"بين 10 ساعات تغذية و24/24"... بو حبيب: يمكن ان يكون خط الترسيم متعرجا

 

Telegram

 

في جلستك مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، يستحضرك لبنان الدبلوماسي بعراقته والمُطل بسفرائه على الأمم، من شارل مالك وشرعة حقوق الانسان الى كوكبة من رجال كانوا رافداً ثقافياً وفكرياً من خلال مناصبهم الدبلوماسية.

في زمن نبحث فيه عن رجال الدولة يجيدون صناعة الخطاب ويتقنون فن البحث عن المفردات التي قد تخون صاحبها في بعض المواقف الارتجالية، نجد سفير لبنان السابق في واشنطن ملمّاً بقاموس الدبلوماسية العريق، يجيد صناعة الكلمة المفتاح لفك شيفرة الملفات الساخنة في لبنان والمنطقة.

وفيما يلي نص المقابلة مع الوزير بو حبيب:

- معلوم حجم المشكلات في وزارة الخارجية، كيف ستستثمر خبرتك الدبلوماسية كسفير سابق في تذليل هذه المشكلات، والتي كان آخرها ما حصل بين وزيرة الخارجية بالوكالة السابقة زينة عكر وأمين عام الوزارة هاني شميطلي؟

* ما حصل بين الوزيرة السابقة عكر والسفير شميطلي مؤسف، واليوم هناك تشكيلات جديدة عندما تباشر الحكومة جلساتها، ولكن عمر هذه الوزارة قصير نسبياً ولا يوجد متسع من الوقت لإجراء تغييرات كبيرة.


- ماذا عن الانتخابات النيابية المقبلة، ودور الوزارة مع الناخبين اللبنانيين المغتربين؟

* بالنسبة لتسجيل المغتربين فالوتيرة ترتفع وهي بمنحى تصاعدي يوماً بعد يوم، فعدد المسجلين على لوائح الاقتراع الذي بلغ يوم الخميس 43،966، ارتفع يوم الجمعة إلى 46،977، ومسألة وجود المرشحين الستة في بلدان الاغتراب مهمة، الا ان تكلفتها مرتفعة.

- كيف تقيّم السياسة الأميركية اليوم اتجاه لبنان، وما هو رأيكم في العقوبات؟

* لنفصل أولاً بين العقوبات، التي أصدرتها وزارة الخزانة الأميركية وبين تصرف وزارة الخارجية اتجاه لبنان، والأخيرة اثبتت حسن تعاملها مع بلدنا، من خلال المساعدات التي تصل بشكل دائم الى الجيش اللبناني، وفي الفترة الاخيرة نرصد الموقف الأميركي الذي اقترح دخول الغاز المصري الى لبنان، أما سياسياً، يمكن قراءة حركة وكيلة وزير الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند ودلالاتها السياسية. فهي قبل مجيئها الى لبنان كانت في موسكو، وايضاً لا يمكن تجاهل ان الاميركيين في وقت من الأوقات اخذوا بالموقف السعودي وما يكنّه من عداء لحزب الله في لبنان، ولكنهم خلصوا بعد ذلك الى ان مغادرتهم تقوي خصومهم، وهو ما حاول السفراء الاميركيون نقله الى السعودية التي لم تحبذه.

 - الحكومة اليوم في حالة تعطّل، ولا جلسات لمجلس الوزراء، في حين ان المطلوب الكثير من العمل والجلسات المتواصلة، ما رأيكم؟

* ما يحصل هو مخيب للآمال، ولكن هذه ازمة سياسية بامتياز ووزارة الخارجية لا تتدخل في تفاصيلها بشكل كبير، ولكن من دون شك فإن لتعطّل

الحكومة انعكاسات سلبية على عمل وزارة الخارجية، خاصة وانه يتوجب علينا تسويق الإيجابيات والصورة الجدية عن لبنان، وما يحصل يقيد عمل "الخارجية"، والحل يجب ان يكون بين المكونات السياسية داخل الحكومة مع رئيسها، كما ان رئيسي الجمهورية والحكومة متفقان على حل الازمة مع الحفاظ على صورة القضاء. أتوقع ان تعود الحكومة الى اجتماعاتها وجلساتها، ليس الأسبوع المقبل بل الذي سيليه، فالحد الأقصى لعودة الحكومة الى عملها سيكون خلال عشرة أيام، علماً ان لا أحد من الوزراء الحاليين لا يعمل بل هم يجتمعون ويتداولون في القضايا المشتركة عبر لجان وزارية في السراي. نبحث في الكثير من القضايا. وعلى سبيل المثال، هناك مبلغ مليون دولار تقريباً مخصصة للطلاب اللبنانيين المهاجرين، بمعدل ألف دولار لكل طالب، ولكن وفق حالة كل طالب، فكان لنا اجتماع مع وزير التربية واتخذنا قرارات حول كيفية السير بهذه المساعدات.

- كيف ستقوم الحكومة بوقف الانهيار الحاصل، وكيف ستبني مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي؟

* قبل أيام دعا سفير الاتحاد الأوروبي جميع سفراء دوله في لبنان، وكان نقاش مطول لكي يعود لبنان و"يقلع" يحتاج الى الأموال، وهي غير متوافرة، ففي الكهرباء مثلاً، بعد فشل الاتفاق مع سونطراك ولم يكن هناك وجود لوزارة تعمل على اتفاق آخر مع شركات أخرى، قامت الحكومة الحالية بجولات على دول مثل مصر وسوريا لتأمين الفيول لتوليد الطاقة الكهربائية، والخطة ان يتم تأمين تغذية التيار بمعدل عشر ساعات يومياً بحلول اخر السنة الحالية، كما تم اتخاذ قرار بأن ترتفع التغطية للوصول الى تغذية 24/24 ساعة. ولكن المشكلة في حل الازمة معقدة، اذ انه لا حل بدون أموال ولا يحصل لبنان على تلك الأموال من دون ان "يقلع" وهو لن "يقلع" من دون أموال!

الحكومة حالياً تركز عملها وفق خطة تقوم على ركائز منها الدعم الذي سنحصل عليه من صندوق النقد الدولي، لتفعيل وتنشيط السياسة النقدية والمالية وإعادة الثقة بالمصارف، خاصة بعد تحولها الى ما يشبه "المرابي" الذي يعيش على حساب الربح من الدولة. من جهة أخرى لا تزال المعلومات التي يحتاجها الصندوق قليلة وتصل اليه من الدولة اللبنانية بـ "القطارة".

الخطة الحالية للكهرباء قصيرة الأمد، ونحن نحتاج الى خطة متوسطة الى بعيدة الأمد لعودة الأمور الى نصابها، وذلك للوصول الى انتاج وتوزيع الكهرباء وتفعيل الجباية.

- ماذا عن مفاوضات ترسيم الحدود، وهل يعول لبنان على الوساطة الاميركية الجديدة؟

* لا بد من التذكير بأن المحادثات التي كانت حاصلة من قبل لن توصلنا الى أي نتيجة، وعند تسلمنا التنسيق في هذا الملف قررنا السير وفق المثل الذي يقول "بدنا ناكل عنب وما بدنا تقتل الناطور". انطلقنا من الخط الذي وضعه لبنان عام 2011 على عهد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وهو ما يعرف بالخط 23، في المقابل عرضت اسرائيل السير بالخط الذي وضعته في تقريرها ويعرف بالخط رقم 1، وبين الخطين ثمة مساحة 860 كلم يؤكد الموقف اللبناني على ملكيته لها، في المقابل عرض الجيش عبر فريقه التقني خطاً آخر للتفاوض عليه.

وامام هذه التباينات عاد الوسيط الاميركي من جديد وهو "آموس هوكستين" لحل الملف وأبدى في نهاية لقاءاته ارتياحه للموقف اللبناني الواحد حيال ملف الترسيم. وأكدت خلال لقائي به أن المهمة تنجح حين يوافق الرؤساء الثلاثة على ما هو مطروح. وهنا سأل الوسيط الاميركي عن موقف حزب الله، فأكدت له أن الحزب كان واضحاً بوقوفه على الحياد لأن الملف حكومي ويتصل بالدولة اللبنانية المفاوضة. وعليه سيتابع المبعوث الاميركي حركته التي قال انها ستكون مكوكية لإنهاء ملف التفاوض بأسرع وقت ممكن.

وتحدث الوسيط الاميركي أيضاً عن حقل الغاز الذي رصدته الصورة الجوية في بلدة قانا والذي يتجه نحو اسرائيل، وحقل كاريش الذي يتجه من اسرائيل الى لبنان. وهنا سأل هوكستين: "هل من الضروري أن يكون الخط مستقيماً من الناقورة باتجاه قبرص"؟ فسألنا عن البديل: فأشار الى امكانية أن يكون الخط متعرجاً ليستفيد منه لبنان.

- لدينا في أزمة علاقات مع المجتمع الدولي، ما هي السياسة التي ستعتمدها وزارة الخارجية لاستعادة هذه الثقة، وما هو الوقت الذي تحتاجه لإعادة ترميم ما حصل؟

* لدينا مشاكل داخلية وتنعكس على صورتنا في الخارج، وأنا كوزير للخارجية شددت على البعثات الدبلوماسية في الخارج على انشاء "الدبلوماسية الاقتصادية" والسير بها، فالحديث عن السياسية وأزماتها لا يجدي نفعاً، لا سيما وأن حالتنا "بالويل"، وحاجتنا أكثر الى الاقتصاد في العالمين الغربي والعربي، وتوازياً أيضاً العمل على عنصر الاغتراب المنتشر في القارات والذي يعد نقطة قوة للبنان.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram