخشى‎ ‎الخبير‎ ‎العسكري‎ ‎من‎ ‎خلاف‎ ‎قد‎ ‎يقع‎ ‎مع‎ ‎العدو‎ ‎على‎ ‎حقل‎ ‎نفطي‎ ‎مشترك‎ ‎ما‎ ‎سيطرح‎ ‎خلافاً‎ ‎حول‎ ‎معايير‎ ‎وقواعد‎ ‎الترسيم،‎ ‎وهنا‎ ‎تبرز‎ ‎الحاجة‎ ‎للخبير‎ ‎النفطي‎.‎
ويلفت‎ ‎إلى‎ ‎أنّ‎ ‎تشكيل‎ ‎الوفد‎ ‎يقع‎ ‎ضمن‎ ‎صلاحية‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎في‎ ‎إطار‎ ‎المادة‎ 49 ‎من‎ ‎الدستور‎ ‎على‎ ‎انه‎ ‎القائد‎ ‎الأعلى‎ ‎للقوات‎ ‎المسلحة‎ ‎ورئيس‎ ‎مجلس‎ ‎الدفاع‎ ‎الاعلى‎.‎


وعلمت‎ "‎البناء‎" ‎أنّ‎ ‎وفد‎ ‎العدو‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎لم‎ ‎يُحسم‎ ‎نهائياً‎ ‎لا‎ ‎لجهة‎ ‎العدد‎ ‎ولا‎ ‎لجهة‎ ‎مستوى‎ ‎التمثيل،‎ ‎وأنّ‎ ‎لبنان‎ ‎لم‎ ‎يعترض‎ ‎على‎ ‎مستوى‎ ‎تمثيل‎ ‎وفد‎ ‎العدو‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎لكنّه‎ ‎أبلغ‎ ‎الأمم‎ ‎المتحدة‎ ‎بأنّ‎ ‎لبنان‎ ‎يرفض‎ ‎الحديث‎ ‎أو‎ ‎طرح‎ ‎أي‎ ‎مفاوضات‎ ‎خارج‎ ‎الإطار‎ ‎التقني‎ ‎العسكري‎ ‎المتعلّق‎ ‎بالترسيم‎ ‎البحري‎.‎
وأعلن‎ ‎مكتب‎ ‎الاعلام‎ ‎في‎ ‎رئاسة‎ ‎الجمهورية‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎أن‎ "‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎لم‎ ‎يتولّ‎ ‎لحينه‎ ‎عقد‎ ‎أي‎ ‎معاهدة‎ ‎دولية‎ ‎او‎ ‎إبرامها‎ ‎كي‎ ‎يصار‎ ‎الى‎ ‎الاتفاق‎ ‎بشأنها‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة،‎ ‎تلك‎ ‎المعاهدة‎ ‎التي‎ ‎لا‎ ‎تصبح‎ ‎مبرمة‎ ‎الا‎ ‎بعد‎ ‎موافقة‎ ‎مجلس‎ ‎الوزراء‎ ‎عليها،‎ ‎ما‎ ‎لم‎ ‎يتطلب‎ ‎الابرام‎ ‎موافقة‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎على‎ ‎هذه‎ ‎المعاهدة‎ ‎بالشروط‎ ‎المنصوص‎ ‎عنها‎ ‎في‎ ‎المادة‎ 52 ‎من‎ ‎الدستور‎". ‎ولفت‎ ‎الى‎ ‎ان‎ "‎اتفاق‎ ‎الاطار‎ ‎العملي‎ ‎للتفاوض‎ ‎على‎ ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎البحرية‎ ‎الجنوبية،‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎أعلن‎ ‎رسمياً،‎ ‎انما‎ ‎يبدأ‎ ‎على‎ ‎الصعيد‎ ‎العملي‎ ‎بتأليف‎ ‎الوفد‎ ‎اللبناني‎ ‎وبمسائل‎ ‎لوجستية‎ ‎أخرى‎ ‎برعاية‎ ‎الأمم‎ ‎المتحدة‎ ‎وضيافتها،‎ ‎وبحضور‎ ‎الوسيط‎ ‎الأميركي‎ ‎المسهل‎". ‎وأضاف‎: ‎‎"‎كل‎ ‎كلام‎ ‎آخر‎ ‎هو‎ ‎كلام‎ ‎تحريفي‎ ‎للدستور‎ ‎والهدف‎ ‎منه‎ ‎اما‎ ‎التضليل‎ ‎او‎ ‎ما‎ ‎هو‎ ‎أدهى‎ ‎من‎ ‎ذلك،‎ ‎إضعاف‎ ‎الموقف‎ ‎اللبناني‎ ‎في‎ ‎اللحظة‎ ‎الخاطئة،‎ ‎حيث‎ ‎ان‎ ‎لبنان‎ ‎يذهب‎ ‎للتفاوض‎ ‎العملي‎ ‎والتقني‎ ‎على‎ ‎ترسيم‎ ‎حدوده‎ ‎البحرية‎ ‎حفاظاً‎ ‎على‎ ‎سيادته‎ ‎وثروته‎ ‎الطبيعية‎ ‎على‎ ‎كل‎ ‎شبر‎ ‎من‎ ‎ارضه‎ ‎ومياهه‎".‎

 

**********************************************************

افتتاحية صحيفةالأخبار :

 

مفاوضات ترسيم الحدود: الوفد اللبناني بلا شرعيّة‎!‎

 

جهّز العدوّ الإسرائيلي أوراقه، وأسلحته، لبدء التفاوض مع لبنان، في الناقورة، اليوم، برعاية الأمم المتحدة. قرب ‏الحدود مع فلسطين المحتلة، وفي منزل كان سابقاً لأحد العملاء وصار في عهدة الكتيبة الإيطالية في اليونيفيل، ينطلق ‏التفاوض غير المباشر، بحضور الوسيط الأميركي. والأخير، هو السلاح الأقوى في ترسانة العدوّ التفاوضية. وقبل ‏الوصول إلى الناقورة، كان العدو قد وضع استراتيجيته، ودرس خططه، وبدأ إطلاق النيران التمهيدية. في البداية، ‏فرض رفع مستوى الوفد المفاوض من تقني إلى سياسي. ثم بدأ الترويج لطبيعة المفاوضات، ونتائجها، ورؤيته ‏لعراقيلها، مانحاً نفسه صفة مخلّص لبنان من أزمته الاقتصادية التي يريد "أعداء إسرائيل" لها أن تستمر‎.

في المقابل، يمضي لبنان إلى التفاوض بوفد منزوع الشرعيّة، دستورياً، وسياسياً، وتقنياً. رئيس حكومة تصريف ‏الأعمال حسان دياب أصدر بياناً أول من أمس رأى فيه أن قرار تأليف الوفد، من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال ‏عون، مخالف للمادة 52 من الدستور، التي توجب الاتفاق مع رئيس الحكومة خلال التفاوض لعقد المعاهدات الدولية ‏وإبرامها. وفيما تردّ مصادر الرئاسة بأن التفاوض بشأن الحدود لن يولّد معاهدة دولية، يصرّ رئيس الحكومة على ‏موقفه. في مطلق الأحوال، نزع دياب الشرعيّة الدستورية عن الوفد. وسانده في موقفه أمس "الناطق باسم نادي ‏رؤساء الحكومة السابقين"، فؤاد السنيورة، لجهة اتّهامه عون بمخالفة الدستور، "وتحديداً المواد 52 و54 و60". كلام ‏السنيورة استدعى رداً من رئاسة الجمهورية، التي أصدرت بياناً كررت فيه "أننا لسنا بصدد معاهدة دولية مع ‏إسرائيل، تعني ما تعنيه على صعيد التطبيع والاعتراف"، وبالتالي، فإنّ تأليف وفد التفاوض لا تنطبق عليه المادة 52 ‏من الدستور‎.


سياسياً، وبعد مفاوضات "سريّة" في الأيام الماضية، ومشاورات بين حزب الله والنائب جبران باسيل، مباشرة ‏وبالواسطة، وبعد اتصال أجراه رئيس مجلس النواب نبيه بري بعون، بقي الأخير وباسيل متمسكين بموقفهما. كان ‏ثنائي حزب الله وحركة أمل يطالب بالحفاظ على الطبيعة التقنية للوفد اللبناني المفاوِض، وحصره بضباط الجيش، ‏استناداً إلى تجارب التفاوض غير المباشر السابقة بين لبنان والعدوّ، منذ لجنة تفاهم نيسان عام 1996، وصولاً إلى ‏اللجنة الثلاثية التي تجتمع دورياً منذ عام 2006، في الناقورة، وتضمّ الجيش اللبناني واليونيفيل وجيش الاحتلال. ‏وحذّر الثنائي من رفع مستوى تمثيل لبنان في الوفد، كما من عدم الاعتراض على رفع العدو لمستوى تمثيله، إضافة ‏إلى وجوب عدم منح العدوّ "صوراً تطبيعية"، كالتقاط صورة تذكارية تجمع الوفود. أما عون وباسيل، فأصرّا في ‏المقابل على وجود مدنيّين في الوفد. تراجع عون عن إرسال المدير العام لرئاسة الجمهورية، أنطوان شقير، للمشاركة ‏في الجلسة الافتتاحية، لكنه تمسّك بمشاركة الخبير نجيب مسيحي، وعضو هيئة إدارة قطاع النفط وسام شباط في الوفد. ‏وبعد وصول المشاورات بين الجانبين إلى حائط مسدود، ليل أمس، أصدر حزب الله وحركة أمل بياناً فجر اليوم، طالبا ‏فيه بإعادة النظر في تركيبة الوفد‎.‎

سياسياً، نُزِع غطاء الإجماع اللبناني عن التفاوض‎.
أما تقنياً، فمن غير المفهوم بعد سبب الإصرار على وجود المدنيّين في الوفد. موقف الخبير نجيب مسيحي مطابق ‏لموقف العقيد مازن بصبوص. وسبق أن أعدّا معاً دراسة تفيد بأن حصة لبنان البحرية الجنوبية أكبر من تلك التي ‏كان يطالب بها في السنوات الماضية، ما يعني أن وجود أحدهما كافٍ. أما شباط، فهو الذي لا داعي لوجوده، لا من ‏قريب ولا بعيد، لأن التفاوض هو على ترسيم حدود لا على تقاسم ثروة من النفط أو الغاز. التبرير الوحيد هو ‏إصرار باسيل على مشاركة شخص محسوب عليه مباشرة يمكّنه من ضمان باب للتواصل مع الأميركيين، من ‏جهة؛ ومن جهة أخرى يؤمّن به "التوازن الطائفي في تركيبة الوفد، فيصبح مؤلفاً من مسلمَين ومسيحيَّين‎"!
وعشيّة المفاوضات، ترأس عون، في حضور وزيرة الدفاع زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزيف عون، ‏اجتماعاً للوفد المفاوض. وقال عون إن المفاوضات "يجب أن تنحصر في مسألة الترسيم، على أن تبدأ المفاوضات ‏على أساس الخط الذي ينطلق من منطقة رأس الناقورة براً والممتدّ بحراً، استناداً إلى تقنيّة خط الوسط من دون ‏احتساب أيّ تأثير للجزر الساحلية التابعة لفلسطين المحتلة‎".‎

 

*******************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

 يوم تاريخي للمفاوضات ومفصلي لتحرك الحريري

 

مع ان اللبنانيين اعتادوا منذ اشهر ظاهرة تزاحم التطورات والاستحقاقات والأزمات في بلدهم، يبدو التزامن الحاصل بين تطورات مصيرية مفصلية في الساعات المقبلة كظاهرة نادرة ربما لا تكون فصولها جارية بالمصادفة. ذلك ان هذا اليوم بالذات سيدخل في رزنامة المواعيد التاريخية محطة تفاوضية غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية بما يعنيه ذلك من دلالات وتداعيات وانعكاسات على لبنان، ولو ان المعطيات الموضوعية والسوابق التفاوضية تحتم ترقب مدة طويلة من المفاوضات ومراسا صعبا وشاقا من التعقيدات في الجولات التفاوضية. وللمصادفة أيضا فان هذا اليوم أيضا يفترض ان يشهد حسما لجهة تقرير مصير المحاولة المتقدمة التي بادر اليها الرئيس سعد الحريري منذ طرح الاستفتاء السياسي الواسع على مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كأساس لتشكيل الحكومة الجديدة التي اعلن انه مرشح طبيعي لترؤسها. ولعل المصادفة أيضا وضعت في موازاة هذين التطورين البالغي الأهمية تحركا اجتماعيا احتجاجيا ينذر بتحول البلاد كرة ثلج ثائرة عشية احياء الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة 17 تشرين الأول 2019 بعد أيام قليلة بعدما انفضح المشهد الكارثي في البلاد بين مواطنين يعانون أسوأ ما عرفه وعاشه شعب في العالم من الفواجع والازمات والانهيارات المتعاقبة الكارثية فيما طبقته السياسية عادت تلهو بمطالبها التافهة ومحاصصاتها الفاسدة واتجاهاتها البائسة على رغم كل الاهوال التي تضرب البلاد. هذا الانكشاف السياسي المخيف برز بكل فضائحه سواء في الانقسامات التي برزت في الساعات الأخيرة بين الحكم والحكومة المستقيلة نفسها حول المفاوضات التي اثارت نزاع صلاحيات بين بعبدا و”سرايا حسان دياب” او بين بعبدا وحليفها “حزب الله ” نفسه في موضوع تركيبة الوفد المفاوض. اما الفضيحة الأخرى الأكبر والاسوأ فهي ما أبرزته الطبقة السياسية في شأن الاستحقاق الحكومي من سقوط متجدد في حفرة المصالح الخاصة والمطالب الفئوية وتصفيات الحسابات الضيقة الأفق وكأن البلد لا يعاني السقوط النهائي في أسوأ واخطر وأكبر انهياراته ما لم تتشكل حكومة انقاذية في اسرع وقت تنقذه أولا من هذه السياسات المدمرة.

 

 مفاوضات الناقورة

اذا تتجه الأنظار اليوم الى مقر قيادة قوة “اليونيفيل” في الناقورة الذي يستضيف حدث انطلاق المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة ومشاركة الولايات المتحدة كوسيط مسهل للمفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية علما ان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر سيحضر هذه الجلسة كما سيبقى يوما إضافيا في بيروت لاجراء بعض اللقاءات السياسية. وفيما عقد اجتماعان تحضيريان في قصر بعبدا عشية الجولة الأولى من مفاوضات الناقورة احدهما بين رئيس الجمهورية ميشال عون وممثل الأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش والآخر للوفد المفاوض بحضور وزيرة الدفاع زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزف عون خصص للتوجيهات التي قدمها الرئيس عون للوفد المفاوض، برزت معلومات عن تصاعد استياء “حزب الله” من تطعيم الوفد المفاوض العسكري التقني بعضوين مدنيين بما اعتبره الحزب التفافا على الاتفاق الإطار للمفاوضات وبانه نتيجة تدخل أميركي خدمة لإسرائيل. وعلمت “النهار” ان الثنائي “امل” و”حزب الله ” كانا على تواصل امس مع رئاسة الجمهورية وعبرا عن عدم ارتياحهما لضم مدنيين الى الوفد بعدما صرفا النظر عن اصدار بيان علني في هذا الصدد.

 

اما الجانب السلبي الاخر الذي برز عشية افتتاح المفاوضات فبدا عبر تفاقم الخلاف حول الصلاحيات التفاوضية بين رئاسة الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الذي كان اتهم بعبدا بمخالفة الدستور. وردت رئاسة الجمهورية على دياب امس من دون ان تسميه لافتة الى ان رئيس الجمهورية لم يتول الى حينه عقد أي معاهدة دولية او ابرامها لكي يصار الى الاتفاق في شانها مع رئيس الحكومة وإذ ذكرت بانها الجهة المختصة الوحيدة بتولي التفاوض اعتبرت “كل كلام آخر كلاما تحريفيا للدستور الهدف منه اما التضليل او اضعاف الموقف اللبناني في اللحظة الخاطئة”.

 

الحريري ام ..المجهول ؟

اما في ملف الاستحقاق الحكومي فيمكن القول ان الساعات المقبلة ستتسم بأهمية حاسمة لجهة رسم خريطة الاتجاهات حيال إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة وفق المبادرة الفرنسية والتوافقات الداخلية على تنفيذ آليات وضعها الحريري واطلع عليها المسؤولين والقوى السياسية او فشل المبادرة التي اطلقها وتولاها بنفسه. واستنادا الى نتائج اليوم الأول من جولة وفد “كتلة المستقبل” الذي ضم النواب بهية الحريري وسمير الجسر وهادي حبيش بالإضافة الى مواقف سياسية أساسية اطلقت، يبدو ميزان الاحتمالات السلبية والإيجابية حياله في نقطة وسطية يصعب معها الجزم بما سيقرره الحريري في نهاية اليوم الثاني من جولة الوفد المستقبلي اليوم. ذلك انه في خانة الإيجابيات سجل موقف رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المؤيد بقوة لتولي الحريري رئاسة الحكومة الجديدة كما سجل استعداد إيجابي لدى كتلة نواب الطاشناق لمصلحة الحريري. وبرزت اتصالات ووساطات بين المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي لتبريد التوتر الذي ساد علاقتهما عقب الحديث الأخير لرئيس التقدمي وليد جنبلاط بما يمكن معه إعادة احياء قنوات التشاور بينهما. وستتجه الأنظار اليوم الى موقف “حزب الله” الذي سيلتقيه وفد “المستقبل ” بعد الظهر بعد ان يلتقي قيادة “التيار الوطني الحر” قبل الظهر. ولكن النائب جبران باسيل ارسل موقفا سلبيا قاطعا من تحرك الحريري عشية موعد لقاء ميرنا الشالوحي مع وفد المستقبل . في اول تحرك علني له بعد شفائه من إصابته بكورونا حمل باسيل في كلمته في ذكرى 13  تشرين الأول على الحريري فقال “ليس على علمنا ان الرئيس ماكرون عين ناظرا او مشرفا عاما على مبادرته ليقوم بفحص الكتل النيابية ومدى التزامها مبادرته. وفي كل الأحوال من يريد ترؤس حكومة اختصاصيين يجب ان يكون هو الاختصاصي الأول او يزيح لاختصاصي ومن يريد ترؤس حكومة سياسيين حقه ان يفكر بذلك اذا كان هو السياسي الأول. ومن يريد ان يخلط بين الاثنين يجب ان يعرف كيف يعمل الخلطة ولكن بلا تذاك وعراضات إعلامية “.

وبعد لقاء وفد المستقبل مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب مساء، أعلنت النائبة الحريري ان جعجع اكد تأييده المبادرة الفرنسية والإصلاحات ونفت ان تكون زيارة الوفد لاستباق الاستشارات او لبحث التكليف. وعن موقف باسيل قالت غدا (اليوم) نجتمع به .

 

وفيما ترددت معلومات عن احتمال إرجاء الاستشارات النيابية الملزمة المقررة غدا الى موعد لاحق في حال تبين ان ثمة حاجة الى مزيد من الاتصالات والمشاورات، أفادت معلومات قريبة من بيت الوسط ان الحريري ليس في وارد عقد مزيد من اللقاءات ولن ينتظر الى ما بعد الخميس ولن يقبل ان يكون تحركه سببا لإرجاء الاستشارات بما يعني انه سيحسم موقفه في الساعات المقبلة بناء على نتائج التحرك لانه وضع خريطة طريقة واضحة لا تحتاج الى وقت إضافي لبت المواقف منها. وتحدثت مصادر سياسية مطلعة عن نقطتين أساسيتين يفترض بتهما خلال الساعات المقبلة وهما الموقف النهائي للرئيس الحريري من اشتراط الثنائي الشيعي تسمية وزرائه في الحكومة الجديدة وكذلك موقف الرئيس عون المتحفظ عن ترؤس الحريري حكومة اختصاصيين وفي حال بتهما إيجابا سيكلف الحريري غدا على رغم كل المواقف السياسية الأخرى الرافضة لتكليفه .

 

موجة الإضرابات

وسط كل هذا الاحتدام السياسي كان المشهد الاجتماعي والصحي يسجل تطورات بالغة الخطورة خصوصا في ظل تصاعد المخاوف من تراجع الخدمات الاستشفائية التي تترجم في ارتفاع اعداد الوفيات بإصابات كورونا في شكل مقلق كما في ارتفاع اعداد الإصابات ناهيك عن ازمة فقدان الكثير من الأدوية التي دفعت القطاع الصيدلي الى تنفيذ اضراب عام امس شمل كل المناطق احتجاجا على تحكم كارتيلات شركات الأدوية بالسوق . كما ان موجة إضرابات واعتصامات واسعة ستنفذ اليوم بدعوة من الاتحاد العمالي العام ونقابات المصالح المستقلة وقطاعات عدة تحت اسم ” يوم الغضب والرفض التحذيري ” ضمن برنامج اعتصامات ومسيرات سيارة في مختلف المناطق .

 

******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

جعجع لوفد “المستقبل”: لن نغطّي هذه الأكثرية

التفاوض مع إسرائيل… “القفازات” من بري إلى عون!

 

في سياق مسرحي محبوك، عبّدت سلطة 8 آذار طريق التفاوض مع إسرائيل من خلف حجاب رسمي، فتوزعت الأدوار وتنوعت السيناريوات على خشبة “الترسيم الحدودي” وسط إطلاق وابل من القنابل الدخانية لحرف الأنظار عن جوهر المشهد وحجب الرؤية عن صورة الجلوس على “كرسي الاعتراف” بحدود الدولة الإسرائيلية على أراضي فلسطين المحتلة وترسيم الحدود اللبنانية معها. وفي خضم هذه المشهدية، آثر “حزب الله” إخراج نفسه من بقعة الضوء وتسليطها على من اختار إلباسه دور “البطولة” بحسب مقتضيات اللقطة المسرحية، فبعدما أنهى رئيس مجلس النواب نبيه بري دوره في عملية إبرام “اتفاق الإطار” مع الإسرائيلي عبر الوسيط الأميركي معلناً من عين التينة “انتهاء مهمته”، ألبس الحزب رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم “قفازات” التفاوض مع تل أبيب، ضمن إطار فصل جديد تواكبه جوقة “كورال مسرحي” تركزت مهمتها على ترداد لازمة معلّبة تضع عون في “بوز المدفع” التفاوضي مقابل التعمية على إمساك الحزب بعصا “المايسترو” في العملية التفاوضية مع إسرائيل.

 

ومن هذا المنظار، رصدت مصادر مواكبة ضخاً ممنهجاً للأنباء والأخبار الإعلامية عشية تدشين مفاوضات الناقورة الحدودية برعاية أميركية اليوم، للإيحاء بوجود خلاف بين “حزب الله” ورئيس الجمهورية حول تشكيلة الوفد الرسمي عبر محاولة اتهامه بتسييس التفاوض اللبناني – الإسرائيلي، في حين أنّ ما جرى في مقاربة الملف التفاوضي لا يعدو كونه “توزيع أدوار بين أفرقاء الصف الواحد، فلا حزب الله في وارد الاستغناء عن دور عون المحوري في المفاوضات مع إسرائيل، ولا عون نفسه في وارد الخروج عن النص المكتوب من جانب الحزب لطبيعة هذه المفاوضات”، وسألت: “هل يصدّق عاقل أن يكون رئيس الجمهورية تلقى فعلاً رسالة حاسمة من قيادة “حزب الله” ترفض تركيبة الوفد الرسمي الذي شكله للتفاوض، وبقي الوفد على حاله؟”.

 

وعليه، رأت المصادر أنّ ما أشيع وأشبع تحليلاً وتأويلاً في الساعات الأخيرة حول وجود خلاف واختلاف في التوجهات بين قصر بعبدا وحارة حريك “إنما يهدف في جزء منه إلى إرسال رسائل مشفرة باسم “حزب الله” إلى الإسرائيليين والأميركيين تلوّح باحتفاظه بالقدرة على نفض يده من عملية التفاوض ساعة يشاء، ويسعى في جزء آخر إلى إعادة تعويم العهد العوني أميركياً ومحاولة تجنيب تياره السياسي كأس العقوبات، عبر تصويره في موقع القادر على انتزاع تنازلات من “حزب الله” لصالح ترك الباب موارباً أمام إمكانية شبك الخطوط الحدودية بالسياسية مستقبلاً تحت سقف اتفاق الترسيم المزمع إبرامه مع إسرائيل”.

 

وعلى طريق بعبدا والطريقة “الدونكيشوتية” ذاتها، أطل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل من على منبر 13 تشرين مصوّباً سهام معركته المعلقة منذ عام مع ثورة 17 تشرين حين أحبطت الثورة مخططاته وشقلبت أولوياته التي كانت تحتل “زيارة دمشق” صدارتها، فوصف الثوار تارةً بـ”الحراك الكاذب” وحملهم تارة أخرى مسؤولية “التفلت الأمني” في البلد، لينتقل تالياً إلى قصف الجبهتين الدستورية والحكومية. فنعت باسيل دستور الطائف بـ”النتن والعفن” وأكد العزم على الدفع باتجاه تعديله، بدءاً من تقديم مشروع تعديل دستوري يفرض مهلة شهر على الرئيس المكلف للتأليف ومثلها لدعوة رئيس الجمهورية إلى الاستشارات النيابية الملزمة. بينما ظهّر موقفاً رافضاً لتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة على قاعدة أنه ليس اختصاصياً و”لازم يزيح لاختصاصي”، في ما بدا بمثابة رفع لسقف التفاوض على التشكيلة الوزارية المقبلة تأكيداً على حق الشراكة في الحصص والتسميات تحت مسمى “الخلطة” الحكومية التي ألمح إليها بين الطابع السياسي والصبغة الاختصاصية.

 

في الغضون، جال وفد كتلة “المستقبل” أمس على القيادات السياسية لسماع تعهدات قاطعة بالسير بورقة الإصلاح الفرنسية ربطاً بمبادرة الحريري الحكومية. وفي حين تشي الأجواء المحيطة بهذه المبادرة أنّ درب التكليف سالك، توحي المؤشرات السياسية الأولية أنّ طريق التأليف لا تزال مفخخة بالعراقيل والعقبات نفسها التي لطالما شكلت صاعقاً تفجيرياً في الملف الحكومي عبر العودة إلى سياسة وضع عربة الشروط التحاصصية والاستيزارية أمام حصان التكليف والتأليف. وتأسيساً على ذلك، فإنّ تكليف الحريري من عدمه سيبقى رهناً بما ستحمله الساعات المقبلة من تطورات ومعطيات، وفي طليعتها مسألة الإبقاء على موعد الاستشارات النيابية غداً أو إرجائه إلى وقت لاحق، لما سيكون لذلك من انعكاس مفصلي على اندفاعة الحريري باتجاه تشكيل الحكومة العتيدة.

 

أما على مستوى نتائج جولة وفد “المستقبل”، فإنّ محطتها الأبرز كانت ليلاً في معراب لا سيما بعدما خيّم الفتور على العلاقة بين الجانبين. غير أنّ مصادر المجتمعين أكدت لـ”نداء الوطن” أنّ الاجتماع كان “ودياً” بين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والوفد الذي ترأسته النائب بهية الحريري، فكانت خلاصته تأكيد “الاتفاق على الخطوط العريضة والاختلاف على التطبيق”، مع التشديد على كون “الطرفين متفقين على المستوى الاستراتيجي وبالتالي لا يجب تظهير المواضيع الخلافية باعتبارها هي المعيار الأساس في العلاقة بينهما”.

 

وإذ لفتت إلى أنّ مسألة تكليف الحريري لم تُطرح خلال الاجتماع، إنما تركزت مهمة الوفد على سؤال مركزي يتصل بالنظرة إلى المهمة الإصلاحية المرتقبة من الحكومة المقبلة، نقلت المصادر أنّ جعجع جدد تأييده المبادرة الفرنسية مقابل تحميله الفريق الآخر مسؤولية إجهاض “قوة الدفع الاستثنائية” التي كانت تتمتع بها إبان زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيروت وتكليف السفير مصطفى أديب تشكيل حكومة الاختصاصيين، كاشفةً أنّ رئيس “القوات” أعرب عن موقفه الرافض لإعادة التجربة ذاتها مع العهد العوني والثنائي الشيعي قائلاً: “جربناهم وما وصلنا لمحل ومش مستعدين نغطي حكومة في ظل هذه الأكثرية”، وسأل: “لماذا علينا التنازل وأين الجريمة في الدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة؟”.

 

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

عون للوفد اللبناني: المفاوضات مع إسرائيل «تقنية» لترسيم الحدود البحرية

تبدأ اليوم في الناقورة و«حزب الله» يرفض الصورة التذكارية للاجتماع

 

بيروت: كارولين عاكوم

قبل ساعات من انطلاق الجولة الأولى لترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان وإسرائيل، شدد رئيس الجمهورية ميشال عون، أمام الوفد المفاوض على أن المفاوضات تقنية وأن البحث يجب أن ينحصر في هذه المسألة تحديداً، فيما لم يكن الخلاف على «صورة الاجتماع» قد حُسم في ظل رفض «حزب الله» التقاط صورة تذكارية، وهو الأمر الذي سيُحسم اليوم.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»: «لا قرار نهائياً بشأن الصورة بانتظار التشاور مع الأمم المتحدة والوفد الأميركي»، مشيرةً في الوقت عينه إلى أن «الطرف اللبناني ليس متحمساً لها»، ولفتت إلى أن الفكرة التي طُرحت هو أن يتم التقاطها خلال جلوس أعضاء الوفد جميعهم على الطاولة وليس وقوفاً بعضهم إلى جانب بعض.

وكان الرئيس عون قد تابع التحضيرات الجارية للمفاوضات التي ستُعقد غداً في مقر قيادة القوة الدولية العاملة في الجنوب «يونيفيل» في الناقورة. واجتمع أمس، مع المنسق الخاص للأمم المتحدة يان كوبيتش، واستعرض معه الأوضاع العامة وموقف لبنان من المفاوضات، فيما أعرب الأخير عن «ترحيب الأمم المتحدة باستضافة الجلسات وهي ستمارس دورها ورعايتها وتقديم التسهيلات اللازمة لإنجاحها».

كذلك ترأس عون اجتماعاً، ضمّ نائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال وزيرة الدفاع زينة عكر، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، وأعضاء فريق التفاوض: رئيس الوفد العميد الركن الطيار بسام ياسين، والأعضاء: العقيد الركن البحري مازن بصبوص، وعضو إدارة قطاع البترول المهندس وسام شباط، والخبير الدكتور نجيب مسيحي.

وخلال الاجتماع أعطى رئيس الجمهورية توجيهاته لأعضاء الوفد المفاوض، مشدداً على أن «هذه المفاوضات تقنية ومحددة بترسيم الحدود البحرية، وأن البحث يجب أن ينحصر في هذه المسألة تحديداً»، لافتاً إلى «أن جلسات التفاوض ترعاها وتستضيفها الأمم المتحدة، وأن وجود الجانب الأميركي في الاجتماعات هو كوسيط مسهِّل لعملية التفاوض». وأوصى رئيس الجمهورية أعضاء الفريق بـ«التمسك بالحقوق اللبنانية المعترف بها دولياً والدفاع عنها»، متمنياً لهم التوفيق في مهمتهم.

ولفت بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، إلى أن الرئيس أعطى توجيهاته للوفد التقني المكلف بالتفاوض غير المباشر، استناداً إلى اتفاق الإطار العملي للتفاوض حول ترسيم الحدود البحرية، «على أن تبدأ المفاوضات على أساس الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة براً والتي نصّت عليها اتفاقية (بوليه نيوكومب) عام 1923 والممتد بحراً، استناداً إلى تقنية خط الوسط من دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية التابعة لفلسطين المحتلة، وفقاً لدراسة أعدتها قيادة الجيش اللبناني على أساس القانون الدولي، آملاً أن يتم التوصل إلى حل منصف يحمي الحقوق السيادية للشعب اللبناني».

من جهة أخرى، أعاد رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة إثارة صلاحيات رئاسة الجمهورية في تكليف الوفد المفاوض، بعدما كانت رئاسة الحكومة قد وجّهت أمس كتاباً لرئاسة الجمهورية معتبرةً أن عون خرق الدستور عبر تفرده بتشكيل الوفد، وذكّر السنيورة رئاسة الجمهورية بالمادة 52 التي تنص على أن يتولى رئيس الجمهورية المفاوضات في عقد المعاهدات الدولية وإبرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة. ولا تصبح مبرمة إلا بعد موافقة مجلس الوزراء».

وفيما رفضت مصادر رئاسة الجمهورية الرد على اتهامات السنيورة، قالت مصادر مقربة من الرئاسة لـ«الشرق الأوسط»: «المفاوضات لم تبدأ حتى يتشاور عون مع رئيس الحكومة، وقيادة الجيش هي التي شكّلت الوفد ووافق عليه الرئيس، أما التوجيهات فهي معروفة، ورئيس الحكومة مطّلع على أجوائها»، مشيرةً إلى أن المادة 52 تتحدث عن المفاوضات التي سيتم إطلاع دياب عليها عند انطلاقها.

وفي بيانه رأى السنيورة أن «رئيس الجمهورية ميشال عون ومنذ انتخابه رئيساً للجمهورية، ارتكب أكثر من خرق للدستور»، مشيراً إلى «أن العهد حاول ابتداع سابقة التأليف قبل التكليف. وهو ما يحاوله اليوم مع وجود حكومة تصريف الأعمال، من تجاهل لوجود وزراء ما زالوا يصرِّفون الأعمال ورئيس مجلس الوزراء في موضوع تشكيل الوفد للتفاوض غير المباشر مع وفد العدو الإسرائيلي برعاية الوفد الأميركي وحضور مندوب الأمم المتحدة، وهو بذلك يخالف المواد الدستورية ذات الصلة تحديداً المواد 52 و54 و60».

وقال السنيورة: «كان على فخامة الرئيس عون وقبل تشكيل الوفد وقبل انعقاد المؤتمرات أن يلتزم بأحكام الدستور الذي عليه أن يحترمه ويصونه وبالتالي أن يقوم بالتشاور مع رئيس الحكومة حسب الدستور والأصول لكي يستبعد التأثير السلبي على محاولات الإنقاذ الوطني التي من الواجب أن يتضامن الجميع من أجل تحقيقها في هذه الظروف الصعبة والخطيرة».

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

  مفاوضات الناقورة اليوم تقنيّة.. واستشارات الغد مَشفوعة بالمشاورات الحريرية

اليوم مفاوضات وغداً استشارات… اليوم تنطلق الجولة الاولى من المفاوضات لترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وإسرائيل في مقر قيادة قوات «اليونيفل» في الناقورة، بوساطة الولايات المتحدة الاميركية ممثّلة بمساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر، الذي وصل الى بيروت مساء أمس، ورعاية الامم المتحدة ممثّلة بمنسّقها الخاص في لبنان يان كوبيتش. وغداً تنطلق الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية لتسمية من سيكلّفه تأليف الحكومة الجديدة.

 

وقد توزّعت الاهتمامات الداخلية بين هذين الاستحقاقين اللذين تنوّعَت المواقف حيالهما، ودارت حولهما التباسات دستورية متنوعة حاولت بعض البيانات أن تبدّدها، وأبرزها بيانان صدرا عن رئاسة الجمهورية التي وَجّه البعض إليها اتهامات بمخالفات الدستور في هذا الصدد، في الوقت الذي ينبغي على الجميع توحيد الموقف لخَوض هذين الاستحقاقين بفعالية بما يضمن تأليف حكومة تنفّذ الاصلاحات المطلوبة لإنقاذ البلاد من الانهيار، من جهة، وخوض مفاوضات بموقف موحّد وقوي لتثبيت حدود لبنان البرية والبحرية وحقوقه في ثروته النفطية والغازية، من جهة ثانية.

تتجه الانظار عند العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم الى مقر قيادة القوات الدولية (اليونيفيل) في الناقورة، حيث ستعقد أولى جلسات المفاوضات لترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، استناداً الى ما قال به «الاتفاق الاطار»، برعاية اميركية وأممية وبتسهيلات قدمتها قيادة «اليونيفل» المعزّزة حيث ستكون جلسة سرية بلا أي تغطية اعلامية.

 

وقالت مصادر تواكب جلسة اليوم لـ«الجمهورية» انّ الاجتماع سيعقد في القاعة التي تشهد الاجتماعات شِبه الدورية للجنة العسكرية الثلاثية التي تجمع ضبّاطاً من الجيش اللبناني والقوات الدولية والجيش الاسرائيلي، وهي القاعة نفسها التي شهدت المفاوضات عام 1996 حيث ولد «تفاهم 26 نيسان»، وهي قاعة داخل مركز للقوة الايطالية في رأس الناقورة.

 

أربع كلمات

 

وعلمت «الجمهورية» انّ اللمسات الأخيرة استُعرِضت في اللقاء الذي تَمّ بين رئيس الجمهورية وممثل الامين العام للامم المتحدة يان كوبيتش، أمس في قصر بعبدا. وبحسب الترتيبات الاخيرة، ستكون هناك أربع كلمات، أوّلها لممثل كوبيتش، والثانية لشينكر، والثالثة لرئيس الوفد اللبناني، والأخيرة لرئيس الوفد الاسرائيلي. قبل أن ينتقل البحث في آلية المفاوضات والتنسيق لترتيب المواعيد اللاحقة، ولن تكون المفاوضات مباشرة بين الوفدين اللبناني والاسرائيلي.

 

بعبدا تردّ

 

وقالت مصادر واسعة الاطلاع انّ الجدل الذي أثاره كتاب الامين العام لمجلس الوزراء محمود مكية الى المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، والذي شَكّك بدستورية خطوة تشكيل الوفد مُتهماً رئيس الجمهورية بتجاوز الدستور بتجاهله دور رئيس الحكومة، دفعَ المكتب الاعلامي في قصر بعبدا الى الرد على مضمونه، بالإضافة الى الرد على كلام الرئيس فؤاد السنيورة، وجاء في الرد: «إننا لسنا في صدد معاهدة دولية مع إسرائيل، والعطف على المادة 52 من الدستور، فهو لأنّ مَن يتولى أيّ تفاوض في شأن أيّ َصك دولي، مهما كان نوعه، إنما هو رئيس الجمهورية، إذ لو كان القَصد إشراك رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء في التفاوض لعقد المعاهدة لكانَ الدستور نَصّ صراحة على ان يتولى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة التفاوض بدلاً من ان «يتولى رئيس الجمهورية المفاوضة. ولو كانت المشاركة واجبة في المفاوضة لما كان من داع للنص على «وجوب الاتفاق» بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، باعتبار انّّ كليهما تَولّيا المفاوضة».

 

امّا لجهة انّ رئيس الجمهورية «يطبِّع ويعترف» بمجرد عطفه على المادة 52 من الدستور عند اعلان الوفد اللبناني المفاوض، فأوضح البيان انّ «هذا يقع أيضاً في دائرة البطلان، لأنّ تَوَلّي المفاوضة شيء وطبيعة التفاوض شيء آخر. انّ اتفاق الاطار العملي للتفاوض على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، على ما أُعلن رسمياً، إنما يبدأ على الصعيد العملي بتأليف الوفد اللبناني وبمسائل لوجستية أخرى برعاية الأمم المتحدة وضيافتها، وبحضور الوسيط الأميركي المسَهِّل».

 

وتابع: «انّ كل كلام آخر هو كلام تحريفي للدستور، والهدف منه امّا التضليل او ما هو أدهى من ذلك، إضعاف الموقف اللبناني في اللحظة الخاطئة، حيث انّ لبنان يذهب للتفاوض العملي والتقني على ترسيم حدوده البحرية حفاظاً على سيادته وثروته الطبيعية على كل شبر من أرضه ومياهه، كفانا مُهاترة في زمن الجد».

 

الاستحقاق الحكومي

 

وعلى صعيد الاستحقاق الحكومي واصَل الرئيس سعد الحريري، المرشّح الوحيد حتى الآن لرئاسة الحكومة، مشاوراته في مختلف الاتجاهات لاستكشاف المواقف من ترشيحه في خطوة استباقية لاستشارات التكليف التي سيجريها عون غداً، وفي هذا السياق سيّر الحريري وفداً من كتلة المستقبل في جولة على مختلف الكتل النيابية تنتهي غداً، لاستطلاع مواقفها من ترشيحه ومدى التزامها المبادرة الفرنسية، والتي قال انّ بنودها الاصلاحية ستكون البيان الوزاري للحكومة العتيدة.

 

وشملت لقاءات الوفد أمس رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ورئيس حزب الطاشناق النائب اغوب بقرادونيان، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

 

وقالت مصادر القوات اللبنانية لـ«الجمهورية» انّ «التوافق بين وفدي «المستقبل» و«القوات» كان حول العناوين الكبرى المتصلة بالمبادرة الفرنسية وضرورة الاصلاح وضرورة الانقاذ. وبالتالي، كان هنالك توافق تام حول المنطلقات الاساسية المتصلة بالمبادرة وبضرورة الانقاذ، لكنّ التباين كان حول طريقة التنفيذ بين «المستقبل» الذي يريد ان يعطي فرصة لحكومة يمكن ان تشكّل فرصة للانقاذ، وبين «القوات اللبنانية» التي ترى انه لا يمكن الانقاذ في ظل الاكثرية القائمة، وانّ هذه الفرصة أعطيت غير مرة وهناك استحالة تحقيق اي إصلاح مع هذا الفريق، بدليل أنه أطاحَ المبادرة الفرنسية في ظل سقوفه المرتفعة وإصراره على تسمية وزرائه، وبالتالي ما لم يتحقق مع الدفع الفرنسي لن يتحقق اليوم في ظل اصرار هذا الفريق على التسمية وبمجرد ما ان يسمي هذا الفريق، سيسمّي ذاك الفريق. وبالتالي، عود على بدء، اي انه لن يتحقق اي شيء، وبالتالي يستحيل مَنح اي فرصة لفريق الاكثرية القائمة، ويجب الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة بتغيير الاكثرية وخلاف ذلك «فالِج ما تعالج».

 

وأضافت المصادر: «النقطة الاخرى، قال الدكتور سمير جعجع في اللقاء وعلى هامش النقاش الاساسي، انّ الامور التي تجمع بين «القوات» و»المستقبل» هي اكثر بكثير من الامور التي تفرّق بينهما، ولا يجوز ان تطغى مواضيع خلافية على المواضيع المتفق حولها، ولذلك يجب ان تبقى اي مواضيع خلافية تحت سقف هذين الطرفين».

 

مُربكة وغير واضحة

 

والى ذلك، قالت مصادر سياسية متابعة لحركة الاتصالات التي يجريها الحريري: «صحيح انّ كلام الوزير جبران باسيل يعتبر سلبياً، لكنه دفع الحريري لأن يكون اكثر إصراراً على إنجاز مهمته». واكدت «انّ الاستشارات اذا ما حصلت في موعدها بعدما أحرجَ رئيس الجمهورية الجميع بتحديد هذا الموعد، فإنّ الحريري هو المرشح لأن يكون لديه اكثر الاصوات من الكتل النيابية».

 

أمّا عن «التيار الوطني الحر»، فقالت المصادر «انّ باسيل ليس لديه مرشح لكنه يلوّح بترشيح جواد عدرا، والأخير لديه معوقات قانونية كون اسمه مُدرج على لائحة الانتربول». وبالتالي، فإنّ الامور لا تزال مربكة وغير واضحة». وأضافت المصادر «انّ «حزب الله» يميل الى ترشيح الحريري وينتظر أن يلتقي موفداً منه، لكن ربما يتريّث بعض الشيء للتشاور مع حليفه «التيار الوطني الحر»، علماً انّ موقف الحزب حتى الآن يتمثّل في انه لن يسمّي الحريري…

 

وقالت المصادر «انّ الكرة الآن هي في ملعب الحريري، الذي عليه إيجاد صيغة تفاهمية في موضوع النقطة التي بقيت عالقة اثناء المفاوضات التي حصلت مع مصطفى اديب»، ورأت انه «اذا اراد الحريري ان يذلل العقبات وينزع الاشواك من طريقه فيجب ان يطمئن الى أنّ كل الكتل النيابية ستسمّيه او تعطيه الثقة داخل المجلس النيابي، ولا سيما في موضوع تسمية من يرونه مناسباً لتمثيلهم داخل الحكومة، وان لا يتمسّك بمطلبه أن يختار هو الاسماء. حتى انّ موضوع ان يكون الوزراء غير حزبيين، فلن يكون هناك إشكال في هذا الامر لأنّ الثنائي الشيعي لم يَقل في المفاوضات السابقة انه يريد ان يُسمّي حزبيّين، لكنه يطلب ان يكون القرار بيده في موضوع اختيار الاسماء».

 

كذلك، دعت المصادر الى «انتظار الـ 48 ساعة المقبلة التي تسبق يوم الاستشارات المحدد غداً، لمعرفة كيف ستسير الامور، وخصوصاً بعد استكمال جولة كتلة «المستقبل» على الكتل النيابية، وعندها يُبنى على الشيء مقتضاه».

 

إرتياح في بيت الوسط

 

وعبّرت مصادر «بيت الوسط» عن ارتياحها للنتائج التي انتهت اليها الجولة الاولى لوفد «المستقبل». وقالت هذه الاوساط لـ«الجمهورية» انّ ما جرى أمس عكسَ مزيداً من أجواء الارتياح التي بدأت طلائعها في لقاءَي الحريري مع رئيسَي الجمهورية ومجلس النواب أمس الأول، وهو ما عَكسته لقاءات بنشعي مع زعيم تيار «المردة» سليمان فرنجية، وبرج حمود مع رئيس حزب الطاشناق آغوب بقرادونيان أمس. وانّ ما انتهت إليه المواقف يُبشّر بإمكان التعاون للخروج من المرحلة الصعبة وفق المعايير الواضحة التي كَرّستها المبادرة الفرنسية.

 

وفي الوقت الذي رفضت مصادر بيت الوسط الرد على مواقف باسيل التي أطلقها مساء أمس، قالت لـ«الجمهورية»: ما نُعَوّل عليه يكمن في اللقاء الذي سيجمع قبل ظهر اليوم رئيسة كتلة المستقبل والوفد المرافق مع رئيس كتلة «لبنان القوي» ومن يمثّلها، قبل اللقاء الذي سيجمع الوفد مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد عند الاولى بعد الظهر.

 

«بيت الوسط» وكليمنصو

 

وليلاً، كشفت مراجع معنية لـ«الجمهورية» انّ هناك انفراجاً واسعاً قد تَحقّق مساء امس على مستوى العلاقة بين «بيت الوسط» وكليمنصو بعد إعلان رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عن عدم الحاجة الى لقاء بينهما طالما انّ الحريري سَمّى نفسه للمهمة، وذلك جرّاء الاتصالات التي أجراها أصدقاء مشتركون، وانّ لقاء سيُحدّد موعده بين وفدَين من الطرفين اليوم، علماً انّ الحريري التقى ليلاً في بيت الوسط النائب وائل ابو فاعور موفَداً من جنبلاط.

 

وكان باسيل قد عَلّقَ، في خطاب ألقاه في ذكرى 13 تشرين، على الملف الحكومي والمبادرة الفرنسية، فقال: «ليس على علمنا انّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عَيّنَ أحداً ليُشرف على مبادرته، ويقوم بفحص الكتل ليرى مدى التزامها بالمبادرة»، وقال: «مَن يريد ترأس حكومة اختصاصيين يجب ان يكون هو الاختصاصي الأول، او أن يتنَحّى لاختصاصي آخر»، لافتاً إلى أنّ «النزاع على السلطة والخوف من الآخر كبير الى درجة انّ الفريقين جاهزان لتطيير فرصة إنقاذ البلد مقابل تحصيل مَكسب، امّا نحن في التيار فنرى فرصة اليوم ليس فقط لإنقاذ البلاد عبر المبادرة الفرنسية، بل أيضاً عبر إجراء تعديل دستوري يمنع الشغور في السلطة التنفيذية».

 

 

 

******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

كمين باسيل للإستشارات: إرجاء أو أزمة تكليف وتأليف!

اتصال بين الحريري وجنبلاط .. والراعي يُؤكّد دعم بري للحياد.. وشنكر في بيروت

 

بين اليوم الأربعاء، «يوم الغضب الشعبي» وغداً الخميس، يوم الفصل، في الاستشارات النيابية الملزمة لإعادة تسمية الرئيس سعد الحريري رئيساً مكلفاً لتأليف حكومة، يبدو ان دونها صعوبات، ليس أقلها، تساؤلات، واشتراطات، التيار الوطني الحر، سواء في ما إذا الحريري مفوضاً سامياً، ووصياً على مبادرة الرئيس ايمانويل ماكرون، يدخل المشهد اللبناني اياماً فاصلة، في الـ72 ساعة المقبلة، وعلى بعد ساعات قليلة من حلول الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة 17 ت1..

 

فعلى الأرض اليوم حدثان، عمالي ودبلوماسي، فالاتحاد العمالي العام، واتحادات النقل البري في بيروت، والمناطق كافة دعت إلى اعتصام من الثامنة حتى العاشرة، وتسيير سيّارات عمومية وخصوصية وشاحنات، في إشارة رمزية اعتراضية، على رفض رفع الدعم عن المحروقات والخبز والدواء.

 

وفي الناقورة، عند الحدود الجنوبية الغربية للبنان، تنطلق مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في حدث نادر برعاية الأمم المتحدة، ووساطة أميركية، تعيد إلى الذاكرة مفاوضات 1983، ولكن بخلفيات مختلفة تماماً، فلا المفاوضات لشيء سوى تحديد جغرافيا ثروات النفط والغاز في مياه لبنان الإقليمية، ولا لأي شيء آخر، وسط مخاوف من فخ إسرائيلي، قد يحول دون انعقاد الاجتماع الأوّل اليوم، ما لم يتم تدارك محاولات تل أبيب الايحاء بالمعاني السياسية والدبلوماسية لوفد تل أبيب..

 

بالتزامن، تسجل أوّل زيارة لمسؤول لبناني إلى الولايات المتحدة هو المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي زار عين التينة، والتقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي قبل سفره اليوم.

 

وكشفت مصادر سياسية لـ«اللواء» ان الرئيس سعد الحريري  سيتخذ خطوته الثانية المرتقبة بعد التحرك الذي بدأه لاخراج الوضع السياسي من جموده المطبق والمباشرة بعملية الانقاذ على اساس التزام جميع الاطراف بدعم وتأييد تنفيذ المبادرة الفرنسية مساء اليوم بعد أنتهاء جولة الإتصالات والمشاورات التي بدأها منذ يومين مع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري شخصيا، فيما تولى امس وفد من كتلة المستقبل النيابية مواصلة هذه الاتصالات بزيارات لرؤساء الكتل النيابية في مقراتهم وشملت المردة والطاشناق والقوات اللبنانية على ان تستكمل اليوم بلقاءات مع تكتل لبنان القوي وكتلة الوفاء للمقاومة والآخرين، بعدها يتم اجراء تقويم ودقيق ومتان لمواقف كل هؤلاء من طرح الرئيس الحريري لاعتماد المبادرة الفرنسية كمنطلق لتشكيل حكومة انقاذ من اخصائيين للمباشرة بعملية انقاذ لبنان من الانهيار على اساسها. واذ لاحظت المصادر بان الجولة الاولى للمشاورات التي اجرتها كانت مشجعة وايجابية لجهة إبداء من شملتهم الجولة، تاييدهم لتحرك الرئيس الحريري للانقاذ واستمرار دعمهم للمبادرة الفرنسية، دعت لاستكمال الاتصالات اليوم ليبنى على الشيء مقتضاه.

 

كمين عوني

 

على ان الأخطر، في هذه الأجواء الممتدة على مسافة التفاؤل الحذر والتشاؤم المغالى به، ما وصف بأنه «كمين عوني» محكم نصبه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في مناسبة 13 ت1، الذكرى الثلاثين لسقوط «حكم العماد ميشال عون كرئيس لحكومة الثلاثة جنرالات»، من لون واحد، بعد انتخاب النائب الياس الهراوي رئيساً للجمهورية، وعشية زيارة وفد كتلة نواب المستقبل التي تضم النواب: بهية الحريري وسمير الجسر وهادي حبيش إلى ميرنا شالوحي، للقاء كتلة لبنان القوي في إطار جولة على الكتل تنتهي اليوم على الارجح..

 

وقالت مصادر مطلعة على موقف تكتل لبنان القوي لـ«اللواء» ان خطاب باسيل لا يشي ان تسمية الرئيس الحريري في الجيب وهناك انتظار للقاء الذي قد يعقد بينهما والتوافق على شكل الحكومة والمنحى. ورأت ان لا خلاف على المبادرة الفرنسية. وقالت ان الحريري لفت الى ان الخميس هو يوم مفصلي ولم يطلب تأجيل موعد الأستشارات..

 

ورأت انه ليس مؤكدا ان تكتل لبنان القوي سيسميه ان لم يكن هناك اتفاق على شكل الحكومة ووجهتها وطبيعتها.

 

واوضحت ان الفيصل هو يوم الأستشارات ملاحظة انه لا يمكن للحريري استثناء نفسه من الطبقة السياسية التي حكمت ويقول انه المنقذ.

 

واكدت ان وضع الحريري للشروط المسبقة حول حكومة من اختصاصيين لا سياسيين فيها قد تشكل عائقا معتبرة ان بإمكانه ان يرفض اذا لم يكن قادرا على التفاهم مع فريق عمل. وسألت عن الخيارات، اعتذار أو افشال المبادرة الفرنسية او تأليف كما يريد.

 

الى ذلك افادت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان أي تأجيلاً للاستشارات فذاك سيكون تأجيل ضامناً أي ان رئيس مجلس النواب يضمن لرئيس الجمهورية ان هناك حاجة الى يومين او اكثر لأن هناك عملا حول موضوع معين او صيغة او حتى على المبادرة.

 

وفيما غلب على طروحات باسيل طابع الاستفزاز والاستعجال، وعدم وضوح الأولويات والتناقض الفاضح عاجله الرئيس نجيب ميقاتي بموقف تجاوز الاستغراب إلى وضع النقاط على الحروف..

 

وقال: لقد تناسى النائب باسيل أن الدستور الحالي هو الذي أوصل فريقه الى الحياة السياسية وسدة المسؤولية الاولى، وإذا كان الدستور نتناً وعفناً فحتماً فإن الأمر ينسحب عليه وعلى فريقه.

 

كما تناسى سعادته أن الدستور الذي انبثق من المؤتمر الوطني الذي عقد في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية أتى نتيجة حرب داخلية مدمرة يتحمل فريقه السياسي جزءاً أساسياً من المسؤولية عنها، قبل أن يعود وينخرط تحت لواء هذا الدستور الذي يلعنه اليوم.

 

وأبرز ما قاله باسيل للحريري: من يريد ان يترأس حكومة اختصاصيين يجب ان يكون الاختصاصي الأوّل أو ان يفسح المجال لاختصاصي، في معرض رفضه ان يتولى الرئيس الحريري تشكيل «حكومة مهمة» من اخصائيين، أو يزيح لاختصاصي.. لافتا إلى أن «الصراع على السلطة والخوف من الآخر كبير لدرجة ان الفريقين جاهزان لتطيير فرصة إنقاذ البلد مقابل تحصيل مكسب، اما نحن في التيار، فنرى فرصة اليوم ليس فقط لإنقاذ البلاد عبر المبادرة الفرنسية، بل أيضا عبر إجراء تعديل دستوري يمنع الشغور بالسلطة التنفيذية».

 

وقال: ليس على علمنا ان الرئيس الفرنسي عين أحداً يشرف على مبادرته، ويقوم بفحص الكتل ليرى مدى التزامها بالمبادرة.

 

وفي تجرؤ خطير على دستور الطائف، قال باسيل: الدستور الحالي «نتن وعفن»، وأتانا بالدبابة، وأكمل علينا بالفساد و»هلّق بدّو ينهينا بالجمود والموت البطيء»!، وطرحٌ لتعديل دستوري حول مهل التكليف والتأليف، وسط رفض الفيدرالية والتقسيم مع التمسك باللامركزية الادارية والمالية الموسعة.

 

وقال باسيل: «إن التعديل الدستوري الذي نطرحه وسيتقدم به تكتل لبنان القوي يقوم على فكرتين: الأولى، إلزام رئيس الجمهورية بمهلة قصوى لا تتخطى الشهر الواحد لتحديد موعد للاستشارات النيابية، على ان تكون طبعا ملزمة له بنتائجها، لكنها لا تكون مقيدة للنواب بتحديد خياراتهم كما هم يرتأون، والثانية إلزام رئيس الحكومة المكلف مهلة شهر كحد أقصى لتأليف الحكومة وحصوله على موافقة وتوقيع رئيس الجمهورية على مرسوم التأليف، وإلا اعتباره معتذرا حكما وإعادة فتح مهلة الشهر المعطاة لرئيس الجمهورية للاستشارات. وطبعا في الحالتين السابقتين، يتوجب على مجلس النواب إعطاء الثقة أو حجبها بعد شهر من مهلة تأليف الحكومة وصدور مرسومها، وتقصير المهلة الى اسبوعين في حال التكرار».

 

وعلى الصعيد المالي، رأى «وجوب تغيير السياسة القائمة منذ الـ90 وتطبيق سياسة معاكسة عبر خفض الفوائد وتأمين القروض للاقتصاد وإعادة هيكلة القطاع المصرفي ليكون محركا للاقتصاد لا مجمدا له»، وقال: «هناك آلية لتعديل الدستور من دون حروب، بل بالتفاهم. لا يمكن ان نستمر في العيش مع هذا الدستور العفن الذي أتانا بالدبابة. الحلول موجودة ولا لزوم ان ننتظر الخارج لأن التغيير ينبع من الداخل. صحيح أن إدارة التنوع صعبة، وأن اللبنانيين مجموعات طائفية تسعى إلى أن تكون شعبا واحدا، وصحيح أيضا أن الطائفية هي في أساس الكيان، لكن نظامنا الطائفي هو السبب في فشل هذه الدولة».

 

وفي رسالة «للقوات اللبنانية» ورئيسها، قال: «انا بس بدي قول كلمتين: وضع اليد على مجتمعنا بالقوة ممنوع! وماذا يمكن ان نسمي من يقتل مجتمعاً بكامله بسبب نزواته وعقده النفسيّة؟ مجرم؟ لا بل أكثر.

 

جولة وفد المستقبل

 

وعلى هذا الصعيد، استهل الوفد النيابي المكلف استخراج آراء الكتل التي اجتمعت بقصر الصنوبر بلقاء مع النائب السابق سليمان فرنجية في بنشعي، أعلن اثره تأييد تسمية الرئيس الحريري لتولي رئاسة الحكومة ثم انتقل الوفد إلى برج حمود حيث التقى رئيس الطاشناق آغوب بقرادونيان، ثم زار معراب على ان يلتقي اليوم وفداً من كتلة التيار الوطني الحر، ثم يزور كتلة الوفاء للمقاومة.

 

وجاء في خبر وزّعته الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية أن رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع التقى في المقر العام للحزب في معراب، وفد «كتلة المستقبل» الذي يضم النواب: الحريري، الجسر، حبيش ومستشارة الرئيس سعد الحريري للشؤون الإقتصاديّة هازار كركلا، مستشارة النائب بهية الحريري روبينا أبو زينب والسيد ابراهيم الجوهري، في حضور النائبين شوقي الدكاش وزياد الحواط، الوزير السابق ملحم الرياشي ورئيس جهاز الإعلام والتواصل في الحزب شارل جبور.

 

وعقب اللقاء الذي دام قرابة الساعة والنصف، أكّدت النائب الحريري أن «طرح الوفد هو نفسه في بنشعي وبرج الحمود والآن في معراب الذي هو موضوع مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والإصلاحات التي نتجت عنها»، مشيرةً إلى ان «جواب جعجع كان واضحاً فهو لا يزال مؤيداً للمبادرة والإصلاحات وحركتنا تأتي تحت هذا العنوان فقط».

 

ورداً على سؤال عن تصريح النائب جبران باسيل الذي نعى المبادرة التي يقومون بها، قالت: «غداً سنجتمع به ولا مشكلة».

 

أما بالنسبة لما إذا كان رئيس «القوّات» قد أبلغهم تأييده ترشيح الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة، ردّت الحريري: «نحن لم نأت إلى هنا من أجل استباق الإستشارات وقد قلت لكم هذا الكلام في بنشعي فنحن أتينا إلى هنا بمهمّة محدّدة تتعلّق بالمبادرة والإصلاحات فقط وحزب «القوّات» يؤيد المبادرة والبنود المفصّلة فهم لا يزالون على نفس الموقف ونحن لم نأت على ذكر مسألة التكليف لأن هذا ليس الهدف من زيارتنا».

 

وقالت مصادر مطلعة أن لقاء وفد «المستقبل» مع جعجع كان سلبيا في نتيجته حيث كان هو في مكان والوفد في مكان.وقد ركز وفد المستقبل على المبادرة الفرنسية وتشكيل حكومة بناء لمندرجاتها تحقق الاصلاحات، لكن جعجع أخذ النقاش إلى خيارات أخرى منها استقالة النواب من المجلس وإجراء انتخابات مبكرة لأنه برأي جعجع لن تصل الامور إلى نتيجة مع استمرار سياسة حزب الله والتيار الحر. لكن وفد المستقبل رد بأن هناك فرصة متاحة الآن من خلال المبادرة الفرنسية يجب استغلالها وتنفيذها لإنقاذ البلد من الانهيار، والذهاب إلى انتخابات مبكرة يعني تطيير المبادرة الفرنسية ويعني أن الأكثرية النيابية الحالية تبقى مسيطرة وقد تذهب الى إجراء تعديلات دستورية ما يعني انها تأخذ البلد إلى المجهول.

 

وطرح وفد المستقبل الذهاب إلى تشكيل الحكومة وفق المبادرة الفرنسية، وتنفيذ إلاصلاحات، ومن ثم طرح تقصير ولاية المجلس النيابي إذا أمكن، لكن المشكلة تكمن في اي قانون ستجري على أساسه الانتخابات، وهذا أمر موضع نقاش ايضا في البلد. وكرر جعجع موقفه أن الامور لن تمشي بوجود الفريق المسيطر، لكن الوفد رأى انه لا خيار آخر أمام لبنان سوى المضي في المبادرة الفرنسية.

 

وانتهى النقاش عند هذا الحد. ويفترض أن تجتمع اليوم كتلة الجمهورية القوية اليوم لتقرير الموقف من تسمية الحريري وتشكيل الحكومة، مع أن الوفد خرج بإنطباع ان القوات لن تمشي لا بالتسمية ولا بتشكيل الحكومة.

 

وليلاً جرى تواصل بين الرئيس الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط بعد اتصال هاتفي بين الحريري والنائب وائل أبو فاعور، ثم استكمل بمحادثة بين الحريري وجنبلاط.

 

المفاوضات من العاشرة والنصف صباح اليوم

 

ويبدأ لبنان وإسرائيل محادثات لمعالجة نزاع طويل الأمد حول الحدود في مياه البحر المتوسط الذي يحتمل أن تكون أعماقه غنية بثروات من الغاز الطبيعي، رغم أنهما لا تزالان رسميا في حالة حرب بعد عقود من الصراع.

 

تأتي المحادثات بوساطة أميركية بعد ثلاث سنوات من الدبلوماسية المكثفة من قبل واشنطن، وتم الإعلان عنها بعد أقل من شهر من تصعيد الضغوط الأميركية على حلفاء سياسيين لحزب الله.

 

وقال وزير الطاقة الإسرائيلي أيضا إن التوقعات بشأن اجتماع الأربعاء ينبغي ألا تكون منفصلة عن الواقع.

 

وكتب الوزير يوفال شتاينتز على موقع التدوينات القصيرة تويتر «لا نتحدث عن مفاوضات للسلام والتطبيع، بل عن محاولة لحل نزاع فني واقتصادي يعطل تنمية الموارد الطبيعية البحرية منذ عشر سنوات».

 

لقد عطل الخلاف على الحدود البحرية أعمال التنقيب عن النفط والغاز قرب الخط المتنازع عليه. وقد يكون هذا مصدر قلق بسيط لإسرائيل، التي تضخ الغاز بالفعل من حقول بحرية ضخمة. لكن القضية أشد إلحاحا بالنسبة للبنان، الذي لم يعثر في مياهه حتى الآن على احتياطيات تصلح للاستخدام على نطاق تجاري.

 

ويشارك في مفاوضات ترسيم يجري اليوم، في الناقورة، مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر والذي وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي مساء أمس.

 

وكان الرئيس عون ترأس امس اجتماعًا ضم نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع السيدة زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزف عون واعضاء فريق التفاوض السادة: رئيس الوفد العميد الركن الطيار بسام ياسين، الاعضاء: العقيد الركن البحري مازن بصبوص، عضو ادارة قطاع البترول المهندس وسام شباط، الخبير الدكتور نجيب مسيحي.

 

وخلال الاجتماع الذي حضره المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، اعطى الرئيس عون توجيهاته الى اعضاء الوفد المفاوض مشددًا على ان هذه المفاوضات تقنية ومحددة بترسيم الحدود البحرية.

 

وجاء في البيان الرسمي ان الرئيس عون «شدد امام الوفد المكلف بالتفاوض غير المباشر استنادا الى الاتفاق الاطار العملي للتفاوض حول ترسيم الحدود البحرية، على ان تبدأ المفاوضات على أساس الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة برا التي نصت عليها اتفاقية بوليه نيوكومب عام 1923 والممتد بحرا استنادا الى تقنية خط الوسط من دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية التابعة لفلسطين المحتلة، وفقا لدراسة أعدتها قيادة الجيش اللبناني على أساس القانون الدولي. معرباً عن امله ان يتم التوصل الى حل منصف يحمي الحقوق السيادية للشعب اللبناني».

 

واكتملت لوجستياً الاستعدادات مع رفع العلمين اللبناني والإسرائيلي في مكان الاجتماع، على ان يرأس الوفد الإسرائيلي مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية اودي اديري، وهو طيّار سابق شارك بقصف الضاحية الجنوبية بأكثر من 35 غارة في حرب 2006.

 

وزار المنسق الخاص للأمم المتحدة يان كوبيتش كلاً من الرئيسين عون ودياب وعرض معهما الموقف من المفاوضات ودور الأمم المتحدة.

 

سياسياً، اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة ان الرئيس عون ومنذ انتخابه رئيسا للجمهورية، ارتكب أكثر من خرق للدستور وهو القانون الأسمى، الذي ينظّم حياة اللبنانيين وعمل المؤسسات الدستورية اللبنانية، علماً ان جوهر دور رئيس الجمهورية كان ولا يزال السهر على احترام الدستور والدفاع عنه وحماية وثيقة الوفاق الوطني التي اتفق عليها اللبنانيون في الطائف.

 

وذكر السنيورة بالمواد ٥٢ و٥٤ و٦٠ من الدستور، مشيراً الى إنه كان يقتضي على الرئيس عون وقبل تشكيل الوفد وقبل انعقاد المؤتمرات ان يلتزم بأحكام الدستور الذي عليه ان يحترمه ويصونه وبالتالي ان يقوم بالتشاور مع رئيس الحكومة حسب الدستور والأصول لكي يستبعد التأثير السلبي على محاولات الإنقاذ الوطني التي من الواجب ان يتضامن الجميع من اجل تحقيقها في هذه الظروف الصعبة والخطيرة.

 

وفي السياق، توقفت مصادر مطلعة عند البيان الذي صدر عن البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية الذي شكل ردا على من يتهمه بالتطبيع مع إسرائيل كما على نادي رؤساء الحكومات السابقين. واكدت ان كل واحد يريد تسجيل موقف في طائفته يهاجم رئيس الجمهورية للقول ان لديه حيثية في طائفته.

 

الراعي: الرؤساء الثلاثة مع الحياد

 

ورفض البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان يكون الوقت الآن للتطبيع، وقد لا يكون على ايامنا.

 

وكشف الراعي، في حوار مع محطة «الجديد» ليل أمس ان رئيسي الجمهورية والحكومة مع الحياد، والرئيس برّي بعث برسالة لنا مع المطران مطر أكّد فيها انه مع الحياد.

 

ونفى النائب علي حسن خليل ان يكون الرئيس بعث ذلك.

 

وكشف انه وجه دعوة لحزب الله لزيارة الديمان، لكنه لم يلق جواباً.

 

حديث إلغاء الدعم

 

حياتياً، لفت انتباه المراقبين تفعيل حكومة الرئيس حسان دياب المستقيلة، إذ ترأس دياب اجتماعا تناول الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي، والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي حضره الوزراء زينة عكر، غازي وزني، راوول نعمة، عماد حب الله، رمزي المشرفية وعباس مرتضى، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية ورئيس جمعية المصارف سليم صفير.

 

وجرى عرض للاتصالات التي يجريها وزير المالية بشكل دوري مع صندوق النقد.واطلع المجتمعون على مراحل عمل شركة ألفاريز للتدقيق المالي الجنائي لمصرف لبنان والذي يفترض أن يبدأ قريبا. وشدد دياب في هذا الإطار على «رفضه الحديث عن إلغاء الدعم، والتركيز على ترشيد الدعم للمواد الغذائية والدواء والطحين والمحروقات».

 

اعتصام أصحاب الصيدليات

 

وهدد أصحاب الصيدليات بتصعيد تحركهم بعد اعتصام نفذوه أمام مقر النقابة في المتحف، احتجاجا على عدم توفير الادوية للصيدليات، مطالبين نقابة مستوردي الادوية باعتماد التوزيع العادل وزيادة الكميات الموزعة بما يتناسب مع حاجة المواطنين.

 

وصدر بيان عنهم جاء فيه «الاجحاف والاستهداف المنظم الذي تتعرض له مهنة الصيدلة قد وصل الى حد لم يعد مقبولا السكوت عنه. فرغم التضخم وانهيار سعر صرف الليرة وارتفاع كل تكاليف الحياة واسعار السلع، لم نطالب يوما برفع سعر الدواء او رفع الدعم عنه، حرصا منا على مصالح الناس ومعيشتهم، علما ان ذلك قد ادى الى خسارتنا 80% من قيمة الادوية في صيدلياتنا.واطل علينا مستوردو الادوية ببدع تقنين الادوية على الصيدليات بشكل مخالف للقانون وبالاخص المادة 70 من قانون مزاولة مهنة الصيدلة، واننا من حرصنا على المريض وصحته لا يمكننا السكوت عن هذه التجاوزات بحق ضمان حصول المريض على دوائه، كذلك نلاحظ استنسابية بالتوزيع غير العادل للادوية بين الصيدليات مما يتسبب بوجود وفرة لدى صيدليات محظوظة وانقطاع كامل لدى معظم الصيدليات مما يؤدي الى امكانية تشجيع مهربي الادوية لشراء ما يريدون تهريبه من مكان واحد يتفقون معه ويسهل لهم التجارة غير المشروعة ويؤثر بشكل مباشر على صحة المواطن.

 

55869

 

صحياً، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي إصابة 1245 حالة جديدة، خلال الـ24 ساعة الماضية، مع 13 حالة وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 55869 إصابة مثبتة منذ 21 شباط الماضي.

 

******************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

مفاوضات ترسيم الحدود انطلقت وحزب الله يتحفظ على المدنيين بالوفد اللبناني

هل يرغب عون بـ«مخزومي» أو «عدرا» لرئاسة الحكومة؟ وباسيل: القبول بالحريري تكرار للخطأ

ساعات حاسمة للاستشارات: هل سيتمكن الحريري من تجاوز العقد الداخلية والخارجية؟

نور نعمة

 

الانظار مشدودة اليوم وغداً الى حدثين بارزين الاول الى الناقورة حيث ينعقد أول اجتماع للمفاوضات الغير مباشرة بين لبنان والعدو الإسرائيلي حول ترسيم الحدود البحرية، برعاية الامم المتحدة في الناقورة، وحضور نائب وزير الخارجية الاميركية دافيد شينكر، ومعه السفير الذي سيكلف متابعة الملف جون ديروشر. والحدث الثاني المهم ايضا هو الاستشارات النيابية في قصر بعبدا التي ستحسم تسمية سعد الحريري كرئيس مكلف من عدمه. وتعقيبا على ذلك، تقول اوساط بارزة في 8 اذار لـ«الديار» ان الساعات الـ24 المقبلة حاسمة خاصة بعد لقاء الحريري بالنائب جبران باسيل وبمعاون الامين العام لــ«حزب الله» الحاج حسين الخليل.

 

 

 الملف الحكومي

 

بداية وفي الداخل اللبناني، رأت مصادر ديبلوماسية ان لبنان دخل في مرحلة جمود سياسي بفعل الانتخابات الرئاسية الاميركية التي ترخي بظلالها على المسار المحلي. ذلك ان تسمية سعد الحريري غدا ليكون الرئيس المكلف ليس محسوما بما ان المفاوضات التي قام بها لم تذلل العقبات فضلا عن ان مواقف الاحزاب المعلنة باستثناء تيار المردة لم تؤيد الحريري في مبادرته. ولكن في الوقت ذاته يبقى احتمال كبير ان تسمي الكتل النيابية سعد الحريري انما ما هو مؤكد ان تشكيل الحكومة سيتم في مرحلة لاحقة وليس بالسهولة التي يعتقدها الحريري.

 

من جانبها، كشفت مصادر بارزة في 8 آذار لـ«الديار» ان الرئيس عون لا يحبذ ان يترأس سعد الحريري الحكومة المرتقبة ويرغب ان يكون جواد عدرا او فؤاد المخزومي المرشحان لرئاسة مجلس الوزراء. وبالتالي، لفتت هذه المصادر الى ان الحريري لم يتمكن من الحصول على تأييد مسيحي له. واضافت الى ان المفاوضات بين الحريري والثنائي الشيعي لم تصل الى نتيجة حيث لا يزال سعد الحريري متسمك بتسمية الوزراء رافضا اعطاء الثنائي الشيعي الحق في تسمية وزرائه وعليه تبقى هذه العقدة عقبة امام تأليف الحكومة.

 

واشارت المصادر في 8 اذار ان المبادرة الفرنسية لم تتطرق الى حكومة اختصاصيين ولم تحدد عدد الوزراء بـ14 وزير لا بل قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون انه يدعم حكومة توافق وطني. اضف الى ذلك، اعتبرت هذه المصادر ان الحريري لا يحق له القيام بامتحان للاحزاب والكتل النيابية اذا كانت موافقة على المبادرة الفرنسية ام لا.

 

في النطاق ذاته، كشفت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى لـ«الديار» ان الرئيس سعد الحريري يصطدم بعقبتين محليتين وعقبتين خارجيتين. وقالت ان العقبة الداخلية الاولى هي ان الثنائي الشيعي لن يتنازل ابدا عن السقف الذي وضعه لناحية تسمية وزرائه اضافة الى التمسك بحقيبة وزارة المالية. وعللت ذلك انطلاقا من ان الثنائي الشيعي يعتبر انه غير مضطر الى الذهاب لتشكيل حكومة في لحظة تحولات خارجية دون ان يكون ممسكا بمفاصل السلطة داخل هذه الحكومة المرتقبة. وهنا رأت الاوساط السياسية ان الثنائي الشيعي وتحديدا حزب الله يرى ان تسمية وزرائه تعطيه حق الفيتو الشيعي لتعطيل الحكومة اذا اتخذت قرارات لا تتناسب مع تطلعاته خاصة ان المرحلة الحالية دقيقة وخطيرة في المنطقة. ولفتت الى ان العقبة المحلية الثانية هي موقف الوزير جبران باسيل الرافض لترؤس الرئيس سعد الحريري حكومة اختصاصيين. واضافت هذه الاوساط السياسية الى انه في حال تشكلت حكومة من غير اختصاصيين فالوزير باسيل يريد شراكة سياسية مع الحريري في الحكومة. وفي هذا المجال تساءلت هذه الاوساط: ما الذي تبدل لكي يطرح سعد الحريري مبادرته اليوم؟ وهنا اعتبرت ان الحريري من الواضح انه راهن على عاملين وهما ترسيم الحدود البحرية ووضع القوى السياسية تقف وظهرها على الحائط وليس امامها خيارات. وفي التفاصيل، اوضحت الاوساط السياسية لـ«الديار» ان الحريري يعتقد ان ترسيم الحدود سيؤدي الى تليين الموقف الاميركي تجاه لبنان فضلا عن ان القوى السياسية في موقع ضعف وبالتالي ستكون مضطرة ان تضع الماء في نبيذها من اجل ان تقدم تسهيلات امام تشكيل الحكومة. وعلى هذا الاساس، اعتبر الحريري ان الحكومة التي سيشكلها ستكون لفترة زمنية محددة وهي ستة اشهر وعليه يؤمن الحريري انه لا داعي الى التصعيد من قبل القوى السياسية اللبنانية.

 

اما عن العقبتين الخارجيتين، اشارت الاوساط السياسية للديار ان العقبة الاولى هي ان المملكة العربية السعودية ليست في وارد التسهيل والتغطية لتأليف حكومة بقيادة الحريري الامر الذي اعتاد عليه الاخير. اما العقبة الثانية الخارجية، فقد اعتبرت هذه الاوساط ان الولايات المتحدة تميز بين مفاوضات ترسيم الحدود وبين المسار الحكومي حيث انها ليست في وارد المقايضة في هذا النطاق.

 

وتابعت الاوساط السياسية ان هذه الاجواء السياسية السائدة تشير الى انه لا يوجد اي تطور سياسي وهذا سيضع الرئيس سعد الحريري امام خيارين. الخيار الاول وهو تأجيل الاستشارات النيابية اما الخيار الثاني اعتذار الحريري عن عدم اكمال مشاوراته في تشكيل الحكومة علما اذا كانت حكومة غير اختصاصيين فلن يحصل لبنان على مساعدات مالية هو بأمس الحاجة اليها.

 

 

أول اجتماع لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية

 

بموازاة ذلك وحول المفاوضات الغير مباشرة لترسيم الحدود البحرية بين الوفد اللبناني التقني ووفد الكيان الصهيوني بحضور الاميركيين كمسهلين للمباحثات وبرعاية الامم المتحدة، اعطى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تعليماته وتوجيهاته للوفد اللبناني بان «هذه المفاوضات تقنية ومحددة بترسيم الحدود البحرية، وان البحث يجب أن ينحصر في هذه المسألة تحديدا».وفضلا عن ذلك اوضح عون للوفد المكلف بالتفاوض غير المباشر على ان تبدأ المفاوضات على أساس الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة برا التي نصت عليها اتفاقية بوليه نيوكومب عام 1923 والممتد بحرا، استنادا الى تقنية خط الوسط من دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية التابعة لفلسطين المحتلة، وفقا لدراسة أعدتها قيادة الجيش اللبناني على أساس القانون الدولي.

 

وأمل الرئيس عون «ان يتم التوصل الى حل منصف يحمي الحقوق السيادية للشعب اللبناني».

 

ويشار الى ان الوفد اللبناني يترأسه العميد الركن الطيار بسام ياسين، والأعضاء هم العقيد الركن البحري مازن بصبوص وعضو ادارة قطاع البترول المهندس وسام شباط والخبير الدكتور نجيب مسيحي.

 

واتفاقية بوليه نيوكومب وقعت بين 1920 و 1923، هي اتفاقيات الحدود الفرنسية – البريطانية، وتحتوي على سلسلة من الاتفاقية الموقعة بين حكومة بريطانيا وفرنسا على موقف وطبيعة الحدود بين الانتدابين البريطاني والفرنسي، وهما فلسطين والعراق الممنوحين لبريطانيا، وسوريا ولبنان الممنوحين لفرنسا انذاك . وقالت الاتفاقيات على ان خط الحدود السورية الفلسطينية بين البحر المتوسط وبلدة الحمة. ويذكر ان بلدة الحمة كانت قرية فلسطينية تبعد 22 كم من جنوب شرقي مدينة طبريا و65 كم من جنوب غربي مدينة القنيطرة. وسميت الاتفاقية على اسم الكولونيل الفرنسي ن. بوليه والكولونيل البريطاني س.ف.نيوكومب اللذان تم تعيينهما لرئاسة لجنة الحدود.

 

 

حزب الله يتحفظ على وجود مدنيين في الوفد اللبناني المفاوض

 

الى ذلك، اكدت مصادر في حزب الله للديار تحفظها على وجود مدنيين في الوفد مشددة على الوفد المفاوض كان يجب ان يقتصر على ضباط في الجيش اللبناني اما الخبراء وهم مدنيين في حال استدعى الامر وجودهم فيجب ان يكونوا خارج قاعة المفاوضات الغير المباشرة. من هنا قالت هذه المصادر ان مشاركة المدنيين ولو كخبراء في الجلسة الاولى وهما عضو ادارة قطاع البترول المهندس وسام شباط، الخبير الدكتور نجيب مسيحي ليست محل ترحيب على اعتبار انها مفاوضات تقنية والضباط وهما العميد الركن الطيار بسام ياسين، والعقيد الركن البحري مازن بصبوص خير من يمثل لبنان بما لهم من خبرة وتجربة.

 

 

الوزير باسيل: دستورنا نتن والقبول بالحريري هو تكرار للخطأ

 

من جهته، قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل خلال المؤتمر الذي عقده في ذكرى 13 تشرين ان: «لا إمكانية للعيش والاستمرار مع هذا الدستور النتن والعفن، الذي أتانا بالدبّابة، واكمل علينا بالفساد و«هلّق بدّو ينهينا بالجمود والموت البطيء»! وتابع: «الطائف وصلنا اليه بكلفة عالية ودفعنا ثمنه 30 سنة تخلّفاً وفساداً وانهياراً، والدساتير تعدّل! وخاصةً اذا كانت مولّدة للمشاكل لا الحلول! ودستورنا، هناك آلية لتعديله ولتطويره من دون حروب، لا بل بالتفاهم!».

 

وشدد باسيل في كلمته ان التيار الوطني الحر لا يريد التقسيم ويعتبره قضاء على لبنان الرسالة والكيان انما في الوقت ذاته اعرب عن تأييده لطرح اللامركزية بمعناها الواسع مشيرا الى ان الإستمرار بالتعامي لن يأخذنا الاّ الى صيغ متشدّدة أكثر حولها! واكد في هذا الاطار انه: «يجب ان تكون لدينا الجرأة بالذهاب اليها متفاهمين، فهي لا تفكّك الدولة بل تشذّب المجتمع وتكرّس ادارة سويّة للتعدديّة». وتابع: «نحن لا نريد الفيديرالية، أكرّر، ليس لأنّها تقسيم، بل لأنّها صيغة اتحاديّة متقدّمة للحكم لسنا جاهزين لها في مجتمعاتنا بعد».

 

اما عن ترشيح سعد الحريري لرئاسة الحكومة، استطرد الوزير جبران باسيل بالقول: ما فينا نقبل بشخص بعدو عم يقول بعد 30 سنة انّو بدّو يحافظ على نفس السياسة ونفس الأشخاص ويتوقّع نتائج مختلفة عن سرقة أموالنا وودائعنا وسحبها وخطفها للخارج»! وبحسب القول الشهير: «الغبي هو يلّي بيعمل نفس الشي مرتين وبنفس الأسلوب وبيتوقّع نتائج مختلفة».

 

ودعا باسيل الى تعديل دستوري يقضي بالزام رئيس الحكومة المكلّف بمهلة شهر كحدّ أقصى لتأليف الحكومة وحصوله على موافقة وتوقيع رئيس الجمهورية على مرسوم التأليف، وإلاّ اعتباره معتذراً حكماً، وإعادة فتح مهلة الشهر المعطاة لرئيس الجمهورية للإستشارات.

 

 

 مصادر في الوطني الحر: قوات جعجع مسكونة بالحرب

 

وحول معلومات تتهم القوات اللبنانية بميلها للقتال مجددا، ميزت مصادر في الوطني الحر بين «قوات سمير جعجع» على حد تعبيرها وبين رجال في القوات اللبنانية يحترمون القانون ولا يحبذون اي عمل خارج اطار الدولة. وقالت هذه المصادر للديار ان قوات سمير جعجع مسكونة بالحرب والاعتداءات وما جرى من استعراض عسكري في ذكرى بشير الجميل و احداث ميرنا الشالوحي يطرح علامات استفهام متسائلة: هل قوات سمير جعجع تريد اعادة الحرب والاستثمار بالدم؟ وتابعت ان قائد القوات اللبنانية سمير جعجع يسعى لاظهار صورة رجل الدولة لكنه داخليا ربما لا يزال رجل الميليشيا الذي عرفه اللبنانيون في زمن الحرب الاهلية وفقا لهذه المصادر في التيار الوطني الحر.

 

على صعيد اخر، اكدت المصادر في التيار الوطني الحر ان مي خريش، نائب رئيس تيار الوطني الحر للشؤون السياسية عبرت عن نفسها في البرنامج مع الاعلامي طوني خليفة مشيرة الى ان التيار الوطني الحر لا يتبنى كلامها. ويذكر ان مقابلة مي خريش مع طوني خليفة اثارت ردود فعل كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة عند سؤالها اي بلد تختار السعودية او ايران فكان جوابها انها تختار ايران.

 

 

 القوات اللبنانية

 

بدورها، اكدت القوات اللبنانية انها عندما سلمت سلاحها للدولة جاء ذلك انطلاقا من ايمانها بمشروع الدولة اللبنانية ومن المعلوم ان القوات هي التي غطت وساهمت في انهاء الحرب الاهلية في لبنان لادراكها ان الحرب كلفتها كبيرة وان السلم هو الخيار الوحيد الذي يشكل مشروع حماية لكل اللبنانيين تحت مظلة الدولة. واشارت المصادر القواتية الى ان القوات دخلت في عملية السلام ولكن حصل انقلاب عليها وسجن الدكتور سمير جعجع لاحقا. وتابعت ان القواتيين حملوا السلاح في زمن الحرب اضطراريا نتيجة تفكك الدولة وسقوطها آنذاك، وبالتالي اليوم لن يكون اطلاقا خيارهم حمل السلاح مجددا خاصة ان كل اهداف حزب القوات اللبنانية عام 1990 وأيضا عام 2005 هي دفع من يحمل السلاح الى ان يسلمه للدولة اللبنانية. واعتبرت المصادر القواتية ان الدولة تشكل المساحة المشتركة الوحيدة بين جميع اللبنانيين.

 

وعلى صعيد تردد معلومات عن استعراض عسكري قواتي حصل في 14 ايلول الماضي اي في ذكرى بشير الجميل ، نفت المصادر هذا الاتهام موضحة انه كان عرضا للكشافة. وهنا تحدت المصادر القواتية ان ينشر اي مصدر او حزب صورة تظهر ان عناصر قواتية كانت تحمل سلاح في العرض الذي حصل في ذكرى 14 ايلول الماضي او في ذكرى شهداء القوات. ورأت ان اسباب الهجمة على القوات وسمير جعجع واضحة المعالم وهي لان القوات اللبنانية في حالة صعود شعبية وسياسية وتحديدا في البيئة الشابة وخير دليل على ذلك الانتخابات في الجامعة الاميركية – اللبنانية في جبيل التي اكدت ان القوات لم تتراجع شعبيتها على غرار احزاب اخرى بعد ثورة 17 تشرين حيث حصلت على 10 مقاعد لها في وقت حصل المستقلين على اربعة مقاعد ومقعد لحركة امل. واضافت المصادر القواتية ان هذه النتيجة في الجامعة والاحصاءات التي تقام لمعرفة شعبية الاحزاب من الطبيعي ان تثير خوف الاخرين من القوات بما انها في الطليعة على الصعيد الوطني وايضا في قلب البيئة المسيحية.

 

وحول قول الوزير جنبلاط ان رهانات جعجع خاطئة، اكدت المصادر القواتية انها لا تراهن الا على صندوق الاقتراع الكفيل في قلب النتائج وان التغيير الحقيقي لا يحصل الا من خلال تغيير في الارادة الشعبية.

 

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

فرنجية يسمي الحريري وباسيل يستهدف المبادرة الانقاذية  

مفاوضات الترسيم اليوم.. وشينكر يجري مشاورات سياسية

 

فيما انظار السياسيين مشدودة جنوبا في اتجاه الناقورة مع انطلاق الساعة الصفر لمفاوضات ترسيم الحدود اللبنانية- الاسرائيلية برعاية اميركية واشراف اممي اليوم وشمالا نحو بنشعي ثم بيروت والجبل تلمساً لنتائج جولة وفد «المستقبل» على القوى السياسية ازاء مبادرة الرئيس سعد الحريري قبل ان تستقر في بعبدا غدا الخميس اذا بقيت الاستشارات النيابية الملزمة في موعدها، لم تشدّ انظار المواطنين واهتماماتهم الا الصيدليات المقفلة اعتراضا على احتكار الدواء وتخزينه في المستودعات لبيعه لاحقا بأسعار غير مدعومة في عملية «سرقة موصوفة» جديدة للبنانيين الذين فرغت جيوبهم حتى من ثمن حبة دواء فيما المسؤولون يبشرونهم بوجوب الاستعداد لعدم استقبالهم في المستشفيات التي غزتها كورونا وتكاد تفتقد لمقومات الصمود والمواجهة بفعل نقص المعدات الطبية ما يضطربعضها الى اعتماد سعر الصرف على اساس 3950 ليرة.

 

الجولة بدأت

 

غداة محادثات الرئيس سعد الحريري الحكومية مع كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي حين تبقي كتلة «المستقبل» النيابية اجتماعاتها مفتوحة للبقاء على بينة من المستجدات،  باشر وفد الكتلة جولته على الاحزاب والكتل النيابية للوقوف عند رأيها من عملية التكليف والتأليف عموما ومن الالتزام ببنود المبادرة الفرنسية خصوصا، عشية الاستشارات النيابية الخميس.

 

الوفد استهل جولته من بنشعي. وقد ضم رئيسة كتلة المستقبل النيابية بهية الحريري والنائبين سمير الجسر وهادي حبيش، وعقد اجتماعا على مدى ساعة مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في حضور النائبين فريد هيكل الخازن وطوني فرنجيه. وبعد اللقاء، أعلن فرنجيه «اننا سنسمي سعد الحريري في الاستشارات النيابية»، متمنيا ان «يتم تشكيل الحكومة بإنسيابية».

 

لا يقفل بابه؟!

 

اما النائب الحريري فقالت «اللقاء كان صريحا وواضحا، وتم خلاله التأكيد على موضوع المبادرة الفرنسية ومعرفة ما اذا كانت الكتل النيابية لاتزال متبنية لها، ونحن سننقل بكل امانة ما حصل خلال اللقاء الى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وسنكمل اللقاءات مع بقية الكتل التي شاركت في لقاء قصر الصنوبر». وردا على سؤال، قالت الحريري: «اعتقد أن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، لا يقفل بابه في وجه أحد»، مشددة على «أننا لم نأت استباقا للمشاورات، بل لنسأل ونتناقش في برنامج عمل المرحلة المقبلة». اضافت: «المبادرة الفرنسية موجودة مع الورقة الإصلاحية، أما ما يحصل يوم الخميس فموضوع آخر، وكيف تتشكل الحكومة هذا موضوع في عهدة الرئيس المكلف بعد المشاورات النيابية».

 

التيار والحزب

 

الوفد المستقبلي انتقل من بنشعي الى برج حمود حيث التقى رئيس حزب الطاشناق اغوب بقردونيان ثم زار معراب مساء اما اليوم، فيزور ميرنا الشالوحي قبل الظهر حيث يستقبله وفد من التيار الوطني الحر، ولم يعرف بعد ما اذا كان رئيسه النائب جبران باسيل سيشارك في اللقاء ام لا، ويزور بعدها كتلة الوفاء للمقاومة.

 

لا للتأجيل

 

اضرابات وتحركات

 

وتحصل حركة الاتصالات هذه، وسط اجواء اقتصادية ومالية تزداد رداءة وصعوبة. وفي حين نفذ الصيادلة اضرابا امس، احتجاجا على عدم توافر الدواء بسبب احتكار بعض الشركات الادوية لبيعها في سعر اغلى لاحقا، ينفذ الاتحاد العمالي العام ونقابات المصالح المستقلة والمؤسسات العامة وقطاعات كثيرة، تحركا واسعا اليوم تحت اسم «يوم الغضب».

 

انطلاق المفاوضات

 

على صعيد آخر، تتجه الانظار الى الناقورة اليوم حيث تحصل اولى جولات التفاوض بين لبنان واسرائيل حول ترسيم الحدود البرية والبحرية، برعاية الامم المتحدة في الناقورة، وحضور نائب وزير الخارجية الاميركية دافيد شينكر ، ومعه السفير الذي سيكلف متابعة الملف جون ديروشر (وهما وصلا الى بيروت امس ويبقى شينكر فيها حتى اواخر الاسبوع لاجراء اتصالات مع عدد من المسؤولين). وعشية المفاوضات، اجتمع الرئيس عون مع المنسق الخاص للامم المتحدة يان كوبيتش وعرض معه الاوضاع العامة وموقف لبنان من المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وخلال الاجتماع، اعرب كوبيتش عن ترحيب الامم المتحدة باستضافة جلسة المفاوضات، مؤكداً ان المنظمة الدولية ستمارس دورها في استضافة ورعاية جلسة التفاوض وتقديم التسهيلات اللازمة لانجاحها. ثم رأس الرئيس عون اجتماعًا ضم نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزف عون واعضاء فريق التفاوض : رئيس الوفد العميد الركن الطيار بسام ياسين، الاعضاء: العقيد الركن البحري مازن بصبوص، عضو ادارة قطاع البترول المهندس وسام شباط، الخبير الدكتور نجيب مسيحي.

 

الحدود البحرية

 

وخلال الاجتماع، اعطى الرئيس عون توجيهاته الى اعضاء الوفد المفاوض مشددًا على ان هذه المفاوضات تقنية ومحددة بترسيم الحدود البحرية، وان البحث يجب أن ينحصر في هذه المسألة تحديدًا، لافتًا الى ان جلسات التفاوض ترعاها وتستضيفها الامم المتحدة، وان وجود الجانب الاميركي في الاجتماعات هو كوسيط مسهّل لعملية التفاوض.

 

مستندات المركزي

 

في مجال آخر، أعلن مصرف لبنان في بيان، أنه «قام وفقاً لما تعهّد به في كتابه الموجّه إلى وزير المال بتاريخ 8-10-2020، بتسليم مفوّض الحكومة لدى مصرف لبنان بتاريخ 13-10-2020 (الساعة الحادية عشرة وخمسون دقيقة) بالمستندات والمعلومات كافة التي تسمح بها القوانين اللبنانية النافذة، وفقاً لما نصّ عليه صراحة العقد الموقع بين وزارة المال والشركة المولجة من قبلها بالتدقيق الجنائي A&M    Middle East Limited Alvarez & Marsal «.

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram