هدأت العاصفة الطبيعية الباردة، ولكن العواصف الاجتماعية والمعيشية الساخنة ما زالت تعصف بالمواطنين وتدفعهم نحو المزيد من الفقر والجوع مع الغلاء الجنوني ارتباطاً بارتفاع سعر صرف الدولار، وقد كشفتها البرادات الفارغة داخل البيوت المتعففة التي لم يسبق لها ان عاشت مثل هذه الضائقة حتى في ايام الحرب الاهلية.
الحاج "ابو علي" الاسمر، واحد من العائلات الصيداوية التي وجدت نفسها امام غول الفقر تصارع الجوع، اصبح عاطلاً عن العمل مع بدء الازمة الاقتصادية وتسريح الموظفين، يستغرب الصمت المطبق وعدم قيام الناس باحتجاجات شعبية مجدداً، يتساءل عن السر، ويقول لـ"نداء الوطن": "نتعايش يومياً بشكل صامت مع كل الازمات التي تستدعي الصراخ والاحتجاج، لقد اوصلونا الى فقدان الامل، لكنه الهدوء الذي يسبق الانفجار الاجتماعي والغضب الساطع، وقد دق قائد الجيش العماد جوزاف عون ناقوس الخطر وحذر من أن "الفتنة (الداخلية) على مسافة خطوات، نعم البلد ينهار ويتجه نحو المجهول".
رغم التأفف والغضب، تغيب التحركات عن الساحات والميادين ولو بشكل رمزي، الامور متروكة على غاربها، تحل مكانها هواجس القلق مما سيحمله العام القادم، الصورة غير مبشرة تقول أمينة غزاوي وهي تشتري حاجياتها في سوق صيدا للخضار والفواكه: "لقد بدأوا التمهيد لرفع سعر ربطة الخبز، والاتصالات والدولار الرسمي ما يعني كارثة انسانية جديدة على العائلات المتعففة".
في المقابل، يستبعد مراقبون ان تشهد الساحات مجدداً تحركات احتجاجية غاضبة كما في السابق، والسبب لا يعود فقط الى فقدان الامل او اليأس او تفشي جائحة "كورونا"، او حتى الخلافات بين مجموعات حراك صيدا، البعض يعتقد ان الانتخابات النيابية المقبلة ستكون فرصة للحساب والتغيير وتحقيق الاهداف وان كان اي خرق في دائرة صيدا – جزين مستبعداً، حيث يمثلها حالياً خمسة نواب هم بهية الحريري، اسامة سعد، ابراهيم عازار، زياد اسود وسليم الخوري.
إئتلاف 17 تشرين
وتحضيراً لهذا الاستحقاق، خلصت مجموعات الثورة في قضاء صيدا – جزين، الى اعلان وثيقة باسم "ائتلاف 17 تشرين للتغيير.. صيدا وجزين"، وقد ابصرت النور بعد عدة اجتماعات ميزها الطابع الحاد وطغت عليها الخلافات بشكل كبير، لكن في نهاية المطاف عرفت كيف توحد صفوفها. في الوثيقة، ترى هذه المجموعات انه لا يمكن التحالف مع احزاب السلطة بشكل كامل، ويمكن التعاون مع شخصيات تلتقي رؤيتها مع رؤية الثورة وستعمل على تنظيم لوائح بين صيدا وجزين بهدف خوض الانتخابات النيابية المقبلة، ولو ان الصورة بهذا الشأن لا تزال غير واضحة وتعبر عن نفسها بأنها تهدف للتغيير في ظل فشل الاحزاب التقليدية، وتعرّف في الوثيقة عن نفسها، وتعرض الاهداف والآليات، الرؤية والمبادئ من الديمقراطية والمحاسبة، السياسة الخارجية، استقلالية القضاء والاقتصاد وصولاً الى الصحة والتعليم والبيئة.
وعلمت "نداء الوطن" ان اجتماعاً عقد لإطلاق الماكينة الانتخابية، شارك فيه ممثلون عن دائرة صيدا - جزين الانتخابية ودائرة النبطية - بنت جبيل، حاصبيا - مرجعيون الانتخابية، وحضر المرشحون العميد جوزف الأسمر، إسماعيل حفوضة، عباس سرور، وسيم غندور، محمود شعيب ومسؤولو الماكينات الانتخابية وناشطون.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :