الحاج حسن: على اللبنانيين التنبّه من “نفق التفاوض” الذي يقود إلى التنازلات

الحاج حسن: على اللبنانيين التنبّه من “نفق التفاوض” الذي يقود إلى التنازلات

 

Telegram

شدّد رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب حسين الحاج حسن، خلال لقاء سياسي في بلدة السعيدة – غربي بعلبك، على أنّ العدوان الأميركي – “الإسرائيلي”، والمرفق بتواطؤ عدد كبير من الدول عبر السكوت عنه، يهدف إلى مزيد من الهيمنة والسيطرة والتوسع “الإسرائيلي”، مؤكدًا أنّ ما يُقال في هذا الشأن ليس تحليلات بل معلومات موثّقة.

وأوضح الحاج حسن أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان واضحًا في حملته الانتخابية حين وصف أرض “إسرائيل” بأنّها صغيرة وتحتاج إلى أرض إضافية. كما كان بنيامين نتنياهو صريحًا في حديثه عن “إسرائيل الكبرى”، لافتًا إلى أنّ الرجلين يتقاسمان الأدوار لتحقيق الهدف ذاته. وأشار إلى أنّ الحديث عن منطقة ترامب الاقتصادية، في جنوب لبنان، لم يواجه أي نفي لا من الجانب الأميركي ولا “الإسرائيلي”، مضيفًا أن “الإسرائيليين” اليوم، وعلى لسان كاتس، يؤكدون أنّهم لن ينسحبوا من النقاط الخمس، فيما كان المبعوث الأميركي بارّاك قد أكد سابقًا الأمر نفسه.
وتطرّق إلى الاعتداءات “الإسرائيلية” الأخيرة، ولا سيما بناء الجدار الذي تجاوز الحدود وضمّ أراضٍ لبنانية، ما دفع رئيس الجمهورية إلى الطلب من وزير الخارجية تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن. ورأى أنّ القضية تتخطى مسألة قوة لبنان وسلاح المقاومة لتصل إلى مشاريع توسعية “إسرائيلية” تستدعي مواجهة من جميع اللبنانيين، لأنّ السيادة لا تتجزأ، وكل ذرة تراب وكل نقطة مياه وكل شبر من السماء اللبنانية هي سيادة يجب الدفاع عنها.
وفي سياق متصل، لفت إلى أنّ آخر اعتداءات العدو استهدفت قوات اليونيفيل، وقد برر “الإسرائيلي” إطلاق النار عليها بالظروف الجوية، معتبرًا أنّ ذلك يأتي ضمن تواطؤ أميركي واضح يبدأ من واشنطن نفسها.
وقال إن اتفاق 27 تشرين الثاني نص على انسحاب “إسرائيل” خلال مهلة 60 يومًا، أي في 26 كانون الثاني 2025، لكن الأميركي أصدر بيانًا قبل انتهاء المهلة بأيام ومددها حتى نهاية شباط، وبالتالي فالخرق الأول للاتفاق ليس إسرائيليًا بل أميركيًا.
وأكد الحاج حسن أنّ الولايات المتحدة تقود الحرب على لبنان وسورية وغزة وإيران واليمن وفلسطين وعلى كل الأمة، حتى الدول الحليفة لها.
وتوقف عند المشهد السوري، لافتًا إلى أنّ سورية في عهد الرئيس الشرع كانت حليفة لأميركا، وكان الأميركيون يتحركون فيها بحرية، ومع ذلك تتعرض لقصف “إسرائيلي” مستمر. وسأل: “لماذا استهدفت “إسرائيل” قواعد الجيش السوري، ولماذا أعلنت أنها لن تنسحب من جبل الشيخ والمناطق التي تزعم أنها أمنية في سورية؟”.
وأضاف أنّ سورية دخلت في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، ولم يعد فيها سلاح مقاومة، ومع ذلك تستمر “إسرائيل” في احتلال الأرض وقصف المواقع، ما يثبت أنّ العدو لا يحتاج إلى ذريعة، فمشروعه توسعي بطبيعته. وأكد أنّ الحديث عن المقاومة ينطلق من مواجهة المشروع “الإسرائيلي”.
وتوجّه إلى اللبنانيين بالسؤال: “هل يمكن لأحد أن يقبل اقتطاع جزءًا من أرضه تحت مسمى أرض اقتصادية؟ وإذا كان هناك من يقبل فليعلن ذلك. وهل يقبل اللبنانيون أن تُستباح أجواؤهم أو أن تحدد “إسرائيل” للجيش اللبناني نوع السلاح الذي يحق له امتلاكه؟”.
ورأى أنّ هذا المسار هو ما حاول قوله في كتابه المفتوح للمسؤولين اللبنانيين: “انتبهوا من الأميركي قبل “الإسرائيلي”، فالدخول في نفق المفاوضات سيؤدي إلى تنازلات متتالية من دون قعر”. وشدد على أنه لا مبرّر لفتح الحديث عن اتفاق جديد في ظل وجود اتفاق قائم التزم لبنان بكل بنوده باعتراف الأمم المتحدة، فيما لم تلتزم “إسرائيل” بأي منه. واعتبر أنّ الأميركي يريد نزع قوة لبنان ودفعه إلى تنازلات تدريجية ثم يبرّر عجزه لاحقاً عن إلزام “إسرائيل”.
وتطرق إلى قرارَي الحكومة في 5 و7 آب، معتبرًا أنهما غير ميثاقيين؛ لأنّ الوزراء الشيعة لم يشاركوا في التصويت. وقال إن القرارين قدما للأميركيين ثم نُقلا إلى “الإسرائيليين” الذين صعّدوا بعدها ورفضوا أي تفاهم.
وأكد خطورة الانزلاق إلى مسار تفاوضي جديد، مشيرًا إلى أن لجنة الميكانيزم القائمة منذ سنة لم تحقق شيئًا رغم تبديل رئيسها الأميركي ثلاث مرات، ووجود مندوبين من فرنسا والأمم المتحدة ولبنان والكيان “الإسرائيلي”. وسأل: “ما الذي حققته هذه اللجنة حتى يدفع نحو اتفاق جديد بينما الاتفاق القائم لم يُحترم؟”.
ولفت إلى أنّ الأميركيين يمارسون ضغوطًا على مختلف المستويات، ويشاركهم في ذلك جزء من الدول العربية والإسلامية وجزء من أوروبا وبعض اللبنانيين.
وأشار إلى أن أحد مسؤولي الأحزاب دعا المسؤولين اللبنانيين للتحلي بجرأة أفيخاي أدرعي، معتبراً ذلك كلامًا خطيرًا، فيما دعا بعضهم “إسرائيل” إلى قصف المباني عشوائيًا، وبعض النواب والوزراء يبررون العدوان الصهيوني.
وقال إن من حق أي طرف انتقاد حزب الله، ولكن ليس من حق أحد تبرير العدوان أو الامتناع عن إدانته.
وختم بالتشديد على ما قاله الرئيس نبيه بري بشأن حاجة لبنان إلى الوحدة الوطنية، معتبرًا أنّ أي انقسام سيجعل نتائج الاستهداف “الإسرائيلي” تطال الجميع. ورأى أنّ إضعاف لبنان اقتصاديًا أو سياسيًا أو ماليًا أو أمنيًا لا ينعكس على فئة دون أخرى، وأنّ القرارات الخاطئة التي تفرض حصارًا تمس الاقتصاد اللبناني بكامله.
وسأل من يتحدث عن اقتصاد “الكاش” عمّا إذا كان قد أنجز إصلاحات القطاع المصرفي، مؤكدًا أن الخضوع السريع للإملاءات الأميركية يضر بلبنان بكل مكوناته، لأن البلد مترابط، وإذا ضعفت فئة أو منطقة أو جماعة، فإن الجميع سينال نصيبًا من تداعيات ذلك.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram