افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 24 ايلول 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 24  ايلول  2021

Whats up

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

تفاؤل إيراني ـ سعودي بمستقبل العلاقات… والملك سلمان يأمل بنتائج ملموسة للمحادثات المقداد وحسين لعودة سورية العربية… وأنصار الله يتقدّمون في مأرب وشبوة ميقاتي وماكرون نحو مؤتمر للمانحين و3 مليارات دولار… والترسيم على الطاولة

 

من بوابة المشهد الدولي والإقليمي سيطل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي من باريس بعد لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليعلن حصيلة المحادثات الهادفة للتحضير لمؤتمر للمانحين، تتوقع باريس أن يوفر ثلاثة مليارات دولار تشكل نقطة الانطلاق في خطة النهوض من بوابة حل أزمة الكهرباء، التي تتقدم الأولويات ومعها إعادة مرفأ بيروت، من دون أن تخفي باريس تطلعها لنيل الحصة الرئيسية من المشاريع لشركاتها، بينما في بيروت يتابع رئيس الجمهورية التحضيرات لجولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية، بعدما كشفت واشنطن عن رغبتها بإطلاق المفاوضات مجدداً، في ظل معطيات وصلت للجانب اللبناني تشير إلى وجود تبدل أميركي لجهة الاستعداد لإعطاء الأولوية لإنجاح المفاوضات على حساب الأولوية السابقة المتمثلة بترجيح كفة المطالب الإسرائيلية، ووفقاً للمعلومات فإن تسريب خبر عقد شركة هاليبرتون كان بهدف فتح باب البحث باستئناف المفاوضات في ضوء الاستعداد الأميركي لمغادرة المنطقة خلال سنة، وحرصها على تحقيق تبريد في الملفات الساخنة يسبق رحيل قواتها من سورية والعراق، وفي الطليعة ملف الحدود البحرية للبنان، الذي ينظر إليه الأميركيون كنقطة ساخنة قابلة للاشتعال في ظل ما يصفونه بفائض قوة متراكم لدى المقاومة مقابل تراجع قدرة الردع الإسرائيلية كما أظهرتها معركة سيف القدس أخيراً.
المناخات الجديدة في المنطقة عبرت عنها التصريحات الإيرانية والسعودية عن تفاؤل بتقدم في المحادثات لإعادة العلاقات الدبلوماسية، وإنجاز تفاهمات حول الملفات الأمنية كما قال بيان وزارة الخارجية الإيرانية، بينما كان لافتاً كلام الملك سلمان بن عبد العزيز الموجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وتضمينه إشارة إيجابية لفرص تقدم العلاقات مع إيران، والأمل بتحقيق نتائج ملموسة للمحادثات الإيجابية بين البلدين. ويتزامن التحسن الإيراني- السعودي مع التقدم النوعي الذي حققه أنصار الله في جبهات القتال في مأرب وشبوة قالت مصادر عسكرية إنه الأهم منذ بدء معركة مأرب، وتوقعت مصادر أممية أن ينتج من ذلك تنشيط المساعي السياسية لتسريع الحلول التي بات معلوماً أنها مشروطة بموافقة سعودية على فتح مطار صنعاء ومرفأ الحديدة، وفقاً لمعادلة، "فك الحصار ووقف العدوان شرطان لوقف النار".
في المناخات الجديدة تبدو سورية في صدارة الأحداث، سواء من بوابة رفع الحظر الأميركي الجزئي الذي بدأ مع فتح الباب لحصول سورية على الغاز المصري والكهرباء الأردنية ضمن صفقة الاستجرار لحساب لبنان، تعويضاً عن بعض خسائر سرقة الثروات النفطية السورية في المنطقة الشرقية، من قبل الأميركيين والجماعات المسلحة العاملة تحت عباءتهم، فيما تتسارع الخطوات التحضيرية السورية والروسية وبمشاركة من قوى المقاومة لمعارك إدلب التي تتقدم تدريجياً نحو المواجهة المباشرة الواسعة، بينما تتصاعد حال المقاومة الشعبية في شرق سورية بوجه القوات الأميركية في ظل موقف سوري- روسي موحد عبر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتبار القوات الأجنبية عقبة أمام وحدة سورية، فيما الحديث يدور في واشنطن عن التمهيد للانسحاب من سورية ضمن تفاهم مع روسيا من دون توقع تنازلات موازية من الجانب الإيراني، كما كانت التوقعات الأميركية السابقة، في ظل إزالة الحظر الأميركي عن العلاقات العربية مع سورية، كما عبرت الدعوة الأردنية لوزير الدفاع السوري التي توجت بزيارته الرسمية لعمان، وعودة الحديث عن تسارع المساعي العربية لإنهاء القطيعة التي رافقت الانخراط العربي الرسمي في الخطة الأميركية لإضعاف سورية وحصارها بوهم القدرة على إسقاطها، وعودة سورية إلى الجامعة العربية كانت موضوع المحادثات التي أجراها وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد في نيويورك، حيث يشاركان في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، بعدما شهدت نيويورك اجتماعاً موسعاً لوزراء خارجية دول المنطقة تصدرت عودة العلاقات مع سورية مواضيع البحث فيه.
وتتجه الأنظار إلى باريس التي وصل إليها أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيث من المرتقب أن يلتقي اليوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الغداء في قصر الإليزيه. ويناقش ماكرون وميقاتي رؤية الحكومة وبرنامج عملها انطلاقاً من بيانها الوزاري وحزمة الإصلاحات التي تنوي إنجازها بالتوازي مع استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي على أن يدليان في ختام المباحثات بإعلان مشترك من باحة قصر الإليزيه. وبحسب معلومات "البناء" فإن فرنسا تشترط تنفيذ إصلاحات سريعة تطال قطاع الكهرباء والقضاء ومكافحة الفساد والتهريب لتواصل جهودها لاقناع المجتمع الدولي لدعم لبنان في إطار مؤتمر سيدر. وتشكل زيارة ميقاتي ونتائجها الاختبار الأول لمدى التعامل الدولي والأوروبي تحديداً تجاه الحكومة، فإيفاء فرنسا بوعودها لجهة الدعم الفرنسي المباشر يعد فاتحة لحذو دول أخرى حذوها وتخصيص مبالغ مالية للبنان إضافة إلى استثمارات في قطاعات عدة.
وعكست مصادر سياسية مطلعة لـ"البناء" ارتياحاً لدى رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي للمسار الذي سلكته الأمور، لا سيما على صعيد تأليف الحكومة، لكن يجب انتظار كيفية تعامل هذه الحكومة الجديدة ومقاربتها للملفات الحساسة خصوصاً التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومدى الانسجام والتوافق بين مكونات الحكومة"، ولفتت إلى أن "تأليف الحكومة هو المدخل الأساسي لمعالجة الأزمات وإعادة النهوض الاقتصادي وطلب المساعدة الخارجية إضافة إلى وجود سلطة تعيد الانتظام العام إلى عمل المؤسسات والاستقرار، لكن لا يمكن الحكم على نجاح الحكومة منذ الآن لذلك نحن الآن في حالة ترقب وانتظار"، متوقعة أن يتمكن ميقاتي من الحصول على وعود حاسمة بدعم لبنان بمليارات الدولارات على شكل قروض واستثمارات في قطاعات حيوية كالكهرباء والاتصالات والمرفأ والمياه".
ولفتت مصادر وزارية لـ"البناء" إلى أن "التوجه العام للحكومة هو دعم التفاوض مع صندوق النقد الدولي لكن هذا لا يعني الموافقة والسير بكل الشروط التي سيفرضها، لا سيما الاستدانة وترتيب أعباء جديدة على الخزينة وعلى المواطنين".
وفي سياق ذلك أكدت كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها الدوري على وجوب أن يكون أي اتفاقٍ مع صندوق النقد الدولي وفق المصلحة اللبنانية ومن دون القبول بأيّ إملاءاتٍ أو وصفةٍ جاهزة، فضلاً عن الاستفادة من حقوق السحب الخاصة بلبنان من صندوق النقد الدولي والبالغة 1.140.000 مليون دولار أميركي، في مشاريع البنى الحيويّة كالكهرباء والصحة والمياه أو في تعزيز احتياطاتنا الأجنبيّة بحساب خاص للدولة اللبنانية وفق خطّة تقررها الحكومة بحسب الأصول.
على صعيد آخر، رأس رئيس الجمهورية ميشال عون اجتماعاً ضم رئيس الوفد اللبناني في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن الطيار بسام ياسين، وعضوي الوفد العقيد الركن البحري مازن بصبوص وعضو هيئة إدارة قطاع البترول المهندس وسام شباط، في حضور المستشار الأمني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد الركن بول مطر. وخلال الاجتماع سلم الوفد عون تقريراً يتضمن مراحل المفاوضات منذ انطلاقتها وحتى تاريخه واستراتيجية متكاملة للمرحلة المقبلة، بما يضمن مصلحة لبنان العليا في المحافظة على حقوقه في ثرواته في المنطقة الاقتصادية الخالصة.
وفي سياق ذلك رأت كتلة الوفاء للمقاومة أن "تلزيم الإسرائيلي إحدى الشركات الأميركيّة التنقيب عن الغاز في مناطق متنازع عليها مع لبنان، يستدعي من الدولة اللبنانية وسلطتها أن تحسم أمر حدودها البحريّة وفق المعايير العلميّة والقانونيّة ومتطلبات اعتمادها لدى الأمم المتحدة بما يتناسب مع القانون الدولي، ليصبح حقّ لبنان بمساحته الجغرافيّة وحدوده البريّة والبحريّة مصاناً على المستوى القانوني بشكلٍ نهائي تبعاً لما تقرر الدولة اللبنانية اعتماده وتثبيته وفق الأصول المرعية الإجراء دوليّاً، وندعو إلى استعجال إصدار المراسيم التطبيقيّة للقوانين المحالة إليها من المجلس النيابي، وإلى تفعيل ملاقتها لتنفيذ القرارات والقوانين النافذة".
واستقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا وجرى البحث في العلاقات الثنائية وترسيم الحدود، ودعم الجيش اللبناني إلى جانب مسألة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
وكان عون أبرق إلى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مهنئاً بعيد توحيد المملكة، ومما جاء في البرقية: "لا يسعني للمناسبة إلا أن استذكر روابط الإخوة التي تجمعنا، منذ زمن المؤسس المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود، الذي يحفظ له لبنان مكانة بارزة، وهو الذي أرسى قواعد التلاقي على قيم الخير والأصالة التي ما زالت مملكتكم الشقيقة تسير عليها تجاه وطننا وشعبنا وتوطيد أواصر التضامن العربي الذي أحوج ما نحن بحاجة إليه اليوم لمواجهة مختلف التحديات التي تعصف بمنطقتنا وعالمنا".
في غضون ذلك، بقيت الأزمات الحياتية في صدارة المشهد الداخلي مع تفاقم الأزمات أكثر، لا سيما أزمتي المحروقات والكهرباء وسعر صرف الدولار الذي بلغ 16 ألف ليرة أمس، ما انعكس ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية. وغرقت مختلف المناطق اللبنانية أمس بالعتمة الشاملة مع نفاد مادة الفيول على رغم وصول بواخر الفيول العراقي، حيث أفادت "مؤسسة كهرباء لبنان" في بيان عن مخاطر عالية من الوصول إلى الانقطاع العام والشامل في الكهرباء أواخر شهر أيلول الجاري بعد نفاد كامل خزين المحروقات لديها أو عدم التمكن من تأمين استقرار وثبات الشبكة الكهربائية، في ظل إنتاج لا يتعدى الـ /500/ ميغاواط، مع الإشارة إلى أنه لا يزال يتعذر على مؤسسة كهرباء لبنان، منذ عدة أشهر".
وأشارت مصادر مطلعة لـ"البناء" إلى أن "الفيول الذي حصلت عليه مؤسسة كهرباء لبنان بموجب قانون سلفة الكهرباء الذي أقر في مجلس النواب في حزيران الماضي بقيمة 200 مليون دولار نفد إلى الصفر، وهذا ما أدى إلى شبه العتمة الشاملة، أما الفيول العراقي فجاء لكي يغطي العجز الجديد الذي نتج من انتهاء فيول السلفة وبالتالي لن يرفع ساعات التغذية".
إلا أن المصادر كشفت عن حلول سريعة للأزمة بعد عودة ميقاتي من فرنسا، إذ أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب أمين شري، إلى أن "النفط العراقي هو المصدر الوحيد للتغذية للشعب اللبناني"، لفت إلى أن "مخزون استيراد الفيول بقيمة السلفة ينتهي في 25 أيلول الجاري، بالتالي النفط العراقي أتى ليكون بديلاً عن المخزون من السلفة الذي توزّع بين معملي دير عمار والزهراني، وهذا الفيول يغذي 4 ساعات يومياً لحدود 15 أو 16 يوماً في المعملين، وإذا أرادوا العمل بكل طاقتهم، يمكنهم أن يعملوا لـ 8 أيام بمعدل 8 ساعات، لذلك كهرباء لبنان تعمل بشكل تقنين مشدد".
على صعيد أزمة المحروقات لم يسجل أي انفراج مع استمرار مشهد طوابير السيارات على رغم ارتفاع سعر صفيحة البنزين إلى 209000 ليرة وتسليم شركات عدة للبنزين وفتح الكثير من المحطات التي كانت مغلقة، وأكّد ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا أنّ "وزير الطاقة والمياه وليد فياض طلب من موزعي المحروقات والشركات المستوردة للنفط أن تضخّ البنزين في الأسواق". وأوضح أنّ "البواخر التي كانت راسية في البحر حصل معظمها على موافقة استيراد، وبدءاً من اليوم (أمس) سنشهد حلحلة نسبية في الأسواق بعد توزيع البنزين". وأكّد أنّ "بواخر إضافية محملة بالمحروقات ستأتي إلى لبنان في الأيّام المقبلة، وهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الحلحلة في الأسواق". وتابع أنّه "كان للموزعين طلب من وزير الطاقة والمياه بحلّ موضوع سعر الصرف والجعالات على المازوت، وحصلنا من الوزارة على وعود بحلّ الأمر".
إلا أن وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي أكد أنه تواصل مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض للمساعدة والمؤازرة للكشف على مخزون مادة البنزين لدى المحطات التي أقفلت أبوابها بوجه المواطنين، خصوصاً بعد تسلمها للمادة الحيوية. وأشار مولوي إلى أن وزير الطاقة أرسل إليه كتاباً بخصوص هذا الموضوع، مشدداً على أن موضوع المحطات سيُعالج اليوم. وأوضح مولوي أنه "على رغم حجج بعضها التي ترتبط بتصحيح نظام التعداد الخاص بماكينات تعبئة البنزين لكي تستوعب السعر الجديد لليتر الواحد، فإن ذلك لا يعيق استئناف التعبئة للمواطنين وعدم تركهم أسرى لهذه الطوابير، خصوصاً أن ما حدث لم يكن مفاجأة بالنسبة إليها".
وشكّل رفع أسعار المحروقات ذريعة جديدة تحجج بها بعض التجار لتبرير رفع الأسعار. في الإطار، أكد نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي أن الشركات المستوردة التزمت تسعيرة وزارة الاقتصاد للسلع على دولار 15000. وأوضح أن "عناصر كثيرة تؤثر في سعر الكلفة أهمها كلفة المازوت التي تختلف بين مورد وآخر". متوقعاً أن "يبدأ المواطنون بتلمس انخفاض الأسعار على كل السلع خلال أيام".
وواصلت شركة الأمانة للمحروقات توزيع مادة المازوت على الفئات الأكثر أولوية كما بدأ توزيع المادة على بلديات عدد من القرى والبلدات لتغذية المولدات الخاصة، لكن لم يبدأ التحسن في ساعات التغذية، إلا أن مصادر مطلعة على عملية التوزيع أفادت لـ"البناء" بأن "الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان واضحاً خلال خطاباته الأخيرة حول بواخر النفط، بأن البواخر لن تسد كل حاجات السوق ولن تكون بديلة عن وزارات الدولة وشركات الاستيراد بل تهدف إلى تخفيف الأعباء على المواطنين وتوفير المادة قدر الإمكان"، وأوضحت أن "البواخر تأتي على دفعات بشكل تدريجي وتسلم إلى السوق وفق سلم الأولويات من المستشفيات والمؤسسات الصحية والرعائية على أن يبدأ التوزيع الأسبوع المقبل على المؤسسات والمصانع والمعامل والمولدات التي تطلب المادة"، متوقعة أن يبدأ السوق بالتحسن خلال الأسبوعين المقبلين". وأوضحت المصادر أن "عملية استيراد النفط الإيراني يتم في البر من بانياس إلى البقاع ثم إلى مراكز التوزيع ثم إلى المؤسسات ما يرتب كلفة نقل مرتفعة تفوق أضعاف كلفتها في البحر". ولفتت المصادر إلى أن "شركة الأمانة للمحروقات تلعب دوراً أساسياً على أكثر من صعيد: كسر الحصار الخارجي على لبنان، كسر احتكار الشركات والكارتيلات وتوفير المنافسة وتأمين الانتظام والثبات والوفرة في مادتي المازوت والبنزين في الأسواق وفتح الباب أمام المؤسسات الصناعية لاستيراد المادة بشكل مباشر من دون الشركات المحتكرة".

***********************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

هل يعدل لبنان رؤيته للترسيم البحري؟ ملف ترسيم الحدود البحرية: تعديل المرسوم 6433 في عهدة ميقاتي

 

 لم يكن عابراً، بالتزامن مع تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، الإعلان "الإسرائيلي" المُباغِت عن توقيع عقود حفر وتنقيب مع شركة "هاليبرتون" الأميركية في منطقة يعتبرها لبنان "متنازعاً عليها". وفيما لم تعرَف بعد الغاية من توقيت الإعلان، تبقى العين على المسار الذي ستتبعه الدولة في مواجهة هذا التعدّي. الخطوة الأولى، تولّتها وزارة الخارجية اللبنانية، وتمثّلت بـ "التواصل مع مندوبة لبنان الدائمة في الأمم المتحدة أمل مدللي، ودول أخرى تدعم المباحثات البحرية، للتأكد من أن عقد الشركة لا يقع في منطقة متنازع عليها". فماذا بعد؟


من دون أدنى شكّ، ثمّة قطبة مخفية لم تتّضح خيوطها بشأن هذا الملف. كما لم يتبيّن حتى الآن، ما إذا كان ترسيم الحدود ووضع الثروة النفطية للبنان كانا على مائدة المفاوضات السرية التي سبقت تشكيل الحكومة. المُعلَن وحسب، أن الدولة اللبنانية بدأت سلسلة اجتماعات يعقدها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أولاً مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدلله بو حبيب، وثانياً مع الوفد العسكري المفاوض في الناقورة. آخر هذه الاجتماعات، ترأسه عون أمس مع العميد الركن الطيار بسام ياسين وعضوي الوفد العقيد الركن البحري مازن بصبوص وعضو هيئة إدارة قطاع البترول المهندس وسام شباط، في حضور المستشار الأمني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد الركن بول مطر. بحسب البيان الرسمي "سلم الوفد الرئيس عون تقريراً يتضمن مراحل المفاوضات منذ انطلاقتها واستراتيجية متكاملة للمرحلة المقبلة، بما يضمن مصلحة لبنان العليا في المحافظة على حقوقه في ثرواته في المنطقة الاقتصادية الخالصة".


بحسب معلومات "الأخبار"، فإن التقرير الذي تسلّمه عون من الوفد المفاوِض "فصّل مسار المفاوضات منذ انطلاقِها، حتى وقت تعليقها، إضافة إلى الخطة الإستراتيجية التي يجِب على الدولة أن تتبعها للوصول إلى حلّ عادل ومنصف". كما أجاب التقرير "عن كل الهواجس التي طرحتها القوى السياسية سابقاً عن تداعيات تعديل المرسوم 6433، حيث تساءلَ البعض عن إمكانية أن يؤدي ذلك التعديل إلى حرب، أو أن يدفَع الشركات التي تعمل في البلوكات المحتلّة إلى مقاضاة لبنان، أو يأن ستغلّ العدو الإسرائيلي مثلاً التعديل لطرح خطوط جديدة كالخط 310". هذه الأمور وغيرها، جرت مناقشتها مع الرئيس عون، إلا أن أهم نقطة جرى التركيز عليها، هي "تأليف حكومة جديدة، وهذا الأمر يعني أن أمر المرسوم لم يعُد بحاجة إلى توقيع استثنائي، لأن الملف برمتّه انتقل إلى عهدة الحكومة الأصيلة"، وأكد الوفد أن "على الحكومة أن تطرحه عاجلاً على جدول أعمالها"، معتبراً أن "لا تبرير لعدم طرحه، لأنه ملف استراتيجي - اقتصادي".


في موازاة الاجتماعات، ينتظِر لبنان ردّ الأمم المتحدة على الشكوييْن اللتين أرسلهما إليها، وهما تحملان المضمون نفسه، مع بعض التعديلات اللغوية بسبب اعتراض بعض الجهات على الشكوى الأولى. حتى الآن، لم يصِل جواب إلى وزارة الخارجية التي تعتبِر أن الرد سيكون واحداً من اثنين:فإما أن تعتبر الأمم المتحدة بأن التدقيق بمكان الحفر ليس من اختصاصها، أو أنها ستعود إلى المرسوم 6433 وتقول بأن الأعمال التي يقوم بها العدو الإسرائيلي تقع جنوب الخط 23، بالتالي ليس هناك من اعتداء على المياه الاقتصادية للبنان، وليس للبنان الحق في الشكوى".


ووسطَ هذه المشهدية، والانقسام بشأن تعديل المرسوم 6433 وإيداعه لدى الأمم المتحدة للقول بأن الخط 29 هو الخط الرسمي الذي يعتمده لبنان، لا بدّ من الإشارة إلى أن هذا التعديل صار من صلاحية الحكومة الجديدة، لا رئيس الجمهورية وحده، والتي مِن المفترض أن تأخذ هي القرار مجتمعة، وما إذا كانَ لبنان سيذهب إلى تعديل المرسوم أو الإبقاء على المرسوم الحالي الذي يقول بأن الخط 23 (860 كيلومتراً مربعاً) هو الخط المعتمد رسمياً. وبما أن الملف تابع لوزارة الأشغال، فمن المفترض أن يتقدّم وزير الأشغال علي حمية باقتراح لوضعه على جدول الأعمال، أو أن يطرحه رئيسا الجمهورية والحكومة من خارج الجدول على طاولة مجلس الوزراء. وفي هذا الإطار، قال حمية لـ "الأخبار" إنه طلبَ الملف كاملاً أمس "للإطلاع عليه وقراءته بتمعّن، وخلال 48 ساعة سأكوّن رؤية قانونية حوله، وبناء عليه أتخذ الإجراءات اللازمة".


التمديد لرئيس الوفد المفاوض
علمت "الأخبار" أن قائد الجيش العماد جوزيف عون رفعَ كتاباً إلى وزير الدفاع موريس سليم يطلب فيه التمديد التقني - الاستثنائي ستة أشهر لرئيس الوفد العسكري المفاوض العميد بسام ياسين الذي يُحال إلى التقاعد في تشرين الأول المقبل. وفيما أبدى وزير الدفاع موافقته المبدئية على هذا الطلب، يبقى التوقيع بانتظار القرار السياسي من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي وُضِع في جو أن التمديد استثنائي ومرتبط بالمفاوضات حول ترسيم الحدود لا أكثر، بخاصة أن اتفاق الإطار ينصّ على أن يكون الوفد عسكرياً كي لا تُعطى المفاوضات أي طابِع مدني وتُفسّر في ما بعد وكأنها شكل من أشكال التطبيع.

 

****************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

ماكرون وميقاتي اليوم: إحياء الخريطة الإصلاحية

 

ظهر اليوم سيكون لرئيس الحكومة #نجيب ميقاتي، اللقاء الخارجي الأول بعد نيل حكومته الثقة، في غداء عمل مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه، عكس تحديد موعده بهذه السرعة تمسك #فرنسا بمبادرتها الديبلوماسية والسياسية والاقتصادية في #لبنان على نحو تكاد تتفرد معه برعاية الوضع الدراماتيكي الكارثي الذي يجتازه لبنان. ومع ان الظروف الموضوعية التي تحوط المحطة الخارجية الأولى لميقاتي لا تسمح بتضخيم الطموحات والتقديرات حيال ما يمكن فرنسا أن تقدمه من وجوه إضافية من المساعدات والدعم للبنان، فان الثابت في التوقعات ان اللقاء الذي سيصدر عنه بيان مشترك للجانبين الفرنسي واللبناني سيتطرق إلى بنود بارزة ومهمة في إعادة احياء رسم خريطة الطريق لخطة التعافي الحكومية التي تلحظ اتجاهات تعول عليها فرنسا الكثير مثل إصلاحات الطاقة والكهرباء والاتصالات، فضلا عن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وهذه البنود ستكون الممر الالزامي لحصول لبنان على الحد الأدنى من دعم لن يتجاوز في مراحله الأولى سقف الجرعات الأساسية لمنع مزيد من الانهيارات او الحد منها بما يستبعد معه في المرحلة الحالية احياء مقررات “سيدر” قبل ان يعاين الفرنسيون ومعهم المجتمع الدولي جدية وصدقية الحكومة اللبنانية الجديدة في التزام تعهداتها في الشفافية والإصلاحات.

وأفاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان اللقاء الاول بين الرئيس الفرنسي وميقاتي سيكون لمزيد من التعارف واستكشاف ما يمكن ان تقوم به باريس في المرحلة المقبلة لمساعدة لبنان، ومع ان هذه الحكومة هي حكومة انتقالية سيطالب الرئيس ماكرون من جهة اخرى بحث خطة التعافي الاقتصادي التي تنوي الحكومة الاعلان عنها بمعزل عن البيان الوزاري الذي رسم سياسة الحكومة اقتصاديا وماليا وسياسيا للأشهر المقبلة. وعكس اختيار الرئيس ميقاتي ان تكون وجهته الاولى باريس دلالات مهمة اذ يبرز استمرار الاهتمام الفرنسي بلبنان. فتخصيص الرئيس ماكرون غداء عمل لرئيس الحكومة فور حصوله على ثقة المجلس رغم المشاكل التي يواجهها داخليا وخارجيا دليل على اهمية الملف اللبناني بالنسبة للرئاسة الفرنسية التي تطمح بعد أكثر من عام على قيام مبادرتها إلى تسجيل نتائج ايجابية في هذا الملف على عتبة فتح معركة الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وقد استرجعت بعض الخسائر المعنوية التي منيت بها بعد ان ضاعت الآمال بتنفيذ مبادرتها وتشكيل حكومة مهمة من اختصاصيين. ويعتبر الرئيس ماكرون ان تشكيل الحكومة كان خطوة ايجابية لا غنى عنها ودعا السياسيين في ترحيبه بتشكيلها إلى الامتثال للالتزامات التي قطعوها لتنفيذ الاصلاحات اللازمة التي ستمكن المجتمع الدولي من تقديم المساعدات من خلال مؤتمر دولي او من خلال اعادة احياء مؤتمر “سيدر” بعد اجراء الاصلاحات التي تضمنتها خارطة الطريق التي وضعها اصدقاء لبنان خلال اجتماعهم في ١١ كانون الاول ٢٠١٩ في باريس بعد الانتفاضة الشعبية في ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩. وسيحدد الاجتماع الاول بين ماكرون وميقاتي ما تنوي باريس القيام به على صعيد دعم لبنان.

على الصعيد الخارجي أيضا، يلقي رئيس الجمهورية ميشال عون بعد ظهر اليوم الجمعة عبر تقنية “الفيديو” كلمة لبنان امام الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، ويتناول فيها “موقف لبنان من التطورات المحلية والإقليمية، إضافة إلى الثوابت اللبنانية حيال القضايا المطروحة”. وسيتناول ملف الثروة النفطية البحرية والمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية جنوبا. ورأس رئيس الجمهورية أمس اجتماعا للوفد اللبناني في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية وتسلم منه تقريرا يتضمن مراحل المفاوضات منذ انطلاقتها وحتى تاريخه واستراتيجية متكاملة للمرحلة المقبلة.

تفاعلات التهديد

 

في غضون ذلك طغت على المشهد الداخلي قضية تهديد المحقق العدلي في جريمة مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار فيما استمر الصمت الرسمي وحتى القضائي عن هذا التهديد رغم كل التحركات التي حصلت على المستوى القضائي في اليومين الأخيرين. ووسط هذا الصمت سجلت تفاعلات سياسية لهذه القضية كان أبرزها   توجيه أعضاء “تكتل الجمهورية القوية” النواب جورج عقيص، عماد واكيم، فادي سعد، شوقي الدكاش، سؤال إلى الحكومة عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري حول تهديد بيطار، عارضين المسار القضائي للقضية منذ تعيين القاضي فادي صوان وصولاً إلى بيطار.

كما كان للرئيس فؤاد السنيورة موقف من التهديد قائلا “هالني، كما هال الكثرة الكاثرة من الشعب اللبناني، درجة العدائية العلنية والسافرة، التي يتصرف بها حزب الله تجاه القضاة والتحقيقات القضائية، والمتعلقة بجريمة تفجير مرفأ بيروت، لدرجة انه لم يتورع عن إرسال تهديدات مباشرة للمحقق العدلي عبر أحد مسؤوليه الأمنيين” وطالب “بالعودة إلى المطالبة بلجنة تحقيق دولية في هذه الجريمة والتمسك بالموقف الذي عبر عنه الرؤساء السابقون للحكومة لجهة المطالبة برفع كل الحصانات والابتعاد عن اتباع العدالة الانتقائية، أو العدالة المجتزأة والمنقوصة من خلال إصدار قانون جديد في المجلس النيابي ” وتمنى على رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي “ان يضع هذا التصرف الخطير في صلب اهتمامه، لكي تتولى الأجهزة الحكومية الرسمية المعنية متابعته، والفصل به حسب القوانين المرعية حفاظا على هيبة القضاء، واحتراما للدولة اللبنانية في إداراتها ومؤسساتها وأجهزتها العسكرية والأمنية”.

وفي سياق أخر غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر “تويتر” قائلا: “السؤال المطروح بكل صراحة: هل يمكن التوفيق بين مشروع المقاومة واستفراده بالقرارات وهيبة الدولة في الحفاظ على الحد الادنى من السيادة على بعض من مقدراتها، بعد غزوة المازوت وتبعاته. وهل هذه الحكومة لتطرح رؤية إقتصادية جديدة بدل Cedre واسطوانة البنى التحتية”.

يشار إلى انه في السياق القانوني أيضا وبعد اشهر على اعلان الاضراب، قرّر مجلس نقابة المحامين في بيروت رفع الإضراب امس، وذلك عقب اجتماع مشترك عقد بين رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود وعضوَي المجلس الحكميّين النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات ورئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد، ونقيب المحامين في بيروت ملحم خلف ونقيب المحامين في طرابلس محمد المراد، في مكتب رئيس مجلس القضاء الأعلى وتوافق المجتمعون على تشكيل لجنة تضمّ أربعة قضاة من جهة، ومحاميين من نقابة بيروت ومحاميين من نقابة طرابلس من جهة أخرى، تجتمع دوريّاً لمتابعة الأمور ذات الاهتمام المشترك، وإيجاد الاقتراحات المناسبة لأي مســألة طارئة، ومن ضمنها المادة ١١١ من قانون أصول المحاكمات الجزائية .

العتمة الشاملة

 

إلى ذلك وفيما يستمر التخبط الفوضوي في ازمة المحروقات من دون أي تحسن فعلي برز تطور لافت امس عبر التحذير من العتمة الشاملة في اواخر أيلول . فقد أفادت مؤسسة كهرباء لبنان “أن خزينها المتبقي من المحروقات لا سيما لمادتي الفيول أويل قد تدنى بشكل حاد جدا، بحيث أنه قد نفذ بالكامل في كل من معمل الجية الحراري والباخرتين المنتجتين للطاقة “فاطمة غول” و “أورهان باي”، مما أدى إلى توقفهم قسريا عن إنتاج الطاقة، وقد شارف على النفاد من جهة أخرى في كل من معمل الذوق الحراري وكليا في معملي المحركات العكسية في الذوق والجية إلا لمحرك واحد في كل منهما، الأمر الذي سيؤدي أيضا إلى توقفهم قسريا عن إنتاج الطاقة، وإنه اذا ما استمرت الأمور على حالها فهنالك مخاطر عالية من الوصول إلى الانقطاع العام والشامل أواخر شهر أيلول الحالي بعد نفاد كامل خزين المحروقات لديها أو عدم التمكن من تأمين استقرار وثبات الشبكة الكهربائية”.

 

********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

“دفتر ضوابط وشروط” في الإليزيه اليوم… وعبد اللهيان إلى لبنان

“خطة التعافي” مستعصية بفعل “الميليشيات وغياب الاستثمارات”

 

بين باريس ونيويورك، لا شك في أنّ الأنظار ستتجه إلى الأولى اليوم تعويلاً على نتائج “غداء العمل” في الإليزيه بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وانعكاساته على أجندة “معاً للإنقاذ”، أما الثانية فستشهد إطلالة بروتوكولية “عن بُعد” لرئيس الجمهورية ميشال عون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والأكيد أنها لن تخرج عن السياق المعهود في إطلاق المزيد من الشعارات الإصلاحية الفضفاضة التي درج عون على إطلاقها كلما سنحت له الفرصة والمناسبة.

 

وعشية اجتماع الإليزيه الذي يُفترض أن يضع القطار الحكومي على أول سكة التفاوض مع الصندوق الدولي والدائنين، برز تقرير تحليلي لبنك “غولدمان ساكس” يشدد فيه على أنّ تشكيل حكومة ميقاتي هو بمثابة “خطوة أولى على طريق طويل ضيّق إلى التعافي الاقتصادي اللبناني، من المرجح أن يكون محفوفاً بالصعوبات والمخاطر”، متوقعاً حصول “هيركات” بنسبة 75% على قيمة السندات اللبنانية “إذا سوّت الحكومة الجديدة خسائر النظام المالي وبدأت في تنفيذ إصلاحات ذات صدقيّة، وفتحت الباب أمام الحصول على تمويل من صندوق النقد”… ما يعني أنّ قيمة التعافي للسند ستكون بحدود 15 و25 سنتاً على الدولار بما يتماشى مع تقييمات السوق الحالية، وفق إشارة نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق غسان حاصباني، لكنه نبه في الوقت عينه إلى كون خطة التعافي تبدو مهمة شبه مستعصية في بلد كلبنان، في ظل “غياب الاستثمارات” واستمرار واقع “فوضى الميليشيات التي تتخذ القرارات الاستراتيجية والعسكرية نيابةً عن الدولة”.

 

وإذ يبدو التقرير ايجابياً لكونه يحدد الخطوات العملية الواجب اتباعها ليخرج لبنان من أزمته، لفت حاصباني إلى أنّ ما ورد في التقرير عن نسبة الـ75% هو أمر “حاصل اليوم ولكنه ليس مقونناً”، مشيراً في هذا الإطار إلى “سحب المواطنين ودائعهم من خلال شيكات لتسديد مدفوعاتهم مقابل تسجيل هيركات على أموالهم بنسبة 75%، فيما سحب الودائع بالدولار يتم بالليرة وفق تسعيرة الـ3900 ليرة ما يعني خسارة أو هيركات بنسبة 60% على قيمة هذه الودائع، وكذلك بالنسبة لمن يشتري الدولار من السوق السوداء بنسبة هيركات تبلغ نحو 80%، ومن هنا يبلغ متوسط الهيركات ما نسبته 75% كما يرى التقرير لتكون بالتالي نسبة الخسائر الحاصلة راهناً قد تمت قوننتها”.

 

واعتبر حاصباني أن تقرير “غولدمان ساكس” رغم ايجابيته إنما “أعدّ على الورق وتضمن الحلول المفروض القيام بها لبلد غارق في القعر، من دون الأخذ بعين الإعتبار الوضع الجيوسياسي في البلاد”، حيث رأى أنّ “التعافي المالي لا يمكن أن يحصل الا بتحميل الدولة خسائر كبيرة من خلال استخدام أصولها، وإعطاء إمتيازات على سبيل المثال لإدارة مرفأ بيروت من قبل شركة خاصة بقيمة 8 مليارات دولار، وليس ان تتنصّل الدولة كما فعلت من مسؤوليتها وتحميل المصارف والمواطنين ثمنها”، وسأل: “لماذا لا تُعتمد الخصخصة علماً أنّ القانون الناظم لها موجود منذ العام 2002؟ وهل أخذ كاتب التقرير بعين الإعتبار أننا مقبلون على انتخابات نيابية خلال أشهر، والحكومة المكونة من ممثلي أحزاب السلطة ستكون منشغلة بالاستحقاق الانتخابي، ولن تتجرأ على تقليص حجم القطاع العام وصرف الفائض من الملاك، وإصدار قوانين تتضمن شفافية تامة وغير قابلة للطعن كما حصل مع قانون الشراء العام، فضلاً عن قوننة الهيركات؟”.

 

وفي هذا المجال، يعود حاصباني بالذاكرة إلى العام 2017 حين كانت كل الأجواء ايجابية قبل الإنتخابات فعُقد مؤتمر “سيدر” ووعدت الحكومة اللبنانية بتطبيق الإصلاحات وتحسين وضع البلاد، لكن على أرض الواقع لم يحصل شيء و”طار سيدر”… لذلك يخشى اليوم أن تبقى خطة التعافي واعادة هيكلة الدين “على الورق”، بينما الجميع يعلم أنّ “لبّ الموضوع يكمن في بدء التفاوض مع صندوق النقد واستعادة ثقة المقرضين والإنكباب على الإصلاحات المطلوبة للتمكن من السير بالاتجاه الصحيح، خصوصاً وأنّ التعافي الإقتصادي لا يمكن أن يحصل خلال عامين أو ثلاثة بل هو مسار طويل يتراوح بين 5 و 10 سنوات إذا بدأنا به اليوم”.

 

بالعودة إلى زيارة باريس، فإنّ استضافة ماكرون ميقاتي إلى مائدة “العمل”، سيعقبها “إعلان مشترك” في باحة الإليزيه للإضاءة على جوانب التفاهم بين الجانبين على “دفتر ضوابط وشروط آليات العمل الإصلاحي المرتقب من الحكومة اللبنانية، بغية شروع فرنسا بفتح الأبواب الدولية أمام مساعدتها على انتشال لبنان من أزمته”، حسبما نقلت أوساط مواكبة للزيارة، متوقعة أن يكون الرئيس الفرنسي “واضحاً وصارماً في الإضاءة على الهامش الزمني الضيق أمام الحكومة للبدء بالشق التطبيقي من المهمة الإصلاحية المنتظرة منها، فضلاً عن تجديد وجوب التزامها إجراء الانتخابات النيابية واحترام المواعيد الدستورية”.

 

أما على الضفة المقابلة من المشهد، فاسترعى الانتباه أمس ما كشفه مصدر ديبلوماسي لبناني عبر وكالة “سبوتنيك” الروسية عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى لبنان، ضمن إطار جولة ستقوده إلى دمشق وبيروت، عقب انتهاء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

 

********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

 لا معجزات في باريس اليوم… ولبنان على خط الــترسيم لتعديل المرسوم

تتركّز الأنظار على باريس التي شكلت المحطة الأولى في جولات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واجتماعه اليوم مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسيتجاوز التركيز الصورة والحفاوة والمشهدية، إلى ما يمكن ان تُسفر عنه هذه الزيارة من خطوات عملية وترجمات فورية لمساعدات لبنان في أشد الحاجة إليها، وتشكل فاتحة لمساعدات وجولات جديدة وقريبة. على انّ تخصيص ميقاتي باريس بالجولة الخارجية الأولى سببه رعايتها للوضع اللبناني، ليس فقط من زاوية مساعيها لتأليف الحكومة، إنما لجهة حشد الدعم الدولي للبنان ماليا واقتصاديا، وهذا الدور ستتكفّل بماتبعته أكثر فأكثر بعد تأليف الحكومة التي تشكل بالنسبة الى المجتمع الدولي معبرا أساسيا للمساعدات بعد التزامها المسار الإصلاحي.

وقالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» انّ ميقاتي يعوِّل كثيرا على دور فرنسا لـ3 أسباب أساسية:

ـ السبب الأول، أن لبنان لم يعد في استطاعته الخروج من أزمته من دون مؤازرة دولية، والمساعدة الفرنسية ضرورية لفتح أبواب العواصم الغربية والعربية.

ـ السبب الثاني، أن الرعاية الفرنسية تشكل مصدر اطمئنان داخلي الى ان لبنان ليس متروكاً لقدره، وان باريس بما تملك من علاقات دولية ستبقى العين الساهرة على وضعه.

ـ السبب الثالث، أن باريس على تقاطع مع الدول المعنية بالواقع اللبناني، من واشنطن إلى الرياض وطهران، وبالتالي تستطيع التوفيق بين هذه الاتجاهات بما يخدم الاستقرار في لبنان.

وقالت المصادر المطلعة ان زيارة ميقاتي الباريسية التي تأتي بعد أيام على نيل حكومته الثقة تشكل ارتياحا لدى اللبنانيين الى ان مسار الحكومة الحالي يختلف عن مسار الحكومة السابقة التي لم تتمكن من الخروج من لبنان، وان هذه السرعة دليل جدية ودينامية مختلفة وإصرار على فرملة الانهيار ومعالجة الأزمة عن طريق البوابة الأساسية، ألا وهي المجتمع الدولي.

 

العروق الجافة

وبينما تتجه كل الانظار الى باريس اليوم لمواكبة لقاء ماكرون ـ ميقاتي ونتائجه المحتملة، نصحت اوساط مطلعة بعدم المبالغة في الآمال المعلقة عليه ورفع سقف التوقعات كثيراً، لافتة إلى ان لا معجزات ستحصل في العاصمة الفرنسية.

وقالت هذه الاوساط لـ»الجمهورية» ان إعادة ضخ الدم في عروق مؤتمر «سيدر» الجافة ليست مهمة سهلة بعد التحولات التي جرت داخليا وخارجيا منذ انعقاد هذا المؤتمر، مشيرة الى ان المتوقع في أفضل الحالات هو إعطاء لبنان جرعات من الاوكسيجين والمسكنات التي قد لا يستمر مفعولها طويلا ما لم تواكبها معالجات جذرية وتدفقات مالية كبيرة بالعملة الصعبة، لم تظهر بعد مؤشراتها الجدية.

واشارت الاوساط نفسها الى ان رفع الدعم كليا عن المحروقات من دون إرفاقه بصمّامات أمان قد يؤدي الى تداعيات اجتماعية واقتصادية، ومِن مَخاطره المحتملة إمكان ارتفاع الدولار الى سقوف أعلى وسط الطلب الكثيف الذي سيحصل عليه في الأسواق عند إلغاء الدعم.

وشددت الاوساط على ان المطلوب اتخاذ قرارات استثنائية بحجم التحديات واكتساب ثقة المجتمع الدولي لاستقطاب مساعدات وازنة تصنع فارقا حقيقيا، والّا فإن الهامش الممكن لن يتجاوز حدود تقطيع الوقت في سياق سباق غير مضمون مع المخاطر الداهمة.

 

ترسيم الحدود

في غضون ذلك، عاد أمس ملف المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية الى قصر بعبدا من خلال اجتماع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برئيس الوفد اللبناني المفاوض العميد الركن الطيار بسام ياسين، وعضوي الوفد العقيد الركن البحري مازن بصبوص وعضو هيئة إدارة قطاع البترول المهندس وسام شباط، في حضور المستشار الأمني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد الركن بول مطر.

وبعدما سلّم الوفد عون تقريرا يتضمن مراحل المفاوضات منذ انطلاقتها وحتى تاريخه، واستراتيجية متكاملة للمرحلة المقبلة، بما يضمن مصلحة لبنان العليا في المحافظة على حقوقه في ثرواته في المنطقة الاقتصادية الخالصة، علمت «الجمهورية» ان الوفد قدّم طرحا متكاملا وتصوراته حول الدوافع التي قادت اسرائيل الى طرح عملية التنقيب مجددا في شكلها ومضمونها وتوقيتها، وتحديدا في المنطقة التي ستثير حفيظة الوفد اللبناني الذي سبق له ان حذّر من انها يمكن ان تتحول من منطقة اسرائيلية «خالصة» الى منطقة «متنازع عليها» في حال تعديل المرسوم الرقم 6433 واعتماد الخط 29 بدلا من الخط 23. كذلك تناول البحث ما يمكن ان يقوم به لبنان من اجل مواجهة الطروحات الاسرائيلية وطريقة التعاطي معها.

عند بوحبيب

وعلمت «الجمهورية» ان الوفد المفاوض سلّم العرض نفسه الى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب أمس الأول، عشيّة اللقاء الذي عقده بوحبيب امس مع السفيرة الاميركية دوروتي شيا العائدة من بلادها والتي سبق لها ان التقت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل توجهه الى العاصمة الفرنسية.

وكان لقاء الأمس مع عون قد ارجىء 24 ساعة بعدما تقرر ان يعقد اللقاء مع بوحبيب قبله ليكون وزير الخارجية في الأجواء التي يعيشها الوفد المفاوض قبل اللقاء مع السفيرة الاميركية، الذي تركز البحث خلاله على العلاقات الثنائية وترسيم الحدود ودعم الجيش اللبناني، الى جانب مسألة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

 

وزير خارجية إيران

الى ذلك كشف مصدر ديبلوماسي لبناني أن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، سيزور لبنان بعد انتهاء أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وذلك ضمن جولة له على المنطقة تشمل بيروت ودمشق.

وكانت وكالة «مهر» الإيرانية قد أفادت أمس الأول بأن وزير خارجية إيران التقى في نيويورك مسؤولين سعوديين ومن دول خليجية وعربية أخرى، وقال إن تعزيز العلاقات مع الجيران يأتي على رأس أولويات الحكومة الجديدة. وقد جاء لقاء الوزير الإيراني بالمسؤولين العرب على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وقد حضره وزراء خارجية وممثلون كبار لدول بينها السعودية والكويت وقطر ومصر والأردن وتركيا وفرنسا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي. فيما كتبت وزارة الخارجية الإيرانية على «تويتر»، إن أمير عبد اللهيان عقد ما وصفته اجتماع متابعة لاجتماع عقده خلال مؤتمر في بغداد في 28 آب الفائت.

«الوفاء للمقاومة»

وفي المواقف، حَضّت كتلة «الوفاء للمقاومة» في اجتماعها الدوري الحكومة على «التزام برنامج أولويات بحسب المواضيع الاكثر الحاحاً، ومباشرة التصدي لملفات الكهرباء والمحروقات والمياه وتأمين الدواء والإبقاء على دعم المطلوب منه للأمراض المزمنة والمستعصية واللقاحات وحليب الأطفال، وضبط أسعار السلع في السوق بما يمنع الغلاء الفاحش والاحتكار»، وشددت على وجوب «أن يكون أي اتفاقٍ مع صندوق النقد الدولي وفق المصلحة اللبنانية ومن دون القبول بأيّ إملاءات أو وصفةٍ جاهزة».

ولفتت الكتلة الحكومة الى «أنّ الوقت الذي يفصلنا عن المهلة الدستورية لإجراء الانتخابات النيابية هو بضعة أشهر، ولذلك ينبغي للحكومة ولكل المعنيين أخذ هذا الأمر في الاعتبار وبذل الجهود الحثيثة للالتزام بإجراء هذا الاستحقاق في موعده القانوني والتحضير لكامل احتياجات إنجازه».

وقالت: «إن تلزيم العدو الصهيوني إحدى الشركات الأميركيّة التنقيب عن الغاز في مناطق متنازع عليها مع لبنان، يستدعي من الدولة اللبنانية وسلطتها أن تحسم أمر حدودها البحريّة وفق المعايير العلميّة والقانونيّة ومتطلبات اعتمادها لدى الأمم المتحدة بما يتناسب مع القانون الدولي، ليصبح حقّ لبنان بمساحته الجغرافيّة وحدوده البريّة والبحريّة مصاناً على المستوى القانوني بشكلٍ نهائي تبعاً لما تقرر الدولة اللبنانية اعتماده وتثبيته وفق الأصول المرعية الإجراء دوليّاً.

في غضون ذلك، غردت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا عبر «تويتر» في ختام جولة لها امس على وزراء العدل والدفاع والمال، فاعتبرت «أن التحقيق السريع في انفجار مرفأ بيروت سيكون معيارا لقضاء مستقل وفعال في لبنان». واكدت»التزام الأمم المتحدة دعم الجيش اللبناني وأهميته الحيوية للقرار 1701». واشارت الى ان»لبنان في حاجة الآن إلى خطوات سريعة لإرساء الاستقرار وتطبيق إصلاحات بالتوازي مع شبكة أمان اجتماعي متينة لتمهيد الطريق للتعافي».

 

حدث تاريخي

من جهة ثانية، رست السفينة الأميركية «USNS Choctaw County» في مرفأ بيروت، وذلك كجزء من تدريبات يجريها الأسطول الأميركي، ووصفت بأنها «الأولى من نوعها في الأسطول الخامس».

وبحسب بيان وزعته السفارة الأميركية في بيروت، فقد وصلت هذه السفينة المخصصة للنقل السريع إلى لبنان في 20 من الجاري في زيارة كانت مقررة سابقا. وقالت إن «هذه الزيارة التاريخية هي الأولى لسفينة بحرية أميركية إلى قاعدة بحرية لبنانية، وهي تسلط الضوء على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والجيش اللبناني»، مشيرة إلى أن «هذه الزيارة بإدارة القيادة الوسطى للقوات البحرية الأميركية (NAVCENT)، تعتبر جزءا من مهمة هذه القيادة التي تهدف إلى بناء قدرة البحرية اللبنانية على الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين وتعزيز قدرات الاستجابة للكوارث، بما في ذلك تبادل الخبراء المتخصصين بين البحرية اللبنانية وطاقم القيادة الوسطى للقوات البحرية الأميركية الذين يعملون على الاستجابة للكوارث، والصحة العامة، وإجراءات مكافحة الألغام، وطب الغوص، وقدرات البناء».

وقال الأدميرال براد كوبر، قائد الأسطول الخامس الأميركي والقوات البحرية المشتركة: «هذه فرصة جديدة للبحرية الأميركية للعمل مع نظرائنا اللبنانيين.. نحن نستهل حقبة جديدة من تعزيز وتوسيع بناء القدرات في جميع أنحاء المنطقة».

 

********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

دعم الصندوق بين ماكرون وميقاتي.. وعون يطالب بـ«حق التفاوض»!

دعوتان من الكويت وقطر لرئيس الحكومة.. وتضامن لبناني واسع مع المملكة في «اليوم الوطني»

 

اللقاء اليوم بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي يُشكّل، بحد ذاته، فرصة ثمينة، هي موضع متابعة، نظراً لما قد يترتب عليها من نتائج، تجعل من الممكن ترجمة خارطة الطريق التي وضعتها المبادرة الفرنسية لمساعدة لبنان على الخروج من الانهيار العام، واعادته الي سكة النهوض من جديد.

 

ويأتي اللقاء في ظروف المصالحة الاميركية- الفرنسية، ومفاوضات نشطة حول الملف النووي الإيراني، وإعادة رسم استراتيجيات النفوذ وتقاطع المصالح في مناطق التوتر في الشرق الأوسط، ومن بينها لبنان.

 

وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة بدليل تأليف الحكومة وتبني البيان الوزاري البرامج الاصلاحية في جميع الوزارات والقطاعات والتدقيق الجنائي المالي في حسابات مصرف لبنان الذي دخل حيز الوجود ويبقى تسديد لبنان الدفعة الأولى من العقد، أما النقاط الأخرى فهي على قدم وساق بدليل أن الرئيس ميقاتي على تنسيق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل سفره إلى فرنسا كما سيستكمله بعد عودته، مشيرة إلى أن الرئيس ميقاتي سيستمع إلى الجو الفرنسي في موضوع المبادرة أي اين أصبحت وما هي المشاريع المطلوبة، ومعلوم أن التراتبية قائمة على الاصلاح وبرامج المساعدات والمشاريع وهي لا تزال على هذا النحو. وهنا تكمن روحية المبادرة.

 

وأشارت إلى أنه بالنسبة إلى القصر الجمهوري فإن رئيس الجمهورية معني بالتفاوض عملا بالمادة 52 من الدستور وذلك في عقد الاتفاقات الدولية ومنه تبدأ وتعود القوانين.

 

واوضحت أن البرامج الإصلاحية موجودة والقوانين الإصلاحية في مجلس النواب لا بد لها أن تتحرك بما فيها إقرار استقلالية السلطة القضائية واللامركزية الإدارية الموسعة وبرامج المساعدات التي يتم التوافق عليها بين الحكومة اللبنانية والصناديق أو الجهات المانحة والمقرضة، وهناك قوانين مطلوبة وقطاعات كالكهرباء وسواها والمطلوب إعادة إعمار المرفأ وعلى الصعيد الحياتي دعم الأسر الأكثر فقرا والطبابة والاستشفاء والتربية وفي امكان الحكومة الحالية وضع مداميك ذلك ولكن بالعودة إلى المبادرة الفرنسية.

 

وفي سياق زيارات الرئيس ميقاتي للدول الصديقة والشقيقة، علمت «اللواء» انه تلقى دعوة لزيارة كل من دولة الكويت ودولة قطر.. وان الاتصالات تجري لزيارة تركيا.

 

بالتزامن، أكّد مصدر وزاري لـ «اللواء» ان كلمة السر الحكومية هي «النجاح» وإعادة كسب الثقة الشعبية، بعدما فقدت الحكومة الماضية ثقة النّاس، ليس بالوزراء والطبقة السياسية وحسب، بل بالدول والنظام.

 

وقال المصدر: التعليمات للوزارة العمل، بلا انقطاع، في محاولة لاحداث أمور ملموسة، من قبل المواطن.

 

بالمقابل، دفعت «مافيا المحروقات» التي كشفت دورها التخريبي في ما خص الاستقرار العام، ولو في مرحلة التقاط الأنفاس، بالأزمة إلى الكهرباء، عبر البيان الكارثي للمؤسسة التي قالت انه لم «يعد في امكانها تأمين حدّ أدنى من التغذية التيار الكهربائي». في وقت استمرت فيه الطوابير والصفوف الطويلة للسيارات المركونة على أبواب المحطات، ومضت «المافيا» في السوق السوداء إلى التلاعب بالأسعار وبيع الغالونات.

 

وتوقعت مصادر وزارية ان يكون موضوع تأهيل وتطوير الكهرباء، من ضمن الملفات المهمة التي سيتناولها البحث، بين الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم لاسيما وان هذا الملف، مدرج ضمن المبادرة الفرنسية، ويتطلب معالجة سريعة ،ولم يعد يحتمل اي مماطلة، او تأخير بسبب التداعيات السلبية التي يتركها على مختلف نواحي الحياة العامة في لبنان. وكشفت المصادر ان هذا الملف يقع في اولويات جدول الاصلاحات التي تلحظها المبادرة الفرنسية، وهناك توجه متقدم، لكي تتولى شركات فرنسية والمانية، مهمة النهوض بقطاع الكهرباء، من ألفه الى يائه ،باشراف مباشر من الجهات المالية الدولية الممولة لهذا الملف، وبعيدا عن التدخلات والمحسوبيات، والسمسرات المعهودة.

 

لقاء.. وطلالة

 

وسط هذه الأوضاع المثيرة للقلق، وصل الرئيس ميقاتي الى فرنسا حيث يلتقي اليوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يولم على شرفه، في اول زيارة خارجية له لتحريك الدعم الدولي للبنان والبحث في مسارات خطة التعافي الاقتصادي، فيما يطل رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم ايضاً من منبر الجمعية العامة للامم المتحدة عبر تقنية «الفيديو» قرابة الرابعة بعد ظهر اليوم من لبنان لتعذر سفره هذه السنة للمشاركة في اعمال الجمعية العامة. وستكون كلمته الثالثة مبدئياً، ويتطرق فيها حسب معلومات «اللواء» الى مجمل الاوضاع اللبنانية السياسية والاقتصادية والاصلاحات المرتقبة، وتوجهات لبنان بعد تشكيل الحكومة، ومواضيع ترسيم الحدود والنازحين وثوابت لبنان التي يؤكد عليها رئيس الجمهورية دوماً في المواضيع الوطنية والكبرى.كما تتناول الكلمة التطورات الخارجية التي تهم لبنان لا سيما الاقليمية منها.

 

ترسيم الحدود مجدداً

 

وكان الرئيس عون ترأس اجتماعاً للوفد اللبناني أمس إلى مفاوضات ترسيم الحدود خصص لتقييم مسار المفاوضات والخطوات المقبلة بعد توقيع اسرائيل عقود تقييم تنقيب الغاز والنفط مع احدى الشركات في المنطقة المتنازع عليها لاسيما وان هذه الخطوة تتناقض مع مسار التفاوض. حضر الاجتماع، رئيس الوفد اللبناني في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن الطيار بسام ياسين، وعضوي الوفد العقيد الركن البحري مازن بصبوص وعضو هيئة إدارة قطاع البترول المهندس وسام شباط، في حضور المستشار الأمني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد الركن بول مطر. وخلال الاجتماع سلم الوفد الرئيس عون تقريرا يتضمن مراحل المفاوضات منذ انطلاقتها وحتى تاريخه واستراتيجية متكاملة للمرحلة المقبلة، بما يضمن مصلحة لبنان العليا في المحافظة على حقوقه في ثرواته في المنطقة الاقتصادية الخالصة.

 

وكان موضوع ترسيم الحدود مدار بحث بين وزير الخارجية عبد الله بوحبيب والسفيرة الاميركية دوروثي شيا الى جانب البحث في العلاقات الثنائية ودعم الجيش اللبناني، الى جانب مسألة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

 

مولوي وتعديل المهل الانتخابية

 

كما استقبل الرئيس عون وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، وعرض معه الأوضاع الأمنية في البلاد، والتحضيرات التي تقوم بها الوزارة لإجراء الإنتخابات النيابية في الربيع المقبل، بالاضافة الى شؤون تتعلق بعمل المديريات التابعة للوزارة.

 

وقال مولوي اثر اللقاء: «لا مانع من إجراء الإنتخابات النيابية قبل موعدها المحدد، وذلك يحتاج تدخلا تشريعيا لتعديل بعض المواد والمهل».

 

تضامن لبناني مع المملكة

 

وعلى صعيد السعي لإعادة وصل ما انقطع مع المملكة العربية السعودية، شكلت مناسبة اليوم الوطني السعودي الـ91 فرصة للمسؤولين والشخصيات السياسية والنيابية أو الفعاليات بإعلان التضامن مع المملكة العربية السعودية والشكر للمملكة لوقوفها الدائم إلى جانب لبنان.

 

واستذكر الرئيس عون في برقية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز «روابط الأخوة التي تجمع لبنان بالمملكة منذ زمن المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود.. ودعا إلى أن تتكلل جهود الملك سلمان في توطيد أواصر التضامن العربي الذي أحوج ما نحن إليه اليوم لمواجهة مختلف التحديات التي تعصف بمنطقتنا وعالمنا».

 

ووجه الرئيس سعد الحريري التهاني للملك سلمان وولي العهد الامير محمد بن سلمان والشعب السعودي بمناسبة اليوم الوطني للمملكة.

 

وقال في تغريدة له عبر حسابه على «تويتر»: «بهذه المناسبة استذكر وقوف المملكة الدائم الى جانب لبنان ومساعدته، وكذلك احتضانها للعرب وحمل لواء الدفاع عن قضاياهم. اتمنى للمملكة دوام التقدم والازدهار والمزيد من الاستقرار».

 

وقال الوزير المولوي: أتقدم من المملكة قيادة وشعبا بأسمى آيات التقدير، وأؤكد أنها ستبقى بإذن الله قبلة العرب وعنوان وحدتهم في مواجهة التحديات كافة. لطالما تميزت العلاقات اللبنانية – السعودية بمواقف أخوية تحملني على تأكيد حرصي كوزير للداخلية على السعي للمحافظة على أمن المملكة وشعبها تماما كحرصي على الحفاظ على أمن المجتمع اللبناني وشبابه، وذلك عبر مواصلة العمل الدؤوب على منع كل ما يمس بأمنها المجتمعي، لا سيما عمليات تهريب المخدرات.

 

إلى ذلك، أدرجت بيروت، ضمن جولة، لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بعد انتهاء مشاركته في أعمال الجمعية العامة في الأمم المتحدة، وتشمل الجولة دمشق، وربما عواصم أخرى.

 

أزمة المحروقات تخبط وارتجال

 

استمرت حالة التخبط والارتجال في معالجة ازمة انقطاع الكهرباء وشح المحروقات وتسعيرها، حيث اعلنت «مؤسسة كهرباء لبنان» في بيان قرب توقف معامل الانتاج عن العمل كليا، وقالت: أن خزينها المتبقي من المحروقات الذي كان مؤمنا بموجب السلفة المعطاة لها بموجب القانون رقم 215 تاريخ 08/04/2021، لا سيما لمادتي الفيول أويل (Grade A) و (Grade B) منه، قد تدنى بشكل حاد جدا، بحيث أنه قد نفذ بالكامل في كل من معمل الجية الحراري والباخرتين المنتجتين للطاقة «فاطمة غول» و«أورهان باي»، مما أدى إلى توقفهم قسريا عن إنتاج الطاقة، وقد شارف على النفاد في كل من معمل الذوق الحراري وكليا في معملي المحركات العكسية في الذوق والجية إلا لمحرك واحد في كل منهما، الأمر الذي سيؤدي أيضا إلى توقفهم قسريا عن إنتاج الطاقة».


 

أضاف البيان : «وبالتالي، وعلى الرغم من بذل مؤسسة كهرباء لبنان قصارى جهدها، بما يتوفر لديها من امكانيات حالية، في اتخاذ سلسلة إجراءات احترازية متتالية، من أجل تأمين حد أدنى من التغذية الكهربائية المستقرة لأطول فترة ممكنة، في ظل الظروف الاقتصادية والمالية والنقدية الصعبة التي تمر بها البلاد، فقد استنفدت جميع الخيارات الممكن اللجوء إليها، ولم يعد بإمكانها سوى تسيير المجموعات الإنتاجية المتبقية بما يتجانس مع خزينها المتبقي من المحروقات وكميات المحروقات المرتقب توريدها بموجب اتفاقية التبادل مع الدولة العراقية، والتي لا تكفي وحدها سوى لقدرة انتاجية بحدود //500// ميغاواط كحد أقصى، ما ينتج عنه صعوبات عديدة لتأمين ثبات واستقرار الشبكة ويهدد بانهيارها الشامل في أي لحظة، بحيث أنه خلال الأسبوعين الأخيرين فقط تعرضت الشبكة الكهربائية إلى ما يزيد عن سبع (7) انقطاعات عامة على كامل الأراضي اللبنانية، وإنه اذا ما استمرت الأمور على حالها فهنالك مخاطر عالية من الوصول إلى الانقطاع العام والشامل أواخر شهر أيلول الحالي بعد نفاد كامل خزين المحروقات لديها أو عدم التمكن من تأمين استقرار وثبات الشبكة الكهربائية، في ظل إنتاج لا يتعدى الـ//500// ميغاواط، مع الإشارة إلى أنه لا يزال يتعذر على مؤسسة كهرباء لبنان، منذ عدة أشهر».

 

وعلى صعيد المحروقات، تم رفع جدول تركيب أسعار المحروقات سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان الى 209300 ليرة لبنانية و95 أوكتان الى 202400 ليرة والمازوت الى 162700 ليرة، ما شكّل ذريعة جديدة تحجج بها بعض التجار لتبرير رفع الأسعار.في كل الموادالاستهلاكية والغذائية .

 

وكشف وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي أنَّه تواصل مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض للمساعدة والمؤازرة للكشف على مخزون مادة البنزين لدى المحطات التي أقفلت أبوابها بوجه المواطنين، خصوصًا بعد تسلمها للمادة الحيوية.

 

وأشار مولوي إلى أنَّ وزير الطاقة أرسل إليه كتابًا بخصوص هذا الموضوع، مشددًا على أنَّ موضوع المحطات سيُعالج(امس).

 

وكان وزير الطاقة والمياه قد أدان «الممارسات التي تقوم بها بعض المحطات بعد تسلُّمها كميات من المحروقات من امتناعٍ عن تزويد المواطنين بهذه المادة الحيوية، وقال: أنَّ الممارسات الشاذة من البيع في السوق السوداء وتعبئة الغالونات مستمرة من قبل البعض.

 

وأوضح أنَّه «برغم حجج بعضها التي ترتبط بتصحيح نظام التعداد الخاص بماكينات تعبئة البنزين لكي تستوعب السعر الجديد لليتر الواحد، فإن ذلك لا يعيق استئناف التعبئة للمواطنين وعدم تركهم أسرى لهذه الطوابير، خصوصًا أنَّ ما حدث لم يكن مفاجأة بالنسبة إليها».

 

وحذَّر فياض المحطات «من الاستمرار في أعمال مماثلة تضر بمصلحة المواطنين، والمصلحة الوطنية تحت طائلة اتخاذ الإجراءات القانونية، وصولًا إلى سحب تراخيصها».

 

وأكّد ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا أنّ «وزير الطاقة والمياه وليد فياض طلب من موزعي المحروقات والشركات المستوردة للنفط أن تضخّ البنزين في الأسواق». وأوضح أنّ «البواخر التي كانت راسية في البحر حصل معظمها على موافقة استيراد، وسنشهد حلحلة نسبية في الأسواق بعد توزيع البنزين». وقال: أنّ بواخر إضافية محملة بالمحروقات ستأتي إلى لبنان في الأيّام المقبلة، وهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الحلحلة في الأسواق.

 

وتابع: أنّه كان للموزعين طلب من وزير الطاقة والمياه بحلّ موضوع سعر الصرف والجعالات على المازوت، وحصلنا من الوزارة على وعود بحلّ الأمر. وبدأت المحطات التي كانت مقفلة ببيع البنزين، لكنّ الزحمة كبيرة وطوابير السيارات تضاعفت.

 

وفي الإطار، أكد نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي أن الشركات المستوردة التزمت تسعيرة وزارة الاقتصاد للسلع على دولار 15000. وأوضح أن «عناصر كثيرة تؤثر على سعر الكلفة أهمها كلفة المازوت التي تختلف بين مورد وآخر».

 

وأشار الى أن «الأسعار من المورّد الى التاجر تم خفضها ولكن من التاجر الى المواطن تتطلب وقتاً»، متوقعاً أن «يبدأ المواطنون بتلمس انخفاض الأسعار على كل السلع خلال أيام».

 

وفي السياق، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر «تويتر»: السؤال المطروح بكل صراحة: هل يمكن التوفيق بين مشروع المقاومة واستفراده بالقرارات وهيبة الدولة في الحفاظ على الحد الادنى من السيادة على بعض من مقدراتها، بعد غزوة المازوت وتبعاته. وهل هذه الحكومة لتطرح رؤية إقتصادية جديدة بدل Cedre واسطوانة البنى التحتية؟

 

620552 إصابة

 

صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 602 إصابة جديدة بفايروس بكورونا و7 حالات وفيات بكورونا ليرتفع، ليرتفع إلى 620552 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020..

 

 

********************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

«تنازلات» بايدن تسهل بدء تراجع التصعيد الفرنسي ـ الأميركي

عوائق منعت باريس من الذهاب بعيداً في القطيعة مع واشنطن

  ميشال أبو نجم

مثلما كان متوقعاً؛ أسهم الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيسين الأميركي والفرنسي؛ بناء على طلب الأول، عصر أول من أمس، في وقف التصعيد الذي لجأت إليه باريس منذ الإعلان يوم الخميس الماضي عن تخلي أستراليا عن شراء 12 غواصة فرنسية الصنع لصالح غواصات أميركية تعمل بالدفع النووي وإطلاق التحالف الاستراتيجي – الأمني الثلاثي «الأميركي – البريطاني – الأسترالي». وكما أصبح معروفاً، شنت باريس حملة دبلوماسية غير مسبوقة ضد واشنطن، واستدعت سفيريها من واشنطن وكانبيرا، وألغت اجتماعات مقررة سابقة، وكالت اتهامات ثقيلة الوقع، على لسان وزير الخارجية جان إيف لو دريان، للأطراف الثلاثة، وتحدثت عن طعنة في الظهر، وإخلال بمواثيق الثقة، وعدم احترام الالتزامات، والإخلال بالتضامن بين الحلفاء والشركاء… إلى آخر المعزوفة. وبالتوازي؛ عمدت إلى تعبئة الاتحاد الأوروبي ليقف وراءها، ولكن بعد تردد استمر 5 أيام، ركزت باريس على أن التحدي ليس لفرنسا وحدها؛ بل للتكتل الأوروبي بمجمله. كذلك نادت فرنسا، بعد الخيبة من أداء الإدارة الأميركية في الملف الأفغاني، بتسريع السير نحو «دفاع أوروبي» و«استقلالية استراتيجية» فيما نظر إليه على أنه إبعاد للاتحاد من أن يكون له دور في «منطقة الهندي ــ الهادي» التي يعدها ذات أهمية بالغة استراتيجياً واقتصادياً وسياسياً.

اليوم؛ يبدو أن هذه الأمور قد أصبحت من الماضي عقب الاتصال الهاتفي بين بايدن وماكرون، الذي أعقبه اجتماع جمع وزيري خارجية البلدين أنطوني بلينكن ولو دريان. وبالطبع، لم تعد الأمور إلى ما كانت عليه قبل 15 سبتمبر (أيلول) الحالي، لكنها ولجت منعطفاً جديداً مرده، وفق مصادر دبلوماسية أوروبية في باريس، إلى أمرين: الأول أن لا مصلحة لأي طرف في استمرار التصعيد؛ لأنه ينسف الانسجام داخل الحلف الأطلسي ويحدث تشققات داخل الاتحاد الأوروبي. والثاني أن الأوراق الردعية التي تمتلكها باريس؛ وأهمها الخروج من الحلف الأطلسي أو على الأقل من القيادة العسكرية الموحدة كما فعل الجنرال ديغول في عام 1966، غير قابلة للاستخدام وفق المعطيات الحالية وبالنظر لحاجتها للولايات المتحدة سياسياً وعسكرياً وأمنياً. من هنا، فإن الأداء الفرنسي قام على رفع الصوت والتعبير عن الغيظ؛ لا بل الغضب بعد النكسة التي أصابت «صفقة القرن» وهو أقل الممكن. ولكن الواقعية السياسية دفعتها، كما هو واضح، إلى عدم السير بعيداً مخافة اجتياز نقطة اللاعودة؛ خصوصاً في علاقاتها الأميركية. وكان لا بد من بعض «التنازلات» الأميركية لتهدأ العاصفة الفرنسية؛ الأمر الذي وفره بايدن لنظيره الفرنسي. 4 أمور حصل عليها ماكرون: أولها اعتراف الطرف الأميركي، بمعنى ما، بالذنب؛ إذ جاء في بيانهما المشترك أن المشاورات الاستراتيجية المفتوحة بين الحلفاء والشركاء «كان يمكن أن تجنبنا الوضع الحالي» أي الأزمة. كذلك التزم بايدن باحترام هذا التشاور «بشكل دائم»؛ ما يمكن حسبانه اعتذاراً مقنعاً. وأعرب الطرفان عن التزامهما بإطلاق مسار «مشاورات معمقة» لإعادة الثقة المفقودة؛ مما سهل لباريس إرجاع سفيرها إلى واشنطن وتوافق الجانبين على لقاء قمة نهاية الشهر المقبل في أوروبا. والأمر الثاني اعتراف بايدن بأن انخراط باريس والاتحاد الأوروبي في منطقة المحيطين «يرتدي أهمية بالغة» وترجمة ذلك بلغة أقل دبلوماسية أن على واشنطن أن تأخذ في الحسبان مصالح الأوروبيين، وبالتالي ضرورة أن يكونوا جزءاً من الإجراءات والترتيبات الموجودة أو المقبلة. والأمر الثالث اعتراف بادين بـ«ضرورة قيام دفاع أوروبي أكثر قوة وكفاءة بحيث يساهم بشكل إيجابي في (توفير) الأمن على جانبي الأطلسي ويكمل دور الحلف» المذكور. وأخيراً، فإن بايدن التزم «تعزيز الدعم (الأميركي) لعمليات محاربة الإرهاب التي تقوم بها الدول الأوروبية (خصوصاً فرنسا) في منطقة الساحل». وكانت باريس تخشى أن تسحب واشنطن مسيّراتها وطائراتها المرابطة في قاعدة جوية شمال النيجر والتي توفر الدعم الاستخباري واللوجيستي للفرنسيين في إطار عملية «برخان» الفرنسية الخالصة، وفي إطار عمليات قوة «تاكوبا» المشكلة من وحدات كوماندوز أوروبية نصفها، حتى اليوم، من الفرنسيين.

حقيقة الأمر؛ أن هذه القضية لم تكتمل فصولها. فمن جهة؛ ما زالت القطيعة بين باريس وكانبيرا على حالها؛ خصوصاً بعد الكشف عن معلومات بينت كيف تعامل الطرف الأسترالي مع شريكه الفرنسي وكيف أخفى معلومات عنه؛ لا بل إن مصادر فرنسية أفادت بأن وزارة الدفاع الأسترالية أعربت قبل ساعات فقط من الإعلان عن فسخ عقد الغواصات، عن «ارتياحها» للتقدم الحاصل في المخططات التي عرضتها شراكة «نافال غروب» الفرنسية. وبعكس إعادة السفير الفرنسي إلى واشنطن الأسبوع المقبل، فإن أمراً كهذا لم يحدث مع كانبيرا؛ فيما الاهتمام الفرنسي اليوم هو على التعويضات التي يتعين على أستراليا دفعها مقابل فسخ العقد. إلا إن الأمر ليس تجارياً محضاً؛ إذ إن باريس كانت تعول على العقد الذي كان سيربط الطرفين لخمسين عاماً، من أجل بناء «شراكة استراتيجية» طويلة المدى بحيث تجعل منها طرفاً فاعلاً في المنطقة التي يسكنها مليون ونصف مليون مواطن فرنسي وحيث تتمتع باريس بمنطقة اقتصادية خالصة تزيد على 11 مليون كيلومتر مربع. وبعد خسارة أستراليا، تتقارب باريس مع نيودلهي التي اشترت منها أسراباً من طائرات «رافال» ويمكن أن تكون شريكها الاستراتيجي.

بيد أن الرئيس ماكرون؛ الذي واجه موجة حادة من الانتقادات يميناً ويساراً زاد من عنفها اقتراب الاستحقاق الرئاسي وسمع دعوات لردود فعل يصعب السير بها، ملزم بالإسراع في إيجاد المخارج لقلب هذه الصفحة. وتفيد أوساطه بأن التركيز سيكون في المقبل من الأسابيع، على الدفع باتجاه بناء القوة الأوروبية، وما سيساعده في ذلك أن بلاده سوف تترأس الاتحاد الأوروبي 6 أشهر بدءاً من يناير (كانون الثاني) 2022؛ أي في عز الانتخابات الرئاسية. وبعد خروج المستشارة أنجيلا ميركل من المشهد السياسي وخروج بوريس جونسون بفعل «بريكست»، فإن ماكرون يمكن حسبانه الشخصية الأبرز أوروبياً، ولا شك في أنه سوف يستخدم الواقع الجديد لينطلق منه لدفع خطة الاندماج الأوروبي إلى الأمام؛ ومن بين عناصرها القوة الأوروبية الموحدة، والاستقلالية الاستراتيجية؛ أي قدرة أوروبا على الدفاع عن مصالحها من غير مشاركة أميركية.

 

– «مجموعة نافال» ترسل لأستراليا فاتورة فسخ عقد الغواصات

تعتزم «نافال غروب» الصناعية الفرنسية أن ترسل «بعد بضعة أسابيع» لأستراليا «عرضاً مفصلاً بالأرقام» لـ«التكلفة التي تكبدتها والتكلفة المقبلة» بعد فسخ العقد الضخم لشراء 12 غواصة فرنسية، على ما أعلن رئيس مجلس إدارة المجموعة، بيار إريك بومليه، لصحيفة «لو فيغارو».

وقال: «هذه من الحالات التي نص عليها العقد، وسيترتب عليها دفع التكاليف التي تكبدناها والتكاليف المقبلة على ارتباط بالتفكيك الفعلي للبنى التحتية والمعلوماتية وإعادة نشر الموظفين… سوف نطالب بكامل حقوقنا».

وبلغت قيمة العقد الإجمالية 50 مليار دولار أسترالي (31 مليار يورو) عند توقيعه؛ ما يوازي 90 مليار دولار بعد الأخذ بالتضخم على طول مدة البرنامج مع تخطي حدّ التكاليف.

وكان هذا أضخم عقد حول معدات دفاعية سواء بالنسبة لأي مجموعة صناعية فرنسية أو لأستراليا، ووصفته فرنسا بأنه «عقد القرن». وقال بومليه للصحيفة، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية: «أعلن لنا هذا القرار من دون أي سابق إنذار».

وأكد أنه «لم يُطلب إطلاقاً من (نافال غروب) عرض غواصات نووية هجومية من طراز (باراكودا)، أحدث جيل من هذا النوع، على أستراليا. لا يمكن معالجة مثل هذا الموضوع إلا على أعلى مستوى في الدولة».

 

 

********************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

الوفد العسكري يضغط على عون لتوقيع المرسوم وشيا تحذر: الثروة مهددة !

ميقاتي يستكشف اليوم حدود الدور الفرنسي «الانقاذي»… والعتمة على «الابواب»

 تحقيقات جريمة المرفأ الى «المجهول»… و«اسرائيل» تتحدث عن «خديعة» نصرالله

– ابراهيم ناصرالدين

 

دخلت تحقيقات المرفأ في «المجهول» وسط كلام عن ايام معدودة للقاضي طارق البيطار على راس هذا الملف، بعدما تراكمت الاخطاء وادخلت التحقيق في «بازار الكباش السياسي»، وفيما يجد المواطن اللبناني نفسه وحيدا في مواجهة الفقر والعوز بعدما زاد رفع الدعم عن المحروقات من مآسيه، دون ان يرف جفن لاي مسؤول في دولة سبق ووعد بعدم اتخاذ اي خطوة من هذا القيبل دون بطاقة تمويلية باتت لزوم ما لا يلزم اليوم، عاد التهديد بالعتمة الشاملة «غير المفهوم» ليزيد المشهد قتامة بعدما تبين ان كل الاحتفاء بالفيول العراقي كان مجرد «اوهام».

اين موقع لبنان؟

 

في هذا الوقت، يسعى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم الى استكشاف الهامش المتاح امام حكومته لادارة الوضع الصعب في البلاد من «البوابة» الفرنسية ، فعلى وقع «التوتر» الناشىء بين باريس وواشنطن، وانكشاف هزالة الموقع الاوروبي والفرنسي في المنظومة الدولية، ومع تبادل طهران والرياض «رسائل» الود الحذرة مع اعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن المحادثات مع السعودية حققت «تقدما جادا» بشأن أمن الخليج، يبقى السؤال الاهم: اين موقع لبنان في هذا المشهد الاقليمي والدولي المعقد؟ وما هو الحيز المتاح لعملية «الانقاذ» الموعودة؟ خصوصا ان الكثير من الاسئلة لا تزال عالقة حول سعة «قارب النجاة» الممنوح للساحة اللبنانية، وعما اذا كانت «التهدئة» موقتة وغير قائمة على تسويات نهائية بين اصحاب القرار في الخارج الذين قرروا فجاة تخفيض منسوب التوتر، ولعل السؤال المركزي يبقى حول قدرة باريس على ادارة الملف اللبناني، حيث بدات تطل «الوصاية» المقنعة برأسها، في ظل «الحرد» السعودي، والاستغلال الاميركي للازمة في تحقيق مصالح «اسرائيل» النفطية، وسط تنافس بدأ يتظهر في المصالح الاقتصادية بين الاميركيين والفرنسيين في ما يخص استخراج الغاز اللبناني، في حين يتواصل «الضياع» في الموقف اللبناني العاجز حتى الان عن حسم خياراته التفاوضية، وقد حملت السفيرة الاميركية «رسالة» تحذير واضحة الى الخارجية بالامس حيال هذا الملف.

ضغط الوفد المفاوض!

 

وفي هذا السياق، يضغط الوفد العسكري المفاوض على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال عون، للاسراع في اخذ قرار توقيع تعديل المرسوم 6433 وفي هذا السياق، رأس رئيس الجمهورية اجتماعا، ضم، رئيس الوفد اللبناني في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن الطيار بسام ياسين، وعضوي الوفد العقيد الركن البحري مازن بصبوص وعضو هيئة إدارة قطاع البترول المهندس وسام شباط، في حضور المستشار الأمني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد الركن بول مطر، وقدم الوفد شرحا مستفيضا لعون حيال الخطوة. ووفقا لمصادر مطلعة، ابلغ الوفد الرئيس ان عدم الاقدام على هذه الخطوة سيفقد لبنان ورقة تفاوضية مهمة في الناقورة، كما لفت الى ان عدم تجاوز الوثائق اللبنانية الخط 23 سيسمح ل «اسرائيل» بالتنقيب في جزء من حقل قانا، وسيكون النزاع محصورا في 860 كيلومترا مربعا فقط، وهذا سيسبب خسارة كبيرة للبنان. كما اكد الوفد ان الوقت مؤات للضغط على «اسرائيل» للعودة الى التفاوض لان جعل المنطقة موضع نزاع سيوقف الشركات عن التنقيب لانها ستتحمل تبعات قانونية وامنية… ولفت اعضاء الوفد الى ان «اسرائيل» تعرف ان الموقف اللبناني قوي ولهذا تهرب من المفاوضات، وستكون خسارة لبنان مضاعفة، اذا لم يوقع المرسوم، ولهذا يجب الاسراع بذلك لان التفاوض سيكون على منطقة بين خطي 23 و 29 وسيكون هناك حل وسط يخدم مصالح لبنان.

تحذيرات السفيرة الاميركية

 

وفي هذا السياق، استقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا، وجرى البحث في ملف ترسيم الحدود، ووفقا لاوساط مطلعة، نصحت الدبلوماسية الاميركية الجانب اللبناني التعامل بهدوء مع هذا الملف، لان مصلحته العودة الى طاولة المفاوضات بطروحات «معقولة» وغير مبالغ فيها، لان من شأن اي مبالغة في رفع «سقف التفاوض» نسف الجهود الاميركية لتقريب وجهات النظر بين لبنان و»اسرائيل». كما غمزت السفيرة الاميركية من «قناة» وجود انقسام لبناني حول خرائط التفاوض، لافتا الى وجود تباينات داخلية ترجمت وعودا لمسؤولين اميركيين بطي صفحة النقطة 29 دون ان يترجم ذلك على ارض الواقع، وقد شددت على موقف بلادها الداعم لاستئناف التفاوض لكن على الجانب اللبناني ان يتحلى بالواقعية، حسب تعبيرها. ووفقا لتلك الاوساط، يعد موقف شيا الاوضح في انحيازه للموقف الاسرائيلي، ويحمل في طياته تحذيرات واضحة للجانب اللبناني من خسارة «الوساطة» الاميركية اذا ما حصل اصرار على تعديل خط التفاوض.

التنافس الاميركي – الفرنسي

 

وعلى هامش لقائه اليوم مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، يحمل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي معه اسئلة حول بطء شركة «توتال» في استكشاف الغاز اللبناني، خصوصا أن موازنة الشركة الفرنسية لعام 2022، لم تلحظ اي اموال مخصصة لاستكشاف البلوكين 9 و10. وفي هذا السياق، دخل الاميركيون على «خط» التنقيب البحري في ظل ابداء شركة «هاليبرتون» الاميركية استعدادها للقيام بعمليات التنقيب في المنطقة المتنازع عليها، على ان يجري وضع المردود المالي في صندوق مستقل الى حين البَت القضائي الدولي بالنتائج. وبالتالي، تقسيم اموال الصندوق وفق حقوق النتيجة القضائية، وهذا السيناريو موضع خلاف داخلي حيث يرفض حزب الله الدخول في اي «شراكة مبطنة» مع اسرائيلي، بينما لا يمانع فريق رئيس الجمهورية البحث في الامر!

ماذا تريد باريس؟

 

وفيما يسعى رئيس الحكومة الى احياء «سيدر» وامواله التي ضاعت آثارها في خضم الجدل حول الحصص الحكومية، وسيطالب بتنفيذ مشاريع اقتصادية ومالية للبنان، كان البنك المركزي الاوروبي قد أنجز ملفاتها خلال الاشهر الماضية، سيطلب الفرنسيون بالمقابل خطة متكاملة عنوانها الاصلاحات، ووفقا لمصادر فرنسية، يريد الرئيس ايمانويل ماكرون من الرئيس ميقاتي جدول زمني واضح لهذه الاصلاحات، كما تشترط باريس نجاح التفاوض مع صندوق النقد الدولي كي تبدأ المساعدات عمليا، لانه دون ذلك لا يمكن للفرنسيين الدخول في «ورشة» متكاملة ضمن خطة شاملة للمساعدات. لكن باريس التي نالت صفقة انتاج الطاقة بـ 27 مليار دولار في البصرة العراقية، تطمح الى الحصول على مشاريع استثمارية في لبنان، وخصوصا قطاع الكهرباء ومرفا بيروت . ويرغب الفرنسيون بانشاء صندوق سيادي بادارة شركة عالمية على طريقة «بي او تي» يتولى ادارة وتسيير واستثمار كل القطاعات المنتجة كالاتصالات وشركة الميدل ايست وكازينو لبنان والمرافئ واملاك الدولة وغيرها، «وعين» فرنسا على اعادة اعمار مرفأ بيروت واصلاح قطاع الكهرباء من خلال الفوز بالتزام بناء المعامل.

نصر الله والخديعة؟

 

في هذا الوقت، وفي ابرز الدلائل على قدرة لبنان على ادارة مواجهة ناجحة مع الاسرائيليين، لا تزال تداعيات دخول المحروقات الايرانية الى لبنان تحظى باهتمام وسائل الاعلام الاسرائيلية، حيث اقرت صحيفة «يديعوت احرنوت» بان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نجح في «خداع» الولايات المتحدة التي لها حضور بحري مهم في البحر المتوسط، وكذلك «إسرائيل» التي مرت الباخرة من أمام «شواطئها»، دون ان يقدم احد على منعها بعدما لمح الى استعداده لأخذ مخاطرة محسوبة لاشتعال محتمل للمنطقة مع علمه المسبق بعدم رغبة الاطراف الاخرى بذلك. وقالت هنا كانت «الخديعة».

الهروب من الاثمان

 

ولفتت الصحيفة الى ان التقديرات الامنية الاسرائيلية كانت واضحة ، فإلى جانب الخيار بالسماح للباخرة بالوصول إلى الهدف، كانت هناك خيارات لمنع هذا عنها، ولكن لكل من هذه الخيارات ثمن. وكان يمكن للولايات المتحدة أن تنفذ خيار العقوبات، وتوقف السفينة وتصادر محتواها بدعوى أن إيران خرقت العقوبات. وهناك رد «إسرائيل» أيضاً، التي اختارت عدم الدخول بمواجهة مباشرة مع إيران و»حزب الله». ومن هنا كان نصر الله يدرك أن خيارات منع وصول السفينة إلى هدفها احتمال متدن. وخلصت «يديعوت» الى القول «خدعة» نصر الله نجحت؛ فقد ثبّت حقيقة، ان أحداً في داخل لبنان أو خارجه يمكن ان يمنعه من ادخال البواخر، وما حصل يعزز سيطرة «حزب الله»أكثر فأكثر ويضعف كل الباقين.

المواجهة القضائية- السياسية الى اين؟

 

في هذا الوقت، تسير التحقيقات في جريمة مرفا بيروت نحو المجهول في ظل مسار يقود الى الاستنتاج بان ايام قاضي التحقيق العدلي طارق البيطار باتت معدودة بعد ان اتخذت المواجهة السياسية مع الوزراء السابقين والنواب الملاحقين منحا قانونيا سيقود حكما الى «كف» يده عن الملف، ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول المرشح لخلافته اذا ما تم اقصاؤه، حيث يبدو الافق القضائي مسدودا بعدما دخلت القضية في «بازار» تصفية الحسابات السياسية، وهذا ما سيؤدي حكما الى ضياع الحقيقة.

 

وفي هذا السياق، وفيما التقى وزير العدل مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات بعدما يوم على لقائه القاضي ببيطار، ابلغت القاضية رندة كفوري المحامي العام التمييزي غسان الخوري الدعوة بطلب الرد المقدمة امام محكمة الاستئناف من قبل النائب نهاد المشنوق بعدم صلاحية القضاء العدلي بملاحقة الرؤساء والوزراء، ويفترض ان يتوقف البيطارعن متابعة القضية بعد التبلغ، وعلم في هذا الاطار ان النائبين غازي زعيتر وعلي حسن خليل، كما رئيس الحكومة الاسبق حسان دياب لم يحسم امرهم بعد، في مسألة تقديم شكوى ضد البيطار، والامور ستحسم خلال الايام القليلة المقبلة.

نيترات «ايعات»

 

وفي ملف التحقيق «بنيترات» ايعات يواصل قاضي التحقيق فادي عقيقي الاشراف على التحقيقات، فيما تواصل استخبارات الجيش متابعة التحقيق، ووفقا للمعلومات، تم اعادة الكشف على الشحنة، واخذت عينات جديدة لمعرفة نسبة الازوت فيها، وقد تم الاستماع الى كل المتورطين بالشحنة، وآخرهم صاحب المخزن سعد الله الصلح، وخلال الساعات المقبلة سيتخذ عقيقي قراره اما بالادعاء على الموقفين او اخلاء سبيلهم.

العتمة الشاملة!

 

في هذا الوقت، عادت ازمة الكهرباء الى التازم مع غياب الطاقة المنتجة من قبل الدولة عن معظم المناطق اللبنانية التي تغذى مداورة بنحو ساعتين في اليوم، وقد حذرت مؤسسة كهرباء لبنان من مخاطر الوصول إلى الانقطاع العام والشامل أواخر شهر أيلول الحالي، بعد نفاد كامل مخزون المحروقات لدى المؤسسة التي اكدت أنها «استنفدت كل الخيارات الممكن اللجوء إليها، ولم يعد بإمكانها سوى تسيير المجموعات الإنتاجية المتبقية، بما يتجانس مع مخزونها المتبقّي من المحروقات، وكميّات المحروقات المرتقب توريدها بموجب اتفاقيّة التبادل مع الدولة العراقية، والتي لا تكفي وحدها سوى لقدرة إنتاجيّة بحدود 500 ميغاواط كحدّ أقصى. ووجهت المؤسسة اللوم الى المصرف المركزي بعدما تعذر عليها منذ عدّة أشهر، استخدام فائض العملة الوطنية المتراكم في حساباتها لدى مصرف لبنان، جرّاء عمليات جباية فواتير الاشتراكات بالتغذية في التيار الكهربائي، وذلك في محاولة منها لتغطية جزء من حاجاتها من المحروقات بالعملة الصعبة لزوم إنتاج الطاقة؛ على الرغم من سعيها الحثيث مع جميع المعنيّين بهذا الشأن. وفي هذا الاطار، لفتت اوساط مطلعة الى ان واحدة من اسباب الانهيار في «الشبكة» استمرار تمنع القوى الامنية عن حسم الموقف في محطي تحويل «الحرش» في بيروت، وبعلبك، حيث لا تزالان خارج سيطرة مؤسسة الكهرباء ويقوم من يضعون اليد عليها بتوزيع الكهرباء بطريقة عشوائية ما يؤدي الى فوضى كهربائية تسببت بانهيار الشبكات سبع مرات خلال الايام القليلة الماضية؟

 

 

********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

ماذا سيقول رئيس الجمهورية للعالم عن «جهنم ؟»

 

من الدولة المنطفئة سياسيا واقتصاديا وماليا واجتماعيا والمهددة بالعتمة الشاملة كهربائيا يطل رئيسا الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي على العالم مناشدين المساعدة والعون. من لبنان، الذي بالكاد يبقى لشعبه نَفَس يتنشقونه، لكثرة ما سلبت منه الطبقة السياسية من ماله ومدخراته الى ابسط حقوق العيش ورمته في اتون الذّل وطوابير الاهانات اليومية، سيخاطب رئيسه العالم اليوم افتراضيا. ومن الوطن المجروح في الصميم بممارسات ميليشياوية وقحة تهدد قضاءه في عقر داره ولا تجد في السلطة الحاكمة من يرفع الصوت اعتراضا او يتجرأ على مساءلة «الحزب الحاكم»، ينتقل رئيس الحكومة الى باريس مفتتحا مشوار الانقاذ الموعود، وكله امل باستعادة دولة فاقدة الهيبة و»ساقطة» في عيون شعبها او ما تبقى منه.

 

ميقاتي في باريس

 

في اطلالة خارجية هي الاولى له بعد التأليف، وصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى فرنسا حيث يلتقي اليوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يولم على شرفه، وسيكون دعم لبنان اذا أحسن في القيام باصلاحات حقيقية الملف الابرز بين الرجلين، وسط معلومات تفيد بأن باريس ستشترط اصلاحات سريعة ضمن مهل زمنية محددة على صعيد الكهرباء والماء والقضاء ومحاربة الفساد والتهريب، لتواصل جهودها لاقناع المجتمع الدولي بدعم بيروت.

 

وفي السياق قالت مصادر سياسية مطلعة ان ملف لبنان الاقتصادي المالي اصبح تحت الادارة الفرنسية المباشرة والرعاية الاميركية، وما افتتاح الرئيس نجيب ميقاتي برنامج زياراته الخارجية من باريس ، الا الدليل الى التسليم بهذه المعادلة بحيث سيشكل لقاء الاليزيه وغداء العمل الذي سيدعو اليه الرئيس ايمانويل ماكرون شخصيات معنية بملف لبنان محطة اساسية في مجال النقاش في خطة الانقاذ وتفاصيلها التي تكشف المصادر  انها ستتضمن في شكل اساسي انشاء صندوق سيادي بادارة شركة عالمية على طريقة الـ»B. O. T» يتولى ادارة وتسيير واستثمار كل القطاعات المنتجة كالاتصالات وشركة الميدل ايست وكازينو لبنان والمرافئ واملاك الدولة وغيرها، وهي كفيلة وفق المصادر بضخ اموال طائلة اذا ما احسنت ادارتها وعاد مردودها الصافي لمصلحة خزينة الدولة. كل ذلك، الى جانب انجاز موازنة العام 2022 التقشفية واعادة هيكلة القطاع المصرفي بما يتناسب وحاجة لبنان، واعادة اعمار مرفأ بيروت واصلاح قطاع الكهرباء من خلال تلزيم مشترك فرنسي الماني تتعهد بناء المعامل وتأمين التيار خلال فترة قياسية.

 

كلمة عون

 

على الصعيد اللبناني – الخارجي ايضا، يلقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ابتداء من الساعة الرابعة بعد ظهر اليوم الجمعة بتوقيت بيروت عبر تقنية «الفيديو» من مكتبه في قصر بعبدا، كلمة لبنان امام الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، ويتناول فيها «موقف لبنان من التطورات المحلية والإقليمية، إضافة الى الثوابت اللبنانية حيال القضايا المطروحة».

 

الترسيم

 

وفيما سيتطرق بلا شك الى اولويات الحكومة العتيدة، فإن ملف الثروة النفطية البحرية ستكون ايضا حاضرة في كلمته. وليس بعيدا، رأس رئيس الجمهورية اجتماعا، ضم، رئيس الوفد اللبناني في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن الطيار بسام ياسين، وعضوي الوفد العقيد الركن البحري مازن بصبوص وعضو هيئة إدارة قطاع البترول المهندس وسام شباط، في حضور المستشار الأمني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد الركن بول مطر. وخلال الاجتماع سلم الوفد الرئيس عون تقريرا يتضمن مراحل المفاوضات منذ انطلاقتها وحتى تاريخه واستراتيجية متكاملة للمرحلة المقبلة، بما يضمن مصلحة لبنان العليا في المحافظة على حقوقه في ثرواته في المنطقة الاقتصادية الخالصة.

 

شيا عند بو حبيب

 

وفي السياق، استقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا وجرى البحث في العلاقات الثنائية وترسيم الحدود، ودعم الجيش اللبناني ، الى جانب مسألة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

 

الحريري

 

وقال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لمناسبة العيد الوطني السعودي  «في هذه المناسبة استذكر وقوف المملكة الدائم الى جانب لبنان ومساعدته، وكذلك احتضانها للعرب وحمل لواء الدفاع عن قضاياهم». وتمنى «للمملكة دوام التقدم والازدهار والمزيد من الاستقرار»، متقدما «من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان والشعب السعودي، بأخلص التهاني باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية».

 

تهديد بيطار

 

في الاثناء بقيت قضية تهديد المحقق العدلي في جريمة المرفأ القاضي طارق بيطار تتفاعل. وعلى هذا الخط،  توجه أعضاء تكتل الجمهورية القوية النواب جورج عقيص، عماد واكيم، فادي سعد، شوقي الدكاش، امس بسؤال عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الحكومة، حول تهديد بيطار، عارضين المسار القضائي للقضية منذ تعيين القاضي فادي صوان وصولاً إلى بيطار.

 

وزير العدل

 

الى ذلك، اشارت معطيات صحافية الى ان وزير العدل التقى امس مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات بعدما كان اجتمع اول امس ببيطار، متحدثة عن بيان مرتقب صدوره، في حين ذكرت معلومات صحافية ان محامي النائب نهاد المشنوق سيتقدم غدا (اليوم) بدعوى طلب رد بعدم صلاحية القضاء العدلي بملاحقة الرؤساء والوزراء.

 

وقاحة صفا

 

وفي السياق، سألت اوساط معارضة عن مدى تعامي الدولة عن ممارسات مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا وحزبه التي بلغت حداً لا يجوز السكوت عنه بعدما ثبت بالوثائق والادلة انه دخل قصر العدل وهدد المحقق العدلي في خطوة اقل ما يمكن وصفها بالـ»وقحة» لا تقيم اعتبارا للقضاء ولا للدولة ولا قوانينها. واستهجنت الصمت الرئاسي والوزاري المطبق ازاء الممارسات الحزبية الشاذة متسائلة لو ان اي مسؤول حزبي آخر في لبنان اقدم على ما فعله صفا، هل كان الامر سيّان؟

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram