انطلاق مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل

انطلاق مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل

 

Telegram

 

تنطلق اليوم، الأربعاء، المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية حول ترسيم الحدود البحرية، بحضور وفدي البلدين وبرعاية أميركية، في مقر القوات المؤقتة لحفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) ببلدة الناقورة في جنوب لبنان.

ويتألف الوفد اللبناني من 4 أعضاء، هم نائب رئيس أركان الجيش للعمليات العميد الطيار بسام ياسين، الذي يرأس الوفد، والعقيد الركن البحري مازن بصبوص، والخبير في المفاوضات الحدودية نجيب مسيحي، ورئيس هيئة إدارة قطاع البترول وسام شباط. 

وسيشرف قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، مباشرة على الوفد الذي لن يتخذ أي قرارات من دون العودة إلى قائد الجيش، فيما سيتشاور الأخير بشكل مباشر مع الرئيس ميشال عون.

في المقابل، يتألف الوفد الإسرائيلي من 6 أعضاء هم المدير العام لوزارة الطاقةـ إيهود أودي أديري، الذي يرأس الوفد، ورؤوفين عازر رئيس قسم السياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي، والمستشار السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس دائرة الشؤون الاستراتيجية في الجيش العميد أورن سيتر، ورئيس الطاقم السياسي في وزارة الخارجية الإسرائيلية ألون بار، ورئيسة طاقم وزير الطاقة مور حالوتس، ومستشار وزير الطاقة الإسرائيلي للشؤون الدولية أفيف أياش.

وسيقود الوساطة، السفير الأميركي المنتهية مهمته في الجزائر جون ديروشر، إضافة إلى ممثلين من الأمم المتحدة.

لماذا الناقورة؟

تجري المفاوضات في بلدة الناقورة الواقعة في أقصى الجنوب اللبناني على الحدود مع إسرائيل، والتي تبعد 103 كلم من العاصمة بيروت. 

وتم اختيار الناقورة لاستضافة المفاوضات، كونها تضم مركز قيادة "اليونيفل"، وهي بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي اُنشئت في 19 مارس 1978، بموجب قرارَي مجلس الأمن 425 و426، لتأكيد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان وضمان استعادة الحكومة اللبنانية سلطتها الفعلية في المنطقة.

وجرى تعديل التفويض لهذه البعثة مرتين، بسبب الغزو الإسرائيلي للبنان في عام 1982، وبعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في عام 2000. 

وبعد حرب تموز (يوليو 2006)، عزز مجلس الأمن قوة "اليونيفيل" وقرر أن مهامها ستشمل- إضافة إلى التفويض الأصلي- مراقبة وقف الأعمال العدائية، ومرافقة ودعم الجيش اللبناني أثناء انتشاره جنوب لبنان، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان والعودة الطوعية والآمنة للنازحين.

ويجدد مجلس الأمن ولاية "اليونيفيل" سنوياً، والتمديد الأخير كان في 28 أغسطس الماضي. وبعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في مايو عام 2000، استضافت الناقورة اجتماعات لبنانية إسرائيلية خلال ترسيم "الخط الأزرق" الحدودي، برعاية الأمم المتحدة. 

قافلة من قوة "اليونيفيل" تتقدم باتجاه آخر نقطة تفتيش للجيش اللبناني في أقصى جنوب الناقورة على الحدود مع إسرائيل- 13 أكتوبر 2020 

ترسيم الحدود البحرية

وتركز المفاوضات على 860 كيلومتراً مربعاً يختلف عليها الطرفان، كونها قُدّمت لإسرائيل بموجب الترسيم الخاطئ في عام 2006. وتتضمن هذه المساحة رقعة اكتُشف فيها غاز ونفط في السنوات الأخيرة.

وفي عام 2018، وقّع لبنان مع ائتلاف شركات يضم "توتال" و"إيني" و"نوفاتيك"، أول عقد للتنقيب عن الغاز والنفط في مياهه الإقليمية، وتضم إحدى المناطق المحددة جزءًا متنازع عليه مع إسرائيل.

ويتنازع البلدان اللذان لا يزالان في حالة حرب رسمياً، على حدودهما البرية والبحرية منذ عقود، وسيسمح الترسيم لهما باستغلال حقول الغاز البحرية.

ووجّه الرئيس اللبناني وفد بيروت ببدء المفاوضات "على أساس الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة براً، كما نصت على ذلك اتفاقية بوليه نيوكومب عام 1923، والممتد بحراً استناداً إلى تقنية خط الوسط، من دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية التابعة لفلسطين المحتلة، وذلك وفقاً لدراسة أعدها الجيش اللبناني على أساس القانون الدولي".

محادثات مباشرة.. ولا سلام

وعلى الرغم من أن الطرفين يجلسان في غرفة واحدة، إلا أن المحادثات ستكون من خلال وسيط، وفق ما قال مصدر أمني لبناني لوكالة "رويترز". لكن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز قال إن المحادثات ستكون "مباشرة".

وعشية المفاوضات، قالت الرئاسة اللبنانية على "تويتر": "لسنا بصدد معاهدة دولية مع إسرائيل ولا التطبيع ولا الاعتراف، ولبنان يذهب للتفاوض العملي والتقني على ترسيم حدوده البحرية حفاظاً على سيادته وثروته الطبيعية على كل شبر من أرضه ومياهه".

كذلك، قالت مصادر رفيعة المستوى في وزارة الطاقة الإسرائيلية لوسائل إعلام إسرائيلية، إن "الحديث هو عن خلاف تقني اقتصادي، وليس عن مفاوضات سلام أو تطبيع"، ورجحت أن الأمر "سيمكّن من تحقيق تقدم سريع والوصول إلى اتفاق خلال أسابيع".

وكان لبنان وإسرائيل أعلنا قبل نحو أسبوعين، التوصل إلى تفاهم حول إطار لبدء مفاوضات برعاية الأمم المتحدة في مقرها في الناقورة، في خطوة وصفتها الولايات المتحدة بـ"التاريخية".

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram