بسبوس عاشق بسة ...أين الرقابة الفنية وجمعية الحفاظ على الذوق الرفيع

بسبوس عاشق بسة ...أين الرقابة الفنية وجمعية الحفاظ على الذوق الرفيع

 

Telegram

بسبوس عاشق بسة 
قد ما ربطي تيسك حيضل يخون ، 
مافيك تلومي العنزة وتيسك فلتان.
أين الرقابة الفنية وجمعية الحفاظ على الذوق الرفيع 
للبرامج الفنية في التلفزة اللبنانية نكهة خاصة ، يركض معدوهذه االبرنامج خلف الصرعات الفنية ويسوقون لها بحرارة ويتمايلون على أنغامها دون خجال ودون إحراج .
آخر الصرعات بسبوس عاشق بسة 
لا شك أن التركيبة الفنية لكلمات هذه الصرعة غريبة ومستحدثة ، وما تنطوي عليه من معاني يجعلك في حيرة من أمرك ،
شو يعني بسبوس عاشق بسة ويدلعّها بسبوسة ، يا لطيف ما هذا الابداع غير العادي وخاصة في الشطر الثاني: ويدلّعها بسبوسة ، هذا ارتقاء في مشاعر الحيوانات يلامس مشاعر الناس .
من شروط الاستماع الى الابداعات الفنية تشغيل الخيال والزوربة مع معاني الصورة الى عالم آخر ميدانه الأحاسيس والمشاعر ،
وهل يوجد أبلغ من أن تتخايل بسبوس لاحق بسبوسة من بيت البيت وبدو منها بوسة هذه صورة لا يصل اليها إلا من تتلمذوا على اقتناء الذوق الرفيع .
لا شك ، لا ريب ، لا مناص ، لا ، مترافقة مع كل عبارات التأكيد والتفخيم ، أننا نعيش في عصر البسبوس والبسبوسة ، للتأكيد على كونية الأغنية الضاربة ، لا بد من الحديث عن برمائية الحدث الكبير ، فبعد المعاني البرّية الكبيرة التي تعجز الأُذن الفنية من الإحاطة بشمولية اليابسة ، لا بد من الاتجاه نحو الماء فكان المقطع الثاني من الصرعة الابداعية :
بطوط عاشق بطة ، ويدلّعها بطوطة ، يلحقها من مي المي بدو منها عبوطة .
بطوط ، بطة ، بطوطة ، عبوطة ، تحمل الكلمات الأربع نغما موسيقيا جديدا لم نسمعه من قبل . وللدلالة على صحة ما أقوله ، أحيلكم غلى المقابلة ألتي أجراها مقدم البرامج الفنية مع المطربة والملحن والكاتب ، وما عليكم إلا أن تراقبوا الانسجام الكبير لهشام مع البسبوسة والبسبوس ، وكيف راح يتمايل مع الألحان وكأنه يرقص على أنغام أغنية ام كلتوم ، حيّرت قلبي معاك وأنا بداري واخبي ،
ويبتسم بسعادة وكأنه اصطاد صيدا ثمينا .
ليس وحده هشام تمايل مع البسبوسة والبطوطة بل تلفزيون الجديد وعلى البرنامج الصباحي كتير كوول ، كانت المذيعة كتير كول عندما أخبرتنا أن أغنية البسبوسة غزت الأقطار العربية في الجهات الأربع .
وأنا أسمع أخبار البسبوس والبطوط استذكرت المنقوشة  وكدسة من الأغاني الساقطة التي دام عزها لردح من الزمن .
المنقوشة وأخواتها غزوا الساحة الفنية من خارج السياق لذلك انقرضوا قبل شروق الشمس أما اليوم فالبسبوسة وعقلاتو شغل إيدو واخواتهن ظاهرات من ضمن السياق فقد سبقتهم رجب حوش صحبك عني رجب صحبك جنني ، سبقتهم هيفاء وهبي وأخواتها قمر وسحر وسهر وأنجي ورولا يموت وغيرهن من اللواتي أطربوا الناس بأجسادهن وليس بأصواتهن ، فأتاروا الغريزة ولم يُطربوا الروح .
ومن الطبيعي أن ننتقل من البسبوس والبطوط الى الديك والدجاجات، والكبش والغنامات ، والتيس والعنزات  .
أذكر أن هيفا وهبي قالت أنها ليست مطربة ولا تملك موهبة الغناء لكنها تُغني لأصحابها ولمحبيها ، وهم دائرة صغيرة في حياتها ، أما الآن فقد أصبح معظم الشباب في العالم العربي من مُحبي هيفاء وهبي ، وهذا إن دلّ على شيء فإنه يشير الى  هبوط الذوق الفني عند معظم الناس قبل أن يكون عند الذين يُسمّمون حاسة السمع ، وعند من يعمل بوظيفة ناقد فني .
تجتاحنا الأغنيات الهابطة 
بالأمس اتصلت بصديقة أُخبرها عن البسبوس والبطوط فأخبرتني أن ابن شقيقها البالغ من العمر عشر سنوات يرددها بشكل دائم ، فاعتقدت أنها كلمات ركّبها ورتّبها وأراد أن يًظهر شطارته ، ولم تكن تدري أنها الأغنية الضاربة في هذه الأيام .
عندما يبدأ الانهيار تسقط معايير المناقب والأخلاق .
آخر ما سمعته اليوم طقطوقة أو طق حنك أو لا أدري ماذا  :
خبي عيونك بالكنزة  لو جوزك خان 
ما فيك تلومي العنزة وتيسك  فلتان 
قد ما تحلي نفسك انتي بالدات 
حتضلي تلاقي تيسك  بين العنزات .
حطي راسك بالأرض وغطي العيون 
قد ما ربطي تيسك حيضل يخون .
وتسألون كيف لا نكون في القعر ؟، ولماذا يجب أن نذهب الى حهنم ؟
عندما نصل الى مستوى التيس والعنزة  طبيعي أن نتقاتل دون أن نعرف لماذا وأن نخسر دون أن نعرف لماذا ، وأن نسقط ولا نعرف من أسقطنا أو لماذا سقطنا .
ذاك البدوي الذي وصف الملك بالكلب الوفي كان يعيش في زمن البداوة حيث الكلاب عناوين الوفاء ، وعندما خرج من البداوة الى الجنائن الخضراء أصبح الورد والخضار وصدق المواعيد عناوين الوفاء .
إذا بقي الحال على ما نحن عليه سنصل الى عصر سبق عصر ذاك البدوي .
أين نقابة الفنانين ، أين شرطة الأداب، أين التنظيمات الحزبية ، أين الجمعيات الثقافية والفنية ، أين الدولة اللبنانية .
يجب أن  نستحدث جهاز شرطة يراقب الانتاج الفني ويفرض العقوبات الكبيرة على كل من يخدش الذوق العام .
يجب أن نطلق جمعية الحفاظ على تجويد الذوق ، وتكون مهمتها إسكات كل من يخرج عن القيم الأخلاقية.
هي واحدة من معاركنا في المجتمع الهادفة الى استعادة روحيتنا الجميلة، والبناء عليها كي نصل ببلادنا الى المكان الذي يليق بها .
هي واحدة من معاركنا التي يجب أن لانتأخر أبدا ليس في منعها فقط ،بل في إنشاء المساحات الفنية التي  لا تسمح لهذه الهرتقات أن تمر ، ولا تسمح للمسارح والمقاصف والمقاهي والمطاعم  الترويج لها .
سامي سماحة 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram