بعد فشل المشاريع الإنقلابية بوسائل شارعية وإعلامية وسياسية وحتى غير سلمية في لبنان، صارت أنظار بعض الخارج ممّن يريدون رسم وطننا على هواهم متوجّهة صوب الإنتخابات النيابية. وبات معلوماً أنّ الإجتماعات الأميركو- لبنانية قائمة على قدم وساق، ساعة مع بعض أحزاب ما كان يسمّى بـ 14 آذار مثل القوات والكتائب، وساعة مع بعض المجتمع المسمّى مدنياً زوراً والإنجيأوز، وساعة مع شخصيات من أمثال نعمت افرام وميشال معوض، وساعة في محاولة لجمع أكثرية هؤلاء في سلّة واحدة تحت مظلّة أرادوا أن تكون منصّة “نحو الوطن”، ولكنّ المساعي لم تنجح حتى الساعة وأصلاً تغّير التكتيك.
ومع إجراء امتحانات دورية لكلّ هؤلاء، تبيّن لأصحاب المشاريع أنّ رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع هو صاحب العلامات الأعلى. فهو يواجه حزب الله بسقف عالٍ ومستعدّ للذهاب في هذه المواجهة إلى حدّ بعيد بعيد، كما إنّه المنافس الأساسي للتيار الوطني الحر ويستخدم وسائل كثيرة في محاولة لضربه. أضف إلى أنّ صفوفه الداخلية منظّمة أكثر من غيره بكثير، وعديده عنصر مساعد.
وصحيح أن لا رئيس القوات ولا كل من تمّ تكليفهم بتنفيذ مشروع يقصي الرئيس ميشال عون والتيار ويقضي على حزب الله، استطاعوا تحقيق الأهداف، إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّ كاتبي المخطّطات سيرفعون أيديهم ويستسلمون بسهولة.
ومع يقينهم بأنّ تشكيل لوائح مشتركة بين كلّ هؤلاء بات شبه مستحيل لأسباب عدّة، أولّها بسبب الإيغو العالية لكلّ فريق (رغم الخضوع والتبعية في الصورة الأوسع)، وثانيها لتمويه العلاقة المتعدّدة الأطراف برعاية نفس الرعاة الرسميين وتضييع حقيقة أنّ هناك هدفاً واحداً يعملون جميعهم عليه، وثالثها لتجزئة الصورة خوفاً من نتيجة معكوسة، تعني إذا حصلت، ضربة قاضية لجماعة الفاندريزينغ على أنواعها (وهذه النقاط فرضت تغيير التكتيك)، ومع اختلاف نتائج إحصاءات الراعي الخارجي مع ما تسوّقه القوات في الداخل من أنها ستتفوّق وتفوز بالكتلة الأكبر مسيحياً، أفادت مصادر متابعة لـ Media Factory Newsوبناء على كلّ ما سبق، أنّ المشروع الجديد بعد سلسلة إخفاقات، هو أن تتعدّد لوائح “الحلفاء المموّهين” في الإنتخابات بحيث تأكل كلّ واحدة من صحنها وشيئاً من صحن الخصوم، من دون أن تتقاسم الصحن ذاته في المرحلة الإنتخابية، على أن يتمّ جمعها في ما بعد في تكتّل يرأسه جعجع الذي يصبح، ليس فقط رئيساً لكتلة القوات، إنّما أيضاً رئيساً لتكتّل جماعة الفاندريزينغ. وهكذا، تتمّ مكافأة جعجع على عطاياه ومحاولاته الحثيثة لتنفيذ أجندة إقصاء الجنرال والتيار والقضاء على الحزب، ويتمّ جَمع كلّ المجموعات التي تنضوي تحت نفس الهدف في تكتّل واحد على غرار أولى أيام 14 آذار، فتكون أقوى لمواجهة التيار والمقاومة.
هذا المشروع وفق المصادر، تتمّ دراسته بعناية في الخارج وبين الداخل والخارج، وعلى رغم وجود معترضين من أبناء نفس الفريق عليه، إلّا أنّ البحث به مستمرّ!
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :