ما دور المشاعر في مرض التهاب الأمعاء؟

ما دور المشاعر في مرض التهاب الأمعاء؟

دور المشاعر في مرض التهاب الأمعاء وكيف تؤثر العواطف على الأعراض وما الآثار المترتبة على العلاج؟

 

Telegram

مرض التهاب الأمعاء هو مصطلح شامل لمجموعة من الحالات المرضية التي تسبب تورما والتهابا في أنسجة الجهاز الهضمي.

 
تشمل أكثر أنواع التهاب الأمعاء شيوعا ما يلي:
 
 
* التهاب القولون التقرحي: وهو حالة مرضية تتضمن التهابا وتقرحات، تسمى قرحا، على طول بطانة القولون والمستقيم.
* داء كرون: في هذا النوع من التهاب الأمعاء، تلتهب بطانة الجهاز الهضمي. غالبا ما تصيب هذه الحالة الطبقات العميقة من الجهاز الهضمي. يصيب داء كرون في أغلب الأحيان الأمعاء الدقيقة، ولكنه قد يصيب أيضا الأمعاء الغليظة، وفي حالات نادرة، الجزء العلوي من الجهاز الهضمي.
وتشمل أعراض كل من التهاب القولون التقرحي وداء كرون عادة ألما في البطن، وإسهالا، ونزيفا شرجيا، وإرهاقا شديدا، وفقدانا للوزن، وفقا لمايوكلينيك.
 
 
بالنسبة لبعض الأشخاص، يعد التهاب الأمعاء مرضا خفيفا فقط. أما بالنسبة لآخرين، فهو حالة مرضية تسبب إعاقة وقد تؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة.
 
وتقول الدكتورة هانا أولمان -من مركز علم النفس الطبي وعلم الأعصاب الانتقالي في جامعة روهر بوخوم في ألمانيا- إن " حقيقة أن مرضى التهاب الأمعاء يعانون غالب ا من أعراض مثل ألم البطن حتى خلال فترات هدوء المرض، تشير إلى أن آليات أخرى غير العمليات الالتهابية الحادة تساهم في استمرار الألم. أحد الاحتمالات هو أن المعالجة العاطفية للألم تتغير"، وجاء ذلك في تصريحات نقلها موقع يوريك أليرت.
 
يعدّ الخوف شعورا بالغ الأهمية في سياق الألم، إذ يشير ألم البطن إلى احتمال تلف الأنسجة أو ظهور أعراض هضمية وشيكة، ولذلك نتعلم بسرعة متى تحدث أحداث أو مؤثرات قريبة زمنيا من ألم البطن.
 
عندها نبدأ بالخوف من هذه المؤثرات ونتجنبها، وهو رد فعل يحمينا عادة. مع ذلك، تظهر الدراسات التي أجريت على حالات ألم مزمنة أخرى، مثل متلازمة القولون العصبي، أن الأفراد المصابين يميلون إلى اكتساب الخوف المرتبط بالألم بشكل أقوى من الأفراد الأصحاء. يقول أولمان: "إلى جانب سلوك التجنب المستمر، قد يؤدي ذلك إلى إدراك ألم البطن على أنه تهديد متزايد، مما قد يطيل أمد الألم".
 
تعلم الخوف من الألم
للتحقق مما إذا كان هذا ينطبق أيضا على مرضى التهاب الأمعاء، استقطب الباحثون 43 مشاركا لدراستهم التجريبية. شخِّص 21 من هؤلاء المشاركين بالتهاب القولون التقرحي، وهو نوع فرعي من التهاب الأمعاء يصيب القولون بشكل أساسي. أما المشاركون المتبقون، فكانوا مجموعة ضابطة من الأصحاء.
 
في اليوم الأول من الدراسة، عُرضت على المشاركين رموز مختلفة على شاشة. تم ربط رمز واحد بشكل متكرر بتسخين مؤلم يطبق على أسفل البطن، بينما لم يربط رمز آخر بالألم مطلقا. وبهذه الطريقة، اكتسب المشاركون خوفا مرتبطا بالألم. تلا ذلك مرحلة انطفاء، عرضت خلالها جميع الرموز دون أي تحفيز مؤلم، مما أدى إلى انخفاض الخوف المرتبط بالألم مجددا.
 
في اليوم الثاني من الدراسة، تكررت مرحلة الانطفاء. ثم، تعرض المشاركون بشكل غير متوقع لتسخين مؤلم مرة أخرى دون أي إشارات بصرية. يوضح أولمان: "أردنا اختبار إذا ما كان مرضى التهاب الأمعاء الالتهابي يدركون الألم بشكل مختلف عن الأفراد الأصحاء، وإذا ما كان هذا مرتبط ا بقوة تعلم الخوف".
 
 
يدرك المرضى الألم على أنه أكثر إزعاجا وشدة.
 
تظهر النتائج أن مرضى التهاب الأمعاء الالتهابي أدركوا الألم على أنه أكثر إزعاجا وشدة عند إعادة التعرض له مقارنة بالمشاركين الأصحاء. ارتبط ازدياد الخوف المرتبط بالألم المكتسب في اليوم الأول من الدراسة بإدراك ألم أكثر إزعاجا وشدة في اليوم الثاني من الدراس، ولكن فقط في مجموعة المرضى. كشفت تحليلات إضافية أن تعلم الخوف هو الذي شكّل بشكل أساسي الإزعاج المدرك للألم، وأثر بشكل غير مباشر فقط على شدة الألم. لعب الجانب العاطفي للألم دورا مهما.
 
يشير أولمان إلى أنه "من المثير للاهتمام أن مرضى التهاب الأمعاء لم يكتسبوا خوفا أكبر من الألم في اليوم الأول من الدراسة مقارنة بالمشاركين الأصحاء. لذا، لم يكن الاختلاف في عملية التعلم نفسها، بل في كيفية ارتباط الخوف بإدراك الألم". وهذا يوحي بأن نوبات الالتهاب الحادة والمتكررة قد تغير، بمرور الوقت، كيفية معالجة الألم مركزيا فيما يتعلق بالخوف. وبالتالي، قد يشعر بالألم بشكل أكثر حدة حتى لو لم يكن الخوف نفسه قويا للغاية. وتدعم هذه الفكرة دراسات سابقة، تظهر تغيرات هيكلية ووظيفية في دماغ مرضى التهاب الأمعاء، لا سيما في مناطق الدماغ المسؤولة عن معالجة الخوف والألم.
 
 
الآثار المترتبة على العلاج
ركز علاج التهاب الأمعاء حتى الآن بشكل أساسي على السيطرة على الالتهاب في الجهاز الهضمي. ومع ذلك، قد تلعب العوامل النفسية -مثل التوتر، أو التجنب المستمر، أو الخوف المرتبط بالألم- دورا حاسما أيضا.
 
وتقول أولمان: "لهذا السبب، ينبغي الاعتراف بألم البطن المزمن كعلامة مهمة للمرض ومعالجته وفقا لذلك". وتضيف أن المرضى الذين يستمرون في الشعور بألم في البطن رغم السيطرة الناجحة على الالتهاب، قد يستفيدون بشكل خاص، من منظور شامل، إذ تشير البيانات إلى ضرورة دراسة الأساليب النفسية -كالعلاج السلوكي المعرفي الذي يعنى تحديدا بالخوف والتجنب- دراسة منهجية، بما في ذلك في الأمراض الالتهابية المزمنة الأخرى المصاحبة للألم، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الانتباذ البطاني الرحمي.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram