لماذا يخطئ «آيفون» في التصحيح التلقائي؟

لماذا يخطئ «آيفون» في التصحيح التلقائي؟

 

Telegram

تواجه شركة «آبل» موجة من الشكاوى بعد التحديث الأخير لنظام «آي أو إس 26»، إذ أبلغ مستخدمون عن أخطاء متكرّرة في ميزة التصحيح التلقائي التي طالما عُرفت بدقتها، ما أثار تساؤلات حول علاقة هذه الأعطال بالذكاء الاصطناعي الذي يقف خلفها.

آليات مختلفة… وجوهر واحد

يؤكد خبراء البرمجة اللغوية أن أنظمة التصحيح التلقائي ــ رغم اختلافها بين الشركات ــ تعتمد على مبدأ موحّد يجمع بين الإحصاء واللغويات الحاسوبية.

ويشرح رائد التصحيح في «مايكروسوفت»، جان بيدرسن، أن هذه الأنظمة «تحلّل سياق النص لتقدير الكلمة الأنسب، حتى وإن لم تفهم معناها الحقيقي».

أما أحد مؤسسي التقنيات اللغوية في التسعينيات، كينيث تشرش، فيشير إلى أن «آبل من أكثر الشركات حرصاً على سرية خوارزمياتها»، ما يجعل تحليل آلياتها الداخلية أمراً بالغ الصعوبة.

وتعتمد هذه الأنظمة على تقييم احتمالي للكلمات في ضوء الجمل السابقة، ما يجعلها قادرة على توقّع ما يريد المستخدم كتابته، وهي الآلية التي تطوّرت لاحقاً إلى نماذج اللغة العميقة المستخدمة في أدوات مثل «شات جي بي تي».

من التدقيق الإملائي إلى النماذج اللغوية

بدأت رحلة التصحيح الآلي عام 1970 مع نظام «يونِكس» الذي وفّر أول أداة لتدقيق النصوص بمقارنة الكلمات مع قاموس مدمج، لكن هذا النظام لم يكن يفهم السياق.

ومع تطوّر قدرات التخزين والذاكرة، ظهرت تقنية «إن-غرامز» (N-Grams)، التي سمحت بتوقّع الكلمة التالية استناداً إلى الاحتمالات الإحصائية واستخدامات اللغة لدى الملايين من المستخدمين.

وكانت هذه التقنية أساس الرسائل الشهيرة مثل: «هل كنت تقصد…؟» التي سبقت ظهور محركات البحث الذكية ونماذج اللغة الحديثة.

ذكاء اصطناعي داخل «الكيبورد»

مع تطوّر الذكاء الاصطناعي، تحوّل التصحيح التلقائي إلى نظام لغوي متكامل يتعلّم من مليارات النصوص والمحادثات.

وأكدت «آبل» لصحيفة «ذا غارديان» أنها تستخدم نموذجاً لغوياً خاصاً مدمجاً داخل أجهزتها، ما يجعل نظام التصحيح التلقائي اليوم أقرب إلى نسخة مصغّرة من «شات جي بي تي».

لكنها أوضحت أن العطل الحالي ليس بسبب الذكاء الاصطناعي، بل نتيجة خطأ برمجي في لوحة المفاتيح تعمل الشركة على إصلاحه.

ذكاء يعيد صياغة اللغة

تكشف هذه التطوّرات أن «التصحيح التلقائي» لم يعد مجرّد أداة لتصحيح الأخطاء، بل أصبح نموذجاً لغوياً ذكياً يطوّر اللغة ويعيد صياغتها بناءً على البيانات والتعلّم المستمر.

فما بدأ كبرنامج بدائي في سبعينيات القرن الماضي، أصبح اليوم جزءاً من ثورة الذكاء الاصطناعي التي تعلّم الآلات كيف «تفكّر» لغوياً، حتى وإن أخطأت أحياناً في تهجئة كلمة.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram