هل سنفهم "سعاده" قبل فوات الأوان..؟

هل سنفهم

 

Telegram

 

بقلم وجدي عبد الصمد
على وقع دويّ انفجار هنا وتفجير هناك، على امتداد وطننا السوري الحبيب من العراق إلى الشام إلى لبنان، المشهد ذاته والمأساة ذاتها، تبعيّة وانبطاح، تيه وضياع، تفكك وانقسام.
هل تعتقدون أن تفجيرات شمال الشام للقضاء على تلك الجماعات ؟ وأن احداث الطيّونة في لبنان لضرب هذه الفئة..؟ وحتى محاولة اغتيال الكاظمي مؤامرة لتغيير نتائج الانتخابات في العراق..؟
أنتم واهمون، كل الأحداث التي تتناول وطننا في مختلف دوله ما هي إلا محاولات ، منها الناجح ومنها الفاشل، في تفتيت المجتمع وإثارة النعرات وتجييش هذه الفئة على تلك.
ألا تعلمون أنه وعند إثارة النعرات، طائفية أو عرقية أو أتنية، يتوقف العقل عن العمل وتصبح العاطفة هي المسيّرة لدفة الأمور وهي التي تأخذنا دون مساءلة دون مراقبة إلى ردّات فعل ومواقف لا تًحسب نتائجها ولا تُحمد.
يجب أن تضعوا أحقادكم القديمة جانباً وتطلّعوا إلى مصلحة الأمة دون غيرها.
يجب أن تصمّوا آذانكم عن وشوشات الدول الأجنبية، القريبة والبعيدة، واكتبوا تاريخكم الجديد بأحرف مجيدة يفخر بها أحفادكم والأجيال الآتية.
اسمعوا "سعاده" يناديكم : "أما آن لنا أن نفهم أن الأمم تبتدئ تاريخها بأعمالها. إذا لم نقم بشأن تاريخنا فلا شأن لنا في التاريخ. والأمة التي لا شأن لها في التاريخ لا شأن لها بين الأمم."
لماذا لم تسمعوا نداءه ؟.. لماذا لم تلبّوا النداء..؟
لماذا تجاهلتم كلماته وتحذيراته؟
هل فعلاً لم تسمعوا به أم أنكم لم تستمعوا إليه.. ولا تريدون..؟
هل فعلاً لم تقرؤوا عنه أم انكم ترفضون قراءته لئلا تصيبكم "لوثة" الوعي و"مشكلة" الإثم الكنعاني..؟
لماذا لا يزال السؤال ذاته يضج في أروقة بلادنا وأصقاعها... ومنذ اندحار العثماني؟
ذاك السؤال الذي طرحوه على سعاده الفتى "من هو الأفضل ليحكمنا بعد التركي؟"
لماذا يجب أن يبقى الخيار قائماً بين هذا المحتل أو ذاك..؟ ولماذا التبعية يجب أن تكون لتلك الدولة الأجنبية أو تيك..؟
لماذا لا تزال الصراعات في دولنا السورية بين محورين "هذا" و"ذاك"..؟ أين المحور القومي..؟ أين الانتماء إلى الأمة والوطن..؟
أين تقديم مصلحة بلادنا على كل مصلحة..؟
يبدو ان عملية "إيقاظ الوجدان القومي" لا زالت بعيدة، وإن مسألة "تأسيس الأخلاق القومية" متعثّرة، ليتم بهما "رفع مستوى الأمة إلى مرتبة الأمم الحية".
يبدو أن طريقنا أطول مما كنا نعتقد.. وأصعب.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram